كتاب الطلاق
ذكر الأمر لمن أراد أن يطلق امرأته أن يطلقها في طهرها لا في حيضها
[ 4263 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا بشر بن المفضل ويحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن بن عمر حدثه أنه طلق امرأته تطليقة وهي حائض فاستفتى عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن عبد الله طلق امرأته وهي حائض فقال مر عبد الله فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر من حيضتها هذه فإذا حاضت حيضة أخرى فطهرت فإن شاء فليطلقها قبل أن يجامعها وإن شاء فليمسكها

ذكر الزجر عن أن يطلق المرء امرأته في حيضها دون طهرها
[ 4264 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا وهب بن بقية قال حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عمر قال طلقت امرأتي وهي حائض فرد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حتى طلقتها وهي طاهر

ذكر الزجر عن أن يطلق المرء النساء ويرتجعهن حتى يكثر ذلك منه
[ 4265 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا نوح بن حبيب قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال أحدكم يلعب بحدود الله يقول قد طلقت قد راجعت

ذكر الخبر الدال على أن الكنايات في الطلاق إن أريد بها الطلاق كان طلاقا على حسب نية المرء فيه
[ 4266 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال سألت الزهري أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت منه قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة أن بنت الجون لما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدنا منها قالت أعوذ بالله منك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عذت بعظيم الحقي بأهلك قال الزهري الحقي بأهلك تطليقة

ذكر البيان بأن تخيير المرء امرأته بين فراقه أو الكون معه إذا اختارت نفسه لم يكن ذلك طلاقا
[ 4267 ] أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا زيد بن أخزم حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة وعن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فهل كان ذلك طلاقا

ذكر البيان بأن عائشة لما خيرها المصطفى صلى الله عليه وسلم اختارت الله جل وعلا وصفيه صلى الله عليه وسلم
[ 4268 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن بن عباس قال لم أزل حريصا أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين اللتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال الله إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما حتى حج عمر فحججت معه فلما كان في بعض الطريق عدل ليتوضأ وعدلت معه بالإداوة فتبرز ثم أتاني فسكبت على يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما فقال عمر واعجبا لك يا بن عباس ثم قال هي عائشة وحفصة ثم أنشأ يسوق الحديث فقال كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدناهم قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم وكان منزلي في بني أمية بن زيد في العوالي قال فتغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لتراجعنه وتهجره إحداهن اليوم الى الليل قال فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم وتهجره احدانا اليوم الى الليل قال قد قلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك إن كانت جارتك هي اوسم وأحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يريد عائشة قال وكان لي جار من الأنصار وكنا نتناوب النزول الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وانزل يوما فيأتيني بخبر الوحي وغيره وأنزل فآتيه بمثل ذلك وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا قال فنزل صاحبي يوما ثم أتاني فضرب على بابي ثم ناداني فخرجت اليه فقال حدث أمر عظيم فقلت ماذا أجاءت غسان قال بل أعظم من ذلك وأطول طلق رسول الله نساءه فقلت خابت حفصة وخسرت قد كنت اظن هذا كائنا فلما صليت الصبح شددت علي ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا أدري هو ذا هو معتزل في هذه المشربة قال فأتيت غلاما له اسود فقلت استأذن لعمر فدخل الغلام ثم خرج الي وقال قد ذكرتك له فلم يقل شيئا فانطلقت حتى أتيت المسجد فإذا قوم حول المنبر جلوس يبكي بعضهم الى بعض قال فجلست قليلا ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج الي فقال قد ذكرتك له فصمت فرجعت فجلست الى المنبر ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج الي فقال قد ذكرتك له فسكت فوليت مدبرا فإذا الغلام يدعوني ويقول ادخل فقد أذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكئ على رمل حصير قد أثر بجنبه فقلت أطلقت يا رسول الله نساءك قال فرفع رأسه إلي وقال لا فقلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتغضبت على امرأتي يوما فإذا هي تراجعني فأنكرت ذلك عليها فقالت أتنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم الى الليل قال فقلت قد خاب من فعل ذلك منهن وخسرت أتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله فدخلت على حفصة فقلت لها لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي اوسم وأحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرى فقلت استأنس يا رسول الله قال نعم فجلست فرفعت رأسي في البيت فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر إلا أهبا ثلاثة فقلت يا رسول الله ادعو الله أن يوسع على أمتك فقد وسع الله على فارس والروم وهم لا يعبدونه قال فاستوى جالسا وقال افي شك أنت يا بن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت استغفر لي يا رسول الله وكان اقسم لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة قالت فلما مضى تسع وعشرون دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بي فقلت يا رسول الله إنك اقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وإنك دخلت تسعا وعشرين أعدهن فقال صلى الله عليه وسلم إن الشهر تسع وعشرون ثم قال يا عائشة إني ذاكر لك أمرا فلا أريد أن تعجلي فيه حتى تستأمري ابويك قالت ثم قرأ علي الآية يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن اجرا عظيما قالت عائشة قد علم والله أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه فقلت افي هذا استأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة

ذكر البيان بأن الأمة المزوجة إذا أعتقت كان لها الخيار في الكون تحت زوجها العبد أو فراقه
[ 4269 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا هناد بن السري ويحيى بن طلحة اليربوعي قالا حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت كان في بريرة ثلاث قضيات أراد أهلها أن يبيعوها ويشترطوا الولاء فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتريها وأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق وعتقت فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختارت نفسها وكانت يتصدق عليها فتهدي لنا منه فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال كلوا فإنه عليها صدقة وهو لكم هدية

ذكر ما يجب للجارية إذا أعتقت وهي تحت عبد أن تختار فراقه أو الكون معه
[ 4270 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس قال خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فاختارت نفسها

ذكر البيان بأن الجارية إذا أعتقت وهي تحت عبد لها الخيار في فراقه أو الكون معه
[ 4271 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج النيلي املاء من كتابه قال حدثنا أبو عوانة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة انها اشترت بريرة واشترط أهلها ولاءها فقال صلى الله عليه وسلم اعتقيها فإنما الولاء لمن أعطى الورق وولي النعمة قالت فأعتقتها فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لو أعطيت كذا وكذا ما كنت معه قال الأسود وكان زوجها حرا

ذكر البيان بأن زوج بريرة كان عبدا لا حرا وأن الأسود واهم في قوله كان حرا
[ 4272 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كاتبت بريرة على نفسها بتسعة أواق في كل سنة أوقية فأتت عائشة تستعينها فقالت لا إلا أن يشاؤوا أن أعدها لهم عدة واحدة ويكون الولاء لي فذهبت بريرة فكلمت بذلك أهلها فأبوا عليها إلا أن يكون الولاء لهم فجاءت الى عائشة وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك فقالت لها ما قال أهلها فقالت لاها الله إذا إلا أن يكون الولاء لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا فقلت يا رسول الله إن بريرة اتتني تستعينني على كتابتها فقلت لا إلا أن يشاؤوا أن أعدها لهم عدة واحدة ويكون الولاء لي فذكرت ذلك لأهلها فأبوا عليها إلا أن يكون الولاء لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتاعيها واشترطي لهم الولاء واعتقيها فإن الولاء لمن أعتق ثم قام صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله يقولون أعتق يا فلان والولاء لي كتاب الله أحق وشرط الله أوثق كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها وكان عبدا فاختارت نفسها قال عروة فلو كان حرا ما خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجها

ذكر الخبر المصرح بأن زوج بريرة كان عبدا لا حرا
[ 4273 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن عكرمة عن بن عباس أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني انظر اليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس يا عباس ألا تعجب من شدة حب مغيث بريرة ومن شدة بغض بريرة مغيثا فقال لها صلى الله عليه وسلم لو راجعتيه فإنه أبو ولدك قالت يا رسول الله أتأمرني به قال صلى الله عليه وسلم إنما أنا شافع قالت فلا حاجة لي فيه
باب الرجعة
ذكر الخبر الدال على أن طلاق المرء امرأته ما لم يصرح بالثلاث في نيته يحكم له بها
[ 4274 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا جرير بن حازم عن الزبير بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده أنه طلق امرأته البتة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أردت بها قال واحدة قال آلله قال آلله قال هي على ما أردت قال أبو حاتم الزبير بن سعيد هذا هو الزبير بن سعيد بن سليمان بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أمه حمادة بنت يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب مات في ولاية أبي جعفر

ذكر الإباحة للمرء طلاق امرأته ورجعتها متى ما أحب
[ 4275 ] أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال أخبرنا مسروق بن المرزبان قال حدثنا بن أبي زائدة عن صالح عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم راجعها

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم راجع حفصة من أجل أبيها عمر بن الخطاب
[ 4276 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا يونس بن بكير قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن بن عمر قال دخل عمر على حفصة وهي تبكي فقال ما يبكيك لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك إنه قد كان طلقك ثم راجعك من أجلي فأيم الله لئن كان طلقك لا كلمتك كلمة أبدا
باب الإيلاء ذكر الإباحة للمرء أن يولي من امرأته أياما معلومة
[ 4277 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك أنه قال آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه وكانت انفكت رجله فأقام في مشربة تسعا وعشرين ثم نزل قالوا يا رسول الله آليت شهرا قال الشهر تسع وعشرون

ذكر ما يعمل المرء إذا آلى من امرأته باليمين
[ 4278 ] حدثنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا الحسن بن قزعة حدثنا مسلمة بن علقمة حدثنا داود بن أبي هند عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه فجعل الحرام حلالا وجعل في اليمين كفارة
باب الظهار
ذكر وصف الحكم للمظاهر من امرأته وما يلزمه عند ذلك من الكفارة
[ 4279 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني معمر بن عبد الله بن حنظلة عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن خويلة بنت ثعلبة قالت في والله وفي أوس بن الصامت انزل الله جل وعلا صدر سورة المجادلة قالت كنت عنده وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه وضجر قالت فدخل علي يوما فراجعته في شيء فغضب وقال أنت علي كظهر أمي ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل علي فإذا هو يريدني على نفسي قالت قلت كلا والذي نفس خويلة بيده لا تخلص الي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه قالت فواثبني فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته تحتي ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابا ثم خرجت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه فجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه قالت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا خويلة بن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه قالت فوالله ما برحت حتى نزل القرآن فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يغشاه ثم سري عنه فقال يا خويلة قد أنزل الله جل وعلا فيك وفي صاحبك قالت ثم قرأ علي قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله إلى قوله وللكافرين عذاب أليم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مريه فليعتق رقبة قالت وقلت يا رسول الله ما عنده ما يعتق قال فليصم شهرين متتابعين قالت فقلت والله يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام قال فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر فقلت والله يا رسول الله ما ذلك عنده قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا سنعينه بعرق من تمر قالت فقلت وأنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر فقال أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيرا قالت ففعلت
باب الخلع
ذكر الأمر للمرأة بإعطاء ما طابت نفسها به على الخلع
[ 4280 ] أخبرنا عمر بن سعيد أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته عن حبيبة بنت سهل الأنصارية أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج الى صلاة الصبح فوجد حبيبة بنت سهل على بابه في الغلس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنك فقالت لا أنا ولا ثابت بن قيس لزوجها فلما جاء ثابت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه حبيبة بنت سهل قد ذكرت ما شاء الله أن تذكر قالت حبيبة يا رسول الله كل ما أعطاني عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس خذ منها فأخذ منها وجلست في أهلها
باب اللعان
ذكر السبب الذي من أجله انزل الله آية اللعان
[ 4281 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد المدينة ذات ليلة فقال رجل ارأيتم لو وجد رجل مع امرأته رجلا فإن قتله قتلتموه وإن سكت سكت على غيظ فوالله لأسألن عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح غدا عليه فسأله فقال لو وجد رجل مع امرأته رجلا فإن قتله قتلتموه وإن تكلم جلدتموه وإن سكت سكت على غيظ ثم قال اللهم افتح فنزلت والذين يرمون ازواجهم هؤلاء الآيات في اللعان فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وامرأته فتلاعنا فشهد الرجل أربع مرات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين فلما أخذت امرأته لتلتعن قال لها النبي صلى الله عليه وسلم مه فالتعنت فلما أدبرت قال النبي صلى الله عليه وسلم فلعلها أن تجيء به اسود جعدا فجاءت به اسود جعدا قال إسحاق قال يحيى بن معين قلت لجرير لم يرو هذا عن الأعمش أحد غيرك قال لكني سمعته منه
[ 4282 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أرأيت إن وجدت مع امرأتي رجلا امهله حتى آتي بأربعة شهداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم
[ 4283 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع قال حدثنا فليح عن الزهري عن سهل بن سعد أن رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت رجلا رأى مع امرأته رجلا يقتله فتقتلونه أم كيف يفعل به فأنزل الله جل وعلا ما ذكر في القرآن من المتلاعنين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قضي فيك وفي امرأتك قال فتلاعنا وأنا شاهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمسكها فقد كذبت عليها ففارقها فكانت سنة بعد أن يفرق بين المتلاعنين فكانت حاملا فأنكر حملها وكان ابنها يدعى إليها ثم جرت السنة في الميراث أن يرثها وترث منه ما فرض الله لها

ذكر اسم هذا الملاعن امرأته اللذين ذكرناهما
[ 4284 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب أن سهل بن سعد الساعدي أخبره أن عويمر العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري فقال له يا عاصم أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل سل لي يا عاصم عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المسائل وعابها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجع عاصم الى أهله جاءه عويمر فقال يا عاصم ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عاصم لعويمر لم تأتني بخير قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة التي سألته عنها فقال عويمر والله لا أنتهي حتى اسأله عنها فجاء عويمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسط الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل فيك وفي صاحبتك فاذهب فأت بها فقال سهل فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغا من تلاعنهما قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 4285 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن يوسف عن الأوزاعي عن الزهري عن سهل بن سعد الساعدي أن عويمرا العجلاني اتى عاصم بن عدي وكان سيد بني العجلان فقال كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع فقال سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال فأتى عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها فأتى عويمرا فقال له إن النبي صلى الله عليه وسلم قد كره المسائل وعابها فقال عويمر والله لا انتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأتى عويمر فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل الله جل وعلا فيك وفي صاحبتك فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا بما سمى الله في كتابه قال فلاعنها ثم قال يا رسول الله إن حبستها فقد ظلمتها قال فطلقها وكانت سنة لمن بعدهما من المتلاعنين قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا فإن جاءت به اسحم أدعج العينين عظيم الاليتين خدلج الساقين فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أحسب عويمرا إلا وقد كذب عليها قال فجاءت به على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر قال فكان ينسب بعد الى أمه

ذكر وصف اللعان الذي يجب أن يكون بين من وصفنا نعتهما من الزوج والمرأة
[ 4286 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن عبد الملك بن أبي سليمان قال سمعت سعيد بن جبير يقول سئلت عن المتلاعنين في إمرة مصعب أيفرق بينهما فما دريت ما أقول فيه فقمت مكاني إلى منزل عبد الله بن عمر وهو قائل فاستأذنته فقال الغلام إنه قائل فقلت ما بد من أن أدخل عليه فسمع صوتي فعرفه وقال أسعيد قلت نعم قال ادخل ما جئت هذه الساعة إلا لحاجة فدخلت وهو مفترش برذعة رحله متوسد وسادة حشوها ليف فقلت يا أبا عبد الرحمن المتلاعنان أيفرق بينهما فقال سبحان الله نعم إن أول من سأل عن ذلك فلان بن فلان اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت لو أن أحدنا رأى امرأته على فاحشة كيف يصنع إن تكلم تكلم بأمر عظيم وإن سكت سكت على مثل ذلك فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان بعد ذلك أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به فأنزل الله جل وعلا هؤلاء الآيات فدعا الرجل فتلاهن عليه ووعظه وذكره وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقال لا والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها ثم دعا بالمرأة فوعظها وذكرها وأخبرها أن عذاب الدنيا اهون من عذاب الآخرة فقالت والذي بعثك بالحق إنه لكاذب فبدأ بالرجل فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ثم ثنى بالمرأة فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ثم فرق بينهما

ذكر البيان بأن الزوجين إذا تلاعنا على حسب ما وصفناه لم يكن له السبيل عليها فيما بعد من أيامه
[ 4287 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن عيينة عن عمرو بن دينار سمع سعيد بن جبير يقول سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين حسابكما على الله أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها قال يا رسول الله مالي قال لا مال لك إن كنت صدقت عليها فهو ما استحللت من فرجها وإن كنت كذبت عليها فذاك أبعد لك

ذكر البيان بأن ولد المتلاعنة يلحق بها بعد اللعان الواقع بينها وبين زوجها دون أن يلحق بزوجها
[ 4288 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر أن رجلا لاعن امرأته في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتفى من ولدها ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وألحق الولد بالمرأة
باب العدة
[ 4289 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث عن عقيل عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس أنها كانت تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فزعمت أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتت في خروجها من بيتها فأمرها أن تنتقل إلى بن أم مكتوم الأعمى

ذكر العلة التي من اجلها أمرت فاطمة بنت قيس بالانتقال الى بيت بن أم مكتوم
[ 4290 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب بالشام فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال لها ليس لك عليه نفقة وأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي فاعتدي عند بن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك حيث شئت فإذا حللت فآذنيني قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد قالت فكرهت ثم قال انكحي أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به

ذكر الاخبار عن نفي إثبات السكن للمبتوتة
[ 4291 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا عمرو بن العباس قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المطلقة ثلاثا ليس لها سكنى ولا نفقة

ذكر وصف عدة المتوفى عنها زوجها
[ 4292 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري اخبرتها أنها جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع الى أهلها في بني خدرة فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرجع الى أهلي فإن زوجي لم يتركني في منزل يملكه ولا نفقة فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فانصرفت حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد دعاني أو أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعيت له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت قالت فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي فقال امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله قالت فاعتدت فيه أربعة اشهر وعشرا قالت فلما كان عثمان بن عفان أرسل الي فسألني عن ذلك فأخبرته فاتبعه وقضى به قال أبو حاتم روى هذا الخبر الزهري عن مالك والقدوم موضع بالحجاز وهو الموضع الذي روي في بعض الاخبار أن إبراهيم اختتن بالقدوم

ذكر الأمر بالاعتداد للمتوفى عنها زوجها في البيت الذي جاء فيه نعيه
[ 4293 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة قال أخبرني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة أنه سمع عمته زينب تحدث عن فريعة أن زوجها كان في قرية من قرى المدينة وأنه تبع أعلاجا فقتلوه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت الوحشة وذكرت أنها في منزل ليس لها وأنها استأذنته أن تأتي اخوتها بالمدينة فأذن لها ثم أعادها ثم قال لها امكثي في بيتك الذي جاء فيه نعيه حتى يبلغ الكتاب أجله

ذكر الاخبار بأن انقضاء عدة الحامل وضعها حملها وإن كان ذلك في مدة يسيرة
[ 4294 ] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا كثير بن عبيد المذحجي قال حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عتبة كتب الى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري أن ادخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية فاسألها عما أفتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حملها قال فدخل عمر بن عبد الله فسألها فأخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا فتوفي عنها في حجة الوداع فولدت قبل أن يمضي لها أربعة اشهر وعشر من وفاة بعلها فلما تعلت من نفاسها دخل عليها أبو السنابل بن بعكك رجل من بني عبد الدار فرآها متجملة فقال لها لعلك تريدين النكاح قبل أن يمر عليك أربعة اشهر وعشر قالت فلما سمعت ذلك من أبي السنابل جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثته واستفتيته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حللت حين وضعت حملك

ذكر وصف العدة للحامل المتوفى عنها زوجها
[ 4295 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى عن أبي سلمة قال سئل بن عباس عن امرأة وضعت بعد وفاة زوجها بأربعين ليلة فقال بن عباس آخر الأجلين قال أبو سلمة فقلت أما قال الله وأولات الاحمال اجلهن أن يضعن حملهن قال أبو هريرة أنا مع بن أخي يعني أبا سلمة فأرسل بن عباس كريبا الى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألهن هل سمعتن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك سنة فأرسلن اليه أن سبيعة الأسلمية وضعت بعد وفاة زوجها بأربعين ليلة فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر وصف عدة المتوفى عنها زوجها وهي حامل
[ 4296 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار أن عبد الله بن عباس وأبا سلمة بن عبد الرحمن اختلفا في المرأة تنفس بعد وفاة زوجها بليال فقال عبد الله آخر الأجلين وقال أبو سلمة إذا نفست فقد حلت قال فجاء أبو هريرة فقال انا مع بن أخي يعني أبا سلمة فبعثوا كريبا مولى بن عباس الى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فجاءهم فأخبرهم أنها قالت ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بليال فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها قد حللت فانكحي

ذكر القدر الذي وضعت فيه سبيعة حملها بعد وفاة زوجها
[ 4297 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد ربه بن سعيد بن قيس عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال سئل عبد الله بن عباس وأبو هريرة عن المتوفى عنها زوجها وهي حامل فقال بن عباس آخر الأجلين وقال أبو هريرة إذا ولدت فقد حلت فدخل أبو سلمة على أم سلمة فسألها عن ذلك فقالت ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهر فخطبها رجلان أحدهما شاب والآخر كهل فحطت الى الشاب فقال الكهل لم تحلل وكان أهلها غيبا ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد حللت فانكحي من شئت

ذكر الإباحة للمرأة الحامل إذا مات عنها زوجها أن تتزوج بعد وضعها حملها وإن كان ذلك في مدة يسيرة
[ 4298 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر عن المسور بن مخرمة قال وضعت سبيعة بعد وفاة زوجها بأيام قلائل فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنته في النكاح فأذن لها

ذكر الاخبار بأن المتوفى عنها زوجها لها أن تتزوج بعد وضعها الحمل وإن كان ذلك في مدة يسيرة
[ 4299 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن أبي السنابل قال وضعت سبيعة حملها بعد وفاة زوجها بثلاثة وعشرين أو خمسة وعشرين ليلة فلما وضعت تشوفت الأزواج فعيب ذلك عليها فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وما يمنعها وقد انقضى اجلها

ذكر وصف عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها
[ 4300 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن مطر عن رجاء بن حيوة عن قبيصة بن ذؤيب عن عمرو بن العاص قال لا تلبسوا علينا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم عدة أم الولد عدة المتوفى عنها زوجها قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر بن أبي عروبة عن قتادة ومطر الوراق عن رجاء بن حيوة فمرة يحدث عن هذا وأخرى عن ذلك
فصل في إحداد المعتدة
[ 4301 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على هالك أكثر من ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا

ذكر الأمر بالإحداد للمرأة على زوجها أربعة اشهر وعشرا
[ 4302 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد عن عائشة وحفصة أمهات المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة اشهر وعشرا

ذكر الزجر عن أن تحد المرأة فوق الثلاث على أحد من الناس خلا الزوج
[ 4303 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج

ذكر وصف الاحداد الذي تستعمل المرأة على زوجها
[ 4304 ] أخبرنا الحسين بن إدريس قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة أنها أخبرته بهذه الأحاديث الثلاث قالت زينب دخلت على أم حبيبة حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب فدعت أم حبيبة بطيب فيه صفرة خلوق أو غيره فدهنت منه جارية ثم مست به بطنها ثم قالت والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة اشهر وعشرا وقالت زينب دخلت على زينب بنت جحش حين توفي اخوها عبد الله بن جحش فدعت بطيب فمست منه ثم قالت والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة اشهر وعشرا قالت زينب وسمعت أمي أم سلمة تقول جاءت امرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابنتي توفي عنها زوجها وقد اشتكت عيناها فنكحلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مرتين أو ثلاث كل ذلك يقول لا إنما هي أربعة أشهر وعشر وقد كانت إحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول

ذكر الإباحة للمرأة في الاحداد أن تمس الطيب في بعض الأوقات دون بعض
[ 4305 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة اشهر وعشرا لا تكتحل ولا تلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب ولا تمس طيبا إلا عند أدنى طهرها إذا اغتسلت من محيضها نبذة قسط وأظفار

ذكر الزجر عن أن تلبس المعتدة الحلي أو تختضب
[ 4306 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن أبي بكير قال أخبرني إبراهيم بن طهمان قال حدثني بديل عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المتوفى عنها زوجها لا تلبس المعصفر من الثياب ولا الممشقة ولا الحلي ولا تختضب ولا تكتحل