كتاب الأشربة والحد فيها
باب ما جاء في تحريم الخمر

[ 17101 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران عن خالد ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا عباد بن موسى الختلي ثنا إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال لما نزل تحريم الخمر قال عمر رضى الله تعالى عنه اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت الآية التي في البقرة يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما قال فدعي عمر رضى الله تعالى عنه فقرئت عليه قال اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت الآية التي في النساء { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقيمت الصلاة ينادي أن لا يقربن الصلاة سكران فدعي عمر رضى الله تعالى عنه فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت هذه الآية { فهل أنتم منتهون } قال عمر رضى الله تعالى عنه انتهينا هذا لفظ حديث إسماعيل بن جعفر وفي رواية عبيد الله قال عن أبي ميسرة وهو عمرو بن شرحبيل وقال بيانا شافيا وقال فنزلت التي في المائدة فدعي عمر رضى الله تعالى عنه فقرئت عليه فلما بلغ فهل أنتم منتهون قال عمر رضى الله تعالى عنه قد انتهينا والباقي بمعناه

[ 17102 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد المروزي ثنا علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس قال { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس } نسختها في المائدة { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه }

[ 17103 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن سماك عن مصعب بن سعد عن سعد قال نزلت في أربع آيات فذكر الحديث قال وصنع رجل من الأنصار طعاما فدعانا فشربنا الخمر قبل أن تحرم حتى انتشينا فتفاخرنا فقالت الأنصار نحن أفضل وقالت قريش نحن أفضل فأخذ رجل من الأنصار لحى جزور فضرب به أنف سعده ففزره وكان أنف سعد مفزورا فنزلت آية الخمر إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه إلى قوله فهل أنتم منتهون أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة

[ 17104 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو علي الرفاء ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن منهال ثنا ربيعة بن كلثوم حدثني أبي عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال إنما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا فلما ثمل القوم عبث بعضهم ببعض فلما أن صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه ورأسه ولحيته فيقول صنع بي هذا أخي فلان وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن والله لو كان بي رؤوفا رحيما ما صنع هذا بي حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فأنزل الله عز وجل هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون } فقال ناس من المتكلفين هي رجس وهي في بطن فلان قتل يوم أحد فأنزل الله سبحانه هذه الآية { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا } إلى قوله { ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين }

[ 17105 ] أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد قال قرئ على أبي بكر الإسماعيلي أخبركم أبو يعلى ثنا أبو الربيع ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد ثنا ثابت عن أنس قال كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة وما شرابهم إلا الفضيخ البسر والتمر فإذا مناد ينادي قال أخرج فانظر فخرجت فإذا مناديا ينادي ألا إن الخمر قد حرمت قال فجرت في سكك المدينة قال فقال لي أبو طلحة أخرج فاهرقها فأهرقتها فقالوا أو قال بعضهم قتل فلان وقتل فلان وهي في بطونهم قال ولا أدري هو في حديث أنس فأنزل الله عز وجل { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات } رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع أخرجه البخاري من وجه آخر عن حماد

[ 17106 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال كنت أسقي أبا عبيدة وأبا طلحة وأبي بن كعب شرابا من فضيخ وتمر فأتاهم آت فقال إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة يا أنس قم إلى هذه الجرار فاكسرها فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى تكسرت

[ 17107 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا بن أبي أويس حدثني مالك فذكره بإسناده مثله إلا أنه قال فجاءهم آت رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن بن وهب

[ 17108 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال حدثني سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به بإيليا بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما ثم خذ اللبن فقال جبرائيل عليه السلام الحمد لله الذي هداك للفطرة ولو أخذت الخمر غوت أمتك رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

[ 17109 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا الشافعي أنبأ سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس قال بلغ عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أن رجلا باع خمرا قال قاتل الله فلانا باع الخمر أما علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها أخرجاه في الصحيح من حديث سفيان بن عيينة وقد مضى في كتاب البيوع أخبار سوى ما ذكرناه في تحريم بيعها

[ 17110 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن نافع عن بن عمر أن رجالا من أهل العراق قالوا له إنا نبتاع من ثمر النخل والعنب فنعصره خمرا فنبيعها فقال عبد الله أني أشهد الله عليكم وملائكته ومن سمع من الجن والأنس أني لا آمركم أن تبيعوها ولا تبتاعوها ولا تعصروها ولا تسقوها فإنها رجس من عمل الشيطان

[ 17111 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن شريح وابن لهيعة والليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن ثابت بن يزيد الخولاني أخبره أنه كان له عم يبيع الخمر وكان يتصدق فنهيته عنها فلم ينته فقدمت قال يا معشر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنه لو كان كتاب بعد كتابكم ونبي بعد نبيكم لأنزل فيكم كما أنزل من قبلكم ولا أخر ذلك من أمركم إلى يوم القيامة ولعمري لهو أشد عليكم قال ثابت ثم لقيت عبد الله بن عمر فسألته عن ثمن الخمر فقال سأخبرك عن الخمر أني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فبينا هو محتب حل حبوته ثم قال من كان عنده من هذه الخمر أني شيء فليأت بها فجعلوا يأتونه فيقول أحدهم عندي رواية ويقول الآخر عندي زق أو ما شاء الله أن يكون عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا ببقيع كذا كذا ثم آذنوني ففعلوا ثم أتوه فقام وقمت معه فمشيت عن يمينه وهو متكئ علي فلحقنا أبو بكر رضى الله تعالى عنه فأخرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلني عن شماله وجعل أبا بكر رضى الله تعالى عنه مكاني ثم لحقنا عمر رضى الله تعالى عنه فأخرني وجعله عن يساره فمشى بينهما حتى إذا وقف على الخمر فقال للناس أتعرفون هذه قالوا نعم يا رسول الله هذه الخمر فقال صدقتم قال فإن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها ثم دعا بسكين فقال اشخدوها ففعلوا ثم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرق بها الزقاق فقال الناس إن في هذه الزقاق منفعة فقال أجل ولكني إنما أفعل ذلك غضبا لله عز وجل لما فيها من سخطه قال عمر رضى الله تعالى عنه أنا أكفيك يا رسول الله قال لا قال بن وهب وبعضهم يزيد على بعض في قصة الحديث قال وأخبرني بن لهيعة أن أبا طعمة حدثه أنه سمع عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يحدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 17112 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا يزيد بن هارون أنبأ شريك عن عبد الله بن عيسى عن أبي طعمة عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنت الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه ومبتاعها وآكل ثمنها

[ 17113 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة

[ 17114 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أخبرنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك فذكره بنحوه إلا أنه لم يذكر التوبة رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى

[ 17115 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف إملاء وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قراءة قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن عمرو بن شعيب حدثه عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها ومن ترك الصلاة سكرا أربع مرات كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال عصارة أهل جهنم

[ 17116 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه قال سمعت عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه يقول اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث إنه كان رجل ممن خلا قبلكم يتعبد ويعتزل الناس فعلقته امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها فقالت إنا ندعوك لشهادة فدخل معها فطفقت كلما دخل باب أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر فقال أني والله ما دعوتك لشهادة ولكن دعوتك لتقع علي أو تقتل هذا الغلام أو تشرب الخمر فإنها لا تجتمع هي والإيمان أبدا إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه

[ 17117 ] وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عمرو عن يحيى بن جعدة قال قال عثمان رضى الله تعالى عنه إياكم والخمر فإنها مفتاح كل شر أتى رجل فقيل له إما أن تخرق هذا الكتاب وإما أن تقتل هذا الصبي وإما أن تقع على هذه المرأة وإما أن تشرب هذا الكأس وإما أن تسجد للصليب فلم ير فيها شيئا أهون من شرب الكأس فلما شربها سجد للصليب وقتل النفس ووقع على المرأة وخرق الكتاب

باب التشديد على مدمن الخمر

[ 17118 ] أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة الأنصاري أنبأ أبو الحسن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل أنبأ يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب منها لم يشربها في الآخرة رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع

[ 17119 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمر بن محمد عن عبد الله بن يسار أنه سمع سالم بن عبد الله يقول قال عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق والديه ومدمن الخمر والمنان بما أعطى

[ 17120 ] حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو حامد بن الشرقي ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر

باب التشديد على من سقى صبيا خمرا

[ 17121 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمد بن نافع ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني قال سمعت النعمان يقول عن طاوس عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مخمر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال يا رسول الله قال صديد أهل النار ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال

باب ما جاء في تفسير الخمر الذي نزل تحريمها

[ 17122 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ الثوري عن أبي حيان عن الشعبي عن بن عمر عن عمر رضى الله تعالى عنه قال نزل تحريم الخمر وهي من خمس عن أبي حيان عن الشعبي عن بن عمر عن عمر رضى الله تعالى عنه قال نزل تحريم الخمر وهي من خمس

[ 17123 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنبأ يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يحيى عن أبي حيان التيمي قال ثنا عامر عن بن عمر قال قام عمر رضى الله تعالى عنه خطيبا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهي من خمسة من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل لفظ حديث يحيى القطان وفي رواية الثوري الزبيب بدل العنب وكذلك قاله حماد عن أبي حيان وكذلك قاله بن أبي السفر عن الشعبي رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وأشار إلى رواية حماد وذكر رواية بن أبي السفر

[ 17124 ] أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الله الأديب البسطامي أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أنبأ أبو يعلى ثنا موسى بن حيان ح قال وأخبرني الحسن بن سفيان ثنا محمد بن المثنى ومحمد بن خلاد قالوا ثنا يحيى بن سعيد ثنا أبو حيان التيمي وهذا حديث أبي يعلى ثنا عامر عن بن عمر وقال الحسن ثنا الشعبي عن عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وقال أبو يعلى عن عمر أنه قام خطيبا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد ألا وإن الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهي من خمسة من العنب والتمر والبر والشعير والعسل والخمر ما خامر العقل وثلاث أيها الناس وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيما عهد انتهى إليه الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا فقال ما ترى في السادسة تصنع بالسند يدعي الجاهل يشرب الرجل منه شربة فتصرعه يصنع من الأرز قال لم يكن هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان لنهى عنه ألا ترى أنه قد عم الأشربة كلها فقال الخمر ما خامر العقل قال أبو بكر فيه دلالة على أن قوله والخمر ما خامر العقل من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن أبي رجاء عن يحيى بن سعيد إلا أنه لم يذكر قوله ولو كان لنهى عنه إلى آخره فإنه مما قيل للشعبي وهو الذي أجاب به

[ 17125 ] أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا أحمد بن محمد بن يحيى القطان ثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من التمر خمرا وإن من الزبيب خمرا وإن من البر خمرا وإن من الشعير خمرا وإن من العسل خمرا

[ 17126 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مالك بن عبد الواحد ثنا معتمر قال قرأت على الفضيل عن أبي حريز أن عامرا حدثه أن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الخمر من العصير والزبيب والتمر والحنطة والشعير والذرة وإني أنهاكم عن كل مسكر وكذلك رواه السري بن إسماعيل عن عامر الشعبي وهذا لا يخالف الحديث الذي

[ 17127 ] أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي ثنا الأوزاعي حدثني أبو كثير قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة

[ 17128 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن مهرويه بن عباس الرازي ثنا أبو حاتم الرازي ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ الأوزاعي فذكره بمثله إلا أنه قال عن أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الأوزاعي وغيره فإنه أثبت الخمر منهما في هذا الحديث وأثبتها منهما ومن غيرهما فيما مضى فيقال بجميع ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم متى ما أمكن الجمع بين جميعه وبالله التوفيق

[ 17129 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك ثنا يزيد بن هارون أنبأ سليمان عن أنس بن مالك قال كنت قائما على عمومتي أسقيهم وهم يشربون يومئذ شرابا لهم إذ دخل عليهم رجل فقال ألا هل علمتم أن الخمر قد حرمت قالوا يا أنس أكفأها فأكفأتها فوالله ما عادوا فيها حتى لقوا الله عز وجل قال فقلت وما كان شرابهم قال البسر والتمر فقال أبو بكر بن أنس وأنس في الحلقة كانت خمرهم يومئذ فما أنكر ذلك عليه أنس

[ 17130 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي قال سمعت أنس بن مالك يقول كنت قائما على الحي أسقيهم على عمومتي وأنا أصغرهم سنا من فضيخ لهم قال فجاء رجل فقال إن الخمر قد حرمت فقالوا اكفها يا أنس قال فكفأتها فقيل لأنس فما كان شرابهم قال رطب وبسر قال أبو بكر بن أنس وأنس شاهد كانت خمرهم يومئذ فلم ينكر ذاك أنس

[ 17131 ] قال وحدثني بعض أصحابنا أنه سمع أنس بن مالك يقول كانت خمرهم يومئذ رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن محمد بن عبد الأعلى عن معتمر

[ 17132 ] أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي ببغداد قراءة عليه قال قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم محمد بن أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ علي بن الفضل بن محمد بن عقيل ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن أنس قال أني لأسقي أبا طلحة وأبا دجانة وسهيل بن بيضاء من خليط بسر وتمر إذ حرمت الخمر فرفعتها وأنا ساقيهم يومئذ وأصغرهم وإنا نعدها يومئذ الخمر رواه البخاري في الصحيح عن مسلم بن إبراهيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن هشام

[ 17133 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني المنيعي حدثني أحمد بن منصور ومحمد بن شكيب والعباس بن محمد قالوا ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب عن يونس عن ثابت عن أنس بن مالك قال حرمت علينا الخمر حين حرمت وما نجد خمور الأعناب إلا القليل وعامة خمرهم البسر والتمر رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس

[ 17134 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن سليمان الباغندي ثنا عبيد الله بن موسى ثنا مالك بن مغول عن نافع عن بن عمر قال لقد حرمت الخمر وما بالمدينة منها شيء يعني لم يكن بالمدينة خمر العنب حين حرمت أخرجه البخاري في الصحيح من وجه آخر عن مالك بن مغول

[ 17135 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو صالح يعني خلف الخيام ثنا إبراهيم بن معقل ثنا محمد بن إسماعيل حدثني إسحاق بن إبراهيم أنبأ محمد بن بشر ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أخبرني نافع عن بن عمر قال نزل تحريم الخمر وإن بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة ما فيها شراب العنب أخرجه البخاري في الصحيح هكذا

[ 17136 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالوا أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك ويونس بن يزيد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس أنبأ الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن عيسى ثنا جعفر بن محمد وإبراهيم بن علي وموسى بن محمد قالوا ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك بن أنس عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت وفي رواية بن وهب سمع عائشة تقول سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو حرام رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وعن حرملة عن بن وهب عن يونس

[ 17137 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو حرام والبتع نبيذ العسل رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وعبد عن عبد الرزاق

[ 17138 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي قراءة عليه أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا قرة عن سيار أبي الحكم عن أبي بردة عن أبي موسى قال قلت يا رسول الله أن عندنا أشربه أو شرابا هذا البتع والمزر من الذرة والشعير فما تأمرنا فيهما فقال أنهاكم عن كل مسكر

[ 17139 ] وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال قلت يا رسول الله يصنع عندنا شراب من العسل يقال له البتع وشراب عن الشعير يقال له المزر وهما يسكران فقال النبي صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة واستشهد البخاري برواية أبي داود الطيالسي

[ 17140 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن الفضل حدثني عمرو بن قسيط ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن سعيد بن أبي بردة أنبأ أبو بردة عن أبي موسى قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذا إلى اليمن فقال انطلقا فادعوا الناس إلى الإسلام ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا قال قلت يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن البتع من العسل ننبذه حتى يشتد والمزر من البر والشعير والذرة ننبذه حتى يشتد قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم وخواتمه وقال أحرم كل مسكر عن الصلاة قال فانطلقنا أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبيد الله بن عمرو

[ 17141 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد العزيز بن محمد ثنا عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن رجلا قدم من جيشان وجيشان من اليمن فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له المزر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو مسكر هو قالوا نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام وإن الله عهد لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد

[ 17142 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان ثنا سفيان عن بن طاوس عن أبيه قال تلا النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يعني آية ذكر فيها الخمر قال فقام إليه أبو وهب الجيشاني فسأله عن المزر قال وما المزر قال شيء يصنع من الحب قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام هكذا جاء مرسلا

[ 17143 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري بن الحمامي رحمه الله ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن العباس بن الفضل ثنا محمد بن أحمد بن أبي المثنى ثنا محمد بن عبيد الطنافسي حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن ديلم الحميري قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنا بأرض باردة تعالج بها عملا شديدا وإنا نتخذ شرابا من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا وعلى برد بلادنا قال هل يسكر قال قلت نعم قال فاجتنبوه ثم جئته به على أعمالنا وعلى برد بلادنا قال هل يسكر قال قلت نعم قال فاجتنبوه ثم جئته من بين يديه فقلت له مثل ذلك فقال هل يسكر قلت نعم قال فاجتنبوه ثم قلت إن الناس غير تاركيه قال فإن لم يتركوه فاقتلوهم وكذلك رواه عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب

[ 17144 ] وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعياش بن عباس عن أبي الخير وهو مرثد عن ديلم الجيشاني أنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنا بأرض باردة شديدة البرد نصنع بها شرابا من القمح أفيحل يا نبي الله فقال أليس بمسكر قالوا بلى قال فإنه حرام

[ 17145 ] وأخبرنا أبو بكر وأبو زكريا قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه أن عمر بن الحكم حدثه عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن ناسا من أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهم الصلاة والسنن والفرائض ثم قالوا يا رسول الله أن لنا شرابا نصنعه من القمح والشعير فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه ثم لما كان بعد يومين ذكروه له أيضا فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه ثم لما أرادوا أن ينطلقوا سألوه عنه فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه

[ 17146 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن خشيش المقري بالكوفة ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن إسماعيل بن سميع عن مالك بن عمير عن صعصعة بن صوحان قال قلت لعلي رضى الله تعالى عنه ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا زياد بن الخليل ثنا مسدد ثنا عبد الواحد ثنا إسماعيل بن سميع ثنا مالك بن عمير قال جاء صعصعة بن صوحان إلى علي رضى الله تعالى عنه فقال انهنا عما نهاك عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والنقير والجعة وحلقة الذهب ولبس الحرير والقسي والميثرة الحمراء ليس في حديث بن خشيش النقير

[ 17147 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن هبيرة وأصحاب علي عن علي رضى الله تعالى عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجعة والجعة شراب يصنع من الشعير حتى يسكر

باب الدليل على أن الطبخ لا يخرج هذه الأشربة من دخولها في الاسم والتحريم إذا كانت مسكرة

[ 17148 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا عبد الله بن أيوب المخرمي ثنا سفيان بن عيينة ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شراب أسكر فهو حرام لفظ حديث الشافعي رحمه الله وفي رواية المخرمي قال عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر حرام رواه البخاري في الصحيح عن بن المديني ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى كلاهما عن سفيان على اللفظ الذي رواه الشافعي

[ 17149 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محمد بن عيسى بن الطباع وأبو الربيع الزهراني ح قال وأخبرني أبو النضر ثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الليث الرازي ثنا أبو كامل قالوا ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب منها لم يشربها في الآخرة رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع وأبي كامل

[ 17150 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو حامد بن الشرقي ثنا أحمد بن محمد بن الصباح ثنا روح بن عبادة ثنا بن جريح أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر خمر وكل مسكر حرام رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم والصغاني عن روح بن عبادة

[ 17151 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ علي بن الفضل بن محمد بن عقيل ح وأخبرنا أبو الحسن المقري الإسفرائيني بها أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق قالا ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر ولا أعلمه الا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر خمر وكل خمر حرام رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن يحيى

[ 17152 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا أحمد بن محمد بن الصباح الدولابي ثنا روح بن عبادة ثنا مالك بن أنس عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر خمر وكل مسكر حرام قال أحمد هكذا حدثنا به روح مرفوعا

[ 17153 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ما لك عن نافع عن بن عمر أنه قال كل مسكر خمر وكل مسكر حرام كذا رواه سائر أصحاب مالك عن مالك موقوفا غير روح فإنه رفعه في رواية الدولابي عنه والله أعلم

[ 17154 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ أبو يعلى ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان عن عمرو سمعه من سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن فقال لهما بشرا ويسرا وعلما ولا تنفرا وأراه قال وتطاوعا قال فلما ولى رجع أبو موسى فقال يا رسول الله أن لهم شرابا من العسل يطبخ والمزر يصنع من الشعير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما أسكر عن الصلاة فهو حرام رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عباد

[ 17155 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب أنبأ محمد بن كثير ثنا سفيان عن أبي الجويرية قال سألت بن عباس عن الباذق قال سبق محمد صلى الله عليه وسلم الباذق ما أسكر فهو حرام قال الشراب الحلال الطيب لا الحرام الخبيث رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير إلا أنه قال قال الشراب الحلال الطيب قال ليس بعد الحلال الطيب الا الحرام الخبيث

[ 17156 ] وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو النضر ثنا أبو خيثمة ثنا أبو الجويرية قال قلت لابن عباس أفتني رحمك الله في الباذق فقال سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الباذق ما أسكر فهو حرام قال قلت أفتني رحمك الله في الباذق وإنا نشربه قال سبق محمد صلى الله عليه وسلم إلى الباذق وما أسكر فهو حرام قال رجل من القوم إنا نعمد إلى العنب فنعصره ثم نطبخه حتى يكون حلالا طيبا قال سبحان الله أشرب الحلال الطيب فإنه ليس بعد الحلال الطيب الا الحرام الخبيث

[ 17157 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يوسف بن مروان النسائي ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن عبيد النخعي عن بن عباس قال أتاه قوم فسألوه عن بيع الخمر واشترائه والتجارة فيه فقال العباس أمسلمون أنتم فقالوا نعم قال فإنه لا يصلح بيعه ولا شراءه ولا التجارة فيه لمسلم إنما مثل من فعل ذلك منكم مثل بني إسرائيل حرمت عليهم الشحوم فلم يأكلوها فباعوها وأكلوا أثمانها ثم سألوا عن الطلاء فقال بن عباس وما طلاؤكم هذا إذا سألتموني فبينوا لي الذي تسألوني عنه قالوا هو العنب يعصر ثم يطبخ ثم يجعل في الدنان قال وما الدنان قالوا دنان مقيرة قال مزقته فقالوا نعم قال أيسكر قالوا إذا أكثر منه أسكر قال فكل مسكر حرام

[ 17158 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن الأعمش عن يحيى بن عبيد أبي عمر البهراني قال سئل بن عباس عن الطلاء فقال إن النار لا تحل شيئا ولا تحرمه

[ 17159 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني إبراهيم بن نشيط الوعلاني وعمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عبد الله أن أبا مسلم الخولاني حج فدخل على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها فجعل يخبرها فقالت كيف تصبرون على بردها فقال يا أم المؤمنين إنهم يشربون شرابا لهم يقال له الطلاء فقال صدق الله وبلغ حبي سمعت حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أناسا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها

[ 17160 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها وتضرب على رؤوسهم المعازف يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير

[ 17161 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن بن شهاب عن السائب بن يزيد أنه أخبره أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه خرج عليهم فقال إني وجدت من فلان ريح شراب فزعم أنه شرب الطلاء وأنا سائل عما شرب فإن كان يسكر جلدته فجلده عمر رضى الله تعالى عنه الحد تاما

[ 17162 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسين الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد قد جاءت في الأشربة آثار كثيرة بأسماء مختلفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكل له تفسير فأولها الخمر وهي ما غلى من عصير العنب فهذا ما لا اختلاف في تحريمه بين المسلمين إنما الاختلاف في غيره ومنها السكر وهو نقيع التمر الذي لم تمسه النار وفيه يروى عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه أنه قال السكر خمر ومنها البتع وهو نبيذ العسل ومنها الجعة وهو نبيذ الشعير ومنها المزر وهو من الذرة

[ 17163 ] قال أبو عبيد حدثنيه أبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي عن مالك بن مغول عن أكيل مؤذن إبراهيم عن الشعبي عن بن عمر أنه فسر هذه الأربعة الأشربة وزاد والخمر من العنب والسكر من التمر قال أبو عبيد ومنها السكركة وقد روي عن الأشعري التفسير فقال إنه من الذرة

[ 17164 ] قال أبو عبيد ثنا حجاج ومحمد بن كثير عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن صفوان بن محرز قال سمعت أبا موسى الأشعري يخطب فقال خمر المدينة من البسر والتمر وخمر أهل فارس من العنب وخمر أهل اليمن البتع وهو من العسل وخمر الحبش السكركة قال أبو عبيد ومن الأشربة أيضا الفضيخ وهو ما افتضخ من البسر من غير أن تمسه النار وفيه يروى عن بن عمر ليس بالفضيخ ولكنه الفضوخ

[ 17165 ] ويروى عن أنس أنه قال نزل تحريم الخمر وما كانت غير فضيخكم هذا قال أبو عبيد حدثنيه بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال أبو عبيد فإن كان مع البسر تمر فهو الذي يسمى الخليطين وكذلك إن كان زبيبا وتمرا فهو مثله ومن الأشربة المنصف وهو أن يطبخ عصير العنب قبل أن يغلي حتى يذهب نصفه وقد بلغني أنه يسكر فإن كان يسكر فهو حرام وإن طبخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه فهو الطلاء وإنما سمي بذلك لأنه شبه بطلاء الإبل في ثخنه وسواده وبعض العرب يجعل الطلاء الخمر بعينها يروي أن عبيد بن الأبرص قال في مثل له
هي الخمر تكنى الطلاء
كما الذئب يكنى أبا جعدة قال وكذلك الباذق وقد يسمى به الخمر والمطبوخ وهو الذي يروى فيه الحديث عن بن عباس أنه سئل عن الباذق فقال سبق محمد الباذق وما أسكر فهو حرام وإنما قال بن عباس ذلك لأن الباذق كلمة فارسية عربت فلم يعرفها وذكر أبو عبيد أسماء سواها ثم قال وهذه الأشربة المسماة عندي كلها كناية عن اسم الخمر ولا أحسبها إلا داخلة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن أناسا من أمتي يشربون الخمر باسم يسمونها به قال ومما يبينه قول عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه الخمر ما خامر العقل

باب ما أسكر كثيره فقليله حرام

[ 17166 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا يحيى بن أيوب ثنا بن أبي مريم ثنا محمد بن جعفر ثنا الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عامر بن سعد عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره

[ 17167 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو حامد بن الشرقي ثنا أبو الأزهر ومحمد بن المنخل قالا ثنا أبو ضمرة ثنا داود بن بكر بن أبي الفرات عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسكر كثيره فقليله حرام

[ 17168 ] أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان وأبو الحسين بن الفضل القطان وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد قالوا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا إبراهيم بن سعد حدثني محمد بن إسحاق عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسكر كثيره فقليله حرام

[ 17169 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ علي بن محمد المصري ثنا روح بن الفرج ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن أبي معشر عن نافع عن بن عمر أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسكر كثيره فقليله حرام

[ 17170 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أبو معشر عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر خمر ما أسكر كثيره فقليله حرام

[ 17171 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر ثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أسكر كثيرة فقليله حرام وكذلك رواه عبد الله بن عمر عن عمرو

[ 17172 ] أخبرنا أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ محمد بن عبد الله أنبأ بن وهب أخبرني عبد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره

[ 17173 ] قال وأنبأ بن وهب قال حدثني شمر بن نمير عن حسين بن عبد الله هو بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله

[ 17174 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء بن أخي جويرية وكان رجلا صالحا ثنا مهدي بن ميمون ثنا أبو عثمان الأنصاري عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كل مسكر حرام وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام

[ 17175 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان ومحمد بن الحسين القطان وعبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد قالوا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية وعبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث بن أبي سليم عن أبي عثمان عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر حرام وما أسكر منه الفرق فالحسوة منه حرام

[ 17176 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن الحكم بن عتيبة عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر

باب ما يحتج به من رخص في المسكر إذا لم يشرب منه ما يسكره والجواب عنه قال الله تبارك وتعالى { تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا }

[ 17177 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا معاذ بن نجدة القرشي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن الأسود بن قيس عن عمرو بن سفيان عن بن عباس أنه سئل عن هذه الآية { تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا } قال السكر ما حرم من ثمرتها والرزق الحسن ما حل من ثمرتها

[ 17178 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله تتخذون منه سكرا فحرم الله بعد ذلك السكر مع تحريم الخمر لأنه منها قال رزقا حسنا فهو حلاله من الخل والرب والنبيذ وأشباه ذلك فأقره الله وجعله الله حلالا للمسلمين وقد روينا عن أبي عبيد أنه قال الكسر نقيع التمر وعليه تدل رواية بن أبي طلحة عن بن عباس مع الدلالة على دخوله في التحريم حين حرمت الخمر لأنه منها

[ 17179 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية قال السكر الخمر قبل تحريمها والرزق الحسن طعامه

[ 17180 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم والشعبي وأبي رزين قالوا في هذه الآية { تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا } هي منسوخة

[ 17181 ] وأما الحديث الذي أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ مسعر عن أبي عون ح وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن بن عباس قال حرمت الخمر بعينها القليل منها والكثير والسكر من كل شراب والمراد بالسكر المذكور فيه المسكر

[ 17182 ] فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الصوفي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن مسعر عن أبي عون عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن بن عباس قال حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والمسكر من كل شراب

[ 17183 ] وأخبرنا أبو عبد الله ثنا الأستاذ أبو الوليد حسان بن محمد أملاه علينا ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا أحمد بن حنبل فذكره بإسناده إلا أنه لم يقل قليلها وكثيرها وكذلك رواه عن أحمد بن حنبل موسى بن هارون وكلك روي عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد عن بن عباس والمسكر من كل شراب وعلى هذا يدل سائر الروايات عن بن عباس

[ 17184 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا علي بن عبد الله بن مبشر ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي عوانة عن ليث عن عطاء وطاوس ومجاهد عن بن عباس قال قليل ما أسكر كثيره حرام

[ 17185 ] وأما الحديث الذي أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سلام عن سماك بن حرب عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بردة وليس بابن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اشربوا ولا تسكروا فكذا رواه أبو الأحوص سلام بن سليم وبلغني عن أبي عبد الرحمن النسائي أنه قال هذا حديث منكر غلط فيه أبو الأحوص سلام بن سليم لا نعلم أن أحدا تابعه عليه من أصحاب سماك قال أبو عبد الرحمن قال أحمد بن حنبل كان أبو الأحوص يخطىء في هذا الحديث قال أبو عبد الرحمن ورواه أبو عوانة عن سماك عن قرصافة امرأة منهم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت اشربوا ولا تسكروا وهذا أيضا غير ثابت وقرصافة هذه لا يدرى من هي والمشهور عن عائشة رضى الله تعالى عنها خلاف ذلك

[ 17186 ] وأخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر الدارقطني الحافظ قال وهم أبو الأحوص في إسناده ومتنه وقال غيره عن سماك عن القاسم عن بن بريدة عن أبيه ولا تشربوا مسكرا قال الشيخ وكذلك رواه محارب بن دثار عن بن بريدة عن أبيه

[ 17187 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن فضيل عن ضرار بن مرة عن محارب بن دثار عن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى

[ 17188 ] وأما الحديث الذي أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن مشكان المروزي ثنا عبد الله بن محمود ثنا العباس بن زرارة ثنا جرير عن الحجاج بن أرطأة عن حماد عن إبراهيم عن بن مسعود قال كل مسكر حرام هي الشربة التي تسكرك

[ 17189 ] فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله الجراحي بمرو ثنا يحيى بن شاسويه ثنا عبد الكريم السكري ثنا وهب بن زمعة أنبأ سفيان بن عبد الملك قال سألت عبد الله بن المبارك عن حديث جرير عن بن مسعود تحرم الشربة التي تسكرك فقال هذا باطل

[ 17190 ] وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا قال أبو الحسن الدارقطني حجاج بن أرطأة ضعيف وإنما هو من قول إبراهيم النخعي ورواه بإسناده عن مسعر عن حماد عن إبراهيم من قوله بمعناه قال الشيخ رحمه الله وقد روي عن إبراهيم بخلافه وذلك فيما رواه الحسن بن عمرو عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم قال كانوا يرون أن من شرب شرابا فسكر منه لم يصلح له أن يعود فيه

[ 17191 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال قال زكريا بن عدي لما قدم بن المبارك الكوفة كانت به علة فأتاه وكيع وأصحابنا والكوفيون فتذاكروا عنده حتى بلغوا الشراب فجعل بن المبارك يحتج بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار من أهل المدينة قالوا لا ولكن من حديثنا فقال بن المبارك أنبأ الحسن بن عمرو الفقيمي عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم قال كانوا يقولون إذا سكر من شراب لم يحل له أن يعود فيه أبدا فنكسوا رؤوسهم فقال بن المبارك للذي يليه رأيت أعجب من هؤلاء أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه والتابعين فلم يعبأوا به وأذكر عن إبراهيم فنكسوا رؤوسهم

باب ما جاء في صفة نبيذهم الذي كانوا يشربونه في حديث أنس بن مالك وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

[ 17192 ] أما حديث أنس فأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن محمد البرتي القاضي ثنا عفان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا الحسن بن المثنى العنبري ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدحي هذا الشراب كله العسل والنبيذ والماء واللبن رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان

[ 17193 ] وأما الرواية فيه عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو النضر ثنا أبو خيثمة ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون قال قال عمر رضى الله تعالى عنه إنا لنشرب من النبيذ نبيذا يقطع لحوم الإبل في بطوننا من أن تؤذينا

[ 17194 ] وأما الصفة ففيما حدثني أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا القاسم بن الفضل ح وأخبرنا عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عمران بن موسى ثنا شيبان بن فروخ ثنا القاسم ثنا ثمامة بن حزن القشيري قال لقيت عائشة رضى الله تعالى عنها فسألتها عن النبيذ فدعت عائشة جارية حبشية فقالت سل هذه إنها كانت تنبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الحبشية كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه فإذا أصبح شرب منه لفظ حديث شيبان رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ

[ 17195 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان ومحمد بن النضر قال بن النضر أنبأ وقال بن شاذان ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن يونس عن الحسن عن أمه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء وكي أعلاه وله عزلاء ننبذ غدوة فيشربه عشاء وننبذ عشاء فيشربه غدوة رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى

[ 17196 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا المعتمر قال سمعت شبيب بن عبد الملك يحدث عن مقاتل بن حيان قال حدثتني عمرة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها كانت تنبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة فإذا كان من العشي فتعشى شرب على عشائه فإن فضل شيء صببته أو فرغته ثم تنبذ له بالليل فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه قالت نغسل السقاء غدوة وعشية فقال لها أبي مرتين في يوم قالت نعم

[ 17197 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يوسف بن مروان النسائي ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن عبيد النخعي عن بن عباس قال أتاه قوم فذكر الحديث قال ثم سألوا عن النبيذ فقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرجع من سفره وأناس من أصحابه قد انتبذوا نبيذا لهم في نقير وحناتم ودباء فأمر به فأهريقت قال فأمر بسقاء فجعل فيه زبيب وماء وكان ينبذ له من الليل فيصبح فيشرب يومه ذلك وليلته التي تستقبل ومن الغد حتى يمسي فإذا أمسى شرب منه وسقى فإن أصبح فيه شيء أمر به فأهريق رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن أحمد بن أبي خلف عن زكريا بن عدي عن عبيد الله بن عمرو

[ 17198 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن الأعمش عن يحيى بن عبيد أبي عمر البهراني عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبذ له الزبيب من الليل في السقاء فإذا أصبح شربه يومه وليلته ومن الغد فإذا كان مساء الثالث شربه أو سقاه الخدم فإن فضل شيء أهراقه رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم

[ 17199 ] أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري الطوسي بها أنبأ أبو النضر محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا أبو غسان حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد أنه لما عرس أبو أسيد دعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فما صنع لهم طعاما ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد وبلت تمرات من الليل في تور من حجارة فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطعام أماثته فسقته رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم ورواه مسلم عن محمد بن سهل بن عسكر عن بن أبي مريم

[ 17200 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا عيسى بن محمد ثنا ضمرة عن الشيباني عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمت من نحن ومن أين نحن فإلى من نحن قال إلى الله عز وجل وإلى رسوله فقلنا يا رسول الله إن لنا أعنابا ما نصنع بها قال زببوها قلنا ما نصنع بالزبيب قال انبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم وانبذوه في الشنان ولا تنبذوه في القلل فإنه إذا تأخر عن عصره صار خلا

[ 17201 ] أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أبو حصين محمد بن الحسين ثنا علي بن حكيم الأودي ثنا شريك عن مسعر عن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كنت إذا أشتد نبيذ النبي صلى الله عليه وسلم جعلت فيه زبيبا يلتقط حموضته قال الشيخ وعلى مثل هذه الصفة كان نبيذ عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة رضى الله تعالى عنهم ألا ترى أن عمر رضى الله تعالى عنه إنما أحل الطلاء حين ذهب سكره وشره وحظ شيطانه

[ 17202 ] وذلك فيما أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن داود بن الحصين عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ وعن سلمة بن عوف بن سلامة أخبراه عن محمود بن لبيد الأنصاري أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه حين قدم الشام فشكا إليه أهل الشام وباء الأرض وثقلها وقالوا لا يصلحنا إلا هذا الشراب فقال عمر رضى الله تعالى عنه اشربوا العسل فقالوا لا يصلحنا العسل فقال رجل من أهل الأرض هل لك أن نجعل لك من هذا الشراب شيئا لا يسكر فقال نعم فطبخوه حتى ذهب منه الثلثان وبقي الثلث فأتوا به عمر رضى الله تعالى عنه فأدخل عمر رضى الله تعالى عنه فيه أصبعه ثم رفع يده فتبعها يتمطط فقال هذا الطلاء هذا مثل طلاء الإبل فأمرهم عمر رضى الله تعالى عنه أن يشربوه فقال له عبادة بن الصامت أحللتها والله فقال عمر رضى الله تعالى عنه كلا والله اللهم إني لا أحل لهم شيئا حرمته عليهم ولا أحرم عليهم شيئا أحللته لهم

[ 17203 ] أخبرنا أبو حازم أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال كتب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أن اطبخوا شرابكم حتى يذهب نصيب الشيطان منه فإن للشيطان اثنين ولكم واحدة

[ 17204 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسين الجوزي ثنا بن أبي الدنيا ثنا أبو خيثمة ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال كان النبيذ الذي يشرب عمر رضى الله تعالى عنه كان ينقع له الزبيب غدوة فيشربه عشية وينقع له عشية فيشربه غدوة ولا يجعل فيه دردى

[ 17205 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق والحسن بن مكرم قالا ثنا عثمان بن عمر أنبأ شعبة عن أبي حمزة جارهم قال سمعت هلال المازني يحدث عن سويد بن مقرن قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بجرة فيها نبيذ فنهاني عنه فكسرتها قال وقال سويد انتبذ أول الليل وأشربه آخر الليل وانتبذ أول النهار وأشربه آخر النهار لفظ حديث الصغاني وفي رواية الحسن قال عن هلال المازني

باب ما جاء في الكسر بالماء

[ 17206 ] أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثني عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا عوف بن أبي جميلة عن أبي القموص زيد بن علي عن أحد الوفد الذين وفدوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم من وفد عبد القيس ألا يكون قيس بن النعمان فإني نسيت اسمه قال فقال رجل منا يا رسول الله إن أرضنا أرض وبيئة وأنه لا يوافقها إلا الشراب فما الذي يحل لنا من الآنية وما الذي يحرم علينا قال لا تشربوا في الدباء ولا النقير ولا المزفت واشربوا في الجلال أو قال الجلد الموكى عليه فإن اشتد متنه فاكسروه بالماء فإن أعياكم فاهريقوه قال الشيخ رحمه الله الروايات الثابتة في قصة وفد عبد القيس خالية عن هذا اللفظة وفي هذا الإسناد من يجهل حاله والله أعلم وقد روي عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه في هذه القصة أنه قال فإن خشي شرته أو قال شدته فليصب عليه الماء

[ 17207 ] أخبرناه أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وابن صاعد والحسين بن إسماعيل قالوا ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ثنا نوح بن قيس عن بن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لوفد عبد القيس لا تشربوا في نقير ولا مقير ولا دباء ولا حنتم ولا مزادة ولكن اشربوا في سقاء أحدكم غير مسكر فإن خشي شرته فليصب عليه الماء لفظ بن منيع ورواه جماعة عن نوح بن قيس لم يذكروا فيه هذه اللفظة فيشبه أن تكون من قول بعض الرواة وروي في الكسر بالماء من وجه آخر عن أبي هريرة وإسناده ضعيف

[ 17208 ] وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر ثنا بن رجاء ثنا إسرائيل عن علي بن بذيمة عن قيس بن حبتر عن عبد الله بن عباس قال إن أول من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيذ عبد القيس أتوه فقالوا يا رسول الله إنا بأرض ريف وإنا نصيب من البقل فأمرنا بشراب فقال اشربوا في الأسقية ولا تشربوا في الجر ولا في الدباء ولا المزفت ولا النقير وإني نهيت عن الخمر والميسر والكوبة وهي الطبل وكل مسكر حرام قالوا يا رسول الله فإذا اشتد قال فقال صبوا عليه الماء قال فإذا اشتد قال صبوا عليه الماء قال في الثالثة أو الرابعة فإذا اشتد فاهريقوه خالفه أبو جمرة عن بن عباس فذكر الكسر بالماء من قول بن عباس

[ 17209 ] أخبرناه أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر وأبو الحسن السراج قالا ثنا محمد بن يحيى بن سليمان ثنا عاصم بن علي ثنا شعبة أخبرني أبو جمرة قال كان بن عباس يقعدني على سريره فذكر الحديث قال قلت فإن عبد القيس تنتبذ في مزاد لها نبيذا شديدا قال فإذا خشيت شدته فاكسره بالماء ثم قال إن عبد القيس لما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ليس فيه الأمر بالكسر بالماء وذلك يرد إن شاء الله وإنما أراد بالكسر بالماء في هذا وفي غيره إذا خشي شدته قبل بلوغه حد الإسكار بدليل قوله وكل مسكر حرام والحرام لا يحله دخول الماء فيه

[ 17210 ] وفيما بلغ حد الإسكار ورد ما أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا زيد بن واقد عن خالد بن عبد الله بن حسين عن أبي هريرة قال علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم فتحينت فطره بنبيذ صنعته في دباء ثم أتيته فإذا هو ينش فقال اضرب بهذا الحائط فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر

[ 17211 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحلواني يعني أحمد بن يحيى ثنا الهيثم بن خارجة ثنا عثمان بن علاق عن زيد بن واقد قال حدثني خالد بن حسين مولى عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه قال سمعت أبا هريرة يقول فذكر معناه

[ 17212 ] وأخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس الأصم أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أنبأني أبي ثنا الأوزاعي حدثني محمد بن أبي موسى أنه سمع القاسم بن مخيمرة يخبر أن أبا موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بنبيذ جر ينش فقال اضرب به الحائط فإنه لا يشرب هذا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر قال الشيخ رحمه الله ولو كان إلى إحلاله بصب الماء عليه سبيل لما أمر بإراقته والله أعلم ورأيت في حديث يحيى بن أبي كثير عن ثمامة بن كلاب عن أبي سلمة عن عائشة رضى الله تعالى عنها مرفوعا لا تنبذوا في الدباء والمزفت ولا النقير ولا الحنتم ولا تنبذوا البسر والرطب جميعا ولا التمر والزبيب جميعا وما كان سوى ذلك فاشتد عليكم فاكسروه بالماء وثمامة بن كلاب هذا مجهول والثابت عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الخليطين دون هذه اللفظة والله أعلم ورأيته أيضا في حديث عكرمة بن عمار عن أبي كثير السحيمي عن أبي هريرة مرفوعا إلا أنه قال إذا رابك من شرابك ريب فشن عليه الماء أمط عنك حرامه واشرب حلاله وهذا أيضا ضعيف عكرمة بن عمار اختلط في آخر عمره وساء حفظه فروى ما لم يتابع عليه وقد رواه عبد الله بن يزيد المقري عن عكرمة بن عمار قال وقوله إذا رابك قاله أبو هريرة وذكره إسحاق الحنظلي في مسنده

[ 17213 ] وأما الحديث الذي أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه وأبو عبد الرحمن السلمي قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى البزاز ثنا عمر بن شبة ثنا عمر بن علي المقدمي عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب بن أبي وداعة السهمي قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت في يوم قائظ شديد الحر فاستسقى رهطا من قريش فقال هل عند أحد منكم شراب فيرسل إليه فأرسل رجل منهم إلى منزله فجاءت جارية معها إناء فيه نبيذ زبيب فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا خمرته ولو بعود تعرض عليه فلما أدناه منه وجد له رائحة شديدة فقطب ورد الإناء فقال الرجل يا رسول الله إن يكن حراما لم نشربه فاستعاد الإناء وصنع مثل ذلك فقال الرجل مثل ذلك فدعا بدلو من ماء زمزم فصبه على الإناء وقال إذا اشتد عليكم شرابه فاصنعوا به هكذا

[ 17214 ] وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب بن أبي وداعة قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم حار فاستسقى فأتي بإناء من نبيذ فلما رفعه إلى فيه قطب فتركه فقال الرجل يا رسول الله هذا شراب أهل مكة أحرام هو فسكت ثم أتاه الثانية فقطب فنحاه فقال له الرجل مثل ذلك فدعا بذنوب أو دلو من ماء فصبه عليه ثم سقى الذي يليه والذي عن يمينه ثم قال هكذا اصنعوا به إذا غلبكم فهذا إنما رواه الكلبي والكلبي متروك وأبو صالح باذان ضعيف لا يحتج بخبرهما ورواه يحيى بن يمان عن سفيان فغلط في إسناده

[ 17215 ] أخبرناه أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو معمر ثنا بن يمان ح وأنبا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو علي محمد بن سليمان وأحمد بن محمد بن بحر العطار جميعا بالبصرة قالا ثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود الأنصاري قال عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم حول الكعبة فاستسقى فأتي بنبيذ من السقاية فشمه فقطب فقال علي بذنوب من زمزم فصبه عليه ثم شرب فقال رجل حرام هو يا رسول الله قال لا لفظ حديث الشهيدي وحديث أبي معمر مختصر سئل النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطواف أحلال هو أم حرام قال حلال يعني النبيذ قال علي بن عمر هذا حديث معروف بيحيى بن يمان ويقال أنه انقلب عليه الإسناد واختلط بحديث الكلبي عن أبي صالح والكلبي متروك وأبو صالح ضعيف

[ 17216 ] أخبرنا أبو سعيد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ قال سمعت عبدان يقول سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول بن يمان سريع النسيان وحديثه خطأ عن الثوري عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود إنما هو عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب بن أبي وداعة

[ 17217 ] وأخبرنا أبو سعد أنبأ أبو أحمد ثنا الجنيدي قال قال البخاري في حديث يحيى بن اليمان هذا لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا وقال الأشجعي وغيره عن سفيان الكلبي عن أبي صالح عن المطلب

[ 17218 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن المحمودي ثنا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ ثنا أبو موسى قال ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي حديث سفيان عن منصور في النبيذ قال لا تحدث بهذا قال الشيخ وقد سرقه عبد العزيز بن أبان فرواه عن سفيان وسرقه أليسع بن إسماعيل فرواه عن زيد بن الحباب عن سفيان وعبد العزيز بن أبان متروك واليسع بن إسماعيل ضعيف الحديث

[ 17219 ] أخبرنا بذلك أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث عن أبي الحسن الدارقطني ورواه جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن بن عباس في قصة طواف النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بشراب قال فأتي بشراب فشرب منه ثم دعا بالماء فصبه فيه فشرب ثم أشتد عليه فدعا بماء فصبه فيه ثم شرب مرتين أو ثلاثة ثم قال إذا اشتد عليكم فاقتلوه بالماء ويزيد بن أبي زياد ضعيف لا يحتج به لسوء حفظه وقد روى خالد الحذاء عن عكرمة عن بن عباس قصة طواف النبي صلى الله عليه وسلم وشربه لم يذكر فيها ما ذكر يزيد بن أبي زياد وإنما تعرف هذه الزيادة من رواية الكلبي كما مضى وزاد يزيد شربه منه قبل خلطه بالماء وهو بخلاف سائر الروايات وكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أن يشرب المسكر إن كان مسكرا على زعمهم قبل أن يخلطه بالماء فدل على أنه لا أصل له والله أعلم

[ 17220 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسن السراج ثنا موسى بن هارون ثنا أحمد بن حنبل ثنا عبد الصمد ثنا دارم يعني بن عبد الحميد الحنفي قال شهدت عطاء وسئل عن النبيذ فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام فقلت يا بن أبي رباح إن هؤلاء يسقوننا في المسجد فقال أما والله لقد أدركتها وإن الرجل ليشرب منها فتلتزق شفتاه من حلاوتها ولكن الحرية ذهبت ووليها العبيد فتهاونوا بها

[ 17221 ] وأما الحديث الذي أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا مسدد ثنا عبد الواحد ثنا سليمان الشيباني ثنا عبد الملك بن أبي القعقاع عن بن عمر قال وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل ريح نبيذ فقال ما هذه الريح

[ 17222 ] وأخبرنا علي أنبأ أحمد ثنا تمتام ثنا عبد الصمد ثنا ورقاء عن سليمان الشيباني عن عبد الملك بن نافع بن أخي القعقاع عن بن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجد منه ريحا فقال ما هذه الريح فقال نبيذ قال فأرسل إلي منه فأرسل إليه فوجده شديدا فدعا بماء فصبه عليه ثم شرب ثم قال إذا اغتلمت أشربتكم فاكسروها بالماء ورواه أيضا إسماعيل بن أبي خالد عن قرة العجلي عن عبد الملك وقال فاقطعوا متونها بالماء

[ 17223 ] أخبرنا علي أنبأ أحمد بن عبيد ثنا جعفر بن كذال ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا بن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد حدثني قرة العجلي عن عبد الملك بن أخي القعقاع بن شور عن بن عمر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له شراب فأتي بقدح منه فلما قربه غلى فيه كرهه فرده فقال بعض القوم أحرام هو يا رسول الله فقال ردوه فأخذ منه ثم دعا بماء فصبه عليه ثم قال انظروا هذه الأسقية إذا اغتلمت فاقطعوا متونها بالماء فهذا حديث يعرف بعبد الملك بن نافع هذا وهو رجل مجهول اختلفوا في اسمه واسم أبيه فقيل هكذا وقيل عبد الملك بن القعقاع وقيل بن أبي القعقاع وقيل مالك بن القعقاع

[ 17224 ] أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا بن أبي مريم قال قلت ليحيى بن معين أرأيت حديث عبد الملك بن نافع الذي يرويه إسماعيل بن أبي خالد في النبيذ قال هم يضعفونه قال وأنبأ أبو أحمد قال سمعت بن حماد يقول قال البخاري عبد الملك بن نافع بن أخي القعقاع بن شور عن بن عمر في النبيذ لم يتابع عليه وقال أبو عبد الرحمن النسائي عبد الملك بن نافع ليس بمشهور ولا يحتج بحديثه والمشهور عن بن عمر خلاف حكايته

[ 17225 ] وأما الأثر الذي أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الأصبهاني قالا أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا خلف بن هشام ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال تلقت ثقيف عمر رضى الله تعالى عنه بنبيذ فوجده شديدا فدعا بماء فصب عليه مرتين أو ثلاثا

[ 17226 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب قال وحدثنا الحجاج ثنا جدي جميعا عن الزهري أخبرني معاذ بن عبد الرحمن التيمي أن أباه عبد الرحمن بن عثمان قال صاحبت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه إلى مكة فأهدى له ركب من ثقيف سطيحتين من نبيذ والسطيحة فوق الأداود ودون المزادة قال عبد الرحمن بن عثمان فشرب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه إحداهما قال حجاج طيبة ثم أهدى له لبن فعدله عن شرب الأخرى حتى اشتد ما فيها فذهب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ليشرب منها فوجده قد اشتد فقال اكسروه بالماء فإنما كان اشتداده والله أعلم بالحموضة أو بالحلاوة فقد روي عن نافع مولى بن عمر أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال ليرفأ اذهب إلى إخواننا فالتمس لنا عندهم شرابا فأتاهم فقالوا ما عندنا إلا هذه الأداوة وقد تغيرت فدعا بها عمر رضى الله تعالى عنه فذاقها فقبض وجهه ثم دعا بماء فصب عليه ثم شرب قال نافع والله ما قبض وجهه إلا أنها تخللت

[ 17227 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي ثنا بن أبي الدنيا حدثني إبراهيم بن سعيد أنبأ محبوب بن موسى أنبأ عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد عن نافع قال والله ما قبض عمر رضى الله تعالى عنه وجهه عن الأداوة حين ذاقها إلا أنها تخللت وروينا عن سعيد بن المسيب عن عمر رضى الله تعالى عنه بنحو من رواية نافع ويذكر عن قيس بن أبي حازم عن عتبة بن فرقد قال كان النبيذ الذي شربه عمر رضى الله تعالى عنه قد تخلل ويذكر عن زيد بن أسلم إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا حمض عليهم النبيذ كسروه بالماء

[ 17228 ] وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبد الله بن أحمد ثنا يحيى هو بن معين ثنا المعتمر هو بن سليمان حدثني أبي قال أنت حدثتني عن عبيد الله بن عمر قال إنما كسر عمر النبيذ من شدة حلاوته

[ 17229 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر الجراحي ثنا يحيى بن ساسويه ثنا عبد الكريم بن السكري ثنا وهب بن زمعة أخبرني علي الباشاني قال قال عبد الله بن المبارك قال عبيد الله بن عمر لأبي حنيفة في النبيذ فقال أبو حنيفة أخذناه من قبل أبيك قال وأبي من هو قال إذا رابكم فاكسروه بالماء قال عبيد الله العمري إذا تيقنت به ولم ترتب كيف تصنع قال فسكت أبو حنيفة

[ 17230 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسين الجوزي ثنا بن أبي الدنيا ثنا محمد بن أبي سمينة ثنا يحيى بن سعيد القطان قال سمعت سليمان التيمي يقول ما في شربة من نبيذ ما يخاطر رجل بدينه

[ 17231 ] وسمعت أبا القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن يقول سمعت أبا علي محمد بن محمود المزكي ببخارا يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن نصر المروزي الإمام بسمرقند يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول سمعت عبد الله بن إدريس الكوفي يقول قلت لأهل الكوفة يا أهل الكوفة إنما حديثكم الذي تحدثونه في الرخصة في النبيذ عن العميان والعوران والعمشان أين أنتم عن أبناء المهاجرين والأنصار حدثني محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مسكر خمر وكل مسكر حرام

باب الخليطين

[ 17232 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب حدثني الليث بن سعد وجرير بن حازم ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن ينتبذ الزبيب والتمر جميعا ونهى أن ينتبذ البسر والرطب جميعا رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وعن شيبان عن جرير وأخرجه البخاري من حديث بن جريج عن عطاء

[ 17233 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا مسلم ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع بين التمر والزهو وبين التمر والزبيب وأمر أن ينبذ كل واحد منها على حدة رواه البخاري في الصحيح عن مسلم بن إبراهيم

[ 17234 ] وأخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد ثنا روح بن عبادة ثنا حسين المعلم ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنتبذوا الرطب والزهو جميعا والتمر والزبيب جميعا وانبذوا كل واحدة منهما على حدته قال يحيى فسألت عن ذلك عبد الله بن أبي قتادة فأخبرني بذلك عن أبيه رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن إسحاق الصغاني عن روح

[ 17235 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ثنا أبان ثنا يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن خليط البسر والتمر وعن خليط الزبيب والتمر وعن خليط الزهو والرطب وقال انتبذوا كل واحد على حدته

[ 17236 ] قال وحدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن إسحاق عن عفان وأخرجه أيضا من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم

[ 17237 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ثنا عبيد الله بن موسى عن الحسن بن صالح عن خالد بن الفزر عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إن المزاة حرام ألا أن المزاة حرام خلط البسر والتمر والتمر والزبيب

[ 17238 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا يحيى عن ثابت بن عمارة قال حدثتني ريطة عن كبشة بنت أبي مريم قالت سألت أم سلمة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهي عنه قالت كان ينهانا أن نعجم النوى طبخا ونخلط الزبيب والتمر قال الشيخ رحمه الله يشبه أنه إنما نهى عن المبالغة في نضج النوى من أجل أنه يفسد طعم التمر أو لأنه علف الدواجن فتذهب قوته إذا نضج قاله أبو سليمان الخطابي رحمه الله

[ 17239 ] وأخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن سلمان عن عقيل بن خالد عن معبد بن كعب بن مالك عن أبيه عبد الله بن كعب بن مالك عن امرأة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تنتبذوا التمر والزبيب جميعا انبذوا كل واحد منهما وحده قال الشيخ رحمه الله نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخليطين يحتمل أمرين أحدهما أن يكون إنما نهى عنه لخلطهما سواء بلغ حد الإسكار أو لم يبلغ وأباح شربه إذا نبذ على حدته والآخر أن يكون إنما نهى عنه لأن أقرب إلى الاشتداد وإذا نبذ على حدته كان أبعد عن الاشتداد فما لم يبلغ حالة الاشتداد في الموضعين جميعا لا يحرم وعلى هذا المعنى الثاني يدل ما

[ 17240 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة أنبا أبو داود ثنا مسدد ثنا عبد الله بن داود عن مسعر عن موسى بن عبد الله عن امرأة من بني أسد عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له زبيب فيلقي فيه تمر أو تمر فيلقي فيه زبيب

[ 17241 ] وأخبرنا أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود ثنا زياد بن يحيى الحساني ثنا أبو بحر ثنا عتاب بن عبد العزيز الحماني حدثتني صفية بنت عطية قالت دخلت مع نسوة من عبد القيس على عائشة رضى الله تعالى عنها فسألناها عن التمر والزبيب فقالت كنت آخذ قبضة من تمر وقبضة من زبيب فألقيه في إناء فأمرسه ثم أسقيه النبي صلى الله عليه وسلم

[ 17242 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن قتادة بن دعامة حدثه أنه سمع أنس بن مالك يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يخلط التمر والزهو ثم يشرب وأن ذلك كان عامة خمورهم يوم حرمت الخمر قال البخاري وقال عمرو بن الحارث فذكره ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن بن وهب وفي هذا الحديث ما دل على أنه إنما نهى عنه لكونه خمرا والخمر ما خامر العقل وعلى أنه يستحب ترك الخليطين وإن لم يكن مسكرا لثبوت الإخبار في النهي عنه مطلقا وإنها أثبت مما روينا في الإباحة وبالله التوفيق

باب الأوعية

[ 17243 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب ثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان حدثني سليمان عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي رضى الله تعالى عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت ورواه البخاري في الصحيح عن مسدد وأخرجاه من حديث جرير وغيره عن الأعمش

[ 17244 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في بعض مغازيه قال بن عمر فأقبلت نحوه فانصرف قبل أن أبلغه فسألته ماذا قال قالوا نهى أن ينبذ في الدباء والمزفت رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى

[ 17245 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا مروان بن معاوية عن منصور بن حيان عن سعيد بن جبير عن بن عمر وابن عباس أنهما شهدا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن مروان

[ 17246 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا حجاج بن منهال ثنا جرير بن حازم ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ شيبان ثنا جرير بن حازم ثنا يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير قال سألت بن عمر عن نبيذ الجر فقال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر قال فأتيت بن عباس فقلت ألا تسمع ما يقول بن عمر قال وما يقول قلت قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر فقال صدق بن عمر حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر فقلت وأي شيء نبيذ الجر فقال كل شيء يصنع من المدر لفظ حديث شيبان رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ

[ 17247 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قال أبو عبد الله أخبرني وقال أبو سعيد ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت وكان أبو هريرة يلحق معها الحنتم والنقير رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

[ 17248 ] حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا عبد الله بن أيوب المخرمي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت أن ينبذ فيهما

[ 17249 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان قال سمعت الزهري يقول سمعت أنسا يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت أن ينتبذ فيه

[ 17250 ] قال وأنبأ سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنبذوا في الدباء والمزفت قال ثم يقول أبو هريرة واجتنبوا الحناتم والنقير رواه مسلم في الصحيح عن عمرو الناقد عن سفيان

[ 17251 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن نعيم وأحمد بن سهل ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ السحن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب قالوا ثنا نصر بن علي ثنا نوح بن قيس عن بن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لوفد عبد القيس أنهاكم عن النقير والمقير والحنتم والدباء والمزادة المجبوبة ولكن اشرب في سقائك وأوكه رواه مسلم في الصحيح عن نصر بن علي وفي حديث أبي صالح قيل لأبي هريرة ما الحنتم قال الجر الأخضر

[ 17252 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب الشيباني ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا حامد بن عمر ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا سليمان الشيباني قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر الأخضر قلت أشرب في جرار البيض قال لا رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد

[ 17253 ] وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن أبي إسحاق عن بن أبي أوفى قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر الأخضر والأبيض والأحمر

[ 17254 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى ثنا أبو خيثمة عن أبي الزبير ح وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى أنبأ أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن جابر وابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النقير والمزفت والدباء وعن جابر قال كان ينبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء فإذا لم يجدوا له سقاء ينبذ له في تور من حجارة فقال بعض القوم وأنا أسمع لأبي الزبير من برام قال من برام رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس وفي الباب عن عائشة وأبي سعيد الخدري وغيرهما

[ 17255 ] وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة قال سمعت زاذان يقول قلت لابن عمر أخبرنا بما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوعية أخبرنا بلغتكم وفسره لنا بلغتنا قال نهى عن الحنتم وهي الجرة ونهى عن المزفت وهي المقير ونهى عن الدباء وهو القرع ونهى عن النقير وهي أصل النخلة تنقر نقرا وتنسج نسجا وأمر أن ينتبذ في الأسقية رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مثنى وبندار عن أبي داود

[ 17256 ] حدثنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن حدثني أبي قال كان أبو بكرة ينتبذ له في جرة فقدم أبو برزة من غيبة كان غابها فنزل بمنزل أبي بكرة قبل أن يأتي منزله فذكر الحديث في إنكار ما نبذ له في جرة وقوله لامرأته وددت إنك جعلتيه في سقاء وأن أبا بكرة حين جاء قال قد عرفنا الذي نهينا عنه نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت فإما الدباء فإنا معشر ثقيف بالطائف كنا نأخذ الدباء فنخرط فيها عناقيد العنب ثم ندفنها ثم نتركها حتى تهدر ثم تموت وأما النقير فإن أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة فيشدخون فيه الرطب والبسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت وأما الحنتم فجرار كان يحمل إلينا فيها الخمر وأما المزفت فهي هذه الأوعية التي فيها هذا الزفت قال الشيخ كذا روي عن أبي بكرة وقد قال جماعة من أهل العلم أن المعنى في النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية أن النبيذ فيها يكون أسرع إلى الفساد والاشتداد حتى يصير مسكرا وهو في الأسقية أبعد منه ثم وردت الرخصة في الأوعية كلها إذا لم يشربوا مسكرا والله أعلم

باب الرخصة في الأوعية بعد النهي

[ 17257 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان عن سليمان الأحول عن مجاهد عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو قال لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأوعية قالوا ليس كل الناس يجد سقاء فأرخص في الجر غير المزفت لفظ حديث أحمد وفي رواية الشافعي فأذن لهم في الجر غير المزفت وسقط من إسناد حديثه أبو عياض وهو فيه أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح عن جماعة عن سفيان

[ 17258 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمد بن جعفر بن زياد ثنا شريك عن زياد بن فياض عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الأوعية الدباء والحنتم والمزفت والنقير فقال أعرابي إنه لا ظروف قال اشربوا ما حل

[ 17259 ] قال وحدثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك بإسناده قال اجتنبوا ما أسكر

[ 17260 ] أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني إبراهيم بن موسى ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظروف فقالت الأنصار إنه لا بدل لنا منها قال فلا إذا رواه البخاري في الصحيح عن يوسف بن موسى عن أبي أحمد

[ 17261 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا بن أبي مريم أنبأ نافع بن يزيد أخبرني أبو حرزة يعقوب بن مجاهد ثنا عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أني كنت نهيتكم أن تنتبذوا في الدباء والحنتم والمزفت فانبذوا ولا أحل مسكرا

[ 17262 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أحمد بن يونس ثنا معرف بن واصل ح قال وأخبرني أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن الأشربة في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة

[ 17263 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان ح قال وأنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا أبو عاصم ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر الآخرة وكنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث ليتسع ذو الطول على من لا طول له فكلوا ما بدا لكم وأطعموا وادخروا ونهيتكم عن الظروف وإن الظروف لا تحرم شيئا ولا تحلله وكل مسكر حرام لفظ حديث أبي عاصم رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن الشاعر عن أبي عاصم

[ 17264 ] أخبرنا أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أسامة بن زيد الليثي أن محمد بن يحيى بن حبان وأخبره أن واسع بن حبان حدثه أن أبا سعيد الخدري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نهيتكم عن النبيذ ألا فانتبذوا ولا أحل مسكرا

[ 17265 ] وأخبرنا أبو بكر وأبو زكريا قالا ثنا أبو العباس أنبا محمد أنبأ بن وهب أخبرني بن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية ألا إن وعاء لا يحرم شيئا وكل مسكر حرام

[ 17266 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد القطان عن أبي حيان وهو يحيى بن سعيد التيمي عن أبيه عن مريم بنت طارق قالت دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها في نسوة من أهل الأمصار فجعلن يسألنها عن الظروف فقالت تسألن عن ظروف ما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهاكن عن كل مسكر وإن أسكر إحداكن ماء حبها

باب النهي عن اختناث الأسقية

[ 17267 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبد الله عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن اختناث الاسقية رواه مسلم في الصحيح عن عمرو الناقد عن سفيان

[ 17268 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن أبي نصر الداربردي بمرو أنبأ عبد الله بن روح المدائني أنبأ شبابة أنبأ بن أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن اختناث الاسقية أن يشرب من أفواهها رواه البخاري في الصحيح عن آدم عن بن أبي ذئب وقد مضى تمام هذا الباب في كتاب الوليمة

[ 17269 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل ثنا إسماعيل هو بن علية عن أيوب عن عكرمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يشرب الرجل من في السقاء قال أيوب نبئت أن رجلا شرب من في السقاء فخرجت حية

باب ما جاء في وجوب الحد على من شرب خمرا أو نبيذا أو مسكرا

[ 17270 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا وهيب بن خالد ثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بالنعيمان أو بن النعيمان وهو سكران قال فشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة شديدة ثم أمر من كان في البيت أن يضربوه فضربوه بالنعال والجريد قال فكنت في من ضربه رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب

[ 17271 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء أنبأ علي بن المديني ثنا أنس بن عياض ثنا بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضربوه قال فمنا الضارب بيده ومنا الضارب بنعله ومنا الضارب بثوبه فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هكذا ولا تعينوا الشيطان عليه ولكن قولوا رحمك الله رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله

[ 17272 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبيد بن شريك ثنا بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب حدثني بن الهاد حدثني محمد بن إبراهيم أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بشارب فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يضربوه فمنهم من ضربه بنعله ومنهم بيده ومنهم بثوبه ثم قال ارجعوا ثم أمرهم فبكتوه فقالوا ألا تستحي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تصنع هذا ثم أرسله فلما أدبر وقع القوم يدعون عليه ويسبونه يقول القائل اللهم أخزه اللهم العنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هكذا لكن قولوا اللهم اغفر له اللهم أرحمه

[ 17273 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث ح وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أن رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله لفظ حديثهما سواء رواه البخاري في الصحيح عن بن بكير

[ 17274 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع السائب بن يزيد يقول سمعت عمر رضى الله تعالى عنه يقول ذكر لي أن عبيد الله بن عمر وأصحابا له شربوا شرابا وأنا سائل عنه فإن كان يسكر حددتهم قال سفيان عن معمر عن الزهري عن السائب فرأيته يحدهم

[ 17275 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني سالم أن عبد الله بن عمر قال شرب أخي عبد الرحمن بن عمر وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فسكرا فلما صحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر فقالا طهرنا فأنا قد سكرنا من شراب شربناه قال عبد الله بن عمر فلم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص قال فذكر لي أخي أنه قد سكر فقلت له ادخل الدار أطهرك قال إنه قد حدث الأمير قال عبد الله فقلت والله لا تحلق اليوم على رؤوس الناس أدخل أحلقك وكانوا ذاك يحلقون مع الحد فدخل معي الدار قال عبد الله فحلقت أخي بيدي ثم جلدهما عمرو بن العاص فسمع عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بذلك فكتب إلي عمرو أن أبعث إلى عبد الرحمن بن عمر على قتب ففعل ذلك عمرو فلما قدم عبد الرحمن على عمر رضى الله تعالى عنه جلده وعاقبه من أجل مكانه منه ثم أرسله فلبث أشهرا صحيحا ثم أصابه قدره فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر ولم يمت من جلده قال الشيخ رحمه الله والذي يشبه أنه جلده جلد تعزير فإن الحد لا يعاد والله أعلم

[ 17276 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا الشافعي ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر بن محمد عن أبيه أن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال لا أوتي برجل شرب خمرا ولا نبيذا مسكرا إلا جلدته الحد

[ 17277 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن سعيد الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا الوليد ثنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عروة أنه حدث عمر بن عبد العزيز عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجلدوا في قليل الخمر وكثيره فإن أولها وآخرها حرام

باب من أقيم عليه الحد أربع مرات ثم عاد له

[ 17278 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان بن عاصم عن أبي صالح عن معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شربوا الخمر فاجلدوهم ثم إن شربوا فاجلدوهم ثم إن شربوا فاجلدوهم ثم إن شربوا فاقتلوهم

[ 17279 ] وأخبرنا أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود أنبأ موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن حميد بن يزيد عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى قال وأحسبه قال في الخامسة إن شربها فاقتلوه

[ 17280 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا بن أبي ذئب ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يزيد بن هارون أنبأ بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سكر فاجلدوه ثم إن سكر فاجلدوه ثم إن سكر فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاضربوا عنقه لفظ حديث يزيد وفي رواية الطيالسي من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه

[ 17281 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة قال أبو داود السجستاني وكذا حديث عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه وكذا حديث سهيل عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن شربوا الرابعة فاقتلوهم وكذا حديث بن أبي نعم عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا حديث بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم والشريد عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث الجدلي عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن عاد في الثالثة أو الرابعة فاقتلوه

[ 17282 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر فاجلدوه ثم إذا شرب فاجلدوه ثم إذا شرب فاجلدوه ثم إذا شرب في الرابعة فاقتلوه فأتي برجل قد شرب الخمر فجلده ثم أتي به فجلده ثم أتي به فجلده ثم أتي في الرابعة فجلده فرفع القتل عن الناس وكان رخصة فثبتت

[ 17283 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب فذكر هذا الحديث إلا أنه قال ثم إن شرب فاقتلوه لا يدري الزهري بعد الثالثة أو الرابعة قال في آخره ووضع القتل وصارت رخصة قال سفيان قال الزهري لمنصور بن المعتمر ومخول كونا وافدي العراق بهذا الحديث

[ 17284 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا محمد بن الجهم السمري ثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل من الأنصار يقال له نعيمان فضربه أربع مرات فرأى المسلمون أن القتل قد أخر وأن الضرب قد وجب وقد روي هذا عن محمد بن إسحاق بن يسار عن بن المنكدر عن جابر

[ 17285 ] حدثنا الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله ثنا الإمام والدي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا زياد بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه قال وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم النعيمان أربع مرات قال فرأى المسلمون أن الحد وقع حين ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مرات ورواه معمر عن محمد بن المنكدر وعن زيد بن أسلم أنهما قالا ذلك

باب من وجد منه ريح شراب أو لقي سكران

[ 17286 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني أنبا أبو محمد بن حيان ثنا بن أبي عاصم إملاء ثنا محمد بن المثنى والحسن بن علي قالا ثنا أبو عاصم ثنا بن جريج ثنا محمد بن علي بن ركانة أخبرني عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوقت في الخمر حدا قال بن عباس فشرب رجل فسكر فلقي يميل في الفج فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما حاذى بدار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك وقال فعلها ثم لم يأمر فيه بشيء

[ 17287 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ومحمد بن المثنى فذكره بنحوه إلا أنه قال لم يقت قال أبو داود هذا الحديث مما تفرد به أهل المدينة

[ 17288 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن محمد الإسفرائيني ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال سئل علي بن المديني عن محمد بن علي بن ركانة الذي روى هذا الحديث عن عكرمة فقال مجهول قال الشيخ وقد روى معنى هذا الحديث محمد بن إسحاق بن يسار عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة

[ 17289 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عكرمة عن بن عباس قال ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر إلى أخيرا لقد غزا غزوة تبوك فغشي حجرته من الليل أبو علقمة بن الأعور السلمي وهو سكران حتى قطع بعض عرى الحجرة فقال من هذا فقيل أبو علقمة سكران فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقم إليه رجل منكم فليأخذ بيده حتى يرده إلى رحله وهذا إن صح فقول بن عباس لم يقت في الخمر حدا يعني لم يوقته لفظا وقد وقته فعلا وذلك يرد وإنما لم يعرض له والله أعلم بعد دخوله دار العباس من أجل أنه لم يكن ثبت عليه الحد بإقرار منه أو بشهادة عدول وإنما لقي في الطريق يمل فظن به السكر فلم يكشف عنه وتركه والله أعلم

[ 17290 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن الزهري عن السائب بن يزيد أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه خرج فصلى على جنازة فسمعه السائب يقول أني وجدت من عبيد الله وأصحابه ريح شراب وأنا سائل عما شربوا فإن كان مسكرا حددتهم قال سفيان فأخبرني معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد أنه حضره يحدهم

[ 17291 ] وأخبرنا أبو زكريا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع ثنا الشافعي أنبأ مسلم بن خالد عن بن جريج قال قلت لعطاء أتجلد في ريح الشراب فقال عطاء إن الريح لتكون من الشراب الذي ليس به بأس فإذا اجتمعوا جميعا على شراب واحد فسكر أحدهم جلدوا جميعا الحد تاما قال الشافعي وقول عطاء مثل قول عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه

[ 17292 ] أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال قال عبد الله كنت جالسا بحمص فقالوا لي أقرأ فقرأت سورة يوسف فقال رجل من القوم والله ما هكذا أنزله الله عز وجل فقال فقلت ويحك لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحسنت وأنت تقول لي ما تقول قال فبينا أنا أكلمه إذ وجدت منه ريح الخمر فقلت تكذب بكتاب الله عز وجل وتشرب الخمر أما والله لا ترجع إلى أهلك حتى أجلدك الحد أخرجاه في الصحيح من حديث الأعمش ويحتمل أن عبيد الله بن مسعود لم يجلده حتى ثبت عنده شربه ما يسكر ببينة أو اعتراف والله أعلم

[ 17293 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان أبوه قد شهد بدرا أن عمر رضى الله تعالى عنه استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وهو خال حفصة وعبد الله بن عمر فقدم الجارود سيد عبد القيس على عمر فقال يا أمير المؤنين إن قدامة شرب فسكر وإني رأيت حدا من حدود الله حقا علي أن أرفعه إليك فقال عمر رضى الله تعالى عنه من شهد معك قال أبو هريرة فدعا أبا هريرة فقال بم تشهد فقال لم أره شرب ولكني رأيته سكران يقيء فقال عمر رضى الله تعالى عنه لقد تنطعت في الشهادة قال ثم كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين فقدم فقام إليه الجارود فقال أقم على هذا كتاب الله فقال عمر رضى الله تعالى عنه أخصم أنت أم شهيد قال بل شهيد قال فقد أديت الشهادة فصمت الجارود حتى غدا علي عمر فقال أقم على هذا حد الله فقال عمر رضى الله تعالى عنه ما أراك إلا خصما وما شهد معك الا رجل فقال الجارود اني أنشدك الله فقال عمر لتمسكن لسانك أو لأسوءنك فقال أبو هريرة أن كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فاسألها وهي امرأة قدامة فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها فأقامت الشهادة على زوجها فقال عمر لقدامة اني حادك فقال لو شربت كما يقولون ما كان لكم لتجلدوني فقال عمر رضى الله تعالى عنه لم قال قدامة قال الله عز وجل ليس على { الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } الآية قال عمر رضى الله تعالى عنه أخطأت التأويل ان اتقيت الله اجتنبت ما حرم عليك قال ثم أقبل عمر رضى الله تعالى عنه على الناس فقال ماذا ترون في جلد قدامة قالوا لا نرى أن تجلده ما كان مريضا فسكت عن ذلك أياما ثم أصبح يوما وقد عزم على جلده فقال لأصحابه ما ترون في جلد قدامة فقال القوم ما نرى أن تجلده ما دام وجعا فقال عمر رضى الله تعالى عنه لأن يلقى الله عز وجل تحت السياط أحب إلي من أن يلقاه وهو في عنقي ائتوني بسوط تام فأمر عمر رضى الله تعالى عنه بقدامة فجلد فغاضب عمر رضى الله تعالى عنه قدامة فهجره فحج وحج قدامة معه مغاضبا له فلما قفلا من حجهما ونزل عمر بالسقيا واستيقظ عمر من نومه فقال عجلوا علي بقدامة فأتوني به فوالله إني لأرى أن آتيا أتاني فقال سالم قدامة فإني أخوك فعجلوا إلي به فلما أتوه أبى أن يأتي فأمر به عمر رضى الله تعالى عنه أن أبى أن يجر إليه حتى كلمه واستغفر له وكان ذلك أول صلحهما في ابتداء هذه القصة ما دل على أن عمر رضى الله تعالى عنه توقف في قبول شهادتهما حيث لم يجتمعا على شربه وحين حده يحتمل أن يكون ثبت عنده شربه بإقراره أو شهادة آخر على شربه مع الجارود

[ 17294 ] فقد أخبرنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي الإمام وأبو نصر بن قتادة وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن حمدان الفارسي قالوا أنبأ أبو عمرو بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا الأنصاري حدثني بن عون عن محمد هو بن سيرين أن الجارود لما قدم على عمر رضى الله تعالى عنه فذكر الحديث قال فقال يا أمير المؤمنين استعملت علينا من يشرب الخمر قال ومن شهودك قال أبو هريرة قال ختنك ختنك قال الأنصاري وكانت أخت الجارود تحت أبي هريرة قال أما والله لأوجعن متنه بالسوط قال فقال له ما ذاك في الحق أن يشرب ختنك وتجلد ختني قال ومن قال علقمة فشهدوا عنده فأمر بجلده وقال ما حابيت في إمارتي أحدا منذ وليت غيره فما بورك لي فيه اذهبوا فاجلدوه

[ 17295 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد وموسى بن إسماعيل المعنى قالا ثنا عبد العزيز بن المختار ثنا عبد الله الداناج حدثني حضين بن المنذر الرقاشي وهو أبو ساسان قال شهدت عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه وأتي بالوليد بن عقبة فشهد عليه حمران ورجل آخر فشهد أحدهما أنه رآه شربها يعني الخمر وشهد الآخر أنه رآه يتقيأها فقال عثمان رضى الله تعالى عنه إنه لم يتقيأها حتى شربها فقال لعلي رضى الله تعالى عنه أقم عليه الحد فقال علي للحسن رضى الله تعالى عنهما أقم عليه الحد فقال ول حارها من تولى قارها فقال علي رضى الله تعالى عنه لعبد الله بن جعفر أقم عليه الحد قال فأخذ السوط فجلده وعلي رضى الله تعالى عنه يعد فلما بلغ أربعين قال حسبك جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين أحسبه قال وجلد أبو بكر رضى الله تعالى عنه أربعين وعمر رضى الله تعالى عنه ثمانين وكل سنة وهذا أحب إلي أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد العزيز وهذا لا أعلم له تأويلا يصح غير أنه قبل الشهادة عليه هكذا ومن يخالفه يقول لم تجتمع شهادتهما على شربه وقد يكره على الشرب فيتقيأها قال الشافعي في نظير هذه المسألة ومغيب المعنى لا يحد فيه أحد ولا يعاقب إنما يعاقب الناس على اليقين

[ 17296 ] وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين أبي ساسان قال ركب نفر منهم فأتوا عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه فأخبروه بما صنع الوليد فقال عثمان لعلي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهما دونك بن عمك فاجلده أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد فذكره أخرجه مسلم في الصحيح من حديث سعيد

باب ما جاء في إقامة الحد في حال السكر أو حتى يذهب سكره

[ 17297 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق إملاء أنبأ يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا وهيب ثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بالنعيمان وهو سكران فشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة شديدة ثم أمر من كان في البيت أن يضربوه قال فضربوه بالنعال والجريد قال فكنت فيمن يضربه رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب كذا رواه وهيب بن أيوب

[ 17298 ] ورواه عبد الوهاب الثقفي عن أيوب فقال جيء بالنعيمان أو بن النعيمان شاربا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن في البيت اضربوه

[ 17299 ] أخبرناه أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا بندار ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن أيوب فذكره رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن عبد الوهاب

[ 17300 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا هدبة ثنا همام ثنا قتادة عن أنس بن مالك أن رجلا رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد سكر قال فأمر قريبا من عشرين رجلا فجلدوه بالجريد والنعال وذكر الحديث وهذا ويحتمل أن يكون رفع إليه بعدما ذهب سكره والله أعلم

[ 17301 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن أبي التياح عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري أنه قال لا أشرب نبيذ الجر بعد إذ أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنشوان فقال يا رسول الله ما شربت خمرا إنما شربت نبيذ زبيب وتمر في دباءة قال فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فنهز بالأيدي وخفق بالنعال قال ونهى عن الزبيب والتمر وعن الدباء

[ 17302 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت رجلا من أهل نجران عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل سكران فقال يا رسول الله إني لم أشرب الخمر إنما شربت زبيبا وتمرا فأمر به فضرب الحد ونهى عنهما أن يخلطا هكذا رواية الجماعة عن شعبة ثم عن أبي إسحاق

[ 17303 ] وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن حمدويه ثنا محمد بن إسحاق ثنا علي بن حجر السعدي ثنا داود بن الزبرقان عن شعبة عن أبي إسحاق قال حدثني فقيه من أهل نجران عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي برجل سكران أو قال نشوان فلما ذهب سكره أمر بجلده قال يا رسول الله إني لم أشرب خمرا إنما شربت خليط بسر وتمر فأمر به فجلد ثم نهى عنهما أن يخلطا

[ 17304 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال حدثني أبو النضر عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أبي رافع عن عمر رضى الله تعالى عنه أنه أتي بشارب فقال لأبعثنك إلى رجل لا تأخذه فيك هوادة فبعث به إلى مطيع بن الأسود العدوي فقال إذا أصبحت غدا فاضربه الحد فجاء عمر رضى الله تعالى عنه وهو يضربه ضربا شديدا فقال قتلت الرجل كم ضربته قال ستين قال أقص عنه بعشرين قال أبو عبيد أقص عنه بعشرين يقول اجعل شدة هذا الضرب الذي ضربته قصاصا بالعشرين التي بقيت في هذا الحديث من الفقه أن ضرب الشارب ضرب خفيف وفيه أنه لم يضربه في سكره حتى أفاق ألم تسمع قوله إذا أصبحت غدا فاضربه الحد قال الشيخ رحمه الله وفيه أن الزيادة على الأربعين تعزير وليست بحد

[ 17305 ] أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن يحيى الجبار عن أبي ماجد قال جاء رجل من المسلمين بابن أخ له وهو سكران فقال يا أبا عبد الرحمن إن بن أخي سكران فقال ترتروه ومزمزوه واستنكهوه ففعلوا فرفعه إلى السجن ثم دعا به من الغد وذكر الحديث في كيفية جلده قال أبو عبيد هو أن يحرك ويزعزع ويستنكه حتى يوجد منه الريح ليعلم ما شرب وهي التلتلة والترترة والمزمزة بمعنى واحد قال أبو عبيد وهذا الحديث بعض أهل العلم ينكره قال الشيخ رحمه الله لضعف يحيى الجابر وجهالة أبي ماجد

[ 17306 ] أخبرنا أبو الحسن الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا بن أبي أويس وعيسى بن مينا قالا ثنا بن أبي الزناد عن أبيه عن الفقهاء من أهل المدينة كانوا يقولون لا يجلد السكران حتى يصحو

باب ما جاء في عدد حد الخمر

[ 17307 ] حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبد العزيز بن المختار عن عبد الله بن فيروز عن حضين أبي ساسان الرقاشي قال حضرت عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه وأتى الوليد بن عقبة قد شرب الخمر وشهد عليه حمران بن أبان ورجل آخر فقال عثمان لعلي رضى الله تعالى عنهما أقم عليه الحد فأمر علي رضى الله تعالى عنه عبد الله بن جعفر ذي الجناحين رضى الله تعالى عنهما أن يجلده فأخذ في جلده وعلي رضى الله تعالى عنه يعد حتى جلد أربعين ثم قال له أمسك جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين وأبو بكر رضى الله تعالى عنه وجلد عمر رضى الله تعالى عنه ثمانين وكل سنة وهذا أحب إلي أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد العزيز بن المختار

[ 17308 ] أخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن عبد الله الداناج عن حضين أبي ساسان قال ركب نفر منهم فأتوا عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه فأخبروه بما صنع الوليد فقال عثمان لعلي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهما دونك بن عمك فاجلده فقال علي للحسن رضى الله تعالى عنهما قم فاجلده فقال الحسن رضى الله تعالى عنه فيما أنت وهذا ولهذا غيرك فقال بل عجزت ووهنت وضعفت يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجعل يجلده وعلي رضى الله تعالى عنه يعد حتى بلغ أربعين فقال أمسك جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عمر ثمانين وكل سنة

[ 17309 ] وأخبرنا أبو محمد أنبأ أبو سعيد ثنا الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ سعيد عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة أن الوليد بن عقبة صلى بالناس الصبح أربعا ثم التفت إليهم فقال أزيدكم فرفع ذلك إلى عثمان رضى الله تعالى عنه فذكر نحوه غير أن في حديث يزيد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين وأبو بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما صدرا من خلافته أربعين ثم أتمها عمر ثمانين وكل سنة أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بن علية عن سعيد بن أبي عروبة مختصرا

[ 17310 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم وأبو عمر قالا ثنا هشام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد في الحد بالجريد وقال أبو عمر ضرب في الخمر بالجريد والنعال وضرب أبو بكر رضى الله تعالى عنه أربعين فلما أن ولي عمر رضى الله تعالى عنه قال إن الناس قد دنوا من الريف فما ترون في حد الخمر فقال له عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه نرى أن تجعله كأخف الحدود فجلده ثمانين رواه البخاري في الصحيح عن أبي عمر حفص بن عمر مختصرا

[ 17311 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب في الخمر بالنعال والجريد أربعين وأبو بكر رضى الله تعالى عنه ضرب أربعين فلما ولي عمر رضى الله تعالى عنه سئل عن ذلك فشاورهم عمر فقال بن عوف رضى الله تعالى عنهما أرى أن تضربه ثمانين فضربه ثمانين رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة

[ 17312 ] أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم ثنا شعبة ثنا قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل شرب الخمر فضربه بجريدتين نحوا من أربعين ثم صنع أبو بكر رضى الله تعالى عنه مثل ذلك فلما كان عمر رضى الله تعالى عنه استشار الناس فيه فقال له عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه أخف الحدود ثمانون ففعل رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس مختصرا ورواه بن أبي عروبة عن قتادة فقال عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه جلد بالجريد والنعال أربعين ورواه همام عن قتادة قال فأمر قريبا من عشرين رجلا فجلده كل رجل جلدتين بالجريد والنعال أربعين

[ 17313 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا خلف ثنا بهز ثنا همام ثنا قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي برجل قد سكر فذكره

[ 17314 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ثنا مكي بن إبراهيم ثنا الجعيد عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد قال كنا نؤتى بالشراب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر وصدرا من إمرة عمر يعني فنضربه بأيدينا ونعالنا وأرديتنا حتى كان صدرا من إمرة عمر رضى الله تعالى عنه فجلد أربعين حتى إذا عتوا فيه وفسقوا جلد ثمانين رواه البخاري في الصحيح عن مكي بن إبراهيم

[ 17315 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا الشافعي قال أخبرنا عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عام حنين يسأل عن رجل خالد بن الوليد فجئت بين يديه أسأل عن رجل خالد حتى أتاه جذعا وأتي النبي صلى الله عليه وسلم بشارب قال اضربوه فضربوه بالأيدي والنعال وأطراف الثياب وحثوا عليه التراب ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم بكتوه فبكتوه ثم أرسله قال فلما كان أبو بكر رضى الله تعالى عنه سأل من حضر ذلك المضروب فقومه أربعين فضرب أبو بكر رضى الله تعالى عنه في الخمر أربعين حياته ثم عمر رضى الله تعالى عنه حتى تتابع الناس في الخمر فاستشار فضربه ثمانين وكذلك رواه هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر

[ 17316 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وأنا غلام شاب يسأل عن منزل خالد بن الوليد فأتى بشارب فأمرهم فضربوه بما في أيديهم فمنهم من يضرب بالسوط ومنهم من يضرب بالعصا وحثا عليه النبي صلى الله عليه وسلم التراب

[ 17317 ] وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا صفوان بن عيسى ثنا أسامة بن زيد عن الزهري قال أخبرني عبد الرحمن بن أزهر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وهو يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد فأتي بسكران قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده اضربوه فضربه بما في أيديهم قال وحثا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه التراب قال ثم أتي أبو بكر رضى الله تعالى عنه بسكران قال فتوخى الذي كان من ضربهم يومئذ فضرب أربعين قال الزهري ثم أخبرني حميد بن عبد الرحمن عن بن وبرة الكلبي قال أرسلني خالد بن الوليد إلى عمر رضى الله تعالى عنه فأتيته ومعه عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنهما وعلي وطلحة والزبير رضى الله تعالى عنهم وهم معه متكئون في المسجد فقلت إن خالد بن الوليد أرسلني إليك وهو يقرأ عليك السلام ويقول إن الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة فيه فقال عمر رضى الله تعالى عنه هم هؤلاء عندك فسألهم فقال علي رضى الله تعالى عنه نراه إذا سكر هذى وإذا هذا افترى وعلى المفتري ثمانون قال فقال عمر رضى الله تعالى عنه أبلغ صاحبك ما قال قال فجلد خالد رضى الله تعالى عنه ثمانين وجلد عمر رضى الله تعالى عنه ثمانين قال وكان عمر رضى الله تعالى عنه إذا أتى بالرجل الضعيف التي كانت منه الزلة ضربه أربعين قال وجلد عثمان رضى الله تعالى عنه أيضا ثمانين وأربعين

[ 17318 ] قال وحدثنا الحسين ثنا يعقوب ثنا روح ثنا أسامة بن زيد ثنا بن شهاب أخبرني عبد الرحمن بن أزهر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك

[ 17319 ] قال وحدثنا الحسين ثنا يعقوب ثنا عثمان بن عمر ثنا أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثل ذلك

[ 17320 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا بن السرح قال وجدت في كتاب خالي عبد الرحمن بن عبد الحميد عن عقيل أن بن شهاب أخبره أن عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر أخبره عن أبيه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشارب وهو بحنين فحثا في وجهه التراب ثم أمر أصحابه فضربوه بنعالهم وما كان في أيديهم حتى قال لهم ارفعوا فرفعوا فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلد أبو بكر رضى الله تعالى عنه في الخمر أربعين ثم جلد عمر رضى الله تعالى عنه أربعين صدرا من إمارته ثم جلد ثمانين في آخر خلافته ثم جلد عثمان رضى الله تعالى عنه الحدين كلاهما ثمانين وأربعين ثم أثبت معاوية رحمه الله الحد ثمانين

[ 17321 ] أخبرنا أبو بكر الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني حدثني الوليد بن أبان ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن كثير بن عفير ثنا يحيى بن فليح أخو محمد بن فليح عن ثور بن زيد عن عكرمة عن بن عباس أن الشراب كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بالأيدي والنعال والعصي قال وكانوا في خلافة أبي بكر رضى الله تعالى عنه أكثر منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه لو فرضنا لهم هذا فتوخى نحوا مما كانوا يضربون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبو بكر رضى الله تعالى عنه يجلدهم أربعين حتى توفي ثم كان عمر رضى الله تعالى عنه من بعدهم فجلدهم كذلك أربعين حتى أتي برجل من المهاجرين الأولين وقد شرب فأمر به أن يجلد فقال لم تجلدني بيني وبينك كتاب الله قال وفي أي كتاب الله تجد أن لا أجلدك قال إن الله تعالى يقول في كتابه { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } الآية شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد فقال عمر رضى الله تعالى عنه ألا تردون عليه ما يقول فقال بن عباس إن هؤلاء الآيات نزلت عذرا للماضين وحجة على الباقين فعذر الماضين لأنهم لقوا الله عز وجل قبل أن تحرم عليهم الخمر وحجة على الباقين لأن الله تعالى يقول { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصار والأزلام } الآية فإن كان من الذين أمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وأحسنوا فإن الله قد نهى أن تشرب الخمر قال عمر رضى الله تعالى عنه فماذا ترون قال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه نرى أنه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون جلدة فأمر عمر فجلد ثمانين

[ 17322 ] أخبرناه عاليا أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن كثير بن عفير حدثني يحيى بن فليح عن ثور بن زيد عن عكرمة عن بن عباس أن الشراب كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأيدي والنعال والعصي حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم ذكر الحديث بطوله

[ 17323 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن أبي سنان الشيباني عن عبد الله بن أبي الهذيل قال أتى عمر رضى الله تعالى عنه بشيخ قد شرب الخمر في شهر رمضان فجلده ثمانين ونفاه إلى الشام وجعل يقول للمنخرين أفي شهر رمضان وولداننا صيام أو صبياننا صيام

[ 17324 ] قال وحدثنا سفيان بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال أتي علي رضى الله تعالى عنه بالنجاشي قد شرب خمرا في رمضان فأفطر فضربه ثمانين ثم أخرجه من الغد فضربه عشرين وقال إنما ضربتك هذه العشرين لجرأتك على الله وإفطارك في شهر رمضان

[ 17325 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عمرو عن محمد بن علي أن عليا رضى الله تعالى عنه جلد رجلا في الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان وكأنه أراد صار أربعين بالطرفين وذكره في موضع آخر كما روينا في حديث سعدان فقد روينا في حديث سعدان فقد روينا في الحديث الموصول عنه أنه أمر بجلده أربعين واحتج فيه بمن قبله وهذه الرواية منقطعة والله أعلم

[ 17326 ] أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن بن شهاب أنه سئل عن جلد العبد في الخمر فقال بلغنا أن عليه نصف جلد الحر وإن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهم قد جلدوا عبيدهم نصف حد الحر في الخمر

باب الشارب يضرب زيادة على الأربعين فيموت في الزيادة والذي يموت في غير حد واجب فيما يعاقب به

[ 17327 ] أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني القاسم هو بن زكريا ثنا بندار وأحمد بن يعقوب وسنان قالوا ثنا بن مهدي ثنا سفيان عن أبي حصين عن عمير بن سعيد النخعي عن علي رضى الله تعالى عنه قال ما من رجل أقمت عليه حدا فمات فأجد في نفسي إلا الخمر فإنه إن مات وديته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنه رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مثنى عن عبد الرحمن بن مهدي وأخرجه البخاري من وجه آخر عن سفيان وإنما أراد والله أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنه زيادة على الأربعين أو لم يسنه بالسياط وقد سنه بالنعال وأطراف الثياب مقدار أربعين والله أعلم

[ 17328 ] وفيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد عن علي بن يحيى عن الحسن أن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال ما أحد يموت في حد من الحدود فأجد في نفسي منه شيئا إلا الذي يموت في حد الخمر فإنه شيء أحدثناه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فمن مات منه فديته أما قال في بيت المال وأما قال على عاقلة الإمام أشك يعني الشافعي قال الشافعي رضى الله تعالى عنه وبلغنا أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أرسل إلى امرأة ففزعت فأجهضت ذا بطنها فاستشار عليا رضى الله تعالى عنه فأشار عليه أن يديه فأمر عمر عليا رضى الله تعالى عنهما فقال عزمت عليك لتقسمنها على قومك

[ 17329 ] أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن مؤمن بن شبان العطار ببغداد ثنا عبد الباقي بن قانع ثنا حامد بن محمد ثنا شريح ثنا هشيم عن أشعث عن فضيل عن عبد الله بن معقل أن عليا رضى الله تعالى عنه ضرب رجلا حدا فزاده الجلاد سوطين فأقاده منه علي رضى الله تعالى عنه

باب الإمام فيما يؤدب أن رأى تركه تركه قال الشافعي رحمه الله ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظهر على قوم أنهم غلوا في سبيل الله فلم يعاقبهم ولو كانت العقوبة تلزم لزوم الحد ما تركهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطع امرأة لها شرف فكلم فيها لو سرقت فلانة لامرأة شريفة لقطعت يدها

[ 17330 ] حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا أيوب بن سويد عن بن شوذب يعني عبد الله بن شوذب عن عامر بن عبد الواحد عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى ثلاثا فيرفع الناس ما أصابوا ثم يأمر به فيخمس فأتاه رجل بزمام من شعر وقد قسمت الغنيمة فقال هل سمعت بلالا ينادي ثلاثا قال نعم قال فما منعك أن تأتي به فاعتذر إليه فقال له كن أنت الذي توافى به يوم القيامة فإني لن أقبله منك وكذلك رواه أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله بن شوذب

[ 17331 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا عثمان بن شيبة ثنا جرير عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن عبد الله قال أصاب رجل من امرأة شيئا دون الفاحشة فأتى عمر رضى الله تعالى عنه فعظم عليه ثم أتى أبا بكر رضى الله تعالى عنه فعظم عليه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فلا أدري أعظم عليه أم لا قال فأنزل الله عز وجل أقم { الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات } فقال الرجل ألي هذه يا رسول الله فقال هي لمن أخذ بها من أمتي رواه مسلم في الصحيح عن عثمان بن أبي شيبة وأخرجه البخاري من وجه آخر عن التيمي

[ 17332 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق وأنا بن جريج وابن أبي سبرة قالا تشاتم رجلان عند أبي بكر رضى الله تعالى عنه فلم يقل لهما شيئا وتشاتما عند عمر فأدبهما

باب السلطان يكره رجلا على أن يدخل نهرا أو ينزل بئرا أو يرقى نخلة

[ 17333 ] أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن زيد بن وهب قال خرج عمر رضى الله تعالى عنه ويداه في أذنيه وهو يقول يا لبيكاه يا لبيكاه قال الناس ماله قال جاءه بريد من بعض أمرائه أن نهرا حال بينهم وبين العبور ولم يجدوا سفنا فقال أميرهم اطلبوا لنا رجلا يعلم غور الماء فأتي بشيخ فقال أني أخاف البرد وذاك في البر فأكرهه فأدخله فلم يلبثه البرد فجعل ينادي يا عمراه يا عمراه فغرق فكتب إليه فأقبل فمكث أياما معرضا عنه وكان إذا وجد على أحد منهم فعل به ذلك ثم قال ما فعل الرجل الذي قتله قال يا أمير المؤمنين ما تعمدت قتله لم نجد شيئا يعبر فيه وأردنا أن نعلم غور الماء ففتحنا كذا وكذا وأصبنا كذا وكذا فقال رضى الله تعالى عنه لرجل مسلم أحب إلي من كل شيء جئت به لولا أن تكون سنة لضربت عنقك اذهب فأعط أهله ديته وأخرج فلا أراك

باب السلطان يكره على الاختتان أو الصبي وسيد المملوك يأمران به وما ورد في الختان

[ 17334 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب ح قال وحدثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الفطرة خمس الاختتان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وحرملة عن بن وهب وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الزهري

[ 17335 ] أخبرنا أبو سعيد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أحمد بن محمد بن هارون بن إسماعيل الغزي ثنا محمد بن حماد الطهراني ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج قال أخبرت عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألق عنك شعر الكفر واختتن قال أبو أحمد وهذا الذي قاله بن جريج في هذا الإسناد أخبرت عن عثيم بن كلبي إنما حدثه إبراهيم بن أبي يحيى فكني عن اسمه

[ 17336 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن بندار القزويني بمكة ثنا أبو محمد بن سهل بن أحمد الديباجي ثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الصوفي قال قرئ على أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن أبيه علي رضى الله تعالى عنه قال وجدنا في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيفة إن الأقلف لا يترك في الإسلام حتى يختتن ولو بلغ ثمانين سنة وهذا حديث ينفرد به أهل البيت عليهم السلام بهذا الإسناد

[ 17337 ] أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا مروان ثنا محمد بن حسان عن عبد الملك بن عمير عن أم عطية الأنصارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر خاتنة تختن فقال إذا ختنت فلا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل

[ 17338 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا سليمان بن عبد الرحمن وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي قالا ثنا مروان ثنا محمد بن حسان قال عبد الوهاب الكوفي عن عبد الملك بن عمير عن أم عطية الأنصارية أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل قال أبو داود محمد بن حسان مجهول وهذا الحديث ضعيف

[ 17339 ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر ثنا المفضل بن غسان الغلابي قال سألت أبا زكريا عن حديث حدثنا به عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله بن عمرو حدثني رجل من أهل الكوفة عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن قيس قال كان بالمدينة امرأة يقال لها أم عطية تخفض الجواري فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم عطية أخفضي ولا تنهكي فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزواج قال الغلابي فقال أبو زكريا وهو يحيى بن معين الضحاك بن قيس هذا ليس بالفهري

[ 17340 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو بكر بن أبي دارم ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق ح وأخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أبو خليفة ثنا محمد بن سلام الجمحي ثنا زائدة بن أبي الرقاد ثنا ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حفضت فاشمي ولا ينهكي فإنه أسري للوجه وأحظى عند الزوج قال أبو أحمد هذا يرويه عن ثابت زائدة بن أبي الرقاد لا أعلم يرويه عنه غيره

[ 17341 ] وأخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا الحسن بن سفيان حدثني محمد بن المتوكل ثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد المكي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام

[ 17342 ] أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل وتمتام قالا ثنا أحمد بن يونس حدثتنا أم الأسود قالت سمعت منية بنت عبيد بن أبي برزة تحدث عن جده أبي برزة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأقلف يحج بيت الله قال لا حتى يختتن لفظ حديث تمتام وفي رواية الأسفاطي قال سمعت منية قالت سمعت أبا برزة قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل أقلف يحج بيت الله قال لا حتى يختتن

[ 17343 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا عبدان ثنا أيوب الوزان ثنا الوليد بن الوليد ثنا بن ثوبان عن محمد بن عجلان عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الختان سنة للرجال مكرمة للنساء هذا إسناد ضعيف والمحفوظ موقوف

[ 17344 ] أخبرناه هلال بن محمد بن جعفر الحفار أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا إبراهيم بن مجشر ثنا وكيع بن الجراح عن سعيد بن بشير عن قتادة عن جابر بن زيد عن بن عباس قال الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء

[ 17345 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقري قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي ثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حفص بن غياث عن الحجاج عن أبي مليح بن أسامة عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء الحجاج بن أرطأة لا يحتج به وقيل عنه عن مكحول عن أبي أيوب وهو منقطع

[ 17346 ] أخبرناه علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحجاج عن مكحول عن أبي أيوب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء

[ 17347 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الصنعاني أنبأ إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن رجل عن بن عباس أنه كره ذبيحة الأرغل قال لا تقبل صلاته ولا تجوز شهادته

[ 17348 ] قال وأخبرنا عبد الرزاق عن بن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال لا تقبل صلاة رجل لم يختتن وهذا يدل على أنه كان يوجبه وإن قوله الختان سنة أراد به سنة النبي صلى الله عليه وسلم الموجبة وأحسن ما يستدل به في هذه المسألة ما

[ 17349 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم الخواص ثنا موسى بن هارون ثنا قتيبة بن سعيد ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختتن إبراهيم النبي عليه السلام وهو بن ثمانين سنة بالقدوم رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد وقد قال الله تبارك وتعالى { ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا } وروينا في كتاب الطهارة عن بن عباس في قوله وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال ابتلاه الله عز وجل بالطهارة خمس في الرأس وخمس في الجسد في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس وفي الجسد تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الإبط وغسل مكان الغائط والبول بالماء قال أصحابنا والابتلاء إنما يقع في الغالب بما يكون واجبا

[ 17350 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو طاهر المحمد آباذي أنبا أبو قلابة ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا أبو شهاب عبد ربه عن حمزة الجزري عن عبد الكريم عن إبراهيم عن علقمة أن عليا رضى الله تعالى عنه كان لا يجيز شهادة الأقلف حمزة الجزري تركوه لا يجوز الاحتجاج بخبره

[ 17351 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا موسى بن علي قال سمعت أبي يقول إن إبراهيم خليل الرحمن أمر أن يختتن وهو بن ثمانين سنة فعجل فاختتن بقدوم فاشتد عليه الوجع فدعا ربه فأوحى الله إليه إنك عجلت قبل أن نأمرك بالآلة قال يا رب كرهت أن أؤخر أمرك قال وختن إسماعيل عليه السلام وهو بن ثلاثة عشر سنة وختن إسحاق عليه السلام وهو بن سبعة أيام

جماع أبواب صفة السوط

باب ما جاء في صفة السوط والضرب

[ 17352 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن زيد بن أسلم أن رجلا اعترف على نفسه بالزنا فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوط فأتي بسوط مكسور فقال فوق هذا فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته فقال بين هذين فأتي بسوط قد ركب به فلان فأمر به فجلد ثم قال أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن محارم الله فمن أصاب منكم من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله فإن من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله عز وجل قال الشافعي رحمه الله هذا حديث منقطع ليس مما يثبت به هو نفسه حجة وقد رأيت من أهل العلم عندنا من يعرفه ويقول به فنحن نقول به

[ 17353 ] أخبرنا أبو بكر الأردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ببخارا ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان ثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال أتى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه برجل في حد فأتى بسوط فيه شدة فقال أريد ألين من هذا ثم أتي بسوط فيه لين فقال أريد أشد من هذا فأتى بسوط بين السوطين فقال اضرب ولا يرى إبطك وأعط كل عضو حقه

[ 17354 ] قال وحدثنا سفيان أنبأ أبو حصين أخبرني مخبر عن علي رضى الله تعالى عنه أنه أتي برجل في خمر فقال دع له يديه يتقي بهما

[ 17355 ] قال وحدثنا سفيان ثنا جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن مسعود قال لا يحل في هذه الأمة تجريد ولا مد ولا غل ولا صفد

[ 17356 ] أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن يحيى الجابر عن أبي ماجد قال جاء رجل من المسلمين بابن أخ له وهو سكران فقال يا أبا عبد الرحمن إن بن أخي سكران فقال ترتروه ومزمزوه واستنكهوه ففعلوا فرفعه إلى السجن ثم دعاه من الغد ودعا بسوط ثم أمر بثمرته فدقت بين حجرين حتى صارت درة قال عبيد الله يشير بإصبعه هكذا وجمعهما ثم قال للجلاد اجلد وارجع يدك وأعط كل عضو حقه قلت ما أرجع قال لا يرى بياض إبطه فضربه ضربا غير مبرح قلت ما غير مبرح قال ضرب ليس بالشديد ولا بالهين وضربه في قميص وإزار أو قميص وسراويل وذكر الحديث

[ 17357 ] أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان قال سمعت سعد بن إبراهيم يحدث عن الزهري قال إن أهل العراق يقولون إن القاذف لا يجلد جلدا شديدا قال سعد وأشهد على أبي أنه حدثني أنه لما جلد أبو بكرة أمرت أمه بشاة فذبحت ثم سلخت فألبسته جلدها فهل ذاك إلا من جلد شديد

[ 17358 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه رواه مسلم في الصحيح عن عمرو الناقد وزهير عن سفيان

[ 17359 ] وأخبرنا أبو حازم أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ بن أبي ليلى عن عدي بن ثابت قال أخبرني هنيدة بن خالد أنه شهد عليا رضى الله تعالى عنه أقام على رجل حدا فقال للجالد اضرب واعط كل عضو حقه واتق وجهه ومذاكيره

[ 17360 ] وأخبرنا أبو حازم أنبأ أبو الفضل أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد ثنا هشيم أخبرني بعض أصحابنا عن الحكم عن يحيى بن الجزار أن عليا رضى الله تعالى عنه كان يقول يضرب الرجل قائما والمرأة قاعدة

[ 17361 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ عبد الرحمن بن عبد الله عن واصل عن المعرور قال أتى عمر رضى الله تعالى عنه بامرأة قد زنت فقال ويل للمرية أفسدت حسبها اذهبا فاجلداها ولا تخرقا جلدها وقد روينا في حديث عمران بن حصين في قصة الجهنية التي أقرت بالزنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بها فشدت عليها ثيابها وفي رواية فشكت ثم أمر بها فرجمت

باب ما جاء في التعزير وإنه لا يبلغ به أربعين

[ 17362 ] حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء وأبو نصر بن قتادة قالا ثنا علي بن الفضل بن محمد بن عقيل ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا بن ناجية ثنا محمد بن حصين الأصبحي ثنا عمر بن علي المقدمي ثنا مسعر عن خاله الوليد بن عبد الرحمن عن النعمان بن بشير كذا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب وفي رواية الأصبهاني من بلغ حدا في غير حد فهو من المعتدين والمحفوظ هذا الحديث مرسل

[ 17363 ] أخبرنا الشريف أبو الفتح العمري أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد السقطي ثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ثنا علي بن حرب ثنا أبو داود ثنا مسعر عن الوليد عن الضحاك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من بلغ حدا في غير حد فهو من المعتدين

[ 17364 ] أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ مغيرة قال كتب عمر بن عبد العزيز أن لا يبلغ في التعزير أدنى الحدود أربعين سوطا وقد روي عن الصحابة رضى الله تعالى عنهم في مقدار ذلك آثار مختلفة وأحسن ما يصار إليه في هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

[ 17365 ] وهو ما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أحمد بن عيسى المصري ح وأخبرنا أبو عمرو الرزجاهي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني المنيعي والحسن بن سفيان قالا حدثنا أحمد بن عيسى ثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال بينا نحن عند سليمان بن يسار إذ دخل عبد الرحمن بن جابر فحدث سليمان بن يسار ثم أقبل علينا سليمان فقال حدثني عبد الرحمن بن جابر أن أباه حدثه عن أبي بردة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله لفظ حديث أبي عمرو وفي رواية بن عبدان عن عن رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن سليمان عن بن وهب ورواه مسلم عن أحمد بن عيسى كذا رواه عمرو بن الحارث عن بكير وكذا روى عن أسامة بن زيد عن بكير ورواه يزيد بن أبي حبيب دون ذكر جابر في إسناده

[ 17366 ] أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبي بردة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن الليث وكذا رواه سعيد بن أبي أيوب عن يزيد بن أبي حبيب

[ 17367 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا أحمد بن منصور المروزي ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن عبد الرحمن عن أبي بردة بن نيار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله وله شاهد مرسل

[ 17368 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو نعيم ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة أن عبد الله بن أبي بكر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد وقال يعقوب ورواه بعض من لا يوثق بروايته فقال إن عبد الله بن أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما حدثه وإنما هو عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم

باب لا تقام الحدود في المساجد

[ 17369 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا عمر بن علي بن مقدم ثنا محمد بن عبد الله بن المهاجر عن زفر بن وثيمة عن حكيم بن حزام قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستقاد في المساجد وأن ينشد فيها الأشعار أو تقام فيها الحدود

باب الحدود كفارات

[ 17370 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع ثنا سفيان ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس عن عبادة بن الصامت قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا وقرأ عليهم الآية وقال فمن وفي منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو إلى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه لفظ حديث الشافعي وأخرجاه في الصحيح عن جماعة عن سفيان بن عيينة قال الشافعي في رواية أبي سعيد لم أسمع في الحدود حديثا أبين من هذا وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وما يدريك لعل الحدود نزلت كفارة للذنوب

[ 17371 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق محمد بن أبي الفوارس العطار قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني إملاء ثنا الحجاج بن محمد ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصاب في الدنيا ذنبا فعوقب به فالله أعدل من أن يثني عقوبته على عباده ومن أذنب ذنبا في الدنيا فستره عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه

[ 17372 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا بن منيع ثنا جدي وزياد بن أيوب وعلي بن مسلم قالوا ثنا روح بن عبادة ثنا أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن بن خزيمة بن ثابت عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أصاب ذنبا فأقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته

[ 17373 ] وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري تبع ألعينا كان أم لا وما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا وما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا فهكذا رواه عبد الرزاق عن معمر ورواه هشام الصنعاني عن معمر عن بن أبي ذئب عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا قال البخاري وهو أصح ولا يثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحدود كفارة قال الشيخ رحمه الله قد كتبناه من وجه آخر عن بن أبي ذئب موصولا

[ 17374 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمذان ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا آدم بن أبي إياس ثنا بن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بنحوه فإن صح فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قاله في وقت لم يأته فيه العلم عن الله ثم لما أتاه قال ما رويناه في حديث عبادة وغيره وذلك شيبة بما روينا في حديث جابر بن عبد الله في قصة ماعز بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر برجمه ولم يصل عليه ثم روينا عن عمران بن حصين في قصة الجهنية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها فرجمت وصلى عليها فقال له عمر يا رسول الله تصلي عليها وقد زنت فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله وروينا في حديث سليمان بن بريدة عن أبيه في قصة ماعز في التوقف في أمره يومين أو ثلاثة ثم أمر بالاستغفار لماعز وما هو شيبه بما ذكرنا والله أعلم ولا يمكن الاستدلال بحديث أبي هريرة على أنه كان بعد حديث عبادة بن الصامت فإن الصحابة كانوا يأخذ بعضهم من بعض فيحتمل أن يكون أبو هريرة إن صحت الرواية عنه أخذه عمن تقدم إسلامه من الصحابة والله أعلم

[ 17375 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبا يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حين رجم علي رضى الله تعالى عنه شراحة قلت ماتت على شر أحيانها قال فأخذ بثوبي ثم قال إنه من أتى شيئا من حد فأقيم عليه الحد فهو كفارته

[ 17376 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو يحيى الحماني عن المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عليا رضى الله تعالى عنه أقام على رجل حدا فجعل الناس يسبونه ويلعنونه فقال علي رضى الله تعالى عنه أما عن ذنبه هذا فلا يسأل

باب ما جاء في الاستتار بستر الله عز وجل

[ 17377 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا محمد بن سعد العوفي ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا بن أخي بن شهاب عن عمه قال قال سالم سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يعمل الرجل في الليل عملا ثم يصبح وقد ستره ربه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه يبيت في ستر ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم وعبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم وأخرجه البخاري من وجه آخر عن بن أخي بن شهاب قال الشافعي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث معروف عندنا وهو غير متصل الإسناد فيما أعرفه وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أصاب منكم من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله

[ 17378 ] أخبرناه أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره مرسلا

[ 17379 ] وقد أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا حفص بن عمرو الربالي ثنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول حدثني عبد الله بن دينار عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن رجم الأسلمي قال اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها فمن ألم فليستتر بستر الله عز وجل

[ 17380 ] وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عمر بن أحمد بن بشر ثنا هارون بن موسى الفروي ثنا أبو ضمرة عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار فذكره بمثله زاد وليتب إلى الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم كتاب الله عليه قال الشافعي رحمه الله وروى أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا أصاب حدا بالاستتار وأن عمر رضى الله تعالى عنه أمره به قال الشيخ رحمه الله قد مضى إسناد هذا الحديث في باب الاعتراف بالزنا

[ 17381 ] وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ عبد الرحمن بن عبد الله عن واصل عن المعرور قال أتى عمر رضى الله تعالى عنه بامرأة قد زنت فذكر الحديث قال ثم قال عمر رضى الله تعالى عنه إنما جعل الله أربعة شهداء سترا يستركم دون فواحشكم فلا يتطلعن ستر الله أحد إلا وإن الله لو شاء لجعله واحدا صادقا أو كاذبا قال الشافعي ونحن نحب لمن أصاب الحد أن يستتر وأن يتقي الله ولا يعود لمعصية الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده

باب ما جاء في الستر على أهل الحدود

[ 17382 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى حدثني الليث عن عقيل عن بن شهاب أن سالم بن عبد الله أخبره أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر على مسلم ستره الله يوم القيامة رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ورواه مسلم عن قتيبة عن الليث

[ 17383 ] وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني ثنا بن كيسان ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن يزيد بن نعيم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ماعز بن مالك قال فيه يا هزال لو سترته بثوبك كان خيرا لك مما صنعت

[ 17384 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا أبو جابر ثنا شعبة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن بن هزال عن أبيه هزال رجل من أسلم أنه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم حديث ماعز فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت سترته بثوبك كان خيرا لك كذا رواه جماعة عن شعبة

[ 17385 ] وقد أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا محمد بن عمرو كشمرد أنبأ القعنبي ثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم يدعى هزالا لو سترته بثوبك لكان خيرا لك قال يحيى فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي فقال هزال جدي وهذا الحديث حق هذا أصح مما قبله

[ 17386 ] وأخبرنا أبو علي أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى عن بن المنكدر أن هزالا أمر ماعزا أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره ورواه الليث عن يحيى بن سعيد عن يزيد بن نعيم عن جده هزال وكذلك رواه عكرمة بن عمار عن يزيد بن نعيم بن هزال عن جده هزال

[ 17387 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا بن المبارك عن إبراهيم بن نشيط عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم قال قيل لعقبة بن عامر إن لنا جيرانا يشربون الخمر ويفعلون ويفعلون فقال له إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة من قبرها

[ 17388 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الوليد هشام حدثني الليث بن سعد أخبرني إبراهيم بن نشيط الوعلاني عن كعب بن علقمة عن دخين أبي الهيثم كاتب عقبة قال قلت لعقبة بن عامر إن لنا جيرانا يشربون الخمر وأنا داعي لهم الشرط فيأخذونهم قال لا تفعل ولكن عظهم وتهددهم قال ففعل فلم ينتهوا فجاء دخين إلى عقبة فقال أني نهيتهم فلم ينتهوا وأنا داعي لهم الشرط فقال عقبة ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر عورة مؤمن فكأنما استحيا موءودة من قبرها

[ 17389 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سليمان بن داود المهري أنبأ بن وهب قال سمعت بن جريج يحدث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب

[ 17390 ] أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح المحاربي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن يحيى الجابر عن أبي ماجد قال جاء رجل من المسلمين بابن أخ له وهو سكران يعني إلى عبد الله بن مسعود فذكر الحديث في كيفية جلده قال ثم قال لعمه بئس لعمر الله وإلى اليتيم أنت ما أدبت فأحسنت الأدب ولا سترت الخزية فقال يا أبا عبد الرحمن أما والله إنه لابن أخي ومالي ولد وإني لأجد له من اللوعة ما أجد لولدي ولكن لم آل عن الخير فقال عبد الله إن الله عفو يحب العفو ولكن لا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد إلا أقامه ثم أنشأ يحدثنا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول رجل قطع من المسلمين رجل من الأنصار أتى به نبي الله صلى الله عليه وسلم سرق فقال اذهبوا بصاحبكم فاقطعوه وكأنما أسف وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم رمادا ثم أشار بيده يخفيه فقال بعض القوم كأن هذا شق عليك فقال لا ينبغي أن تكونوا أعوان الشيطان أو إبليس فإنه لا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد إلا أقامه والله عفو يحب العفو ثم قرأ وليعفوا وليصفحوا الآية

[ 17391 ] قال وحدثنا أحمد أنبأ أبو نعيم ثنا سفيان عن يحيى الجابر عن أبي ماجد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

[ 17392 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أبو عتبة ثنا بقية عن ورقاء بن عمر عن جابر بن يزيد عن يزيد بن مرة عن أبي مجزأة أنه قال من أذنب ذنبا فليأتنا فلنطهره فأتاه قوم فضربهم فأتاه سلمان الفارسي رضى الله تعالى عنه مغضبا فقال أجعل الله إليك من التوبة شيئا قال لا قال فالق السوط ولا تهتك سترا ستره الله وروينا عن عكرمة أن عمار بن ياسر رضى الله تعالى عنه سرقت له عيبة فدل على صاحبها فتركه وعن عكرمة قال أتى بن عباس بسارق سرق من مولاة له فزوده وأرسله

[ 17393 ] أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا سعيد بن محمد بن أحمد الخياط ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا بن فضيل ثنا عطاء بن السائب عن ميسرة قال جاء رجل وأمه إلى علي رضى الله تعالى عنه فقالت إن ابني هذا قتل زوجي فقال الابن إن عبدي وقع على أمي فقال علي رضى الله تعالى عنه خبتما وخسرتما إن تكوني صادقة نقتل ابنك وإن يكن ابنك صادقا نرجمك ثم قام علي رضى الله تعالى عنه للصلاة فقال الغلام لأمه ما تنظرين أن يقتلني أو يرجمك فانصرفا فلما صلى سأل عنهما فقيل انطلقا

باب ما جاء في الشفاعة بالحدود

[ 17394 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه أنبأ محمد بن أيوب أنبأ أبو الوليد ثنا الليث بن سعد ح قال وأخبرني أبو النضر بن إبراهيم بن إسماعيل العنبري ثنا محمد بن رمح ثنا الليث سعد عن بن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت إن قريشا هموا بشأن المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال يا أسامة تشفع في حد من حدود الله ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها رواه مسلم في الصحيح عن أبي الوليد ورواه مسلم عن محمد بن رمح

[ 17395 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير ثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد الدمشقي أنهم جلسوا لابن عمر قال فما رأيته أراد الجلوس معنا حتى قلنا هلم إلى المجلس يا أبا عبد الرحمن قال فرأيته تذمم قال فجلس فسكتنا فلم يتكلم منا أحد فقال ما لكم لا تنطقون ألا تقولون سبحان الله وبحمده فإن الواحدة بعشر والعشر بمائة والمائة بألف وما زدتم زادكم الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حد الله عز وجل فقد ضاد الله في أمره ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم ولكنها الحسنات والسيئات ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله عز وجل في ردغة خبال حتى يخرج مما قال

[ 17396 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ثنا صفوان بن صالح المؤذن ثنا مروان بن محمد ثنا سعيد بن بشير عن مطر الوراق حدثه عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم جلوس ما لكم لا تتكلمون من قال سبحان الله وبحمده كتب الله عز وجل له عشر حسنات ومن قالها عشرا كتب الله له مائة حسنة ومن قالها مائة مرة كتب الله له ألف حسنة ومن زاد زاده الله ومن استغفر غفر الله له ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه ومن اتهم بريئا صيره الله إلى طينة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال ومن انتفى من ولده يفضحه به في الدنيا فضحه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة

[ 17397 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس الدوري ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا إسرائيل عن أبي بكر بن أبي الجهم عن عروة بن الزبير عن أبيه الزبير بن العوام رضى الله تعالى عنه قال اشفعوا في الحدود ما لم تبلغ السلطان فإذا بلغت السلطان فلا تشفعوا

[ 17398 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن الفرافصة الحنفي قال مر علينا الزبير رضى الله تعالى عنه وقد أخذنا سارقا فجعل يشفع له فقال أرسلوه قال قلنا يا أبا عبد الله تأمرنا أن نرسله قال إن ذلك يفعل دون السلطان فإذا بلغ السلطان فلا أعفاه الله إن أعفاه

باب الرجل يعترف بحد لا يسميه فيستره الإمام

[ 17399 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن صالح بن هانئ ثنا جعفر بن أحمد الشاماتي ثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير ثنا عمرو بن عاصم ثنا همام ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال ولم يسأله عنه فحضرت الصلاة قال فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قام إليه الرجل فقال يا رسول الله إني قد أصبت حدا فأقم علي كتاب الله قال أليس قد صليت معنا قال نعم قال فإن الله قد غفر لك ذنبك رواه البخاري في الصحيح عن عبد القدوس بن محمد ورواه مسلم عن الحسن بن علي الحلواني عن عمرو بن عاصم وروى في ذلك أيضا أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم

باب ما جاء في النهي عن التجسس

[ 17400 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد ومحمد بن عبد السلام قالا ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الأعرج

[ 17401 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن ثور عن راشد بن سعد عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنك إن اتبعت عورات الناس أو عثرات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم قال يقول أبو الدرداء كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفعه الله بها

[ 17402 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا سعيد بن عمرو الحضرمي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود والمقدام بن معدي كرب وأبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم

[ 17403 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة عن عبد الرحمن بن عوف أنه حرس مع عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما ليلة بالمدينة فبينما هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه حتى إذا دنوا منه إذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط فقال عمر رضى الله تعالى عنه وأخذ بيد عبد الرحمن فقال أتدري بيت من هذا قلت لا قال هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى قال عبد الرحمن أرى قد أتينا ما نهى الله عنه ولا تجسسوا فقد تجسسنا فانصرف عنهم عمر رضى الله تعالى عنه وتركهم

[ 17404 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن زيد بن وهب قال قيل لعبد الله هل لك في فلان تقطر لحيته خمرا فقال إن الله قد نهانا أن نتجسس فإن يظهر لنا نأخذه

باب الإمام يعفو عن ذوي الهيئات زلاتهم ما لم تكن حدا

[ 17405 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه المزكي قالا ثنا الإمام أبو الوليد حسان بن محمد القرشي ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو بكر بن نافع المديني عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال قالت عمرة قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم

[ 17406 ] أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني المزكي وأبو العباس أحمد بن محمد الشاذياخي وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا محمد بن إسماعيل عن بن أبي فديك حدثني عبد الملك بن زيد عن محمد بن أبي بكر بن حزم عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا حدا من حدود الله وكذلك رواه دحيم وأبو الطاهر بن السرح عن بن أبي فديك ورواه جماعة عن بن أبي فديك دون ذكر أبيه فيه فالله أعلم

[ 17407 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ أبو الربيع قال قال الشافعي وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم الذين ليسوا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة

باب قتال أهل الردة وما أصيب في أيديهم من متاع المسلمين

[ 17408 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال لما وجه أبو بكر رضى الله تعالى عنه خالد بن الوليد إلى أهل الردة أوعب معه بالناس وخرج معه أبو بكر رضى الله تعالى عنه حتى نزل بذي القصة من المدينة على بريدين فعبأ هنالك جيوشه وعهد إليه عهده وأمر على الأنصار ثابت بن قيس بن الشماس وأمره إلى خالد وأمر خالد على جماعة الناس من المهاجرين وقبائل العرب ثم أمره أن يصمد لطليحة بن خويلد الأسدي فإذا فرغ منه صمد إلى أرض بني تميم حتى يفرغ مما بها وأسر ذلك إليه وأظهر أنه سيلقى خالدا بمن بقي معه من الناس في ناحية خيبر وما يريد ذلك إنما أظهره مكيدة قد كان أوعب مع خالد بالناس فمضى خالد حتى التقى هو وطليحة في يوم بزاخة على ماء من مياه بني أسد يقال له قطن وقد كان معه عيينة بن بدر في سبعمائة من فزارة فكان حين هزته الحرب يأتي طليحة فيقول لا أبا لك هل جاءك جبريل بعد فيقول لا والله فيقول له ما ينظره فقد والله جهدنا حتى جاءه مرة فسأله فقال نعم قد جاءني فقال إن لك رحى كرحاه وحديثا لا تنساه فقال أظن قد علم الله أنه سيكون لك حديث لا تنساه هذا والله يا بني فزارة كذاب فانطلقوا لشأنكم قال الشيخ رحمه الله وقد روينا في كتاب قتال أهل البغي عن الزهري قتل طليحة عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم في هذا الوجه ثم إسلامه حين غلب الحق وإحرامه بالعمرة ومروره بأبي بكر رضى الله تعالى عنه بالمدينة ولم يبلغنا أنه أقاد منه أو ألزمه العقل

[ 17409 ] وفي كتابي عن أبي عبد الله الحافظ وأظنه فيما سمعته وإلا فهو فيما أجاز لي أن أبا عبد الله الأصبهاني أخبرهم أنبأ الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي حدثني محمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال لما وقعت الهزيمة في عسكر طليحة خرج في الناس منهزما حتى قدم الشام ثم قدم في خلافة عمر رضى الله تعالى عنه مكة فلما رآه عمر رضى الله تعالى عنه قال يا طليحة لا أحبك بعد قتلك الرجلين الصالحين عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم فقال يا أمير المؤمنين أكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما وما كل البيوت بنيت على الحب ولكن صفحة جميلة فإن الناس يتصافحون على الشنآن وأسلم طليحة إسلاما صحيحا

[ 17410 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال جاء وفد بزاخة أسد وغطفان إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه يسألونه الصلح فخيرهم أبو بكر رضى الله تعالى عنه بين الحرب المجلية أو السلم المخزية قال فقالوا هذا الحرب المجلية قد عرفنا فما السلم المخزية قال أبو بكر رضى الله تعالى عنه تؤدون الحلقة والكراع وتتركون أقواما تتبعون أذناب الإبل حتى يرى الله خليفة نبيه والمسلمين أمرا يعذرونكم به وتدون قتلانا ولا ندي قتلاكم وقتلانا في الجنة وقتلاكم في النار وتردون ما أصبتم منا ونغنم ما أصبنا منكم قال فقال عمر رضى الله تعالى عنه رأيت رأيا وسنشير عليك إما إن يؤدوا الحلقة والكراع فنعما رأيت وإما أن يتركوا قوما يتبعون أذناب الإبل حتى يرى الله خليفة نبيه والمسلمين أمرا يعذرونهم به فنعما رأيت وإما أن نغنم ما أصبنا منهم ويردون ما أصابوا منا فنعما رأيت وإما أن قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة فنعما رأيت وإما أن يداوا قتلانا فلا قتلانا قتلوا على أمر الله فلا ديات لهم فتتابع الناس على ذلك قال الشيخ رحمه الله وقول عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه في الأموال لا يخالف قوله في الدماء فإنه إنما أراد به والله أعلم ما أصيب في أيديهم من أعيان أموال المسلمين لا تضمين ما أتلفوا

باب ما جاء في منع الرجل نفسه وحريمه وما له

[ 17411 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عباس بن الفضل الإسفاطي ثنا أبو الوليد ثنا إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصيب دون ماله فهو شهيد ومن أصيب دون أهله فهو شهيد ومن أصيب دون دينه فهو شهيد رواه أبو داود الطيالسي وأبو أيوب الهاشمي عن إبراهيم فقال ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون دينه فهو شهيد وقد مضى ذكره

[ 17412 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا سليمان بن شعيب الكيساني ثنا أبو عبد الرحمن المقري ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي أنبأ أبو عبد الرحمن المقري حدثني سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو الأسود عن عكرمة مولى بن عباس عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل دون ماله مظلوما فله الجنة لفظهما واحد رواه البخاري في الصحيح عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري

[ 17413 ] أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن رافع وإسحاق بن منصور قال إسحاق أنبأ وقال بن رافع ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج أخبرني سليمان الأحول أن ثابتا مولى عمر بن عبد الرحمن أخبره أنه لما كان بين عبد الله بن عمرو وبين عنبسة بن أبي سفيان ما كان تيسروا للقتال ركب خالد بن العاص إلى عبد الله بن عمرو فوعظه فقال عبد الله بن عمرو أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن منصور ومحمد بن رافع

[ 17414 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت رجلا من بني مخزوم يحدث عن عمه أن معاوية أراد أن يأخذ الوهط من عبد الله بن عمرو فأمر مواليه أن يتسلحوا فقيل له في ذلك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل دون ماله فهو شهيد

[ 17415 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حامد المقري قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب أنبأ سليمان بن بلال ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن جاءني رجل يريد أخذ مالي قال قال فلا تعطه مالك قال فرأيت إن قاتلني قال فقاتله قال أرأيت إن قتلني قال فأنت شهيد قال فرأيت إن قتلته قال هو في النار رواه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن العلاء بن عبد الرحمن

[ 17416 ] أخبرنا أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد النجار المقري بالكوفة قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا عمرو بن حماد عن أسباط عن سماك عن قابوس بن مخارق عن أبيه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله آت أتاني يريد أن يبزني فما أصنع به قال تناشده الله قال أرأيت إن ناشدته فأبى أن ينتهي قال تستعين المسلمين قال يا نبي الله أرأيت إن لم يكن أحد من المسلمين أستيعنه عليه قال استغثت السلطان قال يا نبي الله أرأيت إن لم يكن عندي سلطان استغيثه عليه قال فقاتل فإن قتلك كنت في شهداء الآخرة وإلا منعت مالك

[ 17417 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو العباس الصبغي ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا بن أبي أويس حدثني عبد العزيز بن المطلب عن أخيه الحكم عن أبيه المطلب بن حنطب عن قهيد الغفاري قال سأل سائل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن عدا علي عادي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بالله وأمره بتذكيره ثلاث مرات فإن أبى فقاتله فإن قتلك فإنك في الجنة وإن قتلته فإنه في النار كذا قال

[ 17418 ] وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ أبي وشعيب قالا ثنا الليث عن بن الهاد عن قهيد بن مطرف الغفاري عن أبي هريرة أن رجلا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن عدي على مالي قال فانشد الله قال فإن أبوا قال فانشد الله قال فإن أبوا قال فإن أبوا علي قال فقاتل فإن قتلت ففي الجنة وإن قتل ففي النار كذا وجدته والصواب عن بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو عن قهيد

باب ما يسقط القصاص من العمد

[ 17419 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني بن جريج عن عطاء بن أبي رباح أن صفوان بن يعلى بن أمية حدثه على يعلى بن أمية قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة العسرة وكانت أوثق أعمالي في نفسي وكان لي أجير فقاتل إنسانا فعض أحدهما صاحبه فانتزع أصبعه فسقطت ثنيته فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته قال عطاء فخشيت أن صفوان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدع يده في فيك فتقضمها كقضم الفحل أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن بن جريج

[ 17420 ] وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا بن وهب قال وسمعت بن جريج يخبر عن بن أبي مليكة عن أبيه أن رجلا قاتل آخر فعضه فانتزع أصبعه وانتزعت سنة فأتيا أبا بكر الصديق رضى الله تعالى عنه فأهدره

[ 17421 ] أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن عمران بن حصين أن رجلا عض يد رجل فنزع يده من فيه فوقعت ثنيتاه فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية لك رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس وأخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبة

باب الرجل يجد مع امرأته الرجل فيقتله

[ 17422 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن سعدا قال يا رسول الله أرأيت إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى أتي بأربعة شهداء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أخرجه مسلم في الصحيح من حديث مالك كما مضى

[ 17423 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسين بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة الأنصاري قال يا رسول الله الرجل يجد مع امرأة رجلا أيقتله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا قال سعد والذي أكرمك بالحق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا إلى ما يقول سيدكم رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد

[ 17424 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر وأبو بكر بن عبد الله قالا أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدة بن سليمان عن سليمان الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال بينما نحن في المسجد ليلة الجمعة إذ قال رجل لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله قتلتموه وإن تكلم به جلدتموه لأذكرن ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل آيات اللعان ثم جاء الرجل فقذف امرأته فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وقال عسى أن تجيء به أسود جعدا فجاءت به أسود جعدا رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة

[ 17425 ] أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن رجلا من أهل الشام يقال له بن خيبرى وجد مع امرأته رجلا فقتله أو فقتلهما فأشكل على معاوية القضاء فكتب معاوية إلى أبي موسى الأشعري يسأل له علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه عن ذلك فسأل أبو موسى عن ذلك علي بن أبي طالب فقال علي إن هذا لشيء لم يكن بأرضي عزمت عليك لتخبرني فقال أبو موسى كتب إلى معاوية بن أبي سفيان في ذلك فقال علي رضى الله تعالى عنه أنا أبو حسن إن لم يأت بأربعة شهداء فليعط برمته

[ 17426 ] وأما الأثر الذي أخبرناه أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت وحميد ومطر وعباد بن منصور عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن رجلا كان من العرب نزل عليه نفر فذبح أحدهما لهم شاة وله ابنتان فقال لإحداهما اذهبي فاحتطبي قال فذهبت فلما تباعدت تبعها أحدهم فراودها عن نفسها فقالت اتق الله وناشدته فأبى عليها فقالت رويدك حتى استصلح لك فذهبت ونام فجاءت بصخرة ففلقت رأسه فقتلته فجاءت إلى أبيها فأخبرته الخبر فقال اسكتي ولا تخبري أحدا فهيأ الطعام فوضعه بين يدي أصحابه فقال لأصحابه كلوا فقالوا حتى يجيء صاحبنا فقال كلوا فإنه سيأتيكم فلما أكلوا حمد الله وأثنى عليه وقال إنه كان من الأمر كيت وكيت فقالوا يا عدو الله قتلت صاحبنا والله لنقتلنك به فارتفعوا إلى عمر رضى الله تعالى عنه فقال ما كان اسم صاحبكم فقالوا غفل قال هو كاسمه وأبطل دمه فهذا مرسل

[ 17427 ] وقد أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر الرزاز وإسماعيل بن محمد الصفار قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن القاسم بن محمد عن عبيد بن عمير أن رجلا أضاف ناسا من هذيل فذهبت جارية لهم تحتطب فأرادها رجل منهم عن نفسها فرمته بفهر فقتلته فرفع ذلك إلى عمر رضى الله تعالى عنه قال ذاك قتيل والله لا يودي أبدا

[ 17428 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي هذا عندنا من عمر رضى الله تعالى عنه أن البينة قامت عنده على المقتول أو على أن ولي المقتول أقر عنده بما يوجب له أن يقتل المقتول

باب التعدي والاطلاع

[ 17429 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا عبد الله بن هاشم ثنا سفيان ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع سهل بن سعد الساعدي يقول اطلع رجل من جحر في حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه مدري يحك به رأسه فقال لو أعلم إنك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل النظر لفظ حديث الزعفراني وفي رواية بن هاشم لو عملت إنك تنظرني رواه البخاري في الصحيح عن علي ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان

[ 17430 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن سهل بن سعد الساعدي أن رجلا اطلع على النبي صلى الله عليه وسلم من ستر الحجرة وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم مدري فقال له لو أعلم أن هذا ينظرني حتى أتيته لطعنت بالمدرى في عينه وهل جعل الاستئذان إلا من أجل البصر أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن معمر بن راشد

[ 17431 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا الحجاج بن المنهال وأبو النعمان قالا ثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك أن رجلا اطلع في بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص أو بمشاقص فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو الرجل يختله ليطعنه وقال الحجاج فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يختله ليطعنه رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وغيره عن حماد

[ 17432 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري بن الحمامي ببغداد أنبأ أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن أعرابيا أتى باب النبي صلى الله عليه وسلم فألقم عينه خصاصة الباب فبصر به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ عودا محددا فوجأ عين الأعرابي فانقمع فقال لو ثبت لفقأت عينك

[ 17433 ] أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك جناح رواه البخاري في الصحيح عن علي ورواه مسلم عن بن أبي عمر كلاهما عن سفيان

[ 17434 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤا عينه رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير

[ 17435 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا حجاج ثنا حماد بن سلمة ثنا سهيل بن أبي صالح قال كنت مع أبي فإذا صاحب له قد اطلع في دار قوم فرأى امرأة فذكر الحديث قال ثم قال أخبرنا أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلع في دار قوم بغير إذنهم ففقؤا عينه هدرت عينه

[ 17436 ] وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام ثنا سليمان بن داود ثنا معاذ بن هشام أخبرني أبي عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلع على قوم بغير إذنهم فرموه فأصاب عينيه فلا دية له ولا قصاص

[ 17437 ] أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ثنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن أبي عتيق عن نافع أن بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا اطلع في بيت رجل ففقأ عينه لما كان عليه فيه شيء

باب الرجل يستأذن على دار فلا يستقبل الباب ولا ينظر

[ 17438 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا بن وهب ثنا سليمان يعني بن بلال عن كثير بن زيد عن وليد بن رباح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل البصر فلا إذن

[ 17439 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا جرير عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن هزيل بن شرحبيل قال أتى سعد بن معاذ النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن عليه وهو مستقبل الباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا يا سعد فإنما الاستئذان من النظر

[ 17440 ] وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف أن سعدا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم قبالة الباب فقال له إذا استأذنت فلا تستقبل الباب كلاهما مرسل

[ 17441 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا آدم ثنا بقية بن الوليد ثنا محمد بن عبد الرحمن اليحصبي قال سمعت عبد الله بن بسر يقول ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مؤمل بن الفضل الحراني في آخرين قالوا ثنا بقية ثنا محمد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن بسر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم مشى مع الجدار ولم يستقبل الباب ولكن يقوم يمينا وشمالا فيتسأذن فإن أذن له وإلا رجع وذلك أن القوم لم يكن لأبوابهم ستور هذا لفظ حديث آدم وفي رواية الحراني لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول السلام عليكم وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور

باب ما جاء في كيفية الاستئذان

[ 17442 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب هو الشيباني ثنا محمد بن شاذان ثنا قتيبة بن سعيد ح قال وحدثنا علي بن عيسى ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بن أبي عمر قالا ثنا سفيان حدثني يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري قال استأذن أبو موسى على عمر رضى الله تعالى عنهما فلما يؤذن له فانصرف فقال له عمر ما لك لم تأتني قال قد جئت فاستأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع فقال له عمر رضى الله تعالى عنه أقم على ذا بينة وإلا أوجعتك فقال أبو سعيد فأتانا أبو موسى مذعورا أو فزعا قال جئت أستشهدكم قال أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه أجلس لا يقوم معك إلا أصغر القوم قال أبو سعيد فكنت أصغرهم فقمت فشهدت له عند عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان ورواه مسلم عن قتيبة وابن أبي عمر

[ 17443 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو عاصم ثنا بن جريج عن عمرو بن أبي سفيان عن عمرو بن عبد الله بن صفوان عن كلدة بن الحنبل أن صفوان بن أمية بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن وجداية وضغابيس فدخلت فلم أسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع فسلم

[ 17444 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني ثنا روح ثنا بن جريج أنبأ عمرو بن أبي سفيان أن عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره أن كلدة بن الحنبل أخبره أن صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلباء وجداية وضغابيس والنبي صلى الله عليه وسلم على الوادي قال فدخلت عليه ولم أسلم ولم استأذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فقل السلام عليكم أأدخل بعدما أسلم صفوان وقال عمرو وأخبرني هذا الخبر أمية بن صفوان ولم يقل سمعته من كلدة

[ 17445 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن منصور عن ربعي ثنا رجل من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال أألج فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له قل السلام عليكم أأدخل فسمعه الرجل فقال السلام عليكم أأدخل فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل

[ 17446 ] وحدثنا أبو داود ثنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن منصور عن ربعي بن حراش قال حدثت أن رجلا من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال أبو داود وكذلك ثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن منصور ولم يقل عن رجل من بني عامر

[ 17447 ] قال وحدثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال فسمعته يقول السلام عليكم أأدخل وروينا عن بن عباس عن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة له فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك أيدخل عمر

[ 17448 ] أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة ح وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الفضل بن الحباب ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرا قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في دين على أبي فدققت الباب فقال من ذا فقلت أنا فقال أنا أنا مرتين كأنه كرهه لفظ حديث أبي عمرو رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من أوجه عن شعبة

باب الرجل يدعى أيكون ذلك إذنا له

[ 17449 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا هشام بن علي وتمتام قالا ثنا علي بن عثمان ثنا حماد ثنا أيوب ح وحدثنا عبد الله بن يوسف أنبأ أبو علي حامد بن محمد الهروي ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن أيوب وحبيب بن الشهيد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الرجل إلى الرجل إذنه وأخبرنا أبو الخير محمد آباذي أنبأ أبو طاهر محمد آباذي ثنا عثمان الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن حبيب وهشام عن محمد فذكره

[ 17450 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دعي أحدكم فجاء مع رسول فذلك له إذن قال الشيخ رحمه الله وهذا عندي والله أعلم فيه إذا لم يكن في الدار حرمة فإن كان فيها حرمة فلا بد من الاستئذان بعد نزول آية الحجاب

[ 17451 ] أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي أنبأ علي بن عبد العزيز قال أبو نعيم ثنا عمر بن ذر ثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول فذكر حديث أهل الصفة قال فيه قال النبي صلى الله عليه وسلم الحق ومضى واتبعته فدخل واستأذن فأذن لي فدخلت فوجدت لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن قالوا أهداه لك فلان أو فلانة قال أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله قال الحق أهل الصفة فادعهم لي وذكر الحديث إلى أن قال فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا حتى استأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم

باب الرجل يدخل دار غيره بغير إذنه

[ 17452 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الباشاني المزكي قدم علينا بيهق حاجا أنبأ أبو أحمد بن محمد بن حسنويه ثنا الحسين بن إدريس الأنصاري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن كثير ثنا يونس بن عبيد ح وأخبرنا أبو سعد الماليني ثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ المنجنيقي إسحاق بن إبراهيم بن يونس ثنا يحيى بن خلف ثنا محمد بن كثير السلمي عن يونس بن عبيد عن محمد بن سيرين عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول الدار حرم فمن دخل عليك حرمك فاقتله قال أبو أحمد محمد بن كثير السلمي البصري عن يونس بن عبيد منكر الحديث سمعت بن حماد يذكره عن البخاري قال الشيخ وقد روي بإسناد آخر ضعيف عن يونس بن عبيد وهو إن صح فإنما أراد والله أعلم أنه يأمره بالخروج فإن لم يخرج فله ضربه وإن أتى الضرب على نفسه

باب الضمان على البهائم

[ 17453 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك بن أنس عن بن شهاب عن حرام بن سعد بن محيصة أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطا لقوم فأفسدت فيه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الأموال حفظها بالنهار وما أفسدت المواشي بالليل فهو ضامن على أهلها

[ 17454 ] أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة الأنصاري أنه أخبره أن البراء بن عازب كانت له ناقة ضارية فدخلت حائطا فأفسدت فيه فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى أن حفظ الحوائط بالنهار على أهلها وأن حفظ الماشية بالليل على أهلها وأن على أهل الماشية ما أفسدت ماشيتهم بالليل

[ 17455 ] أخبرنا أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ أيوب بن سويد ثنا الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء بن عازب أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل من الأنصار فأفسدت فيه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الحوائط حفظها بالنهار وعلى أهل الماشية ما أفسدت ماشيتهم بالليل

[ 17456 ] وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمود بن خالد ثنا الفريابي عن الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة الأنصاري عن البراء بن عازب قال كانت له ناقة ضاربة فذكر نحو حديث أبي المغيرة إلا أنه قال عن البراء بن عازب ولم يقله أبو المغيرة

[ 17457 ] وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ أبو بكر النيسابوري ثنا الرمادي وغيره قالوا ثنا محمد بن مصعب ثنا الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء بن عازب أنه كانت له ناقة ضارية فأفسدت فذكره فقد تابعه أيوب بن سويد عن الأوزاعي في قوله عن البراء بن عازب

[ 17458 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا معاوية يعني بن هشام عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء أن ناقة لآل البراء أفسدت شيئا فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حفظ الثمار على أهلها بالنهار وضمن أهل الماشية ما أفسدت ماشيتهم بالليل

[ 17459 ] وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا حاجب بن سليمان ثنا مؤمل ثنا سفيان بإسناده نحوه وقال عن حرام عن البراء أن ناقة لهم

[ 17460 ] أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الأموال حفظها بالنهار و على أهل المواشي حفظها بالليل وكذلك رواه جماعة عن عبد الرزاق وخالفه وهيب وأبو مسعود الزجاج عن معمر فلم يقولا عن أبيه

[ 17461 ] أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد بن محيصة أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطا لقوم من الأنصار فأفسدت فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى أن حفظ الحوائط على أهلها بالنهار وعلى أهل المواشي ما أفسدت المواشي بالليل وروينا عن الشعبي عن شريح أنه كان يضمن ما أفسدت الغنم بالليل ولا يضمن ما أفسدت بالنهار ويتأول هذه الآية { وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم } وكان يقول النفش بالليل

[ 17462 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو علي الرفاء ثنا محمد بن يونس ثنا أزهر ثنا بن عون عن الشعبي عن شريح إذ نفشت فيه غنم القوم قال كان النفش بالليل

[ 17463 ] وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال أتى شريح بشاة أكلت عجينا فقال نهارا أو ليلا قالوا نهارا فأبطله وقرأ { إذ نفشت فيه غنم القوم } وقال إنما النفش بالليل وفي رواية قتادة عن الشعبي أن شريحا رفعت إليه شاة أصابت غزلا فقال الشعبي أبصروه فإنه سيسألهم أبليل كان أم بنهار فسألهم فقال إن كان بليل فقد ضمنتم وإن كان بنهار فلا ضمان عليكم قال وقال النفش بالليل والهمل بالنهار وروى مرة عن مسروق { إذ نفشت فيه غنم القوم } قال كان كرما فدخلت فيه ليلا فما تركت فيه خضرا

باب جرح العجماء جبار إذا أرسلت بالنهار أو كانت منفلتة استدلالا بما مضى من حديث بن عازب

[ 17464 ] وبما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني أبو الوليد ثنا إبراهيم بن محمد المروزي ثنا محمد بن رافع ثنا إسحاق بن عيسى ثنا مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جرح العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع ورواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك

[ 17465 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العجماء جرحها جبار والمعدن جبار والبئر جبار وفي الركاز الخمس رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وغيره عن بن عيينة

باب الدابة تنفح برجلها قال الشافعي رحمه الله يضمن قائدها وسائقها وراكبها ما أصابت بيد أو فم أو رجل أو ذنب واحتج في ذلك بحديث البراء بن عازب

[ 17466 ] وأما الحديث الذي أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد ثنا النفيلي ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرجل جبار فقد قال الشافعي رضى الله تعالى عنه وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرجل جبار فهو غلط والله أعلم لأن الحفاظ لم يحفظوا هكذا قال الشيخ هذه الزيادة ينفرد بها سفيان بن حسين عن الزهري وقد رواه مالك بن أنس والليث بن سعد وابن جريج ومعمر وعقيل وسفيان بن عيينة وغيرهم عن الزهري لم يذكر أحد منهم فيه الرجل

[ 17467 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا قال أبو الحسن الدارقطني الحافظ لم يتابع سفيان بن حسين على قوله الرجل جبار واحد وهو وهم لأن الثقات خالفوه ولم يذكروا ذلك

[ 17468 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سألت يحيى بن معين عن سفيان بن حسين فقال ثقة وهو ضعيف الحديث عن الزهري

[ 17469 ] وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قال أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا جعفر القلانسي ثنا آدم ثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة جرحها جبار والرجل جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس فقد قال أبو الحسن الدارقطني كذا قال وهو وهم ولم يتابعه عليه أحد عن شعبة قال الشيخ رحمه الله وقد روى هذا الحديث عن شعبة محمد بن جعفر غندر وهو الحكم في حديث شعبة ومعاذ بن معاذ العنبري ومسلم بن إبراهيم وأبو عمر الحوضي وغيرهم دون هذه الزيادة وكذلك رواه الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد دون هذه الزيادة

[ 17470 ] وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو العباس السياري ثنا محمد بن موسى الباشاني ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا أبو حمزة عن الأعمش عن عبد الرحمن بن ثروان ح وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الملك بن أحمد الزيات ثنا حفص بن عمرو ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعدن جبار والبئر جبار والسائمة جبار والرجل جبار وفي الركاز الخمس لفظ حديث الثوري وفي رواية الأعمش العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار والرجل جبار وفي الركاز الخمس فهذا مرسل لا تقوم به حجة ورواه قيس بن الربيع موصولا بذكر عن عبد الله بن مسعود فيه قال وقيس لا يحتج به

[ 17471 ] وحدثنا أبو حازم الحافظ ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن زكريا ثنا أبو عبد الله بن محمد بن إبراهيم العبدي ثنا أبو نصر التمار ثنا أبو جزي نصر بن طريف عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن نعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوقف دابة في سبيل من سبل المسلمين أو في أسواقهم فأوطئت بيد أو رجل فهو ضامن أبو جزي والسري بن إسماعيل ضعيفان

باب علة الحديث الذي روي فيه النار جبار

[ 17472 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العجماء جرحها جبار والمعدن جبار والنار جبار وفي الركاز الخمس

[ 17473 ] وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق بهذا الحديث مختصرا في النار قال الرمادي قال عبد الرزاق قال معمر لا أراه إلا وهما

[ 17474 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول في حديث أبي هريرة حديث عبد الرزاق يحدث به النار جبار ليس بشيء لم يكن في الكتب باطل ليس بصحيح

[ 17475 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن مخلد ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هانئ قال سمعت أحمد بن حنبل يقول أهل اليمن يكتبون النار النير ويكتبون البير يعني مثل ذلك يعني فهو تصحيف

باب أخذ الولي بالولي

[ 17476 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي أنبأ أبو الوليد ثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط حدثني إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه أبي وجسلنا ساعة فتحدثنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ابنك هذا قال أي ورب الكعبة قال حقا قال أشهد به قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا من ثبت شبهي بأبي ومن حلف أبي على ذلك قال ثم قال أما إن ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه قال وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { ألا تزر وازرة وزر أخرى } إلى قوله { هذا نذير من النذر الأولى }

[ 17477 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا قبيصة ثنا سفيان عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم الحنظلي قال قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من بني تميم فانتهينا إليه وهو يقول يد المعطي العليا ابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك فقال رجل من الأنصار يا رسول الله هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين أصابوا فلانا في الجاهلية فهتف النبي صلى الله عليه وسلم الا أنها لا تجني نفس على أخرى

[ 17478 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس قال كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم عليه السلام فقال الله تعالى { وإبراهيم الذي وفي ألا تزر وازرة وزر أخرى } قال الشافعي والذي سمعت والله أعلم في قوله الله عز وجل { ألا تزر وازرة وزر أخرى } أن لا يؤخذ أحد بذنب غيره لأن الله عز وجل جزى العباد على أعمال أنفسهم وكذلك أموالهم لا يجني أحد على أحد في مال إلا حيث خص رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن جناية الخطأ من الحر من الآدميين على عاقلته