كتاب قسم الصدقات
باب ما فرض الله تبارك وتعالى على أهل دينه من المسلمين في أموالهم لغيرهم من أهل دينه المسلمين والمحتاجين إليه

[ 12891 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا الفضل بن العلاء ثنا إسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفي أنه سمع أبا معبد يقول سمعت بن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل نحو اليمن فقال إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم أن يوحدوا الله عز وجل فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله عز وجل قد افترض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا صلوا فأخبرهم أن الله عز وجل قد افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن أبي الأسود عن الفضل بن العلاء وأخرجه مسلم من وجه آخر عن إسماعيل

باب لا يسع أهل الأموال حبسه عمن أمروا بدفعه إليه

[ 12892 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا بن أبي النضر قال حدثني أبو النضر قال أبو بكر وأخبرني الحسن بن سفيان ثنا علي بن سعيد ثنا أبو النضر ثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا هذه الآية لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم إلى آخر الآية رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني عن أبي النضر

[ 12893 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو طاهر محمد بن عبد الله الجويني ثنا أبو بكر محمد بن محمد بن رجاء السندي ح قال وحدثني علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الله بن محمد البغوي قالا ثنا سويد بن سعيد ثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم أن أبا صالح ذكوان أخبره أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى جنة وإما إلى نار قيل يا رسول الله فالإبل قال ولا صاحب إبل لا يؤدي حقها ومن حقها حلبها يوم وردها إلا عمر إذا كان يوم القيامة بطح له بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحدا تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار قيل يا رسول الله فالبقر والغنم قال ولا صاحب غنم ولا بقر لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح له بقاع قرقر لا يفقد منها شيئا ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ثم ذكر باقي الحديث قد أخرجته في كتاب الزكاة رواه مسلم في الصحيح عن سويد بن سعيد وقوله ومن حقها حلبها يوم وردها يشبه أن يكون من قول أبي هريرة رضى الله تعالى عنه وقد روينا في كتاب الزكاة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه في هذا الحديث وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر

باب لا يسع الولاة تركه لأهل الأموال

[ 12894 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عبيد بن عبد الواحد ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب أنه قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أخبره قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبا بكر رضى الله تعالى عنه بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله قال أبو بكر رضى الله تعالى عنه والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلتهم على منعها قال عمر رضى الله تعالى عنه فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر رضى الله تعالى عنه للقتال فعرفت أنه الحق رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير بهذا اللفظ عناقا

[ 12895 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الفضل المزكي ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ليث فذكره بمثله إلا أنه قال عقالا رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد وقال عقالا ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري فقال عناقا وكذلك قاله معمر والزبيدي عن الزهري ورواه رباح بن زيد عن معمر عن الزهري فقال عناقا وفي رواية أخرى عنه قال عقالا وكذلك قاله بن وهب عن يونس عن الزهري ورواه عنبسة عن يونس عن الزهري فقال عناقا اختلف فيه على يحيى بن سعيد الأنصاري عن الزهري فقيل عنه عناقا وقيل عقالا

[ 12896 ] وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد عن الكسائي قال العقال صدقة عام وعن الأصمعي قال يقال بعث فلان على عقال بني فلان إذا بعث على صدقاتهم

[ 12897 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا منصور بن سلمة أنبأ حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي قال سمعت أبي يقول رأيت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه شادا حقوه بعقال وهو يمارس شيئا من إبل الصدقة قال منصور حفظي أنه كان يبيعها فيمن يزيد كلما باع بعيرا منها شد حقوه بعقاله ثم تصدق بها يعني بتلك العقال قال الشيخ وقد روى عمران بن داود القطان عن معمر بن راشد عن الزهري عن أنس في قصة أبي بكر رضى الله تعالى عنه قال وقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة والله لو منعوني عناقا مما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم عليه وروينا هذه الزيادة في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من وجهين آخرين عن أبي هريرة

[ 12898 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة قالا أنبأ أبو محمد يحيى بن منصور القاضي ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا أبو العنبس عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك حرمت دماؤهم وأموالهم وحسابهم على الله قال الشيخ أبو العنبس هذا هو سعيد بن كثير بن عبيد قاله البخاري وغيره

[ 12899 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو النضر ثنا أبو جعفر الرزاي عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله لفظ حديثهما سواء

باب ما جاء في رب المال يتولى تفرقة زكاة ماله بنفسه قال الله عز وجل إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم

[ 12900 ] أخبرنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني ببيهق من أصل سماعه أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ثنا عبد الله بن محمد القزاز بالبصرة ثنا أبو هاشم الرفاعي ثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن بن عباس رضى الله تعالى عنه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب فقال وعليك قال إني رجل من أخوالك من ولد سعد بن بكر وإني رسول قومي إليك ووافدهم فذكر الحديث إلى أن قال فإنا قد وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نأخذ من حواشي أموالنا ونضعه في فقرائنا فأنشدك بالله هو أمرك بذلك قال نعم قال الشيخ هذه اللفظة إن كانت محفوظة دلت على جواز تفريق رب المال زكاة ماله بنفسه وحديث أنس رضى الله تعالى عنه في هذه القصة الله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها في فقرائنا إسناده أصح والله أعلم

باب الدعاء له إذا أخذ صدقته بالأجر والبركة كما قال الله تعالى وصل عليهم قال الشافعي رحمه الله ادع لهم

[ 12901 ] أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا أبو نعيم وعلي بن قادم عن شعبة ح وأنبأ محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضى الله تعالى عنه وكان من أصحاب الشجرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقة قال اللهم صل عليهم فأتاه أبي بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة

باب الأغلب على أفواه العامة أن في الثمر العشر وفي الماشية الصدقة وفي الورق الزكاة وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كله صدقة قال الشافعي العرب تقول له صدقة وزكاة ومعناهما عندهم معنى واحد

[ 12902 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله السعدي أنبأ يزيد بن هارون أنبأ يحيى بن سعيد ح وأنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري عن أبيه يحيى بن عمارة عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ليس فيما دون خمس ذود صدقة ولا فيما دون خمس أواق صدقة ولا فيما دون خمس أوسق صدقة رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رمح عن الليث وأخرجه البخاري من وجه آخر عن يحيى بن سعيد

[ 12903 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي ثنا محمد بن عبيد الطنافسي ثنا الأعمش عن معرور بن سويد عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه قال ما من رجل يموت فيترك غنما أو إبلا أو بقرا لم يؤد زكاتها إلا جاءته أعظم ما تكون وأسمن تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها حتى يقضي بين الناس ثم يعود أولاها على أخراها أخرجاه في الصحيح من حديث الأعمش فسمي الواجب في الماشية زكاة

[ 12904 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الله بن نافع عن محمد بن صالح التمار عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في زكاة الكرم يخرص كما يخرص النخل ثم يؤدي زكاته زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا فسمي العشر في الكرم والنخل زكاة

باب قسم الصدقات على قسم الله تعالى وهي سهمان ثمانية ما داموا موجودين قال الله تبارك وتعالى { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل } قال الشافعي رحمه الله فأحكم الله فرض الصدقات في كتابه ثم أكدها فقال فريضة من الله قال وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن سعد بن أبي سرح فذكر الحديث إلى أن قال وأما عبد الله بن سعد بن في حديث الصدائي إن الله لم يرض فيها بقسم ملك مقرب ولا نبي مرسل حتى قسمها

[ 12905 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو عبد الرحمن ح وأنبأ أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن نصر الأستراباذي بها أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي ثنا عبد الرحمن المقري يعني عبد الله بن يزيد ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم حدثني زياد بن نعيم الحضرمي قال سمعت زياد بن الحارث الصدائي رضى الله تعالى عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام وذكر الحديث قال ثم أتاه آخر فقال أعطني من الصدقة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل لم يرض فيها بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى يحكم هو فيها فجزأها ثمانية أجزاء قال فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك أو أعطيناك حقك

[ 12906 ] وأخبرنا أبو أحمد الحسين بن علوسا الأسدا باذاي أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا علي بن حسين بن سليمان يعني القيطعي ثنا المسروقي يعني موسى بن عبد الرحمن ثنا حفص بن راشد عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة في ثمانية أصناف ثم توضع في ثمانية أسهم ففرضها في الذهب والورق والإبل والبقر والغنم والزرع والكرم والنخل وتوضع في ثمانية أسهم في أهل هذه الآية { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } إلى آخر الآية إسناد هذا ضعيف وفي نص الكتاب كفاية

باب من جعل الصدقة في صنف واحد من هذه الأصناف

[ 12907 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله عن زكريا بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد مولى بن عباس عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب رواه البخاري في الصحيح عن حبان بن موسى

[ 12908 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ح وأنبأ أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا بن جعفر البغدادي أنبأ علي بن عبد العزيز قالا ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عثمان بن عبد الله بن الأسود عن عبد الله بن هلال الثقفي رضى الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال كدت أن أقتل بعدك في عناق أو شاة من الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أنها تعطى فقراء المهاجرين ما أخذتها

[ 12909 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن حجاج عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال إذا أعطى الرجل الصدقة صنفا واحدا من الأصناف الثمانية أجزأه وعن الحجاج عن عطاء بنحوه الحجاج بن أرطأة لا يحتج به

[ 12910 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد الحمصي ثنا أحمد بن خالد ثنا الحسن بن عمارة وعن واصل بن حيان وحكيم بن جبير عن شقيق بن سلمة قال أتي عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بصدقة زكاة فأعطاها أهل بيت كما هي

[ 12911 ] وبهذا الإسناد ثنا الحسن عن الحكم عن مجاهد عن بن عباس وعن المنهال عن زر بن حبيش عن حذيفة أنهما لم يكونا يريان بهذا بأسا ورواه ليث بن أبي سليم عن عطاء عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وهو منقطع والحسن بن عمارة متروك

[ 12912 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ إسماعيل بن محمد المزني ثنا أبو نعيم ثنا حسن بن صالح عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير إنما الصدقات للفقراء قال يجزيك أن تجعلها في صنف واحد من هذه الأصناف وكذلك رواه الثوري وحماد بن سلمة ويحيى بن عثمان عن عطاء عن سعيد من قوله ورواه يوسف بن يعقوب عن سليمان بن حرب عن وهيب عن عطاء عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما والله أعلم

[ 12913 ] وأخبرنا الشريف أبو الفتح أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا شعبة عن الحكم قال قلت لإبراهيم أضع زكاة مالي في صنف من الأصناف الذين ذكر الله في كتابه { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } إلى آخر الآية قال نعم ورويناه عن الحسن البصري وعن عطاء بن أبي رباح

[ 12914 ] أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا علي بن العباس ثنا جعفر بن محمد بن هذيل ثنا محمد بن عبد الله المخرمي ثنا أبو داود الطيالسي قال قال شعبة ألا تعجبون من جرير بن حازم هذا المجنون أتاني هو وحماد بن زيد فكلماني أن أكف عن ذكر الحسن بن عمارة أنا أكف عن ذكره لا والله لا أكف عن ذكره أنا والله سألت الحكم عن الصدقة تجعل في صنف واحد مما سمى الله فقال لا بأس به قلت ممن سمعت قال كان إبراهيم يقوله وهذا الحسن بن عمارة يحدث عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي رضى الله تعالى عنه وعن الحكم عن مجاهد عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما وعن الحكم عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال لا بأس أن يبعث الرجل الصدقة في صنف واحد

باب من قال لا يخرج صدقة قوم منهم من بلدهم وفي بلدهم من يستحقها

[ 12915 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ وكيع ثنا زكريا بن إسحاق المكي عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أجابوك لذلك فاعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة في أموالهم من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أجابوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم وإياك ودعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن موسى عن وكيع ورواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم وغيره

[ 12916 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يونس بن محمد ثنا الليث حدثني سعيد المقبري عن شريك بن عبد الله أنه سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس في المسجد إذ جاء رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم أيكم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم قال فقلنا له هذا الرجل الأبيض المتكىء فقال له الرجل يا بن عبد المطلب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجبتك فقال الرجل يا محمد إني سائلك فمشتد عليك في المسألة فلا تجد في نفسك فقال سل ما بدا لك فقال الرجل نشدتك بربك ورب من قبلك الله أرسلك إلى الناس كلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم قال فأنشدك الله آلله أمرك أن تصلى الصلوات الخمس في اليوم والليلة فقال اللهم نعم قال فأنشدك الله الله أمرك بصوم هذا الشهر من السنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم قال أنشدك الله الله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسم على فقرائنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم قال الرجل آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن الليث

[ 12917 ] وأخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن محمد بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ببغداد أنبأ أبو سهل ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان بن مسلم ثنا إبراهيم بن عطاء بن أبي ميمونة حدثني أبي أن عمران بن حصين رضى الله تعالى عنه بعث إلى الصدقة فلما رجع قالوا له أين المال قال وللمال أرسلتموني أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعناها حيث كنا نضعها

[ 12918 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرىء أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمرو بن علي ثنا أشعث بن سوار عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم فينا ساعيا فأخذ الصدقة من أغنيائنا فوضعها في فقرائنا وأمر لي بقلوص هذا الحديث يعرف بأشعث بن سوار وليس بالقوي

[ 12919 ] وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ثنا خالد بن يزيد ثنا إسماعيل بن زكريا عن الأعمش عن بن أبي جحيفة عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا على الصدقة فأمر أن يأخذ الصدقة من أغنيائنا فيقسمها في فقرائنا وكنت غلاما يتيما لا مال لي فأعطاني منها قلوصا

[ 12920 ] وفيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ وأنبأ عنه عن أبي العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مطرف بن مازن عن معمر عن عبد الله بن طاوس عن أبيه أن معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه قضى أيما رجل انتقل من مخلاف عشيرته إلى غير مخلاف عشيرته فعشره وصدقته إلى مخلاف عشيرته

[ 12921 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عمر بن أحمد بن علي المرزوي ثنا محمد بن عمران الهمذاني ثنا هشام بن عبيد الله ثنا سوار بن مصعب عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لا تخرج الزكاة من بلد إلى بلد إلا لذي قرابة موقوف وفي إسناده ضعف

باب نقل الصدقة إذا لم يكن حولها من يستحقها

[ 12922 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر بن حفص المقري بن الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان ثنا أبو عوانة عن المغيرة عن عامر الشعبي عن عدي بن حاتم قال أتيت عمر رضى الله تعالى عنه في أناس من قومي فجعل يفرض رجالا من طيء في ألفين ويعرض عني فقلت يا أمير المؤمنين أتعرفني قال فضحك حتى استلقى لقفاه قال نعم والله إني لأعرفك قد آمنت إذ كفروا وأقبلت إذ أدبروا وأوفيت إذ غدروا وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجه أصحابه صدقة طيء جئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ يعتذر قال إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقة وهم فاقة عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق أخرجه مسلم في الصحيح مختصرا من حديث أبي عوانة

[ 12923 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر الرزاز ثنا حنبل بن إسحاق ثنا محمد بن أبي نعيم الواسطي ثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم الطائي رضى الله تعالى عنه قال أتيت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فذكر الحديث ببعض معناه إلا أنه قال وأول صدقة بيضت وجه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة طيء جئت بها إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه فقلت أما إني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عام أول كما أتيتك بها

[ 12924 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق في قصة عدي بن حاتم رضى الله تعالى عنه أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اجتمعت عنده إبل عظيمة من صدقاتهم فلما ارتد من ارتد من الناس وبلغهم أنهم قد ارتجعوا صدقاتهم وارتدت بنو أسد وهم جيرانهم اجتمعت طيء إلى عدي بن حاتم وذكر القصة قال فلما رأوا منه الجد كفوا عنه وسلموا له فلما اجتمع المسلمون على أبي بكر رضى الله تعالى عنه خرج بها فكانت أول إبل من الصدقة قدمت على أبي بكر رضى الله تعالى عنه هي وإبل الزبرقان بن بدر قال بن إسحاق وكان من حديث الزبرقان بن بدر السعدي أن بني سعد اجتمعوا إليه فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وأن يصنع بهم ما صنع مالك بن نويرة بقومه فأبى وتمسك بما في يده وثبت على إسلامه وقال لا تعجلوا يا قوم فإنه والله ليقومن بهذا الأمر قائم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة قال فدفعهم عن نفسه حتى أتاه اجتماع الناس على أبي بكر رضى الله تعالى عنه فخرج بها وقد تفرق القوم عنه ليلا ومعه الرجال يطردونها فما علموا حتى أتاهم أنه قد أداها إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه فكانت هذه الإبل التي قدم بها الزبرقان وعدي بن حاتم أول إبل وافت أبا بكر رضى الله تعالى عنه من إبل الصدقة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن إسحاق وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عدي بن حاتم رضى الله تعالى عنه على صدقات طيء والزبرقان بن بدر على صدقات بني سعد وطليحة بن خويلد على صدقات بني أسد وعيينة بن حصن على صدقات بني فزارة ومالك بن نويرة على صدقات بني يربوع والفجاءة على صدقات بني سليم فلما بلغهم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وعندهم أموال كثيرة ردوها على أهلها إلا عدي بن حاتم والزبرقان بن بدر فإنهما تمسكا بها ودفعا عنها الناس حتى أدياها إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه

[ 12925 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا هارون بن معروف ثنا جرير يعني بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لا زلت أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هم أشد أمتي على الدجال وكانت عند عائشة رضى الله تعالى عنها نسمة منهم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقيها فإنها من ولد إسماعيل عليه السلام وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومنا رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير

باب ما يستدل به على أن الفقير أمس حاجة من المسكين

[ 12926 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عبد الله هو بن مسلمة القعنبي عن مالك ح وأنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد يعني بن حمدان ثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا المغيرة بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين بهاذا الطواف الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان قالوا فمن المسكين يا رسول الله قال الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يسأل الناس شيئا لفظ حديث المغيرة وفي رواية مالك ولا يقوم فيسأل الناس رواه البخاري في الصحيح عن بن أبي أويس عن مالك ورواه مسلم عن قتيبة وكذلك رواه محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه وفيه كدلالة على أن المسكين هو الذي ليس له غنى يغنيه لكن له بعض الغنى فيكتفي به ويتعفف عن السؤال

[ 12927 ] وحدثنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي رحمه الله إملاء أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكي ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين هذا الطواف الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان لكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ويستحي أن يسأل الناس ولا يفطن له فيتصدق عليه

[ 12928 ] أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن يعقوب الأيادي ببغداد أنبأ أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ح وأنبأ أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد قالا ثنا عبيد بن عبد الواحد ثنا بن أبي مريم ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن السائب وعبد الرحمن بن أبي عمرة أنهما سمعا أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان إنما المسكين الذي يتعفف اقرؤوا إن شئتم { لا يسألون الناس إلحافا } رواه البخاري في الصحيح عن أبي مريم ورواه مسلم عن أبي بكر بن إسحاق الصغاني عن بن أبي مريم ومن يتعفف وليس له بعض الكفاية كان قاتل نفسه دل على أن المسكين هو الذي له بعض الغنى ولا يكون له ما يغنيه والفقير من لا مال له ولا حرفة يقع بها موقعا والله أعلم

[ 12929 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة أنبأ إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم وروينا أيضا في حديث أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وفي حديث أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم اقض عنا الدين واغننا من الفقر

[ 12930 ] وقد أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إبراهيم الحلواني ثنا موسى بن محمد مولى عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه قال ثنا هقل بن زياد أنبأ عبد الله بن زياد ثنا جنادة بن أبي أمية قال سمعت عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أحيني مسكينا وتوفني مسكينا وأحشرني في زمرة المساكين

[ 12931 ] وحدثنا أبو منصور المظفر بن محمد بن أحمد العلوي رحمه الله أنبأ علي بن عبد الرحمن بن ماتي ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا ثابت بن محمد الكناني ثنا الحارث بن النعمان الليثي عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا وأحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة فقالت عائشة رضى الله تعالى عنها ولم يا رسول الله قال لأنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة يا عائشة أحبي المسكين وقربيهم فإن الله يقر بك يوم القيامة قال أصحابنا فقد استعاذ من الفقر وسأل المسكنة وقد كان له بعض الكفاية يدل على أن المسكين من له بعض الكفاية قال الشيخ قد روي في حديث شيبان عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ من المسكنة والفقر فلا يجوز أن يكون استعاذته من الحال التي شرفها في أخبار كثيرة ولا من الحال التي سأل أن يحيى ويمات عليها ولا يجوز أن يكون مسألته مخالفه لما مات صلى الله عليه وسلم عليه فقد مات مكفيا بما أفاء الله تعالى عليه ووجه هذه الأحاديث عندي والله أعلم أنه استعاذ من فتنته الفقر والمسكنة اللذين يرجع معناهما إلى القلة كما استعاذ من فتنة الغنى

[ 12932 ] وذلك بين فيما أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ يقول اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة الدجال وذكر الحديث وهذا حديث ثابت قد أخرجاه في الصحيح وفيه دلالة على أنه إنما استعاذ من فتنة الفقر دون حال الفقر ومن فتنة الغنى دون حال الغنى وأما قوله إن كان قاله أحيني مسكينا وأمتني مسكينا فهو إن صح طريقه وفيه نظر والذي يدل عليه أنه حاله عند وفاته أنه لم يسأل حال المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة وإنما سأل المسكنة التي يرجع معناها إلى الإخبات والتواضع فكأنه صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى أن لا يجهله من الجبارين المتكبرين وأن لا يحشره في زمرة الأغنياء المترفين قال القعنبي والمسكنة حرف مأخوذ من السكون يقال تمسكن الرجل إذا لان وتواضع وخشع ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم للمصلي تيأس وتمسكن يريد تخشع وتواضع لله

[ 12933 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا سليمان بن شرحبيل ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح قال سمعت أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه يقول يا أيها الناس اتقوا الله ولا يحملنكم الغرة على أن تطلبوا الرزق من غير حله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الهم احشرني في زمرة المساكين ولا تحشرني في زمرة الأغنياء فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة

باب الفقير أو المسكين له كسب أو حرفة تغنيه وعياله فلا يعطى بالفقر والمسكنة شيئا

[ 12934 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق ح وأنبأ علي بن أحمد بن عبدان ثنا سليمان بن أحمد الطبراني ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم قالا ثنا الثوري عن سعد بن إبراهيم عن ريحان بن يزيد العامري عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي

[ 12935 ] رواه أبو داود الطيالسي محمد بن كثير عن الثوري فقالا في الحديث ولا لذي مرة قوي أخبرناه أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس المحبوبي ثنا أحمد بن سيار ثنا محمد بن كثير قالا ثنا سفيان فذكره

[ 12936 ] ورواه شعبة عن سعد بن إبراهيم هكذا مرفوعا واختلف عليه أيضا في لفظه أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم فذكره بنحوه وقال لذي مرة قوي

[ 12937 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقري ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان ثنا عبد الملك بن محمد ثنا عبد الصمد هو بن عبد الوارث ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم فذكره وقال ولا لذي مرة سوي رواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه واختلف عليه أيضا في رفعه ولفظه وفي رواية من رفعه كفاية ومعنى المرة القوة وأصلها من شدة فتل الحبل

[ 12938 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن محمد بن عبد الله بن عيسى السني بمرو ثنا أبو الموجه أنبأ عبدان بن عثمان أنبأ عبيد الله بن الشميط ثنا أبي والأخضر بن عجلان عن عطاء بن زهير العامري عن أبيه قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما أخبرني عن الصدقة أي مال هي قال هي شر مال إنما هي مال للعميان والعرجان والكسحان واليتامى وكل منقطع به فقلت إن للعاملين عليها حقا وللمجاهدين فقال للعاملين عليها بقدر عمالتهم وللمجاهدين في سبيل الله قدر حاجتهم أو قال حالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصدقة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي

[ 12939 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه فقيل لسفيان هو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعله قال لا تصلح الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي ورواه الحميدي عن سفيان بإسناده وقال عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه يبلغ به

[ 12940 ] أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار ببغداد أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش ثنا إبراهيم بن مجشر ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن سالم بن أبي الجعد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الصدقة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي ورواه أبو بكر بن عياش مرة أخرى عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه

[ 12941 ] أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو الحسين بن بشران قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ح وأنبأ أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ثنا أبو سعيد بن الأعرابي قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن رجلين قالا أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم نعم الصدقة فسألناه فصعد فينا النظر وصوب فقال ما شئتما فلاحق فيها لغني ولا لقوي مكتسب وفي رواية الصفار فصعد البصر وصوب

باب من طلب الصدقة بالمسكنة أو الفقر وليس عند الوالي يقين ما قال

[ 12942 ] أخبرنا أبو الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا عيسى بن يونس ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال أخبرني رجلان أنهما أتيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة فسألاه منها فرفع فينا البصر وخفضه فرآنا جلدين فقال إن شئتما أعطيتكما ولاحظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب

باب الخليفة ووالي الإقليم العظيم الذي لا يلي قبض الصدقة ليس لهما في سهم العاملين عليها حق

[ 12943 ] أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا بن بكير ثنا مالك عن زيد بن أسلم أنه قال شرب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه لبنا فأعجبه فسأل الذي سقاه من أين لك هذا اللبن فأخبره أنه ورد على ماء قد سماه فإذا نعم من نعم الصدقة وهم يسقون فحلبوا لي من ألبانها فجعلته في سقائي هذا فأدخل عمر رضى الله تعالى عنه أصبعه في فيه واستقاءه

[ 12944 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حبان الأصبهاني نا محمد بن سليمان نا عيسى بن إبراهيم الغافقي نا بن وهب عن عمرو بن الحارث أن بكير بن الأشج حدثه عن سليمان بن يسار أن بن أبي ربيعة قدم بصدقات سعى عليها فلما قدم الحرة خرج عليه عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقرب إليه تمرا ولبنا وزبدا فأكلوا وأبى عمر رضى الله تعالى عنه أن يأكل فقال بن أبي ربيعة والله أصلحك الله إنا نشرب ألبانها ونصيب منها فقال يا بن أبي ربيعة إني لست كهيئتك إنك والله تتبع أذنابها

باب العامل على الصدقة يأخذ منها بقدر عمله وإن كان موسرا

[ 12945 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة لغاز في سبيل الله أو لعامل عليه أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله أو رجل له جار مسكين فتصدق على المسكين فأهدى المسكين للغني أرسله مالك وابن عيينة وأسنده عمر عن زيد بن أسلم

[ 12946 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة رجل عامل عليها أو رجل اشتراها بماله أو رجل مسكين تصدق عليه بها فأهداها لغني أو غارم أو غاز في سبيل الله عز وجل ورواه الثوري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة لرجل عامل عليها أو رجل اشتراها بماله أو مسكين تصدق عليها بها فأهداها لغني أو غارم أو غاز في سبيل الله عز وجل ورواه الثوري عن زيد فقال حدثني الليث عن النبي صلى الله عليه وسلم وتارة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورواه أبو الأزهر السليطي عن عبد الرزاق عن معمر والثوري عن زيد بن أسلم كما رواه معمر وحده

[ 12947 ] أخبرنا أبو الحسن العلوي أنبأ أبو حامد بن الشرقي ثنا أبو الأزهر ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر والثوري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره بمعناه

[ 12948 ] أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الأيادي أنبأ أحمد بن يوسف بن خلاد ثنا الحارث بن محمد ثنا أبو النضر ثنا الليث حدثني بكير عن بسر بن سعيد عن بن الساعدي المالكي ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان وأحمد بن سلمة قالا ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن بكير عن بسر بن سعيد عن بن الساعدي المالكي أنه قال استعملني عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه على الصدقة فلما فرغت منها وأديتها إليه أمر لي بعمالة فقلت إنما عملت لله ورسوله وأجري على الله فقال خذ ما أعطيت فإني قد عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني فقلت مثل قولك فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد

[ 12949 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن زكريا ثنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا جدي ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم أنبأ خضر بن عجلان عن عطاء بن زهير عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال قلت للعاملين عليها يعني حقا قال نعم على قدر عمالتهم

[ 12950 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا بن نمير عن عبد الله بن عمر عن نافع قال كلم في عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما رجلا استعمل على الصدقة فأعفاني من الخروج معه وأعطاني رزقي وأنا مقيم

باب لا يكتم منها شيء

[ 12951 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو طاهر المحمد آباذي ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عدي بن عميرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس من عمل منكم لنا على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه فهو غل يأتي به يوم القيامة فقام رجل أسود كأني أنظر إليه من الأنصار فقال تحمل عني عمل قال وما ذاك قال سمعتك تقول الذي قلت قال وأنا أقوله الآن من استعملناه على عمل فليأتنا بقليله وكثيره فما أعطى منه أخذ وما نهى عنه انتهى

[ 12952 ] وأخبرناه أبو طاهر أنبأ حاجب بن أحمد أنبأ عبد الرحيم بن منيب ثنا الفضل بن موسى ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن عدي بن عميرة الكندي رضى الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره مثله إلا أنه قال فقام رجل من الأنصار أسود كأني أراه فقال دونك عملك يا رسول الله وقال في آخره فما أوتي منه أخذ وما نهى عنه انتهى رواه مسلم في الصحيح عن بن راهويه عن الفضل وأخرجه من أوجه أخر عن إسماعيل

[ 12953 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني عروة عن أبي حميد الأنصاري ثم الساعدي أنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عاملا على الصدقة فجاء العامل حين قدم من عمله فقال يا رسول الله هذا الذي لكم وهذا الذي أهدي لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا قعدت في بيت أبيك وأمك فنظرت إن كان يهدى لك أم لا ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية على المنبر بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول هذا من عملكم وهذا الذي أهدي لي فهلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدى له أم لا والذي نفس محمد بيده لا يقبل أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه إن كان بعيرا جاء به وله رغاء وإن كانت بقرة جاء بها ولها خوار وإن كانت شاة جاء بها تيعر فقد بلغت قال أبو حميد ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده حتى إنا لننظر إلى عفرة إبطيه قال أبو حميد وقد سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت فاسألوه رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

[ 12954 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن الحسين القاضي بمرو ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأ محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل صاحب مكس الجنة قال يزيد بن هارون يعني العشار أخرجه أبو داود في السنن من وجه آخر عن محمد بن إسحاق والمكس هو النقصان فإذا كان العامل في الصدقات ينتقص من حقوق المساكين ولا يعطيهم إياها بالتمام فهو حينئذ صاحب مكس يخاف عليه الإثم والعقوبة والله أعلم

باب فضل العامل على الصدقة بالحق

[ 12955 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العامل على الصدقة بالحق كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته أخرجه أبو داود من وجه آخر عن بن إسحاق

باب من يعطى من المؤلفة قلوبهم من سهم المصالح خمس الفيء والغنيمة ما يتألف به وإن كان مسلما

[ 12956 ] حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي رحمه الله إملاء ثنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آباذي ثنا علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار سمع عمرو بن شعيب يخبر عن أبيه عن جده رضى الله تعالى عنه قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين فكان همه الناس يسألونه فأحاطت به الناقة فخطفت شجرة رداءه فقال ردوا علي ردائي أتخشون علي البخل لو أفاء الله علي نعما مثل تمر تهامة لقسمتها بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ثم أخذ وبرة من ذروة سنام بعيره فقال مالي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه إلا الخمس وهو مردود عليكم ردوا الخيط والمخيط فإن الغلول عار وشنار

[ 12957 ] وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ثنا سعيد بن منصور والحميدي قالا ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار عن النبي صلى الله عليه وسلم وابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده يزيد أحدهما على صاحبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما يحل لي مما أفاء الله جل وعز عليكم مثل هذه إلا الخمس وهو مردود عليكم

[ 12958 ] أخبرنا عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لي من هذا الفيء إلا الخمس والخمس مردود فيكم قال الشافعي رحمه الله يعني بالخمس حقه من الخمس وقوله مردود فيكم يعني في مصلحتكم

[ 12959 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي بن عيسى بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان ح قال وأنبأ بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ بشر بن موسى أنبأ الحميدي ثنا سفيان ح قال وأنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن النضر الجارودي ومحمد بن إسماعيل الإسماعيلي قالا ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا سفيان بن عيينة وهذا لفظ حديث الحميدي ثنا سفيان بن عيينة عن عمر بن سعيد بن مسروق عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج رضى الله تعالى عنه قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائة مائة من الإبل وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك ثم قال سفيان فقال عمر أو غيره في هذا الحديث فقال عباس بن مرداس
أتجعل نهبي ونهب العبيد
بين عيينة والأقرع
فما كان بدر ولا حابس
يفوقان مرداس في المجمع
وما كنت دون امرئ منهما
ومن يخفض اليوم لا يرفع قال فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر وأحمد بن عبدة

[ 12960 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا إبراهيم بن جبلة ثنا الحسن الحلواني ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح بن كيسان قال قال بن شهاب حدثني أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه قال لما أفاء الله على رسوله ما أفاء من أموال هوازن يوم حنين طفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا من قومه المائة من الإبل فقال رجل من الأنصار يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال أنس رضى الله تعالى عنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من آدم ولم يدع معهم أحدا فلما اجتمعوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حديث بلغني عنكم فقال فقهاء الأنصار أما ذوو الرأي منا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا وأما أناس حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسوله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعطي رجلا حديث عهد بكفر فأتألفهم أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا بلى يا رسول الله فقال لهم إنكم ستنقلبون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني على الحوض قال أنس بن مالك فلم نصبر رواه مسلم في الصحيح عن الحسن بن علي الحلواني

[ 12961 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو النعمان ثنا جرير بن حازم عن الحسن عن عمرو بن تغلب قال أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم مال فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغه أنهم عتبوا لما في قلوبهم من الجزع والهلع وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان

[ 12962 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ومحمد بن النضر الجارودي وأحمد بن سلمة قالوا ثنا هناد بن السري ثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي رضى الله تعالى عنه وهو باليمن بذهيبة بتربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر الأقرع بن حابس الحنظلي وعيينة بن حصن الفزاري وعلقمة بن علاثة العامري أحد بني كلاب وزيد الخيل الطائي ثم أحد بنى نبهان فغضبت صناديد قريش فقالت يعطى صناديد نجد ويدعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني إنما فعلت ذلك لأتألفهم فجاء رجل كث اللحيه مشرف الوجنتين غائر العينين ناتئ الجبين محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يطع الله ان عصيته يأمنني علي أهل الأرض ولا تأمنوني ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من ضئضيء هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميه لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد رواه مسلم في الصحيح عن هناد بن السري وأخرجه البخاري من وجه آخر عن سعيد بن مسروق

باب من يعطي من المؤلفة قلوبهم من سهم المصالح رجاء أن يسلم قد مضي في حديث رافع بن خديج رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى صفوان بن أمية مائة من الإبل قال الشافعي رحمه الله وذلك قبل أن يسلم ولكنه قد أعار رسول الله صلى الله عليه وسلم أداة سلاحا وقال فيه عند الهزيمة أحسن مما قال بعض من أسلم من أهل مكة عام الفتح

[ 12963 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن أناس من آل عبد الله بن صفوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا صفوان هل عندك سلاح قال عارية أم غصبا قال بل عارية قال فأعاره ما بين الثلاثين إلى الأربعين درعا وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فلما هزم المشركون جمعت دروع صفوان ففقد منها أدراعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصفوان إنا قد فقدنا من أدراعك أدراعا فهل نغرم لك قال لا يا رسول الله لأن في قلبي اليوم ما لم يكن يومئذ

[ 12964 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر البغدادي ثنا محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير ح وأنبأ أبو الحسين بن الفضل ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن غياث العبدي ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة أظنه عن الزهري قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صفوان بن أمية في أداة ذكرت له عنده فسأله إياها فقال صفوان أين الأمان أتأخذها غصبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئت أن تمسك أداتك فامسكها وإن أعرتنيها فهي ضامنة علي حتى نؤدي إليك فقال صفوان ليس بهذا بأس وقد أعرتكها فأعطاه يومئذ زعموا مائة درع وأداتها وكان صفوان كثير السلاح فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اكفنا حملها فحملها صفوان ثم ذكر القصة في حرب حنين قال فيها ومر رجل من قريش على صفوان بن أمية فقال أبشر بهزيمة محمد وأصحابه فقال له صفوان أبشرتني بظهور الأعراب فوالله لرب من قريش أحب إلي من رب من الأعراب وبعث صفوان بن أمية غلاما له فقال أسمع لمن الشعار فجاءه الغلام فقال سمعتهم يقولون يا بني عبد الرحمن يا بني عبد الله يا بني عبيد الله فقال ظهر محمد وكان ذلك شعارهم في الحرب لفظ حديث موسى بن عقبة وحديث عروة بمعناه

[ 12965 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا عبد الله بن إبراهيم الأكفاني ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا عبد الله بن وهب عن يونس عن بن شهاب قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح فتح مكة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة في رمضان فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صفوان بن أمية مائة من النعم ثم مائة ثم مائة قال بن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان بن أمية قال والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه أبغض الناس إلي فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي رواه مسلم في الصحيح عن حرملة عن بن وهب

[ 12966 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو العباس عبد الله بن يعقوب الكرماني عن محمد بن أبي يعقوب ثنا خالد بن الحارث ثنا حميد ح وأنبا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ القاضي أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا حميد الطويل عن موسى بن أنس قال ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه إياه فجاء رجل فسأله فأمر له بغنم بين جبلين فرجع إلى قومه فقال يا قوم أسلموا فإن محمدا أعطى عطية لا يخشى الفاقة رواه مسلم في الصحيح عن عاصم بن النضر عن خالد بن الحارث

[ 12967 ] وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر ثنا الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة ح قال وأخبرني أبو عمرو واللفظ له أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين فأعطاه إياه فأتى قومه فقال أي قوم أسلموا فوالله إن محمدا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر فقال أنس إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة

باب من يعطى من المؤلفة قلوبهم من سهم الصدقات فيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس قال ثنا الربيع قال قال الشافعي رحمه الله وللمؤلفة قلوبهم في قسم الصدقات سهم والذي أحفظ فيه من متقدم الخبر أن عيد بن حاتم جاء إلى أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه أحسبه قال بثلاثمائة من الإبل من صدقات قومه فأعطاه أبو بكر رضى الله تعالى عنه منها ثلاثين بعيرا وأمره أن يلحق بخالد بن الوليد بمن أطاعه من قومه فجاء بزهاء ألف رجل وأبلى بلاء حسنا وليس في الخبر من أين أعطاه إياها غير أن الذي يكاد أن يعرف القلب بالاستدلال بالأخبار والله أعلم أنه أعطاه إياها من سهم المؤلفة قلوبهم فإما زاده ليرغبه فيما صنع وإما أعطاه ليتألف به غيره من قومه ممن لا يثق به بمثل ما يثق به من عدي بن حاتم فأرى أن يعطى من سهم المؤلفة قلوبهم في مثل هذا المعنى إن نزلت نازلة بالمسلمين ولن تنزل إن شاء الله

باب سقوط سهم المؤلفة قلوبهم وترك إعطائهم عند ظهور الإسلام والاستغناء عن التألف عليه

[ 12968 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان ثنا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا المحاربي عن حجاج بن دينار الواسطي عن بن سيرين عن عبيدة قال جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه فقالا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة فإن رأيت أن تقطعناها لعلنا نزرعها ونحرثها فذكر الحديث في الإقطاع وإشهاد عمر رضى الله تعالى عنه ومحوه إياه قال فقال عمر رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل وإن الله قد أعز الإسلام فاذهبا فاجهدا جهدكما لا أرعى الله عليكما إن رعيتما ويذكر عن الشعبي أنه قال لم يبق من المؤلفة قلوبهم أحد إنما كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استخلف أبو بكر رضى الله تعالى عنه انقطعت الرشا وعن الحسن قال أما المؤلفة قلوبهم فليس اليوم

[ 12969 ] وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي الهروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن مهاجر أبي الحسن قال أتيت أبا وائل وأبا بردة بالزكاة وهما على بيت المال فأخذاها ثم جئت مرة أخرى فوجدت أبا وائل وحده فقال ردها فضعها مواضعها قلت فما أصنع بنصيب المؤلفة قلوبهم قال رده على آخرين

باب سهم الرقاب قال الله تعالى وفي الرقاب قال الشافعي يعني المكاتبين والله أعلم قال الشيخ وهكذا قاله الزهري فمن بعده من فقهاء الأمصار

[ 12970 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن أبا مؤمل أول مكاتب كوتب في الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعينوا أبا مؤمل فأعين ما أعطى كتابته وفضلت فضلة فاستفتى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يجعلها في سبيل الله

[ 12971 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان عن حبان بن موسى عن بن المبارك عن سعيد عن عبد الله الداناج أن فلانا الحنفي حدثه قال شهدت يوم جمعة فقام مكاتب إلى أبي موسى رضى الله تعالى عنه فكان أول سائل رأيته فقال إني إنسان مثقل مكاتب فحث الناس عليه فقذفت اليه الثياب والدراهم حتى قال حسبي فانطلق إلى أهله فوجدهم قد أعطوه مكاتبته وفضل ثلاثمائة درهم فأتى أبا موسى فسأله فأمره أن يجعلها في نحوه من الناس وروينا عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قصة شبيهة بهذه القصة قال فأتى عليا رضى الله تعالى عنه فسأله عن الفضلة فقال اجعلها في المكاتبين وهي مخرجة في كتاب المكاتب

باب سهم الغارمين

[ 12972 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر المخرمي ح وأنبأ أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان ثنا سفيان بن عيينة ثنا هارون بن رئاب عن كنانة بن نعيم عن قبيصة بن المخارق قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله في حمالة فقال إن المسألة حرمت إلا في ثلاث رجل تحمل حمالة حلت له المسألة حتى يؤديها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله حلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش ثم يمسك ورجل أصابته حاجة أو فاقة حتى يتكلم ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد حلت له المسألة فما سوى ذلك من المسائل فهو سحت

[ 12973 ] أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ثنا أحمد بن سليمان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عارم بن الفضل ثنا حماد بن يزد ح وأنبأ محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى أنبأ حماد بن زيد ح قال وأخبرني أبو الفضل بن إبراهيم واللفظ له ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن عبدة الضبي قالا ثنا حماد بن زيد ثنا هارون بن رئاب ثنا كنانة بن نعيم العدوي عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال تحملت حمالة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال أقم يا قبيصة حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه إن قد أصابت فلانا فاقة فحلت له الصدقة حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش فما سوى ذلك من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد

[ 12974 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه قال قرئ على محمد بن مسلمة الواسطي وأنا أسمع ثنا يزيد بن هارون أنبأ بهز بن حكيم بن معاوية القشيري ح وأنبا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سلمان أنبأ أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ثنا أبو معمر المنقري ثنا عبد الوارث ثنا بهز بن حكيم بن معاوية ثنا أبي عن جدي قال قلت يا رسول الله إنا قوم نسأل أموالنا فقال ليسأل أحدكم في الحاجة أو لفتق ليصلح بين قومه فإذا بلغ أو كرب استعف قال أبو عبيد الفتق الحرب يكون بين الفريقين فتقع بينهما الدماء والجراحات فيتحملها رجل ليصلح بذلك فيسأل فيها حتى يؤديها إليهم وقوله استغنى أو كرب يقول دنا من ذلك وقرب منه وقوله سدادا من عيش هو بكسر السين وكل شيء سددت به خللا فهو سداد

[ 12975 ] حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي بن إبراهيم إملاء أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحيري ثنا إسحاق بن عباد الصنعاني ثنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة لعامل عليها أو رجل اشتراها بماله أو غارم أو غاز في سبيل الله أو مسكين تصدق عليه منها فأهدى منها لغني

[ 12976 ] أخبرنا عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا المقري أبو عبد الرحمن ثنا سعيد نا عقيل ويونس عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حمل من أمتي دينا وجهد في قضائه فمات قبل أن يقضيه فأنا وليه

باب سهم سبيل الله

[ 12977 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا إبراهيم بن موسى ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة لغاز في سبيل الله أو لعامل عليها أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله أو لرجل كان له جار مسكين فتصدق على المسكين فأهدى المسكين للغني

[ 12978 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المقري ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن الحكم بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان الثوري عن عمران البارقي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة لغني إلا في سبيل الله أو بن السبيل أو جار فقير فيهدي لك

[ 12979 ] وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شيبان عن فراس المكتب عن عطية العوفي عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تحل الصدقة للغني إذا كان في سبيل الله

[ 12980 ] أخبرنا أحمد بن علي الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة حدثني إسحاق بن سليمان عن أبيه قال حدثني عمرو بن أبي قرة قال جاءنا كتاب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أن أناسا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا في سبيل الله ثم يخالفون ولا يجاهدون فمن فعل ذلك منهم فنحن أحق بماله حتى نأخذ منه ما أخذ قال أبو إسحاق فقمت إلى أسيد بن عمرو فقلت ألا ترى إلى ما حدثني به عمرو بن أبي قرة وحدثته به فقال صدق جاءنا به كتاب عمر رضى الله تعالى عنه

باب سهم بن السبيل

[ 12981 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن علي الوراق ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ بن أبي يعلى عن عطية عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة لغني إلا في سبيل الله وابن السبيل أو يكون لك جار مسكين فتصدق عليه فيهدي لك وهذا إن صح فإنما أراد والله أعلم بن سبيل غني في بلده محتاج في سفره وحديث عطاء بن يسار عن أبي سعيد أصح طريقا وليس فيه ذكر بن السبيل والله أعلم

باب لا وقت فيما يعطى الفقراء والمساكين إلى ما يخرجون به من الفقر والمسكنة روينا عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه أنه قال إن الله فرض على الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم وعن عمر رضى الله تعالى عنه أنه قال إذا أعطيتم فأغنوا

[ 12982 ] أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ببغداد ثنا أحمد بن سلمان ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد ح وأنبأ أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن هارون بن رئاب عن هارون الأسدي عن كنانة بن نعيم العدوي عن قبيصة بن المخارق الهلالي قال تحملت حمالة فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقال أقم يا قبيصة حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ثم قال يا قبيصة أن المسألة لا تحل إلا لإحدى ثلاث رجل تحمل حمالة فسأل فيها حتى يصيبها بها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فسأل حتى يصيب سدادا ثم يمسك ورجل أصابته حاجة شديدة فقام ثلاثة من ذوي الحجي من قومه فقالوا أصابت فلانا فاقة أو حاجة شديدة فسأل حتى يصيب سدادا من عيش أو قواما من عيش ثم يمسك وما سواهن من المسائل سحت يأكلها صاحبها سحتا قالها مرتين أو ثلاثا أخرجه مسلم من حديث حماد بن زيد كما مضى

[ 12983 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن مصعب بن محمد عن يعلى مولى لفاطمة ح وأنبأ أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان ثنا مصعب بن محمد بن شرحبيل حدثني يعلى بن أبي يحيى عن فاطمة بنت حسين بن علي رضى الله تعالى عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسائل حق وإن جاء على فرس وفي رواية الفريابي وإن جاء على فرسه

[ 12984 ] وأخبرنا أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن رافع ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير عن شيخ رأيت سفيان عنده عن فاطمة بنت حسين عن أبيها عن علي رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

[ 12985 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو شهاب عن أبي عبد الله الثقفي عن أبي جعفر عن محمد بن علي أنه سمع علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال إن الله فرض على الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم فإن جاعوا وعروا جهدوا في منع الأغنياء فحق على الله أن يحاسبهم يوم القيامة ويعذبهم عليه محمد بن علي هذا هو بن الحنفية وأبو جعفر هو محمد به علي بن الحسين وكذلك رواه موسى بن إسماعيل عن أبي شهاب ورواه علي بن مسلم عن أبي شهاب عن أبيض بن أبان عن محمد بن علي يعني أبا جعفر فأما الحديث الذي

[ 12986 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن عفان العامري ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان بن سعيد عن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل وله ما يغنيه جاء يوم القيامة خموش أو خدوش أو كدوح في وجهه فقيل يا رسول الله وما الغنى قال خمسون درهما أو قيمتها من الذهب قال يحيى بن آدم فقال عبد الله بن عثمان لسفيان حفظي أن شعبة كان لا يروي عن حكيم بن جبير فقال سفيان فقد حدثنا زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد

[ 12987 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان فذكر معنى هذه الحكاية بل إنما عن يحيى بن آدم عن سفيان ثم قال يعقوب هي حكاية بعيدة ولو كان حديث حكيم بن جبير عن زبيد ما خفي على أهل العلم

[ 12988 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد قال نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد فقال لي أهلي اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت عنده رجلا يسأله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أجد ما أعطيك فتولى الرجل عنه وهو مغضب وهو يقول لعمري إنك تعطي من شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب على أني لا أجد ما أعطيه من سأل منكم وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا قال الأسدي فقلت اللقحة لك خير من أوقية والأوقية أربعون درهما قال فرجعت ولم أسأله فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك شعير وزبيب فقسم لنا منه حتى أغنانا الله قال أبو داود هكذا رواه الثوري كما قال مالك

[ 12989 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد بن شريك ثنا أبو الجماهر ثنا بن أبي الرجال يعني عبد الرحمن عن عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري يقول قال أبو سعيد الخدري استشهد أبي يوم أحد مالك بن سنان وتركنا بغير مال قال واصابتنا حاجة شديدة فقالت لي أمي يا بني ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله لنا شيئا فجئته فسلمت عليه وجلست وهو في أصحابه جالس فقال حين استقبلني إنه من يستغن أغناه الله ومن يستعفف أعفه الله ومن استكف كفه قال قلت ما يريد غيري فانصرفت ولم أكلمه في شيء فقالت لي أمي ما فعلت فأخبرتها الخبر قال فصبرنا والله يرزقنا شيئا فتبلغنا به حتى ألحت علينا حاجة هي أشد منها فقالت لي أمي ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله لنا شيئا قال فجئته وهو جالس في أصحابه فسلمت وجلست فاستقبلني وقال بالقول الأول وزاد فيه ومن سأل وله أوقية فهو ملحف قلت في نفسي لنا الياقوتة وهي خير من أوقية قال والأوقية أربعون درهما قال فرجعت ولم أسأله قال أنبأ أبو عبيد الياقوتة ناقة

[ 12990 ] وحدثنا أبو سعيد الزاهد أنبأ أبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدون الذهلي ثنا أبو عمر وأحمد بن نصر ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف

[ 12991 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثني علي بن عبد الله بن جعفر المديني ثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني ربيعة بن يزيد وحدثني أبو كبشة السلولي أنه سمع بن الحنظلية الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ح وأنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان واللفظ له ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو شعيب الحراني ثنا النفيلي ثنا مسكين بن بكير ثنا محمد بن مهاجر عن ربيعة بن يزيد عن أبي كبشة السلولي ثنا سهل بن الحنظلية قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس فسألاه فأمر لهما بما سألا وأمر معاوية أن يكتب لهما بما سألا قال فأما الأقرع فلف كتابه في عمامته وانطلق وأما عيينة فأخذ كتابه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ترى إني حامل إلى قومي كتابا لا أدري ما فيه كصحيفة الملتمس قال فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فنظر فيه فقال قد كتب لك بالذي أمرت لك به فذكر الحديث ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل مسألة وهو منها غني فإنما يستكثر من النار قالوا يا رسول الله وما الغني الذي لا ينبغي معه المسألة قال أن يكون له شبع يوم وليلة أو ليلة ويوم وليس شيء من هذه الأحاديث بمختلف فكأن النبي صلى الله عليه وسلم علم ما يغني كل واحد منهم فجعل غناه به وذلك لأن الناس يختلفون في قدر كفاياتهم فمنهم من يغنيه خمسون درهما لا يغنيه أقل منها ومنهم من له كسب يدر عليه كل يوم ما يغديه ويعشيه ولا عيال له فهو مستغن به

[ 12992 ] وذلك بين فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ الأخضر بن عجلان حدثني أبو بكر الحنفي عن أنس بن مالك قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الفاقة ثم رجع فقال له انطلق حتى تجد من شيء قال فانطلق فجاء بحلس وقدح فقال يا رسول الله هذا الحلس كانوا يفترشون بعضه ويلبسون بعضه وهذا القدح كانوا يشربون فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأخذهما مني بدرهم فقال رجل أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد على درهم فقال رجل أنا آخذهما باثنين فقال هما لك قال فدعا الرجل فقال له اشتر بدرهم فأسا وبدرهم طعاما لأهلك قال ففعل ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انطلق إلى هذا الوادي فلا تدع حاجا ولا شوكا ولا حطبا ولا تأتيني خمسة عشر يوما قال فانطلق فأصاب عشرة قال فانطلق فاشتر بخمسة طعاما لأهلك فقال يا رسول الله لقد بارك الله لي فيما أمرتني فقال هذا خير من أن تجيء يوم القيامة وفي وجهك نكتة المسألة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي دم موجع أو غرم مفظع أو فقر مفقع قال الشيخ فإن لم تقع له الكفالة إلا بمائتين أبو بألوف أعطي قدر أقل الكفاية بدليل ما روينا في حديث قبيصة بن المخارق عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى تصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش وبالله التوفيق

باب الرجل يقسم صدقته على قرابته وجيرانه إذا كانوا من أهل السهمان لما جاء في صلة الرحم وحق الجار

[ 12993 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سعيد بن أبي مريم ح وأخبرنا أبو محمد بن يوسف ثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق القرشي بهراة ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم أنبأ سليمان بن بلال أخبرني معاوية بن أبي المزرد عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرحم شجنة من الله من وصلها وصله ومن قطعها قطعه الله لفظ حديث الصغاني وفي رواية الدارمي الرحم شجنة من الرحمن رواه البخاري في الصحيح عن بن أبي مريم ورواه حاتم بن إسماعيل عن معاوية فقال في الحديث الرحم شجنة من الرحمن ورواه وكيع عن معاوية فقال في الحديث الرحم معلقة بالعرش ومن ذلك الوجه أخرجه مسلم في الصحيح وروي في حديث أبي هريرة رضى الله تعالى عنه الرحم شجنة من الرحمن

[ 12994 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان بن الحسن ببغداد ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته

[ 12995 ] وحدثنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة أنبأ الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه عاد أبا الرداد فقال خيرهم وأوصلهم أبو محمد ما علمت فقال عبد الرحمن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل أنا الله وأنا الرحمن خلق الرحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته

[ 12996 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس القاسم بن القاسم ثنا أبو الموجه ثنا عبدان أنبأ عبد الله بن المبارك أنبأ معاوية بن أبي مزرد قال سمعت عمي سعيد بن يسار أبا الحباب يحدث عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واقرؤوا إن شئتم { فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم } رواه البخاري في الصحيح عن بشر بن محمد عن عبد الله بن المبارك

[ 12997 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية بن عيينة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة قاطع رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر وغيره عن بن عيينة وعن محمد بن رافع وعبد عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الزهري

[ 12998 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي بن ميمون الرقي ثنا محمد بن كثير العبدي ثنا سفيان الثوري عن الأعمش والحسن بن عمرو وفطر بن خليفة عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال سفيان لم يرفعه الأعمش ورفعه الحسن وفطر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير

[ 12999 ] أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا علي بن حمشاذ ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون ثنا أبو نعيم ثنا فطر عن مجاهد قال سمعت عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرحم معلقة بالعرش وليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها

[ 13000 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وأحمد بن إبراهيم بن ملحان قالا ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب قال أخبرني أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن يبسط له في رزقه وينسىء له في أثره فليصل رحمه رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الليث

[ 13001 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر ثنا بن عون عن حفصة بنت سيرين عن أم الرائح بنت ضليع عن سلمان بن عامر الضبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن صدقتك على المسكين صدقة وإنها على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة كذا قال أبو العباس ضليع وإنما هو صليع بالصاد

[ 13002 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري ح قال وحدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كثلوم بنت عقبة قال سفيان وكانت قد صلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح

[ 13003 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا الحسن بن مكرم ثنا يزيد بن هارون أنبأ يحيى بن سعيد أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أخبره عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت عائشة رضى الله تعالى عنها تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال جبرائيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه أخر عن يحيى بن سعيد الأنصاري

[ 13004 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى أنا عبيد الله بن عمر القواريري ح وأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنا أبو عبد الله الصفار أحمد بن محمد البرتي نا محمد بن المنهال قالا ثنا يزيد بن زريع عن عمر بن محمد عن أبيه عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أو حسبت أنه سيورثه لفظ حديث القواريري وفي رواية بن المنال ثنا عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ولم يقل أو حسبت رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن عمر القواريري ورواه البخاري عن محمد بن المنهال

[ 13005 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة أخبرني أبو عمران الجوني قال سمعت طلحة أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت يا رسول الله إن لي جارين فبأيهما أبدأ قال بأقربهما منك بابا

[ 13006 ] وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن طلحة عن رجل من قريش عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي قال إلى أقربهما منك بابا رواه البخاري في الصحيح عن حجاج بن منهال عن شعبة واختلفوا فيه على شعبة فمنهم من جوده ومنهم من أرسله

[ 13007 ] وقد أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت قلت يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي قال إلى أقربهما منك بابا

باب لا يعطيها من تلزمه نفقته من ولده ووالديه من سهم الفقراء والمساكين

[ 13008 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عفان ثنا السكن بن أبي السكن ثنا عبد الله بن المختار قال قال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه ليس لولد ولا لوالد في صدقة مفروضة ومن كان له ولد أو والد فلم يصله فهو عاق وروينا عن بن عباس أنه قال لا تجعلها لمن تعول

باب المرأة تصرف من زكاتها في زوجها إذا كان محتاجا

[ 13009 ] أخبرنا أبو حازم العبدوي الحافظ ثنا أبو أحمد بن محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ أنبأ أبو الجهم أحمد بن الحسين القرشي بدمشق ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا حفص بن غياث ثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عمرو بن الحارث عن زينب امرأة بن مسعود أنها قالت يا رسول الله أيجزىء عنا أن نجعل الصدقة في زوج فقير وبني أخ أيتام في حجورنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لك أجر الصدقة وأجر الصلة رواه البخاري في الصحيح عن عمر بن حفص ورواه مسلم عن أحمد بن يوسف عن عمر بن حفص في حديث طويل

باب آل محمد صلى الله عليه وسلم لا يعطون من الصدقات المفروضات

[ 13010 ] أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول أخذ الحسن بن علي رضى الله تعالى عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كخ كخ ليطرحها ثم قال أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من أوجه عن شعبة وفي رواية وكيع عن شعبة أنا لا تحل لنا الصدقة

[ 13011 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه المزكى قراءة قالا أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان ثنا قطن بن إبراهيم القشيري ثنا حفص بن عبد الله ثنا إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالتمر عند صرام الناس الصدقة فيجيء هذا من تمره وهذا من تمره حتى يصير عنده كوم من تمر قال فجعل الحسن بن علي رضى الله تعالى عنهما يلعب بذلك التمر فأخذ تمرة فجعلها في فيه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجها من فيه وقال أما علمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة أخرجه البخاري في الصحيح عن عمر بن محمد بن الحسن عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان

[ 13012 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا حسين بن حسن بن مهاجر ثنا هارون بن سعيد الأيلي ثنا بن وهب حدثني عمرو بن الحارث أن أبا يونس حدثه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي ثم أرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن سعيد الأيلي

[ 13013 ] أخبرنا أبو زكريا يحيى بن أبي إسحاق ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن النضر وأحمد بن سلمة عن محمد بن بشار ح وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد تمرة فقال لولا أني أخاف أن تكون تمرة صدقة لأكلتها رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن بشار

[ 13014 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن منصور عن طلحة بن مصرف عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى التمرة فلولا أنه كان يرى أن تكون من الصدقة لأكلها أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث الثوري

[ 13015 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقري ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ويحيى بن حبيب بن عربي قالا ثنا حماد بن زيد عن أبي جهضم موسى بن سالم حدثني عبد الله بن عبيد الله بن العباس قال كنا جلوسا عند بن عباس رضى الله تعالى عنهما في فتية من بني هاشم فقال والله ما اختصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس إلا ثلاث أمرنا أن نسبغ الوضوء وأمرنا أن لا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر على الخيل

[ 13016 ] وأما الحديث الذي أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد المحاربي ثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن كريب مولى بن عباس عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل أعطاه إياها من الصدقة ح قال وحدثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء قالا ثنا هو بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن سالم عن كريب مولى بن عباس عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما نحوه زاد أي ببدلها فهذا لا يحتمل إلا معنيين أحدهما أن يكون قبل تحريم الصدقة على بني هاشم ثم صار منسوخا بما مضى والآخر أن يكون استسلف من العباس للمساكين إبلا ثم ردها عليه من إبل الصدقة فقد روينا في كتاب الزكاة ما دل على ذلك والله أعلم

باب بيان آل محمد صلى الله عليه وسلم الذين تحرم عليهم الصدقة المفروضة

[ 13017 ] أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ أبو حيان وهو يحيى بن سعيد عن يزيد بن حيان قال سمعت زيد بن أرقم رضى الله تعالى عنه يقول قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه وإني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به فحث عليه ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي قال بلى إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء تحرم عليهم الصدقة قال نعم أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي حيان وهكذا بنو أعمامهم من بني هاشم بدليل ما نذكره في حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث عن أبيه وهكذا بنو المطلب بن عبد مناف بدليل ما روينا في الحديث الثابت عن جبير بن مطعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد وأعطاهم من سهم ذي القربى

باب لا يأخذون من سهم العاملين بالعمالة شيئا

[ 13018 ] بما أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ومحمد بن إبراهيم البوشنجي ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ أبو المثنى قالوا ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ثنا جويرية بن أسماء عن مالك عن بن شهاب أن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب حدثه أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث حدثه قال اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب فقالا لو بعثنا بهذين الغلامين قال لي وللفضل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلماه فأمرهما على هذه الصدقات فأديا ما يؤدي الناس وأصابا ما يصيب الناس فبينما هما في ذلك إذ دخل علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه فوقف عليهما فذكرا له فقال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه لا تفعلا فوالله ما هو بفاعل فانتحاه ربيعة بن الحارث فقال والله ما تصنع هذا إلا نفاسة منك علينا فوالله لقد نلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نفسناه قال أنا أبو حسن القرم أرسلوهما فانطلقا فاضطجع فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم سبقناه إلى الحجرة فقمنا عندها حتى جاء فأخذ بآذاننا ثم قال أخرجا ما تصرران ثم دخل فدخلنا عليها وهو يومئذ عند زينب بنت جحش فتواكلنا الكلام ثم تكلم أحدنا فقال يا رسول الله أنت أمن الناس وأوصل الناس وقد بلغنا النكاح فجئناك لتؤمرنا على بعض هذه الصدقات فنؤدي إليك ما يؤدي الناس ونصيب كما يصيب الناس فسكت طويلات فأردنا أن نكلمه وجعلت زينب رضى الله تعالى عنها تلمع إلينا من وراء الحجاب أن لا تكلماه ثم قال إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس ادعو لي محمية وكان على الخمس ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب فقال لمحمية أنكح هذا الغلام ابنتك للفضل بن العباس فأنكحه وقال لنوفل بن الحارث أنكح هذا الغلام ابنتك لي فأنكحني وقال لمحمية أصدق عنهما من الخمس كذا وكذا قال الزهري ولم يسمه لي رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن محمد بن أسماء

[ 13019 ] وأخرجه من حديث يونس عن بن شهاب فقال في الحديث فقال لنا إن هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس ولا تحل لمحمد ولا لآل محمد

[ 13020 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن إسحاق ثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا بن وهب أخبرني يونس فذكره بمعناه

باب موالي بني هاشم وبني المطلب

[ 13021 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن الحكم عن بن أبي رافع عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع اصحبني كيما تصيب منها قال لا حتى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال إن الصدقة لا تحل لنا وإن مولى القوم من أنفسهم

[ 13022 ] وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر أنبأ الفضل بن الحباب الجمحي ثنا بن كثير والحوضي وأبو الوليد وعمرو بن مرزوق قالوا أنبأ شعبة فذكره بنحوه

[ 13023 ] أخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو قلابة ثنا حسين بن حفص ثنا سفيان الثوري ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان بن سعيد عن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال استعمل أرقم الزهري على الصدقات فاستتبع أبا رافع فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال يا أبا رافع إن الصدقة حرام على آل محمد وإن مولى القوم من أنفسهم رواية شعبة عن الحكم أولى من رواية بن أبي ليلى وابن أبي ليلى هذا كان سيء الحفظ كثير الوهم

[ 13024 ] أخبرنا أبو منصور الظفر بن محمد العلوي أنبأ أبو جعفر بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أم كلثوم بنت علي رضى الله تعالى عنهما قال أتيتها بشيء من الصدقة فقالت احذر شبابنا وموالينا فإن ميمون أو مهران مولى النبي صلى الله عليه وسلم أخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة وإن موالينا من أنفسنا فلا تأكلوا الصدقة

[ 13025 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن عطاء بن السائب قال أوصى إلي رجل بوصية من الزكاة أو من الصدقة فأتيت أم كلثوم بنت علي رضى الله تعالى عنهما فقالت احذر على شبابنا أن يأخذوا منها ثم ذكر الحديث بمعناه

باب لا تحرم على آل محمد صلى الله عليه وسلم صدقة التطوع روي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال إنما حرمت علينا الصدقة المفروضة قال الشافعي رضى الله تعالى عنه وتصدق علي وفاطمة رضى الله تعالى عنهما على بني هاشم وبني المطلب بأموالهما وذلك أن هذا تطوع قال الشيخ وقد مضى هذا قال الشافعي رضى الله تعالى عنه وقبل النبي صلى الله عليه وسلم الهدية من صدقة تصدق بها على بريرة وذلك أنها من بريرة تطوع لا صدقة

[ 13026 ] أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم فقيل يا رسول الله هذا مما تصدق به على بريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لها صدقة ولنا هدية رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة

[ 13027 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أنبأنا قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بلحم فقال ما هذا قيل هذا تصدق به على بريرة فقال هو لنا هدية وعليها صدقة قال البخاري وقال أبو داود فذكره وأخرجاه من وجه آخر عن شعبة

[ 13028 ] أخبرنا أبو حازم العبدوي الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك الأسدي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي ثنا أبو شهاب عن خالد الحذاء عن حفصة عن أم عطية الأنصارية قالت بعثت إلي نسيبة الأنصارية بشاة فأرسلت إلى عائشة رضى الله تعالى عنها منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعندكم شيء قالت لا إلا ما أرسلت به نسيبة من تلك الشاة قال قربيه فقد بلغت محلها رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس وأخرجه مسلم من وجه آخر عن خالد الحذاء

باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل باسم الهدية ولا يقبل ما كان باسم الصدقات أما تحريما أو تورعا

[ 13029 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا مكي بن إبراهيم ثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضى الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالشيء سأل عنه أهدية أم صدقة فإن قالوا هدية مد يده وإن قالوا صدقة قال لأصحابه خذوا وروينا عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه بمعناه

[ 13030 ] أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه المزكى أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا قطن بن إبراهيم ثنا حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام سأل عنه أهو هدية أم صدقة فإن قيل صدقة قال لأصحابه كلوا ولم يأكل وإن قيل هدية ضرب بيده وأكل معهم

باب الرجل يخرج صدقته إلى من ظنه من أهل السهمان فبان أنه ليس من أهل السهمان

[ 13031 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المؤدب ثنا سويد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن النضر القشيري وعمران بن موسى ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد بن موسى ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج قالوا أنبأ سويد بن سعيد حدثني حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبح الناس يتحدثون تصدق على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غني فقال اللهم لك الحمد على غني لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال اللهم لك الحمد على زانية وعلى غني وعلى سارق فأتى فقيل له أما صدقتك فقد قبلت أما الزانية فلعلها تستعف بها عن زناها ولعل الغني يعتبر فينفق مما أعطاه الله تعالى ولعل السارق يستعف بها عن سرقته لفظ حديث أبي عبد الله رواه مسلم في الصحيح عن سويد بن سعيد وأخرجه البخاري من حديث شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد وفي هذا كالدلالة على أنه ورد في صدقة التطوع

[ 13032 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله أنبأ إسرائيل ثنا أبو الجويرية الجرمي أن معن بن يزيد السلمي حدثه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي وخطب علي فأنكحني وخاصمت إليه كان أبي يزيد خرج بدنانير يتصدق بها فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فأخذتها فأتيته بها فقال والله ما إياك أردت بها فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لك ما نويت يا يزيد ولك يا معن ما أخذت رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن يوسف عن إسرائيل وهذا يحتمل أن يكون ورد في صدقة التطوع فأما الفرض فقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي وروينا عن علي رضى الله تعالى عنه أنه قال ليس لولد ولا لوالد حق في صدقة مفروضة وروينا عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما ما دل على ذلك

[ 13033 ] وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم ببغداد ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عبد الرحمن بن علقمة المروزي ثنا أبو حمزة السكري عن أبي الجويرية الجرمي قال سمعت معن بن يزيد يقول خاصمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفلجني وخطب علي فأنكحني وبايعته أنا وجدي قال قلت له وما كانت خصومتك قال كان رجل يغشى المسجد فيتصدق على رجال يعرفهم فجاء ذات ليلة ومعه صرة فظن أني بعض من يعرف فلما أصبح تبين له فأتاني فقال ردها فأبيت فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجاز لي الصدقة وقال لك أجر ما نويت قال الشيخ وظاهر هذا أن المتصدق كان رجلا أجنبيا والله أعلم

باب ميسم الصدقة

[ 13034 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا محمد بن إسماعيل ثنا دحيم ثنا الوليد عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أبي طلحة ليحنكه فوافيته وفي يده ميسم يسم إبل الصدقة رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن المنذر ورواه مسلم عن هارون بن معروف كلاهما عن الوليد بن مسلم

[ 13035 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الهيثم بن خلف والحسن بن سفيان وابن ياسين قالوا ثنا محمد بن المثنى ثنا بن أبي عدي عن بن عون عن محمد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال ولدت أم سليم فقالت لي يا أنس انظر هذا الغلام فلا يصيبن شيئا حتى تغدو به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فغدوت به فإذا هو في حائط وعليه خميصة حوتكية وهو يسم الظهر الذي قدم عليه في الفتح رواه البخاري ومسلم جميعا في الصحيح عن أبي موسى محمد بن المثنى

[ 13036 ] أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا بن بكير ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كان يؤتى بنعم كثيرة من نعم الجزية وأنه قال لعمر بن الخطاب إن في الظهر لناقة عمياء فقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ندفعها إلى أهل البيت ينتفعون بها قال فقلت وهي عمياء قال يقطرونها بالإبل قال قلت كيف تأكل من الأرض فقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أمن نعم الجزية هي أم من نعم الصدقة قال فقلت من نعم الجزية قال فقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أردتم والله أكلها فقلت إن عليها وسم الجزية فأمر بها عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فنحرت قال وكان عنده صحاف تسع فلا تكون فاكهة ولا طريفة إلا جعل في تلك الصحاف منها فبعث بها إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ويكون الذي يبعث به إلى حفصة رضى الله تعالى عنهن من آخر ذلك فإن كان فيه نقصان كان في حظ حفصة قال فجعل في تلك الصحاف من لحم تلك الجزور فبعث به إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بما بقي من اللحم فصنع فدعا عليه المهاجرين والأنصار قال الشافعي رحمه الله هذا يدل على أن عمر رضى الله تعالى عنه كان يسم وسمين وسم جزية ووسم صدقة وبهذا نقول

باب ما جاء في موضع الوسم وفي صفة الوسم

[ 13037 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ثنا سلمة بن شبيب ثنا الحسن يعني بن محمد بن أعين ثنا معقل عن أبي الزبير عن جابر رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه حمار قد وسم في وجهه فقال لعن الله الذي وسمه رواه مسلم في الصحيح عن سلمة بن شبيب

[ 13038 ] وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن أبي الزبير عن جابر رضى الله تعالى عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا قد وسم في وجهه يدخن منخراه فقال لعن الله من فعل هذا ألم أنه أنه لا يسم أحد الوجه ولا يضرب أحد الوجه

[ 13039 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا أحمد بن عيسى ثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب أن ناعما أبا عبد الله مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثه أنه سمع بن عباس رضى الله تعالى عنه يقول رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا موسم الوجه فأنكر ذلك فقال فوالله لا أسمها إلى أقصى شيء من الوجه فأمر بحماره فكوى في جاعرتيه فهو أول من كوى في الجاعرتين رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن عيسى وليس فيه من القائل

[ 13040 ] وقد أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن الفضل حدثني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن العلاف صاحب بن سواء ثنا محمد بن سواء عن سعيد عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى حمارا قد وسم في وجهه فقال ألم أنه عن هذا فقال العباس لا جرم لا أسم الا في أبعد مكان من الوجه فوسم في الجاعرتين

[ 13041 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ عبد الباقي بن قانع ببغداد ثنا محمد بن غالب ثنا عارم ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس أن العباس رضى الله تعالى عنه كان يسم في الوجه فلما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسم في الوجه قال لا أسم إلا في أسفل مكان من الوجه فوسم في الجاعرتين

[ 13042 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ثنا عمرو بن عاصم ثنا عون بن الحكم حدثني زياد بن قريع أخبرني غيلان بن جنادة عن أبيه جنادة بن جراد أحد بني غيلان بن جاوة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بإبل قد وسمتها في أنفها فقال يا جنادة أما وجدت عظما تسمها فيه إلا الوجه أما إن أمامك القصاص قال أمرها إليك قال ائتني بشيء ليس عليه وسم فأتيته بابن لبون وابنة لبون وحقة فقال أتبيعني نارها أشتري نارها بصدقتها قال أمرها إليك فوضعت الميسم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر فلم يزل يقول أخر حتى بلغت الفخذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سم على بركة قال فوسمتها في أفخاذها وكانت صدقتها حقتان فكانت تسعين

[ 13043 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الباغندي ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال دخلت بأخ لي على النبي صلى الله عليه وسلم ليحنكه فرأيته في مربد يسم شاء أحسبه قال في آذانها رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من أوجه عن شعبة

[ 13044 ] أخبرنا أبو الحسن بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا مسكين بن بكير الحراني عن صفوان بن عمرو قال كنت بباب عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى فخرجت علينا خيل مكتوب على أفخاذها عدة لله قال الشيخ قد مضى في كتاب الزكاة الكلام على ما روي عن علي رضى الله تعالى عنه في الركاز وغير ذلك مما يتعلق بهذا الكتاب وبالله