كتاب التاريخ
باب بدء الخلق
[ 6138 ] أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا المقرىء حدثنا حيوة وذكر الساجي آخر معه قالا حدثنا أبو هانئ الخولاني انه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قدر الله المقادير قبل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين الف سنة

ذكر الإخبار عما عاتب الله جل وعلا من خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثبات الأقدار

[ 6139 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا محمد بن كثير العبدي حدثنا سفيان عن زياد بن إسماعيل السهمي عن محمد بن عباد المخزومي عن أبي هريرة قال كان مشركو قريش عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالفونه في القدر فنزلت هذه الآية { ان المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجهوهم ذوقوا مس سقر انا كل شيء خلقناه بقدر }

ذكر الاخبار بأن الله جل وعلا كان ولا شيء غيره

[ 6140 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن أشكاب حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن حدثنا أبي عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقتي معقولة بالباب إذ دخل عليه نفر من بنى تميم فقالوا يا رسول الله جئناك لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال كان الله وليس شيء غيره وكان عرشه على الماء ثم كتب في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والأرض قال فجاء رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد انفلتت فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت انى كنت تركتها

ذكر الاخبار عما كان الله فيه قبل خلقه السماوات والأرض

[ 6141 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثنا الحجاج بن المنهال قال حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين العقيلي قال قلت يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل ترون ليلة البدر القمر أو الشمس بغير سحاب قالوا نعم قال فالله أعظم قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل ان يخلق السماوات والأرض قال في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه وهم في هذه اللفظة حماد بن سلمة من حيث في غمام إنما هو في عماء يريد به ان الخلق لا يعرفون خالقهم من حيث هم إذ كان ولا زمان ولا مكان ومن لا يعرف له زمان ولا مكان ولا شيء معه لأنه خالقها كان معرفة الخلق إياه كأنه كان في عماء عن علم الخلق لا ان الله كان في عماء إذ هذا الوصف شبيه بأوصاف المخلوقين

ذكر الاخبار عما كان عليه العرش قبل خلق الله جل وعلا السماوات والأرض

[ 6142 ] أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي عن شيبان عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال انى لجالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بنى تميم فقالوا اقبلوا البشرى يا بنى تميم قالوا قد بشرتنا يا رسول الله فأعطنا فدخل عليه ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله جئنا لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر ما كان فقال كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء قال ثم أتاه رجل فقال يا عمران بن حصين راحلتك ادركها فقد ذهبت فانطلقت اطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت انها ذهبت ولم أقم
[ 6143 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن ذكوان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق كتب في كتابه يكتبه على نفسه وهو مرفوع فوق العرش ان رحمتى تغلب غضبى قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم وهو مرفوع فوق العرش من ألفاظ الأضداد التي تستعمل العرب في لغتها يريد به تحت العرش لا فوقه كقوله جلا وعلا وكان وراءهم ملك يريد به امامهم إذ لو كان وراءهم لكانوا قد جاوزوه ونظير هذا قوله جل وعلا ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها أراد به فما دونها

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق أراد به لما قضى خلقهم

[ 6144 ] أخبرنا بن زهير قال حدثنا أحمد بن المقدام قال حدثنا معتمر قال سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما قضى الله الخلق كتب في كتاب عنده غلبت أو قال سبقت رحمتى غضبى قال فهي عنده فوق العرش أو كما قال

ذكر البيان بأن كتبة الله الكتاب الذي ذكرناه كتبه بيده

[ 6145 ] أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر قال حدثنا عيسى بن حماد قال أنبأنا الليث عن بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال حين خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه الرحمة ان رحمتى غلبت غضبى

ذكر الاخبار عن خلق الله جل وعلا عدد الرحمة التي يرحم بها عباده يوم القيامة

[ 6146 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال حدثنا أبو معاوية حدثنا داود بن أبي هند عن أبي عثمان عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة طباق ما بين السماوات والأرض فجعل في الأرض منها رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش بعضها بعضا وأخر تسعا وتسعين الى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة

ذكر السبب الذي من أجله يكمل الله هذه الرحمة يوم القيامة

[ 6147 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين قال حدثنا جدي الحسن بن عيسى قال حدثنا بن المبارك قال حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله مائة رحمة انزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحوش على أولادها وأخر تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة

ذكر الاخبار عن وصف بعض تعطف الوحش على أولادها للجزء الواحد من أجزاء الرحمة التي ذكرناها

[ 6148 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب ان بن المسيب أخبره ان أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جعل الله جل وعلا الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الأرض جزاء واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه

ذكر الاخبار بأن كل شيء بمشيئة الله جل وعلا وقدرته سواء كان محبوبا أو مكروها

[ 6149 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاوس اليماني قال أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون كل شيء بقدر فسمعت عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس أو الكيس والعجز

ذكر الاخبار عن الأشياء التي قضى الله اسبابها من غير ان يزيد عليها أو ينقص منها شيئا

[ 6150 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا الوزير بن صبيح قال حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرغ الله الى كل عبد من خمس من رزقه وأجله وعمله وأثره ومضجعه

ذكر الاخبار بأن الله جل وعلا قد جعل لقضاياه اسبابا تجرى لها

[ 6151 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا أيوب عن أبي المليح بن أسامة عن أبي عزة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له فيها حاجة

ذكر الاخبار عن استقرار الشمس في كل ليلة من ليالي الدنيا

[ 6152 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمى عن أبيه عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله { والشمس تجري لمستقر لها } قال مستقرها تحت العرش

ذكر وصف استقرار الشمس تحت العرش كل ليلة

[ 6153 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا يونس بن عبيد عن إبراهيم التيمى عن أبيه عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال أتدرون أين تذهب الشمس قالوا الله ورسوله اعلم قال فإنها تجرى حتى تنتهى الى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعى ارجعى من حيث جئت فترجع فتطلع طالعة من مطلعها ثم تجىء حتى تنتهى الى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتطلع طالعة من مطلعها ثم تجىء حتى تنتهى الى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعى ارجعى من حيث جئت فترجع فتطلع من مطلعها ثم تجرى لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهى إلى مستقرها تحت العرش فيقال لها ارتفعى فاطلعى من مغربك فتطلع من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هكذا قال إسحاق عن يونس بن عبيد عن إبراهيم التيمى والمشهور هذا الخبر عن يونس بن خباب عن إبراهيم التيمى

ذكر الاخبار عن استقرار الشمس كل ليلة تحت العرش واستئذانها في الطلوع

[ 6154 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الملائي عن الأعمش عن إبراهيم التيمى عن أبيه عن أبي ذر قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال أتدرون أين تغرب الشمس فقلت الله ورسوله أعلم قال تذهب حتى تنتهى تحت العرش عند ربها ثم تستأذن فيؤذن لها وتوشك ان تستأذن فلا يؤذن لها وتستشفع وتطلب فإذا كان ذلك قيل لها إطلعى من مكانك فهو قوله { والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم }

ذكر الاخبار عما خلق الله جل وعلا الملائكة والجان منه

[ 6155 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السرى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما قد وصف لكم

ذكر وصف اجناس الجان التي عليها خلقت

[ 6156 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا بن وهب حدثنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية حدير بن كريب عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الجن على ثلاثة أصناف صنف كلاب وحيات وصنف يطيرون في الهواء وصنف يحلون ويظعنون

ذكر البيان بأن الجن تقتل أولاد آدم إذا شاءت

[ 6157 ] أخبرنا بن قتيبة أخبرنا يزيد بن موهب عن الليث عن بن عجلان عن صيفى بن سعيد مولى الأنصار أخبر به عن أبي السائب قال أتيت أبا سعيد الخدري فبينا انا جالس عنده سمعت تحت سريره تحريك شيء فنظرت فإذا حية فقمت فقال أبو سعيد مالك قلت حية ها هنا قال فتريد ماذا قلت أريد قتلها قال فأشار الى بيت في دار فعاينته فقال ان بن عم لي كان في هذا البيت فلما كان يوم الأحزاب استأذن الى أهله وكان حديث عهد بعرس فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره ان يذهب بسلاحه فأتى داره فوجد امرأته قائمة على باب البيت فأشار إليها بالرمح فقالت لا تعجل علي حتى تنظر ما أخرجنى فدخل البيت فإذا حية منكرة فطعنها بالرمح ثم خرج بها في الرمح ترتكض فقال لا أدري أيهما كان أسرع موتا الرجل أم الحية فأتى قومه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ادع الله ان يرد صاحبنا فقال استغفروا لصاحبكم ثم قال ان نفرا من الجن بالمدينة قد أسلموا فإذا رأيتم أحدا منهم فحذروه ثلاث مرات ثم ان بدا لكم ان تقتلوه فاقتلوه بعد الثلاث

ذكر الخبر الدال على ان الدنيا إنما هي ما بين السماء والأرض

[ 6158 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السرى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقيد سوط أحدكم من الجنة خير له مما بين السماء والأرض

ذكر الاخبار عن وصف قدر طول الدنيا ومدتها في جنب بقاء الآخرة وامتدادها

[ 6159 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا معتمر بن سليمان حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت المستورد أخا بنى فهر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما الدنيا في الآخرة الا كما يضع أحدكم أصبعه السبابة في اليم فلينظر بم يرجع

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم خلق الله آدم من أديم الأرض كلها أراد به من قبضة واحدة منها

[ 6160 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن السرى حدثنا معتمر بن سليمان حدثنا عوف سمع قسامة بن زهير انه سمع أبا موسى الأشعري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر والأسود والأبيض والأصفر وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب

ذكر اليوم الذي خلق الله جل وعلا آدم صلى الله عليه وسلم فيه

[ 6161 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا سريج بن يونس حدثنا حجاج بن محمد حدثنا بن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال خلق الله تعالى التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة آخر الخلق من آخر الساعة من ساعات الجمعة

ذكر وصف طول آدم حيث خلقه الله جل وعلا

[ 6162 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبى السرى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر وهم من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام عليكم فزادوه ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن قال أبو حاتم هذا الخبر تعلق به من لم يحكم صناعة العلم وأخذ يشنع على أهل الحديث الذين ينتحلون السنن ويذبون عنها ويقمعون من خالفها بأن قال ليست تخلو هذه الهاء من ان تنسب الى الله أو الى آدم فإن نسبت الى الله كان ذلك كفرا إذ ليس كمثله شيء وان نسبت الى آدم تعرى الخبر عن الفائدة لأنه لا شك ان كل شيء خلق على صورته لا على صورة غيره ولو تملق قائل هذا الى بارئه في الخلوة وسأله التوفيق لإصابة الحق والهداية للطريق المستقيم في لزوم سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم لكان أولى به من القدح في منتحلى السنن بما يجهل معناه وليس جهل الإنسان بالشىء دالا على نفي الحق عنه لجهله به ونحن نقول ان أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا صحت من جهة النقل لا تتضاد ولا تتهاتر ولا تنسخ القرآن بل لكل خبر معنى معلوم يعلم وفصل صحيح يعقل يعقله العالمون فمعنى الخبر عندنا بقوله صلى الله عليه وسلم خلق الله آدم على صورته إبانة فضل آدم على سائر الخلق والهاء راجعة الى آدم والفائدة من رجوع الهاء الى آدم دون إضافتها الى البارى جل وعلا جل ربنا وتعالى عن ان يشبه بشيء من المخلوقين انه جل وعلا جعل سبب الخلق الذي هو المتحرك النامى بذاته اجتماع الذكر والأنثى ثم زوال الماء عن قرار الذكر الى رحم الأنثى ثم تغير ذلك الى العلقة بعد مدة ثم الى المضغة ثم الى الصورة ثم الى الوقت الممدود فيه ثم الخروج من قراره ثم الرضاع ثم الفطام ثم المراتب الأخر على حسب ما ذكرنا الى حلول المنية به هذا وصف المتحرك النامي بذاته من خلقه وخلق الله جل وعلا آدم على صورته التي خلقه عليها وطوله ستون ذراعا من غير أن تكون تقدمه اجتماع الذكر والأنثى أو زوال الماء أو قراره أو تغيير الماء علقة أو مضغة أو تجسيمه بعده فأبان الله بهذا فضله على سائر من ذكرنا من خلقه بأنه لم يكن نطفة فعلقة ولا علقة فمضغة ولا مضغة فرضيعا ولا رضيعا ففطيما ولا فطيما فشابا كما كانت هذه حالة غيره ضد قول من زعم أن أصحاب الحديث حشوية يروون ما لا يعقلون ويحتجون بما لا يدرون
[ 6163 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله آدم جعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف قال طفرت خلق لا يتمالك
ذكر حمد آدم ربه لما خلقه بإلهامه جل وعلا إياه ذلك
[ 6164 ] أخبرنا أبو عروبة حدثنا يحيى بن محمد بن السكن حدثنا حبان بن هلال حدثنا مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله آدم عطس فألهمه ربه أن قال الحمد لله فقال له ربه يرحمك الله فلذلك سبقت رحمته غضبه
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله آدم عطس أراد به بعد نفخ الروح فيه
[ 6165 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما نفخ في آدم فبلغ الروح رأسه عطس فقال الحمد لله رب العالمين فقال له تبارك وتعالى يرحمك الله
ذكر إخراج الله جل وعلا من ظهر آدم ذريته وإعلامه إياه أنه خالقها للجنة والنار
[ 6166 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان والحسين بن إدريس الأنصاري قالا أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أنه أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه سئل عن هذه الآية وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهروهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى الآية قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق آدم ثم مسح على ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أنه يضاد خبر عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه الذي ذكرناه

[ 6167 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد الله بإذن الله فقال له ربه يرحمك ربك يا آدم اذهب الى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فسلم عليهم فقال السلام عليكم فقالوا وعليكم السلام ورحمة الله ثم رجع إلى ربه فقال هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم وقال الله جل وعلا ويداه مقبوضتان اختر أيهما شئت فقال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطهما فإذا فيهما آدم وذريته فقال أي رب ما هؤلاء فقال هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان منهم مكتوب عمره بين عينيه فإذا فيهم رجل اضوؤهم أو من أضوئهم لم يكتب له إلا أربعين سنة قال يا رب ما هذا قال هذا ابنك داود وقد كتب الله عمره أربعين سنة قال أي رب زده في عمره قال ذاك الذي كتبت له قال فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال أنت وذاك اسكن الجنة فسكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها وكان آدم يعد لنفسه فأتاه ملك الموت فقال له آدم قد عجلت قد كتب لي ألف سنة قال بلى ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته فيومئذ أمر بالكتاب والشهود
ذكر الإخبار عن سبب ائتلاف الناس وافتراقهم
[ 6168 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف
ذكر إلقاء الله جل وعلا النور على من شاء من خلقه هدايته
[ 6169 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا بن المبارك عن الأوزاعي عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديملي قال دخلت على عبد الله بن عمر فقلت انهم يزعمون أنك تقول الشقي من شقي في بطن أمه فقال لا أحل لأحد يكذب علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله خلق خلقه في ظلمة وألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأ ضل فلذلك أقول جف القلم عن علم الله جل وعلا
ذكر الإخبار عن علم الله جل وعلا من يصيبه من ذلك النور أو يخطئه عند خلقه الخلق في الظلمة
[ 6170 ] أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط حدثنا الحارث بن مسكين حدثنا بن وهب حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن بن الديلمي قال قلت لعبد الله بن عمرو بلغني أنك تقول إن القلم قد جف قال فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله جل وعلا خلق الناس في ظلمة ثم أخذ نورا من نوره فألقاه عليهم فأصاب من شاء وأخطأ من شاء وقد علم من يخطئه ممن يصيبه فمن أصابه من نوره شيء اهتدى ومن أخطأه فقد ضل ففي ذلك ما أقول إن القلم قد جف
ذكر الإخبار بعدد الناس وأوصاف أعمالهم
[ 6171 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شيبان النحوي قال حدثنا الركين بن الربيع عن أبيه عن عمه عن خريم بن فاتك الأسدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أربعة والأعمال ستة موجبتان ومثل بمثل وحسنة بعشر أمثالها وحسنة بسبع مائة ضعف والناس موسع عليه في الدنيا والآخرة وموسع عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة ومقتور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة ومقتور عليه في الدنيا والآخرة وشقي في الدنيا وشقي في الآخرة والموجبتان من قال لا إله إلا الله أو قال مؤمنا بالله دخل الجنة ومن مات وهو يشرك بالله دخل النار ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشرة أمثالها ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة فعملها كتبت له سيئة واحدة غير مضعفة ومن أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبع مائة ضعف
ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الناس بالإبل المئة
[ 6172 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة
ذكر البيان بأن الله جل وعلا يجعل أهل الجنة والنار وهم في أصلاب آبائهم ضد قول من رأى ضده
[ 6173 ] أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا إسماعيل بن زكريا عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بصبي من الأنصار يصلى عليه فقلت يا رسول الله عصفور من عصافير الجنة قال صلى الله عليه وسلم أولا تدرين أن الله خلق للجنة خلقا فجعلهم لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم وخلق النار وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه يضاد خبر عائشة الذي ذكرناه
[ 6174 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد وشعيث بن محرز قالا حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما وأربعين ليلة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه ملكا فيؤمر بأربع كلمات فيقول اكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيغلب عليه الكتاب الذي سبق فيختم له بعمل أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيغلب عليه الكتاب الذي سبق فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة
ذكر البيان بأن الحكم الحقيقي بما للعبد عند الله لا ما يعرف الناس بعضهم من بعض
[ 6175 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا بن وهب عن أسامة بن زيد عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما بينه وبين الناس وإنه لمن أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما بينه وبين الناس وإنه لمن أهل الجنة
ذكر البيان بأن تفصيل هذا الحكم يكون للمرء عند خاتمة عمله دون ما ينقلب فيه في حياته
[ 6176 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليعلم الزمان الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم الله له بعمل أهل النار فيجعله من أهل النار وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار ثم يختم الله له بعمل أهل الجنة فيجعله من أهل الجنة
ذكر خبر قد يوهم من لم يطلب العلم من مظانه أنه مضاد لخبر بن مسعود الذي ذكرناه
[ 6177 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير المكي أن عامر بن واثلة حدثنه أنه سمع بن مسعود يقول الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره فأتى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدث بذلك من قول بن مسعود فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم يقول يا رب ذكر أم أثنى فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقضي ربك ما يشاء فيكتبه الملك ثم يقول يا رب رزقه فيقضي ربك ما يشاء فيأخذ الملك بالصحيفة في يده فلا يزاد في أمر ولا ينقص قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم خلق سمعها من ألفاظ التعارف لا أن الملك يخلق
ذكر خبر قد يوهم الرعاع من الناس أنه مضاد للأخبار التي ذكرناها قبل
[ 6178 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب أن عبد الرحمن بن هنيدة حدثه أن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله أن يخلق نسمة قال ملك الأرحام معرضا يا رب أذكر أم أنثى فيقضي الله امره ثم يقول يا رب أشقي أم سعيد فيقضي الله أمره ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق حتى النكبة ينكبها
ذكر المدة التي قضى الله فيها على آدم ما قضى قبل خلقه إياها
[ 6179 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج آدم وموسى فقال موسى أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأغويت الناس وأخرجتهم من الجنة فقال آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه تلومني على عمل عملته كتبه الله علي قبل أن يخلق السماوات والأرض قال فحج آدم موسى
ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أنه مضاد للخبر الذي تقدم ذكرنا له
[ 6180 ] أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج آدم وموسى فقال موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة فقال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده تلومني على أمر قد قدر علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة قال فحج آدم موسى فحج آدم موسى فحج آدم موسى
ذكر الشيء الذي منه خلق الله آدم جل وعلا صلوات الله عليه
[ 6181 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله آدم من أديم الأرض كلها فخرجت ذريته على حسب ذلك فمنهم الأسود والأبيض والأحمر والأصفر ومنهم بين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب
ذكر كتبة الله جل وعلا أولاد آدم لداري الخلود واستعماله إياهم لهما في دار الدنيا
[ 6182 ] أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عزرة بن ثابت عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي قال قال لي عمران بن حصين يا أبا الأسود أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم وأتخذت به الحجة عليهم فقلت بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم قال فيكون ذلك ظلما قال ففزعت من ذلك فزعا شديدا فقلت إنه ليس شيء إلا خلق الله وملك يده ما يسأل عما يفعل وهم يسألون فقال عمران سددك الله أو وفقك الله أما والله ما سألتك إلا لأحزر عقلك إن رجلا من مزينة اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه اشيء قضى عليهم ومضى عليهم أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة فقال بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم قال فلم نعمل إذا قال من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين فهو يستعمل لها وتصديق ذلك في كتاب الله { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها }
ذكر الإخبار عن السبب الذي من أجله يستهل الصبي حين يولد
[ 6183 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو عوانة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان

ذكر السبب الذي من أجله يشبه الولد أباه وأمه

[ 6184 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أن أم سليم سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها يا أم سليم إذا رأت ذلك المرأة فلتغتسل قالت أم سلمة واستحييت من ذلك ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر وأيهما سبق أو علا كان منه الشبه
ذكر وصف حال الرجال والنساء الذي من أجله يكون الشبه بالولد
[ 6185 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فأيهما سبق كان الشبه
ذكر قول الملائكة عند هبوط آدم إلى الأرض أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
[ 6186 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع عن بن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن آدم لما أهبط إلى الأرض قالت الملائكة أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله لملائكته هلموا ملكين من الملائكة فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت قال فاهبطا إلى الأرض قال فمثلت لهم الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءاها فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك قالا والله لا نشرك بالله أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا لا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح من خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما من شيء أثيما إلا فعلتماه حين سكرتما فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا قال أبو حاتم الزهرة هذه امرأة كانت في ذلك الزمان لا أنها الزهرة التي هي في السماء التي هي من الخنس

ذكر الإخبار عن بث إبليس سراياه ليفتن المسلمين نعوذ بالله من شرهم

[ 6187 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الصباح البزار قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثنا عبد الصمد بن معقل قال أخبرني إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه قال أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عرش إبليس على الماء ثم يبعث سراياه فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة
ذكر البيان بأن لا قدرة للشيطان على بن آدم إلا على الوسوسة فقط
[ 6188 ] أخبرنا محمد بن مسرور بن سيار بأرغيان حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لأجد في صدري الشيء لأن أكون حممة أحب إلي من أن أتكلم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد أمره الى الوسوسة
ذكر الإخبار عن وضع إبليس التاج على رأس من كان أعظم فتنة من جنوده
[ 6189 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري قال حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أصبح إبليس بث جنوده فيقول من أضل اليوم مسلما ألبسته التاج قال فيخرج هذا فيقول لم أزل به حتى طلق امرأته فيقول أوشك أن يتزوج ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى عق والديه فيقول أوشك أن يبر ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى أشرك فيقول أنت أنت ويجيء فيقول لم أزل به حتى زنى فيقول أنت أنت ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى قتل فيقول أنت أنت ويلبسه التاج
ذكر الإخبار عما كان بين آدم ونوح صلوات الله عليهما من القرون
[ 6190 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام قال سمعت أبا سلام قال سمعت أبا أمامة أن رجلا قال يا رسول الله أنبي كان آدم قال نعم مكلم قال فكم كان بينه وبين نوح قال عشرة قرون أبو توبة اسمه الربيع بن نافع
ذكر البيان بأن كل نبي من الأنبياء كانت له بطانتان معلومتان
[ 6191 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا فمن وقي شرها فقد وقي
ذكر البيان بأن حكم الخلفاء في البطانتين اللتين وصفناهما حكم الأنبياء سواء
[ 6192 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه والمعصوم من عصم الله
ذكر البيان بأن الأنبياء كان لهم حواريون يهدون بهديهم بعدهم
[ 6193 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا محمد بن أبي عتاب الأعين حدثنا بن أبي مريم حدثنا عبد العزيز بن محمد حدثنا الحارث بن فضيل الخطمي عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما كان من نبي إلا كان له حواريون يهدون بهديه ويستنون بسنته ثم يكون من بعدهم أقوام يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما ينكرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس رواء ذلك من الإيمان مثقال حبة من خردل
ذكر البيان بأن الأنبياء صلوات الله عليهم أولاد علات
[ 6194 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة قالوا وكيف ذاك يا رسول الله قال الأنبياء إخوة من علات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وليس بيننا نبي
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم وليس بيننا نبي أراد به بينه وبين عيسى صلوات الله على نبينا وعليه
[ 6195 ] أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا أحمد بن سليمان بن أبي شيبة حدثنا أبو داود الحفري حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أنا أولى الناس بعيسى الأنبياء أبناء علات وليس بيني وبين عيسى نبي
ذكر البيان بأن كل نبي من الأنبياء كانت له دعوة مستجابة في أمته كان يدعو بها
[ 6196 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا يحيى القطان عن شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي دعوة دعاها في أمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي
ذكر السبب الذي من أجله استحق قوم صالح العذاب من الله جل وعلا
[ 6197 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أبو الطاهر حدثنا بن وهب أخبرني مسلم بن خالد عن بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال لما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر قال لا تسألوا نبيكم الآيات هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم آية فكانت الناقة ترد عليهم من هذا الفج وتصدر من هذا الفج فيشربون من لبنها يوم ورودها مثل ما غبهم من مائهم فعقروها فوعدوا ثلاثة أيام وكان وعد الله غير مكذوب فأخذتهم الصيحة فلم يبق تحت أديم السماء رجل إلا أهلكت إلا رجل في الحرم منعه الحرم من عذاب الله قالوا يا رسول الله من هو قال أبو رغال أبو ثقيف
ذكر وصف دفن أبي رغال سيد ثمود
[ 6198 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن إسماعيل بن أمية عن بجير بن أبي بجير عن عبد الله بن عمرو أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمروا على قبر أبي رغال وهو أبو ثقيف وهو امرؤ من ثمود منزله بحراء فلما أهلك الله قومه بما أهلكهم به منعه لمكانه من الحرم وأنه خرج حتى إذا بلغ ها هنا مات فدفن معه غصن من ذهب فابتدرنا فاستخرجناه
ذكر الزجر عن دخول المرء أرض ثمود إلا أن يكون باكيا
[ 6199 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله أن بن عمر قال مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ثم رحل فأسرع حتى خلفها
ذكر ما يجب على المرء من ترك الدخول على أصحاب الحجر إلا أن يكون باكيا
[ 6200 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم
ذكر البيان بأن القوم الذين ظلموا أنفسهم من أصحاب ثمود إنما عذبوا فلذلك زجر عن ما زجر الداخل مساكنهم
[ 6201 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين الا ان تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم
ذكر الزجر عن الاستقاء من آبار أرض ثمود
[ 6202 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا شعيب بن إسحاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن بن عمر أخبره أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر أرض ثمود فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فأمرهم أن يهريقوا ما استقوا وأن يعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم رحل من أرض ثمود كراهية الانتفاع بمائها
[ 6203 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا صخر بن جويرية عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عام تبوك بالحجر عند بيوت ثمود فاستقى الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود فنصبوا القدور وعجنوا الدقيق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكفؤوا القدور واعلفوا العجين الإبل ثم ارتحل حتى نزل في الموضع الذي كانت تشرب منه الناقة وقال لا تدخلوا على هؤلاء القوم الذين عذبوا فيصيبكم مثل ما أصابهم
ذكر الوقت الذي اختتن فيه إبراهيم خليل الرحمن
[ 6204 ] أخبرنا المفضل بن محمد الجندي بمكة حدثنا علي بن زياد اللحجي حدثنا أبو قرة عن بن جريج عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اختتن إبراهيم بالقدوم وهو بن عشرين ومئة سنة وعاش بعد ذلك ثمانين سنة سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول سمعت محمد بن مشكان يقول سمعت عبد الرزاق يقول القدوم اسم القرية
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رافع هذا الخبر وهم
[ 6205 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اختتن إبراهيم النبي صلى الله عليه وسلم حين بلغ عشرين ومئة سنة وعاش بعد ذلك ثمانين سنة واختتن بالقدوم
ذكر السبب الذي من أجله لبث يوسف في السجن ما لبث
[ 6206 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا خالد بن عبد الله حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قالها اذكرني عند ربك ما لبث في السجن ما لبث ورحم الله لوطا ان كان ليأوي الى ركن شديد إذ قال لقومه لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد قال فما بعث الله نبيا بعده إلا في ثروة من قومه
ذكر وصف الداعي الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي
[ 6207 ] أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو جاءني الداعي الذي جاء إلى يوسف لأجبته وقال له ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن ورحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد إذ قال لقومه لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد فما بعث الله بعده من نبي إلا في ثروة من قومه قال أبو حاتم لأجبت الداعي لفظة إخبار عن شيء مرادها مدح من وقع عليه خطاب الخبر في الماضي
ذكر خبر شنع به المعطلة وجماعة لم يحكموا صناعة الحديث على منتحلي سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث حرموا التوفيق لإدراك معناه
[ 6208 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان حدثنا يزيد بن موهب حدثنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم نحن أحق بالشك من إبراهيم لم يرد به إحياء الموتى إنما أراد به في استجابة الدعاء له وذلك أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال رب أرني كيف تحيي الموتى ولم يتيقن أنه يستجاب له فيه يريد في دعائه وسؤاله ربه عما سأل فقال صلى الله عليه وسلم نحن أحق بالشك من إبراهيم به في الدعاء لأنا إذا دعونا ربما يستجاب لنا وربما لا يستجاب ومحصول هذا الكلام أنه لفظة إخبار مرادها التعليم للمخاطب له
ذكر السبب الذي من أجله أنزل الله جل وعلا نحن نقص عليك أحسن القصص
[ 6209 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عمرو بن محمد القرشي قال حدثنا خلاد الصفار عن عمرو بن قيس الملائي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا عليهم زمانا فقالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فأنزل الله الر تلك آيات الكتاب المبين إلى قوله نحن نقص عليك أحسن القصص فتلاها عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم زمانا فقالوا يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها كل ذلك يؤمرون بالقرآن قال خلاد وزاد فيه حين قالوا يا رسول الله ذكرنا فأنزل الله { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله }
ذكر احتجاج آدم وموسى وعذله إياه على ما كان منه في الجنة
[ 6210 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تحاج آدم وموسى فحج آدم موسى فقال موسى أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة فقال له آدم أنت موسى الذي أعطاه الله علم كل شيء واصطفاه على الناس برسالاته قال نعم قال فتلومني على أمر قدر علي قبل أن اخلق
ذكر تعيير بني إسرائيل كليم الله بأنه آدر
[ 6211 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض وكان موسى يغتسل وحده قالوا والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر قال فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فاشتد موسى في أثره وهو يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى فقالوا والله ما بموسى من بأس فقام الحجر بعد ما نظر الناس إليه فأخذ ثوبه وطفق بالحجر ضربا قال أبو هريرة والله إن بالحجر ندبا ستة أو سبعة من ضرب موسى الحجر
ذكر صبر كليم الله جل وعلا على أذى بني إسرائيل إياه
[ 6212 ] أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البجلي حدثنا زهير بن معاوية حدثنا الأعمش عن سفيان عن عبد الله أن رجلا قال لشيء قسمه النبي صلى الله عليه وسلم ما عدل في هذا فقال فقلت والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال يرحم الله موسى قد كان يصيبه أشد من هذا ثم يصبر
ذكر السبب الذي من أجله ألقى موسى الألواح
[ 6213 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا سريج بن يونس حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الخبر كالمعاينة قال الله لموسى إن قومك صنعوا كذا وكذا فلما يبال فلما عاين ألقى الألواح قال أبو حاتم أبو بشر جعفر بن أبي وحشية
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به هشيم
[ 6214 ] أخبرنا حبيش بن عبد الله النيلي بواسط حدثنا أحمد بن سنان القطان حدثنا أبو داود حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله ليس المعاين كالمخبر أخبر الله موسى أن قومه فتنوا فلم يلق الألواح فلما رآهم ألقى الألواح
ذكر ما فعل جبريل عليه السلام بفرعون عند نزول المنية
[ 6215 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس رفعه أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل كان يدس في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا إله إلا الله
ذكر سؤال الكليم ربه عن أدنى أهل الجنة وأرفعهم منزلة
[ 6216 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا سفيان حدثنا مطرف بن طريف وعبد الملك بن أبجر شيخان صالحان سمعا الشعبي يقول سمعت المغيرة بن شعبة يقول على المنبر عن النبي صلى الله عليه وسلم إن موسى سأل ربه أي أهل الجنة أدنى منزلة قال رجل يجيء بعدما يدخل يعني أهل الجنة الجنة فيقال ادخل الجنة فيقول كيف أدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقول له أترضى أن يكون لك من الجنة مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا فيقول نعم أي رب فيقال لك هذا ومثله ومثله ومثله فيقول أي رب رضيت فيقال له إن لك هذا وعشرة أمثاله فيقول أي رب رضيت فيقال له لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك وسأل ربه أي أهل الجنة أرفع منزلة قال سأحدثك عنهم غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } الآية
ذكر سؤال كليم الله جل وعلا ربه عن خصال سبع
[ 6217 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا السمح حدثه عن بن حجيرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال سأل موسى ربه عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة والسابعة لم يكن موسى يحبها قال يا رب أي عبادك أتقى قال الذي يذكر ولا ينسى قال فأي عبادك أهدى قال الذي يتبع الهدى قال فأي عبادك أحكم قال الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه قال فأي عبادك أعلم قال عالم لا يشبع من العلم يجمع علم الناس إلى علمه قال فأي عبادك أعز قال الذي إذا قدر غفر قال فأي عبادك أغنى قال الذي يرضى بما يؤتى قال فأي عبادك أفقر قال صاحب منقوص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن ظهر إنما الغنى غنى النفس وإذا أراد الله بعبد خيرا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه وإذا أراد الله بعبد شرا جعل فقره بين عينيه قال أبو حاتم قوله صاحب منقوص يريد به منقوص حالته يستقل ما أوتي ويطلب الفضل
ذكر سؤال كليم الله ربه أن يعلمه شيئا يذكره
[ 6218 ] أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به قال قل يا موسى لا إله إلا الله قال يا رب كل عبادك يقول هذا قال قل لا إله إلا الله قال إنما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو أن أهل السماوات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله
ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم تلبية موسى كليم الله جل وعلا ورميه الجمار في حجته صلوات الله على نبينا وعليه
[ 6219 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خثيمة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا داود بن أبي هند عن رفيع أبي العالية عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على وادي الأزرق فقال كأني أنظر إلى موسى منهبطا وله جؤار إلى ربه بالتلبية ومر على ثنية فقال ما هذه قيل ثنية كذا وكذا قال كأني أنظر إلى موسى يرمي الجمرة على ناقة حمراء خطامها من ليف وعليه جبة من صوف
ذكر وصف حال موسى حين لقي الخضر بعد فقد الحوت
[ 6220 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني من كتابه حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال حفظته من عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى عليه السلام ليس بصاحب الخضر إنما هو موسى آخر قال كذب عدو الله أخبرنا أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قام موسى في بني إسرائيل خطيبا فقيل له أي الناس أعلم قال أنا قال فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فقال عبد لي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال أي رب فكيف لي به قال تأخذ حوتا فتجعله في مكتل فحيث ما فقدت الحوت فهو ثم قال فأخذ الحوت فجعله في المكتل فدفعه إلى فتاه فانطلقا حتى أتيا الصخرة فرقد موسى فاضطرب الحوت في المكتل فخرج فوقع في البحر فأمسك الله عليه جرية الماء فصار مثل الطاق فكان البحر للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا فانطلقا يمشيان فلما كان من الغد وجد موسى النصب فقال { آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } قال ولم يجد النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله جل وعلا فقال له فتاه { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } قال { ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا } فجعلا يقصان آثارهما حتى أتيا الصخرة فإذا رجل مسجى عليه بثوب فسلم فقال وأنى بأرضك السلام قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم قال يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه وأنت على علم من علم الله علمكه لا أعلمه قال إني أريد أن أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا قال فانطلقا يمشيان على الساحل فمرت به سفينة فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول قال فلم يفجأ موسى إلا وهو ينزل لوحا من ألواح السفينة فقال له موسى ما صنعت قوم حملوك بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا قال فكانت الأولى من موسى نسيانا قال وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر بمنقاره في البحر فقال الخضر لموسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر قال ومروا على غلمان يلعبون فقال الخضر لغلام منهم بيده هكذا فاقتلع رأسه فقال له موسى { أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا } الكهف قال فأتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فقال الخضر بيده هكذا فأقامه فقال له موسى استطعمناهم فأبوا أن يطعمونا واستضفناهم فأبوا أن يضيفونا عمدت إلى حائطهم فأقمته { لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص علينا من أمرهم وكان بن عباس يقرأ وأما الغلام كان كافرا وكان أبواه مؤمنين ويقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا
ذكر البيان بأن الغلام الذي قتله الخضر لم يكن بمسلم
[ 6221 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن خلاد الباهلي أبو بكر حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن رقبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن أبي قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم إن الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا
ذكر السبب الذي من أجله سمي الخضر خضرا
[ 6222 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمي الخضر خضرا لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء
ذكر خبر شنع به على منتحلي سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم من حرم التوفيق لإدراك معناه
[ 6223 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرسل ملك الموت إلى موسى ليقبض روحه فلطمه موسى ففقأ عينه قال فرجع إلى ربه فقال يا رب أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال ارجع إليه فقل إن شئت فضع يدك على متن ثور فلك بكل ما غطت يدك بكل شعرة سنة قال فقال له ثم ماذا قال ثم الموت قال فالآن يا رب قال فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية حجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت ثمت لأريتكم موضع قبره إلى جانب الطور تحت الكثيب الأحمر قال معمر وأخبرني من سمع الحسن يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله قال أبو حاتم إن الله جل وعلا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معلما لخلقه فأنزله موضع الإبانة عن مراده فبلغ صلى الله عليه وسلم رسالته وبين عن آياته بألفاظ مجملة ومفسرة عقلها عنه أصحابه أو بعضهم وهذا الخبر من الأخبار التي يدرك معناه من لم يحرم التوفيق لإصابة الحق وذاك أن الله جل وعلا أرسل ملك الموت إلى موسى رسالة ابتلاء واختبار وأمره أن يقول له أجب ربك أمر اختبار وابتلاء لا أمرا يريد الله جل وعلا إمضاءه كما أمر خليله صلى الله على نبينا وعليه بذبح ابنه أمر اختبار وابتلاء دون الأمر الذي أراد الله جل وعلا إمضاءه فلما عزم على ذبح ابنه وتله للجبين فداه بالذبح العظيم وقد بعث الله جل وعلا الملائكة إلى رسله في صور لا يعرفونها كدخول الملائكة على رسوله إبراهيم ولم يعرفهم حتى أوجس منهم خيفة وكمجيء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤاله إياه عن الإيمان والإسلام فلم يعرفه المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى ولى فكان مجيء ملك الموت إلى موسى على غير الصورة التي كان يعرفه موسى عليه السلام عليها وكان موسى غيورا فرأى في داره رجلا لم يعرفه فشال يده فلطمه فأتت لطمته على فقء عينه التي في الصورة التي يتصور بها لا الصورة التي خلقه الله عليها ولما كان المصرح عن نبينا صلى الله عليه وسلم في خبر بن عباس حيث قال أمنى جبريل عند البيت مرتين فذكر الخبر وقال في آخره هذا وقتك ووقت الأنبياء قبلك كان في هذا الخبر البيان الواضح أن بعض شرائعنا قد تتفق ببعض شرائع من قبلنا من الأمم ولما كان من شريعتنا أن من فقأ عين الداخل داره بغير إذنه أو الناظر إلى بيته بغير أمره من غير جناح على فاعله ولا حرج على مرتكبه للأخبار الجمة الواردة فيه التي أمليناها في غير موضع من كتبنا كان جائزا اتفاق هذه الشريعة بشريعة موسى بإسقاط الحرج عمن فقأ عين الداخل داره بغير إذنه فكان استعمال موسى هذا الفعل مباحا له ولا حرج عليه في فعله فلما رجع ملك الموت إلى ربه وأخبره بما كان من موسى فيه أمره ثانيا بأمر آخر أمر اختبار وابتلاء كما ذكرنا قبل إذ قال الله له قل له إن شئت فضع يدك على متن ثور فلك بكل ما غطت يدك بكل شعرة سنة فلما علم موسى كليم الله صلى الله على نبينا وعليه أنه ملك الموت وأنه جاءه بالرسالة من عند الله طابت نفسه بالموت ولم يستمهل وقال فالآن فلو كانت المرة الأولى عرفه موسى أنه ملك الموت لاستعمل ما استعمل في المرة الأخرى عند تيقنه وعلمه به ضد قول من زعم أن أصحاب الحديث حمالة الحطب ورعاة الليل يجمعون ما لا ينتفعون به ويروون ما لا يؤجرون عليه ويقولون بما يبطله الإسلام جهلا منه لمعاني الأخبار وترك التفقه في الآثار معتمدا منه على رأيه المنكوس وقياسه المعكوس
ذكر لفظة توهم عالما من الناس أن التأويل الذي تأولناه لهذا الخبر مدخول
[ 6224 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ملك الموت إلى موسى ليقبض روحه فقال له أجب ربك فلطم موسى عين ملك الموت ففقأ عينه فرجع ملك الموت إلى ربه فقال يا رب أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت وقد فقأ عيني فرد الله عليه عينه فقال له ارجع إليه فقل له الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فإنك تعيش بكل شعرة وارت يدك سنة قال ثم مه قال الموت قال فالآن من قريب ثم قال رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر قال أبو حاتم هذه اللفظة أجب ربك قد توهم من لم يتبحر في العلم أن التأويل الذي قلناه للخبر مدخول وذلك في قول ملك الموت لموسى أجب ربك بيان أنه عرفه وليس كذلك لأن موسى عليه السلام لما شال يده ولطمه قال له أجب ربك توهم موسى أنه يتعوذ بهذه اللفظة دون أن يكون رسول الله إليه فكان قوله أجب ربك الكشف عن قصد البداية في نفس الابتلاء والاختبار الذي أريد منه
ذكر تخفيف الله جل وعلا قراءة الزبور على داود نبي الله عليه السلام
[ 6225 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خفف على داود القراءة فكان يأمر بدابته أن تسرج فيفرغ من قراءة الزبور قبل أن تسرج دابته
ذكر نفي الفرار عند الملاقاة عن نبي الله داود عليه السلام
[ 6226 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا القواريري حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال سمعت أبا العباس يحدث عن عبد الله بن عمرو قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل إذا فعلت ذلك هجمت لك العين ونقهت لك النفس لا صام من صام الأبد صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر إن داود كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى
ذكر السبب الذي منه كان يتقوت داود عليه السلام
[ 6227 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان داود لا يأكل إلا من عمل يده
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بين إسماعيل وداود ألف سنة
[ 6228 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول فقال المسجد الحرام قلت يا رسول الله ثم أي قال المسجد الأقصى قلت فكم بينهما قال أربعون سنة ثم حيث ما أدركتك الصلاة فصل فهو لك مسجد
ذكر البيان بأن أيوب عند اغتساله أمطر عليه جراد من ذهب
[ 6229 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عباس بن عبد العظيم حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أيوب يغتسل عريانا أمطر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثي في ثوبه فناداه ربه يا يا أيوب ألم أغنك عما ترى قال بلى ولكن لا غنى لي عن رحمتك
ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه مضاد لخبر همام بن منبه الذي ذكرناه
[ 6230 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الصمد حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمطر على أيوب فراش من ذهب فجعل يأخذه فأوحى الله إليه ألم أوسع عليك فقال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن فضلك
ذكر وصف عيسى بن مريم حيث أري صلى الله عليه وسلم إياه
[ 6231 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيتني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من آدم الرجال له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها فهي تقطر ماء متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين يطوف بالبيت فسألت من هذا فقالوا عيسى بن مريم ثم إذا أنا برجل جعد قطط أعور العين اليمين كأن عينه عنبة طافية فسألت من هذا فقالوا المسيح الدجال
ذكر تشبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم عيسى بن مريم بعروة بن مسعود
[ 6232 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عرض علي الأنبياء فإذا موسى عليه السلام ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام فإذا أقرب الناس وأشده شبها عروة بن مسعود ورأيت إبراهيم فرأيت أقرب الناس شبها صاحبكم يعني نفسه ورأيت جبريل فإذا أقرب الناس وأشبه الناس به شبها دحية
[ 6233 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا أبان بن يزيد العطار حدثنا يحيى بن أبي كثير أن زيدا حدثه أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله جل وعلا أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن وإن عيسى قال له إن الله قد أمرك بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم قال فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأت وجلسوا على الشرفات فوعظهم وقال إن الله جل وعلا أمرني بخمس كلمات أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ومثل ذلك مثل رجل اشترى عبدا بخالص ماله بذهب أو ورق وقال له هذه داري وهذا عملي فجعل العبد يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يسره أن يكون عبده هكذا وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا وآمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن العبد إذا لم يلتفت استقبله جل وعلا بوجهه وآمركم بالصيام وإنما مثل ذلك كمثل رجل معه صرة فيها مسك وعنده عصابة يسره أن يجدوا ريحها فإن الصيام عند الله أطيب من ريح المسك وآمركم بالصدقة وإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وأرادوا أن يضربوا عنقه فقال هل لكم أن أفدي نفسي فجعل يعطيهم القليل والكثير ليفك نفسه منهم وآمركم بذكر الله فإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى على حصين فأحرز نفسه فيه فكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آمركم بخمس أمرني الله بها بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فمن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربق الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثا جهنم قال رجل وإن صام وصلى قال وإن صام وصلى فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله قال أبو حاتم الأمر بالجماعة بلفظ العموم والمراد منه الخاص لأن الجماعة هي إجماع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لزم ما كانوا عليه وشذ عن من بعدهم لم يكن بشاق للجماعة ولا مفارق لها ومن شذ عنهم وتبع من بعدهم كان شاقا للجماعة والجماعة بعد الصحابة هم أقوام اجتمع فيهم الدين والعقل والعلم ولزموا ترك الهوى فيما هم فيه وإن قلت أعدادهم لا أوباش الناس ورعاعهم وإن كثروا والحارث الأشعري هذا هو أبو مالك الأشعري اسمه الحارث بن مالك من ساكني الشام
ذكر البيان بأن أولاد آدم يمسهم الشيطان عند ولادتهم إلا عيسى بن مريم صلوات الله عليهما
[ 6234 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثني بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن أبا يونس مولى أبي هريرة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها عيسى عليهما السلام
ذكر علامة مس الشيطان المولود عند ولادته
[ 6235 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود يولد إلا يمسه الشيطان فيستهل صارخا إلا مريم ابنة عمران وابنها إن شئتم اقرؤوا إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم
ذكر المدة التي بقيت فيها أمة عيسى على هديه صلى الله عليه وسلم
[ 6236 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو همام حدثنا الوليد بن مسلم عن الهيثم بن حميد عن الوضين بن عطاء عن نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد قبض الله داود من بين أصحابه فما فتنوا ولا بدلوا ولقد مكث أصحاب المسيح على سنته وهديه مئتي سنة
ذكر الزجر عن التخيير بين الأنبياء على سبيل المفاخرة
[ 6237 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تخيروا بين الأنبياء
ذكر الخبر الدال على أن هذا الزجر زجر ندب لا حتم
[ 6238 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت حميد بن عبد الرحمن يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى
ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل
[ 6239 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله
ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا خبر أبي سعيد الخدري بأن هذا الفعل إنما زجر عنه إذا كان ذلك على التفاخر لا على التداين
[ 6240 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا خيرنا وابن خيرنا ويا سيدنا وابن سيدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستفزنكم الشيطان أنا عبد الله ورسوله قال أبو حاتم أضمر فيه لأن القائل قال ويا بن سيدنا فتفاخر بالآباء الكفار
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أنه مضاد لخبر أنس الذي ذكرناه
[ 6241 ] أخبرنا عمران بن موسى السختياني قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا شعبة حدثنا قتادة قال سمعت أبا العالية قال سمعت بن عم نبيكم صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى نسبه إلى أبيه
ذكر الخبر المصرح بأن هذا القول إنما زجر عنه من أجل التفاخر كما ذكرنا قبل
[ 6242 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني شداد أبو عمار عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم فأنا سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع
ذكر البيان بأنه ما صدق من الأنبياء أحد ما صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6243 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صدق نبي ما صدقت إن من الأنبياء من لم يصدقه من أمته إلا رجل واحد
ذكر الموضع الذي سر فيه جملة من الأنبياء بالحجاز
[ 6244 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال عدل إلي عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة فقال ما أنزلك تحت هذه السرحة فقلت أردت ظلها فقال هل غير ذلك فقلت لا ما أنزلني غير ذلك فقال عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنت بين الأخشبين من منى ونفخ بيده نحو المشرق فإن هناك واديا يقال له السرر به شجرة سر تحتها سبعون نبيا
ذكر السبب الذي من أجله هلك من كان قبلنا من الأمم
[ 6245 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الفضل بن موسى حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم لا تسألوني عن شيء إلا أحدثكم به فقام عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي فقال من أبي يا رسول الله قال أبوك حذافة فرجع إلى أمه فقالت له أمه ما حملك على الذي صنعت إنا كنا أهل جاهلية وأعمال قبيحة فقال ما كنت لأدع حتى أعرف من كان أبي من الناس قال وكان فيه دعابة
ذكر البيان بأن أهل الكتاب هم الذين ضلوا وغضب عليهم نعوذ بالله منهما
[ 6246 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت سماك بن حرب قال سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المغضوب عليهم اليهود والضالون النصارى
ذكر افتراق اليهود والنصارى فرقا مختلفة
[ 6247 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا الحارث بن سريج النقال أخبرنا النضر بن شميل عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة
ذكر الإخبار عن السبب الذي من أجله سفكت بنو إسرائيل دماءهم وقطعوا أرحامهم
[ 6248 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف حدثنا سفيان عن بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم والظلم فإن الظلم هو الظلمات عند الله يوم القيامة وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفاحش والمتفحش وإياكم والشح فإن الشح قد دعا من كان قبلكم فسفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم واستحلوا محارمهم
ذكر البيان بأن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء
[ 6249 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت حدثنا سليمان بن سيف حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا محمد بن جحادة عن فرات القزاز عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما مات نبي قام نبي وإنه ليس بعدي نبي قالوا فما يكون بعدك قال أمراء ويكثرون قالوا ما تأمرنا يا رسول الله قال أوفوا بيعة الأول فالأول وأدوا إليهم الذي لهم فإن الله سائلهم عن الذي لكم

ذكر البيان بأن بني إسرائيل كانوا يسمون في زمانهم بأسماء الصالحين قبلهم

[ 6250 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان أخبرنا نوح بن حبيب حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقال لي أهل نجران ألستم تقرؤون هذه الآية { يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا } وقد عرفتم ما بين موسى وعيسى فلم أدر ما أرد عليهم حتى قدمت المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال لي أفلا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم
ذكر ما أمر بنو إسرائيل باستعماله عند دخولهم الأبواب
[ 6251 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة
ذكر تحريم الله جل وعلا أكل الشحوم على بني إسرائيل
[ 6252 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى والحسن بن سفيان والسختياني قالوا حدثنا عبد الله بن عمر الخطابي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن عبد الله بن دينار عن بن عمر عن عمر قال قاتل الله فلانا يبيع الخمر أما والله لقد سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمت عليهم الشحوم أن يأكلوها ثم باعوها
ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم اليهود باستعمالهم هذا الفعل
[ 6253 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة والقواريري قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس قال باع سمرة خمرا فقال عمر قاتل الله سمرة ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها
ذكر الإباحة للمرء أن يحدث عن بني إسرائيل وأخبارهم
[ 6254 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وحدثوا عني ولا تكذبوا علي
[ 6255 ] أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن قتادة بن دعامة عن أبي حسان عن عبد الله بن عمرو أنه قال لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا اليوم واللية عن بني إسرائيل ما يقوم إلا لحاجة ما رواه بصري عن قتادة
[ 6256 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله بلغوا عني ولو آية أمر قصد به الصحابة ويدخل في جملة هذا الخطاب من كان بوصفهم إلى يوم القيامة في تبليغ من بعدهم عنه صلى الله عليه وسلم وهو فرض على الكفاية إذا قام البعض بتبليغه سقط عن الآخرين فرضه وإنما يلزم فرضيته من كان عنده منه ما يعلم أنه ليس عند غيره وأنه متى امتنع عن بثه خان المسلمين فحينئذ يلزمه فرضه وفيه دليل عن أن السنة يجوز أن يقال لها الآي إذ لو كان الخطاب على الكتاب نفسه دون السنن لاستحال لاشتمالهما معا على المعنى الواحد وقوله صلى الله عليه وسلم وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج أمر إباحة لهذا الفعل من غير ارتكاب إثم يستعمله يريد به حدثوا عن بين إسرائيل ما في الكتاب والسنة من غير حرج يلزمكم فيه وقوله صلى الله عليه وسلم ومن كذب علي متعمدا لفظة خوطب بها الصحابة والمراد منه غيرهم إلى يوم القيامة لا هم إذ الله جل وعلا نزه أقدار الصحابة عن أن يتوهم عليهم الكذب وإنما قال صلى الله عليه وسلم هذا لأن يعتبر من بعدهم فيعوا السنن ويرووها على سننها حذر إيجاب النار للكاذب عليه صلى الله عليه وسلم
ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا قوله صلى الله عليه وسلم حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج
[ 6257 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب أن نملة بن أبي نملة الأنصاري حدثه أن أبا نملة أخبره أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء رجل من اليهود فقال هل تكلم هذه الجنازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أعلم فقال اليهودي أنا أشهد أنها تتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقالوا آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله فإن كان حقا لم تكذبوهم وإن كان باطلا لم تصدقوهم وقال قاتل الله اليهود لقد أوتوا علما
ذكر الأمة التي فقدت في بني إسرائيل التي لا يدرى ما فعلت
[ 6258 ] أخبرنا شباب بن صالح بواسط حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن خالد عن بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أمة من بني إسرائيل فقدت لا يدرى ما فعلت ولا أراها إلا الفأر ألا تراها إذا وجدت ألبان الإبل لم تشربه وإذا وجدت ألبان الغنم شربته
ذكر الإباحة للمرء أن يتحدث بأسباب الجاهلية وأيامها
[ 6259 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا زهير بن معاوية عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس وكانوا يجلسون فيتحدثون ويأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم صلى الله عليه وسلم
ذكر الإخبار عن أول من سيب السوائب في الجاهلية
[ 6260 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أحمد بن سفيان النسائي حدثنا بن بكير حدثني الليث بن سعد عن بن الهاد عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبة في النار وكان أول من سيب السوائب قال سعيد بن المسيب السائبة التي كانت تسيب فلا يحمل عليها شيء والبحيرة التي يمنع درها للطواغيت فلا يحتلبها أحد والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى ثم تثني بأنثى فكانوا يسيبونها للطواغيت ويدعونها الوصيلة أن وصلت إحدهما بالأخرى والحام فحل الإبل يضرب العشر من الإبل فإذا قضى ضرابه جدعوه للطواغيت وأعفوه من الحمل فلم يحملوا عليه شيئا وسموه الحام
ذكر إباحة ترك القصص ولا سيما من لا يحسن العلم
[ 6261 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه حدثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال لم يقص في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة
ذكر البيان بأن بطون قريش كلها هم قرابة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6262 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت طاوسا قال سئل بن عباس عن هذه الآية قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى فقال سعيد بن جبير قربى محمد قال بن عباس عجلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة فقال إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة
ذكر البيان بأن الناس في الخير والشر يكونون تبعا لقريش
[ 6263 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس تبع لقريش في الخير والشر
ذكر وصف اتباع الناس لقريش في الخير والشر
[ 6264 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب حدثني يزيد بن وديعة الأنصاري أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الأنصار أعفة صبر وإن الناس تبع لقريش في هذا الأمر مؤمنهم تبع مؤمنهم وفاجرهم تبع فاجرهم
ذكر إعطاء الله جل وعلا للقرشي من الرأي مثل ما يعطى غير القرشي منه على الضعف
[ 6265 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا بن أبي ذئب عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن الأزهر أو زاهر الشك من أحمد بن عبد الله بن يونس والصواب هو الأزهر عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للقرشي قوة الرجلين من غير قريش فسأل سائل بن شهاب ما يعني بذلك قال نبل الرأي
ذكر البيان بأن ولاية أمر المسلمين يكون في قريش إلى قيام الساعة
[ 6266 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد بن زيد قال سمعت أبي يقول سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان قال عاصم وحرك أصبعيه
ذكر البيان بأن نساء قريش من خير نساء ركبت الرواحل
[ 6267 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أنبأنا يونس عن بن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده قال أبو هريرة على أثر ذلك ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط
ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول
[ 6268 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أم هانئ بنت أبي طالب فقالت إني قد كبرت ولي عيال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولده في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط
ذكر إهانة الله جل وعلا من أهان غير الفاسق من قريش
[ 6269 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني قال حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص قال سمعت أبي محمد بن حفص بن عمر بن موسى قال سمعت عمي عبيد الله بن عمر بن موسى يقول حدثنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن عمرو بن عثمان قال قال لي أبي عثمان بن عفان أي بني إن وليت من أمر المسلمين شيئا فأكرم قريشا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أهان قريشا أهانه الله
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أبا طالب كان مسلما
[ 6270 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا الحارث بن سريج قال حدثنا مروان بن معاوية عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب حين حضره الموت قل لا إله إلا الله أشفع لك بها يوم القيامة قال يا بن أخي لولا أن تعيرني قريش لأقررت عينيك بها فنزلت إنك لا تهدي من أحببت
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أبا طالب كان مسلما
[ 6271 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني حيوة بن شريح حدثني بن الهاد أن عبد الله بن خباب حدثهم عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر عنده عمه أبو طالب فقال لعله أن تصيبه شفاعتي فتجعله في ضحضاح من النار تبلغ كعبيه يغلي منها دماغه
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على دين قومه قبل أن يوحى اليه
[ 6272 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثنا محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما هممت بقبيح مما يهم به أهل الجاهلية إلا مرتين من الدهر كلتاهما عصمني الله منهما قلت ليلة لفتى كان معي من قريش بأعلى مكة في غنم لأهلنا نرعاها أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما يسمر الفتيان قال نعم فخرجت فلما جئت أدنى دار من دور مكة سمعت غناء وصوت دفوف ومزامير قلت ما هذا قالوا فلان تزوج فلانة لرجل من قريش تزوج امرأة من قريش فلهوت بذلك الغناء وبذلك الصوت حتى غلبتني عيني فنمت فما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال ما فعلت فأخبرته ثم فعلت ليلة أخرى مثل ذلك فخرجت فسمعت مثل ذلك فقيل لي مثل ما قيل لي فسمعت كما سمعت حتى غلبتني عيني فما أيقظني إلا مس الشمس ثم رجعت إلى صاحبي فقال لي ما فعلت فقلت ما فعلت شيئا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما هممت بعدهما بسوء مما يعمله أهل الجاهلية حتى أكرمني الله بنبوته
ذكر إحصاء المصطفى صلى الله عليه وسلم من كان تلفظ بالإسلام في أول الإسلام
[ 6273 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحصوا كل من كان تلفظ بالإسلام قال قلت يا رسول الله أتخاف ونحن بين الست مائة إلى السبع مائة فقال صلى الله عليه وسلم إنكم لا تدرون لعلكم تبتلون قال فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرا
ذكر وصف بيعة الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمنى
[ 6274 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة سبع سنين يتتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة والمواسم بمنى يقول من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مصر فيأتيه قومه فيقولون احذر غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رحالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا ويؤمن به ويقرئه القرآن وينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم إنا اجتمعنا فقلنا حتى متى نترك النبي صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه في الموسم فواعدناه بيعة العقبة فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا فقلنا يا رسول الله علام نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يقولها لا يبالي في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني وتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة فقمنا إليه فبايعناه وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم فقال رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن إخراجه اليوم منازعة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أن تصبروا على ذلك وأجركم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم جبنا فبينوا ذلك فهو أعذر لكم فقالوا أمط عنا فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط أن يعطينا على ذلك الجنة
فصل في هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكيفية أحواله فيها
[ 6275 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمود بن غيلان والحسن بن حماد حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض نخل فذهب وهلي أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززت أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جدد الله من المغنم واجتماع المؤمنين
ذكر الإخبار عما أرى الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم موضع هجرته في منامه
[ 6276 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة وهجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد وهززته مرة أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين
ذكر وصف كيفية خروج المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة لما صعب الأمر على المسلمين بها
[ 6277 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة أنه أخبره عن عائشة قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين لم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشيا فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر رضوان الله عليه مهاجرا قبل أرض الحبشة فلقيه بن الدغنة سيد القارة فقال أين يا أبا بكر قال أخرجني قومي فأسيح في الأرض وأعبد ربي فقال له بن الدغنة إن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتقري الضيف وتحمل الكل وتعين على نوائب الحق وأنا لك جار فارتحل بن الدغنة ورجع أبو بكر معه فقال لهم وطاف في كفار قريش أن أبا بكر لا يخرج ولا يخرج مثله إنه يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فأنفذت قريش جوار بن الدغنة فأمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر أن يعبد ربه في داره ويصلي ما شاء ويقرأ ما شاء ولا يؤذينا ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره ففعل أبو بكر رضى الله تعالى عنه ذلك ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم فيعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رضى الله تعالى عنه رجلا بكاء لا يملك دمعه إذا قرأ القرآن فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنما أجرنا أبا بكر أن يعبد ربه في داره وإنه ابتنى مسجدا وإنه أعلن الصلاة والقراءة وإنا خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فأته فقل له أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره وإن أبى إلا أن يعلن ذلك فليرد علينا ذمتك فإنا نكره أن نخفر ذمتك ولسنا بمقرين لأبي بكر الاستعلان فأتى بن الدغنة أبا بكر فقال قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عقد رجل عقدت له قال أبو بكر فإني أرضى بجوار الله وجوار رسوله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين أريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما حرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ورجع الى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر مهاجرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك يا أبا بكر فإني أرجو أن يؤذن لي فقال فداك أبي وأمي أو ترجو ذلك قال نعم فحبس أبو بكر رضى الله تعالى عنه نفسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولصحابته وعلف راحلتين كانتا له ورق السمر أربعة أشهر قال الزهري قال عروة قالت عائشة إذ قائل يقول لأبي بكر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال أبو بكر فدى له أبي وأمي إن جاء به هذه الساعة لأمر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذن فأذن له فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر أخرج من عندك فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه يا رسول الله إنما هم أهلك قال فنعم قال قد أذن لي قال أبو بكر فالصحبة بأبي أنت يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال أبو بكر بأبي أنت يا رسول الله فخذ إحدى راحلتي هاتين فقال نعم بالثمن قالت فجهزناهما أحث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء من نطاقها وأوكت به الجراب فلذلك كانت تسمى ذات النطاق فلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار في جبل يقال له ثور فمكثنا فيه ثلاث ليال
ذكر ما خاطب الصديق المصطفى صلى الله عليه وسلم وهما في الغار
[ 6278 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا ثابت عن أنس أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه حدثهم قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار لو أراد أحدهم أن ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدمه فقال صلى الله عليه وسلم ما ظنك باثنين الله ثالثهما
ذكر ما كان يروح على المصطفى صلى الله عليه وسلم والصديق رضى الله تعالى عنه بالمنحة أيام مقامهما في الغار
[ 6279 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت استأذن أبو بكر رضى الله تعالى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الخروج من مكة حين اشتد عليه الأمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اصبر فقال يا رسول الله تطمع أن يؤذن لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأرجو فانتظره أبو بكر فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهرا فناداه فقال له أخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هما ابنتاي يا رسول الله فقال أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج فقال يا رسول الله الصحبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم الصحبة قال يا رسول الله عندي ناقتان قد كنت أعددتهما للخروج قالت فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم إحداهما وهي الجدعاء فركبا حتى أتيا الغار وهو بثور فتواريا فيه وكان عامر بن فهيرة غلاما لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة أخو عائشة لأمها وكان لأبي بكر رضى الله تعالى عنه منحة فكان يروح بها ويغدو عليهم ويصبح فيدلج إليهما ثم يسرح فلا يفطن به أحد من الرعاء فلما خرجا خرج معهما يعقبانه حتى قدموا المدينة
ذكر ما يمنع الله جل وعلا كيد كفار قريش عن المصطفى صلى الله عليه وسلم والصديق عند خروجهما من مكة إلى المدينة
[ 6280 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو بن أخت سراقة بن مالك بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتلهما أو أسرهما قال فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج أقبل رجل منها حتى قام علينا فقال يا سراقة إني رأيت آنفا أسودة بالساحل لا أراها إلا محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنهم هم فقلت إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بنا ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت بيتي فأمرت جاريتي أن تخرج لي فرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فخططت به الأرض فأخفضت عالية الرمح حتى أتيت فرسي فركبتها ورفعتها تقرب بي حتى إذا رأيت أسودتهم فلما دنوت من حيث يسمعهم الصوت عثر بن فرسي فخررت عنها فأهويت بيدي إلى كنانتي فاستخرجت الأزلام فاستقسمت بها فخرج الذي أكره فعصيت الأزلام وركبت فرسي ورفعتها تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها فزجرتها فنهضت ولم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا عثان ساطع في السماء قال معمر قلت لأبي عمرو بن العلاء ما العثان فسكت ساعة ثم قال هو الدخان من غير نار قال معمر قال الزهري في حديثه فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره أن لا أضرهم فناديتهما بالأمان فوقفا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حتى لقيت من الحبس عنهم أنه سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم من أخبار أسفارهم وما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزؤوني ولم يسألوني إلا أن قالوا أخف عنا فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة فأمر به عامر بن فهيرة فكتب لي في رقعة من آدم بيضاء
ذكر وصف قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة عند هجرتهم إلى يثرب
[ 6281 ] أخبرني الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول اشترى أبو بكر رضى الله تعالى عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب مر البراء فليحمله إلى أهلي فقال له عازب لا حتى تحدثني كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم فقال ارتحلنا من مكة فأحيينا ليلتنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل نرى ظلا نأوي إليه فإذا أنا بصخرة فانتهيت إليها فإذا بقية ظلها فسويته ثم فرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلت اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم ذهبت أنظر هل أرى من الطلب أحدا فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أريد يعني الظل فسألته فقلت لمن أنت يا غلام قال الغلام لفلان رجل من قريش فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم قلت هل أنت حالب لي قال نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه وأمرته أن ينفض ضرعها من الغبار ثم أمرته أن ينفض كفيه فقال هكذا وضر إحدى يديه على الأخرى فحلب لي كثبة من لبن وقد رويت معي لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فاتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله فشرب فقلت قد آن الرحيل يا رسول الله فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعثم على فرس له فقلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله قال فبكيت فقال لا تحزن إن الله معنا فلما دنا منا وكان بيننا وبينه قيد رمحين أو ثلاث قلت هذا الطلب يا رسول الله قد لحقنا فبكيت قال ما يبكيك قلت أما والله ما على نفسي أبكي ولكن أبكي عليك فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اكفناه بما شئت قال فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها ثم قال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر على إبلي وغنمي في مكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لنا في إبلك ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق راجعا إلى أصحابه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتينا المدينة ليلا فتنازعه القوم أيهم ينزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنإ أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك فخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطرق وعلى البيوت من الغلمان والخدم يقولون جاء محمد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح انطلق فنزل حيث أمر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه نحو الكعبة فأنزل الله جل وعلا { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام } قال وقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله جل وعلا قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم قال وصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فخرج بعدما صلى فمر على قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قد وجه نحو الكعبة فانحرف القوم حتى توجهوا إلى الكعبة قال البراء وكان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو مكانه وأصحابه على أثري ثم أتى بعده عمرو بن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر فقلنا ما فعل من وراءك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال هم الآن على أثري ثم أتانا بعده عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وبلال ثم أتانا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه في عشرين من أصحابه راكبا ثم أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدهم وأبو بكر معه قال البراء فلم يقدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سورا من المفصل ثم خرجنا نلقى العير فوجدناهم قد حذروا
ذكر مواساة الأنصار بالمهاجرين مما ملكوا من هذه الفانية الزائلة رضي الله عنهم
[ 6282 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن أنس بن مالك أنه قال لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء وكان الأنصار أهل الأرض والعقار قال فقاسمهم الأنصار على أن يعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام فيكفوهم العمل قال وكانت أم أنس بن مالك أعطت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعذاقا لها فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أهل خيبر وانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم قال فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمي أعذاقها وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مكانها من حائطه
ذكر عدد غزوات المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6283 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد وابن كثير عن شعبة حدثنا أبو إسحاق قال خرج الناس يستسقون وفيهم زيد بن أرقم ما بيني وبينه إلا رجل قال قلت كم غزا وقال بن كثير يا أبا عمرو كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تسع عشرة قلت كم غزوت معه قال سبع عشرة قلت ما أول ما غزا قال ذو العشيرة أو العسيرة فصلى عبد الله بن زيد بالناس ركعتين
باب من صفته صلى الله عليه وسلم وأخباره
[ 6284 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا الحوضي وابن كثير عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أذنيه رأيته في حلة حمراء لم أر قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم

ذكر وصف قامة المصطفى صلى الله عليه وسلم
[ 6285 ] أخبرنا السختياني حدثنا أبو كريب حدثنا إسحاق بن منصور عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا وخلقا ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير
ذكر لون المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6286 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا وهب بن بقية حدثنا خالد عن حميد عن أنس قال كان لون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر
ذكر ما كان يشبه به وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6287 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا الفضل بن دكين حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال قال رجل للبراء كان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف قال لا ولكن مثل القمر
ذكر وصف عين رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6288 ] أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سألت جابر بن سمرة عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان أشكل العينين ضليع الفم منهوس العقب
ذكر البيان بأن قول جابر بن سمرة أشكل العينين أراد به أشهل العينين
[ 6289 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشهل العينين منهوس الكعبين أو القدمين
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان من أحسن الناس ثغرا
[ 6290 ] أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثني سماك بن الوليد أخبرني بن عباس أخبرني عمر بن الخطاب قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أحسن الناس ثغرا
ذكر وصف شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6291 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا شيبان بن أبي شيبة حدثنا جرير بن حازم حدثنا قتادة قال قلت لأنس بن مالك كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان شعرا رجلا ليس بالجعد ولا بالسبط بين أذنيه وعاتقه
ذكر وصف الشعرات التي شابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6292 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت أنهم قالوا لأنس بن مالك هل شاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما شانه الله بشيب ما كان في رأسه ولحيته سوى سبع عشرة أو ثمان عشرة شعرة
ذكر خبر أوهم بعض الناس ضد ما وصفناه
[ 6293 ] حدثنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس قال ما عددت في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء
ذكر البيان بأن قول أنس الذي ذكرناه لم يرد به النفي عما وراء ذلك العدد
[ 6294 ] أخبرنا محمد بن زهير بالأبلة حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي حدثنا يحيى بن آدم عن شريك عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال كان شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين شعرة
ذكر الموضع الذي كان فيه تلك الشعرات
[ 6295 ] حدثنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا شريك عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال رأيت شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من عشرين شعرة بيضاء في مقدمته
ذكر البيان بأن الشعرات التي وصفناها لم تكن في لحية المصطفى صلى الله عليه وسلم دون غيرها من بدنه
[ 6296 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الصمد حدثنا المثنى بن سعيد الضبعي حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يخضب إنما كان شمط عند العنفقة يسيرا وفي الرأس يسيرا وفي الصدغين يسيرا
ذكر البيان بأن الشعرات التي ذكرناها كان إذا مشطن ودهن لم يتبين شيبها
[ 6297 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا عبد الرحيم بن سليمان حدثنا إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته وإذا دهن ومشطن لم يتبين وإذا شعث رأيته وكان كثير الشعر واللحية فقال رجل وجهه مثل السيف قال لا كان مثل الشمس والقمر المستدير قل فرأيت خاتمه عند كتفه مثل بيضة النعامة يشبه جسده
ذكر البيان بأن هذه اللفظة مثل بيضة النعامة وهم فيه إسرائيل إنما هو مثل بيضة الحمامة
[ 6298 ] أخبرنا سليمان بن الحسن العطار حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن سماك عن جابر بن سمرة قال نظر إلى الخاتم الذي على النبي صلى الله عليه وسلم قال كأنه بيضة حمامة
ذكر تخصيص الله جل وعلا صفيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بالخاتم الذي جعله بين كتفيه
[ 6299 ] أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي حدثنا ثابت بن يزيد عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبصر الخاتم الذي بين كتفيه
ذكر وصف الخاتم الذي كان بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6300 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عمرو بن أبي عاصم النبيل حدثنا أبي حدثنا عزرة بن ثابت حدثنا علباء بن أحمر اليشكري حدثنا أبو زيد قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ادن مني فامسح ظهري قال فكشفت عن ظهره وجعلت الخاتم بين أصبعي فغمزتها قيل وما الخاتم قال شعر مجتمع على كتفه
ذكر البيان بأن قول أبي زيد على كتفه أراد به بين كتفيه
[ 6301 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا شعبة عن سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة يقول رأيت الخاتم الذي بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل بيضة الحمامة لونها لون جسده
ذكر حقيقة الخاتم الذي كان للنبي صلى الله عليه وسلم معجزة لنبوته
[ 6302 ] أخبرنا نصر بن الفتح بن سالم المربعي العابد بسمرقند حدثنا رجاء بن مرجى الحافظ حدثنا إسحاق بن إبراهيم قاضي سمرقند حدثنا بن جريج عن عطاء عن بن عمر قال كان خاتم النبوة في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البندقة من لحم عليه مكتوب محمد رسول الله
ذكر الوصف لين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وطيب عرقه
[ 6303 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال ما مسست حريرا قط ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت ريحا قط ولا عرقا أطيب من ريح عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر وصف طيب ريح المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6304 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا وهب بن بقية حدثنا خالد عن حميد عن أنس قال ما شممت مسكة ولا عنبرة قط أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن عرق صفي الله صلى الله عليه وسلم قد كان يجمع ليتطيب به
[ 6305 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي أم سليم فيقيل عندها على نطع وكان كثير العرق فتتبع العرق من النطع فتجعله في قوارير مع الطيب وكان يصلي على الخمرة
ذكر وصف حياء المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6306 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة حدثني قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن قتادة لم يسمع هذا الخبر من عبد الله بن أبي عتبة
[ 6307 ] أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي بالبصرة وعمر بن محمد الهمداني بالصغد قالا حدثنا أحمد بن سنان القطان قال سألت عبد الرحمن بن مهدي فقلت يا أبا سعيد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها قال نعم عن مثل هذا فاسأل عن مثل هذا فاسأل حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت عبد الله بن أبي عتبة يحدث عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عبد الله بن أبي عتبة مجهول لا يعرف
[ 6308 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن شعبة عن قتادة قال سمعت عبد الله بن أبي عتبة مولى أنس بن مالك عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها إذا رأى شيئا يكرهه عرفنا ذلك في وجهه
ذكر وصف مشي المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا مشى مع أصحابه
[ 6309 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه عن أبي هريرة أنه سمعه يقول ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الشمس تجري في وجهه وما رأيت أسرع في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الأرض تطوى له إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث
ذكر البيان بأن مشية المصطفى صلى الله عليه وسلم كانت تكفيا
[ 6310 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى مشى تكفيا
ذكر وصف التكفي المذكور في خبر أنس بن مالك الذي ذكرناه
[ 6311 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير عن علي بن أبي طالب أنه كان إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال كان عظيم الهامة أبيض مشربا حمرة عظيم اللحية طويل المسربة شثن الكفين والقدمين إذا مشى كأنه يمشي في صبب لم أر مثله قبله ولا بعده
ذكر ما كان يستعمل عند مشي النبي صلى الله عليه وسلم في طرقه
[ 6312 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا داود بن رشيد حدثنا وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرجوا معه مشوا أمامه وتركوا ظهره للملائكة
ذكر وصف أسامي المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6313 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمه وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي وقد سماه الله رؤوفا رحيما
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 6314 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي الرحمة ونبي الملحمة
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال ما وصفنا وهو في بعض سكك المدينة
[ 6315 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا روح حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن حذيفة بن اليمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سكة من سكك المدينة أنا محمد وأحمد والحاشر والمقفي ونبي الرحمة
ذكر وصف قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم القرآن
[ 6316 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا سفيان بن حرب قال حدثنا جرير بن حازم عن قتادة قال سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان صلى الله عليه وسلم يمد صوته مدا
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد بن جرير بن حازم
[ 6317 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا علي بن نصر بن علي الجهضمي قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام بن يحيى وجرير بن حازم عن قتادة عن أنس بن مالك قال كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مدا يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان من أحسن الناس قراءة إذا قرأ
[ 6318 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا أبو معمر القطيعي حدثنا سفيان عن مسعر عن عدي بن ثابت عن البراء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فما سمعت شيئا قط أحسن قراءة منه
ذكر الإخبار عن قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم على الجن القرآن
[ 6319 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بت الليلة أقرأ على الجن رفقاء بالحجون قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في قول بن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بت الليلة أقرأ على الجن بيان واضح بأنه لم يشهد ليلة الجن إذ لو كان شاهدا ليلتئذ لم يكن بحكايته عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قراءته على الجن معنى ولأخبر أنه شهده يقرأ عليهم
ذكر ما أبان الله جل وعلا فضيلة صفيه صلى الله عليه وسلم بقراءته على الجن القرآن
[ 6320 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة قال قلت لابن مسعود هل صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد فقال ما صحبه منا أحد ولكنا فقدناه ذات ليلة بمكة فقلنا اغتيل أو استطير فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما كان من السحر أو قال في الصبح إذا نحن به يجيء من قبل حراء فقلنا يا رسول الله فذكرنا له الذي كانوا فيه فقال صلى الله عليه وسلم إنه أتاني داعي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم
ذكر إنذار الشجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالجن ليلتئذ
[ 6321 ] أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس قال حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال حدثنا سفيان عن مسعر بن كدام وكان من معادن الصدق عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا عبيدة يقول سمعت مسروقا يقول حدثني أبوك أن الشجرة أنذرت النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة الجن
ذكر قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى
[ 6322 ] أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال حدثنا أبو كامل الجحدري قال حدثنا فضيل بن سليمان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى
ذكر قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم حافظوا على الصلوات والصلاة والوسطى
[ 6323 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني أبو جعفر محمد بن علي ونافع أن عمرو بن رافع مولى عمر بن الخطاب حدثهما أنه كان يكتب المصاحف في عهد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال فاستكتبتني حفصة مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة فلا تكتبها حتى تأتيني بها فأملها عليك كما حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما بلغتها جئتها بالورقة التي أكتبها فقالت اكتب { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } وصلاة العصر وقوموا لله قانتين
ذكر قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة }
[ 6324 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا حفص بن عمر الحوضي قال حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن إذا شهد أن لا إله إلا الله وعرف محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره فذلك قوله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة }
ذكر قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم لو شئت لتخذت عليه أجرا
[ 6325 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال حدثني أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لو شئت لتخذت عليه أجرا مخففة
ذكر قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وإن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني
[ 6326 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو داود عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن حمزة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني سألتك همز قد بلغت من لدني عذرا
ذكر قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم فهل من مدكر
[ 6327 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال حدثنا أبو إسحاق قال سمعت الأسود بن يزيد يحدث عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فهل من مدكر
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 6328 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا يحيى بن آدم قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو إسحاق قال سمعت رجلا يسأل الأسود بن يزيد وهو يعلم الناس القرآن في المسجد كيف تقرأ فهل من مدكر دالا أو ذالا فقال بل دالا سمعت عبد الله بن مسعود يقول قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل من مدكر دالا
ذكر قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم إني أنا الرزاق ذو القوة المتين
[ 6329 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا روح بن عبد المؤمن المقرىء قال حدثنا علي بن نصر قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أنا الرزاق ذو القوة المتين
ذكر قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى
[ 6330 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم أن علقمة قال قدمت الشام فأخبر أبو الدرداء فأتانا فقال أيكم يقرأ علي قراءة بن أم عبد قال قلنا كلنا نقرأ قال أيكم أقرأ قال فأشار أصحابي إلي قال أبو الدرداء أحفظت قلت نعم قال كيف كان يقرأ والليل إذا يغشى قلت والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى فقال أنت حفظتها من عبد الله قال قلت نعم قال وأنا والذي لا إله غيره هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهؤلاء يريدون والله لا أتابعهم أبدا
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به إبراهيم عن الأعمش
[ 6331 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا حفص بن مر الحوضي عن شعبة عن مغيرة قال سمعت إبراهيم يقول ذهب علقمة إلى الشام فأتى المسجد فصلى ركعتين ثم قال اللهم ارزقني جليسا صالحا فقد إلى أبي الدرداء فقال ممن أنت قال من أهل الكوفة قال أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره حذيفة أليس فيكم الذي أجاره الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من الشيطان عمار بن ياسر أليس فيكم صاحب السواد عبد الله بن مسعود وقال كيف تقرأ هذه الآية { والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى } فقلت { والذكر والأنثى } قال فما زال هؤلاء كادوا يشككوني وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم يحسب أن ماله أخلده
[ 6332 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال حدثنا نوح بن حبيب قال حدثنا عبد الملك بن هشام الذماري قال حدثنا سفيان بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { يحسب أن ماله أخلده }
ذكر إصطفاء الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم من بين ولد إسماعيل صلوات الله عليه
[ 6333 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم
ذكر شق جبريل عليه السلام صدر المصطفى صلى الله عليه وسلم في صباه
[ 6334 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق قلبه فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره فقالوا إن محمدا قد قتل فاستقبلوه منتقع اللون قال أنس قد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم وهو صبي يلعب مع الصبيان وأخرج منه العلقة ولما أراد الله جل وعلا الإسراء به أمر جبريل بشق صدره ثانيا وأخرج قلبه فغسله ثم أعاده مكانه مرتين في موضعين وهما غير متضادين
[ 6335 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا مسروق بن المرزبان حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن جهم بن أبي جهم عن عبد الله بن جعفر عن حليمة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم السعدية التي أرضعته قالت خرجت في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء بمكة على أتان لي قمراء في سنة شهباء لم تبق شيئا ومعي زوجي ومعنا شارف لنا والله ما إن يبض علينا بقطرة من لبن ومعي صبي لي إن ننام ليلتنا من بكائه ما في ثديي ما يغنيه فلما قدمنا مكة لم تبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه وإنما كنا نرجو كرامة الرضاعة من والد المولود وكان يتيما وكنا نقول يتيما ما عسى أن تصنع أمه به حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلا أخذت صبيا غيري فكرهت أن أرجع ولم أجد شيئا وقد أخذ صواحبي فقلت لزوجي والله لأرجعن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه فأتيته فأخذته ورجعت إلى رحلي فقال زوجي قد أخذتيه فقلت نعم والله وذاك أني لم أجد غيره فقال قد أصبت فعسى الله أن يجعل فيه خيرا قالت فوالله ما هو إلا أن جعلته في حجري أقبل عليه ثديي بما شاء الله من اللبن فشرب حتى روي وشرب أخوه يعني ابنها حتى روي وقام زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا بها حافل فحلبها من اللبن ما شئنا وشرب حتى روي وشربت حتى رويت وبتنا ليلتنا تلك شباعا رواء وقد نام صبياننا يقول أبوه يعني زوجها والله يا حليمة ماأراك إلا قد أصبت نسمة مباركة قد نام صبينا وروي قالت ثم خرجنا فوالله لخرجت أتاني أمام الركب حتى إنهم ليقولون ويحك كفي عنا أليست هذه بأتانك التي خرجت عليها فأقول بلى والله وهي قدامنا حتى قدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر فقدمنا على أجدب أرض الله فوالذي نفس حليمة بيده إن كانوا ليسرحون أغنامهم إذا أصبحوا ويسرح راعي غنمي فتروح بطانا لبنا حفلا وتروح أغنامهم جياعا هالكة ما لها من لبن قالت فنشرب ما شئنا من اللبن وما من الحاضر أحد يحلب قطرة ولا يجدها فيقولون لرعائهم ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح راعي حليمة فيسرحون في الشعب الذي تسرح فيه فتروح أغنامهم جياعا ما بها من لبن وتروح غنمي لبنا حفلا وكان صلى الله عليه وسلم يشب في اليوم شباب الصبي في شهر ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة فبلغ سنة وهو غلام جفر قالت فقدمنا على أمه فقلت لها وقال لها أبوه ردي علينا ابني فلنرجع به فإنا نخشى عليه وباء مكة ونحن أضن شيء به مما رأينا من بركته قالت فلم نزل حتى قالت ارجعا به فرجعنا به فمكث عندنا شهرين قالت فبينا هو يلعب وأخوه يوما خلف البيوت يرعيان بهما لنا إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه وشقا بطنه فخرجنا نشتد فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته ثم قلنا مالك أي بني قال أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعا قالت فاحتملناه ورجعنا به قالت يقول أبوه يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف قالت فرجعنا به فقالت ما يردكما به فقد كنتما حريصين عليه قالت فقلت لا والله إلا أنا كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا ثم تخوفنا الأحداث عليه فقلنا يكون في أهله فقالت أمه والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت فتخوفتما عليه كلا والله إن لابني هذا شأنا إلا أخبركما عنه إني حملت به فلم أحمل حملا قط كان أخف علي ولا أعظم بركة منه ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت له أعناق الإبل ببصرى ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان وقع واضعا يده بالأرض رافعا بصره إلى السماء دعاه والحقا بشأنكما قال أبو حاتم قال وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن محمد بن إسحاق حدثنا جهم بن أبي جهم نحوه حدثناه عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير
ذكر شق جبريل عليه السلام صدر المصطفى صلى الله عليه وسلم في صباه
[ 6336 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الصبيان فأخذه فصرعه فشق قلبه فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم أعاده في مكانه فجاءه الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره فقال إن محمدا قد قتل فاستقبلوه منتقع اللون قال أنس كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره صلى الله عليه وسلم
ذكر ما خص الله جل وعلا رسوله دون البشر بما كان يرى خلفه كما كان يرى امامه
[ 6337 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل ترون قبلتي ها هنا فوالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم وإني لأراكم من وراء ظهري
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يرى من خلفه كما يرى بين يديه فرقا بينه وبين أمته
[ 6338 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا علي بن الجعد حدثنا بن أبي ذئب عن عجلان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني لأنظر إلى ما ورائي كما أنظر إلى ما بين يدي فأقيموا صفوفكم وحسنوا ركوعكم وسجودكم
ذكر بعض العلة التي من أجلها كان يتأمل صلى الله عليه وسلم خلفه منهم ذلك
[ 6339 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن معمر حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان بن يزيد العطار حدثنا قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصفوف كأنها الحذف قال مسلم الحذف النقد الصغار
ذكر ما عرف الله جل وعلا عن صفيه صلى الله عليه وسلم أسباب هذه الفانية الزائلة عند ابتداء إظهار الرسالة
[ 6340 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن النعمان بن بشير قال ألستم في طعام وشراب ما شئتم لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه
ذكر البيان بأن هذه الحالة كانت بالمصطفى صلى الله عليه وسلم عند اعتراض حالة الاضطرار والاختبار له
[ 6341 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا أبو عوانة عن سماك عن النعمان بن بشير قال سمعته يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه وهو جائع
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن سماك بن حرب لم يسمع هذا الخبر من النعمان بن بشير
[ 6342 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت النعمان بن بشير يخطب قال قال عمر وذكر ما أصاب الناس من الدنيا لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوي وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه
ذكر سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا أن تعزب الدنيا عن آله
[ 6343 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو أسامة قال سمعت الأعمش يحدث عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم كفافا أراد به قوتا
[ 6344 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا العباس بن عبد العظيم قال حدثنا محاضر بن المورع قال حدثنا الأعمش عن بن أخي بن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا
ذكر ما عزب الله جل وعلا الشبع من هذه الفانية عن آل صفيه صلى الله عليه وسلم أياما معلومة
[ 6345 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الفضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من طعام واحد ثلاثا حتى قبض صلى الله عليه وسلم إلا الأسودين التمر والماء
ذكر البيان بأن الحالة التي ذكرناها كانت اختيارا من المصطفى صلى الله عليه وسلم لأهله دون أن تكون تلك حالة اضطرارية
[ 6346 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا المحاربي عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال ما أشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله ثلاثة أيام تباعا من خبز البر حتى فارق الدنيا
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أنه مضاد لخبر أبي هريرة الذي ذكرناه
[ 6347 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال سألت سهل بن سعد الساعدي فقلت هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي فقال سهل ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه قال فقلت هل كان لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من حين ابتعثه حتى قبضه فقلت كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول قال كنا نطحنه فننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه فأكلناه
ذكر ما كان فيه آل المصطفى صلى الله عليه وسلم من عدم الوقود في دورهم بين أشهر متوالية
[ 6348 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم حدثني أبي عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة أنها قالت إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار قلت يا خالة فيما كان يعيشكم قالت الأسودان التمر والماء إلا أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار نعم الجيران كانت لهم منائح فكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فكان يستقينا منه
ذكر البيان بأن آل المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يدخرون الشيء الكثير لما يستقبلون من الأيام
[ 6349 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا أبان العطار حدثنا قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم ما أصبح في آل محمد صاع بر ولا صاع تمر وإن له يومئذ تسع نسوة صلى الله عليه وسلم
ذكر ما كان يتمنى المصطفى صلى الله عليه وسلم الإقلال من هذه الدنيا الفانية الزائلة
[ 6350 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لو كان عندي أحد ذهبا لأحببت أن لا يأتي علي ثلاث وعندي منه دينار لا أجد من يتقبله مني ليس شيء أرصده لدين علي
[ 6351 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال حدثنا محمد بن خلف الداري قال حدثنا معمر بن يعمر قال حدثنا معاوية بن سلام قال حدثني أخي زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام قال حدثني عبد الله بن لحي الهوزني قال لقيت بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا بلال أخبرني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما كان له من شيء وكنت أنا الذي ألي ذلك منذ بعثه الله حتى توفي صلى الله عليه وسلم فكان إذا أتاه الإنسان المسلم فرآه عاريا يأمرني فأنطلق فأستقرض فأشتري البردة أو النمرة فأكسوه وأطعمه حتى اعترضني رجل من المشركين فقال يا بلال إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني ففعلت فلما كان ذات يوم توضأت ثم قمت أؤذن بالصلاة فإذا المشرك في عصابة من التجار فلما رآني قال يا حبشي قال قلت يا لبيه فتجهمني وقال لي قولا غليظا وقال أتدري كم بينك وبين الشهر قال قلت قريب قال لي إنما بينك وبينه أربع فآخذك بالذي عليك فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك علي ولا كرامة صاحبك ولكني إنما أعطيتك لتجب لي عبدا فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك فأخذ في نفسي ما يأخذ الناس فانطلقت ثم أذنت بالصلاة حتى إذا صليت العتمة رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فاستأذنت عليه فأذن لي فقلت يا رسول الله بأبي أنت إن المشرك الذي ذكرت لك أني كنت أتدين منه قال لي كذا وكذا وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي وهو فاضحي فأذن لي أنوء إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين أسلموا حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني فقال صلى الله عليه وسلم إذا شئت اعتمدت قال فخرجت حتى آتي منزلي فجعلت سيفي وجعبتي ومجني ونعلي عند رأسي واستقبلت بوجهي الأفق فكلما نمت ساعة استنبهت فإذا رأيت علي ليلا نمت حتى أسفر الصبح الأول أردت أن أنطلق فإذا إنسان يسعى يدعو يا بلال أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت حتى أتيته فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهن فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنته فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر فقد جاء الله بقضائك فحمدت الله وقال ألم تمر على الركائب المناخات الأربع فقلت بلى فقال إن لك رقابهن وما عليهن كسوة وطعام أهداهن إلي عظيم فدك فاقبضهن ثم اقض دينك قال ففعلت فحططت عنهن أحمالهن ثم عقلتهن ثم عمدت إلى تأذين صلاة الصبح حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت للبقيع فجعلت أصبعي في أذني فناديت من كان يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم دينا فليحضر فما زلت أبيع وأقضي وأعرض فأقضي حتى إذا فضل في يدي أوقيتان أو أوقية ونصف انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامة النهار فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده فسلمت عليه فقال ما فعل ما قبلك فقلت قد قضى الله كل شيء كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبق شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل شيء قال قلت نعم قال انظر أن تريحني منها فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة دعاني فقال ما فعل مما قبلك قال قلت هو معي لم يأتنا أحد فبات في المسجد حتى أصبح فظل في المسجد اليوم الثاني حتى كان في آخر النهار جاء راكبان فانطلقت بهما فكسوتهما وأطعمتهما حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال صلى الله عليه وسلم ما فعل الذي قبلك فقلت قد أراحك الله منه يا رسول الله فكبر وحمد الله شفقا أن يدركه الموت وعنده ذلك ثم اتبعته حتى جاء أزواجه فسلم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته فهذا الذي سألتني عنه
ذكر ما مثل المصطفى صلى الله عليه وسلم نفسه والدنيا بمثل ما مثل به
[ 6352 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن قحطبة بفم الصلح حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي حدثنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن بن عباس قال دخل عمر بن الخطاب على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا فقال يا عمر ما لي وللدنيا وما للدنيا ولي والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها
[ 6353 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا فضيل بن غزوان عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة فرأى على بابها سترا فلم يدخل عليها قال وقلما كان يدخل إلا بدأ بها فجاء علي رضوان الله عليه فرآها مهتمة فقال مالك فقالت جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدخل فأتاه علي فقال يا رسول الله إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها ولم تدخل عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أنا والدنيا وما أنا والرقم فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت فقل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فما تأمرني قال قل لها فلترسل به إلى بني فلان
ذكر البيان بأن استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفنا لم يكن ذلك لبيت فاطمة دون غيرها
[ 6354 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا ربيع بن سليمان قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا مرقوما
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يجانب اتخاذ الأسباب في الأكل والشرب إلا أن تعتريه أحوال لا يكون منه القصد فيها
[ 6355 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة قال كنا نأتي أنس بن مالك وخبازه قائم فقال كلوا فما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرققا ولا شاة سميطة بعينه حتى لحق بالله
ذكر العلة التي من أجلها كان تعترض المصطفى صلى الله عليه وسلم الأحوال التي وصفناها
[ 6356 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف في عدة قالوا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدخر شيئا لغد
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر أنس الذي ذكرناه
[ 6357 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد وإبراهيم بن بشار عن سفيان عن عمرو بن دينار ومعمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب أن أموال بني النضير كانت مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب فكانت له خالصة فكان ينفق على أهله منها نفقة سنته وما بقي جعله في الكراع والسلاح في سبيل الله
ذكر ما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم في نفسه يتنكب الشبع في اليوم الواحد أكثر من مرة
[ 6358 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أبو الطاهر بن السرح حدثنا بن وهب أخبرني أبو صخر عن بن قسيط عن عروة عن عائشة قالت لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين
ذكر الخبر الدال على أن هذه الحالة للمصطفى صلى الله عليه وسلم كانت حالة اختيار لا اضطرار
[ 6359 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا عفان حدثنا أبان بن يزيد حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمع له غذاء ولا عشاء من خبز ولحم إلا على ضفف
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم عند الوجود كان يتنكب السرف في أسباب الأكل وكذلك يأمر أهله
[ 6360 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أبو الطاهر بن السرح حدثنا بن وهب أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال سألت سهل بن سعد الساعدي هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي فقال سهل ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه فقلت هل كانت لكم مناخل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من حين ابتعثه الله حتى قبضه قال قلت فكيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول قال نعم كنا ننفخه فيطير ما طار منه وما بقي ثريناه فأكلناه
ذكر ما كان ضجاع المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6361 ] أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال بن أخي الحجاج بن المنهال بالبصرة حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت كان ضجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم من آدم حشوه ليف قالت وكان يأتي علينا الشهر ما نستوقد نارا إنما هما الأسودان التمر والماء إلى أن يبعث إلينا جيران لنا بغزيرة شاتهم
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد كانت تؤثر خشونة ضجاعه في جنبه
[ 6362 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا موسى بن محمد بن حبان حدثنا الضحاك بن مخلد عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على سرير وهو مرمل بشريط قال فدخل عليه ناس من أصحابه ودخل عمر فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا الشريط قد أثر بجنبه فبكى عمر وقال والله إنا لنعلم أنك أكرم على الله من كسرى وقيصر وهما يعيثان فيما يعيثان فيه قال صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولنا الآخرة قال بلى قال فسكت
ذكر إعطاء الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم مفاتيح خزائن الأرض كلها
[ 6363 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها
ذكر وصف مفاتيح خزائن الأرض حيث أتي صلى الله عليه وسلم في نومه
[ 6364 ] أخبرنا عبد الله بن صالح البخاري ببغداد حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة حدثنا علي بن الحسن بن شقيق أخبرني الحسين بن واقد حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق عليه قطيفة من سندس
[ 6365 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو معمر حدثنا بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل فقال له جبريل هذا الملك ما نزل منذ خلق قبل الساعة فلما نزل قال يا محمد أرسلني إليك ربك أملكا جعلك لهم أم عبدا رسولا فقال له جبريل تواضع لربك يا محمد فقال صلى الله عليه وسلم لا بل عبدا رسولا
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن أصحاب الحديث يصححون من الأخبار ما لا يعقلون معناها
[ 6366 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا عبد الله بن رجاء المكي عن بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير قال قالت عائشة ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حل له من النساء ما شاء قال أبو حاتم يشبه أن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم حرم عليه النساء مدة ثم أحل له من النساء قبل موته تفضلا تفضل عليه حتى لا يكون بين الخبر والكتاب تضاد ولا تهاتر والذي يدل على هذا قول عائشة ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حل له من النساء أرادت بذلك إباحة بعد حظر متقدم على ما ذكرنا
[ 6367 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول تهب المرأة نفسها فلما أنزل الله { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت } قالت قلت والله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك
ذكر البيان بأن المصطفى خرج من هذه الدنيا الفانية الزائلة إلى ما وعده ربه من الثواب وهو صفر اليدين منها
[ 6368 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي حدثنا إبراهيم بن هانئ حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا شيبان عن عاصم عن زر عن عائشة قالت سألها رجل عن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أعن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم تسألني لا أبا لك والله ما ورث رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شاة ولا بعيرا
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان من أجود الناس وأشجعهم
[ 6369 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبيد بن حساب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس أنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان خير الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة فانطلقوا قبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج وفي عنقه السيف وهو يقول للناس لم تراعوا يردهم ثم قال للفرس وجدناه بحرا وإنه لبحر
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أكثر ما كان يستعمل الجود مما يملك في شهر رمضان أو حين يلقاه جبريل عليه السلام
[ 6370 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان وحين يلقى جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد كان يبذل ما وصفناه من هذه الدنيا مع ما يعزف نفسه عنها
[ 6371 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا بن أبي فديك عن موسى بن يعقوب عن أبي حازم أن القاسم بن محمد أن عائشة أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشبع شبعتين في يوم حتى مات
ذكر البيان بأن الحالة التي وصفناها كان يستوي فيها صلى الله عليه وسلم وأهله على السبيل الذي وصفناه
[ 6372 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح بمكة حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام بن حسان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لقد كان يأتي على أهل محمد صلى الله عليه وسلم شهر ما يخبز فيه قلت يا أم المؤمنين ما كان يأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان لنا جيران من الأنصار جزاهم الله خيرا كان لهم لبن يهدون منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان لا يستكثر الكثير من الدنيا إذا وهبها لمن لا يؤبه له احتقارا لها
[ 6373 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه غنما بين جبلين فأتى الرجل قومه فقال أي قوم أسلموا فوالله إن محمدا صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء رجل ما يخاف الفاقة وإن كان الرجل ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يريد إلا دنيا يصيبها فما يمسي حتى يكون دينه أحب اليه من الدنيا وما فيها
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حماد بن سلمة عن ثابت
[ 6374 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت حميدا قال حدثنا أنس بن مالك أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بشاء بين جبلين فرجع إلى قومه فقال أسلموا فإن محمدا صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء رجل لا يخشى الفاقة
ذكر ما كان يعطي صلى الله عليه وسلم من سأله من هذه الفانية الراحلة
[ 6375 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا بشر بن بكر حدثنا الأوزاعي حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال سمعت أنس بن مالك يقول دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما المسجد وعليه رداء نجراني غليظ فقال له أعرابي من خلفه وأخذ بجانب ردائه فاجتبذه حتى أثرت الصنفة في صفح عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا محمد أعطنا من مال الله الذي عندك فالتفت إليه وتبسم صلى الله عليه وسلم وقال مروا له
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يكن يمنع أحدا يسأله شيئا من هذه الفانية الزائلة
[ 6376 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا سفيان بمكة وعبادان قال سمعت بن المنكدر يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قط فأبى
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 6377 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا نصر بن علي الجهضمي أخبرنا سفيان عن بن المنكدر قال سمعت جابرا يقول ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال لا
ذكر البيان بأن خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم كان قطع القلب عن هذه الدنيا وترك الادخار بشيء منها
[ 6378 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئا لغد
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان من أزهد الناس في الدنيا
[ 6379 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا بن وهب عن أبي هانئ أنه سمع علي بن رباح يقول سمعت عمرو بن العاص يخطب الناس يقول أيها الناس كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأصبحتم أرغب الناس فيها
ذكر قبول المصطفى صلى الله عليه وسلم الهدايا من أمته
[ 6380 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد عن أنس بن مالك قال بعثت معي أم سليم بشيء من رطب في مكتل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجده في بيته قالوا ذهب قريبا فإذا هو عند خياط مولى له صنع له طعاما فيه لحم ودباء قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الدباء فجعلت أضعه بين يديه قال فرجع إلى بيته فوضعت المكتل بين يديه فما زال يأكل ويقسم حتى لم يبق في المكتل شيء
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ممن أهداها له ولم يكن يقبل الصدقة
[ 6381 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا أتي بصدقة أمر أصحابه بأكلها وامتنع بنفسه عنها
[ 6382 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام من غير أهله سأل عنه فإن قيل هدية أكل وإن قيل صدقة قال كلوا ولم يأكل
ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم ترك قبول الهدية إلا عن قبائل معروفة
[ 6383 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا داود بن رشيد حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي
[ 6384 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن علية قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس أن أعرابيا وهب للنبي صلى الله عليه وسلم فأثابه عليها فقال رضيت قال لا فزاده وقال رضيت قال نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن لا أتهب إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي
ذكر ما خص الله جل وعلا به صفيه صلى الله عليه وسلم وفرق بينه وبين أمته بأن قلبه كان لا ينام إذا نامت عيناه
[ 6385 ] أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني وأحمد بن علي بن المثنى قالا حدثنا محرز بن عون قال حدثنا مالك بن أنس عن سعيد المقبري عن أبي سلمة عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إعظاما للوتر تنام عن الوتر قال يا عائشة إن عيني تنام ولا ينام قلبي

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا نام لم ينم قلبه كما تنام قلوب غيره من

[ 6386 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى القطان عن بن عجلان قال سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تنام عيني ولا ينام قلبي
ذكر وصف سن المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6387 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج والحسين بن إدريس بن المبارك الأنصاري بهراة قالا حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وليس بالأبيض الأمهق وليس بالآدم ولا بالجعد القطط ولا السبط بعثه الله جل وعلا على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين وتوفاه الله جل وعلا على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور في خبر أنس لم يرد به النفي عما وراءه
[ 6388 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بن ثلاث وستين
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 6389 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن عمرو الرازي زنيج حدثنا حكام بن سلم حدثنا عثمان بن زائدة عن الزبير بن عدي عن أنس بن مالك قال قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ثلاث وستين وقبض أبو بكر وهو بن ثلاث وستين وقبض عمر وهو بن ثلاث وستين
ذكر تفصيل هذا العدد الذي تقدم ذكرنا له
[ 6390 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا جعفر بن سليمان عن هشام عن بن سيرين عن بن عباس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن أربعين سنة ودعا الناس إلى الإسلام ولم يؤذن له في القتال ثلاث عشرة سنة فكانت الهجرة عشر سنين فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بن ثلاث وستين سنة
ذكر وصف خاتم المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6391 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معتمر بن سليمان قال سمعت حميدا يحدث عن أنس بن مالك قال كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة فصه منه
ذكر العلة التي من أجلها اتخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم الخاتم من فضة
[ 6392 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن سعيد عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب إلي الأعاجم فقالوا له أنهم لا يقرؤون كنابا إلا بخاتم فيه نقش فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخاتم فضة فنقش فيه محمد رسول الله
ذكر وصف نقش ما وصفنا في خاتم المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6393 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبي قال حدثنا عرعرة بن البرند قال حدثنا عزرة بن ثابت عن ثمامة عن أنس قال كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أسطر محمد سطر ورسول سطر والله سطر
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان له خاتمان لا خاتم واحد
[ 6394 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني سليمان بن بلال عن يونس بن يزيد الأيلي عن بن شهاب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتم فضة فيه فص حبشي في يمينه كان يجعل فصه باطن كفه
ذكر البيان بأن الرائحة الطيبة قد كانت تعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 6395 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة عن مطرف عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس بردة سوداء فقالت عائشة ما أحسنها عليك يا رسول الله يشوب بياضك سوادها ويشوب سوادها بياضك فبان منها ريح فألقاها وكان يعجبه الريح الطيبة
ذكر ما كان يحب المصطفى صلى الله عليه وسلم من الثياب
[ 6396 ] أخبرنا الحسن بن سفيان وأبو يعلى قال حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة قال قلنا لأنس بن مالك أي اللباس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحبرة قال أبو يعلى أي اللباس كان أعجب
ذكر وصف تعميم المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6397 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل عمامته بين كتفيه وأن بن عمر كان يفعل ذلك قال عبيد الله بن عمر ورأيت القاسم وسالما يفعلان ذلك
ذكر الخصال التي فضل صلى الله عليه وسلم بها على غيره
[ 6398 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي حدثنا علي بن معبد حدثنا هشيم عن سيار حدثنا يزيد الفقير حدثنا جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل أحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة
[ 6399 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن عبد الله الحمال حدثنا بن أبي فديك عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن عباس بن عبد الرحمن بن ميناء الأشجعي عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت أربعا لم يعطهن أحد كان قبلنا وسألت ربي الخامسة فأعطانيها كان النبي يبعث إلى قريته ولا يعدوها وبعثت كافة إلى الناس وأرهب منا عدونا مسيرة شهر وجعلت لي الأرض طهورا ومساجد وأحل لنا الخمس ولم يحل لأحد كان قبلنا وسألت ربي الخامسة فسألته أن لا يلقاه عبد من أمتي يوحده إلا أدخله الجنة فأعطانيها

ذكر ما فضل المصطفى صلى الله عليه وسلم على من قبله من الخصال

[ 6400 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا إسحاق بن إبراهيم الشهيدي حدثنا بن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلت على الناس بثلاث جعلت لنا الأرض كلها مسجدا وجعل ترابها لنا طهورا إذا لم نجد الماء وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وأوتيت هؤلاء الأيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط مثله أحد قبلي ولا أحد بعدي
ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور في خبر حذيفة لم يرد به النفي عما وراءه
[ 6401 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون
ذكر إعطاء الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم وخواتمه
[ 6402 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران حدثنا النفيلي حدثنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال إن محمدا صلى الله عليه وسلم أوتي فواتح الكلام وخواتمه أو جوامع الخير وخواتمه وإنا كنا لا ندري ما يقول إذا جلسنا في الصلاة حتى علمنا فقال قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم فضل بجوامع الكلم على سائر الأنبياء صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6403 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون
ذكر كتبة الله جل وعلا عنده محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين
[ 6404 ] أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط حدثنا الحارث بن مسكين حدثنا بن وهب قال وأخبرني معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية الفزاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني عند الله مكتوب بخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم بأول ذلك دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني أنه خرج منها نور أضاءت لها منه قصور الشام
ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم النبيين قبله معه بما مثل به
[ 6405 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر وأخبرني عبد الله بن دينار عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وكمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين صلوات الله عليهم
ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم مع الأنبياء بالقصر المبني
[ 6406 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب حدثنا يونس عن بن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا أولى الناس بابن مريم الأنبياء أولاد علات وليس بيني وبينه نبي قال فكان أبو هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أحسن بنيانه وترك منه موضع لبنة فطاف به نظار فتعجبوا من حسن بنيانه إلا موضع تلك اللبنة لا يعيبون غيرها فكنت أنا موضع تلك اللبنة ختم بي الرسل
ذكر ما مثل المصطفى صلى الله عليه وسلم نفسه مع الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين
[ 6407 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هارون بن معروف حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما مثلي ومثل الأنبياء قبل كمثل رجل بنى بنيانا أحسنه وأجمله وأكمله فجعل الناس يطيفون به فيقولون ما رأينا أحسن من هذا إلا موضع ذي اللبنة قال فكنت أنا تلك اللبنة
ذكر ما مثل المصطفى صلى الله عليه وسلم نفسه وأمته به
[ 6408 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث بن سعد عن بن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله أقبل خشاش الأرض وفراشها وهذه الدواب التي تقتحم النار فتقتحم فيها وهو يذبها فأنا اليوم آخذ بحجز الناس هلموا إلى الجنة هلموا عن النار فهم تقتحمون فيها
ذكر مغفرة الله جل وعلا لصفيه صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر
[ 6409 ] حدثنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كان يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فسأله عمر عن شيء فلم يجبه بشيء ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال عمر ثكلتك أمك عمر نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك قال عمر فحركت بعيري حتى قدمته أمام الناس وخشيت أن يكون نزل في قرآن فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقال قد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ { إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر }
ذكر مغفرة الله جل وعلا ما تقدم من ذنوب صفيه صلى الله عليه وسلم وما تأخر منها
[ 6410 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس بن مالك قال نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر مرجعه من الحديبية قال النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزلت علي آية أحب إلي مما على ظهر الأرض فقرأها عليهم فقالوا هنيا مريا يا نبي الله قد بين الله لك ماذا يفعل بك فما يفعل بنا فنزل عليه ليدخل المؤمنين والمؤمنان جنات تجري من تحتها الأنهار حتى فوزا عظيما
ذكر العلم الذي جعل الله جل وعلا لصفيه صلى الله عليه وسلم الذي إذا ظهر له يجب أن يسبحه ويحمده ويستغفره
[ 6411 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا وهب بن بقية قال حدثنا خالد بن عبد الله قال حدثنا داود بن أبي هند عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر قبل موته أن يقول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه قالت فقلت يا رسول الله إنك لتكثر من دعاء لم تكن تدعو به قبل ذلك قال إن ربي جل وعلا أخبرني أنه سيريني علما في أمتي فأمرني إذا رأيت ذلك العلم أن أسبحه وأحمده وأستغفره وإني قد رأيته إذا جاء نصر الله والفتح فتح مكة
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله جل وعلا بعد نزول ما وصفنا عند الصلوات
[ 6412 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج قال حدثنا بن نمير عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح إلى آخرها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة إلا قال سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي
ذكر ما خص الله جل وعلا به المصطفى صلى الله عليه وسلم من إطعامه وسقيه عند وصاله
[ 6413 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصيام فبلغ ذلك الناس فواصلوا فنهاهم وقال إني لست كأحدكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني
ذكر ما خص الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم عند الوصال بالسقي والإطعام دون أمته
[ 6414 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الأعلى بن حماد وعبد الواحد بن غياث قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان فواصل ناس من أصحابه فقال لو مد لي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم إني أظل يطعمني ربي ويسقيني
ذكر ما بارك الله في اليسير من بركة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم
[ 6415 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك عندنا شيئا من شعير فما زلنا نأكل منه حتى كالته الجارية فلم يلبث أن فني ولو لم تكله لرجوت أن يبقى أكثر
ذكر معونة الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم على الشيطان حتى كان يسلم منه
[ 6416 ] أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا أبو عوانة عن زياد بن علاقة عن شريك بن طارق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا ولك يا رسول الله قال ولي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم قال أبو حاتم هكذا قاله بالنصب
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم في خبر شريك بن طارق إلا أن الله أعانني عليه فأسلم أراد بقوله فأسلم بالنصب لا بالرفع
[ 6417 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله قد أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير قال أبو حاتم في هذا الخبر دليل على أن الشيطان المصطفى صلى الله عليه وسلم أسلم حتى لم يأمره إلا بخير لا أنه كان يسلم منه وإن كان كافرا
ذكر خنق المصطفى صلى الله عليه وسلم الشيطان الذي كان يؤذيه في صلاته
[ 6418 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا وهب بن بقية حدثنا خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اعترض لي الشيطان في مصلاي هذا فأخذته فخنقته حتى إني لأجد برد لسانه على ظهر كفي فلولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا تنظرون إليه
ذكر وصف دعوة سليمان التي من أجلها ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشيطان
[ 6419 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا شعبة حدثنا محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عفريتا من الجن جعل يأتي البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأردت أن آخذه فأربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلكم قال ثم ذكرت قول أخي سليمان رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي قال فرده الله خاشعا
ذكر البيان بأن الله جل وعلا قد استجاب دعوته التي سأل ربه
[ 6420 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني ربيعة بن يزيد عن عبد الله الديلمي عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن سليمان بن داود سأل الله ثلاثا أعطاه اثنتين وأرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة سأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه وسأله حكما يواطىء حكمه فأعطاه إياه وسأله من أتى هذا البيت يريد بيت المقدس لا يريد إلا الصلاة فيه أن يخرج من خطيئة كيوم ولدته أمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة

ذكر إعطاء الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم النصر على أعدائه عند الصبا إذا هبت

[ 6421 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى عن شعبة عن الحكم عن مجاهد عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور

ذكر الخصال التي كان يواظب عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6422 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا الأشجعي عن عمرو بن قيس عن الحر بن الصباح عن هنيدة بن خالد الخزاعي عن حفصة قالت أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام يوم عاشوراء والعشر وثلاثة من كل شهر والركعتين قبل الغداة

ذكر خصال كان يستعملها صلى الله عليه وسلم يستحب لأمته الاقتداء به فيها

[ 6423 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الفضل بن موسى حدثنا حسين بن واقد عن يحيى بن عقيل عن عبد الله بن أبي أوفى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة أو المسكين فيقضي حاجته

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن يحيى بن عقيل لم ير أحدا من الصحابة

[ 6424 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو عمار الحسين بن واقد عن يحيى بن عقيل قال سمعت بن أبي أوفى يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف ولا يستكثر ان يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له حاجته

ذكر اتخاذ الله جل وعلا صلى الله عليه وسلم خليلا كاتخاذه إبراهيم صلوات الله عليه خليلا

[ 6425 ] أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم حدثني زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن جميل النجراني عن جندب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوفى بخمس ليال خطب الناس فقال أيها الناس إنه قد كان فيكم إخوة وأصدقاء وإني أبرأ إلى الله أن أتخذ منكم خليلا ولو أني اتخذت من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا وإن من كان قبلكم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد فلا تتخذوا قبورهم مساجد فإني أنهاكم عن ذلك

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رواه إلا جميل النجراني

[ 6426 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك عن عمير عن خالد بن ربعي قال سمعت بن مسعود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن صاحبكم خليل الله تعالى

ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم جبريل بأجنحته

[ 6427 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن الشيباني قال سألت زر بن حبيش عن هذه الآية { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } قال قال عبد الله رأى جبريل صورته له ست مائة جناح

ذكر البيان بأن عبد الله بن مسعود سمع هذا الخبر من المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6428 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا القواريري حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جبريل عند سدرة المنتهى وعليه ست مائة جناح ينثر من ريشه تهاويل الدر والياقوت

ذكر عرض الله جل وعلا الجنة والنار على المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6429 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عاصم بن النضر حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل حتى أحفوه بالمسألة فقال سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم قال فأرم القوم وخشوا ان يكون بين يدي أمر عظيم قال أنس فجعلنا نلتفت يمينا وشمالا فلا أرى كل رجل إلا قد دس رأسه في ثوبه يبكي وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم فقام رجل من ناحية المسجد فقال يا نبي الله من أبي قال أبوك حذافة فقام عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال يا نبي الله رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا نعوذ بالله من شر الفتن فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت من الخير والشر كاليوم قط إنها صورت لي الجنة والنار فأبصرتهما دون ذلك الحائط

ذكر عرض الله جل وعلا الأمم على المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6430 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه حدثنا هشيم عن حصين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال لنا أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قال قلت أنا اما إني لم أكن في الصلاة ولكني لدغت قال فما فعلت قلت استرقيت قال وما حملك على ذلك قال قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما يحدثكم الشعبي قال قلت حدثنا عن بريدة بن حصيب الأسلمي أنه قال لا رقية إلا من عين أو حمة قال فقال سعيد بن جبير حدثنا بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه رهط والنبي ومعه رجل والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فقلت هذه أمتي فقيل هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم ثم قيل لي أنظر إلى هذا الجانب الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض النبي صلى الله عليه وسلم فدخل فخاض القوم في ذلك وقالوا من هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب فقال بعضهم لعلهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم لعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله قط وذكروا أشياء فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه فأخبروه بمقالتهم فقال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن الأسدي فقال انا منهم يا رسول الله قال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال أنا منهم يا رسول الله قال سبقك بها عكاشة
[ 6431 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن الحسن والعلاء بن زياد عن عمران بن حصين عن عبد الله بن مسعود قال تحدثنا عند نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى أكرينا الحديث ثم تراجعنا إلى البيت فلما أصبحنا غدونا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال نبي الله عرضت علي الأنبياء الليلة بأتباعها من أمتها فجعل النبي يجيء ومعه الثلاثة من قومه والنبي يجيء ومعه العصابة من قومه والنبي ومعه النفر من قومه والنبي ليس معه من قومه أحد حتى أتى علي موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل فلما رأيتهم أعجبوني فقلت يا رب من هؤلاء قال هذا أخوك موسى بن عمران قال وإذا ظراب من ظراب مكة قد سد وجوه الرجال قلت رب من هؤلاء قال أمتك قال فقيل لي رضيت قال قلت رب رضيت رب رضيت قال ثم قيل لي إن مع هؤلاء سبعين الفا يدخلون الجنة لاحساب عليهم قال فأنشأ عكاشة بن محصن أخو بني أسد بن خزيمة فقال يا نبي الله أدع ربك أن يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم قال ثم أنشأ رجل آخر فقال يا نبي الله ادع ربك أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة قال ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فداكم أبي وأمي إن استطعتم ان تكونوا من السبعين فكونوا فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق فإني رأيت ثم أناسا يتهرشون كثيرا قال فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة قال فكبرنا ثم قال إني لأرجو ان يكونوا الثلث قال فكبرنا ثم قال إني لأرجو أن يكون الشطر قال فكبرنا فتلا نبي الله صلى الله عليه وسلم ثلة من الأولين وثلة من الآخرين قال فتراجع المسلمون على هؤلاء السبعين فقالوا نراهم أناسا ولدوا في الإسلام ثم لم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه قال فنمى حديثهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم ليس كذلك ولكنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون قال الشيخ أكرينا أخرنا

ذكر عرض الله جل وعلا على المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وعد أمته في الآخرة

[ 6432 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة هو بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن سلم آخر معه عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة أنه سمع عقبة بن عامر يقول صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأطال القيام وكان إذا صلى لنا خفف ثم لا نسمع منه شيئا غير انه يقول رب وأنا فيهم ثم رأيته أهوى بيده ليتناول شيئا ثم ركع ثم أسرع بعد ذلك فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس وجلسنا حوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علمت أنه راعكم طول صلاتي وقيامي قلنا أجل يا رسول الله وسمعناك تقول رب وانا فيهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما من شيء وعدتموه في الآخرة إلا قد عرض علي في مقامي هذا حتى لقد عرضت علي النار فأقبل إلي منها شيء حتى دنا بمكاني هذا فخشيت ان تغشاكم فقلت رب وانا فيهم فصرفها عنكم فأدبرت قطعا كأنها الزرابي فنظرت إليها نظرة فرأيت عمرو بن حرثان أخا بني غفار متكئا في جهنم على قوسه وإذا فيها الحميرية صاحبة القطة التي ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها

ذكر وصف مجلس المصطفى صلى الله عليه وسلم لمن قصده

[ 6433 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا شريك عن سماك عن جابر بن سمرة قال كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي

ذكر ما كان يحفظ المصطفى صلى الله عليه وسلم نفسه من أذى المسلمين مع التسوية بين أمته ونفسه في إقامة الحق

[ 6434 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن عبيدة بن مسافع عن أبي سعيد الخدري قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم شيئا أقبل رجل فأكب عليه فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرجون معه فجرح بوجهه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تعال فاستقد فقال قد عفوت يا رسول الله

ذكر ما يستعمل المصطفى صلى الله عليه وسلم من حسن التأني في العشرة مع أمته

[ 6435 ] أخبرنا أبو يعلى أخبرنا أبو عبد الرحمن الأذرمي عبد الله بن محمد بن إسحاق حدثنا أبو قطن حدثنا مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس قال ما رأيت رجلا قط أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يترك يده

ذكر ما كان يستعمل صلى الله عليه وسلم عندما كان يقدم إليه المأكول والمشروب

[ 6436 ] أخبرنا أبو عروبة حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البجلي حدثنا زهير بن معاوية حدثنا الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط إذا اشتهى أكل وإلا ترك

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6437 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه

ذكر وصف تعريس المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا عرس
[ 6438 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرس بالليل توسد يمينه وإذا عرس بعد الصبح نصب ساعده نصبا ووضع رأسه على كفه

ذكر العلامة التي بها كان يعلم اهتمام المصطفى صلى الله عليه وسلم بشيء من الأشياء

[ 6439 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا همه شيء أخذ بلحيته هكذا وقبض بن مسهر على لحيته

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يكون في مهنة أهله عند دخوله بيته
[ 6440 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت سألها رجل هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته قالت نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته

ذكر ما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يغض عمن اسمعه ما كره أو ارتكب منه حالة مكروه له

[ 6441 ] حدثنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا أبو معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم قالت عائشة ففهمتها فقلت عليكم السام واللعنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله قلت يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا قال قد قلت عليكم

ذكر نفي الفحش والتفحش عن المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6442 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق قال قال عبد الله بن عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا متفحشا وكان يقول خياركم أحاسنكم أخلاقا

ذكر خصال يستحب مجانبتها لمن أحب الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6443 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال قلت لعائشة كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله قالت كان أحسن الناس خلقا لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح

ذكر ما كان يستعمل المصطفى صلى الله عليه وسلم من ترك ضرب أحد من المسلمين بنفسه

[ 6444 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معتمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيء قط إلا ان يجاهد في سبيل الله وما ضرب امرأة قط ولا خادما قط
باب الحوض والشفاعة
[ 6445 ] أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة قال حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن جندب بن سفيان البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا فرطكم على الحوض

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6446 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن الصنابح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إني فرطكم على الحوض وإني مكاثر بكم الأمم فلا تقتتلن بعدي

ذكر الإخبار بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم يكون فرط أمته على حوضه بفضل الله علينا بالشرب منه

[ 6447 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمرو بن محمد بن بحر قالا حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت إسماعيل عن قيس عن الصنابح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إني فرطكم على الحوض وإني مكاثر بكم فلا تقتتلن بعدي

ذكر الإخبار عن وصف الطول الذي يكون بين حافتي حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم في القيامة اوردنا الله إياه بفضله

[ 6448 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هريم بن عبد الأعلى وعاصم بن النضر قالا حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر أنس بن مالك الذي ذكرناه

[ 6449 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال حدثني أبو الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انا فرطكم بين أيديكم فإن لم تجدوني فأنا على الحوض ما بين أيلة إلى مكة وسيأتي رجال ونساء بآنية وقرب ثم لا يذوقون منه شيئا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم وسيأتي رجال ونساء بآنية وقرب ثم لا يذوقون منه شيئا أريد به من سائر الأمم الذين قد غفر لهم يجيئون بأواني ليستقوا بها من الحوض فلا يسقون منه لأن الحوض لهذه الأمة خاص دون سائر الأمم إذ محال أن يقدر الكافر والمنافق على حمل الأواني والقرب في القيامة لأنهم يساقون إلى النار نعوذ بالله من ذلك

ذكر خبر ثالث قد يوهم من لم يطلب العلم من مظانه أنه مضاد للخبرين الأولين اللذين ذكرناهما

[ 6450 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول ببيروت قال حدثنا محمد بن خلف الداري قال حدثنا معمر بن يعمر قال حدثنا معاوية بن سلام قال حدثنا أخي زيد بن سلام انه سمع أبا سلام قال حدثني عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول قام أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما حوضك الذي تحدث عنه فقال هو كما بين صنعاء إلى بصرى ثم يمدني الله فيه بكراع لا يدري بشر ممن خلق أي طرفيه قال فكبر عمر فقال صلى الله عليه وسلم اما الحوض فيزدحم عليه فقراء المهاجرين الذين يقتلون في سبيل الله ويموتون في سبيل الله وأرجو أن يوردني الله الكراع فأشرب منه

ذكر خبر رابع قد يوهم بعض المستمعين انه مضاد للأخبار الثلاث التي ذكرنها قبل

[ 6451 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن هشام قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين ناحيتي حوضي كما بين المدينة وصنعاء أو كما بين المدينة وعمان قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذه الأخبار الأربع قد توهم من لم يحكم صناعة الحديث انها متضادة أو بينها تهاتر لأن في خبر سليمان التيمي ما بين صنعاء والمدينة وفي خبر جابر ما بين أيلة إلى مكة وفي خبر عتبة بن عبد الله ما بين صنعاء إلى بصرى وفي خبر قتادة ما بين المدينة وعمان وليس بين هذه الأخبار تضاد ولا تهاتر لأنها أجوبة خرجت على أسئلة ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل خبر مما ذكرنا جانبا من جوانب حوضه ان مسيرة كل جانب من حوضه مسيرة شهر فمن صنعاء إلى المدينة مسيرة شهر لغير المسرع ومن أيلة إلى مكة كذلك ومن صنعاء إلى بصرى كذلك ومن المدينة إلى عمان الشام كذلك

ذكر الخبر الدال على أن ليس بين هذه الاخبار التي ذكرناها تضاد ولا تهاتر

[ 6452 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا داود بن عمرو بن زهير الضبي قال حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن بن أبي مليكة قال قال بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوضي مسيرة شهر زواياه سواء ماؤه أبيض من الثلج وأطيب من المسك آنيته كنجوم السماء من شرب منه لا يظمأ بعده أبدا

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم انه مضاد للأخبار التي ذكرناها قبل

[ 6453 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بشر قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أمامكم حوضا كما بين جرباء وأذرح قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه المسافة بين جرباء وأذرح كما بين المدينة وعمان ومكة وأيلة وصنعاء والمدينة وصنعاء وبصرى سواء من غير ان يكون بين هذه الأخبار تضاد أو تهاتر

ذكر الإخبار عن وصف الأواني التي تكون في حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6454 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عباس بن الوليد قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء أو أكثر يعني الحوض

ذكر البيان بأن الكراع الذي تقدم ذكرنا له حيث ينصب إلى الحوض يمد ماؤه من الجنة

[ 6455 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بكر البرساني قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن ثوبان أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال انا عند عقر حوضي أذود عنه الناس إني لأضربهم بعصاي حتى يرفض قال وسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن سعت الحوض فقال مثل مقامي هذا إلى عمان ما بينهما شهر أو نحو ذلك وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرابه فقال أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ينبعث فيه ميزابان مدادهما الجنة أحدهما در والآخر ذهب

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6456 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بندار قال حدثنا يحيى بن حماد قال حدثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني لبعقر حوضي أذود عنه لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض فسئل عن عرضه فقال من مقامي هذا إلى عمان وسئل عن شرابه فقال أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه ميزابان يمدان من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق قال بندار فقلت ليحيى بن حماد هذا حديث أبي عوانة فقال قد سمعته من أبي عوانة أيضا فقلت انظر لي في حديث شعبة فنظر فيه فحدثني به

ذكر الإخبار بأن من شرب من حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم امن تسويد الوجه بعده

[ 6457 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا محمد بن حرب قال حدثنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر وأبي اليمان الهوزني عن أبي امامة الباهلي ان يزيد بن الأخنس السلمي قال يا رسول الله ما سعة حوضك قال كما بين عدن إلى عمان وأن فيه مثعبين من ذهب وفضة قال فما حوضك يا نبي الله قال أشد بياضا من اللبن وأحلى مذاقة من العسل وأطيب رائحة من المسك من شرب منه لم يظمأ ابدا ولم يسود وجهه أبدا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر مثعبان من ذهب وفضة وفي خبر ثوبان الذي ذكرنا ميزابان أحدهما در والآخر ذهب وليس بينهما تضاد لأن أحد المثعبين يكون من ذهب والآخر من فضة قد ركب عليه الدر حتى لا يكون بينها تضاد

ذكر تفضل الله جل وعلا على صفيه صلى الله عليه وسلم بإعطائه الحوض ليسقي منه أمته يوم القيامة جعلنا الله منهم بمنه

[ 6458 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن حدثنا أحمد بن منصور زاج حدثنا النضر بن شميل حدثنا شداد بن سعيد قال سمعت أبا الوازع جابر بن عمرو أنه سمع أبا برزة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء مسيرة شهر عرضه كطوله فيها مزرابان ينثعبان من الجنة من ورق وذهب أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج فيه أباريق عدد نجوم السماء
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم كما بين أيلة إلى صنعاء أراد به صنعاء اليمن دون صنعاء الشام
[ 6459 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا بن وهب عن يونس بن يزيد عن بن شهاب عن أنس بن مالك حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء وإن فيه من الأباريق بعدد نجوم السماء

ذكر الإخبار بأن الشفاعة هي الدعوة التي آخرها صلى الله عليه وسلم لأمته في العقبي
[ 6460 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة

ذكر الإخبار بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم جعل دعوته التي استجيبت له شفاعة لأمته في القيامة

[ 6461 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي دعوة يدعو بها وإني أخرت دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لأمتي أراد به من لم يشرك بالله منهم دون من أشرك

[ 6462 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ببست حدثنا حماد بن يحيى بن حماد بالبصرة حدثنا أبي حدثنا أبو عوانة عن سليمان عن مجاهد عن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي بعثت إلى الأحمر والأسود وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ونصرت بالرعب فيرعب العدو من مسيرة شهر وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وقيل لي سل تعطه واختبأت دعوتي شفاعة لأمتي في القيامة وهي نائلة إن شاء الله لمن لم يشرك بالله شيئا

ذكر إيجاب الشفاعة لمن مات من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو لا يشرك بالله شيئا

[ 6463 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أبي المليح عن عوف بن مالك قال عرس بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافترش كل رجل منا ذراع راحلته قال فانتبهت في بعض الليل فإذا ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس قدامها أحد فانطلقت أطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا معاذ بن جبل وعبد الله بن قيس قائمان فقلت أين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا لا ندري غير أنا سمعنا صوتا بأعلى الوادي فإذا مثل هدير الرحى قال فلبثنا يسيرا ثم اتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه أتاني من ربي آت فخيرني بأن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة وإني اخترت الشفاعة فقالوا يا رسول الله ننشدك بالله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك قال فأنتم من أهل شفاعتي قال فلما ركبوا قال فإني اشهد من حضر أن شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئا من أمتي

ذكر الإخبار بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم إنما يشفع في القيامة عند عجز الأنبياء عنها في ذلك اليوم

[ 6464 ] أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب والفضيل بن الحسين الجحدري وعبد الواحد بن غياث قالوا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الناس يوم القيامة فيلهمون لذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا كي يريحنا من مكاننا قال فيأتون آدم فيقولون أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا قال فيقول لست هناكم فيذكر خطيئته التي أصابها فيستحيي من ربه منها ولكن ائتوا نوحا أول رسول بعثه الله فيأتونه فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها ولكن ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا قال فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها ولكن ائتوا موسى الذي خلقه الله وأعطاه التوراة قال فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته فيستحيي ربه منها ولكن ائتوا عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال فيأتوني فأستأذن على ربي فيأذن لي فإذا انا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع قال فأرفع رأسي فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ثم اشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل تسمع سل تعطه اشفع تشفع فأرفع رأسي وأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ثم اشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أضع رأسي فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع رأسك وقل تسمع سل تعطه اشفع تشفع فأرفع رأسي فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة قال أبو عوانة فلا أدري قال في الثالثة أو الرابعة فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن أو وجب عليه الخلود قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هكذا أخبرنا الحسن بن سفيان ولكن ائتوا موسى الذي خلقه الله وإنما هو الذي كلمه الله

ذكر العلة التي من أجلها لا يشفع الأنبياء للناس يوم القيامة في الوقت الذي ذكرناه
[ 6465 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال وضعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم فتناول الذراع وكان أحب الشاة إليه فنهس نهسة فقال انا سيد الناس يوم القيامة ثم نهس أخرى فقال انا سيد الناس يوم القيامة ثم نهس أخرى فقال أنا سيد الناس يوم القيامة فلما رأى أصحابه لا يسألونه قال الا تقولون كيف قالوا كيف يا رسول الله قال يقوم الناس لرب العالمين فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس من رؤوسهم فيشتد عليهم حرها ويشق عليهم دنوها منهم فينطلقون من الجزع والضجر مما هم فيه فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده وأمر الملائكة فسجدوا لك فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه من الشر فيقول آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه كان أمرني بأمر فعصيته فأخاف أن يطرحني في النار انطلقوا إلى غيري نفسي نفسي فينطلقون إلى نوح فيقولون يا نوح أنت نبي الله وأول من أرسل فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه من الشر فيقول نوح إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد كانت لي دعوة فدعوت بها على قومي فأهلكوا وإني أخاف أن يطرحني في النار انطلقوا إلى غيري نفسي نفسي فينطلقون إلى إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت خليل الله قد سمع بخلتكما أهل السماوات والأرض فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه من الشر فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وذكر قوله في الكواكب هذا ربي وقوله لآلهتهم بل فعله كبيرهم هذا وقوله إني سقيم وإني أخاف ان يطرحني في النار انطلقوا إلى غيري نفسي نفسي فينطلقون إلى موسى فيقولون يا موسى أنت نبي اصطفاك الله برسالاته وكلمك تكليما فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه من الشر فيقول موسى إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسا ولم أؤمر بها فأخاف ان يطرحني في النار انطلقوا إلى غيري نفسي نفسي فينطلقون إلى عيسى فيقولون يا عيسى أنت نبي الله وكلمة الله وروحه ألقاها إلى مريم وروح منه اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه من الشر فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله واخاف أن يطرحني في النار انطلقوا إلى غيري نفسي نفسي قال عمارة ولا أعلمه ذكر ذنبا فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون أنت رسول الله وخاتم النبيين غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك فأنطلق فآتي العرش فأقع ساجدا لربي فيقيمني رب العالمين منه مقاما لم يقمه أحدا قبلي ولم يقمه أحدا بعدي فيقول يا محمد أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن وهم شركاء الناس في الأبواب الأخر والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة إلى ما بين عضادي الباب كما بين مكة وهجر أو هجر ومكة قال لا أدري أي ذلك قال

ذكر الإخبار عن وصف القوم الذين تلحقهم شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم في العقبي

[ 6466 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن سالم بن أبي سالم الجيشاني عن معاوية بن معتب الهذلي عن أبي هريرة أنه سمعه يقول سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله ماذا رد إليك ربك في الشفاعة قال والذي نفس محمد بيده لقد ظننت أنك أول من يسألني عن ذلك من أمتي لما رأيت من حرصك على العلم والذي نفس محمد بيده لما يهمني من انقصافهم على أبواب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي لهم وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا وأن محمدا رسول الله يصدق لسانه قلبه وقلبه لسانه

ذكر البيان بأن الشفاعة في القيامة إنما تكون لأهل الكبائر من هذه الأمة

[ 6467 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الشرقي قال حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف السلمي قالا حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد العنبري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي

ذكر إثبات الشفاعة في القيامة لمن يكثر الكبائر في الدنيا

[ 6468 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الشرقي وكان من الحفاظ المتقنين وأهل الفقه في الدين قال حدثنا أحمد بن الأزهر وأحمد بن يوسف السلمي قالا حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي

ذكر الخبر المدحض قول من أبطل شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأمته في القيامة زعم أن الشفاعة هو استغفاره لأمته في الدنيا

[ 6469 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان حدثنا محمد بن معمر حدثنا أبو عاصم عن بن جريج أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة قد دعاها في أمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة

ذكر تخيير الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمته الجنة

[ 6470 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أبي المليح عن عوف بن مالك الأشجعي قال عرس بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافترش كل رجل منا ذراع راحلته فانتبهت في بعض الليل فإذا ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ليس قدامها أحد فانطلقت أطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا معاذ بن جبل وعبد الله بن قيس قائمان قال قلت أين رسول الله قالا ما ندري غير انا سمعنا صوتا بأعلى الوادي فإذا مثل هدير الرحى فلم نلبث إلا يسيرا حتى أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه أتاني الليلة آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة وإني اخترت الشفاعة فقلنا يا رسول الله ننشدك الله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك قال فإنكم من أهل شفاعتي قال فأقبلنا إلى الناس فإذا هم فزعوا وفقدوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه أتاني الليلة آت فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة وإني اخترت الشفاعة فقالوا يا رسول الله ننشدك الله لما جعلتنا من أهل شفاعتك فقال رسول الله إني أشهد من حضر أن شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئا من أمتي

ذكر الإخبار عن وصف الكوثر الذي أعطاه الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم

[ 6471 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال قرأ أنس بن مالك إنا اعطيناك الكوثر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكوثر نهر في الجنة يجري على وجه الأرض حافتاه قباب الدر قال صلى الله عليه وسلم فضربت بيدي فإذا طينه مسك أذفر وإذا حصباؤه اللؤلؤ

ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم الكوثر الذي خصه الله جل وعلا بإعطائه إياه في الجنة

[ 6472 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا يحيى القطان حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه من اللؤلؤ فضربت بيدي مجرى الماء فإذا مسك أذفر فقلت يا جبريل ما هذا قال هذا الكوثر أعطاكه الله أو أعطاك ربك

ذكر وصف بياض ماء الكوثر وحلاوته الذي وصفناه

[ 6473 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فإذا انا بنهر يجري بياضه بياض اللبن واحلى من العسل وحافتاه خيام اللؤلؤ فضربت بيدي فإذا الثرى مسك أذفر فقلت لجبريل ما هذا فقال هذا الكوثر الذي أعطاكه الله

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم حافتاه من اللؤلؤ أراد به قباب اللؤلؤ المجوف

[ 6474 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث قال بينا أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقال الملك الذي معه أتدري ما هذا هذا الكوثر الذي أعطاك ربك وضرب بيده إلى أرضه فأخرج من طينه المسك

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يكون أول من تنشق عنه الأرض وأول شافع

[ 6475 ] أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني شداد أبو عمار عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم فأنا سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع

ذكر وصف قوله صلى الله عليه وسلم وأول شافع وأول مشفع

[ 6476 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي بخبر غريب حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا النضر بن شميل حدثنا أبو نعامة العدوي حدثنا أبو هنيدة البراء بن نوفل عن والان العدوي عن حذيفة بن اليمان عن أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب والعشاء كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله فقال الناس لأبي بكر سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط فسأله فقال نعم عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد حتى انطلقوا إلى آدم عليه السلام والعرق يكاد يلجمهم فقالوا يا آدم أنت أبو البشر اصطفاك الله اشفع لنا إلى ربك فقال لقد لقيت مثل الذي لقيتم فانطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين فينطلقون إلى نوح فيقولون اشفع لنا إلى ربك فإنه اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك فلم يدع على الأرض من الكافرين ديارا فيقول ليس ذاكم عندي فانطلقوا إلى إبراهيم فإن الله اتخذه خليلا فيأتون إبراهيم فيقول ليس ذاكم عندي فانطلقوا إلى موسى فإن الله قد كلمه تكليما فيقول موسى ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى عيسى بن مريم فإنه يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى فيقول عيسى ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة انطلقوا إلى محمد فليشفع لكم إلى ربكم قال فينطلقون وآتي جبريل فيأتي جبريل ربه فيقول الله ائذن له وبشره بالجنة قال فينطلق به جبريل فيخر ساجدا قدر جمعة ثم يقول الله تبارك وتعالى يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه خر ساجدا قدر جمعة أخرى فيقول الله يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع فيذهب ليقع ساجدا فيأخذ جبريل بضبعيه ويفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر قط فيقول أي رب جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر حتى إنه ليرد على الحوض يوم القيامة أكثر ما بين صنعاء وأيلة ثم يقال ادع الصديقين فيشفعون ثم يقال ادع الأنبياء فيجيء النبي معه العصابة والنبي معه الخمسة والستة والنبي ليس معه أحد ثم يقال ادع الشهداء فيشفعون لمن أرادو فإذا فعلت الشهداء ذلك يقول الله جل وعلا أنا أرحم الراحمين أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا فيدخلون الجنة ثم يقول الله تعالى انظروا في النار هل فيها من أحد عمل خيرا قط فيجدون في النار رجلا فيقال له هل عملت خيرا قط فيقول لا غير أني كنت أسامح الناس في البيع فيقول الله اسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي ثم يخرج من النار آخر يقال له هل عملت خيرا قط فيقول لا غير أني كنت أمرت ولدي إذا مت فاحرقوني في النار ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل فاذهبوا بي إلى البحر فذروني في الريح فقال الله لم فعلت ذلك قال من مخافتك فيقول انظروا إلى ملك أعظم ملك فإن لك مثله وعشرة أمثاله فيقول لم تسخر بي وأنت الملك فذلك الذي ضحكت منه من الضحى قال إسحاق هذا من أشرف الحديث وقد روى هذا الحديث عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا منهم حذيفة وابن مسعود وأبو هريرة وغيرهم أخبرناه أبو خليفة حدثناه علي بن المديني حدثنا روح بن عبادة حدثنا أبو نعامة حدثنا أبو هنيدة بإسناده نحوه

ذكر الإخبار بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمته يكونون شهداء على سائر الأمم في القيامة

[ 6477 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى نوح يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت فيقول نعم يا رب فيقول لأمته هل بلغكم فيقولون ما أتانا من نذير فيقال من يشهد لك فيقول محمد صلى الله عليه وسلم وأمته قال صلى الله عليه وسلم فيشهدون أنه بلغ ويكون الرسول عليهم شهيدا فذلك قوله { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } والوسط العدل

ذكر الإخبار بأن الأنبياء أولهم وآخرهم يكونون في القيامة تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6478 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي قال حدثنا موسى بن أعين عن معمر بن راشد عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع ومشفع بيدي لواء الحمد تحتي آدم فمن دونه

ذكر الإخبار عن وصف المقام المحمود الذي وعد الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم بلغه الله إياه بفضله

[ 6479 ] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي قال حدثنا كثير بن عبيد قال حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل فيكسوني ربي حلة خضراء فأقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود

ذكر الإخبار بأن المقام المحمود هو المقام الذي يشفع صلى الله عليه وسلم في أمته

[ 6480 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا كثير بن حبيب الليثي أبو سعيد قال حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي يوم القيامة منبرا من نور وإني لعلي أطولها وأنورها فيجيء مناد فينادي أين النبي الأمي قال فيقول الأنبياء كلنا نبي أمي فإلى أينا أرسل فيرجع الثانية فيقول أين النبي الأمي العربي قال فينزل محمد حتى يأتي باب الجنة فيقرعه فيقول من فيقول محمد أو أحمد فيقال أوقد أرسل إليه فيقول نعم فيفتح له فيدخل فيتجلى له الرب ولا يتجلى لنبي قبله فيخر لله ساجدا ويحمده بمحامد لم يحمده أحد ممن كان قبله ولن يحمده أحد بها ممن كان بعده فيقال له محمد ارفع رأسك تكلم تسمع واشفع تشفع وسل تعطه فيقول يا رب أمتي أمتي فيقال أخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة ثم يرجع الثانية فيخر لله ساجدا ويحمده بمحامد لم يحمده أحد كان قبله ولن يحمده بها أحد ممن كان بعده فيقال له محمد ارفع رأسك تكلم تسمع واشفع تشفع وسل تعطه فيقال له اخرج من كان في قلبه مثقال برة ثم يرجع الثالثة فيخر لله ساجدا ويحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبله ولن يحمده أحد ممن كان بعده فيقال له أخرج من النار من كان في قلبه مثقال خردلة ثم يرجع فيخر ساجدا ويحمده بمحامد لم يحمده بها أحد ممن كان قبله ولن يحمده بها أحد ممن كان بعده فيقال له محمد ارفع رأسك تكلم تسمع واشفع تشفع وسل تعطه فيقول يا رب من قال لا إله إلا الله فيقال له محمد لست هناك تلك لي وأنا اليوم أجزي بها

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أول من يقرع باب الجنة في القيامة

[ 6481 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا أول من يقرع باب الجنة
باب المعجزات
[ 6482 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا إبراهيم بن طهمان عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي إذا بعثت إني لأعرفه الآن

ذكر الخبر المدحض قول من أبطل وجود المعجزات في الأولياء دون الأنبياء

[ 6483 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن وهب حدثنا بن وهب عن حفص بن ميسرة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رب أشعث ذي طمرين لو اقسم على الله لأبره

ذكر خبر أوهم في تأوليه جماعة لم يحكموا صناعة العلم

[ 6484 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال ذبحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ناولني الذراع فناولته ثم قال ناولني الذراع فناولته ثم قال ناولني الذراع قلت يا رسول الله إنما للشاة ذراعان قال اما إنك لو ابتغيته لوجدته

ذكر الخبر المدحض قول من أبطل وجود المعجزات في الأولياء دون الأنبياء

[ 6485 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر حدثنا أحمد بن سليمان بن أبي شيبة حدثنا أبو داود الحفري حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما رجل يسوق بقرة فأراد ان يركبها فالتفت إليه فقالت إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا ليحرث علينا فقال من حوله سبحان الله فقال صلى الله عليه وسلم آمنت به أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم قال وبينما رجل في غنم له فأخذ الذئب الشاة فتبعه الراعي فلفظها ثم قال كيف لك بيوم السباع حيث لا يكون لها راع غيري فقال من حوله سبحان الله فقال صلى الله عليه وسلم آمنت به أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6486 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار عن محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت إني لم أخلق لهذا إنما خلقت للحراثة قال آمنت به أنا وأبو بكر وعمر وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال الذئب من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري فقال صلى الله عليه وسلم آمنت به أنا وأبو بكر وعمر قال أبو سلمة وما هما يومئذ في القوم

ذكر الخبر الدال على إثبات كون المعجزات في الأولياء دون الأنبياء على حسب نياتهم وصحة ضمائرهم فيما بينهم وبين خالقهم

[ 6487 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا المخزومي المغيرة بن سلمة حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يسلف الناس في بني إسرائيل فأتاه رجل فقال يا فلان أسلفني ست مائة دينار قال نعم إن أتيتني بوكيل قال الله وكيلي فقال سبحان الله نعم قد قبلت الله وكيلا فأعطاه ست مائة دينار وضرب له أجلا فركب البحر بالمال ليتجر به وقدر الله ان حل الأجل وارتج البحر بينهما وجعل رب المال يأتي الساحل يسأل عنه فيقول الذي يسألهم عنه تركناه بموضع كذا وكذا فيقول رب المال اللهم أخلفني في فلان بما أعطيته بك قال وينطلق الذي عليه المال فينحت خشبة ويجعل المال في جوفها ثم كتب صحيفة من فلان إلى فلان إني دفعت مالك إلى وكيلي ثم سد على فم الخشبة فرمى بها في عرض البحر فجعل يهوى بها حتى رمى بها إلى الساحل ويذهب رب المال إلى الساحل فيسأل فيجد الخشبة فحملها فذهب بها إلى أهله وقال أوقدوا بهذه فكسروها فانتثرت الدنانير والصحيفة فأخذها فقرأها فعرف وتقدم الآخر فقال له رب المال مالي فقال قد دفعت مالي إلى وكيلي إلى موكل بي فقال له أوفاني وكيلك قال أبو هريرة فلقد رأيتنا يكثر مراؤنا ولغظنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا أيهما آمن

ذكر الخبر المدحض قول من أبطل وجود المعجزات إلا في الأنبياء

[ 6488 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن رافع حدثنا شبابة حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما امرأة ترضع ابنها مر بها راكب وهي ترضعه فقالت اللهم لا تمت ابني حتى يكون مثل هذا قال اللهم لا تجعلني مثله ثم رجع إلى الثدي فمر بامرأة تلعن فقالت اللهم لا تجعل ابني مثلها فقال اللهم اجعلني مثلها اما الراكب فكان كافر واما المرأة فيقولون لها إنها تزني فتقول حسبي الله ويقولون تسرق وتقول حسبي الله

ذكر خبر ثان يصرح بأن غير الأنبياء قد يوجد لهم أحوال تؤدي إلى المعجزات

[ 6489 ] أخبرنا مظهر بن يحيى بن ثابت بواسط الشيخ الصالح حدثنا عبد الله بن إسحاق الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى بن مريم وصاحب جريج كان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج فأنشا صومعة فجعل يعبد الله فيها فأتته أمه ذات يوم فنادته فلم يلتفت إليها ثم اتته يوما ثانيا فنادته فلم يلتفت إليها ثم اتته يوما ثالثا فقال صلاتي وأمي فقالت اللهم لا تمته أو ينظر في وجه المومسات قال فتذاكر بنو إسرائيل يوما جريجا فقالت بغي من بغايا بني إسرائيل إن شئتم أن أفتنه فتنته قالوا قال قد شئنا قال فانطلقت فتعرضت لجريج فلم يلتفت إليها فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعة جريج بغنمه فأمكنته نفسها فحملت فولدت غلاما فقالت هو من جريج فوثب عليه قوم من بني إسرائيل فضربوه وشتموه وهدوا صومعته فقال لهم ما شأنكم قالوا زنيت بهذه البغي فولدت غلاما قال وأين الغلام قالوا هو ذا قال فصلى ركعتين ثم اتى الغلام فضربه بإصبعه فقال له يا غلام من أبوك قال فلان الراعي قال فوثبوا يقبلون رأسه قالوا له نبني صومعتك من ذهب فقال لا حاجة لي في ذلك ابنوها من طين كما كانت قال وبينما امرأة في حجرها بن ترضعه إذ مر بها راكب فقالت اللهم اجعل ابني مثل هذا الراكب فترك الصبي ثدي أمه ثم أقبل على الراكب ينظر إليه فقال اللهم لا تجعلني مثل هذا الراكب ثم مر بامرأة ترجم فقالت المرأة اللهم لا تجعل ابني مثل هذه الأمة فترك الصبي أمه ثم أقبل على الأمة ينظر إليها فقال اللهم اجعلني مثل هذه الأمة فقالت المرأة يا بني مر راكب فقلت اللهم اجعل ابني مثل هذا الراكب فقلت اللهم لا تجعلني مثله ومر بهذه الأمة ترجم فقلت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه الأمة فقلت اللهم اجعلني مثلها قال يا اماه إن الراكب جبار من الجبابرة وإن هذه الأمة يقولون سرقت ولم تسرق ويقولون زنت ولم تزن وهي تقول حسبي الله

ذكر الخبر المدحض قول من أنكر وجود المعجزات في الأولياء دون الأنبياء

[ 6490 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا زياد بن أيوب الطوسي حدثنا مروان بن معاوية حدثنا حميد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6491 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم القصاص القصاص فقالت أم الربيع يا رسول الله اتقتص من فلانة لا والله لا تقتص منها فلم يزالوا بهم حتى رضوا بالدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره

ذكر ارتجاج أحد تحت المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6492 ] اخبرناابو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد ان أحدا ارتج وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان رضى الله تعالى عنهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان قال معمر وسمعت قتادة يحدث بمثله

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الأشياء إذا كانت من غير ذوات الأرواح غير جائز منها النطق

[ 6493 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا أبو بكر الأعين قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فدعا بالطعم وكان الطعام يسبح

ذكر شهادة الذئب لرسول الله صلى الله عليه وسلم على صدق رسالته

[ 6494 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا القاسم بن الفضل الحداني حدثنا الجريري حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال بينا راع يرعى بالحرة إذ عرض ذئب لشاة من شائه فجاء الراعي يسعى فانتزعها منه فقال للراعي الا تتقي الله تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي قال الراعي العجب للذئب والذئب مقع على ذنبه يكلمني بكلام الإنس قال الذئب للراعي الا أحدثك بأعجب من هذا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق فساق الراعي شاءه إلى المدينة فزواها في زاوية من زواياها ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما قال الذئب فخرج رسول الله وقال للراعي قم فأخبر فأخبر الناس بما قال الذئب وقال صلى الله عليه وسلم صدق الراعي ألا من أشراط الساعة كلام السباع الإنس والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس ويكلم الرجل نعله وعذبة سوطه ويخبره فخذه بحديث أهله بعده

ذكر انشقاق القمر للمصطفى صلى الله عليه وسلم لنفي الريب عن خلد المشركين به

[ 6495 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله قال انشق القمر وكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى حتى ذهبت فلقة خلف الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشهدوا

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به إبراهيم النخعي عن أبي معمر

[ 6496 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن مجاهد عن بن عمر قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين
ذكر انشقاق القمر للمصطفى صلى الله عليه وسلم
[ 6497 ] أخبرنا محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي حدثنا بن فضيل عن حصين عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة

ذكر الإخبار عن مصارع من قتل ببدر من قريش

[ 6498 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ورد بدرا أومأ فيها إلى الأرض فقال هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان فوالله ما أماط واحد منهم عن مصرعه وترك قتلى بدر ثلاثا ثم أتاهم فقام عليهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيع يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعد ربي حقا قال فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يسمعون قولك أو يجيبون وقد جيفوا فقال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون ان يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر

ذكر الإخبار عن كتبة حاطب بن أبي بلتعة بالكتاب إلى قريش يخبرهم بخروج المصطفى صلى الله عليه وسلم إليهم

[ 6499 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال سمعناه من عمرو يقول أخبرني الحسن بن محمد أخبرني عبيد الله بن أبي رافع وهو كاتب علي رضى الله تعالى عنه قال سمعت عليا يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير وطلحة والمقداد بن الأسود فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا لها أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا آلله لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسهم وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون قرابتهم وأهليهم ولم يكن لي قرابة أحمي بها أهلي فأحببت إن فاتني ذلك من النسب ان أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي وأهلي والله يا رسول الله ما فعلت ذلك ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا قد صدقكم فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال صلى الله عليه وسلم إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وانزل فيه { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } الآية

ذكر الإخبار عن الريح الشديدة التي هبت لموت بعض المنافقين
[ 6500 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن الصباح البزار حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم أخبرني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب بن منبه أخبرني جابر بن عبد الله انهم غزوا غزوة بين مكة والمدينة فهاجت عليهم ريح شديدة حتى وقعت الرحال فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا لموت منافق قال فرجعنا إلى المدينة فوجدنا منافقا عظيم النفاق مات يومئذ

ذكر الإخبار عن هبوب ريح شديدة قبل أن تهب

[ 6501 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن منصور الطوسي حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثنا وهيب حدثنا عمرو بن يحيى عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبي حميد الساعدي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك حتى أتى وادي القرى فإذا امرأة في حديقة لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرصوا فخرص القوم عشرة أوسق وقال للمرأة احصي ما يخرج منها حتى أرجع إليك فسار حتى أتى تبوك فقال إنه سيأتيكم الليلة ريح شديدة فلا يقومن فيها أحد ومن كان له بعير فيوثق عقاله فهبت ريح شديدة فلم يقم فيها إلا رجل واحد فألقته في جبل طيء قال فأتاه ملك أيلة وأهدى له بغلة بيضاء وكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى وادي القرى فقال للمرأة كم جاءت حديقتك قالت عشرة أوسق خرص رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني مستعجل من أحب منكم أن يتعجل معي فليفعل فسار حتى إذا أوفى على المدينة قال هذه طيبة أو طابة فلما رأى أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه ثم قال الا أخبركم بخير دور الأنصار قالوا بلى يا رسول الله قال خير دور الأنصار بنو النجار الا أخبركم بالذين يلونهم قالوا بلى يا رسول الله قال بنو ساعدة وبنو الحارث بن الخزرج

ذكر ما حال الله جل وعلا بين صفيه صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فيما قصدوه به

[ 6502 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي قال حدثنا مسلم بن خالد قال حدثني بن خثيم عن سعيد بن جبير عن بن عباس ان الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزة ومناة الثالثة الأخرى نائلة وإساف لو قد رأينا محمد لقمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله فأقبلت ابنته فاطمة تبكي حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت هؤلاء الملأ من قومك قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك فليس منهم رجل إلا عرف نصيبه من دمك قال يا بنية إيتيني بوضوء فتوضأ ثم دخل المسجد فلما رأوه قالوا ها هو ذا ها هو ذا فخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم فلم يرفعوا إليه بصرا ولم يقم إليه منهم رجل فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من تراب وقال شاهت الوجوه ثم حصبهم فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر

ذكر ما كان يدفع الله جل وعلا عن صفيه صلى الله عليه وسلم مكيدة المشركين إياه من الشتم واللعن وما أشبههما

[ 6503 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا أنس بن عياض حدثنا بن أبي ذئب علي بن أبي ذباب عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباد الله انظروا كيف يصرف الله عني شتمهم ولعنهم يعني قريشا قالوا كيف ذلك يا رسول الله قال يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد صلى الله عليه وسلم

ذكر ظهور اللبن من الضرع الحائل للمصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6504 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا المعلى بن مهدي قال حدثنا أبو عوانة عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله بن مسعود قال كنت يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط أرعاها فأتي على النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقال يا غلام هل معك من لبن فقلت نعم ولكني مؤتمن قال ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل فأتيته بعناق فاعتقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جعل يمسح الضرع ويدعو حتى أنزلت فأتاه أبو بكر رضوان الله عليه بشيء فاحتلب فيه ثم قال لأبي بكر اشرب فشرب أبو بكر رضى الله تعالى عنه ثم شرب النبي صلى الله عليه وسلم بعده ثم قال للضرع اقلص فقلص فعاد كما كان قال ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله علمني من هذا الكلام أو من هذا القرآن فمسح رأسي وقال صلى الله عليه وسلم إنك غلام معلم قال فلقد أخذت من فيه سبعين سورة ما نازعني فيها بشر

ذكر شهادة الشجر للمصطفى صلى الله عليه وسلم بالرسالة

[ 6505 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن عمر الجعفي قال حدثنا بن فضيل عن أبي حيان عن عطاء عن بن عمر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين تريد قال إلى أهلي قال هل لك إلى خير قال ما هو قال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قال هل من شاهد على ما تقول قال صلى الله عليه وسلم هذه السمرة فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بشاطىء الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا حتى كانت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال إن يتبعوني أتيك بهم وإلا رجعت إليك فكنت معك

ذكر حنين الجذع الذي كان يخطب عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم لما فارقه

[ 6506 ] أخبرنا محمد بن موسى التيمي قال حدثنا محمد بن قدامة المصيصي قال حدثنا أبو عبيدة الحداد عن معاذ بن العلاء قال حدثنا نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم إلى جذع فيخطب يوم الجمعة وانه لما صنع المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحه

ذكر البيان لأن الجذع الذي ذكرناه إنما سكن عن حنينه باحتضان المصطفى صلى الله عليه وسلم إياه

[ 6507 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا مبارك بن فضالة قال حدثنا الحسن عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة يسند ظهره إليها فلما كثر الناس قال ابنوا لي منبرا فبنوا له منبرا له عتبتان فلما قام على المنبر ليخطب حنت الخشبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنس وانا في المسجد الخشبة حنت حنين الولد فما زالت تحن حتى نزل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتضنها فسكنت قال وكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه لمكانه من الله فأنتم أحق ان تشتاقوا إلى لقائه

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أنس

[ 6508 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نضرة عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم إلى جنب شجرة أو جذع أو خشبة أو شيء يستند إليه يخطب ثم اتخذ منبرا فكان يقوم عليه فحنت تلك التي كان يقوم عندها حنينا سمعه أهل المسجد فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإما قال مسحها وإما قال فأمسكها فسكنت

ذكر برء رجل عمرو بن معاذ المقطوعة عند تفل المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها

[ 6509 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا الحسين بن حريث قال حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال حدثني أبي قال حدثني عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ

ذكر بر رجل سلمة بن الأكوع من الضربة التي أصابتها حين تفل المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها

[ 6510 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا مكي بن إبراهيم عن يزيد بن أبي عبيد قال رأيت أثر ضربة في ساق سلمة بن الأكوع فقلت يا أبا مسلم ما هذه الضربة فقال هذه ضربة أصابتني يوم حنين قال الناس اصيب سلمة أصيب سلمة قال فأتي بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفث فيها ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة

ذكر ما ستر الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم عن عين من قصده من المشركين بأذى

[ 6511 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا عبد السلام بن حرب قال حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما نزلت { تبت يدا أبي لهب } جاءت امرأة أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر فلما رآها أبو بكر قال يا رسول الله إنها امرأة بذيئة وأخاف أن تؤذيك فلو قمت قال إنها لن تراني فجاءت فقالت يا أبا بكر إن صاحبك هجاني قال لا وما يقول الشعر قالت أنت عندي مصدق وانصرفت فقلت يا رسول الله لم ترك قال لا لم يزل ملك يسترني عنها بجناحه

ذكر ما استجاب الله جل وعلا لصفيه صلى الله عليه وسلم ما دعا على بعض المشركين في بعض الأحوال

[ 6512 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع قال حدثني أبي قال أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقال له بسر بن راعي العير يأكل بشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت قال فما نالت يده إلى فيه بعد

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6513 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا عمرو بن عباس الأهوازي قال حدثنا عبد الله عن شعبة عن عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن رجلا كان يأكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كل بيمينك قال لا أستطيع فقال النبي لا استطعت فما رفعها إلى فيه

ذكر ما جعل الله جل وعلا دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم على من لم يكن لها بأهل وقربة إلى الله جل وعلا

[ 6514 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عمر بن يونس قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثنا أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة فرآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنت هي لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم ان لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها يا أم سليم مالك قالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت انك دعوت عليها أن لا يكبر سنها قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا أم سليم أما تعلمين شرطي على ربي إني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها أهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها يوم القيامة وكان صلى الله عليه وسلم رحيما

ذكر سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم ان يجعل سبابة لأمته قربة لهم يوم القيامة

[ 6515 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب انه سمع أبا هريرة يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أيما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك قربة إليك يوم القيامة

ذكر البيان بأن ما وراء السباب من المصطفى صلى الله عليه وسلم لأمته إنما سأل الله أن يجعل ذلك كله قربة لهم وصدقة عليهم في يوم القيامة

[ 6516 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفه وغنما أنا بشر فأيما مؤمن آذيته أو شتمته أو جلدته أو لعنته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة
ذكر ما استجاب الله جل وعلا لصفيه صلى الله عليه وسلم في راحلة جابر بن عبد الله
[ 6517 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال اقبلنا من مكة إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأعيا جملي فتخلفت عليه أسوقه قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة متخلف فلحقني فقال لي ما لك متخلفا قال قلت لا يا رسول الله إلا ان جملي ظالع فأردت أن ألحقه بالقوم قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبه فضربه ثم زجره فقال اركب قال فلقد رأيتني بعد وإني لأكفه عن القوم قال فنزلنا منزلا دون المدينة فأردت ان أتعجل إلى أهلي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأت أهلك طروقا قال قلت يا رسول الله إني حديث عهد بعرس قال فما تزوجت قلت امرأة ثيبا قال فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك قال فقلت يا رسول الله إن عبد الله توفي أو استشهد وترك جواري فكرهت ان أتزوج عليهن مثلهن قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل أحسنت ولا أسأت قال ثم قال بعني جملك هذا قال قلت هو لك يا رسول الله قال لا بل بعنيه قال قلت هو لك يا رسول الله قال لا بل بعنيه قلت أجل على أوقية ذهب فهو لك بها قال قد اخذته فتبلغ عليه إلى المدينة فلما قدمت المدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال اعطه أوقية ذهب وزده قال فأعطاني أوقية ذهب وزادني قيراطا قال فقلت لا تفارقني زيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكان في كيس لي فأخذه أهل الشام يوم الحرة

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم رد الراحلة على جابر بن عبد الله بعد أن أوفاه ثمنها هبة له

[ 6518 ] أخبرنا الخليل بن محمد بن الخليل بن بنت تميم بن المنتصر البزار بواسط قال حدثنا أبو موسى قال حدثنا عبد الوهاب قال أخبرنا عبيد الله بن عمر عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي فتخلفت فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فحجنه بمحجنة ثم قال لي اركب فركبته فلقد رأيتني اكفه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتزوجت فقلت نعم فقال بكر أم ثيبا فقلت بل ثيبا قال قال فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك فقلت إن لي أخوات فأحببت ان أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن قال أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس ثم قال أتبيع جملك قلت نعم فاشتراه مني بأوقية ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي وقدمت بالغداة فجئت المسجد فوجدته على باب المسجد قال الآن حين قدمت قلت نعم قال فدع جملك وادخل فصل ركعتين قال فدخلت فصليت ثم رجعت وأمر بلالا ان يزن لي أوقية قال فوزن لي بلال فأرجع في الميزان قال فانطلقت فلما وليت قال ادع لي جابرا فدعيت فقلت الآن يرد علي الجمل ولم يكن شيء أبغض إلي منه قال جملك وثمنه لك

ذكر البيان بأن جابر بن عبد الله استثنى حملان راحلته التي وصفناها إلى المدينة بعد البيع

[ 6519 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن زكريا عن عامر قال حدثني جابر بن عبد الله انه كان يسير على جمل له قد أعيى فأراد أن يسيبه قال فلحقني النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له وضربه فسار سيرا لم يسره مثله وقال بعنيه بأوقية فقلت لا ثم قال بعنيه بأوقية فقلت لا ثم قال بعنيه بأوقية فبعته بأوقية واستثنيت حملانه إلى أهلي فلما بلغت أتيته فقال لي صلى الله عليه وسلم أتراني ماكستك لآخذ جملك ودراهمك فهما لك

ذكر ما أكرم الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم بهزيمة المشركين عنه عن قبضة تراب رماهم بها

[ 6520 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عمر بن يونس قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني بن سلمة بن الأكوع قال حدثني أبي قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا قال فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم فتوارى عني فما دريت ما اصنع ثم نظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا هم وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فولى صحابةالنبي صلى الله عليه وسلم وأرجع منهزما وعلي بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالأخرى قال فانطلق ردائي فجمعته ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما وهو على بغلته الشهباء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأى بن الأكوع فزعا فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ الله عينه تراب بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين

ذكر تكبير المصطفى صلى الله عليه وسلم عند رؤية أهل حنين في الحال التي وصفناها

[ 6521 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن قال حدثنا أنس بن مالك قال اشتد القتال يوم خيبر فكنت رديف أبي طلحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قال فما لبثت ان فتح الله عليه

ذكر سقوط الأصنام التي كانت في الكعبة بإشارة المصطفى صلى الله عليه وسلم إليها دون مسها بشيء منه

[ 6522 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي قال حدثنا عبد الله بن نافع قال حدثنا عاصم بن عمر عن بن دينار عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة وجد بها ثلاث مائة وستين صنما فأشار بعصا إلى كل صنم وقال صلى الله عليه وسلم جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا فسقط الصنم ولم يمسه

ذكر ما أبان الله جل وعلا من دلائل صفيه صلى الله عليه وسلم على صحة نبوته من طاعة الأشجار له

[ 6523 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا سليمان الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن بن عباس قال جاء رجل من بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يداوي ويعالج فقال يا محمد إنك تقول أشياء هل لك ان أداويك قال فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله ثم قال هل لك ان أريك آية وعنده نخل وشجر فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عذقا منها فأقبل إليه وهو يسجد ويرفع رأسه ويسجد ويرفع رأسه حتى انتهى إليه صلى الله عليه وسلم فقام بين يديه ثم قال له صلى الله عليه وسلم ارجع إلى مكانك فقال العامري والله لا أكذبك بشيء تقوله أبدا ثم قال يا آل عامر بن صعصعة والله لا اكذبه بشيء قال والعذق النخلة

ذكر خبر فيه دلائل معلومة على صحة ما أصلناه من إثبات الأشياء المعجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 6524 ] أخبرنا الحسن بن سفيان في كتابه قال حدثنا عمرو بن زرارة الكلابي قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد الله قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته واتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرى شيئا ليستتر به فإذا شجرتان بشاطىء الوادي فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان النصف جمعهما فقال التئما علي بإذن الله فالتأمتا قال جابر فخرجت احضر مخافة ان يحس رسول الله صلى الله عليه وسلم بقربي فيتباعد فجلست فحانت مني لفتة فإذا انا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف وقفة فقال برأسه هكذا يمينا ويسارا ثم اقبل فلما انتهى إلي قال يا جابر هل رأيت مقامي قلت نعم يا رسول الله قال فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منها غصنا فأقبل بهما حتى إذا قمت مقامي أرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك قال جابر فأخذت حجرا فكسرته فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا ثم أقبلت أجرهما حتى إذا قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري ثم لحقته قلت قد فعلت يا رسول الله فعم ذلك فقال إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دام الغصنان رطبين فأتينا العسكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر ناد بوضوء فقلت ألا وضوء ألا وضوء قلت يا رسول الله ما وجدت في الركب من قطرة وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أشجاب له فقال انطلق إلى فلان الأنصاري فانظر هل في أشجابه من شيء قال فانطلقت إليه فنظرت فيها فلم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها لو أني أفرغه ما كانت شربة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله لم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها لو أني أفرغه لشربه يابسة قال اذهب فأتني به فأخذه بيده صلى الله عليه وسلم وجعل يتكلم بشيء لا أدري ما هو ويغمزه بيده ثم أعطانيه فقال يا جابر ناد بجفنة فقلت يا جفنة الركب قال فأتيت بها تحمل فوضعتها بين يديه صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا وبسط يده في وسط الجفنة وفرق بين أصبعه وقال خذ يا جابر وصب علي وقل بسم الله فصببت عليه وقلت باسم الله فرأيت الماء يفور من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى امتلأت قال يا جابر ناد من كانت له حاجة بماء قال فأتى الناس فاستقوا حتى رووا قال فقلت هل بقي أحد له حاجة قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الجفنة وهي ملأى

ذكر إسماع الله جل وعلا أهل القليب من بدر كلام صفيه صلى الله عليه وسلم وخطابه إياه

[ 6525 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك انه قال سمع المسلمون نداء النبي صلى الله عليه وسلم من جوف الليل وهو على بئر بدر ينادي يا أبا جهل بن هشام ويا عتبة بن ربيع ويا شيبة بن ربيع ويا أمية بن خلف الا هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فقال المسلمون يا رسول الله تنادي قوما قد جيفوا فقال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم إلا أنهم لا يستطيعون أن يجيبوني

ذكر ما حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وإرسال الشهب عليهم عند إظهار المصطفى صلى الله عليه وسلم الإسلام

[ 6526 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن وما رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا ما لكم قالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قالوا ما ذاك إلا شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهو بنخلة وهو عامدون إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن قالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم { فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر بن عباس الذي ذكرناه

[ 6527 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الأعلى حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي قال سألت علقمة بن قيس هل كان بن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال فقال سألت عبد الله بن مسعود هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال لا ولكنا كنا معه ليلة فقدناه فبتنا بشر ليلة فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء فقال أنه قد أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن فانطلق حتى أرانا نيرانهم وآثارهم فسألوه عن الزاد فقال لكم كل عظم طعام يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعر علف لدوابكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم من الجن

ذكر ما بارك الله جل وعلا لصفيه صلى الله عليه وسلم في اليسير من أسبابه التي فرق بها بينه وبين غيره من أمته

[ 6528 ] أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا علي بن مسلم قال حدثنا بن أبي زائدة قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال حدثني دكين بن سعيد المزني قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركب من مزينة فقال لعمر انطلق فجهزهم قال يا رسول الله إن هي إلا آصع من تمر فانطلق فأخرج مفتاحا من حزته ففتح الباب فإذا شبه الفصيل الرابض من التمر فأخذنا منه حاجتنا قال فلقد التفت إليه وإني لمن أخر أصحابي كأنا لم نرزأه تمرة

ذكر ما بارك الله جل وعلا في الشيء اليسير من الطعام للمصطفى صلى الله عليه وسلم حتى أكل منه عالم من الناس

[ 6529 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبي العلاء بن الشخير عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة من ثريد فوضعت بين يدي القوم فتعاقبوها إلى الظهر من غدوة يقوم قوم ويجلس آخرون فقال رجل لسمرة أكان يمد فقال سمرة من أي شيء تتعجب ما كان يمد إلا من ها هنا وأشار ببده إلى السماء

ذكر خبر ثان يصرح بنحو ما ذكرناه

[ 6530 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة شك الأعمش قال لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم افعلوا فجاء عمر رضوان الله عليه وقال يا رسول الله إنهم إن فعلوا قل الظهر ولكن ادعهم لفضل أزودتهم ثم ادع عليها بالبركة لعل الله أن يجعل في ذلك قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطته ثم دعاهم بفضل أزودتهم قال فجعل الرجل يجيء بكف الذرة والآخر بكف التمر والآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك يسير قال فدعا عليه صلى الله عليه وسلم بالبركة ثم قال خذوا في أوعيتكم فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه وأكلوا حتى شبعوا وفضل منه فضلة قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشهد ان لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة

ذكر ما بارك الله ما فضل من أزواد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 6531 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا يحيى بن سليم قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مر الظهران حين صالح قريشا بلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قريشا تقول إنما يبايع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ضعفا وهزلا فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يا نبي الله لو نحرنا من ظهرنا فأكلنا من لحومها وشحومها وحسونا من المرق أصبحنا غدا إذا غدونا عليهم وبنا جمام قال لا ولكن ايتوني بما فضل من أزوادكم فبسطوا أنطاعا ثم صبوا عليها ما فضل من أزوادهم فدعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة فأكلوا حتى تضلعوا شبعا ثم كفؤوا ما فضل من أزوادهم في جربهم ثم غدوا على القوم فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لا يرين القوم فيكم غميزة فاضطبع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فرملوا ثلاثة أطواف ومشوا أربعا والمشركون في الحجر وعند دار الندوة وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تغيب منهم بين الركنين اليماني والأسود مشوا ثم يطلعون عليهم فتقول قريش والله لكأنهم الغزلان فكانت سنة

ذكر خبر ثالث يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6532 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن مهاجر أبي مخلد عن أبي العالية عن أبي هريرة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرات قد صففتهن في يدي فقلت يا رسول الله ادع لي فيهن بالبركة فدعا لي فيهم بالبركة وقال إذا أردت أن تأخذ شيئا فأدخل يدك ولا تنثره نثرا قال أبو هريرة فحملت من ذلك التمر كذا وكذا وسقا في سبيل الله وكنا نطعم منه ونطعم وكان في حقوي حتى انقطع مني ليالي عثمان
ذكر خبر رابع يدل على صحة ما ذكرناه
[ 6533 ] أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني بالري حدثنا روح بن حاتم المقرىء حدثنا محمد بن سنان العوقي حدثنا سليم بن حيان قال سمعت أبي يقول قال أبو هريرة أتت علي ثلاثة أيام لم أطعم فيها طعاما فجئت أريد الصفة فجعلت أسقط فجعل الصبيان ينادون جن أبو هريرة قال فجعلت أناديهم فأقول بل أنتم المجانين حتة انتهينا إلى الصفة فوافقت رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى بقصعة من ثريد فدعا عليها أهل الصفة وهم يأكلون منها فجعلت أتطاول كي يدعوني حتة قام القوم وليس في القصعة إلا شيء في نواحي القصعة فجمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمل فصارت لقمة فوضعها على أصابعه ثم قال كل باسم الله فوالذي نفسي بيده ما زلت آكل منها حتى شبعت

ذكر بركة الله جل وعلا في الشيء اليسير من الخير للمصطفى صلى الله عليه وسلم حتى أكل منه الفئام من الناس

[ 6534 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف منه الجوع فهل عندك من شيء قالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخذت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي وردتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم أرسلك أبو طلحة قال قلت نعم قال للطعام فقلت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه قوموا قال فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت الله ورسوله أعلم قال فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه حتى دخلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلمي ما عندك يا أم سليم فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت عليه أم سليم عكة فآدمته ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال إئذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال إئذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال إئذن لعشرة حتى أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون رجلا أو ثمانون

ذكر بركة الله جل وعلا في اللبن اليسير للمصطفى صلى الله عليه وسلم حتى روى منه الفئام من الناس

[ 6535 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الزبيري قال حدثنا علي بن مسهر عن عمر بن ذر عن مجاهد قال سمعت أبا هريرة يقول والذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون فيه فمر بي أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ومر بي عمر بن الخطاب فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل حتى مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فلما رأى ما بوجهي وما في نفسي قال أبا هر فقلت لبيك يا رسول الله وسعديك قال الحق فلحقته فدخل الى أهله فأذن فدخلت فإذا هو بلبن في قدح فقال لأهله من أين لكم هذا قال هدية فلان أو قال فلان فقال لأب هر الحق إلى أهل الصفة فادعهم وأهل الصفة أضياف لأهل الإسلام لا يأوون إلى أهل أو مال إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يشركهم فيها وإذا أتته هدية بعث بها إليهم وشركهم فيها وأصاب منها فساءني والله ذلك قلت أين يقع هذا اللبن من أهل الصفة وانا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت فدعوتهم فأذن لهم فدخلوا وأخذ القوم مجالسهم قال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال خذ فناولهم قال فجعلت أناول رجلا رجلا فيشرب فإذا روي أخذته فناولت الآخر حتى روي القوم جميعا ثم انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه فتبسم وقال أبا هر بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال خذ فاشرب فما زال يقول اشرب حتى قلت والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا قال فأرني الإناء فأعطيته الإناء فشرب البقية وحمد ربه صلى الله عليه وسلم

ذكر ما بارك الله جل وعلا في تمر جابر بن عبد الله لدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة

[ 6536 ] أخبرنا الخليل بن محمد بن بن بنت تميم بن المنتصر بواسط قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن وهب بن كيسان عن جابر قال توفي أبي وعليه دين فعرضت على غرمائه أن يأخذوا التمر بما عليه فأبوا ولم يرو أن فيه وفاء فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال إذا جددته فوضعته في المربد فآذني فلما جددته ووضعته في المربد فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء ومعه أبو بكر وعمر فجلس عليه فدعا بالبركة ثم قال ادع غرمائك فأوفهم قال فما تركت أحدا له على أبي دين إلا قضيته وفضل ثلاثة عشر وسقا سبعة عجوة وستة لون فوافيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فذكرت ذلك له فضحك صلى الله عليه وسلم وقال إئت أبا بكر وعمر فأخبرهما ذلك فأتيت أبا بكر وعمر فأخبرتهما فقالا إذ صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع قد علمنا أنه سيكون ذلك

ذكر خبر بأن الماء المغسول به أعضاء المصطفى صلى الله عليه وسلم كثر بعد فراغه من وضوئه

[ 6537 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير المكي عن أبي الطفيل أن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء قال فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك فإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي قال فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئا فقالا نعم فسبهما وقال لهما ما شاء الله أن يقول ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلا حتى اجتمع في شيء ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويديه ثم أعادها فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك يا معاذ إن طالت بك الحياة ان ترى ما هاهنا قد ملىء جنانا

ذكر بركة الله جل وعلا في الماء اليسير حتى انتفع به الخلق الكثير بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم
[ 6538 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش قال حدثني سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حضرت صلاة العصر وليس معنا ماء غير فضلة فجعل في إناء فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم قال فأدخل يده وفرج بين أصابعه وقال حي على الضوء والبركة من الله قال فلقد رأيت الماء ينفجر من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم قال فتوضأ ناس وشربوا قال فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه وعلمت أنه بركة قال فقلت لجابر كم كنتم يومئذ قال ألف وأربع مائة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به سالم عن جابر

[ 6539 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضؤوا منه فرأت الماء ينبع من تحت أصابعه صلى الله عليه وسلم فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم

ذكر البيان بأن الماء الذي وصفناه كان ذلك في تور حيث بورك للمصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6540 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلم يجدوا ماءا فأتي بتور من ماء فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فيه فلقد رأيت الماء ينفجر من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم ويقول حي على أهل الطهور والبركة من الله قال الأعمش فحدثني سالم بن أبي الجعد قال قلت لجابر بن عبد الله كم كنتم قال ألف وخمس مائة

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم انه مضاد للأخبار التي تقدم ذكرنا لها

[ 6541 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا بن إدريس عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال أصاب الناس عطش يوم الحديبية فجهش الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده في الماء فرأيت الماء مثل العيون قال قلت كم كنتم قال لو كنا ثلاث آلاف لكفانا وكنا خمس عشرة مائة

ذكر البيان بأن الماء الذي ذكرنا حيث بورك للمصطفى صلى الله عليه وسلم فيه كان ذلك في ركوة لا في تور

[ 6542 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يعقوب الدورقي قال حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة يتوضأ منها إذا جهش نحوه فقال ما لكم فقالوا ما لنا لا نتوضأ به ولا نشرب إلا ما بين يديك قال فوضع يديه في الركوة ودعا بما شاء الله أن يدعو قال فجعل الماء يفور من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم أمثال العيون قال فشربنا وتوضأنا قال قلت لجابر كم كنتم قال كنا خمس عشرة مائة ولو كنا مائة ألف لكفانا

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم انه مضاد للأخبار التي ذكرناها قبل

[ 6543 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال قلت لأنس بن مالك حدثني بشيء من هذه الأعاجيب لا نحدثه عن غيرك قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الظهر بالمدينة ثم أتى المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل فقعد عليها صلى الله عليه وسلم فجاء بلال فنادى بالعصر فقام من له أهل بالمدينة فتوضؤوا وقضوا حوائجهم وبقي رجال من المهاجرين لا أهل لهم بالمدينة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء فوضع أصابعه في القدح فما وسع أصابعه كلها فوضع هؤلاء الأربعة وقال هلموا فتوضؤوا أجمعين قلت لأنس كم تراهم قال ما بين السبعين إلى الثمانين قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه الجمع بين هذه الأخبار أن هذا الفعل كان من المصطفى صلى الله عليه وسلم في أربع مواضع مختلفة مرة كان القوم ما بين ألف وأربع مائة إلى ألف وخمس مائة وكان ذلك الماء في تور والمرة الثانية كان القوم ما بين أربع عشرة مائة إلى خمس عشرة مائة وكان ذلك الماء في ركوة والمرة الثالثة كان القوم ما بين الستين إلى الثمانين وكان ذلك الماء في قدح رحراح والمرة الرابعة كان القوم ثلاث مائة وكان ذلك الماء في قعب من غير أن يكون بينها تضاد أو تهاتر

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم سمى الله في الوضوء الذي ذكرناه

[ 6544 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت وقتادة عن أنس قال طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مع أحد منكم ماء فوضع يده في الماء ثم قال توضؤوا باسم الله فرأيت الماء يجري من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم فتوضؤوا حتى توضؤوا من عند آخرهم قال ثابت لأنس كم تراهم قال نحوا من سبعين

ذكر البيان بأن هذا الماء كان في مخضب من حجارة

[ 6545 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار إلى أهله فتوضأ وبقي قوم فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بمخضب من حجارة فيه ماء فصغر المخضب عن ان يملىء فيه كفه فضم أصابعه فوضعها في المخضب فتوضأ القوم كلهم جميعا فقلنا كم كانوا قال ثمانين رجلا

ذكر البيان بأن الماء الذي ذكرناه كان في قدح رحراح واسع الأعلى ضيق الأسفل

[ 6546 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماء فأتي بقدح رحراح فجعل القوم يتوضؤون فحزرت ما بين الستين إلى الثمانين قال فجعلت أنظر الماء ينبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم

ذكر خبر يوهم عالما من الناس انه مضاد للأخبار التي ذكرناها قبل

[ 6547 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن أنس قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم مع اصحابه بالمدينة أو بالزوراء فأراد الوضوء فاتي بقعب فيه ماء يسير فوضع كفه على القعب فجعل الماء ينبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم حتى توضأ القوم قال كم كنتم قال زهاء ثلاث مائة
باب تبليغه صلى الله عليه وسلم الرسالة وما لقي من قومه
[ 6548 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما نزلت وانذر عشيرتك الأقربين قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم
[ 6549 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة أن أبا هريرة قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه وأنذر عشيرتك الأقربين قال يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا

ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم إنذار عشيرته بما مثل به

[ 6550 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما نزلت هذه الآية { وانذر عشيرتك الأقربين } ورهطك منهم المخلصين قال وهن في قراءة عبد الله خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الصفا فصعد عليها ثم نادى يا صباحاه فاجتمع الناس إليه فبين رجل يجيء وبين رجل يبعث رسوله فقال صلى الله عليه وسلم يا بني عبد المطلب يا بني فهر يا بني عبد مناف يا بني يا بني أرأيتم لو أخبرتكم ان خيلا بسفح هذا الجبل تريد ان تغير عليكم أصدقتموني قالوا نعم قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك سائر اليوم اما دعوتمونا إلا لهذا ثم قام فنزلت { تبت يدا أبي لهب } وقد تب وقالوا ما جربنا عليك كذبا

ذكر إدخال المصطفى صلى الله عليه وسلم إصبعيه في أذنيه ورفعه صوته عندما وصفناه

[ 6551 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا بشر بن آدم بن بنت أزهر السمان حدثنا أبو عاصم عن عوف عن قسامة بن زهير قال قال الأشعري لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأنذر عشيرتك الأقربين وضع أصبعيه في أذنيه ورفع صوته وقال يا بني عبد مناف ثم ساق الخبر

ذكر تفريق المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الحق والباطل بالرسالة

[ 6552 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن صفوان بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا انا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فاستغضب فجعلت أعجب ما قال إلا خيرا ثم اقبل إليه فقال ما يحمل الرجل على ان يتمنى محضرا غيبه الله عنه لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام أكبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه أولا تحمدون الله إذ أخرجكم تعرفون ربكم مصدقين لما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم قد كفيتم البلاء بغيركم والله لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء وفترة وجاهلية ما يرون ان دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق بين الحق والباطل وفرق بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى ولده أو والده أو اخاه كافرا وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان يعلم أنه إن هلك دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم ان حبيبه في النار وأنها التي قال الله الذين { يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } الآية
باب كتب النبي صلى الله عليه وسلم
[ 6553 ] أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي العابد بالبصرة حدثنا نصر بن علي قال حدثنا نوح بن قيس عن أخيه عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر وأكيدر دومة يدعوهم إلى الله تعالى
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به خالد بن قيس عن قتادة
[ 6554 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عمران القطان عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر وأكيدر دومة يدعوهم إلى الله جل وعلا

ذكر وصف كتب النبي صلى الله عليه وسلم

[ 6555 ] أخبرنا بن قتيبة بعسقلان حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس حدثني أبو سفيان بن حرب من فيه إلى في قال انطلقت في المدة التي كانت بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا انا بالشام إذ جيء بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل جاء به دحية الكلبي فدفعه إلى عظيم بصرى فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل فقال هرقل هل ها هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قالوا نعم فدعيت في نفر من قريش فدخلنا على هرقل فأجلسنا بين يديه فقال أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم انه نبي قال أبو سفيان فقلت انا فأجلسوني بين يديه وأجلسوا أصحابي خلفي ثم دعا ترجمانه فقال قل لهم إني سائل هذا الرجل عن هذا الذي يزعم انه نبي فإن كذبني فكذبوه قال أبو سفيان والله لولا مخافة أن يؤثر عني الكذب لكذبته ثم قال لترجمانه سله كيف حسبه فيكم قال قلت هو فينا ذو حسب قال فهل كان من آبائه ملك قلت لا قال فهل أنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قلت لا قال من تبعه أشراف الناس أم ضعفائهم قلت بل ضعفائهم قال فهل يزيدون أم ينقصون قال قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له قال قلت لا قال فهل قاتلتموه قال قلت نعم قال كيف كان قتالكم إياه قال قلت تكون الحرب سجالا بيننا وبينه يصيب منا ونصيب منه قال فهل يغدر قال قلت لا ونحن منه في مدة أو قال هدنة لا ندري ما هو صانع فيها ما امكنني من كلمة ادخل فيها شيئا غير هذه قال فهل قال هذا القول أحد قبله قال قلت لا ثم قال لترجمانه قل له إني سألتك عن حسبه فيكم فزعمت انه فيكم ذو حسب فكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها وسألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت ان لا فقلت لو كان في آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه وسألتك عن أتباعه أضعفاء الناس أم أشرافهم فقلت بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل وسألتك هل كنتم تتهمونه قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا وقد عرفت انه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد ان يدخله سخطة له فزعمت ان لا وكذلك الإيمان إذا خالطه بشاشة القلوب وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت انهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل قاتلتموه فزعمت ان الحرب بينكم وبينه سجال تنالون منه وينال منك وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا وكذلك الأنبياء لا تغدر وسألتك هل قال هذا القول أحد قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان قال هذا القول أحد قبله قلت رجل يأتم بقول قبل قوله قال ثم ما يأمركم قال قلت يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف قال إن يكن ما تقول فيه حقا فإنه نبي فقد كنت أعلم انه خارج ولم أظن انه منكم ولو أني أعلم اني أخلص إليه لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي قال ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله } إلى قوله { واشهدوا بانا مسلمون } فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط فأمر بنا فاخرجنا فقلت لأصاحبي حين خرجنا لقد جل أمر بن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر قال فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام

ذكر كتبة النبي صلى الله عليه وسلم إلى حبر تيماء

[ 6556 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أحمد بن أبي سريج حدثنا شبابة بن سوار حدثني ورقاء عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى حبر تيماء فسلم عليه

ذكر كتبة النبي صلى الله عليه وسلم كتابه إلى بني زهير

[ 6557 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسلم بن إبراهيم عن قرة بن خالد حدثنا أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير قال كنا بالمربد فإذا انا برجل أشعث الراس بيده قطعة أديم فقلنا له كأنك رجل من أهل البادية قال أجل فقلنا له ناولنا هذه القطعة الأديم التي في يدك فأخذناها فقرأنا ما فيها فإذا فيها من محمد رسول الله إلى بني زهير اعطوا الخمس من الغنيمة وسهم النبي والصفي وأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسوله قال فقلنا من كتب لك هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلنا ما سمعت منه شيئا قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدور فقلنا له أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا اراكم تتهموني فوالله لا أحدثكم بشيء ثم ذهب قال أبو حاتم هذا النمر بن تولب الشاعر

ذكر كتبة النبي صلى الله عليه وسلم كتابه الى بكر بن وائل

[ 6558 ] أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال أخبرنا نوح بن قيس عن أخيه خالد بن قيس عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى بكر بن وائل من محمد رسول الله إلى بكر بن وائل ان أسلموا تسلموا قال فما قرأه إلا رجل منهم من بني ضبيعة فهم يسمون بني الكاتب

ذكر كتبة المصطفى صلى الله عليه وسلم كتابه إلى اليمن

[ 6559 ] أخبرنا الحسن بن سفيان وأبو يعلى وحامد بن محمد بن شعيب في آخرين قالوا حدثنا الحكم بن موسى حدثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود حدثني الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن وهذه نسختها من محمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل بن عبد كلال والحارث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال قيل ذي رعين ومعافر وهمدان اما بعد فقد رجع رسولكم واعطيتم الغنائم خمس الله وما كتب الله على المؤمنين من العشر في العقار وما سقت السماء أو كان سيحا أو بعلا ففيه العشر إذ بلغ خمسة أوسق وما سقي بالرشاء والدالية ففيه نصف العشر إذ بلغ خمسة أوسق وفي كل خمس من الإبل سائمة شاة إلى أن تبلغ أربعا وعشرين فإذا زادت واحدة على أربع وعشرين ففيها ابنة مخاض فإن لم توجد بنت مخاض فابن لبون ذكر إلى أن تبلغ خمسا وثلاثين فإذا زادت على خمس وثلاثين ففيها ابنة لبون إلى أن تبلغ خمسا وأربعين فإذا زادت على خمس وأربعين ففيها حقة طروقة إلى أن تبلغ ستين فإن زادت على ستين واحدة ففيها جذعة إلى ان تبلغ خمسة وسبعين فإن زادت على خمس وسبعين واحدة ففيها ابنتا لبون إلى أن تبلغ تسعين فإن زادت على تسعين واحدة ففيها حقتان طروقتا الجمل إلى أن تبلغ عشرين ومئة فما زاد ففي كل أربعين ابنة لبون وفي كل خمسين حقة طروقة الجمل وفي كل ثلاثين باقورة بقر وفي كل أربعين شاة سائمة إلى أن تبلغ عشرين ومئة فإن زادت على عشرين ومئة واحدة ففيها شاتان إلى أن تبلغ مئتان فإن زادت واحدة فثلاثة شياه إلى أن تبلغ ثلاثة مائة فما زاد ففي كل مائة شاة شاة ولا تؤخذ في الصدقة هرمة ولا عجفاء ولا ذات عوار ولا تيس الغنم ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خيفة الصدقة وما أخذ من الخليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية وفي كل خمس أواق من الورق خمسة دراهم فما زاد ففي كل أربعين درهم وليس فيها دون خمس أواق شيء وفي كل أربعين دينارا دينار وإن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته وإنما هي الزكاة تزكى بها أنفسهم في فقراء المؤمنين أو في سبيل الله وليس في رقيق ولا مزرعة ولا عمالها شيء إذا كانت تؤدى صدقتها من العشر وليس في عبد المسلم ولا فرسه شيء وإن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير الحق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا واكل مال اليتيم وإن العمرة الحج الأصغر ولا يمس القرآن إلا طاهر ولا طلاق قبل إملاك ولا عتق حتى يبتاع ولا يصلين أحدكم في ثوب واحد ليس على منكبه منه شيء ولا يحتبين في ثوب واحد ليس بينه وبين السماء شيئء ولا يصلين أحدكم في ثوب واحد وشقه باد ولا يصلين أحدكم عاقصا شعره وإن من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فهو قود إلا أيرضى أولياء المقتول وإن في النفس الدية مائة من الإبل وفي الأنف إذا أوعب جدعه الدية وفي اللسان الدية وفي الشفتين الدية وفي البيضتين الدية وفي الذكر الدية وفي الصلب الدية وفي العينين الدية وفي الرجل الواحدة نصف الدية وفي المأمومة ثلث الدية وفي الجائفة ثلث الدية وفي المنقلة خمس عشرة من الإبل وفي كل أصبع من الأصابع من اليد والرجل عشر من الإبل وفي السن خمس من الإبل وفي الموضحة خمس من الإبل وإن الرجل يقتل بالمرأة وعلى أهل الذهب ألف دينار لفظ الخبر لحامد بن محمد بن شعيب قال أبو حاتم سليمان بن داود هذا هو سليمان بن داود الخولاني من أهل دمشق ثقة مأمون وسليمان بن داود اليمامي لا شيء وجميعا يرويان عن الزهري

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أوذي في إقامة الدين ما لم يؤذ أحد من البشر في زمانه

[ 6560 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أوذيت في الله وما يوذى أحد ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد اتت علي ثلاث من بين يوم وليلة وما لي طعام إلا ما واراه إبط بلال

ذكر صبر المصطفى صلى الله عليه وسلم على أذى المشركين وشفقته على أمته باحتساب الأذى في الرسالة

[ 6561 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب أخبرني عروة ان عائشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد قال لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على بن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وانا مهموم على وجهي فرفعت رأسي فإذا انا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمر بما شئت فيهم قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت ان أطبق عليهم الأخشبين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا

ذكر مقاساة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما كان يقاسي من قومه في إظهار الإسلام

[ 6562 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخرنا الفضل بن موسى عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن جامع بن شداد عن طارق بن عبد الله المحاربي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق ذي المجاز وعليه حلة حمراء وهو يقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ورجل يتبعه يرميه بالحجارة وقد أدمى عرقبيه وهو يقول يا أيها الناس لا تطيعوه فإنه كذاب فقلت من هذا قيل هذا غلام بني عبد المطلب قلت فمن هذا الذي يتبعه يرميه بالحجارة قال هذا عبد العزى أبو لهب قال فلما ظهر الإسلام خرجنا في ذلك حتى نزلنا قريبا من المدينة ومعنا ظعينة لنا فبينا نحن قعود إذ أتانا رجل عليه ثوبان أبيضان فسلم وقال من أين أقبل القوم قلنا من الربذة قال ومعنا جمل قال أتبيعون هذا الجمل قلنا نعم قال بكم قلنا بكذا وكذا صاعا من تمر قال فأخذه ولم ينتقصنا قال قد أخذته ثم توارى بحيطان المدينة فتلاومنا فيما بيننا فقلنا أعطيتم جملا رجلا لا تعرفونه قال فقالت الظعينة لا تلاوموا فإني رأيت وجه رجل لم يكن ليحقركم ما رأيت شيئا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه قال فلما كان من العشي اتانا رجل فسلم علينا وقال أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لكم أن تأكلوا حتى تشبعوا وتكتالوا حتى تستوفوا قال فأكلنا حتى شبعنا واكتلنا حتى استوفينا قال ثم قدمنا المدينة من الغد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر وهو يقول يد المعطي يد العليا وابدأ بمن تعول أمك وأباك أختك وأخاك ثم أدناك أدناك فقام رجل فقال يا رسول الله هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع قتلوا فلانا في الجاهلية فخذ لنا بثأرنا منه فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه حتى رأيت بياض إبطيه وقال الا لا تجني أم على ولد الا لا تجني أم على ولد

ذكر سب المشركين القرآن ومن أنزله ومن جاء به

[ 6563 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس في قوله { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة متوار فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته وإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن انزله ومن جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر بصلاتك فتسمع المشركين ولا تخافت بها عن أصحابك أسمعهم القرآن ولا تجهر ذلك الجهر وابتغ بين ذلك سبيلا بين الجهر والمخافتة

ذكر تكذيب المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم وردهم عليه ما آتاهم به من الله عز وجل

[ 6564 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده قال قال عمرو بن العاص خرج جيش من المسلمين انا اميرهم حتى نزلنا الإسكندرية فقال عظيم من عظمائهم اخرجوا إلي رجلا يكلمني وأكلمه فقلت لا يخرج إليه غيري فخرجت ومعي ترجماني ومعه ترجمانه حتى وضع لنا منبر فقال ما أنتم قلت إنا نحن العرب ونحن أهل الشوك والقرظ ونحن أهل بيت الله كنا أضيق الناس أرضا واشدهم عيشا نأكل الميتة والدم ويغير بعضنا على بعض بأشد عيش عاش به الناس حتى خرج فيه رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ولا اكثرنا مالا وقال انا رسول الله إليكم يأمرنا بما لا نعرف وينهانا عما كنا عليه كانت عليه آباؤنا فكذبناه ورددنا عليه مقالته حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه فقتلنا وظهر علينا وغلبنا وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم فلو يعلم من ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش فضحك ثم قال إن رسولكم قد صدق قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم فكنا عليه حتى ظهرت فينا ملوك فجعلوا يعملون بأهوائهم ويتركوا أمر الأنبياء فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ولم يشارككم أحد إلا ظهرتم عليه فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا وتركتم أمر نبيكم وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم فخلى بيننا وبينكم لم تكونوا أكثر عددا منا ولا أشد منا قوة قال عمرو بن العاص فما كلمت رجلا قط أمكر منه

ذكر تعيير المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحوال

[ 6565 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا محمد بن الصباح الجرجائي قال أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس قال سمعت جندبا البجلي يقول أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال المشركون قد ودع فأنزل الله { ما ودعك ربك وما قلى }

ذكر السبب الذي من أجله قيل للمصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفناه

[ 6566 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الحميد بن حميد قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان قال عن الأسود بن قيس قال سمعت جندبا يقول اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى }

ذكر بعض أذى المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دعوته إياهم إلى الإسلام

[ 6567 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني يحيى عن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قلت ما أكثر ما رأيت قريشا أصابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانت تظهر من عداوته قال قد حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم في الحجر فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفه احلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمر عظيم أو كما قالوا فبينا هم في ذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشي حتى استلم الركن فمر بهم طائفا بالبيت فلما ان مر بهم غمزوه ببعض القول قال وعرفت ذلك في وجهه ثم مضى صلى الله عليه وسلم فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى صلى الله عليه وسلم ومر بهم الثالثة غمزوه بمثلها ثم قال أتسمعون يا معشر قريش اما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح قال فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا لكأنما على رأسه طائر واقع حتى إن أشدهم فيه وطأة قبل ذلك يتوقاه بأحسن ما يجيب من القول حتى إنه ليقول انصرف يا أبا القاسم انصرف راشدا فوالله ما كنت جهولا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا بادءكم بما تكرهون تركتموه وبينا هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثبوا إليه وثبة رجل واحد وأحاطوا به يقولون له أنت الذي تقول كذا وكذا لما كان يبلغهم عنه من عيب آلهتهم ودينهم قال نعم انا الذي أقول ذلك قال فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه وقال وقام أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه دونه يقول وهو يبكي أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشا بلغت منه قط

ذكر رمي المشركين المصطفى صلى الله عليه وسلم بالجنون

[ 6568 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى حدثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن بن عباس ان ضمادا قدم مكة من أزد شنوءة وكان يرقى من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون أن محمدا مجنون فقال لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يدي قال فلقيه فقال يا محمد إني أرقي من هذه الريح وإن الله يشفي على يدي من شاء فهل لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد فقال أعد علي كلماتك هذه فأعادها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فقال لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء هات يدك أبايعك على الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى قومك فقال وعلى قومي قال فبايعه فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئا فقال رجل من القوم أصبت منهم مطهرة قال ردوها فإن هؤلاء قوم ضماد

ذكر جعل المشركين رداء المصطفى صلى الله عليه وسلم في عنقه عند تبلغيه إياهم رسالة ربه جل وعلا

[ 6569 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عمرو بن العاص قال ما رأيت قريشا أرادوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا يوما رأيتهم وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام فقام إليه عقبة بن أبي معيط فجعل رداءه في عنقه ثم جذبه حتى وجب لركبتيه صلى الله عليه وسلم وتصايح الناس فظنوا انه مقتول قال وأقبل أبو بكر رضى الله تعالى عنه يشتد حتى أخذ بضبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه وهو يقول { أتقتلون رجلا ان يقول ربي الله } ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى صلاته مر بهم وهم جلوس في ظل الكعبة فقال يا معشر قريش اما والذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح وأشار بيده إلى حلقه فقال له أبو جهل يا محمد ما كنت جهولا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت منهم

ذكر طرح المشركين سلى الجزور على ظهر المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6570 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق يحدث عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلى جزور فقذفه على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرفع رأسه فجاءت فاطمة فأخذته من ظهره ودعت على من صنع ذلك وقال اللهم عليك الملأ من قريش أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف أو أبي بن خلف شك شعبة قال فلقد رأيتهم يوم بدر والقوا في بئر غير أن أمية تقطعت أوصاله فلم يلق في البئر

ذكر هم أبي جهل ان يطأ رقبة المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6571 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته قال فما فجأهم إلا أنه يتقي بيده وينكص على عقبيه فأتوه فقالوا ما لك يا أبا الحكم قال إنا بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة قال أبو المعتمر فأنزل الله جل وعلا أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى إلى آخره فليدع ناديه قال قومه سندع الزبانية قال الملائكة لا تطعه ثم امره بما أمره من السجود في آخر السورة قال فبلغني عن المعتمر في هذا الحديث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا

ذكر تسمية المشركين صفي الله صلى الله عليه وسلم الصنيبير والمنبتر

[ 6572 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي قال أخبرنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن بن عباس قال لما قدم كعب بن الأشرف مكة أتوه فقالوا نحن أهل السقاية والسدانة وأنت سيد أهل يثرب فنحن خير أم هذا الصنيبير المنبتر من قومه يزعم انه خير منا فقال أنتم خير منه فنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شانئك هو الأبتر ونزلت { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا }

ذكر سؤال المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم طرد الفقراء عنه

[ 6573 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا إسرائيل عن المقدام بن شريح الحارثي عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ستة نفر فقال المشركون اطرد هؤلاء عنك فإنهم وإنهم وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت أحدهما قال فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ما شاء الله وحدث به نفسه فأنزل الله { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } إلى قوله { الظالمين }

ذكر ما أصيب وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم عند إظهاره رسالة ربه عز وجل

[ 6574 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي حدثنا سريج بن يونس حدثنا هشيم ويزيد بن هارون قالا حدثنا حميد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج وجهه حتى سأل الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم صلى الله عليه وسلم وهو يدعوهم إلى ربهم فنزلت { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون }

ذكر احتمال المصطفى صلى الله عليه وسلم الشدائد في إظهار ما أمر الله عز وجل

[ 6575 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم أحد يسلت الدم عن وجهه وهو يقول كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله فأنزل الله { ليس لك من الأمر شيء }
[ 6576 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الزبيري حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن شقيق عن عبيد الله قال كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حكى نبيا من الأنبياء ضربه قومه حتى أدموا وجهه فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
[ 6577 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دميت أصبعه في بعض المشاهد فقال صلى الله عليه وسلم هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت

ذكر وصف غسل الدم عن وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم حين شج
[ 6578 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا نصر بن علي قال أخبرنا سفيان عن أبي حازم قال سألوا سهل بن سعيد بأي شيء دووي جرح النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بقي من الناس أعلم مني كان علي رضى الله تعالى عنه يجيء بالماء في شنة وفاطمة تغسل الدم فأخذ حصير فأحرق فدووي به صلى الله عليه وسلم

ذكر البيان بأن رباعية المصطفى صلى الله عليه وسلم كسرت هشمت البيضة على رأسه

[ 6579 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو إبراهيم الترجماني حدثنا بن حازم عن أبيه عن سهل بن سعد أن رجلا سأله عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه صلى الله عليه وسلم فكانت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم تغسل الدم وعلي رضى الله تعالى عنه يسكب الماء عليها بالمجن فلما رأت فاطمة رضى الله تعالى عنها أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقته حتى إذا صار رمادا الصقته بالجرح فاستمسك الدمصي

ذكر عناد بعض أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 6580 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد العزيز بن سالم حدثنا العلاء بن عبد الجبار أخبرنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم بن كليب حدثني أبي عن الفلتان بن عاصم قال كنا قعودا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فشخص بصره إلى رجل يمشي في المسجد فقال يا فلان أتشهد أني رسول الله قال لا قال أتقرأ التوراة قال نعم قال والإنجيل قال نعم قال والقرآن قال والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته قال ثم أنشده فقال تجدني في التوراة والإنجيل قال نجد مثلك ومثل أمتك ومثل مخرجك وكنا نرجو أن تكون فينا فلما خرجت تخوفنا أن تكون أنت فنظرنا فإذا ليس أنت هو قال ولم ذاك قال إن معه من أمته سبعين ألفا ليس عليهم حساب ولا عقاب وإن معك نفر يسير قال فوالذي نفسي بيده لأنا هو وإنها أمتي وإنهم لأكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا وسبعين ألفا

ذكر بعض ما كان يقاسي المصطفى صلى الله عليه وسلم من المنافقين بالمدينة

[ 6581 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد بن حارثة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب حمار عليه إكاف وتحته قطيفة فركب وأردف أسامة بن زيد وهو يعود سعد بن معاذ في بني الحارث في الخزرج وذلك قبل وقعة بدر حتى مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين وعبدة الأوثان واليهود ومنهم عبد الله بن أبي سلول وفي المجلس عبد الله بن رواحه فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله أنفه بردائه ثم قال لا تغبروا علينا فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ووقف عليهم فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله لن أبي بن سلول أيها المرء لأحسن من هذا إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجالسنا وارجع إلى رحلك فمن جاءك منا فاقصص عليه فقال عبد الله بن رواحة بل أغشينا في مجالسنا فإنا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى هموا أن يثوروا فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا ثم ركب دابته فدخل على سعد بن معاذ وقال ألم تسمع ما قال أبو حباب يريد عبد الله بن أبي قال كذا وكذا قال سعد يا رسول الله اعف فوالله لقد اعطاك الله ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجهوا بالعصابة فلما رد ذلك بالحق الذي أعطاكه شرق بذلك فذلك الذي عمل به ما رأيت فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم
[ 6582 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين قال فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال ما بال دعوى الجاهلية فقالوا يا رسول الله رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فقال دعوها فإنها منتنة فقال عبد الله بن أبي بن سلول قد فعلوها لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال دعه لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فإنها منتنة يريد أنه لا قصاص في هذا وكذلك قولهم فإنها ذميمة وما أشبهها

ذكر وصف ما طب النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة

[ 6583 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يخيل إليه انه يفعل الشيء وما يفعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم قال يا عائشة أشعرت أن الله جل وعلا قد افتاني فيما استفتيته قد جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي وجلس الآخر عند رجلي فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر قال وأين هو قال في بئر ذي ذروان قال فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ثم جاء فقال يا عائشة فكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين فقلت يا رسول الله فهلا أحرقته أو اخرجته قال أما انا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس منه شيئا فأمر بها فدفنت

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6584 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم سحره رجل من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان يخيل إليه انه فعل الشيء ولم يفعله حتى إذا كان ذات يوم أو ليلة قال يا عائشة اشعرت ان الله أفتاني فيما استفيته أتاني ملكان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل فقال الآخر مطبوب فقال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيءقال في مشط ومشاطه وجف طلعة نخلة ذكر قال وأين هو قال في بئر ذروان قالت وأتاها نبي الله صلى الله عليه وسلم في ناس من الصحابة فقال يا عائشة كان ماءها نقاعة الحناء وكأن رأس نخلها رؤوس الشياطين فقلت يا رسول الله أفلا استخرجتها قال قد عافاني الله وكرهت أن أثير على المسلمين منه شرا

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم على المشركين بالسنين

[ 6585 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا سفيان حدثنا الأعمش ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق قال بينما رجل يحدث في كندة قال يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمن كهيئة الزكام قال ففزعنا فأتيت بن مسعود قال وكان متكئا فغضب فجلس وقال يا أيها الناس من علم شيئا فليقل به ومن لم يعلم شيئا فليقل الله اعلم فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم لا أعلم فإن الله جل وعلا قال لنبيه صلى الله عليه وسلم { قل لا أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } إن قريشا دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اعني عليهم بسبع كسني يوسف فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها فأكلوا الميتة والعظام ويرى الرجل ما بين السماء كهيئة الدخان فجاءه أبو سفيان بن حرب فقال يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وقومك هلكوا فادع الله فقرأ هذه الآية { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم } إلى قوله { إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون } فيكشف عنهم العذاب إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله يوم نبطش البطشة الكبرى فذلك يوم بدر { فسوف يكون لزاما } يوم بدر و { ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون } والروم قد مضى وقد مضت الأربع
باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم
[ 6586 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عمرو بن هشام الحراني حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن الزهري عن عبيد الله بن عبيد الله عن عائشة قالت رجع إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة بالبقيع وانا أجد صداعا في رأسي وانا أقول وا رأساه قال بل أنا يا عائشة وا رأساه ثم قال وما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ثم دفنتك قلت لكأني بك ان لو فعلت ذلك قد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بدىء في وجعه الذي مات فيه

ذكر البيان بأن العلة قد بدت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت ميمونة

[ 6587 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا علي بن المديني حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أسماء بنت عميس قالت أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فاشتد مرضه حتى أغمي عليه قال فتشاوروا في لده فلدوه فلما أفاق قال ما هذا أفعل نساء جئنا من ها هنا وأشار إلى أرض الحبشة وكانت أسماء بنت عميس فيهن فقالوا كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله قال إن كان ذلك لداء ما كان الله ليقذفني به لا يبقين أحد في البيت إلا لد إلا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني عباسا قال فلقد التدت ميمونة يومئذ وإنها لصائمة لعزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم سأل في علته نساءه ان يكون تمريضه في بيت عائشة رضى الله تعالى عنها

[ 6588 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله قال سألت عائشة قلت أخبريني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت اشتكى فعلق ينفث فجعلنا نشبه نفثه بنفث آكل الزبيب قالت وكان يدورعلى نسائه فلما ثقل استأذنهن أن يكون عندي ويدرن عليه قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين رجلين تخطان رجلاه الأرض أحدهما عباس قال فحدثت به بن عباس فقال لي ما اخبرتك بالآخر قلت لا قال هو علي

ذكر العلة التي من اجلها استثنى عمه صلى الله عليه وسلم بالأمر باللدود الذي وصفناه

[ 6589 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان حدثني موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فجعل يشير إلينا لا تلدوني فقلنا كراهية المريض الدواء فلما أفاق قال ألم انهكم أن تلدوني فقلنا كراهية المريض الدواء فقال لا يبقى في البيت أحد إلا لد وانا انظر إلى العباس فإنه لم يشهدهم

ذكر قراءة عائشة المعوذتين على المصطفى صلى الله عليه وسلم في علته التي توفي فيها

[ 6590 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ويمسح عنه بيده قالت فلما اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم وجعه الذي توفي فيه طفقت انفث عليه بالمعوذات التي كان ينفث بها على نفسه وامسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه

ذكر ما كان يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في علته عند الدعاء بالشفاء له

[ 6591 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب حدثنا أبو زرعة الرازي حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بردة عن عائشة قالت أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجري فجعلت امسحه وادعو له بالشفاء فلما أفاق قال صلى الله عليه وسلم لا بل أسأل الله الرفيق الأعلى مع جبريل وميكائيل واسرافيل

ذكر البيان بأن هذا الكلام كان من المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث خير بين الدنيا والآخرة

[ 6592 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت كنت اسمع انه لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة قالت فسمت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة فجعل يقول { مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } قالت فظننت انه خير حينئذ

ذكر وصف الخطبة التي خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر عمره حيث خرج ليعهد إلى الناس ما ذكرناه قبل

[ 6593 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا صفوان بن عسيى قال أنيس بن أبي يحيى أخبرنا عن أبيه عن سعيد الخدري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه وهو معصوب الرأس فاتبعته حتى قام على المنبر فقال إني الساعة قائم على الحوض ثم قال إن عبدا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة فلم يفطن لها أحد من القوم إلا أبو بكر فقال بأبي وأمي بل نفديك بأموالنا وأنفسنا وأولادنا قال ثم هبط من المنبر فما رئي عليه حتى الساعة

ذكر البيان بأن المخير فيما وصفناه كان صفي الله جل وعلا صلى الله عليه وسلم

[ 6594 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا أبو داود حدثنا فليح بن سليمان حدثنا سالم أبو النضر عن بسر بن سعيد وعبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال إن الله خير عبدا بين ان يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين لقائه فاختار لقاء ربه فبكى أبو بكر وقال بل نفديك بآبائنا وبأبنائنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسكت يا أبا بكر ثم قال إن أمن الناس علي فإن في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا من الناس لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته ألا لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر قال أبو سعيد فقلت العجب يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عبدا خيره الله بين الدنيا والآخرة وهذا يبكي وإذا المخير رسول الله وإذا الباكي أبو بكر وإذا أبو بكر أعلمنا برسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة العلم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم في الخرجة التي وصفناها للعهد إلى الناس صلى على شهداء أحد قبل الخطبة التي ذكرها

[ 6595 ] أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد ثم انصرف وقعد على المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال أيها الناس إني بين أيديكم فرط وإني عليكم شهيد وإني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي ولكني قد أعطيت الليلة مفاتيح خزائن الأرض والسماء وأخاف عليكم أن تنافسوا فيها ثم دخل فلم يخرج من بيته حتى قبضه الله جل وعلا وكانت آخر خطبة خطبها حتى قبضه الله جل وعلا

ذكر البيان بأن قول عقبة بن عامر صلى على قتلى أحد أراد به انه دعا واستغفر لهم لا أنه صلى عليهم كما يصلى على الموتى
[ 6596 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني حدثنا محمد بن عبد الله العصار حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة أو عمرة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صبوا علي من سبع قرب لم تحل أوكيتهن لعلي أستريح فأعهد إلى الناس قالت عائشة فأجلسناه في مخضب لحفصة من نحاس وسكبنا عليه من الماء حتى طفق يسير إلينا ان قد فعلتن ثم خرج فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد

ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم كتبة الكتاب لأمته لئلا يضلوا بعده

[ 6597 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ابدا قال عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله قال فاختلف أهل البيت واختصموا لما أكثروا اللغط والأحاديث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا فكان بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم هذا الكتاب من اختلافهم ولغطهم
ذكر إشارة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى ما أشار به في أبي بكر رضى الله تعالى عنه
[ 6598 ] حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد حدثنا صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ادعى لي أبا بكر حتى أكتب فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول أنا أولى ويأبى الله والمؤمنين إلا أبا بكر

ذكر اغتسال المصطفى صلى الله عليه وسلم من الماء الذي لم يمس بعد أن أوكي في علته التي قبض فيها صلى الله عليه وسلم

[ 6599 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا علي بن المديني حدثنا هشام بن يوسف حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبض فيه صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس قالت فأجلسناه في مخضب لحفصة فما زلنا نصب عليه حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن

ذكر العلة التي من أجلها اغتسل صلى الله عليه وسلم في علته

[ 6600 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري أخبرني عروة وعمرة أحدهما أو كلاهما عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أستريح فأعهد إلى الناس قالت عائشة فأجلسناه في مخضب لحفصة بنت عمر من نحاس فسكبنا عليه الماء حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج إلى المسجد

ذكر وصف العهد الذي عزم على ذلك إلى الناس بعده الذي من أجله اغتسل وخرج إلى المسجد

[ 6601 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت يا رسول الله إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت مثلها فقال صلى الله عليه وسلم مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت لحفصة قولي به إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر ففعلت حفصة فقال صلى الله عليه وسلم مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحبات يوسف فقالت حفصة ما رأيت خيرا منك قط قالت فخرج أبو بكر يؤم الناس فلما كبر أبو بكر خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب أبو بكر يتأخر فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمكث مكانك فمكث مكانه فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بحذائه فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر حتى قضى الصلاة

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة كان قاعدا وأبو بكر والناس قيام خلفه

[ 6602 ] أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو أسامة حدثنا زائدة حدثني موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال دخلت على عائشة فقلت لها الا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت بلى ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصلى الناس فقلت لا يا رسول الله هم ينتظرونك فقال ضعوا لي ماء في المخضب ففعلنا فاغتسل صلى الله عليه وسلم ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ماء فأفاق فقال أصلى الناس قلنا لا يا رسول الله وهم ينتظرونك قالت والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشاء الآخرة قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى أبي بكر أن يصلي بالناس فأتاه الرسول فقال له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا أو رفيقا يا عمر صل بالناس فقال عمر أنت أحق بذلك ففعل وصلى بهم أبو بكر تلك الأيام ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد في نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس بن عبد المطلب وأبو بكر يصلي بالناس فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه أن لا يتأخر فقال لهما اجلساني إلى جنب أبي بكر فأجلساه إلى جنب أبي بكر قالت فجعل أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم والناس يصلون بصلاة أبي بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد قال عبيد الله فدخلت على بن عباس فقلت له ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فحدثته بحديثها عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فما انكر منه شيئا غير أنه قال لم تسم لك الرجل الذي كان مع العباس فقلت لا فقال هو علي

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه في علته

[ 6603 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال أخبرنا أزهر عن بن عون عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي ولقد دعا بطست فبال فيه وإنه لعلي صدري فانخنث فمات وما أشعر به

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي أو أسر إليه بأشياء أخفاها عن غيره

[ 6604 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة من أصل كتابه قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت القاسم بن أبي بزة يحدث عن أبي الطفيل قال سئل علي بن أبي طالب أخصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء قال ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعمم به الناس كافة إلا ما كان في قراب سيفي هذا فأخرج صحيفة مكتوبة لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من سرق منار الأرض لعن الله من لعن والديه لعن الله من آوى محدثا منار الأرض علامة بين أرضين قاله أبو حاتم

ذكر آخر الوصية التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في علته

[ 6605 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن سليمان التيمي عن قتادة عن أنس قال كان آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغرغر بها في صدره وما كان يفيض بها لسانه الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانهم

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يوص بشيء عند فراقه أمته بالخروج إلى ما وعد الله له من الثواب

[ 6606 ] أخبرنا الحسن بن إسحاق الأصفهاني بالكرخ حدثنا إسماعيل بن يزيد بن حريث القطان حدثنا أبو داود حدثنا شعبة حدثنا مسعر بن كدام عن عاصم عن زر قال سألت عائشة عن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت تسألوني عن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر زر الذي ذكرناه

[ 6607 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنا لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك وهجرته فلم تكلمه حتى توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة اشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجة حياة فاطمة فلما توفيت فاطمة استنكر وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن بايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن إئتنا ولا يأتنا معك أحد كراهية أن يحضر عمر بن الخطاب فقال عمر بن الخطاب لأبي بكر والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر ما عسى أن يفعلوا بي والله لآتينهم فدخل أبو بكر عليهم فتشهد علي بن أبي طالب وقال إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك وما أعطاك الله ولم أنفس خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى أن لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يكلم أبا بكر حتى فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أصل أهلي وقرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته فقال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه لأبي بكر موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر صلاة الظهر رقي على المنبر فتشهد ثم ذكر شأن علي بن أبي طال وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي بن أبي طالب فعظم حق أبي بكر وحرمته وأنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا كنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر بالمعروف

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن قوله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة تفرد به الصديق عنه وقد فعل

[ 6608 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي بعسقلان حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان قال أرسل إلي عمر بن الخطاب فقال إنه قد حضر المدينة أهل أبيات من قومك وإنا قد أمرنا لهم برضخ فاقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين مر بذلك غيري فقال اقبض أيها المرء قال فبينا انا كذلك إذ جاءه مولاه يرفأ فقال هذا عثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام قال ولا أدري أذكر طلحة أم لا يستأذنون عليك قال ائذن لهم قال ثم مكث ساعة ثم جاء فقال العباس وعلي يستأذنان عليك فقال ائذن لهما فلما دخل العباس قال يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا هما حينئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير فقال القوم اقض بينهما يا أمير المؤمنين وأرح كل واحد منهما من صاحبه فقد طالت خصومتهما فقال عمر أنشدكما الله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة قالوا قد قال ذاك ثم قال لهما مثال ذلك فقالا نعم قال فإني أخبركم عن هذا الفيء إن الله جل وعلا خص نبيه صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعطه غيره فقال وما افاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب فكانت هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة والله ما حازها دونكم ولا أستأثرها عليكم لقد قسمها بينكم وبثها فيكم حتى بقي ما بقي من المال فكان ينفق على أهله سنة وربما قال معمر يحبس منها قوت أهله سنة ثم يجعل ما بقي مجعل مال الله فلما قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر أنا أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم بعده أعمل فيها ما كان يعمل ثم أقبل على علي والعباس قال وأنتما تزعمان أنه كان فيها ظالما فاجرا والله يعلم أنه صادق بار تابع للحق ثم وليتها بعد أبي بكر سنتين من إمارتي فعملت فيها بمثل ما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وانتما تزعمان أني فيها ظالم فاجر والله يعلم أني فيها صادق بار تابع للحق ثم جئتماني جاءني هذا يعني العباس يبتغي ميراثه من بن أخيه وجاءني هذا يعني عليا يسألني ميراث امرأته فقلت لكما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة ثم بدا لي ان أدفعه إليكما فأخذت عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وأنا ما وليتها فقلتما ادفعها إلينا على ذلك تريدان مني قضاء غير هذا والذي بإذنه تقوم السماوات والأرض لا أقضي بينكما فيها بقضاء غير هذا إن كنتما عجزتما عنها فادفعاها إلي قال فغلب علي عليها فكانت في يد علي ثم بيد حسن بن علي ثم بيد حسين بن علي ثم بيد علي بن حسين ثم بيد حسن بن حسن ثم بيد زيد بن حسن قال معمر ثم كانت بيد عبد الله بن الحسن

ذكر البيان بأن تركة المصطفى صلى الله عليه وسلم كان صدقة بعده ما فضل منها عن مؤونة العمال ونفقة العيال

[ 6609 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقسم ورثتي بعدي دينارا ما تركت بعد نفقة عيالي ومؤونة عاملي صدقة

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم بعد نفقة عيالي أراد به بعد نفقة

[ 6610 ] أخبرنا الحسين بن إدريس أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة

ذكر الإخبار عن نفي جواز الميراث لو جعله تركة المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6611 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أردن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه يسألنه ميراثهن من النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لهن عائشة أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة
[ 6612 ] أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان قال حدثنا عيسى بن حماد قال حدثنا الليث عن بن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال والله لا يقسم ورثتي دينارا ما تركت من شيء بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة
باب وفاته صلى الله عليه وسلم
[ 6613 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع أخبرنا أبو كريب حدثنا مصعب بن المقدام عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الموت قالت فاطمة واكرباه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كرب على أبيك بعد اليوم

ذكر البيت الذي توفي فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6614 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثني أبي حدثنا أبو العنبس عن أبيه عن عائشة قالت اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نساؤه انظر حيث تحب أن تكون فيه نحن نأتيك قال صلى الله عليه وسلم أوكلكن على ذلك قالت نعم فانتقل إلى بيت عائشة فمات فيه صلى الله عليه وسلم

ذكر اليوم الذي توفي فيه صلى الله عليه وسلم

[ 6615 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا زكريا بن الحكم حدثنا الفريابي حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال لي أبو بكر أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يوم الإثنين قال إني لأرجو أن أموت فيه فمات يوم الإثنين عشية ودفن ليلا

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قبضه الله تعالى إلى جنته وهو بين نحر عائشة وسحرها

[ 6616 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا نافع بن عمر عن بن أبي مليكة قال قالت عائشة توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه دخل عبد الرحمن ومعه سواك يمضغ فأخذته فمضغته ثم سننته

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم استن من ذلك السواك الذي استنت عائشة به

[ 6617 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا إسحاق بن إبراهيم الثقفي حدثنا أيوب عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت مات رسول الله صلى الله عليه وسلم في يومي بين سحري ونحري فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر عليه ومعه سواك رطب فنظر إليه فظننت أن له إليه حاجة فأخذته فمضغته وقضمته وطيبته فاستن كأحسن ما رأيته مستننا ثم ذهب يرفع فسقط فأخذت أدعو الله بدعاء كان يدعو به جبريل أو يدعو به إذا مرض فجعل يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة ثلاثا وفاضت نفسه صلى الله عليه وسلم فقالت الحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا

ذكر البيان بأن دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم باللحوق بالرفيق الأعلى كان في علته تلك وهو بين سحر عائشة ونحرها

[ 6618 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن وهب حدثنا المفضل بن فضالة عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة أخبرته أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل ان يموت وهي مسندته إلى صدرها يقول اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى

ذكر زجر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبره مسجدا بعده

[ 6619 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا محمد بن عبد الله العصار حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن بن عباس وعائشة أخبراه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة جعل يلقي على وجهه طرف خميصه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه وهو يقول لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قال تقول عائشة يحذرهم مثل الذي صنعوا

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أراد في هذا اليوم الذي توفي فيه الخروج إلى أمته

[ 6620 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا بن المبارك أخبرنا معمر ويونس عن الزهري قال وأخبرني أنس بن مالك ان المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الإثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفجأهم ألا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم صفوف في صلاتهم ثم تبسم فضحك فنكص أبو بكر على عقبه ليصل الصف وظن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد ان يخرج إلى الصلاة قال أنس وهم المسلمين أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم حين راوه فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اقضوا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر بينه وبينهم وتوفي صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم قال الزهري وأخبرني أنس بن مالك انه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب في الناس خطيبا فقال لا أسمعن أحدا يقول إن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات إن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن أرسل إليه ربه كما أرسل إلى موسى فلبث عن قومه أربعين ليلة قال الزهري وأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال في خطبته إني لأرجو أن يقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات قال الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن أبا بكر اقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجي ببردة حبرة فكشف عن وجهه فأكب عليه فقبله وبكى ثم قال بأبي أنت والله لا يجمع الله عليك موتتين أبدا أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها قال الزهري قال أبو سلمة أخبرني بن عباس أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس فقال اجلس فأبى عمر أن يجلس فقال اجلس فأبى أن يجلس فتشهد أبو بكر فمال الناس إليه وتركوا عمر فقال أيها الناس من كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تبارك وتعالى { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين } قال الله لكأن الناس لم يكونوا يعلموا ان الله جل وعلا أنزل هذه الآية إلا حين تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم فلم تسمع بشرا إلا يتلوها قال الزهري وأخبرني سعيد بن المسيب ان عمر بن الخطاب قال والله ما هو إلا ان سمعت أبا بكر تلاها عقرت حتى ما تقلني رجلاي وأهويت إلى الأرض وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات قال الزهري وأخبرني أنس بن مالك أنه سمع عمر بن الخطاب من الغد حين بويع أبو بكر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واستوى أبو بكر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر فتشهد قبل أبي بكر ثم قال أما بعد فإني قد قلت لكم أمس مقالة لم تكن كما قلت وإني والله ما وجدتها في كتاب أنزله الله ولا في عهد عهده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا يقول حتى يكون آخرنا فاختار الله جل وعلا لرسوله الذي عنده على الذي عندكم وهذا كتاب الله هدى الله به رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذوا به تهتدوا بما هدى الله به رسوله صلى الله عليه وسلم

ذكر ما كانت تبكي فاطمة رضى الله تعالى عنها أباها حين قبضه الله جل وعلا إلى جنته

[ 6621 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد الله بن الرومي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس أن فاطمة بكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا ابتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه إلي جبريل أنعاه يا ابتاه جنة الفردوس مأواه

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبد الرزاق عن معمر

[ 6622 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا إسماعيل بن يونس حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال لما تغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرب كان رأسه في حجر فاطمة فقالت فاطمة واكرباه لكربك اليوم يا أبتاه فرفع رأسه صلى الله عليه وسلم وقال لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة فلما توفي قالت فاطمة وا أبتاه أجاب ربا دعاه وا أبتاه من ربه ما أدناه وا أبتاه إلى جنة الفردوس مأواه وا أبتاه إلى جبريل أنعاه قال أنس فلما دفناه مررت بمنزل فاطمة فقالت يا أنس أطابت أنفسكم ان تحثوا على رسول الله التراب

ذكر وصف الثياب التي قبض المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها

[ 6623 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا شيبان بن أبي شيبة حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن أبي بردة قال دخلت على عائشة فأخرجت إلينا إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء مما يسمونها الملبدة فأقسمت بالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض في هذين الثوبين

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حميد بن هلال عن أبي بردة

[ 6624 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي الخليل عن أبي بردة قال أخرجت إلينا عائشة إزارا ملبدا وكساء غليظا فقالت في هذا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر وصف الثوب الذي سجي صلى الله عليه وسلم حيث قبضه الله جل وعلا إلى جنته

[ 6625 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجي في ثوب حبرة

ذكر البيان بأن الثوب الذي سجي به صلى الله عليه وسلم لم يكفن فيه

[ 6626 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني الزهري حدثني القاسم بن محمد عن عائشة قالت أدرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب حبرة ثم أخر عنه قال القاسم إن بقايا ذلك الثوب لعندنا بعد

ذكر وصف القوم الذين غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 6627 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يحيى بن واضح أبو تميلة حدثنا بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدق به أصحابه وشكوا في غسله وقالوا نجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا أم كيف نصنع فأرسل الله جل وعلا عليهم سنة فما منهم رجل رفع رأسه فإذا مناد ينادي من البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه قالت فغسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قميصه قالت عائشة لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله غير نسائه

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم ير منه في غسله ما يرى من سائر الموتى

[ 6628 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هناد بن السري حدثنا عبدة بن سليمان عن بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة قالت لما اجتمعوا لغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا بينهم فقالوا والله ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا أو نغسله وعليه ثيابه قالت فأرسل الله عليهم النوم حتى إن منهم من رجل إلا ذقنه في صدره ثم ناد مناد من جانب البيت ما يدرون ما هو أن اغسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قميصه قال فوثبوا إليه وثبة رجل واحد فغسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قميصه يصبون عليه الماء ويدلكون من وراء القميص وكان الذي أجلسه في حجره علي بن أبي طالب أسنده إلى صدره قالت فما رئي من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يرى من الميت

ذكر وصف الثياب التي كفن صلى الله عليه وسلم فيها

[ 6629 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الوليد بن شجاع حدثنا علي بن مسهر حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت غطي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة يمينة كانت لعبد الله بن أبي بكر ثم نزعت منه فكفن في ثلاثة أثواب سحول يمانية ليس فيها عمامة ولا قميص فنزع عبد الله الحلة وقال أكفن فيها ثم قال لم يكفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكفن فيها فتصدق بها

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث ضد ما ذكرناه

[ 6630 ] أخبرنا محمد بن أحمد الرقام حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف حدثنا أبو داود حدثنا هشام وعمران جميعا عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثوب نجراني وريطتين

ذكر وصف ما طرح تحت المصطفى في قبره

[ 6631 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع وغندر كلاهما عن شعبة عن أبي جمرة عن بن عباس أنه وضع في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لحد له عند الدفن

[ 6632 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عباد المكي حدثنا الدراوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب سحولية ولحد له ونصب اللبن عليه نصبا

ذكر أسامي من دخل قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث أرادوا دفنه

[ 6633 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا مجاهد بن موسى حدثنا شجاع بن الوليد حدثنا زياد بن خيثمة قال حدثني إسماعيل السدي عن عكرمة عن بن عباس قال دخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم العباس وعلي والفضل وسوى لحده رجل من الأنصار وهو الذي سوى لحود الشهداء يوم بدر

ذكر إنكار الصحابة قلوبهم عند دفن صفي الله صلى الله عليه وسلم

[ 6634 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا بشر بن هلال الصواف حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال لما كان اليوم الذي دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا

ذكر وصف قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم وقدر ارتفاعه من الأرض

[ 6635 ] أخبرنا السختياني حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم ألحد ونصب عليه اللبن نصبا ورفع قبره من الأرض نحوا من شبر
باب إخباره صلى الله عليه وسلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث
[ 6636 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ترك شيئا يكون في مقامه إلى أن تقوم الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون الرجل منه الشيء قد نسيه فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه فإذا رآه عرفه

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6637 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن حذيفة قال لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فحدثنا ما هو كائن بيننا وبين الساعة ما بي أقول لكم إني كنت وحدي لقد كان معي غيري حفظ ذاك من حفظه ونسيه من نسيه

ذكر الأخبار عن وصف قدر ذاك المقام الذي قال فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ما قال

[ 6638 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد قال حدثنا أبي قال حدثنا عزرة بن ثابت حدثنا علباء بن أحمد اليشكري حدثنا أبو زيد اسمه عمرو بن أخطب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم صعد المنبر فخطب حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المبر فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا

ذكر الإخبار عن قدر ما بقي من هذه الدنيا في جنب ما خلا منها

[ 6639 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغارب الشمس وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال من يعلم لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط قال فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط قال فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ثم قال أنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين قال فغضبت اليهود والنصارى وقالوا نحن كنا أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا قال فإنه فضلي أوتيه من أشاء

ذكر الإخبار عن قرب الساعة من النبوة بالإشارة المعلومة

[ 6640 ] أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني بالري حدثنا محمد بن عصام بن يزيد حدثنا أبي قال شعبة يحدث عن أبي التياح وقتادة وحمزة الضبي قالوا سمعنا أنس بن مالك يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعثت أنا والساعة هكذا وأشار بأصبعيه قال وكان قتادة يقول كفضل إحداهما على الأخرى قال أبو حاتم يشبه أن يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين أراد به أني بعثت أنا والساعة كالسبابة والوسطى من غير أن يكون بيننا نبي آخر لأني آخر الأنبياء وعلى أمتي تقوم الساعة

ذكر وصف الأصبعين اللذين أشار المصطفى صلى الله عليه وسلم بهما في هذا الخبر

[ 6641 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين وجمع بين السبابة والوسطى

ذكر خبر ثان يصرح بعموم هذا الخطاب الذي ذكرناه

[ 6642 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأصبعه التي تلي الإبهام والوسطى بعثت أنا والساعة هكذا

ذكر نفي المصطفى صلى الله عليه وسلم كون النبوة بعده إلى قيام الساعة

[ 6643 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا داود بن عمرو الضبي قال حدثنا حسان بن إبراهيم عن محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن المنهال بن عمرو عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي

ذكر العلة التي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول

[ 6644 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان بعسكر مكرم حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو ربيعة حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد أو أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضى الله تعالى عنه فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي رضى الله تعالى عنه فعرفه فأتاه فقال ما شأني قال خير إن النبي صلى الله عليه وسلم بعثني ببراءة فلما رجعنا انطلق أبو بكر رضى الله تعالى عنه فقال يا رسول الله مالي قال خير أنت صاحبي في الغار غير أنه لا يبلغ غيري أو رجل مني يعني عليا

ذكر وصف قراءة علي رضى الله تعالى عنه سورة براءة على الناس

[ 6645 ] أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة حدثنا علي بن زياد اللحجي حدثنا أبو قرة موسى بن طارق عن بن جريج قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أنهم حين رجعوا إلى المدينة من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر رضى الله تعالى عنه على الحج فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب الصبح فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فقال هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء فلعه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي معه فإذا علي عليها فقال له أبو بكر أمير أنت أم رسول قال لا بل رسول أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في موقف الحج فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس حتى إذا فرغ قام علي فقرأ ببراءة حتى ختمها ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس يعلمهم مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ثم كان يوم النحر فأفضنا فلما رجع أبو بكر خطب الناس فحدثهم عن إفاضتهم وعن نحرهم وعن مناسكهم فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان يوم النفر الأول قال أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون وكيف يرمون وعلمهم مناسكهم فلما فرغ قال علي فقرأ براءة على الناس حتى ختمها

ذكر الإخبار بأن أول حادثة في هذه الأمة من الحوادث قبض نبيها صلى الله عليه وسلم

[ 6646 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا حدثنا الأوزاعي قال حدثني ربيعة بن يزيد قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تزعمون أني من آخركم وفاة إني من أولكم وفاة وتتبعوني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض

ذكر البيان بأن ما وصفنا من أول الحوادث هو من أمارة إرادة الله جل وعلا الخير بهذه الأمة

[ 6647 ] أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره

ذكر الإخبار بأن أول حادثة في هذه الأمة تكون من البحرين

[ 6648 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير نحو المشرق ويقول ها إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه مشرق المدينة هو البحرين ومسيلمة منها وخروجه كان أول حادث حدث في الإسلام

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6649 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق ويقول إن الفتنة هنا إن الفتنة هنا من حيث يطلع قرن الشيطان

ذكر الإخبار عن وصف ما كان يتوقع صلى الله عليه وسلم من وقوع الفتن من ناحية البحرين

[ 6650 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الصباح البزار قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال أخبرني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن بين يدي الساعة كذابين منهم صاحب اليمامة ومنهم صاحب صنعاء العنسي ومنهم صاحب حمير ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة قال وقال أصحابي قال هم قريب من ثلاثين كذابا

ذكر البيان بأن هذه اللفظة ثلاثين كذابا إنما هي من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6651 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله حتى يفيض المال وتظهر الفتن ويكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل القتل

ذكر بيان بأن مسيلمة الكذاب كان أصحاب رسول الله يخوضون فيه في حياته صلى الله عليه وسلم

[ 6652 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني طلحة بن عبد الله بن عوف عن عياض بن مسافع قال قال أبو بكرة أكثر الناس في شأن مسيلمة الكذاب قبل أن يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد في شأن هذا الرجل الذي قد أكثرتم في شأنه فإنه كذاب من ثلاثين كذابا يخرجون قبل الدجال وإنه ليس بلد إلا يدخله رعب المسيح إلا المدينة على كل نقب من أنقابها ملكان يذبان عنها رعب المسيح

ذكر رؤيا المصطفى صلى الله عليه وسلم في مسيلمة والعنسي

[ 6653 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت في يدي سوارين من ذهب فنفختهما فطارا فأولتهما الكذابين مسيلمة والعنسي

ذكر البيان بأن مسيلمة طلب من المصطفى صلى الله عليه وسلم خلافته بعده

[ 6654 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال سمعت عمرو بن الحارث قال قال بن أبي هلال فأخبرني سعيد بن زياد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ورجل آخر عن نافع بن جبير عن بن عباس أن مسيلمة قدم في جيش عظيم حتى نزل في نخل فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول إن جعل لي محمد الأمر بعده تبعته قال فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا ثابت بن قيس بن شماس وفي يده جريدة حتى وقف عليه ثم قال لو أنك سألتني هذه ما أعطيتك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وهذا ثابت يجيبك عني وإني لأحسبك الذي رأيت فيما أريت قال بن عباس فطلب رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثنا أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا نائم أريت كأن في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إلي أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما الكذابين يخرجان بعدي العنسي صاحب صنعاء ومسيلمة صاحب اليمامة

ذكر الإخبار بأن اللذي يلي أمر الناس إلى أن تقوم الساعة يكون من قريش لا من غيرها

[ 6655 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان

ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم عن خلافة أبي بكر الصديق بعده

[ 6656 ] أخبرنا يوسف بن يعقوب المقرئ الخطيب بواسط قال حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته فأمرها أن ترجع قالت يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك يعني الموت قال إن لم تجديني فأتى أبا بكر

ذكر الإخبار بأن أبا بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم عليا الخلفاء بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وقد فعل
[ 6657 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان عن سفينة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخلافة ثلاثون سنة وسائرهم ملوك والخلفاء والملوك اثنا عشر قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن آخره ينقض أوله إذا المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبر أن الخلافة ثلاثون سنة ثم قال وسائرهم ملوك فجعل من تقلد أمور المسلمين بعد ثلاثين سنة ملوكا كلهم ثم قال والخلفاء والملوك اثنا عشر فجعل الخلفاء والملوك اثني عشر فقط فظاهر هذه اللفظة ينقض أول الخبر وليس بحمد الله ومنه كذلك ولا يجب أن يجعل حرمان توفيق الإصابة دليلا على بطلان الوارد من الأخبار بل يجب أن يطلب العلم من مظانه فيتفقه في السنن حتى يعلم أن أخبار من عصم ولم يكن ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى صلى الله عليه وسلم لا تتضاد ولا تتهاتر ولكن معنى الخبر عندنا أن من بعد الثلاثين سنة يجوز أن يقال لهم خلفاء أيضا على سبيل الاضطرار وإن كانوا ملوكا على الحقيقة وآخر الأثني عشر من الخلفاء كان عمر بن عبد العزيز فلما ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم الخلافة ثلاثين سنة وكان آخر الاثني عشر عمر بن عبد العزيز وكان من الخلفاء الراشدين المهديين أطلق على من بينه وبين الأربع الأول اسم الخلفاء وذاك أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قبضه الله إلى جنته يوم الإثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة عشرة من الهجرة واستخلف أبو بكر الصديق يوم الثلاثاء ثاني وفاته صلى الله عليه وسلم وتوفي أبو بكر الصديق ليلة الإثنين لسبع عشرة ليلة مضين من جمادي الآخرة وكان خلافته سنتين وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما ثم استخلف عمر بن الخطاب يوم الثاني من موت أبي بكر الصديق ثم قتل عمر رضى الله تعالى عنه وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربع ليال ثم استخلف عثمان بن عفان رضوان الله عليه ثم قتل عثمان وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما ثم استخلف علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقتل وكانت خلافته خمس سنين وثلاثة أشهر إلا أربعة عشر يوما فلما قتل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وذلك يوم السابع عشر من رمضان سنة أربعين بايع أهل الكوفة الحسن بن علي بالكوفة وبايع أهل الشام معاوية بن أبي سفيان بإيلياء ثم سار معاوية يريد الكوفة وسار إليه الحسن بن علي فالتقوا بناحية الأنبار فاصطلحوا على كتاب بينهم بشروط فيه وسلم الحسن الأمر إلى معاوية وذلك يوم الإثنين لخمس ليال بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وتسمي هذه السنة سنة الجماعة ثم توي معاوية بدمشق يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ستين وكانت ولايته تسع عشرة سنة وأربعة أشهر إلا ليال وكانت له يوم مات ثمان وسبعون سنة ثم ولي يزيد بن معاوية ابنه يوم الخميس في اليوم الذي مات فيه أبوه وتوفي بحوارين قرية من قرى دمشق لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين وهو بن ثمان وثلاثين سنة وكانت ولايته ثلاث سنين وثمانية أشهر إلا أياما ثم بويع ابنه معاوية بن يزيد يوم النصف من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومات يوم الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين وكانت إمارته أربعين ليلة ومات وهو بن إحدى وعشرين سنة ثم بايع أهل الشام مروان بن الحكم وبايع أهل الحجاز عبد الله بن الزبير فاستوى الأمر لمروان يوم الأربعاء لثلاث ليال خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين ومات مروان بن الحكم في شهر رمضان بدمشق سنة خمس وستين وله ثلاث وستون سنة وكانت إمارته عشرة أشهر إلا ليال ثم بايع أهل الشام عبد الملك بن مروان في اليوم الذي مات فيه أبوه ومات عبد الملك بدمشق في شوال سنة ست وثمانين وله اثنان وستون سنة ثم بايع أهل الشام الوليد ابنه يوم توفي عبد الملك ثم توفي الوليد بدمشق في النصف من جمادي الآخرة سنة ست وتسعين وكان له يوم مات ثمان وأربعون سنة وكانت إمارته تسع سنين وثمانية أشهر ثم بويع سليمان بن عبد الملك أخوه لأمه وأبيه وتوفي سليمان يوم الجمعة لعشر ليلال بقين من صفر بدابق سنة تسع وتسعين وله خمس وأربعون سنة وكانت إمارته سنتين وثمانية أشهر وخمس ليال ثم بايع الناس عمر بن عبد العزيز في اليوم الذي مات فيه سليمان وتوفي رحمه الله بدير سمعان من أرض حمص يوم الجمعة لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى ومئة وله يوم مات إحدى وأربعون سنة وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمس ليال وهو آخر الخلفاء الاثني عشر الذين خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أمته بهم

ذكر البيان بأن الملوك يطلق عليهم اسم الخلفاء في الضرورة أيضا على ما ذكرناه

[ 6658 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون من بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون وسيكون من بعدهم خلفاء يعملون مالا يعلمون ويفعلون مالا يؤمرون فمن أنكر بريء ومن أمسك سلم ولكن من رضي وتابع
[ 6659 ] أخبرناه بن سلم في عقبه قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر الأوزاعي عن الزهري وسمعه عن إبراهيم بن مرة عن الزهري فالطريقان جميعا محفوظان
ذكر الخبر المصرح بأن الأوزاعي سمع هذا الخبر عن الزهري على ما ذكرناه
[ 6660 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الوليد قال حدثني الأوزاعي قال حدثني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون ثم يكون من بعد خلفاء يعملون بما لا يعلمون ويفعلون مالا يؤمرون فمن أنكر عليهم فقد بريء ولكن من رضي وتابع

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن الخلفاء لا يكونون بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا اثنى

[ 6661 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا علي بن الجعد الجوهري قال أخبرنا زهير بن معاوية عن زياد بن خيثمة عن الأسود بن سعيد الهمداني قال سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش فلما رجع إلى منزله أتته قريش قالوا ثم يكون ماذا قال ثم يكون الهرج

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أراد بقوله يكون بعدي اثنا عشر خليفة أن الإسلام يكون عزيزا في أيامهم لا أنه أراد به نفي ما وراء هذا العدد من الخلفاء

[ 6662 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة قال فقال كلمة لم أفهمها قلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش

ذكر وصف عزة الإسلام التي ذكرناها في أيام الاثني

[ 6663 ] أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي قال حدثنا نصر بن علي بن نصر قال أخبرنا يزيد بن زريع عن بن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا ينصرون على من ناوأهم عليه إلى اثني عشرة خليفة قال ثم تكلم بكلمة أصمتنيها الناس فقلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش

ذكر خبر شنع به بعض المعطلة وأهل البدع على أصحاب الحديث حيث حرموا توفيق الإصابة لمعناه

[ 6664 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تدور رحى الإسلام على خمس وثلاثين أو ست وثلاثين فإن هلكوا فسبيل من هلك وإن بقوا بقي لهم دينهم سبعين سنة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذا خبر شنع به أهل البدع على أئمتنا وزعموا أن أصحاب الحديث حشوية يرون ما يدفعه العيان والحس ويصححونه فإن سئلوا عن وصف ذلك قالوا نؤمن به ولا نفسره ولسنا بحمد الله ومنه مما رمينا به في شيء بل نقول إن المصطفى صلى الله عليه وسلم ما خاطب أمته قط بشيء لم يعقل عنه ولا في سننه شيء لا يعلم معناه ومن زعم أن السنن إذا صحت يجب أن تروى ويؤمن بها من غير أن تفسر ويعقل معناها فقد قدح في الرسالة اللهم إلا أن تكون السنن من الأخبار التي فيها صفات الله جل وعلا التي لا يقع فيها التكييف بل على الناس الإيمان بها ومعنى هذا الخبر عندنا مما نقول في كتبنا إن العرب تطلق اسم الشيء بالكلية على بعض أجزائه وتطلق العرب في لغتها اسم النهاية على بدايتها واسم البداية على نهايتها أراد صلى الله عليه وسلم بقوله تدور رحى الإسلام على خمس وثلاثين أو ست وثلاين زوال الأمر عن بني هاشم إلى بني أمية لأن الحكمين كان في آخر سنة ست وثلاثين فلما تلعثم الأمر على بني هاشم وشاركهم فيه بنو أمية أطلق صلى الله عليه وسلم اسم نهاية أمرهم على بدايته وقد ذكرنا استخلافهم واحدا واحدا إلى أن مات عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومئة وبايع الناس في ذلك يزيد بن عبد الملك وتوفي يزيد بن عبد الملك ببلقاء من أرض الشام يوم الجمعة لخمس ليال بقين من شعبان سنة خمس ومئة وبايع الناس هشام بن عبد الملك أخاه في ذلك اليوم فولى هشام خالد بن عبد الله القسري العراق وعزل عمر بن هبيرة في أول سنة ست ومئة وظهرت الدعاة بخراسان لبني العباس وبايعوا سليمان بن كثير الخزاعي الداعي إلى بني هاشم فخرج في سنة ست ومئة إلى مكة وبايعه الناس لبني هاشم فكان ذلك تلعثم أمور بني أمية حيث شاركهم فيه بنو هاشم فأطلق صلى الله عليه وسلم نهاية أمرهم على بدايته وقال وإن بقوا بقي لهم دينهم سبعين سنة يريد على ما كانوا عليه

ذكر الإخبار عن أول نسائه لحوقا به بعده صلى الله عليه وسلم

[ 6665 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا الفضل بن موسى قال حدثنا طلحة بن يحيى بن طلحة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا قالت فكن يتطاولن أيهن أطول قالت فكان أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق

ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا على المسلمين عند كون الصحابة فيهم أو التابعين
[ 6666 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس فيقال هل فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس فيقال هل فيكم من صحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس فيقال هل فيكم من صحب من صاحبهم فيقال نعم فيفتح لهم

ذكر الإخبار عن وصف موت أم حرام بنت ملحان

[ 6667 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة يشك أيهما قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأول قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت أم حرام البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت

ذكر الإخبار عن إخراج الناس أبا ذر الغفاري من المدينة

[ 6668 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن عمه عن أبي ذر قال أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله وقال ألا أراك نائما فيه قلت بلى يا رسول الله غلبتني عيني قال فكيف تصنع إذا أخرجت منه قلت ما أصنع يا نبي الله أضرب بسيفي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك

ذكر خبر ثاني يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 6669 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا كهمس بن الحسن القيسي عن أبي السليل ضريب بن نقير القيسي قال أبو ذر جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب قال فجعل يرددها علي حتى نعست فقال يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم ثم قال يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت من المدينة قلت إلى السعة والدعة أكون حماما من حمام مكة قال كيف تصنع إذا أخرجت من مكة قلت إلى السعة والدعة إلى أرض الشام والأرض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجت منها قلت إذا والذي بعثك بالحق آخذ سيفي فأضعه على عاتقي فقال صلى الله عليه وسلم أوخير من ذلك تسمع وتطيع لعبد حبشي مجدع

ذكر الإخبار عن وصف موت أبي ذر الغفاري رحمة الله عليه

[ 6670 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا يحيى بن سليم قال حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر عن أبيه عن أم ذر قالت لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت فقال ما يبكيك فقلت مالي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض وليس عندي ثوب يسعك كفنا قال فلا تبكي وأبشري فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد هلك في قرية جماعة وأنا الذي أموت بفلاة والله ما كذبت ولا كذبت فأبصري الطريق قالت وأنى وقد ذهب الحاج وانقطعت الطرق قال اذهبي فتبصري قال فكنت أجيء إلى كثيب فأتبصر ثم أرجع إليه فأمرضه فبينما أنا كذلك إذا أنا برجال على رحالهم كأنهم الرخم فأقبلوا حتى وقفوا علي وقالوا ما لك أمة الله قلت لهم امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه قالوا من هو فقلت أبو ذر قالوا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قالت ففدوه بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه فدخلوا عليه فرحب بهم وقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا هلك في قرية وجماعة وأنا الذي أموت بفلاة أنتم تسمعون إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي لم أكن إلا في ثوب لي أو لها أنتم تسمعون إني أشهدكم أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ذلك إلا فتى من الأنصار فقال يا عم أنا أكفنك لم أصب مما ذكرت شيئا أكفنك في ردائي هذا وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي فكفنه الأنصاري في النفر الذين شهدوه منهم حجر بن الأدبر ومالك بن الأشتر في نفر كلهم يمان

ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم عن موت أبي ذر

[ 6671 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا يحيى بن سليم حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر عن أبيه عن أم ذر قالت لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت فقال ما يبكيك فقلت وما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض وليس عندي ثوب يسعك كفنا ولا يدان لي في تغييبك قال أبشري ولا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاث فيصبران ويحتسبان فيريان النار أبدا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية وجماعة فأنا ذلك الرجل والله ما كذبت ولا كذبت فأبصري الطريق فقلت أنى وقد ذهبت الحاج وتقطعت الطرق فقال اذهبي فتبصري قالت فكنت أشتد إلى الكثيب أتبصر ثم أرجع فأمرضه فبينما هو وأنا كذلك إذا أنا برجال على رحلهم كأنهم الرخم تخب بهم رواحلهم قالت فأسرعوا إلي حين وقفوا علي فقالوا يا أمة الله ما لك قلت امرؤ من المسلمين يموت فتكفنونه قالوا ومن هو قالت أبو ذر قالوا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم ففدوه بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه فقال لهم أبشروا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر رجل إلا وقد هلك في جماعة فوالله ما كذبت ولا كذبت إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لها إني أنشدكم الله أن يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا فليس من أولئك النفر أحد وقد قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار قال أنا أكفنك يا عم أكفنك في ردائي هذا وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي قال أنت فكفني فكفنه الأنصاري في النفر الذين حضروا وقاموا عليه ودفنوه في نفر كلهم يمان

ذكر البيان بأن أول فتح يكون للمسلمين بعده فتح جزيرة العرب

[ 6672 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران قال حدثنا النفيلي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال سألت نافع بن عتبة بن أبي وقاص قلت حدثني هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الدجال قال فقال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ناس من أهل المغرب أتوه ليسلموا عليه وعليهم الصوف فلما دنوت منه سمعته يقول تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الدجال فيفتحه الله عليكم

ذكر الإخبار عن فتح اليمن والشام والعراق بعده صلى الله عليه وسلم

[ 6673 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح الشام فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح العراق فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون قال الشيخ يبسون أي ينسلون

ذكر الإخبار عن فتح المسلمين الحيرة بعده
[ 6674 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله يقول مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها فقام رجل فقال هب لي يا رسول الله ابنة بقيلة فقال هي لك فأعطوه إياها فجاء أبوها فقال أتبيعها قال نعم قال بكم احتكم ما شئت قال بألف درهم قال قد أخذتها فقيل له لو قلت ثلاثين ألفا قال وهل عدد أكثر من ألف

ذكر الإخبار عن فتح المسلمين بيت المقدس بعده

[ 6675 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع بسر بن عبيد الله يحدث عن أبي إدريس الخولاني عن عوف بن مالك الأشجعي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في خباء من أدم فجلست في فناء الخباء فسلمت فرد فقال ادخل يا عوف فقلت كلي فقال كلك فدخلت فوافقته يتوضأ وضوءا مكيثا ثم قال يا عوف احفظ خلالا ستا بين يدي الساعة إحداهن موتي قال عوف فوجمت عندها وجمة شديدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل إحدى فقلت إحدى ثم قال فتح بيت المقدس ثم يظهر فيكم داء ثم استفاضة المال فيكم حتى يعطى الرجل منكم مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة تكون بينكم حتى لا يبقى بيت مؤمن إلا دخلته ثم صلح يكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون بكم فيسيرون إليكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا

ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا على المسلمين أرض بربر
[ 6676 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حرملة بن عمران عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال سمعت أبا ذر يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما قال حرملة يعني بالقيراط أن قبط مصر يسمون أعيادهم وكل مجمع لهم القيراط يقولون نشهد القيراط

ذكر الإخبار عن تقوي المسلمين بأهل المغرب على أعداء الله الكفرة

[ 6677 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا حيوة قال حدثنا أبو هانئ حميد بن هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي وعمرو بن حريث يقولان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم فإنه قوة لكم وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله يعني قبط مصر

ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا الأموال على المسلمين في هذه الأمة

[ 6678 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تصدقوا فسيأتي عليكم يوم يمر أحدكم بصدقته فلا يجد من يقبلها يقول فهلا قبل اليوم فأما اليوم فلا حاجة لي فيها

ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا على المسلمين كثرة الأموال

[ 6679 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي عبيدة بن حذيفة قال كنت أسأل عن حديث عدي بن حاتم وهو إلى جنبي لا آتيه فأسأله فأتيته فسألته فقال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث بعث فكرهته أشد ما كرهت شيئا قط فانطلقت حتى كنت في أقصى الأرض مما يلي الروم فقلت لو أتيت هذا الرجل فإن كان كاذبا لم يخف علي وإن كان صادقا اتبعته فأقبلت فلما قدمت المدينة استشرف لي الناس وقالوا جاء عدي بن حاتم جاء عدي بن حاتم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي يا عدي بن حاتم أسلم تسلم قال قلت إن لي دينا قال أنا أعلم بدينك منك مرتين أو ثلاثا ألست ترأس قومك قال قلت بلى قال ألست تأكل المرباع قال قلت بلى قال فإن ذلك لا يحل لك في دينك قال فتضعضعت لذلك ثم قال يا عدي بن حاتم أسلم تسلم فإني قد أظن أو قد أرى أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما يمعنك أن تسلم خصاصة تراها من حولي وتوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت ولتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز وليفيضن المال أو ليفيض حتى يهم الرجل من يقبل منه ماله صدقة قال عدي بن حاتم فقد رأيت الظعينة ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت وكنت في أول خيل أغارت على المدائن على كنوز كسرى بن هرمز وأحلف بالله لتجيئن الثالثة إنه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لي

ذكر الإخبار عن عرض الناس صدقة الأموال على الناس في آخر الزمان وعدم من يقبلها منهم

[ 6680 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا محمد بن مشكان قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء قال حدثنا أبو الزناد قال حدثنا الأعرج أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تكثر فيكم الأموال وتفيض حتى يهم رب المال من يقبل منه صدقته وحتى يعرضه ويقول الذي يعرض عليه لا أرب لي فيه

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم أراد به الصدقة الفريضة دون التطوع

[ 6681 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل زكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه

ذكر الإخبار عن وصف الوقت الذي يكون فيه ما وصفنا من سعة الأموال

[ 6682 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا الجريري عن أبي نضرة قال كنا عند جابر بن عبد الله قال يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أي شيء ذلك قال من قبل العجم يمنعون ذلك ثم قال يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي قلنا من أي ذلك قال من قبل الروم ثم أسكت هنية ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدا

ذكر الإخبار عن وصف بعض سعة الدنيا على المسلمين

[ 6683 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا ثور بن عمرو القيسراني حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر أنكحت قلت نعم قال اتخذتم أنماطا قلت أنى لنا أنماط قال أما إنها ستكون

ذكر الإخبار عن وصف البعض الآخر من سعة الدنيا على المسلمين

[ 6684 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن طلحة بن عمرو قال كان الرجل إذا قدم المدينة فكان له بها يعني عريف نزل على عريفه فإن لم يكن له بها عريف نزل الصفة قال فكنت فيمن نزل الصفة قال فرافقت رجلا فكان يجري علينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم مد من تمر بين رجلين فسلم ذات يوم من الصلاة فناداه رجل منا فقال يا رسول الله قد أحرق التمر بطوننا قال فمال النبي صلى الله عليه وسلم إلى منبره فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر ما لقي من قومه قال حتى مكثت أنا وصاحبي بضعة عشر يوما ما لنا طعام إلا البرير والبرير ثمر الأراك فقدمنا على إخواننا من الأنصار وعظم طعامهم التمر فواسونا فيه والله لو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكموه ولكن لعلكم تدركون زمانا أو من أدركه منكم يلبسون فيه مثل أستار الكعبة ويغدى عليهم ويراح بالجفان

ذكر البيان بأن فتح الله جل وعلا الدنيا على المسلمين إنما يكون ذلك بعقب جدب يلحقهم

[ 6685 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا مرحوم بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وأردفني خلفه ثم قال يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد حتى لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع قال الله ورسوله أعلم قال تعفف قال يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس موت شديد حتى يكون البيت بالعبد كيف تصنع قال الله ورسوله أعلم قال اصبر يا أبا ذر أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا حتى تغرق حجارة الزيت موضع بالمدينة من الدماء كيف تصنع قال الله ورسوله أعلم قال اقعد في بيتك وأغلق عليك بابك قال أرأيت إن لم أترك قال فائت من أنت منه فكن فيهم قال فآخذ سلاحي قال إذا تشاركهم فيه ولكن إن خشيت أن يروعك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه

ذكر الإخبار عن أداء العجم الجزية إلى العرب

[ 6686 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد عن يحيى عن سفيان قال حدثني الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال مرض أبو طالب فأتته قريش وأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده وعند رأسه مقعد رجل فقال أبو جهل فقعد فيه فشكوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب فقالوا إن بن أخيك يقع في آلهتنا قال ما شأن قومك يشكونك يا بن أخي قال يا عم إنما أردتهم على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية فقال وما هي قال لا إله إلا الله فقاموا فقالوا أجعل الآلهة إلها واحدا قال ونزلت ص والقرآن ذي الذكر إلى قوله إن هذا لشيء عجاب

ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا كنوز آل كسرى على المسلمين

[ 6687 ] أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة حدث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليفتحن كنز آل كسرى الأبيض أو قال في الأبيض عصابة من المسلمين

ذكر الإخبار عما تكون أحوال الناس عند فتح خزائن فارس عليهم

[ 6688 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه أن يزيد بن رباح حدثه عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم قال عبد الرحمن بن عوف نكون كما أمرنا الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتغاضون ثم تنطلقون إلى مساكين المهاجرين فتحملون بعضهم على رقاب بعض

ذكر الإخبار بأن كسرى إذا هلك يهلك ملكه به إلى قيام الساعة

[ 6689 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده أراد به بأرضه وهي العراق وقوله صلى الله عليه وسلم وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده يريد به بأرضه وهي الشام لا أنه لا يكون كسرى بعده ولا قيصر

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
[ 6690 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثني سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده أبدا وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده أبدا وأيم الله لتنفقن كنوزهما في سبيل الله

ذكر الإخبار عن حسر الفرات عن كنز الذهب الذي يقتتل الناس عليه

[ 6691 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي عليكم زمان يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون قال يا بني إن أدركته فلا تكونن ممن يقاتل عليه

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به سهيل بن أبي صالح

[ 6692 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الفضل بن موسى السيناني قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه فيقتل من كل عشرة تسعة

ذكر الزجر عن أخذ المرء من كنز الذهب الذي يحسر الفرات عنه

[ 6693 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به خبيب بن عبد الرحمن

[ 6694 ] أخبرنا أحمد بن حمدان بن موسى التستري بعبدان قال حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا عبيد بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا
[ 6695 ] حدثناه أحمد بن حمدان في عقبه قال حدثنا الأشج حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال يحسر عن جبل من ذهب

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أبو هريرة

[ 6696 ] أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا عمرو بن الحارث قال حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني محمد بن مسلم قال أخبرني إسحاق مولى المغيرة بن نوفل أن المغيرة بن نوفل أخبره عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن تل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل تسعة أعشارهم

ذكر البيان بأن القوم يقتتلون على ما وصفنا من غير أن يتمكنوا مما يقتتلون عليه

[ 6697 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا واصل بن عبد الأعلى قال حدثنا بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة قال فيجيء السارق فيقول في هذا قطعت وجيء القاتل فيقول في هذا قتلت وجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويدعونه لا يأخذون منه شيئا

ذكر الإخبار عن أمن الناس عند ظهور الإسلام في جزائر العرب

[ 6698 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد عن يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس عن خباب قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل بنصفين ويمشط بأمشاط الحديد فيما دون عظمه ولحمه فما يصرفه ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون

ذكر الإخبار عن إظهار الله الإسلام في أرض العرب وجزائرها

[ 6699 ] أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق قال حدثنا محمود بن خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا بن جابر قال سمعت سليم بن عامر يقول سمعت المقداد بن الأسود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى على الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل

ذكر الإخبار عن كون العمران وكثرة الأنهار في أراضي العرب

[ 6700 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا

ذكر البيان بأن المراد من هذا الخبر إدخال الله كلمة الإسلام بيوت المدر والوبر لا الإسلام كله

[ 6701 ] أخبرنا عبد الله بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثني الوليد بن مسلم قال حدثنا بن جابر قال سمعت سليم بن عامر يقول سمعت المقداد بن الأسود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخل عليهم كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل

ذكر الإخبار عن اتباع هذه الأمة سنن من قبلهم من الأمم

[ 6702 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب أن سنان بن أبي سنان الدؤلي وهم حلفاء بني الديل أخبره أنه سمع أبا واقد الليثي يقول وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما افتتح رسول الله مكة خرج بنا معه قبل هوازن حتى مررنا على سدرة الكفار سدرة يعكفون حولها ويدعونها ذات أنواط قلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم لتركبن سنن من قبلكم

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم سنن من قبلكم أراد به أهل الكتابين

[ 6703 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا بن أبي مريم قال حدثنا أبو غسان قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن الذين قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول اليهود والنصارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن

ذكر الإخبار عن وقوع الفتن نسأل الله السلامة منها

[ 6704 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويصبح كافر ويمسي مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا

ذكر البيان بأن الفتن التي ذكرناها قصد العرب بتوقعها دون غيرهم

[ 6705 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ويل للعرب من شر قد اقترب من فتنة عمياء صماء بكماء القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ويل للساعي فيها من الله يوم القيامة

ذكر الإخبار عن الأمارات التي تظهر قبل وقوع الفتن

[ 6706 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن خالد بن عبد الله الزبادي حدثه عن أبي عثمان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا يظهر النفاق وترفع الأمانة وتقبض الرحمة ويتهم الأمين ويؤتمن غير الأمين أناخ بكم الشرف الجون قالوا وما الشرف الجون يا رسول الله قال فتن كقطع الليل المظلم

ذكر الإخبار عن تمني المسلمين حلول المنايا بهم عند وقوع الفتن

[ 6707 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه

ذكر الإخبار عن وصف مصالحة المسلمين الروم

[ 6708 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن حسن بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ذي مخبر بن أخي النجاشي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب فيثور المسلم إلى صليبهم وهو منه غير بعيد فيدقه وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك العرب فيجتمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا

ذكر خبر قد يوهم بعض المستمعين أن حسان بن عطية سمع هذا الخبر

[ 6709 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني حسان بن عطية قال مال مكحول إلى خالد بن معدان وملنا معه فحدثنا عن جبير بن نفير أن ذا مخبر بن أخي النجاشي حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتسلمون وتغنمون حتى تنزلوا بمرج فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب ويتداولونها وصليبهم من المسلمين غير بعيد فيثور إليه رجل من المسلمين فيدقه ويثورون إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة فيأتون ملكهم فيقولون كفيناك جزيرة العرب فيجتمعون للملحمة فيأتون تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا

ذكر البيان بأن الله جل وعلا ينزع صحة عقول الناس عند وقوع الفتن

[ 6710 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا حماد بن سلمة عن يونس وثابت وحميد وحبيب عن الحسن عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون بين يدي الساعة الهرج قالوا يا رسول الله وما الهرج قال القتل قالوا أكثر مما نقتل قال إنه ليس من قتلكم المشركين ولكن قتل بعضكم بعضا قال ومعنا عقولنا قال إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان

ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من الشح عند وقوع الفتن بهم

[ 6711 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني حميد أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان وينقص العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل القتل

ذكر الإخبار عمن يكون هلاك أكثر هذه الأمة على أيديهم

[ 6712 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي على يدي غلمان سفهاء من قريش قال فقال مروان والغلمان هؤلاء

ذكر الإخبار عن وصف أقوام يكون فساد هذه الأمة على أيديهم

[ 6713 ] أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني قال حدثنا محمد بن عصام بن يزيد قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان عن سماك بن حرب عن مالك بن ظالم قال سمعت أبا هريرة يقول لمروان بن الحكم حدثني حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق إن فساد أمتي على يدي أغيلمة سفهاء من قريش

ذكر البيان بأن حدوث وقع السيف في هذه الأمة بين المسلمين يبقى إلى قيام الساعة

[ 6714 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكهم بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيهلكهم ولا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فقال يا محمد إني إذا أعطيت عطاء فلا مرد له إني أعطيتك لأمتك أن لا يهلكوا بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم ولكن ألبسهم شيعا ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يفني بعضا وبعضهم يسبي بعضا وإنه سيرجع قبائل من أمتي إلى الترك وعبادة الأوثان وإن من أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإنهم إذا وضع السيف فيهم لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة وإنه سيخرج من أمتي كذابون دجالون قريبا من ثلاثين وإني خاتم الأنبياء لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه الصواب الشرك

ذكر الإخبار بأن أول ما يظهر من نقض عرى الإسلام من جهة الأمراء فساد الحكم والحكام

[ 6715 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر قال حدثني سليمان بن حبيب عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنتقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة

ذكر الإخبار عن الأمارة التي إذا ظهرت في هذه الأمة سلط البعض منها على بعض

[ 6716 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا عثمان بن يحيى القرقساني قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد سنوطا عن خولة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض

ذكر الإخبار عن نقص العلم الذي كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم عند ظهور الفتن في أمته

[ 6717 ] أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أبو بكر قال حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا عنبسة عن يونس عن بن شهاب قال حدثني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان وينقص العلم وتظهر الفتن ويكثر الهرج قيل يا رسول الله أي هو قال القتل

ذكر الإخبار عن تقارب الأسود وظهور كثرة الكذب عند رفع العلم الذي وصفناه قبل

[ 6718 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عثمان بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة عن رسول الله قال يوشك أن لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الكذب ويتقارب الزمان وتتقارب الأسواق ويكثر الهرج قيل وما الهرج قال القتل

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم حتى يقبض العلم أراد به ذهاب من يحسن علمه صلى الله عليه وسلم لا أن علمه يرفع قبل قيام الساعة

[ 6719 ] أخبرنا أبو يعلى من كتابه قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من الناس ولكن يقبض العلماء بعلمهم حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا

ذكر خبر ثان يصرح بوصف رفع العلم الذي ذكرناه قبل

[ 6720 ] أخبرا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا بن وهب قال سمعت الليث بن سعد يقول حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال حدثني عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء يوما فقال هذا أوان يرفع العلم فقال له رجل من الأنصار يقال له لبيد بن زياد يا رسول الله يرفع العلم وقد أثبت ووعته القلوب فقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله قال فلقيت شداد بن أوس فحدثته بحديث عوف بن مالك فقال صدق عوف ألا أدلك بأول ذلك يرفع الخشوع حتى لا ترى خاشعا

ذكر الإخبار بأن الدنيا يملكها من لا حظ له في الآخرة

[ 6721 ] أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك بحران قال حدثنا عمي الوليد بن عبد الملك قال حدثنا مخلد بن يزيد عن حفص بن ميسرة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنقضي الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع

ذكر الإخبار عن خوض الناس في الأغلوطات من المسائل التي أغضي لهم عنها

[ 6722 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزالون يستفتون حتى يقول أحدهم هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله

ذكر الإخبار عما يظهر في آخر الزمان من المنتحلين للعلم والمفتين فيه من غير علم ولا استحقاق له نعوذ بالله من فتنهم

[ 6723 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب بمرو قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبي عن الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا ينزع العلم من الناس انتزاعا ينتزعه منهم بعد إذا أعطاهموه ولكن بقبض العلماء فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا يستفتونهم فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون

ذكر الإخبار عن الأمارة التي إذا ظهرت في العلماء زال أمر الناس عن سننه

[ 6724 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا يزيد بن صالح اليشكري ومحمد بن أبان الواسطي قالا حدثنا جرير بن حازم قال سمعت أبا رجاء العطاردي قال سمعت بن عباس وهو يقول على المنبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال أمر هذه الأمة موائما أو مقاربا ما لم يتكلموا في الولدان والقدر قال أبو حاتم الولدان أراد به أطفال المشركين

ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من حسن قراءة القرآن من غير عمل به

[ 6725 ] حدثنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن وفاء بن شريح عن سهل بن سعد قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقتريء فقال الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الأحمر والأبيض والأسود اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقومونه كما يقوم السهم

ذكر ما يظهر في آخر الزمان من قلة النظر في جمع المال من حيث كان

[ 6726 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي حدثا بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال بحلال أو حرام

ذكر الإخبار عن مبادرة المرء في آخى الزمان باليمين والشهادة

[ 6727 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عاصم عن خيثمة بن عبد الرحمن عن النعمان بن بشير قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم يسبق أيمانهم شهادتهم وشهادتهم أيمانهم

ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من المسابقة في الشهادات والأيمان الكاذبة

[ 6728 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا عبد الله بن محمد بن يزيد بن البراء الغنوي قال حدثنا عبد الأعلى عن هشام بن حسان عن جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم اليوم فقال أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل على اليمين لا يسألها فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد ولا يخلون أحدكم بالمرأة فإن الشيطان ثالثهما ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن

ذكر الإخبار بظهور السمن في هذا الأمة عند ظهور الكذب وعدم الوفاء فيهم

[ 6729 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن هشام البزار وعبد الواحد بن غياث قال حدثنا أبو عوانه عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الله أعلم أذكر الثالث أم لا ثم ينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويخونون ولا يؤتمنون ويفشو فيهم السمن

ذكر البيان بأن على المرء عند ظهور ما وصفنا لزوم نفسه والإقبال على شأنه دون الخوض فيما فيه الناس

[ 6730 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت يا عبد الله بن عمرو لو بقيت في حثالة من الناس قال وذاك ما هم يا رسول الله قال ذاك إذا مرجت عهودهم وأماناتهم وصاروا هكذا وشبك بين أصابعه قال فكيف بي يا رسول الله قال تعمل بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل بخاصة نفسك وتدع عوام الناس

ذكر الإخبار عن فرق البدع وأهلها في هذه الأمة

[ 6731 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة أو ثنتين وسبعين فرقة والنصارى على مثل ذلك وتتفرق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة

ذكر الإخبار عن خروج عائشة أم المؤمنين إلى العراق

[ 6732 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع وعلي بن مسهر عن إسماعيل عن قيس قال لما أقبلت عائشة مرت ببعض مياه بني عامر طرقتهم ليلا فسمعت نباح الكلاب فقالت أي ماء هذا قالوا ماء الحوأب قالت ما أظنني إلا راجعة قالوا مهلا يرحمك الله تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله بك قالت ما أظنني إلا راجعة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب

ذكر الإخبار عن خروج علي بن أبي طالب رضوان الله عليه إلى العراق

[ 6733 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الملك بن أعين عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال قال لي عبد الله بن سلام وقد وضعت رجلي في الغرز وأنا أريد العراق لا تأت أهل العراق فإنك إن أتيتهم أصابك ذباب السيف بها قال علي وايم الله لقد قالها لي رسول الله قال أبو الأسود فقلت في نفسي ما رأيت كاليوم رجلا محاربا يحدث الناس بمثل هذا

ذكر الإخبار عن قاضي الله جل وعلا وقعة الجمل بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 6734 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة

ذكر الإخبار عن قضاء الله جل وعلا وقعة صفين بين المسلمين

[ 6735 ] أخبرنا أحمد بن محمد أبو عمرو الحيري قال حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا يحيى القطان عن عوف قال حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتي فرقتان تمرق بينهما مارقة تقتلها أولى الطائفتين بالحق

ذكر الخبر الدال على أن علي بن أبي طالب كان في تلك الوقعة على الحق

[ 6736 ] أخبرنا سهل بن عبد الله بن أبي سهل بواسط قال حدثنا الفضل بن داود الطرازي قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا شعبة عن عوف عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا الفئة الباغية

ذكر الإخبار عن خروج الحرورية التي خرجت في أول الإسلام

[ 6737 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج قوم فيكم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم من صيامهم وعملكم مع عملهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية تنظر في النصل فلا ترى شيئا وتنظر في القدح فلا ترى شيئا وتنظر في الريش فلا ترى شيئا وتتمارى في الفوق

ذكر الإخبار بأن الحرورية هم من شرار الخلق عند الله جل وعلا

[ 6738 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة

ذكر الأمر بقتل الحرورية إذا خرجت تريد شق عصا المسلمين

[ 6739 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال علي إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلأن أخر من السماء أحب إلى من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإنما الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي في آخر الزمان قوم حديثوا الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم تراقيهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة

ذكر الإخبار عن خروج أهل النهروان على الإمام وشق عصا المسلمين

[ 6740 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا الحارث بن سريج النقال قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ذكر ناسا يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحليق هم من شرار الناس أو هم من شر الخلق تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق

ذكر الإخبار عن وصف الشيء الذي يستدل به على مروق أهل النهروان من الإسلام

[ 6741 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن والضحاك المشرقي أن أبا سعيد الخدري قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما إذا جاءه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال رسول الله ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قال عمر بن الخطاب يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمروقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء وهو القدح ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ومثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت

ذكر الإخبار عن قتل هذه الأمة بن ابنة المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6742 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا عمارة بن زاذان قال قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له فكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل النبي يتلثمه ويقبله فقال له الملك أتحبه قال نعم قال أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه قال نعم فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها قال ثابت كنا نقول إنها كربلاء
الإخبار عن قتال المسلمين العجم من أهل خوز وكرمان
[ 6743 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان قوما من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة

ذكر الإخبار عن قتال المسلمين أعداء الله الترك

[ 6744 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقتلوا قوما صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة

ذكر الإخبار عن وصف لباس القوم الذين وصفنا نعتهم

[ 6745 ] أخبرنا محمد بن إسحاق إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوما وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم يمشون في الشعر يريد به أنهم ينتعلونه

[ 6746 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلكم أمة ينتعلون الشعر وجوههم مثل المجان المطرقة وهي الترسة

ذكر الإخبار عن وصف الموضع الذي يكون ابتداء قتال المسلمين إياهم فيه

[ 6747 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين كأن أعينهم حدق الجراد عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة يجيئون حتى يربطوا خيولهم بالنخل

ذكر الإخبار عن وصف قتال المسلمين الترك بأرض النخل

[ 6748 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان قال حدثني مسلم بن أبي بكرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ناسا من أمتي ينزلون بحائط يسمونه البصرة عندها نهر يقال له دجلة يكون لهم عليها جسر ويكثر أهلها ويكون من أمصار المهاجرين فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء أقوام عراض الوجوه حتى ينزلوا على شاطئ النهر فيفترق أهلها على ثلاث فرق فأما فرقة فتأخذ أذناب الإبل والبرية فيهلكون وأما فرقة فيأخذون لأنفسهم ويكفرون وأما فرقة فيجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم وهم الشهداء

ذكر الإخبار عن ظهور أمارات أهل الجاهلية في المسلمين
[ 6749 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة قال معمر إن عليه الآن بيتا مبنيا مغلقا

ذكر الإخبار عن انقطاع الحج إلى البيت العتيق في آخر الزمان

[ 6750 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدثني قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت

ذكر الإخبار بأن الكعبة تخرب في آخر الزمان

[ 6751 ] أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس وعمر بن سعيد بمنبج قالا حدثنا حماد بن يحيى البلخي قال حدثنا سفيان قال حدثنا زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة السويقتين الكسائين

ذكر الإخبار عن وصف تخريب الحبشة الكعبة

[ 6752 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عبيد الله بن الأخنس قال حدثني بن أبي مليكة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه أسود أفحج يقلعها حجرا حجرا يعني الكعبة

ذكر الإخبار عن وصف العدد الذي تخرب الكعبة به

[ 6753 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا الحسن بن قزعة قال حدثنا سفيان بن حبيب عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استمتعوا من هذا البيت فإنه قد هدم مرتين ويرفع في الثالثة

ذكر الإخبار عن استحلال المسلمين الخمر والمعازف في آخر الزمان

[ 6754 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا صدقة بن خالد قال حدثنا بن جابر قال حدثنا عطية بن قيس قال حدثنا عبد الرحمن بن غنم قال حدثنا أبو عامر وأبو مالك الأشعريان سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف

ذكر الخبر المدحض قول من نفى كون الخسف في هذه الأمة

[ 6755 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن بكار بن الريان قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن محمد بن سوقة قال سمعت نافع بن جبير بن مطعم يقول حدثتني عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو جيش الكعبة حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم قالت عائشة يا رسول الله وفيهم سواهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به نافع بن جبير بن مطعم

[ 6756 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا زهير بن معاوية عن عبد العزيز بن رفيع عن بن القبطية قال انطلقت أنا وعبد الله بن صفوان والحارث بن ربيعة حتى دخلنا على أم سلمة فقالوا يا أم سلمة ألا تحدثينا عن الخسف الذي يخسف بالقوم قالت بلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم قالت قلت يا نبي الله من كان كارها قال يخسف معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على ما كان في نفسه قال عبد العزيز فقلت لأبي جعفر إنها قالت ببيداء من الأرض قال أبو جعفر والله إنها لبيداء المدينة

ذكر الخبر المصرح بأن القوم الذين يخسف بهم إنما هم القاصدون إلى المهدي في زوال الأمر عنه

[ 6757 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن مجاهد عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من قريش من أهل المدينة إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام فيبعثون إليه جيشا من أهل الشام فإذا كانوا بالبيداء خسف بهم فإذا بلغ الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصابة أهل العراق فيبايعونه وينشأ رجل من قريش أخواله من كلب فيبعث إليهم جيشا فيهزمونهم ويظهرون عليهم فيقسم بين الناس فيأهم ويعمل فيهم بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض يمكث سبع سنين

ذكر الخبر المدحض قول من نفى كون المسخ في هذه الأمة

[ 6758 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني معاوية بن صالح قال حدثني حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم قال تذاكرنا الطلاء فدخل علينا عبد الرحمن بن غنم فتذاكرنا فقال حدثني أبو مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير قال أبو حاتم اسم أبي مالك الأشعري الحارث بن مالك وقد قيل إن أبا مالك الأشعري اسمه كعب بن عاصم

ذكر الخبر المدحض قول من نفى كون القذف في هذه الأمة

[ 6759 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف

ذكر الإخبار بأن من أمارة آخر الزمان مباهاة الناس بزخرفة المساجد

[ 6760 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الله بن معاوية قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد

ذكر الإخبار بأن من أمارة آخر الزمان اشتغال الناس بحديث الدنيا في مساجدهم

[ 6761 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد حدثنا عبد الصمد بن عبد الوهاب النصري قال حدثنا أبو التقي قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله فيهم حاجة قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو التقي هذا هو أبو التقي الكبير اسمه عبد الحميد بن إبراهيم من أهل حمص وأبو التقي الصغير هو هشام بن عبد الملك اليزني وهما جميعا حمصيان ثقتان

ذكر الإخبار عما ينقص الخير في آخر الزمان

[ 6762 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين فرأيت أحدهما وأنا انتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ونزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفعها قال ينام الرجال نومة فتقبض الأمانة من قلبه فيبقى أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام الرجل نومة فتقبض الأمانة من قلبه فيبقى أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فتراه منتبرا وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا وحتى يقال للرجل ما أجلده وأطرفه وأعقله وليس في قلبه مثقال حبة خردل من خير ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعته لئن كان مؤمنا ليردنه علي دينه ولئن كان يهوديا أو نصرانيا ليردنه علي ساعيه فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا

ذكر الإخبار عن اعتداء الناس في الدعاء والطهور في آخر الزمان

[ 6763 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي عن حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء قال سمع عبد الله بن المغفل ابنا له وهو يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة قال يا بني إذا سألت فاسأل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في آخر الزمان قوم يعتدون في الدعاء والطهور

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن إحدى الروايتين اللتين تقدم ذكرنا لها وهم

[ 6764 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا كامل بن طلحة قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نعامة أن عبد الله بن المغفل سمع ابنا له يقول في دعائه اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها قال أي بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير وأبي نعامة فالطريقان جميعا محفوظان

ذكر الإخبار عن تمني المسلمين رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان

[ 6765 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليأتين على أحدكم يوم لا يراني ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله

ذكر الإخبار عما يظهر في آخر الزمان من الكذب في الروايات والأخبار

[ 6766 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا بن وهب قال أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانئ الخولاني عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وأياهم

ذكر الإخبار عن ظهور الزنى وكثرة الجهر به في آخر الزمان

[ 6767 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عثمان بن حكيم قال حدثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تتسافدوا في الطريق تسافد الحمير قلت إن ذاك لكائن قال نعم ليكونن

ذكر الإخبار عن قلة الرجال وكثرة النساء في آخر الزمان

[ 6768 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أنه قال يوما ألا أحدثكم بحديث لا يحدثكم به أحد بعدي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة أو من شرائط الساعة أن يرفع العلم ويكثر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنى ويقل الرجال وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد

ذكر الإخبار عن كثرة ما يتبع الرجال من النساء في آخر الزمان

[ 6769 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليأتين زمان يطوف الرجل بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ويرى الرجل تتبعه أربعون امرأة من قلة الرجال وكثرة النساء
ذكر الإخبار عن المطر الشديد الذي يكون في آخر الزمان الذي يتعذر الكن منه في البيوت
[ 6770 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا بسام بن يزيد النقال قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطرا لا يكن منه بيوت المدر ولا يكن منه إلا بيوت الشعر

ذكر الإخبار بأن المدينة تحاصر في آخر الزمان على أهلها وقاطنيها

[ 6771 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا بن وهب قال حدثنا جرير بن حازم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك المسلمون أن يحصروا بالمدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح

ذكر الإخبار عن انجلاء أهل المدينة عنها عند وقوع الفتن

[ 6772 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي السباع والطير

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6773 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يوسف بن يونس بن حماس عن عمه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتركن المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الكلب فيغذي على بعض سواري المسجد أو على المنبر قالوا يا رسول الله فلمن تكون الثمار ذلك الزمان قال للعوافي الطير والسباع

ذكر البيان بأن مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم يتخلى عنها الناس في آخر الزمان حتى تبقى للعوافي

[ 6774 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عمرو بن أبي عاصم النبيل قال حدثنا أبي قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثنا صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن عوف بن مالك الأشجعي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عصا وأقناء معلقة في المسجد قنو منها حشف فطعن بذلك العصا في ذلك القنو ثم قال لو شاء رب هذه الصدقة فتصدق بأطيب منها إن صاحب هذه الصدقة ليأكل الحشف يوم القيامة ثم أقبل علينا فقال أما والله يا أهل المدينة لتذرنها للعوافي هل تدرون ما العوافي قلنا الله ورسوله أعلم قال الطير والسباع

ذكر البيان بأن ستكون المدينة خيرا لأهلها من الإنجلاء عنها لو علموه

[ 6775 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد قال ويأتي على الناس زمان يدعو الرجل قريبه وحميمه إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون

ذكر الخبر الدال على أن المدينة تعمر ثانيا بعد ما وصفناه

[ 6776 ] أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال حدثنا سلم بن جنادة قال حدثنا أبي قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر قرية في الإسلام خرابا المدينة

ذكر الإخبار عن وجود كثرة الزلازل في آخر الزمان

[ 6777 ] أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق قال حدثنا محمد بن عوف قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثني أرطاة بن المنذر قال حدثني ضمرة بن حبيب قال سمعت سلمة بن نفيل السكوني قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه فقال إني غير لابث فيكم ولستم لابثين بعدي إلا قليلا وستأتوني أفنادا يفني بعضكم بضعا وبين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل

ذكر الإخبار عن نفي تغيير قلوب المؤمنين في آخر الزمان عند خروج الدجال

[ 6778 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن سراقة عن أبي عبيدة بن الجراح قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد أنذر قومه الدجال وإني أنذركموه قال فوصفه لنا وقال لعله أن يدركه بعض من رآني أو سمع كلامي قالوا يا رسول الله قلوبنا يومئذ مثلها اليوم فقال أو خير

ذكر الإخبار عن عزة الدين وإظهاره في آخر الزمان

[ 6779 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها

ذكر إنذار الأنبياء أممهم الدجال نعوذ بالله من فتنته

[ 6780 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محاضر عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن بن عمر رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الدجال وإني سأبين لكم شيئا تعلمون أنه كذلك إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإنه بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب

ذكر الإخبار عن تحذير الأنبياء أممهم فتنة المسيح نعوذ بالله منه

[ 6781 ] أخبرنا علي بن أحمد بن بسطام بالبصرة قال حدثنا عمرو بن العباس الأهوازي قال حدثنا محمد بن مروان العقيلي قال حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لم يكن نبي إلا حذر أمته الدجال وإني أنذركموه وإنه كائن فيكم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الدجال إذا خرج يكون معه المياه والطعام

[ 6782 ] أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال حدثني المغيرة بن شعبة قال ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر ما سألته فقال إنه لن يضرك قلت يا نبي الله يزعمون أن معه الأنهار والطعام قال هو أهون على الله من ذلك

ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم بن صياد بالمدينة

[ 6783 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال كنت أمشي مع رسول الله فمر بابن صياد فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني قد خبأت لك خبأ فقال هو الدخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك قال فقال عمر رضى الله تعالى عنه دعني فأضرب عنقه قال لا إن يكن الذي تخاف فلن تستطيع قتله

ذكر وصف العرش الذي كان يراه بن صياد في تلك الأيام

[ 6784 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال لقي نبي الله صلى الله عليه وسلم بن صائد ومعه أبو بكر وعمر قال وابن صائد مع الغلمان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول الله قال أتشهد أني رسول الله فقال نبي الله آمنت بالله وبرسوله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى قال أرى عرشا على الماء فقال صلى الله عليه وسلم ترى عرش إبليس على البحر قال انظر ما ترى قال أرى صادقين وكاذبين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس علي نفسه فدعاه
ذكر الإخبار عن الوقت الذي ولد فيه الدجال
[ 6785 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب أن سالم بن عبد الله أخبره أن بن عمر أخبره أن عمر انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل بن صياد حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة وقد قارب بن صياد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال رسول الله لابن صياد أتشهد أني رسول الله فقال بن صياد أتشهد أني رسول الله فرفصه رسول الله وقال آمنت بالله وبرسوله ثم قال له رسول الله ماذا ترى قال بن صياد يأتيني صادق وكاذب قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خلط عليك الأمر ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خبأت لك خبأ فقال بن صياد هو الدخ فقال له رسول الله اخسأ فلن تعدو قدرك فقال له عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقال له رسول الله إن أدركته فلن تسلط عليه وإن لم تدركه فلا خير لك في قتله قال بن شهاب قال سالم وسمعت بن عمر يقول انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها بن صياد حتى إذا دخل رسول الله النخل طفق يتقي بجذوع النخل وهو يحب أن يسمع من بن صياد شيئا قبل أن يراه بن صياد فرآه رسول الله وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة فرأت أم بن صياد رسول الله وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد فقال رسول الله لو تركتيه قال بن عمر فقام رسول الله في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني أنذركموه ما من نبي إلا قد أنذر قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلموا أنه أعور وأن الله ليس بأعور

ذكر الإخبار عن وصف الملحمة التي تكون للمسلمين مع بني الأصفر قبل خروج المسيح الدجال

[ 6786 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن حميد بن هلال عن أبي قتادة عن أسير بن جابر قال هاجت ريح ونحن عند عبد الله فغضب بن مسعود حتى عرفنا الغضب في وجهه فقال ويحك إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم ضرب بيده إلى الشام وقال عدو يجتمع للمسلمين من ها هنا فيلتقون فتشترط شرطة الموت لا ترجع إلا وهي غالبة فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفيء هؤلاء وهؤلاء وكل غير غالب وتفنى الشرطة ثم تشترط الغد شرطة الموت لا ترجع إلا وهي غالبة فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفيء هؤلاء وهؤلاء وكل غير غالب وتفنى الشرطة ثم تشترط الغد شرطة الموت في اليوم الثالث لا ترجع إلا وهي غالبة فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفيء هؤلاء وهؤلاء وكل غير غالب وفنى الشرطة ثم يلتقون في اليوم الرابع فيقاتلونهم ويهزمونهم حتى تبلغ الدماء نحر الخيل ويقتتلون حتى إن بني الأب كانوا يتعادون على مائة فيقتلون حتى لا يبقي منهم رجل واحد فأي ميراث يقسم بعد هذا وأي غنيمة يفرح بها ثم يستفتحون القسطنطينية فبينما هم يقسمون الدنانير بالترسة إذا أتاهم فزع أكبر من ذلك إن الدجال قد خرج في ذراريكم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون ويبعثون طليعة فوارس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم يومئذ خير فوارس الأرض إني لأعلم أسماءهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وألوان خيولهم

ذكر الإخبار عن وصف العلامتين اللتين تظهران عند خروج المسيح الدجال من وثاقه

[ 6787 ] أخبرنا هارون بن عيسى بن السكين ببلد الموصل قال حدثنا الفضل بن موسى مولى بني هاشم قال حدثنا عون بن كهمس قال حدثني أبي عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر أنه قال لفاطمة بنت قيس حدثيني بشيء سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثيني بشيء لم تسمعيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم نودي بالصلاة جامعة فاجتمع الناس وفزعوا قالت فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال إني لم أجمعكم لرغبة ولا لرهبة ولكن حديث حدثنيه تميم الداري زعم أنه ركب البحر في ثلاثين رجلا من لخم وجذام قال فلعب بنا البحر وربما قال لعب بنا الموج شهرا ثم قذف بنا السفية إلى جزيرة في البحر قال فخرجنا إليها فلقيتنا جارية تجر شعرها لا ندري مقبلة هي أم مدبرة قلنا ما أنت قالت أنا الجساسة قلنا أخبرينا قالت عليكم بصاحب الدير وهو يخبركم ويستخبركم قال فدخلنا عليه فإذا رجل ذكر من عظمه ما شاء الله وهو موثق إلى حبل بالحديد فقلنا من أنت قال أخبروني عما أسألكم عنه قالوا سلنا قال ما فعل نخل بيسان يطعم قلنا نعم قال يوشك أن لا يطعم ثم قال أخبروني عن عين زغر بها ماء قلنا نعم قال يوشك أن لا يكون بها ماء ثم قال أخبروني عن هذا الرجل هل خرج قالوا نعم قال إنه صادق فاتبعوه فقلنا من أنت قال أنا الدجال قال كهمس فذكر بن بريدة شيئا لم أحفظه إلا أنه قال تطوي له الأرض ويأتي على جميعهن في أربعين صباحا

ذكر العلامة الثالثة التي تظهر في العرب عند خروج الدجال من وثاقه كفانا الله وكل مسلم شره وفتنته

[ 6788 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الملك بن سليمان القرقساني قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا عمران بن سليمان القمي عن الشعبي قال سمعت فاطمة بنت قيس تقول صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أنذركم الدجال فإنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد أنذره أمته وهو كائن فيكم أيتها الأمة إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم ألا إن تميما الداري أخبرني أن بن عم له وأصحابه ركبوا بحر الشام فانتهوا إلى جزيرة من جزائره فإذ هم بدهماء تجر شعرها قالوا ما أنت قالت الجساسة أو الجاسسة قالوا أخبرينا قالت ما أنا بمخبرتكم عن شيء ولا سائلتكم عنه ولكن ائتوا الدير فإن فيه رجلا بالأشواق إلى لقائكم فأتوا الدير فإذا هم برجل ممسوح العين موثق في الحديد إلى سارية فقال من أين أنتم ومن أنت قالوا من أهل الشام قال فمن أنتم قالوا نحن العرب قال فما فعلت العرب قالوا خرج فيهم نبي بأرض تيماء قال فما فعل الناس قالوا فيهم من صدقة وفيهم من كذبه قال أما إنهم إن يصدقوه ويتبعوه خير لهم لو كانوا يعلمون ثم قال ما بيوتكم قالوا من شعر وصوف تغزله نساؤنا قال فضرب بيده على فخذه ثم قال هيهات ثم قال ما فعلت بحيرة طبرية قالوا تدفق جوانبها يصدر من أتاها فضرب بيده على فخذه ثم قال هيهات ثم قال ما فعلت عين زغر قالوا تدفق جوانبها يصدر من أتاها قال فضرب بيده على فخذه ثم قال هيهات ثم قال ما فعل نخل بيسان قالوا يؤتي جناه في كل عام قال فضرب بيده على فخذه ثم قال هيهات ثم قال أما إني لو قد حللت من وثاقي هذا لم يبق منهل إلا وطئته إلا مكة وطيبة فإنه ليس لي عليهما سبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه طيبة حرمتها كما حرم إبراهيم مكة والذي نفسي بيده ما فيها نقب في سهل ولا جبل إلا وعليه ملكان شاهرا السيف يمنعان الدجال إلى يوما القيامة
[ 6789 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أحمد بن يحيى بن حميد الطويل عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم مسرعا فصعد المنبر فنودي في الناس الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال أيها الناس إني لم أدعكم لرغبة ولا لرهبة نزلت ولكن تميما الداري أخبرني أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا البحر فقذفتهم الريح إلى جزيرة من جزائر البحر فإذا هم بدابة لا يدري أذكر هو أم أنثى من كثرة الشعر فقالوا من أنت قالت أنا الجساسة قالوا أخبرينا قالت ما أنا بمخبرتكم ولا مستخبرتكم ولكن ها هنا من هو فقير إلى أن يخبركم وإلى أن يستخبركم فأتوا الدير فإذا برجل مرير مصفد بالحديد فقال من أنتم قالوا نحن العرب قال هل بعث النبي قالوا نعم قال فهل تبعته العرب قالوا نعم قال ذلك خير لهم قال ما فعلت فارس قالوا لم يظهر عليها قال أما إنه سيظهر عليها ثم قال ما فعلت عين زغر قالوا تدفق ملأى قال فما فعل نخل بيسان قالوا قد أطعم أوائله فوثب عليه وثبة حتى خشينا أن سيغلب فقلنا من أنت قال أنا الدجال أما إني سأطأ الأرض كلها إلا مكة وطيبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشروا معشر المسلمين هذه طيبة لا يدخلها

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من المبادرة بالأعمال الصالحة قبل خروج المسيح نعوذ بالله منه
[ 6790 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن زياد بن رياح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالعمل ستا الدجال والدخان ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها وأمر العامة وخويصة أحدكم

ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور للأشياء المتوقعة قبل خروج المسيح ليس بعدد لم يرد به النفي عما وراءه

[ 6791 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة قال حدثنا الفرات القزاز قال سمعت أبا الطفيل يحدث عن حذيفة بن أسيد قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن تحتها إذا أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تتذاكرون قلنا نذكر الساعة قال فإنها لا تكون حتى يكون بين يديها عشر آيات طلوع الشمس من مغربها والدجال والدخال وعيسى بن مريم والدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من موضع كذا قال أحسبه قال نقيل معهم حيث قالوا وتنزل معهم حيث ينزلون قال شعبة وحدثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد مثله ولم يرفعه

ذكر الإخبار عن الموضع الذي يخرج من ناحية الدجال

[ 6792 ] أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم قال حدثنا محمد بن مسلم بن وارة قال حدثنا محمد بن سعيد بن سابق قال حدثنا عمرو بن أبي قيس عن مطرف عن الشعبي عن بلال بن أبي هريرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج الدجال من هاهنا وأشار نحو المشرق قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قول أبي هريرة وأشار نحو المشرق أراد به البحرين لأن البحرين مشرق المدينة وخروج الدجال يكون من جزيرة من جزائرها لا من خراسان والدليل على صحة هذا أنه موثق في جزيرة من جزائر البحر على ما أخبر تميم الداري وليس بخراسان بحر ولا جزيرة

ذكر الإخبار عن السبب الذي يكون خروج المسيح به

[ 6793 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا روح بن أسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب وعبيد الله بن عمر عن نافع أن بن عمر رأى بن صائد في سكة من سكك المدينة فسبه بن عمر ووقع فيه فانتفخ حتى سد الطريق فضربه بن عمر بعصا فسكن حتى عاد فانتفخ حتى سد الطريق فضربه بن عمر بعصا معه حتى كسرها عليه فقالت له حفصة ما شأنك وشأنه ما يولعك به أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه رؤية حفصة بن عمر وضربه حيث كان يضرب المسيح بالعصا كان ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر الإخبار عن العلامة التي يعرف بها الدجال عنه خروجه

[ 6794 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن بين عينيه مكتوب ك ف ر يقرؤه كل مؤمن من أمي وكاتب يعني الدجال

ذكر الإخبار عن وصف عين الدجال التي هي العوراء من عينيه

[ 6795 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن حبيب بن الزبير عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الرحمن بن أبزى عن عبد الله بن خباب عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الدجال عينه خضراء كزجاجة وتعوذوا بالله من عذاب القبر

ذكر الإخبار عن وصف خلقة الدجال ومن كان يشبه من هذه الأمة

[ 6796 ] أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن سماك عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدجال فقال أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة أشبه الناس بعبد العزى بن قطن فإن هلك الهلك فإن ربكم ليس بأعور

ذكر الإخبار عن فرار الناس من المسيح عند ظهوره

[ 6797 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا مجاهد بن موسى المخرمي قال حدثنا مكي بن إبراهيم قال حدثنا بن جريج عن أبي الزبير قال سمعت جابرا يقول حدثتني أم شريك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليفرن الناس من الدجال في الجبال قالت أم شريك يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم قليل
ذكر الإخبار عن تبع الدجال نعوذ بالله من شرهم
[ 6798 ] أخبرنا محمد بن الحسين بن الخليل قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة

ذكر الإخبار عن بعض الفتن التي يبتلي الله جل وعلا البشر بكونه مع المسيح

[ 6799 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن مغيرة عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش قال اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال حذيفة أنا أعلم بما مع الدجال منه إن معه نهرا من نار ونهرا من ماء فالذي يرون أنه نار ماء والذي يرون أنه ماء نار فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذي يرى أنه نار فإنه سيجده ماء قال أبو مسعود هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر أبي مسعود الذي ذكرناه

[ 6800 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا جرير عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال قلت يا رسول الله بلغني أن مع الدجال جبال الخبز وأنهار الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أهون على الله من ذلك قال المغيرة فكنت من أكثر الناس سؤالا عنه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالذي يضرك قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه إنكار المصطفى صلى الله عليه وسلم على المغيرة بأن مع الدجال أنهار الماء ليس يضاد خبر أبي مسعود والذي ذكرناه لأنه أهون على الله من أن يكون معه نهر الماء يجري والذي معه يرى أنه ماء ولا ماء من غير أن يكون بينهما تضاد

ذكر الإخبار عن البعض الآخر من الفتن التي تكون مع الدجال

[ 6801 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن أبا سعيد الخدري حدثه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال فيما حدثنا يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل أنقاب المدينة فيخرج إليه رجل وهو خير الناس يومئذ أو من خيرهم فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر فيقولون لا فيسلط عليه فيقتله ثم يحيه فيقول حين يحيى والله ما كنت بأشد بصيرة فيك مني الآن فيريد قتله الثانية فلا يسلط عليه قال معمر يرون أن أهل الرجل الذي يقتله الدجال ثم يحييه الخضر

ذكر الخبر الدال على أن الدجال لا يفتتن به كل الناس ولا يزيل الإمامة عمن كانت له إلى نزول عيسى بن مريم

[ 6802 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي عن بن شهاب أن نافع بن أبي نافع مولى أبي قتادة أخبره أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا نزل بن مريم فيكم وإمامكم منكم

ذكر الإخبار عن نفي دخول الدجال حرم الله جل وعلا

[ 6803 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها فينزل السبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات يخرج إليه كل كافر ومنافق

ذكر الإخبار عن نفي دخول الدجال مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6804 ] أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي قال حدثنا أحمد بن سنان قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يدخلها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله تعالى

ذكر الإخبار عن وصف عدد الملائكة التي تحرس حرم المصطفى صلى الله عليه وسلم عن دخول الدجال إياها

[ 6805 ] أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال حدثنا مسروق بن المرزبان قال حدثنا أبي عن مسعر بن كدام عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل المدينة رعب المسيح لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان

ذكر الإخبار عن ظهور أهل المدينة على من يكون مع الدجال في ذلك الزمان

[ 6806 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقاتلكم اليهود فتنظرون عليهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي وارائي فاقتله

ذكر الإخبار عن العلامة التي بها يعرف نجاة المرء من فتنة الدجال

[ 6807 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن حذيفة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الدجال فقال لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال إنها ليست من فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا تتضع لفتنة الدجال فمن نجا من فتنة ما قبلها نجا منها وإنه لا يضر مسلما مكتوب بين عينيه كافر مهجاة ك ف ر

ذكر البيان بأن تميم هم أشد هذه الأمة على الدجال نعوذ بالله من شر الدجال

[ 6808 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم منهم سبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان على بعضهم رقبة من بني إسماعيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها فإنها من ولد إسماعيل وجاءته صدقات بني تميم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومنا وسمعته يقول هم أشد أمتي على الدجال

ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا على المسلمين عند قتالهم الدجال

[ 6809 ] أخبرنا علي بن حمدون بن هشام قال حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقاتلون جزيرة العرب فيفتحه الله عليكم وتقاتلون فارس فيفتحه الله عليكم ثم تقاتلون الدجال فيفتحه الله عليكم

ذكر الإخبار عن البلد الذي يهلك الله جل وعلا الدجال به

[ 6810 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي المسيح من قبل المشرق وهمته المدينة حتى ينزل عند أحد ثم يغدو قبل الشام وهناك يهلك

ذكر الإخبار عن قاتل المسيح ووصف الموضع الذي يقتله فيه

[ 6811 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب أنه سمع عبد الله بن ثعلبة الأنصاري يحدث عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف قال سمعت عمي مجمع بن جارية يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقتل بن مريم الدجال بباب لد

ذكر قدر مكث الدجال في الأرض عند خروجه من وثاقه

[ 6812 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا صالح بن عمر قال حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه قال سمعت أبا هريرة يقول أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق حدثنا رسول الله أبو القاسم الصادق المصدوق إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة فيبلغ ما شاء الله من الأرض في أربعين يوما الله أعلم ما مقدارها الله أعلم ما مقدارها مرتين وينزل الله عيسى بن مريم فيؤمهم فإذا رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده قتل الله الدجال وأظهر المؤمنين قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه في هذا الخبر فيؤمهم أراد به فيأمرهم بالإمامة إذا العرب تنسب الفعل إلى الآمر كما تنسبه إلى الفاعل كما ذكرنا في غير موضع من كتبنا

ذكر ذوبان الدجال عند رؤيته عيسى بن مريم قبل قتله إياه

[ 6813 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو ثور قال حدثنا معلى بن منصور قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعمال أو بدابق فيخرج إليهم جيش من أهل المدينة هم خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلو بيننا وبين الذي سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لانخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ثم يقتل ثلثهم وهم أفضل الشهداء عند الله وفتتح ثلث فيفتتحون القسطنطينية فبينما هم يقسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهاليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاؤوا الشام خرج يعني الدجال فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فإذا رآه عدو الله يذوب كما يذوب الملح ولو تركوه لذاب حتى يهلك ولكنه يقتله الله بيده فيريهم دمه بحربته

ذكر الإخبار عن وصف الأمن الذي يكون في الناس بعد قتل بن مريم الدجال

[ 6814 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هاشم قال حدثني أبي عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأنبياء إخوة لعلات وأمهاتهم شتى وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم وإنه نازل فاعرفوه فإنه رجل ينزع إلى الحمرة والبياض كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلة وإنه يدق الصليب ويقتل الخنزير ويفيض المال ويضع الجزية وإن الله يهلك في زمانه الملل كلها غير الإسلام ويهلك الله المسيح الضال الأعور الكذاب ويلقي الله الأمنة حتى يرعى الأسد مع الإبل والنمر مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان مع الحيات لا يضر بعضهم بعضا

ذكر الإخبار عما يفعل عيسى بن مريم بمن نجاه الله من فتنة المسيح

[ 6815 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق قال حدثنا الوليد بن عتبة قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا بن جابر عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيسى بن مريم يأتي قوما قد عصمهم الله من الدجال فيمسح وجوههم بدرجاتهم في الجنة

ذكر الإخبار عن رفع التباغض والتحاسد والشحناء عند نزول عيسى بن مريم صلوات الله عليه

[ 6816 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عمرو بن محمد العنقزي قال حدثنا ليث بن سعد عن المقبري عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لينزلن بن مريم حكما عادلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وليضعن الجزية ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد

ذكر البيان بأن نزول عيسى بن مريم من أعلام الساعة

[ 6817 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن عاصم عن أبي رزين عن أبي يحيى مولى بن عفراء عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وإنه لعلم للساعة قال نزول عيسى بن مريم من قبل يوم القيامة

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن خبر عمرو بن محمد الذي ذكرناه وهم

[ 6818 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما مقسطا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه سمع هذا الخبر ليث بن سعد عن سعيد المقبري عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة وسمعه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة فالطريقان جميعا محفوظان

ذكر البيان بأن إمام هذه الأمة عند نزول عيسى بن مريم يكون منهم دون أن يكون عيسى إمامهم في ذلك الزمان

[ 6819 ] أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء لتكرمة الله هذه الأمة

ذكر الإخبار بأن عيسى بن مريم يحج البيت العتيق بعد قتله الدجال

[ 6820 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا عبيد الله عن الزهري عن حنظلة بن علي الأسلمي عن أبيه هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليهلن بن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما

ذكر البيان بأن عيسى بن مريم إذا نزل يقاتل الناس على الإسلام

[ 6821 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأنبياء كلهم إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم إنه ليس بيني وبينه نبي وإنه نازل إذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسد مع الإبل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون صلوات الله عليه

ذكر الإخبار عن قدر مكث عيسى بن مريم في الناس بعد قتله الدجال

[ 6822 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا الحسن بن موسى الأشيب قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن أبي صالح عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما يبكيك قالت يا رسول الله ذكرت الدجال قال فلا تبكين فإن يخرج وأنا حي أكفيكموه وإن مت فإن ربكم ليس بأعور وإنه يخرج معه اليهود فيسير حتى ينزل بناحية المدينة وهي يومئذ لها سبعة أبواب على كل باب ملكان فيخرج إليه شرار أهلها فينطلق حتى يأتي لد فينزل عيسى بن مريم فيقتله ثم يلبث عيسى في الأرض أربعين سنة أو قريبا من أربعين سنة إماما عدلا وحكما مقسطا

ذكر البيان بأن خروج المهدي إنما يكون بعد ظهور الظلم والجور في الدنيا وغلبهما على الحق والجد

[ 6823 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عوف قال حدثنا أبو الصديق عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تمتليء الأرض ظلما وعدوانا ثم يخرج رجل من أهل بيتي أو عترتي فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا

ذكر الإخبار عن وصف اسم المهدي واسم أبيه ضد قول من زعم أن المهدي عيسى بن مريم

[ 6824 ] أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال حدثنا بن مهدي عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملؤها قسطا وعدلا

ذكر البيان بأن المهدي يشبه خلقه خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6825 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا علي بن المنذر قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا عثمان بن شبرمة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج رجل من أمتي يواطىء اسمه اسمي وخلقه خلقي فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا

ذكر الإخبار عن وصف المدة التي تكون للمهدي في آخر الزمان

[ 6826 ] أخبرنا محمد بن علي بن العباس المروزي بالبصرة قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن مطر الوراق عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي أقنى يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما يملك سبع سنين أبو الصديق اسمه بكر بن قيس الناجي

ذكر الموضع الذي يبايع فيه المهدي

[ 6827 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال سمعت بن أبي ذئب يذكر عن سعيد بن سمعان أنه سمع أبا هريرة يحدث أبا قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبايع لرجل بين الركن والمقام ولن يستحل هذا البيت إلا أهله فإذا استحلوه فلا تسل عن هلكة العرب ثم تظهر الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا وهم الذين يستخرجون كنزه

ذكر الإخبار عن كثرة خلق الله جل وعلا النسل من أولاد يأجوج ومأجوج

[ 6828 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفا من الذرية وإن من ورائهم أمما ثلاثة منسك وتأويل وتاريس لا يعلم عددهم إلا الله

ذكر الإخبار بأن يأجوج ومأجوج محاصرون إلى وقت يأذن الله جل وعلا بخروجهم

[ 6829 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن قتادة أن أبا رافع حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحفرون في كل يوم حتى يكادوا أن يروا شعاع الشمس فيقولون نرجع إليه غدا فيرجعون وهو أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس قالوا نرجع إليه غدا إن شاء الله فيرجعون إليه كهيئة ما تركوه فيحفرونه فيخرجون على الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفر الناس منهم إلى حصونهم

ذكر الإخبار عن وصف الفتنة التي يبتلي الله عباده بها عند خروج يأجوج ومأجوج

[ 6830 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ثم الظفري عن محمود بن لبيد أحد بني عبد الأشهل عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تفتح يأجوج ومأجوج ويخرجون على الناس كما قال الله وهم من كل حدب ينسلون وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى إن بعضهم ليمر بذلك النهر فيقول قد كان هاهنا ماء مرة حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا في حصن أو مدينة قال قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم بقي أهل السماء قال ثم يهز أحدهم حربته ثم يرمي بها إلى السماء فترجع إليهم خضبة دما للبلاء والفتنة فبينما هم على ذلك يبعث الله دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقهم فيصبحون موتى حتى لا يسمع لهم حس فيقول المسلمون ألا رجل يشري لنا نفسه فينظر ما فعل هؤلاء العدو فيتجرد رجل منهم لذلك محتسبا لنفسه على أن مقتول فيجدهم موتى بعضهم على بعض فينادي يا معشر المسلمين ألا أبشروا فإن الله قد كفاكم عدوكم فيخرجون عن مدائنهم وحصونهم ويسرحون مواشيهم

ذكر الإخبار بأن ردم يأجوج ومأجوج قد فتح منه الآن الشيء اليسير

[ 6831 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيب قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج وحلق بيده عشرة قال قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث

ذكر الإخبار عن نفي انقطاع الحج بعد خروج يأجوج ومأجوج

[ 6832 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خرج يأجوج ومأجوج

ذكر الإخبار عن تتابع الآيات وتواترها إذا ظهرت في الأرض أوائلها

[ 6833 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا أبي قال حدثنا هشام بن حسان عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج الآيات بعضها على بعض تتابعن كما تتتابع الخرز

ذكر البيان بأن الفتن إذا وقعت والآيات إذا ظهرت كان في خللها طائفة على الحق ابدا

[ 6834 ] أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصفهاني قال حدثنا محمد بن عصام بن يزيد قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة بن الحجاج عن معاوية بن قرة قال سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6835 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث بت سعد عن بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال على هذا الأمر عصابة على الحق لا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك

ذكر الإخبار عن وصف الطائفة المنصورة التي تكون على الحق إلى أن تأتي الساعة

[ 6836 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن يزيد بن أبي حبيب حدثه أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه أنه كان عند مسلمة بن مخلد وعنده عبد الله بن عمرو فقال عبد الله لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم فبينا هم كذلك أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة يا عقبة اسمع ما يقول عبد الله فقال عقبة هو أعلم وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك فقال عبد الله ثم يبعث الله ريحا ريحها ريح المسك ومسها مس الخز فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6837 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا شعبة عن سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الدين يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة

ذكر الإخبار عن نفي قبول الإيمان في الابتداء بعد طلوع الشمس من مغربها

[ 6838 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت آمن الناس كلهم أجمعون فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا

ذكر الإخبار عن خروج النار التي تخرج قبل قيام الساعة

[ 6839 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تخرج نار تضيء لها أعناق الإبل ببصرى

ذكر الإخبار عن وصف سير النار التي تخرج في آخر الزمان

[ 6840 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا مجاهد بن موسى قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبي جعفر عن رافع بن بشر السلمي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن تخرج نار من حبس تسير سير بطيئة الإبل تسير بالنهار وتكمن بالليل يقال غدت النار أيها الناس فاغدوا قالت النار أيها الناس فقيلوا راحت النار أيها الناس فروحوا من أدركته أكلته

ذكر الإخبار عن الموضع الذي يكون منتهى سير النار التي ذكرناها إليه

[ 6841 ] أخبرنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك ببغداد قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت الأعمش يحدث عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن حبيب بن حماز عن أبي ذر قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا ذا الحليفة وتعجلت رجال إلى المدينة فباتوا بها فلما أصبح سأل عنهم فقيل تعجلوا إلى المدينة فقال تعجلوا إلى المدينة والنساء أما إنهم سيتركونها أحسن ما كانت وقال للذين تخلفوا معه معروفا ثم قال ليت شعري متى تخرج نار من اليمن من جبل الوراق تضيء لها أعناق الإبل وهي تنزل ببصرى كضوء النهار قال علي بصري بالشام

ذكر الإخبار عن تقارب الزمان قبل قيام الساعة

[ 6842 ] أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران قال حدثنا النفيلي قال حدثنا زهير بن حرب بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة أو الخوصة

ذكر الخصال التي يتوقع كونها قبل قيام الساعة

[ 6843 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا سفيان بن عيينة عن فرات القزاز أنه سمع أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر فقال ماذا كنتم تتذاكرون قلنا كنا نتذاكر الساعة فقال إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات الدجال والدخال وعيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها وثلاث خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن أو عدن أو اليمن تطرد الناس إلى المحشر

ذكر أمارة يستدل بها على قيام الساعة

[ 6844 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني زفر بن عبد الرحمن بن أردك عن محمد بن سليمان بن والبة عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون الأمين ويؤتمن الخائن ويهلك الوعول وتظهر التحوت قالوا يا رسول الله وما الوعول والتحوت قال الوعول وجوه الناس وأشرافهم والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم قال أبو حاتم سمع سعيد بن جبير أبا هريرة وهو بن عشر سنين إذا ذاك

ذكر البيان بأن الساعة تقوم والناس في أسواقهم وأشغالهم

[ 6845 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا محمد بن مشكان قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء قال حدثنا أبو الزناد قال حدثنا الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقومن الساعة وثوبهما بينهما لا يطويانه ولا يتبايعانه ولتقومن الساعة وقد انصرف بلبن لقحته لا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يلوط حوضه لا يسقيه ولتقومن الساعة ورفع لقمته إلى فيه لا يطعمها

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6846 ] أخبرنا علي بن عبد الحميد الغضائري بحلب والبجيري بصغد قالا حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثني ميسور عن أبي الحارث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقوم الساعة على رجلين بينهما ثوب يتبايعانه فلا هما ينشرانه ولا هما يطويانه وتقوم الساعة على رجل وفي فيه لقمة فلا هو يسيغها ولا هو يلفظها قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه أبو الحارث هذا هو محمد بن زياد وميسور هو بن عبد الرحمن

ذكر البيان بأن من أدرك الساعة وهو حي كان من شرار الناس

[ 6847 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد

ذكر الإخبار عن وصف الناس الذين يكون قيام الساعة على رؤوسهم

[ 6848 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا نوح بن حبيب قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة على أحد يقول لا إله إلا الله

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبد الرزاق

[ 6849 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله

ذكر الإخبار عن وصف من يكون قيام الساعة عليهم

[ 6850 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن مهدي قال حدثنا شعبة عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس

ذكر العلة التي من أجلها تقوم الساعة على شرار الناس

[ 6851 ] أخبرنا عبد الملك بن محمد بن إبراهيم أبو الوليد بصيدا حدثنا إسحاق حدثنا جنادة بن محمد المري حدثنا بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستنتقون كما ينقى التمر من حثالته

ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم من يبقى في آخر الزمان بحثالة التمر

[ 6852 ] أخبرنا الخليل بن محمد بن بنت تميم بن المنتصر قال حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري قال حدثنا خالد بن عبد الله عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن مرداس الأسلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقبض الصالحون أسلافا وفنى الصالحون الأول فالأول حتى لا يبقى إلا مثل حثالة التمر والشعير لا يبالي الله بهم

ذكر الإخبار عن وصف الريح التي تجيء تقبض أرواح الناس في آخر الزمان

[ 6853 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الغفار بن عبد الله قال حدثنا علي بن مسهر عن سعد بن طارق عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تبعث ريح حمراء من قبل اليمن فيكفت الله بها كل نفس تؤمن بالله واليوم الآخر وما ينكرها الناس من قلة من يموت فيها مات شيخ في بني فلان وماتت عجوز في بني فلان ويسرى على كتاب الله فيرفع إلى السماء فلا يبقى في الأرض منه آية وتقيء الأرض أفلاذ كبدها من الذهب والفضة ولا ينتفع بها بعد ذلك اليوم يمر بها الرجل فيضربها برجله ويقول في هذه كان يقتتل من كان قبلنا وأصبحت اليوم لا ينتفع بها قال أبو هريرة وإن أول قبائل العرب فناء قريش والذي نفسي بيده أوشك أن يمر الرجل على النعل وهي ملقاة في الكناسة فيأخذها بيده ثم يقول كانت هذه من نعال قريش في الناس