تتمة كتاب الصلاة
باب الصلاة في الكعبة
ذكر إثبات صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الكعبة
[ 3200 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن سماك الحنفي قال سمعت بن عمر يقول صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت وسيأتي من ينهى عن ذلك وابن عباس جالس إلى جنبه
ذكر الموضع الذي صلى صلى الله عليه وسلم فيه حين دخل الكعبة
[ 3201 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا يوسف بن عيسى قال حدثنا الفضل بن موسى عن حنظلة بن أبي سفيان عن سالم عن بن عمر قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت بين الساريتين
ذكر البيان بأن عمر سمع استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفنا من بلال
[ 3202 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال حدثني حسان بن عطية قال حدثنا نافع عن بن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الكعبة ومعه بلال وعثمان بن طلحة فأغلقوا عليهم الباب من داخل فلما خرجوا سألت بلالا قلت أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيته صلى على وجهه حين دخل بين العمودين عن يمينه ثم لمت نفسي أن لا أكون سألته كم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الكعبة بين عمودي إنما كانت بين العمودين المقدمين
[ 3203 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت ومعه أسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة فأجافوا الباب عليهم طويلا ثم فتح فكنت أول من دخل فلقيت بلالا فقلت أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بين العمودين المقدمين فنسيت أن أسأله كم صلى
ذكر وصف قيام المصطفى صلى الله عليه وسلم عند صلاته في الكعبة بين الأعمدة
[ 3204 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة وبلال بن رباح معه فأغلقها عليه ومكث فيها قال بن عمر فسألت بلالا حين خرج أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جعل عمودا عن يساره وعمودين عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر نافع الذي ذكرناه
[ 3205 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي الشعثاء قال رأيت بن عمر داخل البيت حتى إذا كان بين الساريتين صلى أربعا فقمت إلى جنبه فلما صلى قلت أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ها هنا أخبرني أسامة بن زيد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر بن عمر عن بلال وأسامة بن زيد لأنهما كانا مع المصطفى صلى الله عليه وسلم في الكعبة فمرة أدى الخبر عن بلال ومرة أخرى عن أسامة بن زيد فالطريقان جميعا محفوظان
ذكر وصف القدر الذي بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين الجدار حيث كان يصلي في الكعبة
[ 3206 ] أخبرنا روح بن عبد المجيد ببلد الموصل قال حدثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي عبد الله بن محمد بن إسحاق قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن نافع عن بن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وبينه وبين القبلة مقدار ثلاثة أذرع
ذكر نفي بن عباس صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الكعبة
[ 3207 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة وفيها ست سواري فقام عند كل سارية ودعا ولم يصل
ذكر خبر ثان يصرح بنفي هذا الفعل الذي ذكرناه
[ 3208 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا موسى بن محمد بن حيان قال حدثنا الضحاك بن مخلد عن بن جريج قال قلت لعطاء أسمعت بن عباس يقول إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله قال لم يكن ينهى عن دخوله ولكن سمعته يقول أخبرني أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج فصلى عند الباب وقال ها هنا قبلة فصله قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذان خبران قد عول أئمتنا رحمه الله عليهم ورضوانه على الكلام فيهما على النفي والاثبات وزعموا أن بلالا أثبت صلاه المصطفى صلى الله عليه وسلم في الكعبه وابن عباس ينفيها والحكم المثبت للشىء أبدا لا لمن ينفيه وهذا شيء يلزمنا في قصه أحد في نفى جابر بن عبد الله الصلاة على شهداء أحد وغسلهم في ذلك اليوم والأشبه عندي في الفصل بين هذين الخبرين بأن يجعلا في فعلين متباينين فيقال إن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة دخل الكعبة فصلى فيها على ما رواه أصحاب بن عمر عن بلال وأسامة بن زيد وكان ذلك يوم فتح كذلك قاله حسان بن عطيه عن بن عمر ويجعل نفى بن عباس صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الكعبة في حجته التي حج فيها حتى يكون فعلان في حالتين متباينتين لأن بن عباس نفى الصلاة في الكعبة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وزعم أن أسامه بن زيد أخبره بذلك وأخبر أبو الشعثاء عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في البيت وزعم أن أسامه بن زيد أخبره بذلك فإن حمل الخبران على ما وصفنا في الموضعين المتباينين بطل التضاد بينهما وصح استعمال كل واحد منهما