كتاب الطب
ذكر الأمر بالتداوي إذ الله جل وعلا لم يخلق داء الا خلق له دواء خلا شيئين
[ 6061 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان حدثنا زياد بن علاقة سمع أسامة بن شريك يقول شهدت النبي صلى الله عليه وسلم والاعراب يسألونه يا رسول الله هل علينا جناح في كذا مرتين فقال عباد الله وضع الله الحرج إلا امرؤ اقترض من عرض أخيه شيئا فذلك الذي حرج قالوا يا رسول الله فهل علينا جناح أن نتداوي فقال تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء الا وضع له دواء قالوا يا رسول لله فما خير ما أعطي العبد قال خلق حسن قال سفيان ما على وجه الأرض اليوم إسناد أجود من هذا

ذكر الاخبار عن إنزال الله لكل داء دواء يتداوي به
[ 6062 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن أبى عبد الرحمن السلمي قال أخبرنا بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لم ينزل داء إلا نزل معه دواء جهله من جهله وعلمه من علمه

ذكر الاخبار بأن العلة التي خلقها الله جل وعلا إذا عولجت بدواء غير دوائها لم تبرأ حتى تعالج به
[ 6063 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله

ذكر وصف الشيئين اللذين لا دواء لهما
[ 6064 ] أخبرنا عمران بن موسى حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا بن إدريس عن مسعر وسفيان هو الثوري عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وقد انزل له شفاء إلا السام والهرم

ذكر الزجر عن تدواي المرء بما لا يحل استعماله من الأشياء كلها
[ 6065 ] أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبى قال حدثنا شعبة عن سماك سمع علقمة بن وائل يحدث عن أبيه انهم اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقام اليه رجل من خثعم يقال له سويد بن طارق فقال إنا نصنع الخمر فنهاه عنها فقال إنما تداوي بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست بدواء إنها داء

ذكر الأمر بإبراد الحمى بالماء بذكر لفظه مجملة غير مفسرة
[ 6066 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن شدة الحمي من فيح جهنم فأبردوها بالماء

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 6067 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا الشافعي عن مالك عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمي من فور جهنم فاطفئوها بالماء

ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرناها بأن شدة الحمى إنما تبرد بماء زمزم دون غيره من المياه
[ 6068 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبى شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا أبو جمرة قال كنت ادفع الناس عن بن عباس فاحتبست أياما فقال ما حبسك قلت الحمى قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الحمي من فيح جهنم فأبردوها بماء زمزم

ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز اتخاذ النشرة للأعلاء
[ 6069 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وهب فقال أخبرني داود بن عبد الرحمن المكى عن عمرو بن يحيى المازني عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن الشماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه دخل عليه فقال اكشف الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن الشماس ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح فيه ماء فصبه عليه

ذكر الأمر بالتداوي بالقسط من ذات الجنب
[ 6070 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس أن بن شهاب أخبره قال حدثني عبيد الله بن عتبة أن أم قيس بنت محصن وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أخت عكاشة بن محصن أخبرتني انها اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها لم يأكل الطعام وقد أعلقت عليه من العذرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام تدغرن أولادكن بهذا الإعلاق عليكن بهذا العود الهندي يعنى به الكست فإن فيه سبعة اشفية منها ذات الجنب الكست يعنى القسط قاله الشيخ

ذكر الأمر بالتداوي بالحبة السوداء لمن كان ذلك ملائما لطبعه
[ 6071 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل شيء إلا السام يريد الموت

ذكر الأمر بالاكتحال بالأثمد بالليل إذ استعماله يجلو البصر
[ 6072 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير اكحالكم الاثمد عند النوم ينبت الشعر ويجلو البصر

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم خير اكحالكم يريد به من خير اكحالكم
[ 6073 ] أخبرنا عمران بن موسى السختياني قال حدثنا العباس بن الوليد قال حدثنا وهيب عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من خير اكحالكم الاثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر

ذكر البيان بأن في الكمأة شفاء من علل العين
[ 6074 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا شيبان عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبى سعيد الخدري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده اكمؤ فقال هؤلاء من المن وماؤها شفاء للعين

ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن ألبان البقر نافعة لكل من به علة من العلل
[ 6075 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبى عون قال حدثنا حميد بن زنجويه قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انزل الله داء إلا انزل له دواء فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر

ذكر الاخبار عن استعمال المرء الحجم عند تبيغ الدم به
[ 6076 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أن جابر بن عبد الله عاد المقنع فقال لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فيه شفاء

ذكر إباحة الاحتجام للمرء على الكاهل ضد قول من كرهه
[ 6077 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبى قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على الاخدعين والكاهل

ذكر الإباحة للمرء أن يحتجم على غير الاخدعين من بدنه
[ 6078 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار انكحوا أبا هند وانكحوا اليه فقال إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة

ذكر الأمر بالاكتواء لمن به علة
[ 6079 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عباد المكي قال حدثنا بن أبى فديك عن بن أبى ذئب عن الزهرى عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بابن زرارة أن يكوى

ذكر العلة التي من أجلها أمر أسعد بالاكتواء
[ 6080 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عمران بن ميسرة قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا معمر عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كوي أسعد بن زرارة من الشوكة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه تفرد بهذا الحديث يزيد بن زريع

ذكر الزجر عن أن يكوي المرء شيئا من بدنه لعلة تحدث
[ 6081 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محمد بن خلاد الباهلي قال حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن الحسن عن عمران بن حصين قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا فما افلحنا ولا أنجحنا
[ 6082 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت أبا الأحوص يحدث عن عبد الله قال جاء ناس فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صاحب لهم أن يكووه فسكت ثم سألوه ثلاثا فسكت وكره ذلك

ذكر الخبر الذي يعارض في الظاهر هذا الزجر المطلق
[ 6083 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ليث بن سعد قال حدثنا أبو الزبير عن جابر قال رمي يوم الأحزاب سعد فقطع اكحله فنزفه فانتفخت يده فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار فنزفه فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار أخرى قال أبو حاتم الزجر عن الكي في خبر عمران بن حصين إنما هو الابتداء به من غير علة توجبه كما كانت العرب تفعله تريد به الوسم وخبر جابر فيه إباحة استعماله لعلة تحدث من غير الاتكال عليه في برئها ضد قول من زعم أن أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم تتضاد