كتاب الصلاة
ذكر البيان بأن إقامة المرء الفرائض من الإسلام
[ 1446 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت عكرمة بن خالد المخزومي يحدث أن رجلا قال لعبد الله بن عمر ألا تغزو فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت
باب فرض الصلاة
[ 1447 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عمران الجرجاني بحلب قال حدثنا نصر بن علي بن نصر قال حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا خالد بن قيس عن قتادة عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله كم افترض الله على عباده من الصلاة قال خمس صلوات قال هل قبلهن أو بعدهن شيء قال افترض الله على عباده خمس صلوات فقال هل قبلهن أو بعدهن شيء قال افترض الله على عباده خمس صلوات قال فحلف الرجل بالله لا يزيد عليهن ولا ينقص منهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن صدق دخل الجنة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع القصة بطولها عن مالك بن صعصعة وسمع بعض القصة عن أبي ذر فالطرق الثلاث كلها صحاح

ذكر البيان بأن الصلوات الخمس أخذها محمد عن جبريل صلوات الله عليهما
[ 1448 ] أخبرنا بن قتيبة أخبرنا يزيد بن موهب أخبرنا الليث عن بن شهاب أنه كان قاعدا على باب عمر بن عبد العزيز في إمارته على المدينة ومعه عروة فأخر عمر العصر شيئا فقال له عروة أما إن جبريل نزل فصلى أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر اعلم ما تقول يا عروة فقال سمعت بشير بن أبي مسعود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نزل جبريل فصلى فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه فحسب بأصابعه خمس صلوات
[ 1449 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة من كتابه قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا بن وهب قال أخبرني أسامة بن زيد أن بن شهاب أخبره أن عمر بن عبد العزيز كان قاعدا على المنبر فأخر الصلاة شيئا فقال عروة بن الزبير أما إن جبريل قد أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بوقت الصلاة فقال له عمر اعلم ما تقول فقال عروة سمعت بشير بن أبي مسعود يقول سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه فحسب بأصابعه خمس صلوات ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر حين تزول الشمس وربما أخرها حين يشتد الحر ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة فينصرف الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس ويصلي المغرب حين تسقط الشمس ويصلي العشاء حين يسود الأفق وربما أخره حتى يجتمع الناس وصلى الصبح مرة بغلس وصلى مرة أخرى فأسفر بها ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس حتى مات صلى الله عليه وسلم لم يعد إلى أن يسفر

ذكر عدد الصلوات المفروضات على المرء في يومه وليلته
[ 1450 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن بن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة يوما في إمرته فدخل عليه عروة بن الزبير فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يوما وهو بالكوفة فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فقال يا مغيرة ما هذا أليس قد علمت أن جبريل صلوات الله عليه نزل فصلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال بهذا أمرت قال اعلم ما تحدث يا عروة أو إن جبريل أقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة قال كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه قال عروة ولقد حدثتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر

ذكر البيان بأن الله جل وعلا أجمل عدد الركعات للصلوات في الكتاب وولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان ذلك بقول وفعل
[ 1451 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد أنه قال لعبد الله بن عمر إنا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف في القرآن ولا نجد صلاة السفر في القرآن فقال له عبد الله يا بن أخي إن الله بعث إلينا محمدا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأيناه يفعل

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الصلاة ركعة واحدة غير جائز
[ 1452 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان قال حدثني الأشعث بن سليم عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم قال كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقال أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فقال حذيفة أنا قال فقام حذيفة فصف الناس خلفه صفين صفا خلفه وصفا موازيا للعدو فصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء مكان هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا
باب الوعيد على ترك الصلاة
[ 1453 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة

ذكر لفظة أوهمت غير المتبحر في صناعة الحديث أن تارك الصلاة حتى خرج وقتها كافر بالله جل وعلا
[ 1454 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر

ذكر الخبر الدال على أن تارك الصلاة حتى خرج وقتها متعمدا لا يكفر به كفرا يخرجه عن الملة
[ 1455 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب وموسى بن عقبة عن نافع قال أخبر بن عمر بوجع امرأته في السفر فأخر المغرب فقيل الصلاة فسكت وأخرها بعد ذهاب الشفق حتى ذهب هوى من الليل ثم نزل فصلى المغرب والعشاء ثم قال هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل إذا جد به السير أو حزبه أمر

ذكر خبر ثان يدل على أن تارك الصلاة متعمدا حتى خرج وقتها لا يكفر باستعماله ذلك كفرا تبين امرأته به عنه
[ 1456 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا سعيد بن بحر القراطيسي حدثنا شبابة بن سوار حدثنا ليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن الزهري عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر أخر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر ثم يجمع بينهما

ذكر خبر ثالث يدل على أن من ترك الصلاة متعمدا إلى أن يدخل وقت صلاة أخرى لا يكفر به كفرا يوجب دفنه في مقابر غير المسلمين لو مات قبل أن يصليها
[ 1457 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا هشام بن عمار حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه قال دخلنا على جابر بن عبد الله فقال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبة من شعر فضربت له بنمرة فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس ثم قال إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمى موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وأن أول دم أضع من دمائنا دم بن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد أن قد بلغت فأديت ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها الى السماء وينكتها إلى الناس اللهم أشهد ثلاث مرات ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصلي بينهما شيئا قال أبو حاتم لما جاز تقديم صلاة العصر عن وقتها ولم يستحق فاعله أن يكون كافرا كان من آخر الصلاة عن وقتها ثم أداها بعد وقتها أولى أن لا يكون كافرا

ذكر خبر رابع يدل على أن تارك الصلاة متعمدا لا يكفر كفرا لا يرثه ورثته المسلمون لو مات قبل أن يصليها
[ 1458 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك فكان إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعا وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ثم سار وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء وصلاها مع المغرب

ذكر خبر خامس يدل على أن تارك الصلاة بعد أن وجب عليه أداؤها وإن ذهب وقتها لا يكون كافرا كفرا يكون ماله به فيئا للمسلمين
[ 1459 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن فضيل عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال عرسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فلم نستيقظ حتى آذتنا الشمس فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ كل رجل منكم راحلته ثم يتنحى عن هذا المنزل ثم دعا بالماء فتوضأ فسجد سجدتين ثم أقيمت الصلاة قال أبو حاتم في تأخير النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عن الوقت الذي أثبته إلى أن خرج من الوادي دليل صحيح على أن تارك الصلاة إلى أن يخرج وقتها لا يكون كافرا إذ لو كان كذلك لأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأداء الصلاة في وقت إنتباههم من منامهم ولم يأمرهم بالتنحي عن المنزل الذي ناموا فيه والفرض لازم لهم قد جاز وقته

ذكر خبر سادس يدل على أن تارك الصلاة متعمدا من غير عذر لا يوجب عليه ذلك إطلاق الكفر الذي يخرجه عن ملة الإسلام به
[ 1460 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت صلاة أخرى قال أبو حاتم في إطلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم التفريط على من لم يصل الصلاة حتى دخل وقت صلاة أخرى بيان واضح أنه لم يكفر بفعله ذلك إذ لو كان كذلك لم يطلق عليه اسم التأخير والتقصير دون إطلاق الكفر

ذكر خبر سابع يدل على أن تارك الصلاة من غير نسيان ولا نوم حتى يخرج وقتها لا يكفر بذلك كفرا يكون ضد الإسلام
[ 1461 ] أخبرنا محمد بن إسحاق حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام عن الحسن عن عمران بن حصين قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان من آخر الليل عرسنا فغلبتنا أعيننا وما أيقظنا إلا حر الشمس فكان الرجل يقوم إلى وضوئه دهشا فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضؤوا ثم أمر بلالا فأذن ثم صلوا ركعتي الفجر ثم أمره فأقام فصلى الفجر فقالوا يا رسول الله فرطنا أفلا نعيدها لوقتها من الغد فقال ينهاكم ربكم عن الربا ويقبله منكم إنما التفريط في اليقظة

ذكر خبر ثامن ينفي الريب عن الخلد بأن تارك الصلاة متعمدا من غير نسيان ولا نوم ولا وجود عذر حتى يخرج وقتها لا يكون كافرا كفرا يؤدي حكمه إلى حكم غير المسلمين
[ 1462 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا يوسف بن موسى القطان حدثنا مالك بن إسماعيل النهدي حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى فيهم يوم انصرف عنهم الأحزاب ألا لا يصلين أحد الظهر إلا في بني قريظة فأبطأ ناس فتخوفوا فوت وقت الصلاة فصلوا وقال آخرون لا نصلي إلا حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن فات الوقت فما عنف رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين قال أبو حاتم لو كان تأخير المرء للصلاة عن وقتها إلى أن يدخل وقت الصلاة الأخرى يلزمه بذلك اسم الكفر لما أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته بالشيء الذي يكفرون بفعله ولعنف فاعل ذلك فلما لم يعنف فاعله دل ذلك على أنه لم يكفر كفرا يشبه الارتداد

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه مضاد للأخبار التي تقدم ذكرنا لها
[ 1463 ] أخبرنا يحيى بن عمرو بالفسطاط حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي حدثنا محمد بن حمير حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن عمه عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بكروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك الصلاة فقد كفر قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أطلق المصطفى صلى الله عليه وسلم اسم الكفر على تارك الصلاة إذ ترك الصلاة أول بداية الكفر لأن المرء إذا ترك الصلاة واعتاده ارتقى منه إلى ترك غيرها من الفرائض وإذا اعتاد ترك الفرائض أداه ذلك إلى الجحد فأطلق صلى الله عليه وسلم اسم النهاية التي هي آخر شعب الكفر على البداية التي هي أول شعبها وهي ترك الصلاة

ذكر خبر تاسع يدل على صحة ما ذكرنا أن العرب تطلق اسم المتوقع من الشيء في النهاية على البداية
[ 1464 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المراء في القرآن كفر قال أبو حاتم إذا مارى المرء في القرآن أداه ذلك إن لم يعصمه الله إلى أن يرتاب في الآي المتشابه منه وإذا ارتاب في بعضه أداه ذلك إلى الجحد فأطلق صلى الله عليه وسلم اسم الكفر الذي هو الجحد على بداية سببه الذي هو المراء

ذكر خبر عاشر يدل على صحة ما تأولنا لهذه الأخبار بأن القصد فيها إطلاق الاسم على بداية ما يتوقع نهايته قبل بلوغ النهاية فيه
[ 1465 ] أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي حدثني إسماعيل بن عبيد الله حدثتني كريمة بنت الحسحاس المزنية قالت سمعت أبا هريرة وهو في بيت أم الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من الكفر بالله شق الجيب والنياحة والطعن في النسب

ذكر البيان بأن العرب تطلق في لغتها اسم الكافر على من أتى ببعض أجزاء المعاصي التي يؤول متعقبها إلى الكفر على حسب ما تأولنا هذه الأخبار قبل
[ 1466 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا المقرىء حدثنا حيوة بن شريح أخبرني جعفر بن ربيعة أن عراك بن مالك أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا ترغبوا عن آبائكم فإنه من رغب عن أبيه فقد كفر

ذكر الزجر عن ترك المرء المحافظة على الصلوات المفروضات
[ 1467 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا المقرىء قال حدثني سعيد بن أبي أيوب قال حدثني كعب بن علقمة عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له برهان ولا نور ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وهامان وفرعون وأبي بن خلف

ذكر الزجر عن ترك مواظبة المرء على الصلوات
[ 1468 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا أبو عامر عن بن أبي ذئب عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن نوفل بن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فاتته الصلاة فكأنما وتر أهله وماله

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم من فاتته الصلاة أراد به صلاة العصر
[ 1469 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله

ذكر الزجر عن ترك المرء صلاة العصر وهو عامد له
[ 1470 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن داود عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهاجر عن بريدة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بكروا بصلاة العصر يوم الغيم فإنه من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله قال الشيخ وهم من الأوزاعي في صحيفته عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة فقال عن أبي المهاجر وإنما هو أبو المهلب عم أبي قلابة واسمه عمرو بن معاوية بن زيد الجرمي

ذكر تضييع من قبلنا صلاة العصر حيث عرضت عليهم
[ 1471 ] أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي وأبو خليفة قالا حدثنا علي بن المديني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن خير بن نعيم الحضرمي عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر فلما انصرف قال إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها وتركوها فمن صلاها منكم كان له أجرها ضعفين ولا صلاة بعدها حتى يرى الشاهد والشاهد النجم
باب مواقيت الصلاة

ذكر وصف أوقات الصلوات المفروضات
[ 1472 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال حدثنا حسين بن علي بن حسين عن وهب بن كيسان عن جابر قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين زالت الشمس فقال قم يا محمد فصل الظهر فقام فصلى الظهر ثم جاءه حين كان ظل كل شيء مثله فقال قم فصل العصر ثم قام فصلى العصر ثم جاءه حين غابت الشمس فقال قم فصل المغرب فقام فصلى المغرب ثم مكث حتى ذهب الشفق فجاءه فقال قم فصل العشاء فقام فصلاها ثم جاءه حين سطع الفجر بالصبح فقال قم يا محمد فصل فقام فصل الصبح وجاءه من الغد حين صار ظل كل شيء مثله فقال قم فصل الظهر فقام فصل الظهر ثم جاءه حين كان ظل كل شيء مثليه فقال قم فصل العصر فقام فصلى العصر ثم جاءه حين غابت الشمس وقتا واحدا لم يزل عنه فقال قم فصل المغرب فقام فصل المغرب ثم جاءه العشاء حين ذهب ثلث الليل فقال قم فصل العشاء فقام فصلى العشاء ثم جاءه الصبح حين أسفر جدا فقال قم فصل الصبح فقام فصلى الصبح فقال ما بين هذين وقت كله

ذكر الإخبار عن أوائل الأوقات وأواخرها
[ 1473 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ووقت العشاء إلى شطر الليل أو نصف الليل ووقت الفجر ما لم تطلع الشمس

ذكر البيان بأن أداء المرء الصلوات لميقاتها من أفضل الأعمال
[ 1474 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة لميقاتها

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم الصلاة لميقاتها أراد به في أول الوقت
[ 1475 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني من أصل كتابه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثني عثمان بن عمر قال حدثنا مالك بن مغول عن الوليد بن عيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال الصلاة في أول وقتها

ذكر البيان بأن أداء المرء الصلوات المفروضة لمواقيتها من أحب الأعمال إلى الله جل وعلا
[ 1476 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا عبد العزيز بن مسلم قال حدثنا أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله قال الصلوات لمواقيتها قلت ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت ثم أي قال ثم الجهاد ولو استزدته لزادني

ذكر البيان بأن الصلاة لوقتها من أحب الأعمال إلى الله جلا وعلا
[ 1477 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير العبدي وحفص بن عمر الحوضي قالوا حدثنا شعبة قال الوليد بن العيزار أخبرني قال سمعت أبا عمرو الشيباني يقول حدثنا صاحب هذه الدار وأومأ بيده إلى دار عبد الله بن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال الصلاة لوقتها قال ثم أي قال بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال خصني بهن ولو استزدته لزادني قال أبو حاتم أبو عمرو الشيباني كان من المخضرمين والرجل إذا كان في الكفر ستون سنة وفي الإسلام ستون سنة يدعى مخضرميا

ذكر البيان بأن الصلاة لوقتها من أفضل الأعمال
[ 1478 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن الوليد بن العيزار عن سعد بن إياس أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة لوقتها

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم لوقتها أراد به في أول وقتها
[ 1479 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد الهمداني والحسن بن سفيان قالوا حدثنا محمد بن بشار بندار حدثني عثمان بن عمر بن فارس عن مالك بن مغول عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن بن مسعود قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال الصلاة في أول وقتها قال أبو حاتم الصلاة في أول وقتها تفرد به عثمان بن عمر

ذكر الخبر الدال على استحباب أداء الصلوات في أوائل الأوقات
[ 1480 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن خباب قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا قال أبو حاتم أبو معمر اسمه عبد الله بن سخبرة

ذكر الأمر للمرء أن يصلي الصلاة لوقتها إذا أخرها إمامه عن وقتها ثم يصلي معه سبحة له
[ 1481 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية عن عبد الرحمن بن سابط عن عمرو بن ميمون الأودي قال قدم علينا معاذ بن جبل اليمن بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا فسمعت تكبيره مع الفجر رجل أجش الصوت فألقيت عليه محبتي فما فارقته حتى دفنته بالشام ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده فأتيت بن مسعود فلزمته حتى مات فقال لي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بكم إذ أمر عليكم أمراء يصلون الصلاة لغير ميقاتها قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول الله قال صل الصلاة لميقاتها واجعل صلاتك معهم سبحة قال أبو حاتم في قوله صلى الله عليه وسلم واجعل صلاتك معهم سبحة أعظم الدليل على إجازة صلاة التطوع للمأموم خلف الذي يؤدي الفرض ضد قول من أمر بضده وفيه دليل على إجازة صلاة التطوع جماعة

ذكر ما يجب على المرء عند تأخير الأمراء الصلاة عن أوقاتها
[ 1482 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أيوب عن أبي العالية البراء عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف أنت إذا بقيت في قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها قال كيف أفعل قال صل الصلاة لوقتها فإذا أدركتهم لم يصلوا فصل معهم ولا تقل إني قد صليت فلا أصلي

ذكر الإخبار بإدراك الصلاة للمدرك ركعة منها
[ 1483 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي عن مالك عن بن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة

ذكر البيان بأن من أدرك ركعة من الصلاة لم تفته صلاته
[ 1484 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا أبو عامر عن زهير بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح وبسر بن سعيد وعبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس لم تفته الصلاة ومن صلى من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس لم تفته الصلاة

ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن المدرك ركعة من صلاته يكون مدركا لها كلها
[ 1485 ] أخبرنا محمد بن عمرو بن عباد ببست حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة كلها

ذكر البيان بأن المدرك ركعة من الصلاة عليه إتمام الباقي من صلاته دون أن يكون مدركا لكلية صلاته بإدراك بعضها
[ 1486 ] أخبرنا مكحول ببيروت حدثنا محمد بن غالب الأنطاكي حدثنا غصن بن إسماعيل حدثنا بن ثوبان عن أبيه عن الزهري ومكحول عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك من صلاة ركعة فقد أدركها وليتم ما بقي

ذكر الخبر الدال على أن الطرق المروية في خبر الزهري من أدرك من الجمعة ركعة كلها معللة ليس يصح منها شيء
[ 1487 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا حماد بن زيد عن مالك بن أنس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك من صلاة ركعة فقد أدرك قالوا من هنا قيل ومن أدرك من الجمعة ركعة صلى إليها أخرى

ذكر الأمر بالصلاة للنائم إذا استيقظ عند استيقاظه
[ 1488 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت ويفطرني إذا صمت ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس قال وصفوان عنده فسأله عما قالت فقال يا رسول الله أما قولها يضربني إذا صليت فإنها تقرأ بسورتي وقد نهيتها عنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو كانت سورة واحدة لكفت الناس قال وأما قولها يفطرني إذا صمت فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب ولا أصبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها قال وأما قولها لا أصلي حتى تطلع الشمس فإنا أهل بيت لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس فقال صلى الله عليه وسلم فإذا استيقظت فصل

ذكر لفظة تعلق بها من جهل صناعة الحديث وزعم أن الإسفار بالفجر أفضل من التغليس
[ 1489 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن بن عجلان عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أصبحوا بالصبح فإنكم كلما أصبحتم بالصبح كان أعظم لأجوركم أو لأجرها قال أبو حاتم أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بالإسفار لصلاة الصبح لأن العلة في هذا الأمر مضمرة وذلك أن المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يغلسون بصلاة الصبح والليالي المقمرة إذا قصد المرء التغليس بصلاة الفجر صبيحتها ربما كان أداء صلاته بالليل فأمر صلى الله عليه وسلم بالإسفار بمقدار ما يتيقن أن الفجر قد طلع وقال إنكم كلما أصبحتم يريد به تيقنتم بطلوع الفجر كان أعظم لأجوركم من أن تؤدوا الصلاة بالشك
[ 1490 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا سريج بن يونس حدثنا يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد عن بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر

ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الإسفار بصلاة الصبح أفضل من التغليس فيه
[ 1491 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن محمد بن عجلان عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أسفروا بصلاة الصبح فإنه أعظم للأجر أو قال أعظم لأجوركم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله أسفروا في الليالي المقمرة التي لا يتبين فيها وضوح طلوع الفجر لئلا يؤدي المرء صلاة الصبح إلا بعد التيقن بالإسفار بطلوع الفجر فإن الصلاة إذا أديت كما وصفنا كان أعظم للأجر من أن تصلى على غير يقين من طلوع الفجر

ذكر الوقت الذي أسفر المصطفى صلى الله عليه وسلم بصلاة الصبح فيه
[ 1492 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فسأله عن وقت الصلاة فقال صل معنا هذين الوقتين فلما زالت الشمس صلى الظهر ثم صلى العصر والشمس مرتفعة بيضاء حية وصلى المغرب حين غابت الشمس وصلى العشاء حين غاب الشفق وصلى الفجر بغلس فلما كان من الغد أمر بلالا فأبرد بالظهر فأنعم أن يبرد بها وأمره فأقام العصر والشمس حية أخرها فوق الذي كان أول مرة وأمره فأقام المغرب قبل مغيب الشفق وأمره فأقام العشاء بعدما ذهب ثلث الليل وأمره فأقام الفجر فأسفر بها ثم قال أين السائل عن وقت الصلاة قال أنا يا رسول الله قال وقت صلاتكم بين ما رأيتم

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم وقت صلاتكم بين ما رأيتم أراد به صلاته بالأمس واليوم
[ 1493 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا سعيد بن يحيى الأموي حدثني أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فغلس بها ثم صلى الغداة فأسفر بها ثم قال أين السائل عن وقت صلاة الغداة فيما بين صلاتي أمس واليوم

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يسفر بصلاة الغداة قط إلا هذه المرة حيث سأله السائل عن أوقات الصلوات فأراد إعلامه وحين أمه جبريل في ابتداء فرض الصلاة وما عدا هذين الوقتين كانت صلاته بالتغليس إلى أن قبضه الله إلى جنته صلى الله عليه وسلم
[ 1494 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا الربيع بن سليمان أخبرنا بن وهب أخبرني أسامة بن زيد أن بن شهاب أخبره أن عمر بن عبد العزيز كان قاعدا على المنبر فأخر الصلاة شيئا فقال عروة بن الزبير أما علمت أن جبريل قد أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بوقت الصلاة فقال له عمر أعلم ما تقول يا عروة فقال عروة سمعت بشير بن أبي مسعود يقول سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه فحسب بأصابعه خمس صلوات ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر حين تزول الشمس وربما أخرها حين يشتد الحر ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة فينصرف الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس ويصلي المغرب حين تسقط الشمس ويصلي العشاء حين يسود الأفق وربما أخرها حتى يجتمع الناس وصلى الصبح بغلس ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس حتى مات صلى الله عليه وسلم لم يعد إلى أن يسفر

ذكر العلة التي من أجلها أسفر صلى الله عليه وسلم بصلاة الغداة المرة الواحدة التي ذكرناه
[ 1495 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فغلس بها ثم صلى الغد فأسفر بها ثم قال صلى الله عليه وسلم أين السائل عن وقت صلاة الغداة فيما بين صلاتي أمس واليوم

ذكر السبب الذي من أجله أسفر بصلاة الغداة في أول هذه الأمة أول ما أسفر بها
[ 1496 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني نهيك بن يريم عن مغيث بن سمي قال صلى بنا عبد الله بن الزبير الغداة فغلس فالتفت إلى بن عمر فقلت ما هذه الصلاة قال هذه صلاتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضوان الله عليهما فلما قتل عمر أسفر بها عثمان رضوان الله عليه

ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يغلس بصلاة الصبح
[ 1497 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثنا محمد بن بشر العبدي قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال أتي نبي الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت بسحور فلما فرغ نبي الله صلى الله عليه وسلم من سحوره قام إلى صلاة الصبح قلنا لأنس بن مالك كم كان بين فراغه من سحوره وحين دخل في صلاته قال قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية

ذكر وصف صلاة الغداة التي كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يصلي بأمته
[ 1498 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس

ذكر وصف صلاة الغداة التي كان يصليها المصطفى صلى الله عليه وسلم بأمته
[ 1499 ] أخبرنا يوسف بن يعقوب المقرىء بواسط قال حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت قد كن نساء من المؤمنات يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم متلفعات بمروطهن في صلاة الفجر ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفن من الغلس

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1500 ] أخبرنا عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الصبح ثم تخرج نساء المؤمنين بمروطهن لا يعرفن من الغلس

ذكر خبر ثالث يصرح بصحة ما أومأنا إليه
[ 1501 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس

ذكر الوقت الذي يستحب فيه أداء صلاة الأولى
[ 1502 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فصلى الظهر حين زاغت الشمس
[ 1503 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا إسماعيل بن علية عن عوف قال حدثني أبو المنهال قال انطلق أبي وانطلقت معه فدخلنا على أبي برزة فقال له أبي حدثنا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة قال كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة قال ونسيت ما قال في المغرب قال وكان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه وكان يقرأ بالستين إلى المئة
[ 1504 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الحر من فيح جهنم فأبردوا بالصلاة

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1505 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة وقال لنا أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم

ذكر البيان بأن الإبراد بالصلاة في الحر إنما أمر بذلك عند اشتداده
[ 1506 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم

ذكر الأمر بالإبراد بالصلاة في شدة الحر في البلدان الحارة
[ 1507 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم

ذكر البيان بأن الأمر بالإبراد بالصلاة في شدة الحر أريد به صلاة الظهر دون غيرها
[ 1508 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا إسحاق بن يوسف قال حدثنا شريك عن بيان عن قيس بن حازم عن المغيرة بن شعبة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة فقال أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه تفرد به إسحاق الأزرق

ذكر البيان بأن الحر كلما اشتد يجب أن يبرد بالظهر أكثر
[ 1509 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة قال حدثني أبو الحسن قال سمعت زيد بن وهب يقول إنه سمع أبا ذر يقول كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن بالظهر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أبرد ثم أراد أن يؤذن فقال له أبرد مرتين أو ثلاثا حتى رأينا في التلول وقال إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو الحسن عبيد بن الحسن مهاجر كوفي

ذكر العلة التي من أجلها أمر بالإبراد بالظهر في شدة الحر
[ 1510 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن يزيد مولى أسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم وذكر أن النار اشتكت إلى ربها فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف

ذكر الوقت الذي يستحب فيه أداء صلاة الجمعة للمسلم
[ 1511 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا يعلى بن الحارث المحاربي قال حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليس للحيطان فيء يستظل به

ذكر البيان بأن الوقت الذي ذكرناه للجمعة كان ذلك بعد زوال الشمس لا قبل
[ 1512 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا يعلى بن الحارث المحاربي قال سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع يحدث عن أبيه قال كنا نجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفيء

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1513 ] أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا يحيى بن آدم حدثنا الحسن بن عياش حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم نرجع فنريح نواضحنا فقلت أية ساعة تلك قال زوال الشمس

ذكر استحباب التعجيل بصلاة العصر
[ 1514 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال قال حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عمرو بن يحيى المازني عن خلاد بن خلاد الأنصاري قال صلينا مع عمر بن عبد العزيز يوما ثم دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه قائما يصلي فلما انصرف قلنا يا أبا حمزة أي صلاة صليت قال العصر فقلنا إنما انصرفنا الآن من الظهر صليناها مع عمر بن عبد العزيز فقال أنس إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي هكذا فلا أتركها أبدا

ذكر الخبر المدحض قول من أحب تأخير العصر وكره التعجيل بها
[ 1515 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال أخبرنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي حدثني أبو النجاشي قال سمعت رافع بن خديج يقول كنا نصلي العصر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تنحر الجزور فتقسم عشر قسم ثم تطبخ فنأكل لحما نضيجا قبل أن تغرب الشمس وكنا نصلي المغرب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فينصرف أحدنا وإنه لينظر إلى موقع نبله

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1516 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال أخبرنا بن يحيى قال حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب أن موسى بن سعد الأنصاري حدثه عن حفص بن عبيد الله عن أنس بن مالك قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر فلما انصرف أتاه رجل من بني سلمة فقال يا رسول الله إنا نريد أن ننحر جزورا لنا ونحن نحب أن تحضره قال نعم فانطلق وانطلقنا معه فوجدنا الجزور لم ينحر فنحرت ثم قطعت ثم طبخ منها ثم أكلنا قبل أن تغيب الشمس

ذكر الوقت الذي يستحب أداء المرء فيه صلاة العصر
[ 1517 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن أبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف قال سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يقول صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر فقلت يا عم ما هذه الصلاة التي صليت قال العصر قلت وهذه صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذه صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كنا نصلي معه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قد روى عمرو بن يحيى المازني عن خالد بن خلاد رجل من بني النجار قال صليت الظهر مع عمر بن عبد العزيز ثم دخلت على أنس بن مالك فوجدته يصلي العصر فلما انصرف قلت أي صلاة صليت قال العصر فقلت إنما انصرفنا الآن مع عمر بن عبد العزيز من الظهر قال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي هكذا فلا أتركها أبدا

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1518 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال حدثنا بن أبي ذئب عن بن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس بيضاء حية ثم يذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيها والشمس مرتفعة

ذكر البيان بأن قوله والشمس مرتفعة أراد به بعد أن يأتي العوالي
[ 1519 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث عن بن شهاب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتي العوالي والشمس مرتفعة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن صلاة العصر يجب أن يعصر بها
[ 1520 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بن شهاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاة العصر والشمس مرتفعة حية فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتي العوالي والشمس مرتفعة

ذكر وصف ارتفاع الشمس في الوقت الذي كان يصلي فيه صلى الله عليه وسلم صلاة العصر
[ 1521 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء في حجرتها

ذكر ما يستحب للمرء أن يعجل في أداء صلاة العصر ولا يؤخرها
[ 1522 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث عن بن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتي العوالي والشمس مرتفعة

ذكر الوقت الذي يستحب فيه أداء المرء صلاة المغرب
[ 1523 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب

ذكر الخبر الدال على أن المغرب ليس له وقت واحد
[ 1524 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله أن معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب ثم يرجع إلى قومه فيؤمهم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المغرب له وقت واحد دون الوقتين المعلومين
[ 1525 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فسأله عن وقت الصلاة فقال صل معنا هذين الوقتين فلما زالت الشمس صلى الظهر قال وصلى العصر والشمس مرتفعة بيضاء حية وصلى المغرب حين غابت الشمس وصلى العشاء حين غاب الشفق وصلى الفجر بغلس قال فلما كان من الغد أمر بلالا فأذن للظهر فأنعم أن يبرد بها وأمره فأقام العصر والشمس حية أخرها فوق الذي كان أول مرة وأمره فأقام للمغرب قبل مغيب الشفق وأمره فأقام العشاء بعدما ذهب ثلث الليل وأمره فأقام الفجر فأسفر بها ثم قال أين السائل عن وقت الصلاة قال أنا يا رسول الله قال وقت صلاتكم بين ما رأيتم

ذكر ما يستحب للمرء أن يؤخر صلاة العشاء الآخرة إلى غيبوبة بياض الشفق
[ 1526 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال أنا أعلم الناس بوقت هذه الصلاة يعني العشاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها لسقوط القمر لثالثة

ذكر الوقت الذي يستحب للمرء أن يكون أداء صلاة العشاء به
[ 1527 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخر العشاء الآخرة

ذكر العلة التي من أجلها كان صلى الله عليه وسلم يؤخر العشاء
[ 1528 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا شعبة قال حدثني سعد بن إبراهيم عن محمد بن عمرو بن حسن قال سألنا جابر بن عبد الله عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان يصلي الظهر حين تزول الشمس والعصر والشمس حية والمغرب حين تغيب الشمس والعشاء ربما عجلها وربما أخرها وكان الناس إذا جاؤوا عجلها وإذا لم يجيئوا أخرها وكانوا يصلون الصبح بغلس

ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم تأخير صلاة العشاء إلى شطر الليل
[ 1529 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن خازم حدثنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن جابر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة وهم ينتظرون العشاء فقال صلى الناس ورقدوا وأنتم تنتظرونها أما إنكم في صلاة ما انتظرتموها ثم قال لولا ضعف الضعيف أو كبر الكبير لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل

ذكر الإباحة للمرء تأخير العشاء الآخرة إذا لم يخف ضعف الضعيف وكان ذلك برضا المأمومين
[ 1530 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد قال حدثنا شيبان عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن بن مسعود قال أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد والناس ينتظرون الصلاة فقال أما إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم ثم نزلت عليه { ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله } إلى { يسجدون }

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء تأخير صلاة العشاء إلى بعض الليل ما لم يشقق ذلك على المأمومين
[ 1531 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل أو شطر الليل

ذكر إباحة تأخير المرء صلاة العشاء الآخرة عن أول وقتها
[ 1532 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا بن جريج قال قلت لعطاء أي حين أحب إليك أن أصلي العتمة إما إماما أو خلوا فقال سمعت بن عباس يقول أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة حين رقد الناس واستيقظوا ورقدوا واستيقظوا فقال عمر الصلاة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء واضعا يديه على رأسه فقال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هكذا

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1533 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أبي رباح عن بن عباس قال أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة بالعشاء فجاء عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله الصلاة فقد رقد النساء والولدان فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه يقطر ماء وهو يقول لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم أن يصلوا هذه الصلاة

ذكر الخبر الدال على أن هذا الفعل كان من المصطفى صلى الله عليه وسلم غير مرة
[ 1534 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الجبار قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخر العشاء الآخرة

ذكر خبر قد تعلق به بعض من لم يحكم صناعة الحديث فزعم أن تأخير المصطفى صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء كان ذلك في أول الإسلام
[ 1535 ] أخبرنا بن قتيبة اللخمي بعسقلان قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة أن عائشة قالت أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي بصلاة العشاء وهي التي تدعى العتمة فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال عمر بن الخطاب نام النساء والصبيان فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأهل المسجد حين خرج عليهم ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم وذلك قبل أن يفشوا الإسلام في الناس قال بن شهاب وذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وما كان لكم أن تبدروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة وذلك حين صاح عمر بن الخطاب

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم أراد به من أهل الأديان غيركم
[ 1536 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن منصور بن المعتمر عن الحكم بن عتيبة عن نافع عن بن عمر قال مكثنا ذات ليلة ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشاء الآخرة فخرج علينا حين ذهب ثلث الليل أو بعده فقال حين خرج إنكم تنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن تثقل على أمتي لصليت بهم هذه الصلاة هذه الساعة قال ثم أمر المؤذن فأقام ثم صلى

ذكر الخبر الدال على أن تلك الصلاة التي ذكرناها قد أخرها صلى الله عليه وسلم بعد تلك المدة
[ 1537 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت أنهم قالوا لأنس بن مالك هل كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم فقال أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ذات ليلة حتى ذهب شطر الليل ثم جاء فقال إن الناس قد صلوا وإنكم لن تزالوا في الصلاة ما انتظرتم الصلاة قال أنس فكأني أنظر إلى وبيص خاتمه من فضة قال ورفع أنس يده اليسرى

ذكر الوقت الذي كان يستحب المصطفى صلى الله عليه وسلم تأخير صلاة العشاء الآخرة إليه
[ 1538 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثني يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشاء إلى ثلث الليل

ذكر العلة التي من أجلها كان لا يؤخر المصطفى صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء على دائم الأوقات
[ 1539 ] أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشاء إلى ثلث الليل أو شطر الليل

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم شطر الليل أراد نصفه
[ 1540 ] أخبرنا القطان بالرقة حدثنا محمد بن عبد الله بن سابور الرومي حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار حدثنا عبيد الله بن عمر العمري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل أو نصف الليل

ذكر الزجر عن أن تسمى صلاة العشاء الآخرة العتمة
[ 1541 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خلاد الباهلي قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان قال حدثني بن أبي لبيد عن أبي سلمة عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تغلبنكم العراب على اسم صلاتكم العشاء يسمونها العتمة لإعتام الإبل
فصل في الأوقات المنهي عنها

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك إنشاء الصلاة النافلة في أوقات معلومة
[ 1542 ] أخبرنا محمد بن أحمد الشطوي ببغداد قال حدثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي قال حدثنا بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن المقبري عن أبي هريرة قال سأل صفوان بن المعطل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله إني سائلك عن أمر أنت به عالم وأنا به جاهل قال ما هو قال هل من ساعات الليل والنهار ساعة تكره فيها الصلاة قال نعم إذا صليت الصبح فدع الصلاة حتى تطلع الشمس لقرن الشيطان ثم صل والصلاة متقبلة حتى تستوي الشمس على رأسك كالرمح فإذا كانت على رأسك كالرمح فدع الصلاة فإنها الساعة التي تسجر فيها جهنم ويغم فيها زواياها حتى تزيغ فإذا زاغت فالصلاة محضورة متقبلة حتى تصلي العصر ثم دع الصلاة حتى تغرب الشمس

ذكر البيان بأن المرء قد زجر عن الصلاة في وقتين معلومين إلا بمكة
[ 1543 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أحمد بن أبي بكر قال حدثنا مالك عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس
[ 1544 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال القعنبي عن مالك عن محمد بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس

ذكر العلة التي من أجلها نهى عن الصلاة في هذين الوقتين
[ 1545 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا طلع حاجب الشمس فلا تصلوا حتى يبرز ثم صلوا فإذا غاب حاجب الشمس فلا تصلوا حتى تغرب ثم صلوا ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها وإنها تطلع بين قرني شيطان

ذكر البيان بأن هذا العدد المحصور في خبر أبي هريرة لم يرد به النفي عما وراءه
[ 1546 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سعد بن يزيد الفراء قال حدثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر قال ثلاث ساعات كان ينهانا عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن وأن نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس وحين تصوب الشمس لغروبها

ذكر الخبر الدال على أن النهي عن الصلاة في هذه الأوقات لم يرد كل الأوقات المذكورة في الخطاب
[ 1547 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان وشعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن وهب بن الأجدع عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة

ذكر الخبر الدال على أن النهي عن الصلاة في الأوقات التي ذكرناها إنما أريد بها بعض تلك الأوقات لا الكل
[ 1548 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس ولا عند غروبها

ذكر البيان بأن الزجر عن الصلاة بعد العصر والفجر أراد به بعد صلاة العصر وبعد صلاة الفجر
[ 1549 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن معاذ التيمي عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال صلاتان لا صلاة بعدهما صلاة العصر حتى تغرب الشمس وصلاة الصبح حتى تطلع الشمس

ذكر العلة التي من أجلها نهى عن الصلاة في هذين الوقتين
[ 1550 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أحمد بن عيسى المصري قال حدثنا بن وهب عن عياض بن عبد الله القرشي عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي ساعات الليل والنهار ساعة تأمرني أن لا أصلي فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس فإنها تطلع بين قرني الشيطان ثم الصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى ينتصف النهار فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة حتى تميل الشمس فإن حينئذ تسعر جهنم وشدة الحر من فيح جهنم فإذا زالت الشمس فالصلاة محضورة مشهودة متقبلة حتى تصلي العصر فإذا صليت العصر فأقصر عن الصلاة حتى تغيب الشمس فإنها تغيب بين قرني الشيطان ثم الصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى تصلي الصبح

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أبو هريرة
[ 1551 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سعد بن يزيد الفراء أبو الحسن قال حدثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر قال ثلاث ساعات كان ينهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس وحين تصوب الشمس لغروبها

ذكر الخبر الدال على أن هذا الزجر أطلق بلفظة عام مرادها خاص
[ 1552 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد بن بجير قالا حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا بني عبد المطلب إن كان إليكم من الأمر شيء فلا أعرفن أحدا منهم أن يمنع من يصلي عند البيت أي ساعة شاء من ليل أو نهار
[ 1553 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا الزبير حدثه عن بن باباه أنه سمع جبير بن مطعم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار
[ 1554 ] أخبرنا أبو يعلى بالموصل قال حدثنا هارون بن معروف وأبو خيثمة قالا حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير بن مطعم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بني عبد مناف لا تمنعن أحدا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل ونهار

ذكر الخبر الدال على أن المرء لم يزجر عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها كل الصلوات
[ 1555 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن هشام البزار وعبد الواحد بن غياث قالا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نسي صلاة فليصليها إذا ذكرها

ذكر البيان بأن الزجر عن الصلاة في هذه الأوقات التي ذكرناها لم يرد به الفريضة
[ 1556 ] أخبرنا الحسين بن إسحاق الخلال بالكرج قال حدثنا أحمد بن الفرات بن مسعود قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من نسي صلاة أو نام عنها فليصليها إذا ذكرها

ذكر خبر ينفي الريب عن القلوب بأن الزجر عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر لم يرد به الفرائض والفوائت
[ 1557 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار وعن بسر بن سعيد وعن الأعرج يحدثونه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك ركعة من الصبح قبل طلوع الشمس فقد أدرك الصلاة ومن أدرك ركعة من العصر قبل غروب الشمس فقد أدرك الصلاة

ذكر البيان بأن الزجر عن الصلاة بعد العصر لم يرد به كل التطوع
[ 1558 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ستكون أمراء يسيئون الصلاة يخنقونها إلى شرق الموتى فمن أدرك ذلك منكم فليصل الصلاة لوقتها وليجعل صلاته معهم سبحة

ذكر خبر ثان على أن الزجر عن الصلاة بعد العصر لم يرد به صلاة التطوع كلها
[ 1559 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين كل أذانين صلاة لمن شاء بين كل أذانين صلاة لمن شاء وكان بن بريدة يصلي قبل المغرب ركعتين
[ 1560 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا إسماعيل بن علية قال حدثنا سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين كل أذانين صلاة لمن شاء
[ 1561 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن المغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين كل أذانين صلاة لمن شاء ثلاث مرات

ذكر خبر ثالث يصرح بأن الزجر عن الصلاة بعد العصر أريد به بعض ذلك البعد لا الكل
[ 1562 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يعقوب الدورقي قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن وهب بن الأجدع عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلى بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة

ذكر البيان بأن الزجر عن الصلاة بعد الغداة لم يرد به جميع الصلوات
[ 1563 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ووصيف بن عبد الله الحافظ بأنطاكية قالا حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن أبيه عن جده قيس بن قهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ولم يكن ركع ركعتي الفجر فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يركع ركعتي الفجر ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فلم ينكر ذلك عليه

ذكر خبر ثان يصرح بأن الزجر عن الصلاة بعد صلاة الغداة لم يرد به كل الصلوات في جميع الأوقات
[ 1564 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا شعبة قال حدثنا يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في مؤخر الناس فجيء بهما ترتعد فرائصهما فقال لهما ما حملكما على أن لا تصليا معنا قالا يا نبي الله صلينا في رحالنا ثم أقبلنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا صليتما في رحالكما ثم أدركتما الصلاة فصليا فإنها لكما نافلة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه الصلاة لم تكن صلاة الصبح
[ 1565 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال حدثنا هشيم قال أخبرنا يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود العامري عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف من منى فلما قضى صلاته إذا رجلان في آخر الناس لم يصليا فأتي بهما ترتعد فرائصهما فقال لهما ما حملكما على أن لا تصليا معنا قالا يا رسول الله كنا قد صلينا في رحالنا قال فلا تفعلا إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة قال الشيخ قوله فلا تفعلا لفظة زجر مرادها ابتداء أمر مستأنف

ذكر الخبر المفسر للأخبار التي تقدم ذكرنا لها بأن الزجر عن الصلاة في هذه الأوقات إنما زجر عن بعضها دون بعض
[ 1566 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتحر أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس ولا عند غروبها

ذكر خبر ثان يفسر الأخبار المجملة التي تقدم ذكرنا لها
[ 1567 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا يحيى قال حدثنا هشام بن عروة قال حدثني أبي عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا برز حاجب الشمس فامسكوا عن الصلاة حتى يستوي فإذا غاب حاجب الشمس فأمسكوا عن الصلاة حتى تغيب

ذكر خبر فيه كالدليل على صحة ما ذهبنا إليه
[ 1568 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن المقدام بن شريح عن أبيه قال سألت عائشة عن الصلاة بعد العصر فقالت صل إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إذا طلعت الشمس

ذكر العلة التي من أجلها زجر عن صلاة التطوع في هذين الوقتين
[ 1569 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة قال أخبرني أبي عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تغرب بين قرني الشيطان

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أنه يضاد الأخبار التي تقدم ذكرنا لها
[ 1570 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود ومسروق قالا نشهد على عائشة أنها قالت ما من يوم يأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا صلى بعد العصر ركعتين

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أبا إسحاق لم يسمع هذا الخبر من الأسود ومسروق
[ 1571 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثني محمد بن خلاد الباهلي أبو بكر قال حدثنا بهز بن أسد قال حدثنا شعبة قال حدثنا أبو إسحاق قال سمعت الأسود ومسروقا قالا نشهد على عائشة أنها قالت ما كان يومها الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها إلا صلى بعد العصر ركعتين

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رواه إلا أبو إسحاق السبيعي
[ 1572 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا إسحاق بن أبي عمران قال حدثنا خالد بن عبد الله عن المغيرة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أنها قالت أيضرب عليهما ما دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا صلاهما

ذكر دوام المصطفى صلى الله عليه وسلم على الركعتين اللتين ذكرناهما في حياته كلها
[ 1573 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن صالح الدمشقي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر في بيتي حتى فارق الدنيا

ذكر العلة التي من أجلها صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتين الركعتين في ابتداء الأمر
[ 1574 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع قال حدثنا طلحة بن يحيى قال سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم سلمة قالت لما شغل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الركعتين بعد الظهر صلاهما بعد العصر

ذكر وصف الشغل الذي شغل به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الركعتين بعد الظهر حتى صلاهما بعد العصر
[ 1575 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بمال بعد الظهر فقسمه حتى صلى العصر ثم دخل منزل عائشة فصلى الركعتين بعد العصر وقال شغلني هذا المال عن الركعتين بعد الظهر فلم أصلهما حتى كان الآن

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه يضاد خبر سعيد بن جبير الذي ذكرناه
[ 1576 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن كريب مولى بن عباس أن بن عباس وعبد الرحمن بن الأزهر والمسور بن مخرمة أرسلوه إلى عائشة فقالوا اقرأ عليها السلام منا جميعا وسلها عن الركعتين بعد العصر فإنا أخبرنا أنك تصليها وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها قال بن عباس وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها قال كريب فدخلت عليها وبلغتها ما أرسلوني به إلى عائشة فقالت سل أم سلمة فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة فقالت أم سلمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنها ثم رأيته يصليها أما حين صلاها فإنه حين صلى العصر دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاها فأرسلت إليه الجارية فقلت قومي بجنبه فقولي له تقول أم سلمة يا رسول الله إني سمعتك تنهى عن هاتين الركعتين فأراك تصليهما فإن أشار بيده فاستأخري عنه فقالت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه ثم قال يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر أتاني ناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر وهما هاتان

ذكر العلة التي من أجلها داوم صلى الله عليه وسلم على هاتين الركعتين بعد العصر
[ 1577 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الهروي وابن خزيمة قالا حدثنا علي بن حجر قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثنا محمد بن أبي حرملة عن أبي سلمة أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما بعد العصر في بيتها فقالت كان يصليهما بعد الظهر وإنه شغل عنهما فصلاهما بعد العصر ثم أثبتهما وكان إذا صلى صلاة أثبتها قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه عبد الله بن محمد بن هاجك من العباد

ذكر خبر ثان يصرح بصحة العلة التي تقدم ذكرنا لها
[ 1578 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال حدثتني عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وكان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدومها وإن قل كان إذا صلى صلاة داوم عليها يقول أبو سلمة قال الله الذين هم على صلاتهم دائمون قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فإن الله لا يمل حتى تملوا من الألفاظ التي لا يحيط علم المخاطب بها في نفس القصد إلا به

ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الصلاة الفائتة لا تؤدى عند طلوع الشمس حتى تبيض
[ 1579 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعض القوم لو عرست بنا يا رسول الله قال أخاف أن تناموا عن الصلاة فقال بلال أنا أوقظكم فاستند إلى راحلته واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس فقال يا بلال أين ما قلت قال ألقيت علي نومة ما نمت مثلها قط قال قم فأذن الناس بالصلاة فلما طلعت الشمس وابيضت قام فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر البيان بأن هذه الصلاة التي وصفناها صلاها صلى الله عليه وسلم بعدما ذهب وقتها بأذان وإقامة
[ 1580 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن سماك عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال سرنا ذات ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله لو أمسسنا الأرض فنمنا ورعت ركائبنا قال فمن يحرسنا قال قلت أنا فغلبتني عيني فلم يوقظني إلا وقد طلعت الشمس ولم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بكلامنا قال فأمر بلالا فأذن ثم أقام فصلى بنا

ذكر الأمر لمن أدرك ركعة من صلاة الغداة قبل طلوع الشمس أن يصلي إليها أخرى من غير أن يفسد على نفسه صلاته
[ 1581 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا زيد بن أخزم حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا همام عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك ركعة قبل أن تطلع الشمس ثم طلعت الشمس فليصل إليها أخرى

ذكر خبر ثان يصرح بإجازة صلاة من أدرك ركعة منها قبل طلوع الشمس وأخرى بعدها ضد قول من أفسد عليه صلاته
[ 1582 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها ومن أدرك ركعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس وركعة بعد ما تطلع الشمس فقد أدركها

ذكر البيان بأن المدرك ركعة من صلاة العصر قبل غروب الشمس يكون مدركا لصلاة العصر
[ 1583 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بسر بن سعيد وعن الأعرج يحدثونه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر

ذكر البيان بأن العرب تطلق في لغتها اسم الركعة على السجدة
[ 1584 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن عروة بن الزبير حدثه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك من العصر سجدة قبل أن تغرب الشمس أو من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها والسجدة إنما هي الركعة

ذكر البيان بأن المدرك ركعة من صلاة الصبح قبل طلوع الشمس وركعة بعدها يكون مدركا لصلاة الغداة
[ 1585 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها ومن أدرك ركعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس وركعة بعدما تطلع الشمس فقد أدركها

ذكر البيان بأن المدرك ركعة قبل طلوع الشمس من صلاة الغداة عليه إتمام الصلاة بعد طلوع الشمس دون قطعها على نفسه
[ 1586 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أدرك أحدكم أول سجدة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فليتم صلاته وإذا أدرك أول سجدة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته

ذكر ما يجب على المرء إذا انفجر الصبح أن لا يركع إلا ركعتي الفجر
[ 1587 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا غندر عن شعبة عن زيد بن محمد قال سمعت نافعا يحدث عن بن عمر عن حفصة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتي الفجر

ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بالركعتين قبل صلاة المغرب
[ 1588 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثني أبي حدثنا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة أن عبد الله المزني حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قبل المغرب ركعتين ثم قال صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال عند الثالثة لمن شاء خاف أن يحسبها الناس سنة

ذكر البيان بأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يصلون الركعتين قبل المغرب والمصطفى صلى الله عليه وسلم حاضر فلم ينكر عليهم ذلك
[ 1589 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت عمرو بن عامر قال سمعت أنس بن مالك قال إن كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبتدرون السواري حتى يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء
باب الجمع بين الصلاتين
[ 1590 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا قرة بن خالد عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر

ذكر بعض العلة التي من أجلها جمع صلى الله عليه وسلم بين الصلاتين في السفر
[ 1591 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل وأبو عامر العقدي قالا حدثنا قرة بن خالد السدوسي قال حدثنا أبو الزبير قال حدثنا أبو الطفيل قال حدثنا معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع في سفرة سافرها وذلك في غزوة بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء فقلت له فما حمله على ذلك قال أراد أن لا يحرج أمته

ذكر وصف الجمع بين الظهر والعصر للمسافر إذا أراد ذلك
[ 1592 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال أخبرنا المفضل بن فضالة عن عقيل عن بن شهاب أنه حدثه عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما وإذا زاغت قبل أن يرتحل صلى ثم رحل

ذكر وصف الجمع بين المغرب والعشاء إذا أراد المسافر ذلك
[ 1593 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك فكان إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعا وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ثم سار وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب سمعت محمد بن إسحاق الثقفي يقول سمعت قتيبة بن سعيد يقول عليه علامة سبعة من الحفاظ كتبوا عني هذا الحديث أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والحميدي وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة حتى عد سبعة

ذكر الإباحة للمرء أن يعمل العمل اليسير بين الصلاتين إذا أراد الجمع بينهما
[ 1594 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن موسى بن عقبة عن كريب مولى بن عباس عن أسامة بن زيد أنه سمعه يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء فقلت له الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم الصلاة أمامك فركب فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت العشاء فصلاها ولم يصل بينهما

ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد كان يجمع بين الصلاتين في السفر وهو نازل غير سائر ولا راجل
[ 1595 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير عن أبي الطفيل أن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء قال فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي قال فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها قالا نعم فسبهما وقال لهما ما شاء الله أن يقول ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستسقى الناس ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك بك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملىء جنانا

ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الجمع بين الصلاتين في الحضر لغير المعذور مباح
[ 1596 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير أن بن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا في غير خوف ولا سفر قال مالك أرى ذلك في مطر
ذكر الموضع الذي فعل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما وصفنا
[ 1597 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالمدينة سبعا وثمانيا الظهر والعصر والمغرب والعشاء
باب المساجد
[ 1598 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول فقال المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى قال قلت كم كان بينهما قال كان بينهما أربعون سنة وحيث ما أدركتك الصلاة فصل فثم مسجد

ذكر البيان بأن خير البقاع في الدنيا المساجد
[ 1599 ] أخبرنا الفضل بن الحباب بن عمرو القرشي بالبصرة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن بن عمر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي البقاع شر قال لا أدري حتى أسأل جبريل فسأل جبريل فقال لا أدري حتى أسأل ميكائيل فجاء فقال خير البقاع المساجد وشرها الأسواق

ذكر البيان بأن المساجد أحب البلاد إلى الله جل وعلا
[ 1600 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هارون بن سعيد بن الهيثم حدثنا أنس بن عياض حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عبد الرحمن بن مهران مولى أبي هريرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها

ذكر وصف بناء مسجد المدينة الذي بناه المسلمون عند قدومهم إياها
[ 1601 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم حدثني عمي حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن نافع عن بن عمر أخبر أن المسجد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا من لبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر رضى الله تعالى عنه وزاد فيه عمر رضى الله تعالى عنه وبناه على بنيانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا ثم غيره عثمان رضى الله تعالى عنه وزاد فيه زيادة كبيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج

ذكر الإخبار عن جواز اتخاذ المسجد للمسلمين في موضع الكنائس والبيع
[ 1602 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثني عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال خرجنا ستة وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من بني حنيفة والسادس رجل من ضبيعة بن ربيعة حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه وصلينا معه وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا واستوهبناه من فضل طهوره فدعا بماء فتوضأ منه وتمضمض ثم صبه لنا في إداوة ثم قال اذهبوا بهذا الماء فإذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم ثم انضحوا مكانها من هذا الماء واتخذوا مكانها مسجدا فقلنا يا رسول الله البلد بعيد والماء ينشف قال فأمدوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيبا فخرجنا فتشاححنا على حمل الإداوة أينا يحملها فجعلها رسول الله لكل رجل منا يوما وليلة فخرجنا بها حتى قدمنا بلدنا فعملنا الذي أمرنا وراهب ذلك القوم رجل من طيء فناديناه بالصلاة فقال الراهب دعوة حق ثم هرب فلم ير بعد

ذكر الإباحة للمرء أن يعين في بناء المساجد ولو بنفسه
[ 1603 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا حسين بن مهدي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم ضع إزارك على عاتقك من الحجارة قال ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره

ذكر البيان بأن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد المدينة
[ 1604 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن ربيعة بن عثمان حدثني عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد قال اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى فقال أحدهما هو مسجد المدينة وقال الآخر هو مسجد قباء فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال هو مسجدي هذا

ذكر وصف المسجد الذي أسس على التقوى
[ 1605 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا ربيعة بن عثمان قال حدثني عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد قال اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى فقال أحدهما هو مسجد المدينة وقال الآخر هو مسجد قباء فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال هو مسجدي هذا

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن خبر ربيعة بن عثمان الذي ذكرناه معلول
[ 1606 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا الليث بن سعد عن عمران بن أبي أنس عن بن أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد الخدري أنه قال تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى فقال رجل هو مسجد قباء وقال آخر هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مسجدي هذا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه الطريقان جميعا محفوظان

ذكر نظر الله جل وعلا بالرأفة والرحمة إلى الموطن المكان في المسجد للخير والصلاة
[ 1607 ] أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عثمان بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يوطن الرجل المسجد للصلاة أو لذكر الله إلا تبشبش الله به كما يتبشبش أهل الغائب إذا قدم عليهم غائبهم قال أبو حاتم العرب إذا أرادت وصف شيئين متباينين على سبيل التشبيه أطلقتهما معا بلفظ أحدهما وإن كان معناهما في الحقيقة غير سيين كما قال أبو هريرة كان طعامنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسودان التمر والماء فأطلقهما جميعا بلفظ أحدهما عند التثنية وهذا كما قيل عدل العمرين فأطلقا معا بلفظ أحدهما فتبشبش الله جل وعلا لعبده الموطن المكان في المسجد للصلاة والخير إنما هو نظره إليه بالرأفة والرحمة والمحبة لذلك الفعل منه وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم يحكي عن الله تعالى من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا يريد به من تقرب مني شبرا بالطاعة ووسائل الخير تقربت منه ذراعا بالرأفة والرحمة ولهذا نظائر كثيرة سنذكرها في موضعها من هذا الكتاب إن يسر الله ذلك وسهله

ذكر بناء الله جل وعلا بيتا في الجنة لمن بنى مسجدا في الدنيا
[ 1608 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عمر بن الخطاب أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة

ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يبني البيت في الجنة لباني المسجد في الدنيا على قدر صغره وكبره
[ 1609 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أنه سمع عبيد الله الخولاني أنه سمع عثمان بن عفان يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا بنى الله له مثله في الجنة قال بكير حسبت أنه قال يبتغي به وجه الله جل وعلا

ذكر الخبر الدال على أن الله جل وعلا يدخل المرء الجنة ببنيانه موضع السجود في طرق السابلة بحصى يجمعها أو حجارة ينضدها وإن لم يكن بنى المسجد بتمامه
[ 1610 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم حدثنا قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1611 ] أخبرنا الخليل بن محمد البزار بن ابنة تميم بن المنتصر بواسط حدثنا محمد بن حرب النشائي حدثنا محمد بن عبيد عن أخيه يعلى بن عبيد عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة

ذكر الإباحة للمرء إذا كان معذورا أن يتخذ المصلى في بيته لصلواته
[ 1612 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى وأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنها تكون الظلمة والمطر والسيل وأنا رجل ضرير البصر فصل يا رسول الله في بيتي مكانا أتخذه مصلى قال فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أين تحب أن أصلي فأشار له إلى المكان من البيت فصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر الزجر عن تباهي المسلمين في بناء المساجد
[ 1613 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا عفان قال أخبرنا حماد بن سلمة قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتباهى الناس في المساجد

ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل
[ 1614 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد
[ 1615 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرت بتشييد المساجد قال بن عباس لتزخرفنها كما زخرفتها اليهود والنصارى أبو فزارة راشد بن كيسان من ثقات الكوفيين وأثباتهم

ذكر المساجد المستحب للمرء الرحلة إليها
[ 1616 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث بن سعد حدثني أبو الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا والبيت العتيق

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يرد بهذا العدد نفيا عما وراءه
[ 1617 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان حدثنا عبد الملك بن عمير قال سمعت قزعة يقول سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يرد بهذا العدد المذكور في خبر أبي سعيد النفي عما وراءه
[ 1618 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء راكبا وماشيا

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن شد المرء الرحلة إلى مسجد غير المساجد الثلاث التي ذكرناها غير جائز
[ 1619 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا محمد بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى

ذكر فضل الصلاة في المسجد الحرام على الصلاة في مسجد المدينة بمئة صلاة
[ 1620 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبيد بن حساب حدثنا حماد بن زيد عن حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في ذاك أفضل من مائة صلاة في هذا يعني في مسجد المدينة
[ 1621 ] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا كثير بن عبيد المذحجي حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر أنهما سمعا أبا هريرة يقول صلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء وإن مسجده آخر المساجد قال أبو سلمة وأبو عبد الله لم نشك أن أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعنا ذلك أن نستثبت أبا هريرة عن ذلك الحديث حتى إذا توفي أبو هريرة تذاكرنا ذلك وتلاومنا أن لا نكون كلمنا أبا هريرة في ذلك حتى يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان سمعه منه فبينا نحن على ذلك إذ جالسنا عبد الله بن إبراهيم بن قارظ فذكرنا ذلك الحديث والذي فرطنا فيه من نص أبي هريرة فيه فقال لنا عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أشهد أني سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني آخر الأنبياء وإنه آخر المساجد قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم إنه آخر المساجد يريد به آخر المساجد للأنبياء لا أن مسجد المدينة آخر مسجد بني في هذه الدنيا

ذكر الخبر الدال على أن الخارج من بيته يريد مسجد المدينة من أي بلد كان يكتب بإحدى خطوتيه حسنة ويحط عنه بأخرى سيئة إلى أن يرجع إلى بلده
[ 1622 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد ويزيد بن هارون قالا أخبرنا بن أبي ذئب عن الأسود بن العلاء بن جارية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجدي فرجل تكتب له حسنة ورجل تحط عنه سيئة حتى يرجع

ذكر تضعيف صلاة المصلي في مسجد المدينة على غيره من المساجد
[ 1623 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قزعة عن أبي سعيد الخدري قال ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقال أين تريد قال أريد بيت المقدس فقال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في هذا المسجد أفضل من مائة صلاة في غيره إلا المسجد الحرام

ذكر فضل الصلاة في مسجد المدينة على غيره من المساجد بمئة صلاة خلا المسجد الحرام
[ 1624 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قزعة عن أبي سعيد الخدري قال ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقال أين تريد قال أريد بيت المقدس فقال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في هذا المسجد أفضل من مائة صلاة في غيره إلا المسجد الحرام قال عثمان سألني أحمد بن حنبل عنه

ذكر البيان بأن هذا الفضل بهذا العدد لم يرد به صلى الله عليه وسلم نفيا عما وراء هذا العدد المذكور
[ 1625 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان والحسين بن إدريس الأنصاري قالا أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن رباح وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام

ذكر إثبات الخير للمصلي في مسجد قباء يريد به الله والدار الآخرة
[ 1626 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد عن أنيس بن أبي يحيى حدثني أبي قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول إن رجلا من بني عمرو بن عوف ورجلا من بني خدرة امتريا في المسجد الذي أسس على التقوى فقال الخدري هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال العمري هو مسجد قباء قال فخرجا حتى جاءا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك فقال هو هذا المسجد مسجد رسول الله وفي ذلك خير كثير

ذكر تفضل الله جل وعلا على المصلي في مسجد قباء بكتبه أجر عمرة له بصلاته تلك
[ 1627 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا شبابة حدثنا عاصم بن سويد حدثني داود بن إسماعيل الأنصاري عن بن عمر أنه شهد جنازة بالأوساط في دار سعد بن عبادة فأقبل ماشيا إلى بني عمرو بن عوف بفناء بني الحارث بن الخزرج فقيل له أين تؤم يا أبا عبد الرحمن قال أؤم هذا المسجد في بني عمرو بن عوف فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى فيه كان كعدل عمرة

ذكر كثرة زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم قباء على الأحوال
[ 1628 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني حدثنا أحمد بن منيع حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا أيوب عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور قباء ماشيا وراكبا

ذكر ما يستحب للمرء أن يأتي مسجد قباء للصلاة فيه
[ 1629 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا الحسن بن صالح بن حي عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1630 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي قباء ماشيا وراكبا

ذكر خبر يخالف في الظاهر الفعل الذي ذكرناه
[ 1631 ] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا كثير بن عبيد قال حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الرحلة إلى ثلاثة مساجد إلى مسجد الحرام ومسجدكم هذا وإيلياء

ذكر اليوم الذي يستحب إتيان مسجد قباء لمن أراده
[ 1632 ] أخبرنا الحسن بن سفيان بخبر غريب قال حدثنا هشام بن عمار حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء كل يوم سبت

ذكر رجاء خروج المصلي في المسجد الأقصى من ذنوبه كيوم ولدته أمه
[ 1633 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان سليمان بن داود سأل الله تبارك وتعالى ثلاثا فأعطاه اثنتين وأرجو ان يكون قد أعطاه الثالثة سأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه وسأله حكما يواطىء حكمه فأعطاه إياه وسأله من أتى هذا البيت يريد بيت المقدس لا يريد إلا الصلاة فيه أن يخرج منه كيوم ولدته أمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرجو أن يكون قد أعطاه الثالث

ذكر الأمر بتنظيف المساجد وتطييبها
[ 1634 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو كريب حدثنا الحسين بن علي عن زائدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تطيب وتنظف

ذكر الزجر للمرء أن يتنخم في المسجد من غير أن يدفن نخامته
[ 1635 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد وعبد الواحد بن غياث قالا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النخامة في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها

ذكر إيذاء الله جل وعلا بمن بصق في قبلة المسجد
[ 1636 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة الجذامي حدثه عن صالح بن خيوان عن السائب بن خلاد أن رجلا أم قوما فبصق في القبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ لا يصلي لكم فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم وحسبت أنه قال إنك آذيت الله

ذكر الإخبار عن كفارة الخطيئة التي تكتب لمن بصق في المسجد
[ 1637 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها

ذكر مجيء من بصق في القبلة يوم القيامة وبصقته تلك في وجهه
[ 1638 ] أخبرنا عبد الرحمن بن زياد الكناني بالأبلة قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا شبابة قال حدثنا عاصم بن محمد عن محمد بن سوقة عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم وهي في وجهه أراد به بين عينيه
[ 1639 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا جرير عن أبي إسحاق الشيباني عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفلته بين عينيه

ذكر البيان بأن النخاعة في المسجد من مساويء أعمال بني آدم في القيامة
[ 1640 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت هشاما عن واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عرضت علي أمتي بأعمالها حسنة وسيئة فرأيت في محاسن أعمالهم الأذى يماط عن الطريق ورأيت في مساويء أعمالهم النخاعة في المسجد لا تدفن

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم رأى في أعمال أمته حيث عرضت عليه المحقرات كما رأى العظائم منها
[ 1641 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق ووجدت في مساويء أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تدفن

ذكر تفضل الله جل وعلا بكتبه الصدقة للدافن النخامة إذا رآها في المسجد
[ 1642 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق سمعت أبي يقول أخبرنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنسان ستون وثلاث مائة مفصل عليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة قالوا ومن يطيق ذلك يا رسول الله قال النخاعة تراها في المسجد فتدفنها أو الشيء تنحيه عن الطريق فإن لم تجد فركعتا الضحى تجزيانك قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذه سنة تفرد بها أهل مرو والبصرة

ذكر الزجر عن أن يحضر آكل الشجرة الخبيثة ثلاثة أيام المساجد
[ 1643 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق قال حدثنا جرير عن الشيباني عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا ثلاثا قال إسحاق يعني الثوم

ذكر الزجر عن إتيان المساجد لآكل الثوم والبصل والكراث إلى أن تذهب رائحتها
[ 1644 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال حدثنا عقبة بن مكرم قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا بن جريج قال حدثنا عطاء عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه البقلة الثوم والبصل والكراث فلا يغشنا في مساجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس
[ 1645 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه الشجرة فلا يؤذينا في مجالسنا يعني الثوم

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم في مجالسنا أراد به مساجدنا
[ 1646 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا المفضل بن فضالة عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الكراث فلم ينتهوا ثم لم يجدوا بدا من أكلها فوجد ريحها فقال ألم أنهكم عن هذه البقلة الخبيثة أو المنتنة من أكلها فلا يغشنا في مساجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان

ذكر الأمر لمن مر في المسجد بأسهم أن يقبض على نصولها
[ 1647 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا سفيان قال قلت لعمرو بن دينار يا أبا محمد أسمعت جابرا يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل مر بأسهم في المسجد أمسك بنصولها قال نعم

ذكر البيان بأن هذا الرجل إنما مر في المسجد بالأسهم ليتصدق بها
[ 1648 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر رجلا كان يتصدق بالنبل في المسجد أن لا يمر بها إلا وهو آخذ بنصولها

ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
[ 1649 ] أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك بن عبيد الله بن مسرح بحران قال حدثنا عمي الوليد بن عبد الملك قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا بريد قال حدثنا أبو بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر أحدكم في أسواقنا أو مسجدنا بنبل فليمسك على نصولها لئلا يصيب أحدا من المسلمين

ذكر الزجر عن البيع والشراء في المساجد إذ البيع لا يكاد يخلو من الرفث فيه
[ 1650 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا النفيلي قال حدثنا الدراوردي قال أخبرني يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يبيع ويشتري في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك

ذكر الزجر عن رفع الأصوات في المساجد لأجل شيء من أسباب هذه الدنيا الفانية
[ 1651 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا المقرىء قال أخبرني حيوة بن شريح قال سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول حدثني أبو عبد الله مولى شداد بن الهاد أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا أداها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا
[ 1652 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من دعا إلى الجمل الحمر فقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم لا وجدت إنما بينت المساجد لما بنيت له قال أبو حاتم أضمر فيه لا وجدت إن عدت لهذا الفعل بعد نهيي إياك عنه
[ 1653 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن عمر مر بحسبان بن ثابت وهو ينشد في المسجد شعرا فلحظ إليه فقال لقد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال نشدتك بالله أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أجب عني اللهم أيده بروح القدس قال نعم قال أبو حاتم الأمر بالذب عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر مخرجه الخصوص قصد به حسان بن ثابت والمراد منه إيجابه على كل من فيه آلة الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب والزور وما يؤدي إلى قدحه لأن فيه قيام الإسلام ومنع الدين عن الانثلام

ذكر الزجر عن ترك اجتماع الناس في المسجد في المجلس الواحد إذا أرادوا تعلم العلم أو درسه
[ 1654 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا المؤمل بن إسماعيل قال حدثنا الثوري عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم في المسجد جلوس حلقا فقال ما لي أراكم عزين

ذكر إباحة الأخبية للنساء في المسجد
[ 1655 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبيد بن إسماعيل الهباري قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن وليدة كانت من العرب فأعتقوها فكانت معهم فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور قالت فوضعته فمرت به حدياة وهو ملقى فحسبته لحما فخطفته قالت فالتمسوه فلم يجدوه قالت فاتهموني به فقطعوا بي يفتشوني ففتشوا حتى فتشوا قبلها قالت فوالله إني لقائمة معهم إذا مرت الحدياة فألقته فوقع بينهم قالت فقلت هذا الذي اتهمتموني به زعمتم وأنا منه بريئة وهو ذا هو قالت فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت قالت عائشة وكان لها خباء في المسجد قالت فكانت تأتيني فتتحدث عندي قالت لا تجلس عندي مجلسا إلا قالت ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني قالت عائشة فقلت لها ما شأنك لا تقعدين معي مقعدا إلا قلت هذا قالت فحدثتني بهذا الحديث

ذكر الإباحة للعزب أن ينام في مسجد الجماعات
[ 1656 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر قال قال بن عمر كنت أبيت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت فتى شابا عزبا وكانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد فلم يكونوا يرشون شيئا من ذلك قال أبو حاتم قول بن عمر وكانت الكلاب تبول يريد به خارجا من المسجد وتقبل وتدبر في المسجد فلم يكن يرشون بمرورها في المسجد شيئا

ذكر الإباحة للمرء أكل الخبز واللحم في المساجد
[ 1657 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث قال حدثنا سليمان بن زياد الحضرمي أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء يقول كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الخبز اللحم ثم نصلي ولا نتوضأ
باب الأذان
[ 1658 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلينا سألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فقال ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني أصلي لفظة أمر تشتمل على كل شيء كان يستعمله صلى الله عليه وسلم في صلاته فما كان من تلك الأشياء خصه الإجماع أو الخبر بالنفل فهو لا حرج على تاركه في صلاته وما لم يخصه الإجماع أو الخبر بالنفل فهو أمر حتم على المخاطبين كافة لا يجوز تركه بحال

ذكر الترغيب في الأذان بالاستهام عليه
[ 1659 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من المواظبة على التأذين ولا سيما إذا كان وحده في شواهق الجبال وبطون الأودية
[ 1660 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يعجب ربك من راعي غنم في رأس الشظية للجبل يؤذن للصلاة ويصلي فيقول الله انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم للصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة

ذكر شهادة الجن والإنس والأشياء للمؤذن يوم القيامة بأذانه في الدنيا
[ 1661 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك وباديتك وأذنت في الصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد الخدري سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر تباعد الشيطان عند سماع النداء والإقامة
[ 1662 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله ضراط فإذا سكت أقبل فإذا ثوب أدبر وله ضراط فإذا سكت أقبل يخطر بين المرء ونفسه حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى فإذا صلى أحدكم فوجد ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس

ذكر البيان بأن الشيطان إذا تباعد إنما يتباعد عند الأذان بحيث لا يسمعه
[ 1663 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي التأذين أقبل حتى إذا ثوب بها أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى

ذكر قدر تباعد الشيطان عند النداء بالإقامة
[ 1664 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء قال سليمان فسألته عن الروحاء فقال هي من المدينة على سبعة وثلاثين ميلا

ذكر إثبات الفطرة للمؤذن بتكبيرة وخروجه من النار بشهادته لله بالوحدانية
[ 1665 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حسين بن معاذ بن خليف حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى حدثنا حميد الطويل عن قتادة عن أنس بن مالك قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا وهو في مسير له يقول الله أكبر الله أكبر فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم على الفطرة ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم على النار فابتدرناه فإذا هو صاحب ماشية أدركته الصلاة فنادى بها

ذكر مغفرة الله جل وعلا للمؤذن مدى صوته بأذانه
[ 1666 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة عن موسى بن أبي عثمان سمعت أبا يحيى يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرين حسنة ويكفر عنه ما بينهما قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو يحيى هذا اسمه سمعان مولى أسلم من أهل المدينة والد أنيس ومحمد ابني أبي يحيى الأسلمي من جلة التابعين وابن ابنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى تالف في الروايات وموسى بن أبي عثمان من سادات أهل الكوفة وعبادهم واسم أبيه عمران

ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يغفر للمؤذن ويدخله الجنة بأذانه إذا كان ذلك على يقين منه
[ 1667 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله الأشج عن علي بن خالد الدؤلي أن النضر بن سفيان الدؤلي حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلعات النخل فقام بلال ينادي فلما سكت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال مثل ما قال هذا يقينا دخل الجنة

ذكر الخبر الدال على أن المؤذن يكون له كأجر من صلى بأذانه
[ 1668 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن خازم حدثنا الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الأنصاري قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله إني أبدع بي فاحملني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عندي فقال رجل أنا أدله على من يحمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله قال أبو حاتم قوله أبدع بي يريد قطع بي عن الركوب لأن رواحلي كلت وعرجت

ذكر تأمل المؤذنين طول الثواب في القيامة بأذانهم في الدنيا
[ 1669 ] أخبرنا محمد بن عمرو بن يوسف أبو حمزة بنسا حدثنا بندار أخبرنا أبو عامر حدثنا سفيان عن طلحة بن يحيى عن عيسى بن طلحة سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به معاوية بن أبي سفيان
[ 1670 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن منصور عن عباد بن أنيس عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة قال أبو حاتم العرب تصف باذل الشيء الكثير بطول اليد ومتأمل الشيء الكثير بطول العنق فقوله صلى الله عليه وسلم المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة يريد أطولهم أعناقا لتأمل الثواب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه أسرعكن بي لحوقا أطولكن يدا فكانت سودة أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحقت به وكانت أكثرهن صدقة وليس يريد بقوله صلى الله عليه وسلم هذا أن المؤذنين هم أكثر الناس تأملا للثواب في القيامة وهذا مما نقول في كتبنا إن العرب تذكر الشيء في لغتها بذكر الحذف عنه ما عليه معوله فأراد صلى الله عليه وسلم بقوله أطول الناس أعناقا أي من أطول الناس أعناقا فحذف من من الخبر كما قال صلى الله عليه وسلم يحكي عن الله جل وعلا أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا أي من أقوام أحبهم وهؤلاء منهم وهذا باب طويل سنذكره في موضعه من هذا الكتاب في القسم الثالث من أقسام السنن إن قضى الله ذلك وشاءه

ذكر إثبات عفو الله جلا وعلا عن المؤذنين
[ 1671 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا بن وهب عن حيوة بن شريح عن نافع بن سليمان أن محمد بن أبي صالح أخبره عن أبيه أنه سمع عائشة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فارشد الله الأئمة وعفا عن المؤذنين قال أبو حاتم سمع هذا الخبر أبو صالح السمان عن عائشة على حسب ما ذكرناه وسمعه من أبي هريرة مرفوعا فمرة حدث به عن عائشة وأخرى عن أبي هريرة وتارة وقفه عليه ولم يرفعه وأما الأعمش فإنه سمعه من أبي صالح عن أبي هريرة موقوفا وسمعه من أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وقد وهم من أدخل بين سهيل وأبيه فيه الأعمش لأن الأعمش سمعه من سهيل لا أن سهيلا سمعه من الأعمش

ذكر إثبات الغفران للمؤذن بأذانه
[ 1672 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين قال أبو حاتم الفرق بين العفو والغفران أن العفو قد يكون من الرب جل وعلا لمن استوجب النار من عباده قبل تعذيبه إياهم نعوذ بالله منه وقد يكون ذلك بعد تعذيبه إياهم الشيء اليسير ثم يتفضل عليهم جل وعلا بالعفو إما من حيث يريد أن يتفضل وإما بشفاعة شافع والغفران هو الرضا نفسه ولا يكون الغفران منه جل وعلا لمن استوجب النيران بفضله إلا وهو يتفضل عليهم بأن لا يدخلهم إياها بحيله

ذكر وصف الأذان الذي كان يؤذن به في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 1673 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن بن أبي ذئب عن الزهري عن السائب بن يزيد قال كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر مرتين مرتين فلما كان عثمان كثر الناس فأمرنا مناديا ينادي على الزوراء

ذكر وصف الإقامة التي كان يقام بها الصلاة في أيام المصطفى صلى الله عليه وسلم
[ 1674 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت أبا جعفر يحدث عن مسلم أبي المثنى عن بن عمر قال إنما كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين والإقامة مرة غير أنه يقول قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة فإذا سمعنا الإقامة توضأنا ثم جئنا إلى الصلاة
[ 1675 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أنبأنا شعبة عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه ما روى هذا عن بن كثير من حديث شعبة ثقة غير محمد بن أيوب الرازي وأبي خليفة

ذكر البيان بأن قول أنس أمر بلال أراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره
[ 1676 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة

ذكر البيان بأن إفراد الإقامة إنما يكون خلا قوله قد قامت الصلاة
[ 1677 ] أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بنسا قال حدثنا محمد بن إسماعيل الجعفي قال حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثنا أبو جعفر قال سمعت أبا المثنى قال سمعت بن عمر يقول كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى والإقامة واحدة غير أنه يقول قد قامت الصلاة مرتين قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو جعفر هذا هو إمام مسجد الأنصار بالكوفة اسمه محمد بن مسلم بن مهران بن المثنى وأبو المثنى اسمه مسلم بن المثنى

ذكر الخبر الدال على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الآمر لبلال تثنية الأذان وإفراد الإقامة لا غيره
[ 1678 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت خالدا الحذاء عن أبي قلابة عن أنس أنه حدث أنهم التمسوا شيئا يؤذنون به علما للصلاة فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة

ذكر الخبر المصرح بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بلالا بتثنية الأذان وإفراد الإقامة لا معاوية كما توهم من جهل صناعة الحديث فحرف الخبر عن جهته
[ 1679 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثنا محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال حدثني أبي عبد الله بن زيد قال لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالناقوس ليضرب به ليجتمع الناس إلى الصلاة أطاف بي من الليل وأنا نائم رجل عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله فقلت يا عبد الله أتبيع الناقوس قال فما تصنع به قلت أدعو به إلى الصلاة قال أفلا أدلك على خير من ذلك قلت بلى قال إذا أردت أن تؤذن تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم استأخر غير بعيد ثم قال تقول إذا أقمت الصلاة الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال إنها لرؤيا حق إن شاء الله قم فألق على بلال ما رأيت فليؤذن فإنه أندى صوتا فقمت مع بلال فجعلت ألقي عليه ويؤذن بذلك فسمع عمر صوته وهو في بيته على الزوراء فقام يجر رداءه يقول والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق لأريت مثل ما رأى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد

ذكر الأمر بالترجيع بالأذان ضد قوله من كرهه
[ 1680 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بكر قال أخبرنا بن جريج قال أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره وكان يتيما في حجر أبي محذورة حين جهزه إلى الشام قال قلت لأبي محذورة إني أريد أن أخرج إلى الشام وإني أسأل عن تأذينك فأخبرني قال خرجت في نفر فكنا في بعض طريق حنين مقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الطريق فأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا الصوت ونحن متنكبون عن الطريق فصرخنا نستهزىء نحكيه فسمع الصوت فقال أيكم يعرف هذا الذي أسمع الصوت قال فجيء بنا فوقفنا بين يديه فقال أيكم صاحب الصوت قال فأشار القوم كلهم إلي قال فأرسلهم وحبسني عنده ولا شيء أكره إلى مما يأمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني بالأذان وألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي نفسه الأذان فقال قل الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال لي ارجع وامدد صوتك قال أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فلما فرغ من التأذين دعاني فأعطاني صرة فيها شيء من فضة وقال اللهم بارك فيه وبارك عليه قال فقلت يا رسول الله مرني بالتأذين قال قد أمرتك به قال فعاد كل شيء من الكراهية في القلب إلى المحبة فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أأذن بمكة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن جريج وأخبرني غير واحد من أهلي خبر بن محيريز هذا عن أبي محذورة

ذكر الأمر بالترجيع في الأذان والتثنية في الإقامة إذ هما من اختلاف المباح
[ 1681 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا همام عن عامر الأحول أن مكحولا حدثه أن عبد الله بن محيريز حدثه أن أبا محذورة حدثه قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة الأذان الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والإقامة الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله

ذكر البيان بأن المؤذن إذا رجع في أذانه يجب أن يخفض صوته بالشهادتين الأوليين ويرفع صوته فيما قبلهما وفيما بعدهما
[ 1682 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا الحارث بن عبيد عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمني سنة الأذان قال فمسح مقدم رأسي وقال تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ورفع بها صوته ثم تقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله واخفض بها صوتك ثم ترفع صوتك بالشهادة أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله مرتين وحي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح فإن كانت صلاة الصبح قلت الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله

ذكر ما يقول المرء عند سماع الأذان بالصلاة
[ 1683 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سهل بن عثمان العسكري قال حدثنا حفص بن غياث قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن قال وأنا وأنا

ذكر وصف قوله صلى الله عليه وسلم وأنا وأنا
[ 1684 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني محمد بن إبراهيم قال حدثني عيسى بن طلحة قال كنا عند معاوية إذ سمع المنادي يقول الله أكبر الله أكبر فقال معاوية الله أكبر فلما قال أشهد أن لا إله إلا الله قال معاوية وأنا أشهد فلما قال أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنا أشهد ثم قال معاوية هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

ذكر إيجاب دخول الجنة لمن قال مثل ما يقول المؤذن في أذانه
[ 1685 ] أخبرنا محمد بن يزيد الزرقي بطرسوس وابن بجير ومحمد بن إسحاق بن خزيمة قالوا حدثنا العباس بن عبد العظيم قال حدثنا محمد بن جهضم قال أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن عمارة بن غزية عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبيه عن جده عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر وقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله قال لا إله إلا الله دخل الجنة

ذكر الأمر لمن سمع الأذان أن يقول كما يقول المؤذن
[ 1686 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي عن مالك عن بن شهاب عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم كما يقول أراد به بعض الأذان لا الكل
[ 1687 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثني أبي عن جدي قال كنت عند معاوية فقال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال معاوية الله أكبر الله أكبر فقال أشهد أن لا إله إلا الله فقال معاوية أشهد أن لا إله إلا الله فقال أشهد أن محمدا رسول الله فقال معاوية أشهد أن محمدا رسول الله فقال حي على الصلاة فقال معاوية لا حول ولا قوة إلا بالله فقال حي على الفلاح فقال معاوية لا حول ولا قوة إلا بالله فقال الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال معاوية الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم قال هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

ذكر البيان بأن المرء إذا سمع الأذان يستحب له أن يقول كما يقول المؤذن خلا قوله حي على الصلاة حي على الفلاح
[ 1688 ] أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة قال حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مجمع بن يحيى قال جلست إلى أبي أمامة بن سهل فجاء المؤذن فقال الله أكبر الله أكبر فقال أبو أمامة مثل ذلك فقال أشهد أن لا إله إلا الله فقال أبو أمامة مثل ذلك فقال أشهد أن محمدا رسول الله فقال أبو أمامة مثل ذلك ثم التفت إلي فقال هكذا حدثني معاوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر إيجاب الشفاعة في يوم القيامة لمن سأل الله جل وعلا لصفيه صلى الله عليه وسلم المقام المحمود عند الأذان يسمعه
[ 1689 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا علي بن عياش قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة

ذكر إيجاب الشفاعة في القيامة لمن سأل الله جل وعلا لنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم الوسيلة في الجنان عند الأذان يسمعه
[ 1690 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة بن شريح قال أخبرني كعب بن علقمة أنه سمع عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن عبد الله بن عمرو أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه وسلم عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها مرتبة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة

ذكر البيان بأن العرب تذكر في لغتها عليه بمعنى له وله بمعنى عليه
[ 1691 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا المقرىء قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال حدثنا كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم المؤذن فقولوا كما يقول وصلوا علي فإنه ليس أحد يصلي علي صلاة إلا صلى الله عليه وسلم عشرا وسلوا لي الوسيلة فإن الوسيلة منزلة في الجنة ولا تنبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ومن سألها لي حلت له شفاعتي يوم القيامة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عبد الرحمن بن جبير لم يسمع من عبد الله بن عمرو هذا الحديث
[ 1692 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا المقرىء حدثنا حيوة بن شريح أخبرني كعب بن علقمة أنه سمع عبد الرحمن بن جبير بن نفير أنه سمع عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه وسلم عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة

ذكر مغفرة الله جل وعلا لمن شهد الله بالوحدانية ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة ورضاه بالله وبالنبي والإسلام عند الأذان يسمعه
[ 1693 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن الحكيم بن عبد الله بن قيس عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا غفر له ما تقدم من ذنبه

ذكر إثبات طعم الإيمان لمن قال ما وصفنا عند الأذان يسمعه معتقدا لما يقول
[ 1694 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا

ذكر رجاء استجابة الدعاء لمن قال مثل ما يقول المؤذن إذا سمعه
[ 1695 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وهب عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن رجلا قال يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه

ذكر استحباب الإكثار من الدعاء بين الأذان والإقامة إذ الدعاء بينهما لا يرد
[ 1696 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم السلولي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء بين الأذان والإقامة يستجاب فادعوا
باب شروط الصلاة
[ 1697 ] أخبرنا الفضل بن حباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا أبو عوانة عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلنا على الناس بثلاث جعلت الأرض كلها مسجدا وجعل تربتها لنا طهورا وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وأوتيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطه أحد قبلي ولا يعطى أحد بعدي

ذكر وصف التخصيص الأول الذي يخص عموم تلك اللفظة التي تقدم ذكرنا لها
[ 1698 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان حدثنا سهل بن عثمان العسكري وأبو موسى الزمن قالا حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى بين القبور

ذكر التخصيص الثاني الذي يخص عموم اللفظة التي ذكرناها قبل
[ 1699 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عمرو بن يحيى الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة

ذكر التخصيص الثالث الذي يخص عموم قوله صلى الله عليه وسلم جعلت الأرض كلها مسجدا
[ 1700 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا هشام حدثنا محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل
[ 1701 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا هشام قال حدثنا محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن الزجر عن الصلاة في أعطان الإبل إنما زجر لأنها من الشياطين خلقت
[ 1702 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا هشيم قال أخبرنا يونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في معاطن الإبل فإنها خلقت من الشياطين قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فإنها خلقت من الشياطين أراد به أن معها الشياطين وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم فليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنه شيطان ثم قال في خبر صدقة بن يسار عن بن عمر فليقاتله فإن معه القرين

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فإنها خلقت من الشياطين لفظة أطلقها على المجاورة لا على الحقيقة
[ 1703 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا أسامة بن زيد أن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي حدثه أن أباه حمزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهر كل بعير شيطان فإذا ركبتموها فسموا الله ولا تقصروا عن حاجاتكم

ذكر خبر ثان يصرح بأن الزجر عن الصلاة في أعطان الإبل لم يكن ذلك لأجل كون الشيطان فيها
[ 1704 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب عن سعيد بن يسار أنه قال كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت فقال أليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة فقلت بلى والله قال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه لو كان الزجر عن الصلاة في أعطان الإبل لأجل أنها خلقت من الشياطين لم يصل صلى الله عليه وسلم على البعير إذ محال أن لا تجوز الصلاة في المواضع التي قد يكون فيها الشيطان ثم تجوز الصلاة على الشيطان نفسه بل معنى قوله صلى الله عليه وسلم إنها خلقت من الشياطين أراد به أن معها الشياطين على سبيل المجاورة والقرب

ذكر نفي قبول الصلاة بغير وضوء لمن أحدث
[ 1705 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن قتادة قال سمعت أبا المليح يحدث عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي الصلوات الخمس بوضوء واحد ما لم يحدث بينها
[ 1706 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا مجاهد بن موسى قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه وصلى الصلوات كلها بوضوء واحد

ذكر الوقت الذي صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه الصلوات الخمس بوضوء واحد
[ 1707 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن محارب بن دثار عن بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة فلما كان يوم فتح مكة صلى الصلوات كلها بوضوء واحد

ذكر السبب الذي من أجله فعل صلى الله عليه وسلم ما وصفنا
[ 1708 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو قديد عبيد الله بن فضالة قال حدثنا محمد بن يوسف وقبيصة بن عقبة قالا حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات كلها يوم فتح مكة بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال له عمر إني رأيتك اليوم صنعت شيئا لم تكن تصنعه قبل اليوم قال عمدا فعلت يا عمر

ذكر الإباحة للمعدم الماء والصعيد معا أن يصلي من غير وضوء ولا تيمم
[ 1709 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها استعارت قلادة من أسماء فهلكت فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبها وأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه قال فنزلت آية التيمم فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل فيه للمسلمين بركة

ذكر الأمر بتغطية فخذه إذ الفخذ عورة
[ 1710 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف قال حدثنا أبو عاصم عن سفيان عن أبي الزناد عن زرعة بن عبد الرحمن عن جده جرهد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وقد كشف فخذه فقال غطها فإنها عورة

ذكر الزجر عن أن تصلي الحرة البالغة من غير خمار يكون على رأسها
[ 1711 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن بن سيرين عن صفية بنت الحارث عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار
[ 1712 ] حدثناه بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي بإسناد مثله وقال صلاة امرأة حائض إلا بخمار

ذكر الأمر بالصلاة في ثوبين إذا قصد المصلي أداء فرضه
[ 1713 ] أخبرنا الحسن حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن توبة العنبري سمع نافعا عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فليتزر وليرتد

ذكر البيان بأن الأمر بالصلاة في ثوبين إنما أمر لمن وسع الله عليه وإن كانت الصلاة في ثوب واحد مجزئة
[ 1714 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيصلي أحدنا في الثوب الواحد قال إذا وسع الله عليكم فأوسعوا على أنفسكم جمع رجل عليه ثيابه صلى رجل في إزار ورداء في إزار وقميص في إزار وقباء في سراويل وقميص في سراويل ورداء في سراويل وقباء في تبان وقميص في تبان وقباء قال وأحسبه قال في تبان ورداء
[ 1715 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار أن بن عمر قال بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة

ذكر القدر الذي صلى فيه المسلمون إلى بيت المقدس قبل الأمر باستقبال الكعبة
[ 1716 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله جل وعلا { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام } فمر رجل على قوم من الأنصار وهم ركوع فقال هو يشهد أنه قد صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه وجه إلى الكعبة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه صلى المسلمون إلى بيت المقدس بعد قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة سبعة عشرا شهرا وثلاثة أيام سواء وذلك أن قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة كان يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول وأمره الله جل وعلا باستقبال الكعبة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان فذلك ما وصفت على صحة ما ذكرت

ذكر تسمية الله جل وعلا صلاة من صلى إلى بيت المقدس في تلك المدة إيمانا
[ 1717 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال لما وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا كيف بمن مات من إخواننا وهم يصلون نحو بيت المقدس فأنزل الله جل وعلا وما كان الله ليضيع إيمانكم

ذكر لفظة قد توهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الصلاة بلا نية جائزة
[ 1718 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان قال حدثنا عبد الله عن شعبة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال أوصاني خليلي بثلاث اسمع وأطع ولو لعبد مجدع الأطراف وإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر إلى أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه بمعروف وصل الصلاة لوقتها فإن وجدت الإمام قد صلى فقد أحرزت صلاتك وإلا فهي نافلة

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم وإلا فهي نافلة أراد به الصلاة الثانية لا الأولى
[ 1719 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا مرحوم بن عبد العزيز القرشي قال حدثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم صل الصلاة لوقتها فإن أتيت القوم وقد صلوا كنت قد أحرزت صلاتك وإن لم يكونوا صلوا صليت معهم وكانت لك نافلة
باب فضل الصلوات الخمس

ذكر فتح أبواب السماء عند دخول أوقات الصلوات المفروضات
[ 1720 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء عند حضور الصلاة وعند الصف في سبيل الله
ذكر إثبات الإيمان للمحافظ على الصلوات
[ 1721 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا عليه بالإيمان قال الله جل وعلا إنما مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر قال أبو حاتم دراج هذا من أهل مصر اسمه عبد الرحمن بن السمح وكنيته أبو السمح وأبو الهيثم هذا اسمه سليمان بن عمرو العتواري من ثقات أهل فلسطين وقوله عليه بمعنى له

ذكر الخبر الدال على أن الصلاة الفريضة أفضل من الجهاد الفريضة
[ 1722 ] أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا أبو الظاهر بن السرح حدثنا بن وهب أخبرني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن أفضل الأعمال قال فقال رسول الله الصلاة قال ثم مه قال ثم الصلاة قال ثم مه قال ثم الصلاة ثلاث مرات قال ثم مه قال ثم الجهاد في سبيل الله قال فإن لي والدين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمرك بوالديك خيرا فقال والذي بعثك نبيا لأجاهدن ولأتركنهما قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت أعلم

ذكر البيان بأن الصلاة قربان للعبيد يتقربون بها إلى بارئهم جل وعلا
[ 1723 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا كعب بن عجرة أعيذك بالله من إمارة السفهاء إنها ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصوم جنة والصدقة تطفيء الخطية كما يطفئ الماء النار والناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتق رقبته وموبقها يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم ليس مني ولست منه يريد ليس مثلي ولست مثله في ذلك الفعل والعمل وهذه لفظة مستعملة لأهل الحجاز وقوله لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت يريد به جنة دون جنة لأنها جنان كثيرة وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة ولد الزنى ولا يدخل العاق الجنة ولا منان يريد جنة دون جنة وهذا باب طويل سنذكره فيما بعد من هذا الكتاب إن قضى الله ذلك وشاء

ذكر إثبات الفلاح لمصلي الصلوات الخمس
[ 1724 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة قال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام شهر رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق

ذكر تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم مصلي الصلوات الخمس بالمغتسل في نهر جار
[ 1725 ] أخبرنا محمد بن محمود بن عدي حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات المكتوبات كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به الأعمش
[ 1726 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد بتستر حدثنا قتيبة حدثنا بكر بن مضر عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ما تقولون هل يبقي من درنه شيئا قالوا لا يبقى من درنه شيء قال ذلك مثل الصوات الخمس يمحو الله به الخطايا
ذكر تكفير الصلوات الخمس الحد عن مرتكبه
[ 1727 ] أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني شداد أبو عمار حدثني واثلة بن الأسقع قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال فأعرض عنه ثم قال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي فأعرض عنه ثم أقيمت الصلاة فلما سلم قال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل توضأت حين أقبلت قال نعم قال صليت معنا قال نعم قال فاذهب فإن الله قد غفر لك

ذكر البيان بأن الحد الذي أتى هذا السائل لم يكن بمعصية توجب الحد
[ 1728 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن سماك عن إبراهيم النخعي عن علقمة والأسود عن بن مسعود قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أخذت امرأة في البستان فأصبت منها كل شيء إلا أني لم أنكحها فافعل بي ما شئت فلم يقل له شيئا ثم دعاه فقرأ عليه هذه الآية { أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات } قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه العرب تذكر الشيء إذا احتوى اسمه على أجزاء وشعب فتذكر جزءا من تلك الأجزاء باسم ذلك الشيء نفسه فلما كانت المحظورات كلها مما نهي المرء عن ارتكابها واشتمل عليها اسم المعصية وكان الزنى منها يوجب الحد على مرتكبها ولها أسباب يتسلق منها إليه أطلق اسم كليته على سببه الذي هو القبلة واللمس دون الجماع

ذكر خبر ثان يدل على أن هذا الفعل لم يكن بفعل يوجب الحد مع البيان بأن حكم هذا السائل وحكم غيره من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم فيه سواء
[ 1729 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بالصغد حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا معتمر عن أبيه حدثنا أبو عثمان عن بن مسعود أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه أصاب من امرأة قبلة كأنه يسأل عن كفارتها فأنزل الله جل وعلا { أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } قال فقال الرجل ألي هذه قال هي لمن عمل بها من أمتي

ذكر خبر ثالث يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1730 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وكيع حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال قال رجل يا رسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وقبلتها وباشرتها وفعلت بها كل شيء إلا أني لم أجامعها فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله جل وعلا { أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } قال فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه فقال عمر يا رسول الله أله خاصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل للناس كافة

ذكر نفي العذاب في القيامة عمن أتى الصلوات الخمس بحقوقها
[ 1731 ] أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط حدثنا أبي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز عن المخدجي وهو أبو رفيع أنه قال لعبادة بن الصامت يا أبا الوليد إن أبا محمد رجل من الأنصار كانت له صحبة يزعم أن الوتر حق قال كذب أبو محمد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من جاء بالصلوات الخمس قد أكملهن لم ينقص من حقهن شيئا كان له عند الله عهد أن لا يعذبه ومن جاء بهن وقد انتقص من حقهن شيئا فليس له عند الله عهد إن شاء رحمه وإن شاء عذبه قال أبو حاتم أبو محمد هذا اسمه مسعود بن زيد بن سبيع الأنصاري من بني دينار بن النجار له صحبة سكن الشام

ذكر البيان بأن الحق الذي في هذا الخبر قصد به الإيجاب
[ 1732 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة بن مرزوق بفم الصلح حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرنا محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري عن بن محيريز قال لجاء رجل إلى عبادة بن الصامت فقال يا أبا الوليد إني سمعت أبا محمد الأنصاري يقول الوتر واجب فقال عبادة كذب أبو محمد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس صلوات افترضهن الله على عباده فمن جاء بهن وقد أكملهن ولم ينتقصهن استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن جاء بهن وقد انتقصهن استخفافا بحقهن لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء رحمه قال أبو حاتم قول عبادة كذب أبو محمد يريد به أخطأ وكذلك قول عائشة حيث قالت لأبي هريرة وهذه لفظة مستعملة لأهل الحجاز إذا أخطأ أحدهم يقال له كذب والله جل وعلا نزه أقدار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إلزاق القدح بهم حيث قال يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم فمن أخبر الله جل وعز أنه لا يخزيه في القيامة فبالحري أن لا يجرح والرجل الذي سأل عبادة هذا هو أبو رفيع المخدجي

ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يغفر بالصلوات الخمس ذنوب مصليها إذا كان مجتنبا للكبائر دون من لم يجتنبها
[ 1733 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم يغش الكبائر
ذكر تساقط الخطايا عن المصلي بركوعه وسجوده
[ 1734 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب قال سمعت معاوية بن صالح يحدث عن العلاء بن الحارث عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير أن عبد الله بن عمر رأى فتى وهو يصلي قد أطال صلاته وأطنب فيها فقال من يعرف هذا فقال رجل أنا فقال عبد الله لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع والسجود فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه فوضعت على رأسه أو عاتقه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه

ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات لمن سجد في صلاته لله عز وجل
[ 1735 ] أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا الوليد بن هشام المعيطي حدثني معدان بن أبي طلحة اليعمري قال لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له حدثني بحديث عسى الله أن ينفعني به فقال عليك بالسجود فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة قال معدان ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ذلك

ذكر تعاقب الملائكة عند صلاة العصر والفجر
[ 1736 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار فيجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي قالوا تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون

ذكر تعاقب الملائكة عند صلاة العصر والغداة
[ 1737 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي الفقيه بمنبج حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون قال أبو حاتم في هذا الخبر بيان واضح بأن ملائكة الليل إنما تنزل والناس في صلاة العصر وحينئذ تصعد ملائكة النهار ضد قول من زعم أن ملائكة الليل تنزل بعد غروب الشمس

ذكر نفي دخول النار عمن صلى الله العصر والغداة
[ 1738 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة حدثنا عبد الرحمن بن خالد القطان حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا مسعر بن كدام عن أبي بكر بن عمارة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها قال أبو حاتم أبو بكر هذا هو بن عمارة بن رويبة الثقفي لأبيه صحبة واسم أبي بكر كنيته

ذكر تسمية النبي صلى الله عليه وسلم العصر والغداة بردين
[ 1739 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا أبو جمرة الضبعي عن أبي بكر بن عمارة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى البردين دخل الجنة قال أبو حاتم أبو جمرة هذا من ثقات أهل البصرة اسمه نصر بن عمران الضبعي وأبو حمزة من متقني أهلها اسمه عمران بن أبي عطاء سمعا جميعا بن عباس سمع شعبة منهما وكانا في زمن واحد

ذكر وصف البردين اللذين يرجى دخول الجنة بالصلاة عندهما
[ 1740 ] أخبرنا عبد الله بن محمد السعدي حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة حدثنا إبراهيم بن يزيد بن مردانبة حدثنا رقبة عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فقال رجل من القوم أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم
[ 1741 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا زكريا بن يحيى قال حدثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن فضالة بن عبد الله الليثي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني الصلوات الخمس في مواقيتها قال فقلت له إن هذه ساعات أشتغل فيها فمر لي بجوامع قال فقال إن شغلت فلا تشغل عن العصرين قال قلت وما العصران قال صلاة الغداة وصلاة العصر

ذكر البيان بأن الأمر بالمحافظة على العصرين إنما هو أمر تأكيد عليهما من بين الصلوات لا أنهما يجزيان عن الكل
[ 1742 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا إسحاق بن شاهين قال حدثنا بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن فضالة عن أبيه قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما علمنا قال حافظوا على الصلوات وحافظوا على العصرين قلت يا رسول الله وما العصران قال صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع داود بن أبي هند هذا الخبر من أبي حرب بن أبي الأسود ومن عبد الله بن فضالة عن فضالة وأدى كل خبر بلفظه فالطريقان جميعا محفوظان والعرب تذكر في لغتها أشياء على القلة والكثرة وتطلق اسم القبل على الشيء اليسير وعلى المدة الطويلة وعلى المدة الكبيرة كقوله صلى الله عليه وسلم في أمارات الساعة يكون من الفتن قبل الساعة كذا وقد كان ذلك منذ سنين كثيرة وهذا يدل على أن اسم القبل يقع على ما ذكرنا لا أن القبل في اللغة يكون مقرونا بالشيء حتى لا يصلي الغداة الا قبل طلوع الشمس ولا العصر قبل غروبها إرادة إصابة القبل فيها

ذكر إثبات ذمة الله جل وعلا للمصلي صلاة الغداة
[ 1743 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن الحسن عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى الغداة فهو في ذمة الله فاتق الله يا بن آدم أن يطلبك الله بشيء من ذمته

ذكر تضعيف الأجر لمن صلى العصر من أهل الكتاب بعد إسلامهم
[ 1744 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن خير بن نعيم الحضرمي عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فقال إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فتوانوا فيها وتركوها فمن صلاها منهم ضعف له أجرها مرتين ولا صلاة بعدها حتى يرى الشاهد والشاهد النجم قال أبو حاتم العرب تسمي الثريا النجم ولم يرد صلى الله عليه وسلم بقوله هذا أن وقت صلاة المغرب لا تدخل حتى ترى الثريا لأن الثريا لا تظهر إلا عند اسوداد الأفق وتغيير الأثير ولكن معناه عندي أن الشاهد هو أول ما يظهر من توابع الثريا لأن الثريا توابعها الكف الخضيب والكف الجذماء والمأبض والمعصم والمرفق وإبرة المرفق والعيوق ورجل العيوق والأعلام والضيقة والقلاص وليس هذه الكواكب بالأنجم الزهر إلا العيوق فإنه كوكب أحمر منير منفرد في شق الشمال على متن الثريا يظهر عند غيبوبة الشمس فإذا كان الإنسان في بصره أدنى حدة وغابت الشمس يرى العيوق وهو الشاهد الذي تحل صلاة المغرب عند ظهوره

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن صلاة الوسطى صلاة الغداة
[ 1745 ] أخبرنا إبراهيم بن علي بن عبد العزيز العمري بالموصل حدثنا معلى بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق شغلونا عن صلاة الوسطى ملأ الله بيوتهم وبطونهم نارا وهي العصر

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن صلاة الوسطى صلاة الغداة
[ 1746 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا الجراح بن مخلد قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الوسطى صلاة العصر

ذكر إيجاب الجنة لمن أقام الصلاة وصام رمضان
[ 1747 ] أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو عامر حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس حيث ولدته أمه

ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يدخل الجنة صائم رمضان مع إقامة الصلاة إذا كان مجتنبا للكبائر
[ 1748 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بن أبي هلال حدثه عن نعيم المجمر أن صهيبا مولى العتواريين حدثه أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يخبران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جلس على المنبر ثم قال والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم سكت فأكب كل رجل منا يبكي حزنا ليمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ما من عبد يؤدي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة حتى إنها لتصطفق ثم تلا { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم }

ذكر تضعيف صلاة المصلي إذا صلاها بأرض قي بشرائطها على صلاته في المساجد
[ 1749 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية حدثنا هلال بن ميمون عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة فإن صلاها بأرض قي فأتم وضوءها وركوعها وسجودها تكتب صلاته بخمسين درجة

ذكر تفضيل الله جل وعلا بكتبه الصلاة لمنتظريها
[ 1750 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر صلاة العشاء حتى إذا كان شطر الليل ثم جاء فقال إن الناس قد صلوا وناموا وإنكم لن تزالوا في صلاة مذ انتظرتم قال أنس فكأني أنظر إلى وبيص خاتمه

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1751 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة حدثنا بكر بن مضر عن عياش بن عقبة أن يحيى بن ميمون حدثه قال سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان في مسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فهو في الصلاة أراد به ما لم يحدث
[ 1752 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن عياش بن عقبة أخبرني يحيى بن ميمون قاضي مصر حدثني سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من انتظر الصلاة فهو في الصلاة ما لم يحدث

ذكر دعاء الملائكة لمنتظري الصلاة بالغفران والرحمة
[ 1753 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث اللهم اغفر له اللهم ارحمه
باب صفة الصلاة

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من فراغ القلب لصلاته ودفع وساوس الشيطان إياه لها
[ 1754 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع النداء فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر لما لم يكن يذكر حتى يصلي الرجل لا يدري كم صلى

ذكر الأمر بالسكينة للقائم إلى الصلاة يريد قضاء فرضه
[ 1755 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع حدثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم السكينة

ذكر البيان بأن من كان في صلاته أسكن ولله أخشع كان من خير الناس
[ 1756 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثنا جعفر بن يحيى حدثنا عمي عمارة بن ثوبان عن عطاء بن أبي رباح عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم ألينكم مناكب في الصلاة

ذكر نفي قبول الصلاة عن أقوام بأعيانهم من أجل أوصاف ارتكبوها
[ 1757 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي عن عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة إمام قوم وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها غضبان وأخوان متصارمان

ذكر البيان بأن أفضل الصلاة ما طال قنوتها
[ 1758 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الصلاة أفضل قال طول القنوت

ذكر ما يجب على المرء من إيجاز الصلاة مع الإكمال
[ 1759 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد عن أنس بن مالك أنه قال ما صليت مع أحد أوجز صلاة ولا أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر الأمر للمرء إذا صلى وحده أن يطول ما شاء فيها
[ 1760 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم السقيم والضعيف والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء

ذكر استحباب الحمد لله جل وعلا للمرء عند القيام إلى الصلاة
[ 1761 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا قتادة وثابت وحميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فيهم فجاء رجل وقد حفزه النفس فقال الحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال أيكم المتكلم بالكلمات فأرم القوم فقال أيكم المتكلم بالكلمات فإنه لم يقل بأسا فقال الرجل أنا يا رسول الله جئت وقد حفزني النفس فقلتهن فقال لقد رأيت اثني عشر ملكا ابتدرها أيهم يرفعها

ذكر وصف الفرجة التي يجب أن تكون بين المصلي وبين الجدار إذا صلى إليه
[ 1762 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي قال كان بين مصلى النبي صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة

ذكر الإباحة للمرء أن يتحرى موضعا من المسجد بعينه فيجعل أكثر صلاته فيه
[ 1763 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني وابن خزيمة قالا حدثنا أحمد بن عبدة قال حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن الحزامي قال حدثني يزيد بن أبي عبيد أنه كان يأتي مع سلمة بن الأكوع إلى سبحة الضحى فيعمد إلى الإسطوانة دون المصحف فيصلي قريبا منها فأقول له ألا تصلي ها هنا وأشير له إلى بعض نواحي المسجد فيقول إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى هذا المقام

ذكر استحباب الاجتهاد في الدعاء للمرء عند القيام إلى الصلاة
[ 1764 ] أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن بجرجان قال حدثنا مؤمل بن إهاب قال حدثنا أيوب بن سويد قال حدثنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعتان لا ترد على داع دعوته حين تقام الصلاة وفي الصف في سبيل الله

ذكر عدد التكبيرات التي يكبر فيها المرء في صلاته
[ 1765 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خلاد الباهلي قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثنا أبي عن قتادة عن عكرمة قال قلت لابن عباس عجبت من شيخ صلى بنا الظهر فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة قال تلك سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن على المصلي التكبير في كل خفض ورفع من صلاته
[ 1766 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن أبي سلمة أن أبا هريرة كان يصلي بهم كان يكبر في كل خفض ورفع فإذا انصرف قال إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر البيان بأن على المرء التكبير في كل خفض ورفع من صلاته خلا رفعه رأسه من الركوع
[ 1767 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي سلمة أن أبا هريرة حين استخلفه مروان على المدينة كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ثم يكبر حين يركع فإذا رفع رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يقوم بين الثنتين بعد التشهد ثم يفعل مثل ذلك حتى يقضي صلاته فإذا قضى صلاته وسلم أقبل على أهل المسجد فقال والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم قال سالم وكان بن عمر يفعل مثل ذلك غير أنه كان يخفض صوته بالتكبير

ذكر وصف ما يفتتح به المرء صلاته
[ 1768 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حسين المعلم عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب الحمد الله رب العامين وكان صلى الله عليه وسلم إذا ركع لم يشخص بصره ولم يصوبه ولكن بين ذلك فإذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما وإذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي جالسا وكان يوتر رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى وكان يقول بين كل ركعتين التحية وكان ينهى عن عقب الشيطان وكان ينهى أن يفرش أحدنا ذراعيه افتراش السبع وكان يختم الصلاة بالتسليم

ذكر ما يستحب للمرء نشر الأصابع عند التكبير لافتتاح الصلاة
[ 1769 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج قال حدثنا يحيى بن اليمان عن بن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينشر أصابعه في الصلاة نشرا

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من وضع اليمين على اليسار في صلاته
[ 1770 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا عمرو بن الحارث أنه سمع عطاء بن أبي رباح يحدث عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نؤخر سحورنا ونعجل فطرنا وأن نمسك بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر بن وهب عن عمرو بن الحارث وطلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح

ذكر ما يدعو المرء به بعد افتتاح الصلاة قبل القراءة
[ 1771 ] أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن مسلم قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهديني لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير في يديك والمهدي من هديت أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك

ذكر ما يدعو به المرء عند افتتاح الصلاة الفريضة ويقول بعد التكبيرة
[ 1772 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير بيديك والمهدي من هديت أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يدعو بما وصفنا بعد التكبير لا قبل
[ 1773 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة كبر ثم يقول وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم والشر ليس إليك أراد به والشر ليس مما يتقرب به إليك فأضمر فيه ما يتقرب به
[ 1774 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير بيديك والمهدي من هديت أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك

ذكر الإباحة للمرء أن يفتتح الصلاة بغير ما وصفنا من الدعاء
[ 1775 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن المثنى البستاني بدمشق حدثنا علي بن خشرم أخبرنا بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر سكت بين التكبير والقراءة فقلت بأبي وأمي أرأيت سكتاتك بين التكبير والقراءة أخبرني ما تقول فيها قال اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد

ذكر الإباحة للمرء أن يدعو عند افتتاح الصلاة بغير ما وصفنا
[ 1776 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله بأبي وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما هو قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد

ذكر ما يستحب للمصلي إذا كان إماما أن يسكت قبل ابتداء القراءة ليلحق من خلفه قراءة فاتحة الكتاب
[ 1777 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان مولى الزرقيين قال دخل علينا أبو هريرة المسجد فقال ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل بهن تركهن الناس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا وكان يقف قبل القراءة هنيهة يسأل الله من فضله وكان يكبر في الصلاة كلما ركع وسجد

ذكر وصف الدعاء الذي كان يدعو به المصطفى صلى الله عليه وسلم في سكتته بين التكبير والقراءة
[ 1778 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول قال اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد

ذكر ما يتعوذ المرء به قبل ابتداء القراءة في صلاته
[ 1779 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي عن بن جبير بن مطعم عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال اللهم إني أعوذ بك من الشيطان همزه ونفخه ونفثه قال عمرو همزه الموتة ونفخه الكبر ونفثه الشعر

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1780 ] أخبرنا أبو يعلى قال أخبرنا أبو خيثمة قال أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي عن بن جبير بن مطعم عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الصلاة قال الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ثلاثا سبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه وهمزه ونفثه قال عمرو نفخه الكبر وهمزه الموتة ونفثه الشعر

ذكر الأخبار المفسرة لقوله جل وعلا فاقرؤوا ما تيسر منه
[ 1781 ] أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي بالبصرة أبو يزيد العدل قال حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا أبو عوانة عن رقبة بن مسقلة عن عطاء عن أبي هريرة قال كل الصلاة يقرأ فيها فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى منا أخفينا منكم

ذكر البيان بأن قوله جل وعلا فاقرؤوا ما تيسر منه أراد به فاتحة الكتاب إذ الله جل وعلا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان ما أنزل في كتابه
[ 1782 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا بن عيينة عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب
ذكر الخبر الدال على أن الفرض على المأموم والمنفرد قراءة فاتحة الكتاب في صلاته
[ 1783 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه لأنه يناجي ربه ما دام في صلاته ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا ولكن ليبصق عن شماله أو تحت رجله فيدفنه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر بيان واضح بأن على المأموم قراءة فاتحة الكتاب في صلاته إذا المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبر أن المصلي يناجي ربه والمناجاة لا تكون إلا بنطق الخطاب دون التسبيح والتكبير والسكوت

ذكر وصف المناجاة التي يكون المرء في صلاته بها مناجيا لربه عز وجل
[ 1784 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج غير تمام فقلت يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام قال فغمز ذراعي وقال اقرأ بها يا فارسي في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله جل وعلا قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصهما لي ونصفها لعبدي ما سأل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا يقول العبد { الحمد الله رب العالمين } يقول الله حمدني عبدي يقول العبد { الرحمن الرحيم } يقول الله أثنى علي عبدي يقول العبد { مالك يوم الدين } يقول الله مجدني عبدي وهذه الآية بيني وبين عبدي يقول العبد { إياك نعبد وإياك نستعين } فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل

ذكر الخبر المصرح بأن الفرض على المأمومين قراءة فاتحة الكتاب كهو على المنفرد سواء
[ 1785 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري حدثنا إسماعيل بن علية عن محمد بن إسحاق حدثني مكحول عن محمود بن الربيع وكان يسكن إيلياء عن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم قال قلنا أجل يا رسول الله هذا قال فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها

ذكر الخبر الدال على أن قوله صلى الله عليه وسلم فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب لم يرد به الزجر عن قراءة ما وراء فاتحة الكتاب
[ 1786 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن فصاعدا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم في خبر مكحول فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب لفظة زجر مراد بها ابتداء أمر مستأنف وقوله فصاعدا تفرد به معمر عن الزهري دون أصحابه

ذكر البيان بأن فرض المرء في صلاته قراءة فاتحة الكتاب في كل ركعة من صلاته لا أن قراءته إياها في ركعة واحدة تجزئة عن باقي صلاته
[ 1787 ] أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط قال حدثنا أبي وبندار قال حدثنا يحيى القطان عن بن عجلان عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع وأخبرنا جعفر قال حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي أحسبه عن أبيه عن رفاعة بن رافع الزرقي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فصلى قريبا منه ثم انصرف إليه فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعد صلاتك فإنك لم تصل قال فرجع فصلى نحوا مما صلى ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعد صلاتك فإنك لم تصل فقال يا رسول الله كيف أصنع فقال إذا استقبلت القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن ثم اقرأ بما شئت فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها فإذا سجدت فمكن سجودك فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى ثم اصنع ذلك في كل ركعة قال جعفر لفظ الخبر لمحمد بن عمرو

ذكر إيقاع النقص على الصلاة إذا لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب
[ 1788 ] أخبرنا أبو قريش محمد بن جمعة الأصم الحافظ قال حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا سعد بن سعيد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج

ذكر البيان بأن الخداج الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر هو النقص الذي لا تجزىء الصلاة معه دون أن يكون نقصا تجوز الصلاة به
[ 1789 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزىء صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب قلت وإن كنت خلف الإمام قال فأخذ بيدي وقال اقرأ في نفسك قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه لم يقل في خبر العلاء هذا لا تجزىء صلاة إلا شعبة ولا عنه إلا وهب بن جرير ومحمد بن كثير وقال هذه الأخبار مما ذكرنا في كتاب شرائط الأخبار أن خطاب الكتاب قد يستقل بنفسه في حالة دون حالة حتى يستعمل على عموم ما ورد الخطاب فيه وقد لا يستقل في بعض الأحوال حتى يستعمل على كيفية اللفظ المجمل الذي هو مطلق الخطاب في الكتاب دون أن تبينها السنن وسنن المصطفى صلى الله عليه وسلم كلها مستقلة بأنفسها لا حاجة بها إلى الكتاب المبينة لمجمل الكتاب والمفسرة لمبهمه قال الله جل وعلا وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم فأخبر جل وعلا أن المفسر لقوله أقيمو الصلاة وآتوا الزكاة وما أشبهها من مجمل الألفاظ في الكتاب رسوله صلى الله عليه وسلم ومحال أن يكون الشيء المفسر له الحاجة إلى الشيء المجمل وإنما الحاجة تكون للمجمل إلى المفسر ضد قول من زعم أن السنن يجب عرضها على الكتاب فأتى بما لا يوافقه الخبر ويدفع صحته النظر
[ 1790 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر قال أبو حاتم الأمر بقراءة فاتحة الكتاب في الصلاة أمر فرض قامت الدلالة من أخبار أخر على صحة فرضيته ذكرناها في غير موضع من كتبنا والأمر بقراءة ما تيسر غير فرض دل الإجماع على ذلك

ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم بالنداء الظاهر المكشوف بأن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب
[ 1791 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا جعفر بن ميمون قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج فناد في الناس أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه الأخبار كانت للمصلي وحده
[ 1792 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي ويزيد بن هارون عن بن إسحاق عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فثقلت عليه القراءة فلما سلم قال تقرؤون خلفي قلنا نعم قال فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها

ذكر الزجر عن أن يصلي المرء إماما أو مأموما من غير أن يقرأ بفاتحة الكتاب في صلاته
[ 1793 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن فصاعدا
ذكر الزجر عن ترك قراءة فاتحة الكتاب للمصلي في صلاته مأموما كان أو إماما أو منفردا
[ 1794 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزىء صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب قلت فإن كنت خلف الإمام قال فأخذ بيدي وقال اقرأ في نفسك

ذكر إطلاق اسم الصلاة على القراءة التي تكون في الصلاة إذا هي بعض أجزائها
[ 1795 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة لم يقرأ بأم القرآن فهي خداج قلت يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام قال يا بن الفارسي اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما شاء يقوم عبدي فيقول الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي فيقول الرحمن الرحيم فيقول الله أثنى علي عبدي فيقول مالك يوم الدين فيقول مجدني عبدي فهذا بيني وبين عبدي إياك نعبد وإياك نستعين إلى آخر السورة فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1796 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس في قوله ولا تجهر بصلاتك { ولا تخافت بها } قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختفي بمكة فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن وكان المشركون إذا سمعوا سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن { ولا تخافت بها } عن أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا

ذكر ما يستحب للإمام أن يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم عند ابتداء قراءة فاتحة الكتاب
[ 1797 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة قال أخبرني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال صليت وراء أبي هريرة فقال بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم الكتاب حتى إذا بلغ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قال آمين وقال الناس آمين فلما ركع قال الله أكبر فلما رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده ثم قال الله أكبر ثم سجد فلما رفع قال الله أكبر فلما سجد قال الله أكبر فلما رفع قال الله أكبر ثم استقبل قائما مع التكبير فلما قام من الثنتين قال الله أكبر فلما سلم قال والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر الإباحة للمرء ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم عند إرادته قراءة فاتحة الكتاب
[ 1798 ] أخبرنا محمد بن المعافي بصيدا قال حدثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة قال حدثنا بن أبي عدي قال حدثنا حميد وسعيد عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم كانوا يفتتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن قتادة لم يسمع هذا الخبر من أنس
[ 1799 ] أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي والصوفي وغيرهما قالوا حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة وشيبان عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم فلم أسمع أحدا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم

ذكر خبر ثان يصرح بإباحة ترك الفعل الذي ذكرناه
[ 1800 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة وثابت وحميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم كانوا يفتتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين

ذكر ما يستحب للمرء الجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم في الموضع الذي وصفناه وإن كان الجهر والمخافتة بهما جميعا طلقا مباحا
[ 1801 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبي وشعيب بن الليث قالا أخبرنا الليث حدثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال صليت وراء أبي هريرة فقرأ ب بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين قال آمين وقال الناس آمين ويقول كلما سجد الله أكبر وإذا قام من الجلوس قال الله أكبر ويقول إذا سلم والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم في كل الصلوات
[ 1802 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا هارون بن عبد الله الحمال قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضوان الله عليهما لا يجهرون بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر خبر ثان يصرح بصحة اللفظة التي ذكرها خالد الحذاء
[ 1803 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضوان الله عليهما لم يكونوا يجهرون ب بسم الله الرحمن الرحيم وكانوا يجهرون ب الحمد لله رب العالمين

ذكر البيان بأن قول المرء في صلاته آمين يغفر له ما تقدم من ذنبه إذا وافق ذلك تأمين الملائكة
[ 1804 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين فإن الملائكة تقول آمين والإمام يقول آمين فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه معنى قوله صلى الله عليه وسلم فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة أن الملائكة تقول آمين من غير علة من رياء وسمعة أو إعجاب بل تأمينها يكون خالصا لله فإذا أمن القارىء لله من غير أن يكون فيه علة من إعجاب أو رياء أو سمعة كان موافقا تأمينه في الإخلاص تأمين الملائكة غفر له حينئذ ما تقدم من ذنبه

ذكر ما يستحب للمصلي أن يجهر بآمين عند فراغه من قراءة فاتحة الكتاب
[ 1805 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير وعبد الصمد قالا حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت حجرا أبا العنبس يقول حدثني علقمة بن وائل عن وائل بن حجر أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فوضع اليد اليمنى على اليد اليسرى فلما قال ولا الضالين قال آمين وسلم عن يمينه وعن يساره

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه السنة ليست بصحيحة لمخالفة الثوري شعبة في اللفظة التي ذكرناها
[ 1806 ] أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا عمرو بن الحارث قال حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال آمين

ذكر ما يستحب للمرء أن يسكت سكتة أخرى عند فراغه من قراءة فاتحة الكتاب
[ 1807 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال سكتتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك لعمران بن حصين فقال حفظنا سكتة فكتبنا إلى أبي بن كعب بالمدينة فكتب إلي أن سمرة قد حفظ قال سعيد فقلنا لقتادة وما هاتان السكتتان قال إذا دخل في صلاته وإذا فرغ من القراءة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه الحسن لم يسمع من سمرة شيئا وسمع من عمران بن حصين هذا الخبر واعتمادنا فيه على عمران دون سمرة

ذكر الإخبار عما يعمل المصلي في قيامه عند عدم قراءة فاتحة الكتاب
[ 1808 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان عن مسعر بن كذام ويزيد أبي خالد عن إبراهيم بن إسماعيل السكسكي عن بن أبي أوفى أن رجلا قال يا رسول الله علمني شيئا يجزئني عن القرآن قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال سفيان أراه قال ولا حول ولا قوة إلا بالله قال أبو خاتم يزيد أبو خالد هو يزيد بن عبد الرحمن الدالاني أبو خالد

ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير في الصلاة لمن لا يحسن قراءة فاحة الكتاب
[ 1809 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا عمر بن علي عن مسعر عن إبراهيم السكسكي عن بن أبي أوفى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لا أحسن من القرآن شيئا فعلمني شيئا يجزئني منه فقال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال هذا لربي فما لي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني وعافني

ذكر الخبر المدحض قول من أمر لمن لم يحسن قراءة فاتحة الكتاب أن يقرأها بالفارسية
[ 1810 ] أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصفهاني بالكرخ قال حدثنا أبو أمية قال حدثنا الفضل بن موفق قال حدثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن بن أبي أوفى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن فعلمني ما يجزئني من القرآن قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله قال هذا لله فما لي قال قل رب اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ملأ يديه خيرا

ذكر البيان بأن هذه الكلمات من أحب الكلام إلى الله جل وعلا
[ 1811 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن عميلة عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ذكر البيان بأن هذه الكلمات من خير الكلمات لا يضر المرء بأيهن بدأ
[ 1812 ] أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس قال حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الكلام أربع لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ذكر إباحة جمع المرء بين السورتين في الركعة الواحدة
[ 1813 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا الدورقي قال حدثنا غندر عن شعبة قال حدثنا عمرو بن مرة أنه سمع أبا وائل يحدث أن رجلا أتى بن مسعود فقال إني قرأت المفصل الليلة كله في ركعة فقال عبد الله هذا كهذا الشعر لقد عرفنا النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بهن فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين سورتين في ركعة

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن تقطيع السور في الصلاة من الأشياء المستحسنة
[ 1814 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن زياد عن علاقة قال سمعت عمي يقول إنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فسمعه يقرأ في إحدى الركعتين من الصبح والنخل باسقات لها طلع نضيد قال شعبة وسألته مرة أخرى فقال سمعته يقرأ ب ق

ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ بعض السورة في الركعة الواحدة إذا كان ذلك من أولها لا من آخرها من علة تكون بحديث
[ 1815 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا حجاج قال بن جريج أخبرنا قال سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول أخبرني أبو سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب العابدي عن عبد الله بن السائب قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة الصبح واستفتح سورة المؤمنين حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى محمد بن عباد يشك أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلة فركع قال وابن السائب حاضر ذلك

ذكر ما يقرأ المرء في صلاة الغداة من السور
[ 1816 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا زائدة بن قدامة قال حدثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح ب ق والقرآن المجيد قال وكانت صلاته بعد تخفيفا

ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة الفجر بغير ما وصفنا
[ 1817 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا شبابة ويزيد بن هارون قالا حدثنا بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤمنا في الفجر بالصافات

ذكر الإباحة أن يقتصر في القراءة في صلاة الغداة على قصار المفصل
[ 1818 ] أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا قال حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمهم بالمعوذتين في صلاة الصبح

ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة الغداة ما ذكرنا من السور
[ 1819 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محرز بن عون قال حدثنا خلف بن خليفة عن الوليد بن سريع عن عمرو بن حريث قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الفجر فسمعته يقرأ { فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس } وكان لا يحني رجل منا ظهره حتى يستتم ساجدا

ذكر ما يستحب للإمام أن يقتصر على قراءة سورتين معلومتين يوم الجمعة في صلاة الصبح
[ 1820 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة ألم تنزيل وهل أتى على الإنسان

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرنا
[ 1821 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن مخول بن راشد عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة ألم تنزيل السجدة وهل أتى على الإنسان

ذكر الخبر الدال على القراءة في صلاة الفجر للمرء ليست محصورة لا يسعه تعديلها
[ 1822 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثني أبو المنهال عن أبي برزة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الغداة بالستين إلى المئة

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرنا
[ 1823 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يعقوب الدورقي قال حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحوا من صلاتكم كان يخفف الصلاة وكان يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها من السور

ذكر ما يقرأ به في صلاة الظهر
[ 1824 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة وثابت وحميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسمعون منه في الظهر النغمة ب سبح اسم ربك العلى وهل أتاك حديث الغاشية

ذكر القدر الذي يقرأ به في صلاة الظهر والعصر
[ 1825 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن منصور بن زادان عن الوليد أبي بشر عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين قدر قراءة ثلاثين آية في كل ركعة وفي الركعتين الآخرتين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية وكان يقوم في العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة آية وفي الآخرتين في كل ركعة قدر نصف ذلك

ذكر العلة التي من أجلها حرز قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر
[ 1826 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر قال قلنا لخباب هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر قال نعم قلنا بم كنتم تعرفون ذلك قال باضطراب لحيته

ذكر وصف القراءة للمرء في الظهر والعصر
[ 1827 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو داود عن حماد بن سلمة عن سماك عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر ب السماء والطارق والسماء ذات البروج

ذكر البيان بأن المرء جائز له أن يزيد على ما وصفنا من القراءة
[ 1828 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا هشيم قال أخبرنا منصور بن زاذان عن الوليد بن مسلم عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر في الركعتين الأوليين قدر ثلاثين آية في كل ركعة قدر آلم تنزيل السجدة وفي الركعتين الأخريين على النصف من ذلك وحزرنا قراءته في الركعتين الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر وحرزنا قيامه في الركعتين الأخريين من العصر على قدر النصف من ذلك

ذكر خبر يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أنه مضاد لخبر أبي سعيد الذي ذكرناه
[ 1829 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن رافع ويعقوب الدورقي قالا حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا همام وأبان جميعا عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة ويسمعنا الآية أحيانا ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب

ذكر الخبر الدال على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يجهر في صلاة الظهر والعصر بالقراءة كلها
[ 1830 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر قال قلنا لخباب بأي شيء كنتم تعرفون قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر قال باضطراب لحيته أبو معمر اسمه عبد الله بن سخيرة

ذكر البيان بأن القراءة التي وصفناها في صلاة الظهر كانت تعقب فاتحة الكتاب
[ 1831 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بأم القرآن وسورتين معها في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر والعصر ويسمعنا الآية أحيانا وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الظهر

ذكر وصف القراءة للمرء في صلاة المغرب
[ 1832 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أن أم الفضل بنت الحارث سمعته يقرأ والمرسلات عرفا فقالت يا عبد الله ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بها في المغرب

ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة المغرب بغير ما وصفنا من السور
[ 1833 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1834 ] أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان قال حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قدمت في فداء أهل بدر فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس المغرب وهو يقرأ والطور وكتاب مسطور

ذكر البيان بأن القراءة في صلاة المغرب ليس بشيء محصور لا تجوز الزيادة عليه
[ 1835 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا الحسين بن حريث قال حدثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بهم في المغرب ب الذين كفروا عن سبيل الله

ذكر الإباحة للمرء أن يزيد في القراءة في صلاة المغرب على ما وصفنا على حسب رضاء المأمومين
[ 1836 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن زيد بن ثابت أنه سمع مروان يقرأ ب قل هو الله أحد وإنا أعطيناك الكوثر فقال زيد فحلفت بالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بأطول الطويلتين المص

ذكر الإباحة للمرء أن يقتصر على قصار المفصل في القراءة في صلاة المغرب
[ 1837 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا الضحاك بن عثمان قال حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج قال حدثنا سليمان بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان أمير كان بالمدينة قال سليمان فصليت أنا وراءه فكان يطيل في الأوليين من الظهر ويخفف الأخريين ويخفف العصر ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل وفي العشاء بوسط المفصل وفي الصبح بطوال المفصل
ذكر وصف قراءة المرء في صلاة العشاء
[ 1838 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال أخبرني عدي بن ثابت قال سمعت البراء بن عازب يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين ب التين والزيتون
ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة العشاء الآخرة بغير ما وصفنا من السور
[ 1839 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال أخبرنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر معاذا أن يقرأ في صلاة العشاء والشمس وضحاها والليل إذا يغشي وسبح اسم ربك الأعلى والضحى ونحوها من السور

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أبو الزبير
[ 1840 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار وأبي الزبير سمعا جابر بن عبد الله يزيد أحدهما على صاحبه قال كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم فأخر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ذات ليلة فرجع معاذ فأمهم فقرأ بسورة البقرة فلما رأى ذلك رجل من القوم انحرف إلى ناحية المسجد فصلى وحده فقالوا نافقت قال لا ولآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن معاذا يصلي معك ثم يرجع فيؤمنا وإنك أخرت الصلاة البارحة فجاء فأمنا فقرأ بسورة البقرة وإني تأخرت عنه فصليت وحدي يا رسول الله وإنا نحن أصحاب نواضح وإنا نعمل بأيدينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ أفتان أنت اقرأ بهم سورة والليل إذا يغشى وسبح اسم ربك الأعلى والسماء ذات البروج

ذكر ما يستحب أن يقرأ به من السور ليلة الجمعة في صلاة المغرب والعشاء
[ 1841 ] حدثنا يعقوب بن يوسف بن عاصم ببخارى حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي حدثني أبي حدثني سعيد بن سماك بن حرب حدثني أبي سماك بن حرب قال ولا أعلم إلا جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ صلاة المغرب ليلة الجمعة ب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ويقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة والمنافقين

ذكر البيان بأن قراءة قل أعوذ برب الفلق من أحب ما يقرأ العبد في صلاته إلى الله جل وعلا
[ 1842 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن سلم آخر معه عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم بن عمران أنه سمع عقبة بن عامر يقول تبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فجعلت يدي على قدمه فقلت يا رسول الله أقرئني إما من سورة هود وإما من سورة يوسف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عقبة بن عامر إنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله ولا أبلغ عنده من أن تقرأ قل أعوذ برب الفلق فإن استطعت أن لا تفوتك في صلاة فافعل قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أسلم بن عمران كنيته أبو عمران من أهل مصر من جملة تابعيها

ذكر الزجر عن رفع الصوت بالقراءة للمأموم خلف إمامه
[ 1843 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثني الليث عن بن شهاب عن بن أكيمة عن أبي هريرة أنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فجهر فيها فلما انصرف استقبل الناس فقال هل قرأ آنفا منكم أحد قالوا نعم يا رسول الله فقال لأقول ما لي أنازع القرآن

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ما لي أنازع القرآن أراد به رفع الصوت لا القراءة خلفه
[ 1844 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا مخلد بن أبي زميل قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ فسكتوا فقالها ثلاث مرات فقال قائل أو قائلون إنا لنفعل قال فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه قوله فلا تفعلوا لفظة زجر مرادها ابتداء أمر مستأنف إذ العرب تفعل ذلك في لغتها كثيرا
[ 1845 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين أن رجلا قرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر فقال أيكم قرأ ب سبح اسم ربك العلى فقال رجل من القوم أنا فقال قد عرفت ان بعضكم خالجنيها

ذكر البيان بأن الشك في هذا الخبر في الظهر أو العصر إنما من أبي عوانة لا من عمران بن حصين
[ 1846 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين قال قرأ رجل خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر شك أبو عوانة فقال أيكم قرأ { سبح اسم ربك الأعلى } فقال رجل من القوم أنا فقال قد عرفت أن بعضكم خالجنيها

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه قتادة من زرارة بن أوفى
[ 1847 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فجعل رجل يقرأ خلفه ب سبح اسم ربك الأعلى فلما انصرف قال أيكم الذي قرأ أو أيكم القارىء فقال رجل أنا يا رسول الله فقال قد عرفت أن بعضكم خالجنيها

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم قد عرفت أن بعضكم خالجنيها أراد به رفع الصوت لا القراءة خلفه
[ 1848 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثني مكحول عن محمود بن الربيع وكان يسكن إيلياء عن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم قال قلنا أجل والله يا رسول الله هذا قال فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها قال الشيخ أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فلا تفعلوا لفظة زجر مرادها ابتداء أمر مستأنف إذ العرب في لغتها إذا أرادت الأمر بالشيء على سبيل التأكيد تقدمه لفظة زجر ثم تعقبه الأمر الذي تريد

ذكر كراهية رفع الصوت لمأموم بالقراءة لئلا ينازع الإمام ما يقرؤه
[ 1849 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن بن أكيمة الليثي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال هل قرأ أحد منكم آنفا فقال رجل نعم أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أقول ما لي أنازع القرآن فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه اسم بن أكيمة عمرو بن مسلم بن عمار بن أكيمة وهما أخوان عمرو بن مسلم وعمر بن مسلم فأما عمرو بن مسلم فهو تابعي سمع أبا هريرة وسمع منه الزهري وأما عمر بن مسلم فهو من أتباع التابعين سمع سعيد بن المسيب وروى عنه مالك ومحمد بن عمرو وهما ثقتان

ذكر البيان بأن القوم كانوا يقرؤون خلف النبي صلى الله عليه وسلم مع الصوت حيث قال لهم هذا القول لا أن رجلا واحدا كان هو الذي يقرأ وحده
[ 1850 ] أخبرنا محمد بن الحسين بن يونس بن أبي معشر شيخ بكفر توثا من ديار ربيعة قال حدثنا إسحاق بن زريق الرسعني قال حدثنا الفريابي عن الأوزاعي قال حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فجهر فيها فقرأ أناس معه فلما سلم قال قرأ منكم أحد قالوا نعم يا رسول الله قال إني لأقول ما لي أنازع القرآن قال فاتعظ المسلمون في ذلك فلم يكونوا يقرؤون

ذكر البيان بأن هذا الكلام الأخير فانتهى الناس عن القراءة واتعظ المسلمون بذلك إنما هو قول الزهري لا من كلام أبي هريرة
[ 1851 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن من سمع أبا هريرة يقول صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فجهر فيها بالقراءة فلما سلم قال هل قرأ معي منكم أحد آنفا قالوا نعم يا رسول الله قال إني أقول ما لي أنازع القرآن قال الزهري فانتهى المسلون فلم يكونوا يقرؤون معه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا خبر مشهور للزهري من رواية أصحابه عن بن أكيمة عن أبي هريرة ووهم فيه الأوزاعي إذ الجواد يعثر فقال عن الزهري عن سعيد بن المسيب فعلم الوليد بن مسلم أنه وهم فقال عن من سمع أبا هريرة ولم يذكر سعيدا وأما قول الزهري فانتهى الناس عن القراءة أراد به رفع الصوت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم اتباعا منهم لزجره صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت والإمام يجهر بالقراءة في قوله ما لي أنازع القرآن

ذكر خبر ينفي الريب عن الخلد بأن قوله صلى الله عليه وسلم ما لي أنازع القرآن أراد به رفع الصوت لا القراءة خلفه
[ 1852 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا فرح بن رواحة قال حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل علهيم بوجهه فقال أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ فسكتوا قالها ثلاث مرات فقال قائل أو قائلون إنا لنفعل قال فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر أبو قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعه من أنس بن مالك فالطريقان جميعا محفوظان

ذكر خبر فيه كالدليل على إيجاب القراءة التي وصفناها على من ذكرنا نعتهم قبل
[ 1853 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن بن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت أبا هريرة يقول في كل صلاة قراءة فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى علينا أخفينا عنكم

ذكر الإباحة للمرء أن يطول الركعة الأولى من صلاته رجاء لحوق الناس صلاته إذا كان إماما
[ 1854 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن قزعة قال سألت أبا سعيد الخدري عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس لك في ذلك خير كانت الصلاة تقام للنبي صلى الله عليه وسلم فيخرج أحدنا إلى البقيع ليقضى حاجته ثم يجىء فيتوضأ فيجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى من الظهر

ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا خبر أبي سعيد الذي ذكرناه قبل
[ 1855 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو خالد الأحمر قال حدثنا سفيان عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل في أول الركعتين من الفجر والظهر وقال كنا نرى أنه يفعل ذلك ليتدارك الناس

ذكر خبر يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر أبي سعيد الذي ذكرناه
[ 1856 ] أخبرنا المفضل بن محمد الجندي بمكة قال حدثنا علي بن زياد اللحجي قال حدثنا أبو قرة عن بن جريج عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام يريد أخف الناس صلاة فيما اعتادها الناس في ذلك الزمان على حسب عادة المصطفى صلى الله عليه وسلم في صلاته وأما خبر أبي سعيد الخدري أنه قال فيخرج أحدنا إلى البقيع ليقضي حاجته ثم يجيء فيتوضأ فيجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى من الظهر إنما كان يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم ليتلاحق الناس فيشهدون الصلاة ولا يفعل ذلك في كل ركعة إنما كان يفعله في الركعة الأولى فقط وفيه كالدليل على أن المدرك للركوع مدرك للتكبيرة الأولى

ذكر الخبر المبين أن تطويل المصطفى صلى الله عليه وسلم للصلاة التي في خبر أبي سعيد الخدري إنما كان ذلك منه في الركعة الأولى دون ما يليها من سائر الركعات
[ 1857 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا بن علية عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بنا في الركعتين الأوليين من الظهر ويطيل في الأولى ويقصر في الثانية

ذكر خبر قد يوهم بعض المستمعين أنه مضاد لخبر أبي قتادة الذي ذكرناه
[ 1858 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا هشيم قال حدثنا منصور بن زاذان عن الوليد بن مسلم عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال كنا نحزر قيام النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الوليين قدر ثلاثين آية وحزرنا قيامه في الركعتين الأخريين على النصف من ذلك وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر وحزرنا قيامه في الأخريين من العصر على النصف من ذلك قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قول أبي سعيد فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين قدر ثلاثين آية يضاد في الظاهر قول أبي قتادة ويطيل في الأولى ويقصر في الثانية وليس بحمد الله ومنه وكذلك لأن الركعة الأولى كان يقرأ صلى الله عليه وسلم فيها ثلاثين آية بالترسيل والترتيل والترجيع والركعة الثانية كان يقرأ فيها مثل قراءته في الأولى بلا ترسيل ولا ترجيع فتكون القراءتان واحدة والأولى أطول من الثانية

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1859 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال كنت قاعدا عند عمر بن الخطاب إذ جاءه ناس من أهل الكوفة يشكون سعدا حتى قالوا له إنه لا يحسن الصلاة فقال عهدي به وهو حسن الصلاة فدعاه فأخبره فقال أما صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد صليت بهم أركد في الأوليين وأحذف في الأخريين فقال ذاك الظن بك أبا إسحاق فبعث معه من يسأل عنه بالكوفة فطيف به في مساجد الكوفة فلم يقل له إلا خيرا حتى انتهى إلى مسجد بني عبس فإذا رجل يدعى أبا سعدة فقال اللهم إنه كان لا ينفر في السرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية قال فغضب سعد وقال اللهم إن كان كاذبا فأطل عمره وشدد فقره وأعرض عليه الفتن قال فزعم بن عمير أنه رآه قد سقط حاجباه على عينيه قد افتقر وافتتن فلم يجد شيئا يسأل كيف أنت أبا سعدة فيقول شيخ كبير مفتون أجيبت في دعوة سعد

ذكر ما يستحب للمصلي رفع اليدين عند إرادته الركوع وعند رفع رأسه منه
[ 1860 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا زائدة بن قدامة قال حدثنا عاصم بن كليب قال حدثني أبي أن وائل بن حجر الحضرمي أخبره قال قلت لأنظرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي فنظرت إليه حين قام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد ثم لما أراد أن يركع رفع يديه مثلها ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه ثم رفع رأسه فرفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء اذنيه ثم جلس فافترش فخذه اليسرى وجعل يده اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى وعقد ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برد فرأيت الناس عليهم جل الثياب تتحرك أيديهم تحت الثياب
[ 1861 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله بن المبارك عن مالك عن بن شهاب عن سالم عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا كبر للركوع وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضا وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وكان لا يفعل ذلك في السجود

ذكر ما يستحب للمصلي إخراج اليدين من كميه عند رفعه إياهما في الموضع الذي وصفناه
[ 1862 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا محمد بن جحادة قال حدثنا عبد الجبار بن وائل بن حجر قال كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي فحدثني وائل بن علقمة عن وائل بن حجر قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا دخل في الصف رفع يديه وكبر ثم التحف فأدخل يده في ثوبه فأخذ شماله بيمينه فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ورفعهما وكبر ثم ركع فإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه فكبر فسجد ثم وضع وجهه بين كفيه قال بن جحادة فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن فقال هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله من فعله وتركه من تركه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه محمد بن جحادة من الثقات المتقنين وأهل الفضل في الدين إلا أنه وهم في اسم هذا الرجل إذ الجواد يعثر فقال وائل بن علقمة وإنما هو علقمة بن وائل

ذكر إباحة رفع المرء يديه في الموضع الذي وصفناه إلى حد أذنيه
[ 1863 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن مالك بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر رفع يديه إذا دخل في الصلاة حتى يحاذي بهما أذنيه وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع

ذكر ما يستحب للمصلي أن يكون رفعه يديه في الموضع الذي وصفناه إلى المنكبين
[ 1864 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو الربيع الزهراني قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه وإذا أراد أن يركع وبعد ما يرفع رأسه من الركوع ولا يرفع بين السجدتين
[ 1865 ] أخبرنا إبراهيم بن علي الهزاري بسارية قال حدثنا عمرو بن علي الفلاس قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن عبد الحميد بن جعفر قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد قال سمعته في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة قال أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ما كنت أقدمنا له صحبة ولا أكثرنا له تبعة قال بلى قالوا فاعرض قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل القبلة ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال الله أكبر وإذا ركع كبر ورفع يديه حين ركع ثم يعتدل في صلبه ولم ينصب رأسه ولم يقنعه ثم رفع رأسه وقال سمع الله لمن حمده ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم اعتدل ثم سجد واستقبل بأطراف رجليه القبلة ثم رفع رأسه فقال الله أكبر فثنى رجله اليسرى وقعد واعتدل حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم قال الله أكبر وإذا قام من الركعتين كبر ثم قام حتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها آخر رجله اليسرى وقعد على رجله متوركا ثم سلم

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أن خبر أبي حميد الذي ذكرناه معلول
[ 1866 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا الوليد بن شجاع السكوني قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا الحسن بن الحر قال حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي أنه كان في مجلس كان فيه أبوه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي المجلس أبو هريرة وأبو أسيد وأبو حميد الساعدي من الأنصار وأنهم تذاكروا الصلاة فقال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فأرنا قال فقام يصلي وهم ينظرون فبدأ يكبر ورفع يديه حذاء المنكبين ثم كبر للركوع فرفع يديه أيضا ثم أمكن يديه من ركبته غير مقنع ولا مصوب ثم رفع رأسه وقال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ثم رفع يديه ثم قال الله أكبر فسجد فانتصب على كفيه وركبته وصدور قدميه وهو ساجد ثم كبر فجلس وتورك إحدى رجليه ونصب قدمه الأخرى ثم كبر فجد الأخرى فكبر فقام ولم يتورك ثم عاد فركع الركعة الأخرى وكبر كذلك ثم جلس بعد الركعتين حتى إذا هو أراد أن ينهض للقيام كبر ثم ركع الركعتين الأخيرتين فلما سلم سلم عن يمينه سلام عليكم ورحمة الله وسلم عن شماله سلام عليكم ورحمة الله قال الحسن بن الحر وحدثني عيسى أن مما حدثه أيضا في المجلس في التشهد أن يضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ويضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ثم يشير في الدعاء بإصبع واحدة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي وسمعه من عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه فالطريقان جميعا محفوظان

ذكر وصف بعض صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا الله جل وعلا باتباعه واتباع ما جاء به
[ 1867 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر وكان أسود من رأيت قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء قال سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أبو قتادة فقال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لم فوالله ما كنت أكثرنا له تبعة ولا أقدمنا له صحبة قال بلى قالوا فاعرض قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبر ثم رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ويقيم كل عظم في موضعه ثم يقرأ ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه معتدلا لا يصوب رأسه ولا يقنع به يقول سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه حتى يقر كل عظم إلى موضعه ثم يهوي إلى الأرض ويجافي يديه عن جنبيه ثم يرفع رأسه ويثني رجله فيقعد عليها ويفتخ أصابع رجليه إذا سجد ثم يسجد ثم يكبر ويجلس على رجله اليسرى حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ثم يقوم فيصنع في الأخرى مثل ذلك ثم إذا قام من الركعتين رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع عند افتتاح الصلاة ثم يصلي بقية صلاته هكذا حتى إذا كان في السجدة التي فيها التسليم أخرج رجليه وجلس على شقة الأيسر متوركا فقالوا صدقت هكذا كان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في أربع ركعات يصليها الإنسان ست مائة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجناها بفصولها في كتاب صفة الصلاة فأغنى ذلك عن نظمها في هذا النوع من هذا الكتاب قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه عبد الحميد رضى الله تعالى عنه أحد الثقات المتقنين قد سبرت أخباره فلم أره انفرد بحديث منكر لم يشارك فيه وقد وافق فليح بن سليمان وعيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد عبد المجيد بن جعفر في هذا الخبر

ذكر البيان بأن خبر مالك الذي ذكرناه خبر مختصر
ذكر بقصته في خير عبيد الله بن عمر
[ 1868 ] أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا عبيد الله بن عمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل في الصلاة رفع يديه وإذا ركع وإذا قال سمع الله لمن حمده وإذا قام من الركعتين رفعهما إلى منكبيه

ذكر خبر احتج به من لم يحكم صناعة الحديث ونفى رفع اليدين في الصلاة في المواضع التي وصفناها
[ 1869 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب حدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن يزيد بن محمد القرش وعن يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد الساعدي أنا أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره فإذا رفع رأسه استوى فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابض واستقبل بأطراف رجليه إلى القبلة وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى وجلس على مقعدته
ذكر البيان بأن خبر محمد بن عمرو بن حلحلة الذي ذكرناه خبر مختصر ذكر بقصته في خبر عبد الحميد بن جعفر
[ 1870 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي حدثنا أبو أسامة حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء قال سمعت أبا حميد الساعدي يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال الله أكبر وإذا ركع كبر ورفع يديه حين ركع ثم عدل صلبه ولم يصوب رأسه ولم يقنعه ثم قال سمع الله لمن حمده ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم اعتدل حتى رجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم هوى إلى الأرض فقال الله أكبر وسجد وجافى عضديه عن جنبيه واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة ثم رفع رأسه وقال الله أكبر وثنى رجله اليسرى وقعد عليها واعتدل حتى رجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم قال الله أكبر ثم عاد فسجد ثم رفع رأسه وقال الله أكبر ثم ثنى رجله اليسرى ثم قعد عليها حتى رجع كل عظم إلى موضعه ثم قام فصنع في الأخرى مثل ذلك حتى إذا قام من الركعتين كبر وصنع كما صنع في ابتداء الصلاة حتى إذا كانت السجدة التي تكون خاتمة الصلاة رفع رأسه منهما وأخر رجله وقعد متوركا على رجله صلى الله عليه وسلم

ذكر البيان بأن على المصلي رفع اليدين عند إرادته الركوع وبعد رفعه رأسه منه كما يرفعهما عند ابتداء الصلاة
[ 1871 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا فليح بن سليمان قال حدثني عباس بن سهل بن سعد الساعدي قال اجتمع أبو حميد الساعدي وأبو أسيد الساعدي وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد انا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن النبي صلى الله عليه وسلم قام فكبر ورفع يديه ثم رفع يديه حين كبر للركوع ثم ركع فوضع يديه على ركبته كالقابض عليهما فوتر يديه فنحاهما عن جنبيه ولم يصوب رأسه ولم يقنعه ثم قام فرفع يديه فاستوى حتى رجع كل عضو إلى موضعه ثم سجد أمكن أنفه وجبهته ونحى رجع كل عضو إلى موضعه ثم سجد أمكن أنفه وجبهته ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه ثم رفع رأسه حتى رجع كل عضو في موضعه حتى فرغ ثم جلس فافترش رجله اليسرى وأقبل بصدر اليمنى على قبلته ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى وكفه اليسرى على ركبته اليسرى وأشار بأصبعه السبابة

ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر أمته برفع اليدين في الصلاة عند إرادتهم الركوع وعند رفعهم رؤوسهم منه
[ 1872 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن إسماعيل بن عليه عن أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا قد اشتقنا أهلينا سألنا عمن تركنا من أهلينا فأخبرناه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فقال ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم

ذكر استعمال مالك بن الحويرث ما أمره النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته
[ 1873 ] أخبرنا شباب بن صالح بواسط قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر ورفع يديه وإذا أراد أن يركع رفع يديه وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه وحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل هكذا

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عبد الله بن مسعود غير جائز في فضله وعلمه أن لا يرى المصطفى صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الموضع الذي وصفنا إذ كان من أولي الأحلام والنهى رحمة الله عليه
[ 1874 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال دخلت أنا وعلقمة على بن مسعود فقال لنا أصلى هؤلاء فقلنا لا قال فقوموا فصلوا فذهبنا لنقوم خلفه فجعل أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فصلى بغير أذان ولا إقامة فجعل إذا ركع شبك بين أصبعه في الصلاة فجعلها بين ركبتيه فلما صلى قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وقال يا أيها الناس إنها ستكون عليكم أمراء يميتون الصلاة يخنقونها إلى شرق الموتى فمن أدرك ذلك منكم فليصل الصلاة لوقتها وليجعل صلاته معهم سبحة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه كان بن مسعود رحمه الله ممن يشبك يديه في الركوع وزعم أنه كذلك رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعله وأجمع المسلمون قاطبة من لدن المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على أن الفعل كان في أول الإسلام ثم نسخه الأمر بوضع اليدين للمصلي في ركوعه فإن جاز لابن مسعود في فضله وورعه وكثرة تعاهده أحكام الدين وتفقده أسباب الصلاة خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو في الصف الأول إذ كان من أولي الأحلام والنهى أن يخفى عليه مثل هذا الشيء المستفيض الذي هو منسوخ بإجماع المسلمين أو رآه فنسيه جاز أن يكون رفع المصطفى صلى الله عليه وسلم يديه عند الركوع وعند رفع الرأس من الركوع مثل التشبيك في الركوع أن يخفى عليه ذلك أو ينساه بعد أن رآه

ذكر البيان بأن الخير الفاضل من أهل العلم قد يخفى عليه من السنن المشهورة ما يحفظه من هو دونه أو مثله وإن كثر مواظبته عليها وعنايته بها
[ 1875 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال دخلت أنا وعلقمة على بن مسعود فقال لنا قوموا فصلوا فذهبنا لنقوم خلفه فأقام أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فصلى بنا بغير أذان ولا إقامة فجعل إذا ركع طبق بين أصابعه وجعلها بين ركبتيه فلما صلى قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل

ذكر الاستحباب للمصلي أن يرفع يديه إلى منكبيه عند قيامه من الركعتين في صلاته
[ 1876 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال حدثنا أبو عاصم قال أخبرنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء قال سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة قال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له ولم فوالله ما كنت أكثرنا له تبعة ولا أقدمنا له صحبة قال بلى قالوا فاعرض قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ويقر كل عظم في موضعه معتدلا ثم يقرأ ثم يكبر ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ويركع ويضع راحتيه على ركبتيه ثم يعتدل فلا يصوب رأسه ولا يرفعه ثم يرفع رأسه ويقول سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلا ثم يقول الله أكبر ثم يهوي إلى الأرض ويجافي يديه عن جنبيه ثم يرفع رأسه فيثني رجله اليسرى فيقعد عليها ويفتح أصابع رجليه إذا سجد ثم يعود فيسجد ويرفع رأسه ويقول الله أكبر ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها حتى يعود كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم يصنع في الركعة الأخرى مثل ذلك وإذا قام من الثنتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع عند افتتاح الصلاة ثم صنع مثل ذلك في بقية صلاته حتى إذا كانت قعدة السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركا على شقه الأيسر قالوا جميعا هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي

ذكر ما يستحب للمصلي رفع اليدين عند قيامه من الركعتين من صلاته
[ 1877 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد بن بجير ومحمد بن إسحاق الثقفي قالوا حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن عمر عن بن شهاب عن سالم عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة وإذا أراد أن يركع وإذا رفع رأسه من الركوع وإذا قام من الركعتين رفع يديه في ذلك كله حذو المنكبين
[ 1878 ] أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود بحران قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البجلي قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الناس رافعوا أيديهم في الصلاة فقال ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه الأعمش من المسيب بن رافع
[ 1879 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن خالد العسكري قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان قال سمعت المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل المسجد فأبصر قوما قد رفعوا أيديهم فقال قد رفعوها كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة

ذكر الخبر المقتضي للفظة المختصرة التي تقدم ذكرنا لها بأن القوم إنما أمروا بالسكون في الصلاة عند الإشارة بالتسليم دون رفع اليدين عند الركوع
[ 1880 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قالا حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن مسعر عن عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة قال كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا بأيدينا السلام عليكم يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي أرى أيديكم كأنها أذناب خيل شمس إنما يكفي أحدكم أن يضع يديه على فخذه ثم يسلم عن يمينه وعن شماله

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1881 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر بن كدام قال حدثني عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة قال كنا إذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع أحدنا يده يمنة ويسرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس أولا يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على من عن يمينه ومن عن يساره

ذكر الأمر بوضع اليدين على الركبتين في الركوع بعد أن كان التطبيق مباحا لهم استعماله
[ 1882 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن أبي يعفور قال سمعت مصعب بن سعد بن أبي وقاص يقول صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كفي ثم وضعتهما بين فخذي فنهاني عن ذلك وقال كنا نفعل هذا فنهينا عنه وأمرنا أن نضع على الركب

ذكر البيان بأن التطبيق في الركوع كان في أول الإسلام ثم نسخ ذلك بالأمر بوضع الأيدي على الركب
[ 1883 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الزبير بن عدي عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال كنت إذا صليت طبقت ووضعت يدي بين ركبتي فرآني أبي سعد فقال كنا نفعل هذا فنهينا عنه وأمرنا بالركب

ذكر وصف قدر الركوع والسجود للمصلي في صلاته
[ 1884 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب كان ركوع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعه رأسه بعد الركوع وسجوده وجلوسه بين السجدتين قريبا من السواء

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه يضاد خبر البراء الذي ذكرناه
[ 1885 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال قال لنا أنس بن مالك إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا قال ثابت رأيت أنس بن مالك يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل لقد نسي وإذا رفع رأسه من السجدة الأولى قعد حتى يقول القائل لقد نسي

ذكر خبر ثان قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه مضاد للخبرين الأولين اللذين ذكرناهما
[ 1886 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن شريك بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول ما صليت وراء أحد قط أخف صلاة من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أتم وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي وراءه فيخفف مخافة أن تفتن أمه

ذكر وصف بعض السجود والركوع للمصلي في صلاته
[ 1887 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب السنجي حدثنا محمد بن عمر بن الهياج حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي حدثني عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن سنان بن الحارث بن مصرف عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن بن عمر قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كلمات أسأل عنهن قال اجلس وجاء رجل من ثقيف فقال يا رسول الله كلمات أسأل عنهن فقال صلى الله عليه وسلم سبقك الأنصاري فقال الأنصاري إنه رجل غريب وإن للغريب حقا فابدأ به فأقبل على الثقفي فقال إن شئت أجبتك عما كنت تسأل وإن شئت سألتني وأخبرك فقال يا رسول الله بل أجبني عما كنت أسألك قال جئت تسألني عن الركوع والسجود والصلاة والصوم فقال لا والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئا قال فإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك ثم أمكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه وإذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا وصل أول النهار وآخره فقال يا نبي الله فإن أنا صليت بينهما قال فأنت إذا مصلي وصم من كل شهر ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة فقام الثقفي ثم أقبل على الأنصاري فقال إن شئت أخبرتك عما جئت تسأل وإن شئت سألتني فأخبرك فقال لا يا نبي الله أخبرني عما جئت أسألك قال جئت تسألني عن الحاج ما له حين يخرج من بيته وما له حين يقوم بعرفات وما له حين يرمي الجمار وما له حين يحلق رأسه وما له حين يقضي آخر طواف بالبيت فقال يا نبي الله والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئا قال فإن له حين يخرج من بيته أن راحلته لا تخطو خطوة إلا كتب له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة فإذا وقف بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وإن كان عدد قطر السماء ورمل عالج وإذا رمى الجمار لا يدري أحد له ما له حتى يوفاه يوم القيامة وإذا حلق رأسه فله بكل شعرة سقطت من رأسه نور يوم القيامة وإذا قضى آخر طوافه بالبيت خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه

ذكر إثبات اسم السارق على الناقص الركوع والسجود في صلاته
[ 1888 ] أخبرنا القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته قال وكيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها
ذكر البيان بأن المرء يكتب له بعض صلاته إذا قصر في البعض الآخر
[ 1889 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر قال حدثني سعيد المقبري عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أن عمار بن ياسر صلى ركعتين فخففهما فقال له عبد الرحمن بن الحارث يا أبا اليقظان أراك قد خففتهما قال إني بادرت بهما الوسواس وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليصلي الصلاة ولعله لا يكون له منها إلا عشرها أو تسعها أو ثمنها أو سبعها أو سدسها حتى أتى على العدد قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا إسناد يوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه منفصل غير متصل وليس كذلك لأن عمر بن أبي بكر سمع هذا الخبر عن جده عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عمار بن ياسر على ما ذكره عبيد الله بن عمر لأن عمر بن أبي بكر لم يسمعه من عمار على ظاهره
[ 1890 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فجلس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع فصل فإنك لم تصل حتى فعل ذلك ثلاث مرات فقال الرجل والذي بعثك بالحق ما أعرف غير هذا فعلمني قال إذا قمت إلى الصلاة فكبر واقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وافعل ذلك في صلاتك كلها قال أبو خاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم واقرأ ما تيسر معك من القرآن يريد فاتحة الكتاب وقوله ارجع فصل فإنك لم تصل نفى الصلاة عن هذا المصلي لنقصه عن حقيقة إتيان ما كان عليه من فرضها لا أنه لم يصل فلما كان فعله ناقصا عن حالة الكمال نفى عنه الاسم بالكلية

ذكر الزجر عن أن لا يقيم المرء صلبه في ركوعه وسجوده
[ 1891 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان الحنفي عن أبيه وكان أحد الوفد الستة قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا معه فلمح بمؤخر عينيه رجلا لا يقر صلبه في الركوع والسجود فقال إنه لا صلاة لمن لم يقم صلبه

ذكر الإخبار عن نفي جواز صلاة المرء إذا لم يقم أعضاءه في ركوعه وسجوده
[ 1892 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا وكيع وأبو معاوية قالا حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزىء صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود
[ 1893 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن خالد قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة قال سمعت سليمان قال سمعت عمارة بن عمير عن أبي معمر عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزىء صلاة لأحد لا يقيم صلبه في الركوع والسجود

ذكر نفي الفطرة عن من لم يقم صلبه في الركوع والسجود
[ 1894 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا بن مهدي قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن زيد بن وهب قال رأى حذيفة رجلا عند أبواب كندة ينقر فقال مذ كم صليت هذه الصلاة قال منذ أربعين سنة قال لو مت مت على غير الفطرة التي فطر عليها محمد صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليخفف ويتم الركوع والسجود

ذكر الزجر عن قراءة القرآن في الركوع والسجود
[ 1895 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني إبراهيم بن عبد الله بن حنين أن أباه حدثه أنه سمع علي بن أبي طالب يقول نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ راكعا وساجدا

ذكر الزجر عن القراءة في الركوع والسجود للمصلي في صلاته
[ 1896 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ثم قال ألا إني نهيت أقرأ راكعا وساجدا أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم

ذكر ما يقول المرء في ركوعه من صلاته
[ 1897 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا بن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن أحنف عن صلة بن زفر عن حذيفة قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ركع جعل يقول سبحان ربي العظيم ثم سجد فقال سبحان ربي الأعلى

ذكر المرء بالتسبيح لله جل وعلا في الركوع والسجود للمصلي في صلاته
[ 1898 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال حدثنا عبد الله قال أخبرنا موسى بن أيوب الغافقي عن عمه عن عقبة بن عامر قال لما نزلت { فسبح باسم ربك العظيم } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في ركوعكم فلما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال اجعلوها في سجودكم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه عم موسى بن أيوب اسمه إياس بن عامر من ثقات المصريين

ذكر إباحة نوع ثالث من التسبيح إذا سبح المرء به في ركوعه
[ 1899 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سعيد عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أن عائشة أنبأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وفي سجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح

ذكر الأمر بتعظيم الرب جل وعلا في الركوع والسجود للمصلي
[ 1900 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ثم قال ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم

ذكر الإباحة للمرء أن يفوض الأشياء كلها إلى بارئه جل وعلا في دعائه في ركوعه في صلاته
[ 1901 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع قال اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت أنت ربي خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين

ذكر طمأنينة المصطفى صلى الله عليه وسلم عند رفع رأسه من الركوع
[ 1902 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن ثابت البناني قال سمعت أنس بن مالك ينعت لنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم فيصلي فإذا رفع رأسه من الركوع قلنا قد نسي من طول القيام

ذكر ما يحمد العبد ربه جل وعلا عند رفعه رأسه من الركوع في صلاته
[ 1903 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظامي وعصبي وإذا رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد

ذكر البيان بأن المرء جائز له أن يقول ما وصفنا في الصلاة الفريضة
[ 1904 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع في الصلاة قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد

ذكر ما يستحب للمصلي أن يفوض الأشياء إلى بارئه عند تحميد ربه جل وعلا في الموضع الذي وصفنا من صلاته
[ 1905 ] أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن قزعة بن يحيى عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قال سمع الله لمن حمده قال ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به سعيد بن عبد العزيز
[ 1906 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا هشيم قال أخبرنا هشام بن حسان عن قيس بن سعد عن عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد ولا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد

ذكر ما يقول المرء عند رفعه رأسه من الركوع
[ 1907 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه

ذكر الإباحة للمرء أن يقول في الموضع
الذي ذكرناه بدون ما وصفنا
[ 1908 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا سفيان عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد

ذكر الإباحة للمرء أن يقول ما وصفنا بحذف الواو منه
[ 1909 ] أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد

ذكر استحباب الاجتهاد للمرء في الحمد لله بعد رفع رأسه من الركوع
[ 1910 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نعيم المجمر عن علي بن يحيى الزرقي عن أبيه عن رفاعة بن رافع الزرقي قال كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة وقال سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من المتكلم آنفا فقال رجل أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول

ذكر مغفرة الله جل وعلا ما تقدم من ذنوب العبد بقوله اللهم ربنا ولك الحمد في صلاته إذا وافق ذلك قول الملائكة
[ 1911 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا ولك الحمد فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه

ذكر ما يستحب للمصلي وضع الركبتين على الأرض عند السجود قبل الكفين
[ 1912 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه

ذكر الأمر أن يقصد المرء في سجوده التراب إذا استعماله يؤدي إلى التواضع لله جل وعلا
[ 1913 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى الشحام بالري حدثنا محمد بن مسلم بن وارة حدثنا الربيع بن روح حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن عدي بن عبد الرحمن عن داود بن أبي هند عن أبي صالح مولى آل طلحة بن عبيد الله قال كنت عند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأتاها ذو قرابتها غلام شاب ذو جمة فقام يصلي فلما ذهب ليسجد نفخ فقالت لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لغلام لنا أسود يا رباح ترب وجهك

ذكر الأمر بالادعام على الراحتين عند السجود للمصلي إذ الأعضاء تسجد كما يسجد الوجه
[ 1914 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري حدثنا أبي وعمي قالا حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني مسعر بن كدام عن آدم بن علي البكري عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبسط ذراعيك إذا صليت كبسط السبع وأدعم على راحتيك وجاف عن ضبعيك فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك

ذكر ما يستحب للمرء أن يكون اتكاؤه في السجود على أليتي كفيه
[ 1915 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا علي بن حسين بن واقد قال حدثني أبي قال حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يسجد على أليتي كفيه

ذكر الأمر برفع المرفقين عن الأرض عند الانتصاب في السجود
[ 1916 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط عن إياد بن لقيط عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك وانتصب

ذكر الأمر بضم الفخذين عند السجود للمصلي
[ 1917 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبي عن الليث بن سعد عن دراج عن بن حجيرة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سجد أحدكم فلا يفترش افتراش الكلب وليضم فخذيه قال أبو حاتم لم يسمع الليث من دراج غير هذا الحديث

ذكر إباحة استعانة المصلي بالركبة في سجوده عند وجود ضعف أو كبر سن
[ 1918 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن بن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال شكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم مشقة السجود عليهم فقال استعينوا بالركب

ذكر ما يستحب للمصلي أن يجافي في سجوده حتى يرى بياض إبطيه
[ 1919 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار قال حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن بن بحينة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه

ذكر ما يستحب للمصلي ضم الأصابع في السجود
[ 1920 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحارث بن عبد الله الهمداني قال حدثنا هشيم عن عاصم بن كليب عن علقمة بن وائل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه

ذكر البيان بأن المرء إذا سجد سجد معه آرابه السبع
[ 1921 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب وجهه وركبتاه وكفاه وقدماه

ذكر الإخبار عن الأعضاء التي تسجد لسجود المصلي في صلاته
[ 1922 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا حيوة عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه

ذكر الأمر للمرء إذا أراد السجود أن يسجد على الأعضاء السبعة
[ 1923 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا عبد الله بن الصباح العطار حدثنا محمد بن سواء حدثنا شعبة وروح بن القاسم عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أسجد على سبعة ولا أكف شعرا ولا ثوبا

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رواه إلا عمرو بن دينار
[ 1924 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة أعظم وأن لا أكف شعرا ولا ثوبا

ذكر الأعضاء السبعة التي أمر المصلي أن يسجد عليها
[ 1925 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا وهيب عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أسجد على سبعة أعظم الجبهة وأشار بيده إلى أنفه واليدين والركبتين والقدمين ولا أكف الثياب ولا الشعر

ذكر الأمر بالاعتدال في السجود للمصلي
[ 1926 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتدلوا في السجود ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب
[ 1927 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا كامل بن طلحة الجحدري قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اعتدلوا في السجود ولا يكون أحدكم باسط ذراعيه كالكلب

ذكر الرغبة في الدعاء والسجود لقرب العبد من مولاة في ذلك الوقت
[ 1928 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عمارة بن غزية عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء

ذكر الإباحة للمرء أن يسبح في سجوده ويقرن إليه السؤال
[ 1929 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمود السعدي قال حدثنا موسى بن بحر قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن أبي إسحاق عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن

ذكر وصف التسبيح الذي يسبح المرء ربه جل وعلا في سجوده من صلاته
[ 1930 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في سجوده سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي قالت فكان يتأول القرآن

ذكر الإباحة للمصلي أن يسأل الله جل وعلا مغفرة ذنوبه في سجوده
[ 1931 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا بن وهب قال حدثني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره

ذكر ما يستحب للمصلي أن يتعوذ برضاء الله جل وعلا من سخطه في سجوده
[ 1932 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبيد الله بن عمر
[ 1933 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وإسماعيل بن إسحاق الكوفي سكن الفسطاط قالا حدثنا بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب قال حدثني عمارة بن غزية قال سمعت أبا النضر يقول سمعت عروة بن الزبير يقول قالت عائشة فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معي على فراشي فوجدته ساجدا راصا عقبيه مستقبلا بأطراف أصابعه للقبلة فسمعته يقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك أثني عليك لا أبلغ كل ما فيك فلما انصرف قال صلى الله عليه وسلم يا عائشة أحر بك شيطانك فقلت ما لي من شيطان فقال ما من آدمي إلا له شيطان فقلت وأنت يا رسول الله قال وأنا ولكني دعوت الله عليه فأسلم

ذكر ما يستحب للمصلي أن يقعد في الركعة الأولى والثالثة بعد رفعه رأسه من السجود قبل أن يقوم قائما
[ 1934 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا علي بن حجر قال حدثنا هشيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي جالسا

ذكر ما يستحب للمرء الاعتماد على الأرض عند القيام من القعود الذي وصفناه
[ 1935 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء عن أبي قلابة أنه حدث عن مالك بن الحويرث قال دخل علينا مسجدنا قال إني لأصلي وما أريد الصلاة ولكني أريد أن أعلمكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قال فذكر الله حيث رفع رأسه من السجود في الركعة الأولى استوى قاعدا ثم قام فاعتمد على الأرض

ذكر ما يستحب للمصلي أن لا يسكت في ابتداء الركعة الثانية من صلاته كما يفعل ذلك في الركعة الأولى منها
[ 1936 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا محمد بن أسلم الطوسي قال حدثنا يونس بن محمد عن عبد الواحد بن زياد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة ولم يسكت

ذكر البيان بأن على المرء تطويل الركعتين الأوليين من صلاته وحذف الأخيرتين منها
[ 1937 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا شعبة عن أبي عون الثقفي عن جابر بن سمرة قال قال عمر لسعد قد شكاك أهل الكوفة في كل شيء حتى في الصلاة فقال أطيل الأوليين وأحذف في الأخريين وما آلو من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك الظن بك

ذكر البيان بأن جلوس المرء في الصلاة للتشهد الأول غير فرض عليه
[ 1938 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في قيام الناس خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم عند قيامه من موضع جلسته الأولى وتركه الإنكار عليهم ذلك أبين البيان على أن القعدة الأولى في الصلاة غير فرض

ذكر البيان بأن التشهد الأول في الصلاة ليس بفرض على المصلي
[ 1939 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال أخبرنا الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم وسجدهما الناس مكان ما نسي من الجلوس

ذكر الخبر الدال على أن التشهد الأول في الصلاة غير فرض على المصلين
[ 1940 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة قال صلى بنا عقبة بن عامر فقام وعليه جلوس فقال الناس وراءه سبحان الله فلم يجلس فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين وهو جالس فقال إني سمعتكم تقولون سبحان الله كيما أجلس وليس تلك سنة إنما السنة التي صنعته

ذكر البيان بأن التشهد الأول في الصلاة ليس بفرض على المصلي
[ 1941 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال أخبرنا الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس

ذكر وضع اليدين على الفخذين في التشهد للمصلي
[ 1942 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي أنه قال رآني بن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة فلما انصرف نهاني وقال اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قال كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى

ذكر البيان بأن المصلي في التشهد يجب أن يضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وركبته واليمنى على اليمنى منها
[ 1943 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الركعتين افترش اليسرى ونصب اليمنى ووضع إبهامه على الوسطى وأشار بالسبابة ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وألقم كفه اليسرى ركبته

ذكر وصف ما يجعل المرء أصابعه عند الإشارة في التشهد
[ 1944 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا بن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بأصبعه السبابة لا يجاوز بصره إشارته

ذكر العلة التي من أجلها كان يشير المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسبابة في الموضع الذي وصفناه
[ 1945 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا سلم بن جنادة قال حدثنا بن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال قدمنا المدينة وهم ينفضون أيديهم من تحت الثياب فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكبر حتى افتتح الصلاة ورفع يديه حتى رأيت إبهاميه قريبا من أذنيه قال ثم أخذ شماله بيمينه فلما ركع رفع يديه فلما رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده ثم كبر ورفع يديه ثم سجد فوضع رأسه بين يديه في الموضع من وجهه فلما جلس افترش قدميه ووضع مرفقه اليمن على فخذه اليمنى وقبض خنصره والتي تليها وجمع بين إبهامه والوسطى ورفع التي تليها يدعو بها

ذكر ما يستحب للمصلي عند الإشارة التي وصفناها أن يحني سبابته قليلا
[ 1946 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا مجاهد بن موسى المخرمي حدثنا شعيب بن حرب المدائني حدثنا عصام بن قدامة الجدلي أخبرنا مالك بن نمير الخزاعي أن أباه حدثه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة واضعا اليمنى على فخذه اليمنى رافعا أصبعه السبابة قد حناها شيئا وهو يدعو

ذكر البيان بأن الإشارة بالسبابة يجب أن تكون إلى القبلة
[ 1947 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا علي بن حجر قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثنا مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي عن بن عمر أنه رأى رجلا يحرك الحصى بيده وهو في الصلاة فلما انصرف قال له عبد الله لا تحرك الحصى وأنت في الصلاة فإن ذلك من الشيطان ولكن اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قال فوضع يده اليمنى على فخذه وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ورمى ببصره إليها أم نحوها ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع

ذكر وصف التشهد الذي يتشهد المرء في صلاته
[ 1948 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين بن عبد الرحمن والمغيرة والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال كنا إذا جلسنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة نقول السلام على الله السلام على جبريل السلام على ميكائيل السلام على فلان السلام على فلان فالتفت إلينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله هو السلام فقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماوات والأرض

ذكر الأمر بالتشهد عند القعدة من صلاته
[ 1949 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن حماد عن أبي وائل عن عبد الله قال كنا نقول السلام على الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام وأمرهم بالتشهد التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

ذكر وصف ما يتشهد المرء به في جلوسه من صلاته
[ 1950 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن منصور والأعمش وأبي هاشم عن أبي وائل وعن أبي إسحاق عن الأسود وأبي الأحوص عن عبد الله قال كنا لا ندري ما نقول في الصلاة نقول السلام على جبريل السلام على ميكائيل فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم وقال إن الله هو السلام فإذا جلستم في الركعتين فقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين قال أبو وائل في حديثه عن عبد الله إذا قلتها أصابت كل ملك مقرب ونبي مرسل وعبد صالح أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
[ 1951 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد ومحمد بن كثير قالا أخبرنا شعبة قال أخبرنا أبو إسحاق قال أخبرنا أبو الأحوص عن عبد الله قال كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين إلا أن نسبح ونكبر ونحمد ربنا وإن محمدا صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وخواتمه أو قال جوامعه وإنه قال لنا إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير من الدعاء ما أعجبه فليدع به ربه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه الأمر بالجلوس في كل ركعتين أمر فرض دل فعله مع ترك الإنكار على من خلفه على أن الجلوس الأول ندب وبقي الآخر على حالته فرضا

ذكر الإباحة للمرء أن يتشهد في صلاته بغير ما وصفنا
[ 1952 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا كامل بن طلحة حدثنا الليث بن سعد قال حدثني أبو الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

ذكر الأمر بنوع ثان من التشهد إذ هما من اختلاف المباح
[ 1953 ] أخبرنا بن قتيبة من كتابه قال حدثنا يزيد بن موهب قال أخبرني الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن كان يقول التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه تفرد به أبو الزبير

ذكر الإباحة للمرء أن يتشهد في صلاته بغير ما وصفنا
[ 1954 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

ذكر ما كان القوم يقولون في الجلسة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل تعليمه إياهم التشهد
[ 1955 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود قال كنا إذا جلسنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا السلام على الله قبل عباده السلام على جبريل السلام على ميكائيل السلام على فلان وفلان فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال إن الله هو السلام فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليكن من أول قوله التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإذا قالها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يتخير من الدعاء ما أحب

ذكر وصف السلام الذي يتقدم الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم
[ 1956 ] أخبرنا أحمد بن الحسين الجرادي بالموصل قال حدثنا إسحاق بن زريق الرسعني قال حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال حدثنا الثوري عن الأعمش ومنصور وحصين وأبي هاشم وحماد بن أبي سليمان عن أبي وائل وأبي إسحاق عن أبي الأحوص والأسود عن عبد الله قال كنا لا ندري ما نقول في الصلاة نقول السلام على الله السلام على جبريل السلام على ميكائيل فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله هو السلام فإذا جلستم في ركعتين فقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين قال أبو وائل في حديثه عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا قلتها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض وقال أبو إسحاق في حديثه عن عبد الله إذا قلتها أصابت كل عبد مقرب ونبي مرسل أو عبد صالح أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

ذكر وصف الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يتعقب السلام الذي وصفنا
[ 1957 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن مسعر عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد

ذكر البيان بأن القوم إنما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن وصف الصلاة التي أمرهم الله جل وعلا أن يصلوا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 1958 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال بشير بن سعد أمرنا الله يا رسول الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم

ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سئل عن الصلاة عليه في الصلاة عند ذكرهم إياه في التشهد
[ 1959 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وكتبته من أصله قال حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر وكتبته من أصله قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال وحدثني في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا المرء المسلم صلى عليه في صلاته محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه عن أبي مسعود قال أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقال يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك قال فصمت حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله قال إذا صليتم علي فقولوا اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

ذكر البيان بأن المرء مأمور بالصلاة على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في صلاته عند ذكره إياه بعد التشهد
[ 1960 ] أخبرنا محمد بن إسحاق مولى ثقيف قال حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا المقرىء قال حدثنا حيوة بن شريح قال حدثني أبو هانئ حميد بن هانئ أن أبا علي عمرو بن مالك الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عجل هذا ثم دعاه فقال له إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدع بعد بما شاء

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد ليس بفرض
[ 1961 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البجلي قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثني الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي فحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عبد الله فعلمه التشهد في الصلاة التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين قال زهير عقلت حين كتبته من الحسن فحدثني من حفظه من الحسن ببقيته أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال زهير ثم رجعت إلى حفظي قال فإذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد

ذكر البيان بأن قوله فإذا قلت هذا فقد قضيت ما عليك إنما هو قول بن مسعود ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أدرجه زهير في الخبر
[ 1962 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا غسان بن الربيع قال حدثنا بن ثوبان عن الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي وأخذ بن مسعود بيد علقمة وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد بن مسعود فعلمه التشهد التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال عبد الله بن مسعود فإذا فرغت من هذا فقد فرغت من صلاتك فإن شئت فاثبت وإن شئت فانصرف

ذكر خبر ثان يصرح بأن اللفظة التي ذكرناها غير محفوظة
[ 1963 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ بيدي علقمة بن قيس قال أخذ بيدي عبد الله بن مسعود قال أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمني التشهد التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال الحسن بن الحر وزادني فيه محمد بن أبان بهذا الإسناد قال فإذا قلت هذا فإن شئت فقم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه محمد بن أبان ضعيف قد تبرأنا من عهدته في كتاب المجروحين

ذكر الأمر بالصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم وذكر كيفيتها
[ 1964 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا وكيع قال حدثنا مسعر وشعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال ألا أهدي لك هدية قلنا بلى قال قلت يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة عليك فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد

ذكر الأمر بنوع ثان من الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ هما من اختلاف المباح
[ 1965 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال بشير بن سعد أمرنا الله يا رسول الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم

ذكر ما يدعو المرء في عقيب التشهد قبل السلام
[ 1966 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بحر بن نصر بن سابق قال حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشون عن أبيه عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول آخر ما يقول بين التشهد والتسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت

ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من أربعة أشياء معلومة لمن فرغ من تشهده قبل السلام
[ 1967 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية قال حدثني محمد بن أبي عائشة قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال

ذكر وصف ما يتعوذ المرء به بعد تشهده في صلاته
[ 1968 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من قتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم قالت فقال قائل يا رسول الله ما أكثر ما تستعيد من المغرم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف

ذكر الإباحة للمصلي أن يسمي من شاء في دعائه في صلاته
[ 1969 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال لما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الركعة الآخرة من صلاة الصبح قال اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف

ذكر الدعاء الذي يعطى سائل الله ما سأل في موضع من صلاته
[ 1970 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش أن بن مسعود كان قائما يصلي فلما بلغ رأس المئة من النساء أخذ يدعو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سل تعطه ثلاثا فقال اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد

ذكر جواز دعاء المرء في الصلاة بما ليس في كتاب الله
[ 1971 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن عبدة قال حدثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبيه قال كنا جلوسا في المسجد فدخل عمار بن ياسر فصلى صلاة خففها فمر بنا فقيل له يا أبا اليقظان خففت الصلاة قال أو خفيفة رأيتموها قلنا نعم قال أما إني قد دعوت فيها بدعاء قد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مضى فأتبعه رجل من القوم قال عطاء اتبعه أبي ولكنه كره أن يقول اتبعته فسأله عن الدعاء ثم رجع فأخبرهم بالدعاء اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة العدل والحق في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنا وأسألك نعيما لا يبيد وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين

ذكر جواز دعاء المرء في صلاته بما ليس في كتاب الله وإن كان فيه
ذكر أسماء الناس
[ 1972 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة أنهما سمعا أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد يقول وهو قائم اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون }

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن دعاء المرء في الصلاة بما ليس في القرآن يفسد عليه صلاته
[ 1973 ] أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يزيد بن زريع ويحيى القطان قالا حدثنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو على حي من أحياء العرب رعل وذكوان وقال عصية عصت الله ورسوله أبو مجلز اسمه لاحق بن حميد

ذكر جواز دعاء المرء في صلاته بما ليس في كتاب الله جل وعلا
[ 1974 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا كامل بن طلحة قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وعزيمة الرشد وشكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا سليما وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الدعاء بما ليس في كتاب الله يبطل صلاة الداعي فيها
[ 1975 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم همس شيئا لا نفهمه فقال أفطنتم لي قلنا نعم قال إني ذكرت نبيا من الأنبياء أعطي جنودا من قومه فقال من يقوم لهؤلاء فأوحى الله إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث إما أن أسلط عليهم عدوا من غيرهم أو الجوع أو الموت فاستشار قومه في ذلك فقالوا أنت نبي الله نكل ذلك إليك خر لنا فقام إلى صلاته وكانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة فصلى ما شاء الله فقال أي رب أما عدوهم من غيرهم والجوع فلا ولكن الموت فسلط عليهم الموت ثلاثة أيام فمات منهم سبعون ألفا فهمسي الذي ترون أن أقول اللهم بك أقاتل وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بالله قال أبو حاتم مات صهيب سنة ثمان وثلاثين في رجب في خلافة علي رضى الله تعالى عنه وولد عبد الرحمن بن أبي ليلى لسنتين مضتا من خلافة عمر رضى الله تعالى عنه

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن دعاء المرء في صلاته بما ليس في كتاب الله جل وعلا يفسد عليه صلاته
[ 1976 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الدعاء في الصلوات بما ليس في كتاب الله يبطل صلاة المصلي
[ 1977 ] أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضوان الله عليه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد قال اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصورة فأحسن صوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين

ذكر البيان بأن ما وصفنا كان يقوله صلى الله عليه وسلم في الصلاة الفريضة
[ 1978 ] أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريح قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد في الصلاة المكتوبة قال اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت أنت ربي سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين

ذكر الإخبار عن إباحة دعاء المرء في صلاته بما ليس في كتاب الله تعالى
[ 1979 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فسمعته يقول أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا ثم بسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قال يا رسول الله قد سمعناك تقول في صلاتك شيئا لم نسمعك تقول مثل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك فلم يستأخر ثم قلت ذلك فلم يستأخر ثم قلت فلم يستأخر فأردت أن أخنقه فلولا دعوت أخي سليمان لأصبح موثقا يلعب به صبيان أهل المدينة
فصل في القنوت
[ 1980 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال حدثنا عبيد الله بن محمد الحارثي أبو الربيع قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان وشعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الفجر والمغرب

ذكر الموضع الذي يقنت المصلي فيه من صلاته
[ 1981 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا مؤمل بن هشام قال حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال والله إني لأقربكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو هريرة يقنت في صلاة الظهر وصلاة العشاء وصلاة الصبح بعد ما يقول سمع الله لمن حمده فيدعو للمؤمنين ويلعن الكافرين

ذكر قنوت المصطفى صلى الله عليه وسلم في الصلوات
[ 1982 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد عن يحيى القطان عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من العرب ثم تركه

ذكر البيان بأن المرء جائز له في قنوته أن يسمي من يقنت عليه باسمه ومن يدعو له باسمه
[ 1983 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا الأزرق بن علي أبو الجهم قال حدثنا حسان بن إبراهيم قال حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري قال حدثني سعيد بن المسيب وأبو سلمة أنهما سمعا أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين رفع رأسه من الركوع في صلاة الفجر في الركعة الثانية بعد سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه السنة تفرد بها أبو هريرة
[ 1984 ] أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط قال حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن الحارث بن خفاف بن رحضة الغفاري عن أبيه خفاف قال ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة ثم رفع رأسه فقال غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله اللهم العن بني لحيان اللهم العن رعلا وذكوان ثم كبر ووقع ساجد قال فجعل لعنة الكفرة من أجل ذلك

ذكر ترك المصطفى صلى الله عليه وسلم القنوت الذي وصفناه في صلاته
[ 1985 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى عن هشام عن قتادة عن أنس بن مالك قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا بعد الركوع ويدعو على أحياء من أحياء العرب ثم تركه

ذكر الخبر الدال على أن الحادثة إذا زالت لا يجب على المرء القنوت حينئذ
[ 1986 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة العتمة شهرا يقول في قنوته اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف قال أبو هريرة وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يدع لهم فذكرت ذلك له فقال صلى الله عليه وسلم أما تراهم قد قدموا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر بيان واضح أن القنوت إنما يقنت في الصلوات عند حدوث حادثة مثل ظهور أعداء الله على المسلمين أو ظلم ظالم المرء به أو تعدى عليه أو أقوام أحب أن يدعو لهم أو أسرى من المسلمين في أيدي المشركين وأحب الدعاء لهم بالخلاص من أيديهم أو ما يشبه هذه الأحوال فإذا كان بعض ما وصفنا موجودا قنت المرء في صلاة واحدة أو الصلوات كلها أو بعضها دون بعض بعد رفعه رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من صلاته يدعو على من شاء باسمه ويدعو لمن أحب باسمه فإذا عدم مثل هذه الأحوال لم يقنت حينئذ في شيء من صلاته إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يقنت على المشركين ويدعو للمسلمين بالنجاة فلما أصبح يوما من الأيام ترك القنوت فذكر ذلك أبو هريرة فقال صلى الله عليه وسلم أما تراهم قد قدموا ففي هذا أبين البيان على صحة ما أصلناه

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن القنوت عند حدوث الحادثة غير جائز لأحد أصلا
[ 1987 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الفجر حين رفع رأسه من الركوع ربنا ولك الحمد في الركعة الآخرة ثم قال اللهم العن فلانا وفلانا دعا على أناس من المنافقين فأنزل الله { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون }

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به الزهري عن سالم
[ 1988 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أقوام في قنوته فأنزل الله { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا الخبر قد يوهم من لم يمعن النظر في متون الأخبار ولا يفقه في صحيح الآثار أن القنوت في الصلوات منسوخ وليس كذلك لأن خبر بن عمر الذي ذكرناه أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يلعن فلان وفلان فأنزل الله { ليس لك من الأمر شيء } فيه البيان الواضح لمن وفقه الله للسداد وهداه لسلوك الصواب أن اللعن على الكفار والمنافقين في الصلاة غير منسوخ ولا الدعاء للمسلمين والدليل على صحة هذا قوله صلى الله عليه وسلم في خبر أبي هريرة أما تراهم وقد قدموا تبين لك هذه اللفظة أنهم لولا أنهم قدموا ونجاهم الله من أيدي الكفار لأثبت القنوت صلى الله عليه وسلم وداوم عليه على أن في قول الله جل وعلا { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } ليس فيه البيان بأن اللعن على الكفار أيضا منسوخ وإنما هذه آية فيها الإعلام بأن القنوت على الكفار ليس مما يغنيهم عما قضى عليهم أو يعذبهم يريد بالإسلام يتوب عليهم أو بدوامهم على الشرك يعذبهم لا أن القنوت منسوخ بالآية التي ذكرناها

ذكر نفي القنوت عنه صلى الله عليه وسلم في الصلوات
[ 1989 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقنت وصليت خلف أبي بكر فلم يقنت وصليت خلف عمر فلم يقنت وصليت خلف عثمان فلم يقنت وصليت خلف علي فلم يقنت ثم قال يا بني إنها بدعة

ذكر وصف انصراف المصلي عن صلاته بالتسليم
[ 1990 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عمر بن عبيد عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه حتى يبدو بياض خده السلام عليكم ورحمة الله وعن يساره مثل ذلك

ذكر وصف السلام إذا أراد الانفتال من صلاته
[ 1991 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خذه

ذكر وصف التسليم الذي يخرج المرء به من صلاته
[ 1992 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خذه فقال الزهري لم يسمع هذا الخبر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إسماعيل كل حديث النبي صلى الله عليه وسلم سمعته قال لا قال فالثلثين قال لا قال فالنصف قال لا قال فهو من النصف الذي لم تسمع

ذكر كيف التسليم الذي ينفتل المرء به من صلاته
[ 1993 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خذه السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 1994 ] أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم قال حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال حدثنا محمد بن مسلم بن وضاح عن زكريا عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله قال ما نسيت من الأشياء فإني لم أنس تسليم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة عن يمينه وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله ثم قال كأني أنظر إلى بياض خديه صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم ويقال محمد بن مسلم بن أبي وضاح

ذكر وصف التسليمة الواحدة إذا اقتصر المرء عليها عند انفتاله من صلاته
[ 1995 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة واحدة عن يمينه يميل بها وجهه إلى القبلة

ذكر وصف انصراف المرء عن صلاته
[ 1996 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال حدثنا سفيان عن السدي قال سمعت أنس بن ماللك يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينصرف عن يمينه

ذكر الإباحة للمرء أن يكون انصرافه من صلاته عن يساره
[ 1997 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن أبي عدي قال حدثنا شعبة عن سليمان عن عمارة بن عمير عن الأسود يزيد قال قال عبد الله لا يجعل أحدكم للشيطان جزءا من نفسه يرى أن حقا أن لا ينصرف إلا عن يمينه فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر انصرافه عن يساره

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان ينصرف من صلاته من جانبيه جميعا معا
[ 1998 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال أنبأني سماك عن قبيضة بن هلب رجل من طيئ عن أبيه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان ينصرف عن شقيه

ذكر العلة التي من أجلها كان ينصرف صلى الله عليه وسلم عن يساره
[ 1999 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عيسى بن حماد حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن بن إسحاق أن عبد الرحمن بن الأسود حدثه أن أباه الأسود حدثه أن بن مسعود حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامة ما ينصرف عن يساره إلى الحجرات

ذكر ما يقول المرء إذا سلم من صلاته
[ 2000 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا مروان بن معاوية عن عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث الأنصاري عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقعد بعد التسليم إلا قدر ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عاصم الأحول
[ 2001 ] أخبرنا شباب بن صالح بواسط قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أن خبر عاصم الأحول معلول
[ 2002 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي منذ ثمانين سنة قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس بعد التسليم إلا قدر ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن عائشة وسمعه عن عوسجة بن الرماح عن أبي الهذيل عن بن مسعود الطريقان جميعا محفوظان

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يقول ما وصفنا بعد التسليم في عقب الاستغفار بعدد معلوم
[ 2003 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد وعمر هو بن عبد الواحد قالا حدثنا الأوزاعي قال حدثني شداد أبو عمار قال حدثني أبو أسماء الرحبي قال حدثني ثوبان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من الصلاة استغفر ثلاث مرات ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام

ذكر الأمر بقراءة المعوذتين في عقب الصلاة للمصلي
[ 2004 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن أبيه عن الليث بن سعد عن حنين بن أبي حكيم عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا المعوذات في دبر كل صلاة

ذكر وصف التهليل الذي يهلل به المرء ربه جل وعلا في عقيب صلاته
[ 2005 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن وراد قال كتب معاوية إلى المغيرة أي شيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف من الصلاة قال كان يقول في دبر كل صلاته لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد

ذكر خبر ثان يصرح باستعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفنا
[ 2006 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير الكرماني قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا هشيم قال أخبرنا داود بن أبي هند وغيره عن الشعبي قال أخبرني وراد أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إلي بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاته لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قال لنا أحمد بن يحيى بن زهير داود بن أبي هند ومجالد عن الشعبي وأنا قلت وغيره لأن مجالدا تبرأنا من عهدته في كتاب المجروحين

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رواه عن وراد إلا الشعبي والمسيب بن رافع
[ 2007 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير قال سمعت ورادا كاتب المغيرة يحدث أن المغيرة بن شعبة كتب إلى معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قضى صلاته فسلم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد أخبرنا الحسن في عقبه قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن وراد عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك

ذكر وصف التهليل آخر كان يهلل صلى الله عليه وسلم به ربه جل وعلا في عقب صلاته
[ 2008 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبي الزبير المكي أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير كان يقول في دبر كل صلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا نعبد إلا إياه له المن وله النعمة وله الفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هؤلاء الكلمات دبر كل صلاة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هشام بن عروة لم يسمع من أبي الزبير شيئا
[ 2009 ] أخبرنا أحمد بن الحسن المدائني بمصر قال حدثنا محمد بن أصبغ بن الفرج قال حدثنا أبي قال حدثنا المنذر بن عبد الله عن هشام بن عروة عن أبي الزبير المكي أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير كان يقول في دبر كل صلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا نعبد إلا إياه له المن وله النعمة وله الفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هؤلاء الكلمات دبر كل صلاة

ذكر البيان بأن هذا الخبر سمعه أبو الزبير من بن الزبير
[ 2010 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يعقوب الدورقي قال حدثنا إسماعيل بن علية قال حدثنا حجاج بن أبي عثمان قال أخبرنا أبو الزبير قال سمعت عبد الله بن الزبير يخطب على هذا المنبر وهو يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في دبر الصلاة يقول لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه أهل النعمة والفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون

ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتكبير للمرء بعدد معلوم في عقب صلاته
[ 2011 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن أبان قال حدثنا وكيع قال حدثنا عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي فقال سبحي الله عشرا واحمديه عشرا وكبريه عشرا ثم سليه حاجتك

ذكر البيان بأن ما وصفنا من التسبيح والتحميد والتكبير إنما أمر باستعماله في عقب الصلاة لا في الصلاة نفسها
[ 2012 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا جرير وابن علية عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة هما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبر عشرا قال فأنا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده قال فقال خمسون ومئة باللسان وألف وخمس مائة في الميزان وإذا أوى إلى فراشه سبح وحمد وكبر مائة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يعمل في اليوم الواحد ألفين وخمس مائة سيئة قال كيف لا يحصيهما قال يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاة فيقول اذكر كذا اذكر كذا حتى شغله ولعله أن لا يعقل ويأتيه في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام

ذكر ما يغفر الله جل وعلا ذنوب العبد به من التسبيح والتحميد والتكبير إذا قالها المرء في عقب الصلاة بعدد معلوم
[ 2013 ] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمران بن بكار ومحمد بن المصفى قالا حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي قال حدثنا مالك عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبح الله ثلاثا وثلاثين دبر صلاته وحمده ثلاثا وثلاثين وكبره ثلاثا وثلاثين وختم المئة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه رفعه يحيى بن صالح عن مالك وحده

ذكر الشيء الذي يسبق المرء بقوله في عقيب الصلوات المفروضات من تقدمه ولا يلحقه أحد بعده إلا من أتى بمثله
[ 2014 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ومحمد بن إسحاق بن خزيمة قالا حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر قال سمعت عبيد الله بن عمر عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضول أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون قال أفلا أدلكم على أمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهريه إلا أحد عمل بمثل أعمالكم تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين

ذكر البيان بأن التسبيح والتحميد والتكبير الذي وصفنا هو أن يختم آخرها بالشهادة لله بالوحدانية ليكون تمام المئة
[ 2015 ] أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية حدثني محمد بن أبي عائشة قال حدثني أبو هريرة قال قال أبو ذر يا رسول الله ذهب أصحاب الدثور بالأخر يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضول أموال يتصدقون بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تدرك بهن من سبقك ولا يلحقك من خلفك إلا من أخذ بمثل عملك قال بلى يا رسول الله قال تكبر الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين وتسبحه ثلاثا وثلاثين وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

ذكر مغفرة الله جل وعلا ما سلف من ذنوب المسلم بقوله ما وصفنا في عقيب الصلوات المفروضات
[ 2016 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن أبي عبيد عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمده ثلاثا وثلاثين وكبره ثلاثا وثلاثين فتلك تسع وتسعون وقال تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو عبيد هذا حاجب سليمان بن عبد الملك روى عنه مالك بن أنس

ذكر استحباب زيادة التهليل مع التسبيح والتحميد والتكبير ليكون كل واحد منها خمسا وعشرين
[ 2017 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح عن زيد بن ثابت أنه قال أمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين فأتي رجل في منامه فقيل له إنه أمركم محمد صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمدوا ثلاثا وثلاثين وتكبروا أربعا وثلاثين قال نعم قال اجعلوها خمسا وعشرين واجعلوا فيه التهليل فلما أصبح أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فافعلوه

ذكر كتبة الله جل وعلا لمن اقتصر من التسبيح والتحميد والتكبير في عقيب الصلوات المفروضات على عشر عشر بألف وخمس مائة حسنة
[ 2018 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصلتان لا يحصيهما عبد إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله أحدكم في دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا فتلك خمسون ومئة باللسان وألف وخمس مائة في الميزان وإذا أوى إلى فراشه يسبح ثلاثا وثلاثين ويحمد ثلاثا وثلاثين ويكبر أربعا وثلاثين فتلك مائة باللسان وألف في الميزان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمس مائة سيئة قال عبد الله بن عمرو ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن بيده قال فقيل يا رسول الله وكيف لا يحصيها قال يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيقول اذكر كذا اذكر كذا ويأتيه عند منامه فينومه قال حماد بن زيد كان أيوب حدثنا عن عطاء بن السائب بهذا الحديث فلما قدم عطاء البصرة قال لنا أيوب قد قدم صاحب حديث التسبيح فاذهبوا فاسمعوه منه

ذكر البيان بأن ما وصفنا من التسبيح والتحميد والتكبير من المعقبات الذي لا يخيب قائلهن
[ 2019 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا محمد بن حسان الأزرق قال حدثنا شعيب بن حرب قال حدثنا شعبة وحمزة الزيات ومالك بن مغول عن الحكم عن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال معقبات لا يخيب قائلهن تسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين وتكبره أربعا وثلاثين

ذكر الاستحباب للمرء أن يستعين بالله جل وعلا على ذكره وشكره وحسن عبادته عقيب الصلوات المفروضات
[ 2020 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا المقرىء حدثنا حيوة بن شريح سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد معاذ فقال يا معاذ والله إني لأحبك فقال معاذ بأبي أنت وأمي والله إني لأحبك فقال يا معاذ أوصيك أن لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك قال وأوصى بذلك معاذ الصنابحي وأوصى بذلك الصنابحي أبا عبد الرحمن وأوصى بذلك أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم

ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا أن يعينه على ذكره وشكره وعبادته في عقب صلاته
[ 2021 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا المقرىء قال حدثنا حيوة قال سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما فقال يا معاذ إني والله لأحبك فقال معاذ بأبي وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك فقال أوصيك يا معاذ لا تدع في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأوصى بذلك معاذ بن جبل الصنابحي وأوصى بذلك الصنابحي أبا عبد الرحمن وأوصى به أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم

ذكر كتبة الله عز وجل جوازا من النار لمن استجار منها في عقب صلاة الغداة والمغرب سبع مرات نعوذ بالله منها
[ 2022 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا داود بن رشيد قال حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن حسان الكناني عن مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي فسبقت أصحابي فتلقاني الحي بالرنين فقلت قولوا لا إله إلا الله تحرزوا فقالوا فلامني أصحابي وقالوا حرمنا الغنيمة بعد أن ردت بأيدينا فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه بما صنعت فدعاني فحسن لي ما صنعت وقال أما إن الله قد كتب لك بكل إنسان منهم كذا وكذا قال عبد الرحمن فأنا نسيت الثواب قال ثم قال لي إني سأكتب لك كتابا وأوصي بك من يكون بعدي من أئمة المسلمين قال فكتب لي كتابا وختم عليه ودفعه إلي وقال إذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدا اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك تلك كتب الله لك جوازا من النار وإذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوازا من النار قال فلما قبض الله رسوله أتيت أبا بكر بالكتاب ففضه فقرأه وأمر لي بعطاء أتيت به عمر فقرأه وأمر لي وختم عليه ثم أتيت به عثمان ففعل مثل ذلك قال مسلم بن الحارث توفى الحارث بن مسلم في خلافة عثمان وترك الكتاب عندنا فلم يزل عندنا حتى كتب عمر بن عبد العزيز إلى الوالي ببلدنا يأمره بإشخاصي إليه والكتاب فقدمت عليه ففضه وأمر لي وختم عليه وقال أما إني لو شئت أن يأتيك ذلك وأنت في منزلك فعلت ولكن أحببت أن تحدثني بالحديث على وجهه قال فحدثته

ذكر الشيء الذي يعدل لمن قاله بعد صلاة الغداة والمغرب عتاقة أربع رقاب مع احتراسه من الشيطان به
[ 2023 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن يعيش عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب له بهن عشر حسنات ومحي بهن عنه عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عتاقة أربع رقاب وكن له حرسا من الشيطان حتى يمسي ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح أخبرنا الفضل بن الحباب في عقبه حدثنا علي بن المديني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن عبد الله بن يعيش عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال دبر صلاته إذا صلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كتب له بهن عشر حسنات ومحي عنه بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عتق عشر رقاب وكن له حرسا من الشيطان حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي كان له مثل ذلك حتى يصبح قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول والقاسم بن مخيمرة جميعا وهما طريقان محفوظان

ذكر ما يتعوذ المرء بالله جل وعلا منه في عقيب الصلوات
[ 2024 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد وعمرو بن ميمون الأودي قالا كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المكتب الغلمان يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن بعد كل صلاة اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا في عقيب الصلاة التفضل عليه بمغفرة ما تقدم من ذنبه
[ 2025 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الصلاة وسلم قال اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت واما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا صلاح دينه ودنياه في عقيب صلاته
[ 2026 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال قرئ على حفص بن ميسرة قال وأنا أسمع قال حدثني موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى أنا نجد في الكتاب أن داود النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من الصلاة قال اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي اللهم إني أعوذ بك برضاك من سخطك وبعفوك من نقمتك وأعوذ بك منك اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وحدثني كعب أن صهيبا حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقولهن عند انصرافه من صلاته

ذكر ما يستحب للمرء أن يستعين بالله جل وعلا في دعائه في عقيب الصلاة على قتال أعدائه
[ 2027 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أيام خيبر يحرك شفتيه بشيء بعد صلاة الفجر فقيل له يا رسول الله إنك تحرك شفتيك بشيء ما كنت تفعله فما هذا الذي تقول قال صلى الله عليه وسلم أقول اللهم بك أحاول وبك أقاتل وبك أصاول

ذكر ما يستحب للمرء إذا صلى الغداة أن يترقب طلوع الشمس بالعقود في موضعه الذي صلى فيه
[ 2028 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر جلس في مجلسه حتى تطلع الشمس

ذكر ما يستحب للمرء أن يقعد بعد صلاة الغداة في مصلاه إلى طلوع الشمس
[ 2029 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر قعد في مصلاه حتى تطلع الشمس

ذكر الخبر الدال عن الزجر عن السمر بعد العشاء الآخر الذي يكون في غير أسباب الآخرة
[ 2030 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس بن مالك أن أسيد بن حضير ورجلا آخر من الأنصار تحدثا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة حتى ذهب من الليل ساعة في ليلة شديدة الظلمة ثم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم ينقلبان وبيد كل واحد منهما عصاه فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت بالآخر عصاه فمشى كل واحد منهما في ضوئها حتى بلغ أهله
[ 2031 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام عن عطاء بن السائب عن أبي وائل عن بن مسعود قال جدب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم السمر بعد صلاة العتمة

ذكر اسم الأنصاري الذي كان مع أسيد بن حضير حيث أضاءت عصاهما لهما
[ 2032 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن عباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء حندس فكان مع كل واحد منهما عصا فأضاءت عصا أحدهما كأشد شيء فلما تفرقا أضاءت عصا كل واحد منهما

ذكر خبر ثان يدل على أن الزجر عن السمر بعد عشاء الآخرة لم يرد به السمر الذي يكون في العلم
[ 2033 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الله بن الصباح العطار قال حدثنا أبو علي الحنفي قال حدثنا قرة بن خالد قال انتظرنا الحسن وراث علينا حتى قربنا من وقت قيامه جاء فقال دعانا جيراننا هؤلاء ثم قال قال أنس بن مالك انتظرنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى كان شطر الليل فجاء فصلى لنا ثم خطبنا فقال إن الناس قد صلوا ورقدوا وإنكم لن تزالوا في صلاة مذ انتظرتم الصلاة قال أنس بن مالك إن القوم لا يزالون بخير ما انتظروا الخير

ذكر الخبر المصرح بإباحة السمر بعد عشاء الآخرة إذا كان ذلك مما يجدي نفعه على المسلمين
[ 2034 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر بن الخطاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة في الأمر من أمور المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه

ذكر الإباحة للمرء أن يتحدث قبل العشاء الآخرة بما يجدي عليه نفعه في العقبي وأن تؤخر الصلاة من أجله
[ 2035 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا هشيم قال حدثنا حميد عن أنس بن مالك قال أقيمت الصلاة ذات يوم فعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه في حاجة له هويا من الليل حتى نعس بعض القوم
باب الإمامة والجماعة فصل في فضل الجماعة

ذكر كتبة الله جل وعلا الصلاة للخارج إلى المسجد يريد أداء فرضه ما دام يمشي في طريقه إلى المسجد
[ 2036 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا أبو عامر قال حدثنا داود بن قيس عن سعد بن إسحاق قال حدثني أبو ثمامة الحناط أن كعب بن عجرة أدركه وهو يريد المسجد قال فوجدني وأنا مشبك يدي إحداهما بالأخرى قال ففتق يدي ونهاني عن ذلك وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن يده فإنه في صلاة

ذكر إعداد الله المنزل في الجنة للغادي والرائح إلى الصلاة
[ 2037 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح

ذكر كتبة الله جل وعلا الخارج من بيته يريد الصلاة من المصلين إلى أن يرجع إلى بيته
[ 2038 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القاعد على الصلاة كالقانت ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إلى بيته قال أبو حاتم أبو عشانة اسمه حي بن يؤمن المعافري من ثقات أهل مصر

ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات بالخطى من أتى الصلاة حتى يرجع إلى بيته
[ 2039 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب حدثني حيي بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من راح إلى مسجد جماعة فخطوتاه خطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب حسنة ذاهبا وراجعا قال أبو حاتم العرب تضيف الفعل إلى الأمر كما تضيف إلى الفاعل وربما أضافت الفعل إلى الفعل نفسه كما تضيفه إلى الأمر فإخبار بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع أراد به أن الحالق فعل ذلك به لا نفس النبي صلى الله عليه وسلم فأضيف الفعل إلى الأمر كما يضاف ذلك إلى الفاعل وفي خبر عبد الله بن عمرو الذي ذكرناه خطوة تمحو سيئة أضاف الفعل إلى الفعل لا أن الخطوة تمحو السيئة نفسها ولكن الله جل وعلا هو الذي يتفضل على عبده بذلك

ذكر إعطاء الله جل وعلا من بعد داره عن المسجد من الفضل ما لا يعطي من قرب داره منه
[ 2040 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى بن سعيد عن التيمي عن أبي عثمان عن أبي بن كعب قال كان رجل لا أعلم أحدا من أهل المدينة ممن يصلي القبلة يشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم أبعد جوارا من المسجد منه فقيل لو ابتعت حمارا تركبه في الرمضاء أو الظلماء فقال ما يسرني أن منزلي بلزق المسجد فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أنطاك الله ذلك كله أو أعطاك الله ما احتسبت

ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم أنطاك الله ذلك
[ 2041 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خثيمة حدثنا جرير عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي بن كعب قال كان رجل لا أعلم رجلا من الناس من أهل المدينة ممن يصلي القبلة أبعد جوارا من المسجد من ذلك الرجل قال قلت لو أنك اشتريت حمارا تركبه في الظلماء أو الرمضاء فقال فنما الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال يا نبي الله أردت أن يكتب لي إقبالي إذا أقبلت إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعطاك الله ذلك أجمع أنطاك الله ما احتسبت أجمع

ذكر البيان بأن الأبعد فالأبعد في إيتان المساجد أعظم أجرا من الأقرب فالأقرب لكتبة الله جل وعلا آثار من أتى المسجد للصلوات
[ 2042 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال أردنا النقلة إلى المسجد والبقاع حول المسجد خالية فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتانا في دارنا فقال يا بني سلمة بلغني أنكم تريدون النقلة إلى المسجد فقالوا يا رسول الله بعد علينا المسجد والبقاع حوله خالية فقال يا بني سلمة دياركم دياركم تكتب آثاركم قال فما وددنا أنا بحضرة المسجد لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال

ذكر البيان بأن كتبة الآثار لمن أتى الصلوات إنما هي رفع الدرجات وحط الخطايا
[ 2043 ] أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه

ذكر البيان بأن أحد خطوتي الجائي إلى المسجد تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة
[ 2044 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الجبار بن عاصم حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كان خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة

ذكر تفضل الله على الجائي إلى المسجد بكتبة الحسنات له بكل خطوة يخطوها
[ 2045 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتباه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات قال أبو حاتم أبو عشانة اسمه حي بن يؤمن من ثقات أهل فسطاط مصر

ذكر تفضل الله جل وعلا على الماشي في الظلم إلى المساجد بنور يوم القيامة يمشي به في ذلك الجمع نسأل الله بركة ذلك الجمع
[ 2046 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر أبو عروبة بحران حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي وأيوب بن محمد الوزان قالا حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي أمية عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة قال أبو حاتم هكذا حدثنا عروبة فقال جنادة بن أبي أمية وإنما هو جنادة بن أبي خالد وجنادة بن أبي أمية من التابعين أقدم من مكحول وجنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين وهما شاميان ثقتان

ذكر ما يقول المرء عند دخول المسجد يريد الصلاة
[ 2047 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم أجرني من الشيطان الرجيم

ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا فتح أبواب رحمته للداخل المسجد
[ 2048 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد عن بشر بن المفضل قال حدثنا عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال حدثنا عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري عن أبي حميد أو أبي أسيد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك

ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا من فضله للخارج من المسجد
[ 2049 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة عن عبد الملك بن سعيد بن سويد قال سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء أحدكم إلى المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك

ذكر الأمر بالاستجارة من الشيطان الرجيم لمن خرج من المسجد
[ 2050 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا الضحاك بن عثمان قال حدثني سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم أجرني من الشيطان الرجيم

ذكر فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة
[ 2051 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا الخبر مما نقول في كتبنا بأن العرب تذكر الشيء بعدد محصور معلوم ولا تريد بذكرها ذلك العدد نفيا عما وراءه ولم يرد بقوله هذا أنه لا يكون للمصلي من الأجر بصلاته أكثر مما وصف في خبر أبي هريرة

ذكر البيان بأن الفضل للمصلي الجماعة يكون أكثر مما
ذكر في خبر أبي هريرة الذي ذكرناه
[ 2052 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة

ذكر ما فضل صلاة الجماعة على صلاة المرء منفردا
[ 2053 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة

ذكر البيان بأن هذا العدد لم يرد به صلى الله عليه وسلم نفيا عما وراءه
[ 2054 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن ماللك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الفذ في الخبرين اللذين ذكرناهما لفظة أطلقت على العموم مرادها الخصوص دون استعمالها على عموم ما وردت فيه
[ 2055 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن هلال بن ميمون عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة فإن صلاه بأرض قي فأتم ركوعها وسجودها بلغت صلاته بخمسين درجة

ذكر البيان بأن المأمومين كلما كثروا كان ذلك أحب إلى الله عز وجل
[ 2056 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبي بن كعب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فقال أشاهد فلان قالوا لا فقال أشاهد فلان قالوا لا قال إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو يعلمون فضل ما فيهما لأتوهما ولو حبوا وإن الصف الأول لعلي مثل صف الملائكة ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع رجل وكلما كثر فهو أحب إلى الله
[ 2057 ] أخبرنا أبو خليفة في عقبه حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي عن خالد بن الحارث عن شعبة عن أبي إسحاق أنه أخبرهم عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه قال شعبة وقد قال أبو إسحاق سمعته منه ومن أبيه ثم ساقه

ذكر تفضل الله جل وعلا بكتبه قيام الليل كله للمصلي صلاة العشاء والغداة في جماعة
[ 2058 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى العشاء والغداة في جماعة فكأنما قام الليل

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به مؤمل بن إسماعيل
[ 2059 ] أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بنسا حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رفع هذا الخبر تفرد به سفيان الثوري وحده
[ 2060 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عثمان بن حكيم حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة قال دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب فقعد وحده وقعدت إليه فقال يا بن أخي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله

ذكر استغفار الملائكة لمصلي صلاة العصر والغداة في الجماعة
[ 2061 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خثيمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم إذا كانت صلاة الفجر نزلت ملائكة النهار فشهدت معكم الصلاة جميعا وصعدت ملائكة الليل ومكثت معكم ملائكة النهار فيسألهم ربهم وهو أعلم ما تركتم عبادي يصنعون فيقولون جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فإذا كان صلاة العصر نزلت ملائكة الليل فشهدوا معكم الصلاة جميعا ثم صعدت ملائكة النهار ومكثت معكم ملائكة الليل قال فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم فيقول ما تركتم عبادي يصنعون قال فيقولون جئنا وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون قال فحسبت أنهم يقولون فاغفر لهم يوم الدين
باب فرض الجماعة والأعذار التي تبيح تركها
[ 2062 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا أبو حفص الأبار عن محمد بن جحادة عن أبي صالح قال رأى أبو هريرة رجلا قد خرج من المسجد وقد أذن المؤذن فقال أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم أضمر في هذا الخبر شيئان أحدهما وقد أذن المؤذن وهو متوضيء والثاني وهو غير مؤد لفرضه أبو صالح هذا من أهل البصرة اسمه ميزان ثقة
[ 2063 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي قال حدثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله قال جاء بن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني مكفوف البصر شاسع الدار فكلمه في الصلاة أن يرخص له أن يصلي في منزله قال أتسمع الأذان قال نعم قال فأتها ولو حبوا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في سؤال بن أم مكتوم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرخص له في ترك إيتان الجماعات وقوله صلى الله عليه وسلم ائتها ولو حبوا أعظم الدليل على أن هذا أمر حتم لا ندب إذ لو كان إتيان الجماعات على من يسمع النداء لها غير فرض لأخبره صلى الله عليه وسلم بالرخصة فيه لأن هذا جواب خرج على سؤال بعينه ومحال أن لا يوجد لغير الفريضة رخصة

ذكر الخبر الدال على أن هذا الأمر حتم لا ندب
[ 2064 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا زكريا بن يحيى وعبد الحميد بن بيان السكري قالا حدثنا هشيم عن شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر دليل أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإتيان الجماعات أمر حتم لا ندب إذ لو كان القصد في قوله فلا صلاة له إلا من عذر يريد به في الفضل لكان المعذور إذا صلى وحده كان له فضل الجماعة فلما استحال هذا وبطل ثبت أن الأمر بإتيان الجماعة أمر إيجاب لا ندب وأما العذر الذي يكون المتخلف عن إيتان الجماعات به معذورا فقد تتبعته في السنن كلها فوجدتها تدل على أن العذر عشرة أشياء

ذكر العذر الأول وهو المرض الذي لا يقدر المرء معه أن يأتي الجماعات
[ 2065 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا جعفر بن مهران السباك قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال لم يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجاب فرفعه فلما وضح لنا بياض وجه النبي صلى الله عليه وسلم ما نظرنا منظرا قط أعجب إلينا من وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم حين وضح لنا قال فأومأ نبي الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى أبي بكر أن تقدم قال وأرخي رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات صلى الله عليه وسلم

ذكر العذر الثاني وهو حضور الطعام عند صلاة المغرب
[ 2066 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بن شهاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة فابدؤوا به قبل صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم لا تعجلوا عن عشائكم أراد به إذا قدم ذلك على المرء
[ 2067 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا بن جريح قال أخبرني نافع قال كان بن عمر إذا غربت الشمس وتبين له الليل فكان أحيانا يقدم عشاءه وهو صائم والمؤذن يؤذن ثم يقيم وهو يسمع فلا يترك عشاءه ولا يعجل حتى يقضي عشاءه ثم يخرج فيصلي ويقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعجلوا عن عشائكم إذا قدم إليكم

ذكر البيان بأن التخلف عن إتيان الجماعات عند حضور العشاء إنما يجب ذلك إذا كان المرء صائما أو تاقت نفسه إلى الطعام فآذته
[ 2068 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا العباس بن أبي طالب قال حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد قال حدثنا موسى بن أعين عن عمرو بن الحارث عن بن شهاب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة وأحدكم صائم فليبدأ بالعشاء قبل صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم

ذكر العذر الثالث وهو النسيان الذي يعرض في بعض الأحوال
[ 2069 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة والحسن بن سفيان قالا حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من غزوة حنين سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى عرس وقال لبلال اكلأ لنا الليل فصلى بلال ما قدر له ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلما تقارب الصبح استسند بلال إلى راحلته يواجه الفجر فغلبت بلال عيناه وهو مستسند إلى راحلته فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بلال ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم استيقاظا ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أي بلال فقال بلال أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك بأبي أنت يا رسول الله قال اقتادوا رواحلكم ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بلال فأقام الصلاة وقال من نسي الصلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها فإن الله تبارك وتعالى قال أقم الصلاة لذكري وقال يونس وكان بن شهاب يقرؤها للذكرى قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أخبرنا بن قتيبة بهذا الخبر وقال فيه خيبر وأبو هريرة لم يشهد خيبر إنما أسلم وقدم المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وعلى المدينة سباع بن عرفطة فإن صح ذكر خيبر في الخبر فقد سمعه أبو هريرة من صحابي غيره فأرسله كما يفعل ذلك الصحابة كثيرا وإن كان ذلك حنين لا خيبر وأبو هريرة شهدها وشهوده القصة التي حكاها شهود صحيح والنفس إلى أنه حنين أميل

ذكر العذر الرابع وهو السمن المفرط الذي يمنع المرء من حضور الجماعات
[ 2070 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أنس بن سيرين قال سمعت أنس بن مالك قال قال رجل من الأنصار وكان ضخما للنبي صلى الله عليه وسلم إني لا أستطيع الصلاة معك فلو أتيت منزلي فصليت فيه فأقتدي بك فصنع الرجل له طعاما ودعاه إلى بيته فبسط له طرف حصير لهم فصلى عليه ركعتين قال فقال فلان بن الجارود لأنس أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قال ما رأيته صلاها غير ذلك اليوم

ذكر العذر الخامس وهو وجود المرء حاجة الإنسان في نفسه
[ 2071 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن ماللك عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن الأرقم كان يؤم أصحابه فحضرت الصلاة يوما فذهب لحاجته ثم رجع فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا وجد أحد الغائط فليبدأ به قبل الصلاة

ذكر البيان بأن المقصد فيما وصفنا من حاجة الإنسان هو أن يشغله عن الصلاة دون ما لا يتأذى بها
[ 2072 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا أبو شهاب هو عبد ربه بن نافع عن إدريس بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصل أحدكم وهو يدافعه الأخبثان

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2073 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يحيى بن أيوب عن يعقوب بن مجاهد عن القاسم بن محمد وعبد الله بن محمد حدثاه أن عائشة حدثتهما قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وهو بحضرة الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان الغائط والبول
[ 2074 ] أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا الحسن بن سهل الجعفري قال حدثنا حسين بن علي عن أبي حزرة المديني عن القاسم بن محمد قال كان بين عائشة وبين بعض بني أخيها شيء فدخل عليها فلما جلس جيء بالطعام فقام إلى المسجد فقالت له اجلس غدر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصلي أحدكم بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان قال أبو حاتم المرء مزجور عن الصلاة عند وجود البول والغائط والعلة المضمرة في هذا الزجر هي أن يستعجله أحدهما حتى لا يتهيأ له أداء الصلاة على حسب ما يجب من أجله والدليل على هذا تصريح الخطاب ولا هو يدافعه الأخبثان ولم يقل ولا هو يجد الأخبثين والجمع بين الأخبثين قصد به وجودهما معا وانفراد كل واحد منهما لا اجتماعهما دون الانفراد أبو حزرة يعقوب بن مجاهد

ذكر العذر السادس وهو خوف الإنسان على نفسه وماله في طريقه إلى المسجد
[ 2075 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب أن محمود بن الربيع الأنصاري حدثه أن عتبان بن مالك ممن شهد بدرا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي وإذا كان الأمطار سأل الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم وددت أنك يا رسول الله تأتي فتصلي في بيتي حتى أتخذه مصلى قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأفعل قال عتبان فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق حين ارتفع النهار فاستاذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حين دخل البيت ثم قال أين تحب أن أصلي من بيتك قال فأشرت إلى ناحية من البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر فقمنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم قال وحبسناه على خزيرة صنعناها له

ذكر العذر السابع وهو وجود البرد الشديد المؤلم
[ 2076 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى السلمي قال أخبرنا عبد الله هو بن المبارك قال أخبرنا موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر أنه وجد ذات ليلة بردا شديدا فأذن من معه فصلوا في رحالهم وقال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان مثل هذا أمر الناس أن يصلوا في رحالهم

ذكر الأمر بالصلاة في الرحال عند وجود البرد الشديد
[ 2077 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن بن عمر نزل بضجنان ليلة باردة فأمرهم أن يصلوا في الرحال وحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل في موضع في الليلة الباردة أمرهم أن يصلوا في الرحال

ذكر العذر الثامن وهو وجود المطر المؤذي
[ 2078 ] أخبرنا الحسين بن إدريس قال حدثنا أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن نافع عن بن عمر أنه أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح وقال ألا صلوا في الرحال ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة ذات برد ومطر يقول ألا صلوا في الرحال

ذكر الأمر بالصلاة في الرحال عند وجود المطر وإن لم يكن مؤديا
[ 2079 ] أخبرنا شباب بن صالح حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة عن أبي المليح عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية وأصابنا مطر لم يبل أسافل نعالنا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلوا في رحالكم

ذكر البيان بأن المطر والبرد لا حرج على المرء في التخلف عن إتيان الجماعات عند انفراد كل واحد منهما وإن لم يجتمعا
[ 2080 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أنه أذن بضجنان في ليلة باردة وقال لأصحابه صلوا في رحالكم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن يؤذن في الليلة المطيرة أو الباردة ويأمر أصحابه أن صلوا في رحالكم

ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز قبول خبر الواحد
[ 2081 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه قال أصابنا مطر بحنين فنادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلوا في الرحال

ذكر البيان بأن الأمر بالصلاة في الرحال لمن وصفنا أمر إباحة لا أمر عزم
[ 2082 ] أخبرنا أبو خليفة في عقبه قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا زهير بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمطرنا فقال ليصل من شاء منكم في رحله أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا زهير بن معاوية

ذكر البيان بأن حكم المطر القليل وإن لم يكن مؤذيا فيما وصفنا حكم الكثير المؤذي منه
[ 2083 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن شعبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية فأصابنا سماء لم تبل أسافل نعالنا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديه أن صلوا في رحالكم

ذكر العذر التاسع وهو وجود العلة التي يخاف المرء على نفسه العثر منها
[ 2084 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا جرير عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن بن عمر قال كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فكانت ليلة ظلماء أو ليلة مطيرة أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نادى مناديه أن صلوا في رحالكم

ذكر العذر العاشر وهو أكل الإنسان الثوم والبصل إلى أن يذهب ريحها
[ 2085 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة أن أبا النجيب مولى عبد الله بن سعد حدثه أن أبا سعيد الخدري حدثه أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الثوم والبصل وقيل يا رسول الله وأشد ذلك كله الثوم أفنحرمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوه ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى تذهب ريحه

ذكر البيان بأن حكم أكل الكراث حكم أكل الثوم والبصل فيما وصفنا
[ 2086 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال كنا لا نأكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقرب مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى به الناس

ذكر زجر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أكل هاتين الشجرتين للعلة التي وصفناها
[ 2087 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي بالبصرة بخبر غريب قال حدثنا محمد بن إسماعيل الحساني قال حدثنا يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن أكل الكراث والبصل

ذكر البيان بأن حكم مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم ومسجد غيره فيما وصفنا سواء
[ 2088 ] أخبرنا أبو يعلى والحسن بن سفيان قالا حدثنا عباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال أخبرني نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه الشجرة فلا يأتين المسجد

ذكر خبر ثان يصرح بأن الزجر وقع عن إتيان المساجد كلها دون مسجد المدينة
[ 2089 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا بن جريح قال أخبرني عطاء أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه البقلة فلا يغشنا في مساجدنا

ذكر العلة التي من أجلها نهي عن إتيان الجماعة آكل الشجرة الخبيثة
[ 2090 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس

ذكر إخراج المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى البقيع من وجد منه رائحة البصل والثوم
[ 2091 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم النكري هو الدورقي قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال خطب عمر بن الخطاب فقال رأيت كأن ديكا أحمر نقرني نقرة أو نقرتين ولا أرى ذلك إلا لحضور أجلي فإن عجل بي أمر فإن الشورى إلى هؤلاء الرهط الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وإني أعلم أن ناسا سيطعنون في هذا الأمر أنا قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفار الضلال وإني أشهد على أمراء الأمصار فإني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويقسموا فيهم فيأهم وما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء أو ما نازلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء مثل آية الكلالة حتى ضرب صدري وقال يكفيك آية الصيف التي أنزلت في آخر سورة النساء { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } وسأقضي فيها بقضاء يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ هو ما خلا الأب وكذا احسب ألا إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين البصل والثوم وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالرجل يوجد منه ريحها فيخرج إلى البقيع فمن كان لا بد آكلهما فليمتهما طبخا

ذكر البيان بأن آكل هذه الأشياء إذا كانت مطبوخة لا حرج عليه في إتيان الجماعة وإن أكلها
[ 2092 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة أن سفيان بن وهب حدثه عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إليه بطعام مع خضر فيه بصل أو كراث فلم ير فيه أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبي أن يأكله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك أن تأكل قال لم أر أثرك فيه يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أستحيي من ملائكة الله وليس بمحرم

ذكر ما خص الله جل وعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرق بينه وبين أمته في أكل ما وصفناه مطبوخا
[ 2093 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا سفيان حدثنا عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن أم أيوب قالت نزل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلفنا له طعام فيه بعض البقول فقال لأصحابه كلوا فإني لست كأحد منكم إني أخاف أن أوذي صاحبي

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2094 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة من ثريد فيها ثوم فلم يأكل منها وأرسل إلى أبي أيوب وكان أبو أيوب يضع يده حيث يرى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده فلما لم ير أثر يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأكل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إني لم أر أثر يدك فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ريح الثوم ومعي ملك

ذكر إسقاط الحرج عن آكل ما وصفنا نيئا مع شهوده الجماعة إذا كان معذورا من علة يداوى بها
[ 2095 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال العدوي عن أبي بردة عن المغيرة بن شعبة قال أكلت ثوما ثم أتيت مصلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني بركعة فلما قمت أقضي وجد ريح الثوم فقال من أكل من هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها قال المغيرة فلما قضيت الصلاة أتيته فقلت يا رسول الله إن لي عذرا فناولني يدك فناولني فوجدته والله سهلا فأدخلتها في كمي إلى صدري فوجده معصوبا فقال إن لك عذرا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذه الأشياء التي وصفناها هي العذر الذي في خبر بن عباس الذي لا حرج على من به حالة منها في تخلفه عن أداء فرضه جماعة وعليه إثم ترك إتيان الجماعة لأنهما فرضان اثنان الجماعة وأداء الفرض فمن أدى الفرض وهو يسمع النداء فقد سقط عنه فرض أداء الصلاة وعليه إثم ترك إتيان الجماعة وقوله صلى الله عليه وسلم من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر أراد به فلا صلاة له من غير إثم يرتكبه في تخلفه عن إتيان الجماعة إذا كان القصد فيه ارتكاب النهي لا أن صلاته غير مجزئة وإن لم يكن بمعذور إذا لم يجب داعي الله وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم من لغا فلا جمعة له يريد به فلا جمعة له من غير إثم يرتكبه بلغوه

ذكر الإخبار عما أراد صلى الله عليه وسلم استعمال التغليظ على من تخلف عن حضوره صلاة العشاء والغداة في جماعة
[ 2096 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عظما سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن العلة في هؤلاء الذين أراد المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يفعل بهم ما وصفنا لم يكن للتخلف عن حضور العشاء
[ 2097 ] أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم آتي أقواما يخلفون عنها فأحرق عليهم يعني الصلاتين العشاء والغداة

ذكر البيان بأن هاتين الصلاتين أثقل الصلاة على المنافقين
[ 2098 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار

ذكر ما كان يتخوف على من تخلف عن الجماعة في أيام المصطفى صلى الله عليه وسلم
[ 2099 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثني نافع عن بن عمر قال كنا إذا فقدنا الإنسان في صلاة الصبح والعشاء أسأنا به الظن

ذكر وصف الشيء الذي من أجله كانوا يسيئون الظن بمن وصفنا نعته
[ 2100 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي الأحوص قال قال عبد الله لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض وإن كان المريض ليمر بين الرجلين حتى يأتي الصلاة وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى ومن سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه

ذكر استحواذ الشيطان على الثلاثة إذا كانوا في بدو أو قرية ولم يجمعوا الصلاة
[ 2101 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن بكار بن الريان البغدادي حدثنا مروان بن معاوية عن زائدة بن قدامة عن السائب بن حبيش عن معدان بن أبي طلحة قال سألني أبو الدرداء أين مسكنك قلت في قرية دون حمص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية قال السائب إنما يعني بالجماعة جماعة الصلاة
باب فرض متابعة الإمام
[ 2102 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خثيمة وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن أنس قال سقط النبي صلى الله عليه وسلم من فرس فجحش شقه الأيمن فحضرت صلاة فصلى بنا قاعدا فلما قضى صلاته قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعين

ذكر البيان بأن القوم صلوا خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة قعودا اتباعا له
[ 2103 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال حدثنا جويرية بن أسماء عن مالك عن بن شهاب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع يعني فجحش شقه الأيمن فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد فصلينا وراءه قعودا فلما انصرف قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون

ذكر البيان بأن القوم إنما صلوا خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة قعودا بأمره حيث أمرهم به
[ 2104 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت صلى الله عليه وسلم في بيته وهو شاك فصلى جالسا وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذه السنة رواها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك وعائشة وأبو هريرة وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر بن الخطاب وأبو أمامة الباهلي وهو قول أسيد بن حضير وقيس بن قهد وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وبه قال جابر بن زيد والأوزاعي ومالك بن أنس وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم وأبو أيوب سليمان بن داود الهاشمي وأبو خثيمة وابن أبي شيبة ومحمد بن إسماعيل ومن تبعهم من أصحاب الحديث مثل محمد بن نصر ومحمد بن إسحاق بن خزيمة

ذكر الخبر الدال على أن هذا الأمر من المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر فريضة وإيجاب لا أمر فضيلة وإرشاد
[ 2105 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذروني ما تركتكم فإنما هلك من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بالأمر فأتوا منه ما استطعتم

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما أومأنا إليه
[ 2106 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال حدثني أبي عن جدي عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فما أمرتم فأتوا منه ما استطعتم وما نهيت عنه فانتهوا قال بن عجلان حدثني زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاد فيه وما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي لا شك فيه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر بيان واضح أن النواهي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كلها على الحتم والإيجاب حتى تقوم الدلالة على ندبيتها وأن أوامره صلى الله عليه وسلم بحسب الطاقة والوسع على الإيجاب حتى تقوم الدلالة على ندبيتها قال الله جل وعلا وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ثم نفى الإيمان عن من لم يحكم رسوله فيما شجر بينهم من حيث لا يجدوا في أنفسهم مما قضى وحكم حرجا ويسلموا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم تسليما بترك الآراء المعكوسة والمقايسات المنكوسة فقال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما

ذكر خبر ثالث يدل على أن هذا الأمر هو أمر حتم لا ندب
[ 2107 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قد زجر المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر المأمومين عن الاختلاف على إمامهم إذا صلى قاعدا وهو من ضرب الذي ذكرت في غير موضع من كتبنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يزجر عن الشيء بلفظ العموم ثم يستثني بعض ذلك الشيء المزجور عنه فيبيحه لعلة معلومة كما نهى صلى الله عليه وسلم عن المزابنة بلفظ مطلق ثم استثنى بعضها وهو العرية فأباحها بشرط معلوم لعلة معلومة وكذلك يأمر صلى الله عليه وسلم الأمر بلفظ العموم ثم يستثني بعض ذلك العموم فيحظره لعلة معلومة كما أمر صلى الله عليه وسلم المأمومين والأئمة جميعا أن يصلوا قياما إلا عند العجز عنه ثم استثنى بعض هذا العموم وهو إذا صلى إمامهم قاعدا فزجرهم عن استعماله مستثنى من جملة الأمر المطلق ولهذا نظائر كثيرة من السنن سنذكرها في مواضعها من هذا الكتاب إن قضى الله ذلك وشاءه

ذكر خبر رابع يدل على أن هذا الأمر أمر فريضة وإيجاب على ما ذكرناه قبل
[ 2108 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا أبي قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه الأيمن قال أنس فصلى لنا يومئذ صلاة من الصلوات وهو قاعد فصلينا وراءه قعودا ثم قال حين سلم إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون

ذكر خبر خامس يدل على أن هذا الأمر أمر فريضة لا فضيلة
[ 2109 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا حوثرة بن أشرس العدوي قال حدثنا عقبة بن أبي الصهباء عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من أصحابه فقال ألستم تعلمون أني رسول الله إليكم قالوا بلى نشهد أنك رسول الله قال ألستم تعلمون أنه من أطاعني فقد أطاع الله ومن طاعة الله طاعتي قالوا بلى نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله ومن طاعة الله طاعتك قال فإن من طاعة الله أن تطيعوني ومن طاعتي أن تطيعوا أمراءكم وإن صلوا قعودا فصلوا قعودا
[ 2110 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حوثرة بإسناده نحوه إلا أنه قال ومن طاعتي أن تطيعوا أئمتكم أخبرناه أبو يعلى الموصلي قال سألت يحيى بن معين عن عقبة بن أبي الصهباء فقال ثقة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر بيان واضح أن صلاة المأمومين قعودا إذا صلى إمامهم قاعدا من طاعة الله جل وعلا التي أمر عباده وهو عندي ضرب من الإجماع الذي أجمعوا على إجازته لأن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أفتوا به جابر بن عبد الله وأبو هريرة وأسيد بن حضير وقيس بن قهد والإجماع عندنا إجماع الصحابة الذين شهدوا هبوط الوحي والتنزيل وأعيذوا من التحريف والتبديل حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين وصانه عن ثلم القادحين ولم يرو عن أحد من الصحابة خلاف لهؤلاء الأربعة لا بإسناد متصل ولا منقطع فكأن الصحابة أجمعوا على أن الإمام إذا صلى قاعدا كان على المأمومين أن يصلوا قعودا وقد أفتى به من التابعين جابر بن زيد أبو الشعثاء ولم يرو عن أحد من التابعين أصلا بخلافه لا بإسناد صحيح ولا واه فكأن التابعين أجمعوا على إجازته وأول من أبطل في هذه الأمة صلاة المأموم قاعدا إذا صلى إمامه جالسا المغيرة بن مقسم صاحب النخعي وأخذ عنه حماد بن أبي سليمان ثم أخذ عن حماد أبو حنيفة وتبعه عليه من بعده من أصحابه وأعلى شيء احتجوا به فيه شيء رواه جابر الجعفي عن الشعبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحد بعدي جالسا وهذا لو صح إسناده لكان مرسلا والمرسل من الخبر وما لم يرو سيان في الحكم عندنا لأنا لو قبلنا إرسال تابعي وإن كان كان ثقة فاضلا على حسن الظن لزمنا قبول مثله عن أتباع التابعين ومتى قبلنا ذلك لزمنا قبول مثله عن تبع الأتباع ومتى قبلنا ذلك لزمنا قبول مثل ذلك عن تباع التبع ومتى قبلنا ذلك لزمنا أن نقبل من كل إنسان إذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا نقض الشريعة والعجب ممن يحتج بمثل هذا المرسل وقد قدح في روايته زعيمهم فيما أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا يحيى الحماني قال سمعت أبا حنيفة يقول ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء ولا لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي ما أتيته بشيء قط من رأي إلا جاءني فيه بحديث وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينطق بها فهذا أبو حنيفة يجرح جابرا الجعفي ويكذبه ضد قول من انتحل من أصحابه مذهبه وزعم أن قول أئمتنا في كتبهم فلان ضعيف غيبة ثم لما اضطره الأمر جعل يحتج بمن كذبه شيخه في شيء يدفع به سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما جابر الجعفي فقد ذكرنا قصته في كتاب المجروحين من المحدثين بالبراهين الواضحة التي لا يخفى على ذي لب صحتها فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن هذا الأمر الذي ذكرناه أمر فضيلة لا فريضة
[ 2111 ] أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه القوم وحضرت الصلاة فصلى بهم قاعدا وهم قيام فلما حضرت الصلاة الأخرى ذهبوا يقومون فقال ائتموا بإمامكم وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا وإن صلى قائما فصلوا قياما

ذكر الخبر المدحض تأويل هذا المتأول لهذه اللفظة التي في خبر حميد الطويل
[ 2112 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا بالمدينة فصرعه على جذع نخلة فانفكت قدمه فأتيناه نعوده فوجدناه في مشربة لعائشة يسبح جالسا فقمنا خلفه فتنكب عنا ثم أتيناه مرة أخرى فوجدناه يصلي المكتوبة فقمنا خلفه فأشار إلينا فقعدنا فلما قضى الصلاة قال إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا وإذا صلى قائما فصلوا قياما ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر بيان واضح أن اللفظة التي في خبر حميد حيث صلى صلى الله عليه وسلم بهم قاعدا وهم قيام إنما كانت تلك سبحة فلما حضرت الصلاة الفريضة أمرهم أن يصلوا قعودا كما صلى هو ففي هذا أوكد الأشياء أن الأمر منه صلى الله عليه وسلم لما وصفنا أمر فريضة لا فضيلة

ذكر خبر تأويله بعض الناس بما ينطق عموم الخبر بضده
[ 2113 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن أنس بن مالك قال خر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرس فجحش فصلى لنا قاعدا فصلينا معه قعودا ثم انصرف فقال إنما الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه زعم بعض العراقيين ممن كان ينتحل مذهب الكوفيين أن قوله صلى الله عليه وسلم وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أراد به وإذا تشهد قاعدا فتشهدوا قعودا أجمعون فحرف الخبر عن عموم ما ورد الخبر فيه بغير دليل يثبت له على تأويله

ذكر الخبر المدحض تأويل هذا المتأول لهذا الأمر المطلق
[ 2114 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال صرع النبي صلى الله عليه وسلم عن فرس له فوقع على جذع نخلة فانفكت قدمه فدخلنا عليه نعوده وهو يصلي في مشربة لعائشة جالسا فصلينا بصلاته ونحن قيام ثم دخلنا عليه مرة أخرى وهو يصلي جالسا فصلينا بصلاته ونحن قيام فأومأ إلينا أن اجلسوا فلما صلى قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإن صلى جالسا فصلوا جلوسا ولا تقوموا وهو جالس كما يصنع أهل فارس بعظمائها قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في قول جابر فصلينا بصلاته ونحن قيام بيان واضح على دحض قول هذا المتأول إذ القوم لم يتشهدوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم قيام وكذلك قوله في الصلاة الأخرى فصلينا بصلاته ونحن قيام فأومأ إلينا أن اجلسوا أراد به القيام الذي هو فرض الصلاة لا التشهد

ذكر خبر ثان يدل على فساد تأويل هذا المتأول لهذا الخبر
[ 2115 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في تقرير النبي صلى الله عليه وسلم الأمر للمأمومين أن يصلوا قياما إذا صلى إمامهم قائما بالأمر بالصلاة قعودا إذا صلى إمامهم جالسا أعظم البيان أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد به التشهد في الأمرين جميعا وإنما أراد القيام الذي هو فرض الصلاة أن يؤتى به كما يأتي الإمام

ذكر خبر أوهم بعض أئمتنا أنه ناسخ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم المأمومين بالصلاة قعودا إذا صلى إمامهم جالسا
[ 2116 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال دخلت على عائشة فقلت لها ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بلى ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصلى الناس فقلت لا هم ينتظرونك يا رسول الله قال ضعوا لي ماء في المخضب قالت ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوي فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس فقلت لا هم ينتظرونك يا رسول الله والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق أن صل بالناس فأتاه الرسول فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال له عمر أنت أحق بذلك قال فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام قالت ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس قالت فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه أن لا يتأخر وقال لهما أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبي بكر فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد قال عبيد الله فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هات فعرضت حديثها عليه فما أنكر منه شيئا

ذكر خبر يعارض الخبر الذي تقدم ذكرنا له في الظاهر
[ 2117 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا بدل بن المحبر قال حدثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف خلفه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه خالف شعبة بن الحجاج زائدة بن قدامة في متن هذا الخبر عن موسى بن أبي عائشة فجعل شعبة النبي صلى الله عليه وسلم مأموما حيث صلى قاعدا والقوم قيام وجعل زائدة النبي صلى الله عليه وسلم إماما حيث صلى قاعدا والقوم قيام وهما متقنان حافظان فكيف يجوز أن تجعل إحدى الروايتين اللتين تضادتا في الظاهر في فعل واحد ناسخا لأمر مطلق متقدم فمن جعل أحد الخبرين ناسخا لما تقدم من أمر النبي صلى الله عليه وسلم وترك الآخر من غير دليل يثبت له على صحته سوغ لخصمه أخذ ما ترك من الخبرين وترك ما أخذ منهما ونظير هذا النوع من السنن خبر بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نكح ميمونة وهو محرم وخبر أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم نكحها وهما حلالان فتضاد الخبران في فعل واحد في الظاهر من غير أن يكون بينهما تضاد عندنا فجعل جماعة من أصحاب الحديث الخبرين اللذين رويا في نكاح ميمونة متعارضين وذهبوا إلى خبر عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينكح المحرم ولا ينكح فأخذوا به إذ هو يوافق إحدى الروايتين اللتين رويتا في نكاح ميمونة وتركوا خبر بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نكحها وهو محرم فمن فعل هذا لزمه أن يقول تضاد الخبران في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في علته على حسب ما ذكرناه قبل فيجب أن نجيء إلى الخبر الذي فيه الأمر بصلاة المأمومين قعودا إذا صلى إمامهم قاعدا فنأخذ به إذ هو يوافق إحدى الروايتين اللتين رويتا في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في علته ونترك الخبر المنفرد عنهما كما فعل ذلك في نكاح ميمونة وليس عندنا بين هذه الأخبار تضاد ولا تهاتر ولا ناسخ ولا منسوخ بل منها مختصر ومتقصى ومجمل ومفسر إذا ضم بعضها إلى بعض بطل التضاد بينهما واستعمل كل خبر في موضعه على ما سنبينه إن قضى الله ذلك وشاءه

ذكر طريق آخر بخبر عائشة أوهم جماعة من أصحاب الحديث أنه ناسخ للأمر المتقدم الذي ذكرناه
[ 2118 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة العبسي قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن شقيق عن مسروق عن عائشة قالت أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أفاق فقال أصلى الناس قلنا لا قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس قال عاصم والأسيف الرقيق الرحيم قال مروا أبا بكر أن يصلي بالناس قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك أرد عليه قالت فصلى أبو بكر بالناس ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خفة من نفسه فخرج بين بريرة ونوبة إني لأنظر إلى نعليه تخطان في الحصا وأنظر إلى بطون قدميه فقال لهما أجلساني إلى جنب أبي بكر فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر فأومأ إليه أن اثبت مكانك فأجلساه إلى جنب أبي بكر قالت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو جالس وأبو بكر قائم يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر

ذكر خبر يعارض في الظاهر خبر أبي وائل الذي ذكرناه
[ 2119 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا شبابة قال حدثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه خلف أبي بكر قاعدا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه خالف نعيم بن أبي هند عاصم بن أبي النجود في متن هذا الخبر فجعل عاصم أبا بكر مأموما وجعل نعيم بن أبي هند أبا بكر إماما وهما ثقتان حافظان متقنان فكيف يجوز أن يجعل خبر أحدهما ناسخا لأمر متقدم وقد عارضه في الظاهر مثله ونحن نقول بمشيئة الله وتوفيقه إن هذه الأخبار كلها صحاح وليس شيء منها يعارض الآخر ولكن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في علته صلاتين في المسجد جماعة لا صلاة واحدة في إحداهما كان مأموما وفي الأخرى كان إماما والدليل على أنهما كانا صلاتين لا صلاة واحدة أن في خبر عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين رجلين يريد أحدهما العباس والآخر عليا وفي خبر مسروق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين بريرة ونوبة فهذا يدلك على أنها كانت صلاتين لا صلاة واحدة

ذكر الصلاة التي رويت فيها الأخبار المختصرة المجملة الذي تقدم ذكرنا لها
[ 2120 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد بن بجير قالا حدثنا سلم بن جنادة قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه جاءه بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قلنا يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف ومتى يقم مقامك يبك فلو أمرت عمر أن يصلي بالناس قال مروا أبا بكر ليصلي بالناس ثلاث مرات فإنكن صواحبات يوسف قالت فأرسلنا إلى أبي بكر فصلى بالناس فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض فلما حس به أبو بكر ذهب يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فجلس إلى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون بأبي بكر قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا خبر مختصر مجمل فأما اختصاره فليس فيه ذكر الموضع الذي جلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى يمين أبي بكر أو عن يساره

ذكر الخبر المقتصي للفظة المختصرة التي ذكرناها
[ 2121 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة جاء حتى جلس عن يسار أبي بكر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر قائما قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه وأما إجمال الخبر فإن عائشة حكت هذه الصلاة إلى هذا الموضع وآخر القصة عند جابر بن عبد الله إذ النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالقعود أيضا في هذه الصلاة كما أمرهم به عند سقوطه عن فرسه على حسب ما ذكرناه قبل

ذكر الخبر المفسر للألفاظ المجملة التي تقدم ذكرنا لها في خبر عائشة
[ 2122 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يكبر يسمع الناس تكبيره قال فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا فصلينا بصلاته قعودا فلما سلم قال كدتم أن تفعلوا فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا ائتموا بإمامكم إن صلى قائما فصلوا قياما وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر المفسر بيان واضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قعد عن يسار أبي بكر وتحول أبو بكر مأموما يقتدي بصلاته ويكبر يسمع الناس التكبير ليقتدوا بصلاته أمرهم صلى الله عليه وسلم حينئذ بالقعود حين رآهم قياما ولما فرغ من صلاته أمرهم أيضا بالقعود إذا صلى إمامهم قاعدا وقد شهد جابر بن عبد الله صلاته صلى الله عليه وسلم حيث سقط عن فرسه فجحش شقه الأيمن وكان سقوطه صلى الله عليه وسلم عن الفرس في شهر ذي الحجة آخر سنة خمس من الهجرة وشهد هذه الصلاة في علته صلى الله عليه وسلم فأدى كل خبر بلفظه ألا تراه يذكر في هذه الصلاة رفع أبي بكر صوته بالتكبير ليقتدي الناس به وتلك الصلاة التي صلاها صلى الله عليه وسلم في بيته عند سقوطه عن فرسه لم يحتج أبو بكر إلى أن يرفع صوته بالتكبير ليسمع الناس تكبيره على صغر حجرة عائشة وإنما رفعه بالصوت بالتكبير في المسجد الأعظم الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في علته فلما صح ما وصفنا لم يجز أن يجعل بعض هذه الأخبار ناسخا لما تقدم على حسب ما وصفناه

ذكر خبر ثان يدل على صحة ما ذكرناه قبل
[ 2123 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن سهل الجعفري قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن بن حميد أبو عوف الرؤاسي عن أبيه عن أبي الزبير عن جابر قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر وهو جالس وأبو بكر خلفه فإذا كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر أبو بكر يسمعنا قال فنظرنا قياما فقال اجلسوا أومأ بذلك إليهم قال فجلسنا فلما قضى الصلاة قال كدتم تفعلوا فعل فارس والروم بعظمائهم ائتموا بأئمتكم فإن صلوا جلوسا فصلوا جلوسا وإن صلوا قياما فصلوا قياما

ذكر الصلاة الأخرى التي توهم أكثر الناس أنها معارضة الأخبار الأخر التي ذكرناها
[ 2124 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثنا نعيم بن أبي هند عن أبي وائل أحسبه عن مسروق عن عائشة أنها قالت أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أفاق قال هل نودي بالصلاة فقلنا لا فقال مري بلالا فليبادر بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف لا يستطيع أن يقوم مقامك قالت فنظر إلي حين فرغ من كلامه ثم أغمي عليه فلما أفاق قال هل نودي بالصلاة قالت فقلت لا قال مري بلالا فليناد بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر قالت فأومأت إلى حفصة فقالت يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق لا يستطيع أن يقرأ إلا يبكي قال فنظر إليها حين فرغت من كلامها ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أفاق قال هل نودي بالصلاة قالت فقلت لا فقال مري بلالا فليناد بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحبات يوسف ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فأقام بلال الصلاة وصلى بالناس أبو بكر ثم أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بنوبة وبريرة فاحتملاه قالت عائشة فكأني أنظر إلى أصابع قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم تخط في الأرض قالت فلما أحس أبو بكر بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يستأخر فأومأ إليه أن يثبت قالت وجيء بنبي الله صلى الله عليه وسلم فوضع بحذاء أبي بكر في الصف قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا خبر يوهم من لم يحكم صناعة الأخبار ولا يفقه في صحيح الآثار أنه يضاد سائر الأخبار التي تقدم ذكرنا لها وليس بين أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم تضاد ولا تهاتر ولا يكذب بعضها بعضا ولا ينسخ بشيء منها القرآن بل يفسر عن مجمل الكتاب ومبهمه ويبين عن مختصره ومشكله وقد دللنا بحمد الله ومنه على أن هذه الأخبار التي رويت كانت في صلاتين لا في صلاة واحدة على حسب ما وصفناه فأما الصلاة الأولى فكان خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليها بين رجلين وكان فيها إماما وصلى بهم قاعدا وأمرهم بالقعود في تلك الصلاة وهذه الصلاة كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليها بين بريرة ونوبة وكان فيها مأموما وصلى قاعدا في الصف خلف أبي بكر

ذكر البيان بأن هذه الصلاة كانت آخر الصلاتين اللتين وصفناهما قبل
[ 2125 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سويد الرملي قال حدثنا أيوب بن سليمان قال حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن حميد الطويل عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القوم في ثوب واحد متوشحا به يريد قاعدا خلف أبي بكر قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا الخبر ينفي الارتياب عن القلوب أن شيئا من هذه الأخبار يضاد ما عارضها في الظاهر ولا يتوهمن متوهم أن الجمع بين الأخبار على حسب ما جمعنا بينها في هذا النوع من أنواع السنن يضاد قول الشافعي رحمة الله ورضوانه عليه وذلك أن كل أصل تكلمنا عليه في كتبنا أو فرع استنبطاه من السنن في مصنفاتنا هي كلها قول الشافعي وهو راجع عما في كتبه وإن كان ذلك المشهور من قوله وذاك أني سمعت بن خزيمة يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول إذا صح لكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذوا به ودعوا قولي وللشافعي رحمة الله عليه في كثرة عنايته بالسنن وجمعه لها وتفقهه فيها وذبه عن حريمها وقمعه من خالفها زعم أن الخبر إذا صح فهو قائل به راجع عما تقدم من قوله في كتبه وهذا مما ذكرناه في كتاب المبين أن للشافعي رحمه الله ثلاث كلمات ما تكلم بها أحد في الإسلام قبله ولا تفوه بها أحد بعده إلا والمأخذ فيها كان عنه إحداها ما وصفت والثانية أخبرني محمد بن المنذر بن سعيد عن الحسن بن محمد الصباح الزعفراني قال سمعت الشافعي يقول ما ناظرت أحدا قط فأحببت أن يخطىء والثالثة سمعت موسى بن محمد الديلمي بأنطاكية يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول وددت أن الناس تعلموا هذه الكتب ولم ينسبوها إلي

ذكر استحقاق الإمامة بالازدياد من حفظ القرآن على القوم وإن كان فيهم من هو أحسب وأشرف منه
[ 2126 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم نفر فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا معكم كم القرآن فاستقرأهم حتى مر على رجل منهم هو من أحدثهم سنا فقال ماذا معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة قال معك سورة البقرة قال نعم قال اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرفهم والذي كذا وكذا يا رسول الله ما يمنعني أن أتعلم القرآن إلا خشية أن لا أقوم به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم القرآن واقرأه وارقد فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأ وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه على كل مكان ومن تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكىء على مسك

ذكر البيان بأن القوم إذا استووا في القراءة يجب أن يؤمهم من كان أعلم بالسنة
[ 2127 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الهاشمي قال حدثنا عبد الله بن عمر بن ميمون بن الرماح قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا ولا يؤم الرجل في سلطانه ولا يجلس على تكرمته في بيته حتى يأذن له
[ 2128 ] أخبرنا شباب بن صالح المعدل بواسط قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وصاحب لي فقال إذ صليتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما قال وكانا متقاربين قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم فأذنا وأقيما أراد به أحدهما لا كليهما

ذكر البيان بأن قوله وكانا متقاربين إنما هو كلام أبي قلابة أدرجه خالد الطحان في الخبر
[ 2129 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولصاحب له إذا حضرت الصلاة فأذنا ثم أقيما ثم ليؤمكما أكبركما قال خالد فقلت لأبي قلابة فأين القراءة قال إنهما كانا متقاربين

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فأذنا وأقيما أراد به أحدهما
[ 2130 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي منذ ثمانين سنة قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لي ولصاحب لي إذا خرجتما فليؤذن أحدكما وليقم وليؤمكما أكبركما
[ 2131 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلينا سألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فقال ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني أصلي لفظة أمر تشتمل على كل شيء كان يستعمله صلى الله عليه وسلم في صلاته فما كان من تلك الأشياء خصه الإجماع أو الخبر بالنقل فهو لا حرج على تاركه في صلاته وما لم يخصه الإجماع أو الخبر بالنقل فهو أمر حتم على المخاطبين كافة لا يجوز تركه بحال

ذكر البيان بأن حكم الثلاثة وأكثر في الإمامة حكم الإثنين سواء
[ 2132 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة وهشام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنتم ثلاثة في سفر فليؤمكم أحدكم وأحقكم بالإمامة أقرؤكم

ذكر الإخبار عمن يستحق الإمامة للناس
[ 2133 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه

ذكر جواز إمامة الأعمى بالمأمومين إذا لم يكونوا عماة
[ 2134 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا حبيب المعلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف بن أم مكتوم على المدينة يصلي بالناس

ذكر الإباحة للإمام أن يؤم بالناس وهو أعمى إذا كان له من يتعاهده
[ 2135 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا حبيب المعلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف بن أم مكتوم على المدينة يصلي بالناس

ذكر الأمر لمن أم الناس بالتخفيف لوجود أصحاب العلل خلفه
[ 2136 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن في الناس الضعيف والسقيم وذا الحاجة

ذكر السبب الذي من أجله أمر صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر
[ 2137 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة مما يطيل بنا فلان فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيته في موعظة أشد غضبا منه يومئذ فقال أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة

ذكر ما يستحب للإمام أن تكون صلاته بالقوم خفيفة في تمام
[ 2138 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول ما صليت خلف إمام قط أخف صلاة ولا أتم من رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر الإباحة للمرء أن يخفف صلاته إذا علم أن خلفه من له شغل يحتاج أن يرجع إليه
[ 2139 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأدخل في الصلاة أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأخفف مما أعلم من شدة وجد أمه به

ذكر ما يستحب للإمام أن يطول الأوليين من صلاته ويقصر في الأخريين منها
[ 2140 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا شعبة عن أبي عون عن جابر بن سمرة قال قال عمر لسعد قد شكاك أهل الكوفة في كل شيء حتى في الصلاة فقال أطيل الأوليين وأحذم في الأخريين وما آلو من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك الظن بك أبو عون اسمه محمد بن عبيد الله

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي بغيره ويطول صلاته
[ 2141 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال حتى هممت بأمر سوء قال قيل وما هممت به قال هممت أن أجلس وأدعه

ذكر جواز صلاة الإمام على مكان أرفع من المأمومين إذا أراد تعليم القوم الصلاة
[ 2142 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن قال حدثني أبو حازم أن رجالا أتوا سهل بن سعد وقد امتروا في المنبر مم عوده فسألوه عن ذلك فقال والله لأعرف مم هو ولقد رأيت أول يوم جلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأة سماها سهل أن مري غلامك النجار أن يعمل لي أعوادا أجلس عليها إذا كلمت الناس فأمرته فعملها من طرفاء الغابة ثم جاء بها فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها فوضعت ها هنا ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عليها وكبر وهو عليها وركع وهو عليها ورفع وهو عليها وتولى القهقري فسجد ورقى على المنبر ثم عاد فلما فرغ أقبل على الناس فقال يا أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا ولتعلموا صلاتي

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن صلاة الإمام على موضع أرفع من المأمومين غير جائزة
[ 2143 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا الربيع بن سليمان عن الشافعي قال أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن همام قال صلى بنا حذيفة على دكان مرتفع فسجد عليه فجبذه أبو مسعود فتابعه حذيفة فلما قضى الصلاة قال أبو مسعود أليس قد نهي عن هذا فقال له حذيفة ألم ترني قد تابعتك قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه إذا كان المرء إماما وأراد أن يصلي بقوم حديث عهدهم بالإسلام ثم قام على موضع مرتفع من المأمومين ليعلمهم أحكام الصلاة عيانا كان ذلك جائزا على ما في خبر سهل بن سعد وإذا كانت هذه العلة معدومة لم يصل على مقام أرفع من مقام المأمومين على ما في خبر أبي مسعود حتى لا يكون بين الخبرين تضاد ولا تهاتر

ذكر الزجر عن أن يؤم الزائر المزور في بيته إلا بإذنه
[ 2144 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد وابن كثير والحوضي قالوا حدثنا شعبة قال أخبرنا إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود البدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سنا ولا يؤم الرجل الرجل في بيته ولا في فسطاطه ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه قال شعبة فقلت لإسماعيل بن رجاء ما تكرمته قال فراشه ولم يذكره الحوضي فقلت لإسماعيل

ذكر الأمر بالسكينة لمن أتى المسجد للصلاة وقضاء ما فاته منها
[ 2145 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها تسعون وائتوها وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم وما فاتكم فاقضوا أراد به فاقضوا على الإتمام لا على التعكيس
[ 2146 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عثمان بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أقيمت الصلاة فائتوها وعليكم السكينة فصلوا ما أدركتم وما سبقتم فأتموا

ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول
[ 2147 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال فلما صلى دعاهم فقال ما شأنكم قالوا يا رسول الله استعجلنا إلى الصلاة قال لا تستعجلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما سبقتم فأتموا
[ 2148 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه وإسحاق أبي عبد الله أنهما أخبراه أنهما سمعا أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وائتوها وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا فإن أحدكم في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قال الله جل وعلا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وقال صلى الله عليه وسلم فلا تأتوها وأنتم تسعون فالسعي الذي أمر الله جل وعلا به هو المشي إلى الصلاة على هينة الإنسان والسعي الذي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه هو الاستعجال في المشي لأن المرء تكتب له بكل خطوة يخطوها إلى الصلاة حسنة فذلك ما وصفت يعني في ترجمة نوع هذا الحديث على أن العرب توقع في لغتها الاسم الواحد على الشيئين المختلفي المعنى فيكون أحدهما مأمورا به والآخر مزجورا عنه إسحاق أبو عبد الله مولى زائدة من التابعين قاله أبو حاتم رضى الله تعالى عنه
[ 2149 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بن عجلان قال حدثنا سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة إذا توضأت ثم دخلت المسجد فلا تشبكن بين أصابعك

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رواه إلا سعيد المقبري وقد اختلف عليه فيه فيما زعم
[ 2150 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن معدان الحراني قال حدثنا سليمان بن عبيد الله عن عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا كعب بن عجرة إذا توضأت فأحسنت الوضوء ثم خرجت إلى المسجد فلا تشبك بين أصابعك فإنك في صلاة

ذكر الإباحة الإمام أن يصلي بالناس جماعة في فضاء إلى غير جدار
[ 2151 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أنه قال أقبلت راكبا على أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت وأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف ولم ينكر ذلك علي

ذكر استحباب الصلاة للمصلي إلى الإسطوانة في مساجد الجماعات
[ 2152 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ومحمد بن إسحاق بن خزيمة قالا حدثنا أحمد بن عبدة قال حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن قال حدثني يزيد بن أبي عبيد أنه كان يأتي مع سلمة بن الأكوع إلى سبحة الضحى فيعمد إلى الإسطوانة فيصلي قريبا منها فأقول له لا تصل ها هنا وأشير له إلى بعض نواحي المسجد فيقول إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى هذا المقام

ذكر الأمر بالمبادرة في اللحوق بالصف الأول في الصلاة والتهجير والمواظبة على الصبح والعشاء الآخرة
[ 2153 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا

ذكر الأمر بإتمام الصف الأول ثم الذي يليه إذا استعمال ذلك استعمال الملائكة مثله
[ 2154 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال حدثنا جرير عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقال ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم قالوا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربهم قال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف

ذكر الأمر بإتمام الصف المقدم ثم الوقوف في الذي يليه
[ 2155 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتموا الصف المقدم فإن كان نقصان فليكن في المؤخرة

ذكر الزجر عن تخلف المرء عن الصف الأول في الصلاة
[ 2156 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا حسين بن مهدي قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال قوم يتخلفون عن الصف الأول حتى يخلفهم الله في النار

ذكر مغفرة الله جل وعلا مع استغفار الملائكة للمصلي في الصف الأول
[ 2157 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم سمعت زبيد الإيامي يحدث عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فيمسح عواتقنا وصدورنا ويقول لا تختلف صفوفكم فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول

ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة ثلاثا للمصلي في الصف الأول
[ 2158 ] أخبرنا حاجب بن أركين الحافظ الفرغاني بدمشق حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار حدثنا الوليد بن مسلم عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن العرباض بن سارية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي على الصف الأول المقدم ثلاثا وعلى الثاني مرة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن محمد بن إبراهيم لم يسمع هذا الخبر عن خالد بن معدان
[ 2159 ] أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث أن خالد بن معدان حدثه أن جبير بن نفير حدثه أن العرباض بن سارية حدثه وكان العرباض من أهل الصفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة

ذكر مغفرة الله جل وعلا واستغفار الملائكة للمصلي على ميامن الصفوف
[ 2160 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان الثوري عن أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف

ذكر مغفرة الله جل وعلا مع استغفار الملائكة على الصفوف المبترة إذا كانت مقدمة
[ 2161 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد إملاء حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن طلحة الإيامي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا وصدورنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصفوف المقدمة

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من إتمام الصفوف في الصلوات
[ 2162 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البجلي قال حدثنا زهير بن معاوية قال سألت الأعمش عن حديث جابر بن سمرة في الصفوف المقدمة فحدثنا عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قال قلنا يا رسول الله وكيف يصفون الملائكة عند ربهم قال يتمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف

ذكر مغفرة الله جل وعلا مع استغفار الملائكة لمن يصل الصفوف المبترة
[ 2163 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف قال أبو حاتم أسامة بن زيد هذا هو الليثي مولى لهم من أهل المدينة مستقيم الأمر صحيح الكتاب وأسامة بن زيد بن أسلم مدني واه وكانا في زمن واحد إلا أن الليثي أقدم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رواه إلا أسامة بن زيد
[ 2164 ] حدثنا العباس بن الفضل بن شاذان المقرىء أبو القاسم بالري حدثنا عبد الرحمن بن عمر رسته حدثنا حسين بن حفص عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف

ذكر الأمر بتسوية الصفوف حذر مخالفة الوجوه عند تركه
[ 2165 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن سماك بن حرب أنه سمع النعمان بن بشير يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصف حتى يجعله مثل القدح أو الرمح فرأى صدر رجل ناتئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد الله سووا صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم

ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
[ 2166 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا محمد بن الأزهر السجزي حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان وشعبة قالا حدثنا قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأكتاف فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف

ذكر الأمر بتسوية الصفوف وإقامتها عند القيام إلى الصلاة
[ 2167 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا يحيى حدثنا هشام عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي أن الأشعري صلى بأصحابه فلما جلس في صلاته قال رجل من القوم أقرت الصلاة بالبر والزكاة فلما قضى الأشعري صلاته أقبل على القوم فقال أيكم القائل كلمة كذا كذا فأرم القوم فقال لعلك يا حطان قلتها قال والله ما قلتها ولقد خفت أن تبكعني بها فقال رجل من القوم أنا قلتها وما أردت بها إلا الخير فقال الأشعري أما تعلمون ما تقولون في صلاتكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فعلمنا سنتنا وبين لنا صلاتنا فقال إذا أقيمت الصلاة فأقيموا صفوفكم وليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قال ولا الضالين فقولوا آمين يجبكم الله ثم إذا كبر فركع فكبروا واركعوا فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإن الله جل وعلا قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده ثم إذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك فإذا كان عند القعدة فليكن من قول أحدكم التحيات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله

ذكر ما يستحب للإمام أن يأمر المأمومين بتسوية الصفوف عند قيامهم إلى الصلاة
[ 2168 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد وعلي بن المديني قالا حدثنا حميد بن الأسود قال حدثنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال جئت فقعدت فقال محمد بن مسلم بن خباب جاء أنس بن مالك فقعد مكانك هذا فقال تدرون ما هذا العود قلنا لا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة أخذ بيمينه ثم التفت فقال اعتدلوا سووا صفوفكم ثم أخذ بيساره ثم قال اعتدلوا سووا صفوفكم فلما هدم المسجد فقد فالتمسه عمر رضوان الله عليه فوجده قد أخذه بنو عمرو بن عوف فجعلوه في مسجدهم فانتزعه فأعاده

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2169 ] أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط قال حدثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر بن كدام عن سماك عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف كأنما بها القداح

ذكر الاستحباب للإمام أن يأمر المأمومين بتسوية الصفوف واعتدالها عند قيامه إلى الصلاة
[ 2170 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمود بن غيلان حدثنا بشر بن السري حدثنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير حدثنا محمد بن مسلم بن حباب عن أنس بن مالك أن عمر لما زاد في المسجد غفلوا عن العود الذي كان في القبلة قال أنس أتدرون لأي شيء جعل ذلك العود فقالوا لا فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أقيمت الصلاة أخذ العود بيده اليمنى ثم التفت فقال اعدلوا صفوفكم واستووا ثم أخذ بيده اليسرى ثم التفت فقال اعدلوا صفوفكم

ذكر العلة التي من أجلها أمر بتسوية الصفوف
[ 2171 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتموا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة

ذكر الاستحباب للإمام بمسح مناكب المؤمنين قبل إقامة الصلاة
[ 2172 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو عمار قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن عمارة بن عمير الليثي عن أبي معمر عن أبي مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال أبو مسعود وأنتم اليوم أشد اختلافا

ذكر ما يأمر الإمام المأمومين بإقامة الصفوف قبل ابتداء الصلاة
[ 2173 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه حين قام إلى الصلاة قبل أن يكبر فقال أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري

ذكر الأمر بتسوية الصفوف للمأمومين إذا استعماله من تمام الصلاة
[ 2174 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة

ذكر ما يتوقع في المأمومين عند تركهم لتسوية الصفوف في الصلاة
[ 2175 ] أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال بن أخي الحجاج العطار بالبصرة قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة قال حدثنا سماك قال سمعت النعمان بن بشير وهو يخطب ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصف حتى يدعه مثل القدح أو الرمح فرأى صدر رجل ناتئا من الصف فقال عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم بين وجوهكم أراد به بين قلوبكم
[ 2176 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا هارون بن إسحاق قال حدثنا بن أبي غنية عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي القاسم الجدلي قال سمعت النعمان بن بشير يقول أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال أقيموا صفوفكم ثلاثا والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم قال فرأيت الرجل يلزق كعبه بكعب صاحبه ومنكبه بمنكب صاحبه أبو القاسم الجدلي هذا اسمه حسين بن الحارث من جديلة قيس من ثقات الكوفيين

ذكر البيان بأن إقامة الصفوف للصلاة من حسن الصلاة
[ 2177 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة

ذكر الزجر عن اختلاف المأموم في صلاته على إمامه
[ 2178 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن أبي مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم وليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

ذكر وصف خير صفوف الرجال والنساء وشرها
[ 2179 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة وخير صفوف القوم في الصلاة أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء في الصلاة آخرها وشرها أولها

ذكر الأمر للمأمومين أن يقف منهم وراء الإمام أولو الأحلام والنهى
[ 2180 ] أخبرنا محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة قال حدثنا نصر بن علي بن نصر قال أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم وإياكم وهيشات الأسواق قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو معشر هذا زياد بن كليب كوفي ثقة وليس هذا بأبي معشر السندي فإنه من ضعفاء البغداديين

ذكر إباحة تأخير الأحداث عن الصف الأول عند حضور أولي الأحلام والنهى
[ 2181 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم قال حدثنا يوسف بن يعقوب السدوسي قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي فجذبني رجل من خلفي جذبة فنحاني وقام مقامي فوالله ما عقلت صلاتي فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب قال يا بن أخي لا يسؤك الله إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة وقال هلك أهل العهد ورب الكعبة ثلاثا ثم قال والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا قال قلت من يعني بهذا قال الأمراء

ذكر الأمر بالصلاة في النعلين أو خلعهما ووضعهما بين رجلي المصلي إذا صلى
[ 2182 ] أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا بشر بن بكر حدثنا الأوزاعي حدثني محمد بن الوليد الزبيدي عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدا وليجعلهما بين رجليه أو ليصل فيهما

ذكر البيان بأن المرء مخير بين الصلاة في نعليه وبين خلعهما ووضعهما بين رجليه
[ 2183 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا بن وهب أخبرني عياض بن عبد الله القرشي وغيره عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه ولا يؤذ بهما غيره

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي الصلاة في نعليه ما لم يعلم فيهما أذى
[ 2184 ] أخبرنا محمد بن علي الصيرفي قال حدثنا عثمان بن طالوت بن عباد الجحدري قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا كهمس بن الحسن عن أبي العلاء عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وعليه نعل مخصوفة

ذكر الأمر لمن أتي المسجد للصلاة أن ينظر في نعليه ويمسح الأذى عنهما إن كان بهما
[ 2185 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي عن حماد بن سلمة عن أبي نعامة السعدي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى خلع نعليه فوضعهما عن يساره فخلع القوم نعالهم فلما قضى صلاته قال ما لكم خلعتم نعالكم قالوا رأيناك خلعت فخلعنا قال إني لم أخلعهما من بأس ولكن جبريل أخبرني أن فيهما قذرا فإذا أتى أحدكم المسجد فلينظر في نعليه فإن كان فيهما أذى فليمسحه

ذكر الأمر بالصلاة في الخفاف والنعال إذا أهل الكتاب لا يفعلونه
[ 2186 ] أخبرنا بن قحطبة قال حدثنا أحمد بن أبان القرشي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا هلال بن ميمون قال حدثنا أبو ثابت يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوا اليهود والنصارى فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم

ذكر الأمر للمأموم عند خلعه نعليه بوضعهما بين رجليه
[ 2187 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا عياض بن عبد الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم وخلع نعليه فليجعلهما بين رجليه ولا يؤذ بهما غيره

ذكر الزجر عن وضع المأموم نعله عن يمينه في صلاته أو عن يساره
[ 2188 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن عبد الرحمن بن قيس عن يوسف بن ماهك عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فلا يضع نعله عن يمينه ولا عن يساره فيكون عن يمين غيره إلا أن يكون عن يساره أحد وليضعهما بين رجليه

ذكر وضع المصلي نعليه إذا أراد الصلاة
[ 2189 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا بن جريج قال حدثني محمد بن عباد بن جعفر حديثا يرفعه إلى أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو عن عبد الله بن السائب قال حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وصلى في الكعبة فخلع نعليه فوضعهما عن يساره ثم افتتح سورة المؤمنين فلما بلغ ذكر عيسى أو موسى أخذته سعلة فركع

ذكر الزجر عن إنشاء المرء الصلاة عند ابتداء المؤذن في الإقامة
[ 2190 ] أخبرنا بن خزيمة وعمر بن محمد الهمداني وغيرهما قالوا حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال حدثنا زياد بن عبد الله عن محمد بن جحادة عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ المؤذن في الإقامة فلا صلاة إلا المكتوبة
[ 2191 ] أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا ثابت بن يزيد عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس أن رجلا دخل المسجد بعدما أقيمت الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي فصلى ركعتين ثم دخل الصف فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال بأيتهما اعتددت أو بأيتهما احتسبت التي صليت معنا أو التي صليت وحدك

ذكر وصف هذه الصلاة التي كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يصلي
[ 2192 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الفجر فجاء رجل فصلى خلفه ركعتي الفجر ثم دخل مع القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال للرجل أيهما جعلت صلاتك التي صليت وحدك أو التي صليت معنا

ذكر البيان بأن حكم صلاة الفجر وحكم غيرها من الصلوات في هذا الزجر سواء
[ 2193 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة

ذكر الرخصة للداخل المسجد والإمام راكع أن يبتدئ صلاته منفردا ثم يلحق بالصف عند الركوع فيتصل به
[ 2194 ] أخبرنا محمد بن علي بن الأحمر الصيرفي بالبصرة قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا وهيب بن خالد عن عنبسة الأعور عن الحسن أن أبا بكرة دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فركع ثم مشى حتى لحق بالصف فقال له النبي صلى الله عليه وسلم زادك الله حرصا ولا تعد

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عنبسة عن الحسن
[ 2195 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكر أنه دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم راكع قال فركعت دون الصف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم زادك الله حرصا ولا تعد قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا الخبر من الضرب الذي ذكرت في كتاب فصول السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ينهى عن شيء في فعل معلوم ويكون مرتكب ذلك الشيء المنهي عنه مأثوما بفعله ذلك إذا كان عالما بنهي المصطفى صلى الله عليه وسلم عنه والفعل جائز على ما فعله كنهيه صلى الله عليه وسلم عن أن يخطب الرجل على خطبة أخيه أو يستام على سوم أخيه فإن خطب امرؤ على خطبة أخيه بعد علمه بالنهي عنه كان مأثوم والنكاح صحيح فكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكرة زادك الله حرصا ولا تعد فإن عاد رجل في هذا الفعل المنهي عنه وكان عالما بذلك النهي كان مأثوما في ارتكابه المنهي وصلاته جائزة ولأنه صلى الله عليه وسلم أباح هذا القدر لأبي بكرة مستثنى من جملة ما نهاه عنه في خبر وابصة كالمزابنة والعرية ولو لم تجز الصلاة بهذا الوصف لأبي بكرة لأمره صلى الله عليه وسلم بإعادة الصلاة وقوله ولا تعد أراد به لا تعد في إبطاء المجيء إلى الصلاة لا أنه أراد به أن لا تعود بعد تكبيرك في اللحوق بالصف

ذكر الموضع الذي يقف فيه المأموم إذا كان وحده من الإمام في صلاته
[ 2196 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه قال قال بن عباس بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقمت أصلي فقمت عن يساره فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه

ذكر وصف قيام المأموم من الإمام إذا أراد الصلاة جماعة
[ 2197 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمرو بن زرارة قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد الله قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا عشية ودنونا من مياه العرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل يتقدمنا فيرد الحوض فيشرب ويسقينا قال جابر فقمت فقلت هذا رجل يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي رجل مع جابر فقام جبار بن صخر فانطلقنا إلى البئر فنزعنا في الحوض سجلا أو سجلين ثم مدرناه ثم نزعنا فيه حتى أفهقناه فكان أول طالع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتأذنان قلنا نعم يا رسول الله فأشرع ناقته فشربت ثم شنق لها فبالت ثم عدل بها فأناخها ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحوض فتوضأ منه ثم قمت فتوضأت من متوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب جبار بن صخر يقضي حاجته وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وكانت علي بردة وكنت أخالف بين طرفيها فلم تبلغ لي وكانت لها ذباذب فنكستها ثم خالفت بين طرفيها فجئت حتى قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه وجاء جبار بن صخر فتوضأ ثم جاء فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذنا بيديه جميعا فدفعنا حتى أقامنا من خلفه وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقني وأنا لا أشعر ثم فطنت فقال هكذا وأشار بيده شد فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا جابر قلت لبيك يا رسول الله قال إذا كان ثوبك واسعا فخالف بين طرفيه وإن كان ضيقا فاشدده على حقوك
[ 2198 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة والرافقة جميعا قال حدثنا حكيم بن سيف الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن هلال بن يساف الأشجعي عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد بن الحارث الأسدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي وحده خلف الصفوف فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة

ذكر البيان بأن هذا المصلي المنفرد خلف الصفوف أعاد صلاته بأمرالمصطفى صلى الله عليه وسلم إياه بذلك
[ 2199 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو قديد عبيد الله بن فضالة قال حدثنا الحجاج بن محمد قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره فأعاد الصلاة

ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر هذا الرجل بإعادة الصلاة لأنه لم يتصل بمصل مثله حيث كان مأموما
[ 2200 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا زكريا بن يحيى قال حدثنا هشيم عن حصين عن هلال بن يساف قال أخذ بيدي زياد بن أبي الجعد ونحن بالرقة فأقامني على شيخ من بني أسد يقال له وابصة بن معبد قال حدثني هذا الشيخ أن رجلا صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وحده لم يتصل بأحد فأمره أن يعيد الصلاة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد وسمعه من زياد بن أبي الجعد عن وابصة والطريقان جميعا محفوظان

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به هلال بن يساف
[ 2201 ] أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عمه عبيد بن أبي الجعد عن أبيه زياد بن أبي الجعد عن وابصة بن معبد أن رجلا صلى خلف الصف وحده فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة

ذكر الخبر المدحض تأويل من حرف هذا الخبر عن جهته وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر هذا المصلي بإعادة الصلاة لشيء علمه منه ما لا نعلمه نحن
[ 2202 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه وكان أحد الوفد قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته إذا رجل فرد فوقف عليه نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى قضى الرجل صلاته ثم قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم استقبل صلاتك فإنه لا صلاة لفرد خلف الصف

ذكر التأكيد في الأمر الذي وصفناه
[ 2203 ] أخبرنا بن قتيبة قال أخبرنا محمد بن أبي السري قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر قال حدثني عبد الرحمن بن علي بن شيبان الحنفي قال حدثنا أبي علي بن شيبان وكان أحد الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني حنيفة قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته نظر إلى رجل خلف الصف وحده فقال النبي صلى الله عليه وسلم هكذا صليت قال نعم قال فأعد صلاتك فإنه لا صلاة لفرد خلف الصف وحده

ذكر وصف مقام المرأة خلف الصف
[ 2204 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا الحجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني زياد بن سعد أن قزعة مولى لعبد القيس أخبره أنه سمع عكرمة يقول قال بن عباس صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة خلفنا تصلي معنا وأنا إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم أصلي معه

ذكر البيان بأن المرأة إذا كانت وحدها لها أن تنفرد بالصلاة خلف صفوف الرجال تقتدي بإمامها لا تقدم لها من ذلك الموضع
[ 2205 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته فأكل منه ثم قال قوموا فلأصلي لكم قال أنس فقمت إلى حصير لي قد اسود من طول ما لبس فنضحته بماء فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف

ذكر خبر أوهم بعض أئمتنا أن العجوز في هذه الصلاة لم تكن منفردة وكان معها امرأة أخرى
[ 2206 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت عبد الله بن المختار يحدث عن موسى بن أنس بن مالك عن أنس بن مالك أنه كان هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه وخالته فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل أنسا عن يمينه وأمه وخالته خلفهما قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قد جعل بعض أئمتنا رحمة الله عليهم خبر إسحاق بن أبي طلحة عن أنس خبرا مختصرا وخبر موسى بن أنس هذا متقصى له وزعم أن أم سليم كان معها مثلها خالة أنس بن مالك وليس عندنا كذلك لأنهما صلاتان في موضعين متباينين لا صلاة واحدة

ذكر البيان بأن هذه الصلاة التي كانت أم أنس وخالته اصطفتا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة أخرى غير تلك الصلاة التي كانت أم سليم وحدها تصلي
[ 2207 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمر بن موسى الحادي قال حدثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بساط فأقامني عن يمينه وقامت أم سليم وأم حرام خلفنا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر بيان واضح أن هذه الصلاة خلاف الصلاة التي حكاها إسحاق بن أبي طلحة عن أنس لأن في تلك الصلاة قام أنس واليتيم معه خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم والعجوز وحدها وراءهم وكانت صلاتهم تلك على حصير وهذه الصلاة قام أنس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وأم سليم وأم حرام خلفهما وكانت صلاتهم على بساط فدل ذلك على أنهما صلاتان لا صلاة واحدة
[ 2208 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال أخبرنا أبي عن شعبة عن أيوب عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استأذنكم النساء إلى المساجد فأذنوا لهن

ذكر الزجر عن منع النساء عن إتيان المساجد للصلاة
[ 2209 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر أخبرني نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا إماء الله مساجد الله

ذكر أحد الشرطين الذي أبيح هذا الفعل بهما
[ 2210 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير وعيسى بن يونس عن الأعمش عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائذنوا للنساء إلى المساجد بالليل فقال بعض بنيه لا تأذن لهن فيتخذنه دغلا قال فعل الله بك وفعل أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول لا تأذن

ذكر الشرط الثاني الذي أبيح هذا الفعل به
[ 2211 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد عن بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات

ذكر الشرط الثالث الذي أبيح مجيء النساء إلى المساجد بالليل به
[ 2212 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زينب الثقفية امرأة بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إذا خرجت إلى العشاء فلا تمسين طيبا قال أبو حاتم الإسنادان جميعا محفوظان وهما طريقان اثنان متناهما مختلفان

ذكر الزجر عن منع المرء امرأته عن شهود العشاء الآخر في المساجد
[ 2213 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن بن نمير قال سمعت الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أخبره أنه سمع أباه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها قال بلال بن عبد الله بن عمر والله لنمنعهن قال فسبه عبد الله بن عمر أسوأ ما سمعته سبه قط وقال سمعتني قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها قلت والله لنمنعهن

ذكر وصف خروج المرأة التي أبيح لها شهود العشاء في الجماعة
[ 2214 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات

ذكر الزجر عن مس المرأة الطيب إذا أرادت شهود العشاء الآخرة في الجماعة
[ 2215 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يحيى بن حكيم قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا بن عجلان قال حدثنا بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمس طيبا

ذكر الزجر لمن شهدت العشاء الآخرة في الجماعة أن ترفع رأسها قبل أخذ الرجال مقاعدهم إذا كان في ثيابهم قلة
[ 2216 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا القواريري قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال كن النساء يؤمرن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة أن لا يرفعن رؤوسهن حتى يأخذ الرجال مقاعدهم من الأرض من ضيق الثياب قال بشر وقد سمعته من أبي حازم

ذكر البيان بأن صلاة المرأة كلما كانت أستر كان أعظم لأجرها
[ 2217 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هارون بن معروف حدثنا بن وهب حدثنا داود بن قيس عن عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمته أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي قال فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله جل وعلا

ذكر الزجر عن الصلاة بين السواري جماعة
[ 2218 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بندار قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن يحيى بن هانئ عن عبد الحميد بن محمود قال صليت إلى جنب أنس بن مالك بين السواري فقال كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر خبر ثان يصرح بهذا الزجر المطلق
[ 2219 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يحيى بن حكيم قال حدثنا أبو قتيبة ويحيى بن حماد عن هارون أبي مسلم عن قتادة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال كنا ننهى عن الصلاة بين السواري ونطرد عنها طردا

ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم الفعل المضاد له في الظاهر
[ 2220 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال سألت بلالا أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة قال بين العمودين المتقدمين قال ونسيت أن أسأله كم صلى قال أبو حاتم هذا الفعل ينهى عنه بين السواري جماعة وأما استعمال المرء مثله منفردا فجائز

ذكر وصف الإمامة التي يكون للمأموم والإمام معا
[ 2221 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن أبي علي الهمداني قال سمعت عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أم الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة فله ولهم ومن انتقص من ذلك شيئا فعليه ولا عليهم

ذكر الزجر عن قيام المأمومين إلى الصلاة حتى يروا إمامهم
[ 2222 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني

ذكر الخبر المستقصي للفظة المختصرة التي ذكرناها
[ 2223 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال حدثنا محمد بن مشكان قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني قد خرجت إليكم

ذكر ما يستحب للمرء إذا لم ينتظره المؤذن والقوم عند إتيانه الصلاة أن لا يجد في نفسه عليهم وإن كان أفضلهم
[ 2224 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عباد بن زياد أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره أنه سمع أباه يقول عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في غزوة تبوك قبل الفجر فعدلت معه فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرز ثم جاءني فسكبت على يديه من الإداوة فغسل كفيه ثم غسل وجهه ثم حسر عن ذراعيه فضاق كم جبته فأدخل يديه فأخرجهما من تحت الجبة فغسلهما إلى المرفق ومسح برأسه ثم توضأ على خفيه ثم ركب فأقبلنا نسير حتى نجد الناس في الصلاة قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم حين كان وقت الصلاة ووجدنا عبد الرحمن قد ركع بهم ركعة من صلاة الفجر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المسلمين وراء عبد الرحمن بن عوف فصلى الركعة الثانية من صلاة الفجر ثم سلم عبد الرحمن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته ففرغ المسلمون وأكثروا التسبيح لأنهم سبقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم أحسنتم أو قد أصبتم

ذكر الأمر للقوم إذا احتبس عنهم إمامهم أن يتقدموا رجلا يصلي بهم
[ 2225 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عقبة بن مكرم أخبرنا يونس بن بكير حدثنا جعفر بن برقان عن الزهري عن حمزة وعروة ابني المغيرة بن شعبة عن أبيهما المغيرة قال تبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء فأفرغت عليه من الإداوة فغسل وجهه ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صوف رومية فأدخل يده في فروج كان في خصرها فغسلهما إلى المرفقين ومسح برأسه ومسح على خفيه ثم أقبل وأنا معه فوجد الناس في الصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف وعبد الرحمن بن عوف يؤمهم فأدركناه وقد صلى ركعة فصلينا مع عبد الرحمن الثانية فلما سلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتم صلاته ففرغ الناس لذلك فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال قد أصبتم وأحسنتم إذا احتبس إمامكم وحضرت الصلاة فقدموا رجلا يؤمكم قصر جعفر بن برقان في سند هذا الخبر ولم يذكر عباد بن زياد فيه لأن الزهري سمع هذا الخبر من عباد بن زياد عن عروة بن المغيرة بن شعبة وسمعه عن حمزة بن المغيرة عن أبيه قاله أبو حاتم

ذكر ما يجب على المأموم وهو قائم انتظار سجود إمامه ثم يتبعه بالسجود بعده
[ 2226 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير العبدي وحفص بن عمر الحوضي قالوا حدثنا شعبة قال أبو إسحاق أخبرني قال سمعت عبد الله بن يزيد يقول حدثنا البراء وكان غير كذوب أنهم كانوا إذا صلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم قاموا قياما حتى يروه قد سجد ثم يسجدون

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2227 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي وكامل بن طلحة الجحدري قالا حدثنا حماد بن سلمة عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد قال حدثنا البراء وهو غير كذوب قال كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نزل قياما حتى نراه قد سجد ثم نسجد

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الاقتداء بصلاة إمامه وإن كان مقصرا في بعض حقائقها
[ 2228 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أبي أيوب الإفريقي عن صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيأتي أقوام أو يكون أقوام يصلون الصلاة فإن أتموا فلكم ولهم وإن نقصوا فعليهم ولكم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو أيوب الإفريقي اسمه عبد الله بن علي من ثقات أهل الكوفة

ذكر الزجر عن أن يبادر المأموم الإمام في الركوع والسجود
[ 2229 ] حدثنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال حدثني أبي قال حدثنا بن عجلان قال حدثني محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز عن معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبادروني بالركوع والسجود فإني مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا سجدت ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت إني قد بدنت

ذكر الزجر عن مبادرة المأموم بالركوع والسجود
[ 2230 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد عن بن عجلان عن محمد بن يحيى عن بن محيريز سمع معاوية على المنبر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود فإني قد بدنت وإني مهما أسبقكم به حين أركع تدركوني به حين أرفع وما سبقتكم به حين أسجد تدركوني به حين أرفع

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به بن محيريز عن معاوية
[ 2231 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيها الناس إني قد بدنت أو بدنت فلا تسبقوني بالركوع والسجود ولكني أسبقكم إنكم تدركون ما فاتكم

ذكر إباحة تكبير المأمومين عند فراغ الإمام من الصلاة
[ 2232 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني أبو معبد عن بن عباس قال كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير

ذكر ما يستحب للإمام إذا فرغ من الصلاة وخلفه الرجال والنساء أن يلبث في مقامه لينصرف النساء قبل الرجال إلى بيوتهن
[ 2233 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرتني هند بنت الحارث الفراسية أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من الصلاة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى معه من الرجال ما شاء الله فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال

ذكر ما يجب على الرجال إذا سلم إمامهم التربص لانصراف النساء ثم يقومون لحوائجهم
[ 2234 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن هند بنت الحارث عن أم سلمة قالت كن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى خلفه من الرجال فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال
باب الحدث في الصلاة

ذكر الإباحة للإمام إذا أحدث أن يترك تولية الإمامة لغيره عند إرادته الطهارة لحدثه
[ 2235 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا حماد بن سلمة عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في صلاة الفجر يوما ثم أومأ إليهم ثم انطلق فاغتسل فجاء ورأسه يقطر فصلى بهم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قول أبي بكرة فصلى بهم أراد يبدأ بتكبير محدث لا أنه رجع فبنى على صلاته إذ محال أن يذهب صلى الله عليه وسلم ليغتسل ويبقى الناس كلهم قياما على حالتهم من غير إمام لهم إلى أن يرجع صلى الله عليه وسلم ومن احتج بهذا الخبر في إباحة البناء على الصلاة لزمه أن لا يفسد وقوف المأموم بلا إمام مقدار ما ذهب صلى الله عليه وسلم فاغتسل إلى أن رجع من غير قراءة تكون منهم ولما صح نفيهم جواز ما وصفنا صح أن البناء غير جائز في الصلاة ويلزمهم من جهة أخرى أن يوجبوا القراءة خلف الإمام لأنه لا بد من أحد الأمرين إما أن يجيزوا وقوف المأمومين في صلاتهم بلا قراءة ولا إمام مدة ما وصفنا أو ليسوغوا للمأمومين الذين وصفنا نعتهم القراءة خلف الإمام وإن لم يكن قدامهم إمام قائم

ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أنه مضاد لخبر أبى بكرة الذي ذكرناه
[ 2236 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب قال حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف حتى إذا قام في مصلاه وانتظرنا أن يكبر انصرف وقال على مكانكم ودخل بيته ومكثنا على هيئتنا حتى خرج إلينا ينطف رأسه وقد اغتسل قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذان فعلان في موضعين متباينين خرج صلى الله عليه وسلم مرة فكبر ثم ذكر أنه جنب فانصرف فاغتسل ثم جاء فاستأنف بهم الصلاة وجاء مرة أخرى فلما وقف ليكبر ذكر أنه جنب قبل أن يكبر فذهب فاغتسل ثم رجع فأقام بهم الصلاة من غير أن يكون بين الخبرين تضاد ولا تهاتر

ذكر الأمر لمن أحدث في صلاته متعمدا أو ساهيا بإعادة الوضوء واستقبال الصلاة ضد قول من أمر بالبناء عليه
[ 2237 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عاصم الأحول عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن علي بن طلق الحنفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف ثم ليتوضأ وليعد صلاته ولا تأتوا النساء في أدبارهن لم يقل وليعد صلاته إلا جرير قاله أبو حاتم وفيه دليل على أن البناء على الصلاة للمحدث غير جائز

ذكر وصف انصراف المحدث عن صلاته إذا كان إماما أو مأموما
[ 2238 ] أخبرنا عمرو بن عمر بن عبد العزيز بنصيبين حدثنا عمر بن شبة حدثنا عمر بن علي المقدمي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أحدث أحدكم وهو في الصلاة فليأخذ على أنفه ثم لينصرف

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رفعه عن هشام بن عروة إلا المقدمي
[ 2239 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمود بن غيلان حدثنا الفضل بن موسى حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا أحدث أحدكم وهو في الصلاة فليأخذ على أنفه ثم لينصرف
باب ما يكره للمصلي وما لا يكره
[ 2240 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا الحميدي قال حدثنا مروان بن معاوية عن يحيى بن كثير الكاهلي عن المسور بن يزيد الأسدي قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة فترك شيئا لم يقرأه فقال له رجل يا رسول الله تركت آية كذا وكذا قال فهلا أذكرتمونيها

ذكر العلة التي من أجلها لم يذكر صلى الله عليه وسلم تلك الآية
[ 2241 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا يحيى بن كثير الكوفي شيخ له قديم قال حدثني المسور بن يزيد قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة فتعايى في آية فقال رجل يا رسول الله إنك تركت آية قال فهلا أذكرتنيها قال ظننت أنها قد نسخت قال فإنها لم تنسخ

ذكر الخبر المصرح بمعنى ما أشرنا إليه
[ 2242 ] أخبرنا عبد الرحمن بن بحر بن معاذ البزاز بنسا قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فالتبس عليه فلما فرغ قال لأبي أشهدت معنا قال نعم قال فما منعك أت تفتحها علي
[ 2243 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن عيينة عن عاصم عن أبي وائل قال عبد الله كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فيرد علينا يعني في الصلاة فلما أن جئنا من أرض الحبشة سلمت عليه فلم يرد علي فأخذني ما قرب وما بعد فجلست حتى قضى الصلاة قلت له إنك كنت ترد علينا فقال صلى الله عليه وسلم إن الله يحدث من أمره ما شاء وقد أحدث من أمره قضاء أن لا تكلموا في الصلاة
[ 2244 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن بن مسعود قال كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا قبل أن نأتي أرض الحبشة فلما رجعنا من عند النجاشي أتيته وهو يصلي فسلمت عليه فلم يرد علي السلام فأخذني ما قرب وما بعد فجلست أنتظره فلما قضى الصلاة قلت يا رسول الله سلمت عليك وأنت تصلي فلم ترد علي السلام فقال إن الله يحدث من أمره ما يشاء وقد أحدث أن لا نتكلم في الصلاة

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن نسخ الكلام في الصلاة كان ذلك بالمدينة لا بمكة
[ 2245 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكلم أحدنا صاحبه في الصلاة في حاجته حتى نزلت هذه الآية { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين } فأمرنا حينئذ بالسكوت قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذه اللفظة عن زيد بن أرقم كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكلم أحدنا صاحبه في الصلاة قد توهم عالما من الناس أن نسخ الكلام في الصلاة كان بالمدينة لأن زيد بن أرقم من الأنصار وليس كذلك لأن نسخ الكلام في الصلاة كان بمكة عند رجوع بن مسعود وأصحابه من أرض الحبشة ولخبر زيد بن أرقم معنيان أحدهما أنه المحتمل أن زيد بن أرقم حكى إسلام الأنصار قبل قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة حيث كان مصعب بن عمير يعلمهم القرآن وأحكام الدين وحينئذ كان الكلام مباحا في الصلاة بمكة والمدينة سواء فكان بالمدينة من أسلم من الأنصار قبل قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم عليهم يكلم أحدهم صاحبه في الصلاة قبل نسخ الكلام فيها فحكى زيد بن أرقم صلاتهم في تلك الأيام لا أن نسخ الكلام في الصلاة كان بالمدينة والمعنى الثاني أنه أراد بهذه اللفظة الأنصار وغيرهم الذين كانوا يفعلون ذلك قبل نسخ الكلام في الصلاة على ما يقول القائل في لغته فقلنا كذا يريد به بعض القوم الذين فعلوا لا الكل

ذكر خبر قد يفصل به إشكال اللفظة التي ذكرناها في خبر بن المبارك
[ 2246 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال كان الرجل يكلم صاحبه في الصلاة بالحاجة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت حافظوا على الصلوات الآية

ذكر البيان بأن نسخ الكلام في الصلاة إنما نسخ منه ما كان منه من مخاطبة الآدميين دون مخاطبة العبد ربه فيها
[ 2247 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني هلال بن أبي ميمونة قال حدثني عطاء بن يسار قال حدثنا معاوية بن الحكم السلمي قال قلت يا رسول الله إنا كنا حديث عهد بجاهلية فجاء الله بالإسلام وإن رجالا منا يتطيرون قال ذلك شيء يجدونه في صدورهم ولا يضرهم قلت ورجالا منا يأتون الكهنة قال فلا تأتوهم قلت ورجالا منا يخطون قال قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك قال ثم بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فحدقني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أماه ما لكم تنظرون إلي قال فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم قال فلما رأيتهم يسكتوني سكت فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته دعاني فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه والله ما ضربني ولا كهرني ولا سبني ولكن قال صلى الله عليه وسلم إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وتلاوة القرآن قال وأطلقت غنيمة لي ترعاها جارية لي قبل أحد والجوانية فوجدت الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون وأغضب كما يغضبون فصككتها صكة فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم علي فقلت يا رسول الله لو أعلم أنها مؤمنة لأعتقتها قال صلى الله عليه وسلم ائتني بها فجئت بها فقال أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال إنها مؤمنة فأعتقها

ذكر البيان بأن الكلام الذي زجر عنه في الصلاة إنما هو مخاطبة الآدميين وكلام بعضهم بعض دون ما يخاطب العبد ربه في صلاته
[ 2248 ] أخبرنا بن خزيمة وأبو خليفة قالا حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا الحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال قلت يا رسول الله إنا كنا حديث عهد بجاهلية فجاء الله بالإسلام وإن رجالا منا يتطيرون قال ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يضرهم قال قلت يا رسول الله منا رجال يأتون الكهنة قال فلا تأتوهم قال قلت يا رسول الله رجال منا يخطون قال كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك قال وبينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت له يرحمك الله فحدقني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما لكم تنظرون إلي فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكي أسكت سكت فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قط قبله ولا بعده أحسن تعليما منه والله ما ضربني ولا كهرني ولا شتمني ولكن قال إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التكبير والتسبيح وتلاوة القرآن

ذكر خبر يحتج به من جهل صناعة الحديث وزعم أنه منسوخ نسخه نسخ الكلام في الصلاة
[ 2249 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أيوب بن أبي تميمة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم من اثنتين من صلاة العشي فقام إليه ذو اليدين فقال أقصرت الصلاة أم نسيت فقال كل ذلك لم يكن ثم أقبل على الناس فقال أكما يقول ذو اليدين قالوا نعم فأتم ما بقي من الصلاة ثم سلم ثم سجد سجدتي السهو قال أبو حاتم هذا خبر أوهم عالما من الناس أن هذه الصلاة كانت حيث كان الكلام مباحا في الصلاة ثم نسخ هذا الخبر بتحريم الكلام في الصلاة وليس كذلك لأن نسخ الكلام في الصلاة كان بمكة عند رجوع بن مسعود من أرض الحبشة وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين وراوي هذا الخبر أبو هريرة وأبو هريرة أسلم سنة خيبر سنة سبع من الهجرة فذلك ما وصفت على أن قصة ذي اليدين كان بعد نسخ الكلام في الصلاة بعشر سنين سواء فكيف يكون الخبر المتأخر منسوخا بالخبر المتقدم

ذكر خبر احتج به من جهل صناعة الحديث فزعم أن أبا هريرة لم يشهد هذه القصة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صلى معه هذه الصلاة
[ 2250 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال كنا نتكلم في الصلاة بالحاجة حتى نزلت هذه الآية { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين } فأمرنا بالسكوت قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا الخبر يوهم من لم يطلب العلم من مظانه أن نسخ الكلام في الصلاة كان بالمدينة وأن أبا هريرة لم يشهد قصة ذي اليدين وذاك أن زيد بن أرقم من الأنصار وقال كنا نتكلم في الصلاة بالحاجة وليس مما يذهب إليه الواهم فيه في شيء منه وذلك أن زيد بن أرقم كان من الأنصار الذين أسلموا بالمدينة وصلوا بها قبل هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إليها وكانوا يصلون بالمدينة كما يصلي المسلمون بمكة في إباحة الكلام في الصلاة لهم فلما نسخ ذلك بمكة نسخ كذلك بالمدينة فحكى زيد ما كانوا عليه لا أن زيد حكى ما لم يشهده

ذكر الأخبار المصرحة بأن أبا هريرة شهد هذه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أنه حكاهما كما توهم من جهل صناعة الحديث حيث لم ينعم النظر في متون الأخبار ولا تفقه في صحيح الآثار
[ 2251 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى بن أبي أحمد عن أبي هريرة قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 2252 ] وأخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 2253 ] وأخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا بن عون عن بن سيرين عن أبي هريرة قال صلى بنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
[ 2254 ] وأخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا بشر بن المفضل عن سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 2255 ] وأخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن عيينة عن أيوب عن بن سيرين قال سمعت أبا هريرة يقول صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 2256 ] وأخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا بن عون عن بن سيرين عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي قال بن سيرين سماها لنا أبو هريرة فنسيت أنا فصلى بنا ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة معروضة في المسجد فوضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين أصابعه واتكأ على خشبة كأنه غضبان قال وخرج سرعان الناس قال النضر يعني أوائل الناس فقالوا أقصرت الصلاة وفي القوم أبو بكر وعمر فهاباه أن يكلماه وفي القوم رجل في يده طول يقال له ذو اليدين فقال أقصرت الصلاة أم نسيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تقصر الصلاة ولم أنس فقال للقوم أكما يقول ذو اليدين قالوا نعم فصلى ما كان ترك ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم كبر وسجد مثله أو أطول ثم رفع رأسه ثم كبر قال فربما سألوا محمدا ثم سلم فيقول نبئت عن عمران بن حصين أنه قال ثم سلم لفظ الخبر للنضر بن شميل عن بن عون

ذكر إباحة بكاء المرء في صلاته إذا لم يكن ذلك لأسباب الدنيا
[ 2257 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا بن مهدي عن شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقدام ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح
ذكر الإباحة للمرء أن يرد السلام إذا سلم عليه وهو يصلي بالإشارة دون النطق باللسان
[ 2258 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان قال حدثنا زيد بن أسلم عن بن عمر قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مسجد بني عمرو بن عوف يعني مسجد قباء فدخل رجال من الأنصار يسلمون عليه قال بن عمر فسألت صهيبا وكان معه كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل إذا كان يسلم عليه وهو يصلي فقال كان يشير بيده

ذكر ما يعمل المصلي في رد السلام إذا سلم عليه في ذلك الوقت
[ 2259 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث عن بكير بن الأشج عن نابل صاحب العباء عن بن عمر عن صهيب قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فرد علي إشارة ولا أعلم إلا أنه قال بإصبعه

ذكر الأمر بالتسبيح للرجال والتصفيق للنساء إذا حزبهم أمر في صلاتهم
[ 2260 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم وحانت الصلاة فجاء بلال إلى أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه فقال أتصلي للناس فأقيم قال نعم فصلى أبو بكر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التصفيق إلتفت أبو بكر فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أثبت مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله تعالى على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى فلما انصرف قال يا أبا بكر ما منعك أن تلبث إذ أمرتك فقال أبو بكر ما كان لابن أبى قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق من نابه شيء في صلاته فليسبح فإنه إن سبح التفت إليه وإنما التصفيق للنساء

ذكر البيان بأن بلالا قدم أبا بكر ليصلي بهم هذه الصلاة بأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم لا من تلقاء نفسه
[ 2261 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا خلف بن هشام البزاز حدثنا حماد بن زيد عن أبى حازم عن سهل بن سعد قال كان قتال بين بني عمرو بن عوف فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم وقد صلى الظهر فقال لبلال إن حضرت صلاة العصر ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس فلما حضرت صلاة العصر أذن بلال وأقام وقال يا أبا بكر تقدم فتقدم أبو بكر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشق الصفوف فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس صفحوا قال وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت فلما رأى التصفيح لا يمسك عنه التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امض فلبث أبو بكر هنية فحمد الله على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امض ثم مشى أبو بكر القهقري على عقبه فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم تقدم فصلى بالقوم صلاتهم فلما قضى صلاته قال يا أبا بكر ما منعك إذ أومأت إليك أن لا تكون مضيت قال أبو بكر لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للناس إذا نابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجال ولتصفق النساء

ذكر الأمر للمصلي لما يفهم عنه في صلاته عند حاجة إن بدت له فيها
[ 2262 ] أخبرنا القطان بالرقة قال حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا عوف عن بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التسبيح للرجال والتصفيق للنساء

ذكر الإخبار بما أبيح للمرء فعله في الصلاة عنه النائبة تنوبه
[ 2263 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التسبيح للرجال والتصفيق للنساء

ذكر الإباحة للمرء أن يشير في صلاته لحاجة تبدو له
[ 2264 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة

ذكر الأمر للمصلي أن يبصق عن يساره تحت رجله اليسرى لا عن يمينه ولا تلقاء وجهه
[ 2265 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عمرو بن زرارة الكلابي حدثنا حاتم بن إسماعيل أخبرنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال أتينا جابر بن عبد الله في مسجده وهو يصلي في ثوب واحد مشتملا به فتخطيت القوم حتى جلست بينه وبين القبلة فقلت يرحمك الله تصلي في ثوب واحد وهذا ردائك إلى جنبك فقال بيده في صدري أردت أن يدخل علي أحمق مثلك فيراني كيف أصنع فيصنع بمثله أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا وفي يده عرجون بن طاب فرأى نخامة في قبلة المسجد فأقبل عليها فحكها بالعرجون ثم أقبل علينا فقال أيكم يحب أن يعرض الله عنه قال فخشعنا ثم قال أيكم يحب أن يعرض الله عنه فقلنا لا أينا يا رسول الله قال إن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه فلا يبصق قبل وجهه ولا عن يمينه وليبصق عن يساره تحت رجله اليسرى فإن عجلت به بادرة فليقل بثوبه هكذا ورد بعضه على بعض أروني عبيرا فقام فتى من الحي يشتد إلى أهله فجاء بخلوق في راحتيه فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله على رأس العرجون ولطخ به على أثر النخامة قال جابر فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم

ذكر الزجر عن بزق المرء في صلاته قدامه أو عن يمينه
[ 2266 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا بن جريج قال حدثني أبو الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه وليبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى

ذكر الزجر عن تنخم المصلي في قبلته أو عن يمينه
[ 2267 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم في صلاته فلا يتفل عن يمينه ولا بين يديه فإنه يناجي ربه ولكن عن يساره أو تحت قدمه

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم أو تحت قدمه أراد به رجله اليسرى
[ 2268 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرنا حميد بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في القبلة نخامة فتناول حصاة فحكها ثم قال لا يتنخمن أحدكم في القبلة ولا عن يمينه وليبصق عن يساره أو تحت رجله اليسرى

ذكر العلة التي من أجلها زجر عن تنخم المرء أمامه أو عن يمينه في صلاته
[ 2269 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه فإنه يناجي ربه ما دام في مصلاه ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا وليبصق عن شماله أو تحت رجله فيدفنه

ذكر البيان بأن المصلي إذا بدرته بادرة ولم يدفن بزقته تحت رجله اليسرى له أن يدلك بها ثوبه بعضه ببعض
[ 2270 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يحيى القطان عن بن عجلان قال حدثنا عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه العراجين يمسكها بيده فدخل يوما المسجد وفي يده منها واحدة فرأى نخامة في قبلة المسجد فحتها به حتى أنقاها ثم أقبل على الناس مغضبا فقال أيحب أحدكم أن يستقبله الرجل فيبصق في وجهه إن أحدكم إذا قام للصلاة فإنما يستقبل به ربه والملك عن يمينه فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن يساره تحت قدمه اليسرى فإن عجلت به بادرة فليقل هكذا وتفل في ثوبه ورد بعضه ببعض
[ 2271 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان قال حدثنا بن عجلان سمع عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي السرح سمع أبا سعيد الخدري يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه هذه العراجين ويمسكها في يده فدخل المسجد وفي يده منها قضيب فحكها به يريد بزقة في قبلة المسجد ونهى أن يبزق الرجل بين يديه أو عن يمينه وقال ليبزق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى فإن عجلت به بادرة فليجعلها في ثوبه وليقل بها هكذا وأشار سفيان يدلك طرف كمه بإصبعه

ذكر الإباحة للمصلي أن يبصق في نعليه أو يتنخع فيهما
[ 2272 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري عن أبي العلاء بن الشخير عن أبيه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فتنخع فدلكها بنعله اليسرى

ذكر الزجر عن مس المصلي الحصاة في صلاته
[ 2273 ] أخبرنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك ببغداد قال حدثنا إبراهيم بن زياد قال حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي الأحوص عن أبي ذر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الزهري سمع هذا الخبر من سعيد بن المسيب لا من أبي الأحوص
[ 2274 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب أن أبا الأحوص مولى بني ليث حدثه في مجلس سعيد بن المسيب وابن المسيب جالس أنه سمع أبا ذر يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قام أحدكم في الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يحرك الحصى أو لا يمس الحصى

ذكر البيان بأن هذا الفعل المزجور عنه في الصلاة قد أبيح بعضه للضرورة
[ 2275 ] حدثنا أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي قال حدثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال حدثني معيقيب قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مس الحصى في الصلاة فقال إن كنت لا بد فاعلا فمرة

ذكر الإباحة للمصلي تبريد الحصى بيده للسجود عليه عند شدة الحر
[ 2276 ] أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط حدثنا عمرو بن علي الفلاس حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا محمد بن عمرو عن سعيد بن الحارث عن جابر بن عبد الله قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحر فيعمد أحدنا إلى قبضة من الحصى فيجعلها في كفه هذه ثم في كفه هذه فإذا بردت سجد عليها
[ 2277 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن تميم بن محمود عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن ثلاث خصال في الصلاة عن نقرة الغراب وعن افتراش السبع وأن يوطن الرجل المكان كما يوطن البعير

ذكر البيان بأن الزجز عن إيطان المرء المكان الواحد في المسجد إنما زجر عنه إذا فعل ذلك لغير الصلاة وذكر الله
[ 2278 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عثمان بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يوطن الرجل المسجد للصلاة أو لذكر الله إلا تبشبش الله به كما يتبشبش أهل الغائب إذا قدم عليهم غائبهم

ذكر الزجر عن أن يصلي المرء وهو غارز ضفرته في قفاه
[ 2279 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا حجاج قال حدثنا بن جريج قال أخبرني عمران بن موسى قال أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه أنه رأى أبا رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم وحسن بن علي يصلي غرز ضفيرته في قفاه فحلها أبو رافع فالتفت الحسن إليه مغضبا فقال أبو رافع أقبل على صلاتك ولا تغضب فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك كفل الشيطان يقول مقعد الشيطان يعني مغرز ضفرته قال أبو حاتم عمران بن موسى هو عمران بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص أخو أيوب بن موسى

ذكر الإخبار عن كراهية صلاة المرء وشعره معقوص
[ 2280 ] أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أن كريبا مولى بن عباس حدثه أن عبد الله بن عباس رأى عبد الله بن الحارث وشعره معقوص من ورائه فقام من ورائه فجعل يحله وأقر له الآخر فلما انصرف أقبل إلى بن عباس فقال ما لك ورأسى فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما مثل هذا كمثل الذي يصلي وهو مكتوف

ذكر الزجر عن رفع المصلي بصره إلى السماء مخافة أن يلتمع بصره
[ 2281 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني سليمان بن بلال عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء أن تلتمع يعني في الصلاة
[ 2282 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن العباس الشافعي وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن عبيد بن حساب وشيبان بن فروخ قالوا حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار

ذكر الزجر عن استعمال هذا الفعل الذي ذكرناه حذر أن يحول رأسه رأس كلب
[ 2283 ] أخبرنا الهيثم بن خلف الدوري قال حدثنا الربيع بن ثعلب قال حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن محمد بن ميسرة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس الكلب

ذكر الزجر عن رفع المرء إلى السماء بصره في الصلاة
[ 2284 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم

ذكر الزجر عن اختصار المرء في صلاته
[ 2285 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل مختصرا

ذكر العلة التي من أجلها نهي عن الاختصار في الصلاة
[ 2286 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة قال حدثنا أبو صالح الحراني قال حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن محمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاختصار في الصلاة راحة أهل النار قال أبو حاتم يعني فعل اليهود والنصارى وهم أهل النار

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قصد إتمام صلاته بترك الالتفات فيها
[ 2287 ] أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال حدثنا محمد بن خلاد الباهلي قال حدثنا يحيى القطان عن مسعر بن كدام عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال إنما هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد من حديث البصرة عن مسعر

ذكر البيان بأن المصلي له الالتفات يمنة ويسرة في صلاته لحاجة تحدث ما لم يحول وجهه عن القبلة
[ 2288 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا الحسين بن الحريث قال حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبى هند عن ثور بن زيد عن عكرمة عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت يمينا وشمالا في صلاته ولا يلوي عنقه خلف ظهره
[ 2289 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن عسل بن سفيان عن عطاء عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن السدل في الصلاة

ذكر الزجر عن اشتمال المرء الصماء وهو في صلاته
[ 2290 ] أخبرنا أبو يعلي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اشتمال الصماء

ذكر الإباحة أن يصلي الصلوات في الثوب الواحد
[ 2291 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال حدثنا هشام بن حسان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد متوشحا به

ذكر كيفية صلاة المرء إذا صلى في ثوب واحد
[ 2292 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا يعقوب بن حميد قال حدثنا بن أبي حازم ووكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد في بيت أم سلمة واضعا طرفيه على عاتقه

ذكر وصف وضع المرء طرف الثوب على عاتقه إذا صلى فيه
[ 2293 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه يصلي في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في القميص الواحد بعد أن يزره
[ 2294 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا بن أبي عمر العدني حدثنا عبد العزيز بن محمد عن موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة عن سلمة بن الأكوع قال قلت يا رسول الله إني أكون في الصيد فأصلي وليس علي إلا قميص واحد قال فازرره ولو بشوكة

ذكر الإباحة للمصلي أن يصلي في الثوب الواحد
[ 2295 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في ثوب واحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكلكم ثوبان

ذكر خبر ثان يصرح بإباحة ما ذكرناه
[ 2296 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله أيصلي أحدنا في الثوب الواحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوكلكم يجد ثوبين فقال أبو هريرة للذي سأله أتعرف أبا هريرة هو يصلي في ثوب واحد وثيابه موضوعة على المشجب

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أبو هريرة
[ 2297 ] أخبرنا بكر بن أحمد بن سعد الطاحي العابد بالبصرة قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما ترى في الصلاة في الثوب الواحد فقال أوكلكم يجد ثوبين

ذكر الخبر الدال على السبب الذي من أجله أباح صلى الله عليه وسلم الصلاة في الثوب الواحد
[ 2298 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا عاصم الأحول وأيوب وحبيب بن الشهيد وهشام عن بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة في الثوب الواحد فقال أوكلكم يجد ثوبين فلما كان عمر بن الخطاب قال إذا وسع الله فوسعوا رجل جمع عليه ثيابه صلى في إزار ورداء في إزار وقميص في إزار وقباء في سراويل ورداء في سراويل وقميص في سراويل وقباء قال هشام وأحسبه قال وتبان

ذكر وصف ما يعمل والمصلي بثوبه الواحد إذا صلى فيه
[ 2299 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا بن جريج قال أخبرنا أبو الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى في ثوب فليعطف عليه

ذكر وصف العطف الذي يعمله الإنسان بثوبه إذا صلى فيه
[ 2300 ] أخبرنا عمران بن فضالة الشعيري بالموصل قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عزرة بن ثابت قال حدثنا أبو الزبير قال صلى بنا جابر بن عبد الله في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاها كذلك

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في إزار واحد عند عدم القدرة على غيره من الثياب
[ 2301 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال حدثنا يحيى القطان عن سفيان قال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال كان رجال يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان فيقال للنساء لا ترفعن رؤسكن حتى يستوي الرجال

ذكر جواز الصلاة للمرء في الثوب الواحد
[ 2302 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد مشتملا به

ذكر الأمر بالاتشاح في الثوب الواحد إذا صلى المرء فيه
[ 2303 ] أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله أيصلي الرجل في الثوب الواحد فقال ليتوشح به ثم ليصل فيه

ذكر الأمر للمصلي في الثوب الواحد بالمخالفة بين طرفيه على عاتقه إذ الاتشاح فيه من غير المخالفة بين طرفيه لا يخلو من السدل أن اشتمال الصماء
[ 2304 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم في الثوب الواحد فليخالف بين طرفيه على عاتقه

ذكر ما يعمل المرء عند صلاته إذا كان معه ثوب واحد غير واسع
[ 2305 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن رافع حدثنا سريج بن النعمان حدثنا فليح عن سعيد بن الحارث أنه أتى جابر بن عبد الله فقال جابر خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فجئت ليلة لبعض أمري فوجدته يصلي وعلي ثوب واحد اشتملت به وصليت إلى جنبه فلما انصرف قال ما السرى يا جابر فأخبرته فقال يا جابر ما هذا الاشتمال الذي رأيت فقلت كان ثوبا واحدا ضيقا فقال إذا صليت وعليك ثوب واحد فإن كان واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا فاتزر به

ذكر الإخبار عن جواز صلاة المرء في الثوب الواحد عند العدم
[ 2306 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا عاصم بن سليمان الأحول وأيوب وحبيب بن الشهيد وهشام عن بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة في الثوب الواحد فقال أوكلكم يجد ثوبين فلما كان عمر بن الخطاب قال إذا وسع الله فوسعوا جمع رجل عليه ثيابه فصلى الرجل في إزار ورداء في إزار وقميص في إزار وقباء في سراويل ورداء في سراويل وقميص في سراويل وقباء قال هشام نحسبه قال وتبان

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي الصلاة على الحصير
[ 2307 ] أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد العابد قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال حدثني أبو سعيد الخدري أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فرآه يصلي على حصير يسجد عليه

ذكر الإباحة للمصلي أن يصلي على البسط
[ 2308 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي التياح قال سمعت أنس بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير يا أبا عمير ما فعل النغير ونضح بساط لنا فصلى عليه

ذكر البيان بأن هذه الصلوات كانت بعقب طعام طعمه النبي صلى الله عليه وسلم عند الأنصار
[ 2309 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا خالد الحذاء عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار أهل بيت من الأنصار فطعم عندهم طعاما فلما أراد أن يخرج أمر بمكان من البيت فنضح له على بساط فصلى عليه ودعا لهم

ذكر جواز صلاة المرء على الخمرة
[ 2310 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي الصلاة على الخمرة
[ 2311 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2312 ] أخبرنا أحمد بن عيسى بن السكن البلدي بواسط قال حدثنا زكريا بن الحكم الرسعني قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أم حبيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الأرض كلها طاهرة يجوز للمرء الصلاة عليها
[ 2313 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون

ذكر الخبر المصرح بأن قوله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا أراد به بعض الأرض لا الكل
[ 2314 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا المقدمي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا هشام قال حدثنا محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل

ذكر وصف التخصيص الأول الذي يخص عموم تلك اللفظة التي تقدم ذكرنا لها
[ 2315 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان حدثنا سهل بن عثمان العسكري وأبو موسى الزمن قالا حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى بين القبور

ذكر التخصيص الثاني الذي يخص عموم اللفظة التي ذكرناها قبل
[ 2316 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عمرو بن يحيى الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة

ذكر التخصيص الثالث الذي يخص عموم قوله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض كلها مسجدا
[ 2317 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا هشام حدثنا محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل

ذكر خبر يخص عموم اللفظة التي تقدم ذكرنا لها قبل
[ 2318 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن عن أنس بن مالك قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بين القبور

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حفص بن غياث عن أشعث بن عبد الملك
[ 2319 ] أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي أبو سعيد الشيخ الصالح بمكة قال حدثنا علي بن زياد اللحجي قال حدثنا أبو قرة عن بن جريح عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في المقبرة

ذكر خبر يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2320 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني بسر بن عبيد الله قال سمعت أبا إدريس الخولاني يقول سمعت واثلة بن الأسقع يقول سمعت أبا مرثد الغنوي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها

ذكر خبر يصرح بتخصيص عموم تلك اللفظة التي ذكرناها قبل
[ 2321 ] أخبرنا عمران بن موسى السختياني قال حدثنا أبو كامل الجحدري قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام

ذكر الزجر عن الصلاة في المقابر بين القبور
[ 2322 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا سهل بن عثمان العسكري ومحمد بن المثنى قالا حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى بين القبور

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أشعث
[ 2323 ] أخبرنا الحسن بن علي بن هذيل القصبي بواسط قال حدثنا جعفر بن محمد بن بنت إسحاق الأزرق حدثنا حفص بن غياث عن أشعث وعمران بن حدير عن الحسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبور

ذكر الزجر عن الصلاة إلى القبور والجلوس عليها
[ 2324 ] أخبرنا عمران بن موسى السختياني قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا بن المبارك قال أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال سمعت بسر بن عبيد الله يحدث عن أبي إدريس الخولاني عن واثلة بن الأسقع عن أبي مرثد الغنوي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها

ذكر الزجر عن اتخاذ المرء القبور مساجد للصلاة فيها
[ 2325 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عثمان بن عمر حدثنا زائدة عن عاصم عن شقيق عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شر الناس من تدركه الساعة ومن يتخذ القبور مساجد

ذكر بعض العلة التي من أجلها زجر عن الصلاة في القبور
[ 2326 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد

ذكر لعن الله جل وعلا من اتخذ قبور الأنبياء مساجد
[ 2327 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أسباط بن محمد عن بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد

ذكر البيان بأن القبور إذا نبشت وأقلب ترابها جائز حينئذ الصلاة على ذلك الموضع وإن كان في البداية فيه قبور
[ 2328 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا جعفر بن مهران السباك قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أبي التياح قال حدثنا أنس بن مالك قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال له بنو عمرو بن عوف فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى ملأ بني النجار فجاءوا متقلدين سيوفهم قال أنس فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم ثم إنه أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملإ بني النجار فجاؤوا فقال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا قالوا لا والله لا نطلب ثمنه ما هو إلا إلى الله قال أنس فكان فيه ما أقول لكم كانت فيه قبور المشركين وكان فيه نخل وحرث فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت بالحرث فسوي وبالنخل فقطعت فوضعوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه حجارة قال فجعلوا ينقلون ذلك الصخر وهم يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم وهم يقولون اللهم لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة

ذكر الإباحة للمصلي أن يصلي في ثوب النساء إذا لم يكن فيه أذى
[ 2329 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق الشيباني عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وعليه مرط لبعض نسائه وعليها بعضه قال سفيان أراه قال وهي حائض

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في لحف نسائه إذا لم يكن فيها أذى
[ 2330 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا أبي معاذ بن معاذ قال حدثنا أشعث بن سوار عن بن سيرين عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في لحفنا

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في الثوب الذي جامع فيه امرأته
[ 2331 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج عن معاوية بن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنه سألها هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه فقالت نعم إذا لم ير فيه أذى

ذكر البيان بأن قول أم حبيبة إذا لم ير فيه أذى أرادت به غير المني
[ 2332 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا واصل الأحدب عن إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد قال رأتني عائشة أغسل أثر الجنابة أصاب ثوبي فقالت ما هذا فقلت أثر جنابة أصاب ثوبي فقالت لقد رأيتني وإنه ليصيب ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما يزيد على أن يقول هكذا نفركه
[ 2333 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا مخلد بن أبي زميل وعبد الجبار بن عاصم قالا حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أصلي في الثوب الذي آتي فيه أهلي قال نعم إلا أن ترى فيه شيئا فتغسله

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في الثياب الحمر إذا لم تكن بمحرمة عليه
[ 2334 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في حلة حمراء فركزت عنزة فصلى إليها يمر من ورائها الكلب والمرأة والحمار

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في الأبراد القطرية
[ 2335 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن وأنس بن مالك وحبيب بن الشهيد عن الحسن عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وهو متوكىء على أسامة بن زيد وعليه برد قطري قد توشح به فصلى بهم

ذكر ما يستحب للمرء أن لا يصلي في شعر نسائه ولا لحفها
[ 2336 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي ببغداد حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا أشعث عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن شقيق وعن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي في شعرنا ولا لحفنا

ذكر ما يستحب للمصلي أن تكون صلاته في الثياب التي لا تشغله عن صلاته
[ 2337 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة عن عائشة قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وعليه خميصة ذات أعلام كأني أنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة وائتوني بأنبجانيته فإنها ألهتني في صلاتي

ذكر العلة التي من أجلها بعث صلى الله عليه وسلم الخميصة التي ذكرناها إلى أبي جهم من بين الناس
[ 2338 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة أنها قالت أهدى أبو جهم بن حذيفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة شامية لها علم فشهد فيها الصلاة فلما انصرف قال ردي هذه الخميصة إلى أبي جهم فإني نظرت إلى علمها في الصلاة فكادت تفتنني

ذكر الإباحة للمصلي حمل الشيء النظيف على عاتقه في صلاته
[ 2339 ] أخبرنا خالد بن حنظلة الصيفي بسرخس قال حدثنا محمد بن مشكان قال حدثنا جعفر بن عون قال حدثنا أبو عميس عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة وهو يصلي فإذا أراد أن يركع وضعها ثم سجد فإذا قام حملها وإذا أراد أن يركع وضعها

ذكر الخبر الدال على أن هذه الصلاة كانت صلاة فريضة لا ناقلة
[ 2340 ] أخبرنا محمد بن المعافى العابد حدثنا محمد بن صدقة الجبلاني حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة وهو حامل على عاتقه أمامة بنت أبي العاص فكان إذا ركع وضعها عن عاتقه وإذا فرغ من سجوده حملها على عاتقه فلم يزل كذلك حتى فرغ من صلاته

ذكر الإباحة للمصلي أن يصلي وبينه وبين القبلة امرأة معترضة ذات محرم له
[ 2341 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا حفص بن عمرو الربالي قال حدثنا عمر بن علي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل وأنا راقدة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذي يضطجع عليه هو وأهله

ذكر ما كانت عائشة تفعل عند إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم السجود وهي نائمة أمامه
[ 2342 ] أخبرنا الحسين بن إدريس قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أنها قالت كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي وإذا قام بسطتهما قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح

ذكر إباحة الصلاة للمرء بحذاء المرأة النائمة قدامه
[ 2343 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا بندار قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر قال سمعت القاسم بن محمد عن عائشة قالت بئسما عدلتمونا بالكلب والحمار لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا معترضة بين يديه فإذا أراد أن يوتر غمزني

ذكر البيان بأن عائشة كانت تنام معترضة في القبلة والمصطفى صلى الله عليه وسلم يصلي وهي بينه وبينها
[ 2344 ] أخبرنا علي بن أحمد الجرجاني بحلب قال أخبرنا أحمد بن عبدة قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل وأنا نائمة بينه وبين القبلة فإذا كان عند الوتر أيقظني
[ 2345 ] أخبرنا في عقبه قال حدثنا أحمد بن عبدة قال حدثنا حماد بن زيد قال قال أيوب عن هشام بن عروة معترضة كاعتراض الجنازة

ذكر البيان بأن إيقاظ المصطفى صلى الله عليه وسلم عائشة في الوقت الذي ذكرنا كان ذلك برجله دون النطق بالكلام
[ 2346 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة قال حدثتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وأنا معترضة في القبلة أمامه فإذا أراد أن يوتر غمزني برجله

ذكر العلة التي من أجلها كان يوقظ المصطفى صلى الله عليه وسلم عائشة في ذلك الوقت
[ 2347 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل وأنا بينه وبين القبلة فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت

ذكر وصف نوم عائشة قدام المصطفى صلى الله عليه وسلم بالليل عندما وصفنا ذكره
[ 2348 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا العقنبي عن مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة قالت كنت أمد رجلي في قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فإذا سجد غمزني فرفعتهما وإذا قام رددتهما

ذكر الخبر الدال على جواز العمل اليسير للمصلي في صلاته
[ 2349 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الفضل بن موسى قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اعترض الشيطان في مصلاي فأخذت بحلقه فخنقته حتى وجدت برد لسانه على كفي ولولا ما كان من دعوة أخي سليمان لأصبح موثقا تنظرون إليه

ذكر الخبر المدحض قول من أفسد صلاة العامل فيها عملا يسيرا
[ 2350 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن أبان قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن حصين عن عبيد الله بن عبد الله الأعمى عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيطانا وهو في الصلاة فأخذه فخنقه حتى وجد برد لسانه على يده ثم قال صلى الله عليه وسلم لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس

ذكر الإباحة للمرء قتل الحيات والعقارب في صلاته
[ 2351 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن ضمضم بن جوس الهفاني عن أبي هريرة قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الأسودين في الصلاة الحية والعقرب

ذكر الأمر بقتل الحيات والعقارب للمصلي في صلاته
[ 2352 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسلم بن إبراهيم الفراهيدي حدثنا علي بن المبارك الهنائي عن يحيى بن أبي كثير عن ضمضم بن جوس عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب

ذكر الزجر عن تغطية المرء فمه في الصلاة
[ 2353 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال حدثنا عبد الله عن الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه

ذكر الإباحة للمرء بسط ثوبه للسجود عليه عند شدة الحر
[ 2354 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا غالب القطان عن بكر بن عبد الله المزني عن أنس بن مالك قال كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه

ذكر الإباحة للمرء مشي اليمين واليسار في صلاته لحاجة تحدث
[ 2355 ] حدثنا أبو يعلى قال حدثنا غسان بن الربيع عن ثابت بن يزيد عن برد بن سنان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت استفتحت الباب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تطوعا والباب في القبلة فمشى النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه أو عن يساره حتى فتح الباب ثم رجع إلى الصلاة

ذكر فرق المصلي بين المقتتلين في صلاته
[ 2356 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن منصور عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن أبي الصهباء عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس فجاءت جاريتان من بني عبد المطلب تشتدان اقتتلتا فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزع إحداهما من الأخرى وما بالى بذلك

ذكر الأمر بكظم المرء التثاؤب ما استطاع ذلك
[ 2357 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال التثاؤب من الشيطان إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع

ذكر الأمر بكظم التثاؤب ما استطاع المرء أو وضع اليد على الفم عند ذلك
[ 2358 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان عن بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع أو ليضع يده على فيه فإنه إذا تثاءب فقال آه فإنما هو الشيطان يضحك من جوفه

ذكر البيان بأن هذا الأمر إنما أمر المصلي دون من لم يكن في الصلاة
[ 2359 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن التثاؤب في الصلاة من الشيطان فإذا وجد أحدكم ذلك فليكظم

ذكر الأمر لمن تثاءب أن يضع يده على فيه عند ذلك حذر دخول الشيطان فيه
[ 2360 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه وعن بن أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه فإن الشيطان يدخل

ذكر وصف استتار المصلي في صلاته
[ 2361 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن أبي محمد بن عمرو بن حريث عن جده سمع أبا هريرة يقول قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد فليلق عصا فإن لم يجد عصا فليخط خطا ثم لا يضره ما يمر بين يديه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه عمرو بن حريث هذا شيخ من أهل المدينة روى عنه سعيد بن المقبري وابنه أبو محمد يروي عن جده وليس هذا بعمرو بن حريث المخزومي ذلك له صحبة وهذا عمرو بن حريث بن عمارة من بني عذرة سمع أبو محمد بن عمرو بن حريث جده حريث بن عمارة عن أبي هريرة

ذكر الزجر عن صلاة المرء في الفضاء بلا سترة
[ 2362 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا الضحاك بن عثمان قال حدثني صدقة بن يسار قال سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحدا يمر بين يديك فإن أبى فلتقاتله فإنما هو شيطان

ذكر إباحة مرور المرء قدام المصلي إذا صلى إلى غير سترة
[ 2363 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بن جريج عن كثير بن كثير عن أبيه عن المطلب بن أبي وداعة أنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين فرغ من طوافه أتى حاشية المطاف فصلى ركعتين وليس بينه وبين الطوافين أحد

ذكر البيان بأن هذه الصلاة لم تكن بين الطوافين وبين المصطفى صلى الله عليه وسلم سترة
[ 2364 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا زهير بن محمد العنبري حدثنا كثير بن كثير عن أبيه عن المطلب بن أبي وداعة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حذو الركن الأسود والرجال والنساء يمرون بين يديه ما بينه وبينهم سترة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر دليل على إباحة مرور المرء بين يدي المصلي إذا صلى إلى غير سترة يستتر بها وهذا كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي السهمي

ذكر الزجر عن مرور المرء معترضا بين يدي المصلي
[ 2365 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا العباس بن عبد العظيم قال حدثنا عبد الكبير الحنفي قال حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال سمعت عمي عبيد الله بن موهب أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم أحدكم ما له في أن يمشي بين يدي أخيه معترضا وهو يناجي ربه لكان أن يقف في ذلك المقام مائة عام أحب إليه من الخطوة التي خطا

ذكر الزجر عن المرور بين يدي المصلي
[ 2366 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم يسأله ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي قال أبو جهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه لا أدري سنة قال أم شهرا أو يوما أو ساعة

ذكر الزجر عن المرور بين يدي المصلي
[ 2367 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنما هو الشيطان

ذكر الأمر للمصلي بمقاتلة من يريد المرور بين يديه
[ 2368 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فإنما هو شيطان أراد به أن معه شيطانا يدله على ذلك الفعل لا أن المرء المسلم يكون شيطانا
[ 2369 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا الضحاك بن عثمان قال حدثني صدقة بن يسار قال سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلوا إلا إلى سترة ولا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين

ذكر الإباحة للمصلي مقاتلة من يريد المرور بين يديه
[ 2370 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هارون بن عبد الله الحمال قال حدثنا بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن صدقة بن يسار عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم يصلي فلا يدعن أحدا يمر بين يديه فإن أبي فليقاتله فإن معه القرين

ذكر الإباحة للمرء أن يمنع الشاة إذا أرادت المرور بين يديه وهو يصلي
[ 2371 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي قال حدثنا الهيثم بن جميل قال حدثنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم والزبير بن خريت عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فمرت شاة بين يديه فساعاها إلى القبلة حتى ألصق بطنه بالقبلة

ذكر الأمر بالدنو من السترة إذا صلى إليها
[ 2372 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها فإن الشيطان يمر بينه وبينها ولا يدع أحدا يمر بين يديه

ذكر العلة التي من أجلها أمر بالدنو من السترة للمصلي
[ 2373 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان قال حدثنا صفوان بن سليم عن نافع بن جبير بن مطعم عن سهل بن أبي خثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته

ذكر وصف القدر الذي يجب أن يكون بين المصلي وبين السترة إذا صلى إليها
[ 2374 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبى عون الرياني قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة

ذكر كراهية تباعد المصلي عن السترة إذا استتر بها
[ 2375 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها فإن الشيطان يمر بينه وبينها ولا يدع أحدا يمر بين يديه

ذكر إجازة الاستتار للمصلي في الفضاء بالخط عند عدم العصا والعنزة
[ 2376 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال حدثنا مسلم بن خالد عن إسماعيل بن أمية عن أبي محمد بن عمرو بن حريث عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فلينصب عصا فإن لم يكن معه عصا فليخط خطا ثم لا يضره من مر أمامه

ذكر الخبر الدال على أن نصب المصلي أمامه السترة وخطه الخط يجب أن يكون بالطول لا بالعرض
[ 2377 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال أخبرني نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان تركز له العنزة فيصلي إليها

ذكر إباحة صلاة المرء إلى راحلته في الفضاء عند عدم العنزة والسترة
[ 2378 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا بن نمير قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى راحلته قال نافع ورأيت بن عمر يصلي إلى راحلته

ذكر البيان بأن السترة تمنع من قطع الصلاة للمصلي وإن مر من دونها الحمار والكلب والمرأة
[ 2379 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبالي من مر وراء ذلك

ذكر البيان بأن السترة تمنع من قطع الصلاة وإن مر وراءه الحمار والكلب والمرأة
[ 2380 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي عن سماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال مثل آخرة الرحل يكون بين يدي أحدكم فلا يضره ما مر بين يديه

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن مرور الحمار قدام المصلي لا يقطع صلاته
[ 2381 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن منصور عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن أبي الصهباء قال كنا عند بن عباس فذكرنا ما كان يقطع الصلاة فقالوا الحمار والمرأة فقال بن عباس لقد جئت أنا وغلام من بني عبد المطلب مرتدفين على حمار ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس في أرض خلاء فتركنا الحمار بين أيديهم ثم جئنا حتى دخلنا بينهم فما بالى بذلك

ذكر البيان بأن هذه الصلاة التي كان الحمار يمر قدامهم فيها كانوا يصلون لعنزة تركز بين أيديهم والعنزة تمنع من قطع الصلاة وإن مر قدامهم الحمار والكلب والمرأة
[ 2382 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا علي بن إشكاب قال حدثنا إسحاق الأزرق عن سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء وهو في قبة حمراء وعنده أناس فجاء بلال فأذن ثم جعل يتبع فاه هاهنا وها هنا قال سفيان يعني بقول حي على الصلاة حي على الفلاح قال وأخرج فضل وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فجعل الناس من بين نائل وناضح حتى جعل الصغير يدخل يده تحت إباط القوم فيصيب ذلك وركز بلال بين يديه عنزة فيمر الحمار والمرأة والكلب لا يمنع فصلى الظهر ركعتين ثم صلى ركعتين ركعتين حتى قدم المدينة

ذكر البيان بأن هذا الحكم إنما يكون لمن لم يكن بين يديه كآخرة الرحل
[ 2383 ] أخبرنا عبد الله بن صالح البخاري ببغداد قال حدثنا عبد الله بن إسحاق الأذرمي قال حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال سألت أبا ذر عما يقطع الصلاة فقال إذا لم يكن بين يديك كآخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود قلت ما بال الأسود من الأصفر من الأبيض قال يا بن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الكلب الأسود شيطان قال أبو حاتم الأذرمة قرية من قرى نصيبين

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن أول هذا الخبر غير مرفوع
[ 2384 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود قال قلت يا أبا ذر ما بال الأسود من الأبيض من الأحمر قال يا بن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الكلب الأسود شيطان

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أول هذا الخبر موقوف غير مسند
[ 2385 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا شعبة قال أخبرني حميد بن هلال قال سمعت عبد الله بن الصامت يحدث عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه كآخرة الرحل الحمار والكلب الأسود والمرأة قال قلت ما بال الأسود من الأحمر من الأصفر فقال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الأسود شيطان

ذكر نفي جواز استعمال هذا الفعل إذا عدمت الصفة التي ذكرناها
[ 2386 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة

ذكر البيان بأن
ذكر المرأة أطلق في هذا الخبر بلفظ العموم والمراد منه بعض النساء لا الكل
[ 2387 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا عبد الله بن هاشم الطوسي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن جابر بن زيد عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقطع الصلاة الكلب والمرأة الحائض

ذكر البيان بأن
ذكر الكلب في هذا الخبر أطلق بلفظ العموم والقصد منه بعض الكلاب لا الكل
[ 2388 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بخبر غريب قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثنا سلم بن أبي الذيال عن حميد بن هلال العدوي عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود فقلت يا أبا ذر ما بال الأسود من الأحمر من الأصفر فقال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الأسود شيطان
[ 2389 ] حدثنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب وحبيب بن الشهيد ويونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقطع الصلاة الحمار والمرأة والكلب الأسود قال فقلت ما بال الأسود من الأحمر من الأصفر من الأبيض قال يا بن أخي قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الكلب الأسود شيطان

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد للأخبار التي تقدم ذكرنا لها
[ 2390 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة قال أخبرني أبو بكر بن حفص قال سمعت عروة بن الزبير يقول قالت عائشة لقد رأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم معترضة كاعتراض الجنازة وهو يصلي

ذكر البيان بأن صلاة المرء إنما تقطع من مرور الكلب والحمار والمرأة لا كونهن واعتراضهن
[ 2391 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن الوليد البسري قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا هشام بن حسان عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعاد الصلاة من ممر الحمار والمرأة والكلب الأسود قلت ما بال الأسود من الأصفر من الأحمر فقال فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الكلب الأسود شيطان

ذكر البيان بأن هذه الأشياء الثلاثة إنما تقطع صلاة المصلي إذا لم يكن قدامه سترة
[ 2392 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته المرأة والحمار والكلب الأسود قال قلت يا أبا ذر فما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر قال يا بن أخي إني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما سألتني عنه فقال الكلب الأسود شيطان

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أنه يضاد الأخبار التي ذكرناها قبل
[ 2393 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أنه قال أقبلت راكبا على أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت فأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي أحد

ذكر البيان بأن صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم بمنى كانت السترة قدامه حيث كان الأتان ترتع قدام المصطفي صلى الله عليه وسلم
[ 2394 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان قال حدثنا عون بن أبى جحيفة عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالأبطح في قبة له حمراء من آدم قال فخرج بلال بوضوئه فبين نائل وناضح قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بياض ساقيه قال فتوضأ وأذن بلال فجعل يتبع فاه هاهنا وها هنا يقول يمينا وشمالا حي على الصلاة حي على الفلاح ثم ركزت له عنزة فقام فصلى العصر ركعتين يمر بين يديه الحمار والكلب لا يمنع ثم لم يزل يصلي ركعتين حتى رجع إلى المدينة
باب إعادة الصلاة
[ 2395 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال حدثنا هشيم قال أخبرنا يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود العامري عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف من منى فلما قضى صلاته إذا رجلان في آخر الناس لم يصليا فأتي بهما ترعد فرائصهما فقال ما منعكما أن تصليا معنا قالا يا رسول الله كنا قد صلينا في رحالنا قال فلا تفعلا إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكم نافلة
[ 2396 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار أنه رأى بن عمر جالسا بالبلاط والناس يصلون فقلت ما يجلسك والناس يصلون قال إني قد صليت وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نعيد صلاة في يوم مرتين قال أبو حاتم عمرو بن شعيب في نفسه ثقة يحتج بخبره إذا روى عن غير أبيه فأما روايته عن أبيه عن جده فلا تخلو من انقطاع وإرسال فيه فلذلك لم نحتج بشيء منه

ذكر الخبر الدال على أن الزجر لم يرد به إلا الفريضة التي يعيد الإنسان إياها ثانيا بعينها دون من نوى في إعادته التطوع
[ 2397 ] أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا وهيب بن خالد عن سليمان الناجي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا من يتصدق على هذا فليصل معه

ذكر الإباحة لمن صلى في مسجد جماعة أن يصلي فيه مرة أخرى جماعة
[ 2398 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن مرة بالبصرة قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا وهيب بن خالد عن سليمان الناجي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا من يتصدق على هذا فليصلي معه

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به وهيب
[ 2399 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبى بكر المقدمي حدثنا بن أبي عدي عن سعيد بن أبى عروبة عن سليمان الناجي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ثم جاء رجل فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم من يتصدق على هذا فيصلي معه

ذكر الإباحة للمرء أن يؤدي فرضه جماعة ثم يؤم الناس بتلك الصلاة
[ 2400 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله قال كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه فيؤمهم قال فأخر النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ذات ليلة فصلى معه معاذ بن جبل ثم رجع إلينا فتقدم ليؤمنا فافتتح سورة البقرة فلما رأى ذلك رجل من القوم تنحى فصلى وحده ثم انصرف فقلنا له مالك يا فلان أنافقت قال ما نافقت ولآتين النبي صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن معاذا يصلي معك ثم يرجع فيؤمنا وإنك أخرت العشاء البارحة فصلى معك ثم رجع إلينا فتقدم ليؤمنا فافتتح سورة البقرة فلما رأيت ذلك تنحيت فصليت وحدي أي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما نحن أصحاب نواضح وإنما نعمل بأيدينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ أفتان أنت يا معاذ اقرأ بسورة كذا وسورة كذا قال عمرو وأمره بسور قصار لا أحفظها قال سفيان فقلنا لعمرو بن دينار إن أبا الزبير قال لهم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له اقرأ ب السماء والطارق والسماء ذات البروج والشمس وضحاها والليل إذا يغشى قال عمرو نحو هذا

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن معاذا لم يكن يؤم قومه بصلاة العشاء التي كانت فرضه المؤداة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 2401 ] أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث بن سعد عن بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله قال كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم ينصرف إلى قومه فيصليها لهم وكان إمامهم

ذكر الإباحة لمن صلى جماعة فرضه أن يؤم قوما بتلك الصلاة
[ 2402 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار قال سمعت جابرا يقول كان معاذ وهو بن جبل يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه فيؤمهم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن معاذا كان يصلي بالقوم فرضه لا نفله
[ 2403 ] أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا هشيم عن منصور بن زاذان عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله أن معاذا كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء الآخرة ثم ينصرف إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2404 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله قال كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيؤم قومه فيصلي بهم تلك الصلاة

ذكر الأمر لمن صلى في بيته أو رحله ثم حضر مسجد الجماعة أن يصلي معهم ثانيا
[ 2405 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن رجل من بني الدئل يقال له بسر بن محجن عن أبيه أنه كان في مسجد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ثم رجع ومحجن في مجلسه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك أن تصلي مع الناس ألست برجل مسلم قال بلى يا رسول الله ولكني قد كنت صليت في أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت

ذكر الأمر لمن أخر إقامة الصلاة عن وقتها أن يصلي وحده ثم يصلي معهم ثانيا إذا كانت في الوقت
[ 2406 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عمران بن موسى القزاز قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب عن أبي العالية البراء قال أخر بن زياد الصلاة فأتاني عبد الله بن الصامت فألقيت له كرسيا فجلس عليه فذكرت له صنيع بن زياد فعض على شفته ثم ضرب بيده على فخذي وقال إني سألت أبا ذر فضرب فخذي كما ضربت فخذك فقال إني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني وضرب فخذي كما ضربت فخذك فقال صل الصلاة لوقتها فإن أدركت معهم فصل ولا تقل إني قد صليت فلا أصلي
باب الوتر
[ 2407 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أنه سمع أبا أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الوتر حق فمن أحب أن يوتر بخمس فليوتر ومن أحب أن يوتر بثلاث فليوتر ومن أحب أن يوتر بواحدة فليوتر بها ومن شق عليه ذلك فليومىء إيماء

ذكر الخبر الدال على أن الوتر ليس بفريضة
[ 2408 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك الصبح ولم يوتر فلا وتر له

ذكر الخبر الدال على أن الوتر ليس بفرض
[ 2409 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا يعقوب بن القمي قال حدثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر فلما كانت القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أن يخرج إلينا فلم نزل فيه حتى أصبحنا ثم دخلنا فقلنا يا رسول الله اجتمعنا في المسجد ورجونا أن تصلي بنا فقال إني خشيت أو كرهت أن يكتب عليكم الوتر قال أبو حاتم هذان خبران لفظاهما مختلفان ومعناهما متباينان إذ هما في حالتين في شهري رمضان لا في حالة واحدة في شهر واحد

ذكر الخبر الدال على أن الوتر ليس بفرض
[ 2410 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الوتر حق فمن شاء فليوتر بخمس ومن شاء فليوتر بثلاث ومن شاء فليوتر بواحدة

ذكر خبر ثان يدل على أن الوتر ليس بفرض
[ 2411 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أنه سمع أبا أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الوتر حق فمن أحب أن يوتر بخمس فليوتر ومن أحب أن يوتر بثلاث فليوتر ومن أحب أن يوتر بواحدة فليوتر بها ومن غلبه ذلك فليومىء إيماء

ذكر خبر ثالث يدل على أن الوتر غير فرض
[ 2412 ] أخبرنا الحسن بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البجلي قال حدثنا زهير بن معاوية عن الحسن بن الحر عن نافع عن بن عمر أنه كان يوتر على البعير ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك

ذكر خبر رابع يصرح بأن الوتر غير فرض
[ 2413 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن عن سعيد بن يسار أنه قال كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت ثم أدركته فقال لي عبد الله بن عمر أين كنت فقلت خشيت الفجر فنزلت فأوترت فقال أليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة فقلت بلى قال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير

ذكر خبر خامس يدل على أن الوتر ليس بفرض
[ 2414 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدركه الصبح فلم يوتر فلا وتر له

ذكر خبر سادس يدل على أن الوتر غير فرض
[ 2415 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي قال حدثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر فلما كانت الليلة القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أن يخرج فيصلي بنا فأقمنا فيه حتى أصبحنا فقلنا يا رسول الله رجونا أن تخرج فتصلي بنا قال إني كرهت أو خشيت أن يكتب عليكم الوتر

ذكر خبر سابع يدل على أن الوتر غير فرض
[ 2416 ] أخبرنا علي بن أحمد الجرجاني بحلب قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا خالد بن قيس عن قتادة عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله كم افترض الله على عباده من الصلاة قال خمس صلوات قال هل قبلهن أو بعدهن شيء فقال صلى الله عليه وسلم افترض الله على عباده صلوات خمسا قال فحلف الرجل بالله لا يزيد عليهن ولا ينقص فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن صدق دخل الجنة

ذكر خبر ثامن يدل على أن الوتر غير فرض
[ 2417 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز عن المخدجي قال سأل رجل أبا محمد رجلا من الأنصار عن الوتر فقال الوتر واجب كوجوب الصلاة فأتى عبادة بن الصامت فذكر ذلك له فقال كذب أبو محمد سمعت رسول الله يقول خمس صلوات افترضهن الله على عباده من لم ينتقص منهن شيئا استخفافا بحقهن فإن الله جل وعلا جاعل له يوم القيامة عهدا أن يدخله الجنة ومن جاء بهن وقد انتقص منهن شيئا استخفافا بحقهن لم يكن له عند الله شيء إن شاء عذبه وإن شاء غفر له

ذكر خبر تاسع يدل على أن الوتر ليس بفرض
[ 2418 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر

ذكر خبر عاشر يدل على أن الوتر غير فرض على أحد من المسلمين
[ 2419 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن إسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله أخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوه فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم فترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بهذا فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه الاستدلال بمثل هذه الأخبار على أن الوتر ليس بفرض تكثر فيما ذكرنا منها غنية لمن وفقه الله للسداد وهداه لسلوك الرشاد أن الوتر ليس بفرض وكان بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن قبل خروجه من الدنيا بأيام يسيرة وأمره صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ولو كان الوتر فرضا أو شيئا زاده الله جل وعلا للناس على صلواتهم كما زعم من جهل صناعة الحديث ولم يميز بين صحيحها وسقيمها لأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل أن يخبرهم أن الله جل وعلا فرض عليهم ست صلوات لا خمسا ففيما وصفنا أبين البيان بأن الوتر ليس بفرض وبالله التوفيق

ذكر الخبر الدال على أن المرء إذا أصبح ولم يوتر من الليل ليس عليه إعادة الوتر فيما بعده
[ 2420 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا زيد بن أخزم حدثنا أبو قتيبة حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرض فلم يصل من الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الوتر لا يصلى إلى على الأرض
[ 2421 ] حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح على راحلته قبل أي وجه توجه ويوتر عليها غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة قال سالم وكان بن عمر يصلي على دابته من الليل وهو يسير لا يبالي حيث كان وجه

ذكر وصف الوتر الذي إذا أراد المرء أوتر به
[ 2422 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا عبد الله بن داود عن بن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بواحدة

ذكر خبر ثان يصرح بإباحة استعمال الذي ذكرناه
[ 2423 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثنا الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بواحدة

ذكر ما يستحب للمرء أن يقتصر من وتره على ركعة واحدة إذا صلى بالليل
[ 2424 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا يحيى بن موسى خت قال حدثنا حماد بن خالد الخياط عن مالك بن أنس عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بركعة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الصلاة ركعة واحدة غير جائز
[ 2425 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان قال حدثني الأشعث بن سليم عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم قال كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقال أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فقال حذيفة أنا قال فقام حذيفة وصف الناس خلفه صفين صفا خلفه وصفا موازي العدو فصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء مكان هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا

ذكر الخبر المدحض قول من أبطل الوتر بركعة واحدة
[ 2426 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال يصلي أحدكم مثنى مثنى حتى إذا خشي أن يصبح سجد سجدة توتر له ما قد صلى

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الوتر بالركعة الواحدة غير جائز
[ 2427 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بواحدة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عروة عن عائشة
[ 2428 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا يحيى بن موسى خت قال حدثنا حماد بن خالد الخياط حدثنا مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بركعة

ذكر الزجر عن أن يوتر المرء بثلاث ركعات غير مفصولة
[ 2429 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة حدثنا بن وهب قال حدثني سليمان بن بلال عن صالح بن كيسان عن عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا توتروا بثلاث أوتروا بخمس أو بسبع ولا تشبهوا بصلاة المغرب

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل كل أربع ركعات بتسليمة ويوتر بثلاث بتسليمة
[ 2430 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ولا في غيره يزيد على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة يا رسول الله أتنام قبل أن توتر فقال يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي

ذكر البيان بأن قول عائشة رضى الله تعالى عنها يصلي أربعا أرادت به بتسليمتين وقولها يصلي ثلاث أرادت به بتسليمتين ليكون الوتر ركعة من آخر صلاة الليل
[ 2431 ] أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثنا الزهري قال حدثني عروة قال حدثتني عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين ويوتر بواحدة ويمكث في سجوده قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية قبل أن يرفع رأسه فإذا سكت الأذان من صلاة الفجر قام فركع ركعتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن

ذكر الخبر الدال على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفصل بالتسليم بين الركعتين والثالثة التي وصفناها
[ 2432 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمرو الغزي قال حدثنا بن عفير قال حدثني يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين اللتين يوتر بعدها سبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون ويقرأ في الوتر ب قال هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس

ذكر الخبر المصرح بالفصل بين الشفع والوتر
[ 2433 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر الخلقاني حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول أخبرنا أبو حمزة عن إبراهيم الصائغ عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفصل بين الشفع والوتر

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا أوتر بثلاث فصل بين الثنتين والواحدة بتسليمة
[ 2434 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الوضين بن عطاء عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفصل بين الشفع والوتر بتسليم يسمعناه

ذكر ما يستحب للمرء رفع الصوت بالتسليم بين شفعه ووتره من صلاته
[ 2435 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا عتاب بن زياد قال حدثنا أبو حمزة عن إبراهيم الصائغ عن نافع عن بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفصل بين الشفع والوتر بتسليم يسمعناه

ذكر إباحة الوتر بثلاث ركعات لمن أراد ذلك
[ 2436 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا أبو حفص الأبار عن الأعمش عن زبيد الإيامي وطلحة عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر ب سبح اسم ربك الأعلى و قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد كان يوتر بأكثر من واحدة إذا صلى بالليل في بعض الليالي دون البعض
[ 2437 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بخمس لا يجلس في شيء من الخمس إلا في آخرهن يجلس ثم يسلم

ذكر الإباحة للمرء أن يوتر بغير العدد الذي وصفناه
[ 2438 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر بخمس وأوتر بسبع

ذكر وصف وتر المرء إذا أوتر بخمس ركعات
[ 2439 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمر بن موسى الحادي قال حدثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بخمس ركعات لا يقعد إلا في آخرهن

ذكر خبر ثان يصرح بإباحة استعمال ما وصفناه
[ 2440 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بخمس لا يجلس في شيء من الخمس إلا في أخرهن يجلس ثم يسلم

ذكر وصف وتر المرء إذا أوتر بسبع ركعات
[ 2441 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام أن عائشة سئلت عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله لما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ثم يصلي سبع ركعات ولا يجلس فيهن إلا عند السادسة فيجلس ويذكر الله ويدعو

ذكر الإباحة للمرء أن يوتر بتسع ركعات
[ 2442 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثنا أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفي عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة فيحمد الله ويذكره ويدعو ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة ويذكر الله ويدعو ثم يسلم تسليما يسمعناه ثم يصلي ركعتين وهو جالسا
ذكر الوقت المستحب للمرء أن يوتر فيه إذا كان متهجدا
[ 2443 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق قال سألت عائشة عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم أوله وأوسطه فانتهى وتره حين مات إلى السحر

ذكر الوقت الذي يوتر فيه المرء بالليل إذا عقب تهجده به
[ 2444 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا عبد الله بن رجاء عن إسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق قال سألت عائشة متى كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر قالت إذا سمع الصارخ يعني الديك وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل
ذكر الأمر بمبادرة الصبح بالوتر
[ 2445 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا بن أبي زائدة حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بادروا الصبح بالوتر تفرد به بن أبي زائدة قاله الشيخ

ذكر الإباحة للمرء تأخير الوتر إلى آخر الليل إذا طمع في التهجد وتعجيله قبل النوم إذا كان آيسا منه
[ 2446 ] أخبرنا الحسن بن سفيان وأبو يعلى قالا حدثنا محمد بن عباد المكي قال حدثنا يحيى بن سليم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر متى توتر قال أوتر ثم أنام قال بالحزم أخذت وسأل عمر متى توتر قال أنام ثم أقوم من الليل فأوتر قال فعل القوي أخذت

ذكر الإباحة للمرء أن يوتر من أول الليل أو آخره على حسب عادته في تهجد الليل
[ 2447 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا وهيب عن برد أبي العلاء عن عبادة بن نسي عن غضيف بن الحارث قال قلت لعائشة أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يا أم المؤمنين أكان يوتر من أول الليل أو من آخره قالت ربما أوتر من أول الليل وربما أوتر من آخره قلت الله أكبر الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة قلت يا أم المؤمنين أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من الجنابة من أول الليل أو من آخره قالت ربما اغتسل من أول الليل وربما اغتسل من آخره قلت الله أكبر الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة قلت يا أم المؤمنين أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أكان يجهر بصلاته أم يخافت بها قالت ربما جهر بصلاته وربما خافت بها قلت الله أكبر الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة

ذكر الإباحة للمرء أن يضم قراءة المعوذتين إلى قراءة قل هو الله أحد في وتره الذي ذكرناه
[ 2448 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا ميمون بن الأصبغ قال حدثنا بن أبي مريم قال حدثنا يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى من الوتر ب سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية ب قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة ب قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس

ذكر الزجر عن أن يوتر المرء في الليلة الواحدة مرتين في أول الليل وآخره
[ 2449 ] أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق قال زارني أبي يوما في رمضان فأمسى عندنا وأفطر فقام بنا تلك الليلة وأوتر ثم انحدر إلى مسجده فصلى بأصحابه ثم قدم رجلا فقال أوتر بأصحابك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا وتران في ليلة

ذكر ما يستحب للمرء أن يسبح الله جل وعلا عند فراغه من وتره الذي ذكرناه
[ 2450 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي كعب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر ب سبح اسم ربك الأعلى و قل يا أيها الكافر ون و قل هو الله أحد فإذا سلم قال سبحان الملك القدوس ثلاث مرات
باب النوافل

ذكر بناء الله جل وعلا بيتا في الجنة لمن صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة
[ 2451 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا محمد بن كثير العبدي حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل يصلي ثنتي عشرة ركعة غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة

ذكر وصف الركعات التي يبني الله عز وجل لمن يركع بها بيتا في الجنة
[ 2452 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث بن سعد حدثنا الليث بن سعد عن بن عجلان عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن أوس الثقفي عن عنبسة بن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى ثنتي عشرة ركعة في اليوم بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين قبل العصر وركعتين بعد المغرب وركعتين قبل الصبح

ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة لمن صلى قبل العصر أربعا
[ 2453 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا أبو داود حدثنا محمد بن مهران حدثني جدي أبو المثنى عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا قال أبو حاتم أبو المثنى هذا اسمه مسلم بن المثنى من ثقات أهل الكوفة وقوله صلى الله عليه وسلم أربعا أراد به بتسليمتين لأن في خبر يعلى بن عطاء عن علي بن عبد الله الأزدي عن بن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل والنهار مثنى مثنى

ذكر ما يستحب للمرء المواظبة على الركعات المعلومة من النوافل قبل الفرائض وبعدها
[ 2454 ] أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يزيد بن زريع قال حدثنا أيوب عن نافع عن بن عمر قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يصلي ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء الآخرة وأخبرتني حفصة أنه كان يصلي ركعتين خفيفتين حين ينادي المنادي لصلاة الصبح وكانت ساعة لا يدخل عليه فيها أحد

ذكر الأمر للمرء أن يركع ركعتين قبل كل صلاة فريضة يريد أداءها
[ 2455 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا محمد بن عمرو الغزي قال حدثنا عثمان بن سعيد القرشي قال حدثنا محمد بن مهاجر عن ثابت بن عجلان عن سليم بن عامر عن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان

ذكر استحباب المسارعة إلى الركعتين قبل الفجر اقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم
[ 2456 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا يحيى بن سعيد عن بن جريح أخبرني عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على شيء من النوافل أشد معاهدة منه على الركعتين قبل الصبح

ذكر البيان بأن مسارعته صلى الله عليه وسلم إلى الركعتين قبل الفجر كان أكثر من مسارعته إلى الغنيمة التي يغنمها
[ 2457 ] أخبرنا عمران بن موسى السختياني حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث عن بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرع إلى شيء من النوافل أسرع منه إلى الركعتين قبل الصبح ولا إلى غنيمة يغتنمها

ذكر الترغيب في ركعتي الفجر مع البيان بأنها خير من الدنيا وما فيها
[ 2458 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إسحاق بن بهلول حدثنا يحيى القطان حدثنا سليمان التيمي وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الركعتان قبل الفجر أحب إلي من الدنيا وما فيها

ذكر ما كان يقرأ به صلى الله عليه وسلم في الركعتين قبل الفجر
[ 2459 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عمرو بن محمد الناقد حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن مجاهد عن بن عمر قال رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا فكان يقرأفي الركعتين قبل الفجر ب قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد قال أبو حاتم سمع أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله الأسدي هذا الخبر عن الثوري وإسرائيل وشريك عن أبي إسحاق فمرة كان يحدث به عن هذا وأخرى عن ذاك وتارة عن ذا

ذكر إثبات الإيمان لمن قرأ سورة الإخلاص في ركعتي الفجر
[ 2460 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد حدثنا يحيى بن معين حدثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش يحدث عن جابر بن عبد الله أن رجلا قام فركع ركعتي الفجر فقرأ في الركعة الأولى قل يا أيها الكافرون حتى انقضت السورة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا عبد عرف ربه وقرأ في الآخرة قل هو الله أحد حتى انقضت السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عبد آمن بربه فقال طلحة فأنا أستحب أن أقرأ بهاتين السورتين في هاتين الركعتين
ذكر الحث على القراء
في ركعتي الفجر بسورة الإخلاص
[ 2461 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم السورتان هما تقرآن في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون و قل هوالله أحد

ذكر ما يستحب للمرء أن تكون ركعتا الفجر منه في أول انفجار الصبح
[ 2462 ] أخبرنا عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي بمرو قال حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن بن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتي الفجر إذا أضاء الفجر

ذكر تعاهد المصطفى صلى الله عليه وسلم على ركعتي الفجر
[ 2463 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا بن جريج قال أخبرني عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن على شيء من النوافل أشد معاهدة منه على الركعتين قبل الصبح

ذكر تخفيف المصطفى صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر
[ 2464 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف ركعتي الفجر

ذكر ما يستحب للمرء أن يخفف ركعتي الفجر إذا أرادهما
[ 2465 ] أخبرنا عمران بن موسى قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو خالد الأحمر ويزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر خففهما حتى يقع في نفسي أنه لم يقرأ بفاتحة الكتاب

ذكر ما يستحب للمرء التخفيف في ركعتي الفجر إذا ركعهما
[ 2466 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا يحيى بن حكيم قال عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد قال حدثني محمد بن عبد الرحمن أنه سمع عمرة تحدث عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي ركعتي الفجر فيخففهما حتى إني لأقول هل قرأ فيهما بأم القرآن

ذكر ما يستحب للمرء الاضطجاع على الأيمن من شقه بعد ركعتي الفجر
[ 2467 ] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا أبي قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال قال محمد أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله إذا سكت المؤذن بالأول من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر بعد أن يتبين له الفجر ثم اضطجع على شقة الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة

ذكر الأمر بالاضطجاع بعد ركعتي الفجر لمن أراد صلاة الغداة
[ 2468 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه فقال له مروان بن الحكم أما يجزي أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع قال لا قال فبلغ ذلك بن عمر فقال أكثر أبو هريرة قال فقيل لابن عمر هل تنكر شيئا مما يقول قال لا ولكنه أكثر وجبنا فبلغ ذلك وجبنا فبلغ ذلك أبا هريرة فقال ما ذنبي إن حفظت شيئا ونسوا

ذكر الزجر عن أن يصلي المرء ركعتي الفجر بعد أن أقيمت صلاة الغداة
[ 2469 ] أخبرنا علي بن حمدون بن هشام قال حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن بن أبي مليكة عن بن عباس قال أقيمت صلاة الصبح فقمت لأصلي الركعتين فأخذ بيدي النبي صلى الله عليه وسلم وقال أتصلي الصبح أربعا

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن على الداخل المسجد بعد أن أقيمت صلاة الغداة أن يبدأ بركعتي الفجر وإن فاتته ركعة واحدة من فرضه
[ 2470 ] أخبرنا محمد بن سفيان الصفار بالمصيصة قال حدثنا بن علية عن أيوب عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
ذكر الإباحة لمن أدرك الجماعة ولم يصل ركعتي الفجر أن يصليها في عقب صلاة الغداة
[ 2471 ] أخبرنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم الخولاني المصري بطرسوس ومحمد بن المنذر ومحمد بن إسحاق بن خزيمة قالوا أخبرنا الربيع بن سليمان قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أبيه عن جده قيس بن قهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ولم يكن ركع ركعتي الفجر فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم معه ثم قام فركع ركعتي الفجر ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فلم ينكر ذلك عليه

ذكر الأمر لمن فاتته ركعتا الفجر أن يصليهما بعد طلوع الشمس
[ 2472 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا عبد القدوس بن محمد الحبحابي حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام حدثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يصل ركعتي الفجر فليصليهما إذا طلعت الشمس

ذكر ما يصلي المرء قبل الظهر من التطوع
[ 2473 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء قال بن عمر وأخبرتني حفصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركع ركعتين قبل الفجر وذلك بعدما يطلع الفجر

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي قبل الظهر أربع ركعات
[ 2474 ] أخبرنا شباب بن صالح قال حدثنا وهب بن بقية قال حدثنا خالد عن خالد عن عبد الله بن شقيق قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يصلي قبل الظهر أربعا وبعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين وبالليل تسع ركعات قلت قائما أو قاعدا قالت كان يصلي ليلا طويلا قاعدا وليلا طويلا قائما قلت كيف يصنع إذا كان قائما وكيف يصنع إلا كان قاعدا قالت كان إذا قرأ قائما ركع قائما وإذا قرأ قاعدا ركع قاعدا

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي الركعات التي وصفناها في بيت لا في المسجد
[ 2475 ] أخبرنا محمد بن علي الصيرفي قال حدثنا أبو كامل الجحدري قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يصلي أربعا قبل الظهر ثم يخرج فيصلي ثم يرجع فيصلي ركعين ثم يخرج إلى المغرب ثم يرجع فيصلي ركعين ثم يخرج إلى العشاء ثم يرجع فيصلي ركعتين ثم يصلي من الليل تسعا قال فقلت قاعدا أو قائما قالت يصلي ليلا طويلا قائما قلت فإذا قرأ قائما قالت إذا قرأ قائما ركع قائما وإذا قرأ قاعدا ركع قاعدا ثم يصلي قبل الفجر ركعتين
[ 2476 ] أخبرنا أبو خليفة قال أخبرنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا أيوب عن نافع قال كان بن عمر يطيل الصلاة قبل الجمعة ويصلي بعدها ركعتين في بيته ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك

ذكر الأمر بالشيء الذي يخالف في الظاهر الفعل الذي ذكرناه
[ 2477 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن موسى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثني أبي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم يوم الجمعة فليصل بعدها أربعا

ذكر الأمر لمن صلى الجمعة أن يصلي بعدها أربعا
[ 2478 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعا

ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالركعات التي وصفناها بعد الجمعة أمر ندب لا حتم
[ 2479 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي قال حدثنا وهيب بن خالد قال حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا صليت بعد الجمعة فصل أربعا قال وهيب فقال عبيد الله بن عمر يرد على سهيل حدثني نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين

ذكر خبر ثان يدل على أن الأمر الذي وصفناه بالصلاة بعد الجمعة إنما هو أمر استحباب لا أمر إيجاب
[ 2480 ] أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة قال حدثنا علي بن زياد اللحجي قال حدثنا أبو قرة عن سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا

ذكر البيان بأن الأمر بما وصفنا إنما هو أمر ندب لا حتم
[ 2481 ] أخبرنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق حدثنا أبو نعيم عبيد بن هشام حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا

ذكر الخبر الدال على أن الأمر بأربع ركعات في عقب صلاة الجمعة إنما أمر بذلك بتسليمتين لا بتسليمة واحدة
[ 2482 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي عن شعبة عن يعلى بن عطاء سمع عليا البارقي عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الليل والنهار مثنى مثنى قال أبو حاتم والبارق جبل أزد

ذكر الخبر الدال على أن أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بالركعات الأربع بعد الجمعة أراد به بتسليمتين لا بتسليمة واحدة
[ 2483 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا محمد بن الوليد البسري قال حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن علي الأزدي عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الليل والنهار مثنى مثنى

ذكر البيان بأن صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد الجمعة في بيته لم يكن لشيء لا يركعهما إلا فيه
[ 2484 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا علي بن حجر السعدي قال حدثنا عاصم بن سويد عن محمد بن موسى بن الحارث عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عمرو بن عوف يوم الأربعاء فقال لو أنكم إذا جئتم عيدكم هذا مكثتم حتى تسمعوا من قولي قالوا نعم بآبائنا أنت يا رسول الله وأمهاتنا قال فلما حضروا الجمعة صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم صلى ركعتين بعد الجمعة في المسجد ولم ير يصلي بعد الجمعة يوم الجمعة ركعتين في المسجد وكان ينصرف إلى بيته قبل ذلك اليوم

ذكر لفظة أوهمت عالما من الناس أنها صحيحة محفوظة
[ 2485 ] أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصفهاني بالكرج حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي حدثنا بن إدريس عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا فإن كان له شغل فركعتين في المسجد وركعتين في البيت

ذكر البيان بأن هذه اللفظة الأخيرة إنما هي من قول أبي صالح أدرجه بن إدريس في الخبر
[ 2486 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي بعد الجمعة أربعا قال سهيل قال لي أبي إن لم تصل في المسجد الحرام أربع ركعات فصل في المسجد ركعتين وفي بيتك ركعتين

ذكر وصف الموضع الذي تؤدى فيه ركعتا المغرب وركعتا الجمعة
[ 2487 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن يحيى الزماني قال حدثنا سلم بن قتيبة قال حدثنا بن أبي ذئب عن نافع عن بن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي الركعتين بعد المغرب والركعتين بعد الجمعة إلا في بيته

ذكر الأمر للمرء أن يركع ركعتين قبل كل صلاة فريضة يريد أداءها
[ 2488 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا محمد بن عمرو الغزي قال حدثنا عثمان بن سعيد القرشي قال حدثنا محمد بن مهاجر عن ثابت بن عجلان عن سليم بن عامر عن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي ركعتين قبل صلاة المغرب
[ 2489 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة قال سمعت عمرو بن عامر عن أنس بن مالك قال كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري يصلون حتى يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء

ذكر الأمر للمرء أن يجعل نصيبا من صلاته لبيته
[ 2490 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن خازم حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا

ذكر البيان بأن صلاة المرء النوافل كلها في بيته كان أعظم لأجره
[ 2491 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا وهيب بن خالد حدثنا موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة من حصر في رمضان فصلى فيها ليالي فصلى بصلاته أناس من أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد قال فخرج إليهم فقال قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة

ذكر الأمر بالتنفل للمرء عند وجود النشاط وتركه عند عدمه
[ 2492 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا إسماعيل بن عليه حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبل ممدود بين ساريتين فقال ما هذا قالوا لزينب تصلي فإذا كسلت أو فترت أمسكت به قال حلوه ثم قال ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد

ذكر الزجر عن صلاة المرء النافلة إذا غلبته عيناه مخافة أن يقول ما لا يعلم
[ 2493 ] حدثنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فرأى حبلا ممدودا بين ساريتين فقال ما هذا قالوا فلانة تصلي فإذا أعيت تعلقت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتصل ما عقلت فإذا خشيت أن تغلب فلتنم

ذكر الأخبار عن وصف صلاة المرء النافلة في يومه وليلته
[ 2494 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا محمد بن الوليد البسري حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن علي الأزدي عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الليل والنهار مثنى مثنى

ذكر الزجر عن الجلوس للداخل المسجد قبل أن يصلي ركعتين
[ 2495 ] أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي أبو الطاهر إمام مسجد الجامع بأنطاكية قال حدثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت عمارة بن غزية عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الأنصاري عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس فيه حتى يركع ركعتين

ذكر الأمر للداخل المسجد أن يركع ركعتين
[ 2496 ] أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا أخبرنا أحمد بن جواس الحنفي حدثنا الأشجعي عن سفيان عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله قال كان لي دين على النبي صلى الله عليه وسلم فقضاني وزادني فدخلت عليه للمسجد فقال لي صل ركعتين

ذكر البيان بأن المرء إنما أمر أن يركع ركعتين عند دخوله المسجد قبل أن يجلس
[ 2497 ] أخبرنا الفضل حدثنا القعنبي عن مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء أحدكم المسجد فليصل سجدتين قبل أن يجلس

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فليصل سجدتين أراد به ركعتين
[ 2498 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا محمد بن الحارث الحراني حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الأنصاري عن أبي قتادة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس

ذكر البيان بأن المرء إنما أمر بركعتين عند دخوله المسجد قبل الجلوس والاستخبار
[ 2499 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن بن جريج عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس أو يستخبر

ذكر الأمر للداخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب أن يركع ركعتين
[ 2500 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا داود بن رشيد حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سفيان عن جابر قالا دخل سليك الغطفاني المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فأمره أن يصلي ركعتين تفرد به حفص بن غياث وهو قاضي الكوفة قاله الشيخ

ذكر البيان بأن الداخل المسجد والإمام يخطب إنما أمر أن يركع ركعتين خفيفتين قبل الجلوس
[ 2501 ] أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصا بدمشق حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا داود الطائي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال دخل رجل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال له صل ركعتين خفيفتين قبل أن تجلس

ذكر البيان بأن الداخل المسجد أن يصلي ركعتين ويتجوز فيها
[ 2502 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فقال له يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما ثم قال إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما

ذكر الخبر الدال على أن هذا الرجل لم تفته صلاة أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضيها كما زعم من حرف الخبر عن جهته وتأول له ما وصفت
[ 2503 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا يحيى القطان عن بن عجلان حدثني عياض عن أبي سعيد الخدري أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فدعاه فأمره أن يصلي ركعتين ثم دخل الجمعة الثانية وهو على المنبر فدعاه فأمره أن يصلي ركعتين ثم دخل الجمعة الثالثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فدعاه فأمره أن يصلي ركعتين
[ 2504 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي قال حدثنا أحمد بن الأزهر قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر بن عبد الله قال دخل سليك الغطفاني المسجد يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اركع ركعتين ولا تعودن لمثل هذا فركعهما ثم جلس قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم لا تعودن لمثل هذا أراد الإبطاء في المجيء إلى الجمعة لا الركعتين اللتين أمر بهما والدليل على صحة هذا خبر بن عجلان الذي تقدم ذكرنا له أنه أمره في الجمعة الثانية أن يركع ركعتين مثلهما
[ 2505 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بن عجلان قال حدثنا عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فدعاه فأمره أن يصلي ركعتين ثم قال تصدقوا فتصدقوا فأعطاه صلى الله عليه وسلم ثوبين مما تصدقوا وقال تصدقوا فألقى هو أحد ثوبيه فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع وقال انظروا إلى هذا دخل المسجد بهيئة بذة فرجوت أن تفطنوا له فتصدقوا عليه فلم تفعلوا فقلت تصدقوا فأعطوه ثوبين ثم قلت تصدقوا فألقى أحد ثوبيه خذ ثوبك وانتهره قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم خذ ثوبك لفظة أمر بأخذ الثوب مرادها الزجر عن ضده وهو بذل الثوب وفي هذا دليل على أن المرء إذا أخرج شيئا للصدقة فما لم يقع في يد المتصدق به عليه له أن يرجع فيه وفيه دليل على أن المرء غير مستحب له أن يتصدق بماله كله إلا عند الفضل عن نفسه وعمن يقوته

ذكر إباحة صلاة المرء جماعة تطوعا
[ 2506 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا كثيرا حتى إن كان ليقول لأخ لي صغير يا أبا عمير ما فعل النغير وحضرت الصلاة فنضحنا بساطا لنا فصلى عليه وصففنا خلفه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قول أنس وحضرت الصلاة أراد به وقت الصلاة السبحة إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي صلاة الفريضة جماعة في دار أنصاري دون مسجد الجماعة

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي التطوع من صلاته وهو جالس
[ 2507 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت أبا سلمة عن أم سلمة قالت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته وهو جالس وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه العبد وإن كان يسيرا

ذكر المدة التي كان فيها يصلي صلى الله عليه وسلم وهو جالس
[ 2508 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن الزهري عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة عن حفصة قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى في سبحته جالسا قط حتى كان قبل وفاته بعام فكان يصلي في سبحته جالسا فيقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها

ذكر العلة التي من أجلها كان يصلي المصطفى صلى الله عليه وسلم جالسا
[ 2509 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا علي بن حجر السعدي قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو جالس بعدما دخل في السن وكان إذا بقي عليه من السورة ثلاثون آية قام فقرأها ثم ركع

ذكر العلة التي من أجلها كان يقوم صلى الله عليه وسلم من قعوده عند إرادة الركوع
[ 2510 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي قال حدثنا وهيب بن خالد قال حدثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قال سألتها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ليلا طويلا قاعدا وليلا طويلا قائما فإذا صلى قاعدا ركع قاعدا وإذا صلى قائما ركع قائما

ذكر البيان بأن قول عائشة فإذا صلى قاعدا ركع قاعدا أرادت به إذا افتتح الصلاة قاعدا ركع قاعدا
[ 2511 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا سلم بن جنادة قال حدثنا وكيع عن يزيد بن إبراهيم التستري عن بن سيرين عن عبد الله بن شقيق العقيلي عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائما وقاعدا فإذا افتتح الصلاة قائما ركع قائما وإذا افتتح الصلاة قاعدا ركع قاعدا

ذكر وصف صلاة المرء إذا صلى قاعدا
[ 2512 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي قال حدثنا أبو داود الحفري عن حفص بن غياث عن حميد الطويل عن عبد الله بن شقيق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى متربعا

ذكر تفضيل الصلاة القائم على القاعد والقاعد على النائم
[ 2513 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا أبو أسامة عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة قاعدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم صل قائما فهو أفضل ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد قال أبو حاتم هذا إسناد قد توهم من لم يحكم صناعة الأخبار ولا تفقه في صحيح الآثار أنه منفصل غير متصل وليس كذلك لأن عبد الله بن بريدة ولد في السنة الثالثة من خلافة عمر بن الخطاب سنة خمس عشرة هو وسليمان بن بريدة أخوه توأم فلما وقعت فتنة عثمان بالمدينة خرج بريدة عنها بابنيه وسكن البصرة وبها إذ ذاك عمران بن حصين وسمرة بن جندب فسمع منهما ومات عمران سنة اثنتين وخمسين في ولاية معاوية ثم خرج بريدة منها بابنيه إلى سجستان فأقام بها غازيا مدة ثم خرج منها إلى مرو على طريق هراة فلما دخلها وطنها ومات سليمان بن بريدة بمرو وهو على القضاء بها سنة خمس ومئة فهذا يدلك على أن عبد الله بن بريدة سمع عمران بن حصين

ذكر ما يستحب للمرء إذا أراد الخروج من بيته أن يودعه بركعتين
[ 2514 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن مكرم بالبصرة حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قال قلت لها بأي شيء كان يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليك وإذا خرج من عندك قالت كان يبدأ إذا دخل بالسواك وإذا خرج صلى ركعتين
فصل في الصلاة على الدابة

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي على راحلته
[ 2515 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن بن عمر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على حمار وهو متوجه إلى خيبر

ذكر الإباحة للمصلي أن يصلي على راحلته وإن كانت القبلة وراءه
[ 2516 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ليث بن سعد قال حدثنا أبو الزبير عن جابر قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فأدركته فسلمت عليه وهو يصلي فأشار إلي فلما فرغ دعاني فقال إنك سلمت علي وأنا أصلي وهو متوجه يومئذ نحو المشرق

ذكر البيان بأن المرء لا حرج عليه أن يصلي على راحلته في السفر أي جهة توجه فيها
[ 2517 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته حيث توجهت به في السفر

ذكر البيان بأن هذه الصلاة التي كان يصليها صلى الله عليه وسلم على راحلته كانت صلاة سبحة لا فريضة
[ 2518 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير مولى حكيم بن حزام عن جابر بن عبد الله أنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فبعثني مبعثا فأتيته وهو يسير فسلمت عليه فأومأ بيده ثم سلمت فأشار ولم يكلمني فناداني بعد وقال إني كنت أصلي نافلة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به بن وهب عن عمرو بن الحارث
[ 2519 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا محمد بن شعيب قال حدثنا عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن جابر قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعثا فوجدته يسيرا مشرقا ومغربا فسلمت عليه فأشار بيده ثم سلمت عليه فأشار بيده فانصرفت فناداني يا جابر فناداني الناس يا جابر فأتيته فقلت يا رسول الله قد سلمت عليك فلم ترد علي قال ذاك أني كنت أصلي

ذكر الإباحة للمسافر أن يصلي النافلة على راحلته وإن كانت القبلة وراء ظهره
[ 2520 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع قال حدثنا بن أبى ذئب عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلة نحو المشرق في غزوة أنمار

ذكر البيان بأن المسافر مباح له أن يتنفل على راحلته وإن كان ظهره إلى القبلة
[ 2521 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال حدثني جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فكان يصلي تطوعا على راحلته مستقبل المشرق فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل واستقبل القبلة

ذكر وصف الركوع والسجود للمتنفل على راحلته
[ 2522 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد عن بن نمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على دابته في السفر في السبحة يومئ برأسه إيماء

ذكر البيان بأن السجدتين من المتنفل على راحلته يجب أن تكون في الإيماء أخفض من الركوع
[ 2523 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن المقدام قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا بن جريج قال أخبرنا أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي على راحلته يصلي النوافل في كل وجه ولكنه يخفض السجدتين من الركعتين يومئ إيماء

ذكر وصف صلاة المرء التطوع على راحلته
[ 2524 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير عن جابر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو على راحلته النوافل في كل وجه ولكنه يخفض السجدتين من الركعة يومئ إيماء

ذكر وصف الركوع والسجود للمتنفل إذا صلى على راحلته
[ 2525 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان قال حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال حدثنا بن وهب قال حدثنا بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي النوافل على راحلته يخفض السجدتين من الركعتين
فصل في صلاة الضحى
[ 2526 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قالت لا إلا أن يجيء من سفر

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به كهمس بن الحسن
[ 2527 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا يزيد بن زريع عن الجريري عن عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى فقالت لا إلا أن يجىء من مغيبه قلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا قالت نعم بعدما حطمه السن قلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بين السور قالت نعم من المفصل قلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا معلوما سوى رمضان قالت والله إن صام شهرا معلوما سوى رمضان حتى مضى لوجهه صلى الله عليه وسلم ولا أفطره حتى مضى لوجهه صلى الله عليه وسلم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفردت به عائشة
[ 2528 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف قال حدثنا سالم بن نوح العطار قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي الضحى إلا أن يقدم من مغيبة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه نفي بن عمر وعائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى إلا أن يقدم من سفر أو مغيبة أراد به في المسجد بحضرة الناس دون البيت وذاك أن من خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين فكان أكثر قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة من الأسفار والغزوات كان ضحى من أول النهار ونهى صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا

ذكر إثبات عائشة صلاة الضحى للمصطفى صلى الله عليه وسلم
[ 2529 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد وابن كثير قالا حدثنا شعبة قال أخبرني يزيد الرشك عن معاذة قالت سألت عائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قالت نعم أربع ركعات ويزيد ما شاء الله قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه إثبات عائشة صلاة الضحى للمصطفى صلى الله عليه وسلم أرادت به في البيت دون المسجد الجماعة لأنه صلى الله عليه وسلم قال أفضل صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة

ذكر الخبر الدال على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى على دائم الأوقات
[ 2530 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته وهو جالس حتى كان صلى الله عليه وسلم قبل موته بعام واحد فرأيته يصلي في سبحته وهو جالس ويرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها

ذكر عدد الركعات التي كان يصليها صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى
[ 2531 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي قال حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب عن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فصلى الضحى ثمان ركعات

ذكر ما يستحب للمرء أن يواظب على سبحة الضحى
[ 2532 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري قال حدثني عروة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقول ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح سبحة الضحى وكانت عائشة تسبحها وكانت تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك كثيرا من العمل خشية أن يستن الناس به فيفرض عليهم

ذكر ما يكفي المرء آخر النهار بأربع ركعات يصليها من أوله
[ 2533 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت بردا يقول حدثني سليمان بن موسى عن مكحول عن كثير بن مرة الحضرمي عن قيس الجذامي عن نعيم بن همار الغطفاني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى أنه قال يا بن آدم صل لي أربع ركعات في أول النهار أكفك آخره

ذكر الاستحباب للمرء أن يصلي صلاة الضحى أربع ركعات رجاء كفاية آخر النهار به
[ 2534 ] أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا دحيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سليمان بن أبي السائب عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن نعيم بن همار الغطفاني عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى أنه قال يا بن آدم صل لي أربع ركعات أول النهار أكفك آخره

ذكر إثبات أعظم الغنيمة لمعقب صلاة الغداة بركعتي الضحى
[ 2535 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر عن المقبري عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا فأعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرة فقال رجل يا رسول الله ما رأينا بعث قوم أسرع كرة ولا أعظم غنيمة من هذا البعث فقال صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأسرع كرة وأعظم غنيمة من هذا البعث رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه ثم تحمل إلى المسجد فصلى فيه الغداة ثم عقب بصلاة الضحى فقد أسرع الكرة وأعظم الغنيمة

ذكر وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم بركعتي الضحى
[ 2536 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا عباس الجريري عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة قال أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاث الوتر قبل النوم وصلاة الضحى ركعتين وصوم ثلاثة أيام من كل شهر

ذكر استحباب الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم في صلاة الضحى بثمان ركعات
[ 2537 ] أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط حدثنا أبي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبي مرة مولى أم هانئ قال محمد بن عمرو وقد رأيت أبا مرة وكان شيخا كبيرا قد أدرك أم هانئ عن أم هانئ قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فقلت يا رسول الله إني أجرت حموي فزعم بن أمي تعني عليا أنه قاتله قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ قالت وصب رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء فاغتسل ثم التحف بثوب عليه وخالف بين طرفيه فصلى الضحى ثمان ركعات

ذكر التسوية في صلاة الضحى بين قيامة وركوعه وسجوده
[ 2538 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن أباه قال سألت وحرصت على أن أجد أحدا من الناس يخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح سبحة الضحى فلم أجد أحدا يخبرني عن ذلك غير أم هانئ بنت أبي طالب أخبرتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بعد ارتفاع النهار يوم الفتح فأمر بثوب فستر عليه فاغتسل ثم قام فركع ثماني ركعات لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده كل ذلك متقاربة قالت فلم أره سبحها قبل ولا بعد

ذكر البيان بأن صلاة الضحى عند ترميض الفصال من صلاة الأوابين
[ 2539 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم أنه رأى قوما يصلون الضحى في مسجد قباء فقال لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الأوابين حين ترمض الفصال

ذكر كتبة الله جل وعلا الصدقة للمرء بصلاته الضحى
[ 2540 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل حدثنا أبو كريب حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنسان ثلاث مائة وستون مفصلا على كل مفصل صدقة قالوا يا رسول الله فمن يطيق ذلك قال تنحي الأذى وإلا فركعتي الضحى
فصل في التراويح
[ 2541 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا مسلم بن خالد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا الناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد فقال صلى الله عليه وسلم ما هؤلاء فقيل ناس ليس معهم قرآن وأبي بن كعب يصلي بهم وهم يصلون بصلاته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابوا أو نعم ما صنعوا
[ 2542 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2543 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جوف الليل فصلى في المسجد فصلى الناس فأصبح الناس يتحدثون بذلك فكثر الناس فخرج عليهم الليلة الثانية فصلى فصلوا بصلاته فأصبحوا يتحدثون بذلك حتى كثر الناس فخرج من الليلة الثالثة فصلى فصلوا بصلاته فأصبح الناس يتحدثون بذلك فكثر الناس حتى عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم فطفق الناس يقولون الصلاة فلم يخرج إليهم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى صلاة الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عن ذلك وكان يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة يقول من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه قال فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ثم كذلك كان في خلافة أبي بكر وصدر من خلافة عمر حتى جمعهم عمر بن الخطاب على أبي بن كعب فقام بهم في رمضان وكان ذلك أول اجتماع الناس على قارىء واحد في رمضان

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها أراد بذلك قيام الليل
[ 2544 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع أكثر منهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلى فصلوا بصلاته فأصبح الناس يتذاكرون ذلك فكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة فخرج فصلى بهم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم يقولون الصلاة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد فقال أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة ولقد خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليلة فتعجزوا عنها

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن صلاة الناس التراويح في شهر رمضان ليست سنة
[ 2545 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من جوف الليل في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع أكثر فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته فأصبح الناس يتذاكرون ذلك فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج يصلي بهم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد فقال أما بعد إنه لم يخف علي شأنكم الليلة ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها

ذكر مغفرة الله جل وعلا ما قدم من ذنوب المرء المسلم إذا قام رمضان إيمانا واحتسابا فيه
[ 2546 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه قال أبو حاتم الاحتساب قصد العبيد إلى بارئهم بالطاعة رجاء القبول

ذكر تفضل الله جل وعلا بكتبه قيام الليل كله لمن صلى مع الإمام التراويح حتى ينصرف
[ 2547 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا بن فضيل عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير عن أبي ذر قال صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب ينتظر الليل فقلنا يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاثة من الشهر فقام بنا في الثالثة وجمع أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح قلت وما الفلاح قال السحور قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قول أبي ذر لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة يريد مما بقي من العشر لا مما مضى منه وكان الشهر الذي خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أمته بهذا الخطاب فيه تسعا وعشرين فليلة السادسة من باقي تسع وعشرين تكون ليلة أربع وعشرين وليلة الخامسة من باقي تسع وعشرين تكون ليلة الخامس والعشرين

ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا اللفظة التي ذكرناها قبل
[ 2548 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم مضى من الشهر فقلنا مضى اثنان وعشرون يوما وبقى ثمان فقال صلى الله عليه وسلم لا بل مضى اثنان وعشرون يوما وبقي سبع الشهر تسع وعشرون يوما فالتمسوها الليلة

ذكر الإباحة للقارىء في شهر رمضان أن يؤم بالنساء التراويح جماعة
[ 2549 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي قال حدثنا يعقوب القمي قال حدثنا عيسى بن جارية قال حدثنا جابر بن عبد الله قال جاء أبي بن كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كان مني الليلة شيء في رمضان قال وما ذاك يا أبي قال نسوة في داري قلن إنا لا نقرأ القرآن فنصلي بصلاتك قال فصليت بهن ثماني ركعات ثم أوترت قال فكان شبه الرضا ولم يقل شيئا

ذكر إباحة إمامة الرجل النسوة في شهر رمضان جماعة
[ 2550 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا يعقوب القمي قال حدثنا عيسى بن جارية حدثنا جابر بن عبد الله قال جاء أبي بن كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه كان مني الليلة شيء يعني في رمضان قال وما ذاك يا أبي قال نسوة في داري قلن إنا لا نقرأ القرآن فنصلي بصلاتك قال فصليت بهن ثماني ركعات ثم أوترت قال فكان شبه الرضا ولم يقل شيئا
فصل في قيام الليل
[ 2551 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى قال أخبرنا سعد بن هشام بن عامر وكان جارا له أنه قال لعائشة أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ القرآن قلت بلى قالت خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن قال فهممت أن أقوم ولا أسألها عن شيء فقلت يا أم المؤمنين أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ هذه السورة يا أيها المزمل قلت بلى قالت فإن الله جل وعلا افترض القيام في أول هذه السورة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء ثم أنزل الله جل وعلا التخفيف في آخر هذه السورة فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضته

ذكر الخبر الدال على أن الصلاة الليل جعلت للمصطفى صلى الله عليه وسلم نفلا بعد أن كان الفرض عليه في البداية
[ 2552 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثنا أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها وكان إذا شغله عن قيام الليل نوم أو مرض أو وجع صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة

ذكر استحباب حل عقد الشيطان التي على قافية المرء المسلم عند نومه بانتباهه لصلاة الليل
[ 2553 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان العابد أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة وإن توضأ انحلت عقدة وإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان

ذكر البيان بأن الشيطان قد يعقد على قافية رؤوس النساء كعقده على رؤوس قافية الرجال فيما ذكرناه
[ 2554 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال سمعت أبا سفيان يقول سمعت جابرا يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذكر ولا أنثى إلا على رأسه جرير معقود حين يرقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإذا قام فتوضأ وصلى انحلت العقد

ذكر البيان بأن الشيطان قد يعقد على مواضع الوضوء من المسلم عقدا على قافية رأسه عند النوم
[ 2555 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول لا أقول اليوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب على متعمدا فليتبوأ بيتا من جهنم وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول رجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فإذا وضأ يديه انحلت عقدة فإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة فيقول الله جل وعلا للذي وراء الحجاب انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه ليسألني ما سألني عبدي هذا فهو له ما سألني عبدي هذا فهو له

ذكر إثبات الخير لمن أصبح على تهجد كان منه بالليل
[ 2556 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم ذكر ولا أنثى ينام إلا وعليه جرير معقود فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة وإن هو توضأ ثم قام إلى الصلاة أصبح نشيطا قد أصاب خيرا وقد انحلت عقده كلها وإن أصبح ولم يذكر الله أصبح وعقده عليه وأصبح ثقيلا كسلانا لم يصب خيرا

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء الاجتهاد في لزوم التهجد في سواد الليل والثبات عند إقامة كلمة الله العليا
[ 2557 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عجب ربنا من رجلين رجل ثار من وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى الصلاة فيقول الله جل وعلا انظروا إلى عبدي ثار من فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم الناس وعلم ما عليه في الانهزام وما له في في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه

ذكر تعجيب الله جل وعلا ملائكته من الثائر عن فراشه وأهله يريد مفاجأة حبيبه
[ 2558 ] أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بنسا حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا روح بن أسلم حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته فيقول الله جل وعلا لملائكته انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه وعلم ما عليه في الانهزام وماله في الرجوع فرجع حتى هريق دمه فيقول الله لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما عندي وشفقا مما عندي حتى هريق دمه

ذكر إيجاب دخول الجنان للقائم في سواد الليل يتملق إلى مولاه
[ 2559 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني أنبئني عن كل شيء قال كل شيء خلق من الماء فقلت أخبرني بشيء إذا عملت به دخلت الجنة قال أطعم الطعام وأفش السلام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام قال أبو حاتم قول أبي هريرة أنبئني عن كل شيء أراد به عن كل شيء خلق من الماء والدليل على صحة هذا جواب المصطفى إياه حيث قال كل شيء خلق من الماء فهذا جواب خرج على سؤال بعينه لا أن كل شيء خلق من الماء وإن لم يكن مخلوقا

ذكر استحباب الإكثار للمرء من قيام الليل رجاء ترك المحظورات
[ 2560 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عمرو بن محمد الناقد حدثنا محمد بن القاسم سحيم حراني ثبت حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله إن فلانا يصلي الليل كله فإذا أصبح سرق قال سينهاه ما تقول قال أبو حاتم قوله سينهاه ما تقول مما نقول في كتبنا إن العرب تضيف الفعل نفسه كما تضيف إلى الفاعل أراد صلى الله عليه وسلم أن الصلاة إذا كانت على الحقيقة في الابتداء والانتباه يكون المصلي مجانبا للمحظورات معها كقوله عز وجل { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر }

ذكر استحباب الإكثار من صلاة الليل رجاء لمصادفة الساعة التي يستجاب فيها دعاء المرء في كل ليلة
[ 2561 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من كثرة التهجد بالليل وترك الاتكال على النوم
[ 2562 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال حدثنا علي بن حرب قال أخبرنا القاسم بن يزيد الجرمي عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل نام حتى أصبح فقال بال الشيطان في أذنه أو في أذنيه قال سفيان هذا عندنا يشبه أن يكون نام عن الفريضة

ذكر البيان بأن التهجد بالليل أفضل من صلاة المرء بعد الفريضة
[ 2563 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي حدثنا حسين بن علي حدثنا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن بن المنتشر عن حميد الحميري عن أبي هريرة قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة قال الصلاة في جوف الليل قال فأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان قال شهر الله الذي يدعونه المحرم

ذكر البيان بأن الصلاة في آخر الليل وجوفه أفضل من أوله
[ 2564 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى حدثنا عبد الله أخبرنا عوف عن المهاجر أبي مخلد عن أبي العالية قال حدثني أبو مسلم قال سألت أبا ذر أي قيام الليل أفضل قال أبو ذر سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال نصف الليل أو جوف الليل شك عوف

ذكر البيان بأن الصلاة في آخر الليل تكون محضورة بحضرة الملائكة
[ 2565 ] أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خشي منكم أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر من أول الليل ومن طمع منكم أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل فإن قراءة آخر الليل محضورة وذلك أفضل

ذكر الأمر للمرء أهله بصلاة الليل
[ 2566 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد بن حميد حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب قال أخبرني علي بن الحسين أن أباه أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه فقال ألا تصلون فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ثم سمعته وهو يضرب بيده ويقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا

ذكر استحباب ايقاظ المرء أهله لصلاة الليل ولو بالنضح
[ 2567 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا أبو قدامة حدثنا يحيى القطان عن بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله رجلا قام من الليل يصلي وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء

ذكر كتبة الله جل وعلا الموقظ أهله لصلاة الليل من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات بعد أن صليا ركعتين
[ 2568 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن علي بن الأقمر عن الأغر عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استيقظ من الليل وأيقظ أهله فقاما فصليا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم أيقظ أهله أراد به امرأته
[ 2569 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش عن علي بن الأقمر عن الأغر عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات

ذكر تزين المصطفى صلى الله عليه وسلم بحسن الثياب عند خلوته لمناجاة حبيبه جل وعلا بالليل
[ 2570 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن إسحاق عن سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد بن نويفع مولى آل الزبير كلاهما حدثني عن كريب مولى بن عباس عن بن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل في برد له حضرمي متوشحه ما عليه غيره

ذكر الإباحة للمرء أن يحتجر بالحصير أو بما يقوم مقامه عند تهجده بالليل
[ 2571 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجر حصيرا بالليل فيصلي إليه ويبسطه بالنهار فيجلس عليه قال فجعل الناس يثوبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويصلون بصلاته حتى كثروا قال فأقبل عليهم فقال أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل

ذكر نفي الغفلة عمن قام الليل بعشر آيات مع كتبة من قام بمائة آية من القانتين ومن قامها بألف من المقنطرين
[ 2572 ] أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا سويد حدثه أنه سمع بن حجيرة يخبر عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين قال أبو حاتم أبو سويد اسمه حميد بن سويد من أهل مصر وقد وهم من قال أبو سوية

ذكر كمية القناطر مع البيان بأن من أوتي من الأجر مثله كان خيرا له مما بين السماء والأرض
[ 2573 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا علي بن مسلم الطوسي حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القنطار اثنا عشر ألف أوقية كل أوقية خير مما بين السماء والأرض

ذكر استحباب قراءة سورة يس للمتهجد في كل ليلة رجاء مغفرة الله ما قدم من ذنوبه بها
[ 2574 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني حدثنا أبي حدثنا زياد بن خيثمة حدثنا محمد بن جحادة عن الحسن عن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له

ذكر الإكتفاء لقائم الليل بقراءة آخر سورة البقرة إذا عجز عن غيره
[ 2575 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة عن منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه قال أبو حاتم سمع هذا الخبر عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة عن أبي مسعود ثم لقي أبا مسعود في الطواف فسأله فحدثه به

ذكر الاقتصار للتهجد على قراءة قل هو الله أحد إذ هو ثلث القرآن إذا كان عاجزا عن قراءة ما هو أكثر منه
[ 2576 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن علي بن مدرك حدثنا إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة قالوا ومن يطيق ذلك يا رسول الله قال قل هو الله أحد

ذكر الأمر بركعتين بعد الوتر لمن خاف أن لا يستيقظ للتهجد وهو مسافر
[ 2577 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب حدثني معاوية بن صالح عن شريح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن ثوبان قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال إن هذا السفر جهد وثقل فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين فإن استيقظ وإلا كانتا له

ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم المتهجد بالقرآن الذي آتاه الله والنائم عليه لنيله بما مثل له
[ 2578 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم نفر فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا معكم من القرآن فاستقرأهم حتى مر على رجل منهم هو من أحدثهم سنا فقال ماذا معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة قال معك سورة البقرة قال نعم قال اذهب فأنت أميرهم فقال رجل هو أشرفهم والذي كذا وكذا يا رسول الله ما منعني أن لا أتعلم القرآن إلا خشيت أن لا أقوم به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم القرآن واقرأه وارقد فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا تفوح ريحه كل مكان ومن تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكىء على مسك

ذكر ما كان صلى الله عليه وسلم يقرأ إذا تعار من الليل للتهجد
[ 2579 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح النوم عن وجهه بيديه ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأمنها

ذكر ما كان يرتل المصطفى صلى الله عليه وسلم قراءته في صلاة الليل
[ 2580 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة السهمي عن حفصة أنها قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته قاعدا فيقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها

ذكر جهر المصطفى صلى الله عليه وسلم بقراءة القرآن عند صلاة الليل
[ 2581 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبي قال حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن مخرمة بن سليمان أن كريبا أخبره قال سألت بن عباس فقلت ما صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل قال كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في بعض حجره فيسمع من كان خارجا

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يكن يجهر في الصلاة الليل بقراءته كلها
[ 2582 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا وهيب عن برد أبي العلاء عن عبادة بن نسي عن غضيف بن الحارث قال قلت لعائشة أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بصلاته أو يخافت بها قالت ربما جهر بصلاته وربما خافت بها قلت الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة

ذكر الأمر للمتهجد بالليل بالنوم عند غلبته إياه على ورده
[ 2583 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نام أحدكم في صلاته فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا قام يصلي وهو ناعس لعله يستغفر فيسب نفسه

ذكر البيان بأن هذا الأمر أمر به الناعس في صلاته وإن لم يكن النوم غلب عليه
[ 2584 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا بشر بن هلال الصواف قال حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نعس الرجل وهو يصلي فلينصرف لعله يكون يدعو في صلاته فيدعو على نفسه وهو لا يدري

ذكر البيان بأن من استعجم عليه قراءته بالليل من النعاس أو النهار كان عليه الانفتال من صلاته
[ 2585 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع

ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
[ 2586 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أن الحولاء بنت تويت بن حبيب بن عبد العزى مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فقلت هذه الحولاء بنت تويت زعموا أنها لا تنام الليل قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنام الليل خذوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا

ذكر الإباحة للمرء الصلاة بالليل ما لم تغلبه عينه عليه
[ 2587 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بحبل ممدود بين ساريتين في المسجد فقال ما هذا الحبل قالوا فلانة تصلي فإذا خشيت أن تغلب أخذت به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لتصلي ما عقلته فإذا غلبت فلتنم

ذكر تفضل الله جل وعلا على المحدث نفسه بقيام الليل ثم غلبته عيناه حتى نام عنه بكتبة أجر ما نوى
[ 2588 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران حدثنا أبو إسحاق محمد بن سعيد الأنصاري حدثنا مسكين بن بكير حدثنا شعبة عن عبدة بن أبي لبابة عن سويد بن غفلة أنه عاد زر بن حبيش في مرضه فقال قال أبو ذر أو أبو الدرداء شك شعبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يحدث نفسه بقيام ساعة من الليل فينام عنها إلا كان نومه صدقة تصدق الله بها عليه وكتب له أجر ما نوى

ذكر الوقت الذي كان يقوم فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم للتهجد
[ 2589 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود قال سألنا عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت كان ينام أول الليل ويقوم آخره

ذكر وصف قيام نبي الله داود صلى الله على نبينا وعليه وسلم وصيامه
[ 2590 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال سمعته من عمرو بن دينار منذ سبعين سنة يقول أخبرني عمرو بن أوس أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلث الليل وينام سدسه وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما

ذكر الخبر الدال على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يقوم الليل بعد نومة ينامها
[ 2591 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي ما وصفنا من صلاة الليل بعد رقده
[ 2592 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته قال فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيديه ثم قرأ العشر آيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأمنها فأحسن الوضوء ثم قام يصلي قال عبد الله فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي فأخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي ما وصفناه من صلاة الليل بين العشاء والفجر بعد نومه من أول الليل
[ 2593 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة حدثنا أبو إسحاق عن الأسود قال سألت عائشة عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت كان ينام أول الليل ثم يقوم فيصلي فإذا كان من السحر أوتر فإن كانت له حاجة إلى أهله وإلا نام فإذا سمع الأذان وثب وما قالت قام فإن كان جنبا أفاض عليه من الماء وما قالت اغتسل وإلا توضأ وخرج إلى الصلاة

ذكر ما يقول المرء إذا تعار من الليل يريد التهجد
[ 2594 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة قال حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي قال كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته وكان يقوم من الليل يقول سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده الهوي ثم يقول سبحان رب العالمين سبحان رب العالمين الهوي

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
[ 2595 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا معمر والأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال كنت أبيت عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم وكنت أسمعه إذا قام من الليل قال سبحان رب العالمين الهوي ثم يقول سبحان الله وبحمده الهوي

ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند الانتباه من رقدته قبلت صلاة ليله إذا أعقبه بها
[ 2596 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال حدثني عمير بن هانئ قال حدثني جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعار من الليل فقال حين يستيقظ لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله رب اغفر لي غفر له وإن قام فتوضأ وصلى قبلت صلاته قال الوليد قال غفر له أو استجيب له

ذكر ما كان يحمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا ويدعوه به عند صلاة الليل
[ 2597 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان قال حدثنا سليمان الأحول عن طاوس عن بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل تهجد قال اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيام السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ولقاؤك حق ووعدك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق اللهم بك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت الؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك قال سفيان وزاد فيه عبد الكريم لا إله إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله قال سفيان فحدثت به عبد الكريم أبا أمية فقال قل أنت إلهي لا إله إلا أنت ولا إله غيرك

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2598 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير المكي عن طاوس عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ولك الحمد أنت قيام السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يدعو بما وصفنا بعد افتتاحه في صلاة الليل في عقب التكبير قبل ابتداء القراءة لا قبل افتتاح الصلاة
[ 2599 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا عمران بن مسلم عن قيس بن سعد عن طاوس عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام من الليل كبر ثم قال اللهم لك الحمد أنت قيام السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت حق وقولك حق ووعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وإليك حاكمت وإليك المصير اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت

ذكر سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا الهداية لما اختلف فيه من الحق عند افتتاحه صلاة الليل
[ 2600 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عمر بن يونس قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل قالت كان إذا قام من الليل افتتح صلاته اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم

ذكر تكرار المصطفى صلى الله عليه وسلم التكبير والتحميد والتسبيح لله جل وعلا عند افتتاحه صلاة الليل
[ 2601 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي عن بن جبير بن مطعم عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الصلاة قال الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الحمد لله كثيرا الحمد لله كثيرا الحمد لله كثيرا سبحان الله بكرة وأصيلا سبحان الله بكرة وأصيلا سبحان الله بكرة وأصيلا اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه قال عمرو وهمزه الموتة ونفخه الكبر ونفثه الشعر

ذكر الإباحة للمرء أن يزيد في ما وصفنا من التكبير والتسبيح والتحميد عند افتتاح صلاة الليل
[ 2602 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا بن وهب عن معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد عن عاصم بن حميد أنه سأل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال قلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح به إذا قام من الليل قالت لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح إذا قام من الليل يصلي يبدأ فيكبر عشرا ثم يسبح عشرا ويحمد عشرا ويهلل عشرا ويستغفر عشرا وقال اللهم اغفر لي واهدني وارزقني عشرا ويعوذ بالله من ضيق يوم القيامة عشرا

ذكر الإباحة للمتهجد أن يجهر بصوته ليسمع بعض المستمعين إليه
[ 2603 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا علي بن خشرم قال حدثنا عيسى بن يونس عن عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة أنه كان إذا قام من الليل رفع صوته طورا ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله

ذكر الإباحة للمتهجد سؤال الباري جل وعلا عند آي الرحمة ويعوذ به عند آي العذاب
[ 2604 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال أخبرنا بشر بن خالد قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن زفر عن حذيفة قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فما مر بآية رحمة إلا وقف عندها وسأل ولا مر بآية عذاب إلا وقف عندها وتعوذ

ذكر سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا في الصلاة الليل عند قراءته آي الرحمة وتعويذه من النار عند آي العذاب
[ 2605 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن خالد العسكري قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن زفر عن حذيفة قال صليت مع النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل ولا مر بآية عذاب إلا وقف عندها وتعوذ

ذكر الأمر لمن أراد التهجد بالليل أن يبتدئ صلاته بركعتين خفيفتين
[ 2606 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان حدثنا يزيد بن موهب حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن هشام بن حسان عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم من الليل فليبدأ بركعتين خفيفتين

ذكر ما يستحب للمرء أن يطول القيام من صلاة الليل إذ فضل الصلاة طول القنوت
[ 2607 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل الأحدب عن أبي وائل قال غدونا على عبد الله بن مسعود يوما بعدما صلينا الغداة فسلمنا بالباب فأذن لنا فمكثنا هنيهة فخرجت الخادم فقالت ألا تدخلون قال فدخلنا فإذا هو جالس يسبح فقال ما منعكم أن تدخلوا وقد أذن لكم فقالوا لا إلا أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم قال ظننتم بآل أم عبد غفلة ثم أقبل يسبح حتى ظن أن الشمس قد طلعت قال يا جارية انظري هل طلعت قال فنظرت فإذا هي قد طلعت فقال الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا قال مهدي وأحسبه قال ولم يهلكنا بذنوبنا قال فقال رجل من القوم قرأت المفصل البارحة كله قال عبد الله هذا كهذ الشعر إني لأحفظ القرائن التي كان يقرؤهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر من المفضل وسورتين من آل حم

ذكر ما كان يطول صلى الله عليه وسلم الركعتين الأوليين على اللتين تليانهما من صلاة الليل بعد افتتاحه صلاة الليل بركعتين خفيفتين
[ 2608 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عبد الله بن قيس بن مخرمة أنه أخبره عن زيد بن خالد الجهني أنه قال لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة قال فتوسدت عتبته أو فسطاطه فقام فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين دون التين قبلهما ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة

ذكر إباحة التطويل في الركوع والقيام للمتهجد بالليل
[ 2609 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن زفر عن حذيفة قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح سورة البقرة يقرأ مائة آية ثم يركع فمضى فقلت يختمها في الركعتين فمضى فقلت يختمها ثم يركع فمضى حتى قرأ سورة النساء ثم آل عمران ثم ركع نحوا من قيامه يقول سبحان ربي العظيم ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد فأطال القيام ثم سجد فأطال السجود ثم يقول في سجوده سبحان ربي الأعلى لا يمر بآية تخويف أو تعظيم إلا ذكره

ذكر قدر مكث المصطفى صلى الله عليه وسلم في السجود في صلاة الليل
[ 2610 ] أخبرنا علي بن عبد الحميد الغضائري بحلب قال حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمكث في سجوده قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية تريد في صلاة الليل

ذكر وصف عدد الركعات التي كان يصليها صلى الله عليه وسلم بالليل
[ 2611 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن أبي جمرة عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة

ذكر عدد الركعات التي تستحب للمرء أن يكون تهجده بها
[ 2612 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء وهي التي يدعو الناس العتمة إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم في كل ركعتين ويوتر بواحدة فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر وجاءه المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين واضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن بالإقامة

ذكر وصف صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالليل على غير النعت الذي تقدم ذكرنا له
[ 2613 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة عن عبد الرحمن أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2614 ] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي عن شعيب بن أبي حمزة قال ذكر الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة بالليل فكانت تلك صلاته يسجد السجدة من ذلك بقدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للصلاة

ذكر وصف صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالليل بغير النعت الذي ذكرناه قبل
[ 2615 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن الأسود عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل تسع ركعات

ذكر البيان بأن هذا العدد الذي ذكرناه في هذه الصلاة كان صلى الله عليه وسلم يوتر فيها بواحدة
[ 2616 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة قال أخبرتني عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثمان ركعات ويوتر بواحدة ثم يركع ركعتين وهو جالس

ذكر الخبر الدال على تباين صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل على حسب ما تأولنا الأخبار التي ذكرناها
[ 2617 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن أنس بن مالك قال ما كنا نشاء أن نرى النبي صلى الله عليه وسلم من الليل مصليا إلا رأيناه مصليا وما كنا نشاء نراه نائما من الليل إلا رأيناه نائما

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2618 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد الطويل قال سئل أنس بن مالك عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم قال كان يصوم من الشهر حتى نرى أنه لا يريد أن يفطر منه شيئا ويفطر من الشهر حتى نرى أنه لا يريد أن يصوم منه شيئا وكنت لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته مصليا ولا نائما إلا رأيته

ذكر البيان بأن تفضيل الصلوات التي ذكرناها من تهجد المصطفى صلى الله عليه وسلم بالليل كلها صحيحة ثابتة من غير تضاد بينها أو تهاتر
[ 2619 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا مؤمل بن هشام قال حدثنا إسماعيل بن علية عن منصور بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق الهمداني عن مسروق أنه دخل على عائشة فسألها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت كان يصلي ثلاث عشرة ركعة من الليل ثم إنه صلى إحدى عشرة ركعة ترك ركعتين ثم قبض صلى الله عليه وسلم حين قبض وهو يصلي من الليل تسع ركعات آخر صلاته من الليل والوتر ثم ربما جاء إلى فراشي هذا فيأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة

ذكر الإخبار عن وصف صلاة المرء بالليل وكيفية وتره في آخر تهجده
[ 2620 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا بشر بن الحكم قال حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم وعبد الله بن دينار وعمرو بن دينار عن طاوس وابن أبي لبيد عن أبي سلمة كلهم عن بن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تأمرنا أن نصلي بالليل قال يصلي أحدكم مثنى مثنى فإذا خشي الصبح أوتر بركعة

ذكر ما يستحب للمرء أن يقتصر من وتره على ركعة واحدة إذا صلى بالليل
[ 2621 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا يحيى بن موسى خت قال حدثنا حماد بن خالد الخياط عن مالك بن أنس عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بركعة

ذكر الأمر للمتهجد أن يجعل آخر صلاته ركعة واحدة تكون وتره
[ 2622 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد عن إسماعيل بن علية عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف تأمرنا أن نصلي من الليل فقال يصلي أحدكم مثنى مثنى فإذا خشي الصبح صلى واحدة أوترت له ما قد صلى من الليل

ذكر البيان بأن المتهجد إنما أمر أن يوتر بركعة آخر صلاته قبل الصبح لا بعده
[ 2623 ] أخبرنا شباب بن صالح بواسط حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن خالد عن عبد الله بن شقيق عن بن عمر قال نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بينهما كيف صلاة الليل فقال مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فصل واحدة وسجدتين قبل الصبح

ذكر الأمر للمتهجد أن يجعل آخر صلاته ركعة تكون وتره وإن لم يخش الصبح
[ 2624 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال صلاة الليل مثنى مثنى فإذا أردت أن تنصرف فاركع واحدة توتر لك ما قد صليت

ذكر الأمر لمن صلى بالليل أن يجعل آخر صلاته الوتر ركعة واحدة
[ 2625 ] أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي ببغداد قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أبا مجلز يحدث عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الوتر ركعة من آخر الليل قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو التياح اسمه يزيد بن حميد الضبعي وأبو مجلز اسمه لاحق بن حميد

ذكر الإباحة للمتهجد بالليل أن يؤم بصلاته تلك
[ 2626 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس أنه قال بت عند خالتي ميمونة ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندها تلك الليلة فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام يصلي فقمت عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه فصلى في تلك الليلة ثلاث عشرة ركعة ثم نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفخ وكان إذا نام نفخ ثم أتاه المؤذن فخرج وصلى ولم يتوضأ قال عمرو حدثت بهذا بكير بن الأشج فقال حدثني كريب بذلك

ذكر تسوية المصطفى صلى الله عليه وسلم في القيام في الركعات التي وصفناها من قيامه بالليل
[ 2627 ] حدثنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا وهيب عن عبد الله بن طاوس عن عكرمة بن خالد عن بن عباس أنه بات عند خالته ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل قال فقمت فتوضأت ثم قمت عن يساره فجرني حتى أقامني عن يمينه ثم صلى ثلاث عشرة ركعة قيامة فيهن سواء

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي النافلة بالليل جماعة
[ 2628 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن شرحبيل بن سعد أنه سمع جابر بن عبد الله يحدث قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى نزلنا السقيا فقال معاذ بن جبل من يسقينا قال جابر فخرجت في فتيان من الأنصار حتى أتينا الماء الذي بالأثاية وبينهما قريب من ثلاث وعشرين ميلا فسقينا واستقينا حتى إذا كان بعد عتمة جاء رجل على بعير ينازعه بعيره إلى الحوض فقال له أورد فأورد فأخذت بزمام راحلته فأنختها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى العتمة وجابر إلى جانبه فصلى ثلاث عشرة سجدة

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي ما وصفنا من صلاة الليل في السفر كما كان يصليها في الحضر
[ 2629 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب بالسنج قال حدثنا محمد بن مسكين اليمامي قال حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا سليمان بن بلال عن شرحبيل بن سعد قال سمعت جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته ثم نزل فصلى عشر ركعات ركعتين ركعتين ثم أوتر بواحدة وصلى ركعتي الفجر ثم صلى الصبح

ذكر البيان بأن المرء مباح له إذا عجز عن القيام لتهجده أن يصلي جالسا
[ 2630 ] أخبرنا أبو عروبة حدثنا عمرو بن هشام وأحمد بن بكار قالا حدثنا مخلد بن يزيد عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسا حتى إذا دخل في السن كان يقرأ حتى إذا بقي عليه ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأثم سجد

ذكر صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالليل قاعدا
[ 2631 ] أخبرنا حامد محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أيوب وبديل عن عبد الله بن شقيق عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا فإذا صلى قائما ركع قائما وإذا صلى قاعدا ركع قاعدا

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما حطمه السن كان يصلي صلاة الليل جالسا
[ 2632 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي قال حدثنا وهيب بن خالد قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي شيئا من صلاة الليل جالسا حتى دخل في السن فجعل يقرأ فإذا بقي عليه من السورة ثلاثون آية أو أربعون آية قام فقرأ ثم ركع

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2633 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقرأ في صلاته جالسا حتى دخل في السن فكان يقرأ وهو جالس فإذا بقي عليه من السورة ثلاثون آية أو أربعون آية قام فقرأها ثم ركع

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي ركعتين بعد الوتر في عقب تهجده بالليل سوى ركعتي الصبح
[ 2634 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة أنه سأل عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت كان يصلي ثماني ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس ثم يقوم فيقرأ ثم يركع ويصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح

ذكر ما كان يقرأ صلى الله عليه وسلم في الركعتين اللتين كان يركعهما بعد الوتر
[ 2635 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا بندار حدثنا أبو داود حدثنا أبو حرة عن الحسن عن سعد بن هشام أنه سأل عائشة عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء تجوز بركعتين ثم ينام وعند رأسه طهوره وسواكه فيقوم فيتسوك ويتوضأ ويصلي ويتجوز بركعتين ثم يقوم فيصلي ثمان ركعات يسوي بينهن في القراءة ثم يوتر بالتاسعة ويصلي ركعتين وهو جالس فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم جعل الثمان ستا ويوتر بالسابعة ويصلي ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما قل يا أيها الكافرون وإذا زلزلت أبو حرة اسمه واصل بن عبد الرحمن

ذكر إباحة الاضطجاع للمتهجد بعد فراغه من ورده قبل طلوع الفجر
[ 2636 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن كريب عن بن عباس قال بت عند خالتي ميمونة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقضى حاجته ثم غسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام فأتى القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءا بين الوضوئين لم يكثر وقد أبلغ ثم قام فصلى فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أرقبه فقمت فتوضأت فقام يصلي فقمت عن يساره فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه فتتامت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة ثم اضطجع فنام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فإذا بلال فآذنه بالصلاة فقام فصلى ولم يتوضأ وكان في دعائه اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وأعظم لي نورا قال كريب فلقيت بعض ولد العباس فحدثني بهن وذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري وذكر خصلتين

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يجعل آخر صلاته بالليل نومة خفيفة قبل انفجار الصبح في بعض الليالي دون بعض
[ 2637 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي وجمعة بن عبد الله البلخي قالا حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمه أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت ما ألفاه السحر عندي إلا نائما يعني النبي صلى الله عليه وسلم

ذكر السبب الذي من أجله كان ينام صلى الله عليه وسلم آخر الليل النومة التي وصفناها
[ 2638 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت كان ينام أول الليل ثم يقوم فإذا كان من السحر أوتر ثم أتى فراشه فإن كانت له حاجة المرء بأهله كان فإذا سمع الأذان وثب فإن كان جنبا أفاض عليه الماء وإلا توضأ ثم خرج إلى الصلاة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذه الأخبار ليس بينها تضاد وإن تباينت ألفاظها ومعانيها من الظاهر لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل على الأوصاف التي ذكرت عنه ليلة بنعت وأخرى بنعت آخر فأدى كل إنسان منهم ما رأى منه وأخبر بما شهد والله جل وعلا جعل صفيه صلى الله عليه وسلم معلما لأمته قولا وفعلا فدلنا تباين أفعاله في صلاة الليل على أن المرء مخير بين أن يأتي بشيء من الأشياء التي فعلها صلى الله عليه وسلم في صلاته بالليل دون أن يكون الحكم له في الاستنان به في نوع من تلك الأنواع لا الكل

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه يضاد الأخبار التي ذكرناها قبل
[ 2639 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بكر قال أخبرنا بن جريج عن بن أبي مليكة قال أخبرني يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء الآخرة ثم يسبح ثم يصلي بعد ما شاء الله من الليل ثم ينصرف فيرقد مثل ما يصلي ثم يستيقظ من نومته تلك فيصلي مثل ما نام وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح

ذكر خبر ثان قد يوهم في الظاهر من لم يحكم صناعة العلم أنه مضاد للأخبار التي تقدم ذكرنا لها
[ 2640 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو حرة عن الحسن عن سعد بن هشام الأنصاري أنه سأل عائشة عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء تجوز بركعتين ثم ينام وعند رأسه طهوره وسواكه فيقوم فيتسوك ويتوضأ ويصلي ويتجوز بركعتين ثم يقوم فيصلي ثمان ركعات يسوي بينهن في القراءة ثم يوتر بالتاسعة ويصلي ركعتين وهو جالس فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم جعل الثمان ستا ويوتر بالسابعة ويصلي ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما قل يا أيها الكافرون و إذا زلزت أبو حرة واصل بن عبد الرحمن

ذكر الزجر عن ترك المرء ما اعتاد من تهجده بالليل
[ 2641 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله بن عمرو لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر دليل على إباحة قول الإنسان بظهر الغيب في الإنسان ما إذا سمعه اغتم به إذا أراد هذا القائل به إنباه غيره دون القدح في هذا الذي قال فيه ما قال

ذكر ما يستحب للمرء أن يصلي بالنهار ما فاته من تهجده بالليل
[ 2642 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعيدي حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة قالت وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا متتابعا إلا رمضان قال أبو حاتم في هذا الخبر دليل على أن الوتر ليس بفرض إذ لو كان فرضا لصلى من النهار ما فاته من الليل ثلاث عشرة ركعة

ذكر البيان بأن من نام عن حزبه ثم صلى مثله ما بين الفجر والظهر كتب له أجر حزبه
[ 2643 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله أخبراه أن عبد الرحمن بن عبد القاري من بني قارة قال سمعت بن الخطاب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه بالليل

ذكر ما يستحب للمرء إذا فاته تهجده من الليل بسبب من الأسباب أن يصليها بالنهار سواء
[ 2644 ] أخبرنا أبو فراس محمد بن جمعة الأصم حدثنا إبراهيم بن أحمد بن يعيش حدثنا سعيد بن عامر حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته وقالت كان إذا نام من الليل أو مرض صلى بالنهار ثنتي عشرة ركعة وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصبح ولا صام شهرا متتابعا إلا رمضان

ذكر ما كان يصلي صلى الله عليه وسلم بالنهار ما فاته من ورده بالليل
[ 2645 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يصل من الليل منعه عن ذلك النوم أو غلبته عيناه صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض بالليل صلى ورد ليله بالنهار
[ 2646 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام الأنصاري عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة قالت وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا متتابعا إلا رمضان
باب قضاء الفوائت

ذكر البيان بأن على الناسي صلاته عند ذكره إياها أنه يأتي بها فقط
[ 2647 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها

ذكر الخبر الدال على أن صلاة أحد عن أحد غير جائزة
[ 2648 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك قال أبو حاتم في قوله صلى الله عليه وسلم فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك دليل على أن الصلاة لو أداها عنه غيره لم تجز عنه إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم قال لا كفارة لها إلا ذلك يريد إلا أن يصليها إذا ذكرها وفيه دليل على أن الميت إذا مات وعليه صلوات لم يقدر على أدائها في علته لم يجز أن يعطى الفقراء عن تلك الصلوات الحنطة ولا غيرها من سائر الأطعمة والأشياء

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الأخبار والتفقه في متون الآثار أن الصلاة الفائتة تعاد في الوقت التي كانت فيه من غدها
[ 2649 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما ناموا عن الصلاة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوها الغد لوقتها

ذكر الخبر الدال على أن الأمر الذي وصفناه إنما هو أمر فضيلة لمن أحب ذلك لا أن كل من فاتته صلاة يعيدها مرتين إذا ذكرها والوقت الثاني من غيرها
[ 2650 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا هشام عن الحسن عن عمران بن حصين قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فلما كان من آخر الليل عرس فما استيقظ حتى أيقظنا حر الشمس فجعل الرجل يقوم دهشا فزعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اركبوا فركب وركبنا فسار حتى ارتفعت الشمس ثم نزل فأمر بلالا فأذن وفرغ القوم من حاجاتهم وتوضؤوا وصلوا الركعتين ثم أقام فصلى بنا فقلنا يا رسول الله ألا نقضيها لوقتها من الغد قال ينهاكم ربكم عن الربا ويقبله منكم

ذكر العلة من أجلها ركب صلى الله عليه وسلم من الموضع الذي انتبه فيه إلى الموضع الآخر لأداء الصلاة التي فاتته
[ 2651 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا يزيد بن كيسان قال حدثني أبو حازم عن أبي هريرة قال عرسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ كل إنسان برأس راحلته فإن هذا لمنزل حضرنا فيه الشيطان ففعلنا فدعا بالماء فتوضأ ثم صلى سجدتين ثم أقيمت الصلاة

ذكر البيان بأن قول أبي هريرة ثم صلى سجدتين أراد به الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر
[ 2652 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محفوظ بن أبي توبة قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نام عن ركعتين الفجر فصلاها بعدما طلعت الشمس

ذكر البيان بأن من فاتته ركعتا الظهر إلى أن يصلي العصر ليس عليه إعادتهما وإنما كان ذلك للمصطفى صلى الله عليه وسلم خاصة دون أمته
[ 2653 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن ذكوان عن أم سلمة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر ثم دخل بيتي فصلى ركعتين فقلت يا رسول الله صليت صلاة لم تكن تصليها فقال قدم علي مال فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما قبل العصر فصليتهما الآن فقلت يا رسول الله أفنقضيهما إذا فاتتنا قال لا
باب سجود السهو
[ 2654 ] حدثنا شباب بن صالح وعبد الله بن قحطبة قالا حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم في ثلاث ركعات من العصر فقال له الخرباق يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم أصدق الخرباق فقالوا نعم فقام فصلى ركعة ثم سجد سجدتين ثم سلم

ذكر تسمية المصطفى صلى الله عليه وسلم سجدتي السهو المرغمتين
[ 2655 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سجدتي السهو المرغمتين
[ 2656 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا أحمد بن المقدام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن بن مسعود قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة زاد فيها أو نقص منها فلما أتم قلنا يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال فثنى رجله فسجد سجدتين ثم قال لو حدث في الصلاة شيء لأخبرتكم به ولكن إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا أحدكم شك في صلاته فليتحرى الصواب وليبين عليه ثم ليسجد سجدتين

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2657 ] أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي قال حدثنا عمرو بن صالح قال حدثنا إبراهيم بن المغيرة قال حدثني مسعر بن كدام عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن علقمة أن بن مسعود قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد أو نقص فقيل له يا رسول الله هل حدث في الصلاة شيء قال لو حدث شيء لنبأتكموه ولكن إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فأيكم شك في صلاته فلينظر أحرى ذلك إلى الصواب فليتم عليه ثم يقوم فليسجد سجدتين قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه إبراهيم بن المغيرة هذا ختن بن المبارك على ابنته ثقة

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم سجد سجدتي السهو في هذه الصلاة بعد السلام لا قبل
[ 2658 ] أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الظهر خمسا فقيل زيد في الصلاة شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما ذاك قالوا إنك صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم

ذكر البيان بأن الأمر بسجدتي السهو للتحري في شكه في الصلاة إنما أمر بها بعد السلام لا قبل
[ 2659 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبيد بن سعيد الأموي قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتين

ذكر البيان بأن المتحري الصواب في صلاته إذا سها فيها عليه أن يسجد سجدتي السهو بعد السلام الأول
[ 2660 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن مسعر عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن بن مسعود قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد أو نقص وقيل يا رسول الله هل حدث في الصلاة شيء فقال صلى الله عليه وسلم لو حدث شيء لنبأتكموه ولكني إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فأيكم شك في صلاته فلينظر أحرى ذلك إلى الصواب وليتم عليه ثم ليسلم وليسجد سجدتين

ذكر البيان بأن مصلي الظهر خمسا ساهيا من غير جلوس في الرابعة لا يوجب عليه إعادة الصلاة بفعله ذلك
[ 2661 ] أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن إبراهيم بن سويد قال صلى بنا علقمة الظهر خمسا فقال له إبراهيم فقال وأنت يا أعور قال نعم قال فسجد سجدتين ثم حدث علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك

ذكر البيان بأن المتحري في الصلاة عند شكه عليه أن يسجد سجدتي السهو بعد السلام
[ 2662 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال قال عبد الله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة قال إبراهيم لا أدري أزاد نقص فلما سلم قيل له يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال لا وما ذاك قالوا صليت كذا وكذا قال فثنى رجله واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم فلما أقبل علينا بوجهه قال إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به ولكني إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب وليتم عليه ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتين

ذكر البيان بأن الباني على الأقل في صلاته عند شكه عليه أن يسجد سجدتي السهو قبل السلام لا بعده
[ 2663 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أنرسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فلم يدر ثلاثا صلى أم أربعا فليصل ركعة وليسجد سجدتين قبل السلام فإن كانت ثالثة شفعتها السجدتان وإن كانت رابعة فالسجدتان ترغيم للشيطان قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه روى هذا الخبر أحمد بن حنبل عن صفوان بن صالح

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2664 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شك أحدكم في صلاته فليلق الشك وليبن على اليقين فإن استيقن التمام سجد سجدتين فإن كانت صلاته تامة كانت الركعة نافلة والسجدتان نافلة وإن كانت ناقصة كانت الركعة تماما لصلاته والسجدتان ترغمان أنف الشيطان قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قد يتوهم من لم يحكم صناعة الأخبار ولا تفقه من صحيح الآثار أن التحري في الصلاة والبناء على اليقين واحد وليس كذلك لأن التحري هو أن يشك المرء في صلاته فلا يدري ما صلى فإذا كان كذلك عليه أن يتحرى الصواب وليبن على الأغلب عنده ويسجد سجدتي السهو بعد السلام على خبر بن مسعود والبناء على اليقين هو أن يشك المرء في الثنتين والثلاث أو الثلاث والأربع فإذا كان كذلك عليه أن يبني على اليقين وهو الأقل وليتم صلاته ثم يسجد سجدتي السهو قبل السلام على خبر عبد الرحمن بن عوف وأبي سعيد الخدري سنتان غير متضادتين

ذكر لفظة أمر بقول مرادها استعماله بالقلب دون النطق باللسان
[ 2665 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن عياض عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم فلم يدر ثلاثا صلى أم أربعا فليسجد سجدتين وهو جالس وإذا أتى أحدكم الشيطان فقال إنك قد أحدثت فليقل كذبت إلا ما سمع صوته بأذنه أو وجد ريحه بأنفه

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فليقل كذبت أراد به في نفسه لا بلسانه
[ 2666 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عياض بن هلال عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء أحدكم الشيطان فقال إنك قد أحدثت فليقل في نفسه كذبت حتى يسمع صوتا بأذنه أو يجد ريحا بأنفه

ذكر البيان بأن الباني على الأقل إذا شك في صلاته عليه أن يسجد سجدتي السهو قبل الصلاة لا بعد
[ 2667 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شك أحدكم في صلاته فليلق الشك وليبن على اليقين فإن استيقن التمام سجد سجدتين فإن كانت صلاته تامة كانت الركعة نافلة والسجدتان نافلة وإن كان ناقصة كانت الركعة تماما بصلاته والسجدتان ترغمان أنف الشيطان

ذكر الخبر المصرح بصحة ما قلنا إن الباني على الأقل في صلاته يجب أن يسجد سجدتي السهو قبل السلام لا بعد
[ 2668 ] أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد العزيز بن محمد قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فلم يدر ثلاثا صلى أم أربعا فليصل ركعة وليسجد سجدتين قبل السلام فإن كانت رابعة فالسجدتان ترغيما للشيطان وإن كانت خامسة شفعتها السجدتان قال أبو حاتم وهم في هذا الإسناد الدراوردي حيث قال عن بن عباس وإنما هو عن أبي سعيد الخدري وكان إسحاق يحدث من حفظه كثيرا فلعله من وهمه أيضا

ذكر البيان بأن الباني على الأقل من صلاته إذا شك فيها أن يحسن ركوع تلك الركعة وسجودها
[ 2669 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثني خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شك أحدكم فلم يدر كم صلى ثلاثا أو أربعا فليقم فليصل ركعة يتم ركوعها وسجودها ثم يسجد سجدتين وهو جالس فإن كان قد صلى خمسا شفع بالسجدتين وإن كان قد صلى أربعا كانت السجدتان ترغيما للشيطان قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه خبر بن مسعود وأبي سعيد الخدري مما قد يوهم عالما من الناس أن التحري في الصلاة والبناء على اليقين واحد وحكماهما مختلفان لأن في خبر بن مسعود في ذكر التحري أمر بسجدتي السهو بعد السلام وفي خبر أبي سعيد الخدري في البناء على اليقين أمر بسجدتي السهو قبل السلام والفصل بين التحري والبناء على اليقين أن البناء على اليقين هو أن يشك المرء في صلاته فلا يدري ثلاثا صلى أم أربعا فإذا كان كذلك فليبن على ما استيقن وهو الثلاث ويتم صلاته ويسجد سجدتي السهو قبل السلام وأما التحري فهو أن يدخل المرء في صلاته ثم اشتغل بقلبه ببعض أسباب الدين أو الدنيا حتى ما يدري أي شيء صلى أصلا فإذا كان ذلك تحرى على الأغلب عنده ويبني على ما صح له من التحري من صلاته ويتمها ويسجد سجدتي السهو بعد السلام حتى يكون مستعملا للخبرين معا

ذكر البيان بأن الساجد سجدتي السهو بعد السلام عليه أن يتشهد ثم يسلم ثانيا
[ 2670 ] أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي بالبصرة أبو سعيد قال حدثنا سعيد بن محمد بن ثواب قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أشعث عن بن سيرين عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسجد سجدتي السهو ثم تشهد وسلم تفرد به الأنصاري ما روى بن سيرين عن خالد غير هذا الحديث وخالد تلميذه
[ 2671 ] أخبرنا شباب بن صالح وعبد الله بن قحطبة قالا حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم في ثلاث ركعات من العصر فقال له الخرباق يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم أصدق الخرباق فقالوا نعم فقام فصلى ركعة ثم سجد سجدتين ثم سلم

ذكر البيان بأن المرء إذا سجد سجدتي السهو في الحال التي وصفناها بعد السلام عليه أن يتشهد بعدها ثم يسلم
[ 2672 ] أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي قال حدثنا سعيد بن محمد بن ثواب الحصري قال حدثنا الأنصاري عن أشعث عن بن سيرين عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسجد سجدتي السهو ثم تشهد وسلم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن سجدتي السهو يجب أن تكونا في كل الأحول قبل السلام
[ 2673 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو بشر بكر بن خلف ختن المقري قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن خالد بن الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الظهر أو العصر ثلاث ركعات فقيل له فقال أكذلك قالوا نعم فصلى ركعة ثم تشهد وسلم ثم سجد سجدتي السهو ثم سلم

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر عمران بن حصين الذي ذكرناه
[ 2674 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فسها فسلم في الركعتين ثم انصرف فقال له رجل يا رسول الله إنك سهوت فسلمت في الركعتين فأمر بلالا فأقام الصلاة ثم أتم تلك الركعة وسألت الناس عن الرجل الذي قال يا رسول الله إنك سهوت فقيل لي تعرفه فقلت لا إلا أن أراه ومر بي رجل فقلت هو هذا فقالوا هذا طلحة بن عبيد الله

ذكر خبر ثالث قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر عمران بن حصين وخبر معاوية بن حديج اللذين ذكرناهما قبل
[ 2675 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا أيوب عن بن سيرين عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي وأظن أنها الظهر ركعتين ثم قام إلى خشبة في قبلة المسجد فوضع يديه عليها إحداهما على الأخرى وخرج سرعان الناس وقالوا قصرت الصلاة وفي القوم أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما فهابا أن يكلماه قال وفي القوم رجل إما قصير اليدين وإما طويلهما يقال له ذو اليدين فقال أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت فقال صلى الله عليه وسلم لم تقصر الصلاة ولم أنس فقال بل نسيت فقال أصدق ذو اليدين فقالوا نعم فصلى بنا ركعتين ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر قال ونبئت عن عمران بن حصين أنه قال ثم سلم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذه الأخبار الثلاثة قد توهم غير المتبحر في صناعة العلم أنها متضادة لأن في خبر أبي هريرة أن ذا اليدين هو الذي أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وفي خبر عمران بن حصين أن الخرباق قال للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك وفي خبر معاوية بن حديج أن طلحة بن عبيد الله قال له ذلك وليس بين هذه الأحاديث تضاد ولا تهاتر وذلك أن خبر ذي اليدين سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الركعتين من صلاة الظهر أو العصر وخبر عمران بن حصين أنه سلم من الركعة الثالثة من صلاة الظهر أو العصر وخبر معاوية بن حديج أنه سلم من الركعتين من صلاة المغرب فدل مما وصفنا على أنها ثلاثة أحوال متباينة في ثلاث صلوات لا في صلاة واحدة

ذكر وصف سجدتي السهو للقائم من الركعتين ساهيا
[ 2676 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن عبد الله بن مالك بن بحينة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فقام وعليه جلوس فلما كان في آخر صلاته سجد سجدتين وهو جالس

ذكر البيان بأن على القائم من الركعتين ساهيا إتمام صلاته وسجدتي السهو قبل السلام لا بعد
[ 2677 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بن شهاب عن عبد الرحمن الأعرج عن بن بحينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الركعتين فقام الناس معه فلما جلس في أربع انتظر الناس تسليمه كبر ثم سجد ثم كبر ثم سجد قبل أن يسلم

ذكر وصف هذه الصلاة التي سجد فيها صلى الله عليه وسلم سجدتي السهو للحال التي وصفناها قبل السلام
[ 2678 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال أخبرني الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الصلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس

ذكر البيان بأن قيام المرء من الثنتين في صلاته ساهيا لا يوجب عليه غير سجدتي السهو
[ 2679 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول أخبرني عبد الرحمن الأعرج أن عبد الله بن بحينة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في ثنتين من الظهر فلم يجلس فلما قضى صلاته سجد سجدتين ثم سلم بعد ذلك

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه السنة تفرد بها عبد الرحمن الأعرج
[ 2680 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال أخبرنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا وهب بن جرير عن شعبة عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن الأعرج وابن حبان عن بن بحينة أن النبي صلى الله عليه وسلم فقام في الشفع الذي يريد أن يجلس فسبحنا فمضى فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين وهو جالس

ذكر ما يعمل المرء إذا سها في صلاته ثم رجع إلى التحري
[ 2681 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال حدثنا حكيم بن سيف الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم خمس صلوات فلما سلم قيل له ذلك فاستقبل القبلة فسجد سجدتين وهو جالس

ذكر البيان بأن قول زيد بن أبي أنيسة في هذا الخبر صلى بهم خمس صلوات أراد به الظهر خمس ركعات
[ 2682 ] أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن مثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الظهر خمسا فقيل زيد في الصلاة شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما ذاك قال إنك صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم

ذكر الأمر المجمل الذي فسرته أفعال المصطفى صلى الله عليه وسلم التي ذكرناها قبل
[ 2683 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال حدثنا عمي جويرية بن أسماء عن مالك بن أنس عن الزهري أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي الشيطان أحدكم وهو في صلاته ليلبس عليه حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس
[ 2684 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبيد الله بن عبد الله أن أبا هريرة قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر أو العصر فسلم في ركعتين من أحدهما فقال له ذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي حليف بني زهرة أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أنس ولم تقصر فقال ذو الشمالين كان بعض ذلك يا رسول الله فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس وقال أصدق ذو اليدين قالوا نعم يا رسول الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتم الصلاة

ذكر وصف إتمام الصلاة الذي ذكرناه في خبر يونس الأيلي
[ 2685 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبي هريرة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر أو العصر فسلم في الركعتين فقال ذو الشمالين بن عبد عمرو وكان حليفا لبني زهرة أخففت الصلاة أم نسيت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقول ذو اليدين فقالوا صدق يا بني الله قال فأتم بهم الركعتين اللتين نقصهما ثم سلم قال الزهري كان هذا قبل بدر ثم استحكمت الأمور بعد

ذكر بالبيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أتم صلاته التي وصفناها بسجدتي السهو بعد السلام
[ 2686 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هرير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق ذو اليدين فقال الناس نعم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى اثنتين أخرتين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أبا هريرة لم يشهد هذه الصلاة مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
[ 2687 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثنا ضمضم بن جوس الهفاني قال لي أبو هريرة صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي فلم يصل بنا إلا ركعتين فقال له رجل يقال له ذو اليدين من خزاعة يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت فقال كل ذلك لم يكن فقال يا رسول الله إنما صليت بنا ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقول ذو اليدين وأقبل على القوم فقالوا يا رسول الله لم تصل بنا إلا ركعتين فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة فصلى الركعتين الباقيتين ثم سلم ثم سجد سجدتين وهو جالس

ذكر خبر ثان يصرح بأن أبا هريرة شاهد هذه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 2688 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي إما قال الظهر وإما قال العصر قال وأكبر ظني أنها العصر فصلى بنا ركعتين ثم سلم وتقدم إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يديه عليها إحداهما على الأخرى وخرج سرعان الناس فجعلوا يقولون قصرت الصلاة وفي القوم أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما فهابا أن يسألا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال له رجل يقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت قال ما قصرت الصلاة ولا نسيت قال بل نسيت يا رسول الله قال أكذلك قالوا نعم قال فرجع فصلى بنا ركعتين ثم سلم ثم سجد سجدتين فأطال نحوا من سجوده ثم رفع رأسه ثم سجد الثانية فأطال نحوا من سجوده ثم رفع رأسه فقيل لمحمد ثم سلم قال لم أحفظ ذلك من أبي هريرة وأنبئت أن عمران بن حصين قال ثم سلم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أخبار ذي اليدين معناها أن المصطفى صلى الله عليه وسلم تكلم في صلاته على أن الصلاة قد تمت له وأنه قد أدى فرضه الذي عليه وذو اليدين قد توهم أن الصلاة قد ردت إلى الفريضة الأولى فتكلم على أنه في غير الصلاة وأن صلاته قد تمت فلما استثبت صلى الله عليه وسلم أصحابه كان من استثباته على يقين أنه قد أتم صلاته وأما جواب الصحابة رضوان الله عليهم له أن نعم فكان الواجب عليهم أن يجيبوه وإن كانوا في نفس الصلاة لقول الله جل وعلا { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } فأما اليوم فقد انقطع الوحي وأقرت الفرائض فإن تكلم الإمام وعنده أن الصلاة قد تمت بعد السلام لم تبطل صلاته وإن سأل المأمومين فأجابوه بطلت صلاتهم وإن سأل بعض المأمومين الإمام عن ذلك بطلت صلاته لاستحكام الفرائض وانقطاع الوحي والعلة في سهو النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته أنه صلى الله عليه وسلم بعث معلما قولا وفعلا فكانت الحال تطرأ عليه في بعض الأحوال والقصد فيه إعلام الأمة ما يجب عليهم عند حدوث تلك الحالة بهم بعده صلى الله عليه وسلم

ذكر تسمية المصطفى صلى الله عليه وسلم سجدتي السهو المرغمتين
[ 2689 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سجدتي السهو المرغمتين
باب المسافر
[ 2690 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع مسلم بن مشكم أبا عبيد الله يقول حدثنا أبو ثعلبة الخشني قال كان الناس إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان قال فلم ينزلوا بعد منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى لو بسط عليهم ثوب لعمهم

ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز التزود للأسفار
[ 2691 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال حدثنا شبابة قال حدثني ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن بن عباس قال كانوا يحجون ولا يتزودون فأنزل { الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى }

ذكر ما يدعو المرء به لأخيه إذا عزم على سفر يريد الخروج فيه
[ 2692 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب أخبرني أسامة بن زيد أن سعيدا المقبري حدثه عن أبي هريرة أن رجلا جاءه وهو يريد سفرا فسلم عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصيك بتقوى الله والتكبير على كل شرف حتى إذا أدبر الرجل قال اللهم ازو له الأرض وهون عليه السفر

ذكر ما يقول المرء لأخيه عند وداع فيحفظه الله في سفره
[ 2693 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال حدثنا أبو زرعة الرازي قال حدثنا محمد بن عائذ قال حدثنا الهيثم بن حميد قال حدثنا المطعم بن المقدام عن مجاهد قال خرجت إلى العراق أنا ورجل معي فشيعنا عبد الله بن عمر فلما أراد أن يفارقنا قال إنه ليس معي شيء أعطيكما ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا استودع الله شيئا حفظه وإني أستودع الله دينكما وأمانتكما وخواتيم عملكما

ذكر الأمر بالتسمية لمن أراد ركوب الإبل لينفر الشياطين عن ظهورها بها
[ 2694 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا أسامة بن زيد أن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي حدثه أن أباه حمزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهر كل بعير شيطان فإذا ركبتموها فسموا الله ولا تقصروا عن حاجاتكم

ذكر ما يقول الرجل عند الركوب لسفر يريد الخروج فيه
[ 2695 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن علي بن عبد الله البارقي عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر فركب راحلته كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين يقرأالآيتين ثم يقول اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا السفر واطو لنا الأرض اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم أصحبنا في سفرنا فاخلفنا في أهلنا وكان إذا رجع قال آيبون تائبون لربنا حامدون

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أنخبر أبي الزبير الذي ذكرناه تفرد به حماد بن سلمة
[ 2696 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال أخبرنا سليمان بن داود أبو الربيع حدثنا بن وهب عن بن جرير أن أبا الزبير أخبره أن عليا الأسدي أخبره أن عبد الله بن عمر علمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا وقال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في الأهل والمال والولد فإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون

ذكر الإباحة للمرء أن يزيد في هذا الدعاء كلمات أخر
[ 2697 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا أبو نوفل علي بن سليمان عن أبي إسحاق السبيعي عن علي بن ربيعة الأسدي قال ركب علي دابة فقال بسم الله فلما استوى عليها قال الحمد لله الذي أكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير ممن خلقه تفضيلا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم كبر ثلاثا ثم قال اللهم اغفر لي إنه لا يغفر الذنوب غيرك ثم قال فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذا وأنا ردفه

ذكر ما يحمد العبد ربه جل وعلا عند الركوب لسفر يريده
[ 2698 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن علي بن ربيعة قال شهدت عليا أتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهره قال الحمد لله ثلاثا ثم قال { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين } إلى قوله { وإنا إلى ربنا لمنقلبون } ثم قال الحمد لله ثلاثا الله أكبر ثلاثا سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك قلت من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت ثم ضحك فقلت من أي شيء ضحكت يا رسول الله قال إن ربك ليعجب من عبده إذا قال رب اغفر لي ذنوبي قال علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري

ذكر البيان بأن دعوة المسافر لا ترد ما دام في سفره
[ 2699 ] أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه اسم أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ذكر الشيء الذي إذا قال المسافر في منزله أمن الضرر في كل شيء حتى يرتحل منه
[ 2700 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب حدثاه عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص عن خولة بنت حكيم السلمية أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا نزل أحدكم منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه يعقوب بن عبد الله هو أخو بكير بن عبد الله بن الأشج والحارث بن يعقوب بن عبد الله بن الأشج والحارث بن يعقوب هو والد عمرو بن الحارث مصري

ذكر ما يقول المسافر إذا أسحر في سفر
[ 2701 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وهب قال أخبرني سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سافر وجاء سحرا يقول سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه ربنا صاحبنا فأفضل علينا عائذ بالله من النار

ذكر الأمر بالتكبير لله جل وعلا على كل شرف للمسافر في سفره
[ 2702 ] أخبرنا سليمان بن الحسن العطار بالبصرة قال حدثنا الفضيل بن الحسين الجحدري قال حدثنا الفضيل بن سليمان قال حدثنا أسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال جاء رجل يريد سفرا فقال يا رسول الله أوصني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصيك بتقوى الله والتكبير على كل شرف فلما ولى الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ازو له الأرض وهون عليه السفر

ذكر الأمر بالإسراع في السير على ذوات الأربع إذا سافر المرء في السنة عليها
[ 2703 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا خالد بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا السير عليها وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق فإنها مأوى الهوام

ذكر الزجر عن سفر المرء وحده بالليل
[ 2704 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا وكيع قال حدثنا عاصم بن محمد عن أبيه عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار راكب بليل أبدا

ذكر الزجر عن التعريس على جواد الطريق
[ 2705 ] حدثنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا السير وإذا عرستم بالليل فاجتنبوا الطريق فإنها مأوى الهوام

ذكر ما يستحب للمرء أن يستعمل في سفره إذا صعب عليه المشي والمشقة
[ 2706 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان حتى بلغ كراع الغميم قال فصام الناس وهم مشاة وركبان فقيل له إن الناس قد شق عليهم الصوم إنما ينظرون ما تفعل فدعا بقدح فرفعه إلى فيه حتى نظر الناس ثم شرب فأفطر بعض الناس وصام بعض فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن بعضهم صام فقال أولئك العصاة واجتمع المشاة من أصحابه فقالوا نتعرض لدعوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اشتد السفر وطالت المشقة فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم استعينوا بالنسل فإنه يقطع علم الأرض وتخفون له قال ففعلنا فخففنا له

ذكر ما يقول المرء عند قفوله من الأسفار
[ 2707 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة كبر على كل شرف في الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده

ذكر الإخبار عما يجب للمرء عند طول سفرته سرعة الأوبة إلى وطنه
[ 2708 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل الرجوع إلى أهله

ذكر ما يقول المسافر إذا رأى قرية يريد دخولها
[ 2709 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال قرئ على حفص بن ميسرة وأنا أسمع قال حدثني موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى أن صهيبا حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الرياح وما ذرين ورب الشياطين وما أضللن نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها

ذكر ما يستحب للمرء الإيضاع إذا دنا من بلده
[ 2710 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرات المدينة أوضع راحلته وإن كان على دابة حركها من حبها

ذكر ما يقول المرء عند القدوم من سفره
[ 2711 ] أخبرنا أبو خليفة قال أخبرنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة قال أخبرنا أبو إسحاق عن الربيع عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر قال آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن خبر شعبة الذي ذكرناه معلول
[ 2712 ] أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن فطر عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع من سفر قال آيبون تائبون لربنا حامدون
[ 2713 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا شعبة عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم ليلا فلا يطرق أهله طروقا

ذكر الخبر المقتضي للفظة المختصرة التي ذكرناها
[ 2714 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا هشيم عن سيار عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فلما قدمنا قال أمهلوا حتى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة

ذكر الأمر للقادم من السفر أن يركع ركعتين في المسجد قبل دخوله منزله
[ 2715 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أخبرنا محارب بن دثار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قال فلما أتى المدينة أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي المسجد فيصلي ركعتين

ذكر ما يقول المرء عند دخوله بيته إذا رجع قافلا من سفره
[ 2716 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج في سفره قال اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر والكآبة في المنقلب اللهم اقبض لنا الأرض وهون علينا السفر فإذا أراد الرجوع قال آيبون تائبون عابدون لربنا ساجدون فإذا دخل بيته قال توبا توبا لربنا أوبا لا يغادر علينا حوبا

ذكر الأمر بإرضاء المرء أهله عند قدومه من سفره
[ 2717 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن وهب بن كيسان عن جابر قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال تزوجت قلت نعم قال بكرا أم ثيبا قلت بل ثيبا قال فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك قلت إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن قال أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس قال أبو حاتم الكيس أراد به الجماع
فصل في سفر المرأة
[ 2718 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن ذكوان عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسافر المرأة فوق ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم

ذكر وصف ذي المحرم الذي زجر سفر المرأة إلا معه
[ 2719 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسافر المرأة سفرا يكون ثلاثة أيام فصاعدا إلا مع أبيها أو ابنها أو أخيها أو زوجها أو ذي محرم

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2720 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال حدثنا حسان بن إبراهيم قال حدثنا إبراهيم الصائغ قال قال نافع مولى بن عمر عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة أن تسافر ثلاثة إلا ومعها ذو محرم تحرم عليه

ذكر البيان بأن هذا الزجر إنما هو زجر حتم لا ندب
[ 2721 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال أخبرنا بشر بن المفضل قال حدثنا سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تسافر ثلاثا إلا ومعها ذو محرم منها

ذكر الزجر عن سفر المرأة ثلاث ليال من غير ذي محرم يكون معها
[ 2722 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هارون بن عبد الله الحمال قال حدثنا بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم

ذكر الخبر الدال على أن هذا الزجر بذكر هذا العدد لم يرد به إباحة ما دونه
[ 2723 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا المقدمي قال حدثنا يحيى عن شعبة عن عبد الملك بن عمير عن قزعة مولى زياد عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر المرأة يومين وليلتين إلا مع زوج أو ذي محرم

ذكر خبر يدل على أن
ذكر العدد في هذا الزجر ليس القصد فيه إباحة ما دونه
[ 2724 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن قزعة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر المرأة يومين من الدهر إلا ومعها زوجها أو ذو محرم منها

ذكر خبر ثالث يدل على أن هذا الزجر المذكور بهذا العدد لم يبح استعماله فيما دون ذلك العدد
[ 2725 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم منها

ذكر خبر رابع يدل على أن هذا الزجر الذي خص بهذا العدد ليس القصد فيه إباحة استعماله فيما دونه
[ 2726 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عثمان بن عمر قال حدثنا بن أبى ذئب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر يوما واحدا ليس معها ذو محرم قال أبو حاتم سمع هذا الخبر سعيد المقبري عن أبي هريرة وسمعه من أبيه عن أبي هريرة فالطريقان جميعا محفوظان

ذكر خبر خامس يدل على أن هذا الزجر الذي قرن بهذا العدد لم يرد به إباحة ما دونه
[ 2727 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر المرأة بريدا إلا مع ذي محرم قال أبو محرم سمع هذا الخبر سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة وسمعه من سعيد المقبري عن أبي هريرة فالطريقان جميعا محفوظان

ذكر الخبر الدال على أن هذا العدد لم يرد النفي عما وراءه
[ 2728 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة مسلمة تسافر مسيرة ليلة إلا ومعها رجل ذو حرمة منها

ذكر خبر سادس يدل على أن هذا الزجر الذي ذكرنا بهذا العدد قصد به دونه وفوقه
[ 2729 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر المرأة إلا ومعها ذو محرم

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن المرأة لها السفر أقل من ثلاثة أيام إذا كانت مع غير ذي محرم
[ 2730 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هشام بن عمار عن أنس بن عياض قال حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا ومعها ذو محرم

ذكر الزجر عن أن تسافر المرأة سفرا قلت مدته أو كثرت من غير ذي محرم يكون معها
[ 2731 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار سمع أبا معبد سمع بن عباس سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافر إلا ومعها ذو محرم

ذكر البيان بأن المرأة ممنوعة عن أن تسافر سفرا قلت مدته أم كثرت إلا مع ذي محرم منها
[ 2732 ] أخبرنا محمد بن إسحاق قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا أبو عاصم عن بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تسافر إلا مع ذي محرم

ذكر لفظة توهم غير المتبحر في صناعة العلم أن عائشة رضوان الله عليها اتهمت أبا سعيد في هذه الرواية
[ 2733 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثتني عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة أخبرت أن أبا سعيد الخدري قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة أن تسافر إلا ومعها ذو محرم قالت عمرة فالتفتت عائشة إلى بعض النساء فقالت ما لكلكم ذو محرم قال أبو حاتم لم تكن عائشة بالمتهمة أبا سعيد الخدري في الرواية لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم عدول ثقات وإنما أرادت عائشة بقول ما لكلكم ذو محرم تريد أن ليس لكلكم ذو محرم تسافر معه فاتقوا الله ولا تسافر واحدة منكن إلا بذي محرم يكون معها

ذكر البيان بأن هذا الزجر زجر حتم لا زجر ندب
[ 2734 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بن شهاب أن عمرة بنت عبد الرحمن حدثته أنها كانت عند عائشة تقول لعائشة إن أبا سعيد الخدري يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يحل لامرأة تسافر فوق ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم قالت عمرة فالتفتت إلينا عائشة فقالت ما كلهن لها ذو محرم
فصل في صلاة السفر
[ 2735 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد أنه قال لعبد الله بن عمر إنا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف ولا نجد صلاة السفر في القرآن فقال له عبد الله بن أخي إن الله جل وعلا بعث إلينا محمدا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأيناه يفعل قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أباح الله جل وعلا قصر الصلاة عند وجود الخوف في كتابه حيث يقول { فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا } وأباح المصطفى صلى الله عليه وسلم قصر الصلاة في السفر عند وجود الأمن بغير الشرط الذي أباح الله جل وعلا قصر الصلاة به فالفعلان جميعا مباحان من الله أحدهما إباحة في كتابه والآخر إباحة على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم

ذكر البيان بأن عدد الصلوات في الحضر والسفر في أول ما فرض كان ركعتين
[ 2736 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد في الحضر

ذكر البيان بأن قول عائشة فرضت الصلاة ركعتين ركعتين أرادت به في أول ما فرضت الصلاة
[ 2737 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران قال أخبرنا النفيلي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة أنها قالت أول ما فرضت الصلاة في الحضر والسفر ركعتين ثم زيد في صلاة الحضر وأقرت في السفر

ذكر البيان بأن صلاة الحضر زيد فيها خلا الغداة والمغرب
[ 2738 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا عبد الله بن الصباح العطار قال حدثنا محبوب بن الحسن عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت فرضت صلاة السفر والحضر ركعتين فلما أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان وتركت صلاة الفجر لطول القراءة وصلاة المغرب لأنها وتر النهار

ذكر الخبر الدال على أن قصر الصلاة في السفر إنما هو أمر إباحة لا حتم
[ 2739 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا بن إدريس قال أخبرنا بن جريج عن بن أبي عمار عن عبد الله بن بأبيه عن يعلى بن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب قول الله جل وعلا { فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم } فقد أمن الناس فقال عمر عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال صلى الله عليه وسلم صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقة الله قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه بن أبي عمار هذا هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار من ثقات أهل مكة

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فاقبلوا صدقة الله أراد به الصدقة التي هي الرخصة لمن أتى بها دون أن تكون صدقة حتم لا يجوز تعديها
[ 2740 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بن جريج قال أخبرني بن أبي عمار عن عبد الله بن بأبيه عن يعلى بن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب عجبت للناس وقصرهم الصلاة وقد قال الله لا جناح عليكم { أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا } وقد ذهب هذا فقال عمر عجبت مما عجبت منه فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا رخصته

ذكر الأمر بقبول قصر الصلاة في الأسفار إذ هو من صدقة الله التي تصدق بها على عباده
[ 2741 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد عن يحيى عن بن جريج حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار عن عبد الله بن بأبيه عن يعلى بن أمية قال قلت لعمر إقصار الناس الصلاة وإنما قال الله جل وعلا إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا فقد ذهب ذاك فقال عجبت منه حتى سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته

ذكر استحباب قبول رخصة الله إذ الله جل وعلا يحب قبولها
[ 2742 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الدراوردي عن عمارة بن غزية عن حرب بن قيس عن نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته

ذكر الإباحة للناوي السفر الذي يكون منتهى قصده ثمانية وأربعين ميلا بالهاشمية أن يقصر الصلاة في أول مرحلته
[ 2743 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال صليت الظهر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعا وصليت معه العصر بذي الحليفة ركعتين وكان مسافرا

ذكر الخبر الدال على أن الناوي للسفر الذي ذكرناه ليس له أن يقصر حتى يخلف دور البلدة وراءه
[ 2744 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة أربعا وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين قال أخبرنا أنس وسمعهم يصرخون بهما الحج والعمرة

ذكر الخبر الدال على أن الناوي سفرا يكون نهاية قصده ما وصفنا له قصر الصلاة إذا خلف دور البلدة وراءه
[ 2745 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن يحيى بن يزيد الهنائي قال سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ شعبة الشاك صلى ركعتين

ذكر الخبر الدال على أن هذا الفعل إنما هو مباح لمن عزم على السفر الذي يجوز فيه القصر
[ 2746 ] أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربع ركعات ثم خرج إلى بعض أسفاره فصلى لنا عند الشجرة ركعتين

ذكر ما يستحب للمسافر إذا خلف دور البلدة وراءه أن يقصر الصلاة
[ 2747 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة أربعا وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين

ذكر البيان بأن الخارج في سفره الذي يوجب له القصر كان له أن يقصر الصلاة وإن لم يبلغ نهاية سفره
[ 2748 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة أربعا وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين

ذكر الإباحة للمسافر إذا أقام في منزل أو مدينة ولم ينو إقامة أربع بها أن يقصر صلاته وإن أتى عليه برهة من الدهر
[ 2749 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بتبوك عشرين يوما يقصر الصلاة

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد للخبر الذي ذكرناه قبل
[ 2750 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي قال حدثنا حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة فأقام بها سبع عشرة ليلة يقصر الصلاة قال بن عباس من أقام سبع عشرة قصر الصلاة ومن أقام أكثر أتم

ذكر خبر يضاد خبر عكرمة الذي ذكرناه في الظاهر
[ 2751 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا إسماعيل بن علية عن يحيى بن أبي إسحاق قال سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة فقال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فصلى بنا ركعتين حتى رجعنا فسألته هل أقام قال نعم أقمنا بمكة عشرا

ذكر الخبر الدال على أن المسافر له القصر في السفر ما لم يعزم على إقامة أربع في موضع واحد وإن طال مكثه في الموضع الواحد وجاز أكثر من أربع
[ 2752 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله قال أقام النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين يوما يقصر الصلاة

ذكر الإباحة للمسافر ترك الصلاة النافلة في عقب المفروضات وقدامها
[ 2753 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يحيى القطان عن بن أبي ذئب عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي في السفر قبلها ولا بعد يريد قبل الفرائض ولا بعدها

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن من عزم على إقامة عشر في بلدة واحدة له أن يقصر الصلاة
[ 2754 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد إملاء قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فلم يزل يقصر حتى رجع وأقام بها عشرا

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن للمقيم بمكة على أي حالة كان له أن يقصر من الصلاة
[ 2755 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن قتادة عن موسى بن سلمة قال سألت بن عباس قلت أكون بمكة فكيف أصلي قال صل ركعتين سنة أبى القاسم صلى الله عليه وسلم

ذكر البيان بأن الحاج له القصر في صلاته أيام حجه
[ 2756 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبى زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن حارثة بن وهب الخزاعي قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة الصلوات ركعتين في حجة الوداع أكثر ما كان الناس وآمنه

ذكر الخبر المدحض قول من أمر بإتمام الصلاة لمن أقام بمنى أيامه تلك في حجته
[ 2757 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن وهب قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو صلى بنا بمنى ونحن أوفر ما كنا ركعتين

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الحاج عليه أن يتمم الصلاة بمنى أيام مقامه بها
[ 2758 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة المسافر بمنى ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان ركعتين صدرا من خلافته ثم أتمها أربعا
باب سجود التلاوة

ذكر رجاء دخول الجنان لمن سجد لله في تلاوته
[ 2759 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ بن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويله أمر بن آدم السجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار

ذكر ما يستحب لمن سمع تلاوة القرآن أن يسجد عند سجود التلاوة
[ 2760 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أحمد بن عبدة قال حدثنا فضيل بن سليمان قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن فيأتي على السجدة فيسجد ونسجد معه لسجوده

ذكر ما يستحب للمرء السجود إذا قرأ إذا السماء انشقت
[ 2761 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنه قرأ بهم إذا السماء انشقت فسجد فيها فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها

ذكر إباحة ترك السجود عند قراءة سورة والنجم
[ 2762 ] أخبرنا الصوفي حدثنا علي بن الجعد حدثنا بن أبي ذئب عن يزيد بن قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت قال قرأت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد

ذكر ما يستحب للمرء إذا قرأ سورة النجم استعمال السجود لله جل وعلا
[ 2763 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق وعمر بن يزيد السياري قالا حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في النجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس

ذكر الخبر الدال على أن عموم هذا الخبر أريد بعض العموم لا الكل
[ 2764 ] أخبرنا أبو خليفة قال أخبرنا محمد بن كثير عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد فما بقي أحد من القوم إلا سجد إلا رجل واحد أخذ كفا من حصى فوضعه على جبهته وقال يكفيني قال عبد الله فلقد رأيته بعد قتل كافرا

ذكر ما يستحب للمرء أن يسجد عند قراءته سورة ص
[ 2765 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث حدثنا سعيد بن أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ص وهو على المنبر فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تنشز الناس للسجود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تنشزتم للسجود فنزل فسجد وسجدوا

ذكر العلة التي من أجلها سجد صلى الله عليه وسلم في ص
[ 2766 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أبو كريب والأشج قالا حدثنا أبو خالد الأحمر عن العوام بن حوشب عن مجاهد قال قلت لابن العباس سجدة ص من أين أخذتها قال فتلا علي ومن ذريته داود وسليمان وأيوب حتى بلغ إلى قوله أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قال كان داود سجد فيها فلذلك سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر ما يستحب للمرء أن يسجد عند قراءته سورة اقرأ باسم ربك
[ 2767 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا بن عيينة عن أيوب بن موسى عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة قال سجدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك الذي خلق

ذكر ما يدعو المرء به في سجود التلاوة في صلاته
[ 2768 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال حدثني حسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد قال قال لي بن جريج يا حسن حدثني جدك عبيد الله بن أبي يزيد عن بن عباس قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة فرأيت كأني قرأت سجدة فرأيت الشجرة كأنها تسجد لسجودي فسمعتها وهي ساجدة وهي تقول اللهم اكتب لي عندك بها أجرا واجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها وزرا واقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود قال قال بن عباس فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ السجدة فسمعته وهو ساجد يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة

ذكر البيان بأن سجود المرء عند القراءة في المواضع المعلومة من كتاب الله ليس بفرض
[ 2769 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى وعثمان بن عمر عن بن أبي ذئب عن بن قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد
باب صلاة الجمعة

ذكر البيان بأن أفضل الأيام يوم الجمعة
[ 2770 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد على العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة وما من دابة إلا وهي تفزع يوم الجمعة إلا هذين الثقلين الجن والإنس
ذكر الخصال التي إذا استعملها المرء في يوم الجمعة كان من أهل الجنة
[ 2771 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة بن شريح أن بشير بن أبي عمرو الخولاني أخبره أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه أن أبا سعيد الخدري حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح يوم الجمعة وأعتق رقبة
ذكر البيان بأن في الجمعة ساعة يستجاب فيها دعاء كل داعي
[ 2772 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة أنه قال خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما حدثته أن قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه مات وفيه تيب عليه وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه قال كعب ذلك في كل سنة يوم فقلت بل في كل جمعة قال فقرأ كعب التوراة فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت إليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيلياء أو مسجد بيت المقدس شك أيهما قال قال أبو هريرة ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار وما حدثته في يوم الجمعة فقلت له قال كعب وذلك في كل سنة يوم فقال عبد الله بن سلام كذب كعب قلت ثم قرأ التوراة فقال بل هي في كل جمعة فقال عبد الله بن سلام صدق كعب ثم قال عبد الله بن سلام قد علمت أية ساعة هي قال ثم قال أبو هريرة فقلت له فأخبرني بها ولا تضنن علي فقال عبد الله بن سلام هي أخر ساعة في يوم الجمعة قال أبو هريرة وكيف تكون أخر ساعة من يوم الجمعة وقد قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي وتلك ساعة لا يصلى فيها فقال عبد الله بن سلام ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصليها قال أبو هريرة بلى قال فهو ذاك
ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يستجيب دعاء الداعي في الساعة التي في الجمعة إذا دعا في الخير دون الشر
[ 2773 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه
ذكر تباين الناس في الأجر عند رواحهم إلى الجمعة
[ 2774 ] أخبرنا أبو سعيد عبد الكبير بن عمر الخطابي بالبصرة حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم حدثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال على كل باب من أبواب المسجد ملكان يكتبان الأول فالأول فكرجل قدم بدنة وكرجل قدم بقرة وكرجل قدم شاة وكرجل قدم طيرا وكرجل قدم بيضة فإذا قعد الإمام طويت الصحف
ذكر البيان بأن هذا الفضل إنما يكون لمن أتى الجمعة مغتسلا لها كغسل الجنابة
[ 2775 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر قال أبو حاتم في هذا الخبر بيان واضح بأن اسم الرواح يقع على جميع ساعات النهار ضد قول من زعم أن الرواح لا يكون إلا بعد الزوال
ذكر مغفرة الله جل وعلا لمن أتى الجمعة بشرائطها إلى الجمعة التي تليها
[ 2776 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عثمان بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن عبد الله بن وديعة أبو وديعة عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل يوم الجمعة فتطهر ما استطاع من طهر ثم ادهن من دهنه أو طيب بيته ثم راح إلى الجمعة ولم يفرق بين اثنين ثم صلى ما بدا له فإذا خرج الإمام أنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى

ذكر الأمر للمرء أن يتخذ ثوبين نظيفين ولا يلبسهما إلا في يوم الجمعة إذا كان ممن أنعم الله جل وعلا عليه
[ 2777 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال حدثنا زهير بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ويحيى بن سعيد عن رجل منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم الجمعة فرأى عليهم ثياب النمار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته
ذكر البيان بأن السواك ولبس المرء أحسن ثيابه من شرائط الجمعة التي تكفر ما بين الجمعتين من الذنوب
[ 2778 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا الدورقي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري قالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغتسل يوم الجمعة واستن ومس من طيب إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم جاء إلي المسجد ولم يتخط رقاب الناس ثم ركع ما شاء الله أن يركع ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت كفارة ما بينها وبين الجمعة التي كانت قبلها
ذكر البيان بأن هذا الفضل قد يكون للمتوضىء إذا أتى الجمعة بهذه الأوصاف وإن لم يغتسل لها
[ 2779 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فسمع وأنصت غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا قال أبو حاتم قد يتوهم من لم يسبر صناعة الحديث أن الجمعة إلى الجمعة ثمانية أيام وليس كذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل غفر له من الجمعة إلى الجمعة فوقت الجمعة زوال الشمس فمن زوال الشمس يوم الجمعة إلى زوال الشمس يوم الجمعة الأخرى سبعة أيام وقوله زيادة ثلاثة أيام تمام العشر قال الله جل وعلا من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وهذا مما نقول في كتبنا إن المرء قد يعمل طاعة الله جل وعلا فيغفر الله له بها ذنوبا لم يكتسبها بعد
ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولت الخبر الذي تقدم ذكرنا له
[ 2780 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا داود بن رشيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة فأحسن غسله ولبس من صالح ثيابه ومس من طيب بيته أو دهنه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام من التي بعدها
ذكر البيان بأن الله جل وعلا بتفضله يعطي الجائي إلى الجمعة بأوصاف معلومة بكل خطوة عبادة سنة
[ 2781 ] أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي عن حسان بن عطية حدثني أبو الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى فدنا واستمع وأنصت ولم يلغ كتب الله له بكل خطوة يخطوها عمل سنة صيامها وقيامها قال أبو حاتم قوله من غسل يريد غسل رأسه واغتسل يريد اغتسل بنفسه لأن القوم كانت لهم جمم احتاجوا إلى تعاهدها وقوله بكر وابتكر يريد به بكر إلى الغسل وابتكر إلى الجمعة
ذكر الخبر الدال على صحة من تأولنا قوله من غسل واغتسل
[ 2782 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني محمد بن مسلم الزهري عن طاوس اليماني قال قلت لابن عباس زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم إلا أن تكونوا جنبا ومسوا من الطيب قال فقال بن عباس أما الطيب فلا أدري وأما الغسل فنعم قال أبو حاتم قوله إلا أن تكونوا جنبا فيه دليل على أن الاغتسال من الجنابة يوم الجمعة بعد انفجار الصبح يجزئ عن الاغتسال للجمعة وفيه دليل على أن غسل يوم الجمعة ليس بفرض إذ لو كان فرضا لم يجزئ أحدهما عن الآخر
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن صلاة الجمعة في الأصل أربع ركعات لا ركعتان
[ 2783 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن زيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر قال صلاة السفر وصلاة الفطر وصلاة الأضحى وصلاة الجمعة ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم
ذكر اختلاف من قبلنا في الجمعة حيث فرضت عليهم
[ 2784 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن السابقون يوم القيامة بيد انهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له فهم لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد سمعت موسى بن محمد الذهلي بأنطاكية يقول سمعت المزني يقول بيد من أجل
ذكر الأمر بالمواظبة على الجمعات للمرء مخافة من أن يكتب من الغافلين
[ 2785 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن الحكم بن ميناء عن بن عمر وابن عباس أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر لينتهين قوم عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم وليكونن من الغافلين
ذكر طبع الله جل وعلا على قلب التارك إتيان الجمعة على سبيل التهاون بها عند المرة الثالثة
[ 2786 ] أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان إملاء قال حدثنا إسماعيل بن مسعود الجحدري قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة قال حدثنا عبيدة بن سفيان الحضرمي عن أبي الجعد الضمري وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه
ذكر وصف طبع الله جل وعلا على قلب التارك للجمعة على ما وصفنا
[ 2787 ] أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر وتاب صقلت فإن عاد زيد فيها وإن عاد زيد فيها حتى تعلو فيه فهو الران الذي ذكر الله جل وعلا كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون
[ 2788 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن همام حدثنا قتادة حدثني قدامة بن وبرة رجل من بني عجيف عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من فاتته الجمعة فليتصدق بدينار فإن لم يجد فبنصف دينار
ذكر البيان بأن هذا الأمر المندوب إليه إنما أمر لمن ترك الجمعة من غير عذر دون من يكون معذورا
[ 2789 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا علي بن الجعد بن عبيد أخبرنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الجمعة من غير عذر فليتصدق بدينار فإن لم يجد فبنصف دينار
ذكر الزجر عن تخطي المرء رقاب الناس يوم الجمعة في قصده للصلاة
[ 2790 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال سمعت معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن عبد الله بن بسر قال كنت جالسا إلى جنب المنبر يوم الجمعة فجاء رجل يتخطى رقاب الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلس فقد آذيت وآنيت
ذكر الأمر بإطالة الصلاة وقصر الخطبة في الأعياد والجمعات
[ 2791 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا سريج بن يونس حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر عن أبيه عن واصل بن حيان قال قال أبو وائل خطبنا عمار بن ياسر فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقه الرجل فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا

ذكر الأمر للناعس يوم الجمعة في المسجد أن يتحول عن مكانه ذلك إلى غيره
[ 2792 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نعس أحدكم في مجلسه يوم الجمعة فليتحول منه إلى غيره
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك استعمال اللغو عند خطبة الإمام يوم الجمعة
[ 2793 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني بن المسيب أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قلت لصاحبك أنصت والإمام يخطب فقد لغوت
ذكر نفي حضور الجمعة عمن حضرها إذا لغا عند الخطبة
[ 2794 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو الربيع الزهراني وعبد الأعلى بن حماد قالا حدثنا يعقوب القمي عن عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله قال دخل عبد الله بن مسعود المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس إلى جنب أبي بن كعب فسأله عن شيء أو كلمه عن شيء فلم يرد عليه فظن بن مسعود أنها موجدة فلما انفتل النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قال بن مسعود يا أبي ما منعك أن ترد علي قال إنك لم تحضر معنا الجمعة قال بم قال تكلمت والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقام بن مسعود فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أبي أطع أبيا هذا لفظ عبد الأعلى
ذكر الزجر عن قول المرء لأخيه والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت
[ 2795 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج ومالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الرجل لصاحبه أنصت والإمام يخطب فقد لغا قال بن جريج وأخبرني بن شهاب عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الخطبة المتعرية عن الشهادة باليد الجذماء
[ 2796 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثني عاصم بن كليب قال حدثني أبي قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء
ذكر الزجر عن ترك المرء الشهادة لله جل وعلا في خطبته إذا خطب
[ 2797 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا المخزومي المغيرة بن سلمة قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عاصم بن كليب قال حدثني أبي قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء
[ 2798 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال النبي صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب قل ومن يعص الله ورسوله
ذكر الإباحة للخاطب عند قراءته السجدة في خطبته أن يترك السجود ثم يعود إلى ما في خطبته
[ 2799 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبي وشعيب قالا حدثنا الليث قال حدثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد عن أبي سعيد الخدري أنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ ص فلما مر بالسجدة نزل فسجد فسجدنا معه وقرأها مرة أخرى فلما بلغ السجدة تيسرنا للسجود فلما رآنا قال إنما هي توبة نبي ولكني أراكم قد استعدتم للسجود فنزل فسجد فسجدنا معه قال أبو حاتم الصواب قد استعددتم
ذكر الإباحة للخاطب أن يكلم في خطبته من أحب عند حاجة تبدو له
[ 2800 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني قيس بن أبي حازم عن أبيه قال جاء أبي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقام في الشمس فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحول إلى الظل
ذكر وصف الخطبة التي يخطب المرء عند الحاجة إليها
[ 2801 ] أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي حدثنا شعبة قال حدثني سماك بن حرب قال سألت جابر بن سمرة كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قال كان صلى الله عليه وسلم يخطب ثم يقعد قعده ثم يقوم فيخطب
ذكر البيان بأن الخطبة يجب أن تكون قصيرة قصدة
[ 2802 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا
ذكر ما كان يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في جلوسه بين الخطبتين
[ 2803 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا بن أبي زائدة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر ثم يجلس ثم يقوم فيخطب فيجلس بين الخطبتين يقرأ من كتاب الله ويذكر الناس
ذكر البيان بأن المرء إن تواجد عند وعظ كان له ذلك
[ 2804 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال اتقوا النار ثم أعرض وأشاح قال ثم قال اتقوا النار ثم أعرض وأشاح حتى رأينا أنه يراها ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة
ذكر الإباحة للإمام إذا نزل المنبر يريد إقامة الصلاة أن يشتغل ببعض رعيته في حاجة يقضيها له ثم يقيم الصلاة
[ 2805 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد وشيبان قالا حدثنا جرير بن حازم عن ثابت عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل من المنبر فتقام الصلاة فيجيء إنسان فيكلمه في حاجة فيقوم معه حتى يقضي حاجته ثم يتقدم فيصلي
ذكر وصف القراءة للمرء في صلاة الجمعة
[ 2806 ] أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال حدثنا هارون بن سعيد بن الهيثم قال حدثنا بن وهب قال حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع قال قلت لأبي هريرة إن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه إذ كان بالعراق يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة وإذا جاءك المنافقون فقال أبو هريرة كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
ذكر الإباحة أن يقرأ في الركعة الثانية من صلاة الجمعة ب هل أتاك حديث الغاشية
[ 2807 ] أخبرنا الحسين بن إدريس قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن ضمرة بن سعيد المازني عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير ماذا كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على إثر سورة الجمعة فقال كان يقرأ صلى الله عليه وسلم ب هل أتاك حديث الغاشية
ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في الركعة الأولى من صلاة الجمعة ب سبح اسم ربك الأعلى
[ 2808 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد عن يحيى عن شعبة عن معبد بن خالد عن زيد عن عقبة عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة ب سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية
ذكر إباحة القيلولة للمنصرف عن الجمعة بعدها
[ 2809 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي قال حدثنا أحمد بن الأزهر قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم نرجع فنقيل
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 2810 ] أخبرنا بن زهير بتستر حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير قال حدثنا بن أبي بكير قال حدثنا شعبة عن حميد عن أنس بن مالك قال كنا نقيل بعد الجمعة
باب العيدين
ذكر البيان بأن من أفضل الأيام يوم النحر وثانيه
[ 2811 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا ثور بن يزيد حدثنا راشد بن سعد عن عبد الله بن لحي عن عبد الله بن قرط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر
ذكر ما يستحب أن يطعم يوم الفطر قبل الخروج ويؤخر ذلك يوم النحر إلى انصرافه من المصلى
[ 2812 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ثواب بن عتبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ولا يطعم يوم النحر حتى ينحر
ذكر ما يستحب للمرء أن يكون أكله يوم الفطر قبل الخروج إلى المصلى تمرا
[ 2813 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا هشيم قال حدثنا بن إسحاق عن حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على تمرات ثم يغدو
ذكر ما يستحب للمرء أن يكون أكله التمر يوم العيد وترا لا شفعا
[ 2814 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا علي بن سهل بن المغيرة قال حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا زهير قال حدثنا عتبة بن حميد قال حدثنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس قال سمعت أنس بن مالك يقول ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فطر حتى يأكل تمرات ثلاثا أو خمسا أو سبعا
ذكر ما يستحب للمرء أن يخالف الطريق من ذهابه إلى المصلى يوم العيد ورجوعه منه
[ 2815 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا علي بن معبد قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى العيدين رجع في غير الطريق الذي خرج منه
ذكر الإباحة للأبكار وذوات الخدور والحيض أن يشهدن أعياد المسلمين
[ 2816 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة عن هشام بن حسان عن حفصة عن أم عطية قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن يوم الفطر ويوم الأضحى يعني أبكار العواتق وذوات الخدور والحيض فقلت أرأيت إحداهن لا يكون لها جلباب قال فتلبسها أختها من جلبابها
ذكر البيان بأن الحيض إذا شهدن أعياد المسلمين يجب أن يكن ناحية من المصلى
[ 2817 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي قال حدثنا هشيم بن حسان عن حفصة عن أم عطية قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج العواتق وذوات الخدور والحيض يوم العيد فأما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين فقالت إحداهن فإن لم يكن لإحدانا جلباب قال لتعرها جلبابها
ذكر الإباحة للمرء أن يترك النافلة قبل صلاة العيدين وبعدهما
[ 2818 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا الحسين بن حريث قال حدثنا وكيع عن شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم فطر أو أضحى فصلى بالناس ركعتين ثم انصرف ولم يصل قبلها ولا بعدها
ذكر البيان بأن صلاة العيدين يجب أن تكون بلا أذان ولا إقامة
[ 2819 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العيد غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة
ذكر وصف ما يقرأ المرء في صلاة العيدين
[ 2820 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن ضمرة بن سعيد المازني عن عبيد الله بن عبد الله أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفطر والأضحى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ب ق والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر
ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة العيدين بغير ما وصفنا من السور
[ 2821 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين ب سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية
ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ بما وصفنا في العيدين والجمعة معا إذا اجتمعتا في يوم
[ 2822 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن حبيب بن سالم مولى النعمان بن بشير عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة في الجمعة ب سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية فإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد قرأ بهما جميعا في الجمعة والعيد
ذكر البيان بأن صلاة العيد يجب أن تكون قبل الخطبة
[ 2823 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد عن يحيى عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس قال سمعت بن عباس وقيل له أشهدت الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العيد قال نعم ولولا مكاني منه ما شهدته معه من الصغر خرج حتى أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت فصلى ثم خطب ثم أتى النساء ومعه بلال فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة فرأيتهن يرمين بأيديهن ويقذفنه في ثوب ثم انطلق هو وبلال إلى بيته
ذكر البيان بأن الخطبة في العيدين يجب أن تكون بعد الصلاة لا قبل
[ 2824 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد وابن كثير عن شعبة عن أيوب قال سمعت عطاء يحدث عن بن عباس قال اشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال عطاء أشهد على بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم فطر في أصحابه فصلى ثم خطب ثم اتى النساء فأمرهن بالصدقة فجعلن يلقين
ذكر جواز خطبة المرء على الرواحل في بعض الأحوال
[ 2825 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع قال حدثنا داود بن قيس عن عياض بن عبد الله عن عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم العيد على راحلته
ذكر استواء العيدين في الصلاة ان يكونا قبل الخطبة
[ 2826 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن أبي شيخ بكفر توثا من ديار ربيعة قال حدثنا ميمون بن الأصبع قال حدثنا حماد بن مسعدة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الفطر والأضحى ثم يخطب
باب صلاة الكسوف
[ 2827 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا زائدة بن قدامة قال حدثنا زياد بن علاقة قال سمعت المغيرة بن شعبة يقول انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس إنما انكسفت لموت إبراهيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فادعوا وصلوا حتى تنجلي
[ 2828 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن بن عمر أنه كان يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا قال أبو حاتم الأمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر أريد به أحدهما لأنهما لا ينكسفان لوقت واحد
[ 2829 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال انكسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام وقمنا معه ثم قال أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا انكسف أحدهما فافزعوا إلى المساجد قال أبو حاتم أمر في هذا الخبر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر وهو المقصود فأطلق هذا المقصود على سببه وهو المساجد لأن الصلاة تتصل فيها لا أن المساجد يستغنى بحضورها عند كسوف الشمس أو القمر دون الصلاة
ذكر وصف صلاة الآيات
[ 2830 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أخزم حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الآيات ست ركعات وأربع سجدات قال أبو حاتم يريد به أن صلاة الآيات يجب أن تصلى ركعتين في كل ركعة ثلاث ركوعات وسجدتان وتفسيره في خبر عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر
ذكر وصف صلاة الكسوف التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 2831 ] أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا وأحمد بن عمير بن جوصا بدمشق قالا حدثنا عمرو بن عثمان القرشي قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن الزهري قال أخبرني كثير بن عباس عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
ذكر كيفية هذا النوع من صلاة الكسوف
[ 2832 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس أنه قال خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله فقالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت قال إني رأيت الجنة أو أرأيت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا بم يا رسول الله قال بكفرهن قيل يكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت والله ما رأيت منك خيرا قط قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أنواع صلاة الكسوف سنذكرها فيما بعد بالتفصيل في القسم الخامس في نوع الأفعال التي هي من اختلاف المباح إن شاء الله ذلك ويسره
ذكر البيان بأن الصلاة عند كسوف الشمس والقمر إنما أمر بها إلى أن تنجلي
[ 2833 ] أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد العابد حدثنا نصر بن علي بن نصر قال خبرنا نوح بن قيس حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي بكرة قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي أو يحدث الله أمرا
ذكر الأمر بالصلاة عند رؤية كسوف الشمس أو القمر
[ 2834 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا فانكسفت الشمس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا يجر ثوبه حتى دخل المسجد فصلى ركعتين فلم يزل يصليها حتى انجلت وكان ذلك عند موت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس إنما انكسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتم ذلك فادعوا حتى يكشف ما بكم قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فادعوا أراد به فصلوا إذ العرب تسمي الصلاة دعاء
ذكر البيان بأن هذه اللفظة فادعوا أراد به فصلوا على حسب ما ذكرناه
[ 2835 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي بكرة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فكسفت الشمس فقام صلى الله عليه وسلم عجلانا إلى المسجد فجر إزاره أو ثوبه وثاب إليه ناس فصلى بهم ركعتين نحو ما تصلون ثم جلي عنها فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاب إليه الناس فقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس وكان ابنه توفي فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا حتى يكشف ما بكم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قول أبي بكرة فصلى بهم ركعتين نحو ما تصلون أراد به تصلون صلاة الكسوف ركعتين في أربع ركعات وأربع سجدات على حسب ما تقدم ذكرنا له
ذكر الأمر بالدعاء والاستغفار مع الصلاة عند رؤية كسوف الشمس والقمر
[ 2836 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال كسفت الشمس زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فزعا خشينا أن تكون الساعة حتى أتى المسجد فقام فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته يفعل في صلاة قط ثم قال إن هذه الأيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده فإذا رأيتم منها شيئا فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن صلاة الكسوف كسائر الصلوات سواء
[ 2837 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم التاجر المروزي بمرو قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الله السكري قال أخبرنا النضر بن شميل قال أخبرنا أشعث عن الحسن عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في كسوف الشمس والقمر ركعتين مثل صلاتكم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قول أبي بكرة ركعتين مثل صلاتكم أراد به مثل صلاتكم في الكسوف
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عند كسوف الشمس أو القمر يكتفي بالدعاء دون الصلاة إذا صلى كسائر الصلوات
[ 2838 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير بن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى لم يكد أن يركع ثم ركع حتى لم يكد أن يرفع رأسه ثم رفع رأسه فجعل يتضرع ويبكي ويقول رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم ألم تعدني أن لا تعذبهم ونحن نستغفرك فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلت الشمس فقام فحمد الله وأثنى عليه وقال إن الشمس والقمر آيتين من آيات الله فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله ثم قال لقد عرضت علي الجنة حتى لو شئت لتعاطيت قطفا من قطوفها وعرضت علي النار حتى جعلت أتقيها حتى خشيت أن تغشاكم فجعلت أقول ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرونك قال فرأيت فيها الحميرية السوداء صاحبة الهرة كانت حبستها فلم تطعمها ولم تسقها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض فرأيتها كلما أدبرت نهشت في النار ورأيت فيها صاحب بدنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخا دعدع يدفع في النار بقضيبين ذي شعبتين ورأيت صاحب المحجن فرأيته في النار على محجنه متوكئا
ذكر وصف الصلاة التي ذكرناها في هذا الكسوف
[ 2839 ] أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا ومحمد بن عبيد الله بن الفضل بحمص وعمر بن محمد الهمداني بصغد وأحمد بن عمر بن يوسف بدمشق قالوا حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري قال أخبرني كثير بن عباس عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس صلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
ذكر كيفية هذا النوع من صلاة الكسوف
[ 2840 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد أن عمرة بنت عبد الرحمن حدثته أن عائشة حدثتها ان يهودية أتتها فقالت أجارك الله من عذاب القبر فقالت عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن الناس ليفتنون في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائذ بالله قالت عائشة ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج مخرجا فخسفت الشمس فخرجنا إلى الحجرة واجتمع إلينا النساء وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك ضحوة فقام يصلي فقام قياما طويلا ثم ركع ركوعا ثم رفع رأسه فقام دون القيام الأول ثم ركع دون ركوعه ثم سجد ثم قام الثانية وصنع مثل ذلك إلا أن ركوعه دون الركعة الأولى ثم سجد وتجلت الشمس فلما انصرف قعد على المنبر فقال فيما يقول إن الناس يفتنون في قبورهم كفتنة الدجال قالت عائشة فكنا نسمعه بعد ذلك بتعوذ من فتنة القبر
ذكر البيان بأن المصلي صلاة الكسوف التي ذكرناها له أن يقرأ في الركعة الثانية غير السورة التي قرأها في الركعة الأولى
[ 2841 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فقرأ بسورة طويلة ثم ركع نحوا من قيامه ثم رفع رأسه فافتتح بسورة أخرى حتى إذا فرغ منها ركع ثانية ثم رفع رأسه وسجد ثم قام إلى الركعة الثانية فقرأ أيضا بسورة وقام دون القراءة الأولى ثم ركع فكان ركوعه دون الأول ثم سجد فلما رفع رأسه من السجود قال ما من شيء توعدونه إلا وقد رأيته في مقامي هذا ولقد رأيتني أريد أن أخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني أتقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت ورأيت عمرو بن لحي وهو الذي سيب السوائب
ذكر البيان بأن من صلى صلاة الكسوف التي ذكرناها عليه أن يختم صلاته بالتشهد والتسليم
[ 2842 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن عثمان القرشي قال حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر أنه سأل الزهري عن سنة صلاة الكسوف فقال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة قالت انكسفت الشمس فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فنادى أن الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر ثم قرأ قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا مثل قيامه أو أطول ثم رفع رأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده ثم قرأ قراءة طويلة هي أدنى من القيام الأول ثم كبر فركع ركوعا طويلا وهو أدنى من الركوع الأول ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ثم كبر فسجد سجودا طويلا وهو أدنى من ركوعه أو أطول ثم كبر فرفع رأسه ثم كبر وسجد ثم كبر فقام فقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ثم قرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى في القيام الثاني ثم كبر فركع ركوعا طويلا دون الركوع الأول ثم كبر فرفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ثم كبر فسجد أدنى من سجوده الأول ثم رفع رأسه ثم تشهد ثم سلم وقام فيهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإن خسف بهما أو بأحدهما فافزعوا إلى الله والصلاة قال الزهري فقلت لعروة والله ما صنع هذا أخوك عبد الله حين انكسفت الشمس وهو بالمدينة وما صلى إلا ركعتين مثل صلاة الصبح قال أجل كذلك صنع وأخطأ السنة
ذكر النوع الثاني من صلاة الكسوف
[ 2843 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال القيام ثم ركع ثم رفع رأسه فقام دون قيامه الأول ثم ركع ثم رفع رأسه فقام دون قيامه الأول ثم ركع ثلاث ركعات ثم سجد ثم رفع رأسه فقام فركع ثلاث ركعات قام فيهن دون قيامه الأول ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته وهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتم كسوفهما فصلوا حتى ينجلي
ذكر البيان بأن هذا النوع من صلاة الكسوف يجب أن يصلى ركعتين في ست ركعات وأربع سجدات
[ 2844 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان قال حدثنا عطاء عن جابر بن عبد الله قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم مات فيه إبراهيم فقال الناس إنما انكسفت الشمس لموت إبراهيم فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ست ركعات وأربع سجدات كبر ثم قرأ فأطال القراءة ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه فقرأ دون القراءة الأولى ثم ركع نحوا مما قرأ ثم رفع رأسه فقرأ دون القراءة الثانية ثم ركع نحوا مما قرأ رفع رأسه فسجد سجدتين ثم قام فصلى ثلاث ركعات قبل أن يسجد ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها إلا أن ركوعه نحوا من قيامه ثم تأخر في صلاته فتأخرت الصفوف معه ثم تقدم فتقدمت الصفوف معه فقضى الصلاة وقد أضاءت الشمس ثم قال أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت بشر فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى ينجلي
ذكر ما يستحب للمرء أن يكثر من التكبير لله جل وعلا مع الصدقة إذا أراد الصلاة لكسوف الشمس أو القمر
[ 2845 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فقام وأطال القيام ثم ركع فاطال الركوع ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ما فعل في الأولى ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وقال يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فادعوا الله وكبروا وتصدقوا أراد به فصلوا إذ الصلاة تسمى دعاء
[ 2846 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال حدثنا عبد الله قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فأطال القيام جدا ثم ركع فأطال الركوع جدا ثم رفع رأسه فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه ثم انحدر بالسجود فسجد ثم قام في الركعة الثانية فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه فانحدر بالسجود فسجد ثم قال أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وتصدقوا وكبروا يا أمة محمد إن أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
ذكر ما يستحب للمرء الاستغفار لله جل وعلا عند رؤية كسوف الشمس أو القمر
[ 2847 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال خسفت الشمس زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقام فزعا ثم قال إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده فإذا رأيتم منها شيئا فافزعوا إلى ذكره واستغفاره قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فافزعوا إلى ذكره يريد به إلى صلاة الكسوف لأن الصلاة تسمى ذكرا أو فيها
ذكر الله فسمى الصلاة ذكرا
ذكر الخبر الدال على أن المرء إذا ابتدأ في صلاة الكسوف وصلى بعضها ثم انجلت عليه أن يتم باقي صلاته كسائر الصلوات لا كصلاة الكسوف
[ 2848 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري عن حيان بن عمير عن عبد الرحمن بن سمرة قال كنت أرمي بأسهم بالمدينة إذ خسفت فنبذتها فقلت والله لأنظرن ما يحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس قال فأتيته وهو صلى الله عليه وسلم قائم في الصلاة رافع يديه قال فجعل يسبح ويحمد ويكبر ويهلل ويدعو حتى حسر فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين
ذكر الإباحة للمصلي صلاة الكسوف أن يجهر بقراءته فيها
[ 2849 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بالقراءة في صلاة الكسوف
ذكر البيان بأن المصلي صلاة الكسوف له أن يجهر بالقراءة فيها
[ 2850 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات وجهر بالقراءة
ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن صلاة الكسوف لا يجهر فيها بالقراءة
[ 2851 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس العبدي عن ثعلبة بن عباد عن سمرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكسوف لا نسمع له صوتا
ذكر الخبر الدال على أن سمرة لم يسمع قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف لأنه كان في أخريات الناس بحيث لا يسمع صوته
[ 2852 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا زهير بن معاوية عن الأسود بن قيس قال حدثني ثعلبة بن عباد العبدي انه شهد خطبة يوما لسمرة بن جندب فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمرة بينا أنا يوما وغلام من الأنصار نرمي غرضا لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانت الشمس قدر رمحين أو ثلاثة في عين الناظر من الأفق اسودت فقال أحدنا صاحبه انطلق بنا إلى المسجد فوالله لتحدثن هذه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته حديثا قال فدفعنا إلى المسجد فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هو بارز حين خرج إلى الناس قال فتقدم فصلى بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا ثم سجد كأطول ما سجدنا قط لا نسمع له صوتا ثم قعد في الركعة الثانية مثل ذلك قال فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية فسلم
ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أن صلاة الكسوف لا يجهر فيها بالقراءة
[ 2853 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس أنه قال خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقام طويلا نحوا من سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول وركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله فقالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت فقال إني رأيت الجنة أو أريت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا بم يا رسول الله قال بكفرهن قيل يكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت والله ما رأيت منك خيرا قط
ذكر ما يجب على المرء أن يتبرك برؤية كسوف الشمس والقمر فيحدث لله توبة أو يقدم لنفسه طاعة
[ 2854 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنا نرى الآيات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بركات وأنتم ترونها تخويفا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه خبر حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف الشمس ثماني ركعات وأربع سجدات ليس بصحيح لأن حبيبا لم يسمع من طاوس هذا الخبر وكذلك خبر علي رضوان الله عليه أنه صلى الله عليه وسلم صلى في صلاة الكسوف هذا النحو لأنا لا نحتج بحنش وأمثاله من أهل العلم وكذلك أغضينا عن إملائه
ذكر الأمر بالعتاقة عند رؤية كسوف الشمس أو القمر لمن قدر على ذلك
[ 2855 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالعتاقة في صلاة الكسوف
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الكسوف يكون لموت العظماء من أهل الأرض
[ 2856 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن سمرة بن جندب قال قام يوما خطيبا فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمرة بينا أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضا لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا طلعت الشمس فكانت في عين الناظر قيد رمح أو رمحين اسودت فقال أحدنا لصاحبه انطلق بنا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله لتحدثن هذه الشمس اليوم لرسول الله في أمته حديثا قال فدفعنا إلى المسجد فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج فاستقام فصلى فقام بنا كأطول ما قام في صلاة قط لا نسمع له صوتا ثم قام ففعل مثل ذلك بالركعة الثانية ثم جلس فوافق جلوسه تجلي الشمس فسلم وانصرف فحمد الله وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا الله وأنه عبد الله ورسوله ثم قال يا أيها الناس إنما بشر رسول أذكركم بالله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء بتبليغ رسالات ربي لما أخبرتموني فقال الناس نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك ثم قال أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض وإنهم كذبوا ولكنها آيات الله يعتبر بها عباده لينظر من يحدث منهم توبة وإني والله لقد رأيت ما أنتم لاقون في أمر دنياكم وأخرتكم مذ قمت أصلي وإنه والله ما تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا أحدهم الأعور الدجال ممسوح عين اليسرى كأنها عين أبي تحيى شيخ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة خشبة وإنه متى يخرج فإنه سوف يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه عمل صالح من عمل سلف وإنه سيظهر على الأرض كلها غير الحرم وبيت المقدس وإنه يسوق المسلمين إلى بيت المقدس فيحاصرون حصارا شديدا قال الأسود وظني أنه قد حدثني أن عيسى بن مريم يصيح فيه فيهزمه الله وجنوده حتى إن أصل الحائط أو جذم الشجرة لينادي يا مؤمن هذا كافر مستتر بي تعال فاقتله ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورا عظاما يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا وحتى تزول جبال عن مراتبها قال ثم على إثر ذلك القبض ثم قبض أطراف أصابعه ثم قال مرة أخرى وقد حفظت ما قال فذكر هذا فما قدم كلمة عن منزلها ولا أخر أخرى
باب صلاة الاستسقاء
ذكر ما يستحب للمرء عند وجود الجدب أن يسأل الصالحين الدعاء والاستسقاء للمسلمين
[ 2857 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك أنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت المواشي وتقطعت السبل فادع الله فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة قال فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تهدمت البيوت وهلكت المواشي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم على رؤوس الجبال والاكام وبطون الأودية ومنابت الشجر قال فانجابت عن المدينة انجياب الثوب
ذكر ما يستحب للإمام عند وقوع الجدب بالناس أن يستسقي الله جل وعلا لهم
[ 2858 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد قالا حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن عمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقام إليه الناس فصاحوا فقالوا يا نبي الله قحط المطر واحمر الشجر وهلكت البهائم فادع الله أن يسقينا فقال اللهم اسقنا قال وايم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب قال فنشأت سحابة فانتشرت ثم إنها مطرت فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم فصلى وانصرف فلم تزل تمطر إلى الجمعة الأخرى فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب صاحوا وقالوا يا نبي الله تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله يحبسها عنا قال فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال اللهم حوالينا ولا علينا قال فتقشعت عن المدينة فجعلت تمطر حولها وما تقطر بالمدينة قطرة قال فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل
ذكر العلة التي من اجلها تبسم النبي صلى الله عليه وسلم فيما وصفنا
[ 2859 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قحط المطر عاما فقام بعض المسلمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قحط المطر وأجدبت الأرض وهلك المال قال فرفع يديه وما نرى في السماء سحابة فمد يديه حتى رأيت بياض إبطيه يستسقي الله فما صلينا الجمعة حتى أهم الشاب القريب الدار الرجوع إلى أهله فدامت جمعة فلما كانت الجمعة التي تليها قال يا رسول الله تهدمت البيوت واحتبس الركبان قال فتبسم صلى الله عليه وسلم لسرعة ملالة بن آدم وقال بيديه اللهم حوالينا ولا علينا قال فتكشفت عن المدينة
ذكر ما يدعو المرء به عند وجود الجدب بالمسلمين
[ 2860 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا طاهر بن خالد بن نزار الأيلي قال حدثنا أبي قال حدثنا القاسم بن مبرور عن يونس بن يزيد الأيلي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط المطر فأمر بالمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال إنكم شكوتم جدب جنانكم واحتباس المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا أنت تفعل ما تريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى خير ثم رفع يديه صلى الله عليه وسلم حتى رأينا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحابا فرعدت وأبرقت وأمطرت بإذن الله فلم نلبث في مسجده حتى سألت السيول فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم لثق الثياب على الناس ضحك حتى بدت نواجذه وقال أشهد أن الله على كل شيء قدير وإني عبد الله ورسوله
ذكر ما يستحب للإمام إذا أراد الاستسقاء أن يستسقي الله بالصالحين رجاء استجابة الدعاء لذلك
[ 2861 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا الأنصاري قال حدثني أبي عن ثمامة عن أنس قال كانوا إذا قحطوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم استسقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فيستسقي لهم فيسقون فلما كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في إمارة عمر قحطوا فخرج عمر بالعباس يستسقي به فقال اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبيك صلى الله عليه وسلم واستسقينا به فسقيتنا وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبيك صلى الله عليه وسلم فاسقنا قال فسقوا
ذكر البيان بأن صلاة الاستسقاء يجب أن تكون مثل صلاة العيد سواء
[ 2862 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يحيى القطان قال سمعت سفيان قال حدثني هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه قال أرسلني أمير من الأمراء إلى بن عباس اسأله عن صلاة الاستسقاء فقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متبذلا متمسكنا متضرعا متواضعا ولم يخطب خطبتكم هذه فصلى ركعتين كما يصلي في العيد
ذكر ما يستحب للمرء المبالغة في الدعاء عند الاستسقاء
[ 2863 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه
ذكر الإباحة للمصلي صلاة الاستسقاء أن يجهر بقراءته فيها
[ 2864 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن الخطاب البلدي الزاهد قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن بن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فصلى ركعتين وجهر بالقراءة
ذكر البيان بأن صلاة الاستسقاء يجب ان يجهر فيها بالقراءة
[ 2865 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يستسقي فاستقبل القبلة ولى ظهره الناس وقلب رداءه وصلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة
ذكر ما يستحب للإمام إذا استسقى أن يحول رداءه في خطبته
[ 2866 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عباد بن تميم المازني أنه سمع عمه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يستسقي فحول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة وحول رداءه وصلى ركعتين
ذكر البيان بأن قلب الرداء دون تحويله مباح للمستسقي للناس
[ 2867 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن عباد بن تميم عن عمه قال استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خميصة سوداء فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها فلما ثقلت عليه قلبها على عاتقه
باب صلاة الخوف
ذكر وصف الخوف عند التقاء المسلمين وأعداء الله الكفرة
[ 2868 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانه عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن بن عباس قال فرض الله جل وعلا الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة
ذكر وصف صلاة المرء في الخوف إذا أراد أن يصليها جماعة ركعة واحدة
[ 2869 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الخوف فقام صف بين يديه وصف خلفه فصلى بهم ركعة وسجدتين وجاء أولئك حتى قاموا فقام هؤلاء صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة وسجدتين فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتان ولهم ركعة واحدة
ذكر ذهاب الطائفة الأولى إلى مصاف إخوانهم ويجيء أولئك إلى الإمام عند إرادتهم الصلاة التي وصفناها
[ 2870 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بشر بن السري قال حدثنا سفيان عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان قال أتيت زيد بن ثابت فسألته عن صلاة الخوف فقال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف خلفه وصف بإزاء العدو فصلى بهم ركعة ثم ذهبوا إلى مصاف إخوانهم وجاء الأخرون فصلى بهم ركعة ثم سلم فكان للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتان ولكل طائفة ركعة
ذكر البيان بأن القوم الذين وصفناهم لم يقضوا الركعة التي ركع صلى الله عليه وسلم بإخوانهم بل اقتصروا على ركعة واحدة لهم
[ 2871 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان قال حدثني أبو بكر بن أبي الجهم عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بذي قرد فصف الناس خلفه صفين صف خلفه وصف موازي العدو فصلى بالصف الذي يليه ركعة ثم رجع هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلى بهم ركعة ولم يقضوا
ذكر إباحة أخذ القوم السلاح عند صلاتهم الخوف التي ذكرناها
[ 2872 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثني سعيد بن عبيد الهنائي قال حدثنا عبد الله بن شقيق العقيلي قال حدثني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضجنان وعسفان فحاصر المشركين قال فقالوا إن لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من أبناءهم وأبكارهم يعنون العصر فأجمعوا أمركم ثم ميلوا عليهم ميلة واحدة قال فجاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يقسم أصحابه شطرين ويصلي بالطائفة الأولى ركعة ويأخذ الطائفة الأخرى حذرهم وأسلحتهم فإذا صلى بهم ركعة تأخروا وتقدم الآخرون فصلى بهم ركعة وأخذ هؤلاء الآخرون حذرهم وأسلحتهم فكانت لكل طائفة مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ركعة
ذكر النوع الثاني من صلاة الخوف على حسب الحاجة إليها
[ 2873 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن الأزهر قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بذات الرقاع قالت فصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس صدعين فصفت طائفة وراءه وقامت طائفة وجاه العدو قالت فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرت الطائفة الذين صفوا خلفه ثم ركعوا وركعوا ثم سجد وسجدوا ثم رفع رأسه فرفعوا ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية ثم قاموا فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقري حتى قاموا من ورائهم وأقبلت الطائفة الأخرى فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبروا ثم ركعوا لأنفسهم ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم السجدة الثانية فسجدوا معه ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من ركعته وسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية ثم قامت الطائفتان جميعا فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فركع بهم ركعة وركعوا جميعا ثم سجد فسجدوا جميعا ثم رفع رأسه فرفعوا معه كل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا جدا لا يألو أن يخفف ما استطاع ثم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شركه الناس في صلاته كلها
ذكر النوع الثالث من صلاة الخوف
[ 2874 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الخوف فركع بهما جميعا ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الذي يلونه والآخرون قيام حتى نهض ثم سجد أولئك بأنفسهم سجدتين ثم تأخر الصف المتقدم فركع النبي صلى الله عليه وسلم والصف الذين يلونه فلما رفعوا رؤوسهم سجد أولئك سجدتين كلهم قد ركع مع النبي صلى الله عليه وسلم وسجدت لأنفسهم سجدتين وكان العدو مما يلي القبلة
ذكر الموضع الذي صلى الله عليه وسلم فيه صلاة الخوف التي ذكرناها
[ 2875 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان والمشركون بضجنان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر رآه المشركون يركع ويسجد فأتمروا على أن يغيروا عليه فلما حضرت العصر صف الناس خلفه صفين فكبر وكبروا جميعا وركع وركعوا جميعا وسجد وسجد الصف الذين يلونه وقام الصف الثاني بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه سجد الصف الثاني فلما رفعوا رؤوسهم ركع وركعوا جميعا وسجد وسجد الصف الذين يلونه وقام الصف الثاني بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه سجد الصف الثاني قال أبو حاتم أبو عياش الزرقي اختلف في اسمه منهم من قال إنه زيد بن النعمان ومنهم من قال إنه زيد بن الصامت ومنهم من قال عبيد بن معاوية بن الصامت وقال بعضهم عبيد بن معاذ بن الصامت
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن مجاهدا لم يسمع هذا الخبر من أبي عياش الزرقي ولا لأبي عياش الزرقي صحبة فيما زعم
[ 2876 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال حدثنا أبو عياش الزرقي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان وعلى المشركين خالد بن الوليد قال فصلينا الظهر فقال المشركون لقد كانوا على حال لو أردنا لأصبناهم غرة أو لأصبناهم غفلة قال فأنزلت آية القصر بين الظهر والعصر فأخذ الناس السلاح وصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم صفين مستقبلي العدو والمشركون مستقبلوهم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبروا جميعا وركع وركعوا جميعا ثم رفع رأسه ورفعوا جميعا ثم سجد وسجد الصف الذي يليه وقام الأخر يحرسونهم فلما فرغ هؤلاء من سجودهم سجد هؤلاء ثم نكص الصف الذي يليه وتقدم الآخرون فقاموا مقامهم فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعا ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا جميعا ثم سجد وسجد الصف الذي يليه وقام الآخرون يحرسونهم فلما فرغ هؤلاء من سجودهم سجد الآخرون ثم استووا معه فقعدوا جميعا ثم سلم عليهم جميعا صلاها بعسفان وصلاها يوم بني سليم
ذكر البيان بأن هذه الصلاة التي ذكرناها كان العدو بين المسلمين وبين القبلة فيها
[ 2877 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يحيى بن آدم قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة فقاتلوا قتالا شديدا فلما صلينا الظهر قالوا لو ملنا عليهم ميلة قطعناهم فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقال قالوا بيننا وبينهم صلاة هي أحب إليهم من الأولى فلما حضرت الصلاة صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا معه فركع وركعنا معه وسجد وسجد الصف الأول معه فلما قام سجد الصف الثاني ثم تقدموا فقاموا مقام الصف الأول وتأخر الصف الأول فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا معه ثم ركع وركعنا معه ثم سجد وسجد الصف الأول معه ثم قعد فسجد الصف الثاني ثم جلسوا جميعا فسلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو الزبير عن جابر كما يصلي أمراؤكم هؤلاء
ذكر النوع الرابع من صلاة الخوف
[ 2878 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة من أصل كتابه قال حدثنا أحمد بن الأزهر وكتبته من أصله قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن نوفل وكان يتيما في حجر عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير قال سمعت أبا هريرة ومروان بن الحكم يسأله عن صلاة الخوف فقال أبو هريرة كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الغزاة قال فصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس صدعين قامت معه طائفة وطائفة أخرى مما يلي العدو وظهورهم إلى القبلة فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبروا جميعا الذين معه والذين يقاتلون العدو ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة واحدة فركع معه الطائفة التي تليه ثم سجد وسجدت الطائفة التي تليه والآخرون قيام مقابلي العدو ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذت الطائفة التي صلت معه أسلحتهم ثم مشوا القهقري على أدبارهم حتى قاموا مما يلي العدو وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلة العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم كما هو ثم قاموا فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة أخرى فركعوا معه وسجد وسجدوا معه ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد ومن معه ثم كان السلام فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا جميعا فقام وقد شركوه في الصلاة
ذكر النوع الخامس من صلاة الخوف
[ 2879 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة والطائفة الأخرى مواجهة العدو ثم انصرفوا فقاموا مقام أصحابهم مقبلين على العدو وجاء أولئك فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ثم سلم بهم النبي صلى الله عليه وسلم ومضى هؤلاء فقاموا مقام أصحابهم مقبلين على العدو وجاء أولئك فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ثم سلم بهم النبي صلى الله عليه وسلم وقضى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة
ذكر البيان بأن القوم في الصلاة التي وصفناها كانوا يحرسون بعضهم بعضا
[ 2880 ] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا كثير بن عبيد قال حدثنا بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن بن عباس قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام الناس معه فكبر وكبروا معه ثم ركع وركع معه ناس منهم ثم سجد وسجدوا ثم قام إلى الركعة الثانية فتأخر الذين سجدوا معه يحرسون إخوانهم وأتت الطائفة أخرى فركعوا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم وسجدوا والناس كلهم في صلاة يكبرون ولكن يحرس بعضهم بعضا
ذكر النوع السادس من صلاة الخوف
[ 2881 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا سعيد بن عامر عن أشعث عن الحسين عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صفهم صفين فصلى ركعتين بالصف الذي يليه ثم سلم وتأخروا وتقدم الآخرون فصلى بهم ركعتين ثم سلم فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللمسلمين ركعتين ركعتين
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به الحسن عن أبي بكرة
[ 2882 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن سليمان اليشكري أنه سأل جابر بن عبد الله عن إقصار الصلاة في الخوف أين أنزل وأين هو فقال خرجنا نتلقى عيرا لقريش أتت من الشام حتى إذا كنا بنخل جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيفه موضوع فقال أنت محمد قال نعم قال أما تخافني قال لا قال فمن يمنعك مني قال الله يمنعني منك قال فسل سيفه وتهدده القوم وأوعدوه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالرحيل وبأخذ السلاح ثم نادى بالصلاة فصلت طائفة خلفه وطائفة تحرس مقبلين على العدو فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائفة التي معه ركعتين وأقبلت الطائفة الأخرى فقامت في مصاف الذين صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرست الطائفة الذين صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم مقبلون على العدو فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين فصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا ولأصحابه ركعتين
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به قتادة عن سليمان اليشكري
[ 2883 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سليمان بن قيس عن جابر بن عبد الله قال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة بنخل فرأوا من المسلمين غرة فجاءه رجل منهم يقال له عوف بن الحارث أو غورث بن الحارث حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف فقال من يمنعك مني قال الله قال فسقط السيف من يده فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فقال له من يمنعك مني قال كن خيرا مني قال تشهد أن لا إله إلا الله قال لا ولكن أعاهدك على أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك قال فخلى سبيله فجاء إلى أصحابه فقال جئتكم من عند خير الناس فلما كان عند الظهر أو العصر شكك أو عوانة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الخوف قال فكان الناس طائفتين طائفة بإزاء العدو وطائفة يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالطائفة الذين معه ركعتين ثم انصرفوا فكانوا مكان أولئك وجاء أولئك فصلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتان
ذكر الموضع الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف التي ذكرناها
[ 2884 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عفان حدثنا أبان بن يزيد قال حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذ كنا بذات الرقاع نودي الصلاة جامعة فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتان
ذكر النوع السابع من صلاة الخوف
[ 2885 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة قال حدثنا روح بن عبادة قال أخبرنا شعبة ومالك عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة أنه قال في صلاة الخوف تقوم طائفة وراء الإمام وطائفة خلفه فيصلي بالذين خلفه ركعة وسجدتين ثم يقعد مكانه حتى يقضوا ركعة وسجدتين ثم يتحولون إلى مكان أصحابهم ثم يتحول أصحابهم إلى مكان هؤلاء فيصلي بهم ركعة وسجدتين ثم يقعد مكانه حتى يصلوا ركعة وسجدتين ثم يسلم
[ 2886 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة في عقبه قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا روح قال حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن القاسم عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا
ذكر النوع الثامن من صلاة الخوف
[ 2887 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن الصباح قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف يقوم امام وطائفة من الناس معه فيسجدون سجدة واحدة وتكون طائفة بينهم وبين العدو ثم ينصرف الذين سجدوا سجدة مع الإمام ويكونون مكان الذين لم يصلوا ويجيء أولئك فيصلون مع إمامهم سجدة واحدة ثم ينصرف إمامهم فيصلي كل واحد من الطائفتين بصلاته سجدة واحدة فإن كان خوفا أشد من ذلك فرجالا أو ركبانا
ذكر النوع التاسع من صلاة الخوف
[ 2888 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي قال حدثنا بن أبي مريم قال حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا يزيد بن الهاد قال حدثني شرحبيل أبو سعد عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة من خلفه وطائفة من وراء التي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قعود ووجوههم كلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرت الطائفتان فركع وركعت الطائفة التي خلفه والأخرى قعود ثم سجد وسجدوا أيضا والآخرون قعود ثم قام فقاموا ونكسوا خلفهم حتى كانوا مكان أصحابهم قعودا وأتت الطائفة الأخرى فصلى بهم ركعة وسجدتين والآخرون قعود ثم سلم فقامت الطائفتان كلتاهما فصلوا لأنفسهم ركعة وسجدتين قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذه الأخبار ليس بينهما تضاد ولا تهاتر ولكن المصطفى صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف مرارا في أحوال مختلفة بأنواع متباينة على حسب ما ذكرناها أراد صلى الله عليه وسلم به تعليم أمته صلاة الخوف أنه مباح لهم أن يصلوا أي نوع من الأنواع التسعة التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوف على حسب الحاجة إليها والمرء مباح له أن يصلي ما شاء عند الخوف من هذه الأنواع التي ذكرناها إذ هي من اختلاف المباح من غير أن يكون بينها تضاد أو تهاتر
ذكر الإباحة للمرء عند اشتداد الخوف أن يؤخر الصلاة إلى أن يفرغ من قتاله
[ 2889 ] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا محمود بن خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال ولا أعلم إلا أن أبا عمرو حدثنا بحديث حدثنا به شيبان أبو معاوية وغيره عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر أن عمر بن الخطاب جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الخندق فقال يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب وذلك بعدما أفطر الصائم قال والله ما صليناها بعد قال فنزل إلى بطحان وأنا معه فتوضأ ثم صلى العصر بعدما غربت الشمس وبعدما أفطر الصائم
ذكر البيان بأن المرء إذا أخر الصلاة في الحال التي وصفناها له بعد ذلك أن يؤدي الصلوات على غير المثال الذي وصفناه من صلاة الخوف
[ 2890 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا بن أبي ذئب قال حدثنا المقبري عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال حبسنا يوم الخندق حتى كان بعد المغرب وذلك قبل أن ينزل في القتال فلما كفينا القتال وذلك قول الله جل وعلا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأقام الظهر فصلى كما كان يصليها في وقتها ثم أقام العصر فصلاها كما كان يصليها في وقتها ثم أقام المغرب فصلى كما يصليها في وقتها
ذكر الإباحة للمرء إذا لقي العدو واشتغل بالمواقعة أن يؤخر صلاته حتى يفرغ من حربه
[ 2891 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هاشم بن الحارث المروزي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الخندق شغلونا عن صلاة العصر ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا قال ولم يصلها يومئذ حتى غابت الشمس