كتاب قتال أهل البغي
جماع أبواب الرعاة

باب الأئمة من قريش

[ 16308 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح ثنا محمد بن عمرو الحرشي ثنا القعنبي ح وأنبأ أبو عبد الله أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو بكر محمد بن شعيب ثنا قتيبة بن سعيد قالا ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الناس تبع لقريش في هذا الشان مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة ورواه مسلم عن القعنبي

[ 16309 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا أبو عاصم عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس تبع لقريش في الخير والشر أخرجه مسلم في الصحيح من حديث روح عن بن جريج

[ 16310 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ح وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي قالا ثنا أبو الوليد ثنا عاصم بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال هذا الأمر في قريش ما كان في الناس اثنين وفي رواية الدارمي ما بقي من الناس اثنان رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد ورواه البخاري ومسلم عن أحمد بن يونس عن عاصم بن محمد

[ 16311 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد بن خلي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه ح وأخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك جهالكم إياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم فيه أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

[ 16312 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثني عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن بن عباس قال قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه إنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه فقلت لأبي بكر يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالأ عليه القوم فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين فقلنا نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا لا عليكم أن لا تقربوهم اقضوا أمركم قلت والله لنأتينهم فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت من هذا قالوا سعد بن عبادة فقلت ماله قالوا يوعك فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط منا وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر قال فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر رضى الله تعالى عنه وكنت أدارىء عنه بعض الحد فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر رضى الله تعالى عنه على رسلك فكرهت أن أغضبه فتكلم أبو بكر رضى الله تعالى عنه فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت قال ما ذكرتم من خير فأنتم له أهل ولن نعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقدرا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتآمر على قوم فيهم أبو بكر رضى الله تعالى عنه اللهم إلا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن فقال قائل الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من أن يقع اختلاف فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار رواه البخاري في الصحيح عن عبد العزيز الأويسي

[ 16313 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري بن الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان النجاد قال قرئ على محمد بن الهيثم وأنا أسمع ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن هشام بن عروة أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر رضى الله تعالى عنه بالسنح فقام عمر رضى الله تعالى عنه فقال والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر رضى الله تعالى عنه والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك وليبعثنه الله عز وجل فيقطعن أيدي رجال وأرجلهم فجاء أبو بكر رضى الله تعالى عنه فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وقال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله عز وجل الموتتين أبدا ثم خرج فقال أيها الحالف على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر رضى الله تعالى عنهما فحمد الله وأثنى عليه ثم قال من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله عز وجل فإن الله حي لا يموت وقال { إنك ميت وإنهم ميتون } وقال { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه } كلها فنشج الناس يبكون واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة رضى الله تعالى عنه في سقيفة بني ساعدة فقالوا منا أمير ومنكم أمير فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح رضى الله تعالى عنهم فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر رضى الله تعالى عنه فكان عمر رضى الله تعالى عنه يقول والله ما أردت بذاك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر رضى الله تعالى عنه فتكلم وأبلغ فقال في كلامه نحن الأمراء وأنتم الوزراء قال الحباب بن المنذر لا والله لا نفعل أبدا منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا فبايعوا عمر بن الخطاب أو أبا عبيدة بن الجراح رضى الله تعالى عنهما فقال عمر بل نبايعك أنت خيرنا وسيدنا وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس فقال قائل قتلتم سعد بن عبادة فقال عمر قتله الله رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس

[ 16314 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار في خطبة أبي بكر رضى الله تعالى عنه قال وإن هذا الأمر في قريش ما أطاعوا الله واستقاموا على أمره قد بلغكم ذلك أو سمعتموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين فنحن الأمراء وأنتم الوزراء إخواننا في الدين وأنصارنا عليه وفي خطبة عمر رضى الله تعالى عنه بعده نشدتكم بالله يا معشر الأنصار ألم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من سمعه منكم وهو يقول الولاة من قريش ما أطاعوا الله واستقاموا على أمره فقال من قال من الأنصار بلى الآن ذكرنا قال فإنا لا نطلب هذا الأمر إلا لهذا فلا تستهوينكم الأهواء فليس بعد الحق إلا الضلال فإني تصرفون

[ 16315 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وأبو محمد بن أبي حامد المقري قراءة عليه قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وإن الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر رضى الله تعالى عنه فقال جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر رضى الله تعالى عنه على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا رضى الله تعالى عنه فسأل عنه فقام ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم ير الزبير بن العوام رضى الله تعالى عنه فسأل عنه حتى جاءوا به فقال بن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه

[ 16316 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحافظ الإسفرائيني ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وإبراهيم بن أبي طالب قالا ثنا بندار بن بشار ثنا أبو هشام المخزومي ثنا وهيب فذكره بنحوه قال أبو علي الحافظ سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأت عليه فقال هذا حديث يسوي بدنة فقلت يسوي بدنة بل هو يسوي بدرة

[ 16317 ] أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا الفيض بن الفضل البجلي ثنا مسعر عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي رضى الله تعالى عنه قال الأئمة من قريش

[ 16318 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رزيق عن الأعمش عن سهل عن بكير الجزري عن أنس بن مالك قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بيت في نفر من المهاجرين قال فجعل كل رجل منا يوسع له يرجو أن يجلس إلى جنبه فقام على باب البيت فقال الأئمة من قريش ولي عليكم حق عظيم ولهم مثله ما فعلوا ثلاثا إذا استرحموا ورحموا وحكموا فعدلوا وعاهدوا فوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وكذلك رواه جماعة عن الأعمش عن سهل يكنى أبا أسد وكذلك رواه مسعر بن كدام عن سهل ورواه شعبة عن علي بن أبي الأسد وقيل عنه عن علي أبي الأسد وهو واهم فيه والصحيح ما رواه الأعمش ومسعر وهو سهل القراري من بني قرار يكنى أبا أسد

[ 16319 ] وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان قالا ثنا محمد بن الهيثم القاضي ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأئمة من قريش إذا ما حكموا فعدلوا وإذا عاهدوا وفوا وإذا استرحموا رحموا

[ 16320 ] ورواه أيضا موسى الجهني عن منصور عمن سمع أنسا عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ موسى الجهني فذكره

[ 16321 ] وحدثنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي ثنا الصعق بن حزن ثنا علي بن الحكم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمراء من قريش يقولها ثلاثا ألا ولي عليكم حق ولهم عليكم حق ما عملوا فيكم بثلاث ما رحموا إذا استرحموا وما أقسطوا إذا قسموا وما عدلوا إذا حكموا

[ 16322 ] وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا علي بن الحسن بن بيان ثنا عارم ثنا الصعق بن حزن ثنا علي بن الحكم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمراء من قريش الأمراء من قريش الأمراء من قريش ولي عليهم حق ولكم عليهم حق ما عملوا فيكم بثلاث ما إذا استرحموا رحموا وأقسطوا إذا قسموا وعدلوا إذا حكموا

[ 16323 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم مع الحق إلا أن تعدلوا عنه فتلحون كما تلحى هذه الجريدة يشير إلى جريدة بيده

باب لا يصلح إمامان في عصر واحد

[ 16324 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا بن أبي قماش ثنا عمرو بن عون عن خالد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا وهب بن بقية ثنا خالد بن عبد الله عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما رواه مسلم في الصحيح عن وهب بن بقية

[ 16325 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا بندار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن فرات قال سمعت أبا حازم يحدث قال قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وأنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء يكثرون قالوا فما تأمرنا قال فوا بيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عمن استرعاهم رواه البخاري ومسلم جميعا في الصحيح عن بندار وروينا في حديث السقيفة أن الأنصار حين قال وامنا رجل ومنكم رجل قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يومئذ سيفان في غمد واحد إذا لا يصطلحان

[ 16326 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن سلمة بن نبيط الأشجعي عن أبيه عن سالم بن عبيد وكان من أصحاب الصفة قال كان أبو بكر رضى الله تعالى عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له يا صاحب رسول الله توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم فعلموا أنه كما قال ثم قال أبو بكر رضى الله تعالى عنه دونكم صاحبكم لبني عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في غسله يكون أمره ثم خرج فاجتمع المهاجرون يتشاورون فبينا هم كذلك يتشاورون إذ قالوا فانطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار فإن لهم في هذا الحق نصيبا فانطلقوا فأتوا الأنصار فقال رجل من الأنصار منا رجل ومنكم رجل فقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه سيفان في غمد واحد إذا لا يصطلحا فأخذ بيد أبي بكر رضى الله تعالى عنه وقال من هذا الذي له هذه الثلاث إذ هما في الغار من هما إذ يقول لصاحبه من صاحبه لا تحزن إن الله معنا مع من هو فبسط عمر يد أبي بكر رضى الله تعالى عنهما فقال بايعوه فبايع الناس أحسن بيعة وأجملها

[ 16327 ] وقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه في خطبته يومئذ ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق في خطبة أبي بكر رضى الله تعالى عنه يومئذ قال وإنه لا يحل أن يكون للمسلمين أميران فإنه مهما يكن ذلك يختلف أمرهم وأحكامهم وتتفرق جماعتهم ويتنازعوا فيما بينهم هنالك تترك السنة وتظهر البدعة وتعظم الفتنة وليس لأحد على ذلك صلاح

باب كيفة البيعة

[ 16328 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال أخبرني عبادة بن الوليد عن أبيه عن عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم أو نقول بالحق حيث ما كنا لا نخاف لومة لائم رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك

[ 16329 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب وعلي بن عيسى بن إبراهيم قالا ثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر عن عبادة بن الوليد بن عبادة فذكره بنحوه زاد على أثره عليا وقال وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة

[ 16330 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن الفضل الفحام ثنا محمد بن يحيى ثنا نعيم بن حماد ثنا بن وهب عن عمرو بن الحارث حدثني بكير عن بسر بن سعيد عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت قال دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعنا وأخذ علينا السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان أخرجاه في الصحيح من حديث بن وهب

[ 16331 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعت رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك

[ 16332 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو بكر الفاريابي ومحمد بن أحمد المقدمي قالا ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا هشيم أنبأ سيار ح قال الإسماعيلي وأخبرني حامد ثنا سريج ثنا هشيم عن سيار عن الشعبي عن جرير بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فلقنني فيما استطعت والنصح لكل مسلم رواه البخاري في الصحيح عن يعقوب الدورقي رواه مسلم عن يعقوب وسريج بن يونس

[ 16333 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم الفحام ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق عن معمر عن بن خشيم يعني عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي الموسم بمنى يقول من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة قال فقلنا حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدمنا عليه في الموسم فوعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين حتى توافينا فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن تقولوا في الله لا تخافون لومه لائم وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة فقمنا إليه فبايعناه

[ 16334 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد السلام ومحمد بن عمرو قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن الحكم بن عبد الله الأعرج عن معقل بن يسار المزني قال بايع الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو تحت الشجرة وأنا رافع غصنا من أغصانها فلم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفر رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى

[ 16335 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا العباس الأسفاطي ثنا أبو الوليد ثنا أبو الزبير عن جابر قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فبايعناه وعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة بحر فبايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت يعني النبي صلى الله عليه وسلم رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة عن الليث قال الشيخ الفقيه كذا قالا

[ 16336 ] وقد أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر ثنا الضحاك بن مخلد ثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ثم تنحيت ثم بايع الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي ألا تبايع قلت قد بايعت قال وزيادة قلت له أي شيء بايعتم قال على الموت

[ 16337 ] وأخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف الفقيه أنبأ أبو عمرو بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا أبو عاصم فذكره بنحوه إلا أنه قال ثم تنحيت فقال يا سلمة ألا تبايع قلت قد بايعت قال أقبل فبايع قال فدنوت فبايعته قال قلت على ما بايعته يا أبا مسلم قال على الموت رواه البخاري في الصحيح عن أبي عاصم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يزيد بن أبي عبيد

[ 16338 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري ثنا وهيب عن عمرو بن يحيى المازني عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد قال لما كان زمان الحرة أتاه آت فقال له هذاك بن فلان يبايع الناس قال علي أي شيء قال على الموت قال لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأخبرنا أحمد ثنا تمتام ثنا موسى فذكره بنحوه إلا أنه قال هناك بن حنظلة رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل وأخرجه مسلم من وجه آخر عن وهيب

[ 16339 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن جفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج حدثني بن العفيف قال رأيت أبا بكر وهو يبايع الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجتمع إليه العصابة فيقول تبايعوني على السمع والطاعة لله ولكتابه ثم للأمير فيقولون نعم فيبايعهم فقمت عنده ساعة وأنا يومئذ المحتلم أو فوقه فتعلمت شرطه الذي شرط على الناس ثم أتيته فقلت وبدأته قلت أنا أبايعك على السمع والطاعة لله ولكتابه ثم للأمير فصعد في البصر ثم صوبه ورأيت أني أعجبته رحمه الله

[ 16340 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره أن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا فقال لهم عبد الرحمن بن عوف لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن بن عوف فلما ولوا عبد الرحمن بن عوف أمرهم انثال الناس على عبد الرحمن ومالوا عليه حتى ما أرى أحدا من الناس يتبع أحدا من أولئك الرهط ولا يطأ عقبه فمال الناس على عبد الرحمن يشاورونه ويناجونه تلك الليلة حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا فيها فبايعنا عثمان قال المسور طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل فضرب الباب فاستيقظت فقال ألا أراك نائما فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكثير نوم انطلق فادع الزبير وسعدا فدعوتهما له فشاورهما ثم دعاني فقال أدع لي عليا فدعوته فناجاه حتى إبهار الليل ثم قام من عنده على طمع وقد كان عبد الرحمن يخشى من علي شيئا ثم قال أدع لي عثمان فناجاه طويلا حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح فلما صلى الناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل عبد الرحمن إلى من كان حاضرا من المهاجرين والأنصار وأرسل إلى الأمراء وكانوا قد وافوا تلك الحجة مع عمر فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن وقال أما بعد يا علي فإني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا وأخذ بيد عثمان وقال أبايعك على سنة الله وسنة رسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد بن أسماء

[ 16341 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن دينار أن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد لعبد الملك أمير المؤمنين من عبد الله بن عمر سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأقر لك بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما استطعت رواه البخاري في الصحيح عن بن أبي أويس عن مالك

[ 16342 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري بن الحمامي ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه أنبأ محمد بن غالب ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عبد الله بن دينار قال لما اجتمع الناس على عبد الملك كتب إليه عبد الله بن عمر سلام عليك أما بعد فإني أقر بالسمع والطاعة لعبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استطعت وإن بني قد أقروا بمثل ذلك والسلام أخرجه البخاري في الصحيح عن مسدد وعمرو بن علي عن يحيى القطان عن سفيان

باب كيف يبايع النساء

[ 16343 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح وأخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن حم الفقيه الإسفرائيني بها أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد أنبأ أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء أنبأ علي بن عبد الله المديني قالا ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء بهذه الآية { إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا } ولا ولا قالت عائشة وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط إلا امرأة يملكها لفظ حديث علي وفي رواية أحمد قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية { على أن لا يشركن بالله شيئا } قالت وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط إلا يد امرأة يملكها رواه البخاري في الصحيح عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق

[ 16344 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله وأبو عمرو بن أبي جعفر قالا أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو الطاهر أنبأ بن وهب أخبرني يونس قال قال بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن بقول الله عز وجل يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن إلى آخر الآية قالت عائشة رضى الله تعالى عنها فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن انطلقن فقد بايعتكن ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاما رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الزهري

[ 16345 ] أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا بن بكير ثنا مالك عن محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه فقلنا نبايعك يا رسول الله على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استطعتن وأطقتن قالت فقلنا الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة

باب ما جاء في بيعة الصغير

[ 16346 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو عقيل عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله بايعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو صغير ومسح على رأسه ودعا له وكان يضحي بالشاة الواحدة على جميع أهله رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يزيد المقري

باب الاستخلاف

[ 16347 ] أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال ذكر سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن بن عمر قال قيل لعمر رضى الله تعالى عنه ألا تستخلف قال إن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر رضى الله تعالى عنه قال فأثنوا عليه فقال راغب وراهب لا أتحملها حيا وميتا لوددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن يوسف الفريابي

[ 16348 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن بن عمر قال حضرت أبي حين أصيب فأثنوا عليه فقالوا جزاك الله خيرا فقال راهب وراغب قالوا استخلف فقال أتحمل أمركم حيا وميتا لوددت أن حظي منها الكفاف لا علي ولا لي إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني وإن أترككم فقد ترككم من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله فعرفت أنه حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مستخلف رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي أسامة

[ 16349 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال دخلت على حفصة رضى الله تعالى عنها فقالت أعلمك أن أباك غير مستخلف قال قلت كلا قالت إنه فاعل فحلفت أن أكلمه في ذلك فخرجت في سفر أو قال في غزاة فلم أكلمه فكنت في سفري كأنما أحمل بيميني جبلا حتى قدمت فدخلت عليه فجعل يسألني فقلت له أني سمعت الناس يقولون مقالة فآليت أن أقولها لك زعموا إنك غير مستخلف وقد علمت أنه لو كان لك راعي غنم فجاءك وقد ترك رعايته رأيت أن قد ضيع فرعاية الناس أشد قال فوافقه قولي فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال إن الله يحفظ دينه وأن لا استخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف وإن استخلف فإن أبا بكر قد استخلف قال فما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضى الله تعالى عنه فعلمت أنه لا يعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا وإنه غير مستخلف رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وغيره عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر

[ 16350 ] وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا عبد الرحمن بن مرزوق ثنا شبابة بن سوار ثنا شعيب بن ميمون ثنا حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن شقيق بن سلمة قال قيل لعلي رضى الله تعالى عنه استخلف علينا فقال ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستخلف ولكن إن يرد الله بالناس خيرا جمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم على خيرهم

[ 16351 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخر الجزء العاشر من الفوائد الكبير لأبي العباس ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد بن خلي الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري وكان كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فأخبرني عبد الله بن كعب أن عبد الله بن عباس أخبره أن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس يا أبا حسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصبح بحمد الله بارئا قال فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه فقال أنت والله بعد ثلاث عبد العصا وإني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفاه الله من وجعه هذا أني أعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت فاذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنسأله في من هذا الأمر فإن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا كلمناه فأوصى بنا قال علي رضى الله تعالى عنه لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده أبدا وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن بشر بن شعيب وفي هذا وفيما قبله دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخلف أحدا بالنص عليه

[ 16352 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا الحسن بن مكرم ثنا سعيد بن عامر ثنا صالح بن رستم أبو عامر الخزاز عن بن أبي مليكة قال قالت عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها لما ثقل أبي دخل عليه فلان وفلان فقالوا يا خليفة رسول الله ماذا تقول لربك غدا إذا قدمت عليه وقد استخلفت علينا بن الخطاب قالت فأجلسناه فقال أبالله ترهبوني أقول استخلفت عليهم خيرهم

[ 16353 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا الأمير أبو أحمد خلف بن أحمد أنبأ أبو محمد الفاكهي بمكة ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال سمعت يوسف بن محمد يقول بلغني أن أبا بكر الصديق رضى الله تعالى عنه أوصى في مرضه فقال لعثمان رضى الله تعالى عنه أكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها وأول عهده بالآخرة داخلا فيها حين يصدق الكاذب ويؤدي الخائن ويؤمن الكافر أني استخلف بعدي عمر بن الخطاب فإن عدل فذلك ظني به ورجائي فيه وإن بدل وجار فلا أعلم الغيب ولكل امرئ ما اكتسب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

[ 16354 ] وقد أنبأنيه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن إجازة أن أبا محمد الفاكهي أخبرهم فذكره في إسناده نحوه ورواه محمد بن عبد الرحمن بن المجبر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة موصولا

باب من جعل الأمر شورى بين المستصلحين له

[ 16355 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا عبد الله بن بكر ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه حمد الله وأثنى عليه ثم ذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضى الله تعالى عنه ثم قال يا أيها الناس أني رأيت كأن ديكا نقرني نقرة أو نقرتين وإني لا أرى ذلك إلا لحضور أجلي وإن أناسا يأمرون بأن أستخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه وخلافته وما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن عجل بي أمر فالشورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فمن بايعتهم فاسمعوا له وأطيعوا وإن ناس سيطعنون في ذلك فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال أنا جاهدتهم بيدي هذه على الإسلام وإني لا أدع شيئا أهم عندي من أمر الكلالة وما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما أغلظ لي فيه فطعن بأصبعه في صدري أو في جنبي ثم قال يا عمر يكفيك أية الصيف التي في آخر سورة النساء وإني إن أعش أقض فيها بقضاء لا يختلف فيه أحد قرأ القرآن أو لم يقرأ القرآن وإني أشهد الله على أمراء الأمصار فإني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم ويرفعوا إلينا ما أشكل عليهم وإنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين قد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجد ريحهما منه فيؤخذ بيده فيخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخا الثوم والبصل قال خطب لهم يوم الجمعة ومات يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بن أبي عروبة وغيره

[ 16356 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي قالا أنبأ أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون في قصة مقتل عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال فقالوا أوص يا أمير المؤمنين استخلف فقال ما أحد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنهم وقال ليشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء كالتعزية له وقال فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك وإلا فليستعن به أبكم ما أمر فإني لم أعز له من عجز ولا خيانة وقال أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعلم لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم وأن يعفي عن مسيئهم وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وجباة الأموال وغيظ العدو وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن يؤخذ من حواشي أموالهم فيرد على فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله أن يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا إلا طاقتهم فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي وذكر الحديث في دفنه قال فلما فرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم قال الزبير قد جعلت أمري إلى علي فقال طلحة قد جعلت أمري إلى عثمان وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن فقال عبد الرحمن أيكما يبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه وليحرصن على صلاح الأمة قال فأسكت الشيخان فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إلي والله علي أن لا آلو عن أفضلكم فقالوا نعم قال فأخذ بيد أحدهما فقال لك من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت والله عليك لئن أنا أمرتك لتعدلن ولئن أنا أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال أرفع يدك يا عثمان لتسمعن فبايعه وبايع له علي رضى الله تعالى عنهما وولج أهل الدار فبايعوه رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل

[ 16357 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري أنبأ سالم بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر قال دخل على عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه حين نزل به الموت عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص رضى الله تعالى عنهم وكان طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه غائبا بأرضه بالسراة فنظر إليهم عمر ساعة ثم قال أني قد نظرت لكم في أمر الناس فلم أجد عند الناس شاقا فيكم إلا أن يكون فيكم شيء فإن كان شقاق فهو منكم وإن الأمر إلى ستة إلى عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة وسعد ثم إن قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيها الثلاثة فإن كنت على شيء من أمر الناس يا عثمان فلا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس وإن كنت على شيء من أمر الناس يا عبد الرحمن فلا تحملن أقاربك على رقاب الناس وإن كنت على شيء يا علي فلا تحملن بني هاشم على رقاب الناس قوموا فتشاوروا وأمروا أحدكم فقاموا يتشاورون قال عبد الله فدعاني عثمان رضى الله تعالى عنه مرة أو مرتين ليدخلني في الأمر ولم يسمني عمر ولا والله ما أحب أني كنت معهم علما منه بأنه سيكون من أمرهم ما قال أبي والله لقلما سمعته حرك شفتيه بشيء قط إلا كان حقا فلما أكثر عثمان دعائي قلت ألا تعقلون تؤمرون وأمير المؤمنين حي فوالله لكأنما أيقظت عمر رضى الله تعالى عنه من مرقد فقال عمر أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصل للناس صهيب مولى بني جدعان ثلاث ليال ثم أجمعوا في اليوم الثالث أشراف الناس وأمراء الأجناد فأمروا أحدكم فمن تأمر عن غير مشورة فاضربوا عنقه

باب ما جاء في تنبيه الإمام على من يراه أهلا للخلافة بعده

[ 16358 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أحمد بن يونس ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أخبرني أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وكتبه لي بخطه ثنا محمد بن عمرو الحرشي أنبأ أحمد بن يونس ثنا زائدة ثنا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله قال دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها فقلت لها ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت بلى ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أصلى الناس فقلت لا وهم ينتظرونك يا رسول الله قال ضعوا ماء في المخضب قالت ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمى عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس قلنا لا هم ينتظرونك قال ضعوا لي ماء في المخضب ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمى عليه فأفاق فقال أصلى الناس قلت لا هم ينتظرونك فقال ضعوا لي ماء في المخضب ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمى عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله الناس عكوف في المسجد لصلاة العشاء الآخرة قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه بأن يصلي بالناس قالت فأتاه الرسول فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك بأن تصلي بالناس فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال له عمر رضى الله تعالى عنه أنت أحق بذلك فصلى أبو بكر رضى الله تعالى عنه تلك الأيام ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبو بكر رضى الله تعالى عنه يصلي بالناس فلما رآه أبو بكر رضى الله تعالى عنه ذهب ليتأخر فأومى إليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يتأخر قال أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبي بكر رضى الله تعالى عنه قال فجعل أبو بكر رضى الله تعالى عنه يصلي وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس بصلاة أبي بكر رضى الله تعالى عنه والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد قال عبيد الله فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له ألا أعرض عليك ما حدثتني به عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هات فعرضت عليه حديثها فما أنكر منها شيئا غير أنه قال أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس قلت لا قال هو علي رضى الله تعالى عنه رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس

[ 16359 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان حدثني أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي ثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت له عائشة رضى الله تعالى عنها يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فعاودته مثل مقالتها فقال أنتن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس قال بن شهاب وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت قد عاودت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وما حملني على معاودته إلا أني خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر رضى الله تعالى عنه وإلا أني علمت أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به فأحببت أن يعدل الناس ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر رضى الله تعالى عنه رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن سليمان وأخرجه مسلم من حديث معمر عن الزهري عن حمزة عن عائشة رضى الله تعالى عنها

[ 16360 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة رضى الله تعالى عنها يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق فقال أخرى مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة إن أبا بكر رجل رقيق فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكم صواحب يوسف قال فأم أبو بكر رضى الله تعالى عنه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث زائدة

[ 16361 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو الصيرفي ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى الحكاني ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك وكان تبع النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه وصحبه أن أبا بكر الصديق رضى الله تعالى عنه كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان يوم الإثنين وهم صفوف في الصلاة كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ثم تبسم قال فهممنا أن نفتتن برؤيته ونحن في الصلاة من فرح برسول الله صلى الله عليه وسلم ونكص أبو بكر رضى الله تعالى عنه على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة قال فأشار إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم وأرخى الستر فتوفي من يومه ذلك رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

[ 16362 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو معشر عن محمد بن قيس قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر يوما فكان إذا وجد خفة صلى وإذا ثقل صلى أبو بكر رضى الله تعالى عنه

[ 16363 ] وحدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير قال فأتاهم عمر رضى الله تعالى عنه فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر يؤم الناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر فقالت الأنصار نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر

[ 16364 ] وحدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن طالح بن هانئ ثنا الفضل بن محمد البيهقي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن سعد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير رضى الله تعالى عنهما ثم قام أبو بكر رضى الله تعالى عنه فخطب الناس واعتذر إليهم وقال والله ما كنت حريصا على الامارة يوما ولا ليلة قط ولا كنت فيها راغبا ولا سألتها الله في سر ولا علانية ولكني أشفقت من الفتنة ومالي في الامارة من راحة ولكن قلدت أمرا عظيما ما لي به طاعة ولا يدان الا بتقوية الله لوددت أن أقوى الناس عليها مكاني عليها اليوم فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به وقال علي والزبير رضى الله تعالى عنهما ما غضبنا الا لأنا أخرنا عن المشاورة وأنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لصاحب الغار وثاني اثنين وإنا لنعرف شرفة وكبرة ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي

[ 16365 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ثنا يزيد بن هارون أنبأ إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بدئ فيه فقلت وارأساه قال لوددت أن ذلك كان وأنا حي فأصلي عليك وأدفنك قالت فقلت غيرى كأني بك في ذلك اليوم معرسا ببعض نسائك قال أنا وارأساه ادعى لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل ويأبى الله والمؤمنون الا أبا بكر رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن سعيد عن يزيد بن هارون وأخرجه البخاري من حديث القاسم بن محمد عن عائشة رضى الله تعالى عنهما

[ 16366 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن سعد ح وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا أبو ثابت ثنا إبراهيم عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة وكلمته في شيء فأمرها أن ترجع إليه قالت يا رسول الله أرأيت أن رجعت فلم أجدك كأنها تعني الموت قال أن لم تجديني فأتى أبا بكر لفظ حديثه عن الشعراني رواه البخاري في الصحيح عن أبي ثابت ورواه مسلم عن عباد بن موسى عن إبراهيم

[ 16367 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر أنبأ الضحاك ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد بن أم عبد

[ 16368 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني عبد العزيز بن عبد الله ثنا إبراهيم بن سعد عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن هلال مولى ربعي عن ربعي عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي يعني أبا بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما

[ 16369 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه وأبو محمد بن يوسف الأصبهاني قالا ثنا أبو بكر القطان أخبرنا إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا سليمان بن المغيرة حدثني ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة فحين تخلف النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحابه في مسيره قال النبي صلى الله عليه وسلم ما ترون الناس صنعوا ثم قال أصبح الناس فقدوا نبيهم فقال أبو بكر وعمر رسول الله بعدكم لم يكن ليخلفكم وقال الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم وأن تطيعوا أبا بكر وعمر ترشدوا أخرجه مسلم في الصحيح من حديث سليمان

[ 16370 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ والقاضي وأبو الهيثم عتبة بن خيثمة وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن سعيدا أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعته فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها بن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم استحالت غربا فأخذها بن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع عمر بن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن رواه البخاري في الصحيح من وجه آخر عن يونس ورواه مسلم عن حرملة عن بن وهب

[ 16371 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما قال رأيت الناس اجتمعوا فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم قام عمر بن الخطاب فاستحالت غربا فما رأيت عبقريا من الناس يفري فرية حتى ضرب الناس بعطن رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس

[ 16372 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله تعالى رؤيا الأنبياء وحي وقوله وفي نزعه ضعف قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب لأهل الردة عن الافتتاح والتزيد الذي بلغه عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه في طول مدته

باب جواز تولية الإمام من ينوب عنه وأن لم يكن قرشيا

[ 16373 ] أخبرنا أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو يعلى ثنا مصعب الزبيري ثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة رضى الله تعالى عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة قال عبد الله كنت معهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفرا فوجدناه في القتلى ووجدنا فيما أقبل من جسده بضعا وتسعين بين ضربة ورمية رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن أبي بكر عن المغيرة بن عبد الرحمن زيد بن حارثة من الموالي وعبد الله بن رواحة من الأنصار

[ 16374 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحسين بن علي الحافظ ح وأنبأ أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي قالا ثنا أبو يعلى ثنا عبيد الله القواريري ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة ودفع الراية إلى زيد فأصيبوا جميعا قال أنس فنعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس قبل أن يجيء الخبر قال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد بن الوليد قال فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأحمد بن واقد عن حماد وفيه دلالة على أن الناس إذا لم يكن عليهم أمير ولا خليفة أمير فقام بإمارتهم من هو صالح للأمارة وانقادوا له انعقدت ولايته حيث استحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل خالد بن الوليد من أخذه الراية وتأمره عليهم دون أمر النبي صلى الله عليه وسلم ودون استخلاف من مضى من أمراء النبي صلى الله عليه وسلم إياه والله أعلم

[ 16375 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقري بن الحمامي ببغداد ثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن مهران الدينوري ثنا إسحاق بن صدقة الدينوري ثنا خالد بن مخلد ثنا سليمان بن بلال حدثني عبد الله بن دينار عن بن عمر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنه فطعن الناس في إمارته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان أبوه لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده رواه البخاري في الصحيح عن خالد بن مخلد وأخرجه مسلم من وجه آخر عن عبد الله بن دينار

[ 16376 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن فقال لهما تطوعا ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة واستشهد البخاري برواية أبي داود عن شعبة

[ 16377 ] حدثنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن يحيى بن حصين الأحمسي أخبرتني جدتي واسمها أم حصين الأحمسية قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن استعمل عليكم عبد حبشي ما قادكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا أخرجه مسلم في الصحيح من أوجه عن شعبة

[ 16378 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضي بمكة ثنا أبو عمر ومحمد بن خزيمة بن راشد البصري ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك قال كان قيس بن سعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير يعني ينظر في أموره رواه البخاري في الصحيح عن الأنصاري

باب السمع والطاعة للإمام ومن ينوب عنه ما لم يأمر بمعصية

[ 16379 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا الحجاج بن محمد الأعور قال قال بن جريج يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم سرية أخبرنيه يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن بن عباس رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل ورواه مسلم عن زهير وهارون الحمال عن حجاج بن محمد

[ 16380 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه أنبأ عبد الله بن عثمان أنبأ عبد الله بن المبارك أنبأ يونس عن بن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني رواه البخاري في الصحيح عن عبدان وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يونس

[ 16381 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي ثنا أحمد بن الحباب حدثني مكي بن إبراهيم ثنا بن جريج أخبرني زياد بن سعد أن بن شهاب أخبره فذكره بنحوه رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن مكي بن إبراهيم

[ 16382 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ علي بن محمد المصري ثنا روح بن الفرج ثنا يحيى بن بكير ثنا يعقوب يعني بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليك بالطاعة في منشطك ومكرهك وعسرك ويسرك وأثرة عليك رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وقتيبة عن يعقوب

[ 16383 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان وابن خزيمة وابن عبد الكريم قالوا أنبأ بندار ثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة حدثني أبو التياح عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأنه رأسه زبيبة رواه البخاري في الصحيح عن بندار

[ 16384 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا محمد بن عبيد الله المنادى ثنا شبابة ثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسمع وأطيع ولو لعبد مجدع الأطراف أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة

[ 16385 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ أبو المثنى قالا ثنا مسدد ثنا يحيى عن عبيد الله حدثني نافع عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وأخرجه مسلم عن زهير بن حرب وغيره عن يحيى بن سعيد

[ 16386 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب أنبأ أبو داود ثنا شعبة عن زيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية وأمر عليهم رجلا وأمرهم أن يطيعوه فأجج لهم نارا وأمرهم أن يقتحموا فهم قوم أن يفعلوا وقال آخرون إنما فررنا من النار فأبوا ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث غندر عن شعبة

باب الترغيب في لزوم الجماعة والتشديد على من نزع يده من الطاعة

[ 16387 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد ثنا محمد بن شعيب بن شابور ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي وإسحاق بن موسى الأنصاري وعبيد الله بن سعيد اليشكري قالوا ثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي حدثني أبو إدريس أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قال فهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت هل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليه قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم تكن جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك قال أبو عمار في حديثه صفهم لنا قال هم من كذا ويتكلمون بألسنتنا لفظ حديث الوليد بن مسلم رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن المثنى عن الوليد بن مسلم

[ 16388 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا شيباني بن فروخ ثنا جرير بن حازم عن غيلان بن جرير عن أبي قيس بن رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب للعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها فليس مني ولست منه رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ

[ 16389 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي ثنا محمد بن سابق ثنا عاصم بن محمد عن زيد بن محمد عن نافع وسالم عن عبد الله بن عمر قال جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع فلما رآه قال هاتوا لأبي عبد الرحمن وسادة قال إني لم أجئك لأجلس إنما جئتك لأحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عاصم إلا أنه لم يذكر سالما في إسناده

[ 16390 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو توبة ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام عن أبي سلام حدثني الحارث الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم قال وأنا آمركم بخمس كلمات أمرني الله عز وجل بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فمن خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من رأسه إلا أن يراجع ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جثا جهنم قال رجل يا رسول الله وإن صام وصلى قال نعم وإن صام وصلى فادعوا بدعوة الله الذي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله

[ 16391 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن الهيثم الشعراني ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش وزهير عن مطرف عن أبي الجهم عن خالد بن أهبان عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

باب الصبر على أذى يصيبه من جهة إمامه وإنكار المنكر من أموره بقلبه وترك الخروج عليه

[ 16392 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن الأعمش ح وأخبرنا أبو الحسن بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستكون أثرة وأمور تنكرونها قالوا فما يصنع من أدرك ذلك يا رسول الله قال أدوا الحق الذي علكيم واسألوا الله الذي لكم لفظ حديث يعلى أخرجاه في الصحيح من أوجه من الأعمش

[ 16393 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا حجاج بن منهال وعارم وسليمان بن حرب ومسدد قالوا ثنا حماد بن زيد عن الجعد أبي عثمان قال مسدد ثنا حماد بن زيد ثنا الجعد أبو عثمان ثنا أبو رجاء العطاردي قال سمعت بن عباس يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة قيد شبر فيموت إلا مات ميتة جاهلية رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان عارم ورواه مسلم عن الحسن بن الربيع عن حماد

[ 16394 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أنبأ يحيى بن حسان ح قال وحدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا يحيى بن حسن ثنا معاوية بن سلام أنبأ زيد بن سلام عن أبي سلام قال قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر قال نعم قلت وهل وراء هذا الشر خير قال نعم قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال نعم قلت كيف يكون قال يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان أنس قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عبد الرحمن ومحمد بن سهل بن عسكر

[ 16395 ] أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد حدثني أبي ثنا الأوزاعي حدثني الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون وسيكون بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن أنكر عليهم برئ ومن أمسك يده سلم ولكن من رضي وتابع

[ 16396 ] وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر هذا الحديث

[ 16397 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد ثنا المعلى بن زياد وهشام بن حسان عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون فمن أنكر قال هشام بلسانه فقد برئ ومن كره بقلبه فقد سلم لكن من رضي وتابع قال قيل يا رسول الله أفلا نقتلهم قال لا ما صلوا رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع إلا أنه لم يذكر بلسانه ولا بقلبه وإنما هو قول الحسن

[ 16398 ] أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا بن حساب ثنا حماد بن زيد فذكره بإسناده نحوه إلا أنه قال فمن أنكر فقد برئ ومن كره بقلبه فقد سلم قال الحسن فمن أنكر بلسانه فقد برئ وقد ذهب زمان هذه ومن كره بقلبه فقد جاء زمان هذه

[ 16399 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا بن بشار ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة ثنا الحسن عن ضبة بن محصن العنزي عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم قال قتادة يعني من أنكر بقلبه ومن كره بقلبه رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن بشار

[ 16400 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا أحمد بن سهل ثنا داود بن رشيد ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا زريق مولى بني فزارة أنه سمع مسلم بن قرظة بن عم عوف بن مالك يقول سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قال قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة إلا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا تنتزعن يدا من طاعة قال بن جابر فقلت لرزيق حين حدثني بهذا الحديث الله يا أبا المقدام لحدثك بهذا أو لسمعت هذا من مسلم من قرظة يقول سمعت عوف بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال فجثا على ركبتيه واستقبل القبلة وقال أي والله الذي لا إله إلا هو لسمعته من مسلم بن قرظة يقول سمعت عوف بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم في الصحيح عن داود بن رشيد

[ 16401 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن سماك عن علقمة بن وائل قال ولا أعلمه إلا عن أبيه قال سأل يزيد بن سلمة الجعفي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا قال فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله فقال اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم

[ 16402 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة فذكره بإسناده ومعناه إلا أنه قال سلمة بن يزيد الجعفي وقال ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن بشار

[ 16403 ] أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد ثنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا محمد بن إسماعيل يعني السلمي أنبأ إسحاق بن إبراهيم يعني بن العلاء حدثني عمرو بن الحارث حدثني عبد الله بن سالم حدثني محمد بن الوليد ثنا الفضيل بن فضالة أن حبيب بن عبيد حدثهم أن المقدام حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أطيعوا أمراءكم ما كان فإن أمروكم بما حدثتكم به فإنهم يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتكم وإن أمروكم بشيء مما لم آمركم به فهو عليهم وأنتم منه برءا ذلك بأنكم إذا لقيتم الله قلتم ربنا لا ظلم فيقول لا ظلم فتقولون ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم بإذنك واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم بإذنك وأمرت علينا أمراء فأطعناهم قال فيقول صدقتم هو عليهم وأنتم منه برءا

[ 16404 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأ شعبة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا بشر بن عمر ثنا شعبة قال سمعت قتادة قال سمعت أنس بن مالك عن أسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار قال يا رسول الله استعملت فلانا ولم تستعملني فقال إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض لفظ حديث بشر بن عمر أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة

[ 16405 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن سفيان عن منصور عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال قال لي عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يا أبا أمية لعلك إن تخلف بعدي فأطع الإمام وإن كان عبدا حبشيا إن ضربك فاصبر وإن أمرك بأمر فاصبر وإن حرمك فاصبر وإن ظلمك فاصبر وإن أمرك بأمر ينقص دينك فقل سمع وطاعة دمي دون ديني

[ 16406 ] أخبرناه أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة عن سفيان عن إبراهيم بن عبد الأعلى فذكره بمعناه زاد في آخره ولا تفارق الجماعة ولم يذكر في إسناده منصورا وهذا أصح وذكر منصور فيه وهم والله أعلم

[ 16407 ] حدثنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا جرير بن حازم عن ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجارح ومعاذ بن جبل رضى الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة وكائنا خلافة ورحمة وكائنا ملكا عضوضا وكائنا عتوة وجبرية وفسادا في الأمة يستحلون الفروج والخمور والحرير وينصرون على ذلك ويرزقون أبدا حتى يلقوا الله عز وجل

باب إثم الغادر للبر والفاجر

[ 16408 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا إسحاق بن الحسن ثنا عفان بن مسلم ثنا صخر بن جويرية عن نافع أن عبد الله بن عمر جمع أهل بيته حين انتزى أهل المدينة مع عبد الله بن الزبير رضى الله تعالى عنهما وخلعوا يزيد بن معاوية فقال إنا بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان وإن من أعظم الغدر بعد الإشراك بالله أن يبايع رجل رجلا على بيع الله ورسوله ثم ينكث بيعته ولا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يشرفن أحد منكم في هذا الأمر فيكون صيلما بيني وبينه رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عفان مختصرا دون قصة يزيد وأخرجاه من حديث أيوب عن نافع

[ 16409 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد عن أيوب عن نافع أن معاوية بعث إلى بن عمر رضى الله تعالى عنهما مائة ألف درهم فلما دعا معاوية إلى بيعة يزيد بن معاوية قال أترون هذا أراد إن ديني إذا عندي لرخيص زاد فيه غيره فلما مات معاوية واجتمع الناس على يزيد بايعه

[ 16410 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد ح وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا أبو الربيع الزهراني سليمان بن داود ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن نافع قال لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع بن عمر حشمه ومواليه وفي رواية سليمان حشمه وولده وقال أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة زاد الزهراني في روايته قال وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن تبايع رجلا على بيعة الله ورسوله ثم تنصب له القتال إني لا أعلم أحدا منكم خلع ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل فيما بيني وبينه رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه مسلم عن أبي الربيع مختصرا

[ 16411 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو خليفة ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن ثابت عن أنس بإسنادين في موضعين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء يوم القيامة قال أحدهما ينصب وقال الآخر يرى يوم القيامة يعرف به رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد هكذا وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة

[ 16412 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري أنبأ أبو يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا المستمر بن الريان ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة رواه مسلم في الصحيح عن أبي خيثمة

[ 16413 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عبد الواحد ثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل كان له فضل ماء في الطريق فمنعه من بن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط ورجل أقام سلعة بعد العصر فقال الله الذي لا إله إلا هو لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه الرجل واشتراها منه ثم قرأ هذه الآية إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى أخر رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل وأخرجاه من وجه آخر عن الأعمش

باب ما على السلطان من القيام فيما ولي بالقسط والنصح للرعية والرحمة بهم والشفقة عليهم والعفو عنهم ما لم يكن حدا

[ 16414 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن نافع عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير راع عن الناس وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته وامرأة الرجل راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عن بعلها ورعيتها والعبد راع عن مال سيده وهو مسؤول عن رعيته ألا وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وغيره عن الليث وأخرجاه من حديث عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع

[ 16415 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ببغداد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ بن هشام ح وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن المثنى ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي المليح أن عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار وهو شاك فقال لولا أني في الموت ما حدثتك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير استرعى رعية لم يحتط لهم ولم ينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة لفظ حديث أبي صالح رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى وغيره

[ 16416 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا أبو الأشهب جعفر بن حيان عن الحسن عن معقل بن يسار المزني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يسترعي رعية يموت حين يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم عن أبي الأشهب ورواه مسلم عن شيبان بن فروخ عن أبي الأشهب

[ 16417 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب وعمران بن موسى قالا ثنا شيبان بن فروخ ثنا جرير بن حازم ثنا الحسن أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عبيد الله بن زياد فقال أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون منهم فقال له اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال وهل كانت لهم نخالة إنما كانت النخلة بعدهم وفي غيرهم رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ

[ 16418 ] أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي بنيسابور قالا ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ وكيع عن الأعمش عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم شيخ يزني وملك كذاب وعائل مستكبر رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع

[ 16419 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان وزيد بن وهب عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لا يرحم الناس لا يرحمه الله رواه البخاري في الصحيح عن محمد ورواه مسلم عن أبي كريب كلاهما عن أبي معاوية

[ 16420 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا يحيى بن سعيد القطان عن شعبة عن منصور عن أبي عثمان مولى المغيرة سمع أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزع الرحمة إلا من شقى ثلاث مرات

[ 16421 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا يزيد بن هارون أنبأ أبو العوام بن حوشب عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى الخليفة من بعدي بتقوى الله وأوصيه بجماعة المسلمين أن يعظم كبيرهم ويرحم صغيرهم ويوقر عالمهم وأن لا يضربهم فيذلهم ولا يوحشهم فيكفرهم وأن لا يخصيهم فيقطع نسلهم وأن لا يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم

[ 16422 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أخبرني أبو الطيب محمد بن محمد بن المبارك النيسابوري ثنا السري بن خزيمة ثنا عبد الله بن يزيد المقري أنبأ سعيد ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا بن السرح ثنا بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن أبي مرحوم عن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من أي الحور شاء

[ 16423 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقوب التمار بهمذان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد ثنا بشر بن شعيب عن أبيه عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس قال قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على بن أخيه الحر بن قيس بن حصن وكان من النفر الذين يدينهم عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا قال عيينة لابن أخيه يا بن أخي هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن لي عليه فقال سأستأذن لك عليه قال بن عباس فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر رضى الله تعالى عنه فلما دخل عليه قال هي يا بن الخطاب ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر رضى الله تعالى عنه حتى هم أن يوقع به فقال له الحر يا أمير المؤمنين إن الله سبحانه قال لنبيه صلى الله عليه وسلم خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإن هذا من الجاهلين قال فوالله ما جاوزها عمر رضى الله تعالى عنه حين تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله واللفظ للحاكم أبي عبد الله رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وروينا في كتاب الزكاة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه وقد روينا عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم ما لم يكن حدا وهو في كتاب الحدود

باب فضل الإمام العادل

[ 16424 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا ثنا يحيى يعنيان بن سعيد عن عبيد الله حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل ورجل نشأ بعبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما ينفق بشماله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه رواه البخاري في الصحيح عن بندار ورواه مسلم عن محمد بن المثنى وسائر الرواة عن يحيى القطان قالوا فيه لا تعلم شماله ما تنفق يمينه

[ 16425 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو خيثمة ثنا سعد الطائي أخبرني أبو مدله أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماوات ويقول لها الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين وتمام هذا الباب وما قبله في كتاب السير ثم في كتاب أدب القاضي

[ 16426 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ عفان بن جبير الطائي عن رجل قد سماه لي عن عكرمة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أمية ثنا أحمد بن يونس ثنا سعد أبو غيلان ثنا عفان بن جبير الطائي عن أبي جرير أو حريز الأزدي عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم من إمام عدل أفضل من عبادة ستين سنة وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين يوما

[ 16427 ] أخبرنا أبو محمد السكري أنبأ إسماعيل الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي ثنا سعيد بن عبد الله الدمشقي ثنا الربيع بن صبيح عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها إنما السلطان ظل الله في الأرض ورمحه في الأرض

[ 16428 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو نعيم ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال عمر رضى الله تعالى عنه عند موته اعلموا أن الناس لن يزالوا بخير ما استقامت لهم ولاتهم وهداتهم

[ 16429 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا أيوب بن سويد ثنا الوليد بن علي الجعفي عن خاله الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال إنما زمانكم سلطانكم فإذا صلح سلطانكم صلح زمانكم وإذا فسد سلطانكم فسد زمانكم

[ 16430 ] أخبرنا أبو بكر القاضي أنبأ حاجب بن أحمد ثنا محمد بن حماد ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض قال سمع أبا حازم يقول لا يزال الناس بخير ما لم تقع هذه الأهواء في السلطان هم الذين يذبون عن الناس فإذا وقعت فيهم فمن يذب عنهم

[ 16431 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري حدثني عامر بن واثلة الليثي قال قدم رجل من أهل تيماء على عبد الملك بن مروان وهو رجل من أهل الكتاب فقال يا أمير المؤمنين إن بن هرمز ظلمني واعتدى علي فلم يرد عليه عبد الملك شيئا ثم عاد له في الشكاية لابن هرمز فلم يرجع إليه عبد الملك شيئا فقال وغضب يا أمير المؤمنين إنا نجد في التوراة التي أنزلها الله عز وجل على موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم أنه ليس على الإمام من جور العامل وظلمه شيء ما لم يبلغه ذلك من ظلمه وجوره فإذا بلغه فأقره شركه في جوره وظلمه فلما ذكر ذلك نزع بن هرمز عن عمله

[ 16432 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أنبأ عبد الرزاق عن معمر عن بن طاوس عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال أرأيتم إن استعملت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل فأقضيت ما علي قالوا نعم قال لا حتى أنظر في عمله أعمل بما أمرته أولا

باب النصيحة لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وما على الرعية من إكرام السلطان المقسط

[ 16433 ] أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد أنبأ سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا رضي لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتمصوا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولي الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال قال عطاء بن يزيد الليثي سمعت تميم الداري رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الدين النصيحة ثلاث مرات قالوا يا رسول الله لمن قال لله ولكتابه ولأئمة المسلمين أو قل لأئمة المسلمين وعامتهم أخرج مسلم الحديث الأول في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره عن جرير

[ 16434 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء عن يزيد الليثي عن تميم الداري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الدين النصحية إنما الدين النصيحة إنما الدين النصيحة فقيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المؤمنين وعامتهم أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن سفيان الثوري

[ 16435 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا أبو داود ثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف ثنا عبد الله بن حمران ثنا عوف بن أبي حميلة عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ورواه بن المبارك عن عوف فوقفه

[ 16436 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إبراهيم بن صالح الشيرازي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا حميد بن مهران الكندي ثنا سعد بن أوس عن زياد بن كسيب العدوي قال كان عبد الله بن عامر يخطب الناس عليه ثياب رقيق مرجل شعره قال فصلى يوما ثم دخل قال وأبو بكرة جالس إلى جنب المنبر فقال مرداس أبو بلال ألا ترون إلى أمير الناس وسيدهم يلبس الرقاق ويتشبه بالفساق فسمعه أبو بكرة فقال لابنه الأصيلع ادع لي أبا بلال فدعاه له فقال أبو بكرة أما أني قد سمعت مقالتك للأمير آنفا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أكرم سلطان الله أكرمه الله ومن أهان سلطان الله أهانه الله

[ 16437 ] أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد ثنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ح وحدثنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي وفي رواية الحرفي حدثني عبد الله بن سالم حدثني محمد بن الوليد بن عامر وهو الزبيدي ثنا الفضيل بن فضالة يرده إلى بن عائذ يرده بن عائذ إلى جبير بن نفير أن عياض بن غنم الأشعري وقع على صاحب دار حين فتحت فأتاه هشام بن حكيم فأغلظ له القول ومكث هشام ليالي فأتاه هشام يعتذر إليه وقال له يا عياض ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشد الناس عذابا للناس في الدنيا فقال له عياض يا هشام إنا قد سمعنا الذي سمعت ورأينا الذي رأيت وصحبنا من صحبت أو لم تسمع يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يكلمه بها علانية وليأخذ بيده فليخل به فإن قبلها قبلها وإلا كان قد أدى الذي عليه والذي له وإنك يا هشام لأنت الجريء أن يجترئ على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك سلطان الله فتكون قتيل سلطان الله لفظ حديثهما سواء

باب ما يكره من ثناء السلطان وإذا خرج قال غير ذلك

[ 16438 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا محمد بن سابق ثنا عاصم بن محمد عن أبيه قال قال رجل لابن عمر إنا ندخل على سلطاننا فنقول ما نتكلم بخلافه إذا خرجنا من عندهم قال كنا عند هذا نفاقا رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر

[ 16439 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن بن أبي حبيب عن عراك بن مالك عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من شر الناس ذا الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة عن الليث

باب ما على الرجل من حفظ اللسان عند السلطان وغيره

[ 16440 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت أخرجه البخاري في الصحيح من حديث معمر وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الزهري

[ 16441 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إبراهيم بن حمزة حدثني عبد العزيز بن أبي حازم وعبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة التيمي عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن حمزة عن بن أبي حازم ورواه مسلم عن بن أبي عمر عن عبد العزيز بن محمد

[ 16442 ] أخبرنا أبو القاسم الحرفي ببغداد أنبأ محمد بن عبد الله الشافعي ثنا محمد بن غالب ثنا عبد الصمد العمي ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ح قال وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا عبد الرحمن يعني بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها له درجات وإن العبد ليتكلم الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن منير عن أبي النضر

[ 16443 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس عبد الله بن الحسين القاضي بمرو وأبو عبد الله محمد بن علي بن مخلد الجوهري ببغداد قالا ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سعيد بن عامر الضبعي ثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص قال كان رجل بطال يدخل على الأمراء فيضحكهم فقال له جدي ويحك يا فلان لم تدخل على هؤلاء فتضحكهم فإني سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيرضى الله بها عنه إلى يوم يلقاه وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيسخط الله بها إلى يوم يلقاه

[ 16444 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا بن عثمان أنبأ عبد الله هو بن المبارك أنبأ موسى بن عقبة عن علقمة بن وقاص الليث أن بلال بن الحارث المزني قال له إني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء وتغشاهم فانظر ماذا تحاضرهم به فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير ما يعلم يكتب الله بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر ما يعلم مبلغها يكتب الله عليه سخطه إلى يوم يلقاه فكان علقمة يقول رب حديث قد حال بيني وبينه ما سمعت من بلال

[ 16445 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن مهرويه الرازي ثنا أبو حاتم الرازي وعمرو بن تميم قالا ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا سفيان ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو جعفر الدينوري والعباس بن الفضل الأسفاطي قالا ثنا أحمد بن يونس ثنا سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال خرج علينا حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة أو تسعة وبيننا وسائد من آدم أحمر قال إنه سيكون بعدي أمراء فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض ومن لم يصدقهم يكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض

[ 16446 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهدي ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث عن يحيى بن سعيد حدثني خالد بن أبي عمران حدثني أبو عياش عن بن عجرة الأنصاري أنه قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد أنا تاسع تسعة فقال لنا أتسمعون هل تسمعون ثلاث مرار أنها ستكون عليكم أئمة فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فلست منه وليس مني ولا يرد علي الحوض يوم القيامة ومن دخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض يوم القيامة قال وحدثني أيضا عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه كيف أنتم إذا بقيتم في حثالة من الناس مرجت أمانتهم وعهودهم وكانوا هكذا ثم أدخل أصابعه بعضها في بعض فقالوا فإذا كان كذلك كيف نفعل يا رسول الله قال خذوا ما تعرفون ودعوا ما تنكرون ثم خص بهذا عبد الله بن عمرو بن العاص فيما بينه وبينه فقال ما تأمرني به يا رسول الله إذا كان ذلك قال آمرك بتقوى الله عليك بنفسك وإياك وعامة الأمور

[ 16447 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن عبد الله بن خارجة بن زيد عن عروة بن الزبير قال أتيت عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقلت له يا أبا عبد الرحمن إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء فيتكلمون بالكلام نحن نعلم أن الحق غيره فنصدقهم ويقضون بالجور فنقويهم ونحسنه لهم فكيف ترى في ذلك فقال بابن أخي كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعد هذا النفاق فلا أدري كيف هو عندكم

[ 16448 ] حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج إملاء أنبأ أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثني عمر بن علي عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجلين أضمن له الجنة رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن أبي بكر

باب ما على من رفع إلى السلطان ما فيه ضرر على مسلم من غير جناية

[ 16449 ] أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل الماسرجسي ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن إبراهيم عن همام قال كنت جالسا عند حذيفة فمر رجل فقالوا هذا يرفع الحديث إلى السلطان فقال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات قال الأعمش والقتات النمام أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن الأعمش وأخرجاه من حديث منصور عن إبراهيم

[ 16450 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة سمع عبد الله بن سلمة يحدث عن صفوان بن عسال المرادي أن رجلين من أهل الكتاب قال أحدهما لصاحبه أذهب بنا إلى هذا النبي قال لا يسمعن هذا فيصير له أربعة أعين فأتياه فسألاه عن تسع آيات بينات فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا المحصنة ولا تفروا من الزحف ولا تمشوا مبرىء إلى ذي سلطان لتقتلوه أو لتهلكوه وعليكم خاصة يهود أن لا تعدوا في السبت فقبلا يديه ورجليه وقالا نشهد إنك نبي فقال ما يمنعكما من اتباعي فقالا إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخشى إن اتبعناك أن تقتلنا اليهود قال أبو داود بن مرة ولا تقذفوا المحصنة أو لا تفروا من الزحف قال أبو داود شك شعبة

[ 16451 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر الزاهد ثنا جعفر بن محمد الصائغ ببغداد ثنا سريج بن يونس ثنا عبيدة يعني بن حميد ثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال قال كعب أعظم الناس خطيئة يوم القيامة الذي يسعى بأخيه إلى إمامه

باب ما على السلطان من منع الناس عن النميمة وترك الأخذ بقول النمام

[ 16452 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقري في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد بن خلي ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا إسرائيل ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الكديمي ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن السدي عن الوليد بن أبي هاشم ثنا زيد بن زائد عن عبد الله بن مسعود قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا لا يبلغني أحد منكم عند أحد عن أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر قال فأتاه مال فقسمه قال فسمعت رجلين يقولان إن هذه القسمة التي قسمها لا يريد الله بها ولا الدار الآخرة قال ففهمت قولهما ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنك كنت قلت لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر وإني سمعت فلانا وفلانا يقولان كذا وكذا قال فاحمر وجهه وقال دعنا منك فقد أوذى موسى بأكثر من هذا فصبر لفظ حديث الكديمي وفي رواية الوهبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر لم يذكر ما بعده وسقط من إسناده السدي ورواه أيضا بن أبي حسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا

[ 16453 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا قبيصة ثنا سفيان عن محمد بن جحادة قال سمعت الحسن يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف القرف ولا يصدق أحدا على أحد

[ 16454 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه قال سمعت أسقفا من أهل نجران يكلم عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول يا أمير المؤمنين احذر قاتل الثلاثة قال عمر ويلك وما قاتل الثلاثة قال الرجل يأتي الإمام بالكذب فيقتل الإمام ذلك الرجل بحديث هذا الكذاب فيكون قد قتل وصاحبه وإمامه

[ 16455 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي أن العباس قال لابنه عبد الله رضى الله تعالى عنهما إني أرى هذا الرجل قد أكرمك يعني عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وأدنى مجلسك وألحقك بقوم لست مثلهم فاحفظ عني ثلاثا لا يجرين عليك كذبا ولا تفش عليه سرا ولا تغتابن عنده أحدا ورواه غيره عن مجالد عن الشعبي عن بن عباس رضى الله تعالى عنه

باب ما في الشفاعة والذب عن عرض أخيه المسلم من الأجر

[ 16456 ] أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر إملاء من أصل كتابه ومن حفظه ثنا أبو أسامة عن يزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل قال اشفعوا فلتؤجروا ويقض الله على لسان نبيه ما شاء رواه البخاري في الصحيح عن أبي كريب عن أبي أسامة وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يزيد

[ 16457 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أبو الفضل العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي أخبرني أبي أخبرني عبد الوهاب بن هشام بن الغاز عن أبيه هشام عن هشام عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان لمنفعة بر أو تيسير عسير أعين على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام قال العباس ثم لقيت محمد بن عبد الوهاب فحدثني به عن أبيه عن جده عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وروى ذلك من وجه آخر عن عائشة مرفوعا

[ 16458 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا بن وهب ثنا سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن من حيث لقيه يكف عنه ضيعته ويحوطه من ورائه

[ 16459 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثني الليث عن يحيى بن سليم بن جابر بن عبد الله وأبا طلحة بن سهل الأنصاريين يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد يخذل مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يجب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته

[ 16460 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس القاسم بن القاسم السياري أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله هو بن المبارك أنبأ ليث بن سعد فذكره بإسناده نحوه

[ 16461 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب إملاء ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ بن أبي ليلى عن الحكم عن بن أبي الدرداء عن أبيه قال نال رجل من رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه رجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار ورواه أيضا مرزوق عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا

[ 16462 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي وأبو يحيى الناقد ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا أبو يحيى يعني الناقد قالا ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز عن حميد عن الحسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة كذا رواه الدراوردي عن حميد عن حسن عن أنس وقد قيل عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عمران بن حصين موقوفا وقيل عنه بإسناده مرفوعا والموقوف أصح والله أعلم

باب ما على السلطان من إكرام وجوه الناس

[ 16463 ] حدثنا كامل بن أحمد المستملي أنبأ الحسن السراج ثنا مطين ثنا محمد بن الصباح ثنا سعيد بن مسلمة عن بن عجلان عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه

[ 16464 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أمية الطرسوسي ثنا أبو الحسن محمد بن مقاتل المروزي ثنا حصين بن عمر الأحمسي ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فقال يا جرير لأي شيء جئت قال جئت لأسلم على يديك يا رسول الله قال فألقى إلي كساءه ثم أقبل على أصحابه وقال إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه وذكر الحديث وفيه قال وكان لا يراني بعد ذلك إلا تبسم في وجهي وله شاهد من حديث الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا

[ 16465 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا علي بن الجعد أنبأ شعبة عن أبي عمران الجوني عبد الملك بن حبيب قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنهما أنه لم يزل للناس وجوه يرفعون حوائج الناس فأكرم وجوه الناس فبحسب المسلم الضعيف من العدل أن ينصف في العدل والقسمة

باب ما جاء في قتال أهل البغي والخوارج

[ 16466 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة وأبو عوانة عن زياد بن علاقة سمع عرفجة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أنها ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهم جميع فاضربوا رأسه بالسيف كائنا من كان أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة وأبي عوانة

[ 16467 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عارم بن الفضل ثنا حماد بن زيد ثنا عبد الله بن المختار ورجل سماه عن زياد بن علاقة عن عرفجة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون هنات وهنات فمن رأيتموه يمشي غلى أمة محمد فيفرق جماعتهم فاقتلوه رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن الشاعر عن عارم

[ 16468 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عمران بن موسى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يونس بن أبي يعفور عن أبيه عن عرفجة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أتاكم وأمركم جمع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه رواه مسلم في الصحيح عن عثمان بن أبي شيبة

[ 16469 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد الضرير بالري ثنا محمد بن الفرج ثنا عبد الله بن موسى ثنا الأعمش ح قال وأنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو قال كنت جالسا معه في ظل الكعبة وهو يحدث الناس يقول كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يضرب خباءه ومنا من هو في جشره ومنا من ينتضل إذ نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة قال فانتهيت إليه وهو يخطب الناس ويقول أيها الناس إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم وينذرهم ما يعلمه شرا لهم ألا وإن عافية هذه الأمة في أولها وسيصيب آخرها بلاء وفتن يدفق بعضها بعضا تجيء الفتن فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف ثم تجيء فيقول هذه هذه ثم تجيء فيقول هذه هذه ثم تنكشف فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع وقال مرة ما استطاع أظنه قال فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر فلما سمعتها أدخلت رأسي بين رجلين فقلت إن بن عمك معاوية يأمرنا أن نقتل أنفسنا وأن نأكل أموالنا بيننا بالباطل والله عز وجل يقول { ولا تقتلوا أنفسكم } { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } قال فوضع جمعه على جبهته ثم نكس ثم رفع رأسه فقال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله قلت أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم سمعته أذناي ووعاه قلبي لفظ حديث وكيع رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن وكيع

[ 16470 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم الحيري ثنا مسدد بن قطن ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن الأعمش فذكره بإسناده ومعناه قال فيه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر قال فدنوت منه فقلت أنشدك بالله أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأومى إلى أذنيه وقلبه بيديه فقال سمعته أذناي ووعاه قلبي رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير

[ 16471 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب قالا ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان عن أبيه عن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي رضى الله تعالى عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها فقسمها بين أربعة بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بني نبهان وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب قال فغضبت قريش والأنصار وقالت يعطي صناديد أهل نجد ويد عنا فقال إنما أتألفهم قال فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتىء الجبين كث اللحية محلوق قال اتق الله يا محمد فقال من يطع الله إذا عصيته أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني قال فسأل رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد قال فمنعه قال فلما ولي قال إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون عبدة الأوثان لئن أنا أدركتم لأقتلنهم قتل عاد رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سعيد بن مسروق

[ 16472 ] وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا القاسم بن الفضل ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون فرقة بين طائفتين من أمتي تمرق مارقة بينهما تقتلها أولى الطائفتين بالحق رواه مسلم في الصحيح عن شيبان عن القاسم

[ 16473 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ يعقوب بن أحمد الخسروجردي ثنا داود بن الحسين الخسروجردي ثنا نصر بن علي الجهضمي ثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن الضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر فيه قوما يخرجون على فرقة من الناس يقتلهم أقرب الفئتين إلى الحق رواه مسلم في الصحيح عن القواريري عن أبي أحمد

[ 16474 ] أخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة عن علي رضى الله تعالى عنه قال إذا سمعتم بي أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم عن غيره فإنما أنا رجل محارب والحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما ليقتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم إلى يوم القيامة

[ 16475 ] وأخبرنا أبو محمد أنبأ أبو سعيد ثنا الزعفراني ثنا محمد بن عبيد الطنافسي ثنا الأعمش فذكره بإسناده ومعناه زاد يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب وغيره عن أبي معاوية وأخرجه البخاري من وجهين آخرين عن الأعمش

[ 16476 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا حماد بن زيد وإسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي رضى الله تعالى عنه قال إسماعيل ذكر الخوارج وقال حماد ذكر أهل النهروان فقال فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم ما وعد الله عز وجل الذين يقاتلونهم على لسان محمد قلت أنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم قال أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن أبي بكر المقدمي

[ 16477 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد قالا ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ عبد الملك بن أبي سليمان ثنا سلمة بن كهيل أخبرني زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي رضى الله تعالى عنه أيها الناس أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج من أمتي قوم يقرأون القرآن ليست قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرأون القرآن لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى الله لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لا تكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليست له ذراع على عضده مثل حلمة ثدي المرأة عليه شعرات بيض فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم والله أني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله قال سلمة فنزلني زيد بن وهب منزلا منزلا حتى قال مررنا على قنطرة قال فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حرورا فرجعتم قال فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال فقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان فقال علي رضى الله تعالى عنه التمسوا فيهم المخدج فلم يجدوه فقام علي رضى الله تعالى عنه بنفسه فالتمسه فوجده فقال صدق الله وبلغ رسوله فقام إليه عبيدة السلماني فقال يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إي والله الذي لا إله إلا هو حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق

[ 16478 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا أبو الطاهر ثنا بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قالوا لا حكم إلا لله فقال كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا أني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم وأشار إلى حلقه أبغض خلق الله إليه منهم أسود إحدى يديه حلمة ثدي فلما قتلهم قال انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا قال ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه قال عبيد الله وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي رضى الله تعالى عنه فيهم رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر

[ 16479 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ثنا علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدري قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم قال يا رسول الله اعدل فقال ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يا رسول الله ائذن إلي فيه أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يجوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ومثل البضعة تدردر يخرجون على حين فترة من الناس قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتى حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعته رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجاه من أوجه أخر عن أبي سلمة والضحاك الهمداني عن أبي سعيد

[ 16480 ] أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي قال وحدثنا محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي والحديث للعباس حدثني قتادة عن أنس بن مالك وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية لا يرجعون حتى يرتد على فوقه هم شر الخلق والخليقة طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء من قاتلهم كان أولى بالله منهم قالوا يا رسول الله فما سيماهم قال التحليق وفي الباب عن أبي ذر وسهل بن حنيف وعبد الرحمن بن عمرو بن العاص وأبي بكرة وأبي برزة الأسلمي وبعضهم يزيد على بعض واستدل الشافعي رحمه الله في قتال أهل البغي بقول الله جل ثناؤه { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين }

[ 16481 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ثنا نعيم بن حماد ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس بن مالك قال قيل يا رسول الله لو أتيت عبد الله بن أبي قال فانطلق إليه وركب حماره وركب معه قوم من أصحابه فلما أتاه قال له عبد الله تنح فقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من المسلمين والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك قال فغضب لكل واحد منهما قومه فتضاربوا بالجريد والنعال فبلغنا إنما نزلت فيهم هذه الآية { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } الآية رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن محمد بن عبد الأعلى كلاهما عن معتمر

[ 16482 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه أنه بلغه عن أنس بن مالك قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم راكبا على حمار وانطلق الناس يمشون قال وهي أرض سبخة فذكره قال أنس فأنبئت أنها أنزلت فيهم

[ 16483 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد ثنا أحمد بن محمد بن مهدي بن رستم ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة القرشي حدثني أبي ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج بن أبي منيع ثنا جدي وثنا يعقوب حدثني محمد بن يحيى بن إسماعيل عن بن وهب عن يونس جميعا عن الزهري وهذا لفظ حديث شعيب بن أبي حمزة بن عبد الله بن عمر بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال يا أبا عبد الرحمن أني والله لقد حرصت إن اتسمت بسمتك وأقتدي بك في أمر فرقة الناس وأعتزل الشر ما استطعت وإني أقرأ آية من كتاب الله محكمة قد أخذت بقلبي فأخبرني عنها أرأيت قول الله تبارك وتعالى { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين } أخبرني عن هذه الآية فقال عبد الله ومالك ولذلك انصرف عني فانطلق حتى توارى عنا سواده أقبل علينا عبد الله بن عمر فقال ما وجدت في نفسي من شيء من أمر هذه الأمة ما وجدت في نفسي أني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله عز وجل زاد القطان في روايته قال حمزة فقلنا له ومن ترى الفئة الباغية قال بن عمر بن الزبير بغى على هؤلاء القوم فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم ففي قول عبد الله بن عمر هذا دلالة على جواز استعمال الآية في قتال الفئة الباغية

[ 16484 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا أبي عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت ما رأيت مثل ما رغبت عنه هذه الأمة من هذه الآية { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله }

باب الدليل على أن الفئة الباغية منهما لا تخرج بالبغي عن تسمية الإسلام قال الشافعي رحمه الله سماهم الله تعالى بالمؤمنين وأمر بالإصلاح بينهم

[ 16485 ] أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهما واحدة رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق

[ 16486 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحميدي وسعيد بن منصور قالا ثنا سفيان ثنا إسرائيل أبو موسى قال سمعت الحسن قال سمعت أبا بكرة يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي رضى الله تعالى عنهما معه إلى جنبه وهو يلتفت إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول إن ابني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين قال سفيان قول فئتين من المسلمين يعجبنا جدا رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله وغيره عن سفيان

[ 16487 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الوليد وآدم قالا ثنا مبارك عن الحسن عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث سفيان زاد آدم قال الحسن فلما ولي يعني الحسن بن علي رضى الله تعالى عنهما ما أهريق في سببه محجمة من دم

[ 16488 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب حدثني سلمة ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن أيوب عن بن سيرين أن الحسن بن علي رضى الله تعالى عنهما قال لو نظرتم ما بين جابر س إلى جابلق ما وجدتم رجلا جده نبي غيره وغير أخي وإني أرى أن تجتمعوا على معاوية وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين قال معمر جابر س وجابلق المغرب والمشرق

[ 16489 ] وأخبرنا أبو الحسين أنبأ عبد الله ثنا يعقوب ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا مجالد عن الشعبي ح قال وحدثنا يعقوب ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا مجالد عن الشعبي قال لما صالح الحسن بن علي وقال هشيم لما سلم الحسن بن علي الأمر إلى معاوية قال له معاوية بالنخيلة قم فتكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن أكيس الكيس التقى وإن أعجز العجز الفجور ألا وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية حق لامرئ كان أحق به مني أو حق لي تركته لمعاوية إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ثم استغفر ونزل

[ 16490 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون عن شريك عن أبي العنبس عن أبي البختري قال سئل علي رضى الله تعالى عنه عن أهل الجمل أمشركون هم قال من الشرك فروا قيل أمنافقون هم قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا قيل فما هم قال إخواننا بغوا علينا

[ 16491 ] وأخبرنا أبو عبد الله أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر ثنا وكيع عن أبان بن عبد الله البجلي عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش قال قال علي رضى الله تعالى عنه أني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله عز وجل ونزعنا ما في صدورهم من غل

[ 16492 ] وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية ثنا أبو مالك الأشجعي ح وحدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ أنبأ إبراهيم بن عبد الله السعدي أنبأ محمد بن عبيد الطنافسي ثنا أبو مالك الأشجعي عن أبي حبيبة مولى طلحة قال دخلت على علي رضى الله تعالى عنه مع عمران بن طلحة بعدما فرغ من أصحاب الجمل قال فرحب به وأدناه وقال أني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله عز وجل ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين فقال بابن أخي كيف فلانة كيف فلانة قال وسأله عن أمهات أولاد أبيه قال ثم قال لم نقبض أرضكم هذه السنين إلا مخافة أن ينتهبها الناس يا فلان انطلق معه إلى بن قرظة مرة فليعطه غلة هذه السنين ويدفع إليه أرضه قال فقال رجلان جالسان ناحية أحدهما الحارث الأعور الله أعدل من ذلك أن نقتلهم ويكونوا إخواننا في الجنة قال قوما أبعد أرض الله وأسحقها فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة بابن أخي إذا كانت لك حاجة فأتنا لفظ حديث الطنافسي وفي روياة أبي معاوية قال دخل عمران بن طلحة على علي رضى الله تعالى عنه ولم يسم الحارث وقال إلى بني قرظة والباقي بمعناه

[ 16493 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ إبراهيم بن هاشم البغوي وأبو القاسم المنيعي قالا ثنا علي هو بن الجعد أنبأ شعبة عن الحكم عن أبي وائل قال سمعت عمارا رضى الله تعالى عنه يقول حين بعثه علي رضى الله تعالى عنه إلى الكوفة ليستنفر الناس إنا لنعلم أنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها

[ 16494 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن ثنا محمد بن إسحاق ثنا بندار ثنا محمد ثنا شعبة عن الحكم قال سمعت أبا وائل قال لما بعث علي عمار بن ياسر والحسن بن علي رضى الله تعالى عنهم إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال أني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها لينظر إياه تتبعون أو إياها رواه البخاري في الصحيح عن بندار

[ 16495 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا إسحاق الأزرق ثنا عوف عن بن سيرين قال قال خالد بن الواشمة لما فرغ من أصحاب الجمل ونزلت عائشة منزلها دخلت عليها فقلت السلام عليك يا أم المؤمنين قالت من هذا قلت خالد بن الواشمة قالت ما فعل طلحة قلت أصيب قالت إنا لله وإنا إليه راجعون يرحمه الله فما فعل الزبير قلت أصيب قالت إنا لله وإنا إليه راجعون يرحمه الله قلت بل نحن لله وإنا إليه راجعون في زيد بن صوحان قالت وأصيب زيد قلت نعم قالت إنا لله وإنا إليه راجعون يرحمه الله فقلت يا أم المؤمنين ذكرت طلحة فقلت يرحمه الله وذكرت الزبير فقلت يرحمه الله وذكرت زيدا فقلت يرحمه الله وقد قتل بعضهم بعضا والله لا يجمعهم الله في جنة أبدا قالت أو لا تدري أن رحمة الله واسعة وهو على كل شيء قدير قال فكانت أفضل مني

[ 16496 ] وأخبرنا أبو محمد أنبأ أبو سعيدان ثنا إسحاق ثنا بن عون عن بن سيرين عن خالد بن الواشمة بنحوه ورواه أيضا أيوب عن بن سيرين

[ 16497 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ يزيد بن هارون أنبأ العوام بن حوشب عن عمرو بن مرة عن أبي وائل قال رأى عمرو بن شرحبيل وكان من أفاضل أصحاب عبد الله قال رأيت كأني دخلت الجنة فإذا أنا بقباب مضروبة فقلت لمن هذا فقال لذي كلاع وحوشب وكانا ممن قتل مع معاوية قال قلت ما فعل عمار وأصحابه قالوا أمامك قال قلت سبحان الله وقد قتل بعضهم بعضا فقال إنهم لقوا الله فوجدوه واسع المغفرة قال قلت ما فعل أهل النهر قال لقوا برحا فقال يحيى بن أبي طالب سمعت يزيد في المجلس ببغداد وكان يقال إن في المجلس سبعين ألفا قال لا تغتروا بهذا الحديث فإن ذا الكلاع وحوشب أعتقا اثني عشر ألف أهل بيت وذكر من محاسنهم أشياء

[ 16498 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ مسعر عن عبد الله بن رباح أن عمارا رضى الله تعالى عنه قال لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا فسقوا أو ظلموا

[ 16499 ] أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الله السديري بخسروجرد أنبأ أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا حميد بن زنجويه ثنا يعلى بن عبيد ثنا مسعر عن عامر بن شقيق عن شقيق بن سلمة قال قال رجل من يتعرف البغلة يوم قتل المشركون يعني أهل النهروان فقال علي بن أبي طالب من الشرك فروا قال فالمنافقون قال المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا قال فما هم قال قوم بغوا علينا فنصرنا عليهم

باب من قال لا تباعة في الجراح والدماء وما فات من الأموال في قتال أهل البغي

[ 16500 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال قد هاجت الفتنة الأولى وأدركت يعني الفتنة رجالا ذوي عدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد معه بدرا وبلغنا أنهم كانوا يرون أن يهدر أمر الفتنة ولا يقام فيها على رجل قاتل في تأويل القرآن قصاص فيمن قتلك ولا حد في سباء امرأة سبيت ولا يرى عليها حد ولا بينها وبين زوجها ملاعنة ولا يرى أن يقفوها أحد إلا جلد الحد ويرى أن ترد إلى زوجها الأول بعد أن تعتد فتقضي عدتها من زوجها الآخر ويرى أن يرثها زوجها الأول

[ 16501 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا بن المبارك عن معمر عن الزهري قال كتب إليه سليمان بن هشام يسأله عن امرأة فارقت زوجها وشهدت على قومها بالشرك ولحقت بالحرورية فتزوجت فيهم ثم جاءت تائبة قال فكتب إليه الزهري وأنا شاهد أما بعد فإن الفتنة الأولى ثارت وفي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا فرأوا أن يهدم أمر الفتنة لا يقام فيها حد على أحد في فرج استحله بتأويل القرآن ولا قصاص في دم استحله بتأويل القرآن ولا مال استحله بتأويل القرآن إلا أن يوجد شيء بعينه وإني أرى أن تردها إلى زوجها وتحد من قذفها

[ 16502 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر حدثني سيف بن فلان بن معاوية العنزي حدثني خالي عن جدي قال لما كان يوم الجمل واضطرب الخيل وأغار الناس قال فجاء الناس إلى علي رضى الله تعالى عنه يدعون أشياء فأكثروا عليه فلم يفهم قال إلا رجل كلامه لي في خمس كلمات أو ست قال فاحتفزت على إحدى رجلي قلت إن فهم قبل كلامي وإلا جلست من قريب قلت يا أمير المؤمنين إن الكلام ليس بخمس ولا بست ولكنها كلمتان قال فنظر إلي قال قلت هضم أو قصاص قال فعقد ثلاثين وقال قالون أرأيتم ما عددتم فهو تحت قدمي هاتين

باب ما جاء في قتال الضرب الأول من أهل الردة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشافعي رحمه الله هم قوم كفروا بعد إسلامهم مثل طليحة ومسيلمة والعنسي وأصحابهم

[ 16503 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أنا نائم إذ أتيت بخزائن الأرض فوضع في يدي سوارين من ذهب فكبرا علي وأهماني فأوحي إلي أن أنفخهما فنفختهما فذهبا فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق

[ 16504 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار قال أول ردة كانت في العرب مسيلمة باليمامة في بني حنيفة والأسود بن كعب العنسي باليمن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج طليحة بن خوليد الأسدي في بني أسد يدعي النبوة يسجع لهم

[ 16505 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج بن أبي منيع ثنا جدي عن الزهري قال لما استخلف الله أبا بكر رضى الله تعالى عنه وارتد من ارتد من العرب عن الإسلام خرج أبو بكر غازيا حتى إذا بلغ نقعا من نحو البقيع خاف على المدينة فرجع وأمر خالد بن الوليد بن المغيرة سيف الله وندب معه الناس وأمره أن يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتد منهم عن الإسلام ثم يسير إلى اليمامة فيقاتل مسيلمة الكذاب فسار خالد بن الوليد فقاتل طليحة الكذاب الأسدي فهزمه الله وكان قد اتبعه عيينة بن حصن بن حذيفة يعني الفزاري فلما رأى طليحة كثرة انهزام أصحابه قال ويلكم ما يهزمكم قال رجل منهم وأنا أحدثك ما يهزمنا أنه ليس منا رجل إلا وهو يحب أن يموت صاحبه قبله وإنا لنلقي قوما كلهم يحب أن يموت قبل صاحبه وكان طليحة شديد البأس في القتال فقتل طليحة يومئذ عكاشة بن محصن وابن أقرم فلما غلب الحق طليحة ترجل ثم أسلم وأهل بعمرة فركب يسير في الناس آمنا حتى مر بأبي بكر رضى الله تعالى عنه بالمدينة ثم نفذ إلى مكة فقضى عمرته ومضى خالد بن الوليد قبل اليمامة حتى دنا من حي من بني تميم فيهم مالك بن نويرة وكان قد صدق قومه فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك الصدقة فبعث إليه خالد بن الوليد رضى الله تعالى عنه سرية فذكر الحديث في قتل مالك بن نويرة قال ومضى خالد قبل اليمامة حتى قاتل مسيلمة الكذاب ومن معه من بني حنيفة فاستشهد الله من أصحاب خالد أناسا كثيرا من المهاجرين والأنصار وهزم الله مسيلمة ومن معه وقتل مسيلمة يومئذ مولى من موالي قريش يقال له وحشي

[ 16506 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا زيد بن المبارك الصنعاني وعيسى بن محمد المروزي قال ثنا محمد بن الحسن الصنعاني ثنا سليمان بن وهب عن النعمان بن بزرج قال خرج أسود الكذاب وكان رجلا من بني عنس وكان معه شيطانان يقال لأحدهما سحيق والآخر شقيق وكانا يخبرانه بكل شيء يحدث من أمر الناس فسار الأسود حتى أخذ ذمار فذكر قصة في شأنه وتزوجه بالمرزبانة امرأة باذان وأنها سقته خمرا صرفا حتى سكر فدخل في فراش باذان كان من ريش فانقلب عليه الفراش ودخل فيروز وخرزاذ بن بزرج فأشارت إليهما المرأة أنه في الفراش وتناول فيروز برأسه ولحيته فعصر عنقه فدقها وطعنه بن بزرج بالخنجر فشقه من ترقوته إلى عانته ثم احتز رأسه وخرجوا وأخرجوا المرأة معهم وما أحبوا من متاع البيت ثم ذكر قصة أخرى وفيها قدوم فيروز على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وأنه قال لفيروز كيف قتلت الكذاب قال الله قتله يا أمير المؤمنين قال نعم ولكن أخبرني فقص عليه القصة ورجع فيروز إلى اليمن

باب ما جاء في قتال الضرب الثاني من أهل الردة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشافعي رحمه الله وهم قوم تمسكوا بالإسلام ومنعوا الصدقات واحتج في ذلك بقصة أبي بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما

[ 16507 ] وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد الثقفي ثنا الليث عن عقيل عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر رضى الله تعالى عنه بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه لأبي بكر رضى الله تعالى عنه كيف نقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا آله الا الله فمن قال لا آله الا الله فقد عصم مني ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلتهم على منعه قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فوالله ما هو الا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد

[ 16508 ] وروي عن الشافعي وغيره عن سفيان بن عيينة عن بن شهاب أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال لأبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا آله الا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه هذا من حقها لا تفرقوا بين ما جمع الله لو منعوني عناقا مما أعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلتهم عليه أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان فذكره الا أنه سقط منه قوله لا تفرقوا بين ما جمع الله قال الشيخ الإمام رحمه الله واحتج أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه في هذا الحديث أحدهما أن قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الا بحقها وهذا من حقها والآخر أن قال لا تفرقوا بين ما جمع الله قال الشافعي رحمه الله يعني فيما أرى والله أعلم أنه مجاهد هم على الصلاة وأن الزكاة مثلها قال الشافعي ولعل مذهبه فيه أن الله يقول { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } وأن الله فرض عليهم شهادة الحق والصلاة والزكاة وأنه متى منع فرضا قد لزمه لم يترك ومنعه حتى يؤديه أو يقتل قال الشيخ رحمه الله وأما قول عمر رضي الله فوالله ما هو الا أني رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق يريد أنه انشرح صدره بالحجة التي أدلى بها والبرهان الذي أقامه وقال بعض أئمتنا رحمهم الله قد وقع اختصار في رواية هذا الحديث وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أوجه كثيرة أنه أمر بالقتال على الشهادتين وعلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فأبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه إنما قاتل مانعي الزكاة بالنص مع ما ذكر من الدلالة وعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه إنما سلم ذلك له حين قامت عليه الحجة بما روى فيه من النص وذكر فيه من الدلالة لا أنه قلده فيه

[ 16509 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا عمران بن داود القطان ثنا معمر بن راشد عن الزهري عن أنس قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب قال فقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يا أبا بكر أتريد أن تقاتل العرب قال فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة والله لو منعوني عناقا مما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم عليم قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فلما رأيت رأي أبي بكر قد شرح عليه علمت أنه الحق

[ 16510 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا الهيثم بن خالد ثنا أبو نعيم ثنا أبو العنبس سعيد بن كثير حدثني أبي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ثم حرمت علي دماؤهم وأموالهم وحسابهم على الله تعالى

[ 16511 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا أبو جعفر الرازي عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابها على الله عز وجل

[ 16512 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عبد الله بن محمد المسندي ثنا حرمي بن عمارة ثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله رواه البخاري في الصحيح عن المسندي وأخرجه مسلم من أوجه أخر عن شعبة

[ 16513 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد هو بن أبي عروبة عن قتادة في قوله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } الآية كلها قال نزلت هذه الآية وقد علم الله أنه سيرتد مرتدون من الناس فلما قبض الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد الناس عن الإسلام إلا ثلاثة مساجد أهل المدينة وأهل مكة وأهل جواثا من أهل البحرين من عبد القيس وقالت العرب أما الصلاة فنصلي وأما الزكاة فوالله لا نغصب أموالنا فكلم أبو بكر رضى الله تعالى عنه أن يتجاوز عنهم وتخلى عنهم وقيل له إنهم لو قد فقهوا لأعطوا الزكاة طائعين فأبى عليهم أبو بكر رضى الله تعالى عنه قال والله لا أفرق بين شيء جمع الله بينه والله لو منعوني عناقا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم عليه فبعث الله عليهم عصائب فقاتلوا على ما قتال عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقروا بالماعون وهي الزكاة المفروضة ثم إن وفد العرب قدموا عليه فخيرهم بين خطة مخزية أو حرب محلية فاختاروا الخطة وكانت أخون عليهم أن يشهدوا أن قتلاهم في النار وقتلى المسلمين في الجنة وما أصاب المسلمون من أموالهم فهو حلال وما أصابوا من المسلمين ردوه عليهم

[ 16514 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن أبا بكر الصديق رضى الله تعالى عنه كان جهز بعد النبي صلى الله عليه وسلم جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص فساروا حتى نزلوا الشام فجمعت لهم الروم جموعا عظيمة فحدث أبو بكر رضى الله تعالى عنه بذلك فأرسل إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق أو كتب أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل فأقبل خالد مغذا جوادا فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى ضمير فوجد المسلمين معسكرين بالجابية وتسامع الأعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له ففي ذلك يقول قائلهم
ألا يا أصبحينا قبل خيل أبي بكر
لعل منايانا قريب وما ندري وفي رواية الشافعي رحمه الله في المبسوط
ألا فاصبحينا قبل نائرة الفجر
لعل منايانا قريب وما ندري
أطعنا رسول الله ما كان وسطنا
فيا عجبا ما بال ملك أبي بكر
فإن الذي سألوكم فمنعتم
لكالتمر أو أحلى إليهم من التمر
سنمنعهم ما كان فينا بقية
كرام على العزاء في ساعة العسر وهذا فيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس عن الربيع عن الشافعي فذكر هذه الأبيات قال الشافعي قالوا لأبي بكر رضى الله تعالى عنه بعد الأسار ما كفرنا بعد إيماننا ولكن شححنا على أموالنا

باب لا يبدأ الخوارج بالقتال حتى يسألوا ما نقموا ثم يؤمروا بالعود ثم يؤذنوا بالحرب

[ 16515 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال كان أبو بكر رضى الله تعالى عنه يأمر أمراءه حين كان يبعثهم في الردة إذا غشيتم دارا فإن سمعتم بها أذانا بالصلاة فكفوا حتى تسألوهم ماذا نقموا فإن لم تسمعوا أذانا فشنوها غارة واقتلوا وحرقوا وانهكوا في القتل والجراح لا يرى بكم وهن لموت نبيكم صلى الله عليه وسلم

[ 16516 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب بن أحمد الفقيه بالطابران أنبأ أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف ثنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ثنا أبو غسان ثنا زياد البكائي ثنا مطرف بن طريف عن سليمان بن الجهم أبي الجهم مولى البراء بن عازب عن البراء بن عازب قال بعثني علي رضى الله تعالى عنه إلى النهر إلى الخوارج فدعوتهم ثلاثا قبل أن نقاتلهم

[ 16517 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب من أصل كتابه ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ثنا عمر بن يونس بن القاسم بن معاوية اليمامي ثنا عكرمة بن عمار العجلي حدثني أبو زميل سماك الحنفي ثنا عبد الله بن عباس قال لما خرجت الحرورية اجتمعوا في دار وهم ستة آلاف أتيت عليا رضى الله تعالى عنه فقلت يا أمير المؤمنين أبرد بالظهر لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم قال أني أخاف عليك قال قلت كلا قال فخرجت آتيهم ولبست أحسن ما يكون من حلل اليمن فأتيتهم وهو مجتمعون في دار وهم قائلون فسلمت عليهم فقالوا مرحبا بك يا أبا عباس فما هذه الحلة قال قلت ما تعيبون علي لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل ونزلت قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قالوا فما جاء بك قلت أتيتكم من عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار لأبلغكم ما يقولون وتخبرون بما تقولون فعليهم نزل القرآن وهم أعلم بالوحي منكم وفيهم أنزل وليس فيكم منهم أحد فقال بعضهم لا تخاصموا قريشا فإن الله يقول بل هم قوم خصمون قال بن عباس وأتيت قوما لم أر قوما أشد اجتهادا منهم مسهمة وجوههم من السهر كأن أيديهم وركبهم ثفن عليهم قمص مرحضة قال بعضهم لنكلمنه ولننظرن ما يقول قلت أخبروني ماذا نقمتم على بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره والمهاجرين والأنصار قالوا ثلاثا قلت ما هن قالوا أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله قال الله عز وجل إن الحكم إلا لله وما للرجال وما للحكم فقلت هذه واحدة قالوا وأما الأخرى فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم فلئن كان الذين قاتل كفارا لقد حل سبيهم وغنيمتهم وإن كانوا مؤمنين ما حل قتالهم قلت هذه ثنتان فما الثالثة قالوا إنه محا اسمه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين قلت أعندكم سوى هذا قالوا حسبنا هذا فقلت لهم أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يرد به قولكم أترضون قالوا نعم فقلت لهم أما قولكم حكم الرجال في أمر الله فأنا أقرأ عليكم ما قد رد حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم في أرنب ونحوها من الصيد فقال { يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم } إلى قوله { يحكم به ذوا عدل منكم } فنشدتكم بالله أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وإصلاح ذات بينهم وأن تعلموا أن الله لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال وفي المرأة وزوجها قال الله عز وجل { وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهله إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما } فجعل الله حكم الرجال سنة ماضية أخرجت من هذه قالوا نعم قال وأما قولكم قاتل فلم يسب ولم يغنم أتسبون أمكم عائشة ثم تستحلون منها ما يستحل من غيرها فلئن فعلتم لقد كفرتم وهي أمكم ولئن قلتم ليست بأمنا لقد كفرتم فإن الله تعالى يقول { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } فأنتم تدورون بين ضلالتين أيهما صرتم إليها صرتم إلى ضلالة فنظر بعضهم إلى بعض قلت أخرجت من هذه قالوا نعم قال وأما قولكم محا نفسه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون أريكم قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية كاتب المشركين سهيل بن عمرو وأبا سفيان بن حرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين اكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله فقال المشركون لا والله ما نعلم إنك رسول الله لو نعلم إنك رسول الله ما قاتلناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنك تعلم أني رسولك اكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله فوالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير من علي وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه قال عبد الله بن عباس فرجع من القوم ألفان وقتل سائرهم على ضلالة

[ 16518 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا هشام بن علي السدوسي ثنا محمد بن كثير العبدي ثنا يحيى بن سليم وعبد الله بن واقد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال قدمت على عائشة رضى الله تعالى عنها فبينا نحن جلوس عندها مرجعها من العراق ليالي قوتل علي رضى الله تعالى عنه إذ قالت لي يا عبد الله بن شداد هل أنت صادقي عما أسألك عنه حدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي قلت وما لي لا أصدقك قالت فحدثني عن قصتهم قلت إن عليا لما أن كاتب معاوية وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا أرضا من جانب الكوفة يقال لها حروراء وإنهم أنكروا عليه فقالوا انسلخت من قميص ألبسكه الله وأسماك به ثم انطلقت فحكمت في دين الله ولا حكم إلا لله فلما أن بلغ عليا ما عتبوا عليه وفارقوه أمر فأذن مؤذن لا يدخلن على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن فلما أن امتلأ من قراء الناس الدار دعا بمصحف عظيم فوضعه علي رضى الله تعالى عنه بين يديه فطفق يصكه بيده ويقول أيها المصحف حدث الناس فناداه الناس فقالوا يا أمير المؤمنين ما تسأله عنه إنما هو ورق ومداد ونحن نتكلم بما روينا منه فماذا تريد قال أصحابكم الذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله تعالى يقول الله عز وجل في امرأة ورجل وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم حرمة من امرأة ورجل ونقموا علي أني كاتبت معاوية وكتبت علي بن أبي طالب وقد جاء سهيل بن عمرو ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية حين صالح قومه قريشا فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم قلت فكيف أكتب قال اكتب باسمك اللهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتبه ثم قال اكتب من محمد رسول الله فقال لو نعلم أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم نخالفك فكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشا يقول الله في كتابه { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر } فبعث إليهم علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه عبد الله بن عباس فخرجت معه حتى إذا توسطنا عسكرهم قام بن الكواء فخطب الناس فقال يا حملة القرآن إن هذا عبد الله بن عباس فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه من كتاب الله هذا من نزل فيه وفي قومه بل هم قوم خصمون فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله عز وجل قال فقام خطباؤهم فقالوا والله لنواضعنه كتاب الله فإذا جاءنا بحق نعرفه اتبعناه ولئن جاءنا بالباطل لنبكتنه بباطله ولنردنه إلى صاحبه فواضعوه على كتاب الله ثلاثة أيام فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب فأقبل بهم بن الكواء حتى أدخلهم على علي رضى الله تعالى عنه فبعث علي إلي بقيتهم فقال قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم قفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتنزلوا فيها حيث شئتم بيننا وبينكم أن نقيكم رماحنا ما لم تقطعوا سبيلا وتطلبوا دما فإنكم إن فعلتم ذلك فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين فقالت عائشة رضى الله تعالى عنها بابن شداد فقد قتلهم فقال والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء وقتلوا بن خباب واستحلوا أهل الذمة فقالت الله قلت الله الذي لا إله إلا هو لقد كان قالت فما شيء بلغني عن أهل العراق يحدثونه به يقولون ذو الثدي ذو الثدي قلت قد رأيتموه ووقفت عليه مع علي رضى الله تعالى عنه في القتلى فدعا الناس فقال هل تعرفون هذا فما أكثر من جاء يقول قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي ورايته في مسجد بني فلان يصلي فلم يأتوا بثبت يعرف إلا ذلك قالت فما قول علي حين قام عليه كما يزعم أهل العراق قلت سمعته يقول صدق الله ورسوله قالت فهل سمعت أنت منه قال غير ذلك قلت اللهم لا قالت صدق الله ورسوله يرحم الله عليا إنه من كلامه كان لا يرى شيئا يعجبه إلا قال صدق الله ورسوله

[ 16519 ] وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسين بن عبدة السليطي ثنا أبو محمد أحمد بن إبراهيم بن عبد الله ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال عرض على مسلم بن خالد الزنجي عن بن خثيم عن بن عبد الله بن عياض عن عبد الله بن شداد بن الهاد أنه دخل على عائشة رضى الله تعالى عنها ونحن عندها مرجعه من العراق ليالي قتل علي رضى الله تعالى عنه فذكر الحديث بنحوه قال الشيخ الإمام رحمه الله حديث الثدية حديث صحيح قد ذكرناه فيما مضى ويجوز أن لا يسمعه بن شداد وسمعه غيره والله أعلم

[ 16520 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر ثنا وهب بن جرير ثنا جويرية بن أسماء قال أراه عن يحيى بن سعيد قال حدثني عمي أو عم لي قال لما تواقفنا يوم الجمل وقد كان علي رضى الله تعالى عنه حين صفنا نادى في الناس لا يرمين رجل بسهم ولا يطعن برمح ولا يضرب بسيف ولا تبدأوا القوم بالقتال وكلموهم بألطف الكلام وأظنه قال فإن هذا مقام من فلج فيه فلج يوم القيامة فلم نزل وقوفا حتى تعالى النهار حتى نادى القوم بأجمعهم يا ثارات عثمان رضى الله تعالى عنه فنادى علي رضى الله تعالى عنه محمد بن الحنفية وهو إمامنا ومعه اللواء فقال بابن الحنفية ما يقولون فأقبل علينا محمد بن الحنفية فقال يا أمير المؤمنين يا ثارات عثمان فرفع علي رضى الله تعالى عنه يديه فقال اللهم كب اليوم قتلة عثمان لوجوههم

[ 16521 ] أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا زيد بن الحباب حدثني جعفر بن إبراهيم من ولد عبد الله بن جعفر ذي الجناحين حدثني محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أن عليا رضى الله تعالى عنه لم يقاتل أهل الجمل حتى دعا الناس ثلاثا حتى إذا كان اليوم الثالث دخل عليه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر رضى الله تعالى عنهم قالوا قد أكثروا فينا الجراح فقال بابن أخي والله ما جهلت شيئا من أمرهم إلا ما كانوا فيه وقال صب لي ماء فصب له ماء فتوضأ به ثم صلى ركعتين حتى إذا فرغ رفع يديه ودعا ربه وقال لهم إن ظهرتم على القوم فلا تطلبوا مدبرا ولا تجيروا على جريح وانظروا ما حضرت به الحرب من آنيه فاقبضوه وما كان سوى ذلك فهو لورثته قال رحمه الله هذا منقطع والصحيح أنه لم يأخذ شيئا ولم يسلب قتيلا

[ 16522 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ أبو ميمونة عن أبي بشير الشيباني في قصة حرب الجمل قال فاجتمعوا بالبصرة فقال علي رضى الله تعالى عنه من يأخذ المصحف ثم يقول لهم ماذا تنقمون تريقون دماءنا ودماءكم فقال رجل أنا يا أمير المؤمنين فقال إنك مقتول قال لا أبالي قال خذ المصحف قال فذهب إليهم فقتلوه ثم قال من الغد مثل ما قال بالأمس فقال رجل أنا قال إنك مقتول كما قتل صاحبك قال لا أبالي قال فذهب فقتل ثم قتل آخر كل يوم واحد فقال علي رضى الله تعالى عنه قد حل لكم قتالهم الآن قال فبرز هؤلاء وهؤلاء فاقتتلوا قتالا شديدا وذكر الحديث قال أبو بشير فرد عليهم ما كان في العسكر حتى القدر

باب أهل البغي إذا فاؤوا لم يتبع مدبرهم ولم يقتل أسيرهم ولم يجهز على جريحهم ولم يستمتع بشيء من أموالهم

[ 16523 ] في ما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه ثنا أبو العباس ثنا الربيع أنبأ الشافعي وأظنه عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين قال دخلت على مروان بن الحكم فقال ما رأيت أحدا أكرم غلبة من أبيك ما هو إلا أن ولينا يوم الجمل فنادى مناديه لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح قال الشافعي رحمه الله ذكرت هذا الحديث للدراوردي فقال ما أحفظه تعجب لحفظه هكذا ذكره جعفر بهذا الإسناد قال الدراوردي أخبرنا جعفر عن أبيه أن عليا رضى الله تعالى عنه كان لا يأخذ سلبا وأنه كان يباشر القتال بنفسه وأنه كان لا يذفف على جريح ولا يقتل مدبرا

[ 16524 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه قال أمر علي رضى الله تعالى عنه مناديه فنادى يوم البصرة لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح ولا يقتل أسير ومن أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن ولم يأخذ من متاعهم شيئا

[ 16525 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ثنا علي بن حجر ثنا شريك عن السدي عن يزيد بن ضبيعة العبسي قال نادى منادي عمار أو قال علي يوم الجمل وقد ولى الناس ألا لا يذاف على جريح ولا يقتل مولى ومن ألقى السلاح فهو آمن فشق علينا ذلك

[ 16526 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى بن الفضل قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن خمير بن مالك قال سمعت عمار بن ياسر سأل عليا رضى الله تعالى عنهما عن سبي الذرية فقال ليس عليهم سبي إنما قاتلنا من قاتلنا قال لو قلت غير ذلك لخالفتك

[ 16527 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الإسفرائيني بها أنبأ بشر بن أحمد ثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء ثنا علي بن عبد الله ثنا حماد بن أسامة ثنا الصلت بن بهرام عن شقيق بن سلمة قال لم يسب علي رضى الله تعالى عنه يوم الجمل ولا يوم النهروان

[ 16528 ] وأخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف أنبأ بشر بن أحمد ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا علي بن عبد الله ثنا أبو أسامة حماد بن أسامة حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه قال علي رضى الله تعالى عنه يوم الجمل نمن عليهم بشهادة أن لا إله إلا الله ونورث الآباء من الأبناء

[ 16529 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا حفص بن غياث عن عبد الملك بن سلع عن عبد خير قال سئل علي رضى الله تعالى عنه عن أهل الجمل فقال إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم وقد فاؤوا وقد قبلنا منهم

[ 16530 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل أنبأ الحارث بن أبي أسامة أن كثير بن هشام حدثهم ثنا جعفر بن برقان ثنا ميمون بن مهران عن أبي أمامة قال شهدت صفين وكانوا لا يجيزون على جريج ولا يقتلون موليا ولا يسلبون قتيلا

[ 16531 ] وفيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي فاختة أن عليا رضى الله تعالى عنه أتى بأسير يوم صفين فقال لا تقتلني صبرا فقال علي رضى الله تعالى عنه لا أقتلك صبرا أني أخاف الله رب العالمين فخلى سبيله ثم قال أفيك خير تبايع قال الشافعي والحرب يوم صفين قائمة ومعاوية يقاتل جادا في أيامه كلها منتصفا أو مستعليا وعلي رضى الله تعالى عنه يقول لأسير من أصحاب معاوية لا أقتلك صبر أني أخاف الله رب العالمين قال الشيخ الإمام رحمه الله قول الشافعي ومعاوية يقاتل جادا في أيامه كلها منتصفا أو مستعليا معناه أنه كان يساويه مرة في القتال ويعلوه أخرى فكان فئة لهذا الأسير ومع ذلك لم يقتله علي رضى الله تعالى عنه ولم يستجز قتله وقيل منتصفا عند نفسه لدعواه أنه يطلب دم عثمان رضى الله تعالى عنه ومستعليا عند غيره لعلمهم بأن عليا رضى الله تعالى عنه كان بريئا من دم عثمان رضى الله تعالى عنه والأول أصح وقد روي في هذا حديث مسند إلا أنه ضعيف

[ 16532 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يوسف بن عبد الله الخوارزمي ثنا أبو نصر التمار ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا أحمد بن علي الخراز ثنا أبو نصر التمار ثنا كوثر بن حكيم عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود يا بن مسعود أتدري ما حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة فقال بن مسعود الله ورسوله أعلم قال فإن حكم الله فيهم أن لا يتبع مدبرهم ولا يقتل اسيرهم ولا يذفف على جريحهم لفظ حديث الخراز وفي رواية الخوارزمي ولا يجاوز على جريحهم زاد ولا يقسم فيؤهم تفرد به كوثر بن حكيم وهو ضعيف

[ 16533 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك ثنا يزيد بن هارون أنبأ سليمان التيمي أخبرني رجل بالبحرين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصفار ثنا عبد الأعلى هو بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي حرة الرقاشي عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل مال رجل مسلم لأخيه إلا ما أعطاه بطيب نفسه لفظ حديث التيمي وفي رواية الرقاشي لا يحل مال امرئ يعني مسلما إلا بطيب من نفسه

[ 16534 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن الهيثم الشعراني ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عن عرفجة عن أبيه قال لما قتل علي رضى الله تعالى عنه أهل النهر جال في عسكرهم فمن كان يعرف شيئا أخذه حتى بقيت قدر ثم رأيتها أخذت بعد ورواه سفيان عن الشيباني عن عرفجة عن أبيه أن عليا رضى الله تعالى عنه أتى برثة أهل النهر فعرفها وكان من عرف شيئا أخذه حتى بقيت قدر لم تعرف وروينا عن رجل من بني تميم قال سألت بن عمر رضى الله تعالى عنه عن أموال الخوارج فقال لا أرى في أموالهم غنيمة

[ 16535 ] أخبرنا أبو سعيد الصيرفي أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن محمد البرتي ثنا أبو الوليد ثنا يعلى بن الحارث عن جامع بن شداد عن عبد الله بن قتادة رجل من الحي قال كنت في الخيل يوم النهروان مع علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه فلما أن فرغ منهم وقتلهم لم يقطع رأسا ولم يكشف عورة

باب الرجل يقتل واحدا من المسلمين على التأويل أو جماعة غير ممتنعين يقتلون واحدا كان عليهم القصاص قال الشافعي رحمه الله قال الله تعالى { ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يحل دم المسلم وقتل نفس بغير نفس وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من اعتبط مسلما بغير قتل فهو قود يده

[ 16536 ] واحتج أيضا بما أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا رضى الله تعالى عنه قال في بن ملجم بعدما ضربه أطعموه واسقوه أحسنوا أساره فإن عشت فأنا ولي دمي أعفو إن شئت وإن شئت استقدت وإن مت فقتلتموه فلا تمثلوا

باب من قال في المرتدين يقتلون مسلما في القتال وهو ممتنعون ثم تابوا لم يتبعوا بدم قال الشافعي رحمه الله قد قتل طليحة عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم ثم أسلم فلم يضمن عقلا ولا قودا

[ 16537 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج بن أبي منيع ثنا جدي عن الزهري قال لما استخلف الله أبا بكر وارتد من العرب عن الإسلام فذكر القصة في بعث خالد بن الوليد وقتاله قال وكان طليحة شديد البأس في القتال فقتل طليحة يومئذ عكاشة بن محصن وابن أقرم فلما غلب الحق طليحة ترجل ثم أسلم وأهل بعمرة فركب يسير في الناس آمنا حتى مر بأبي بكر رضى الله تعالى عنه بالمدينة ثم نفذ إلى مكة فقضى عمرته ويذكر عن عطاء بن أبي رباح أنه أسقط عنه القصاص

باب من قال يتبعون بالدم

[ 16538 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا قبيصة ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال فجاء وفد بزاخة أسد وغطفان إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه يسألونه الصلح فخيرهم بين الحرب المجلية أو السلم المخزية

[ 16539 ] وأخبرنا أبو الحسين أنبأ عبد الله ثنا يعقوب ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال ارتد علقمة بن علاثة عن دينه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أن يجنح للسلم فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه لا نقلل منك إلا بسلم مخزية أو حرب محلية فقال ما سلم مخزية قال تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة وأن قتلاكم في النار وتدون قتلانا ولا ندي قتلاكم فاختاروا سلما مخزية وقد روينا في هذه القصة أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه رأى أن لا يداوا قتلانا وقال قتلانا قتلوا على أمر الله فلا ديات لهم وذلك يرد في باب قتال أهل الردة إن شاء الله عز وجل

باب القوم يظهرون رأي الخوارج لم يحل به قتالهم قال الشافعي رحمه الله بلغنا أن عليا رضى الله تعالى عنه بينما هو يخطب إذ سمع تحكيما من ناحية المسجد لا حكم إلا لله فقال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه لا حكم إلا لله كلمة حق أريد بها باطل لكم علينا ثلاث لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا ولا نبدؤكم بقتال

[ 16540 ] أنبأني أبو عبد الله الحفاظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر هو بن أبي شيبة ثنا بن نمير عن الأجلح عن سلمة بن كهيل عن كثير بن نمر قال بينا أنا في الجمعة وعلي رضى الله تعالى عنه على المنبر إذ قام رجل فقال لا حكم إلا لله ثم قام آخر فقال لا حكم إلا لله ثم قاموا من نواحي المسجد فأشار إليهم علي رضى الله تعالى عنه بيده اجلسوا نعم لا حكم إلا لله كلمة يبتغي بها باطل حكم الله ننظر فيكم ألا إن لكم عندي ثلاث خصال ما كنتم معنا لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تقاتلوا ثم أخذ في خطبته وروي بعض معناه من وجه آخر عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضى الله تعالى عنه

[ 16541 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن بكر المروزي ثنا عفان ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال سمع علي رضى الله تعالى عنه قوما يقولون لا حكم إلا لله قال نعم لا حكم إلا لله ولكن لا بد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل فيه المؤمن ويستمتع فيه الكافر ويبلغ الله فيها الأجل

[ 16542 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني حرملة أنبأ بن وهب حدثني الليث عن عقيل عن بن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخبره أن الوليد بن عبد الملك أرسل إليه فقال ما تقول فيمن يسب الخلفاء أترى أن يقتل قال فسكت فانتهرني وقال ما لك لا تكلم فسكت فعاد لمثلها فقلت أقتل يا أمير المؤمنين قال لا ولكنه سب الخلفاء قال فقلت فإني أرى أن ينكل فيما انتهك من حرمة الخلفاء

[ 16543 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني خالد بن حميد المهري عن عمر مولى غفرة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب كان على الكوفة في عهد عمر بن عبد العزيز فكتب إلى عمر أني وجدت رجلا بالكناسة سوق من أسواق الكوفة يسبك وقد قامت عليه البينة فهممت بقتله أو بقطع يده أو لسانه أو جلده ثم بدا لي أن أراجعك فكتب إليه عمر بن عبد العزيز سلام عليك أما بعد والذي نفسي بيده لو قتلته لقتلتك به ولو قطعته لقطعتك به ولو جلدته لأقدته منك فإذا جاء كتابي هذا فاخرج به إلى الكناسة فسب الذي سبني أو اعف عنه فإن ذلك أحب إلي فإنه لا يحل قتل امرئ مسلم بسب أحد من الناس إلا رجل سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد حل دمه

باب الخوارج يعتزلون جماعة الناس ويقتلون واليهم من جهة الإمام العادل قبل أن ينصبوا إماما ويعتقدوا ويظهروا حكما مخالفا لحكمه كان في ذلك عليهم القصاص

[ 16544 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ بن مبشر ثنا محمد بن عبادة ثنا يزيد بن هارون أنبأ سليمان التيمي عن أبي مجلز أن عليا رضى الله تعالى عنه نهى أصحابه أن يتبسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثا فمروا بعبد الله بن خباب فأخذوه فانطلقوا به فمروا على تمرة ساقطة من نخلة بعضهم فألقاها في فمه فقال له بعضهم تمرة معاهد فبم استحللتها فقال عبد الله بن خباب أفلا أدلكم على من هو أعظم حرمة عليكم من هذا قالوا نعم قال أنا فقتلوه فبلغ ذلك عليا رضى الله تعالى عنه فأرسل إليهم أن أقيدونا بعبد الله بن خباب قالوا كيف نقيدك به وكلنا قتله قال وكلكم قتله قالوا نعم قال الله أكبر ثم أمر أن يبسطوا عليهم وقال والله لا يقتل منكم عشرة ولا يفلت منهم عشرة قال فقتلوهم قال فقال اطلبوا فيهم ذا الثدية قال وذكر باقي الحديث

باب أهل البغي إذا غلبوا على بلد وأخذوا صدقات أهلها وأقاموا عليهم الحدود لم تعد عليهم

[ 16545 ] استدلالا بما أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي عمر أن سمع عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة

[ 16546 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ إسماعيل بن عياش ح وأخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن جعفر بن رزين العطار الحمصي ثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا حميد بن مالك اللخمي عن مكحول عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ أطع كل أمير وصل خلف كل إمام ولا تسبن أحدا من أصحابي وهذا منقطع بين مكحول ومعاذ

باب المقتول من أهل البغي يغسل ويصلي عليه

[ 16547 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن الفضل بن جابر ثنا أحمد بن عيسى ثنا بن وهب عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر والصلاة واجبة على كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر

باب المقتول من أهل العدد بسيف أهل البغي في المعترك شهيد لا يغسل ولا يصلى عليه في أحد القولين

[ 16548 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال قال عمار رضى الله تعالى عنه ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم

[ 16549 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا سعيد بن منصور ثنا يونس بن أبي يعقوب العبدي عن أبيه عن أبي شيخ مهاجر أن زيد بن صوحان العبدي كان يوم الجمل يحمل راية عبد القيس فارتث جريحا فقال لا تغسلوا عني دما وشدوا علي ثيابي فإني مخاصم قال أبو علي حنبل إما مخاصم أو مخاصم

[ 16550 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر الرزاز ثنا أحمد بن الوليد ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سعيد بن عبيد أنه قام خطيبا فقال إنا مستشهدون غدا فلا تغسلوا عنا الثياب ولا تكفنونا إلا في ثوب كان علينا كذا قال هؤلاء وقد روينا في كتاب الجنائز عن الشعبي أن عليا رضى الله تعالى عنه صلى على عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة

باب ما يكره لأهل العدل من أن يعمد قتل ذي رحمة من أهل البغي استدلالا بما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كف أبا حذيفة بن عتبة عن قتل أبيه وأبا بكر رضى الله تعالى عنه عن قتل ابنه

[ 16551 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر الواقدي حدثني بن أبي الزناد عن أبيه قال شهد أبو حذيفة بدرا ودعا أباه عتبة إلى البراز يعني فمنعه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد بن عمرو عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق لم يزل على دين قومه في الشرك حتى شهد بدرا مع المشركين ودعا إلى البراز فقام إليه أبوه أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه ليبارزه فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رضى الله تعالى عنه متعنا بنفسك ثم إن عبد الرحمن أسلم في هدنة الحديبية

باب العادل يقتل الباغي أو الباغي يقتل العادل وهو وارثه لم يرثه ويرثه غير القاتل من ورثته

[ 16552 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا محمد بن سليمان ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن عياش حدثني يحيى بن سعيد وابن جريج والمثنى بن الصباح ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا القاسم بن زكريا المطريز ثنا القاسم بن هاشم السمسار ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا يحيى بن سعيد وابن جريج والمثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لقاتل من الميراث شيء ورواه محمد بن راشد عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب بإسناده في حديث ذكره قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لقاتل شيء فإن لم يكن له وارث يرثه أقرب الناس إليه ولا يرث القاتل شيئا وهو بشواهده قد مضى في كتاب الفرائض

باب من أريد ماله أو أهله أو دمه أو دينه فقاتل فقتل فهو شهيد

[ 16553 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال البزاز ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد

[ 16554 ] وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ورواه هارون بن عبد الله عن الطيالسي وأبي أيوب الهاشمي عن إبراهيم بن سعد فقال ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون دينه فهو شهيد أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود السجستاني ثنا هارون بن عبد الله ثنا أبو داود الطيالسي وسليمان بن داود يعني أبا أيوب الهاشمي عن إبراهيم بن سعد فذكره

[ 16555 ] حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله إملاء أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن عبد الله بن الحسن عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أريد ماله بغير حق فقاتل فقتل فهو شهيد قال وأحسب الأعرج عن أبي هريرة بمثله

باب الخلاف في قتال أهل البغي احتج الشافعي رحمة الله عليه في القديم بالآية وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فأذن تبارك اسمه بقتال الفئة الباغية إذا أبت أن تفيء قال ورغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال أهل البغي وساق الأحاديث التي ذكرناها في أول هذا الكتاب ونحن نسوقها ههنا بأسانيد أخر

[ 16556 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله هو بن المنادى ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا عوف الأعرابي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهم مارقة تقتلها أولى الطائفتين بالحق أخرجه مسلم كما مضى

[ 16557 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله هو بن المنادى ثنا روح ثنا عثمان الشحام ثنا مسلم بن أبي بكرة قال وسأله رجل هل سمعت في الخوارج من شيء قال سمعت والدي أبا بكرة يقول عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ألا إنه سيخرج في أمتي أقوام أشداء أحداء ذلقة ألسنتهم بالقرآن لا يجاوز القرآن تراقيهم ألا فإذا رأيتموهم فأنيموهم ثم إذا رأيتموهم فأنيموهم فالمأجور من قتلهم

[ 16558 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري ثنا محمد بن أيوب أنبأ محمد بن كثير أنبأ سفيان ثنا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال علي رضى الله تعالى عنه إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم بيني وبينكم فإنما الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وأخرجه مسلم كما مضى

[ 16559 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن أبي غالب قال كنت مع أبي أمامة فجيء برؤوس من رؤوس الخوارج فنصبت على درج دمشق فقال كلاب الناس قالها ثلاثا شر قتلى قتلوا تحت ظل السماء خير قتلى من قتلهم وقتلوه قالها ثلاثا قلت شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شيئا تقوله برأيك قال أني إذا لجريء بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 16560 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا حماد هو بن زيد عن أبي غالب قال كنت بالشام فبعث المهلب ستين راسا من الخوارج فنصبوا على درج دمشق وكنت على ظهر بيت لي إذ مر أبو أمامة فنزلت فاتبعته فلما وقف عليهم دمعت عيناه وقال سبحان الله ما يصنع الشيطان ببني آدم ثلاثا كلاب جهنم كلاب جهنم شر قتلى تحت ظل السماء ثلاث مرات خير قتلى من قتلوه طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ثم ألتفت إلي فقال يا أبا غالب أعاذك الله منهم قلت رأيتك بكيت حين رأيتهم قال بكيت رحمة رأيتهم كانوا من أهل الإسلام هل تقرأ سورة آل عمران قلت نعم فقرأ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب حتى بلغ وما يعلم تأويله إلا الله وإن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ وزيغ بهم ثم قرأ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا إلى قوله { ففي رحمة الله هم فيها خالدون } قلت هم هؤلاء يا أبا أمامة قال نعم قلت من قبلك تقول أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني إذا لجريء بل سمعته لا مرة ولا مرتين حتى عد سبعا ثم قال إن بني إسرائيل تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة وإن هذه الأمة تزيد عليهم فرقة كلها في النار إلا السواد الأعظم قلت يا أبا أمامة ألا ترى ما يفعلون قال عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم

[ 16561 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ثنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ هشام عن محمد عن عبيدة عن علي رضى الله تعالى عنه قال لأهل النهر فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد لولا أن تبطروا لأنبأتكم ما قضى الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لمن قتلهم قال عبيدة فقلت لعلي رضى الله تعالى عنه أنت سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم ورب الكعبة نعم ورب الكعبة ثلاثا قال الشافعي رحمه الله في القديم وأنكر قوم قتال أهل البغي وقالوا أهل البغي هم أهل الكفر وليسوا بأهل الإسلام ولا يحل قتال المسلمين لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاثة المرتد بعد الإسلام والزاني بعد الإحصان والقاتل فيقتل فقالوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الدماء إلا من هذه الجهة فلا يحل الدم إلا بها وقتال المسلم كقتله لأن القتال يصير إلى القتل قال الشافعي يقال لهم أمر الله بقتال الفئة الباغية وأمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس القتال من القتل بسبيل قد يجوز أن يحل قتال المسلم ولا يحل قتله كما حل جرحه وضربه ولا يحل قتله ثم ساق الكلام إلى أن قال مع أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينكروا على علي رضى الله تعالى عنه قتاله الخوارج وأنكروا قتاله أهل البصرة وأهل الشام وكرهوا ولم يكرهوا صنيعه بالخوارج قال الشيخ رحمه الله هكذا رواه أبو عبد الرحمن البغدادي عن الشافعي وإنما أراد به بعض الصحابة لما كانوا يكرهوا من القتال في الفرقة فأما الخوارج فلا نعلم أحدا منهم كره قوله إياهم

[ 16562 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي الوراق ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين قال ما علمت أحدا كره قتال اللصوص والحرورية تأثما إلا أن يجبن رجل قال الشيخ رحمه الله وقد روينا عن بعض الصحابة الذين كرهوا قتاله ولم يمضوا معه في حرب صفين إنهم اعتذروا لبعض المعاذ يروهم سعد بن أبي وقاص وأسامة بن زيد ومحمد بن مسلمة وغيرهم فبعضهم روى عنه أنه قال أخطأ رأيي وبعضهم كان قد قتل مسلما حسبه بإسلامه متعوذا فعاهد الله تعالى أن لا يقتل رجلا يقول لا إله إلا الله وبعضهم كان سمع تعظيم القتال في الفرقة فحسبه قتالا في الفرقة وبعضهم أحب أن يتولاه غيره وقد ذهب أكثرهم إلى أن عليا رضى الله تعالى عنه كان محقا في قتاله حاملا لمن خالفه على طاعته بقتاله أهل الشام حمل أهل الامتناع على ترك الطاعة للإمام وبقتاله أهل البصرة دفع ما كانوا يظنون عليه من قتله عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه أو مشاركته قاتله في دمه أو ما يقدح في إمامته واستدلوا على بغي من خالفه من أهل الشام بما كان سبق له من شورى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وبيعة من بقي من أصحاب الشورى إياه قبل وقوع الفرقة وإنه كان في وقته أحقهم بالإمامة بخصائصهم وأنهم وجدوا علامة رسول الله صلى الله عليه وسلم للفئة الباغية فيمن خالفه وهي في ما

[ 16563 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسن علي بن محمد السبعي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن سعيد بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية

[ 16564 ] قال وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو داود ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن الحسن بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة رضى الله تعالى عنها فذكر مثله

[ 16565 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن منصور ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث فذكر بنحوه إلا أنه قال عن سعيد بن أبي الحسن والحسن عن أمهما رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن منصور

[ 16566 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور عن النضر بن شميل ثنا شعبة عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال حدثني من هو خير مني أبو قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار بن ياسر رضى الله تعالى عنه بؤسا لك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم بن منصور وغيرهما

[ 16567 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن بن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال لا أدري أكان مع أبيه أو أخبره أبوه قال لما قتل عمار رضى الله تعالى عنه قام عمرو بن حزم فدخل على عمرو بن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتله الفئة الباغية فقام عمرو منتقعا لونه فدخل على معاوية فقال قتل عمار فقال معاوية قتل عمار فماذا قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية قال فقال معاوية دحضت في بولك أو نحن قتلناه إنما قتله علي وأصحابه جاؤوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال سيوفنا لفظ حديث السكري وفي رواية بن بشران قال فقام عمرو فزعا يرتجع حتى دخل على معاوية فقال معاوية ما شأنك فقال قتل عمار ثم ذكره

باب النهي عن القتال في الفرقة ومن ترك قتال الفئة الباغية خوفا من أن يكون قتالا في الفرقة

[ 16568 ] حدثنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض أخرجاه في الصحيح من حديث قرة

[ 16569 ] أخبرنا أبو نصر محمد بن علي الفقيه الشيرازي أنبأ أبو محمد يحيى بن منصور ثنا أبو بكر محمد بن النضر الجارودي ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب ويونس والمعلى عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقي المسلمان بسيفهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار

[ 16570 ] وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن الحسين بن موسى الحنيني ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال ذهبت لأنصر هذا الرجل فتلقاني أبو بكرة فقال أين تريد قلت انصر هذا الرجل قال ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار قال قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه رواه البخاري في الصحيح عن عبد الرحمن بن المبارك ورواه مسلم عن أحمد بن عبدة

[ 16571 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن صالح الكرابيسي ببخارا ثنا محمد بن نصر ثنا أبو كامل الجحدري ثنا حماد بن زيد فذكره بمعناه إلا أنه قال قلت أريد نصر بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إذا تواجه المسلمان بسيفيهما وقال فما بال المقتول قال إنه أراد قتل صاحبه رواه مسلم في الصحيح عن أبي كامل ومن يقاتل أهل البغي لا يريد قتلهم ولا يقصده إنما يريد حمل أهل الامتناع عن حكم الإمام على الطاعة أو دفعهم عن المزاحمة والمنازعة فإن أتى القتال على نفس فلا عقل ولا قود بأنا أبحنا قتالها كما أبحنا قتال من قصد ماله أو حريمه أو نفسه دفعا فإن أتى القتال على نفسه فلا عقل ولا قود بأنا أبحنا قتاله والله أعلم

[ 16572 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا محمد بن المثنى ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال نعم فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال نعم هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا قلت يا رسول الله فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى

[ 16573 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستكون فتنة أو فتن يكون النائم فيها خيرا من اليقظان والماشي فيها خير من الساعي والقاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي فمن وجد منها ملجأ أو معاذا فليستعذ به رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن منصور عن أبي داود وأخرجه البخاري عن محمد بن عبيد الله عن إبراهيم

[ 16574 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله هو بن المنادى ثنا روح بن عبادة ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا عثمان الشحام ثنا مسلم بن أبي بكرة عن أبي بكرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ستكون فتن ثم تكون فتنة ألا فالماشي فيها خير من الساعي إليها ألا والقاعد فيها خير من القائم فيها ألا ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ألا ومن كانت له إبل فليلحق بإبله فقال رجل من القوم يا نبي الله جعلني الله فداءك أرأيت من ليس له غنم ولا إبل كيف يصنع قال فليأخذ سيفه ثم ليعمد به إلى صخرة ثم ليدقه على حده بحجر ثم لينجو به إن استطاع النجاة اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت فقال رجل يا نبي الله جعلني الله فداءك أرأيت إن أخذ بيدي مكرها حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين أو أحد الفريقين عثمان شك فيحذفني رجل بسيفه فيقتلني ماذا يكون من شأني قال يبوء بإثمك وإثمه ويكون من أصحاب النار أخرجه مسلم في الصحيح من أوجه عن عثمان الشحام

[ 16575 ] حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي إملاء أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا أحمد بن محمد بن الصباح الدولابي ثنا شبابة بن سوار ثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر كيف تصنع إذا بلغ الناس من الجهد ما يعجز الرجل أن يقوم من فراشه إلى مصلاه قلت الله ورسوله أعلم قال تعفف ثم قال كيف تصنع يا أبا ذر إذا كثر الموت حتى يصير البيت بالعبد قلت الله ورسوله أعلم قال تصبر ثم قال يا أبا ذر كيف تصنع إذا كثر القتل حتى تغرق أحجار الزيت بالدماء قلت الله ورسوله أعلم قال تلحق بمن أنت منه قلت لا أحمل معي السلاح قال لا شاركت القوم إذا ولكن إذا خفت أن يبهرك شعاع السيف فالق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه

[ 16576 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد عن أبي عمران عن الأشعث بن طريف عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر فذكر الحديث بمعناه الا أنه قال قلت يا رسول الله أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي قال شاركت القوم إذا قال قلت فماذا تأمرني قال ألزم بيتك قال قلت أن دخل على بيتي قال فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق رداءك على وجهك يبوء بإثمه وأثمك

[ 16577 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة عن عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والماشي فيها خير من الساعي فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة فإن دخل على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم وروينا عن سعيد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى

[ 16578 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو طاهر محمد بن الحسن محمد آباذي ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا يعقوب بن محمد الزهري ثنا إبراهيم بن سعد ثنا سالم بن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن محمود بن لبيد عن محمد بن مسلمة أنه قال يا رسول الله كيف أصنع إذا اختلف المصلون قال تخرج بسيفك إلى الحرة فتضرب بها ثم تدخل بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطية

[ 16579 ] أخبرنا الحسين بن محمد الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن غالب حدثني عبيد بن عبيدة ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن سليمان الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول يا رب هذا قتلني قال فيقول الله لم قتلته فيقول لتكون العزة لفلان فيقول فإنها ليست لفلان بؤ بذنبه

[ 16580 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ثنا أبو عمران الجوني قال قلت لجندب إن بن الزبير أخذ بيعتي على أن أقاتل من قاتل وأحارب من حارب وأنه يدعوني إلى قتال أهل الشام قال افتده بمالك قال قلت إنهم أبوا إلا أن أقاتل معهم قال حدثني رجل والله ما كذبني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجيء العبد يوم القيامة وقد تعلق بالرجل فيقول أي رب قتلني هذا قال فيقول الله عز وجل على ما قتلت هذا فيقول قتلته على ملك فلان

[ 16581 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن أبي ظبيان ثنا أسامة بن زيد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى الحرقات فنذروا وهربوا فأدركنا رجلا فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فضربناه حتى قتلناه فعرض في نفسي من ذلك شيء فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة قلت يا رسول الله إنما قالها مخافة السلاح والقتل قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم قالها من أجل ذلك أم لا من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة قال فما زال يقول حتى وددت إني لم أسلم إلا يومئذ قال أبو ظبيان قال سعد وأنا والله لا اقتله حتى يقتله ذو البطين يعني أسامة فقال رجل أليس قد قال الله قاتلوهم حتى لا تكون فتنة قال سعد فقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة وأنت وأصحابك تريدون أن نقاتل حتى تكون فتنة أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الأعمش

[ 16582 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد العدل أنبأ محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن عمرو بن العباس ثنا عبد الوهاب الثقفي ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أنه أتاه رجلان في فتنة بن الزبير فقالا إن الناس قد صنعوا ما ترى وأنت بن عمر بن الخطاب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما يمنعك أن تخرج قال يمنعني أن الله حرم على دم أخي المسلم قال أو لم يقل الله عز وجل وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله قال فقد قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله وأنتم تريدون أن نقاتل حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن بشار عن عبد الوهاب الثقفي

[ 16583 ] وأخبرنا أبو عمرو الأديب الرزجاهي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا عبد الله بن يحيى المعافري ثنا حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنه أن رجلا جاءه فقال يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } فما يمنعك أن تقاتل كما ذكر الله في كتابه فقال يا بن أخي أعبر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إلي من أن أعبر بالآية التي قال الله عز وجل قبلها ومن يقاتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم الآية فإن الله قال قاتلوهم حتى لا تكون فتنة قال بن عمر قد فعلناه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإسلام قليلا وكان الرجل يفتن عن دينه أما أن يقتلوه أو يوثقوه حتى ظهر الإسلام ولم تكن فتنة فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال فما قولك في علي وعثمان رضى الله تعالى عنهما فقال بن عمر أما عثمان فقد عفا الله عنه فكرهتم أن تعفوا عنه وأما علي فابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأشار بيده فقال هذا بيته حيث ترون رواه البخاري في الصحيح عن الحسن بن عبد العزيز الجروي

[ 16584 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا السري بن يحيى ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير عن بيان أن وبرة حدثه قال حدثني سعيد بن جبير قال خرج علينا أو إلينا عبد الله بن عمر ونحن نرجو أن يحدثنا حديثا حسنا فمررنا برجل يقال له حكيم فقال يا أبا عبد الرحمن كيف ترى في القتال في الفتنة قال هل تدري الفتنة ثكلتك أمك كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين فكان الدخول فيهم أو قال في دينهم فتنة وليس بقتالكم على الملك رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس

[ 16585 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا بن عثمان أنبأ عبد الله هو بن المبارك أنبأ كهمس بن الحسن عن أبي الأزهر الضبعي عن أبي العالية البراء أن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن صفوان كانا ذات يوم قاعدين في الحجر فمر بهما بن عمر وهو يطوف بالبيت فقال أحدهما لصاحبه أتراه بقي أحد خيرا من هذا ثم قال لرجل أدعه لنا إذا قضى طوافه فلما قضى طوافه وصلى ركعتين أتاه رسولهما فقال هذا عبد الله بن الزبير وعبد الله بن صفوان يدعوانك فجاء إليهما فقال عبد الله بن صفوان يا أبا عبد الرحمن ما يمنعك أن تبايع أمير المؤمنين يعني بن الزبير فقد بايع له أهل العروض وأهل العراق وعامة أهل الشام فقال والله لا أبايعكم وأنتم واضعوا سيوفكم على عواتقكم تصبب أيديكم من دماء المسلمين

[ 16586 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا بن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ المنذر بن ثعلبة حدثني سعيد بن حرب العبدي قال كنت جليسا لعبد الله بن عمر في المسجد الحرام زمن بن الزبير وفي طاعة بن الزبير رؤوس الخوارج نافع بن الأزرق وعطية بن الأسود وبحدة فبعثوا أو بعضهم شابا إلى عبد الله بن عمر ما يمنعك أن تبايع لعبد الله بن الزبير أمير المؤمنين فرأيته حين مد يده وهي ترجف من الضعف فقال والله ما كنت لأعطي بيعتي في فرقة ولا أمنعها من جماعة

[ 16587 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا بن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ عوف عن أبي المنهال قال لما كان زمن أخرج بن زياد وثب مروان بالشام حيث وثب ووثب بن الزبير بمكة ووثب الذين كانوا يدعون القراء بالبصرة قال غم أبي غما شديدا فقال انطلق لا أبا لك إلى هذا الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي برزة الأسلمي قال فانطلقت معه دخلنا عليه في داره فإذا هو قاعد في ظل علو له من قصب في يوم حار شديد الحر فجلسنا إليه فأنشأ أبي يستطعمه قال يا أبا برزة ألا ترى ألا ترى قال فكان أول شيء تكلم به أن قال إني أحتسب عند الله أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش إنكم معشر العريب كنتم على الحال الذي قد علمتم في جاهليتكم من القلة والذلة والضلالة وإن الله عز وجل نعشكم بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم حتى بلغ بكم ما ترون وإن هذه الدنيا التي أفسدت بينكم إن ذاك الذي بالشام يعني مروان والله ما يقاتل إلا على الدنيا وإن ذاك الذي بمكة والله أن يقاتل إلا على الدنيا وإن الذين حولكم الذين تدعونهم قراءكم والله إن يقاتلون إلا على الدنيا قال فلما لم يدع أحدا قال له أبي فما تأمرنا إذا قال إني لا أرى خير الناس اليوم إلا عصابة ملبدة وقال بيده خماص البطون من أموال الناس خفاف الظهور من دمائهم أخرجه البخاري في الصحيح من حديث عوف الأعرابي

[ 16588 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني ثنا أحمد بن يونس بن المسيب الضبي أنبأ جعفر بن عون أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم وعامر الشعبي قالا قال مروان بن الحكم لأيمن بن خريم ألا تخرج فتقاتل معنا فقال إن أبي وعمي شهدا بدرا وإنهما عهدا إلي إن لا أقاتل أحدا يقول لا إله إلا الله فإن أنت جئتني ببراءة من النار قاتلت معك قال فاخرج عنا قال فخرج وهو يقول
ولست بقاتل رجلا يصلي
على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلي إثمي
معاذ الله من جهل وطيش
أأقتل مسلما في غير جرم
فليس بنافعي ما عشت عيشي

باب أمان المرأة المسلمة والرجل المسلم حرا كان أبو عبدا

[ 16589 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد التيمي عن أبيه عن علي رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله عز وجل منه صرفا ولا عدلا رواه مسلم في الصحيح عن جماعة عن أبي معاوية

[ 16590 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا روح بن عبادة وعبد الوهاب الخفاف قالا ثنا سعيد بن أبي عروبة ح قال وأنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال دخلت أنا والأشتر على علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه يوم الجمل فقلت هل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا دون العامة فقال لا إلا هذا وأخرجه من قراب سيفه فإذا فيها المؤمنون تكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده

[ 16591 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت إبراهيم يحدث عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت إن كانت المرأة لتجير على المسلمين

[ 16592 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو جعفر محمد بن عنبسة بن عمرو اليشكري ثنا عمر بن حفص المكي من ولد عبد الدار ثنا بن جريج عن عطاء عن بن عباس رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العبد لا يعطي من الغنيمة شيئا ويعطي من خرثي المتاع وأمانه جائز عمر بن حفص المكي ضعيف

[ 16593 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم بن سليمان عن فضيل بن زيد وكان غزا على عهد عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه سبع غزوات قال وذكر الحديث قال فلما رجعنا تخلف عبد من عبيد المسلمين فكتب لهم أمانا في صحيفة فرماه إليهم قال فكتبنا إلى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فكتب عمر إن عبد المسلمين من المسلمين ذمته ذمتهم فأجاز عمر رضى الله تعالى عنه أمانة