كتاب قسم الفيء والغنيمة
باب بيان مصرف الغنيمة في الأمم الخالية إلى أن أحلها الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم ولأمته

[ 12486 ] حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله إملاء أنا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكي ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تحل الغنائم لمن كان قبلنا ذلك بأن الله رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا

[ 12487 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا نبي من الأنبياء فقال للقوم لا يتبعني رجل قد كان ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن ولا آخر قد بنى بناء له ولما يرفع سقفها ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها فغدا فدنا من القرية حين صلى العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه قال فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت ان تطعمه فقال فيكم غلول فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فليبايعني قبيلتك فبايعته قبيلته فلصق يد رجلين أو ثلاثة فقال فيكم الغلول أنتم غللتم قال فاخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب فوضعوه في المال وهو بالصعيد فأقبلت النار فأكلت فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث بن المبارك عن معمر ورواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق

[ 12488 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس الدوري ثنا محاضر ثنا الأعمش ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تحل الغنائم لقوم سود الرؤوس قبلكم كانت تجمع فتنزل نار من السماء فتأكلها فلما كان يوم بدر أسرع الناس في الغنائم فأنزل الله عز وجل { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } لفظ حديث أبي معاوية وفي رواية محاضر وانه لما كان يوم بدر أغاروا فيها قبل أن تحل لهم فأنزل الله عز وجل وزاد في آخره فأحلت لهم والباقي بمعناه

[ 12489 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنا هشيم عن سيار عن يزيد الفقير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض طيبا وطهورا ومسجدا وأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سنان عن هشيم ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى

باب بيان مصرف الغنيمة في ابتداء الإسلام وأنها كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعها فيمن يراه ممن شهد الوقعة وممن لم يشهدها حتى نزل قوله عز وجل واعلموا أن ما غنمت من شيء فإن لله خمسة وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فكان الخمس لأهل الخمس وأربعة أخماسها لمن شهد الوقعة

[ 12490 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ثنا محمد بن عبيد الله المنادى ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن سماك عن مصعب بن سعد عن سعد قال نزلت في أربع آيات أصبت سيفا يوم بدر فقلت يا رسول الله نفلنيه فقال ضعه من حيث أخذته ثم قلت يا رسول الله نفلنيه فقال ضعه من حيث أخذته فقلت يا رسول الله نفلنيه واجعلني كمن لا غناء له قال ضعه من حيث أخذته ونزلت يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول إلى آخر الآية أخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبة وقال اجعل كمن لا غناء له

[ 12491 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة قالا ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن مصعب بن سعد عن أبيه قال جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر بسيف فقلت يا رسول الله قد شفي صدري اليوم من العدو فهب لي هذا السيف فقال إن هذا السيف ليس لي ولا لك فذهبت وأنا أقول يعطاه اليوم من لم يبل بلائي فبينا أنا إذ جاءني الرسول فقال أجب فظننت أنه قد نزل في شيء من كلامي فجئت فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم إنك سألتني هذا السيف وليس هو لي ولا لك فإن الله قد جعله لي فهو لك ثم قرأ يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول إلى آخر الآية

[ 12492 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم الحيري ثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب ثنا وهب بن بقية الواسطي ثنا خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من فعل كذا وكذا فله من النفل كذا وكذا قال فتقدم الفتيان ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها فلما فتح الله عليهم قالت المشيخة كنا رداءا لكم لو انهزمتم فئتم إلينا فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى فأبى الفتيان وقالوا جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا فأنزل الله تبارك وتعالى يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول إلى قوله { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق إن فريقا من المؤمنين لكارهون } يقول فكان ذلك خيرا لهم وكذلك أيضا فأطيعوني فإني أعلم بعاقبة هذا منكم

[ 12493 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو عمران التستري ثنا سهل بن عثمان ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن داود بن أبي هند فذكره بمعناه زاد فقسمها بينهم بالسواء

[ 12494 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي قال سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال قال فينا أصحاب بدر نزلت وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين التقى الناس ببدر نفل كل امرئ ما أصاب وكنا أثلاثا ثلث يقاتلون العدو ويأسرون وثلث يجمعون النفل وثلث قيام دون رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشون عليه كرة العدو حرسا له فلما وضعت الحرب قال الذين أصابوا النفل هو لنا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل كل امرئ ما أصاب وقال الذين كانوا يقتلون ويأسرون والله ما أنتم بأحق منا لنحن شغلنا عنكم القوم وخلينا بينكم وبين النفل فما أنتم بأحق به منا وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنتم بأحق به منا لقد رأينا أن نقتل الرجال حين منحونا أكتافهم ونأخذ النفل ليس دونه أحد يمنعه وكلنا خشينا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كرة العدو فقمنا دونه فما أنتم بأحق به منا فلما اختلفنا وساءت أخلاقنا انتزعه الله من أيدينا فجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمه على الناس عن بواء فكان في ذلك تقوى الله وطاعته وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاح ذات البين يقول الله عز وجل يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ورواه جرير بن حازم عن محمد بن إسحاق مع تقصير في إسناده وقال فقسمه على السواء لم يكن فيه يومئذ خمس

[ 12495 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني دعلج بن أحمد السجزي ثنا عبد العزيز بن معاوية البصري ثنا محمد بن جهضم الخراساني ثنا إسماعيل بن جعفر حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن سلمان الأشدق عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلقى العدو فلما هزمهم الله اتبعهم طائفة من المسلمين يقتلونهم وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم واستولت طائفة بالعسكر فلما كفى الله العدو ورجع الذين قتلوهم قالوا لنا النفل نحن قتلنا العدو وبنا نفاهم الله وهزمهم وقال الذين كانوا أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما أنتم بأحق منا هو لنا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينال العدو منه غرة وقال الذين استولوا على العسكر والله ما أنتم بأحق به منا نحن استولينا على العسكر فأنزل الله تبارك وتعالى يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم إلى قوله إن كنتم مؤمنين فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم عن فواق

[ 12496 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو عوانة وشيبان عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن بن عمر أنه قال لرجل أما قولك الذي سألتني عنه أشهد عثمان رضى الله تعالى عنه بدرا فإنه شغل بابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وذكر الحديث أخرجه البخاري من حديث أبي عوانة

[ 12497 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي أنا محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة

[ 12498 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب ثنا أبو محمد القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري أنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسمية من شهد بدرا ومن تخلف عنه فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه عثمان بن عفان بن أبي العاص تخلف على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت وجعة فتخلف عليها حتى توفيت يوم قدم أهل بدر المدينة فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه قال وأجري يا رسول الله قال وأجرك قال وقدم طلحة بن عبيد الله من الشام بعدما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه فقال لك سهمك قال واجري يا رسول الله قال وأجرك وقدم سعيد بن زيد من الشام بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرم من بدر فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه فقال لك سهمك قال واجري يا رسول الله قال وأجرك وأبو لبابة خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فرجعه وأمره على المدينة وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر وخوات بن جبير خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الصفراء فأصاب ساقه حجر فرجع فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وعاصم بن عدي خرج زعموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده فرجع من الروحاء فضرب له بسهمه والحارث بن الصمة كسر بالروحاء فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه لفظ حديث موسى بن عقبة وحديث عروة بمعناه وزاد في حديث عروة الحارث بن حاطب رده وضرب له بسهمه أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس في سورة الأنفال قوله يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول قال الأنفال المغانم كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة ليس لأحد منها شيء ما أصاب سرايا المسلمين أتوا به فمن حبس منه إبرة أو سلكا فهو غلول فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم منها قال الله تبارك وتعالى يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لي جعلتها لرسولي ليس لكم منها شيء فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم إلى قوله إن كنتم مؤمنين ثم أنزل الله عز وجل وأعلموا إنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ثم قسم ذلك الخمس لرسول الله ولذي القربى يعني قرابة النبي صلى الله عليه وسلم واليتامى والمساكين والمجاهدين في سبيل الله وجعل أربعة أخماس الغنيمة بين الناس الناس فيه سواء للفرس سهمان ولصاحبه سهم وللراجل سهم كذا وقع في الكتاب والمجاهدين وهو غلط إنما هو بن السبيل

[ 12499 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو صالح محبوب بن موسى أنا أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله بن شوذب حدثني عامر بن عبد الواحد عن بن بريدة عن عبد الله بن عمرو قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فينادي في الناس فيجيؤون بغنائمهم فيخمسها ويقسمها فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال يا رسول الله هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة فقال أسمعت بلالا نادى ثلاثا قال نعم قال فما منعك أن تجيء به فاعتذر فقال كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله عنك

باب وجوب الخمس في الغنيمة والفيء ومن قال لا تخمس الجزية وما في معناها قال الله تبارك وتعالى واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وقال وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب إلى قوله { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } قال الشافعي والغنيمة والفيء يجتمعان في أن فيهما معا الخمس من جميعهما لمن سماه الله له في الآيتين معا وقال في القديم إنما يخمس ما أوجف عليه

[ 12500 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي جمرة قال سمعت بن عباس يقول إن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ممن القوم قالوا من ربيعة قال مرحبا بالوفد غير الخزايا ولا الندامى فقالوا يا رسول الله إنا حي من ربيعة وإنا نأتيك من شقة بعيدة وأنه يحول بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بأمر فصل ندعو إليه من وراءنا وندخل به الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع آمركم بالإيمان بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا من الغنائم الخمس وأنهاكم عن أربع عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت وربما قال والمقير فاحفظوهن وادعوا إليهن من وراءكم رواه البخاري في الصحيح عن علي بن الجعد عن شعبة وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة

[ 12501 ] أخبرنا الإمام أبو الفتح العمري ناصر بن الحسين ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد أنا شعبة فذكره بإسناده ومعناه

[ 12502 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يوسف بن منازل التيمي أنا عبد الله بن إدريس الأودي ثنا خالد بن أبي كريمة عن معاوية بن قرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أباه جد معاوية إلى رجل أعرس بامرأة أبيه فضرب عنقه وخمس ماله

[ 12503 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمود بن خالد ثنا محمد بن عائذ ثنا الوليد ثنا عيسى بن يونس حدثني فيما حدثه بن لعدي بن عدي الكندي أن عمر بن عبد العزيز كتب أن من سأل عن مواضع الفيء فهو ما حكم فيه عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فرءاه المؤمنون عدلا موافقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه فرض الأعطية وعقد لأهل الأديان ذمة بما فرض عليهم من الجزية لم يضرب فيها بخمس ولا مغنم رواية عمر بن عبد العزيز عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه منقطعة والله أعلم

باب بيان مصرف أربعة اخماس الفيء في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها كانت له خاصة دون المسلمين يضعها حيث أراه الله عز وجل

[ 12504 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب انا الربيع بن سليمان أنا الشافعي قال سمعت بن عيينة يحدث عن الزهري أنه سمع مالك بن أوس بن الحدثان يقول سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه والعباس وعلي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهما يختصمان إليه في أموال النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضى الله تعالى عنه كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصا دون المسلمين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق منها على أهله نفقة سنة فما فضل جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوليها أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه بمثل ما وليها به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وليتها بمثل ما وليها به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه ثم سألتماني أن أوليكماها فوليتكماها على أن تعملا فيها بمثل ما وليها به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وليها به أبو بكر ثم وليتها به فجئتماني تختصمان تريدان أن أدفع إلى كل واحد منكم نصفا تريدان مني قضاء غير ما قضيت به بينكما أولا فلا والذي بإذنه تقوم السماوات والأرض لا أقضي بينكما قضاء غير ذلك فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي أكفيكماها قال الشافعي فقال لي سفيان لم أسمعه من الزهري ولكن أخبرنيه عمرو بن دينار عن الزهري قلت كما قصصت قال نعم أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث بن عيينة مختصرا قال الشافعي ومعنى قول عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة يريد ما كان يكون للموجفين وذلك أربعة أخماس

[ 12505 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن بن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان قال بينما أنا جالس في أهلي حين تمتع النهار إذ أتى رسول عمر بن الخطاب فقال أجب أمير المؤمنين فانطلقت حتى أدخل عليه فذكر الحديث بطوله في محاورة علي وعباس رضى الله تعالى عنهما فقال عمر أنا أحدثكم عن هذا الأمر إن الله خص رسوله بشيء من هذا الفيء لم يعطه أحدا غيره ثم قرأ ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خير ولا ركاب حتى بلغ { والله على كل شيء قدير } وكانت هذه خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما اختارها دونكم ولا استأثر بها عليكم ولكن أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق منها على أهله سنتهم من هذا ثم يأخذ ما بقي منها فيجعله مجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته وذكر باقي الحديث ثم قال أسامة بن زيد أخبرني محمد بن المنكدر عن مالك بن أوس نحو هذا الحديث قال بن شهاب أخبرني مالك بن أوس أن عمر قال فيما يحتج به كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة صفايا بنو النضير وخيبر وفدك فأما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه وأما فدك فكانت لابن السبيل وأما خيبر فجزأها ثلاثة أجزاء فقسم منها جزئين بين المسلمين وحبس جزء لنفسه ونفقة أهله فما فضل عن نفقة أهله رده على فقراء المهاجرين

[ 12506 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد ثنا بن ثور عن معمر عن الزهري في قوله { فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب } قال صالح النبي صلى الله عليه وسلم أهل فدك وقرى قد سماها لا أحفظها وهو محاصر قوما آخرون فأرسلوا إليه بالصلح قال { فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب } يقول بغير قتال قال الزهري وكانت بنو النضير للنبي صلى الله عليه وسلم خالصا لم يفتحوها عنوة افتتحوها على صلح فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين لم يعط الأنصار منها شيئا إلا رجلين كانت بهما حاجة ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه

[ 12507 ] وأخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني ثنا أبو أحمد بن فارسي ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال قال لي إبراهيم بن يحيى بن محمد حدثني أبي عن أبي حذيفة قال أخبرني عمي زياد بن صيفي عن أبيه عن جده صهيب بن سنان قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير انزل الله عز وجل عليه ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة فقسمها للمهاجرين وأعطى رجلين منهما من الأنصار سهل بن حنيف وابن عبد المنذر يعني أبا لبابة وأعطى أبا بكر وأعطى عمر بن الخطاب بئر حزم وأعطى صهيبا وأعطى سهل بن حنيف وأبا دجانة مال الأخوين وأعطى عبد الرحمن البئر وهو الذي يقال له مال سليمان وأعطى الزبير البئر رضى الله تعالى عنهم

باب بيان مصرف أربعة أخماس الفيء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها تجعل حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل فضول غلات تلك الأموال مما فيه صلاح الإسلام وأهله وأنها لم تكن موروثة عنه

[ 12508 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق ثنا أبو المثنى ومحمد بن إبراهيم البوشنجي ومحمد بن هارون الأزدي ح قال وأخبرني دعلج بن أحمد السجزي وأبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ومحمد بن جعفر المزكي قالوا ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي قالوا ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ثنا جويرية بن أسماء عن مالك بن أنس عن محمد بن شهاب الزهري أن مالك بن أوس بن الحدثان حدثه قال أرسل إلي عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فجئته حين تعالى النهار فقال فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا الى رماله متكئا على وسادة من آدم فقال لي يا مال انه قد دف أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم برضخ فخذه فاقسمه بينهم فقلت لو أمرت بهذا غيري قال خذه يا مال قال فجاء يرفأ فقال هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد قال عمر نعم فائذن لهم فدخلوا ثم جاء فقال هل لك في عباس وعلي قال نعم فأذن لهما قال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن فقال بعض القوم أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم قال مالك بن أوس فيخيل الي أنهم كانوا قدموهم لذلك قال عمر أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث وان ما تركنا صدقة قالوا نعم ثم أقبل على عباس وعلي رضى الله تعالى عنهما فقال أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث وان ما تركنا صدقة قالا نعم قال عمر فإن الله تبارك وتعالى كان خص رسول الله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخص بها أحدا غيره قال ما أفاء على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا قال فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم النضير فوالله ما استأثر عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه نفقة سنة ثم يجعل ما بقي أسوة المال ثم قال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك قالوا نعم ثم نشد عباس وعليا رضى الله تعالى عنهما بمثل ما أنشد به القوم أتعلمان ذلك قال انعم قال فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئتما تطلب ميراثك من بن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي أبو بكر فقلت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبي بكر رضى الله تعالى عنه فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم أني صادق بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد فقلتما ادفعها إلينا فقلت ان شئتما دفعتها اليكما على أن عليكما عهد الله أن تعملا فيه بالذي كان يعمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتماها بذلك فقال أكذلك قالا نعم ثم جئتماني لأقضي بينكما ولا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها الي رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن محمد بن أسماء ورواه البخاري عن إسحاق بن محمد الفروي عن مالك

[ 12509 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان قال جائني رسول عمر رضى الله تعالى عنه فأتيته فقال انه قد حضر في المدينة أهل أبيات من قومك وقد أمرنا لهم برضخ فخذه فاقسمه فقلت يا أمير المؤمنين مر به غيري قال اقبضه أيها المرء قال فبينا أنا على ذلك دخل عليه مولاه يرفأ فقال هذا عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد ولا أدري أذكر طلحة أم لا يستأذنون عليك قال ائذن لهم ثم مكث ساعة فقال هذا العباس وعلي رضى الله تعالى عنهما يستأذنان عليك قال فأذن لهما فدخلا قال فقال العباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا قال فقال القوم أقض بينهما وأرح كل واحد منهما من صاحبه فإنهما قد طالت خصومتهما قال وهما حينئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير قال القوم أجل اقض بينهما وأرح كل واحد منهما من صاحبه قال فقال عمر رضى الله تعالى عنه أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فقال القوم نعم قد قال ذلك ثم أقبل عليهما فقال أمثل ذلك فقال عمر رضى الله تعالى عنه أنه سأخبركم عن هذا المال ان الله عز وجل خص نبيه صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعطه غيره قال ما أفاء الله على رسوله منهم قال والله ما حازها رسول الله صلى الله عليه وسلم دونكم ولا استأثرها عليكم لقد قسمها فيكم وبثها فيكم حتى بقي هذا المال وكان ينفق على أهله منه سنته وربما قال معمر يحبس قوت أهله منه سنة ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله عز وجل فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمل فيها بما كان يعمل ثم أقبل على علي والعباس رضى الله تعالى عنهما ثم قال وانتما تزعمان أنه فيها ظالم والله يعلم أنه فيها صادق بار تابع للحق ثم وليتها بعد أبي بكر رضى الله تعالى عنه سنتين من إمارتي ففعلت فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وأنتما تزعمان أني فيها ظالم والله يعلم أني فيها صادق بار تابع للحق ثم جئتماني جاءني هذا يعني العباس رضى الله تعالى عنه يسألني ميراثه من بن أخيه وجاءني هذا يريد عليا رضى الله تعالى عنه يسألني ميراث امرأته من أبيها فقلت لكما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركناه صدقة ثم بدا لي أن أدفعها إليكما فأخذت عليكما عهد الله وميثاقه أن تعملا فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بعده وأياما وليتها فقلتما أدفعها إلينا على ذلك فتريدان مني قضاء غير هذا والذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي بينكما فيها بقضاء غير هذا إن كنتما عجزتما عنها فادفعاها إلي قال فغلبه علي رضى الله تعالى عنه عليها فكانت بيد علي رضى الله تعالى عنه ثم بيد حسن ثم بيد حسين ثم بيد علي بن الحسين ثم بيد حسن بن حسن ثم بيد زيد بن حسن قال معمر ثم كانت بيد عبد الله بن حسن حتى ولي يعني بني العباس فقبضوها رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وغيره عن عبد الرزاق

[ 12510 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقوب التمار بهمذان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان النصري أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه دعاه بعدما ارتفع النهار قال فدخلت عليها فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبين الرمال فراش متكئا على وسادة من آدم فقال يا مالك إنه قد قدم من قومك أهل أبيات حضروا المدينة قد أمرت لهم برضخ فاقبضه فاقسمه بينهم فقلت له يا أمير المؤمنين لو أمرت بذلك غيري فقال اقبضه أيها المرء فبينا أنا عنده إذ جاء حاجبه يرفأ فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون قال نعم فادخلهم فلبث قليلا ثم جاءه فقال هل لك في علي والعباس يستأذنانا قال نعم فأذن لهما فلما دخلا قال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا لعلي وهما يختصمان في انصراف الذي أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير فقال الرهط يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر رضى الله تعالى عنه اتئدوا أناشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد نفسه قالوا قد قال ذلك فاقبل عمر على علي وعباس رضى الله تعالى عنهما فقال أنشدكما بالله أتعلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك قالا نعم قال فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله كان خص رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره فقال الله ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير وكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله بجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر فأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم حينئذ وأقبل على علي وعباس رضى الله تعالى عنهما تذكران أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه فيه كما تقولان والله يعلم أنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي الله أبا بكر رضى الله تعالى عنه فقلت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضى الله تعالى عنه فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بمثل ما عمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عمل فيه أبو بكر رضى الله تعالى عنه وأنتم حينئذ وأقبل على علي والعباس رضى الله تعالى عنهما تذكران أني فيه كما تقولان والله يعلم أني فيه لصادق راشد تابع للحق ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة وأمركما جميع فجئتني يعني عباسا فقلت لكما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهدا لله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل به فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضى الله تعالى عنه وبما عملت به فيه منذ وليته وإلا فلا تكلمان فقلتما ادفعه إلينا بذلك فدفعته إليكما بذلك أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنه فادفعاه إلي فأنا أكفيكما قال فحدثت هذا الحديث عروة بن الزبير فقال صدق مالك بن أوس أنا سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول أرسل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فقلت أنا أردهن عن ذلك فقلت لهن ألا تتقين الله ألم تعلمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا نورث يريد بذلك نفسه ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال فانتهت أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما اخترتهن وكان أبو هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده لا يقتسم ورثتي شيئا ما تركنا صدقة فكانت هذه الصدقة بيد علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه وطالت فيه خصومتهما فأبى عمر رضى الله تعالى عنه أن يقسمها بينهما حتى أعرض عنها عباس ثم كانت بعد علي رضى الله تعالى عنه بيد حسن بن علي ثم بيد حسين بن علي ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن كلاهما كانا يتداولانها ثم بيد زيد بن حسن وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

[ 12511 ] حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عمرو بن مرزوق أنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال سمعت حديثا من رجل فأعجبني فقلت اكتبه لي فأتى به مكتوبا مزبرا دخل العباس وعلي رضى الله تعالى عنهما على عمر رضى الله تعالى عنه وعنده طلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن رضى الله تعالى عنهم وهما يختصمان فقال عمر لطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد رضى الله تعالى عنهم ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل مال النبي صدقة إلا ما أطعمه أهله وكساهم أنا لا نورث قالوا بلى قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق من ماله على أهله ويتصدق بفضله ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوليها أبو بكر سنتين فكان يصنع الذي كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ حديث عمرو بن مرزوق وليس في حديث أبي داود ثم توفي إلى آخره

[ 12512 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن فاطمة والعباس رضى الله تعالى عنهما أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركناه صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال والله إني لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه بعد إلا صنعته قال فغضبت فاطمة رضى الله تعالى عنها وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت فدفنها علي رضى الله تعالى عنه ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر رضى الله تعالى عنه قالت عائشة رضى الله تعالى عنها فكان لعلي رضى الله تعالى عنه من الناس وجه حياة فاطمة رضى الله تعالى عنها فلما توفيت فاطمة رضى الله تعالى عنها انصرف وجوه الناس عنه عند ذلك قال معمر قلت للزهري كم مكثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم قال ستة أشهر فقال رجل للزهري فلم يبايعه علي رضى الله تعالى عنه حتى ماتت فاطمة رضى الله تعالى عنها قال ولا أحد من بني هاشم رواه البخاري في الصحيح من وجهين عن معمر ورواه مسلم عن إسحاق بن راهويه وغيره عن عبد الرزاق وقول الزهري في قعود علي عن بيعة أبي بكر رضى الله تعالى عنه حتى توفيت فاطمة رضى الله تعالى عنها منقطع وحديث أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه في مبايعته إياه حين بويع بيعة العامة بعد السقيفة أصح ولعل الزهري أراد قعوده عنها بعد البيعة ثم نهوضه إليها ثانيا وقيامه بواجباتها والله أعلم

[ 12513 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال قلت لأبي اليمان أخبرك شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر قالت عائشة رضى الله تعالى عنها فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل وإني والله لا أغير صدقات النبي صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر رضى الله تعالى عنهما من ذلك فقال أبو بكر لعلي رضى الله تعالى عنهما والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي فأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الصدقات فإني لا آلو فيها عن الخير وإني لم أكن لأترك فيها أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

[ 12514 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ثنا عبد العزيز الأويسي حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله فقال لها أبو بكر رضى الله تعالى عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة رضى الله تعالى عنها فهجرت أبا بكر رضى الله تعالى عنه فلم تزل مهاجرة له حتى توفيت وعاشت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر قال فكانت فاطمة رضى الله تعالى عنها تسأل أبا بكر رضى الله تعالى عنه نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر رضى الله تعالى عنه عليها ذلك قال لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي والعباس فغلب علي عليها وأما خيبر وفدك فأمسكها عمر وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى ولي الأمر فهما على ذلك إلى اليوم رواه البخاري في الصحيح عن عبد العزيز الأويسي وأخرجه مسلم من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد

[ 12515 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور ثنا أبو ضمرة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال لما مرضت فاطمة رضى الله تعالى عنها أتاها أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه فاستأذن عليها فقال علي رضى الله تعالى عنه يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك فقالت أتحب أن آذن له قال نعم فأذنت له فدخل عليها يترضاها وقال والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت ثم ترضاها حتى رضيت هذا مرسل حسن بإسناد صحيح

[ 12516 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن الجراح ثنا جرير عن المغيرة قال جمع عمر بن عبد العزيز بني مروان حين استخلف فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له فدك وكان ينفق منها ويعود منها على صغير بني هاشم ويزوج فيه أيمهم وإن فاطمة رضى الله تعالى عنها سألته أن يجعلها لها فأبى فكانت كذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مضى لسبيله فلما ولى أبو بكر رضى الله تعالى عنه عمل فيها بما عمل النبي صلى الله عليه وسلم في حياته حتى مضى لسبيله فلما ولي عمر رضى الله تعالى عنه عمل فيها بمثل ما عملا حتى مضى لسبيله ثم اقطعها مروان ثم صارت لعمر بن عبد العزيز قال عمر بن عبد العزيز فرأيت أمرا منعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ليس لي بحق وأنا أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت يعني على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشيخ إنما اقطع مروان فداك في أيام عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه وكأنه تأول في ذلك ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أطعم الله نبيا طعمة فهي للذي يقوم من بعده وكان مستغنيا عنها بماله لجعلها لأقربائه ووصل بها رحمهم وكذلك تأويله عند كثير من أهل العلم وذهب آخرون إلى أن المراد بذلك التولية وقطع جريان الإرث فيه ثم تصرف في مصالح المسلمين كما كان أبو بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما يفعلان وكما رآه عمر بن عبد العزيز حين رد الأمر في فدك إلى ما كان واحتج من ذهب إلى هذا بما روينا في حديث الزهري وأما خيبر وفدك فامسكها عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى ولي الأمر فهما على ذلك إلى الأن

[ 12517 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك ح وأنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن بن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أردن أن يبعثن عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه فيسألنه ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة لهن أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة وفي وراية القعنبي فيسألنه حقهن فقالت لهن عائشة رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن مسلمة القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى

[ 12518 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن بن شهاب بإسناده نحوه قلت ألا تتقين الله ألم تسمعن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا فهو صدقة إنما هذا المال لآل محمد لنائبتهم ولضيفهم فإذا مت فهو إلى ولي الأمر من بعدي

[ 12519 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا محمد بن عمرو الحرشي وموسى بن محمد الذهلي قالا ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى كلاهما عن مالك

[ 12520 ] أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا عبد الوهاب ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال جاءت فاطمة إلى أبي بكر وعمر رضى الله تعالى عنهم تطلب ميراثها فقالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة

[ 12521 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن فاطمة رضى الله تعالى عنها جاءت إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه فقالت من يرثك قال أهلي وولدي قالت فما لي لا أرث النبي صلى الله عليه وسلم قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنا لا نورث ولكني أعول من كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوله وأنفق على من كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق عليه

[ 12522 ] وأخبرنا أبو الحسن المقري أنا الحسن ثنا يوسف ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة أن فاطمة رضى الله تعالى عنها فذكر الحديث بنحوه ولم يذكر أبا هريرة

[ 12523 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا فضيل بن سليمان ثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن النبي لا يورث وقال أبو العباس في موضع آخر إنا لا نورث

[ 12524 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا نصر بن علي ثنا بن داود عن فضيل بن مرزوق قال قال زيد بن علي بن الحسين بن علي أما أنا فلو كنت مكان أبي بكر رضى الله تعالى عنه لحكمت بمثل ما حكم به أبو بكر رضى الله تعالى عنه في فدك

[ 12525 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن أبي طالب ح قال وأنا أبو الفضل بن إبراهيم واللفظ له ثنا أحمد بن سلمة قالا ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا سفيان عن بن المنكدر عن جابر وعن عمرو عن محمد بن علي عن جابر أحدهما يزيد على الآخر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا قال فلم يقدم مال البحرين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قدم بمال البحرين فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه من له على النبي صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فأتيت أبا بكر رضى الله تعالى عنه فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدني إذا قدم مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا يعني ثلاث حثيات قال فخذ فحثوت فقال عدها فإذا هي خمسمائة قال فخذ بعددها مرتين زاد فيه بن المنكدر قال أتيته يعني أبا بكر مرة فسألته فلم يعطني ثم أتيته الثانية فسألته فلم يعطني فقلت قد سألتك مرتين فلم تعطيني فأما أن تعطيني وإما أن تبخل قال إنك لم تأتني مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك فأي داء أدوأ من البخل قال إسحاق هكذا حدثني سفيان أو نحوه رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني عن سفيان ورواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم

باب بيان مصرف خمس الخمس وأنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الذي يلي أمر المسلمين يصرفه في مصالحهم

[ 12526 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا بن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل قال جاءت فاطمة إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنهما فقالت يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أهله قال لا بل أهله قالت فما بال الخمس فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أطعم الله نبيا طعمة ثم قبضه كانت للذي يلي بعده فلما وليت رأيت أن أرده على المسلمين قالت إني ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم ثم رجعت

[ 12527 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق يعني الفزاري ثنا عبد الرحمن بن عياش عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وبرة من جنب بعير فقال يا أيها الناس إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إلا خمس والخمس مردود عليكم يعني والله أعلم مردود في مصالحكم

باب سهم الصفي

[ 12528 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنا يوسف بن يعقوب ح وأخبرنا أبو الحسن المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا أبو هلال عن أبي جمرة عن بن عباس قال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك هذا الحي من مضر وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام أو قال في رجب فمرنا بأمر نأخذ به وندعو إليه من وراءنا من قومنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع آمركم أن تشهدوا أن لا إلى إلا الله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكوة وتعطوا من المغنم سهم الله عز وجل والصفي وأنهاكم عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير تفرد به أبو هلال الراسبي بذكر الصفي فيه

[ 12529 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا روح بن عبادة ثنا قرة بن خالد قال سمعت يزيد بن عبد الله بن الشخير قال كنا بالمربد جلوسا وأراني أحدث القوم أو من أحدثهم سنا قال فأتى علينا رجل من أهل البادية فلما رأيناه قلنا كأن هذا رجل ليس من أهل البلد قال أجل فإذا معه كتاب في قطعة آدم وربما قال في قطعة جراب فقال هذا كتاب كتبه لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي لبني زهير بن أقيش وهم حي من عكل أنكم إن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وفارقتم المشركين وأعطيتم الخمس من المغنم ثم سهم النبي والصفي وربما قال صفية فأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسوله قالوا هات حدثنا أصلحك الله بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر تذهب كثيرا من وحر الصدر قال قرة فقلت له وغر الصدر فقال وحر الصدر فقال القوم أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث به فأهوى إلى صحيفة فأخذها ثم انطلق مسرعا ثم قال ألا أراكم تخافون أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحدثكم حديثا اليوم

[ 12530 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا بن وهب أخبرني بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن بن عباس قال تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سفيه ذا الفقار يوم بدر

[ 12531 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير أنا سفيان عن مطرف عن عامر الشعبي قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم سهم يدعى سهم الصفي إن شاء عبدا وإن شاء أمة وإن شاء فرسا يختاره قبل الخمس

[ 12532 ] وأخبرنا أبو علي أنا أبو بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن بشار ثنا أبو عاصم وأزهر قالا ثنا بن عون قال سألت محمدا عن سهم النبي صلى الله عليه وسلم والصفي قال كان يضرب له بسهم مع المسلمين وإن لم يشهد والصفي يؤخذ له رأس من الخمس قبل كل شيء

[ 12533 ] وأخبرنا أبو علي أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمود بن خالد السهمي ثنا عمر بن عبد الواحد عن سعيد بن بشر عن قتادة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا كان له سهم صاف يأخذه من حيث شاء فكانت صفية من ذلك السهم وكان إذا لم يغز بنفسه ضرب له بسهمه ولم يختر

[ 12534 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ثنا أبو حذيفة وأبو نعيم قالا ثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كانت صفية من الصفي

[ 12535 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن سهل الفقيه ببخارا ثنا قيس بن أنيف ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب يعني بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي طلحة رضى الله تعالى عنه التمس غلاما من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل فكنت أسمعه كثيرا يقول اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ثم قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائذن من حولك فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية بنت حيي ثم خرجنا الى المدينة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباء ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب فسرنا حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد فقال هذا جبل يحبنا ونحبه ثم نظر إلى المدينة فقال اللهم إني أحرم ما بين لابتيها مثل ما حرم إبراهيم مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم لفظ حديث قتيبة رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة ورواه مسلم أيضا عن سعيد بن منصور كذا في هذه الرواية عن أنس

[ 12536 ] وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه العدل ثنا موسى بن الحسن ومحمد بن غالب ومحمد بن علي بن بطحا قالوا ثنا حماد بن سلمة أنا ثابت عن أنس بن مالك قال وقع في سهم دحية جارية فقيل يا رسول الله أنه وقعت في سهم دحية جارية جميلة قال فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها قال وأحسبه قال تعتد في بيتها وهي صفية بنت حيي رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان ورواه سليمان بن المغيرة عن ثابت قال ثنا أنس قال صارت صفية لدحية في مقسمه وجعلوا يمدحونها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويقولون ما رأينا في السبي مثلها قال فبعث إلى دحية فأعطاه بها ما أراد ثم دفعها إلى أمي فقال أصلحيها أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنا أحمد بن سلمة ثنا عبد الله بن هاشم ثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة فذكره رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن هاشم قال الشافعي الأمر الذي لم يختلف فيه أحد من أهل العلم عندنا علمته ولم نزل نحفظ من قولهم أنه ليس لأحد ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من صفي الغنيمة

باب قسمة الغنيمة في دار الحرب

[ 12537 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار قال ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج من مضيق يقال له الصفراء خرج منه إلى كثيب يقال له سير على مسيرة ليلة من بدر أو أكثر فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم النفل بين المسلمين على ذلك الكثيب قال الشافعي ومن حول سير وأهله مشركون قال الشافعي وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال بني المصطلق وسيهم في الموضع الذي غنمها فيه قبل أن يتحول عنه وما حوله كله بلاد شرك وأكثر ما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمراء سراياه ما غنموا ببلاد أهل الحرب

[ 12538 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب ثنا حيي عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم إنهم عراة فاكسهم اللهم إنهم جياع فأشبعهم ففتح الله له يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلى قد رجع بجمل أو جملين واكتسوا أو شبعوا قال الشيخ قد أعاد الشافعي رحمه الله هذه المسألة في كتاب السير ونحن نذكرها بتمامها في موضعها من كتاب السير إن شاء الله تعالى

جماع أبواب الأنفال

باب السلب للقاتل

[ 12539 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد ثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الله ثنا عبيد الله بن عمر ثنا يوسف بن يعقوب بن الماجشون قال أخبرني ح وحدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا أبو المثنى العنبري ثنا مسدد ثنا يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال بينا أنا وقف في الصف يوم بدر نظرت عن يميني وعن شمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهم تمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال يا عماه هل تعرف أبا جهل قلت نعم وما حاجتك إليه يا بن أخي قال أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا وتعجبت لذلك فغمزني الآخر فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يدور في الناس فقلت لهما ألا إن هذا صاحبكما الذي تسألان عنه فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه فقال أيكما قتله فقال كل واحد منهما أنا قتلته فقال هل مسحتما سيفيكما قالا لا فنظر في السيفين فقال كلاكما قتله وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح

[ 12540 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد وإسماعيل بن قتيبة قالا ثنا يحيى بن يحيى أنا يوسف بن الماجشون فذكره رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى والاحتجاج بهذا في هذه المسألة غير جيد فقد مضى في كتابنا هذا كيف كانت حال الغنيمة يوم بدر حتى نزلت الآية وإنما الحجة في إعطائه صلى الله عليه وسلم للقاتل السلب بعد وقعة بدر وذلك بين في حديث أبي قتادة وغيره

[ 12541 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا عبد الله بن وهب قال وسمعت مالك بن أنس يقول حدثني يحيى بن سعيد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا مالك ح وأنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة الأنصاري قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين قال فاستدرت له حتى أتيت من ورائه فضربته على حبل عاتقه ضربة فأقبل علي وضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقلت له ما بال الناس قال أمر الله ثم إن الناس رجعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه فقمت فقلت من يشهد لي ثم جلست فقالها الثانية فقمت فقلت من يشهد لي ثم جلست فقالها الثالثة فقمت في الثالثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك يا أبا قتادة فاقتصصت عليه القصة فقال رجل من القوم صدق يا رسول الله وسلب ذلك القتيل عندي فأرضه منه فقال أبو بكر لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله فيعطيك سلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق فأعطه إياه قال أبو قتادة فأعطنيه فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام قال الشافعي قال مالك المخرف النخل لفظ حديث الشافعي رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن بن وهب

[ 12542 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يوسف بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة ح وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا الكجي يعني أبا مسلم ثنا حجاج ثنا حماد بن سلمة أنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن هوازن جاءت يوم حنين بالنساء والصبيان والإبل والغنم فجعلوهم صفوفا يكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتقى المسلمون والمشركون فولى المسلمون مدبرين كما قال الله عز وجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله يا معشر الأنصار أنا عبد الله ورسوله فهزم الله المشركين ولم يضرب بسيف ولم يطعن برمح فقال النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ من قتل كافرا فله سلبه فأخذ وفي حديث أبي داود فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا فأخذ أسلابهم فقال أبو قتادة يا رسول الله إني قد ضربت رجلا على حبل العاتق وعليه درع عجلت عنه أن آخذ سلبه فانظر مع من فأعطنيها فقال رجل أنا أخذتها فأرضه منها وأعطنيها فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت فقال عمر والله لا يفيئها الله تعالى على أسد من أسده ويعطيكها فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال صدق عمر ولقي أبو طلحة أم سليم ومعها خنجر فقال يا أم سليم ما هذا معك قالت إن دنا مني رجل من المشركين أبعج بطنه فأخبر بذلك أبو طلحة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أم سليم يا رسول الله اقتل من بعدنا الطلقاء فقال يا أم سليم أن الله قد كفى وأحسن أخرج مسلم في الصحيح آخر هذا الحديث في قصة أم سليم وهو صحيح على شرطه

[ 12543 ] وأخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي البغدادي ثنا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل قالا ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي أيوب الأفريقي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل قتيلا فله سلبه

[ 12544 ] أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا إسحاق بن الحسن ثنا أبو نعيم ح وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن محمد البرتي القاضي ثنا أبو نعيم ثنا أبو العميس عن بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر فجلس فتحدث عند أصحابه ثم انسل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلبوه فاقتلوه قال فسبقتهم إليه فقتلته وأخذت سلبه زاد البرتي في روايته فنفلني إياه رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم

[ 12545 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل ثنا أبو الوليد ثنا عكرمة بن عمار ثنا إياس بن الأكوع عن أبيه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن فبينا نحن نتضحى عامتنا مشاة فينا ضعف إذ دخل رجل على جمل أحمر فانتزع طلقا من حقو البعير فقيد به جمله ثم مال إلى القوم فلما رأى ضعفهم أطلقه ثم أناخه فقعد عليه ثم خرج يركض واتبعه رجل من أسلم على ناقة ورقاء من ظهر القوم فخرجت أعدو فأدركته ورأس الناقة عند ورك البعير ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته فلما صارت ركبته بالأرض اخترطت سيفي فأضربه فندر رأسه فجئت براحلته وما عليها أقوده واستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس مقبلا فقال من قتل الرجل قالوا بن الأكوع قال له السلب أجمع أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عكرمة بن عمار

[ 12546 ] وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا محمد بن عيسى بن أبي قماش ثنا عاصم بن علي ثنا عكرمة بن عمار فذكر الحديث بمعناه إلا أنه قال فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته وما عليها وسلاحه

[ 12547 ] وروينا عن أبي خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال لقينا العدو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعنت رجلا فقتلته فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه أخبرناه أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ حدثني أحمد بن حمدون الأعمش من أصله العتيق ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر فذكره وهذا غريب بهذا الإسناد وقد روى من وجه آخر ضعيف

[ 12548 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مسلمة بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال خرجت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فلقينا العدو فشددت على رجل فطعنته فقطرته وأخذت سلبه فنفلنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 12549 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس المعقلي أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا بن وهب حدثني أبو صخر عن يزيد بن قسيط الليثي عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص قال حدثني أبي أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد ألا نأتي ندعو الله فخلوا في ناحية فدعا سعد قال يا رب إذا لقينا القوم غدا فلقيني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده فأقتله فيك ويقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى اقتله وآخذ سلبه فأمن من عبد الله بن جحش ثم قال اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي فإذا لقيتك غدا قلت يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك فأقول فيك وفي رسولك صلى الله عليه وسلم فتقول صدقت قال سعد بن أبي وقاص يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وأن أذنه وأنفه لمعلقان في خيط

[ 12550 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو نصر محمد بن أحمد بن عمر الخفاف ثنا محمد بن المنذر بن سعيد الهروي ثنا أبو الزبير علي بن الحسن بن مسلم المكي حدثني هارون بن يحيى بن هارون بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة المدني قال حدثني أبو ربيعة الحراني عن عبد الحميد بن أبي أنس عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك أنه سمع حاطب بن أبي بلتعة يقول إنه طلع على النبي صلى الله عليه وسلم في أحد وهو يشتد وفي يد علي بن أبي طالب الترس فيه ماء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل وجهه من ذلك الماء فقال له حاطب من فعل بك هذا قال عتبة بن أبي وقاص هشم وجهي ودق رباعيتي بحجر رماني قلت إني سمعت صائحا يصيح على الجبل قتل محمد فأتيت وكان قد ذهب روحي قلت أين توجه عتبة فأشار إلى حيث توجه فمضيت حتى ظفرت به فضربته بالسيف فطرحت رأسه فهبطت فأخذت رأسه وسلبه وفرسه وجئت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم ذلك إلي ودعا لي فقال رضي الله عنك رضي الله عنك

[ 12551 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير ثنا بن إسحاق حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير وقال وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن يهوذا عن رجال من قومه قالوا فذكر قصة الخندق وقتل علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه عمرو بن عبد ود ثم أقبل علي رضى الله تعالى عنه نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجه يتهلل فقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه هلا استلبت درعه فإنه ليس للعرب درع خير منها فقال ضربته فاتقاني بسواده فاستحييت بن عمي أن أستلبه

[ 12552 ] وبإسناده عن بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال كانت صفية بنت عبد المطلب في حصن حسان بن ثابت حين خندق النبي صلى الله عليه وسلم قالت صفية فمر بنا رجل من يهود فجعل يطيف بالحصن فقلت لحسان إن هذا اليهودي يطيف بالحصن كما ترى ولا آمنه أن يدل على عورتنا فأنزل إليه فاقتله فقال يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا قالت صفية فلما قال ذلك احتجزت وأخذت عمودا ثم نزلت من الحصين إليه فضربته بالعمود حتى قتلته ثم رجعت إلى الحصن فقلت يا حسان انزل فاستلبه فإنه لم يمنعني أن أستلبه إلا أنه رجل فقال مالي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب

[ 12553 ] وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا أحمد ثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه عن صفية بنت عبد المطلب مثله وزاد فيه قال هي أول امرأة قتلت رجلا من المشركين

[ 12554 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأصبهاني ثنا أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن عبد الكريم عن عكرمة قال قال يهودي يوم قريظة من يبارز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقم يا زبير فقالت صفية يا رسول الله وإحدى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما علا على صاحبه قتله فعلاه الزبير فقتله فنفله النبي صلى الله عليه وسلم هذا مرسل وقد روي موصولا بذكر بن عباس فيه

[ 12555 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي حدثني سليمان بن بلال حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال أصيب بها يعني في غزوة مؤتة ناس من المسلمين وغنم المسلمون بعض أمتعة المشركين فكان مما غنموا خاتما جاء به رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قتلت صاحبه يومئذ فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه قال الواقدي وحدثني بكير بن مسمار عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه قال حضرت مؤتة فبارزني رجل منهم يومئذ فأصبته وعليه بيضة له فيها ياقوتة فلم يكن همتي إلا الياقوتة فأخذتها فلما رجعت إلى المدينة أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بها فنفلنيها فبعتها زمن عثمان رضى الله تعالى عنه بمائة دينار فاشتريت بها حديقة

[ 12556 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا محمد بن غالب ثنا أبو الوليد ثنا هشام ثنا شريك عن بن عقيل عن جابر قال بارز عقيل بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه رجلا يوم مؤتة فقتله فنفله سيفه وترسه

[ 12557 ] قال وحدثنا تمتام حدثني الوليد بن صالح النحاس ثنا شريك عن بن عقيل عن جابر أو هو من حديث جابر قال بارز عقيل بن أبي طالب رجلا يوم مؤتة فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه وترسه

[ 12558 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنا أبو خيثمة عن جابر قال حدثني رجل من بني هاشم أن عقيل بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قتل رجلا يوم مؤتة فأصاب عليه خاتما فيه فص أحمر فيه تمثال فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه ونظر إليه فقال لو لم يكن فيه تمثال قال ثم نفله إياه قال فهو عندنا هذا يدل على أن الحديث له أصل وجابر الذي روى عنه أبو خيثمة هو الحنفي والذي روى عنه بن عقيل هو جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنه ورواه أبو حمزة عن جابر الجعفي عن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل فذكره ورواه إسحاق الحنظلي عن أحمد بن أيوب عن أبي حمزة قال الشيخ واختلفوا في قاتل مرحب منهم من قال قتله علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه ومنهم من قال قتله محمد بن مسلمة الأنصاري رضى الله تعالى عنه

[ 12559 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو عبد الله بن بطة الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمرو هو الواقدي قال وقيل إن محمد بن مسلمة ضرب ساقي مرحب فقطعهما فقال مرحب أجهز علي يا محمد فقال محمد ذق الموت كما ذاقه أخي محمود وجاوزه فمر به علي رضى الله تعالى عنه فضرب عنقه وأخذ سلبه فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سلبه فقال محمد يا رسول الله والله ما قطعت رجليه وتركته إلا ليذوق الموت وقد كنت قادرا أن أجهز عليه فقال علي رضى الله تعالى عنه صدق ضربت عنقه بعد أن قطع رجليه فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه محمد بن مسلمة سيفه ودرعه ومغفره وبيضته وكان عند آل محمد بن مسلمة سيفه فيه كتاب لا يدري ما هو حتى قرأه يهودي من يهود تيماء فإذا فيه هذا سيف مرحب من يذقه يعطب

[ 12560 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي حدثني موسى بن عمر الحارثي عن أبي عفير محمد بن سهل بن أبي حثمة قال لما تحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشق يعني من خيبر خرج رجل من اليهود فصاح من يبارز فبرز له أبو دجانة قد عصب رأسه بعصابة حمراء فوق المغفر يختال في مشيته فضربه فقطع رجليه ثم دفف عليه وأخذ سلبه درعه وسيفه فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك هذا والذي قبله منقطع وفي الأحاديث الموصولة كفاية

[ 12561 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن أبي مالك الأشجعي قال ثنا نعيم بن أبي هند قال حدثني بن سمرة بن جندب عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا فله سلبه

باب ما جاء في تخميس السلب

[ 12562 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي وخالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في السلب للقاتل ولم يخمس السلب

[ 12563 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا الوليد بن مسلم حدثني صفوان عن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة ورافقني مددي من أهل اليمن ليس معه غير سيفه فجزر رجل من المسلمين جزورا فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه فاتخذه كهيئة الدرق ومضينا فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب فجعل الرومي يفري بالمسلمين وقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي فعرقب فرسه فخر وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه فلما فتح الله عز وجل للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ من السلب قال عوف فأتيته فقلت يا خالد أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل قال بلى ولكني استكثرته قلت لتردنه إليه أو لأعرفنكها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لن نرد عليه قال عوف فاجتمعنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد رد عليه ما أخذت منه قال عوف فقلت دونك يا خالد ألم أف لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك فأخبرته قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا خالد لا ترد عليه هل أنتم تاركو لي أمرائي لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن الوليد بن مسلم

[ 12564 ] أخبرنا أبو علي أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا الوليد قال سألت ثورا عن هذا الحديث فحدثني عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك الأشجعي نحوه

[ 12565 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر أنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ح قال وأخبرني محمد بن أحمد بن إسماعيل ثنا محمد بن إسحاق ثنا علي بن سهل الرملي قالا ثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يخمس السلب وأن مدديا كان رفيقا لهم في غزوة مؤتة فذكر الحديث بالإسنادين جميعا بمعناه

[ 12566 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الفضل بن خميرويه الهروي أنا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك أن أول سلب خمس في الإسلام سلب البراء بن مالك كان حمل على المرزبان فطعنه فقتله وتفرق عنه أصحابه فنزل إليه فأخذ منطقته وسواريه فلما قدم مشى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه حتى أتى أبا طلحة الأنصاري رضى الله تعالى عنه فقال يا أبا طلحة أنا كنا لا نخمس السلب وإن سلب البراء بن مالك مال وأنا خامسه فقوموا المنطقة والسوارين ثلاثين ألفا

[ 12567 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري انا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أنس بن مالك أن البراء يعني بن مالك بارز مرزبان الزارة فحمل عليه بالرمح فدق صلبه وأخذ سواريه وأخذ منطقته فصلى عمر رضى الله تعالى عنه يوما صلاة ثم قال أثم أبو طلحة إنا كنا ننفل الرجل من المسلمين سلب رجل من الكفار إذا قتله وإن سلب البراء قد بلغ مالا ولا أراني إلا خامسه فقيل لمحمد فخمسه فقال لا أدري وروي من وجه آخر عن أنس أنه خمسه

[ 12568 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا سالم بن نوح ثنا عمر بن عامر عن قتادة عن أنس أن البراء بن مالك قتل من المشركين مائة رجل إلا رجل مبارزة وإنهم لما غزوا الزارة خرج دهقان الزارة فقال رجل ورجل فبرز إليه البراء فاختلفا بسيفيهما ثم اعتقنا فتوركه البراء فقعد على كبده ثم أخذ السيف فذبحه وأخذ سلاحه ومنطقته وأتى به عمر فنفله السلاح وقوم المنطقة ثلاثين ألفا فخمسها وقال إنها مال قال الشافعي هذه الرواية من خمس السلب عن عمر رضى الله تعالى عنه ليست من روايتنا وله رواية عن سعد بن أبي وقاص رضى الله تعالى عنه في زمان عمر رضى الله تعالى عنه تخالفها

[ 12569 ] قال الشافعي أخبرنا بن عيينة عن الأسود بن قيس عن رجل من قومه يقال له شبر بن علقمة قال بارزت رجلا يوم القادسية فقتلته فبلغ سلبه اثني عشر ألفا فنفلنيه سعد أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس أخبرني الربيع أنا الشافعي أنا سفيان بن عيينة فذكره بنحوه قال الشافعي واثنا عشر ألفا كثير وروي فيه عن أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه

[ 12570 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ أنا إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكائيل أنا عبدان الأهوازي ثنا أبو السكين زكريا بن يحيى الطائي ثنا عم أبي زحر بن حصن قال حدثني جدي حميد بن منهب قال قال خريم بن أوس بن حارثة بن لام لم يكن أحد أعدى للعربي من هرمز فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبل إلى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم فبرز خالد بن الوليد ودعا إلى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد رضى الله تعالى عنه وكتب بذلك إلى أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه فنفله سلبه فبلغت قلنسوة هرمز مائة ألف درهم وكانت الفرس إذا شرفوا فيهم الرحل جعلوا قلنسوته بمائة ألف درهم

[ 12571 ] أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي وعبد الواحد بن محمد النجار المقري بالكوفة قالا ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا قبيصة عن سفيان عن الأوزاعي عن الزهري عن القاسم بن محمد عن بن عباس قال السلب من النفل والنفل من الخمس كذا قال بن عباس والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في السلب تدل على أنه يخرج من رأس الغنيمة قال الشافعي فإذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي شيء لم يجز تركه قال ولم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم قليل السلب ولا كثيره

باب الوجه الثاني من النفل

[ 12572 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس ورجال من أهل العلم ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا مالك ح وأنبأ محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد وإسماعيل بن قتيبة قال ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن بن عمر قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية وأنا فيهم قبل نجد فغنموا إبلا كثيرة وكانت سهمانهم اثني عشر بعيرا أو أحد عشر بعيرا ونفلوا بعيرا بعيرا لفظ حديث يحيى بن يحيى وفي رواية بن وهب والشافعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيها عبد الله بن عمر والباقي مثله رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى

[ 12573 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا شعيب بن الليث ثنا الليث عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل نجد فيهم عبد الله بن عمر وأن سهمانهم بلغ اثني عشر بعيرا ونفلوا سوى ذلك بعيرا فلم يغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة عن الليث

[ 12574 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا قبل نجد كنت فيهم فبلغت سهماننا اثني عشر بعيرا اثني عشر بعيرا ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا فرجعنا بثلاثة عشر بعيرا ثلاثة عشر بعيرا رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع ورواه البخاري عن أبي النعمان عن حماد إلا أنه قال ونفلنا بعيرا بعيرا لم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك قاله عن مسدد عن حماد ورواه عبيد الله بن عمر وموسى بن عقبة وغيرهما عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نفلهم والله أعلم

[ 12575 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان ثنا شعيب بن أبي حمزة قال قال نافع قال عبد الله بن عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا قبل نجد فبعث من ذلك البعث سرية فيهم عبد الله بن عمر فحدث عبد الله بن عمر أن سهام البعث بلغت اثني عشر بعيرا ونفل أصحاب السرية التي فيها عبد الله بن عمر سوى ذلك بعيرا بعيرا فكان لأصحاب السرية ثلاثة عشر ثلاثة عشر ولأصحاب البعث اثنا عشر اثنا عشر

[ 12576 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ببغداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا محمد بن الجهم السمري ثنا علي بن عبيد ثنا محمد بن إسحاق عن نافع عن بن عمر قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فأصبنا نعما كثيرة فأخذ كل واحد بعيرا بعيرا فلما قدمنا اعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم سهامنا فأصاب كل رجل منا اثني عشر بعيرا سوى البعير الذي نفل فما عاب علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على الذي أعطانا ورواه عبدة عن بن إسحاق أتم من ذلك وقال فنفلنا أميرنا بعيرا بعيرا لكل إنسان ثم ذكر معناه

[ 12577 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب انا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال بلغني عن عبد الله بن عمر أنه قال نفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية من سراياه بعثها إلى نجد فنفلهم من إبل جاءوا بها نفلا سوى نصيبهم من المغنم رواه مسلم في الصحيح عن حرملة عن بن وهب

[ 12578 ] وأخرجه من حديث عبد الله بن رجاء عن يونس عن الزهري عن سالم عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فبلغت سهماننا كذا وكذا ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد الحافظ أنا أبو العباس الثقفي ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن الصلت أبو يعلى ثنا عبد الله بن رجاء فذكره

[ 12579 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان ومحمود بن خالد الدمشقيان قالا ثنا مروان بن محمد الدمشقي ثنا يحيى بن حمزة قال سمعت أبا وهب يقول سمعت مكحولا يقول كنت عبدا بمصر لامرأة من هذيل فاعتقتني فما خرجت من مصر وبها علم إلا حويت عليه فيما أرى ثم أتيت الشام فغربلتها كل ذلك أسأل عن النفل فلم أجد أحدا يخبرني فيه بشيء حتى لقيت شيخا يقال له زياد بن جارية التميمي فقلت له هل سمعت في النفل شيئا قال نعم سمعت حبيب بن مسلمة الفهري يقول شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل الربع في البداءة والثلث في الرجعة أخرجه أبو داود في السنن عنهما

[ 12580 ] وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق أنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن سعيد بن عبد العزيز قال سمعت مكحولا يقول سمعت زياد بن جارية التميمي يقول سمعت حبيب بن مسلمة يقول شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل الثلث

[ 12581 ] قال سعيد وحدثني سليمان بن موسى عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أنه قال نفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في البداءة الربع وفي الرجعة الثلث

[ 12582 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنا أبو جعفر محمد بن عمرو ثنا أحمد بن الوليد ثنا أبو أحمد الزبير ثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول عن زايد بن جارية التميمي عن حبيب بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل الثلث

[ 12583 ] وبإسناده حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل في مبدأه الربع فلما قفل نفل الثلث

[ 12584 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز ثنا أحمد بن الوليد ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي الميموني الرقي ثنا الفريابي ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة حدثني سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفل في مبدأه في الغزاة الرابع وإذا قفل الثلث

[ 12585 ] وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنا سليمان بن أحمد اللخمي ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي قال وحدثنا الديري عن عبد الرزاق جميعا عن الثوري فذكره بإسناده نحوه زاد بعد الخمس

باب النفل بعد الخمس

[ 12586 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد حسان بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال حدثني أبي عن جدي عن عقيل عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان ينفل بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة النفل سوى قسم عامة الجيش والخمس في ذلك واجب كله رواه مسلم في الصحيح عن عبد الملك بن شعيب ورواه البخاري عن يحيى بن بكير عن الليث

[ 12587 ] أخبرنا أبو الحسن بن بشران ببغداد أنا أبو جعفر محمد بن عمرو ثنا أحمد بن الوليد الفحام ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان ح وأنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس المحبوبي بمرو ثنا أحمد بن سيار ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن يزيد بن يزيد بن جابر الشامي عن مكحول عن زياد بن جارية التميمي عن حبيب بن مسلمة أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفل الثلث بعد الخمس لفظ حديث محمد بن كثير وفي رواية الزبيري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل الثلث أراه بعد الخمس ثم نفل ما بقي رواه أبو داود عن محمد بن كثير

[ 12588 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح ح وأخبرني أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن بن جارية عن حبيب بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفل الربع بعد الخمس أظنه قال في الثلث بعد الخمس إذا قفل وفي رواية عبد الله بن صالح كان ينفل إذا فصل في الغزوة الربع بعد الخمس وينفل إذا قفل الثلث بعد الخمس

[ 12589 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو زكريا الحنائي ثنا محمد بن عبيد ثنا أبو عوانة عن عاصم بن كليب قال حدثني أبو الجويرية قال وجدت جرة خضراء في إمارة معاوية في أرض العدو وعلينا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني سليم يقال له معن بن يزيد فأتيته بها فقسمها بين الناس وأعطاني مثل ما أعطى رجلا منهم ثم قال لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ورأيته يفعله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نفل إلا بعد الخمس لأعطيتك وأخذ يعرض علي من نصيبه فأبيت وقلت ما أنا بأحق به منك

[ 12590 ] قال وأخبرنا أحمد بن عبيد ثنا الحسن بن المثنى ثنا عفان ثنا أبو عوانة ثنا عاصم بن كليب بإسناده مثله

باب النفل من خمس الخمس سهم المصالح

[ 12591 ] أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا زهير ثنا الحسن بن الحر ثنا الحكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفل قبل أن تنزل فريضة الخمس في المغنم فلما نزلت الآية إنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه ترك النفل الذي كان ينفل وصار ذلك إلى خمس الخمس من سهم الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم

[ 12592 ] أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن أنا أبو بر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا بن بكير ثنا مالك عن أبي الزناد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول كان الناس يعطون النفل من الخمس

[ 12593 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا محمد بن موسى بن حماد البربري ح وأخبرنا أبو محمد السكري أنا أبو بكر الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قالا ثنا المفضل بن غسان الغلاني ثنا الواقدي أخبرني سعيد بن عبد الله بن أبي الأبيض عن عبيد الله بن مقسم قال سألت مالك بن أوس بن الحدثان عن النفل فقال لقد ركبت الخيل في الجاهلية وما أدركت الناس ينفلون إلا من الخمس

باب كراهية النفل من هذا الوجه إذا لم تكن حاجة

[ 12594 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق هو الفزاري عن عبد الرحمن بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أغار في أرض العدو نفل الربع وإذا أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث وكان يكره الأنفال ويقول ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم

[ 12595 ] وقد قيل عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام حدثناه أبو عبد الله الحافظ ثنا دعلج بن أحمد السجزي ثنا عبد العزيز بن معاوية ثنا محمد بن جهضم ثنا إسماعيل بن جعفر حدثني عبد الرحمن بن الحارث يعني بن عياش عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام فذكره بإسناده وبعض معناه وحديث الفزاري أتم

باب الوجه الثالث من النفل

[ 12596 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي قال سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال فقال فينا أصحاب بدر نزلت وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين التقى الناس ببدر نفل كل امرئ ما أصاب ثم ذكر الحديث في نزول الآية والقسمة بينهم وقد مضى ذلك في أول هذا الكتاب قال الشافعي قال بعض أهل العلم إذا بعث الإمام سرية وجيشا فقال لهم قبل اللقاء من غنم شيئا فهو له بعد الخمس فذلك لهم على بعض ما شرط لأنهم على ذلك غزوا وبه رضوا وذهبوا في هذا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر من أخذ شيئا فهو له وذلك قبل نزول الخمس والله أعلم ولم أعلم شيئا يثبت عندنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا قال الشيخ الذي روى في هذا ما ذكره وقد روي عن بن عباس ما يخالفه في لفظه

[ 12597 ] أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا مسدد ثنا معتمر قال سمعت داود بن أبي هند يحدث عن عكرمة عن بن عباس قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم يعني يوم بدر من فعل كذا وكذا وأتى مكان كذا وكذا فله كذا وكذا فتسارع إليه الشبان وثبت الشيوخ عند الرايات فلما فتح لهم جاء الشباب يطلبون ما جعل لهم وقال الأشياخ لا تذهبوا به دوننا فقد كنا ردءا لكم فأنزل الله عز وجل يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم

[ 12598 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا زياد بن أيوب ثنا هشيم أنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا قال ثم ساق الحديث وهذا بخلاف الأول في كيفية الشرطية وقد روينا في غنيمة بدر إنها كانت قبل نزول الخمس ثم نزل قوله واعلموا إنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه الآية فصار الأمر إليه وبالله التوفيق

[ 12599 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا أبو داود سليمان بن محمد المباركي ثنا بن أبي زائدة ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن الفضل قال حدثني سهل بن عثمان العسكري ثنا يحيى بن أبي زائدة ثنا مجالد عن زياد بن علاقة عن سعد بن أبي وقاص قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بعثنا في ركب فذكر الحديث وفيه قال وكان الفيء إذ ذاك من أخذ شيئا فهو له ثم ذكر الحديث في بعثه عليهم عبد الله بن جحش الأسدي قال وكان أول أمير أمر في الإسلام وفي هذا دلالة على أن ذلك كان قبل نزول الآية في الغنيمة والفيء

جماع أبواب تفريق القسم

باب قسمة ما حصل من الغنيمة من دار وأرض وغير ذلك من المال أو شيء

[ 12600 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن مالك بن أنس قال حدثني ثور قال حدثني سالم مولى بن مطيع أنه سمع أبا هريرة يقول افتتحنا خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا الإبل والبقر والمتاع والحوائط رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو

[ 12601 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا أبو خيثمة وعبيد الله القواريري قالا ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه لولا أن أترك آخر الناس لا شيء لهم ما افتتح المسلمون قرية إلا قسمتها بينهم كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل وأبي موسى عن عبد الرحمن

[ 12602 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن أحمد محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا سعيد بن أبي مريم أن محمد بن جعفر المديني أخبرهم قال أخبرني زيد بن أسلم عن أبيه أنه سمع عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول أما والذي نفسي بيده لولا أن أترك آخر الناس بيانا ليس لهم شيء ما فتحت على قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ولكن أتركها لهم حراثة رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم

[ 12603 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الربيع بن سليمان المؤذن ثنا أسد بن موسى ثنا يحيى بن زكريا حدثني سفيان عن يحيى بن سعيد عن بشر بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر نصفين نصف لنوائبه وحاجته ونصف بين المسلمين قسمها بينهم على ثمانية عشر سهما

[ 12604 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن بشير مولى الأنصار عن رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر قسمها على ستة وثلاثين سهما جمع كل سهم مائة سهم فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين النصف من ذلك وعزل النصف الباقي لمن ينزل به بين الوفود والأمور ونوائب الناس

[ 12605 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن سعيد الكندي ثنا أبو خالد يعني سليمان عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار قال لما أفاء الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر قسمها على ستة وثلاثين سهما جمع كل سهم مائة سهم فعزل نصفها لنوائبه وما ينزل به الوطيحة والكتيبة وما أجيز معهما وعزل النصف الآخر فقسمه بين المسلمين الشق والنطاة وما أجيز معهما وكان سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أجيز معهم قال الشيخ والعلة فيما لم يقسم منها بين المسلمين أنه فتح صلحا وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة

[ 12606 ] وذلك بين فيما أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم حدثني بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن الزهري وعبد الله بن أبي بكر وبعض ولد محمد بن مسلمة قالوا بقيت بقية من أهل خيبر فحصنوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحقن دماؤهم ويسيرهم ففعل فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثله فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب

[ 12607 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود قال قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد أخبركم بن وهب قال حدثني مالك عن بن شهاب أن خيبر كان بعضها عنوة وبعضها صلحا والكتيبة أكثرها عنوة وفيها صلح قلت لمالك وما الكتيبة قال أرض خيبر وهي أربعون ألف عذق

[ 12608 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عمن سمع عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة يقول سمعت سفيان بن وهب الخولاني يقول إنا لما فتحنا مصر بغير عهد قام الزبير بن العوام فقال اقسمها يا عمرو بن العاص فقال عمرو لا أقسمها فقال الزبير والله لتقسمنها كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقال عمرو والله لا أقسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين فكتب إليه عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أقرها حتى تغزو منها حبل الحبلة قال وأخبرني بن لهيعة قال حدثني خالد بن ميمون عن عبد الله بن المغيرة عن سفيان بن وهب بهذا إلا أنه قال فقال عمرو لم أكن لأحدث فيها شيئا حتى أكتب إلى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فكتب إليه فكتب إليه بهذا

[ 12609 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس أنا محمد أنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه لما افتتح الشام فقام إليه بلال فقال لتقسمنها أو لنتضاربن عليها بالسيف فقال عمر رضى الله تعالى عنه لولا أني أترك يعني الناس ببانا لا شيء لهم ما فتحت قرية إلا قسمتها سهمانا كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ولكن أتركها لمن بعدهم جرية يقسمونها ورواه نافع مولى بن عمر قال أصاب الناس فتحا بالشام فيهم بلال قال وأظنه ذكر معاذ بن جبل فكتبوا إلى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه في قسمته كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأبى وأبوا فدعا عليهم فقال اللهم اكفني بلالا وأصحاب بلال وفي كل ذلك دلالة على أن عمر رضى الله تعالى عنه كان يرى من المصلحة إقرار الأراضي وكان يطلب استطابة قلوب الغانمين وإذا لم يرضوا بتركها فالحجة في قسمتها قائمة بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قسمته خيبر وقد خالف الزبير بن العوام وبلال وأصحابه ومعاذ على الشك من الراوي عمر رضى الله تعالى عنه فيما رأى والله أعلم وقد روينا عن عمر رضى الله تعالى عنه في فتح السواد وقسمته بين الغانمين حتى استطاب قلوبهم بالرد ما يوافق قول غيره وذلك يرد في موضعه من المختصرات إن شاء الله تعالى

[ 12610 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه وأبو يعلى المهلبي قالا أنا أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما قرية أتيتموها وأقمتم فيها فسهمكم أظنه قال فهي لكم أو نحوه من الكلام وأيما قرية عصت الله ورسوله فإن خمسها لله ولرسوله ثم هي لكم رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق وقال في متنه أيما قرية أتيتموها فأقمتم فيها فسهمكم فيها ورواه محمد بن رافع وغيره عن عبد الرزاق وقالوا في متنه فسهمكم فيها فيحتمل أن يكون المراد به فسهمكم أي سهم المصالح من مال الفيء ثم ذكر بعده ما فتح عنوة

باب ما جاء في من الإمام على من رأى من الرجال البالغين من أهل الحرب قال الله تعالى { فأما منا بعد وأما فداء }

[ 12611 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حجاج بن منهال ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الواحد بن غياث قالا ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبل التنعيم عند صلاة الفجر ليقتلوهم فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلما فأعتقهم فأنزل الله عز وجل { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم } أخرجه مسلم في الصحيح من حديث حماد بن سلمة

[ 12612 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو العباس السياري وأبو أحمد الصيرفي بمرو قالا ثنا إبراهيم بن هلال ثنا علي بن الحسن بن شقيق أنا الحسين بن واقد قال حدثني البناني عن عبد الله بن مغفل المزني قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية فذكر القصة قال عبد الله بن مغفل فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ الله بأبصارهم فقمنا إليهم فأخذناهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل جئتم في عهد أحد وهل جعل لكم أحد أمانا قالوا اللهم لا فخلى سبيلهم وأنزل الله تبارك وتعالى { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون } نصيرا

[ 12613 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري قال حدثني سنان بن أبي سنان الدؤلي وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري أخبرهم أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه فأدركتهم القائلة يوما في واد كثير العضاه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فعلق فيها سيفه قال جابر فنمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا فأجبناه فإذا عنده أعرابي جالس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال من يمنعك مني فقلت الله فقال ثانية من يمنعك مني فقلت الله فشام السيف وجلس فلم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فعل ذلك رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان ورواه مسلم عن أبي بكر الصغاني عن أبي اليمان

[ 12614 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث بن سعد حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال الحنفي سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا عندك يا ثمامة قال عندي يا محمد خير إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من الغد قال له ما عندك ثمامة قال قلت لك أن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك وقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل صبوت يا ثمامة فقال لا ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يأتيكم حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 12615 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ على شعيب بن الليث أخبرك أبوك فذكره بمثله إلا أنه زاد حتى كان بعد الغد قال ما عندك يا ثمامة فذكر مثل كلامه رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة بن الليث

[ 12616 ] وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسارى بدر لو كان مطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لخليتهم له رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن منصور عن عبد الرزاق

[ 12617 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان عن الزهري فذكره بنحوه إلا أنه قال في هؤلاء لأطلقتهم له يعني أسارى بدر قال سفيان وكانت له عند النبي صلى الله عليه وسلم يد وكان أجزى الناس باليد

[ 12618 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن علي بن الحسن المقري ثنا سعيد بن عثمان التنوخي ثنا علي بن الحسن الشامي ثنا بن أبي ذئب ثنا الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال أبو عزة يوم بدر يا رسول الله أنت أعرف الناس بفاقتي وعيالي وإني ذو بنات قال فرق له ومن عليه وعفا عنه وخرج إلى مكة بلا فداء فلما أتى مكة هجا النبي صلى الله عليه وسلم وحرض المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسر يوم أحد أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين هذا إسناد فيه ضعف وهو مشهور عند أهل المغازي

[ 12619 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال وكان ممن ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسارى بدر بغير فداء المطلب بن حنطب المخزومي وكان محتاجا فلم يفاد فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو عزة الجمحي فقال يا رسول الله بناتي فرحمه فمن عليه وصيفي بن عابد المخزومي أخذ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يف

[ 12620 ] أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنا أبو الفضل بن خميرويه الهروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن محمد بن إسحاق قال كان أبو عزة الجمحي أسر يوم بدر فقال للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد إنه ذو بنات وحاجة وليس بمكة أحد يفديني وقد عرفت حاجتي فحقن النبي صلى الله عليه وسلم دمه وأعتقه وخلى سبيله فعاهده أن لا يعين عليه بيد ولا لسان وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم حين عفا عنه فذكر الشعر ثم ذكر قصته مع صفوان بن أمية الجمحي وإشارة صفوان عليه بالخروج معه في حرب أحد وتكفله بناته وإنه لم يزل به حتى أطاعه فخرج في الأحابيش من بني كنانة قال فأسر أبو عزة يوم أحد فلما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم قال أنعم على خل سبيلي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا يتحدث أهل مكة إنك لعبت بمحمد مرتين فأمر بقتله

باب ما جاء في مفاداة الرجال منهم بمن أسر منا

[ 12621 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ح وأنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الوهاب الثقفي ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال أسر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل فأوثقوه فطرحوه في الحرة فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه أو قال أتى عليه على حمار وتحته قطيفة فناداه يا محمد يا محمد فأتاه فقال ما شأنك قال فيما أخذت قال أخذت بجريرة حلفائك ثقيف وكانت ثقيف قد أسرت رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد يا محمد قال ما شأنك قال إني مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح قال وتركه ومضى قال فناداه يا محمد يا محمد فرجع فقال ما شأنك فقال إني جائع فأشبعني وحسبه قال إني عطشان فاسقني قال هذه حاجتك ففداه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجلين اللذين أسرتهما ثقيف لفظ حديث إسحاق رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم

باب ما جاء في مفاداة الرجال منهم بالمال

[ 12622 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن يونس الضبي ح قال وحدثنا إسماعيل بن أحمد الجرحاني ثنا أبو يعلى قالا ثنا زهير بن حرب ثنا عمر بن يونس الحنفي ثنا عكرمة بن عمار قال حدثني أبو رميل هو سماك الحنفي قال حدثني عبد الله بن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال لما كان يوم بدر فذكر القصة قال أبو زميل قال بن عباس فلما أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر وعلي وعمر ما ترون في هؤلاء الأسارى فقال أبو بكر يا نبي الله هم بنو العم والعشيرة أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى يا بن الخطاب قلت لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكنني من فلان نسيب لعمر فاضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان قلت يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت ببكائكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذكم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض الى قوله { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } فأحل الله الغنيمة لهم رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب

[ 12623 ] أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير القاضي بالكوفة أنا أبو جعفر بن دحيم ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة أنا أبو بكر وعثمان ابنه أبي شيبة قالا ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقولون في هؤلاء الأسارى فقال أبو بكر يا رسول الله قومك وأصلك أستبقهم وأستتبهم لعل الله أن يتوب عليهم وقال عمر يا رسول الله كذبوك وأخرجوك قدمهم فأضرب أعناقهم وقال عبد الله بن رواحة يا رسول الله أنت في واد كثير الحطب فأضرم الوادي عليهم نارا ثم ألقهم فيه قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا ثم قام فدخل فقال ناس يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس يأخذ بقول عمر وقال ناس يأخذ بقول عبد الله بن رواحة ثم خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وأن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال { من تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم } وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } وإن مثلك يا عمر مثل موسى قال { ربنا أطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم } وإن مثلك يا عمر كمثل نوح قال { رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } أنتم عالة فلا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضربة عنق فقال بن مسعود قلت يا رسول الله إلا سهيل بن بيضاء فإني سمعته يذكر الإسلام فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء مني في ذلك اليوم حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سهيل بن بيضاء فأنزل الله عز وجل ما كان لنبي أن يكون له أسرى إلى آخر الثلاث الآيات

[ 12624 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني إملاء ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا أزهر بن سعد السمان ثنا بن عون عن محمد عن عبيدة عن علي رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسارى يوم بدر إن شئتم قتلتموهم وإن شئتم فاديتموهم واستمتعتم بالفداء واستشهد منكم بعدتهم فكان آخر السبعين ثابت بن قيس استشهد باليمامة

[ 12625 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران انا أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا سفيان بن حبيب ثنا شعبة عن أبي العنبس عن أبي الشعثاء عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل فداء أهل الجاهلية يوم بدر أربعمائة

[ 12626 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان ثنا علي بن عاصم أنا داود بن أبي هند ح وأخبرنا محمد حدثني علي بن عيسى ثنا محمد بن المسيب ثنا إسحاق بن شاهين ثنا خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن بن عباس قال كان ناس من الأسارى يوم بدر ليس لهم فداء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة قال فجاء غلام من أولاد الأنصار إلى أبيه فقال ما شأنك قال ضربني معلمي قال الخبيث يطلب بذحل بدر والله لا تأتيه أبدا

[ 12627 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد يعني بن حمدان النيسابوري ثنا محمد بن أيوب ثنا بن أبي أويس حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة مولى آل الزبير عن عمه موسى بن عقبة عن بن شهاب عن أنس بن مالك أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ائذن لنا يا رسول الله فلنترك لابن اختنا العباس فداءه فقال لا والله لا تذرون درهما رواه البخاري في الصحيح عن بن أبي أويس

[ 12628 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عبادة بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا قالوا نعم يا رسول الله فأطلقوا وردوا عليه الذي لها وقال العباس يا رسول الله إني كنت مسلما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك فافد نفسك وابني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخو بني الحارث بن فهر فقال ما ذاك عندي يا رسول الله قال فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلت لها إن أصبت فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقثم فقال والله يا رسول الله إني أعلم أنك رسوله إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل فاحتسب لي يا رسول الله ما أصبتم من عشرين أوقية من مال كان معي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفعل ففدى العباس نفسه وابني أخويه وحليفه وأنزل الله فيها يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم وأعطاني الله مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل كذا فيما حدثنا به شيخنا أبو عبد الله في كتاب المستدرك

[ 12629 ] وقد أخبرنا في مغازي بن إسحاق فذكر قصة زينب بهذا الإسناد ثم بعد أوراق يقول يونس ثم رجع بن إسحاق الى الإسناد الأول فذكر بعثة قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أسراهم ففدى كل قوم أسيرهم بما رضوا ثم ذكر قصة العباس هذا وإنما أراد يونس بالإسناد الأول روايته عن بن إسحاق قال حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال وحدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر وغيرهم من علمائنا فبعضهم قد حدث بما لم يحدث به بعض وقد اجتمع حديثهم فيما ذكرت لك من يوم بدر فذكر القصة ثم جعل يدخل فيما بينهما بغير هذا الإسناد ثم يرجع إليه والله أعلم

[ 12630 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال ثنا عبد الله بن يزيد الباهلي حدثني ضبة بن محصن قال قلت لعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أبو موسى اصطفى أربعين من أبناء الأساورة لنفسه فقدم عليه أبو موسى فقال ما بال أربعين اصطفيتهم لنفسك من أنباء الأساورة فقال يا أمير المؤمنين اصطفيتهم وخشيت أن يخدع عنهم الجند ففاديتهم واجتهدت في فدائهم ثم خمست وقسمت فقال ضبة فصادق والله فما كذب أمير المؤمنين وما كذبته

[ 12631 ] أخبرنا أبو نصر أنا أبو الفضل ثنا أحمد بن الحسن ثنا بن المبارك عن عنبسة بن سعيد عن المغيرة بن النعمان النخعي حدثني أشياخنا قالوا صار في قسمة النخع رجل من أبناء الملوك يوم القادسية فأراد سعد أن يأخذه منهم فعدوا عليه بسياطهم فأرسل إليهم إني كتبت إلى عمر بن الخطاب فقالوا قد رضينا إليه عمر إنا لا نخمس أبناء الملوك فأخذه منهم سعد فقال المغيرة لأن فداءه أكثر من ذلك

باب ما جاء في قتل من رأى الإمام منهم

[ 12632 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا محمد بن شرحبيل الأبناوي أنا بن جريج ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن أبي طالب وعبد الله بن محمد قالا ثنا محمد بن رافع ح وأخبرنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن منصور ومحمد بن يحيى قالوا ثنا عبد الرزاق أنا بن جريج عن نافع عن بن عمر أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنهم وأسلموا وأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود المدينة كلهم بني قينقاع وهم قوم عبد الله بن سلام ويهود بن حارثة وكل يهودي بالمدينة أخرجاه في الصحيح من حديث بن جريج رواه البخاري عن إسحاق بن نصر ورواه مسلم عن محمد بن رافع وإسحاق بن منصور كلهم عن عبد الرزاق

[ 12633 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه وأبو الحسن بن عبدوس قالا ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك ح قال وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه واللفظ له ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قلت لمالك بن أنس حدثك بن شهاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر فلما نزعه جاءه رجل فقال بن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال اقتلوه قال نعم رواه مسلم في الصحيح عن القعنبي ويحيى بن يحيى ورواه البخاري عن جماعة عن مالك

[ 12634 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال وكان في الأسارى عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قتل النضر بن الحارث قتله علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه كما خبرت ثم مضى فلما كان بعرق الظبية قتل عقبة بن أبي معيط فقال عقبة حين أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل من للصبية فقال النار وقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح

[ 12635 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن نافع أن بن عمر قال قد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم حيي بن أخطب صبرا بعد أن ربط

باب ما جاء في استعباد الأسير

[ 12636 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنا أبو الحسن بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض وذلك يوم بدر والمسلمون يومئذ قليل فلما كثروا واشتد سلطانهم أنزل الله تعالى هذا في الأسارى فإما منا بعد وأما فداء فجعل الله النبي والمؤمنين بالخيار في أمر الأسارى إن شاءوا قتلوهم وإن شاءوا استعبدوهم وإن شاءوا فادوهم

باب ما جاء في سلب الأسير

[ 12637 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل ثنا غالب بن حجرة قال حدثتني أم عبد الله عن أبيها عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتى بمولى فله سلبه

[ 12638 ] وروى هشيم عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد الأنصاري عن أبي قتادة قال لما كان يوم حنين فذكر الحديث في قتله رجلا قال فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول من أقام البينة على أسير فله سلبه أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد السلام ثنا يحيى بن يحيى أنا هشيم فذكره وقد أخرج مسلم إسناد هذا الحديث في الصحيح ولم يسق متنه والحفاظ يرونه خطأ فمالك بن أنس والليث بن سعد روياه عن يحيى فقال الليث في الحديث من أقام البينة على قتيل فله سلبه وقال مالك من قتل قتيلا له عليه بنية فله سلبه ولم يقل أحد فيه على أسير غير هشيم والله أعلم

باب النهي عن المثلة

[ 12639 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأسدي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة ثنا عدي بن ثابت قال سمعت عبد الله بن يزيد الأنصاري وهو جديد أبو أمه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النهبة والمثلة رواه البخاري في الصحيح عن آدم وبقية هذا الباب ترد في كتاب السير إن شاء الله تعالى

باب إخراج الخمس من رأس الغنيمة وقسمة الباقي بين من حضر القتال من الرجال المسلمين البالغين الأحرار

[ 12640 ] روينا فيما مضى عن بن بريدة عن عبد الله بن عمرو قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسها ويقسمها أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محبوب بن موسى أنا أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله بن شوذب حدثني عامر بن عبد الواحد عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن عمرو فذكره

[ 12641 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة وخالد والزبير بن الخريت عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو يعرض فرسا فقلت يا رسول الله ما تقول في الغنيمة قال لله خمسها وأربعة أخماس للجيش قلت فما أحد أولى به من أحد قال لا ولا السهم تستخرجه من جنبك ليس أنت أحق به من أخيك المسلم

باب ما جاء في سهم الراجل والفارس

[ 12642 ] أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا أبو الأزهر ثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للفرس سهمين ولصاحبه سهما

[ 12643 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق أنا إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنا سليم بن أخضر عن عبيد الله بن عمر قال ثنا نافع عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم في النفل للفرس سهمين وللرجل سهما رواه البخاري في الصحيح عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى

[ 12644 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا عبيد الله بن عمر فذكره بمثله إلا أنه لم يقل في النفل رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن نمير وقد وهم بعض الرواة فيه فرواه عن أبي أسامة وابن نمير عن عبيد الله وللراجل سهما والصحيح رواية الجماعة عنهما وعن غيرهما عن عبيد الله كما ذكرنا وقد رواه سفيان الثوري وهو إمام وأبو معاوية الضرير وهو من الحفاظ عن عبيد الله مفسرا

[ 12645 ] أما حديث الثوري فأخبرناه أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم للرجل ثلاثة أسهم للرجل سهم وللفرس سهمان وكذلك رواه عبد الله بن الوليد العدني وغيره عن الثوري

[ 12646 ] وأما حديث أبي معاوية فأخبرناه أبو علي الروذباري وأبو الحسين بن بشران قالا أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم للرجل ولفرسه ثلاثة أسهم سهما له وسهمين لفرسه وكذلك رواه أحمد بن حنبل وجماعة عن أبي معاوية

[ 12647 ] وأما ما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا القعنبي ثنا عبد الله يعني بن عمر العمري عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم يوم خيبر للفارس سهمين وللراجل سهما فعبد الله العمري كثير الوهم وقد روى ذلك من وجه آخر عن القعنبي عن عبد الله العمري بالشك في الفارس أو الفرس قال الشافعي في القديم كأنه سمع نافعا يقول للفرس سهمين وللرجل سهما فقال للفارس سهمين وللراجل سهما وليس يشك أحد من أهل العلم في تقدمة عبيد الله بن عمر على أخيه في الحفظ

[ 12648 ] وأما ما أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا محمد بن عيسى بن الطباع ثنا مجمع بن يعقوب الأنصاري قال سمعت أبي يحدث عن عمه عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري عن عمه مجمع بن جارية الأنصاري وكان أحد القراء الذين قرأوا القرآن قال شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهرون الأباعر فقال بعضهم لبعض ما للناس قالوا أوحى الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا نوجف فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته واقفا عند كراع الغميم فاجتمع الناس إليه فقرا عليهم إنا فتحنا لك فتحا مبينا فقال رجل يا رسول الله افتح هو فقال أي والذي نفسي بيده إنه لفتح فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل معهم فيها أحد إلا من شهد الحديبية فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم على ثمانية عشر سهما وكان الجيش ألفا وخمسمائة منهم ثلاثمائة فارس فأعطى الفارس سهمين والراجل سهما قال الشافعي في القديم مجمع بن يعقوب شيخ لا يعرف فأخذنا في ذلك بحديث عبيد الله ولم نر له خبرا مثله يعارضه ولا يجوز رد خبر إلا بخبر مثله قال الشيخ والرواية في قسم خيبر متعارضة فإنها قسمت على أهل الحديبية وأهل الحديبية كانوا في أكثر الروايات ألفا وأربعمائة

[ 12649 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عمر وسمع جابر بن عبد الله يقول كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم اليوم خير من على الأرض فقال جابر لولا بصري لأريتكم موضع الشجرة أخرجاه في الصحيح من حديث سفيان وكذلك رواه أبو الزبير عن جابر وكذلك رواه معقل بن يسار فقال ونحن أربع عشرة مائة وعلى ذلك أهل المغازي وأنه قسم يوم خيبر لمائتي فرس

[ 12650 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني بن لمحمد بن مسلمة عمن أدركه من أهله وحدثنيه عبد الله بن أبي بكر بن حزم قالا كانت المقاسم على أموال خيبر على ألف وثمانمائة سهم وكان ذلك عدد الذين قسمت خيبر عليهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خيلهم ورجالهم الرجال ألف وأربعمائة رجل والخيل مائتي فرس فكان للفرس سهمان ولصاحبه سهم ولكل راجل سهم وذكر الحديث في كيفية القسمة

[ 12651 ] وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا بن وهب قال قال لي يحيى بن أيوب حدثني إبراهيم بن سعد عن كثير مولى بن مخزوم عن عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم لمائتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين وروينا عن صالح بن كيسان وبشير بن يسار وغيرهما ما دل على هذا وروي بإسناد آخر فيه ضعف

[ 12652 ] وأخبرناه أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى ثنا إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن أبي فروة أن أبا حازم مولى أبي رهم الغفاري أخبره عن أبي رهم وعن أخيه أنهما كانا فارسين يوم خيبر أو قال يوم حنين أنا أشك وإنهما أعطيا ستة أسهم أربعة لفرسيهما وسهمين لهما فباعا السهمين ببكرين

[ 12653 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا المقري ثنا المسعودي عن بن أبي عمرة عن أبيه قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة نفر ومعنا فرس فأعطى كل إنسان منا سهما وأعطى الفرس سهمين

[ 12654 ] زاد فيه أمية بن خالد عن المسعودي فكان للفارس ثلاثة أسهم أخبرناه أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا أمية بن خالد ثنا المسعودي عن رجل من آل أبي عمرة عن أبي عمرة فذكر معناه بزيادته

[ 12655 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن رجاء الأديب قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا محاضر بن المورع أبو المورع ثنا هشام بن عروة عن يحيى بن عباد عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم للزبير أربعة أسهم سهما لأمه في القربى وسهما له وسهمين لفرسه وكذلك رواه سعيد بن عبد الرحمن عن هشام موصولا ورواه بن عيينة ومحمد بن بشر عن هشام عن يحيى بن عباد من قوله دون ذكر عبد الله في إسناده

[ 12656 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا بن أبي زنبر حدثني مالك بن أنس عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت قال أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الزبير يوم حنين أربعة أسهم سهمين للفرس وسهما له وسهما للقرابة هذا من غرائب الزنبري عن مالك وإنما يعرف بالإسناد الأول وفيه كفاية

[ 12657 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه انا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا المعلى بن أسد ثنا محمد بن حمران حدثني أبو سعيد عبد الله بن بسر عن أبي كبشة الأنماري قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة كان الزبير على المجنبة اليسرى وكان المقداد بن الأسود على مجنبته اليمنى قال فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح الغبار عن وجوههما بثوبه وقال إني جعلت للفرس سهمين وللفارس سهما فمن نقصه نقصه الله وفي الباب سوى ما ذكرنا عن عمر وطلحة والزبير والمقداد وأبي هريرة وسهل بن أبي حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض ما ذكرنا كفاية

[ 12658 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لم يقع القسم ولا السهم إلا غزاة بني قريظة وكانت الخيل يومئذ ستة وثلاثين فرسا ففيها أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمان الخيل وسهمان الرجال فعلى سنتها جرت المقاسم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ للفارس وفرسه ثلاثة أسهم له سهم ولفرسه سهمان وللراجل سهما فأما يوم بدر فلم يقع فيه السهمان ولم تحلل لهم فيه المغانم حتى كان فيه من الله ما كان فأحلها لهم بعد أن كاد الناس يهلكوا فقال لولا كتاب من الله سبق إلى آخر الآيتين ثم كان يوم أحد فكان عام مصيبة ثم كان عام الخندق فكان عام حصار ثم كانت بنو قريظة فعلى سنتها جرت المقاسم إلى يومك هذا

[ 12659 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا ثنا علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا جعفر بن محمد ثنا عفان ثنا شعبة عن خالد الحذاء قال لا يختلف فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهم

[ 12660 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنا أبو بكر الإسماعيلي أنا الحضرمي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا إسرائيل عن الأسود بن قيس عن كلثوم الوادعي عن منذر بن عمرو الوادعي وكان عمر رضى الله تعالى عنه بعثه على خيل بالشام وكان في الخيل براذين قال فسبقت الخيل وجاء أصحاب البراذين قال ثم إن المنذر بن عمرو قسم للفرس سهمين ولصاحبه سهما ثم كتب إلى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال قد أصبت السنة وفي كتاب القديم رواية أبي عبد الرحمن عن الشافعي حديث شاذان عن زهير عن أبي إسحاق قال غزوت مع سعيد بن عثمان فاسهم لفرسي سهمين ولي سهما قال أبو إسحاق وبذلك حدثني هانئ بن هانئ عن علي رضى الله تعالى عنه وكذلك حدثني حارثة بن مضرب عن عمر رضى الله تعالى عنه

باب ما جاء في سهم البراذين والمقاريف والهجين قال الشافعي في القديم أمر الله تعالى أن يعدوا لعدوهم ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل فلم يخص عربيا دون هجين وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحوم الخيل وكان ذلك على الهجين والعربي وقال تجاوزنا لكم عن صدقة الخيل والرقيق وقال ليس على المسلم في فرسه ولا في غلامه صدقة فجعل الفرس من الخيل قال الشافعي رحمه الله وقد ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه فضل العربي على الهجين وإن عمر فعل ذلك قال الشافعي ولم يرو ذلك إلا مكحول مرسلا والمرسل لا تقوم بمثله عندنا حجة وكذلك حديث عمر رضى الله تعالى عنه وهو عن كلثوم بن الأقمر مرسل قال الشافعي أنا حماد بن خالد عن معاوية بن صالح عن أبي بشر عن مكحول أن النبي صلى الله عليه وسلم عرب العربي وهجن الهجين

[ 12661 ] أخبرناه أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي ثنا أبو عقيل أنس بن مسلم ثنا أسد بن الحارث الحراني ثنا حماد بن خالد ثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر عربوا العربي وهجنوا الهجين هذا هو المحفوظ مرسل وقد رواه أحمد بن محمد الجرجاني سكن حمص عن حماد بن خالد عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة موصولا

[ 12662 ] أخبرناه أبو سعد أنا أبو أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ثنا محمد بن عوف ثنا أحمد بن محمد الجرجاني ثنا حماد بن خالد فذكره وزاد في متنه للفرس سهمان وللهجين سهم قال أبو أحمد هذا لا يوصله غير أحمد وأحاديثه ليست بمستقيمة كأنه يغلط فيها

[ 12663 ] وروى أبو داود في المراسيل عن أحمد بن حنبل عن وكيع عن محمد بن عبد الله الشعيثي عن خالد بن معدان أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للعراب سهمين وللهجين سهما أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد أنا أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكره وهو منقطع لا تقوم به حجة

[ 12664 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس عن بن الأقمر قال أغارت الخيل بالشام فأدركت الخيل من يومها وأدركت الكوادن ضحى وعلى الخيل المنذر بن أبي حمصة الهمداني ففضل الخيل على الكوادن وقال لا أجعل ما أدرك كما لم يدرك فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال هبلت الوادعي أمه لقد أذكرت به أمضوها على ما قال قال الشافعي ولو كنا نثبت مثل هذا ما خالفناه وقال في القديم هذان خبران مرسلان ليس واحد منهما شهد ما حدث به

باب لا يسهم إلا لفرس واحد

[ 12665 ] فيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس أنا الربيع أنا الشافعي قال حديث مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل أن الزبير حضر خيبر بفرسين فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أسهم سهما له وأربعة أسهم لفرسيه قال ولو كان كما حدث مكحول أن الزبير حضر خيبر لفرسين وأخذ خمسة أسهم كان ولده أعرف بحديثه وأحرص على ما فيه زيادته من غيرهم إن شاء الله تعالى قال في القديم في غير هذه الرواية وقد ذكر عبد الوهاب الخفاف عن العمري عن أخيه أن الزبير وافى بأفراس يوم خيبر فلم يسهم له إلا لفرس واحد

باب الإسهام للفرس دون غيره من الدواب

[ 12666 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ ومحمد بن إبراهيم بن الفضل المزكي قالا ثنا محمد بن عمرو الحرشي ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ثنا مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وفي رواية القعنبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى

[ 12667 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر المخرمي ثنا سفيان بن عيينة قال سمع شبيب بن غرقدة عروة البارقي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة قال سفيان وزاد فيه مجالد عن الشعبي عن عروة البارقي الأجر والمغنم رواه البخاري في الصحيح عن علي عن بن عيينة ورواه مسلم عن بن راهويه وغيره عن بن عيينة دون زيادة مجالد

[ 12668 ] وقد أخبرنا بتلك الزيادة أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق القاضي ثنا عمرو بن تميم بن سيار الطبري ثنا أبو نعيم ثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر عن عروة البارقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن زكريا

[ 12669 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم ومحمد بن محمد قالا ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن عمرو هو بن سعيد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرسه بيده ويقول الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

[ 12670 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بنابي شيبة ثنا وكيع ثنا سفيان فذكره بإسناده مثله إلى أنه قال بأصبعه وزاد الأجر والمغنم رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة

[ 12671 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا أبو التياح قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال البركة في نواصي الخيل أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن شعبة

[ 12672 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أخبرني أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة ومثل المنفق على الخيل كالمتكفف بالصدقة

باب ما يكره من الخيل وما يستحب

[ 12673 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا محمد بن كثير أنا سفيان بن سعيد عن سلم يعني بن عبد الرحمن عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل والشكال يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي اليد اليسرى أو في يده اليمنى وفي رجله اليسرى أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد الرزاق عن سفيان

[ 12674 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنا أبو حامد بن الشرقي ثنا أبو الأزهر ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم المحجل الثلاث طلق اليد اليمنى فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية

[ 12675 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو محمد بن أحمد السكري ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا عبيد بن الصباح أنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أردت أن تغزوا فاشتر فرسا أدهم أغر محجلا مطلق اليمنى فإنك تغنم وتسلم كذا قال عن عقبة بن عامر

[ 12676 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا هشام يعني بن سعيد الطالقاني ثنا محمد بن مهاجر حدثني عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل أو أرثم محجل

[ 12677 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عوف الطائي ثنا أبو المغيرة ثنا محمد بن مهاجر حدثني عقيل بن شبيب عن أبي وهب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بكل أشقر أغر محجل أو كميت أغر نحوه وقال محمد يعني بن مهاجر فسألته لم فضل الأشقر قال لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فكان أول من جاء بالفتح صاحب أشقر

[ 12678 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا حسين بن محمد ثنا شيبان عن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمن الخيل في شقرها

[ 12679 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن مروان الرقي ثنا مروان بن معاوية الفزاري عن أبي حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي الأنثى من الخيل فرسا ورواه أيضا عبد الله بن هارون عن أبيه

[ 12680 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي بمرو ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني يزيد بن أبي حبيب قال حدثني سويد بن قيس قال حدثني معاوية بن حديج عن أبي ذر الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من فرس عربي إلا يؤذن له كل يوم بدعوتين يقول اللهم إنك خولتني من خولتني فاجعلني من أحب ماله وأهله إليه

باب ما ينهى عنه من تقليد الخيل الأوتار

[ 12681 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا هشام هو بن سعيد ثنا محمد بن مهاجر حدثني عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجعشمي وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأعجازها أو قال وأكفالها ولا تقلدوها الأوتار

باب ما ينهى عنه من جز نواصي الخيل وأذنابها

[ 12682 ] أخبرنا أبو علي الروذباري انا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو توبة عن الهيثم بن حميد ح قال وحدثنا خشيش بن أصرم ثنا أبو عاصم جميعا عن ثور بن يزيد عن نصر الكناني عن رجل وقال أبو توبة عن ثور بن يزيد عن شيخ من بني سليم عن عتبة بن عبد السلمي وهذا لفظه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها فإن أذنابها مذابها ومعارفها دفاؤها ونواصيها معقود فيها الخير

باب من دخل يريد الجهاد فمرض أو لم يقاتل

[ 12683 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا علي بن عبد الله العطار ببغداد ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن حماد ثنا حماد بن طلحة عن أبيه عن مصعب بن سعد قال رأى سعد أن له فضلا على من دونه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائهم بصلاتهم ودعوتهم رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب عن محمد بن طلحة

[ 12684 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا بشر بن بكر حدثني بن جابر عن زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم

باب من دخل أجيرا يريد الجهاد أو لم يرده

[ 12685 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أخبرني أبو سعيد أحمد بن يعقوب بن أحمد بن مهران الثقفي الزاهد ثنا علي بن الحسين بن الجنيد المالكي بالري ثنا أحمد بن صالح بمصر حدثني عبد الله بن وهب القرشي أخبرني عاصم بن حكيم عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عبد الله بن الديلمي أن يعلى بن منية قال أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغزو وأنا شيخ كبير ليس لي خادم فالتمست أجيرا وأجري له سهمه فوجدت رجلا فلما دنا الرحيل أتاني فقال ما أدري ما السهمان وما يبلغ سهمي فسمى لي شيئا كان السهم أو لم يكن فسميت له ثلاثة دنانير فلما حرضت غنيمة أردت أن أجري له سهمه فذكرت الدنانير فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له أمره فقال ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا أظنه قال والآخرة إلا دنانيره التي سمى

باب من دخل يريد التجارة

[ 12686 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا القعنبي عن مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عبد الله بن مسلمة ثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لامرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن عبد الله بن مسلمة القعنبي

[ 12687 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي أنا يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن يحيى بن الوليد بن عبادة عن جده عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من غزا وهو لا ينوي في غزاته إلا عقالا فله ما نوى

[ 12688 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا الربيع بن نافع ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول حدثني عبيد الله بن سلمان أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه قال لما فتحنا خيبرا أخرجوا غنائمهم من المتاع والسبي فجعل الناس يبتاعون غنائمهم فجاء رجل فقال يا رسول الله لقد ربحت ربحا ما ربحه اليوم أحد من أهل هذا الوادي قال ويحك وما ربحت قال ما زلت أبيع وأبتاع حتى ربحت ثلاثمائة أوقية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أنبئك بخير رجل ربح قال ما هو يا رسول الله قال ركعتين بعد الصلاة

[ 12689 ] أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي العجفاء السلمي قال خطب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال وأخرى تقولونها لمن قتل في مغازيكم هذه أو مات قتل فلان شهيدا ولعله أن يكون قد أوقر دفتي راحلته ذهبا أو ورقا يبتغي به الدنيا أو قال التجارة فلا تقولوا ذاكم ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل في سبيل الله أو مات فهو في الجنة

[ 12690 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا علي بن إبراهيم بن معاوية النيسابوري ثنا محمد بن مسلم بن وارة ثنا محمد بن سعيد بن سابق ثنا عمرو يعني بن أبي قيس عن أيوب السختياني عن بن سيرين عن بن أبي العجفاء السلمي عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وأخرى ما تقولونه الرجل يخرج فيقاتل فيقولون استشهد فلان ولعله أن يكون قد خرج قد ملأ عجز دابته دنانير أو دراهم للتجارة فلا تقولوا ذلك ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل في سبيل الله فهو في الجنة ورواه حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي العجفاء السلمي لم يذكر ابنه في إسناده

باب المملوك والمرأة يرضخ لهما ولا يسهم

[ 12691 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي أنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا جرير بن حازم قال سمعت قيسا يحدث عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة إلى بن عباس يسأله عن أشياء فذكر الحديث في سؤاله وفي جوابه قال وسألت عن المرأة والعبد هل كان لهما سهم معلوم إذا حضرا البأس قال إنه لم يكن لهما سهم معلوم إلا أن يحذيا من غنائم العدو أخرجه مسلم في الصحيح من حديث جرير بن حازم وفي رواية محمد بن علي عن يزيد في هذا الحديث قال وأما السهم فلم يضرب لهن بسهم

[ 12692 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز في هذه القصة قال فكتب اليه بن عباس إنك كتبت تسألني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء وقد كان يغزو بهن يداوين المرضى ويحذين من الغنيمة وأما السهم فلم يضرب لهم بسهم رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حاتم

[ 12693 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا حفص بن غياث عن محمد بن زيد قال حدثني عمير مولى أبي اللحم قال شهدت خيبر وأنا عبد مملوك قلت يا رسول الله أسهم لي فأعطاني سيفا فقال تقلد هذا السيف وأعطاني خرثي متاع ولم يسهم لي أخرج مسلم بهذا الإسناد حديثا آخر في الزكاة وهذا المتن أيضا صحيح على شرطه

[ 12694 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن سعيد وغيره قالوا أنا زيد بن الحباب ثنا رافع بن سلمة بن زياد قال حدثني حشرج بن زياد عن جدته أم أبيه أنها خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر سادس ست نسوة فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إلينا فجئنا فرأينا فيه الغضب فقال مع من خرجتن وبإذن من خرجتن فقلنا يا رسول الله خرجنا نغزل الشعر ونعين به في سبيل الله ومعنا دواء للجرحى ونناول السهام ونسقي السويق فقال اقمن حتى إذا فتح الله عليه خيبر أسهم لنا كما أسهم للرجال قال فقلت لها يا جدة وما كان ذلك قالت تمرا قال الشيخ إخبارها عن عين ما أعطاهن دلالة على كونه رضخا وفي حديث بن عباس لم يضرب لهن سهم بيان ذلك والله أعلم وروي عن مكحول أو غيره في الإسهام لهن بخيبر وهو منقطع لا تقوم به حجة

باب المدد يلحق بالمسلمين قبل أن ينقطع الحرب أو لم يأتوا حتى ينقطع الحرب وما روي في الغنيمة إنها لمن شهد الوقعة

[ 12695 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا أبو كريب ثنا أبو أسامة حدثني بريد عن أبي بردة عن أبي موسى فذكر قدومهم على جعفر بن أبي طالب بالحبشة قال فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا قال فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر فأسهم لنا أو قال أعطانا منها وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلا من شهد معه إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه فقسم لهم معهم أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح عن أبي كريب وهؤلاء إن حضروا قبل أن ينقطع الحرب أو قبل حيازة الغنيمة فأشركهم فيها فهي في مسألتنا وإن حضروا بعد ذلك وعليه يدل

[ 12696 ] ما أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا معاذ بن المثنى ثنا يحيى بن معين ثنا حفص بن غياث ثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر فأسهم لنا ولم يسهم لأحد يعني لم يشهد الفتح غيرنا رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن حفص ورواه يوسف بن موسى عن حفص وقال بعدما افتتحها بثلاث فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم إنما أعطاهم من سهم المصالح أو أشركهم في الغنيمة برضا الغانمين وقد روي في قصة جعفر وغيره بإسناد آخر أنه سأل أصحابه أن يشركوهم في مقاسم خيبر ففعلوا وله شاهد صحيح في قصة قدوم أبي هريرة

[ 12697 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد انا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان ثنا الزهري أخبرني عنبسة بن سعيد بن العاص عن أبي هريرة قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه خيبر بعدما افتتحوها فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسهم لي من الغنيمة فقال بعض بني سعيد بن العاص لا تسهم له يا رسول الله فقلت يا رسول الله هذا قاتل بن قوقل فقال بن سعيد واعجبا لو بر تدلى علينا من قدوم ضان ينعي على قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي ولم يهنى على يديه قال سفيان فلا أحفظه أنه قال أسهم له أو لم يسهم قال سفيان سمعت إسماعيل بن أمية سأل الزهري عنه وأنا حاضر

[ 12698 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق أنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان فذكره بإسناده مثله إلا أنه لم يذكر قول سفيان وزاد قال سفيان حدثنيه السعيدي أيضا عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري في الصحيح عن الحميدي واسم السعيدي عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص وجده سعيد بن عمرو البخاري ويذكر عن الزبيدي عن الزهري

[ 12699 ] فذكر ما أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدث سعيد بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبان بن سعيد بن العاص على سرية من المدينة قبل نجد فقدم أبان بن سعيد وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد أن فتحها وإن حزم خيلهم ليف فقال أبان بن سعيد وأصحابه أقسم لنا يا رسول الله قال أبو هريرة فقلت لا تقسم لهم يا رسول الله فقال أبان أنت بها وبر تحدر علينا من رأس ضان فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلس يا أبان ولم يقسم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك رواه عبد الله بن سالم عن الزبيدي وهو فيما ذكره محمد بن يحيى الذهلي عن إسحاق بن إبراهيم الزبيدي عن عمرو بن الحارث عن عبد الله قال محمد بن يحيى لم يقم بن عيينة يعني متنه والحديث حديث الزبيدي

[ 12700 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا علي بن بحر القطان ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز ثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن الله عز وجل فتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ثم جاءه أبان بن سعيد بن العاص في خيل له فسأله أن يسهم له ولأصحابه فلم يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة وكانت حزم خيلهم الليف فهذا يوافق رواية الزبيدي في متنه ويخالفه في إسناده والله أعلم قال محمد بن يحيى الذهلي الحديثان محفوظان حيث عنبسة من حديث الزبيدي وحديث سعيد بن المسيب من حديث سعيد بن عبد العزيز

[ 12701 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج بن منهال ثنا حماد عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة قال ما شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مغنما إلا قسم لي الا خيبر فإنها كانت لأهل الحديبية خاصة وكان أبو موسى وأبو هريرة جاءا بين الحديبية وبين خيبر

[ 12702 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا وهيب ثنا خثيم بن عراك عن أبيه عن نفر من بني غفار قالوا إن أبا هريرة قدم المدينة وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر واستخلف على المدينة رجلا من بني غفار يقال له سباع بن عرفطة قال أبو هريرة فوجدناه في صلاة الصبح فلما فرغنا من صلاتنا أتينا سباع بن عرفطة فزودنا تمرا حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فتح خيبر وكلم المسلمين فأشركنا في سهمانهم ورواه روح بن القاسم عن خثيم بن عراك بإسناده ومعناه وقال فاستأذن الناس أن يقسم لنا من الغنائم فأذنوا له فقسم لنا

[ 12703 ] أخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف الإسفرائيني أنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم فذكره الروايات في قدومه بعد فتح خيبر أصح ثم رواية من روى أنه لم يسهم له أراد قسمة من شهدها ويحتمل أنه أشركهم في سهمانهم برضاهم كما في هذه الرواية والله أعلم

[ 12704 ] أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن يونس عن الزهري قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لغائب في مغنم لم يشهده إلا يوم خيبر قسم لغائب أهل الحديبية من أجل أن الله تبارك وتعالى كان أعطى خيبر المسلمين من أهل الحديبية فقال { وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه } وكانت لأهل الحديبية من شهد منهم ومن غاب ولمن شهد من الناس غيرهم وعن يونس قال قال بن شهاب بلغنا والله أعلم أنه قسم لعثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه يوم بدر وكان عثمان رضى الله تعالى عنه تخلف على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصابتها الحصبة فجاء زيد بن حارثة بشيرا بوقعة بدر وعثمان رضى الله تعالى عنه على قبر رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفنها قال بن شهاب وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم لطلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد وكانا غائبين بالشام قال الشيخ قد روينا عن بن إسحاق أنه لم يغب عن خيبر من أهل الحديبية إلا جابر بن عبد الله الأنصاري وأما قسمته لعثمان بن عفان وغيره من غنائم بدر فقد مضت الدلالة في هذا الكتاب على أنها كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعها حيث أراه الله عز وجل وإنما صارت الغنيمة لمن شهد الوقعة بعد قسمة بدر والله أعلم

[ 12705 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب الأحمسي قال غزت بنو عطارد ماء البصرة وأمدوا بعمار من الكوفة فخرج قبل الوقعة وقدم الوقعة فقال نحن شركاؤوهم في الغنيمة فقام رجل من بني عطارد فقال أيها العبد المجدع تريد أن نقسم لك غنائمنا وكانت أذنه أصيبت في سبيل الله فقال عيرتموني بأحب اذني أو خير أذني قال فكتب في ذلك إلى عمر رضى الله تعالى عنه فكتب أن الغنيمة لمن شهد الوقعة وروينا عن أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه في قصة أخرى أنه كتب إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة

[ 12706 ] وأخبرنا وحدثنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق أنا محمد بن أحمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري أنا أبو بكر الغساني عن عطية بن قيس وراشد بن سعد قالا سارت الروم إلى حبيب بن مسلمة وهو بأرمينية فكتب إلى معاوية يستمده فكتب معاوية إلى عثمان رضى الله تعالى عنه بذلك فكتب عثمان رضى الله تعالى عنه إلى أمير العراق يأمره أن يمد حبيبا فأمده بأهل العراق وأمر عليهم سلمان بن ربيعة الباهلي فساروا يريدون غياث حبيب فلم يبلغوهم حتى لقي هو وأصحابه العدو ففتح الله لهم فلما قدم سليمان وأصحابه على حبيب سألوهم أن يشركوهم في الغنيمة وقالوا قد أمددناكم وقال أهل الشام لم تشهدوا القتال ليس لكم معنا شيء وأبي حبيب أن يشركهم وحوى وأصحابه على غنيمتهم فتنازع أهل الشام وأهل العراق في ذلك حتى كاد يكون بينهم في ذلك كون فقال بعض أهل العراق إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم وإن ترحلوا نحو بن عفان نرحل قال أبو بكر الغساني فسمعت أنها أول عداوة وقعت بين أهل الشام وأهل العراق

باب السرية تخرج من عسكر في بلاد العدو قال الشافعي قد مضت خيل للمسلمين فغنمت بأوطاس غنائم كثيرة وأكثر العسكر بحنين فشركوهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 12707 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثني أبي وعبد الله بن محمد قال أبي أخبرنا وقال عبد الله حدثنا أبو كريب ثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل درير وهزم الله أصحابه وذكر الحديث أخرجاه في الصحيح عن أبي كريب

[ 12708 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فقال أيها الناس أنه ما كان من حلف في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة ولا حلف في الإسلام والمسلمون يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم يرد عليهم أقصاهم ترد سراياهم على قعدتهم وذكر باقي الحديث

[ 12709 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن بن أبي ذئب قال بلغنا أن حبيب بن مسلمة غزا الروم فأخذوا رجلا فاتهموه فأخبرهم أنه عين فقال هذا ملك الروم في الناس وراء هذا الجبل فقال لأصحابه أشيروا علي فقال بعضهم نرى أن تقيم حتى يلحق بك الناس وكانوا منقطعين وقال بعضهم نرى أن ترجع إلى فئتك ولا تقدم على هؤلاء فإنه لا طاقة لنا بهم فقال أما أنا فأعطي الله عهدا لا أخيس به لأخالطنهم فلما ارتفع النهار إذا هو بهم قد ملأوا الأرض فحمل وحمل أصحابه فانهزم العدو وأصابوا غنائم كثيرة فلحق الناس الذين لم يحضروا القتال وقالوا نحن شركاؤهم في الغنيمة وقال الذين شهدوا القتال ليس لكم نصيب لم تحضروا القتال وقال عبد الله بن الزبير وكان ممن حضر مع حبيب ليس لكم نصيب فكتب بذلك إلى معاوية فكتب أن أقسم بينهم كلهم قال وأظن معاوية كان كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فكتب بذلك عمر رضى الله تعالى عنه وقال الشاعر ان حبيبا بئس ما يواسي وابن الزبير ذاهب الأقساس ليسوا بأنجاد ولا أكياس ولا رفيقا بأمور الناس

باب التسوية في الغنيمة والقوم يهبون الغنيمة

[ 12710 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة وخالد والزبير بن الخريث عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو يعرض فرسا فقلت يا رسول الله بما أمرت قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله قلت يا رسول الله فمن هؤلاء الذين نقاتل قال هؤلاء اليهود المغضوب عليهم وهؤلاء النصارى الضالون قلت فما تقول في الغنيمة قال لله خمسها وأربعة أخماسها للجيش قلت فما أحد أولى من أحد قال لا ولا السهم تستخرجه من جنبك أحق به من أخيك المسلم

[ 12711 ] قال وثنا يوسف ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه ورواه موسى بن داود عن حماد بن زيد فقال في الحديث فإن رميت بسهم في جنبك فاستخرجته فلست بأحق به من أخيك المسلم وفي ذلك بيان ما روينا وقد مضى حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ يوم حنين أو قال يوم خيبر وبرة من جنب بعير فقال يا أيها الناس إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم

[ 12712 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنين فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدرك وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا يا رسول الله لنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فأمن علينا من الله عليك قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم فقالوا يا رسول خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وإذا أنا صليت بالناس فقوموا وقولوا إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر قاموا فقالوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فقال المهاجرون فما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت الأنصار وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأقرع بن حابس أما أنا وبنو تميم فلا وقال العباس بن مرداس أما أنا وبنو سليم فلا فقالت بنو سليم بل ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عيينة بن بدر أما أنا وبنو فزارة فلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ستة فرائض من أول فيء نصيبه فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه الناس يقولون يا رسول الله أقسم علينا فيئنا حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت عنه رداءه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ردوا علي ردائي فوالذي نفسي بيده لو كان لكم عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ثم ما ألفيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب بعير وأخذ من سنامه وبرة فجعلها بين أصبعيه فقال أيها الناس والله مالي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخياط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة فجاءه رجل من الأنصار بكبة من خيوط شعر فقال يا رسول الله أخذت هذا لأخيط به برذعة بعير لي دبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما حقي منها لك فقال الرجل أما إذا بلغ الأمر هذا فلا حاجة لي بها فرمى بها من يده

باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من المهاجرين وما يستدل به على أنه إنما كان يعطيهم من الخمس دون أربعة أخماس الغنيمة

[ 12713 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى البزاز ببغداد ثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن ناسا من الأنصار قالوا يا رسول الله فيما أفاء الله على رسوله من أموال هوازن فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي رجلا من قريش المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم فأرسل الى الأنصار فجمعهم في قبة من آدم لم يدع معهم غيرهم فلما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حديث بلغني عنكم فقال له فقهاؤهم أما ذوو رأينا فلم يقولوا شيئا وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أعطي رجالا حديث عهد بكفر أتألفهم ألا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا بلى يا رسول الله قد رضينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض قال أنس إذا نصبر رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجه مسلم من أوجه عن الزهري وقال في الحديث فإني على الحوض وكذلك رواه بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه فإني على الحوض

[ 12714 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد بن خلي ثنا بشر بن شعيب فذكره بإسناده نحوه إلا أنه قال في الحديث فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به وقال في آخره قال أنس بن مالك فلم نصبر

[ 12715 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أنس بن مالك قال لما كان يوم الفتح قالت الأنصار والله إن هذا هو العجب إن سيوفنا تقطر من دماء قريش وإن غنائمنا تقسم بينهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى الأنصار خاصة فقال ما هذا الذي بلغنا عنكم وكانوا لا يكذبون فقالوا هو الذي بلغك فقال أما ترضون أن يذهب الناس بالغنائم وتذهبوا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم ثم قال لو سلك الناس واديا أو شعبا سلكت وادي الأنصار لفظ حديث أبي عبد الله وفي رواية أبي الحسن لما كان يوم حنين والباقي بمعناه رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة قال الشافعي قد يقول في خمس الغنيمة إذا ميز منها نحن غنمنا هذا ويريدون ان سبب ملك ذلك بهم وذلك موجود في كلام الناس وعلى ذلك كلمة الأنصار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمس هو لي ثم هو مردود فيكم فلما أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبعدين أنكرت ذلك الأنصار الذين هم أولياؤه قال الشافعي وأخبرنا بعض أصحابنا عن محمد بن إسحاق عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الأقرع وأصحابه من خمس الخمس

[ 12716 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو الطاهر ثنا بن وهب ثنا جرير بن حازم أن أيوب حدثه أنا نافعا حدثه أن عبد الله بن عمر حدثه أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة بعد أن رجع من الجعرانة فقال يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف يوما في المسجد الحرام فكيف ترى قال اذهب فاعتكف يوما وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطاه جارية من الخمس فلما أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا الناس فقال عمر يا عبد الله اذهب إلى تلك الجارية فخل سبيلها رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر واستشهد به البخاري

جماع أبواب تفريق الخمس

باب سهم الله وسهم رسوله صلى الله عليه وسلم من خمس الفيء والغنيمة قال الله عز وجل واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول وقال في آية الفيء { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول }

[ 12717 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني يقول سمعت جدي يقول سمعت عبد الله بن محمد بن أبي شيبة يقول قال سفيان بن عيينة إنما استفتح الله الكلام في الفيء والغنيمة بذكر نفسه لأنها أشرف الكسب وإنما ينسب إليه كل شيء يشرف ويعظم ولم ينسب الصدقة إلى نفسه لأنها أوساخ الناس

[ 12718 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن قيس بن مسلم قال سألت الحسن بن محمد عن قول الله عز وجل واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول فقال هذا مفتاح كلام لله ما في الدنيا والآخرة

[ 12719 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا جرير عن موسى بن أبي عائشة قال سألت يحيى بن الجزار قلت كم لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الخمس قال خمس الخمس

[ 12720 ] وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور العباس بن الفضل ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنا مغيرة عن إبراهيم في قوله واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول قال يقسم الخمس على خمسة أخماس فخمس الله والرسول واحد ويقسم ما سوى ذلك على الآخرين وروينا عن مجاهد وقتادة كذلك وعن عطاء قال خمس الله ورسوله واحد

[ 12721 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر المشاط قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنا محمد بن فضيل عن عبد الملك عن عطاء في قوله عز وجل واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول قال خمس الله والرسول واحد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع فيه ما شاء

[ 12722 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الوليد بن عتبة ثنا الوليد ثنا عبد الله بن العلاء أنه سمع أبا سلام الأسود قال سمعت عمرو بن عبسة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير ثم قال ولا يحل من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس والخمس مردود عليكم قال الشافعي وقد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ماضيا وصلى الله وملائكته عليه فاختلف أهل العلم عندنا في سهمه فمنهم من قال يرد على السهمان التي ذكرها الله معه ومنهم من قال يضعه الإمام حيث رأى على الاجتهاد للإسلام وأهله ومنهم من قال يضعه في الكراع والسلاح والذي اختار أن يضعه الإمام في كل أمر حصن به الإسلام وأهله من سد ثغر أو إعداد كراع أو سلاح أو إعطاء أهل البلاء في الإسلام نفلا عند الحرب وغير الحرب إعدادا للزيادة في تعزيز الإسلام وأهله على ما صنع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطى المؤلفة ونفل في الحرب وأعطى عام خيبر نفرا من أصحابه من المهاجرين والأنصار أهل حاجة وفضل وأكثرهم أهل فاقة نرى ذلك والله أعلم كله من سهمه قال الشيخ أما إعطاؤه المؤلفة

[ 12723 ] ففيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا السري بن خزيمة ثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب ثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال لما أفاء الله على رسوله يوم حنين ما أفاء قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يقسم أو لم يعط الأنصار شيئا فكأنه وجد إذ لم يصبهم إما أصاب أو كأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي قال كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن قال ما يمنعكم أن تجيبوا قالوا الله ورسوله أمن قال لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها الأنصار شعار والناس دثار إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل وأخرجه مسلم من وجه آخر عن عمرو بن يحيى

[ 12724 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنا الثوري عن أبيه عن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي رضى الله تعالى عنه وهو باليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين زيد الطائي ثم أحد بني نبهان وبين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني مجاشع وبين عيينة بن حصن وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش وقالت يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا فقال إنما أتألفهم فجاء رجل غائر العينين نأتي الجبين مشرب الوجنتين كث اللحية محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم فمن يطع الله إذا عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني فسأل رجل من القوم قتله قال أراه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولى الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من ضئضىء هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن عبد الرزاق وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سعيد بن مسروق والد الثوري

[ 12725 ] وأما النفل ففيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا علي بن مسهر وعبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى نجد فخرجت فيها فأصبنا إبلا وغنما فبلغت سهماننا اثني عشر بعيرا ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وأخرجه البخاري من وجه آخر كما مضى

[ 12726 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا الحسن بن الحر ثنا الحكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفل قبل أن تنزل يعني الآية في المغنم فلما نزلت ترك النفل الذي كان ينفل فصار ذلك في خمس الخمس وهو سهم الله عز وجل وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وروينا عن سعيد بن المسيب أنه قال كان الناس يعطون النفل من الخمس

[ 12727 ] وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أيوب عن بن سيرين أن أنس بن مالك كان مع عبيد الله بن أبي بكرة في غزاة غزاها فأصابوا سبيا فأراد عبيد الله بن أبي بكرة أن يعطي أنسا من السبي قبل أن يقسم فقال أنس لا ولكن أقسم ثم اعطني من الخمس وذكر الحديث وأما إعطاؤه يوم خيبر ففيما

[ 12728 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سليمان بن داود المهري أنا بن وهب أخبرني أسامة بن زيد الليثي عن نافع عن عبد الله بن عمر قال لما افتتحت خيبر سألت يهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم على أن يعملوا على النصف مما خرج منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقركم فيها على ذلك ما شئنا فكانوا على ذلك وكان الثمر يقسم على السهمان من نصف خيبر ويأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم كل امرأة من أزواجه من الخمس مائة وسق تمرا وعشرين وسقا شعيرا فلما أراد عمر إخراج اليهود أرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهن من أحب منكن أن أقسم لها نخلا بخرصها مائة وسق فيكون لها أصلها وأرضها وماؤها ومن الزرع مزرعة خرص عشرين وسقا فعلنا ومن أحب أن نعزل الذي لها في الخمس كما هو فعلنا

[ 12729 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق عن بن لمحمد بن مسلمة عمن أدرك من أهله وعن عبد الله بن أبي بكر بن حزم فذكرا قسمة خيبر قالا ثم قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسه بين أهل قرابته وبين نسائه وبين رجال ونساء من المسلمين أعطاهم منها فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة عليهما السلام مائتي وسق وعلي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه مائة وسق ولأسامة بن زيد مائتي وسق منها خمسون وسقا نوى ولعيسى بن نقيم مائتي وسق ولأبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه مائتي وسق فذكرا جماعة من الرجال والنساء قسم لهم منها

باب سهم ذي القربى من الخمس

[ 12730 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن بن المسيب عن جبير بن مطعم أنه قال مشيت أنا وعثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقلنا يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا وإنما نحن وهم بمنزلة واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير وابن يوسف قال البخاري وقال الليث حدثني يونس وزاد قال ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولبني نوفل

[ 12731 ] أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى ثنا الليث عن يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب أن جبير بن مطعم أخبره أنه جاء هو وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه لما قسم فيء خيبر بين بني هاشم وبني المطلب فقال يا رسول الله قسمت لأخواننا بني المطلب بن عبد مناف ولم تعطنا شيئا وقرابتنا مثل قرابتهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هاشم والمطلب شيء واحد وقال جبير بن مطعم لم يقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل من ذلك الخمس شيئا كما قسم لبني هاشم وبني المطلب رواه البخاري في موضع آخر من الكتاب عن بن بكير وكذلك رواه عبد الله بن المبارك عن يونس قال البخاري وقال بن إسحاق عن الزهري عن سعيد عن جبير

[ 12732 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق أخبرني الزهري عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم قال لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذي القربى على بني هاشم وبني المطلب مشيت أنا وعثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه فقلت يا رسول الله هؤلاء إخوانك بنو هاشم لا ننكر فضلهم لمكانك الذي جعلك الله به منهم أرأيت أخواننا من بني المطلب أعطيتهم وتركتنا وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة فقال إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد ثم شبك رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إحداهما في الأخرى

[ 12733 ] وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مطرف بن مازن عن معمر بن راشد عن بن شهاب قال أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذي القربى بين بني هاشم وبني المطلب أتيته أنا وعثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه فذكر الحديث بمعنى حديث بن إسحاق إلا أنه لم يذكر قوله لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام فقال إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد هكذا وشبك بين أصابعه ثم ذكر الشافعي حديث يونس ومحمد بن إسحاق عن بن شهاب عن بن المسيب عن جبير قال الشافعي فذكرت ذلك لمطرف بن مازن فقال حدثناه معمر كما وصفت فلعل بن شهاب رواه عنهما معا قال الشيخ وقد رواه إبراهيم بن إسماعيل عن الزهري نحو ذلك

[ 12734 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال مشيت أنا وفلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا وإنما نحن وهم إليك بمنزل واحد فقال صلى الله عليه وسلم إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد إبراهيم بن إسماعيل ومطرف بن مازن ضعيفان وفي رواية الجماعة عن الزهري عن بن المسيب عن جبير كفاية

[ 12735 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني عبد الله بن عثمان ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل التاجر وأبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي قالا ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو أنبأ عبد الله بن عثمان بن جبلة أنا عبد الله بن المبارك أنا يونس بن يزيد عن الزهري أخبرني علي بن الحسين أن حسين بن علي أخبره أن عليا رضى الله تعالى عنه قال كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفا من الخمس يومئذ فلما أردت أن أبني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي باذخر أردت أن أبيعه من الصواغين فاستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبائل وشارفاي مناختان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار فرجعت حين جمعت وإذا شارفاي قد اجتنبت اسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبداهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما فقلت من فعل هذا فقالوا فعله حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار غنته قينة وأصحابه فقالت في غنائها إلا يا حمز للشرف النواء وهن معقلات بالفناء فقام حمزة إلى السيف فاجتنب اسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما قال قال علي فانطلقت حتى أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي الذي لقيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا قلت يا رسول الله ما رأيت كاليوم قط عدا حمزة على ناقتي واجتنب اسنمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا معه شرب فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعه أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذنوا له فإذا هم شرب فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل وإذا حمزة ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر فنظر إلى سرته ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ثم قال حمزة وهل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ثمل فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقري فخرج وخرجنا معه رواه البخاري في الصحيح عن عبدان ورواه مسلم عن بن قهزاد عن عبدان

[ 12736 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا عبد الله بن الحسين القاضي بمرو وثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا علي بن سويد بن منجوف عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضى الله تعالى عنه إلى خالد بن الوليد رضى الله تعالى عنه ليقبض الخمس فأخذ فيه جارية فأصبح ورأسه يقطر قال خالد لبريدة ألا ترى ما يصنع هذا قال وكنت أبغض عليا رضى الله تعالى عنه فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بريدة أتبغض عليا قال قلت نعم قال فأحبه فإن له في الخمس أكثر من ذلك رواه البخاري في الصحيح عن بندار عن روح بن عبادة هذا ما بلغنا عن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في سهم ذي القربى فأما الإمامان أبو بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما فقد اختلفت الروايات عنهما في ذلك

[ 12737 ] ففيما أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ح وثنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة قالا ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري قالا أخبرني سعيد بن المسيب قال أخبرني جبير بن مطعم أنه جاء هو وعثمان بن عفان رضى الله تعالى عنهما يكلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قسم من الخمس بين بني هاشم وبني المطلب فقلت يا رسول الله قسمت لاخواننا بني المطلب ولم تعطنا شيئا وقرابتنا واحدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد قال جبير ولم يقسم لبني شمس ولا لبني نوفل من ذلك الخمس كما قسم لبني هاشم وبني المطلب قال وكان أبو بكر رضى الله تعالى عنه يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يكن يعطي قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيهم منه قال وكان عمر رضى الله تعالى عنه يعطيهم منه وعثمان رضى الله تعالى عنه بعده

[ 12738 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن الحنفية قال اختلف الناس في هذين السهمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قائلون سهم ذوي القربى لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم وقال قائلون لقرابة الخليفة وقال قائلون سهم النبي صلى الله عليه وسلم للخليفة من بعده فاجتمع رأيهم على أن يجعلوا هذين السهمين في الخيل والعدة في سبيل الله فكانا على ذلك في خلافة أبي بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما

[ 12739 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة ثنا أحمد بن خالد ثنا محمد بن إسحاق قال قلت لأبي جعفر ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عارم بن الفضل ثنا حماد بن زيد عن محمد بن إسحاق قال سألت أبا جعفر يعني الباقر كيف صنع علي رضى الله تعالى عنه في سهم ذي القربى قال سلك به طريق أبي بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما قال قلت وكيف وأنتم تقولون ما تقولون قال أما والله ما كانوا يصدرون إلا عن رأيه ولكنه كره أن يتعلق عليه خلاف أبي بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما وفي رواية أحمد بن خالد الوهبي قال أما والله ما كان أهل بيته يصدرون إلا عن رأيه ولكن كان يكره أن يدعى عليه خلاف أبي بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما وكذلك رواه سفيان الثوري وسفيان بن عيينة عن بن إسحاق وقد ضعف الشافعي رحمه الله هذه الرواية بأن عليا رضى الله تعالى عنه قد رأى غير رأي أبي بكر رضى الله تعالى عنه في أن لم يجعل للعبيد في القسمة شيئا ورأى غير رأي عمر رضى الله تعالى عنه في التسوية بين الناس وفي بيع أمهات الأولاد وخالف أبا بكر رضى الله تعالى عنه في الجد وقوله سلك به طريق أبي بكر وعمر جملة تحتمل معان قال وقد أخبرنا عن جعفر بن محمد عن أبيه أن حسنا وحسينا وابن عباس وعبد الله بن جعفر رضى الله تعالى عنهم سألوا عليا رضى الله تعالى عنه نصيبهم من الخمس فقال هو لكم حق ولكني محارب معاوية فإن شئتم تركتم حقكم منه قال الشافعي رحمه الله فأخبرت بهذا الحديث عبد العزيز بن محمد فقال صدق هكذا كان جعفر يحدثه فما حدثكه عن أبيه عن جده قلت لا قال ما أحسبه إلا عن جده قال وجعفر أوثق وأعرف بحديث أبيه من بن إسحاق قال الشيخ ومحمد بن علي عن أبي بكر وعمر وعلي رضى الله تعالى عنهم مرسل وكذلك رواية الحسن بن محمد بن الحنفية مرسلة وأما رواية يونس عن الزهري فلم أعلم بعد أن الذي جعل في آخرها من قول جبير بن مطعم فيكون موصولا أو من قول بن المسيب أو الزهري فيكون مرسلا وقال الشيخ قد روى محمد بن يحيى الذهلي عن أبي صالح عن الليث بن سعد عن يونس فميز فعل أبي بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما فجعله من قول بن شهاب الزهري فهو إذا منقطع وقد روي عن أبي بكر وعمر وعلي رضى الله تعالى عنهم مثل قولنا

[ 12740 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن أبي بكير ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا عباس بن عبد العظيم ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا أبو جعفر الرازي عن مطرف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول ولاني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس الخمس فوضعته مواضعه حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياة أبي بكر وحياة عمر رضى الله تعالى عنهما زاد الروذباري في حديثه فأتي بمال فدعاني فقال خذه فقلت لا أريده قال خذه فأنتم أحق به قلت قد استغنينا عنه فجعله في بيت المال

[ 12741 ] وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو الوليد حسان بن محمد من أصل كتابه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا بن نمير ثنا هاشم بن بريد حدثني حسين بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول اجتمعت أنا والعباس وفاطمة وزيد بن حارثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كبر سني ورق عظمي وركبتني مؤنة فإن رأيت أن تأمرني بكذا وكذا وسقا من طعام فافعل قال ففعل ذلك ثم قالت فاطمة رضى الله تعالى عنها يا رسول الله أنا منك بالمنزل الذي قد علمت فإن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمك فافعل قال ففعل ذلك ثم قال زيد بن حارثة يا رسول الله كنت أعطيتني أرضا أعيش فيها ثم قبضتها مني فإن رأيت أن تردها علي فافعل قال ففعل ذلك قلت أنا يا رسول الله إن رأيت أن توليني حقنا من الخمس في كتاب الله فأقسمه حياتك كي لا ينازعنيه أحد بعدك فافعل قال ففعل ذاك ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلتفت إلى العباس فقال يا أبا الفضل ألا تسألني الذي سأله بن أخيك فقال يا رسول الله انتهت مسألتي إلى الذي سألتك قال فولانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمته حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ولانيه أبو بكر رضى الله تعالى عنه ثم ولانيه عمر رضى الله تعالى عنه فقسمته حياة عمر رضى الله تعالى عنه حتى كان آخر سنة من سني عمر رضى الله تعالى عنه أتاه مال كثير فعزل حقنا ثم أرسل إلي فقال ما لكم فخذه فاقسمه حيث كنت تقسمه فقلت يا أمير المؤمنين بنا عنه العام غنى وبالمسلمين إليه حاجة فرده عليهم تلك السنة ثم لم يدعنا إليه أحد بعد عمر رضى الله تعالى عنه حتى قمت مقامي هذا فلقيت العباس رضى الله تعالى عنه بعدما خرجت من عند عمر رضى الله تعالى عنه فقال يا علي لقد حرمتنا الغداة شيئا لا يرد علينا أبدا إلى يوم القيامة وكان رجلا داهيا قال أبو عبد الله رواته من ثقات الكوفيين قال الشيخ وقد أخرجه أبو داود في السنن ببعض معناه مختصرا عن عثمان بن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير

[ 12742 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا إبراهيم عن مطر الوراق ورجل لم يسمه كلاهما عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيت عليا رضى الله تعالى عنه عند أحجار الزيت فقلت له بأبي وأمي ما فعل أبو بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما في حقكم أهل البيت من الخمس فقال علي رضى الله تعالى عنه أما أبو بكر رحمه الله فلم يكن في زمانه أخماس وما كان فقد أوفاناه وأما عمر رضى الله تعالى عنه فلم يزل يعطيناه حتى جاءه مال السوس والأهواز أو قال الأهواز أو قال فارس قال الشافعي أنا أشك فقال في حديث مطر أو حديث الآخر فقال في المسلمين خلة فإن أحببتم تركتم حقكم فجعلناه في خلة المسلمين حتى يأتينا مال فأوفيكم حقكم منه فقال العباس رضى الله تعالى عنه لعلي رضى الله تعالى عنه لا تطمعه في حقنا فقلت له يا أبا الفضل ألسنا أحق من أجاب أمير المؤمنين ورفع خلة المسلمين فتوفي عمر رضى الله تعالى عنه قبل أن يأتيه مال فيقضيناه وقال الحكم في حديث مطر والآخر إن عمر رضى الله تعالى عنه قال لكم حق ولا يبلغ علمي إذا كثر أن يكون لكم كله فإن شئتم أعطيتكم منه بقدر ما أرى لكم فأبينا عليه الا كله فأبى أن يعطينا كله قال الشافعي فيما لم أسمعه من أبي زكريا وقد روى الزهري عن بن هرمز عن بن عباس عن عمر رضى الله تعالى عنه قريبا من هذا المعنى وذكره في القديم من حديث يونس عن الزهري

[ 12743 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا عنبسة ثنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني يزيد بن هرمز أن نجدة الحروري حين حج في فتنة بن الزبير أرسل إلى بن عباس يسأله عن سهم ذي القربى ويقول لمن تراه قال بن عباس لقربى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان عمر رضى الله تعالى عنه عرض علينا من ذلك عرضا رأيناه دون حقنا فرددناه عليه وأبينا أن نقبله لفظ حديث الروذباري

[ 12744 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الطيب محمد بن علي بن الحسن الزاهد من أصل كتابه ثنا سهل بن عمار العتكي ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن محمد بن علي أبي جعفر أحسبه قال والزهري عن يزيد يعني بن هرمز قال كتب نجدة يعني الحروري إلى بن عباس رضى الله تعالى عنه يسأله عن سهم ذوي القربى لمن هو قال كتبت إلي تسألني عن سهم ذوي القربى لمن هو فهو لنا وقد كان عمر رضى الله تعالى عنه دعانا إلى أن ينكح منه أيمنا ويخدم منه عائلنا ويقضي منه عن غارمنا فأبينا إلا أن يسلمه لنا وأبى أن يفعل فتركناه

[ 12745 ] وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة إلى بن عباس يسأله عن ذي القربى من هم وسأله عن العبد والمرأة يحضران المغنم هل لهما من المغنم شيء وكتب يسأله عن قتل الولدان فقال اكتب يا يزيد لولا أن يقع في أحموقة ما كتبت إليه سألت عن ذي القربى من هم فزعمنا أنا نحن هم فأبى ذلك علينا قومنا وكتبت تسأل عن العبد والمرأة يحضران المغنم ليس لهما شيء إلا أن يحذيا وكتبت تسأل عن الولدان فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتلهم وأنت لا تقتلهم إلا أن تعلم منهم ما علم صاحب موسى من الغلام وسألت عن اليتيم متى ينقضي يتمه وينقضي يتمه إذا أونس منه الرشد رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر وغيره عن سفيان قال الشافعي يجوز أن يكون بن عباس عنى بقوله فأبى ذلك علينا قومنا غير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يزيد بن معاوية وأهله

جماع أبواب تفريق ما أخذ من لربعة أخماس الفيء غير الموجف عليه

باب ما جاء في مصرف أربعة أخماس الفيء

[ 12746 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا بن أبي مسرة ثنا الحميدي ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه بن نصر ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار ومعمر عن بن شهاب أنه سمع مالك بن أوس بن الحدثان يقول سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول أن أموال بني النضير كانت مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله منه نفقة سنة وما بقى جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى كلاهما عن سفيان

[ 12747 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي قال سمعت بن عيينة يحدث عن الزهري فذكره بمعناه زاد ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوليها أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه بمثل ما وليها به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وليها عمر بمثل ما وليها به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه قال الشافعي فقال لي سفيان لم أسمعه من الزهري ولكن أخبرنيه عمرو بن دينار عن الزهري وسائر الأحاديث فيه قد مضت في الجزء الأول

باب ما جاء في قسم ذلك على قدر الكفاية

[ 12748 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الحافظ بهمذان ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه فيء قسمه من يومه فأعطى ذا الأهل حظين وأعطى العزب حظا

[ 12749 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا بن المصفى ثنا أبو المغيرة عن صفوان بن عمرو فذكره بنحوه غير أنه قال وأعطى الأعزب حظا زاد فدعينا وكنت ادعى قبل عمار فدعيت فأعطاني حظين وكان لي أهل ثم دعى بعدي عمار بن ياسر فاعطي حظا واحدا

[ 12750 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثني سعيد بن كثير بن عفير المصري حدثني بن لهيعة أن يزيد بن أبي حبيب حدثه أن أبا الخير حدثه أن عبد العزيز بن مروان قال لكريب بن أبرهة أحضرت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بالجابية قال لا قال فمن يحدثنا عنها قال كريب إن بعثت إلى سفيان بن وهب الخولاني حدثك عنها فأرسل إليه فقال حدثني عن خطبة عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يوم الجابية قال سفيان أنه لما اجتمع الفيء أرسل امراء الأجناد إلى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أن يقدم بنفسه فقدم فحمد الله واثنى عليه ثم قال أما بعد إن هذا المال نفسه على من أفاء الله عليه بالعدل إلا هذين الحيين من لخم وجذام فلا حق لهم فيه فقام إليه أبو حدير الأجذمي فقال أنشدك الله يا عمر في العدل فقال عمر رضى الله تعالى عنه العدل أريد أن أجعل أقواما ما أنفقوا في الظهر وشدوا الغرض وساحوا في البلاد مثل قوم مقيمين في بلادهم ولو أن الهجرة كانت بصنعاء أو بعدن ما هاجر إليها من لخم ولا جذام أحد فقام أبو حدير فقال إن الله وضعنا من بلاده حيث يشاء وساق إلينا الهجرة في بلادنا فقبلناها ونصرناها أفذلك يقطع حقنا يا عمر ثم قال لكم حقكم مع المسلمين ثم قسم فكان للرجل نصف دينار فإذا كانت معه امرأته أعطاه دينارا ثم دعا بن قاطورا صاحب الأرض فقال أخبرني ما يكفي الرجل من القوت في الشهر واليوم فأتى بالمدي والقسط فقال يكفيه هذا المديان في الشهر وقسط زيت وقسط خل فأمر عمر رضى الله تعالى عنه بمدين من قمح فطحنا ثم عجنا ثم خبزا ثم أدمهما بقسطين زيتا ثم اجلس عليهما ثلاثين رجلا فكان كفاف شبعهم ثم أخر عمر المدي بيمنيه والقسط بيساره ثم قال اللهم لا أحل لأحد أن ينقصهما بعدي اللهم فمن نقصهما فانقص من عمره

[ 12751 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا النفيلي ثنا محمد بن سلمة ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن مالك بن أوس بن الحدثان قال ذكر عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يوم الفيء فقال ما أنا أحق بهذا الفيء منكم وما أحد منا بأحق به من أحد إلا أنا علي منازلنا من كتاب الله وقسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجل وقدمه والرجل وبلاؤه والرجل وعياله والرجل وحاجته

[ 12752 ] أخبرنا أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ أنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا سفيان عن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني عن أبيه عن عبيدة السلماني قال قال عمر رضى الله تعالى عنه كم ترى الرجل يكفيه من عطائه قال قلت كذا وكذا قال لئن بقيت لأجعلن عطاء الرجل أربعة آلاف ألف لسلاحه وألف لنفقته وألف يخلفها في أهله وألف لكذا أحسبه قال لفرسه

[ 12753 ] وأخبرنا أحمد بن علي أنا أبو عمرو وأنبأ الحسن ثنا أبو بكر ثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن سماك عن عياض الأشعري أن عمر رضى الله تعالى عنه كان يرزق العبيد والإماء والخيل

[ 12754 ] قال وحدثنا أبو بكر ثنا بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر رضى الله تعالى عنه كان يفرض للصبي إذا استهل

[ 12755 ] قال وحدثنا أبو بكر ثنا بن عيينة عن عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال سأل بن الزبير الحسن بن علي رضى الله تعالى عنهما عن المولود فقال إذا استهل وجب عطاؤه ورزقه

[ 12756 ] قال وثنا أبو بكر ثنا إسماعيل بن شعيب أو قال بن أبي شعيب عن أم العلاء أن أباها انطلق بها إلى علي رضى الله تعالى عنه ففرض لها في العطاء وهي صغيرة وقال علي رضى الله تعالى عنه ما الصبي الذي أكل الطعام وعض على الكسرة بأحق بهذا العطاء من المولود الذي يمص الثدي وهذه الآثار مع سائر ما روي في هذا المعنى محمولة على أنه كان يفرض للرجل قدر كفايته وكفاية أهله وولده وعبده ودابته والله أعلم

باب من قال ليس للمماليك في العطاء حق

[ 12757 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا سفيان عن عمرو بن دينار عن الزهري عن مالك بن أوس أن عمر رضى الله تعالى عنه قال ما أحد إلا وله في هذا المال حق أعطيه أو منعه إلا ما ملكت أيمانكم هذا هو المعروف عن عمر رضى الله تعالى عنه

[ 12758 ] وقد أخبرنا أحمد بن علي الأصبهاني أنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن الحسن بن محمد عن مخلد الغفاري أن ثلاثة مملوكين شهدوا بدرا فكان عمر رضى الله تعالى عنه يعطي كل رجل منهم كل سنة ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف فها يحتمل أن يكون خصهم بذلك لشرفهم بشهودهم بدرا ويحتمل أن يكون يعطيهم بعد ما عتقوا والله أعلم ورواه بن المبارك عن سفيان بن عيينة بإسناده زاد فيه من غفار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 12759 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الفضل بن خميرويه أنا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان بن عيينة فذكره قال سفيان بن عيينة أراه بعد ما عتقوا

باب من قال يقسم للحر والعبد

[ 12760 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا بن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن نيار عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بظبية خرز فقسمها للحرة والأمة كذا رواه جماعة عن بن أبي ذئب

[ 12761 ] وأخبرنا أبو طاهر الفقيه وأبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا بن فديك قال حدثني بن أبي ذئب عن القاسم بن عباس بن محمد عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عروة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بظبية خرز فقسمتها للحرة والأمة قالت وكان أبي يقسم للحر والعبد

[ 12762 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن أبي معشر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال ولي أبو بكر رضى الله تعالى عنه السنة الأولى فقسم بين الناس بالسوية فأصاب كل إنسان عشرة دراهم ثم قسم السنة الثانية فأصابهم عشرون درهما وفضلت عنده دريهمات فخطب الناس فقال أيها الناس أنه فضل من هذا المال دريهمات ولكم خدم يعالجون لكم ويعملون أعمالكم فإن شئتم رضخنا لهم فقالوا افعل فاعطاهم خمسة دراهم لكل إنسان في هذه الرواية إن صحت بيان الوجه الذي قسم لأجله للعبيد وإن ذلك كان رضخا بإذن ساداتهم فكأنه أعطاه سادتهم والله أعلم

[ 12763 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معتمر عن داود عن يوسف بن سعد عن وهيب أن زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنه كان في إمارة عثمان رضى الله تعالى عنه على بيت المال فدخل عثمان فأبصر وهيبا يعينهم فقال من هذا فقال مملوك لي فقال أراه يعينهم أفرض له ألفين قال ففرض له ألفا أو قال ألفين

[ 12764 ] قال وحدثنا أبو بكر ثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنترة عن أبيه قال شهدت عليا وعثمان رضى الله تعالى عنهما يرزقان أرقاء الناس وهذا يحتمل أن يكونا يعطيان ساداتهم كفاياتهم وكفايات أرقائهم الذين لا يستغنون عنهم والله أعلم وأعطى مملوك زيد بالمعونة التي كانت منه وبالله التوفيق

باب ليس للأعراب الذين هم أهل الصدقة في الفيء نصيب

[ 12765 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان بن سعيد عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعراب المسلمين ليس لهم من الفيء والغنيمة شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين أخرجه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن آدم في الحديث الطويل

باب التسوية بن الناس في القسمة في حديث عوف بن مالك دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم سوى بين الناس إلا ذا العيال فإنه فضله على من لا عيال له وقد ذكرناه في حديث بن عباس رضى الله تعالى عنه في قسم الأنفال ببدر قال فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسواء

[ 12766 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن أبي معشر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال ولي أبو بكر رضى الله تعالى عنه فقسم بين الناس بالسوية فقيل لأبي بكر يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لو فضلت المهاجرين والأنصار فقال اشترى منهم شرى فأما هذا المعاش فالأسوة فيه خير من الأثرة

[ 12767 ] قال وحدثنا يونس عن هشام بن سعد القرشي عن عمر بن عبد الله مولى غفرة قال قسم أبو بكر رضى الله تعالى عنه أول ما قسم فقال له عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فضل المهاجرين الأولين وأهل السابقة فقال اشتري منهم سابقتهم فقسم فسوى قال الشافعي وسوى علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه بين الناس وهذا الذي أختار وأسأل الله التوفيق

[ 12768 ] وأخبرنا الفقيه أبو الفتح العمري أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس ثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم ثنا عبد الحميد بن صبيح ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه سمعه منه أن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه أتاه مال من أصبهان فقسمه بسبعة أسباع ففضل رغيف فكسره بسبع كسر فوضع على كل جزء كسرة ثم أقرع بين الناس أيهم يأخذ أول

[ 12769 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بكر بن سهل الدمياطي ثنا محمد بن عبد الله الدغشي ثنا موسى بن قرير ثنا عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده قال أتت عليا امرأتان تسألانه عربية ومولاة لها فأمر لكل واحدة منهما بكر من طعام وأربعين درهما أربعين درهما فأخذت المولاة الذي أعطيت وذهبت وقالت العربية يا أمير المؤمنين تعطيني مثل الذي أعطيت هذه وأنا عربية وهي مولاة قال لها علي رضى الله تعالى عنه إني نظرت في كتاب الله عز وجل فلم أر فيه فضلا لولد إسماعيل على ولد إسحاق

[ 12770 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا عبد الله بن نافع ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن معاوية لما قدم المدينة حاجا جاءه عبد الله بن عمر فقال له معاوية حاجتك يا أبا عبد الرحمن فقال له حاجتي عطاء المحررين فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه شيء لم يبدأ بأول منهم

باب التفضيل على السابقة والنسب

[ 12771 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد يعني الحافظ النيسابوري أنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو كريب ثنا بن فضيل عن إسماعيل عن قيس أن عمر رضى الله تعالى عنه فرض لأهل بدر خمسة الآف وقال لأفضلنهم على من سواهم رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن محمد بن فضيل

[ 12772 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد ثنا حماد بن شاكر ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن موسى ثنا هشام عن بن جريج أخبرني عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف أربعة آلاف وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمسمائة فقيل له هو من المهاجرين فبم تنقصه من أربعة آلاف فقال إنما هاجر به أبواه يقول ليس كمن هاجر بنفسه أخرجه البخاري في الصحيح هكذا

[ 12773 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب هو الأصم ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن بكر الحضرمي ثنا عبد الله بن جعفر عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضى الله تعالى عنه فرض لعبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنه في ثلاثة آلاف وفرض لأسامة في ثلاثة آلاف وخمسمائة قيل له في ذلك فقال اجعل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم كحب نفسي

[ 12774 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن عثمان ثنا عبد الله يعني بن المبارك أنبأ سعيد بن يزيد قال سمعت الحارث بن سويد الحضرمي يحدث عن علي بن رباح عن ناشرة بن سمي اليزني قال سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يوم الجابية وهو يخطب الناس إن الله جعلني خازنا لهذا المال وقاسما له ثم قال بل الله يقسمه وأنا باد بأهل النبي صلى الله عليه وسلم ثم أشرفهم ففرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلا جويرية وصفية وميمونة رضى الله تعالى عنهن وقالت عائشة رضى الله تعالى عنها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا فعدل بينهن عمر رضى الله تعالى عنه ثم قال إني باد بي وبأصحابي المهاجرين الأولين فأنا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانا ثم أشرفهم ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف ولمن شهد بدرا من الأنصار أربعة آلاف وفرض لمن شهد الحديبية ثلاثة آلاف وقال من أسرع في الهجرة أسرع به العطاء ومن أبطأ في الهجرة أبطأ به العطاء فلا يلومن رجل إلا مناخ راحلته

[ 12775 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ الأصبهاني أنا أبو عمرو بن حمدان أنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه قدم إلى عمر رضى الله تعالى عنه من البحرين قال وصليت معه العشاء فلما رآني سلمت عليه فقال ما قدمت به فقلت قدمت بخمسمائة ألف قال أتدري ما تقول قال قلت قدمت بخمسمائة ألف قال إنك ناعس ارجع إلى بيتك فنم ثم اغد علي قال فغدوت عليه فقال ما جئت به قلت خمسمائة ألف قال طيب قلت نعم لا أعلم إلا ذاك قال فقال للناس أنه قد قدم علي مال كثير فإن شئتم أن نعده لكم عدا وإن شئتم ان نكيله لكم كيلا فقال رجل يا أمير المؤمنين إني رأيت هؤلاء الأعاجم يدونون ديوانا يعطون الناس عليه قال فدون الدواوين وفرض للمهاجرين في خمسة ألف خمسة ألف وللأنصار في أربعة ألف أربعة ألف وفرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في اثنى عشر ألفا اثنى عشر ألفا

[ 12776 ] وأخبرنا أبو بكر أحمد بن علي أنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا زيد بن حباب حدثني أبو معشر قال حدثني عمر مولى غفرة وغيره قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء مال من البحرين قال أبو بكر من كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء أو عدة فليقم فليأخذ فقام جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن جاءني مال من البحرين لأعطينك هكذا وهكذا ثلاث مرات وحثى بيده فقال له أبو بكر رضى الله تعالى عنه قم فخذ بيدك فأخذ فإذا هن خمسمائة فقال عدوا له ألفا وقسم بين الناس عشرة دراهم عشرة دراهم وقال إنما هذه مواعيد وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس حتى إذا كان عام مقبل جاء مال أكثر من ذلك المال فقسم بين الناس عشرين درهما عشرين درهما وفضلت منه فضلة فقسم للخدم خمسة دراهم وقال إن لكم خدما يخدمونكم ويعالجون لكم فرضخنا لهم فقالوا لو فضلت المهاجرين والأنصار لسابقتهم ولمكانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أجر أولئك على الله ان هذا المعاش الاسوة فيه خير من الأثرة فعمل بهذا ولايته حتى إذا كان سنة أراه ثلاثة عشرة في جمادي الآخرة من ليال بقين منه مات فولى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ففتح الفتوح وجاءته الأموال فقال إن أبا بكر رضى الله تعالى عنه رأى في هذا المال رأيا ولي فيه رأي آخر لا اجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كمن قاتل معه ففرض للمهاجرين والأنصار ممن شهد بدرا خمسة آلاف خمسة آلاف وفرض لمن كان له إسلام كإسلام أهل بدر ولم يشهد بدرا أربعة آلاف أربعة آلاف وفرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم اثنى عشر ألفا اثنى عشر ألفا إلا صفية وجويرية فرض لهما ستة آلاف فأبتا أن تقبلا فقال لهما إنما فرضت لهن للهجرة فقالتا إنما فرضت لهن لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لنا مثله فعرف ذلك عمر رضى الله تعالى عنه ففرض لهما اثني عشر ألفا اثنى عشر ألفا وفرض للعباس رضى الله تعالى عنه اثنى عشر ألفا وفرض لأسامة بن زيد أربعة آلاف وفرض لعبد الله بن عمر ثلاثة آلاف فقال يا أبت لم زدته علي ألفا ما كان لأبيه من الفضل ما لم يكن لأبي وما كان له ما لم يكن لي فقال إن أبا أسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك وكان أسامة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وفرض للحسن والحسين رضى الله تعالى عنهما خمسة آلاف خمسة آلاف الحقهما بأبيهما لمكانهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض لأبناء المهاجرين والأنصار الفين الفين فمر به عمر بن أبي سلمة فقال زيدوه ألفا فقال له محمد بن عبد الله بن جحش ما كان لأبيه ما لم يكن لآبائنا وما كان له ما لم يكن لنا قال إني فرضت له بأبيه أبي سلمة ألفين وزدته بأمه أم سلمة ألفا فإن كان لك أم مثل أمه زدتك ألفا وفرض لأهل مكة والناس ثمانمائة فجاءه طلحة بن عبيد الله بأخيه عثمان ففرض له ثمانمائة فمر به النضر بن أنس فقال عمر افرضوا له في الفين فقال له طلحة جئتك بمثله ففرضت له ثمانمائة وفرضت لهذا الفين فقال إن أبا هذا لقيني يوم أحد فقال لي ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما أراه إلا قد قتل فسل سيفه وكسر غمده فقال ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل فإن الله حي لا يموت فقاتل حتى قتل وهذا يرعى الشاء في مكان كذا وكذا

[ 12777 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنا أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا عبيد الله بن محمد التيمي أبو عبد الرحمن ثنا حماد عن علي بن زيد عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كتب المهاجرين على خمسة آلاف والأنصار على أربعة آلاف ومن لم يشهد بدرا من أبناء المهاجرين على أربعة آلاف فكان منهم عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي وأسامة بن زيد ومحمد بن عبد الله بن جحش الأسدي وعبد الله بن عمر فقال عبد الرحمن بن عوف إن بن عمر ليس من هؤلاء انه وإنه فقال بن عمر إن كان لي حق فأعطنيه وإلا فلا تعطيني فقال عمر لابن عوف اكتبه على خمسة آلاف واكتبني على أربعة آلاف فقال عبد الله لا أريد هذا فقال عمر والله لا اجتمع أنا وأنت على خمسة آلاف وكذلك رواه عفان عن حماد بن سلمة

باب إعطاء الذرية

[ 12778 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ترك مالا فلورثته ومن ترك كلا فإلينا رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة

[ 12779 ] وأخبرنا علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير أنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلى وعلي أخرجه مسلم في الصحيح في حديث طويل في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم

[ 12780 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه قال كنا يوما مع عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه إذ جاءته امرأة اعرابية فقالت يا أمير المؤمنين أنا ابنة خفاف بن أيماء شهد أبي الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر نسب قريب قالت تركت بني وما ينضج أكبرهم الكراع فأمر لها عمر رضى الله تعالى عنه بحمل موقر طعاما وكسوة فقال رجل أكثرت لها يا أمير المؤمنين فقال شهد أبوها الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعله قد شهد فتح مدينة كذا وفتح مدينة كذا فحظه فيها ونحن نجبيها أفلا أعطيها من ذلك أخرجه البخاري من حديث مالك عن زيد بن اسلم

باب ما جاء في قول أمير المؤمنين عمر رضى الله تعالى عنه ما من أحد من المسلمين إلا له حق في هذا المال

[ 12781 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون أنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أسلم قال سمعت عمر رضى الله تعالى عنه يقول اجتمعوا لهذا المال فانظروا لمن ترونه ثم قال لهم إني أمرتكم أن تجتمعوا لهذا المال فتنظروا لمن ترونه وإني قد قرأت آيات من كتاب الله سمعت الله يقول { ما افاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون } والله ما هو لهؤلاء وحدهم { والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون في أنفسهم } الآية والله ما هو لهؤلاء وحدهم { والذين جاءوا من بعدهم } الآية والله ما من أحد من المسلمين إلا وله حق في هذا المال أعطي منه أو منع حتى راع بعدن

[ 12782 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد زيد عن أيوب عن عكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه في قصة ذكرها قال ثم تلا { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } إلى آخر الآية فقال هذه لهؤلاء ثم تلا { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول } إلى آخر الآية ثم قال هذا لهؤلاء ثم تلا { ما افاء الله على رسوله من أهل القرى } إلى آخر الآية ثم قرأ { للفقراء المهاجرين } إلى آخر الآية ثم قال هؤلاء المهاجرون ثم تلا { والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم } إلى آخر الآية فقال هؤلاء الأنصار قال وقال { والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان } إلى آخر الآية قال فهذه استوعبت الناس ولم يبق أحد من المسلمين إلا وله في هذا المال حق إلا ما تملكون من رقيقكم فإن أعش إن شاء الله لم يبق أحد من المسلمين إلا سيأتيه حقه حتى الراعي بسر وحمير يأتيه حقه ولم يعرق فيه جبينه قال الشافعي رضى الله تعالى عنه هذا الحديث يحتمل معاني منها أن يقول ليس أحد يعطي بمعنى حاجة من أهل الصدقة أو معنى أنه من أهل الفيء الذين يغزون إلا وله حق في هذا المال الفيء أو الصدقة وهذا كأنه أولى معانيه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقة لا حظ فيها لغني ولا لذي مرة مكتسب والذي احفظ عن أهل العلم أن الاعراب لا يعطون من الفيء قال الشيخ قد مضى هذا في حديث بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد حكى أبو عبد الرحمن الشافعي أنه قال في كتاب السير القديم معنى هذا ثم استثنى فقال إلا أن لا يصاب أحد المالين ويصاب الآخر بالصنفين إليه حاجة فيشرك بينهم فيه قال وقد أعان أبو بكر رضى الله تعالى عنه خالد بن الوليد رضى الله تعالى عنه في خروجه إلى أهل الردة بمال أتى به عدي بن حاتم من صدقة قومه فلم ينكر عليه ذلك إذ كانت بالقوم إليه حاجة والفيء مثل ذلك

باب لا يفرض واجبا إلا لبالغ يطيق مثله القتال

[ 12783 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد الحافظ أنا أبو جعفر محمد بن الحسين الخثعمي ثنا عبيد بن إسماعيل ثنا أبو أسامة عن عبيد الله قال حدثني نافع حدثني بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد للقتال قال وأنا بن أربع عشرة سنة فلم يجزني قال ثم عرضني يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة سنة فأجازني قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو إذ ذاك خليفة فحدثت هذا الحديث فقال ان هذا الحد بين الصغير والكبير ثم كتب إلى عماله بأن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة سنة وما كان دون ذلك ان يجعلوه مع العيال رواه البخاري في الصحيح عن عبيد وأخرجه مسلم من أوجه آخر عن عبيد الله بن عمر

[ 12784 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه اجتمعوا لهذا الفيء حتى ننظر فيه قال ثم قال لهم بعد اني قد كنت امرتكم أن تجتمعوا له حتى ننظر فيه وأين قرأت آيات من كتاب الله عز وجل فاستغنيت بهن قال الله عز وجل { ما افاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى } الى قوله { شديد العقاب } والله ما هو لهؤلاء وحدهم ثم قرأ { للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم } إلى آخر الآية ثم قرأ { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان } والله ما هو لهؤلاء وحدهم ولئن بقيت إلى قابل لألحقن آخر الناس بأولهم فلأجعلنهم بيانا واحدا يعني باجا واحدا قال فجاء بن له وهو يقسم يقال له عبد الرحمن بن لهية امرأة كانت لعمر رضى الله تعالى عنه فقال له اكسني خاتما فقال له الحق بأمك تسقيك شربة من سويق فوالله ما أعطاه شيئا

باب ما يكون للوالي الأعظم ووالي الإقليم من مال الله وما جاء في رزق القضاة وأجر سائر الولاة

[ 12785 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أحمد بن صالح المصري ثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما استخلف أبو بكر رضى الله تعالى عنه قال لقد علم قومي ان حرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي وقد شغلت بأمر المسلمين فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال واحترف للمسلمين فيه

[ 12786 ] قال بن شهاب وأخبرني عروة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما استخلف عمر رضى الله تعالى عنه أكل هو وأهله واحترف في مال نفسه رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس عن بن وهب

[ 12787 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا بن نمير عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت قال أبو بكر رضى الله تعالى عنه حين حضر انظري كل شيء زاد في مالي منذ دخلت في هذه الإمارة فرديه إلى الخليفة من بعدي قالت فلما مات نظرنا فما وجدنا زاد في ماله إلا ناضحا كان يسقى بستانا له وغلاما نوبيا كان يحمل صبيا له قالت فأرسلت به إلى عمر رضى الله تعالى عنه قالت فأخبرت أن عمر رضى الله تعالى عنه بكى وقال رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده تعبا شديدا

[ 12788 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا محمد بن طاهر بن يحيى حدثني أبي ثنا محمد بن أبي خالد الفراء ثنا أبي ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن أن أبا بكر الصديق رضى الله تعالى عنه خطب الناس فحمد الله واثنى عليه ثم قال إن أكيس الكيس التقوى وأحمق الحمق الفجور ألا وإن الصدق عندي الأمانة والكذب الخيانة ألا وان القوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق والضعيف عندي قوي حتى آخذ له الحق ألا واني قد وليت عليكم ولست بأخيركم قال الحسن هو والله خيرهم غير مدافع ولكن المؤمن يهضم نفسه ثم قال ولوددت أنه كفاني هذا الأمر أحدكم قال الحسن صدق والله وإن أنتم أردتموني على ما كان الله يقيم نبيه من الوحي ما ذلك عندي إنما أنا بشر فراعوني فلما أصبح غدا إلى السوق فقال له عمر رضى الله تعالى عنه أين تريد قال السوق قال قد جاءك ما يشغلك عن السوق قال سبحان الله يشغلني عن عيالي قال تعرض بالمعروف قال ويح عمر إني أخاف أن لا يسعني أن آكل من هذا المال شيئا قال فانفق في سنتين وبعض أخرى ثمانية آلاف درهم فلما حضره الموت قال قد كنت قلت لعمر إني أخاف أن لا يسعني أن آكل من هذا المال شيئا فغلبني فإذا أنا مت فخذوا من مالي ثمانية آلاف درهم وردوها في بيت المال قال فلما أتى بها عمر رضى الله تعالى عنه قال رحم الله أبا بكر لقد اتعب من بعده تعبا شديدا

[ 12789 ] أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان ثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن الأحنف بن قيس قال كنا بباب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ننظر أن يؤذن لنا فخرجت جارية فقلنا سرية أمير المؤمنين فسمعت فقالت ما أنا بسرية أمير المؤمنين وما أحل له اني لمن مال الله تعالى قال فذكر ذلك لعمر بن الخطاب فدخلنا عليه فأخبرناه بما قلنا وبما قالت فقال صدقت ما تحل لي وما هي لي بسرية انها لمن مال الله عز وجل وسأخبركم بما استحل من هذا المال استحل منه حلتين حلة للشتاء وحلة للصيف وما يسعني لحجي وعمرتي وقوتي وقوت أهل بيتي وسهمي مع المسلمين كسهم رجل لست بأرفعهم ولا أوضعهم

[ 12790 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور العباس بن الفضل النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن اليرفأ قال قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه إني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة والي اليتيم أن احتجت أخذت منه فإذا أيسرت رددته وإن استغنيت استعففت

[ 12791 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ثنا روح ثنا بن أبي عروبة عن قتادة عن اللاحق بن حميد قال لما بعث عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وعثمان بن حنيف إلى الكوفة بعث عمار بن ياسر على الصلاة وعلى الجيوش وبعث بن مسعود على القضاء وعلى بيت المال وبعث عثمان بن حنيف على مساحة الأرض جعل بينهم كل يوم شاة شطرها وسواقطها لعمار بن ياسر والنصف بين هذين قال سعيد ولا أحفظ الطعام قال نزلتكم وإياي من هذا المال بمنزلة والي مال اليتيم من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقير فليأكل بالمعروف وما أرى قرية يؤخذ منها كل يوم شاة إلا كان ذلك سريعا في خرابها

[ 12792 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنا أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عامر بن شقيق أنه سمع أبا وائل يقول استعملني بن زياد على بيت المال فأتاني رجل منه بصك فيه أعط صاحب المطبخ ثمانمائة درهم فقلت له مكانك ودخلت على بن زياد فحدثته فقلت ان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه استعمل عبد الله بن مسعود على القضاء وبيت المال وعثمان بن حنيف على ما يسقي الفرات وعمار بن ياسر على الصلاة والجند ورزقهم كل يوم شاة فجعل نصفها وسقطها واكراعها لعمار بن ياسر لأنه كان على الصلاة والجند وجعل لعبد الله بن مسعود ربعها وجعل لعثمان بن حنيف ربعها ثم قال ان مالا يؤخذ منه كل يوم شاة ان ذلك فيه لسريع قال بن زياد ضع المفتاح واذهب حيث شئت

[ 12793 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا ليث عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن يسر بن سعيد عن بن الساعدي قال استعملني عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه على الصدقة فلما فرغت أمر لي بعمالة فقلت إنما عملت لله قال خذ ما أعطيت فإني قد عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن الليث وقال عن بن السعدي

[ 12794 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو علي حامد بن محمد الهروي ثنا علي بن محمد الحكماني ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني السائب بن يزيد أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه في خلافته فقال له عمر ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة كرهتها قال فقلت بلى قال فقال عمر رضى الله تعالى عنه فما تريد إلى ذلك قال فقلت إن لي أفراسا وأعبدا وأنا بالخير وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين فقال عمر رضى الله تعالى عنه فلا تفعل فإني قد كنت أردت ذلك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه أفقه إليه مني حتى أعطاني مرة مالا فقلت أعطه افقر إليه مني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذه فتموله أو تصدق به وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجه مسلم من حديث عمرو بن الحارث عن بن شهاب

[ 12795 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أنه قال لما كان يوم عام الرمادات واجدبت بلاد العرب كتب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه إلى عمرو بن العاص من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص انك لعمري ما تبالي إذا سمنت ومن قبلك أن أعجف أنا ومن قبل ويا غوثاه فذكر الحديث وقال فيه ثم دعا أبا عبيدة بن الجراح فخرج في ذلك فلما رجع بعث إليه بألف دينار فقال أبو عبيدة إني لم أعمل لك يا بن الخطاب إنما عملت لله ولست آخذ في ذلك شيئا فقال عمر رضى الله تعالى عنه قد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشياء بعثنا لها فكرهنا ذلك فأبى علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبلها أيها الرجل فاستعن بها على دينك ودنياك فقبلها أبو عبيدة

[ 12796 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو إسحاق إبراهيم بن فراس الفقيه بمكة ثنا بكر بن سهل الدمياطي ثنا شعيب بن يحيى التجيبي ثنا الليث بن سعد عن هشام بن سعد فذكره بإسناده مثله وذكر ما ترك من الأول فقال فكتب عمرو السلام أما بعد لبيك لبيك اتتك عير أولها عندك وآخرها عندي مع أني أرجو أن أجد سبيلا أن أحمل في البحر فلما قدم أول عير دعا الزبير رضى الله تعالى عنه فقال اخرج في أول هذه العير فاستقبل بها نجدا فاحمل إلى كل أهل البيت قدرت ان تحملهم إلي ومن لم تستطع حمله فمر لكل أهل بيت ببعير بما عليه ومرهم فليلبسوا كسائين ولينحروا البعير فيجملوا شحمه وليقددوا لحمه وليحتذوا جلده ثم ليأخذوا كبة من قديد وكبة من شحم وجفنة من دقيق فيطبخوا ويأكلوا حتى يأتيهم الله برزق فأبى الزبير أن يخرج فقال أما والله لا تجد مثلها حتى تخرج من الدنيا ثم دعا آخر أظنه طلحة فأبى ثم دعا أبا عبيدة بن الجراح فخرج في ذلك وذكر باقي الحديث بنحوه

[ 12797 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن مروان الرقي ثنا المعافي ثنا الأوزاعي عن الحارث بن يزيد عن جبير بن نفير عن المستورد بن شداد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كان لنا عاملا فليكتسب زوجة فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادما فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنا قال فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتخذ غير ذلك فهو غال أو سارق

[ 12798 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا الحسين بن إدريس الأنصاري ثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ثنا المعافي بن عمران فذكره إلا أنه قال عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن المستورد وقال في آخره وأخبرت لم يقل فقال أبو بكر

[ 12799 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك ببغداد ثنا أحمد بن حيان بن ملاعب ثنا أبو عاصم ثنا عبد الوارث بن سعيد عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من استعملناه على عمل ورزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول

[ 12800 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن بالويه ثنا أحمد بن علي الخراز ثنا إسحاق بن الربيع ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ثنا إسماعيل بن أمية عن الزهري قال رزق رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد حين استعمله على مكة أربعين أوقية في كل سنة هذا منقطع وقد روي من وجه آخر مسندا

[ 12801 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنا جعفر الخلدي ثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا إسحاق بن الحصين الرقي بن بنت معمر بن سليمان ح وأخبرنا أبو إسحاق سهل بن أبي سهل المهراني أنا أبو العباس محمد بن إسحاق الصبغي ثنا أحمد بن عثمان النسوي ثنا إسحاق بن الحصين ثنا سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عتاب بن أسيد على مكة وفرض له عمالته أربعين أوقية من فضة

[ 12802 ] وقد أخبرنا أبو بكر الفارسي أنا أبو إسحاق الأصبهاني أنا أبو أحمد بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل ثنا حرمي بن حفص ثنا خالد بن أبي عثمان القرشي ثنا أيوب بن عبد الله بن يسار عن عمرو بن أبي عقرب قال سمعت عتاب بن أسيد وهو مسند ظهره إلى بيت الله يقول والله ما أصبت في عملي هذا الذي ولاني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين معقدين كسوتهما مولاي كيسان

[ 12803 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا جعفر بن مسافر التنيسي ثنا بن أبي فديك أنا الزمعي عن الزبير بن عثمان بن عبد الله بن سراقة أن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أخبره أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والقسامة قال فقلنا وما القسامة قال الشيء يكون بين الناس ثم ينتقص منه

[ 12804 ] وأخبرنا أبو علي أنا أبو بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله القعنبي ثنا عبد العزيز بن محمد عن شريك بن أبي نمر ح وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر القطان ثنا إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن محمد عن شريك عن عطاء بن يسار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والقسامة قالوا وما القسامة يا رسول الله قال الرجل يكون على الفئام من الناس فيأخذ من حظ هذا وحظ هذا

باب الاختيار في التعجيل بقسمة مال الفيء إذا اجتمع

[ 12805 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا بن أبي مسرة ثنا العلاء بن عبد الجبار ثنا عبد الله بن المبارك عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء الفيء يقسمه من يومه

[ 12806 ] قال وأخبرنا أبو سعيد قال ثنا أبو داود ثنا بن المصفى ثنا أبو المغيرة عن صفوان بن عمرو بإسناده مثله زاد فيه فأعطى العزب حظا وأعطى الأهل حظين فدعاني فأعطاني حظين وكان لي أهل ثم دعا عمارا فأعطاه حظا واحد

[ 12807 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الطيب محمد بن محمد بن عبد الله الشعيري ثنا محمش بن عصام أنبأ حفص بن عبد الله ثنا إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال من البحرين فقال انثروه في المسجد قال وكان أكثر مال أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة ولم يلتفت إليه فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه فما كان يرى أحدا إلا أعطاه إذ جاءه العباس فقال يا رسول الله أعطني فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ فحثا في ثوبه ثم ذهب يقله فلم يستطع فقال مر بعضهم يرفعه إلي قال لا قال فارفعه أنت علي قال لا فنثر منه ثم احتمله فألقاه على كاهله ثم انطلق قال فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعه بصره حتى خفي عليه عجبا من حرصه فما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثم منها درهم أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال إبراهيم

[ 12808 ] أخبرنا أبو محمد بن يوسف أما أبو سعيد بن الأعرابي ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا أبو سلمة منصور ثنا بكر بن مضر ثنا موسى بن جبير عن أبي أمامة قال دخلت أنا يوما وعروة على عائشة رضى الله تعالى عنها فقالت لو رأيتما نبي الله صلى الله عليه وسلم في مرضة مرضها وكانت له عندي ستة دنانير قال موسى بن جبير أو سبعة فأمرني نبي الله صلى الله عليه وسلم أن أفرقها فشغلني وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عافاه الله ثم سألني عنها فقال أكنت فرقت الستة أو السبعة قالت لا والله شغلني وجعك قالت فدعا بها ثم فرقها فقال ما ظن نبي الله لو لقي الله عز وجل وهي عنده

[ 12809 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السقاء أنا أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن أم سلمة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه قالت فحسبت ذلك من وجع فقلت مالك ساهم الوجه فقال من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا أمس ولم نقسهما وهي في خصم الفراش

[ 12810 ] أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الدبري عن عبد الرزاق عن بن جريج ح قال وأنا أبو سعيد ثنا علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد حدثني حجاج قال أخبرني عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبيت مالا ولا يقيله قال أبو عبيد إن جاءه غدوة لم ينتصف النهار حتى يقسمه وإن جاءه عشية لم يبت حتى يقسمه هذا مرسل

[ 12811 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا دعلج بن أحمد السجزي ثنا محمد بن سليمان الواسطي ثنا الحر بن مالك العنبري ثنا مالك بن مغول عن يحيى بن سعيد عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه لعبد الله بن الأرقم اقسم بيت مال المسلمين في كل شهر مرة أقسم مال المسلمين في كل جمعة مرة ثم قال أقسم بيت المال في كل يوم مرة قال فقال رجل من القوم يا أمير المؤمنين لو أبقيت في مال المسلمين بقية تعدها لنائبة أو صوت يعني خارجة قال فقال عمر رضى الله تعالى عنه للرجل الذي كلمه جرى الشيطان على لسانك لقنني الله حجتها ووقاني شرها أعد لها ما أعد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم

[ 12812 ] وفيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه أن أبا العباس محمد بن يعقوب حدثهم أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا غير واحد من أهل العلم أنه لما قدم على عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ما أصيب من العراق قال له صاحب بيت المال أنا أدخله بيت المال قال لا ورب الكعبة لا يؤوى تحت سقف بيت حتى أقسمه فأمر به فوضع في المسجد ووضعت عليها الأنطاع وحرسه رجال من المهاجرين والأنصار فلما أصبح غدا معه العباس بن عبد المطلب وعبد الرحمن بن عوف أخذ بيد أحدهما أو أحدهما أخذ يده فلما رأوه كشطوا الأنطاع عن الأموال فرأى منظرا لم ير مثله رأى الذهب فيه والياقوت والزبرجد واللؤلؤ يتلألأ فبكى فقال له أحدهما إنه والله ما هو بيوم بكاء ولكنه يوم شكر وسرور فقال إني والله ما ذهبت حيث ذهبت ولكنه والله ما كثر هذا في قوم قط إلا وقع بأسهم بينهم ثم أقبل على القبلة ورفع يديه إلى السماء وقال اللهم إني أعوذ بك أن أكون مستدرجا فإني أسمعك تقول سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ثم قال أين سراقة بن جعشم فأتى به أشعر الذراعين دقيقهما فأعطاه سواري كسرى فقال ألبسهما ففعل فقال قل الله أكبر قال الله أكبر قال قل الحمد لله الذي سلبهما من كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة بن جعشم أعرابيا من بني مدلج وجعل يقلب بعض ذلك بعضا فقال إن الذي أدى هذا لأمين فقال له رجل أنا أخبرك أنت أمين الله وهم يؤدون إليك ما أديت إلى الله فإذا رتعت رتعوا قال صدقت ثم فرقة قال الشافعي وإنما ألبسهما سراقة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسراقة وأنظر إلى ذراعيه كأني بك قد لبست سواري كسرى قال ولم يجعل له الا سوارين قال الشافعي أخبرنا الثقة من أهل المدينة قال أنفق عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه على أهل الرمادة حتى وقع مطر فترحلوا فخرج إليهم عمر رضى الله تعالى عنه راكبا فرسا فنظر إليهم وهم يترحلون بظعائنهم فدمعت عيناه فقال رجل من بني محارب بن خصفة أشهد أنها انحسرت عنك ولست بابن أمة فقال له عمر رضى الله تعالى عنه ويلك ذلك لو كنت أنفقت عليهم من مالي أو من مال الخطاب إنما أنفقت عليهم من مال الله عز وجل

[ 12813 ] أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو الحسن بن بشران العدل ببغداد وأبو الحسين بن الفضل القطان قالوا أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن سعد عن الزهري وجعفر بن برقان عن الزهري عن المسور بن مخرمة قال أتى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بغنائم من غنائم القادسية فجعل يتصفحها وينظر إليها وهو يبكي ومعه عبد الرحمن بن عوف فقال له عبد الرحمن يا أمير المؤمنين هذا يوم فرح وهذا يوم سرور قال فقال أجل ولكن لم يؤت هذا قوم قط إلا أورثهم العداوة والبغضاء

[ 12814 ] وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال لما أتى عمر رضى الله تعالى عنه بكنوز كسرى قال له عبد الله بن أرقم الزهري ألا تجعلها في بيت المال يعني فقال عمر رضى الله تعالى عنه لا نجعلها في بيت المال حتى نقسمها وبكى عمر رضى الله تعالى عنه فقال له عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه ما يبكيك يا أمير المؤمنين فوالله إن هذا اليوم شكر ويوم سرور ويوم فرح فقال عمر إن هذا لم يعطه الله قوما قط إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء

[ 12815 ] وأخبرنا أبو محمد أنا أبو سعيد قال وجدت في كتابي بخط يدي عن أبي داود قال ثنا محمد بن عبيد ثنا حماد ثنا يونس عن الحسن أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أتى بفروة كسرى فوضعت بين يديه وفي القوم سراقة بن مالك بن جعشم قال فألقى إليه سواري كسرى بن هرمز فجعلهما في يده فبلغا منكبيه فلما رآهما في يدي سراقة قال الحمد لله سواري كسرى بن هرمز في يد سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي من بني مدلج ثم قال اللهم إني قد علمت أن رسولك صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يصيب مالا فينفقه في سبيلك وعلى عبادك وزويت ذلك عنه نظرا منك له وخيارا ثم قال اللهم إني قد علمت أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه كان يحب أن يصيب مالا فينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت ذلك عنه نظرا منك له وخيارا اللهم إني أعوذ بك أن يكون هذا مكرا منك بعمر ثم قال تلي { أيحسبون إنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون }

[ 12816 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عوف أنا مسعر عن موسى بن أبي كثير عن سعيد قال قسم عمر رضى الله تعالى عنه يوما مالا فجعلوا يثنون عليه فقال ما أحمقكم لو كان هذا لي ما أعطيتكم درهما واحدا

[ 12817 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل الصفار ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا سفيان بن عيينة ثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن بن عباس قال كان عمر رضى الله تعالى عنه إذا صلى صلاة جلس فمن كانت له حاجة كلمه ومن لم تكن له دخل فصلى ذات يوم فلم يجلس قال فجئت فقلت يا يرفأ بأمير المؤمنين شكوى قال لا والحمد لله قال فجاء عثمان رضى الله تعالى عنه فجلس فلم يلبث أن جاء يرفأ فقال قم يا بن عفان قم يا بن عباس فدخلنا على عمر رضى الله تعالى عنه وعنده صبرة من المال على كل صبرة منها كثف فقال إني نظرت في أهل المدينة فوجدتكما أكثر أهل المدينة عشيرة فخذا هذا المال فاقتسماه فإن بقي شيء فرداه فأما عثمان رضى الله تعالى عنه فحثا وأما أنا فقلت وإن نقص شيء أتممته لنا قال شنشنة من أخزم أما ترى هذا كان عند الله ومحمد وأصحابه يأكلون القد قال قلت بلى والله لقد كان هذا عند الله ومحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون القد ولو فتح هذا على محمد صلى الله عليه وسلم صنع غير الذي تصنع قال فكأنه فزع منه فقال وما كان يصنع قلت لأكل وأطعمنا قال فنشج حتى اختلفت أضلاعه وقال لوددت أني خرجت منها كفافا لا علي ولا لي

[ 12818 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر محمد بن عمرو البختري الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا روح بن عبادة ثنا عوف عن معاوية بن قرة حدثني أبو بردة بن أبي موسى الأشعري قال قال عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنه هل تدري ما قال أبي لأبيك قال قلت لا قال إن أبي قال لأبيك يا أبا موسى أيسرك أن إسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهادنا معه وعملنا معه كله برد لنا وإن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفانا رأسا برأس قال فقال أبوك لأبي والله لقد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا وصمنا وعملنا خيرا كثيرا وأسلم على أيدينا أناس كثير وإنا نرجو بذلك قال أبي ولكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك برد لنا وإن كل شيء عملناه بعد نجونا منه كفافا رأسا برأس فقلت والله إن أباك خير من أبي رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بشر عن روح بن عبادة

باب من كره الإفراض عند تغير السلاطين وصرفه عن المستحقين

[ 12819 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنا شيبان بن فروخ ثنا أبو الأشهب ثنا خليد العصري عن الأحنف بن قيس قال كنت في نفر من قريش فمر أبو ذر رضى الله تعالى عنه وهو يقول بشر الكنازين بكي في ظهورهم يخرج من جنوبهم وبكي من قبل أقفيتهم يخرج من جباههم قال ثم تنحى فقعد إلى سارية فقلت من هذا قالوا هذا أبو ذر فقمت إليه فقلت ما شيء سمعتك تقول قبل قال ما قلت إلا شيئا سمعته من نبيهم صلى الله عليه وسلم قال قلت ما تقول في هذا العطاء قال خذه فإن فيه اليوم معونة فإذا كان ثمنا لدينك فدعه رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ وهو في العطاء موقوف وقد روي عن وجه آخر مرفوعا

[ 12820 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا سليم بن مطير شيخ من أهل وادي القرى قال حدثني أبي مطير أنه خرج حاجا حتى إذا كانوا بالسويداء إذا أنا برجل قد جاء كأنه يطلب دواء أو حضضا فقال أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يعظ الناس ويأمرهم وينهاهم فقال يا أيها الناس خذوا العطاء ما كان عطاء فإذا تجاحفت قريش على الملك وكان عن دين أحدكم فدعوه

[ 12821 ] وأخبرنا أبو علي أنا محمد ثنا أبو داود ثنا هشام بن عمار ثنا سليم بن مطير من أهل وادي القرى عن أبيه أنه حدثهم قال سمعت رجلا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أمر الناس ونهاهم ثم قال اللهم هل بلغت قالوا اللهم نعم ثم قال إذا تجاحفت قريش على الملك فيما بينها وعاد العطاء رشاء فدعوه فقيل من هذا قالوا هذا ذو الزوائد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

باب ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ومن اختار أن يكون وقفا للمسلمين كما فعل عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بأرض العراق وغيرها أما بأن كانت فيئا فتركها وقفا وأما بأن كانت غنيمة فاستطاب أنفس من كان ظهر عليها كما استطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفس أهل سبي هوازن حتى تركوا حقوقهم

[ 12822 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا بن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عمر رضى الله تعالى عنه أعطى بجيلة ربع السواد فأخذوه سنين ثم وفد جرير رضى الله تعالى عنه إلى عمر رضى الله تعالى عنه فقال لولا أني قاسم مسؤول لكنتم على ما قسم لكم فأرى أن ترده فرده وأجاز بثمانين دينارا

[ 12823 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن بن محمد بن عبدوس العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يحيى بن بكير وعبد الله بن صالح المصريان أن ليث بن سعد حدثهما قال حدثني عقيل عن بن شهاب قال زعم عروة أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم ونسائهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت بهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤونا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بأنهم قد طيبوا وأذنوا فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير

باب ما جاء في تعريف العرفاء

[ 12824 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عقبة حدثني موسى بن عقبة قال بن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أذن للناس في عتق سبي هوازن قال إني لا أدري من أذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أن الناس قد طيبوا وأذنوا رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس

[ 12825 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثني بكر بن خلف ثنا غسان بن مضر ثنا سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال لما ولي عمر رضى الله تعالى عنه الخلافة فرض الفرائض ودون الدواوين وعرف العرفاء وعرفني على أصحابي

باب ما جاء في كراهية العرافة لمن جار وارتشى وعدل عن طريق الهدى

[ 12826 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا عمرو بن عثمان ثنا محمد بن حرب عن أبي سلمة سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن صالح بن يحيى بن المقدام عن جده المقدام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على منكبه ثم قال أفلحت يا قديم إن مت ولم تكن أميرا أو كاتبا أو عريفا

[ 12827 ] أخبرنا علي أنا أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن بشر المرثدي ثنا حاجب بن الوليد ثنا محمد بن حرب فذكره بنحوه إلا أنه قال عن أبيه عن جده وقال لم يكن أميرا ولا جابيا ولا عرافا

[ 12828 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا بشر بن المفضل ثنا غالب القطان عن رجل عن أبيه عن جده أنهم كانوا على منهل من المناهل فلما بلغهم الإسلام جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا وقسم الإبل بينهم وبدا له أن يرتجعها منهم فأرسل ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ائت النبي صلى الله عليه وسلم فقل له إن أبي يقرئك السلام وإنه جعل لقومه مائة من الإبل بينهم وبدا له أن يرتجعها منهم أفهو أحق بها أم هم فإن قال نعم أو لا فقل له إن أبي شيخ كبير وهو عريف الماء وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده فأتاه فقال له إن أبي يقرئك السلام فقال عليك وعلى أبيك السلام فقال إن أبي جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا وحسن إسلامهم ثم بدا له أن يرتجعها منهم أفهو أحف بها أم هم قال إن بدا له أن يسلمها لهم فيسلمها وإن بدا له أن يرتجعها فهو أحق بها منهم فإن أسلموا فلهم إسلامهم وإن لم يسلموا قوتلوا على الإسلام قال إن أبي شيخ كبير وهو عريف الماء وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده فقال العرافة حق ولا بد للناس من العرفاء ولكن العرفاء في النار

باب ما جاء في شعار القبائل ونداء كل قبيلة بشعارها

[ 12829 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عمر بن عبد الله بن عروة عن عروة بن الزبير قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المهاجرين يوم بدر يا بني عبد الرحمن وشعار الخزرج يا بني عبد الله وشعار الأوس يا بني عبيد الله وسمى خيله يا خيل الله هذا مرسل وقد روي موصولا

[ 12830 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحافظ ثنا القاسم بن زكريا المقري ثنا عمرو بن محمد الناقد ثنا يعقوب بن محمد الزهري ثنا عبد العزيز بن عمران ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المهاجرين يوم بدر يا بني عبد الرحمن الأوس بني عبد الله والخزرج بني عبيد الله

[ 12831 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا يزيد بن هارون عن الحجاج عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال كان شعار المهاجرين يا عبد الله وشعار الأنصار عبد الرحمن

[ 12832 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد الحسن بن حليم ثنا أبو الموجه أنا عبدان أن عبد الله أنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال غزوت مع أبي بكر رضى الله تعالى عنه زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان شعارنا أمت أمت

[ 12833 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس المحبوبي ثنا أحمد بن سيار ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن المهلب بن أبي صفرة قال أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن بيتم فليكن شعاركم حم لا ينصرون وقد قيل عن المهلب بن أبي صفرة يذكر عن البراء بن عازب

[ 12834 ] أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ثنا علي بن حكيم ثنا شريك عن أبي إسحاق قال سمعت المهلب بن أبي صفرة يذكر عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم تلقون عدوكم غدا فليكن شعاركم حم لا ينصرون

[ 12835 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن رجل من مزينة قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ينادي في شعاره يا حرام يا حرام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حلال يا حلال وقد قيل عنه عن أبي إسحاق عن عبد الله بن مغفل المزني

باب ما جاء في عقد الألوية والرايات

[ 12836 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا عيسى بن حماد المصري ثنا الليث عن عقيل بن خالد عن محمد بن مسلم أن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أخبره أن قيس بن سعد الأنصاري وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الحج فرجل أحد شقي رأسه فقام غلام له فقلد هديه فنظر قيس وقد رجل أحد شقي رأسه فإذا هديه قد قلد وأهل بالحج ولم يرجل شق رأسه الآخر أخرجه البخاري في الصحيح عن بن أبي مريم عن الليث مختصرا إلى قوله فرجل وكان قصده من الحديث ذكر اللواء

[ 12837 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال كان علي رضى الله تعالى عنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وكان رمدا فقال أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتح الله في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي رضى الله تعالى عنه وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية ففتحها الله عليه رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد

[ 12838 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي ثنا الحسين بن محمد القباني ثنا أبو كريب ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال حدثني نافع بن جبير بن مطعم قال سمعت العباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه يقول للزبير بن العوام رضى الله تعالى عنه يا أبا عبد الله ههنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية زاد أبو كريب يوم فتح مكة رواه البخاري في الصحيح عن أبي كريب

[ 12839 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا يحيى بن آدم أنا شريك عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لواؤه يوم دخل مكة أبيض

[ 12840 ] أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه قال قرئ على الحسن بن مكرم وأنا أسمع ثنا يحيى بن إسحاق السالحيني عن يزيد بن حيان قال سمعت أبا مجلز يحدث عن بن عباس قال كانت رايات أو قال راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض

[ 12841 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي أنا بن أبي زائدة أنا أبو يعقوب الثقفي قال حدثني يونس بن عبيد رجل من ثقيف مولى محمد بن القاسم قال بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب يسأله عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت فقال كانت سوداء مربعة من نمرة

[ 12842 ] وأخبرنا أبو علي أنا أبو بكر ثنا أبو داود ثنا عقبة بن مكرم ثنا سلم بن قتيبة عن شعبة عن سماك عن رجل من قومه عن آخر منهم قال رأيت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم صفراء

[ 12843 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا هناد بن السري ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال أول راية عقد في الإسلام لعبد الله بن جحش

[ 12844 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه أن رجلا أتى بن عمر رضى الله تعالى عنه وهو في مسجد منى فسأله عن إرخاء طرف العمامة فقال له بن عمر أحدثك عنه إن شاء الله بعلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية وأمر عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه عليها وعقد له لواء فقال خذه باسم الله وبركته وذكر الحديث قال وعلى عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه عمامة من كرابيس مصبوغة بسواد فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحل عمامته ثم عممه بيده وأفضل عمامته موضع أربع أصابع أو نحو ذلك فقال كذا فاعتم فإنه أحسن وأجمل عثمان بن عطاء ليس بالقوي

[ 12845 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عيسى بن يونس ثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه على سرية وعقد له اللواء بيده

[ 12846 ] وحدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله بن بطة ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر الواقدي قال وكان النعمان بن مقرن أحد من حمل أحد ألوية رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحب لواء مزينة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقدها لهم يوم فتح مكة

[ 12847 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن شوذب الواسطي أنا أحمد بن رشد بن خثيم الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود قال قال الحارث بن حسان البكري انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر وبلال قائم متقلد السيف وإذا رايات سود والناس يقولون هذا عمرو بن العاص قد قدم هكذا رواه أبو بكر بن عياش عن عاصم ورواه سلام بن المنذر عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان وقال في متنه فإذا راية سوداء تخفق فقلت ما شأن الناس اليوم قالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها

باب السنة في كتبة أسامي أهل الفيء

[ 12848 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتبوا لي من لفظ الإسلام من الناس فكتب له ألف وخمسمائة رجل فقلت أنخاف ونحن ألف وخمسمائة رجل فلقد رأيتنا ابتلينا حتى أن الرجل منا يصلي وحده خائفا رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن يوسف الفريابي قال وقال أبو حمزة عن الأعمش فوجدناهم خمسمائة وقال أبو معاوية ما بين الستمائة إلى سبعمائة

باب إعطاء الفيء على الديوان ومن يقع به البداية

[ 12849 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن عثمان أنا عبد الله يعني بن المبارك أنبأ عبيد الله بن موهب قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن موهب قال سمعت أبا هريرة يقول قدمت على عمر بن الخطاب من عند أبي موسى الأشعري بثمانمائة ألف درهم فقال لي بماذا قدمت قلت قدمت بثمانمائة ألف درهم فقال إنما قدمت بثمانين ألف درهم قلت بل قدمت بثمانمائة ألف درهم قال ألم أقل لك أنك يمان أحمق إنما قدمت بثمانين ألف درهم فكم ثمانمائة ألف فعددت مائة ألف ومائة ألف حتى عددت ثمانمائة ألف قال أطيب ويلك قلت نعم قال فبات عمر ليلته أرقا حتى إذا نودي بصلاة الصبح قالت له امرأته يا أمير المؤمنين ما نمت الليل قال كيف ينام عمر بن الخطاب وقد جاء الناس ما لم يكن يأتيهم مثله منذ كان الإسلام فما يؤمن عمر لو هلك وذلك المال عنده فلم يضعه في حقه فلما صلى الصبح اجتمع إليه نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم إنه قد جاء الناس الليلة ما لم يكن يأتهم منذ كان الإسلام وقد رأيت رأيا فأشيروا علي رأيت أن أكيل للناس بالمكيال فقالوا لا تفعل يا أمير المؤمنين إن الناس يدخلون في الإسلام ويكثر المال ولكن أعطهم على كتاب فكلما كثر الناس كثر المال أعطيتهم عليه قال فأشيروا علي بمن أبدأ منهم قالوا بك يا أمير المؤمنين إنك ولي ذلك ومنهم من قال أمير المؤمنين أعلم قال لا ولكن ابدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الأقرب فالأقرب إليه فوضع الديوان على ذلك قال عبيد الله بدأ بهاشم والمطلب فأعطاهم جميعا ثم أعطى بني عبد شمس ثم بني نوفل بن عبد مناف وإنما بدأ ببني عبد شمس أنه كان أخا هاشم لأمه قال عبيد الله فأول من فرق بين بني هاشم وبني المطلب في الدعوة عبد الملك فذكر في ذلك قصة

[ 12850 ] أخبرنا أبو بكر بن الحسن ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا سفيان عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر محمد بن علي أن عمر رضى الله تعالى عنه لما دون الدواوين فقال بمن ترون أن أبدأ فقيل له ابدأ بالأقرب فالأقرب بك قال بل ابدأ بالأقرب فالأقرب برسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 12851 ] وفيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس أنا الربيع أنا الشافعي أخبرني غير واحد من أهل العلم والصدق من أهل المدينة ومكة من قبائل قريش ومن غيرهم وكان بعضهم أحسن اقتصاصا للحديث من بعض وقد زاد بعضهم على بعض في الحديث أن عمر رضى الله تعالى عنه لما دون الدواوين قال ابدأ ببني هاشم ثم قال حرضت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم وبني المطلب فإذا كان المسن في الهاشمي قدمه على المطلبي وإذا كان في المطلبي قدمه على الهاشمي فوضع الديوان على ذلك وأعطاهم عطاء القبيلة الواحدة ثم استوت له عبد شمس ونوفل في جذم النسب فقال عبد شمس إخوة النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه وأمه دون نوفل فقدمهم ثم دعا بني نوفل يتلونهم ثم استوت له عبد العزى وعبد الدار فقال في بني أسد بن عبد العزى أصهار النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم إنهم من المطيبين وقال بعضهم هم حلف من الفضول وفيهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قيل ذكر سابقة فقدمهم عي بني عبد الدار ثم دعا بني عبد الدار يتلونهم ثم انفردت له زهرة فدعاها تلو عبد الدار ثم استوت له تيم ومخزوم فقال في بني تيم إنهم من حلف الفضول والمطيبي وفيهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل ذكر سابقة وقيل ذكر صهرا فقدمهم على مخزوم ثم دعا مخزوم يتلونهم ثم استوت له سهم وجمح وعدي بن كعب فقيل له ابدأ بعدي فقال بل أقر نفسي حيث كنت فإن الإسلام دخل وأمرنا وأمر بني سهم واحد ولكن انظروا بني جمح وسهم فقيل قدم بني جمح ثم دعا بني سهم وكان ديوان عدي وسهم مختلطا كالدعوة الواحدة فلما خلصت إليه دعوته كبر تكبيرة عالية ثم قال الحمد لله الذي أوصل إلى حظي من رسوله ثم دعا بني عامر بن لؤي قال الشافعي فقال بعضهم أن أبا عبيدة بن عبد الله الجراح الفهري لما رأى من تقدم عليه قال أكل هؤلاء تدعو أمامي فقال يا أبا عبيدة أصبر كما صبرت أو كلم قومك فمن قدمك منهم على نفسه لم أمنعه فأما أنا وبني عدي فنقدمك إن أحببت على أنفسنا قال فقدم معاوية بعد بني الحارث بن فهر فصل بهم بين بني عبد مناف وأسد بن عبد العزى وشجر بين سهم وعدي شيء في زمان المهدي فافترقوا فأمر المهدي ببني عدي فقدموا على سهم وجمح للسابقة فيهم

[ 12852 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحسن وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا بشر بن بكر ح وأنبأ أبو الحسين بن بشران ببغداد انا أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا سليمان بن شعيب الكيساني ثنا بشر بن بكر قال سمعت الأوزاعي قال حدثني أبو عمار عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الأوزاعي قال الشيخ والبداية في العطاء إنما وقعت ببني هاشم لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم فإنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن المقوم بن ناحور بن تارح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر وهو في التوراة تارح بن ناحور بن أرعوا بن شارخ بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن برد بن مهلائ يل بن قمعان بن قوش بن شيث بن آدم أبي البشر صلى الله عليه وسلم وعلى أنبياء الله عز وجل

[ 12853 ] أخبرنا بذلك أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق فذكر هذا النسب قال الشيخ وفهر بن مالك أصل قريش في أقاويل أكثرهم فبنو هاشم يجمعهم أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم الثالث وسائر قريش يجمع بعضهم الأب الرابع عبد مناف وبعضهم الأب الخامس قصي وهكذا إلى فهر بن مالك فلذلك وقعت البداية ببني هاشم وإنما جمع بين بني هاشم وبني المطلب ابني عبد مناف في العطية لما روينا فيما تقدم عن جبير بن مطعم قال لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ذوي القربى من خيبر على بني هاشم وبني المطلب مشيت أنا وعثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه فقلت يا رسول الله هؤلاء إخوانك بنو هاشم لا ننكر فضلهم لمكانك الذي جعلك به منهم أرأيت إخواننا من بني المطلب أعطيتهم وتركتنا وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة فقال إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد ثم شبك رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إحداهما في الأخرى

[ 12854 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق أخبرني الزهري عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم فذكره

[ 12855 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي حدثني جدي محمد بن علي عن زيد بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هاشم والمطلب كهاتين وضم أصابعه وشبك بين أصابعه لعن الله من فرق بينهما ربونا صغارا وحملناهم كبارا قال الشيخ وإنما تكلم فيه عثمان وجبير رضى الله تعالى عنهما لأن عثمان هو بن عفان بن أبي العاس بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وجبير هو بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف وهاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل كانوا إخوة فأعطى سهم ذي القربى بني هاشم وبني المطب دون بني عبد شمس وبني نوفل وقال إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام وإنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد وفي الرواية المرسلة ربونا صغارا وحملناهم أو قال وحملونا كبارا وإنما قال ذلك والله أعلم لأن هاشم بن عبد مناف تزوج سلمى بنت عمرو بن لبيد بن حرام من بني النجار بالمدينة فولدت له شيبة الحمد ثم توفي هاشم وهو معها فلما أيفع وترعرع خرج إليه عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه من أمه وقدم به مكة وهو مردفه على راحلته فقيل عبد ملكه المطلب فغلب عليه ذلك الاسم فقيل عبد المطلب وحين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة آذاه قومه وهموا به فقامت بنو هاشم وبنو المطلب مسلمهم وكافرهم دونه وأبو أن يسلموه فلما عرفت قريش أن لا سبيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم معهم اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم على بني هاشم وبني المطلب أن لا ينكحوهم ولا ينكحوا إليهم ولا يبايعوهم ولا يبتاعوا منهم وعمد أبو طالب فأدخلهم الشعب شعب أبي طالب في ناحية من مكة وأقامت قريش على ذلك من أمرهم في بني هاشم وبني المطلب سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا جهدا شديدا ثم إن الله تعالى برحمته أرسل على صحيفة قريش الأرضة فلم تدع فيها إسما لله إلا أكلته وبقي فيها الظلم والقطيعة والبهتان وأخبر بذلك رسوله وأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طالب واستنصر به أبو طالب على قومه وقام هشام بن عمرو بن ربيعة في جماعة ذكرهم بن إسحاق في المغازي بنقض ما في الصحيفة وشقها فلذلك جمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه في سائر العطية بن هاشم وبني المطلب وقدمهما على بني عبد شمس وبني نوفل وإنما وقعت البداية ببني عبد شمس قبل نوفل لأن هاشما والمطلب وعبد شمس كانوا إخوة لأب وأم وأمهم عاتكة بنت مرة ونوفل كان أخاهم لأبيهم وأمه واقدة بنت حرمل وعبد مناف وعبد العزى وعبد الدار بنو قصي كانوا إخوة والبداية بعد بني عبد مناف إنما وقعت ببني عبد العزى لأنها كانت قبيلة خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فإنها بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى قال وفيهم إنهم من المطيبين

[ 12856 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا يحيى بن يحيى النيسابوري أنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدت غلاما حلف المطيبين فما أحب أن أنكثه وإن لي حمر النعم

[ 12857 ] وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن زكريا الأديب ثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني ثنا أبو هشام المؤمل بن هشام اليشكري ثنا إسماعيل وهو بن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق فذكره بإسناده ومعناه إلا أنه قال شهدت مع عمومتي

[ 12858 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا الحسن بن سعيد الموصلي ثنا المعلى بن مهدي ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شهدت حلفا إلا حلف قريش من حلف المطيبين وما أحب أن لي به حمر النعم وأني كنت نقضته والمطيبون هاشم وأمية وزهرة ومخزوم قال الشيخ لا أدري هذا التفسير من قول أبي هريرة أو من دونه قال الشيخ وبلغني أنه إنما قيل حلف المطيبين لأنهم غمسوا أيديهم في طيب يوم تحالفوا وتصافقوا بإيمانهم وذلك حين وقع التنازع بين عبد مناف وبني عبد الدار فيما كان بأيديهم من السقاية والحجابة والرفادة واللواء والندوة فكان بنو أسد بن عبد العزى في جماعة من قبائل قريش تبعا لبني عبد مناف فكان لهم بذلك شرف وفضيلة وصنيعة في بني عبد مناف وقد سماهم محمد بن إسحاق بن يسار فقال المطيبون من قبائل قريش بنو عبد مناف هاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل وبنو زهرة وبنو أسد بن عبد العزى وبنو تيم وبنو الحارث بن فهر خمس قبائل قال الشافعي وقال بعضهم هم حلف من الفضول

[ 12859 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن طلحة بن عبد الله بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو ادعى به في الإسلام لاجبت قال القتيبي فيما بلغني عنه وكان سبب الحلف أن قريشا كانت تتظالم بالحرم فقام عبد الله بن جدعان والزبير بن عبد المطلب فدعاهم إلى التحالف على التناصر والأخذ للمظلوم من الظالم فأجابهما بنو هاشم وبعض القبائل من قريش قال الشيخ قد سماهم بن إسحاق بن يسار قال بنو هاشم بن عبد مناف وبنو المطلب بن عبد مناف وبنو أسد بن عبد العزى بن قصي وبنو زهرة بن كلاب وبنو تيم بن مرة قال القتيبي فتحالفوا في دار عبد الله بن جدعان فسموا ذلك الحلف حلف الفضول تشبها له بحلف كان بمكة أيام جرهم على التناصف والأخذ للضعيف من القوي وللغريب من القاطن قام به رجال من جرهم يقال لهم الفضل بن الحارث والفضل بن وداعة والفضل بن فضالة فقيل حلف الفضول جمعا لأسماء هؤلاء قال غير القتيبي في أسماء هؤلاء فضل وفضال وفضيل وفضالة قال القتيبي والفضول جمع فضل كما يقال سعد وسعود وزيد وزيود والذي في حديث عبد الرحمن بن عوف حلف المطيبين قال القتيبي أحسبه أراد حلف الفضول للحديث الآخر ولأن المطيبين هم الذي عقدوا حلف الفضول قال وأي فضل يكون في مثل التحالف الأول فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ما أحب أن أنكثه وأن لي حمر النعم ولكنه أراد حلف الفضول الذي عقده المطيبون قال محمد بن نصر المروزي قال بعض أهل المعرفة بالسير وأيام الناس ان قوله في هذا الحديث حلف المطيبين غلط إنما هو حلف الفضول وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدرك حلف المطيبين لأن ذلك كان قديما قبل أن يولد بزمان وأما السابقة التي ذكرها فيشبه أن يريد بها سابقة خديجة رضى الله تعالى عنها الى الإسلام فإنها أول امرأة أسلمت

[ 12860 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن أسامة الحلبي ثنا حجاج بن أبي منيع قال حدثني عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري قال كانت خديجة رضى الله تعالى عنها أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 12861 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو ثنا أبو الموجه أنا صدقة ثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه قال سمعت عبد الله بن جعفر يقول سمعت علي رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد رواه البخاري في الصحيح عن صدقة ورواه مسلم عن إسحاق الحنظلي عن عبدة ويشبه أن يريد بالسابقة سابقة الزبير بن العوام فإنه الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ممن تقدم إسلامه

[ 12862 ] حدثنا بهذا النسب أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا بن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة بن الزبير

[ 12863 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا الليث بن سعد حدثني أبو الأسود عن عروة قال اسلم الزبير وهو بن ثمان سنين قال عروة ونفخت نفخة من الشيطان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بأعلى مكة فخرج الزبير وهو غلام بن اثنتي عشرة سنة ومعه السيف فمن راءه ممن لا يعرفه قال الغلام معه السيف حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك يا زبير قال أخبرت أنك أخذت قال فكنت صانعا ماذا قال كنت أضر به من أخذك قال فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسيفه وكان أول سيف سل في سبيل الله

[ 12864 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري بن الحمامي ثنا أبو أحمد عبيد الله بن أبي قتيبة الغنوي بالكوفة ثنا أبو جعفر أحمد بن موسى الجماز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان ح وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا الفريابي قال ذكر سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير أنا ثم قال من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير أنا ثم قال من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير أنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواريا وإن حواريي الزبير رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الثوري ورواه هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن عمتي وحواريي من أهلي

[ 12865 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة فذكره أخرجه مسلم عن أبي كريب عن أبي أسامة عن هشام ويشبه أن يريد بهذه السابقة صبر الزبير رضى الله تعالى عنه مع جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومبايعتهم إياه على الموت

[ 12866 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن يعقوب العدل ثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي أنا جعفر بن عون أنا إسماعيل بن أبي خالد عن البهي عن عروة قال قالت لي عائشة رضى الله تعالى عنها يا بني إن أباك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح

[ 12867 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت عائشة رضى الله تعالى عنها يا بن أختي كان أبواك تعني الزبير وأبا بكر رضى الله تعالى عنهما من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح قالت لما انصرف المشركون من أحد وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما أصابهم خاف أن يرجعوا فقال من ينتدب لهؤلاء في آثارهم حتى يعلموا أن بنا قوة قال فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين فخرجوا في آثار القوم فسمعوا بهم وانصرفوا بنعمة من الله وفضل قالت لم يلقوا عدوا رواه البخاري في الصحيح عن محمد عن أبي معاوية وأما زهرة فإنه كان أخا لقصي بن كلاب ومن أولاده من العشرة عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص

[ 12868 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني زهرة بن كلاب بن مرة عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة وسعد بن أبي وقاص بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة

[ 12869 ] وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع ثنا سفيان عن بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال جاء سعد يعني بن أبي وقاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من أنا يا رسول الله قال سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة من قال غير هذا فعليه لعنة الله وأما تيم فإنه كان أخا لكلاب وأما مخزوم فإنه لم يكن أخا لهم وإنما هو مخزوم بن يقظة بن مرة إلا أن القبيلة اشتهرت بمخزوم فنسبت إليه وإنما قدم بني تيم على بني مخزوم لأنهم كانوا من حلف الفضول والمطيبين

[ 12870 ] وقيل ذكر سابقة يريد سابقة أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه فإنه أبو بكر عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر

[ 12871 ] حدثناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن أسامة الحلبي ثنا حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري فذكر هذا النسب

[ 12872 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان أنبأ الحجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري فذكره إلا أنه قال عتيق بدل عبد الله ثم قال وعتيق لقب واسمه عبد الله قال الشيخ وهو أول من أسلم من الرجال الأحرار

[ 12873 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يحيى بن معين ثنا إسماعيل بن مجالد عن بيان عن وبرة بن عبد الرحمن عن همام بن الحارث قال سمعت عمار بن ياسر يقول لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر رضى الله تعالى عنه رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله عن يحيى بن معين

[ 12874 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا العباس بن عبد العظيم ثنا النضر بن محمد ثنا عكرمة بن عمار ثنا شداد بن عبد الله أبو عمار ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة قال قال عمرو بن عبسة السلمي فذكر دخوله على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال فقلت له ما أنت قال أدعى نبيا فقلت وما نبي قال أرسلني الله تبارك وتعالى فقلت بأي شيء أرسلك فقال أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد لا يشرك به شيئا قلت له فمن معك قال حر وعبد قال ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن جعفر عن النضر بن محمد

[ 12875 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان عن مالك بن مغول عن رجل قال سئل بن عباس من أول من آمن فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه أما سمعت قول حسان
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أوفاها وأعدلها
بعد النبي وأولاها بما حملا
والتالي الثاني المحمود مشهده
وأول الناس منهم صدق الرسلا
عاش حميدا لأمر الله متبعا
بهدى صاحبه الماضي وما انتقلا قال الشيخ ويشبه أن يريد بالسابقة في بني تيم صبر أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه في جماعة من الصحابة رضى الله تعالى عنهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد منهم طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه وهو أيضا تيمي فإنه طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة

[ 12876 ] حدثنا بهذا النسب أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا بن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة بن الزبير فذكره وكذلك ذكره الزهري وغيره صبر طلحة مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ورمى مالك بن زهير رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ فاتقى طلحة بن عبيد الله بيده وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب خنصره فشلت ذكره الواقدي بإسناده

[ 12877 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنبأ يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا خالد بن عبد الله ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت رواه البخاري في الصحيح عن مسدد

[ 12878 ] وحدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن الزبير قال قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذهب لينهض إلى الصخرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظاهر بين درعين يومئذ فلم يستطع أن ينهض إليها فجلس طلحة بن عبيد الله تحته فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استوى عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجب طلحة وذكر بن إسحاق أن طلحة من الثمانية الذين سبقوا الناس بالإسلام وأما المصاهرة التي ذكرها في بني تيم فهي من جهة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما زوج النبي صلى الله عليه وسلم حبيبة حبيب الله عز وجل

[ 12879 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وأبو منصور محمد بن القاسم العتكي قالا ثنا السري بن خزيمة ثنا المعلى بن أسد ثنا عبد العزيز ثنا خالد الحذاء عن أبي عثمان قال حدثني عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك فقال عائشة فقلت من الرجال قال أبوها فقلت ثم من قال عمر بن الخطاب قال فعد رجالا رواه البخاري في الصحيح عن معلى بن أسد وأخرجه مسلم من وجه آخر عن خالد الحذاء وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لفاطمة رضى الله تعالى عنها ألست تحبين ما أحب قالت بلى قال فأحبي هذه يريد عائشة رضى الله تعالى عنها وقال لأم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها وأما عدي بن كعب فإنه كان أخا لمرة بن كعب وأما سهم وجمح فإنهما ابنا عمرو بن هصيص بن كعب إلا أن القبيلة اشتهرت بهما فنسبت إليهما وإنما قدم بني جمح قيل لأجل صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وما كان منه يوم حنين من إعارة السلاح وقوله حين قال أبو سفيان وكلدة ما قالا فض الله فاك فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن وهو يومئذ مشرك ثم أنه أسلم وهاجر وقيل إنما فعل ذلك عمر رضى الله تعالى عنه قصدا إلى تأخير حقه فإنه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر

[ 12880 ] حدثنا بهذا النسب أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أسامة ثنا حجاج عن جده عن الزهري فذكره فآثرهم عمر رضى الله تعالى عنه على قبيلته فلما كان زمن المهدي أمر المهدي بني عدي فقدموا على سهم وجمع للسابقة فيهم وهي سابقة عمر رضى الله تعالى عنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم أعز الإسلام بعمر

[ 12881 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ثنا الماجشون بن أبي سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة

[ 12882 ] وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو طاهر المحمد آباذي ثنا أبو بكر محمد بن الفضل الرازي ثنا أبو علقمة الفروي المديني ثنا عبد الملك بن الماجشون عن مسلم بن خالد عن هشام فذكره بمثله

[ 12883 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون وأنا أبو زكريا أنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا يحيى بن سعيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم وفي رواية جعفر ومحمد قالا

[ 12884 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ محمد بن عبيد أنا إسماعيل عن قيس قال قال عبد الله يعني بن مسعود ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر أخرجه البخاري من حديث إسماعيل بن أبي خالد وأما قول عمر رضى الله تعالى عنه فإن الإسلام دخل وأمرنا وأمر بني سهم واحد فهو لأن بني سهم كانوا مظاهرين لبني عدي في الجاهلية واجتمعت بنو جمح على بني عدي لناثرة بينهم فقامت دونهم سهم أخوة جمح فقالوا إن عديا أقل منكم عددا فإن شئتم فاخرجوا إليهم أعدادهم منكم ونخلي بينكم وبينهم وإن شئتم وفيناهم منا حتى يكونوا مثلكم فتحاجزوا قاله الزبير بن بكار وأما عبيدة فإنه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك قاله محمد بن إسحاق وغيره

[ 12885 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو أنبأ أبو يعلى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة قالا ثنا إسماعيل بن إبراهيم أنبأ خالد عن أبي قلابة قال قال أنس رضى الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل امة أمينا وان أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر وأبي خيثمة وأخرجه البخاري من وجه آخر عن خالد قال الشيخ وإنما تأخر أبو عبيدة في العطاء لبعد نسبه لا لنقصان شرفه وهو أفضل من بعض من تقدمة مع كونه من قريش من جملة الأقربين

[ 12886 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن بن صبيح أنبأ محمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي ثنا الأعمش حدثني عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما نزلت وانذر عشيرتك الأقربين صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي يا بني فلان لبطون قريش حتى اجتمعوا وذكر الحديث رواه البخاري في الصحيح عن عمر بن حفص بن غياث وفيه دلالة على أن بني فهر من قريش

باب البداية بعد قريش بالأنصار لمكانهم من المسلمين

[ 12887 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أخبرني أبو بكر الإسماعيلي أخبرني القاسم بن زكريا ثنا رجاء بن مرجا المروزي ثنا شاذان بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد أخو عبدان ثنا عثمان يعني أباه ثنا شعبة بن الحجاج ثنا هشام بن يزيد قال سمعت أنس بن مالك يقول مر أبو بكر والعباس رضى الله تعالى عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال ما يبكيكم قالوا مجلسنا من النبي صلى الله عليه وسلم فدخل أبو بكر رضى الله تعالى عنه فأخبره فخرج وقد عصب رأسه بحاشية ثوب فصعد المنبر ولم يصعد بعد ذلك فحمد الله وأثنى عليه فقال اوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن يحيى بن عبد العزيز عن شاذان

باب ما جاء في تربيتهم

[ 12888 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنسا يحدث عن أبي أسيد الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج وبنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير قال فقيل فضل علينا قال فقيل قد فضلكم على كثير رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن أبي داود وأخرجه البخاري من وجه آخر عن شعبة وقال ثم بنو ساعدة وقال فيه فقال سعد يعني بن عبادة ما أرى النبي صلى الله عليه وسلم إلا قد فضل علينا فقيل قد فضلكم على كثير

[ 12889 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عمرو الحرشي ثنا القعنبي ثنا سليمان بن بلال عن عمرو بن يحيى عن عباس بن سهل عن أبي حميد قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فذكر الحديث في خروجه ورجوعه قال حتى اشرفنا على المدينة فقال هذه طابة وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه ثم قال إن خير دور الأنصار دار بني النجار ثم دار بني عبد الأشهل ثم دار بني الحارث بن الخزرج ثم دار بني ساعدة وفي كل دور الأنصار خير فلحقنا سعد بن عبادة فقال أبو اسيد ألم تر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دور الأنصار فجعلنا آخرها دارا فأدرك سعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله خيرت دور الأنصار فجعلتنا آخرها فقال أو ليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار رواه مسلم في الصحيح عن القعنبي

[ 12890 ] أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الغضائري ببغداد ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا معن بن عيسى سمعت مالك بن أنس يقول من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس له في الفيء حق يقول الله عز وجل { للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا } الآية هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه ثم قال { والذين تبوأوا الدار والإيمان } الآية هؤلاء الأنصار ثم قال { والذين جاءوا من بعدهم } قال مالك فاستثنى الله عز وجل فقال { يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان } الآية فالفيء لهؤلاء الثلاثة فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس هو من هؤلاء الثلاثة ولا حق له في الفيء