كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين إلى النهاية
ذكر أبي بكر بن أبي قحافة الصديق رضوان الله عليه ورحمته وقد فعل
[ 6854 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر حدثنا عبد الله بن الصباح العطار حدثنا معتمر بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأني أعطيت عسا مملوءا لبنا فشربت منه حتى تملأت فرأيتها تجري في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت منها فضلة فأعطيتها أبا بكر قالوا يا رسول الله هذا علم أعطاكه الله حتى إذا تملأت منه فضلت فضلة فأعطيتها أبا بكر فقال صلى الله عليه وسلم قد أصبتم

ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يتخذ الصديق خليلا

[ 6855 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبرأ إلى كل خليل من خله ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن ود إخاء وإيمان وإن صاحبكم خليل الله قال سفيان يعني نفسه

ذكر إثبات المصطفى صلى الله عليه وسلم الأخوة والصحبة لأبي بكر رضوان الله عليه

[ 6856 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا بن مهدي عن شعبة عن إسماعيل بن رجاء عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب من مسجده خلا باب أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه

[ 6857 ] أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم حدثنا أبو معمر القطيعي حدثنا أبو سفيان المعمري عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر رضى الله تعالى عنه

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم ما انتفع بمال أحد ما انتفع بمال أبي بكر رضوان الله عليه

[ 6858 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر فبكى أبو بكر رضى الله تعالى عنه وقال ما أنا ومالي إلا لك

ذكر عدد ما أنفق أبو بكر رضى الله تعالى عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم من المال

[ 6859 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا أبو زرعة الرازي حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أنفق أبو بكر رضى الله تعالى عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين ألفا

ذكر البيان بأن أبا بكر رضى الله تعالى عنه كان من أمن الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم بماله ونفسه

[ 6860 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في مرضه الذي مات في عاصبا رأسه فجلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنه ليس من الناس أحد أمن علي بنفسه وماله من بن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لأتخذت أبا بكر ولكن خلة الإسلام سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر فيه دليل على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر إذا المصطفى صلى الله عليه وسلم حسم عن الناس كلهم أطماعهم في أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر بقوله سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر رضى الله تعالى عنه

ذكر البيان بأن أبا بكر رضى الله تعالى عنه كان من أمن الناس على المصطفى صلى الله عليه وسلم بصحبته

[ 6861 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا علي بن المديني حدثنا معن بن عيسى حدثنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر

ذكر البيان بأن أبا بكر الصديق رضى الله تعالى عنه كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 6862 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن عمر بن الخطاب قال كان أبو بكر أحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان خيرنا وسيدنا

ذكر البيان بأن أبا بكر الصديق رضى الله تعالى عنه أول من أسلم من الرجال

[ 6863 ] أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد حدثنا شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال أبو بكر الصديق ألست أحق الناس بهذا الأمر ألست أول من أسلم ألست صاحب كذا ألست صاحب كذا

ذكر السبب الذي من أجله سمي أبو بكر رضى الله تعالى عنه عتيقا

[ 6864 ] أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي وعمر بن سعيد بن سنان قالا حدثنا حامد بن يحيى حدثنا سفيان عن زياد بن سعد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال كان اسم أبي بكر عبد الله بن عثمان فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت عتيق الله من النار فسمي عتيقا

ذكر تسمية النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر بن أبي قحافة رضى الله تعالى عنه صديقا

[ 6865 ] أخبرنا أبو خليفة حدثا علي بن المديني حدثنا يزيد بن زريع حدثني سعيد بن أبي عروبة حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدا فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان رضى الله تعالى عنهم فرجف بهم فضربه نبي الله صلى الله عليه وسلم برجله وقال اثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان

ذكر البيان بأن أبا بكر رضى الله تعالى عنه يدعى يوم القيامة من جميع أبواب الجنة إلى الجنة لأخذه الحظ الوافر من كل طاعة في الدنيا

[ 6866 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان فقال أبو بكر يا رسول الله بأبي أنت وأمي هل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم وأرجو أن تكون منهم

ذكر ترحيب أهل الجنة بأبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه ودعوة كل واحد منهم عند دخوله الجنة

[ 6867 ] أخبرنا الوليد بن بنان بواسط حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر السالمي حدثنا بن أبي فديك عن رباح بن أبي معروف عن قيس بن سعد عن مجاهد عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة رجل فلا يبقى أهل دار ولا أهل غرفة إلا قالوا مرحبا مرحبا إلينا إلينا فقال أبو بكر يا رسول الله ما توى على هذا الرجل في ذلك اليوم قال أجل وأنت هو يا أبا بكر

ذكر صحبة أبي بكر رضى الله تعالى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة

[ 6868 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشيا فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قبل أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي فقال بن الدغنة إن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم تصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلدك فارتحل بن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف بن الدغنة في كفار قريش وقال إن أبا بكر لا يخرج مثله وتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فأنفذت قريش جوار بن الدغنة وأمنوا أبا بكر رضى الله تعالى عنه وقالت لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره ما شاء وليصل فيها ما شاء وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره ففعل ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه وتقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنا قد أجرنا لك أبا بكر على أن يعبد الله في داره وإنه جاوز ذلك وابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن بالصلاة والقراءة وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد الله في داره فعل وإن أبي إلا أن يعلن ذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر بالاستعلان فأتى بن الدغنة أبا بكر فقال يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عقد رجل عقدت له قال أبو بكر فإني أرد إليه جوارك وأرضى بجوار الله ورسوله الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين قد أريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لا بتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر رضى الله تعالى عنه مهاجرا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي قال أبو بكر وترجو ذلك بأبي أنت قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبته وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر قالت عائشة فبنا نحن جلوس بوما في بيتنا في نحر الظهيرة إذ قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل مقنع في ساعة لم يكن يأتينا فيها قال أبو بكر فداه أبي وأمي إن جاء به في هذه الساعة لأمر قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فدخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل لأبي بكر أخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أذن لي في الخروج قال أبو بكر فالصحبة بأبي أنت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال أبو بكر بأبي أنت يا رسول الله فخذ إحدى راحلتي هاتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن قالت عائشة فجهزناهما أحث الجهاز ووضعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها وأوكت به الجراب فلذلك كانت تسمى ذات النطاق ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في غار في جبل يقال له ثور فمكثا فيه ثلاث ليال

ذكر البيان بأن أبا بكر الصديق رضى الله تعالى عنه حيث صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار لم يكن معهما من البشر ثالث

[ 6869 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عفان حدثنا همام عن ثابت عن أنس بن مالك عن أبي بكر قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم لو أن أحدهم نظر تحت قدمه لأبصرنا من تحت قدمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ظنك باثنين الله ثالثهما

ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضى الله تعالى عنه في هجرته لا تحزن إن الله معنا

[ 6870 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه لعازب مر البراء فليحمله إلى أهلي فقال له عازب لا حتى تحدثني كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم فقال ارتحلنا من مكة فأحيينا ليلتنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة رميت ببصري هل نرى ظلا نأوي إليه فإذا أنا بصخرة فانتهيت إليها فإذا بقية ظلها فسويته ثم فرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلت اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم ذهب أنظر هل أرى من الطلب أحدا فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أريد يعني الظل فسألته فقلت لمن أنت يا غلام قال الغلام لفلان رجل من قريش فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم فقلت هل أنت حالب لي قال نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه وأمرته أن ينفض عنها من الغبار ثم أمرته أن ينفض كفيه فقال هكذا فضرب إحدى يديه على الأخرى فحلب في كثبة من لبن وقد رويت معي لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله فشرب فقلت قد آن الرحيل يا رسول الله فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله قال فبكيت فقال صلى الله عليه وسلم لا تحزن إن الله معنا فلما دنا منا وكان بيننا وبينه قيد رمحين أو ثلاثة قلت هذا الطلب يا رسول الله قد لحقنا فبكيت له قال ما يبكيك قلت أما والله ما على نفسي أبكي ولكن أبكي عليك فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهم اكفناه بما شئت قال فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها ثم قال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر على إبلي وغنمي في مكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لنا في إبلك ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق راجعا إلى أصحابه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتينا المدينة ليلا فتنازعه القوم أيهم ينزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك فخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطرق وعلى البيوت من الغلمان والخدم يقولون جاء محمد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح انطلق فنزل حيث أمر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى نحو بيت المقدس سنة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه نحو الكعبة فأنزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء فنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام قال فقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم قال وصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فخرج بعدما صلى فمر على قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قد وجه نحو الكعبة فانحرف القوم حتى توجهوا إلى الكعبة قال البراء وكان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو مكانه وأصحابه على أثري ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر فقلنا ما فعل من ورائك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال هم الآن على أثري ثم أتانا بعد عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وبلال ثم أتانا عمر بن الخطاب في عشرين ركابا ثم أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدهم وأبو بكر معه قال البراء فلم يقدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سورا من المفصل ثم خرجنا نلقى العير فوجدناهم قد حذروا

ذكر الخبر الدال على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر الصديق رضي الله

[ 6871 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله شيئا فقال لها ارجعي إلي فقالت له يا رسول الله فإن رجعت فلم أجدك تعرض بالموت قال صلى الله عليه وسلم إن لم تجديني فالقي أبا بكر

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به يزيد بن هارون

[ 6872 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبو مروان العثماني محمد بن عثمان حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شيء فأمرها أن ترجع إليه فقالت يا رسول الله أرأيت إن رجعت فلم أجدك كأنها تعني الموت قال فإن لم تجديني فائت أبا بكرة

ذكر خبر فيه كالدليل على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر رضى الله تعالى عنه دون غيره من أصحابه

[ 6873 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف متى يقوم مقامك لا يمسع الناس لو أمرت عمر قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت لحفصة قولي له فقالت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف متى يقوم مقامك لا يسمع الناس قال إنكن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة من نفسه فقام يهادى بين رجلين ورجلاه تخط في الأرض حتى دخل المسجد فلما سمع أبو بكر حسه ذهب ليتأخر فأومأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنت حتى جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يسار أبي بكر فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر قائم يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يقتدون بصلاة أبي بكر قال أبو حاتم الصواب صواحب يوسف إلا أن السماع صواحبات

ذكر العلة التي من أجلها عاودت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك

[ 6874 ] أخبرنا الحسن بن سفيان من كتابه حدثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت له عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فعاودته مثل مقالتها فقال إنكن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس قال بن شهاب وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة أنها قالت لقد عاودت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك وحملني عي معاودته إلا أني خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر وعلمت أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به فأحببت أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد أمره بالصلاة أبا بكر في علته أمر عليا بذلك رضى الله تعالى عنهما

[ 6875 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس بن مالك قال لما كان يوم الإثنين كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم سترة الحجرة فرأى أبا بكر الصديق رضى الله تعالى عنه وهو يصلي بالناس قال فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف وهو يتبسم فكدنا أن نفتتن في صلاتنا فرحا برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أبو بكر رضى الله تعالى عنه أن ينكص حين جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم كما أنت ثم أرخي الستر وتوفي من يومه ذلك فقام عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكنه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى فمكث في قومه أربعين ليلة والله إني لأرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي رجال من المنافقين وألسنتهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات قال الزهري فأخبرني أنس بن مالك أنه سمع خطبة عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه الآخرة حين جلس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فتشهد عمر وأبو بكر صامت لا يتكلم ثم قال أما بعد فإني قلت أمس مقالة وإنها لم تكن كما قلت وإني والله ما وجدت المقالة التي قلت في كتاب أنزله الله ولا في عهد عهده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا يريد بذلك أن يكون آخرهم فإن يك محمد صلى الله عليه وسلم قد مات فإن الله جعل بين أظهركم نورا تهتدون به فاعتصموا به تهتدوا لما هدي الله محمدا صلى الله عليه وسلم ثم إن أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين وإنه أولى الناس بأموركم فقوموا فبايعوه وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة العامة على المنبر
[ 6876 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا هشيم قال حدثنا حصين عن أبي سفيان وسالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قدمت عير إلى المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق منهم إلا اثنا عشر رجلا منهم أبو بكر وعمر ونزلت الآية

ذكر وصف الآية التي نزلت عند ما ذكرنا قبل

[ 6877 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه قال حدثنا هشيم عن حصين عن سالم بن أبي الجعد وأبي سفيان عن جابر قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة وقدمت عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق معه صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى منكم أحد لسال لكم الوادي نارا فنزلت هذه الآية وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما وقال في الأثني عشر الذي ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر

ذكر عمر بن الخطاب العدوي رضوان الله عليه وقد فعل

[ 6878 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بينا أنا نائم إذ رأيت قدحا أتيت به فيه لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا فما أولت ذلك يا رسول الله قال العلم

ذكر وصف إسلام عمر رضوان الله عليه وقد فعل

[ 6879 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثنا نافع عن بن عمر قال لما أسلم عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه لم تعلم قريش بإسلامه فقال أي أهل مكة أنشأ للحديث فقالوا جميل بن معمر الجمحي فخرج إليه وأنا معه أتبع أثره أعقل ما أرى وأسمع فأتاه فقال يا جميل إني قد أسلمت قال فوالله ما رد عليه كلمة حتى قام عامدا إلى المسجد فنادى أندية قريش فقال يا معشر قريش إن بن الخطاب قد صبأ فقال عمر كذب ولكني أسلمت وآمنت بالله وصدقت رسوله فثاوروه فقاتلهم حتى ركدت الشمس على رؤوسهم حتى فتر عمر وجلس فقاموا على رأسه فقال عمر افعلوا ما بدا لكم فوالله لو كنا ثلاث مائة رجل لقد تركتموها لنا أو تركناها لكم فبينما هم كذلك قيام عليه إذ جاء رجل عليه حلة حرير وقميص قومسي فقال ما بالكم فقالوا إن بن الخطاب قد صبأ قال فمه امرؤ اختار دينا لنفسه أفتظنون أن بني عدي تسلم إليكم صاحبهم قال فكأنما كانوا ثوبا انكشف عنه فقلت له بعد بالمدينة يا أبت من الرجل الذي رد عنك القوم يومئذ فقال يا بني ذاك العاص بن وائل

ذكر البيان بأن المسلمين كانوا في عزة لم يكونوا في مثلها عند إسلام عمر رضى الله تعالى عنه

[ 6880 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا عثمان بن كرامة حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن حازم قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر

ذكر البيان بأن عز المسلمين بإسلام عمر كان ذلك بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6881 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الرحمن بن معرف حدثنا زيد بن الحباب حدثنا خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت قال سمعت نافعا يذكر عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أعز الدين بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب فكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب

ذكر خبر قد يوهم بعض الناس أنه مضاد لخبر بن عمر الذي ذكرناه

[ 6882 ] أخبرنا عمرو بن عمر بن عبد العزيز بنصيبين حدثنا عبد الله بن عيسى الفروي حدثنا عبد الملك بن الماجشون حدثني مسلم بن خالد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة

ذكر استبشار أهل السماء بإسلام عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه

[ 6883 ] أخبرنا الحسن بن سفيان من كتابه حدثنا محمد بن عقبة السدوسي حدثنا عبد الله بن خراش حدثنا العوام بن حوشب عن مجاهد عن بن عباس قال لما أسلم عمر أتى جبريل صلوات الله عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر

ذكر إثبات الجنة لعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه

[ 6884 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا محمد بن الصباح أخبرنا يحيى بن اليمان عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب من أهل الجنة

ذكر البيان بأن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كان من أحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه بعد أبي بكر

[ 6885 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي حدثني عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت يا رسول الله من الرجال قال أبوها أبو بكر قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب ثم عد رجالا

ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم قصر عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه في الجنة

[ 6886 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت عبيد الله بن عمر يحدث عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ذهب أو لؤلؤ فقلت لمن هذا القصر قالوا لعمر بن الخطاب فما منعني أن أدخله إلا علمي بغيرتك قال عليك أغار بأبي أنت وأمي عليك أغار

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6887 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر فقالوا لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت ومن هو قالوا عمر بن الخطاب

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر جابر الذي ذكرناه

[ 6888 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا فقالت لعمر بن الخطاب فذكرت غيرة عمر فوليت مدبرا قال أبو هريرة فبكى عمر ونحن جميعا في ذلك المجلس ثم قال بأبي أنت يا رسول الله أعليك أغار قال أبو حاتم في هذا الخبر بينا أنا نائم وفي خبر جابر أدخلت الجنة أدخل صلى الله عليه وسلم الجنة ليلة أسري به فرأى قصر عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فسأل عن القصر فأخبروه أنه لعمر وبينما النبي صلى الله عليه وسلم نائم مرة أخرى إذ رأى كأنه أدخل الجنة وإذا امرأة إلى جانب قصر تتوضأ فسأل عن القصر فقالت لعمر بن الخطاب لفظ خبر أبي هريرة بخلاف لفظ خبر جابر فدلك ذلك على أنهما خبران في وقتين متابينين من غير أن يكون تضاد ولاتهاتر

ذكر إثبات الله جل وعلا الحق على قلب عمر ولسانه

[ 6889 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه

ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته بدين عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه

[ 6890 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثديين ومنها ما هو أسفل من ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص يجره فقال من حوله ما أولت يا نبي الله ذلك قال الدين

ذكر رضا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه عند فراقه الدنيا

[ 6891 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا غسان بن الربيع حدثنا ثابت بن يزيد عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن بن عباس أنه دخل على عمر حين طعن فقال أبشر يا أمير المؤمنين أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ولم يختلف في خلافتك رجلان وقتلت شهيدا فقال أعد فأعاد فقال المغرور من غررتموه لو أن ما على ظهرها من بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المطلع

ذكر البيان بأن الشيطان قد كان يفر من عمر بن الخطاب في بعض الأحايين

[ 6892 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لأحسب الشيطان يفر منك يا عمر

ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم ما وصفناه

[ 6893 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي بخبر غريب غريب حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا يزيد بن هارون حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه قال دخل عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يسلنه ويستكثرنه رافعات أصواتهن فلما سمعن صوت عمر انقمعن وسكتن فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا عديات أنفسهن تهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك

ذكر الخبر الدال على أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كان من المحدثين في هذه الأمة

[ 6894 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا سفيان عن بن عجلان عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فهو عمر بن الخطاب

ذكر إجزاء الحق على قلب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ولسانه

[ 6895 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهم مولى ثقيف حدثنا سوار بن عبد الله العنبري حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وقال بن عمر ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال عمر بن الخطاب إلا نزل القرآن على نحو مما قال عمر

ذكر بعض ما أنزل الله جل وعلا من الآي وفاقا لما يقوله عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه

[ 6896 ] أخبرنا بدل بن الحسين بن بحر الخضراني الحافظ الإسفراييني حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا عبد الله بن بكر السهمي عن حميد عن أنس قال قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } وقلت يدخل عليك البر والفاجر فلو حججت أمهات المؤمنين فأنزلت آية الحجاب وبلغني شيء من معاملة أمهات المؤمنين فقلت لتكفن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن حتى انتهيت إلى إحدى أمهات المؤمنين فقالت يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فكففت فأنزل الله { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزوجا خيرا منكن }

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بالشهادة

[ 6897 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ثوبا أبيض فقال أجديد قميصك أم غسيل فقال بل جديد فقال النبي صلى الله عليه وسلم البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا قال عبد الرزاق وزاد فيه الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد ويعطيك الله قرة العين في الدنيا والآخرة

ذكر الخبر الدال على أن الخليفة بعد أبي بكر كان عمر رضى الله تعالى عنهما

[ 6898 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عمر بن عثمان بن سعيد حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري أن بن المسيب أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها مني بن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه ثم استحال الدلو غربا ثم أخذها عمر بن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع بن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن قال أبو حاتم رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وحي فأرى الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم في منامه كأنه على قليب والقليب في انتفاع المسلمين به كأمر المسلمين ثم قال صلى الله عليه وسلم فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذ مني بن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين يريد أمر المسلمين فالذنوبان كانا خلافة أبي بكر رضى الله تعالى عنه سنتين وأياما ثم قال صلى الله عليه وسلم ثم أخذها عمر بن الخطاب فصح بما ذكرت استخلاف عمر بعد أبي بكر رضى الله تعالى عنهما بدليل السنة المصرحة التي ذكرناها

ذكر البيان بأن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أول ما تنشق عنه الأرض بعد أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه

[ 6899 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا عبد الله بن نافع حدثنا عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي ثم أنتظر أهل مكة حتى يحشروا بين الحرمين

ذكر البيان بأن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر رضى الله تعالى عنه

[ 6900 ] أخبرنا شباب بن صالح بواسط حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن خالد عن أبي عثمان النهدي حدثني عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب

ذكر إثبات الرشد للمسلمين في طاعة أبي بكر وعمر

[ 6901 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو عمر الضرير حفص بن عمر عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يطع الناس أبا بكر وعمر فقد أرشدوا

ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم المسلمين بالاقتداء بأبي بكر وعمر بعده

[ 6902 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سالم المرادي عن عمرو بن هرم عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني لا أرى بقائي فيكم إلا قليلا فاقتدوا بالذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وما حدثكم بن مسعود فاقبلوه

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم للصديق والفاروق بكل شيء كان يقوله صلى الله عليه وسلم

[ 6903 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا سعيد بن عامر الضبعي حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يسوق بقرة إذ أعيا فركبها فالتفتت إليه فقلت إن لم نخلق لهذا إنما خلقنا لحراثة الأرض فقال الناس سبحان الله سبحان الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وليسا في القوم قال فقال الناس آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر البيان بأن الصديق والفاروق يكونان في الجنة سيدي كهول الأمم فيها

[ 6904 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن عقيل بن خويلد حدثنا خنيس بن بكر بن خنيس حدثنا مالك بن مغول عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين

ذكر رضا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه في صحبته إياه

[ 6905 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا قطن بن نسير الغبري حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا ثابت البناني عن أبي رافع قال كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة بن شعبة وكان يصنع الأرحاء وكان المغيرة يستغله كل يوم بأربعة دراهم فلقي أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أثقل علي غلتي فكلمه يخفف عني فقال له عمر اتق الله وأحسن إلى مولاك فغضب العبد وقال وسع الناس كلهم عدلك غيري فأضمر على قتله فاصطنع خنجرا له رأسان وسمه ثم أتى به الهرمزان فقال كيف ترى هذا فقال إنك لا تضرب بهذا أحدا إلا قتلته قال وتحين أبو لؤلؤة عمر فجاءه في صلاة الغداة حتى قام وراء عمر وكان عمر إذا أقيمت الصلاة يقول أقيمو صفوفكم فقال كما كان يقول فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه ووجأه في خاصرته فسقط عمر وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا فهلك منهم سبعة وحمل عمر فذهب به إلى منزله وصاح الناس حتى كادت تطلع الشمس فنادى الناس عبد الرحمن بن عوف يا أيها الناس الصلاة الصلاة قال ففزعوا إلى الصلاة فتقدم عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن فلما قضى صلاته توجهوا إلى عمر فدعا عمر بشراب لينظر ما قدر جرحه فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يدر أنبيذ هو أم دم فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه فقالوا لا بأس عليك يا أمير المؤمنين قال إن يكن القتل بأسا فقد قتلت فجعل الناس يثنون عليه يقولون جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين كنت وكنت ثم ينصرفون ويجيء قوم آخرون فيثنون عليه فقال عمر أما والله على ما تقولون وددت أني خرجت منها كفافا لا علي ولا لي وإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لي فتكلم عبد الله بن عباس وكان عند رأسه وكان خليطه كأنه من أهله وكان بن عباس يقرئه القرآن فتكلم بن عباس فقال لا والله لا تخرج منها كفافا لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحبته وهو عنك راض بخير ما صحبه صاحب كنت له وكنت له وكنت له حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ثم صحبت خليفة رسول الله فكنت تنفذ أمره وكنت له وكنت له ثم وليتها ياامير المؤمنين أنت فوليتها بخير ما وليها وال وكنت تفعل وكنت تفعل فكان عمر يستريح إلى حديث بن عباس فقال له عمر كرر علي حديثك فكرر عليه فقال عمر أما والله على ما تقول لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به اليوم من هول المطلع قد جعلتها شورى في ستة عثمان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وجعل عبد الله بن عمر معهم مشيرا وليس منهم وأجلهم ثلاثا وأمر صهيبا أن يصلي بالناس رحمة الله عليه ورضوانه

ذكر عثمان بن عفان الأموي رضى الله تعالى عنه

[ 6906 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن يحيى بن سعيد بن العاص عن عائشة قالت استأذن أبو بكر رضى الله تعالى عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه في مرط واحد فأذن له فقضى إليه حاجته وهو على تلك الحال في المرط ثم خرج ثم استأذن عليه عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فأذن له فقضى إليه حاجته وأنا على تلك الحال في المرط ثم خرج ثم استأذن عليه عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه فأصلح عليه ثيابه وجلس فقضى إليه حاجته ثم خرج قالت عائشة فقلت يا رسول الله استأذن عليك أبو بكر فقضى إليك حاجته وأنت على حالك تلك ثم استأذن عليك عمر فقضى إليك حاجته وأنت على ذلك الحال ثم استأذن عليك عثمان فأصلحت ثيابك واحتفظت فقال يا عائشة إن عثمان رجل حيي ولو أذنت له على تلك الحال خشيت أن لا يقضي إلي حاجته

ذكر تعظيم المصطفى صلى الله عليه وسلم عثمان إذا الملائكة كانت تعظمه

[ 6907 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا الوليد بن شجاع السكوني حدثنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة عن عطاء وسليمان بن يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة يا رسول الله دخل أبو بكر فلم تهش له ولم تبال به ثم دخل عمر فلم تهش له ولم تبال به ثم دخل عثمان فجلست فسويت ثيابك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة

ذكر إثبات الشهادة لعثمان بن عفان رضوان الله عليه وقد فعل

[ 6908 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا علي بن المديني حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سعيد حدثنا قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أحد فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال اثبت نبي وصديق وشهيدان

ذكر بيعة المصطفى صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان في بيعة الرضوان بضربه صلى الله عليه وسلم إحدى يديه على الأخرى عنه

[ 6909 ] أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن كليب بن وائل عن حبيب بن أبي مليكة قال سأل رجل بن عمر عن عثمان أشهد بدرا فقال لا فقال أشهد بيعة الرضوان فقال لا قال كان فيمن تولى يوم التقى الجمعان قال نعم قال الرجل الله أكبر ثم انصرف فقيل لابن عمر ما صنعت ينطلق هذا فيخبر الناس أنك تنقصت عثمان قال ردوه علي فلما جاء قال تحفظ ما سألتني عنه فقال سألتك عن عثمان أشهد بدرا فقلت لا قال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه يوم بدر في حاجة له وضرب له بسهم وقال وسألتك أشهد بيعة الرضوان فقلت لا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في حاجة له ثم ضرب بيده لي يده أيتهما خير يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يد عثمان قال وسألتك هل كان فيمن تولى يوم التقى الجمعان فقلت نعم قال فإن الله يقول { إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم } اذهب فاجهد على جهدك

ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يبشر عثمان بن عفان بالجنة

[ 6910 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن الحكم عن أبي عثمان عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حائط وأنا معه فجاء رجل فاستفتح فقال افتح له وبشره بالجنة فإذا هو أبو بكر ثم جاء آخر فاستفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة فإذا هو عمر بن الخطاب ثم جاء آخر فاستفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة فإذا هو عثمان بن عفان

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بشرى عثمان بن عفان بالجنة كان ذلك في الوقت الذي قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يلي الخلافة وكان منه ما كان

[ 6911 ] أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي حدثنا علي بن المديني حدثنا حماد بن زيد حدثني أيوب عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي احفظ الباب فجاء رجل يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر ثم جاء رجل يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر ثم جاء رجل يستأذن قال فسكت صلى الله عليه وسلم ثم قال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى شديدة تصيبه فإذا عثمان

ذكر سؤال عثمان بن عفان الصبر على ما أوعد من البلوى التي تصيبه

[ 6912 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا عثمان بن غياث الراسبي حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان متكئا في حائط من حيطان المدينة وهو يقول بعود في الماء والطين ينكت به فجاء رجل فاستفتح فقال صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة فإذا هو أبو بكر ففتحت له وبشرته بالجنة ثم استفتح آخر فقال افتح له وبشره بالجنة فإذا هو عمر ففتحت له وبشرته بالجنة ثم استفتح آخر فجلس ساعة ثم قال افتح له وبشره بالجنة على بلوى قال ففتحت له فإذا هو عثمان فبشرته بالجنة وقلت له الذي قال فقال اللهم صبرا أو قال الله المستعان

ذكر الخبر الدال على أن الخليفة بعد عمر بن الخطاب عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنهما

[ 6913 ] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد ومحمد بن المصفى قالا حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عمرو بن أبان بن عثمان عن جابر بن عبد الله أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني أريت الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر قال جابر فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما ذكر من نوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم

ذكر الخبر الدال على أن عثمان بن عفان عند وقوع الفتن كان على الحق

[ 6914 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا أبو أسامة عن كهمس عن عبد الله بن شقيق حدثني هرمي بن الحارث وأسامة بن خريم قال كانا يغازيان فحدثاني ولا يشعر كل واحد منهما أن صاحبه حدثنيه عن مرة البهزي قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة قال كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي البقر قالوا نصنع ماذا يا نبي الله قال عليكم بهذا وأصحابه قال فأسرعت حتى عطفت إلى الرجل قلت هذا يا نبي الله قال هذا فإذا هو عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه

ذكر الخبر الدال على أن عثمان بن عفان عند وقوع الفتن لم يخلع نفسه لزجر المصطفى صلى الله عليه وسلم إياه عنه

[ 6915 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثني معاوية بن صالح حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي حدثني عبد الله بن قيس أنه سمع النعمان بن بشير أنه أرسله معاوية بن أبي سفيان بكتاب إلى عائشة فدفعه إليها فقالت ألا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قالت إني عنده ذات يوم أنا وحفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عندنا رجل يحدثنا فقلت يا رسول الله أبعث إلى أبي بكر يجيء فيحدثنا قالت فسكت فقالت حفصة يا رسول الله أبعث إلى عمر فيجيء فيحدثنا قالت فسكت صلى الله عليه وسلم فدعا رجلا فأسر إليه بشيء دوننا فذهب فجاء عثمان فأقبل عليه بوجهه فسمعته صلى الله عليه وسلم يقول يا عثمان إن الله لعله يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه ثلاثا قلت يا أم المؤمنين فأين كنت عن هذا الحديث قالت يا بني أنسيته كأني لم أسمعه قط قال أبو حاتم هذا عبد الله بن قيس اللخمي مات سنة أربع وعشرين ومئة وليس هذا بعبد الله بن أبي قيس صاحب عائشة

ذكر نفقة عثمان بن عفان في جيش العسرة

[ 6916 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا أبو نصر التمار حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي قال لما حصر عثمان وأحيط بداره أشرف على الناس فقال نشدتكم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتفض بنا حراء قال اثبت حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قالوا اللهم نعم قال نشدتكم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة العسرة من ينفق نفقة متقبلة والناس يومئذ معسرون مجهدون فجهزت ثلث ذلك الجيش من مالي فقالوا اللهم نعم ثم قال نشدتكم بالله هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها إلا بثمن فابتعتها بمالي فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل فقالوا اللهم نعم في أشياء عددها

ذكر رضا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه عند خروجه من الدنيا

[ 6917 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن حصين بن عبد الرحمن السلمي عن عمرو بن ميمون أنه رأى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فقال أتخافان أن تكونا حملتما الأرض مالا تطيق قالا حملناها أمرا هي له مطيقة وما فيها كثير فضل فقال انظرا أن لا تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق فقالا لا فقال لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدي قال فما أتت عليه إلى رابعة حتى أصيب قال عمرو بن ميمون وإني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب وكان إذا مر بين الصفين قام بينهما فإذا رأى خللا قال استووا حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر قال ربما قرأ سورة يوسف أو النحل في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس قال فما كان إلا أن كبر فسمعته يقول قتلني الكلب أو أكلني الكلب حين طعنه وطار العلج بسكين ذي طرفين لا يمر على أحد يمينا وشمالا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا فمات منهم تسعة فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه وأخذ عمر بيد عبد الرحمن بن عوف فقدمه فأما من يلي عمر فقد رأى الذي رأيت وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون ما الأمر غير أنهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله فصلى عبد الرحمن بالناس صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال يا بن عباس انظر من قتلني فجال ساعة ثم قال غلام المغيرة بن شعبة فقال قاتله الله لقد كنت أمرته بمعروف ثم قال الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر العلوج بالمدينة وكان العباس أكثرهم رقيقا فاحتمل إلى بيته فكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول نخاف عليه وقائل يقول لا بأس فأتي بنبيذ فشرب منه فخرج من جرحه ثم أتي بلبن فشرب منه فخرج من جرحه فعرفوا أنه ميت وولجنا عليه وجاء الناس يثنون عليه وجاء رجل شاب فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله قد كان لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم الإسلام ما قد عملت ثم استخلفت فعدلت ثم شهادة قال يا بن أخي وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي فلما أدبر الرجل إذا إزاره يمس الأرض فقال ردوا علي الغلام فقال يا بن أخي ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك يا عبد الله انظر ما علي من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا فقال إن وفى مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فسل في بني عدي بن كعب فإن لم يف بأموالهم فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم اذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل لها يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست للمؤمنين بأمير فقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فسلم عبد الله ثم استأذن فوجدها تبكي فقال لها يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فقالت والله كنت أردته لنفسي ولأوثرنه اليوم على نفسي فجاء فلما أقبل قيل هذا عبد الله قد جاء فقال ارفعاني فأسنده إليه رجل فقال ما قالت قال الذي تحب يا أمير المؤمنين قد أذنت لك قال الحمد لله ما كان شيء أهم إلي من ذلك المضطجع فإذا أنا قبضت فسلم وقل يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فأدخلوني وإن ردتني فردوني إلى مقابر المسلمين ثم جاءت أم المؤمنين حفصة والنساء يسترنها فلما رأيناها قمنا فمكثت عنده ساعة ثم استأذن الرجال فولجت داخلا ثم سمعنا بكاءها من الداخل فقيل له أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال ما أرى أحد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى عليا وطلحة وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعدا رضى الله تعالى عنهم قال وليشهد عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء كهيئة التعزية له فإن أصاب الأمر سعدا فهو ذلك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة ثم قال أوصي الخليفة بعدي بتقوى الله وأوصيه بالمهاجرين الأولين أن يعلم لهم فيئهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم ويعفى عن مسيئهم وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وجباة المال وغيظ العدو وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضا وأوصيه بالأعراب خيرا إنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن يؤخذ منهم من حواشي أموالهم فيرد في فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا إلا طاقتهم فلما توفي رضوان الله عليه خرجنا به نمشي فسلم عبد الله بن عمر فقال يستأذن عمر فقالت أدخلوه فأدخل فوضع هناك مع صاحبيه فلما فرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن بن عوف اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير قد جعلت أمري إلى علي وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن وقال طلحة قد جعلت أمري إلى عثمان فجاء هؤلاء الثلاثة علي وعثمان وعبد الرحمن بن عوف فقال عبد الرحمن للآخرين أيكما يتبرأ من هذا الأمر ويجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه وليحرصن على صلاح الأمة قال فأسكت الشيخان علي وعثمان فقال عبد الرحمن اجعلوه إلي والله علي أن لا آلو عن أفضلكم قالا نعم فجاء بعلي فقال لك من القدم والإسلام والقرابة ما قد علمت آلله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عليك لتسمعن ولتطيعن ثم جاء بعثمان فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال لعثمان ارفع يدك فبايعه ثم بايعه علي ثم ولج أهل الدار فبايعوه

ذكر عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان ما يحل به من أمته بعده

[ 6918 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وددت أن عندي بعض أصحابي قالت فقلنا يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر فسكت قلنا عمر فسكت قلنا علي فسكت قلنا عثمان قال نعم قالت فأرسلنا إلى عثمان قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه ووجهه يتغير قال قيس فحدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا وأنا صابر عليه قال قيس كانوا يرون أنه ذلك اليوم

ذكر تسبيل عثمان بن عفان رومة على المسلمين

[ 6919 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن المقدام قالا حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا أبي حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه فقالوا له ادع المصحف فدعا بالمصحف فقال له افتح السابعة قال وكانوا يسمون سورة يونس السابعة فقرأها حتى أتى على هذه الآية قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون قالوا له قف أرأيت ما حميت من الحمى آلله أذن لك به أم على الله تفتري فقال أمضه نزلت في كذا وكذا وأما الحمى لإبل الصدقة فلما ولدت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى لما زاد في إبل الصدقة أمضه قالوا فجعلوا يأخذونه بآية آية فيقول أمضه نزلت في كذا وكذا فقال لهم ما تريدون قال ميثاقك قال فكتبوا عليه شرطا فأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم وقال لهم ما تريدون قالوا نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء قال لا إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال فرضوا وأقبلوا معه إلى المدينة راضين قال فقام فخطب فقال ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه ومن كان له ضرع فليحتلبه ألا إنه لا مال لكم عندنا إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال فغضب الناس وقالوا هذا مكر بني أمية قال ثم رجع المصريون فبينما هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويسبهم قالوا مالك إن لك الأمان ما شأنك قال أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر قال ففتشوه فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم فأقبلوا حتى قدموا المدينة فأتوا عليا فقالوا ألم تر إلى عدو الله كتب فينا بكذا وكذا وإن الله قد أحل دمه قم معنا إليه قال والله لا أقوم معكم قالوا فلم كتبت إلينا قال والله ما كتبت إليكم كتابا قط فنظر بعضهم إلى بعض ثم قال بعضهم إلى بعض ألهذا تقاتلون أو لهذا تغضبون فانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية وانطلقوا حتى دخلوا على عثمان فقالوا كتبت بكذا وكذا فقال إنما هما اثنتان أن تقيموا علي رجلين من المسلمين أو يميني بالله الذي لا إله إلا الله ما كتبت ولا أمليت ولا علمت وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل وقد ينقش الخاتم على الخاتم فقالوا والله أحل الله دمك ونقضوا العهد والميثاق فحاصروه فأشرف عليهم ذات يوم فقال السلام عليكم فما أسمع أحدا من الناس رد عليه السلام إلا أن يرد رجل في نفسه فقال أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين قيل نعم قال فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد قيل نعم قال فهل علمتم أن أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي أنشدكم الله هل سمعتم نبي الله صلى الله عليه وسلم يذكر كذا وكذا أشياء في شأنه عددها قال ورأيته أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم فلم تأخذ منهم الموعظة وكان الناس تأخذ منهم الموعظة في أول ما يسمعونها فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ منهم فقال لامرأته افتحي الباب ووضع المصحف بين يديه وذلك أنه رأى من الليل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول له أفطر عندنا الليلة فدخل عليه رجل فقال بيني وبينك كتاب الله فخرج وتركه ثم دخل عليه آخر فقال بيني وبينك كتاب الله والمصحف بين يديه قال فأهوى له بالسيف فاتقاه بيده فقطعها فلا أدري أقطعها ولم يبنها أم أبانها قال عثمان أما والله إنها لأول كف خطت المفصل وفي غير حديث أبي سعيد فدخل عليه التجيبي فضربه مشقصا فنضح الدم على هذه الآية { فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم } قال وإنها في المصحف ما حكت قال وأخذت بنت الفرافصة في حديث أبي سعيد حليها ووضعته في حجرها وذلك قبل أن يقتل فلما قتل تفاجت عليه قال بعضهم قاتلها الله ما أعظم عجيزتها فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا

ذكر مغفرة الله جل وعلا لعثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه بتسبيله رومة

[ 6920 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن إدريس عن حصين عن عمرو بن جاوان عن الأحنف بن قيس قال قدمنا المدينة فجاء عثمان فقيل هذا عثمان وعليه ملية له صفراء قد قنع بها رأسه قال ها هنا علي قالوا نعم قال ها هنا طلحة قالوا نعم قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ابتاع مربد بني فلان غفر الله له فابتعته بعشرين ألفا أو خمسة وعشرين ألفا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له قد ابتعته فقال اجعله في مسجدنا وأجره لك قال فقالوا اللهم نعم قال فقال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يبتاع رومة غفر الله له فابتعتها بكذا وكذا ثم أتيته فقلت قد ابتعتها فقال اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك قال فقالوا اللهم نعم قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال من جهز هؤلاء غفر الله له يعني جيش العسرة فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالا ولا خطاما قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد ثلاثا

ذكر علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي رضوان الله عليه وقد فعل

[ 6921 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت بن أبي ليلى حدثنا علي بن أبي طالب أن فاطمة شكت مما تلقى من أثر الرحى فأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم فقال على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم

ذكر ما كان يلبس علي وفاطمة حينئذ بالليل

[ 6922 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا زياد بن يحيى الحساني حدثنا أزهر السمان عن بن عون عن بن سيرين عن عبيدة عن علي قال شكت لي فاطمة من الطحين فقلت لو أتيت أباك فسألتيه خادما قال فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تصادفه فرجعت مكانها فلما جاء أخبر فأتانا وعلينا قطيفة إذا لبسناها طولا خرجت منها جنوبنا وإذا لبسناها عرضا خرجت منها أقدامنا ورؤوسنا قال يا فاطمة أخبرت أنك جئت فهل كانت لك حاجة قالت لا قلت بلى شكت إلي من الطحين فقلت لو أتيت أباك فسألتيه خادما فقال أفلا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم إذا أخذتما مضاجعكما تقولان ثلاثا وثلاثين وثلاثا وثلاثين وأربعا وثلاثين تسبيحة وتحميدة وتكبيرة

ذكر البيان بأن أذى علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه مقرون بأذى المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6923 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا مسعود بن سعد حدثنا محمد بن إسحاق عن الفضل بن معقل عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عمرو بن شاس قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آذيتني قلت يا رسول الله ما أحب أن أوذيك قال من آذى عليا فقد آذاني قال أبو حاتم هذا هو الفضل بن عبد الله بن معقل بن سنان الأشجعي نسبه بن إسحاق إلى جده ومسعود بن سعد الجعفي كوفي كنيته أبو سعد

ذكر الخبر الدال على أن محبة المرء علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه من الإيمان

[ 6924 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال والذي فلق الحبة وذرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أنه لا يجبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق

ذكر تسمية المصطفى صلى الله عليه وسلم عليا أبا تراب

[ 6925 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد أن رجلا جاءه فقال هذا فلان أمير من أمراء المدينة يدعوك لتسب عليا على المنبر قال أقول ماذا قال تقول له أبو تراب فضحك سهل فقال والله ما سماه إياه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان لعلي اسم أحب إليه منه دخل علي على فاطمة ثم خرج فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال أين بن عمك قالت هو ذا مضطجع في المسجد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فوجد رداءه قد سقط عن ظهره فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح التراب عن ظهره ويقول اجلس أبا تراب والله ما كان اسم أحب إليه منه ما سماه إياه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر خبر أوهم في تأويله جماعة لم يحكموا صناعة العلم

[ 6926 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا يوسف بن الماجشون حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى قال فأحببت أن أسأله سعدا فقلت له أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم

ذكر الوقت الذي خاطب المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا القول

[ 6927 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه في غزوة تبوك فقال يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي

ذكر مغفرة الله جل وعلا ذنوب علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه

[ 6928 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا عبد الله بن عمر أبان حدثنا عبد الرحيم بن سليمان أخبرني علي بن صالح الهمداني عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك مع أنه مغفور لك لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين

ذكر البيان بأن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه ناصر لمن انتصر به من المسلمين بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6929 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بن حصين قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم عليا قال فمضى علي في السرية فأصاب جارية فأنكر ذلك عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما صنع علي قال عمران وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدؤوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأعرض عنه ثم قال آخر فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام آخر فقال يا رسول الله ألم تر أن علينا صنع كذا وكذا فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف في وجهه فقال ما تريدون من علي ثلاثا إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي

ذكر البيان بأن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه كان ناصر كل ما ناصره رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 6930 ] أخبرنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك حدثنا إبراهيم بن زياد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت وليه فعلي وليه

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالولاية لمن ولي عليا والمعادة لمن عاداه

[ 6931 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو نعيم ويحيى بن آدم قالا حدثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل قال قال علي أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول ألستم تعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فإن هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فخرجت وفي نفسي من ذلك شيء فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له فقال قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له قال أبو نعيم فقلت لفطر كم بين هذا القوم وبين موته قال مائة يوم قال أبو حاتم يريد به موت علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه

ذكر فتح الله جل وعلا خيبر على يدي علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه

[ 6932 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه قال فبات الناس ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب قالوا تشتكي عيناه يا رسول الله قال فأرسلوا إليه فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع وأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم

ذكر إثبات محبة علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه ورسوله

[ 6933 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يعلى بن عبيد عن أبي منين يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأدفعن الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله فتطاول القوم فقال أين علي فقالوا يشتكي عينه فدعاه فبزق في كفيه ومسح بهما عين علي ثم دفع إليه الراية ففتح الله عليه

ذكر وصف ما كان يقاتل عليه علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قدام المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6934 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأدفعن اليوم اللواء إلى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله عليه قال عمر فما أحببت الإمارة إلا يومئذ فتطاولت لها فقال لعلي قم فدفع اللواء إليه ثم قال له اذهب ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فمشى هنيهة ثم قام ولم يلتفت للعزمة فقال على ما أقاتل الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله

ذكر إثبات محبة الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه وقد

[ 6935 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال خرجنا إلى خيبر وكان عمي عامر يرتجز بالقوم وهو يقول
والله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا
فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينة علينا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا قالوا عامر قال غفر لك ربك يا عامر وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل خصة إلا استشهد قال عمر يا رسول الله لو متعتنا بعامر فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو ملكهم وهو يقول
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فنزل عامر فقال
قد علمت خيبر أني عامر
شاكي السلاح بطل مغامر فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في فرس عامر فذهب ليسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت منها نفسه وإذا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال هذا قال قلت ناس من أصحابك فقال صلى الله عليه وسلم بل له أجره مرتين ثم أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب فأتيته وهو أرمد فقال لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فبصق في عينه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي بن أبي طالب أنا
الذي سمتني أمي حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
قال فضربه ففلق رأس مرحب فقتله وكان الفتح على يدي علي بن أبي طالب قال أبو حاتم هكذا أخبرنا أبو خليفة في فرس عامر وإنما هو في ترس عامر

ذكر وصف خروج علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه برايته إلى أعداء الله

[ 6936 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال سمعت الحسن بن علي قام فخطب الناس فقال يا أيها الناس لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه ولا يدركه الآخرون لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبع مائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما

ذكر قتال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه على تأويل القرآن كقتال المصطفى صلى الله عليه وسلم على تنزيله

[ 6937 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله قال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكن خاصف النعل قال وكان أعطى عليا نعله يخصفه

ذكر وصف القوم الذين قاتلهم علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه علي تأويل القرآن

[ 6938 ] أخبرنا محمد بن سعيد المروزي بالبصرة حدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن جرير بن حازم وأبي عمرو بن العلاء عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني قال ذكر علي رضوان الله عليه الخوارج فقال فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد لولا أن تبطروا لأخبرتكم بما وعد الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لمن قتلهم قال فقلت لعلي أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة

ذكر البيان بأن الخوارج من أبغض خلق الله جل وعلا إليه
[ 6939 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن سلم آخر معه عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد أن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي فقالوا لا حكم إلا لله فقال علي رضى الله تعالى عنه كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف أناسا إني لأعرف وصفهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم وأشار إلى حلقة من أبغض خلق الله إليه فيهم أسود إحدى يديه حلمة ثدي فلما قتلهم علي رضى الله تعالى عنه قال انظروا فنظروا فلم يجدوا فقال ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه قال عبيد الله وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالشفاء لعلي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه من علته

[ 6940 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا يحيى ومحمد قالا حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال كنت شاكيا فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني وإن كان متأخرا فارفعني وإن كان بلاء فصبرني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت فأعاد عليه قال فضربه برجله وقال اللهم عافه أو اشفه شعبة الشاك قال فما اشتكيت وجعي ذلك بعد

ذكر تخفيف الله جل وعلا عن هذه الأمة بعلي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه الصدقة بين يدي نجواهم

[ 6941 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم حدثنا الأشجعي عن سفيان عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى دينارا قلت لا يطيقونه قال فكم قلت شعيرة قال إنك لزهيد فنزلت { ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات } الآية قال فبي خفف الله عن هذه الأمة
[ 6942 ] أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أبو صخرة ببغداد بين الصورين قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال حدثنا قاسم بن يزيد الجرمي عن سفيان الثوري عن عثمان الثقفي عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية { يا أيها الذي آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي يا علي مرهم أن يتصدقوا قال يا رسول الله بكم قال بدينار قال لا يطيقونه قال فبنصف دينار قال لا يطيقونه قال فبكم قال بشعيرة قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي إنك لزهيد قال فأنزل { ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } قال فكان علي يقول بي خفف عن هذه الأمة

ذكر الخبر الدال على أن الخليفة بعد عثمان بن عفان كان علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما ورحمته وقد فعل

[ 6943 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا علي بن الجعد الجوهري أخبرنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا قال أمسك خلافة أبي بكر رضى الله تعالى عنه سنتين وعمر رضى الله تعالى عنه عشرا وعثمان رضى الله تعالى عنه اثنتي عشرة وعلي رضى الله تعالى عنه ستا قال علي بن الجعد قلت لحماد بن سلمة سفينة القائل أمسك قال نعم

ذكر وصف تزويج علي بن أبي طالب فاطمة رضى الله تعالى عنها وقد فعل

[ 6944 ] أخبرنا أبو شيبة داود بن إبراهيم بن داود بن يزيد البغدادي بالفسطاط حدثنا الحسن بن حماد حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني قال وما ذاك قال تزوجني فاطمة قال فسكت عنه فرجع أبو بكر إلى عمر فقال له قد هلكت وأهلكت قال وما ذاك قال خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عني قال مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأطلب مثل الذي طلبت فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني قال وما ذاك قال تزوجني فاطمة فسكت عنه فرجع إلى أبي بكر فقال له إنه ينتطر أمر الله فيها قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا قال علي فأتياني وأنا أعالج فسيلا لي فقالا إنا جئناك من عند بن عمك بخطبة قال علي فنبهاني لأمر فقمت أجر ردائي حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقعدت بين يديه فقلت يا رسول الله قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي وإني وإني قال وما ذاك قلت تزوجني فاطمة قال وعندك شيء قلت فرسي وبدني قال أما فرسك فلا بد لك منه وأما بدنك فبعها قال فبعتها بأربع مائة وثمانين فجئت بها حتى وضعتها في حجره فقبض منها قبضة فقال أي بلال ابتغنا بها طيبا وأمرهم أن يجهزوها فجعل لها سريرا مشرطا بالشرط ووسادة من أدم حشوها ليف وقال لعلي إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ها هنا أخي قالت أم أيمن أخوك وقد زوجته ابنتك قال نعم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فقال لفاطمة إيتيني بماء فقامت إلى قعب في البيت فأتت فيه بماء فأخذه صلى الله عليه وسلم ومج فيه ثم قال لها تقدمي فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ثم قال صلى الله عليه وسلم لها أدبري فأدبرت فصب بين كتفيها وقال اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ثم قال صلى الله عليه وسلم إيتوني بماء قال علي فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به فأخذه ومج فيه ثم قال لي تقدم فصب على رأسي وبين ثديي ثم قال اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ثم قال أدبر فأدبرت فصبه بين كتفي وقال اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ثم قال لعلي ادخل بأهلك بسم الله والبركة

ذكر ما أعطى علي رضى الله تعالى عنه في صداق فاطمة

[ 6945 ] حدثنا أبو يعلى قال حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا عبدة بن سليمان حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس قال لما تزوج علي فاطمة قال النبي صلى الله عليه وسلم أعطها شيئا قال ما عندي شيء قال فأين درعك الحطمية

ذكر وصف الدرع الحطمية التي ذكرناها

[ 6946 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الشرقي حدثنا أحمد بن منصور زاج حدثنا إسحاق بن إبراهيم قاضي سمرقند عن بن جريج عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن بن عباس أنه سمعه يقول ما استحل علي فاطمة إلا ببدن من حديد

ذكر وصف ما جهزت به فاطمة حين زفت إلى علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهما

[ 6947 ] أخبرنا الحسن بن إبراهيم الخلال بواسط حدثنا شعيب بن أيوب الصريفيني حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميلة ووسادة أدم حشوها ليف قال أبو حاتم الخميلة قطيفة بيضاء من الصوف وصريفين قرية بواسط

ذكر الإخبار عما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر عند خطبتهما إليه ابنته فاطمة عند إعراضه عنهما فيه

[ 6948 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون بنسا حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن بن بريدة عن أبيه قال خطب أبو بكر وعمر فاطمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها صغيرة فخطبها علي فزوجها منه

ذكر إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 6949 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي وحفص بن عمر الحوضي قالا حدثنا شعبة أخبرني عدي بن ثابت قال سمعت البراء يقول لما توفي إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له مرضعا في الجنة

ذكر محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم لابنه إبراهيم

[ 6950 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي والأشج قالا حدثنا بن علية عن أيوب عن عمرو بن سعيد عن أنس بن مالك قال ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إبراهيم ابنه مسترضعا في عوالي المدينة فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وكان ظئره قينا فيأخذه فيقبله ويرجع قال عمرو فلما مات إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ابني إبراهيم كان في الثدي وإن له ظئرين تكملان رضاعه في الجنة

ذكر فاطمة الزهراء ابنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ورضي عنها وقد فعل

[ 6951 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وآسية امرأة فرعون

ذكر البيان بأن فاطمة تكون في الجنة سيدة النساء فيها خلا مريم

[ 6952 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة قالت قلت لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتك أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فبكيت ثم أكببت عليه الثانية فضحكت قالت أكببت عليه فأخبرني أنه ميت فبكيت ثم أكببت عليه الثانية فأخبرني أني أول أهله لحوقا به وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت
ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم فاطمة أنها أول لاحق به من أهله بعد وفاته
[ 6953 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن الصباح حدثنا عثمان بن عمر حدثنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام إليها وقبلها ورحب بها وأخذ بيدها وأجلسها في مجلسه وكانت هي إذا دخل عليها قامت إليه فقبلته وأخذت بيده فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه فأسر إليها فبكت ثم أسر إليها فضحكت فقالت كنت أحسب أن لهذه المرأة فضلا على الناس فإذا هي امرأة منهن بينا هي تبكي إذا هي تضحك فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عن ذلك فقال أسر إلي أنه ميت فبكيت ثم أسر إلي فأخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 6954 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة في وجعه الذي قبض فيه فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت قالت عائشة فسألتها عن ذلك بعده فقالت سارني النبي صلى الله عليه وسلم أول مرة فأخبرني أنه يقبض في مرضه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت

ذكر زجر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ينكح علي على فاطمة ابنته

[ 6955 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا ليث بن سعد حدثنا بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم عليا على ابنتي فلا آذن ثم لا آذن إلا أن يحب علي أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها
ذكر البيان بأن هذا الفعل لو فعله علي كان ذلك جائزا وإنما كرهه صلى الله عليه وسلم تعظيما لفاطمة لا تحريما لهذا الفعل
[ 6956 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا يحيى بن معين حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن الوليد بن كثير حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة أن بن شهاب حدثه أن علي بن الحسين حدثه عن المسور بن مخرمة أن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه خطب بنت أبي جهل على فاطمة قال فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب في ذلك على منبره وأنا يومئذ كالمحتلم فقال إن فاطمة مني وإني أخاف أن تفتن في دينها وذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته فأحسن قال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا

ذكر البيان بأن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه لما بلغه هذا القول عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمسك عن خطبته تلك

[ 6957 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عمرو بن محمد الناقد حدثنا الحجاج بن أبي منيع حدثني عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري أن علي بن حسين أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره أن عليا خطب بنت أبي جهل فبلغ ذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن الناس يزعمون أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل قال المسور فشهدته صلى الله عليه وسلم حين تشهد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني أنكحت أبا العاص ابنتي فحدثني فصدقني وإنما فاطمة بضعة مني وإنه والله لا تجتمع عند رجل مسلم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله فأمسك علي عن الخطبة

ذكر الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 6958 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال لما ولد الحسن سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلنا حربا قال لا بل هو حسن فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلنا حربا قال بل هو حسين فلما ولد لي الثالث سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه فقلنا سميناه حربا قال بل هو محسن ثم قال إنما سميتهم بولد هارون شبر وشبير ومشبر

ذكر البيان بأن سبطي المصطفى صلى الله عليه وسلم يكونان في الجنة سيدا شباب أهل الجنة ما خلا ابني الخالة

[ 6959 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا زياد بن أيوب حدثنا الفضل بن دكين حدثنا الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم حدثني أبي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا

ذكر البيان بأن الملك بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الذي وصفنا

[ 6960 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن إسرائيل عن ميسرة النهدي عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب ثم قال يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج فاتبعته فقال عرض لي ملك استأذن ربه أن يسلم علي وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي بالرحمة

[ 6961 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا الحارث بن سريج النقال حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا أبي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى ثم يقول اللهم إني أرحمهما فارحمهما

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي بالمحبة

[ 6962 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت قال سمعت البراء يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حاملا الحسن بن علي على عاتقه وهو يقول اللهم إني أحبه فأحبه

ذكر إثبات محبة الله جل وعلا لمحبي الحسن بن علي رضوان الله عليهما

[ 6963 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا ورقاء بن عمر عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير عن أبي هريرة قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق من أسواق المدينة فانصرف وانصرفت معه فقال ادع الحسن بن علي فجاء الحسن يمشي وفي عنقه الشحاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا فقال الحسن بيده هكذا فأخذه وقال الهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه قال أبو هريرة فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال قال أبو حاتم هكذا حدثناه عبد الله بن محمد بالشين والحاء وإنما هو السخاب بالسين والخاء

ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي إنه ريحانته من الدنيا

[ 6964 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن أخبرني أبو بكرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا وكان الحسن يجيء وهو صغير فكان كلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وثب على رقبته وظهره فيرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه رفعا رقيقا حتى يضعه فقالوا يا رسول الله إنك تصنع بهذا الغلام شيئا ما رأيناك تصنعه بأحد فقال إنه ريحانتي من الدنيا إن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين

ذكر تقبيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي على سرته

[ 6965 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كنت أمشي مع الحسن بن علي في طرق المدينة فلقينا أبا هريرة فقال للحسن اكشف لي عن بطنك جعلت فداك حتى أقبل حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله قال فكشف عن بطنه فقبل سرته ولو كانت من العورة ما كشفها

ذكر إثبات الجنة للحسين بن علي رضوان الله عليه وقد فعل

[ 6966 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا الربيع بن سعيد الجعفي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله أنه قال من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله

ذكر دعاء المصطفى الله صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي بالمحبة

[ 6967 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد أخبرني أبي أسامة بن زيد قال طرقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لبعض الحاجة وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو فلما فرغت من حاجتي قلت من هذا الذي أنت مشتمل عليه فكشف صلى الله عليه وسلم فإذا هو حسن وحسين على فخذيه فقال هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما

ذكر العلة التي من أجلها حرم أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا

[ 6968 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا شبابة بن سوار حدثنا يحيى بن إسماعيل بن سالم عن الشعبي قال بلغ بن عمر وهو بمال له أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة يومين أو ثلاثة فقال إلى أين فقال هذه كتب أهل العراق وبيعتهم فقال لا تفعل فأبى فقال له بن عمر إن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يريد منكم فأبى فاعتنقه بن عمر وقال أستودعك الله والسلام

ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي إنه ريحانته من الدنيا

[ 6969 ] أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت بن أبي نعم قال سمعت بن عمر وسأله رجل عن شيء قال شعبة سأله عن المحرم يقتل الذباب فقال عبد الله بن عمر يسألوني عن قتل الذباب وقد قتلوا بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هما ريحانتي من الدنيا بن أبي نعم هو عبد الرحمن

ذكر البيان بأن محبة الحسن والحسين مقرونة بمحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6970 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن صالح الأزدي حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي والحسن والحسين يثبان على ظهره فيباعدهما الناس فقال صلى الله عليه وسلم دعوهما بأبي هما وأمي من أحبني فليحب هذين

ذكر إثبات محبة الله جل وعلا لمحبي الحسين بن علي

[ 6971 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا وهيب بن خالد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى العامري أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا له فإذا حسين مع الصبيان يلعب فاستقبل أمام القوم ثم بسط يده فجعل الصبي يفرها هنا مرة وها هنا مرة وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى تحت قفاه ثم قنع رأسه فوضع فاه على فيه فقبله وقال حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط

ذكر البيان بأن حسين بن علي كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم

[ 6972 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا خلاد بن أسلم حدثنا النضر بن شميل حدثنا هشام بن حسان عن حفصة قالت حدثني أنس بن مالك قال كنت عند بن زياد إذ جيء برأس الحسين قال فجعل يقول بقضيبه في أنفه ويقول ما رأيت مثل هذا حسنا فقلت أما إنه كان من أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أنه مضاد للخبر الذي تقدم ذكرنا له

[ 6973 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس بن مالك قال لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي

ذكر الخبر الفاصل بين هذين الخبرين اللذين تضادا في الظاهر

[ 6974 ] أخبرنا محمد بن إسماعيل الثقفي حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا شبابة حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك

ذكر ملاعبة المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما

[ 6975 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسين فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش إليه فقال له عيينة بن بدر ألا أراه يصنع هذا بهذا فوالله إنه ليكون لي الولد قد خرج وجهه وما قبلته قط فقال النبي صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم

ذكر الخبر المصرح بأن هؤلاء الأربع الذي تقدم ذكرنا لهم أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6976 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا حدثنا الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع قال سألت عن علي في منزله فقيل لي ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه وعليا عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء أهلي قاله واثلة فقلت من ناحية البيت وأنا يا رسول الله من أهلك قال وأنت من أهلي قال واثلة إنها لمن أرجى ما أرتجي

ذكر البيان بأن محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم مقرونة بمحبة فاطمة والحسن والحسين وكذلك بغضه ببغضهم

[ 6977 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا مالك بن إسماعيل عن أسباط بن نصر عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة والحسن والحسين أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم

ذكر إيجاب الخلود في النار لمبغض أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6978 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا سليم بن حيان عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا أدخله الله النار

ذكر طلحة بن عبيد الله التيمي رضوان الله عليه وقد فعل

[ 6979 ] أخبرنا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعدين في أحد فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره لينهض على صخرة فلم يستطع فبرك طلحة بن عبيد الله تحته فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى جلس على الصخرة قال الزبير فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أوجب طلحة ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه فأتى المهراس وأتاه بماء في درقته فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشرب منه فوجد له ريحا فعافه فغسل به الدم الذي في وجهه وهو يقول اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر وصف الجراحات التي أصيب طلحة يوم أحد مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6980 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث حدثنا شبابة بن سوار عن إسحاق بن يحيى بن طلحة حدثنا عيسى بن طلحة عن عائشة قالت قال أبو بكر رضى الله تعالى عنه لما صرف الناس يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أول من جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال فجعلت أنظر إلى رجل بين يديه يقاتل عنه ويحميه فجعلت أقول كن طلحة فداك أبي وأمي مرتين قال ثم نظرت إلى رجل خلفي كأنه طائر فلم أنشب أن أدركني فإذا أبو عبيدة بن الجراح فدفعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا طلحة بين يديه صريع فقال صلى الله عليه وسلم دونكم أخوكم فقد أوجب قال وقد رمي في جبهته ووجنته فأهويت إلى السهم الذي في جبهته لأنزعه فقال لي أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني قال فتركته فأخذ أبو عبيدة السهم بفيه فجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله بفيه ثم أهويت إلى السهم الذي في وجنته لأنزعه فقال أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني فأخذ السهم بفيه وجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله وكان طلحة أشد نهكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم أشد منه وكان من أصحاب طلحة بضعة وثلاثون بين طعنة وضربة ورمية

ذكر السبب الذي من أجله شلت يد طلحة رضوان الله عليه

[ 6981 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد

ذكر الزبير بن العوام بن خويلد رضوان الله عليه وقد فعل
[ 6982 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش حدثنا عتيق بن يعقوب حدثني أبي حدثني الزبير بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال عبد الله بن الزبير لأبيه يا أبت حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحدث عنك فإن كل أبناء الصحابة يحدث عن أبيه قال يا بني ما من أحد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبة إلا وقد صحبته مثلها أو أفضل ولقد علمت يا بني أن أمك أسماء بنت أبي بكر كانت تحتي ولقد عملت أن عائشة بنت أبي بكر خالتك ولقد علمت أن أمي صفية بنت عبد المطلب وأن أخوالي حمزة بن عبد المطلب وأبو طالب والعباس وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بن خالي ولقد علمت أن عمتي خديجة بنت خويلد وكانت تحته وأن ابنتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد علمت أن أمه صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة وأن أم صفية وحمزة هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ولقد صحبته بأحسن صحبة والحمد لله ولقد سمعته صلى الله عليه وسلم يقول من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار
ذكر إثبات الشهادة للزبير بن العوام
[ 6983 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب حدثني معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحرك بهم الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسكن حراء فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد

ذكر جمع المصطفى صلى الله عليه وسلم أبويه للزبير بن العوام

[ 6984 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عبد الله بن الزبير عن الزبير بن العوام قال جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم قريظة فقال بأبي وأمي

ذكر البيان بأن الزبير بن العوام كان حواري المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 6985 ] أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا أخبرنا عيسى بن حماد بن زغبة أخبرنا الليث بن سعد عن هاشم بن عروة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق من رجل يأتينا بخبر بني قريظة فقال الزبير أنا فذهب على فرسه فجاء بخبرهم ثم قال الثانية فقال الزبير أنا ثم قال الثالثة فقال الزبير أنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي حواري وحواري الزبير بن العوام

ذكر سعد بن أبي وقاص الزهري رضوان الله عليه وقد فعل

[ 6986 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد أن عبد الله بن عامر بن ربيعة أخبره أن عائشة كانت تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه قال فقلت ما شأنك يا رسول الله قال ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة قال فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قال سعد بن مالك قال ما جاء بك قال جئت لأحرسك يا رسول الله قال فسمعت غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه

ذكر رؤية سعد جبريل ومكائيل يوم أحد

[ 6987 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين علهيما ثياب بيض ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل ومكائيل

ذكر جمع المصطفى صلى الله عليه وسلم أبويه لسعد بن أبي وقاص

[ 6988 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه وسفيان عن مسعر عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد عن علي قال ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلا لسعد فإنه قال له يوم أحد ارم فداك أبي وأمي

ذكر البيان بأن سعدا أول من رمى من العرب بالسهم في سبيل

[ 6989 ] أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا معتمر قال سمعت إسماعيل عن قيس عن سعد قال والله إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله وإن كنا لنغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين لقد خبت إذا وضل عملي

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لسعد باستجابة دعائه أي وقت دعاه

[ 6990 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا جعفر بن عون حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال سمعت سعدا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم استجب له إذا دعاك يعني سعدا

ذكر إثبات الجنة لسعد بن أبي وقاص

[ 6991 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الله بن عيسى الرقاشي حدثنا أيوب عن نافع عن بن عمر قال كنا قودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة قال وليس منا أحد إلا وهو يتمنى أن يكون من أهل بيته فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع

ذكر الآي التي أنزل الله جل وعلا وكان سببهما سعد بن أبي وقاص

[ 6992 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت مصعب بن سعد عن أبيه قال أنزلت في أربع آيات أصبت سيفا فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله نفلنيه قال ضعه ثم قلت يا رسول الله نفلنيه واجعلني كمن لا غناء له قال ضعه من حيث أخذت فنزلت هذه الآية يسألونك عن الأنفال وصنع رجل من الأنصار طعاما فدعانا فشربنا الخمر حتى انتشينا فتفاخرت الأنصار وقريش فقالت الأنصار نحن أفضل منكم وقالت قريش نحن أفضل فأخذ رجل من الأنصار لحي جزور فضرب أنف سعد ففزره فكان أنف سعد مفزورا قال فنزلت هذه الآية إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون وقالت أم سعد ألي قد أمر الله بالبر والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر قال فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها فنزلت هذه الآية ووصينا الإنسان بوالديه حسنا الآية قال ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض يعودني قلت يا رسول الله أوصي بمالي كله قال لا قلت فبثلثيه قال لا قلت فبنصفه قال لا قلت فبثلثه قال فسكت

ذكر سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضوان الله عليه وقد فعل

[ 6993 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا الحوضي عن شعبة عن الحر بن الصياح عن عبد الرحمن بن الأخنس أنه كان في المسجد فذكر المغيرة عليا فنال منه فقام سعيد بن زيد فقال أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أني سمعته يقول عشرة في الجنة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة بن عبيد الله في الجنة والزبير بن العوام في الجنة وسعد بن مالك في الجنة وعبد الرحمن بن عوف بن الجنة ولو شئت لسميت العاشر قالوا من هو فسكت فقالوا من هو فقال سعيد بن زيد

ذكر عبد الرحمن بن عوف الزهري رضوان الله عليه وقد فعل

[ 6994 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن الصباح حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال كان بين عبد الرحمن وخالد بن الوليد شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
[ 6995 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف والجندي قالا حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن صخر بن عبد الله عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إن أمركن لمما يهمني بعدي ولن يصبر عليكن بعدي إلا الصابر قال ثم تقول فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة تريد عبد الرحمن بن عوف وكان قد وصل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بمال بيع بأربعين ألفا

ذكر إثبات الجنة لعبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه

[ 6996 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا علي بن المديني حدثنا بن إدريس قال سمعت حصينا يذكر عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم المازني قال قام خطباء يتناولون عليا رضى الله تعالى عنه وفي الدار سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فأخذ بيدي وقال ألا ترى هذا الرجل الذي أرى يلعن رجلا من أهل الجنة وأشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم فقلت من التسعة فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء فقال اثبت حراء فإن عليك نبيا وصديقا وشهيدا قلت من هم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف قلت من العاشر فتفكر ساعة ثم قال أنا

ذكر أبي عبيدة بن الجراح رضى الله تعالى عنه وقد فعل

[ 6997 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا محمد بن عبيد المحاربي حدثنا عبد العزيز أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح نعم الرجل أسيد بن حضير نعم الرجل ثابت بن قيس شماس نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح بئس الرجل فلان وفلان سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمهم لنا سهيل

ذكر البيان بأن أبا عبيدة بن الجراح كان من أحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر وعمر

[ 6998 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عمرو بن العاص قال قيل يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل من الرجال قال أبو بكر قيل ثم من قال عمر قيل ثم من قال أبو عبيدة بن الجراح

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي عبيدة بن الجراح بالأمانة

[ 6999 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران لأبعثن عليكم أمينا حق أمين فاستشرف لها الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح

ذكر البيان بأن هذا الخطاب كان من المصطفى لأسقفي نجران

[ 7000 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أسقفا نجران العاقب والسيد فقالوا ابعث معنا رجل أمينا حق أمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبعثن معكم أمينا فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا أبا عبيدة بن الجراح فأرسله معهم

ذكر البيان بأن العرب تنسب المرء إلى فضيلة تغلب على سائر فضائله بلفظ الانفراد بها

[ 7001 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح

ذكر إثبات الجنة لأبي عبيدة بن الجراح

[ 7002 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة والزبير في الجنة وطلحة في الجنة وابن عوف في الجنة وسعد في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة قال أبو حاتم ليس ذكر أبي عبيدة أنه في الجنة مضموما إلى العشرة إلا في هذا الخبر وهؤلاء الذين ذكرناهم من أول هذا النوع إلى هذا الموضع هم أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أذكر بعد هؤلاء من رويت له فضيلة صحيحة وكان موته في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم إلى جنته إن يسر الله ذلك وشاءه

ذكر خديجة بنت خويلد بن أسد زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضى الله تعالى عنه

[ 7003 ] أخبرنا الحسين بن سفيان حدثنا أحمد بن سفيان أبو سفيان وعبيد الله بن فضالة أبو قديد قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون

ذكر بشرى المصطفى صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت في الجنة

[ 7004 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت بن أبي أوفى يقول بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت في الجنة من قصب لا سخب فيه ولا نصب

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر بهذا الفعل الذي وصفناها

[ 7005 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت بن إسحاق حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا سخب فيه ولا نصب

ذكر تعاهد المصطفى صلى الله عليه وسلم أصدقاء خديجة بالبر بعد وفاتها

[ 7006 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا سهل بن عثمان العسكري حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة يقول اذهبوا بذي إلى أصدقاء خديجة قالت فأغضبته يوما فقال صلى الله عليه وسلم إني رزقت حبها

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 7007 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا هشام بن عمار حدثنا أسد بن موسى حدثنا المبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بشيء قال اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة

ذكر إكثار المصطفى صلى الله عليه وسلم
ذكر خديجة بعد وفاتها
[ 7008 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر ذكر خديجة قلت لقد أخلفك الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين فتمعر وجهه صلى الله عليه وسلم تمعرا ما كنت أراه منه إلا عند نزول الوحي وإذا رأى المخيلة حتى يعلم أرحمة أو عذاب

ذكر البيان بأن جبريل صلى الله عليه وسلم أقرأ خديحة من ربها السلام

[ 7009 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال أتى جبريل صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليه من ربها السلام وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا سخب فيه ولا نصب بن فضيل هو محمد بن فضيل بن غزان قاله الشيخ

ذكر البيان بأن خديحة من أفضل نساء أهل الجنة في الجنة

[ 7010 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن أبان الواسطي حدثنا داود بن أبي فرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن بن عباس قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض خطوطا أربعة قال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون قال أبو حاتم ماتت خديجة بمكة قبل هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين

ذكر البراء بن معرور بن صخر بن خنساء رضوان الله عليه

[ 7011 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني حدثنا عمار بن الحسن الهمداني حدثنا سلمة بن الفضل عن بن إسحاق حدثني معبد بن كعب بن مالك عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه وغيره أنهم واعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقوه من العام القابل بمكة فيمن تبعهم من قومهم فخرجوا من العام القابل سبعون رجلا فيمن خرج من أرض الشرك من قومهم قال كعب بن مالك حتى إذا كنا بظاهر البيداء قال البراء بن معرور بن صخر بن خنساء وكان كبيرنا وسيدنا قد رأيت رأيا والله ما أدري أتوافقوني عليه أم لا إني قد رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر يريد الكعبة وإني أصلي إليها فقلنا لا تفعل وما بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلا إلى الشام وما كنا نصلي إلى غير قبلته فأبينا عليه ذلك وأبى علينا وخرجنا في وجهنا ذلك فإذا حانت الصلاة صلى إلى الكعبة وصلينا إلى الشام حتى قدمنا مكة قال كعب بن مالك قال لي البراء بن معرور والله يا بن أخي قد وقع في نفسي ما صنعت في سفري هذا قال وكنا لا نعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا نعرف العباس بن عبد المطلب كان يختلف إلينا بالتجارة ونراه فخرجنا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة حتى إذا كنا بالبطحاء لقينا رجلا فسألناه عنه فقال هل تعرفانه قلنا لا والله قال فإذا دخلتم فانظروا الرجل الذي مع العباس جالسا فهو هو تركته معه الآن جالسا قال فخرجنا حتى جئناه صلى الله عليه وسلم فإذا هو مع العباس فسلمنا عليهما وجلسنا إليهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تعرف هذين الرجلين يا عباس قال نعم هذان الرجلان من الخزرج وكانت الأنصار إنما تدعى في ذلك الزمان أوسها وخزرجها هذا البراء بن معرور وهو رجل من رجال قومه وهذا كعب بن مالك فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاعر قال نعم قال البراء بن معرور يا رسول الله إني قد صنعت في سفري هذا شيئا أحببت أن تخبرني عنه فإنه قد وقع في نفسي منه شيء إني قد رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر وصليت إليها فعنفني أصحابي وخالفوني حتى وقع في نفسي من ذلك ما وقع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك قد كنت على قبلة لو صبرت عليها ولم يزده على ذلك قال ثم خرجنا إلى منى فقضينا الحج حتى إذا كان وسط أيام التشريق اتعدنا نحن ورسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة فخرجنا من جوف الليل نتسلل من رحالنا ونخفي ذلك ممن معنا من مشركي قومنا حتى إذا اجتمعنا عند العقبة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب فتلا علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فأجبناه وصدقناه وآمنا به ورضينا بما قال ثم إن العباس بن عبد المطلب تكلم فقال يا معشر الخزرج إن محمدا منا حيث قد علمتم وإنا قد منعناه ممن هو على مثل ما نحن عليه وهو في عشيرته وقومه ممنوع فتكلم البراء بن معرور وأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بايعنا قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم ونساءكم وأبناءكم قال نعم والذي بعثك بالحق فنحن والله أهل الحرب ورثناها كابرا عن كابر قال أبو حاتم مات البراء بن معرور بالمدينة قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إياها بشهر وأوصى أن يوجه في حفرته نحو الكعبة ففعل به ذلك وأما ترك أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم إياه بإعادة الصلاة التي صلاها نحو الكعبة حيث كان الفرض عليهم استقبال بيت المقدس كان ذلك لأن البراء أسلم لما شاهد المصطفى صلى الله عليه وسلم فمن أجله لم يأمره بإعادة تلك الصلاة

ذكر أسعد بن زرارة بن عدس رضوان الله عليه

[ 7012 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني حدثنا يحيى بن سليم عن بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتتبع الناس في منازلهم في الموسم ومجنة وعكاظ وفي منازلهم بمنى يقول من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة فلا يجد صلى الله عليه وسلم أحدا ينصره ولا يؤويه حتى إن الرجل ليرحل من مصر أو من اليمن إلى ذي رحمه فيأتيه قومه فيقولون له احذر غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله فيشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله له من يثرب فيأتيه الرجل فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام فائتمرنا واجتمعنا فقلنا حتى متى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدنا شعب العقبة فقال عمه العباس يا أهل يثرب فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين فلما نظر في وجوهنا قال هؤلاء قوم لا أعرفهم هؤلاء أحداث فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا يأخذكم في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم وتمنعوني ما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم فلكم الجنة فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين إلا أنا قال رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم وعلى قتل خياركم ومفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله قالوا يا أسعد أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها قال فقمنا إليه رجل رجل فأخذ علينا شريطة العباس وضمن على ذلك الجنة قال أبو حاتم مات أسعد بعد قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمدينة بأيام والمسلمون يبنون المسجد

ذكر البيان بأن أسعد بن زرارة هو الذي جمع أول جمعة بالمدينة قبل قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم إياها

[ 7013 ] أخبرنا محمد بن أبي عون الرياني حدثنا عمار بن الحسن الهمداني حدثنا سلمة بن الفضل عن بن إسحاق قال فحدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه أن عبد الله بن كعب بن مالك أخبره قال كنت قائد أبي بعدما ذهب بصره وكان لا يسمع الأذان بالجمعة إلا قال رحمة الله على أسعد بن زرارة قال قلت يا أبت إنه لتعجبني صلاتك على أبي أمامة كلما سمعت بالأذان بالجمعة فقال أي بني كان أول من جمع الجمعة بالمدينة في حرة بني بياضة في نقيع يقال له الخضمات قلت وكم أنتم يومئذ قال أربعون رجلا

ذكر حارثة بن النعمان رضوان الله عليه

[ 7014 ] حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عمرة عن عائشة أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت قراءة فقلت من هذا قيل هذا حارثة بن النعمان كذاكم البر كذاكم البر

ذكر السبب الذي من أجله مدح حارثة بن النعمان بالبر

[ 7015 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا أدور في الجنة سمعت صوت قارئ فقلت من هذا فقالوا حارثة بن النعمان كذلك البر قال وكان أبر الناس بأمه

ذكر حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليه

[ 7016 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن نوفل بن عبد مناف في زمن معاوية فأدربنا مع الناس فلما قفلنا ودنا حمص فكان وحشي مولى جبير بن مطعم قد سكنها وأقام بها فلما قدمناها قال لي عبيد الله بن عدي هل لك في أن نأتي وحشيا فنسأله عن حمزة كيف كان قتله له قال فخرجنا حتى جئناه فإذا هو بفناء داره على طنفسة وإذا هو شيخ كبير فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي قال بن لعدي بن الخيار قال نعم قال أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذوي طوى فإني ناولتها إياك وهي على بعيرها فأخذتك فلمعت لي قدماك حين رفعتك إليها فوالله ما هو إلا أن وقفت علي فرأيتها فعرفتها فجلسنا إليه فقلنا جئناك لتحدثنا عن قتل حمزة كيف قتلته قال أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك كنت غلاما لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد قال لي جبير بن مطعم إن قتلت حمزة عم محمد صلى الله عليه وسلم بعمي طعيمة فأنت عتيق قال فخرجت وكنت حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطىء بها شيئا فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهز الناس بسيفه هزا ما يقوم له شيء فوالله إني لأتهيأ له أريده وأتاني عجزا إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال هلم يا بن مقطعة البظور قال ثم ضربه فوالله لكأنما أخطأ رأسه قال وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت بين رجليه فذهب لينوء نحوي فغلب وتركته وإياها حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى الناس فقعدت في العسكر ولم يكن لي بعده حاجة إنما قتلته لأعتق فلما قدمت مكة عتقت

ذكر البيان بأن وحشيا لما أسلم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغيب عن وجهه لما كان منه في حمزة ما كان

[ 7017 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي وكان واحد زمانه حدثنا محمد بن مشكان السرخسي حدثنا حجين بن المثنى أبو عمر البغدادي حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بن أخي الماجشون عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار غلى الشام فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة قلت نعم قال وكان وحشي يسكن حمص قال فسألناه عنه فقيل لنا هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت قال فجئنا حتى وقفنا عليه فسلمنا فرد السلام قال وعبيد الله معتجر بعمامة ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه قال فقال له عبيد الله يا وحشي أتعرفني فنظر إليه وقال لا والله إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم القتال بنت أبي العيص فولدت له غلاما بمكة فاسترضعه فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني نظرت إلى قدميك قال فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال ألا تخبرنا بقتل حمزة قال نعم إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر قال فقال لي مولاي جبير بن معطم إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر قال فما أن خرج الناس عام عينين قال وعينين جبل تحت أحد بينه وبين واد قال فخرجت مع الناس إلى القتال فلما اصطفوا للقتال خرج سباع أبو نيار قال فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال يا سباع يا بن أم أنمار يا بن مقطعة البظور تحاد الله ورسوله قام ثم شد عليه فكان كأمس الذاهب قال وانكمنت لحمزة مر علي فلما أن دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه قال فكان ذلك العهد به فلما رجع الناس رجعت مهم فأقمت بمكة حتى نشأ فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف قال وأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا قال وقيل له إنه لا يهيج الرسل قال فجئت فيهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنت وحشي قلت نعم قال أنت قتلت حمزة قال قلت قد كان من الأمر ما بلغك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما تستطيع أن تغيب عني وجهك قال فخرجت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج مسيلمة الكذاب قال قلت لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافىء به حمزة قال فخرجت مع الناس فكان من أمرهم ما كان قال وإذا رجيل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ما نرى رأسه قال فأرميه بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه قال ودب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته قال عبد الله بن الفضل وأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول قالت جارية على ظهر البيت إن أمير المؤمنين قتله العبد الأسود

ذكر الإخبار بما كفن فيه حمزة بن عبد المطلب يومئذ

[ 7018 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت أبي يقول أتي عبد الرحمن بن عوف وكان صائما بطعام فجعل يبكي فقال قتل حمزة فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوب واحد وقتل مصعب بن عمير فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوب واحد ولقد خشيت أن تكون قد عجلت طيباتنا في حياتنا الدنيا قال وجعل يبكي

ذكر مصعب بن عمير أحد بني عبد الدار بن قصي رضى الله تعالى عنه

[ 7019 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال أتينا خبابا نعوده فقال إنا هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله فوقع أجورنا على الله فمنا من مضى لم يأكل من حسناته شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد وترك بردة فكنا إذا جعلناها على رجليه بدا رأسه وإذا جعلناها على رأسه بدت رجلاه ومنا من أينعت ثمرته فهو يهدبها فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعلها على رأسه ثم نجعل على رجليه شيئا من إذخر

ذكر عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر رضوان الله عليه

[ 7020 ] أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا أبي حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال أمر أبي بخزيرة فصنعت ثم أمرني فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو في منزله فقال ما هذا يا جابر ألحم ذا قلت لا ولكنها خزيرة فأمر بها فقبضت فلما رجعت إلى أبي قال هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت نعم فقال هل قال شيئا فقلت نعم قال ما هذا يا جابر ألحم ذا فقال أبي عسى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتهى اللحم فقام إلى داجن له فذبحها ثم أمر بها فشويت ثم أمرني فحملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت إليه وهو في مجلسه ذلك فقال ما هذا يا جابر فقلت يا رسول الله رجعت إلى أبي فقال هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت نعم فقال هل قال شيئا قلت نعم قال ما هذا ألحم ذا فقال أبي عسى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتهى اللحم فقام إلى داجن عنده فذبحها ثم أمر بها شويت ثم أمرني فحملتها إليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جزى الله الأنصار عنا خيرا ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة

ذكر إظلال الملائكة بأجنحتها عبد الله بن عمرو بن حرام إلى أن دفن

[ 7021 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرا يقول لما قتل أبي يوم أحد جعلت أبكي وأكشف الثوب عن وجهه وجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوني فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تبكه ما زالت الملائكة بأجنحتها تظله حتى دفنتموه

ذكر البيان بأن الله جل وعلا كلم عبد الله بن عمرو بن حرام بعد أن أحياه كفاحا

[ 7022 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش قال سمعت جابرا يقول لقيني النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا جابر ما لي أراك منكسرا فقلت يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالا ودينا فقال ألا أبشرك بما لقي الله به أباك قلت بلى يا رسول الله قال ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وإن الله أحيى أباك فكلمه كفاحا فقال يا عبدي تمن أعطك قال تحييني فأقتل قتلة ثانية قال الله إني قضيت أنهم لا يرجعون ونزلت هذه الآية ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
ذكر أنس بن النض

[ 7023 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال عمي أنس بن النضر سميت به ولم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليه فقال أول مشهدة شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه أما والله لئن أراني مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد ليرين الله ما أصنع قال فهاب أن يقول غيرها فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من العام المقبل فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا أبا عمرو أين قال واها لريح الجنة أجدها دون أحد فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون بين ضربة وطعنة ورمية فقالت عمتي أخته فما عرفت أخي إلا ببنانه قال ونزلت هذه الآية { رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }

ذكر عمرو بن الجموح رضوان الله عليه

[ 7024 ] أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي حدثنا علي بن المديني حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير بن فاكه السلمي قال سمعت طلحة بن خراش قال سمعت جابرا يقول جاء عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال يا رسول الله من قتل اليوم دخل الجنة قال نعم قال فوالذي نفسي بيده لا أرجع إلى أهلي حتى أدخل الجنة فقال له عمر بن الخطاب يا عمرو لاتأل على الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عمر فإن منهم من لو أقسم على الله لأبره منهم عمرو بن الجموح يخوض في الجنة بعرجته

ذكر حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة رضوان الله عليه

[ 7025 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وقد كان الناس انهزموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى بعضهم إلى دون الأعراض على جبل بناحية المدينة ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان حنظلة بن أبي عامر التقى هو وأبو سفيان بن حرب فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود فعلاه شداد بالسيف حتى قتله وقد كاد يقتل أبا سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صاحبكم حنظلة تغسله الملائكة فسلوا صاحبته فقالت خرج وهو جنب لما سمع الهائعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاك قد غسلته الملائكة

ذكر سعد بن معاذ الأنصاري رضوان الله عليه

[ 7026 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا أمامة بن سهل يحدث عن أبي سعيد الخدري أن بني قريظة نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فجاء على حمار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى خيركم أو إلى سيدكم قال إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك قال فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذريتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله وقال مرة لقد حكمت بحكم الملك

ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ بالكون معه في المسجد تلك الأيام قصدا لعيادته

[ 7027 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الرحمن بن المتوكل القارىء حدثنا يحيى بن أبي زائدة أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على سعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب

ذكر وصف دعاء سعد بن معاذ لما فرغ من قتل بني قريظة

[ 7028 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة قالت خرجت يوم الخندق أقفو أثر الناس فسمعت وئيد الأرض من ورائي فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد وكان من أعظم الناس وأطولهم قال فمر وهو يرتجز ويقول
لبث قليلا يدرك الهيجا حمل
ما أحسن الموت إذا حان الأجل قالت فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين فيهم عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال عمر ويحك ما جاء بك لعمري والله إنك لجريئة ما يؤمنك أن يكون تحوز أو بلاء قالت فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض قد انشقت فدخلت فيها وفيهم رجل عليه نصيفة له فرفع الرجل النصيف عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله فقال ويحك يا عمر إنك قد أكثرت منذ اليوم وأين الفرار إلا إلى الله قالت ورمى سعدا رجل من المشركين يقال له بن العرقة بسهم قال خذها وأنا بن العرقة فأصاب أكحله فقطعها فقال اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية فبرأ كلمه وبعث الله الريح على المشركين فكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا فلحق أبو سفيان بتهامة ولحق عيينة ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا بصياصيهم فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمر بقبة من أدم فضربت على سعد في المسجد ووضع السلاح قالت فأتاه جبريل فقال أو قد وضعت السلاح فوالله ما وضعت الملائكة السلاح اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل ولبس لأمته فخرج فمر على بني غنم وكانوا جيران المسجد فقال من مر بكم قال مر بنا دحية الكلبي فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين يوما فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم قيل لهم انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشاروا أبا لبابة فأشار إليهم أنه الذبح فقالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فنزلوا على حكم سعد وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فحمل على حمار وعليه إكاف من ليف وحف به قومه فجعلوا يقولون يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت فلا يرجع إليهم قولا حتى إذا دنا من ذراريهم التفت إلى قومه فقال قد آن لسعد أن لا يبالي في الله لومة لائم فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم فأنزلوه قال عمر سيدنا الله قال أنزلوه فأنزلوه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم احكم فيهم قال إني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله ثم دعا الله سعد فقال اللهم إن كنت أبقيت على نبيك صلى الله عليه وسلم من حرب قريش شيئا فأبقني لها وإن كنت قطعت بينهم وبينهم فاقبضني إليك فانفجر كلمه وكان قد برأ منه حتى ما بقي منه إلا مثل الحمص قالت فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع سعد إلى بيته الذي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر قالت فوالذي نفسي بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي وكانوا كما قال الله رحماء بينهم قال علقمة فقلت أي أمه فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قالت كان عيناه لا تدمع على أحد ولكنه إذا وجد إنما هو آخذ بلحيته

ذكر استبشار العرش وارتياحه لوفاة سعد بن معاذ

[ 7029 ] أخبرنا عمران بن موسى السختياني حدثنا محفوظ بن أبي توبة ومحمد بن عبد الله العصار قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم اهتز لها عرش الرحمن قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم اهتز له عرش الرحمن يريد به استبشر وارتاح كقوله الله جل وعلا فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت يريد به ارتاحت واخضرت

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم اهتز لها أراد به وفاته دون الجنازة

[ 7030 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا محمد بن قدامة حدثنا عبيدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة قالت سمعت أسيد بن حضير يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن العرش في هذا الخبر هو السرير

[ 7031 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن حدثني أبي عن الأعمش عن أبي صالح وأبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ

ذكر طعن المنافقين في جنازة سعد لخفتها

[ 7032 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف حدثنا محمد بن سواء حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وجنازة سعد موضوعة اهتز لها عرش الرحمن فطفق المنافقون في جنازته وقالوا ما أخفها فبلغ لك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنما كانت تحمله الملائكة معهم

ذكر فتح أبواب السماء لوفاة سعد بن معاذ رضى الله تعالى عنه

[ 7033 ] أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا محمد بن خالد الوهبي حدثنا محمد بن عمرو عن يحيى بن سعيد ويزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد هذا الرجل الصالح الذي فتحت له أبواب السماء شدد عليه ثم فرج عنه

ذكر البيان بأن سعد بن معاذ فرج الله عنه عما شدد عليه من عذاب القر بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 7034 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا بن فضيل عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن بن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره يعني سعد بن معاذ فاحتبس فلما خرج قيل يا رسول الله ما حبسك قال ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله فكشف عنه

ذكر وصف مناديل سعد بن معاذ في الجنة

[ 7035 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا من حرير فجعل الناس يلمسونه ويعجبون منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تتعجبون منه مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منه

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أبا إسحاق لم يسمع هذا الخبر من البراء

[ 7036 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة قال أخبرنا أبو إسحاق سمعت البراء يقول أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب حرير فجعلوا يلمسونه ويتعجبون من لينه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذا أو خير من هذا قال شعبة وحدثني قتادة حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا

ذكر البيان بأن ذلك الثوب الذي لبسه المصطفى صلى الله عليه وسلم كان منسوجا بالذهب

[ 7037 ] أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو حدثنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال دخلت على أنس بن مالك فقال لي من أنس قلت أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال إنك بسعد لشبيه ثم بكى فأكثر البكاء قال رحمة الله على سعد كان من أعظم الناس وأطولهم ثم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى أكيدر دومة فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحبة ديباج منسوج فيها الذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على المنبر أو جلس فلم يتكلم ثم نزل فجعل الناس يلمسون الجبة وينظرون إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون منها قالوا ما رأينا ثوبا قط أحسن منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون

ذكر البيان بأن لبس المصطفى صلى الله عليه وسلم الجبة المنسوجة بالذهب كان ذلك قبل تحريم الله جل وعلا لبسها على الرجال من أمته

[ 7038 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن ثعلبة بن سواء حدثني عمي محمد بن سواء حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس أن أكيدر دومة أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة سندس فلبسها وذلك قبل أن يحرم الحرير فتعجب الناس من حسنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ أحسن منها في الجنة

ذكر خبيب بن عدي رضى الله تعالى عنه

[ 7039 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت فانطلقوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة نزولا فذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فاتبعوهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى نزلوا منزلا نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر من تمر المدينة فقيل هذا من تمر أهل يثرب فاتبعوا آثارهم حتى لحقوهم فلما آنسهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلا فقال عاصم أما أنا فلا أنزل في ذمة قوم كافرين اللهم أخبر عنا رسولك فقاتلوهم في بيوتهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر وبقي خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة ورجل آخر فأعطوهم العهد والميثاق أن ينزلوا إليهم فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فنادى الرجل الثالث الذي معهما هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم فجروه فأبى أن يتبعهم وقال لي في هؤلاء أسوة فضربوا عنقه وانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر وكان الحارث قتل يوم بدر فمكث عندهم أسيرا حتى إذا اجتمعوا على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث يستحد به فأعارته قالت فغفلت عن صبي لي حتى أتاه فأخذه فأضجعه على فخذه والموسى في يده فلما رأيته فزعت فزعا شديدا فقال خشيت أن أقتله ما كنت لأفعل إن شاء الله قال فكانت تقول ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقا رزقه الله إياه ثم خرجوا به من الحرم ليقتلوه فقال دعوني أصلي ركعتين فصلى ركعتين ثم قال لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت فكان أول من سن الركعتين عند القتل ثم قال
ولست أبالي حين أقتل مسلما
على أي شق كان لله مصرعي ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله وبعثت قريش إلى موضع عاصم تريد الشيء من جسده ليعرفوه وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر فبعث الله عليه مثل الظلة فلم يقدروا على شيء منه هكذا حدثنا بن قتيبة من كتابه فقاتلوهم في بيوتهم وإنما هو فقاتلوهم من ثبوتهم
[ 7040 ] أخبرناه عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا عبد الرزاق بإسناده نحوه وقال في آخره فبعث الله عليهم مثل الظلة من الدبر فلم يقدروا على شيء والدبر الزنابير

ذكر أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي رضى الله تعالى عنه

[ 7041 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه وقال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فصاح ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المقربين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر له ولنا يا رب العالمين اللهم افسح له في قبره ونور له فيه

ذكر زيد بن حارثة بن شراحيل رضوان الله عليه

[ 7042 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة حدثني سالم بن عبد الله بن عمر أن بن عمر قال ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن { ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله }

ذكر محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة

[ 7043 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال فرض عمر لأسامة بن زيد أكثر مما فرض لي فقلت إنما هجرتي وهجرة أسامة واحدة قال إن أباه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك وإنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وإنما هاجر بك أبواك

ذكر البيان بأن زيد بن حارثة كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 7044 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامه بن زيد فطعن بعض الناس في إمرته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن تطعنوا في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل وايم الله إن كان خليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده
[ 7045 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال جاء زيد بن حارثة يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عليك أهلك فنزلت { وتخفي في نفسك ما الله مبديه }

ذكر جعفر بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه

[ 7046 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم وهانئ بن هانيء عن علي رضوان الله عليه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر أشبهت خلقي وخلقي

ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم جعفرا يطير في الجنة

[ 7047 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا أحمد بن منصور المروزي زاج حدثني يحيى بن نصر بن حاجب القرشي حدثني أبي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت جعفرا ملكا يطير بجناحيه في الجنة

ذكر عبد الله بن رواحة رضوان الله عليه

[ 7048 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا سليمان بن حرب حدثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير قال قدم علنيا عبد الله بن رباح الأنصاري وكانت الأنصار تفقهه فأتيته وقد اجتمع إليه ناس من الناس فقال حدثنا أبو قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء قال عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فوثب جعفر فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما كنت أرغب أن تستعمل علي زيدا فقال امض فإنك لا تدري في أي ذلك خير فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر أن ينادى الصلاة جامعة فقال ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيدا استغفروا له فاستغفر له الناس ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا إستغفروا له ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فثبتت قدماه حتى قتل شهيدا استغفروا له ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضبعيه ثم قال اللهم هو سيف من سيوفك انتصر به فمن يومئذ سمي خالد بن الوليد سيف الله قال أبو حاتم من ذكر أبي عبيدة بن الجراح إلى هاهنا هم الذين ماتوا أو قتلوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن قبض الله جل وعلا رسوله الله صلى الله عليه وسلم إلى جنته ثم إنا ذاكرون بعده هؤلاء المهاجرين من قريش من صحت له الفضيلة مروية ثم نعقبهم الأنصار إن يسر الله ذلك وسهله

ذكر العباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه

[ 7049 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري حدثني كثير بن العباس بن عبد المطلب عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فلزمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء وربما قال بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض على بغلته قبل الكفار قال العباس وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها وهو لا يألو يسرع نحو المشركين وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباس ناد يا أصحاب السمرة وكنت رجلا صيتا وقلت بأعلى صوت يا أصحاب السمرة فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها يقولون يا لبيك يا لبيك فأقبل المسلمون فاقتتلوا هم والكفار فنادت الأنصار يا معشر الأنصار ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فنادوا يا بين الحارث الخزرج قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حين حمي الوطيس ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب الكعبة انهزموا ورب الكعبة قال فذهب أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصياته فما أرى حدهم إلا كليلا وأمرهم إلا مدبرا حتى هزمهم الله قال وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته

ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم للعباس إنه صنو أبيه

[ 7050 ] أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا شبابة حدثنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عم الرجل صنو أبيه

ذكر نقل العباس بن عبد المطلب الحجارة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند بناء الكعبة

[ 7051 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج عن عمرو بن دينار قال سمعت جابرا يقول لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل إزارك على رقبتك ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره

ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم عمه العباس بالجود والوصل

[ 7052 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري عن محمد بن طلحة التيمي عن أبي سهيل بن مالك عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز بعثا في موضع سوق النخاسين اليوم إذ طلع العباس بن عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس عم نبيكم أجود قريش كفا وأوصلها

ذكر عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه

[ 7053 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا ورقاء بن عمر قال سمعت عبيد الله بن أبي يزيد يحدث عن بن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم الخلاء فوضعت له وضوءا فلما خرج قال من وضع هذا قالوا بن عباس قال اللهم فقهه

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن عباس بالحكمة

[ 7054 ] أخبرنا شباب بن صالح حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن خالد عن عكرمة عن بن عباس قال ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فقال اللهم علمه الحكمة

ذكر وصف الفقه والحكمة اللذين دعا المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن عباس بهما

[ 7055 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كنت في بيت ميمونة بنت الحارث فوضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طهورا فقال من وضع هذا قالت ميمونة عبد الله فقال صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين وعلمه التأول

ذكر أسامة بن زيد بن حارثة رضى الله تعالى عنه

[ 7056 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن الصباح الدولابي منذ ثمانين سنة حدثنا شريك عن العباس بن ذريح عن البهي عن عائشة قالت عثر أسامة بن زيد بعتبة الباب فشج وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أميطي عنه الأذى فقذرته قالت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمجها ويقول لو كان أسامة جارية لحليته وكسوته حتى أنفقه

ذكر سرور المصطفى صلى الله عليه وسلم بقول مجزز في أسامة ما قال

[ 7057 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي حدثنا سريج بن يونس حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا فقال يا عائشة ألم تري إلى مجزز المدلجي دخل علي فرأى أسامة وزيدا عليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض
ذكر الأمر بمحبة أسامة بن زيد إذ النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبه
[ 7058 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا الحسن بن حريث أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسح مخاط أسامة بن زيد فقالت عائشة دعني حتى أكون أنا الذي أفعله قال يا عائشة أحبيه فإني أحبه
ذكر البيان بأن أسامة بن زيد كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبيه
[ 7059 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن خلاد الباهلي حدثنا يحيى القطان حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد على قوم فطعنوا في إمارته فقال صلى الله عليه وسلم إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله وأيم الله لقد كان خليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي من بعده
ذكر أبي العاص بن الربيع رضي الله عنه
[ 7060 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا المقدمي حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري عن علي بن حسين عن المسور بن مخرمة أن عليا خطب ابنة أبي جهل فوعد النكاح فأتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك وإن عليا خطب بنت أبي جهل فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها وذكر أبا العاص بن الربيع فأحسن عليه الثناء وقال لا يجمع بين بنت نبي الله وبين بنت عدو الله
ذكر عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه
[ 7061 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام فقال لي يا غلام هل من لبن قلت نعم ولكن مؤتمن قال فهل من شاة لم ينز عليها الفحل قال فأتيته فمسح صلى الله عليه وسلم ضرعها فنزل اللبن فحلبه في إناء فشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع انقلصي فانقلصت فقلت يا رسول الله علمني من هذا القول فمسح رأسي وقال يرحمك الله إنك غلام معلم
ذكر البيان بأن عبد الله بن مسعود كان سدس الإسلام
[ 7062 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن حدثني أبي عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال قال عبد الله بن مسعود لقد رأيتني سادس ستة ما على الأرض مسلم غيرنا
ذكر البيان بأن بن مسعود كان يشبه في هديه وسمته برسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 7063 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد ومحمد بن كثير عن شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال قلنا لحذيفة بن اليمان أنبئنا برجل قريب الهدي والسمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم نأخذ عنه فقال ما أعرف أقرب سمتا وهديا ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم من بن أم عبد حتى يواريه جدار بيته ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن بن أم عبد من اقربهم إلى الله وسيلة
ذكر عناية عبد الله بن مسعود لحفظ القرآن في أول الإسلام
[ 7064 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدة بن سليمان حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن بن مسعود قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة وسبعين سورة وإن زيدا له ذؤابتان يلعب مع الصبيان
ذكر استماع رسول الله صلى الله عليه وسلم لقراءة بن مسعود
[ 7065 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا حفص بن غياث حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي سورة النساء فقرأت حتى بلغت { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } قال إما غمزني وإما التفت فإذا عيناه تسيلان صلى الله عليه وسلم
ذكر الأمر بقراءة القرآن على ما كان يقرؤه عبد الله بن مسعود
[ 7066 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله أن أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سره أن يقرا القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة بن أم عبد
ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول
[ 7067 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو كريب حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بين أبي بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما وعبد الله يصلي فافتتح بسورة النساء فسحلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة بن أم عبد ثم قعد ثم سأل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سل تعطه سل تعطه فقال فيما يقول الهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة نبينا محمد في أعلى جنة الخلد فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر قد سبقه قال إنك إن فعلت إنك لسابق بالخير
ذكر وصف استئذان بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 7068 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذنك علي أن يرفع الحجاب وأن تسمع سوادي حتى أنهاك

ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم طاعات بن مسعود التي كان بسبيلها من قدميه بأحد في ثقل الميزان يوم القيامة

[ 7069 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش أن عبد الله بن مسعود كان يحتز لرسول الله صلى الله عليه وسلم سوكا من أراك وكان في ساقيه دقة فضحك القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يضحككم من دقة ساقيه والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أحد

ذكر عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي رضوان الله عليه

[ 7070 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت غلاما شابا عزبا وكنت أنام في المسجد فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان وإذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار مرتين فلقيهما ملك آخر فقال لي لن تراع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبد الله بن عمر غير أنه لا يصلي من الليل إلا قليلا قال سالم فكان بن عمر بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر بالصلاح

[ 7071 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن بن عمر عن حفصة أخته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إن عبد الله بن عمر رجل صالح

ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول

[ 7072 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن نافع عن بن عمر قال رأيت في المنام سرقة من حرير لا أهوي بها إلى مكان في الجنة إلا طافت بي إليه فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم إن أخاك رجل صالح أو قال إن عبد الله رجل صالح

ذكر هبة المصطفى صلى الله عليه وسلم البعير لعبد الله بن عمر

[ 7073 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بخبر غريب حدثنا أبي حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار عن بن عمر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنت على بكر صعب لعمر فكان يغلبني فيتقدم أمام القوم فيزجره عمر ويرده ثم يتقدم فيزجره وعمر ويرده فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بعنيه قال هو لك يا رسول الله قال بعنيه فباعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد الله بن عمر فاصنع به ما شئت

ذكر تتبع بن عمر آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعماله سنته بعده

[ 7074 ] أخبرنا بن سلم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني بمكة حدثنا شبابة عن عبد العزيز بن الماجشون عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال كان بن عمر يتتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل فيه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فكان بن عمر يجيء بالماء فيصبه في أصل السمرة كي لا تيبس

ذكر عمار بن ياسر رضوان الله عليه

[ 7075 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي رضى الله تعالى عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء عمار يستأذن فقال صلى الله عليه وسلم ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر بأخذه الحظ من جميع شعب الإيمان

[ 7076 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا عثام بن علي حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال استأذن عمار على علي رضوان الله عليه فقال مرحبا بالطيب المطيب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عمار مليء إيمانا إلى مشاشه أي مثانته

ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم قتلة عمار بن ياسر

[ 7077 ] أخبرنا علي بن أحمد الجرجاني بحلب والحسين بن محمد بن أبي معشر بحران وعمر بن محمد قالوا حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود عن شعبة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا الفئة الباغية

ذكر الخبر الدال على أن عمار بن ياسر ومن كان معه كانوا على الحق في تلك الأيام

[ 7078 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويح بن سمية تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال بن المنهال فحدثت به أبا داود فدلسه عني

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عكرمة لم يسمع هذا الخبر من أبي سعيد الخدري

[ 7079 ] أخبرنا شباب بن صالح بواسط حدثنا وهب بن بقية حدثنا خالد عن خالد عن عكرمة أن بن عباس قال لي ولعلي بن عبد الله بن عباس انطلقنا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه فأتيناه فإذا هو في حائط له فلما رآنا جاء فأخذ رداءه ثم قعد فأنشأ يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد قال كنا نحمل لبنة وعمار لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب عن رأسه ويقول يا عمار ألا تحمل ما يحمل أصحابك قال إني أريد الأجر من الله فجعل ينفض التراب عنه ويقول ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار فقال عمار أعوذ بالله من الفتن

ذكر البيان بأن قتال عمار كان بالراية التي قاتل بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 7080 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن سلمة يقول رأيت عمار بن ياسر يوم صفين شيخ آدم طوال أخذ الحربة بيده ويده ترعد فقال والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر عرفنا أن مصلحينا على الحق وأنهم على الباطل

ذكر إثبات بغض الله جل وعلا من أبغض عمار بن ياسر رضى الله تعالى عنه

[ 7081 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام بن حوشب عن سلمة بن كهيل عن علقمة عن خالد بن الوليد قال كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام فانطلق عمار يشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعل خالد لا يزيده إلا غلظة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت قال فبكى عمار وقال يا رسول الله ألا تسمعه قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي رأسه وقال من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغضه أبغضه الله قال فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضا عمار فلقيته فرضي

ذكر صهيب بن سنان رضى الله تعالى عنه

[ 7082 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر وروح وأبو أسامة قالوا حدثنا عوف بن أبي جميلة عن أبي عثمان النهدي أن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له كفار قريش أتيتنا صعلوكا فكثر مالك عندنا وبلغت ما بلغت ثم تريد أن تخرج بنفسك ومالك والله لا يكون ذلك فقال لهم أرأيتم إن أعطيتكم مالي أتخلون سبيلي فقالوا نعم فقال أشهدكم أني قد جعلت لهم مالي فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ربح صهيب ربح صهيب

ذكر بلال بن رباح المؤذن رضى الله تعالى عنه

[ 7083 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال كان أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوا أدراع الحديد وصهروهم في الشمس فما منهم أحد إلا واتاهم على ما أرادوا إلى بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد أحد

ذكر إيجاب الجنة لبلال رضى الله تعالى عنه

[ 7084 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا أبو كريب حدثنا قبيصة حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلت الجنة فسمعت خشفة أمامي فقلت من هذا قال جبريل عليه السلام هذا بلال

ذكر السبب الذي من أجله وقعت هذه المسابقة لبلال

[ 7085 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة أحدثكم أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الفجر يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام فإني سمعت الليلة خشفة نعليك بن يدي الجنة فقال ما عمل عملته أرجى عندي أني لم أطهر طهورا تاما في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت لربي ما قدر لي أن أصلي فأقر به أبو أسامة وقال نعم

ذكر البيان بأن بلال كان لا تصيبه حالة حدث إلا توضأ بعقبها وصلى
[ 7086 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا أبو كريب حدثنا زيد بن الحباب أخبرني حسين بن واقد حدثني بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دخلت الجنة إلا سمعت خشخشة فقلت من هذا فقالوا بلال ثم مررت بقصر مشيد بديع فقلت لمن هذا قالوا لرجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقلت أنا محمد لمن هذا القصر قالوا لرجل من العرب فقلت أنا عربي لمن هذا القصر قلوا لعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال لبلال بم سبقتني إلى الجنة قال ما أحدثت إلا توضأت وما توضأت إلا صليت وقال لعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه لولا غيرتك لدخلت القصر فقال يا رسول الله لم أكن لأغار عليك

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال لبلال لما قال له ذلك بها وصوب قوله

[ 7087 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثني زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خشخشة أمامه فقال من هذا قالوا بلال فأخبره وقال بم سبقتني إلى الجنة فقال يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت ولا توضأت إلا رأيت أن لله علي ركعتين أصليهما قال صلى الله عليه وسلم بها

ذكر أبي حذيفة بن عبتة بن ربيعة رضوان الله عليه

[ 7088 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثنا يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلى بدر فسحبوا إلى القليب فطرحوا فيه ثم جاء حتى وقف عليهم فقال يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإن وجدت ما وعدني ربي حقا قالوا يا رسول الله تكلم قوما موتى قال لقد علموا أن ما وعدتهم حقا فلما رأى أبو حذيفة بن عتبة أباه يسحب إلى القليب عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية في وجهه فقال كأنك كاره لما ترى فقال يا رسول الله إن أبي كان رجلا سيدا حليما فرجوت أن يهديه الله إلى الإسلام فلما وقع بالموقع الذي وقع به أحزنني ذلك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي حذيفة بخير

ذكر خالد بن الوليد المخزومي رضى الله تعالى عنه

[ 7089 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال قال خالد بن الوليد لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف ما بقيت في يدي إلا صفيحة لي يمانية

ذكر البيان بأن خالد بن الوليد كان على خيل المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم حنين

[ 7090 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال كان عبد الرحمن بن أزهر يحدث أن خالد بن الوليد خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فكان على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن الأزهر فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول من يدل على رحل خالد بن الوليد قال بن الأزهر فمشيت أو قال سعيت بين يديه وأنا محتلم أقول من يدل على رحل خالد بن الوليد حتى دللنا على رحله فإذا هو قاعد مستند إلى مؤخر رحله فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى جرحه قال الزهري وحسبت أنه قال ونفث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر تسمية المصطفى صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد سيف الله

[ 7091 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبد الله بن عون الخرار حدثنا أبو إسماعيل المؤدب حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن أبي أوفى قال شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله فقال يا رسول الله يقعون في فأرد عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار

ذكر عمر بن العاص السهمي رضى الله تعالى عنه

[ 7092 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يقول فزع الناس بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم فتفرقوا فرأيت سالما مولى أبي حذيفة احتبى بسيفه وجلس في المسجد فلما رأيت ذلك فعلت مثل الذي فعل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني وسالما وأتى الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان
ذكر عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها وعن أبيها

[ 7093 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتك في المنام مرتين إذا رجل يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فأكشفها فإذا هى أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضيه

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عائشة زوجة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الدنيا لا في الآخرة

[ 7094 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عبد الله بن عمرو بن علقمة المكى عن بن خثيم عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت جاء بي جبريل عليه السلام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرقة حرير فقال هذه زوجتك في الدنيا والآخرة

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 7095 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا سعيد بن يحيى الأموي حدثني أبي حدثني أبو العنبس سعيد بن كثير عن أبيه قال حدثتنا عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة قالت فتكلمت انا فقال أما ترضين ان تكونى زوجتى في الدنيا والآخرة قلت بلى والله قال فأنت زوجتى في الدنيا والآخرة أبو العنبس كوفى

ذكر خبر ثالث يصرح بأن عائشة تكون في الجنة زوجة المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 7096 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا يوسف بن يعقوب بن الماجشون عن أبيه عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عائشة انها قالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجك في الجنة قال أما إنك منهن قالت فخيل الي أن ذاك أنه لم يتزوج بكرا غيرى

ذكر وصف زفاف عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها وعن أبيها

[ 7097 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت تزوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين فقدم المدينة ووعكت فوفى شعرى جميمة فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها ما أدرى ماذا تريد فأخذت بيدى وأوقفتنى على الباب فقلت هه هه شبه المنبهرة فأدخلتنى بيتا فإذا نسوة من الأنصار فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتنى إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعنى الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمننى إليه

ذكر البيان بأن جبريل عليه السلام أقرأ عائشة رضى الله تعالى عنها السلام

[ 7098 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا علي بن المديني حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهرى عن أبي سلمة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبريل يقرأ عليك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا نرى يا رسول الله

ذكر إنزال الله جل وعلا الآي في براءة عائشة رضى الله تعالى عنها عما قذفت به

[ 7099 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى والحسن بن سفيان وعدة قالوا حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا فليح بن سليمان عن بن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله منه قال الزهرى وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم أوعى من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضا زعموا ان عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد ان يخرج سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمى فخرجت معه بعد ما أنزل الحجاب وأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك قفل ودنونا من المدينة فآذن ليلة بالرحيل فقمت فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأنى أقبلت الى الرحل فلمست عقدى فحبسنى ابتغاؤه فأقبل الذين يرحلون بي فاحتملوا هودجى فرحلوه على بعيرى الذي كنت أركب وهم يحسبون أنى فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم وإنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدى بعدما استمر الجيش فجئت منزلهم وليس فيه أحد فأقمت منزل الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدونى فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة غلبتنى عيناي فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكوانى من وراء الجيش فأصبح عند منزلى فرأى سواد إنسان نائم وكان يرانى قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفنى فخمرت وجهي بجلبابي والله ما تكلمت بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطىء يجدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما معرسين في نحر الظهيرة فهلك من هلك وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي بن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا والناس يفضيون في قول أصحاب الإفك ويريبنى في وجعى أنى لا أرى من النبي صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم ثم يقول كيف تيكم ولا أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت فخرجت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم قبل المناصع وكان متبرزنا لا نخرج إلا ليلا الى ليل وذلك قبل ان نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا الى العرب الأول في البرية أو في التبرز فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي فعثرت في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا فقالت يا هناه ألم تسمعى ما قالوا فأخبرتنى بما يقول أهل الإفك فازددت مرضا على مرض فلما رجعت الى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف تيكم فقلت إئذن لي آتى أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن استيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت أبوي فقلت لأمى ما يتحدث به الناس فقالت يا بنية هونى على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها فقلت سبحان الله لقد تحدث الناس بهذا قالت نعم فبت تلك اللية حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم فقال أهلك يا رسول الله ولا نعلم والله الا خيرا وأما علي فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال يا بريرة هل رأيت فيها شيئا ما يريبك فقالت لا والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمرا أغمصه عليها أكثر من انها جارية حديثة السن تنام عن العجين فتأتى الداجن فتأكله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول فقال من يعذرنى من رجل بلغ أذاه في أهلي ووالله ما علمت على أهلي الا خيرا وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ فقال يا رسول الله وأنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك فقام سعد بن عبادة وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال كذبت لعمر الله لا تقتله على ذلك فقام أسيد بن حضير فقال كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فجعل يخفضهم حتى سكتوا ومكثت ينمى لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح عندي أبواي وقد بكيت ليلتى ويومى حتى أظن أن البكاء فالق كبدى قالت فبينا هما جالسان عندي وانا ابكى إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل لي ما قيل قبلها وقد مكث شهرا لا يوحى اليه في شأنى شيء قالت فتشهد ثم قال يا عائشة أما بعد فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت فاستغفرى الله وتوبى اليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه فلما قضى رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعى حتى ما أحس منه بقطرة وقلت لأبي أجب عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمى أجيبى عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال قلت والله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن فقلت إي والله لقد علمت أنكم سمعتم ما تحدث الناس ووقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أنى بريئة لا تصدقونى بذلك وإن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أنى بريئة لتصدقنى والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم تحولت على فراشى وانا أرجو ان يبرئنى الله ولكن والله ما ظننت ان ينزل في شأني وحي ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا تبرئنى فوالله ما رام في مجلسه ولا خرج أحد من البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال يا عائشة احمدى الله فقد برأك الله فقالت لي امى قومي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لا والله لا أقوم اليه ولا أحمد الل الله فأنزل الله تعالى إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم فلما أنزل الله هذا في براءتى قال أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه وكان ينفق على مسطح لقرابته منه والله لا انفق على مسطح شيئا أبدا بعدما قال لعائشة فأنزل الله { ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة } الى قوله { والله غفور رحيم } فقال أبو بكر والله إني لأحب ان يغفر الله لي فرجع الى مسطح بالذي كان يجرى عليه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش عن أمى فقالت يا رسول الله أحمى سمعى وبصرى وكانت تسامينى فعصمها الله بالورع
[ 7100 ] قال أبو الربيع وحدثنا فليح عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة وعبد الله بن الزبير مثله
[ 7101 ] قال أبو الربيع حدثنا فليح عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ويحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر مثله

ذكر تفويض عائشة الحمد الى البارى جل وعلا لما أنعم عليها مما برأها عما قذفت به

[ 7102 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا أبو معمر القطيعي حدثنا هشيم حدثنا عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن عائشة قالت لما أنزل عذرى من السماء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشرى فقد أنزل الله عذرك قلت بحمد الله لا بحمدك

ذكر نفي عائشة رضى الله تعالى عنها معرفة النعمة عن أحد من المخلوقين وإضافتها بكليتها الى خالق السماء وحده دون خلقه

[ 7103 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن فضيل عن حصين عن شقيق عن مسروق قال سألت أم رومان وهي أم عائشة أم المؤمنين أو قيل لها ما أنزل الله عذرها يعنى عائشة قالت بينما أنا عند عائشة إذ دخلت علينا امرأة من الأنصار وإذا هي تقول فعل الله بفلان كذا فقالت لم قالت لأنه كان فيمن حديث الحديث فقالت عائشة فأي حديث فأخبرتها قالت فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قالت نعم فخرت مغشيا عليها فما أفاقت إلا وعليها حمى نافض قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا قالت فقلنا حمى أخذتها قال فلعله من أجل حديث تحدث به قالت فقعدت فقالت والله لئن حلفت لا تصدقونى ولئن اعتذرت لا تعذرونى فمثلى ومثلكم مثل يعقوب وبنيه والله المستعان على ما تصفون قالت وأنزل الله عليه ما أنزل فأخبرها فقالت بحمد الله لا بحمد أحد

ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم للصديقة بنت الصديق إنه لها كأبي زرع لام زرع

[ 7104 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هشام بن عمار ومصعب بن سعيد وعلي بن حجر قالوا حدثنا عيسى بن يونس حدثنا هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا قالت الأولى زوجي لحم جمل غث على رأس جبل لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل وقالت الثانية زوجي لا أبث خبره إني أخاف ان لا أذره إن أذكره عجره وبجره وقالت الثالثة زوجي العشنق إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق وقالت الرابعة زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة وقالت الخامسة زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد وقالت السادسة زوجي ان أكل لف وإن شرب اشتف وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث وقالت السابعة زوجي غياياء أو عياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلا لك وقالت الثامنة زوجي الشمس مس أرنب والريح ريح زرنب قالت التاسعة زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد قالت العاشرة زوجي مالك فما مالك مالك خير من ذلك له إيل كثيرات المبارك قليلات المسارح إذا سمعن اصوات المزاهر أيقن أنهن هوالك قالت الحادية عشرة زوجي أبو زرع وما أبو زرع أناس من حلي أذنى وملأ من شحم عضدى فبجحنى فبجحت الي نفسي وجدنى في أهل غنيمة بشق فجعلنى في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقمح أم أبي زرع فما أم أبى زرع عكومها رداح وبيتها فساح بن أبي زرع فما بن أبي زرع مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة وابنة أبى زرع فما ابنة أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثا ولا تنفث ميرتنا تنقيثا ولا تملأ بيتنا تعشيشا قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقنى ونكحها فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا وأخذ خطيا وأراح علي نعما ثريا وأعطانى من كل رائحة زوجا وقال كلي أم رزع وميرى أهلك فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع قالت عائشة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت لك كأبي زرع لام زرع قال هشام بن عمار سألت عيسى بن يونس عن الدائس فقال هو الأندر والمنق الغربال

ذكر الأمر بمحبة عائشة إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يحبها

[ 7105 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السرى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة قالت اجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلن فاطمة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقلن قولي له إن نساءك قد اجتمعن الي وهن يسألنك العدل في بنت أبي قحافة قالت عائشة فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو معي في مرط فقالت له إن نساءك ارسلننى إليك وقد اجتمعن وهو ينشدك العدل في بنت أبي قحافة فقال صلى الله عليه وسلم أتحبينى قالت نعم قال فأحبيها فرجعت إليهن فأخبرتهن بما قال لها فقلن إنك تصنعى شيئا فارجعى اليه فقالت لا والله لا ارجع إليه فيها ابدا وكانت بنت أبيها حقا فأرسلن زينب بنت جحش قالت عائشة وهي التي كانت تسامينى من بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أزواجك أرسلننى إليك وهن ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة ثم أقبلت علي فشتمتنى فسكت أراقب النبي صلى الله عليه وسلم وأنظر الى طرفه هل يأذن لي أن أنتصر منها فلم يتكلم فشتمتنى حتى ظننت انه لا يكره أن أنتصر منها فاستقبلها فلم ألبث أن أفحمتها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها بنت أبي بكر قالت عائشة ولم أر امرأة قط أكثر خيرا وأكثر صدقة وأوصل للرحم وأبذل لنفسها في شيء تتقرب به الى الله جل وعلا من زينب ما عدا سورة من غرب حدة كان فيها يوشك منها الفيئة

ذكر خبر وهم في تأويله من لم يحكم صناعة الحديث

[ 7106 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل عن قيس عن عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت إني لست أعنى النساء إنما أعنى الرجال فقال أبو بكر أو قال أبوها

ذكر الخبر الدال على ان مخرج هذا السؤال والجواب معا كان عن أهله دون سائر النساء من فاطمة وغيرها

[ 7107 ] أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا المسيب بن واضح حدثنا معتمر بن سليمان عن حميد عن الحسن عن أنس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك قال عائشة قيل له ليس عن أهلك نسألك قال فأبوها

ذكر الخبر المصرح بصحة ما ذكرناه قبل

[ 7108 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الهيثم بن جناد الحلبي حدثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن بن أبي مليكه قال جاء عائشة عبد الله بن عباس يستأذن عليها قالت لا حاجة لي به قال عبد الرحمن بن أبي بكر إن بن عباس من صالحي بنيك جاءك يعودك قالت فأذن له فدخل عليها فقال يا أماه أبشرى فوالله ما بينك وبين أن تلقى محمدا صلى الله عليه وسلم والأحبة إلا أن تفارق روحك جسدك كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن يحب رسول الله الا طيبة قالت وأيضا قال هلكت قلادتك بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فكان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله لهذه الأمة من الرخصة فكان من أمر مسطح ما كان فأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات فليس مسجد يذكر فيه الله إلا وشأنك يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار فقالت يا بن عباس دعني منك ومن تزكيتك فوالله لوددت أنى كنت نسيا منسيا

ذكر البيان بأن الوحي لم يكن ينزل على المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو في بيت واحدة من نسائه خلا عائشة

[ 7109 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن عوف بن الحارث بن الطفيل عن رميثة أم عبد الله بن محمد أبي عتيق عن أم سلمة قالت كلمننى صواحبى أن أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس فيهدوا له حيث كان فإن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نحب الخير كما تحب عائشة فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يراجعنى فجاءني صواحبى فأخبرتهن انه لم يكلمنى فقلن والله لا ندعه قالت فكلمته مثل المقالة الأولى مرتين أو ثلاثا كل ذلك يسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أم سلمة لا تؤذينى في عائشة فإني والله ما نزل الوحي علي وأنا في بيت امرأة من نسائى غير عائشة قالت فقلت أعوذ بالله أن أسوءك في عائشة

ذكر البيان بأن جبريل عليه السلام كان لا يدخل على المصطفى صلى الله عليه وسلم بيته إذا وضعت عائشة ثيابها

[ 7110 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا محمد بن عبد الله العصار حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول سمعت عائشة قالت ألا أحدثكم عنى وعن النبي صلى الله عليه وسلم قلنا بلى قالت لما كان ليلتى انقلب صلى الله عليه وسلم فوضع نعليه عن رجليه ووضع رداءه وبسط طرف إزاره على فراشه فلم يلبث إلا ريثما ظن أنى قد رقدت ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا ثم فتح الباب فخرج وأجافه رويدا فجعلت درعي في رأسي ثم تقنعت بإزارى فانطلقت في إثره حتى اتى البقيع فرفع يديه ثلاث مرات فأطال القيام ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت دخل فقال ما لك يا عائشة قلت لا شيء قال لتخبرنى أو ليخبرنى اللطيف الخبير قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمى فأخبرته الخبر قال أنت السواد الذي رأيت امامى قلت نعم قالت فلهز في صدري لهزة أوجعتنى ثم قال أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله قالت فقلت مهما يكتم الناس فقد علمه الله قال فإن جبريل صلوات الله عليه أتاني حين رأيت ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك فنادانى فأخفى منك فأجبته فأخفيته منك وظننت أنك قد رقدت وكرهت ان اوقظك وخشيت ان تستوحشى فأمرنى أن آتى أهل البقيع فاستغفر لهم قلت كيف يا رسول الله قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين المسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون

ذكر مغفرة الله جل وعلا ذنوب عائشة ما تقدم منها وما تأخر

[ 7111 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني حيوة أخبرني أبو صخر عن بن قسيط عن عروة عن عائشة انها قالت لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس قلت يا رسول الله ادع الله لي فقال اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر ما أسرت وما أعلنت فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أيسرك دعائى فقالت وما لي لا يسرني دعاؤك فقال صلى الله عليه وسلم والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة

ذكر العلامة التي بها كان يعرف المصطفى صلى الله عليه وسلم رضا عائشة من غضبها

[ 7112 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الوليد بن شجاع حدثنا علي بن مسهر حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم إذا كنت عنى راضية وإذا كنت علي غضبى قالت وبم تعرف ذلك يا رسول الله قال إذا كنت عنى راضية فحلفت قلت لا ورب محمد وإذا كنت علي غضبى قلت لا ورب إبراهيم قلت أجل ما أهجر إلا اسمك

ذكر فضل عائشة على سائر النساء

[ 7113 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا سريج بن يونس حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر ما رواه الا عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري

[ 7114 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمذاني عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كمل من الرجال كثير ولم يكمل النساء إلا مريم بنت عمران وآسنة امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام

ذكر خبر ثالث يصرح بأن أبا طوالة لم يكن المنفرد برواية هذا الخبر

[ 7115 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا بن أبي ذئب عن الزهرى عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام

ذكر جمع الله بين ريق صفيه وبين ريق عائشة رضى الله تعالى عنهما في آخر يوم من أيام الدنيا

[ 7116 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا بن علية عن أيوب عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت مات رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته وفي يومى وبين سحرى ونحرى فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب فنظر إليه صلى الله عليه وسلم فظننت ان له فيه حاجة فأخذته فلقطته ومضغته وطيبته ثم دفعته اليه فاستن كأحسن ما رأيته مستنا قط ثم ذهب يرفعه الي فسقط من يده فأخذت ادعو كان يدعو به صلى الله عليه وسلم إذا مرض فلم يدع به في مرضه ذلك فرفع بصره الى السماء فقال الرفيق الأعلى الرفيق الأعلى ففاضت نفسه صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي جمع بين ريقى وريقه في آخر يوم من الدنيا

ذكر السبب الذي من أجله كانت عائشة تكنى بأم عبد الله

[ 7117 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا بكير حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما ولد عبد الله بن الزبير أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فتفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه وقال هو عبد الله وأنت أم عبد الله فما زلت أكنى بها وما ولدت قط

ذكر القدر الذي مكثت فيه عائشة عند النبي صلى الله عليه وسلم

[ 7118 ] أخبرنا أبو عروبة الحراني حدثنا زكريا بن الحكم حدثنا الفريابي حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست وأدخلت عليه وهي ابنة تسع ومكثت عنده تسعا قال أبو حاتم الى هاهنا هم المهاجرون من قريش وإنا نذكر بعد هؤلاء حلفاء قريش إن الله يسر ذلك وسهله

ذكر حاطب بن أبي بلتعة حليف أبي سفيان

[ 7119 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني حدثنا بن فضيل عن حصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي قال سمعت عليا يقول وهو على المنبر بعثني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد السلمي وكلانا فارس قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها امرأة ومعها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة الى المشركين فأتونى بها فأدركناها وهي على بعير لها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أين الكتاب الذي معك فقالت ما معي كتاب قال فأنحنا بعيرها وفتشنا رحلها فقال صحابي ما نرى معها شيئا فقلت له لقد علمت ما كذبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يحلف به لتخرجنه أو لأجزنك بالسيف فلما رأت الجد أهوت الى حجزتها وعليها إزارر من صوف فأخرجت الكتاب فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما حملك على الذي صنعت فقال يا رسول الله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله ولكني أردت ان يكون عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق لا تقولوا له إلا خيرا فقال عمر يا رسول الله إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعنى حتى اضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ليس من أهل بدر ما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة فدمعت عين عمر وقال الله ورسوله اعلم

ذكر نفى دخول النار عن حاطب بن أبي بلتعة رضى الله تعالى عنه

[ 7120 ] أخبرنا بن قتيبة بعسقلان حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث عن أبي الزبير عن جابر أن عبدا لحاطب بن أبي بلتعة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ليدخلن النار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت إنه لا يدخلها فإنه قد شهد بدرا والحديبية

ذكر عتبة بن غزوان رضى الله تعالى عنه

[ 7121 ] أخبرنا أحمد بن علي حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن خالد بن عمير قال خطب عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء وإنما بقي منها صبابة كصبابة الإناء صبها أحدكم وإنكم منتقلون منها الى دار لا زوال لها فانتقلوا ما بحضرتكم يريد من الخير فلقد بلغني ان الحجر يلقى من شفير جهنم فما يبلغ لها قعرا سبعين عاما وايم الله لتملأن أفعجبتم ولقد ذكر لي أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام الا ورق الشجر حتى قرحت منه اشداقنا ولقد التقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد فاتزرت بنصفيها واتزر سعد بنصفيها ما منا أحد اليوم حي الا أصبح أميرا على مصر من الأمصار وأعوذ بالله ان اكون عظيما في نفسي صغيرا عند الله وإنها لم تكن نبوة إلا تناسخت حتى تكون عاقبتها ملكا ستبلون الأمراء بعدنا قال الشيخ هكذا حدثنا أبو يعلى فقال عن حميد بن هلال عن خالد بن عمير وإنما هو خالد بن سمير

ذكر سالم مولى أبي حذيفة رضى الله تعالى عنه

[ 7122 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق قال كنا عند عبد الله بن عمرو فذكرنا حديثا عن عبد الله بن مسعود فقال ذاك رجل ما أزال أحبه منذ شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرؤوا القرآن من أربعة من بن أم عبد ومن أبي بن كعب ومن سالم مولى أبي حذيفة ومن معاذ بن جبل

ذكر سلمان الفارسي رضى الله تعالى عنه

[ 7123 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أبو طاهر حدثنا بن وهب أخبرني مسلم بن خالد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذي إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا فضرب على فخذ سلمان الفارسي ثم قال هذ وقومه لو كان الذين عندد الثريا لتناوله رجال من فارس
[ 7124 ] أخبرنا أبو يزيد خالد بن النضر بن عمرو القرشي بالبصرة قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن رجاء قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي قرة الكندي عن سلمان قال كان أبي من أبناء الأساورة وكنت أختلف الى الكتاب وكان معي غلامان إذا رجعا من الكتاب دخلا على قس فدخلت معهما فقال لهما ألم أنهكما أن تأتيانى بأحد قال فكنت أختلف اليه حتى كنت أحب اليه منهما فقال لي يا سلمان إذا سألك أهلك من حبسك فقل معلمى وإذا سألك معلمك من حبسك فقل أهلي وقال لي يا سلمان إني أريد ان أتحول قال قلت أنا معك قال فتحول فأتى قرية فنزلها وكانت امرأة تختلف إليه فلما حضر قال يا سلمان احتفر قال فاحتفرت فاستخرجت جرة من دراهم قال صبها على صدري فصببتها فجعل يضرب بيده على صدري ويقول ويل للقس فمات فنفخت في بوقهم ذلك فاجتمع القسيسون والرهبان فحضروه وقال وهممت بالمال أن أحتمله ثم إن الله صرفنى عنه فلما اجتمع القسيسون والرهبان قلت إنه قد ترك مالا فوثب شباب من أهل القرية وقالوا هذا مال أبينا كانت سريته تأتيه فأخذوه فلما دفن قلت يا معشر القسيسين دلونى على عالم أكون معه قالوا ما نعلم في الأرض أعلم من رجل كان يأتى بيت المقدس وإن انطلقت الآن وجدت حماره على باب بيت المقدس فانطلقت فإذا أنا بحمار فجلست عنده حتى خرج فقصصت عليه القصة فقال اجلس حتى ارجع إليك قال فلم أره الى احول وكان لا يأتى بيت المقدس الا في كل سنة في ذلك الشهر فلما جاء قلت ما صنعت في قال وانك لها هنا بعد قلت نعم قال لا اعلم في الأرض أحدا اعلم من يتيم خرج في أرض تهامة وان تنطلق الآن توافقه وفيه ثلاث يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم نبوة مثل بيضة لونها لون جلده وإن انطلقت الىن وافقته فانطلقت ترفعنى أرض وتخفضنى أخرى حتى أصابنى قوم من الاعراب فاستبعدونى فباعونى أخرى حتى وقعت إلى المدينة فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم وكان العيش عزيزا فسألت أهلي ان يهبوا لي يوما ففعلوا فانطلقت فاحتطبت فبعته بشيء ثم جئت به فوضعته بين يديه فقال صلى الله عليه وسلم ما هو فقلت صدقة فقال لأصحابه كلوا وأبى ان يأكل قلت هذه واحدة ثم مكثت ما شاء الله ثم استوهبت أهلي يوما فوهبوا لي يوما فانطلقت فاحتطبت فبعته بأفضل من ذلك فصنعت طعاما فأتيته فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت هدية فقال بيده باسم الله خذوا فأكل وأكلوا معه وقمت الى خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة كأنه بيضة قلت أشهد انك رسول الله قال وما ذاك قال فحدثته فقلت يا رسول الله القس هل يدخل الجنة فإنه زعم أنك نبي قال لا يدخل الجنة الا نفس مسلمة قلت يا رسول الله أخبرني انك نبي قال لن يدخل الجنة الا نفس مسلمة

ذكر حذيفة بن اليمان رضى الله تعالى عنه

[ 7125 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمى عن أبيه قال كنا عند حذيفة فقال رجل لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلت معه فقال حذيفة أنت كنت تفعل ذلك لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة قال فسكتنا فلم يجبه منا أحد قم قال ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة قال فسكتنا فلم يجبه منا أحد ثم قال فسكتنا فقال صلى الله عليه وسلم قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم ولا تذعرهم فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم فرأيت أبا سفيان يصلى ظهره بالنار فوضعت سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذعرهم ولو رميته لأصبته فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام فلما أتيته صلى الله عليه وسلم أخبرته بخبر القوم فألبسنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل عباءة كانت عليه يصلى فيها فلم أزل نائما حتى أصبحت فلما أصبحت قال صلى الله عليه وسلم قم يا نومان

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان بالمغفرة

[ 7126 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عمرو بن محمد العنقزي ويحيى بن آدم عن إسرائيل عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال قالت لي امى متى عهدك برسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما لي به عهد مذ كذا أو كذا فنالت مني فقلت فإني آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصلي معه ويستغفر لي ولك فأتيته فصليت معه المغرب فصلى صلى الله عليه وسلم ما بينهما ثم مضى وتبعته فقال لي من هذا فقلت حذيفة بن اليمان فقال ما جاء بك فأخبرته بما قالت لي امى فقال صلى الله عليه وسلم غفر الله لك ولأمك

ذكر البيان بأن حذيفة كان صاحب سر المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 7127 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال اتى علقمة الشام فدخل المسجد فصلى فيه ثم مال الى حلقة فجلس فيها قال فجاء رجل فجلس الى جنبي فقلت الحمد لله انى لأرجو ان يكون الله قد استجاب دعوتى قال وذلك الرجل أبو الدرداء فقال وما ذاك فقال علقمة دعوت الله ان يرزقنى جليسا صالحا فأرجو ان تكون أنت فقال من أنت قلت من أهل الكوفة أو من أهل العراق ثم من أهل الكوفة فقال أبو الدرداء ألم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره أحد يعنى حذيفة قال ثم قال أتحفظ كما كان عبد الله يقرأ قلت نعم قال والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى قال علقمة فقلت والذكر والأنثى فقال أبو الدرداء والله الذي لا إله إلا هو هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه الى في فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوننى عنها قال الشيخ أبو حاتم الى هاهنا حلفاء قريش وإنا نذكر بعد هؤلاء الأنصار من هاجر منهم ومن لم يهاجر ان قضى الله ذلك وشاء

ذكر معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه

[ 7128 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق قال ذكروا عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استقرئوا القرآن من أربعة من بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل بالصلاح

[ 7129 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا محمد بن الوليد الزبيري حدثنا بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح نعم الرجل معاذ بن جبل نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح وبئس الرجل حتى عد سبعة

ذكر البيان بأن معاذ بن جبل كان ممن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 7130 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي عن شعبة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك يقول جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم من الأنصار معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو زيد رحمهم الله

ذكر البيان بأن معاذ بن جبل كان من أعلم الصحابة بالحلال والحرام

[ 7131 ] أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي حدثنا علي بن المديني حدثنا عبد الوهاب الثقفى حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم أمتى بأمتى أبو بكر وأشدهم في الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب وأفرضهم زيد بن ثابت وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ألا وان لكل امة أمينا وأمين هذة الأمة أبو عبيدة بن الجراح قال أبو حاتم هذه ألفاظ اطلقت بحذيف ال من منها يريد بقوله صلى الله عليه وسلم ارحم امتى أي من أرحم أمتى وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم وأشدهم في أمر الله يريد من أشدهم ومن أصدقهم حياء ومن أقرأهم لكتاب الله ومن أفرضهم ومن أعلمهم بالحلال والحرام يريد ان هؤلاء من جماعة فيهم تلك الفضيلة وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم للأنصار أنتم أحب الناس الى يريد من أحب الناس من جماعة أحبهم وهم فيهم

ذكر أبي ذر الغفاري رضى الله تعالى عنه

[ 7132 ] أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا النضر بن محمد اليمامي حدثنا عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق منك يا أبا ذر قال أبو حاتم يشبه ان يكون هذا خطابا خرج على حسب الحال في شيء بعينه إذ محال ان يكون هذا الخطاب على عمومه وتحت الخضراء المصطفى صلى الله عليه وسلم والصديق والفاروق رضى الله تعالى عنهما

ذكر البيان بأن أبا ذر كان من المهاجرين الأولين

[ 7133 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى وعدة قالوا حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر خرجنا في قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت انا وأخى أنيس وأمنا فنزلنا على خال لنا فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا إنك إذا خرجت عن أهلك خالفك إليهم أنيس فجاء خالنا فذكر الذي قيل له فقلت أما ما مضى من معروفك فقد كدرته ولا حاجة لنا فيما بعد قال فقدمنا صرمتنا فاحتملنا عليها فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة قال وقد صليت يا بن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت لمن قال لله قلت فأين توجه قال أتوجه حيث يوجهنى ربي أصلى عشيا حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت حتى تعلونى الشمس قال أنيس ان لي حاجة بمكة فانطلق أنيس حتى أتى مكة قال ثم جاء فقلت ما صنعت قال لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم ان الله أرسله قال قلت فما يقول الناس قال يقولون شاعر كاهن ساحر قال فكان أنيس أحد الشعراء قال أنيس لقد سمعت قول الكهنة وما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على اقراء الشعر فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر والله انه صدق وإنهم لكاذبون قال قلت فاكفنى حتى اذهب فانظر فأتيت مكة فتضيفت رجلا منهم فقلت أين هذا الذي تدعونه الصابىء قال فأشار الي وقال الصابىء قال فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب احمر فأتيت زمزم فغسلت عنى الدماء وشربت من مائها وقد لبثت ما بين ثلاثين من ليلة ويوم مالي طعام الا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدى سخفة جوع قال فبينا أهل مكة في لية قمراء إضحيان إذا ضرب على أسمختهم فما يطوف بالبيت أحد وامرأتان منهم تدعوان إسافا ونائلة قال فأتتا على في طوافهما فقلت أنكحا أحدهما الآخر قال فما تناهتا عن قولهما فأتتا علي فقلت هن مثل الخشبة فرجعتا تقولان لو كان هاهنا أحد فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهما هابطان فقال ما لكما قالتا الصابىء بين الكعبة وأستارها قالا ما قال لكما قالتا انه قال لنا كلمة تملا الفم قال وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استلم الحجر ثم طاف بالبيت هو وصاحبه ثم صلى فقال أبو ذر فكنت أول من حياه بتحية الإسلام قال وعليك ورحمة الله ثم قال ممن أنت فقلت من غفار قال فأهوى بيده ووضع أصابعه على جبهته فقلت في نفسي كره انى انتميت الى غفار قال ثم رفع رأسه وقال مذمتى كنت هاهنا قال كنت هاهنا من ثلاثين بين يوم وليلة قال فمن كان يطعمك قلت ما كان لي طعام الا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها مباركة إنها طعام طعم فقال أبو بكر يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فانطلقت معهما ففتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف فكان ذلك أو لطعام أكلته بها ثم غبرت ما غبرت ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه قد وجهت لي أرض ذات نخل ما أراها الا يثرب فهل أنت مبلغ عنى قومك عسى الله ان يهديهم بك ويأجرك فيهم قال فانطلقت فلقيت أنيسا قال ما صنعت قلت صنعت إني قد أسلمت وصدقت قال ما بي رغبة عن دينك فإني قد أسلمت وصدقت قال فأتينا أمنا فقالت ما بي رغبة من دينكما فإني قد أسلمت وصدقت فاحتلمنا حتى أتينا قومنا غفارا فأسلم نصفهم وكان يؤمهم إيماء بن رحضة وكان سيدهم وقال نصفهم إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اسلمنا فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اسلم نصفهم الباقي وجاءت اسلم فقالوا يا رسول الله إخواننا نسلم على الذي أسلموا عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفار غفر الله لها واسلم سالمها الله

ذكر البيان بأن أبا ذر رضى الله تعالى عنه كان ربع الإسلام

[ 7134 ] أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد الله بن الرومي حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال كنت ربع الإسلام أسلم قبلى ثلاثة وأنا الرابع أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت له السلام عليك يا رسول الله اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من أنت فقلت انى جندب رجل من بنى غفار قال الشيخ قول أبي ذر كنت رابع الإسلام أراد من قومه لأن في ذلك الوقت اسلم الخلق من قريش وغيرهم

ذكر اثبات الصدق والوفاء لأبي ذر رضى الله تعالى عنه

[ 7135 ] أخبرنا محمد بن نصر بن نوفل بمرو حدثنا أبو داود السنجي سليمان بن معبد حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه قال قال أبو ذر قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقل الغبراء ولا تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق وأوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم على نبينا وعليه السلام قال فقام عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال يا نبي الله أفنعرف ذلك له قال نعم فاعرفوا له

ذكر زيد بن ثابت الأنصاري رضى الله تعالى عنه

[ 7136 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن الأعمش عن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحسن السريانية قلت لا قال فتعلمها فإنه تأتينا كتب قال فتعلمتها في سبعة عشر يوما قال الأعمش كانت تأتيه كتب لا يشتهى ان يطلع عليها الا من يثق به

ذكر البيان بأن زد بن ثابت كان من أفرض الصحابة

[ 7137 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن خالد بن عبد الله ومحمد بن بشار وأبو موسى قالوا حدثنا عبد الوهاب الثقفى حدثنا خالد عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم امتى بأمتى أبو بكر واشدهم في أمر الله عمر واصدقهم حياء عثمان وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب وافرضهم زيد بن ثابت واعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ولكل امة امين وامين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح

ذكر جابر بن عبد الله الأنصاري رضى الله تعالى عنه

[ 7138 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر ان أباه هلك وترك تسع بنات أو سبع بنات قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي تزوجت يا جابر قلت نعم قال بكرا أو ثيبا قلت بل ثيبا قال فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك فقلت ان عبد الله مات وترك سبع بنات أو سبع بنات وانى كرهت ان اجيئهن بمثلهن وأردت امرأة تقوم عليهن فقال لي بارك الله لك

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالبركة في جداد جابر

[ 7139 ] أخبرنا أبو عروبة حدثنا بندار حدثنا عبد الوهاب حدثنا عبيد الله بن عمر عن وهب بن كيسان عن جابر قال توفى أبي وعليه دين فعرضت على غرمائه ان يأخذوا التمر بما عليه فأبوا ولم يعرفوا ان فيه وفاء فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك فقال إذا جددته ووضعته فآذن لي فلما جددت ووضعته في المسجد آذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء ومعه أبو بكر وعمر فجلس فدعا له بالبركة وقال ادع غرماءك وأوفهم فما تركت أحدا له على أبي دين الا قضيته وفضل لي ثلاثة عشر وسقا عجوة قال فوافيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب فذكرت ذلك له فضحك صلى الله عليه وسلم وقال اثبت أبا بكر وعمر فأخبرهما فقالا قد علمنا إذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع ان يكون ذلك

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لجابر بالمغفرة

[ 7140 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا الحارث بن سريج حدثنا معتمر بن سليمان حدثني أبي عن أبي نضرة عن جابر قال كنت في مسير مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على ناضح إنما هو في أخريات الناس فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء كان معه فجعل بعد ذلك يتقدم الناس يسارعنى حتى انى لأكفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتبيعنى بكذا وكذا والله يغفر لك قال قلت هو لك يا رسول الله قال أتبيعنيه بكذا وكذا والله يغفر لك قال قلت يا رسول الله هو لك

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لجابر بالمغفرة مرارا مع
ذكر وصف ثمن ذلك البعير الذي باعه جابر من رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 7141 ] أخبرنا أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم العبدي بمرو حدثنا خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن جلبة بن أبي رواد العتكي حدثني أبي عن جدي حدثني عبد الملك بن أبي نضرة يعنى عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال ناضحك تبيعنيه إذا قدمنا المدينة ان شاء الله بدينار والله يغفر لك قال قلت هو ناضحكم يا رسول الله قال تبيعنيه إذا قدمنا المدينة ان شاء الله بدينارين قال قلت ناضحكم يا رسول الله فما زال يقول حتى بلغ عشرين دينارا كل ذلك يقول والله يغفر لك فلما قدمنا المدينة جئت به أقوده قلت دونكم ناضحكم يا رسول الله قال يا بلال أعطه من الغنيمة عشرين دينارا وارجع بناضحك الى أهلك

ذكر عدد استغفار المصطفى صلى الله عليه وسلم لجابر ليلة البعير

[ 7142 ] أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق حدثنا إبراهيم بن محمد الصفار حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر قال استغفر لي النبي صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرة

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم رد البعير على جابر هبة له بعد ان أوفاه ثمنه

[ 7143 ] أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب الثقفى حدثنا عبيد الله بن عمر عن وهب بن كيسان عن جابر قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ علي جملى فأعيا علي فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جابر قلت نعم قال ما شأنك قلت أبطأ بي جملى وأعيا فتخلفت فنزلت فحجنه بمحجنه صلى الله عليه وسلم قال اركب فركبته فلقد رأيتني اكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تزوجت قلت نعم قال بكرا أو ثيبا قال قلت ثيبا قال فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك قلت ان لي أخوات أحببت ان أتزوج من تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن قال أما انك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس ثم قال أتبيع جملك قلت نعم فاشتراه منى بأوقية ثم قدم المسجد فوجدته على باب المسجد فقال الآن قدمت قلت نعم قال فدع جملك وادخل المسجد فصل ركعتين فدخلت فصليت فأمر بلالا ان يزن لي أوقية فوزن لي قال فارجح في الميزان قال فانطلقت حتى إذا وليت قال ادع لي جابرا قلت الآن يرد على الجمل ولم يكن شيء أبغض الي منه قال خذ جملك ولك ثمنه

ذكر أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه

[ 7144 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب ان الله أمرني ان اقرأ عليك القرآن فقال أبي الله سماني لك قال الله سماك لي قال فجعل أبي يبكى

ذكر حسان بن ثابت رضى الله تعالى عنه

[ 7145 ] أخبرنا محمد بن عبد الله الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدة بن سليمان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت استأذن حسان بن ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بنسبى قال حسان لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين

ذكر البيان بأن جبريل عليه السلام كان مع حسان بن ثابت ما دام يهاجى المشركين

[ 7146 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو نعيم حدثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي حدثني عدى بن ثابت عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان ان روح القدس معك ما هاجيتهم

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ان روح الدس معك أراد به يؤيدك

[ 7147 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن يعلى بن شداد عن أبيه عن عائشة انها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان ثابت ان روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله وعن رسوله

ذكر البيان بأن كون جبريل عليه السلام مع حسان بن ثابت ما دام يهاجى المشركين إنما كان ذلك بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 7148 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا سفيان عن الزهرى عن سعيد بن المسيب أن عمر مر بحسان بن ثابت وهو ينشد في المسجد فنظر اليه فالتفت حسان الى أبي هريرة فقال له أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عنى اللهم ايده روح القدس قال نعم

ذكر خزيمة بن ثابت رضى الله تعالى عنه

[ 7149 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب أخبرني خزيمة بن ثابت بن خزيمة بن ثابت الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين ان خزيمة بن ثابت أرى في النوم فحدثه قال فاضطجع له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال صدق رؤياك فسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر أبي هريرة الدوسي رضى الله تعالى عنه

[ 7150 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدروقى حدثنا بن علية يعنى عن الجريري عن مضارب بن حزن قال بينا انا اسير من الليل إذا رجل يكبر فألحقته بعيرى قلت من هذا المكبر قال أبو هريرة قلت ما هذا التكبير قال شكرا قلت على مه قال علي انى كنت اجيرا لبسرة بنت غزوان بعقبة رجلي وطعام بطني فكان القوم إذا ركبوا سقت لهم وإذا نزلوا خدمتهم فزوجنيها الله فيهى امرأتي اليوم فأنا إذا ركب القوم ركبت وإذا نزلوا خدمت

ذكر وصف جهد اب هريرة في أول الإسلام مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 7151 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال أصابني جهد شديد فلقيت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فاستقرأته آية من كتاب الله فدخل داره وفتحها على قال فمشيت غير بعيد فخررت لوجهي من الجهد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على رأسي فقال يا أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله وسعديك قال فأخذ بيدى فأقامنى وعرف الذي بي فانطلق الى رحله فأمر لي بعس من لبن فشربت ثم قال عد يا أبا هريرة فعدت فشربت حتى استوى بطني وصار كالقدح قال ورأيت عمر فذكرت الذي كان من امرى وقلت له من كان أحق به منك يا عمر والله لقد استقرأتك الآية ولأنا أقرأ لها منك قال عمر والله لأن أكون ادخلتك أحب الي من أن يكون لي حمر النعم

ذكر كثير الرواية أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

[ 7152 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن وهب بن منبه عن أخيه قال سمعت أبا هريرة يقول ما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا منى الا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا اكتب

ذكر العلة التي من اجلها كثرت رواية أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 7153 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب أخبرني عروة ان عائشة قالت ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس الى باب حجرتى يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم يسمعنى ذلك وكنت اسبح فقام قبل ان أقضي سبحتى ولو أدركته لرددت عليه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم قال بن شهاب وقال بن المسيب ان أبا هريرة قال يقولون ان أبا هريرة يكثر أو قال أكثر والله الموعد ويقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يتحدثون بمثل أحاديثه وسأخبركم عن ذلك ان إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أرضيهم وأما إخوانى من المهاجرين فكان يشغلهم الصفق بالأسواق وكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني فاشهد ما غابوا واحفظ إذا نسوا ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أيكم يبسط ثوبه فيأخذ حديثي هذا ثم يجمعه الى صدره الى صدري فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني به ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت شيئا إذا ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى الى آخرة الآية قال أبو حاتم قول عائشة ولو أدركته لرددت عليه أرادت به سرد الحديث لا الحديث نفسه والدليل على هذا تعقيبها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم

ذكر الخبر الدال على ان محبة أبي هريرة من الإيمان

[ 7154 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا أبو كثير السحيمي حدثنا أبو هريرة قال أما والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بي ويرانى الا أحبني قلت وما علمك بذلك يا أبا هريرة قال ان امى كانت امرأة مشركة وكنت أدعوها الى الإسلام فتأبى علي فدعوتها يوما فأسمعتنى في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ابكى فقلت يا رسول الله انى كنت ادعو امى الى الإسلام فتأبى علي وأدعوها فأسمعتنى فيك ما أكره فادع الله ان يهدى أم أبي هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اهدها فلما أتيت الباب إذا هو مجاف فسمعت خضخضة الماء وسمعت خشف رجل أو رجل فقالت يا أبا هريرة كما أنت وفتحت الباب ولبست درعها وعجلت على خمارها فقالت انى اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابكى من الفرح كما بكيت من الحزن فقلت يا رسول الله أبشر فقد استجاب الله دعوتك قد هدى الله أم أبي هريرة وقال قلت يا رسول الله ادع ان يحببنى أنا وأمى الى عباده المؤمنين ويحببهم الي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب عبيدك وأمه الى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما أبو كثير السحيمي اسمه يزيد بن عبد الرحمن

ذكر شهادة أبي بن كعب لأبي هريرة بكثر السماع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 7155 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفى حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع حدثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب قال كان أبو هريرة جريئا على النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن أشياء لا نسأله عنها

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان أبا هريرة لم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم الا سنة واحدة

[ 7156 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا عثمان بن أبي سليمان عن عراك بن مالك عن أبي هريرة قال قدمت المدينة فقرأ في الأولى كهيعص وفي الثانية ويل للمطفيين وكان عندنا رجل له مكيالان مكيال كبير ومكيال صغير يعطى بهذا ويأخذ بهذا فقلت ويل لفلان
ذكر أبي الدحداح الأنصاري رضى الله تعالى عنه
[ 7157 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة أبي الدحداح فلما صلى عليها اتى بفرس فركبه ونحن نسعى خلفه فقال صلى الله عليه وسلم كم من عذق مدلى لأبي الدحداح في الجنة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان سماك بن حرب لم يسمع هذا من جابر بن سمرة

[ 7158 ] أخبرنا سليمان بن الحسن العطار بالبصرة حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن سماك سمع جابر بن سمرة قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم على أبي الدحداح ونحن شهود فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بفرس فركبه فجعل يتوقص به ونحن نسعى حوله فقال كم من عذق لأبي الدحداح معلق في الجنة

ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول

[ 7159 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال اتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لفلان نخلة وأنا أقيم حائطى بها فمره يعطينى أقيم بها حائطى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطه إياها بنخلة في الجنة فأتى فأتاه أبو الدحداح النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى قد ابتعت النخلة بحائطى وقد أعطيتكما فاجعلها له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم من عذق دواح لأبي الدحداح في الجنة مرارا فأتى أبو الدحداح امرأته فقال يا أم الدحداح اخرجى من الحائط فقد بعته بنخلة في الجنة فقالت ربح السعر

ذكر عبد الله بن أنيس رضى الله تعالى عنه

[ 7160 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه قد بلغني ان بن سفيان بن نبيح الهذلى جمع لي الناس ليعزونى وهو بنخلة أبو بعرنة فأته قال قلت يا رسول الله انعته لي حتى اعرفه قال آية ما بينك وبينه انك إذا رأيته وجدت له إقشعريرة قال فخرجت متوشحا بسيفى حتى دفعت اليه وهو في ظعن يرتاد لهن منزلا حين كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإقشعريرة فأخذت نحوه وخشيتان يكون بيني وبينه محاولة تشغلنى عن الصلاة فصليت وانا أمشي نحوه وأومىء برأسى فلما انتهت اليه قال ممن الرجل قلت رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاء لذلك قال فقال انا في ذلك فمشيت معه شيئا حتى إذا امكننى حملت علي بالسيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه منكبات عليه فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآنى قال قد افلح الوجه قلت قتلته يا رسول الله قال صدقت قال ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلنى بيته وأعطانى عصا فقال امسك هذه العصا عندك يا عبد الله بن أنيس قال فخرجت بها على الناس فقالوا ما هذه العصا قلت أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرنى ان أمسكها قالوا أفلا ترجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله لم ذلك قال فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله لم أعطيتنى هذه العصا قال آية بيني وبينك يوم القيامة ان أقل الناس المتخصرون يومئذ فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ثم دفنا جميعا

ذكر عبد الله بن سلام رضى الله تعالى عنه

[ 7161 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا زياد بن أيوب حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حميد عن أنس بن مالك ان عبد الله بن سلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة فقال انى سائلك عن ثلاث خصال لا يعلمهن الا نبي قال صلى الله عليه وسلم سل قال ما أول أمر الساعة أو أشراط الساعة وما أول ما يأكل أهل الجنة ومم ينزع الولد الى أبيه والى أمه قال صلى الله عليه وسلم أخبرني جبريل عليه السلام بهن آنفا قال جبريل قال نعم قال ذاك عدو اليهود من الملائكة قال صلى الله عليه وسلم أما أول أشراط الساعة أو أمر الساعة نار تخرج من المشرق تحشر الناس الى المغرب وأما أول ما يأكل أهل الجنة فزيادة كبد حوت واما ما ينزع الولد الى أبيه والى أمه فإذا بق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد الى أبيه وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع الولد الى أمه فقال اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله قال يا رسول الله ان اليهود قوم بهتة استنزلهم وسلهم أي رجل انا فيهم قبل ان يعلموا بإسلامى فجاء منهم رهط فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم أي رجل عبد الله بن سلام قالوا أخبرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم أرايتم إن أسلم قالوا أعاذه الله من ذلك قال فخرج إليهم عبد الله بن سلام وقال اشهد ان لا اله الا الله فقالوا شرنا وابن شرنا قال يقول عبد الله هذا الذي كنت أتخوف
[ 7162 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون النخعي قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا صفوان بن عمرو قال حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وانا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيدهم وكرهوا دخولنا عليهم فقال لهم رسو الله صلى الله عليه وسلم يا معشر اليهود أرونى اثنى عشر رجلا يشهد ان لا اله الا الله وانى رسول الله يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عضب عليه قال فأمسكوا وما أجابه منهم أحد ثم رد علهيم فلم يجبه أحد ثم ثلث فلم يجبه أحد فقال أبيتم فوالله انى لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا المقفى آمنتم أو كذبتم ثم انصرف وانا معه حتى دنا ان يخرج فإذا رجل من خلفنا يقول كما أنت يا محمد قال فقال ذلك الرجل أي رجل تعلمونى فيكم يا معشر اليهود قالوا ما نعلم انه كان فينا رجل اعلم بكتاب الله ولا افقه منك ولا من أبيك من قبلك ولا من جدك قبل أبيك قال فإني اشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة قالوا كذبت ثم ردوا عليه وقالوا له شرا فقال رسول الله كذبتم لن يقبل قولكم أما آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم واما إذا آمن كذبتموه وقلتم ما قلتم فلن يقبل قولكم قال فخرجنا ونحن ثلاثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وعبد الله بن سلام فأنزل الله فيه { قل أرأيتم ان كان من عند الله وكفرتم به }

ذكر اثبات الجنة لعبد الله بن سلام

[ 7163 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان حدثنا أبو مسهر وعبد الله بن يوسف قالا حدثنا مالك قال سمعته يقول حدثني أبو النضر عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشى على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام

ذكر خبر ثان يصرح بصحبة ما ذكرناه

[ 7164 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا النضر بن شميل حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن مصعب بن سعد عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى بقصعة فأصبنا منها ففضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع رجل من هذا الفج يأكل هذه القصعة من أهل الجنة فقال سعد وكنت تركت أخي عميرا يتطهر فقلت هو أخي فجاء عبد الله بن سلام فأكلها

ذكر البيان بأن عبد الله بن سلام عاشر من يدخل الجنة

[ 7165 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة ان معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قالوا يا أبا عبد الرحمن اوصنا قال أجلسونى ثم قال ان العمل والإيمان مظانهما من التمسهما وجدهما والعلم والإيمان مكانهما من التمسهما وجدهما فالتمسوا العلم عند أربعة عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه عاشر عشرة في الجنة

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالاستمساك بالعروة الوثقى لعبد الله بن سلام الى ان مات

[ 7166 ] أخبرنا بن يعلى ثنا أبو خيثمة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر قال كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة فيها شيخ حسن الهيئة وهو عبد الله بن سلام فجعل يحدثهم حديثا حسنا فلما قام قال القوم من سره ان ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى هذا قال قلت والله لأتبعنه فلاعلمن بيته قال فتبعته فانطلق حتى كاد ان يخرج من المدينة دخل منزله فاستأذنت عليه فأذن لي فقال ما حاجتك يا بن أخي قلت انى سمعت القوم يقولون لما قمت من سره ان ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى هذا فأعجبنى ان اكون معك قال الله اعلم بأهل الجنة وسأخبرك مما قالوا ذلك انى بينا انا نائم أتاني رجل فقال قم فأخذ بيدى فانطلقت معه فإذا انا بجواد عن شمالى فأخذت لآخذ فيها فقال لي لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال قال وإذا جواد منهج عن يميني قال لي خذ ها هنا فأتى بي جبلا فقال لي اصعد فوق هذا فجعلت إذا أردت ان اصعد خررت على استى حتى فعلته مرارا ثم انطلق حتى اتى بي عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض واعلاه حلقة فقال لي اصعد فوق هذا فقلت كيف اصعد فوق هذا ورأسه في السماء فأخذ بيدى فزحل بي فإذا انا متعلق بالحلقة ثم ضرب العمود فخر وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه فقال اما الطريق الذي رأيت على يسارك فهي طريق أصحاب الشمال وأما الطريق الذي رأيت عن يمينك فهي طريق أصحاب الشمال واما الطريق الذي رأيت عن يمينك فهي طريق أصحاب اليمين والجبل هو منازل الشهداء ولن تناله واما العمود فهو عمود الإسلام واما العروة فهي عروة الإسلام ولن تزال مستمسكا بها حتى تموت قال أبو حاتم الصواب فزجل والسماع فزحل بالحاء

ذكر ثابت بن قيس بن شماس رضى الله تعالى عنه

[ 7167 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن بن شهاب عن إسماعيل بن ثابت ان ثابت بن قيس الأنصاري قال يا رسول الله والله لقد حشيت ان اكون قد هلكت قال لم قال قد نهانا الله عن ان نحب ان نحمد بما لم نفعل وأجدنى أحب الحمد ونهى الله عن الخيلاء وأجدنى أحب الجمال ونهى الله ان نرفع اصواتنا فوق صوتك وانا امرؤ جهير الصوت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ثابت الا ترضى ان تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة قال بلى يا رسول الله قال فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب

ذكر خبر يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 7168 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال لما نزلت هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول } قعد ثابت بن قيس بن شماس في بيته وقال انا الذي كنت ارفع صوتى وأجهر له بالقول وانا من أهل النار ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال بل هو من أهل الجنة قال أنس فكنا نراه يمشى بين أظهرنا ونحن نعلم انه من أهل الجنة فلما كان يوم اليمامة وكان ذلك الانكشاف لبس ثيابه وتحنط وتقدم فقاتل حتى قتل

ذكر حزن ثابت بن قيس عند نزول هذه الآية

[ 7169 ] أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن ثابت عن أنس قال لما نزلت هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي } قال ثابت بن قيس انا والله الذي كنت ارفع صوتى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا أخشى ان يكون الله قد غضب علي فحزن واصفر ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنه فقيل يا نبي الله انه يقول انى أخشى ان اكون من أهل النار انى كنت ارفع صوتى عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من أهل الجنة فكنا نراه يمشى بين أظهرنا رجل من أهل الجنة

ذكر أبي زيد بن عمرو بن اخطب رضى الله تعالى عنه

[ 7170 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بتستر حدثنا زيد بن أخزم حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة بن خالد عن أنس بن سيرين عن أبي زيد بن اخطب ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بالجمال

ذكر مسح المصطفى صلى الله عليه وسلم وجه أبي زيد حيث دعا له بما وصفنا

[ 7171 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد حدثنا أبي حدثنا عزرة بن ثابت حدثنا علباء بن احمر عن أبي زيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح وجهه ودعا له بالجمال

ذكر السبب الذي من أجله دعا المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي زيد بالجمال

[ 7172 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الشرقى حدثنا أحمد بن منصور زاج حدثنا علي بن الحسن بن شقيق وعلي بن الحسين بن واقد قالا حدثنا الحسين بن واقد حدثني أبو نهيك حدثني عمرو بن اخطب قال استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بإناء فيه وماء وفيه شعرة فرفعتها فناولته فنظر الي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم جمله قال فرأيته وهو بن ثلاث وتسعين وما في رأسه ولحيته شعرة بيضاء

ذكر سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه

[ 7173 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال قدمت المدينة زمن الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت انا ورباح غلامه انديه مع الإبل فلما كان بغلس أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل راعيها وخرج يطرد بها وهو في أناس معه فقلت يا رباح اقعد على هذا الفرس وألحقه بطلحة وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قد اغير على سرحه قال وقمت على تل فجعلت وجهي قبل المدينة ثم ناديت ثلاث مرات يا صباحاه ثم اتبعت القوم معي سيفى ونبلي فجعلت ارميهم وأرتجزهم وذلك حين كثر الشجر فإذا رجع الي فارس جلست له في أصل شجرة ثم رميته ولا يقبل علي فارس الا عقرت به فجعلت أرميه وأقول انا بن الأكوع واليوم يوم الرضع فألحق برجل فأرميه وهو على رحله فيقع سهمى في الرحل حتى انتظمت كتفه قلت خذها وانا بن الأكوع واليوم يوم الرضع فإذا كنت في الشجر ارميهم بالنبل وإذا تصانيف الثنايا علوت الجبل ورديتهم بالحجارة فما زال ذلك شأنى وشأنهم اتبعتهم وارتجز حتى ما خلق الله شيئا من ظهر النبي صلى الله عليه وسلم الا خلقته وراء ظهري واستنقذته من أيديهم ثم لم أزل ارميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا وأكثر من ثلاثين بردة يستخفون بها لا يلقون من ذلك شيئا الا جمعت عليه الحجارة وجمعته على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا امتد الضحى اتاهم عيينة بن بدر الفزاري ممدا لهم وهم في ثنية ضيقة ثم علوت الجبل قال عيينة وانا فوقهم ما هذا الذي أرى قالوا لقينا من هذا البرح ما فارقنا منذ سحر حتى الآن وأخذ كل شيء من أيدينا وجعله وراءه فقال عيينة لولا ان هذا يرى وراءه طلبا لقد ترككم فليقم اليه نفر منكم فقام اليه نفر منهم أربعة فصعدوا في الجبل فلما اسمعتهم الصوت قلت لهم أتعرفونى قالوا من أنت قلت انا بن الأكوع والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لا يطلبنى رجل منكم فيدركني ولا اطلبه فيفوتني فقال رجل منهم اظن قال فما برحت مقعدي حتى نظرت الى فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر وإذا أولهم الأخرم الأسدي وعلى أثره أبو قتادة وعلى أثره المقداد الكندي قال فولى المشركون مدبرين فانزل من الجبل فاعترض الأخرم فقلت يا أخرم احذرهم فإني لا آمن أن يقتطعوك فاتئد حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه قال يا سلمة ان كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم ان الجنة حق وانا النار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة قال فخلى عنان فرسه فلحق بعبد الرحمن بن عيينة ويعطف عليه عبد الرحمن فاختلفا في طعنتين فعقر الأخرم بعبد الرحمن وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول عبد الرحمن على فرس الأخرم فلحق أبو قتادة بعبد الرحمن فاختلفا في طعنتين فعقر بأبي قتادة وقتله أبو قتادة وتحول أبو قتادة على فرس الأخرم ثم انى خرجت أعدو في أثر القوم حتى ما أرى من غبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ويعرضون قبل غيبوبة الشمس الى شعب فيه ماء يقال له ذو قرد فأرادوا ان يشربوا منه فأبصروني اعدوا وراءهم فعطفوا عنه وشدوا في الثنية ذي ثبير وغربت الشمس فألحق رجلا فأرميه قلت خذها وانا بن الأكوع واليوم يوم الرضع قال يا ثكلتني أمى أأكوع بكرة قلت نعم أي عدو نفسه وكان الذي رميته بكرة وأتبعته بسهم آخر فعلق فيه سهمان وخلفوا فرسين فجئت بهما أسوقهما الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي عند ذي قرد فإذا نبي الله صلى الله عليه وسلم في جماعة وإذا بلال قد نحر جزورا مما خلقت وهو يشوى لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها وسنامها فقلت يا رسول الله خلنى فانتخب من أصحابك مائة رجل وآخذ على الكفار فلا أبقى منهم مخبرا الا قتلته فقال صلى الله عليه وسلم أكنت فاعلا ذلك يا سلمة قلت نعم والذي اكرم وجهك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت نواجذه في ضوء النار فقال صلى الله عليه وسلم انهم يقرون الآن الى أرض غطفان فجاء رجل من غطفان فقال نزلوا على فلان الغطفاني فنحر لهم جزورا فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة فتركوها وخرجوا هرابا فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم الراجل والفارس جميعا ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اردفنى وراءه على العضباء راجعين الى المدينة فلما كان بيننا وبينهم قريب من ضحوة وفي القوم رجل من الأنصار كان لا يسبق فجعل ينادى هل من مسابق ألا رجل يسابق الى المدينة فعل ذلك مرارا وانا وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمى خلنى فلأسابق الرجل قال ان شئت قلت اذهب إليك فطفر عن راحلته وثنيت رجلي فطفرت عن الناقة ثم انى ربطت عليه شرفا أو شرفين يعنى استبقيت نفسي ثم عدوت حتى الحقه فأصك بين كتفيه بيدى وقلت سبقت والله حتى قدمنا المدينة
ذكر غزوات سلمة بن الأكوع مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
[ 7174 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع انه قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات امره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا
[ 7175 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية ثم خرجنا راجعين الى المدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا اليوم سلمة بن الأكوع ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم الفارس وسهل الراجل قال أبو حاتم كان سلمة بن الأكوع في تلك الغزوة راجلا فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم الراحل لما استحق من الغنيمة وسهم الفارس من خمس خمسه صلى الله عليه وسلم دون ان يكون سلمة أعطى سهم الفارس من سهام المسلمين

ذكر البراء بن عازب رضى الله تعالى عنه

[ 7176 ] أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة انا وعبد الله بن عمر

ذكر أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه

[ 7177 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال جاءت أم سليم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أزرتنى بخمارها وردتني ببعضه قالت يا رسول الله هذا أنس اتيتك به ليخدمك فادع الله له قال اللهم أكثر ماله وولده قال أنس فوالله انا مالي لكثير وان ولدى وولد ولدى يتعاقبون على نحو المئة

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بالبركة فيما آتاه الله

[ 7178 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا محمد حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك عن أم سليم انها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنس خادمك ادع الله له قال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته

ذكر المدة التي خدم فيها أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 7179 ] أخبرنا أبو يعلى من كتابه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن عزرة بن ثابت عن ثمامة عن أنس قال خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما بعثني في حاجة لم تتهيأ الا قال لو قضى لكان أو لو قدر لكان

ذكر أبي طلحة الأنصاري رضى الله تعالى عنه

[ 7180 ] أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفى حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادى حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك ان أبا طلحة قال غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر قال أبو طلحة فكنت فيمن غشيه النعاس يومئذ فجعل سيفى يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه والطائفة الأخرى المنافقون لهم هم الا أنفسهم أجبن قوم وأذله للحق يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية أهل شك وريبة في أمر الله

ذكر اتراس المصطفى صلى الله عليه وسلم بأبي طلحة

[ 7181 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا حميد الطويل عن أنس ان أبا طلحة كان يرمى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع رأيه من خلفه لينظر أين يقع نبله فيتطاول أبو طلحة بصدره يقى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول هكذا يا نبي الله جعلنى الله فداك نحري دون نحرك

ذكر تصدق أبي طلحة بأحب ماله اليه

[ 7182 ] أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة انه سمع أنس بن مالك يقول كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا وكان أحب امواله اليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت هذه الآية { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } قام أبو طلحة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان الله يقول في كتابه { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } وان أحب اموالى الى بيرحاء وانها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذاك مال رابح بخ ذاك مال رابح وقد سمعت ما قلت فيها وانى أرى ان تجعلها في الاقربين قال أبو طلحة افعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه

ذكر أسامى من قسم أبو طلحة ماله فيهم

[ 7183 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال لما نزلت هذه الآية { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } قال أبو طلحة يا رسول الله ان الله يسألنا من اموالنا فإني أشهدك أني قد جعلت أرضي وقفا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرابتك فقسمها بين حسان بن ثابت وأبي بن كعب

ذكر الموضع الذي مات فيه أبو طلحة الأنصاري

[ 7184 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ان أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية انفروا خفافا وثقالا فقال ألا ترى ربي يستنفرني شابا وشيخا جهزونى فقال له بنوه قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض وغزوت مع أبي بكر حتى مات وغزوت مع عمر فنحن نغزو عنك فقال جهزونى فجهزوه وركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها الا بعد سبعة أيام فلم يتغير

ذكر أم سليم أم أنس بن مالك رضى الله تعالى عنها

[ 7185 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ان أم سليم خرجت يوم حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعها خنجر فقال لها أبو طلحة يا أم سليم ما هذا قالت اتخذته والله ان دنا منى رجل بعجت به بطنه فقال أبو طلحة الا تسمع ما تقول أم سليم تقول كذا وكذا فقالت يا رسول الله اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سليم ان الله قد كفى وأحسن

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لام سليم وأهل بيتها بالخير

[ 7186 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن المثنى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد عن أنس قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم ثم قام الى ناحية البيت فصلى صلاة غير مكتوبة ودعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت أم سليم يا رسول الله ان لي خويصة قال ما هي قالت خويدمك أنس فما ترك خير آخرة ولا دنيا الا دعا لي به ثم قال اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له قال فإني لمن أكثر الأنصار مالا قال وحدثتنى ابنتى امينة قالت قد دفن لصلبى الى مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون مائة

ذكر وصف تزوج أبي طلحة أم سليم

[ 7187 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت عن أنس قال خطب أبو طلحة أم سليم فقالت له ما مثلك يا أبا طلحة يرد ولكني امرأة مسلمة وأنت رجل كافر ولا يحل لي ان أتزوجك فان تسلم فذلك مهرى لا أسألك غيره فأسلم فكانت له فدخل بها فحملت فولدت غلاما صبيحا وكان أبو طلحة يحبه حبا شديدا فعاش حتى تحرك فمرض فحزن عليه أبو طلحة حزنا شديدا حتى تضعضع قال وأبو طلحة يغدو على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروح فراح روحة ومات الصبي فعمدت اليه أم سليم فطيبته وجعلته في مخدعنا فأتى أبو طلحة فقال كيف أمسى بنى قالت بخير ما كان منذ اشتكى اسكن منه الليلة قال فحمد الله وسر بذلك فقربت له عشاءه فتعشى ثم مست شيئا من طيب فتعرضت له حتى واقع بها فلما تعشى واصاب من أهله قلت يا أبا طلحة رأيت لو ان جارا لك أعارك عارية فاستمعت بها ثم أراد أخذها منك أكنت رادها عليه فقال أي والله انى كنت لرادها عليه قالت طيبة بها نفسك قال طيبة بها نفسي قالت فان الله قد أعارك بنى ومتعك به ما شاء ثم قبض اليه فاصبر واحتسب قال فاسترجع أبو طلحة وصبر ثم أصبح غاديا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه حديث أم سليم كيف صنعت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في ليلتكما قال وحملت تلك الواقعة فأثقلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة إذا ولدت أم سليم فجئنى بها قال فمضغ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة فمجها في فيه فجعل الصبي يتلمظ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة حب الأنصار التمر فحنكه وسمى عليه ودعا له وسماه عبد الله

ذكر كنية هذا الصبي المتوفى لأبي طلحة وأم سليم

[ 7188 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا شيبان بن أبي شيبة حدثنا عمارة بن زاذان حدثنا ثابت عن أنس ان أبا طلحة كان له بن يكنى أبا عمير قال فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول أبا عمير ما فعل النغير قال فمرض وأبو طلحة غائب في بعض حيطانه فهلك الصبي فقامت أم سليم فغسلته وكفنته وحنطته وسجت عليه ثوبا وقالت لا يكون أحد يخبر أبا طلحة حتى اكون انا الذي أخبره فجاء أبو طلحة كالا وهو صائم فتطيبت له وتصنعت له وجاءت بعشائه فقال ما فعل أبو عمير فقالت تعشى وقد فرغ قال فتعشى واصاب مها ما يصيب الرجل من أهله ثم قالت يا أبا طلحة أرأيت أهل بيت أعاروا أهل بيت عارية فطلبها اصحابها أيردونها أو يحبسونها فقال بل يردونها عليهم قالت احتسب أبا عمير قال فغضب وانطلق الى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول أم سليم فقال صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما قال فحملت بعبد الله بن أبي طلحة حتى إذا وضعت وكان يوم السابع قالت لي أم سليم يا أنس اذهب بهذا الصبي وهذا المكتل وفيه شيء من عجوة الى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكون هو الذي يحنكه ويسميه قال فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فمد النبي صلى الله عليه وسلم رجليه وأضجعه في حجره وأخذ تمرة فلاكها ثم مجها في في الصبي فجعل يتلمظها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ابت الأنصار الا حب التمر

ذكر أم حرام بنت ملحان رضى الله تعالى عنها

[ 7189 ] أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة حدثنا عبيد الله بن عمر القواريرى حدثنا حماد بن زيد حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك عن أم حرام قالت اتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فاستيقظ وهو يضحك قالت قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمى ما اضحكك قال رأيت قوما من امتى يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرة ثم نام فاستيقظ وهو يضحك قالت فسألته فقال لي مثل ذلك قلت ادع الله ان يجعلنى منهم قال أنت من الأولين فتزوجها عبادة بن الصامت فركب وركبت معه فلما قدمت إليها بغلة لتركبها اندقت عنقها فماتت

ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم أم حرام في الجنة

[ 7190 ] أخبرنا عمران بن موسى بن المجاشع حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت من هذا فقالوا الرميصاء بنت ملحان قال أبو حاتم الى هنا وهم الأنصار وانا نذكر بعد هؤلاء من سائر قبائل العرب من لم يكن من المهاجرين من قريش ولا الأنصار ان الله يسر ذلك وسهله

ذكر أبي عامر الأشعري رضى الله تعالى عنه

[ 7191 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا داود بن عمرو بن زهير الضبي حدثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن عبد العزيز عن عبد الله بن نعيم عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عزرب الأشعري عن أبي موسى الأشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد يوم حنين لأبي عامر الأشعري على خيل الطلب فلما انهزمت هوازن طلبها حتى أدرك دريد بن الصمة فاسرع به فرسه فقتل بن دريد أبا عامر قال أبا موسى فشددت على بن دريد فقتلته وأخذت اللواء وانصرفت بالناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني واللواء بيدى قال أبا موسى قتل أبو عامر قلت نعم يا رسول الله قال فرفع يديه يدعو له يقول اللهم أبا عامر اجعله في الأكثرين يوم القيامة

ذكر أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه

[ 7192 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقدم قوم هم أرق افئدة فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى فجعلوا يرتجزون ويقولون غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 7193 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني حدثنا بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقدم عليكم قوم أرق منكم قلوبا فقدم الأشعريون وفيهم أبو موسى فكانوا أول من أظهر المصافحة في الإسلام فجعلوا حين دنوا المدينة يرتجزون ويقولون غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم للاشعريين بهجرتين اثنتين

[ 7194 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا سعيد بن يحيى الأموي حدثنا أبي حدثنا طلحة بن يحيى حدثني أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه قال خرجنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر حتى جئنا مكة واخوتى معي في خمسين من الأشعريين وستة من عك قال أبو موسى فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان للناس هجرة واحدة ولكم هجرتين

ذكر إعطاء الله جل وعلا أبا موسى من مزامير آل داود

[ 7195 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي ببغداد حدثنا سريج بن يونس حدثنا سفيان عن الزهرى عن عمرة عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع قراءة أبي موسى فقال لقد اوتى هذا من مزامير آل داود

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان الزهرى لم يسمع هذا الخبر الا من عمرة

[ 7196 ] أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بن شهاب ان أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره ان أبا هريرة حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع قراءة أبي موسى الأشعري فقال قد اوتى هذا من مزامير آل داود قال أبو سلمة وكان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول لأبي موسى وهو جالس في المجلس يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيقرا عنده أبو موسى وهو جالس في المجلس ويتلاحن

ذكر قول أبي موسى للمصطفى صلى الله عليه وسلم ان لو علم مكانه لحبر له

[ 7197 ] أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة حدثنا عبد الله بن جعفر البرمكي حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن طلحة بن يحيى عن أبى بردة عن أبى موسى الأشعري قال استمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءتي من الليل فلما أصبحت قال يا أبا موسى استمعت قراءتك الليلة لقد اوتيت مزمارا من مزامير آل داود قلت يا رسول الله لو علمت مكانك لحبرت لك تحبيرا

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي موسى

بمغفرة ذنوبه

[ 7198 ] أخبرنا أحمد بن على بن المثنى حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد عن أبى بردة عن أبى موسى الأشعري قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش الى اوطاس فلقى دريد بن الصمة فقتل فقتل دريدا وهزم الله اصحابه ورمي أبو عامر في ركبته رماه رجل من بنى جشم بسهم فأثبته في ركبته فاتهيت اليه فقلت يا عم من رماك فأشار الى أن ذاك القاتل يريد ذلك الذي رمانى قال أبو موسى فقصدت له فلحقته فلما رآني ولى عنى ذاهبا فاتبعته وجعلت أقول الا تستحى الا تثبت الا تستحى الست عربيا فكف فالتقيت انا وهو فاختلفنا فضربته بالسيف فقتلته ثم رجعت فقلت قد قتل الله صاحبك قال فانزع هذا السهم فنزعته فنزل منه الماء فقال يا بن أخي انطلق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرئه منى السلام وقل له يقول لك استغفر لي قال واستخلفنى أبو عامر ومكث يسيرا ثم انه مات فلما رجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه وهو في بيت على سرير وقد أثر السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنبيه فأخبرته خبرنا وخبر أبى عامر وقلت له انه قال قل له يستغفر لي قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ورفع يديه ثم قال اللهم اغفر لعبيد أبى عامر اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك فقلت ولي يا رسول الله فاستغفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وادخله مدخلا كريما قال أبو بردة أحدهما لأبي عامر واحدهما لأبي موسى

ذكر جرير بن عبد الله البجلي

رضى الله تعالى عنه

[ 7199 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن يونس بن أبى إسحاق عن المغيرة بن شبيل عن جرير بن عبد الله قال لما دنوت من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنخت راحلتى وحللت عيبتى فلبست حلتى فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فسلم علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمانى الناس بالحدق فقلت لجليسي يا عبد الله هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرى شيئا قال نعم ذكرك بأحسن الذكر بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال انه سيدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج من خير ذي يمن وان على وجهه مسحة ملك فحمدت الله على ما أبلاني

ذكر تبسم المصطفى صلى الله عليه وسلم في وجه

جرير أي وقت رآه

[ 7200 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست وأبو عروبة وعدة قالوا حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد حدثنا أبو جابر عن شعبة عن هشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير قال ما حجبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني الا تبسم في وجهي

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لجرير بن عبد الله بالهداية

[ 7201 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس عن جرير قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تريحنى من ذي الخصلة بيتا كان لخثعم في الجاهلية يسمى الكعبة اليمانية قال قلت يا رسول الله صلى الله انى رجل لا أثبت على الخيل قال فمسح صدري ثم قال اللهم اجعله هاديا مهديا حتى وجدت بردها

ذكر تبريك المصطفى صلى الله عليه وسلم في احمس وخيلها من أجل جرير بن عبد الله

[ 7202 ] أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا الربيع بن ثعلب حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا جرير انه لم يبق من طواغيت الجاهلية الا بيت ذي الخلصة فاكفينه قال فخرجت في سبعين ومئة من قومي فأحرقناه وبعثت الى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يبشره يكنى أبا أرطاة فقال والله يا رسول الله ما جئتك حتى تركته مثل البعير الاجرب فقال صلى الله عليه وسلم اللهم بارك في خيل احمس ورجالها
[ 7203 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا روح بن عبادة حدثنا حجاج بن حسان التيمى حدثنا المثنى العبدي أبو منازل أحد بنى غنم عن الأشج العصري انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم في رفقة من عبد القيس ليزوره فأقبلوا فلما قدموا رفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم فأناخوا ركابهم فابتدر القوم ولم يلبسوا الا ثياب سفرهم واقام العصري فعقل ركائب اصحابه وبعيره ثم اخرج ثيابه من عيبته وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اقبل الى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله قال ما هما قال الأناءة والحلم قال شيء جبلت عليه أو شيء أتخلقه قال لا بل جبلت عليه قال الحمد لله ثم قال صلى الله عليه وسلم معشر عبد القيس ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت قالوا يا نبي الله نحن بأرض وخمة كنا نتخذ من هذه الأنبذة ما يقطع اللحمان في بطوننا فلما نهينا عن الظروف فذلك الذي ترى في وجوهنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الظروف لا تحل ولا تحرم ولكن كل مسكر حرام وليس ان تحبسوا فتشربوا حتى إذا امتلأت العروق تناحرتم فوثب الرجل على بن عمه فضربه بالسيف فتركه اعرج قال وهو يومئذ في القوم الأعرج الذي أصابه ذلك

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به أبو المنازل العبدي

[ 7204 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا بشر بن المفضل حدثنا قرة بن خالد عن أبي جمرة عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج أشج عبد القيس ان فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والاناءة

ذكر وائل بن حجر رضى الله تعالى عنه

[ 7205 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا أبو بكر بن أبي النضر حدثنا حجاج بن محمد حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقطعه أرضا وأرسل معه معاوية ان أعطها إياه فقال معاوية اردفنى خلفك قال لا تكن من أرداف الملوك فقال أعطني نعلك فقال انتعل ظل الناقة فلما استخلف معاوية اتيته فأقعدنى معه على السرير وذكر لي الحديث قال وددت انى كنت حملته بين يدي

ذكر عدى بن حاتم الطائي رضى الله تعالى عنه

[ 7206 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم قال جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذوا عمتى وناسا فلما اتوا بهم النبي صلى الله عليه وسلم فصفوا له قالت يا رسول الله نأى الوافد وانقطع الولد وأنا عجوز كبيرة ما بي من خدمة فمن علي من الله عليك قال صلى الله عليه وسلم ومن وافدك قالت عدى بن حاتم قال الذي فر من الله ورسوله قالت فمن علي قالت فلما رجع ورجل الى جنبه ترى انه علي قال سليه حملانا قالت فسألته فأمر لها قالت فأتيته فقلت لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها فأته راغبا أو راهبا فقد أتاه فلان فأصاب منه واتاه فلان فأصاب منه فأتيته فإذا عنده امرأة وصبيان أو صبي ذكر قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم فعلمت انه لي ليس بملك كسرى لا قيصر فقال لي يا عدى بن حاتم ما افرك ان تقول لا اله الا الله فهل من اله الا الله ما افرك من ان تقول الله أكبر فهل من شيء أكبر من الله قال فأسلمت ورأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استبشر وقال ان المغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى

ذكر عوف بن مالك الأشجعي رضى الله تعالى عنه

[ 7207 ] أخبرنا شباب بن صالح بواسط حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة عن عوف بن مالك قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فانتهيت ذات ليلة فلم ار رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكانه وإذا اصحابه كأن على رؤوسهم الطير وإذا الإبل قد وضعت جرانها قال فنظرت فإذا انا بخيال فإذا معاذ بن جبل قد تصدى لي فقلت أين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورائى وإذا انا بخيال فإذا هو أبو موسى الأشعري فقلت أين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورائى فحدثني حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى عن عوف بن مالك قال فسمعت خلف أبي موسى هزيزا كهزيز الرحى فإذا انا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بأرض العدو كان عليه حرس فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتاني آت فخيرنى بين ان يدخل نصف امتى الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة فقال معاذ بأبي أنت وامى يا رسول الله قد عرفت منزلى فاجعلنى منهم قال أنت منهم قال عوف بن مالك وأبو موسى يا رسول الله قد عرفت انا تركنا اموالنا وأهلينا وذرارينا نؤمن بالله ورسوله فاجعلنا منهم قال أنتما منهم قال فنتهينا الى القوم وقد ثاروا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتاني آت من ربي فخيرنى بين ان يدخل نصف امتى الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة فقال القوم يا رسول الله اجعلنا منهم فقال انصتوا فنصتوا حتى كأن أحدا لم يتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي لمن مات لا يشرك بالله شيئا

ذكر أبي قحافة عثمان بن عامر رضى الله تعالى عنه

[ 7208 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده أي بنية أظهريني على أبي قبيس قالت وقد كف بصره فأشرفت به عليه قال يا بنية ماذا ترين قالت أرى سوادا مجتمعا قال تلك الخيل قالت وأرى رجلا يسعى بين يدي ذلك السواد مقبلا ومدبرا قال ذاك يا بنية الوازع الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها ثم قالت قد والله انتشر السواد فقال قد والله دفعت الخيل فأسرعى بي الى بيتي فانحطت به فتلقاه الخيل قبل ان يصل الى بيته وفي عنق الجارية طوق لها من ورق فتلقاها رجل فاقتلعه من عنقها قالت فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد أتاه أبو بكر رضى الله تعالى عنه بأبيه يقوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلا تركت الشيخ في بيته حتى اكون انا آتيه قال أبو بكر رضى الله تعالى عنه يا رسول الله هو أحق ان يمشى إليك من ان تمشي اليه قال فأجلسه بين يديه ثم سمح صدره ثم قال له اسلم فاسلم قالت ودخل به أبو بكر رضى الله تعالى عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن رأسه ثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من شعره ثم قام أبو بكر وأخذ بيد أخته فقال أنشد الله والإسلام طوق اختى فلم يجبه أحد فقال يا أخيه احتسبى طوقك فوالله ان الأمانة اليوم في الناس لقليل

ذكر أبي سفيان بن حرب رضى الله تعالى عنه

[ 7209 ] أخبرنا أحمد بن محمد الشرقى حدثنا أحمد بن يوسف السلمي حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا أبو زميل سماك الحنفي عن بن عباس قال كان المسلمون لا ينظرون الى أبي سفيان ولا يجالسونه فقال يا رسول الله ثلاث خصال أسألك أن تعطينيهن قال وما هي قال عندي أجمل العرب واحسنها أم حبيبة ازوجكها قال نعم قال ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك قال نعم قال وتؤمرني حتى أقاتل المشركين كما كنت أقاتل المسلمين قال نعم

ذكر معاوية بن أبي سفيان رضى الله تعالى عنه

[ 7210 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن سنان قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدى عن معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رهم السمعى عن العرباض بن سارية السلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم علم معاوية الكتاب والحساب ووقه العذاب

ذكر تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم صفية ورعايته حقها

[ 7211 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس قال بلغ صفية ان حفصة قالت لها ابنه يهودي فدخل عليها النبي صلى الله عليها وسلم وهي تبكي فقال صلى الله عليه وسلم وما يبكيك قالت قالت لي حفصة انى بنت يهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم انك لابنة بنى وان عمك لنبى وانك لتحت نبي فبم تفخر عليك ثم قال صلى الله عليه وسلم اتق الله يا حفصة

ذكر وصف أخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم صفية من الصفى

[ 7212 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال كنت رديف أبي طلحة يوم خيبر وان قدمى لتمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتينا خيبر وقد خرجوا بمساحيهم وفؤوسهم ومكاتلهم وقالوا محمد والخميس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهزمهم فلما قسمت المغانم قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم انه وقع في سهم دحية الكلبي جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس ثم دفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أم سليم تهيئها وكانت أم سليم تغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بالانطاع فأحضرت فوضع الانطاع وجىء بالتمر والسمن فأوسعهم حيسا فأكل الناس حتى شبعوا فقال الناس تزوجها أم اتخذها أم ولد فقالوا ان حجبها فهي امرأته وان لم يحجبها فهي أم ولد فلما أرادت ان تركب حجبها حتى قعدت على عجز البعير خلفه ثم ركبت فلما دنوا من المدينة اوضع واوضع الناس وأشرفت النساء ينظرن فعثرت برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته فوقع ووقعت صفية فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحجبها فقالت النساء ابعد الله اليهودية وشتمن بها قال ثابت فقلت لأنس يا أبا حمزة اوقع رسول الله صلى الله عليه وسلم من راحلته فقال أي والله وقع من راحلته يا أبا محمد

ذكر الخبر الدال على ان صفية بنت حيي من أمهات المؤمنين

[ 7213 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاثا يبنى بصفية بنت حيي فدعوت المؤمنين الى وليمة فما كان فيها من خبز ولا لحم أمرنا بالانطاع فألقى فيها من التمر والأقط والسمن فكانت وليمته فقال المسلمون إحدى أمهات المؤمنين هى أو مما ملكت يمينه وقالوا ان يحجبها فهى من أمهات المؤمنين وان لم يحجبها فيهى مما ملكت يمينه فلما ارتحل وطى لها من خلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس
باب فضل الأمة
[ 7214 ] أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الباليسى أبو الطاهر بأنطاكية حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا زيد بن الحباب حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي حبيبة الطائي عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا حظكم من الأنبياء وأنتم حظى من الأمم

ذكر الاخبار بأن من أراد الله به الخير قبض نبيه قبله حتى يكون فرطا له

[ 7215 ] أخبرنا عمر بن عبد الله الهجري بالأبلة وأحمد بن عمر بن يوسف بدمشق وعمر بن سعيد بن سنان حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة حدثنا يزيد عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله إذا أراد رحمة امة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا وإذا أراد هلكه امة عذبها ونبيها حي فأقر عينه بهلكها حين كذبوه وعصوا امره

ذكر الاخبار بأن هذه الأمة هي من اعدل الأمم اسبابا

[ 7216 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { وكذلك جعلناكم امة وسطا } قال عدلا

ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم أجل هذه الأمة في آجال من خلا قبلها من الأمم

[ 7217 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما أجلكم في اجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر الى مغارب الشمس وانما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي الى نصف النهار على قيراط قيراط قال فعملت اليهود الى نصف النهار على قيراط قيراط ثم قال من يعمل لي من نصف النهار الى صلاة العصر على قيراط قيراط قال فعملت النصارى من نصف النهار الى صلاة العصر ثم قال من يعمل من صلاة العصر الى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين ثم قال أنتم الذين تعملون من صلاة العصر الى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين قال فغضبت اليهود والنصارى وقالوا نحن كنا أكثر عملا واقل عطاء قال هل ظلمتكم من عملكم شيئا قالوا لا قال فإنه فضلى اوتيه من أشاء

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث انه مضاد لخبر بن عمر الذي ذكرناه

[ 7218 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا حماد بن أسامة حدثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا يوما الى الليل على أجر الى الليل فعملوا له الى نصف النهار ثم قالوا لا حاجة لنا في أجرك الذي اشترطت لنا وما عملنا باطل قال لهم لا تفعلوا اكملوا بقية يومكم وخذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا ذلك عليه فاستأجر قوما آخرين بعدهم فقال اعملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا حتى إذا كان صلاة العصر قالوا الذي علمنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا لا حاجة لنا فيه قال اعملوا بقية عملكم فإن ما بقي من النهار شيء يسير أحسبه قال فأبوا قال ثم عملتم من العصر الى الليل فذلك مثل اليهود والنصارى والذين تركوا ما أمرهم الله به ومثل المسلمين الذين قبلوا هدى الله وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر الاخبار عما وضع الله بفضله عن هذه الأمة

[ 7219 ] أخبرنا وصيف بن عبد الله الحافظ بأنطاكية حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز عن امتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه

ذكر وصف ما ابتلى الله جل وعلا هذه الأمة بما دفع عنهم به تعجيل العذاب في الدنيا

[ 7220 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا سفيان قال سمع عمرو جابرا قال لما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال أعوذ بوجهك أو من تحت ارجلكم قال أعوذ بوجهك أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال هاتان اهون أو أيسر

ذكر إعطاء جل وعلا الثواب لهذه الأمة على يسير العمل اضعاف ما يعطى على كثيره لغيرها من الأمم

[ 7221 ] أخبرنا محمد بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب ان سالم بن عبد الله أخبره ان بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو قائم على المنبر إنما بقاؤكم فيمن سلف قبلكم كما بين صلاة العصر الى غروب الشمس أعطى أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى إذا انتصف النهار عجزوا عنها فأعطوا قيراطا قيراطا وأعطى أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى إذا بلغوا صلاة العصر عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا واعطيتم القرآن فعملتم به حتى إذا غربت الشمس أعطيتم قيراطين قيراطين قال أهل التوراة والإنجيل ربنا هؤلاء أقل عملا منا وأكثر اجرا فقال الله تبارك وتعالى هل ظلمتم من أجركم شيئا فقالوا لا فقال فضلى اوتيه من أشاء

ذكر البيان بأن خير هذه الأمة الصحابة ثم التابعون

[ 7222 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجىء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرنى أراد به الصحابة الذين كانوا قبله وبعده

[ 7223 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير امتى القرن الذين يلونى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجىء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته

ذكر البيان بأن أهل بدر هم أفضل الصحابة وخير هذه الأمة

[ 7224 ] أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمد بن معدان الحراني حدثنا علي بن قادم حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل أو ملك فقال كيف أهل بدر فيكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هم عندنا أفاضل الناس قال وكذلك من شهد عندنا من الملائكة قال أبو حاتم روى هذا الخبر جرير بن عبد الحميد عن يحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه وكان أبوه وجده من أهل العقبة قال اتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم وقد رواه سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج وسفيان احفظ من جرير وأتقن وأفقه كان إذا حفظ الشيء لم يبال بمن خالفه

ذكر البيان بأن من مضى من هذه الأمة كان الخير فالخير

[ 7225 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة ان سحيما حدثه عن رويفع بن ثابت الأنصاري انه قال قرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تمر ورطب فأكلوا منه حتى لم يبق منه شيء الا نواة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله اعلم قال تذهبون الخير فالخير حتى لا يبقى منكم الا مثل هذا

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث ان آخر هذه الأمة في الفضل كأولها

[ 7226 ] أخبرنا أبو خليفة حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي حدثنا الفضل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة عن عبيد بن سلمان الأغر عن أبيه عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل امتى مثل المطر لا يدرى أوله خير أو آخره

ذكر البيان بأن عموم هذا الخطاب أريد به بعض الأمة لا الكل

[ 7227 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير امتى القرن الذين يلونى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجىء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان الناس قد استووا في الفضيلة بعد التابعين

[ 7228 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا نوح بن حبيب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجىء قوم تسبق شهادتهم ايمانهم وايمانهم شهادتهم

ذكر البيان بأن خير الناس بعد اتباع التابعين تبع الأتباع

[ 7229 ] سمعت عمران بن حصين يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

ذكر البيان بأن من قد آمن بالمصطفى صلى الله عليه وسلم من غير رواية وتلكؤ قد يكون أفضل ممن آمن به بعد تلكؤ وروية

[ 7230 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثني بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث ان دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرنى

ذكر البيان بأن من قد آمن بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يره قد يكون أشد حبا له من أقوام رأوه وصحبوه

[ 7231 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل املاء حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أشد امتى لي حبا ناس يكونون بعدي يود أحدهم ان لو رآني بأهله وماله

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث انه مضاد لخبر أبي سعيد الخدري الذي ذكرناه

[ 7232 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدى حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن ايمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى سبع مرات لمن آمن بي ولم يرنى

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 7233 ] أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن همام عن قتادة عن ايمن عن أبي امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال طوبى لمن رآني ثم آمن بي وطوبى سبع مرات لمن آمن بي ولم يرنى قال أبو حاتم سمع هذا الخبر ايمن عن أبي هريرة وأبي امامة معا وايمن هذا هو ايمن بن مالك الأشعري

ذكر ما وعد الله رسوله صلى الله عليه وسلم ان يرضيه في أمته ولا يسوؤه فيهم

[ 7234 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا بن وهب عن عمرو بن الحارث ان بكر بن سوادة حدثه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله في إبراهيم رب انهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فإنه مني وقال عيسى أن تعذبهم فإنهم عبادك قال الله يا جبريل اذهب الى محمد وقل له انا سنرضيك في امتكم ولا نسوؤك

ذكر وعد الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم ان يرضيه في أمته ولا يسوؤه فيهم

[ 7235 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان بكر بن سوادة حدثه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تلا قول الله جل وعلا في إبراهيم انهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم وقال عيسى أن تعذبهم فإنهم عبادك فرفع يديه وقال اللهم أمتى أمتى وبكى فقال الله يا جبريل اذهب الى محمد صلى الله عليه وسلم اعلم فسله ما يبكيه فأتاه جبريل فسأله فأخبره بما قال والله اعلم فقال الله يا جبريل اذهب الى محمد فقل انا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك

ذكر سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا ان لا يهلك أمته بما أهلك به الأمم قبله

[ 7236 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقى قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن خباب بن الأرت ان خبابا قال رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة صلاها حتى كان مع الفجر فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جاءه خباب فقال يا رسول الله بأبي أنت وامى لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها قال أجل انها صلاة رغب ورهب سألت ربي فيها ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعنى واحدة سألته ان لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلها فأعطانيها وسألته ان لا يظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها وسألته ان لا يلبسنا شيعا فمنعينها

ذكر سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا ان لا يهلك أمته بالسنة والغرق

[ 7237 ] وأخبرنا بن خزيمة قال حدثنا عبد الله بن هاشم الطوسي قال حدثنا بن نمير قال حدثنا عثمان بن حكيم قال أخبرنا عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل ذات يوم من العيالة حتى إذا مر بمسجد بنى معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه فدعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال سألت ربي ان لا يهلك امتى بالسنة فأعطانيها وسألته ان لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها

ذكر سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا لأمته بأن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم

[ 7238 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال قال رسول صلى الله عليه وسلم ان الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها فان امتى سيبلغ ملكها ما زوى لي منها واعطيت الكنزين الأحمر والأبيض فإني سألت ربي لأمتي ان لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم فان ربي قال يا محمد انى إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيك لامتك ان لا اهلكهم بسنة عامة وان لا اسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من اقطارها أو قال من بين اقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعض ويسبي بعضهم بعضا قال قال رسول صلى الله عليه وسلم إنما أخاف على امتى الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في امتى لم يرفع عنها الى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من امتى بالمشركين وحتى تعبد الأوثان وانه سيكون في امتى ثلاثون كذابا كلهم يزعم انه نبي وانى خاتم النبيين لا نبي بعدي ولن تزال طائفة من امتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من يخذلهم حتى ياتى أمر الله

ذكر الاخبار عن وصف ورود هذه الأمة حوض النبي صلى الله عليه وسلم

[ 7239 ] أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا عمرو بن الحارث قال حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال حدثنا لقمان بن عامر عن سويد بن جبلة عن العرباض بن سارية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتزدحمن هذه الأمة على الحوض ازدحام إبل وردت لخمس

ذكر العلامة التي بها يغرف المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته من سائر الأمم عند ورودهم على الحوض

[ 7240 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن العلاء عن أبيه عن أبى هريرة قال أن رسول صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وانا ان شاء الله بكم لاحقون وددت انى قد رأيت اخوانا قالوا يا رسول الله السنا اخوانك قال بل أنتم أصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد وانا فرطهم على الحوض قالوا يا رسول الله كيف تعرف من ياتى بعدك من أمتك قال أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم الا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء وانا فرطهم على الحوض فليذادن رجال عن حوضى كما يذاد البعير الضال أناديهم الا هلم الا هلم فيقال انهم بدلوا بعدك فأقول فسحقا فسحقا فسحقا

ذكر الاخبار بأن العلامة التي ذكرناها هى لأمة المصطفى صلى الله عليه وسلم دون غيرها من سائر الأمم

[ 7241 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عثمان بن أبى سيبة قال حدثنا على بن مسهر عن سعد بن طارق عن ربعى بن حراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حوضى لأبعد من أيلة الى عدن والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم ولهو أشد بياضا من اللبن واحلى من العسل والذي نفسي بيده انى لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه فقيل يا رسول الله وتعرفنا قال نعم تردون على غرا محجلين من آثار الوضوء ليس لاحد غيركم قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم لابعد من أيلة الى عدن تأكيد في القصد لا انه ابعد منهما

ذكر وصف هذه الأمة في القيامة باثار وضوءهم في الدنيا

[ 7242 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا كامل بن طلحة حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن بن مسعود انهم قالوا يا رسول الله كيف تعرف من لم تر من أمتك قال غر محجلون بلق من آثار الطهور

ذكر البيان بأن التحجيل بالوضوء في القيامة إنما هو لهذه الأمة فقط وان كانت الأمم قبلها تتوضأ لصلاتها

[ 7243 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا يحيى بن زكريا بن أبى زائدة عن أبى مالك الأشجعي عن أبى حازم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تردون غرا محجلين من الوضوء سيما امتى ليس لاحد غيرها

ذكر الاخبار عن دخول أقوام من هذه الأمة الجنة بغير حساب

[ 7244 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل منم امتى الجنة سبعون الفا بغير حساب قال فقال عكاشة بن محصن ادع الله ان يجعلنى منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعله منهم فقال آخر ادع الله ان يجعلنى منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبقك بها عكاشة قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم سبقك بها عكاشة لفظ أخبار عن فعل ماض مرادها الزجر عن الشيء الذي من أجله اطلق هذه اللفظة وذلك ان المصطفى صلى الله عليه وسلم لما دعا لعكاشة وقال اللهم اجعله منهم ثم قام الآخر فلو دعا له لقام الثالث والرابع وخرج الأمر الى ما لا نهاية له ولبطل وعيد الله جل وعلا لمن ارتكب المزجورات من هذه الأمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدخلهم النار فحسمهم ذلك عن نفسه بلفظة أخبار مرادها الزجر عنه

ذكر الاخبار عن وصف عدد أهل الجنة من هذه الأمة

[ 7245 ] أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن أبى كريمة حدثنا محمد بن سلمة عن أبى عبد الرحيم عن زيد بن ابة أنيسة عن أبى إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن عبد الله بن مسعود قال بينما هو ذات يوم في بيت المال إذ قال خرج علينا نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من قبة له من آدم فقال الا ترضون ان تكونوا ربع أهل الجنة قالوا نعم قال وثلث أهل الجنة قال والذي نفسي بيده انى لأرجو ان تكونوا نصف أهل الجنة ان مثل المسلمين في الكفار كالبقرة البيضاء فيها الشعرة السوداء أو كالبقرة السوداء فيها الشعرة البيضاء

ذكر الاخبار عن عدد من يدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب

[ 7246 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي قال حدثنا محمد بن حرب قال حدثنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر وأبى اليمان الهوزني عن أبى امامة الباهلى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله وعدنى ان يدخل من امتى الجنة سبعين الفا بغير حساب فقال يزيد بن الأخنس السلمي والله ما أولئك في أمتك يا رسول الله الا كالذباب الاصهب في الذبان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ربي قد وعدنى سبعين الفا مع كل سبعين الفا وزادنى حثيات

ذكر الاخبار بأن من وصفنا نعته من السبعين الفا يشفعون يوم القيامة في أقاربهم

[ 7247 ] أخبرنا مكحول ببيروت قال حدثنا محمد بن خلف الداري قال حدثنا معمر بن يعمر قال حدثنا معاوية بن سلام قال حدثنا أخي زيد بن سلام انه سمع أبا سلام قال حدثنا عامر بن زيد البكالي انه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ربي وعدنى ان يدخل من امتى الجنة سبعين الفا بغير حساب ثم يتبع كل ألف بسبعين الفا ثم يحثى بكفه ثلاث حثيات فكبر عمر فقال صلى الله عليه وسلم ان السبعين الفا الأول يشفعهم الله في آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم وأرجو ان يجعل امتى أدنى الحثوات الأواخر

ذكر الاخبار عن أول من يدخل الجنة من هذه الأمة بعد الزمرة التي ذكرناها قبل

[ 7248 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني عامر العقيلي ان أباه أخبره انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة الشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف ذو غنى أو مال
باب فضل الصحابة والتابعين رضى الله تعالى عنهم

ذكر البيان بأن الله جل وعلا جعل صفيه صلى الله عليه وسلم أمنة أصحابه وأصحابه أمنة أمته

[ 7249 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا حسين بن علي الجعفي عن مجمع بن يحيى قال سمعته يذكره عن سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى قال صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا لو انتظرنا حتى نصلى معه العشاء فانتظرنا فخرج علينا فقال ما زلتم هاهنا قلنا نعم نصلى معك العشاء قال احسنتم أو قال أصبتم ثم رفع رأسه الى السماء فقال النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد وانا أمنة لاصحابى فإذا انا ذهبت اتى أصحابي ما يوعدون واصحابى أمنة لامتى فإذا ذهب أصحابي اتى امتى ما يوعدون قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه يشبه ان يكون معنى هذا الخبر ان الله جل وعلا جعل النجوم علامة لبقاء الفناء الذي كتب عليها وجعل الله جل وعلا المصطفى أمنة اصحابه من وقوع الفتن فلما قبضه الله جل وعلا الى جنته اتى اصحابه الفتن التي أوعدوا وجعل الله اصحابه أمنة أمته من ظهور الجور فيها فإذا مضى اصحابه اتاهم ما يوعدون من ظهور غير الحق من الجور والأباطيل

ذكر وصف أقوام كانوا يفضلون في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 7250 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ثور بن يزيد عن الزهرى عن سالم عن أبيه قال لقيني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في لسانه ثقل ما يبين الكلام فذكر عثمان فقال عبد الله والله ما أدري ما يقول غير انكم تعلمون يا معشر أصحاب النبي محمد انا كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نقول أبو بكر وعمر وعثمان وانما هو هذا الحال فان أعطاه رضيتم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه ما رواه عن الوليد الا إسحاق وليس لثور بن يزيد عن الزهرى غير هذا الحديث وما روى هذا الحديث عن إسحاق الا عبد الله بن محمد بن شيرويه وهو غريب جدا

ذكر وصف أقوام كانوا يفضلون في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 7251 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا محمد بن المتوكل بن أبي السرى حدثنا أبو معاوية الضرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن بن عمر قال كنا نفاضل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت

ذكر الاخبار عن القصد بالتخصيص في الفضيلة لأقوام بأعيانهم

[ 7252 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الوهاب الثقفى قال حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارحم أمتي بامتي أبو بكر واشدهم في أمر الله عمر واصدقهم حياء عثمان واقرؤوا لكتاب الله أبي بن كعب وافرضهم زيد بن ثابت واعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ألا وان لكل امة أمينا الا وان امين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح

ذكر الخبر الدال على ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم ثقات عدول

[ 7253 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال حدثنا موسى بن مروان قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابى فوالذى نفسي بيده لو ان أحدكم انفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه

ذكر الاخبار عن وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم الخير بالصحابة والتابعين بعده

[ 7254 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال حدثنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر ان عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامى فيكم فقال استوصوا بأصحابى خيرا ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشوا الكذب حتى ان الرجل ليبتدىء بالشهادة قبل ان يسألها وباليمين قبل ان يسألها فمن أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فان الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين ابعد ولا يخلون أحدكم بامرأة فان الشيطان ثالثهما ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن

ذكر الزجر عن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر الله بالإستغفار لهم

[ 7255 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة وأبو معاوية عن الأعمش عن ذكوان عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا أصحابى فوالذى نفسي بيده لو ان أحدكم انفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه

ذكر الزجر عن اتخاذ المرء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غرضا بالتنقص

[ 7256 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه قال حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثني عبيدة بن أبي رائطة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن المغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله الله في أصحابى لا تتخذوا أصحابي غرضا من أحبهم فبحبى أحبهم ومن ابغضهم فببغضى ابغضهم ومن آذاهم فقد آذانى ومن آذانى فقد آذ الله ومن آذ الله يوشك ان يأخذه قال أبو حاتم هذا عبد الله بن عبد الرحمن الرومي بصرى روى عنه حماد بن زيد مات قبل أيوب السختياني

ذكر الخبر الدال على ان أحب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحبة كان المهاجرون والأنصار ثم اسلم وغفار

[ 7257 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السرى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهرى أخبرني بن أخي أبي رهم قال سمعت أبا رهم الغفاري يقول وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين بايعوا تحت الشجرة غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوكا فلما قفل سرنا ليلة فسرت قريبا منه وألقى علي النعاس فطفقت استيقظ وقد دنت راحلتى من راحلته فيفزعنى دنوها خشية ان اصيب رجله في الغرز فأزجر راحلتى حتى غلبتنى عيني في بعض الليل فزحمت راحلتى راحلته ورجله في الغرز فأصبت رجله فلم استيقظ الا بقوله حس فرفعت راسى فقلت استغفر لي يا رسول الله قال سر فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألني عمن تخلف من بنى غفار فأخبرته فإذا هو قال ما فعل النفر الحمر الثطاط فحدثته بتخلفهم قال ما فعل النفر السود الجعاد القطاط أو القصار الذين لهم نعم بشبكة شرخ فتذكرتهم في بنى غفار فلم اذكرهم حتى ذكرت رهطا من اسلم وقد تخلفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما يمنع أولئك حين تخلف أحدهم ان يحمل عليه بعض ابله امرأ نشيطا في سبيل الله ان أعز أهلي علي ان يتخلف عنى المهاجرون والأنصار واسلم وغفار

ذكر محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم ان يليه في الأحوال المهاجرون والأنصار

[ 7258 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبو بشر بكر بن خلف حدثنا بن أبي عدى عن حميد عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب ان يليه المهاجرون والأنصار ليحفظوا عنه

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم للأنصار والمهاجرين

[ 7259 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون وهم يحفرون الخندق نحن الذين بايعوا محمدا على القتال ما بقينا ابدا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ان العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجره

ذكر البيان بأن المهاجرين والأنصار بعضهم أولياء بعض في الآخرة والأولى

[ 7260 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة وإمضائها لهم

[ 7261 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهرى عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فمرضت مرضا أشفى على الموت فعادنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان لي مالا كثيرا وليس يرثنى الا ابنة لي أفأوصى بثلثى مالي قال لا قلت فبشطر مالي قال لا قلت فبثلثه قال الثلث والثلث كثير انك يا سعد ان تترك ورثتك بخير أغنياء خير لك من ان تتركهم عالة يتكففون الناس انك يا سعد لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك قت يا رسول الله اخلف عن أصحابي قال انك لن تخلف بعدي فتعمل عملا تريد به وجه الله الا ازددت به درجة ورفعة ولعلك ان تخلف بعدي فينفع الله بك أقواما ويضر لك آخرين اللهم امض لاصحابى هجرتهم ولا تردهم على اعقابهم لكن البائس سعد بن خولة رثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مات بمكة

ذكر وصف منازل المهاجرين في القيامة

[ 7262 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيدي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير بن زيد عن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة قد أمنوا من الفزع قال أبو سعيد الخدري والله لو حبوت بها أحدا لحبوت بها قومي

ذكر وصف القراء من الأنصار

[ 7263 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال كان شباب من الأنصار يسمون القراء يكونون في ناحية من المدينة يحسب أهلوهم انهم في المجد ويحسب أهل المسجد انهم في أهليهم فيصلون من الليل حتى إذا تقارب الصبح احتطبوا الحطب واستعذبوا من الماء فوضعوه على أبواب حجر رسول الله فبعثهم جميعا الى بئر معونة فاستشهدوا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على قتلتهم أياما

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان قوله جلا وعلا ويؤثرون على أنفسهم نزل في بنى هاشم

[ 7264 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أصابني الجهد فأرسل الى نسائه فلم يجد عندهم شيئا فقال ألا رجل يضيفه هذه الليلة فقام رجل من الأنصار فقال انا يا رسول الله فذهب الى أهله فقال لامرأته ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخرى عنه شيئا فقالت والله ما عندي الا قوت الصبية قال فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالى فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة ففعلت ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم لقد عجب الله أو ضحك الله من فلان وفلانة فأنزل الله { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }

ذكر البيان بأن الأنصار كانت كرش رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيبته

[ 7265 ] أخبرنا أحمد بن الحسن الجرادى بالموصل حدثنا محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الأنصار كرشى وعيبتى وان الناس يكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم

ذكر قضاء الأنصار ما كان عليهم المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 7266 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني حميد عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما عاصبا رأسه فتلقاه ذرارى الأنصار وخدمهم ما هم بوجوه الأنصار يومئذ فقال والذي نفسي بيده انى لأحبكم مرتين أو ثلاثا ثم قال ان الأنصار قد قضوا الذي عليهم وبقى الذي عليكم فأحسنوا الى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم

ذكر البيان بأن تحنن الأنصار على المسلمين وأولادهم كتحنن الوالد على ولده

[ 7267 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة وعدة قالوا حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام بن حسان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضر امرأة نزلت بين بيتين من الأنصار أو نزلت بين ابويها

ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم ان يعد نفسه من الأنصار لولا الهجرة

[ 7268 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني حميد عن أنس قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وعيينة بن بدر مائة من الإبل وذكر نفرا من الأنصار فقالوا يا رسول الل تعطى غنائمنا قوما تقطر سيوفنا من دمائهم أو تقطر دماؤهم في سيوفنا فبلغه ذلك فجمع الأنصار فقال هل فيكم غيركم فقالوا لا غير بن أختنا قال بن أخت القوم منهم ثم قال يا معشر الأنصار اما ترغبون ان يذهب الناس بالدنيا أو بالشاء والإبل وتذهبون بمحمد الى دياركم قالوا بلى يا رسول الله فقال والذي نفس محمد بيده لو أخذ الناس واديا وأخذ الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار الأنصار كرشى وعيبتى ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار
ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ان لولا الهجرة لكان امرأ من الأنصار
[ 7269 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو يندفع الناس شعبا والأنصار في شعبهم لاندفعت مع الأنصار في شعبهم
ذكر الأخبار عن محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم الأنصار
[ 7270 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء وصبيانا من الأنصار مقبلين من العرس فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم أنتم أحب الناس الي قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه معول هذه الأخبار كلها على من فحذف من منها

ذكر أقسام المصطفى صلى الله عليه وسلم على محبة الأنصار

[ 7271 ] اخبرا أبو يعلى حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت حميدا وذكر انه سمع أنيس بن مالك قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وقد عصب رأسه فتلقته الأنصار بوجوههم وفتيانهم فقال والذي نفس محمد بيده انى لاحبكم ان الأنصار قد قضوا الذي عليهم وبقي الذي عليكم فأحسنوا الى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم

ذكر الخبر الدال على ان محبة الأنصار من الإيمان

[ 7272 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا سليمان بن حرب والحوضى عن شعبة عن عدي بن ثابت قال سمعت البراء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب الأنصار فقد أحبه الله ورسوله ومن أبغض الأنصار فقد ابغض الله ورسوله لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق

ذكر بغض الله جل وعلا من ابغض انصار رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 7273 ] أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان قال حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن سعد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي عن حمزة بن أبي اسيد قال سمعت الحارث بن زياد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الأنصار أحبه الله يوم يلقاه ومن ابغض الأنصار ابغضه الله يوم يلقاه

ذكر نفي الإيمان عن مبغض الأنصار

[ 7274 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر

ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بالصبر عند وجود الأثرة بعده

[ 7275 ] أخبرنا عبد الكريم بن عمر الخطابي بالبصرة حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد ان يكتب الأنصار بالبحرين فقالوا لا حتى تكتب لأصحابنا من قريش مثل ذلك قال انكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقونى على الحوض

ذكر البيان بأن قول أنس أراد ان يكتب ان يقطع البحرين للأنصار

[ 7276 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبيد بن حساب حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقطع الأنصار البحرين أو قال طائفة منها فقالوا لا حتى تقطع إخواننا من المهاجرين مثل الذي أقطعتنا قال اما انكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقونى

ذكر وصف الأثرة التي أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم للأنصار بالصبر عند وجودها بعده

[ 7277 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا محمد بن الصباح حدثنا عاصم بن سويد بن زيد بن حارثة حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك قال اتى اسيد بن حضير الأشهلي النقيب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له أهل بيت من الأنصار فيهم حاجة قال وقد كان قسم طعاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم تركتنا حتى ذهب ما في أيدينا فإذا سمعت بشيء قد جاءنا فاذكر لي أهل البيت قال فجاءه بعد ذلك طعام من خيبر شعير وتمر قال وجل أهل ذلك البيت نسوة قال فقسم في الناس وقسم في الأنصار فأجزل وقسم في أهل ذلك البيت فأجزل فقال له اسيد بن حضير يشكر له جزاك الله يا نبي الله عنا اطيب الجزاء أو قال الجزاء أو قال خيرا ما علمتكم أعفة صبر وسترون بعدي أثرة في الأمر والعيش فاصبروا حتى تلقونى على الحوض

ذكر قبول الأنصار هذه الوصية عن المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 7278 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب حدثني أنس بن مالك ان ناسا من الأنصار قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما افاء فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى رجالا من قريش المئة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسوله يعطى قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال أنس فحدثت ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولهم فأرسل الى الأنصار فجمعهم في قبة من آدم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما حديث بلغني عنكم فقال له قوم من الأنصار اما ذوو اسناننا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا واما ناس منا حديثة اسنانهم فقالوا يغفر الله لرسوله يعطى أناسا وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أعطي رجالا حديثي عهد بالكفر أتألفهم أفلا ترضون ان يذهب الناس بالأموال وترجعون الى رحالكم برسول الله فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون فقالوا بلى يا رسول الله قد رضينا قال فإنكم ستجدون أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض قالوا سنصبر

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم للأنصار بالعفة والصبر

[ 7279 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه حدثنا بن أبي زائدة حدثنا محمد بن إسحاق عن حصين بن عبد الرحمن عن محمود بن لبيد عن بن شفيع وكان طبيبا قال دعاني اسيد بن حضير فقطعت له عرق النسا فحدثني بحديثين قال اتاني أهل بيتين من قومي أهل بيت من بنى ظفر وأهل بيت من بنى معاوية فقالوا كلم النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لنا أو يعطينا فكلمت النبي صلى الله عليه وسلم فقال نعم اقسم لأهل كل بيت منهم شطرا وان عاد الله علنيا عدنا عليهم قال قلت جزاك الله خيرا يا رسول الله قال وأنتم فجزاكم الله خيرا فإنكم ما علمتكم أعفة صبر وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انكم ستلقون أثرة بعدي فلما كان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قسم حللا بين الناس فبعث الي منها بحلة فاستصغرتها فأعطيتها أبي فبينا انا أصلي إذ مر بي شاب من قريش عليه حلة من تلك الحلل يجرها فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستلقون بعدي أثرة فقلت صدق الله ورسوله فانطلق رجل الى عمر فأخبره فجاء وانا أصلي فقال يا اسيد فلما قضيت صلاتي قال كيف قلت فأخبرته قال تلك حلة بعثت بها الى فلان بن فلان وهو بدري إحدى عقبى فاتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلبسها أفظننت ان يكون ذلك في زمانى قلت قد والله يا أمير المؤمنين ظننت ان ذاك لا يكون في زمانك

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمغفرة للأنصار وأبنائهم

[ 7280 ] أخبرنا أبو قريش محمد بن جمعة الأصم حدثنا عمرو بن علي الفلاس حدثنا يزيد بن زريع عن قتادة عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمغفرة لنساء الأنصار ولنساء أبنائها

[ 7281 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي بكر بن أنس قال كتب زيد بن أرقم الى أنس بن مالك يعزيه بولده وأهله الذين اصيبوا يوم الحرة فكتب في كتابه وانى مبشرك ببشرى من الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ولنساء الأنصار ولنساء أبناء الأنصار ولنساء أبناء أبناء الأنصار

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمغفرة لذرارى الأنصار ولمواليها

[ 7282 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد الله بن الرومي حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للأنصار ولذرارى الأنصار ولذرارى ذراريهم ولموالى الأنصار

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمغفرة لجيران الأنصار

[ 7283 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن هشام بن هارون الأنصاري حدثني معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للأنصار ولذرارى الأنصار ولذرارى ذراريهم ولمواليهم ولجيرانهم

ذكر وصف خير دور الأنصار

[ 7284 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن حميد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير ديار الأنصار قالوا بلى يا رسول الله قال ديار بنى النجار ثم ديار بنى عبد الأشهل ثم ديار بنى الحارث بن الخزرج ثم ديار بنى ساعدة ثم في كل ديار الأنصار خير

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 7285 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بخير دور الأنصار قالوا بلى يا رسول الله قال دار بنى النجار ثم دار بنى عبد الأشهل ثم دار بنى الحارث بن الخزرج ثم دار بنى ساعدة وفي كل دور الأنصار خير

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر ما رواه أنس بن مالك

[ 7286 ] أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السرى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهرى عن أبي سلمة وعبيد الله بن عبد الله انهما سمعا أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أخبركم بخير دور الأنصار قالوا بلى يا رسول الله قال دار بنى عبد الأشهل وهم رهط سعد بن معاذ قالوا ثم من يا رسول الله قال ثم بنو النجار قالوا ثم من يا رسول الله قال ثم بنو الحارث بن الخزرج قالوا ثم من يا رسول الله قال ثم بنو ساعدة قالوا ثم من يا رسول الله قال في كل دور الأنصار خير فبلغ ذلك سعد بن عبادة فقال ذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر أربعة أدور لأكلمن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال له رجل أما ترضى ان يذكركم رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأربعة فوالله لقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار أكثر ممن ذكر قال فرجع سعد

ذكر وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم بالعفو عن مسىء الأنصار والإحسان الى محسنهم

[ 7287 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري حدثني أبي عن قدامة بن إبراهيم قال رأيت الحجاج يضرب عباس بن سهل في إمرة بن الزبير فاتاه سهل بن سعد وهو شيخ كبير له ضفيرتان وعليه ثوبان إزار ورداء فوقف بين السماطين فقال يا حجاج الا تحفظ فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم قال أوصى ان يحسن الى محسن الأنصار ويعفى عن مسيئهم

ذكر الخبر الدال على ان الله تعالى ولي بنى سلمة وبنى حارثة

[ 7288 ] أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس حدثنا حامد بن يحيى بن البلخي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول فينا نزلت { إذ همت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما } بنو سلمة وبنو حارثة قال عمرو قال جابر وما أحب انها لم تنزل لقول الله والله وليهما

ذكر مغفرة الله جل وعلا لغفار حيث نصرت المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 7289 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار سمع بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغفار غفر الله لها واسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله

ذكر البيان بأن اسلم وغفار خير عند الله من أسد وغطفان

[ 7290 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا أبو بشر قال سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يحدث عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم وغفار وجهينة ومزينة خير من بنى تميم واسد وغطفان وبنى عامر بن صعصعة قال شعبة وحدثني سيد بنى تميم محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيتم ان كانت اسلم وغفار وجهينة ومزينة خيرا من بنى تميم وبنى عامر بن صعصعة واسد وغطفان أخابوا وخسروا قالوا نعم قال فوالذى نفسي بيده انهم خير منهم

ذكر العلة التي من اجلها فضل صلى الله عليه وسلم هؤلاء على بنى تميم

[ 7291 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا وهب بن بقية حدثنا خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال غفار وأسلم ومزينة ومن كان من جهينة خير من الحليفين غطفان واسد وهوازن وتميم دونهم فإنهم أهل الخيل والوبر

ذكر بشرى المصطفى صلى الله عليه وسلم تميما بما بشرها به

[ 7292 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة حدثنا نوح بن حبيب حدثنا مؤمل بن إسماعيل عن سفيان عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز الرقاشي عن عمران بن حصين قال جاء وفد بنى تميم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم أبشروا يا بنى تميم قالوا بشرتنا فأعطنا فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء وفد أهل اليمن فقال لهم أبشروا يا أهل اليمن إذ لم يقبل البشرى بنو تميم

ذكر مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم بنى عامر

[ 7293 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا يوسف بن موسى حدثنا وكيع حدثنا مسعر بن كدام عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم انا ورجلان من بنى عامر فقال من أنتم فقلنا من بنى عامر فقال صلى الله عليه وسلم مرحبا بكم أنتم منى

ذكر البيان بأن عبد القيس من خير أهل المشرق

[ 7294 ] أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا وهب بن يحيى بن زمام حدثنا محمد بن سواء حدثنا شبيل بن عزرة عن أبي جمرة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أهل المشرق عبد القيس اسلم الناس كرها واسلموا طائعين

ذكر نفي المصطفى صلى الله عليه وسلم الخزى والندامة عن وفد عبد القيس حين قدموا عليه

[ 7295 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر حدثنا قرة بن خالد عن أبي جمرة عن بن عباس قال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرحبا بالوفد غير خزايا ولا نادمين قالوا يا رسول الله ان بيننا وبينك المشركين من مضر وانا لا نصل إليك الا في الأشهر الحرم فحدثنا عملا من الأجر إذا اخذنا به دخلنا الجنة وندعوا اليه من وراءنا فقال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله قال وهل تدرون ما الإيمان بالله قالوا الله ورسوله اعلم قال شهادة ان لا اله الا الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من الغنائم وانهاكم عن النبيذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت
باب الحجاز واليمن والشام وفارس وعمان

ذكر إطلاق اسم الإيمان على أهل الحجاز

[ 7296 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان حدثنا محمد بن معمر حدثنا أبو عاصم عن بن جريج أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أرض الحجاز

ذكر إضافة المصطفى صلى الله عليه وسلم الإيمان والفقه والحكمة الى أهل اليمن

[ 7297 ] أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدى عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاكم أهل اليمن هم أرق افئدة الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والوقار في أصحاب الغنم

ذكر إضافة المصطفى صلى الله عليه وسلم الحكمة الى أهل اليمن

[ 7298 ] أخبرنا محمد بن عمرو بن عباد ببست أبو علي حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا الحسين بن عيسى الحنفي حدثنا معمر عن الزهرى عن أبي حازم عن بن عباس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال الله أكبر الله أكبر جاء نصر الله وجاء الفتح وجاء أهل اليمن قوم نقية قلوبهم لينة طاعتهم الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية
[ 7299 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان يمان والحكمة يمانية ورأس الكفر قبل المشرق

ذكر العلة التي من اجلها اطلق اسم الإيمان على أهل اليمن

[ 7300 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء أهل اليمن هم أرق افئدة الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالبركة للشام واليمن

[ 7301 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا بشر بن آدم بن بنت ازهر قال أخبرني جدي عن بن عون عن نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال هنالك الزلازل والفتن وبها أو قال منها يخرج قر الشيطان

ذكر ابتغاء الفضل والصلاح لمستوطن الشام

[ 7302 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا المقدمي حدثنا يحيى عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم

ذكر الاخبار على ان الفساد إذا عم في الشام يعم ذلك في سائر المدن

[ 7303 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم

ذكر بسط الملائكة اجنحتها على الشام لساكنيها

[ 7304 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن سلم آخر معه عن يزيد بن أبي حبيب عن بن شماسة انه سمع زيد بن ثابت يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن عنده طوبى للشام قال ان ملائكة الرحمن لباسطة أجنحتها عليه قال أبو حاتم بن شماسة هو عبد الرحمن بن شماسة المهري من ثقات أهل مصر

ذكر الأمر بسكون الشام في آخر الزمان إذ هي مركز الأنبياء

[ 7305 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستخرج عليكم نار في آخر الزمان من حضرموت تحشر الناس قال قلنا بما تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشام قال أبو حاتم أول الشام بالس وآخره عريش مصر

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من سكنى الشام عند ظهور الفتن بالمسلمين

[ 7306 ] أخبرنا مكحول ببيروت قال حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال حدثنا أبي قال سمعت سعيد بن عبد العزيز قال أخبرني مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستجندون اجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن قال قلت يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فان الله تكفل لي بالشام وأهله

ذكر البيان بأن الشام هي عقر دار المؤمنين في آخر الزمان

[ 7307 ] أخبرنا أبو يعلى حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال فتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح فأتيته فقلت يا رسول الله سيبت الخيل ووضعوا السلاح فقد وضعت الحرب اوزارها وقالوا لا قتال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبوا الآن جاء القتال الآن جاء القتال ان الله جل وعلا يزيغ قلوب أقوام يقاتلونهم ويرزقهم الله منهم حتى يأتى أمر الله على ذلك وعقر دار المؤمنين الشام

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأهل فارس بقول الإيمان والحق

[ 7308 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا الدراوردي عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه وآخرين منهم لما يلحقوا بهم فقال رجل من هؤلاء يا رسول الله فلم يجبه فعاد ومضى سلمان فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على منكبه وقال لو كان الإيمان معلقا بالثريا لتناوله رجال من قوم هذا

ذكر خبر ثان يصرح بالمعنى الذي اومأنا اليه

[ 7309 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن عمرو بن بسطام بمرو حدثنا حصن بن عبد الحليم المروزي حدثنا يحيى بن أبي الحجاج حدثنا عوف عن بن سيرين عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو كان العلم بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأهل عمان بالسمع والطاعة له

[ 7310 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا مهدى بن ميمون حدثنا أبو الوازع جابر بن عمرو عن أبي برزة الأسلمى قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا الى حي من احياء العرب في شيء لا أدري ما قال فسبوه وضربوه فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا اليه فقال لكن أهل عمان لو اتاهم رسولى ما سبوه ولا ضربوه
باب اخباره صلى الله عليه وسلم عن البعث وأحوال الناس في ذلك اليوم
[ 7311 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان رجلا من الأنصار سمع رجلا من اليهود وهو يقول والذي اصطفى موسى على البشر فرفع يده فلطمه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال الأنصاري يا رسول الله إنه قال والذي اصطفى موسى على البشر وأنت نبينا فقال صلى الله عليه وسلم ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من رفع رأسه فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أكان ممن استثنى الله أم رفع رأسه قبلى ومن قال انا خير من يونس بن متى فقد كذب

ذكر الاخبار عن وصف الصور الذي ينفخ فيه يوم القيامة

[ 7312 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سليمان التيمى عن اسلم عن بشر بن شغاف عن عبد الله ان أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الصور قال قرن ينفخ فيه قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر مشهور بعبد الله بن سلام وذكر أبو يعلى عبد الله بن عمرو

ذكر الاخبار عن وصف ما يحشر الناس عليه مما انعقدت عليه ضمائرهم

[ 7313 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الصباح البزار قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال أخبرني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يبعث كل عبد على ما مات عليه المؤمن على ايمانه والمنافق على نفاقه

ذكر البيان بأن الخلق يبعثون يوم القيامة على نياتهم

[ 7314 ] أخبرنا أحمد بن محمد بن الشرقى قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا عمرو بن عثمان الرقى قال حدثنا زهير بن معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قلت يا رسول الله ان الله إذا انزل سطوته بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم فقال يا عائشة ان الله إذا انزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون فيصابون معهم ثم يبعثون على نياتهم واعمالهم

ذكر الاخبار بأن الله جل وعلا إذا أراد عذابا بقوم نال عذابه من كان فيهم ثم البعث على حسب النيات

[ 7315 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن قال ان عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا انزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم

ذكر خبر أوهم عالما من الناس ان حكم باطنه حكم ظاهره

[ 7316 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا يحيى بن معين حدثنا بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمى عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الميت يبعث في ثيابه التي قبض فيها قال أبو حاتم قوله عليه السلام الميت يبعث في ثيابه التي قبض فيها أراد به في اعماله كقوله جل وعلا وثيابك فطهر يريد به وأعمالك فأصلحها لا ان الميت يبعث في ثيابه التي قبض فيها إذ الأخبار الجمعة تصرح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا
[ 7317 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل من لفظه ببست حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم وثيابك فطهر قال وعملك فأصلح

ذكر البيان بأن الناس يحشرون حفاة وان معنى خبر أبي سعيد الخدري غير اللفظة الظاهرة في الخطاب

[ 7318 ] أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا زيد بن الحباب حدثنا نافع بن عمر حدثنا عمرو حدثنا عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس حفاة عراة غرلا

ذكر الخبر الدال على صحة ما ذهبنا اليه ان معنى قوله صلى الله عليه وسلم يبعث في ثيابه أراد به في عمله

[ 7319 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يبعث كل عبد على ما مات عليه

ذكر الاخبار عن وصف الأرض التي يحشر الناس عليها

[ 7320 ] أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الريانى قال حدثنا محمد بن الوليد الزبيري قال حدثنا بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقى ليس فيها علم لاحد
ذكر الاخبار عن الوصف الذي به يحشر الناس يوم القيامة
[ 7321 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا نافع بن عمر قال حدثنا عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس حفاة عراة غرلا

ذكر البيان بأن الناس يلقون الله عراة مشاة بالخصال التي وصفناها قبل

[ 7322 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب وهو يقول انكم ملاقو الله حفاة عراة مشاة غرلا

ذكر الاخبار عن وصف ما يحشر الكفار به

[ 7323 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج قال حدثنا الحسين بن محمد قال حدثنا شيبان عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك ان رجلا قال يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه قال ان الذي أمشاه على رجليه قادر على ان يمشيه على وجهه

ذكر الاخبار عما يفعل الله بالسماوات والأرضين في القيامة

[ 7324 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن عبيد الله بن مقسم عن عبد الله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر يأخذ الله سماواته وأرضيه بيده ثم يقول انا الله ويقبض أصابعه ويبسطها انا الرحمن انا الملك حتى نظرت الى المنبر يتحرك من أسفل منه حتى انى لأقول أساقط هو برسول الله قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه قوله يقبض أصابعه ويبسطها يريد به النبي صلى الله عليه وسلم لا الله جل وعلا بجميع خلقه في القيامة
[ 7325 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال جاء رجل من أهل الكتاب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله يمسك السماوات على أصبع والماء والثرى على أصبع والخلائق كلها على أصبع ثم يقول انا الملك فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه ثم قرأ هذه الآية { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى يشركون }

ذكر ترك إنكار المصطفى صلى الله عليه وسلم على قائل ما وصفنا مقالته

[ 7326 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال جاء حبر من اليهود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على اصبغ والأرضين على أصبع والشجر على أصبع والخلائق كلها على أصبع ثم يهزهن ثم يقول انا الملك فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه تعجبا لما قال اليهودي تصديقا له ثم قرأ { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة }

ذكر الإخبار عن تمجيد الله جل وعلا نفسه يوم القيامة

[ 7327 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا إسحاق بن أبي طلحة عن عبيد الله بن مقسم عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآيات يوما على المنبر وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ورسول الله يقول هكذا بإصبعه يحركها يمجد الرب جل وعلا نفسه انا الجبار انا المتكبر انا الملك انا العزيز انا الكريم فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به

ذكر الاخبار عن وصف أول من يكسى يوم القيامة من الناس

[ 7328 ] أخبرنا أحمد بن الحسن الجرادى بالموصل قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا حسين بن حفص قال حدثنا سفيان عن زبيد عن مرة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم محشورون حفاة عراة غرلا وأول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم

ذكر الاخبار عن وصف تباين الناس في العرق في يوم القيامة

[ 7329 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان أبا عشانة حدثه انه سمع عقبة بن عامر يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس فمن الناس من يبلغ عرقه كعبيه ومنهم من يبلغ الى نصف الساق ومنهم من يبلغ الى ركبتيه ومنهم من يبلغ الى العجز ومنهم من يبلغ الى الخاصرة ومنهم من يبلغ عنقه ومنهم من يبلغ وسط فيه وأشار بيده فألجم فاه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير هكذا ومنهم من يغطيه عرقه وضرب بيده إشارة

ذكر القدر الذي تدنو الشمس من الناس يوم القيامة

[ 7330 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله عن عبد الله قال أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني سليم بن عامر قال حدثني المقداد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قيد ميل أو ميلين قال سليم لا أدري أي الميلين يعنى أمسافة الأرض أم الميل الذي تكحل به العين قال فتصهرهم الشمس فيكونون في العرق كقدر اعمالهم فمنهم من يأخذه الى عقبيه ومنهم من يأخذه الى ركبتيه ومنهم من يأخذه الى حقويه ومنه من يلجمه إلجاما قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير بيده الى فيه يقول يلجمهم إلجاما

ذكر الاخبار عن وصف طول يوم القيامة نسأل الله بركة ذلك اليوم

[ 7331 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا صخر بن جويرية عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم يقوم الناس لرب العالمين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى ان الرجل يتغيب في رشحه الى انصاف اذنيه

ذكر خبر قد يوهم بعض المستمعين اليه ان طول يوم القيامة يكون على المسلم والكافر سواء

[ 7332 ] أخبرنا أبو يعلى والحسن بن سفيان قالا حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال أخبرني نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم يقوم الناس لرب العالمين حتى يقوم أحدهم في رشحه الى انصاف اذنيه

ذكر البيان بأن الله جل وعلا بتفضله يهون طول يوم القيامة على المؤمنين حتى لا يحسوا منه الا بشيء يسير

[ 7333 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقوم الناس لرب العالمين مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة يهون ذلك على المؤمنين كتدلى الشمس للغروب الى ان تغرب

ذكر الاخبار عن وصف ما يخفف به طول يوم القيامة على المؤمنين

[ 7334 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فقيل ما أطول هذا اليوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا

ذكر الاخبار عن وصف طلب الكافر الراحة في ذلك اليوم مما يقاسى من الم عرقه

[ 7335 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا بشر بن الوليد قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الكافر ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول أرحنى ولو الى النار

ذكر الاخبار عن وصف الطرائق التي يكون حضر الناس في ذلك اليوم بها

[ 7336 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن المثنى المديني قال حدثنا عبد الله بن معاوية قال حدثنا وهيب عن بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين اثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيثما قالوا وتبيت معهم حيثما باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسى معهم حيث امسوا

ذكر نفي نظر الله جل وعلا يوم القيامة الى ثلاثة أنفس من عباده

[ 7337 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا إسماعيل بن مسعود الجحدري قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة الامام الكذاب والشيخ الزانى والعائل المزهو

ذكر الخصال التي يرتجى لمن فعلها أو أخذ بها ان يظله الله يوم القيامة في ظل عرشه

[ 7338 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله امام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود اليه ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال انى أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه

ذكر وصف أقوام يكون خصمهم في القيامة رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 7339 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا ان أبي عمر العدني قال حدثنا يحيى بن سليم قال سمعت إسماعيل بن أمية يحدث عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة انا خصمهم في القيامة ومن كنت خصمه اخصمه رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر اجيرا فاستوفى منه ولم يوفه أجره

ذكر نفي نظر الله جل وعلا في القيامة الى أقوام من أجل افعال ارتكبوها

[ 7340 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمر بن محمد عن عبد الله بن يسار سمع سالم بن عبد الله يقول قال بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان بما أعطى

ذكر الاخبار بأن كل غادر ينصب له في القيامة لواء يعرف بها

[ 7341 ] أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 7342 ] أخبرنا السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني عبد الله بن دينار مولى بن عمر انه سمع بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال الا هذه غدرة فلان

ذكر البيان بأن الغادر ينصب له يوم القيامة لواء غدر يعرف بها من بين ذلك الجمع

[ 7343 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال حدثنا جويرية عن نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الغادر ينصب له لواء يوم القيامة عند استه فيقال هذه غدرة فلان

ذكر الاخبار عن وصف الشيء الذي أول ما يقضى بين الناس فيه يوم القيامة

[ 7344 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يقضى يوم القيامة بين الناس في الدماء

ذكر الاخبار بأن يوم القيامة لا تقبل فيه الأعمال الا ممن كان مخلصا في اتيانها في الدنيا

[ 7345 ] أخبرنا أبو يزيد خالد بن النضر بن عمرو القرشي بالبصرة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثني أبي عن زياد بن ميناء عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جمع الله الأولين والآخرين في يوم لا ريب فيه نادى منادى من اشرك في عمل عمله لله فليطلب ثوابه من عند غير الله فان الله اغنى الشركاء عن الشرك قال أبو حاتم الصحيح هو أبو سعد بن أبي فضالة

ذكر وصف الأنبياء وأممهم في القيامة

[ 7346 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين عن عبد الله بن مسعود قال تحدثنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى أكرينا الحديث ثم رجعنا الى منازلنا فلما أصبحنا غدونا عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت على الليلة الأنبياء وأممهم وأتباعها من أممها فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته وجعل النبي يمر ومعه العصابة من أمته والنبي وليس معه الا الواحد من أمته والنبي ليس معه أحد من أمته حتى مر موسى بن عمران في كبكبة من بنى إسرائيل فلما رأيتهم أعجبونى فقلت يا رب من هؤلاء قال أخوك موسى بن عمران ومن تبعه من بنى إسرائيل قلت يا ربت فأين امتىى قال انظر عن يمينك فنظرت فإذا الظراب ظراب مكة قد اسود بوجوه الرجال فقلت يا رب من هؤلاء قال هؤلاء أمتك ارضيت فقلت يا رب قد رضيت قال انظر عن يسارك فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال فقلت يا رب من هؤلاء قال هؤلاء أمتك ارضيت فقلت رب رضيت قيل فان مع هؤلاء سبعين الفا بلا حساب قال فأنشأ عكاشة بن محصن أحد بنى أسد بن خزيمة فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلنى منهم قال فإنك منهم قال ثم أنشأ آخر فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلنى منهم قال سبقك بها عكاشة بن محصن

ذكر الخبر الدال على ان من كان مغفورا له من هذه الأمة أخذ به القيامة ذات اليمين ومن سخط عليه أخذ به ذات الشمال

[ 7347 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال يا أيها الناس انكم محشورون عراة حفاة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين وان أول الخلق يكسى إبراهيم الا وانه برجال من امتىى فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شديدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد الى قوله العزيز الحكيم فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم
ذكر البيان بأن المرء في القيامة يكون سمع من أحبه في الدنيا
[ 7348 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد عن أنس بن مالك انه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى قيام الساعة فقام النبي صلى الله عليه وسلم الى الصلاة فلما قضى الصلاة قال أين السائل عن القيامة قال الرجل انا يا رسول الله قال ما أعددت لها قال يا رسول الله ما أعددت لها كبير صلاة ولا صوم الا انى أحب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب وأنت مع من أحببت فقال أنس ما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد السلام مثل فرحهم بها

ذكر الاخبار عن وصف المسلم والكافر إذا أعطيا كتابيهما

[ 7349 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا سريج بن النعمان بن يونس قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدى قال حدثنا إسرائيل عن إسماعيل بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يوم ندعو كل أناس بامامهم قال يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ويمد له في جسمه ستون ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ قال فينطلق الى اصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم بارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول أبشروا فإن لكل رجل منكم مثل هذا واما الكافر فيعطى كتابه بشماله مسودا وجهه ويزاد في جسمه ستون ذراعا على صورة آدم ويلبس تاجا من نار فيراه اصحابه فيقولون اللهم اخزه فيقول أبعدكم الله فان لك واحد منكم مثل هذا

ذكر الاخبار عن تقريع الله جل وعلا الكافر في العقبي بثمره الذي كان منه في الدنيا

[ 7350 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد وعبد الواحد بن غياث قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يؤتى برجل من أهل النار فيقول له يا بن آدم كيف وجدت منزلك فيقول يا رب شر منزل فيقول أتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبا فيقول نعم يا رب فيقول كذبت قد سئلت ما هو اهون من ذلك فيرد الى النار
[ 7351 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يقال للكافر يوم القيامة أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدى به فيقول نعم فيقال قد سئلت أيسر من ذلك

ذكر الاخبار عن وصف المسافة التي يرى الكافر في القيامة نار جهنم منها

[ 7352 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان أبا السمح حدثه عن بن حجيرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ينصب للكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة وان الكافر ليرى جهنم ويظن انها مواقعته من مسيرة أربعين سنة

ذكر الاخبار عن قدر من يبعث للنار من الكفار يوم القيامة

[ 7353 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود قال سمعت رجلا قال لعبد الله بن عمرو انك تقول ان الساعة تقوم الى كذا وكذا فقال لقد هممت ان لا أحدثكم بشيء إنما قلت انكم ترون بعد قليل أمرا عظيما فقال عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال في امتى فيمكث فيهم أربعين لا أدري أربعين يوما أو أربعين عاما أو أربعين ليلة أو أربعين شهرا فيبعث الله إليهم عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس بعده سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يبعث الله ريحا من قبل الشام فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من ايمان الا قبضته حتى لو ان أحدكم كان في كبد جبل لدخلت عليه قد سمعتها من رسول اله صلى الله عليه وسلم ويبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها وفي ذلك دارة ارزاقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد الا اصغى ثم لا يبقى أحد الا صعق ثم يرسل الله مطرا كأنه الطل أو الظل النعمان يشك فتنبت معه اجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال أيها الناس هلموا الى ربكم وقفوهم انهم مسؤولون ثم يقال اخرجوا من بعث أهل النار فيقال كم فيقال من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين فيومئذ يبعث الولدان شيبا ويومئذ يكشف عن ساق قال محمد بن جعفر حدثني شعبة بهذا الحديث مرار وعرضته عليه

ذكر الاخبار عن وصف قلة أهل الجنة في كثرة أهل النار نعوذ بالله منها

[ 7354 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك قال نزلت { يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم } على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير له فرفع بها صوته حتى ثاب اليه اصحابه ثم قال أتدرون أي يوم هذا يوم يقول الله جلا وعلا لآدم يا آجم قم فابعث بعث النار من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين فكبر ذلك على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا وأبشروا فوالذى نفسي بيده ما أنتم في الناس الا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة وان معكم لخليقتين ما كانتا مع شيء قط الا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن هلك من كفر الجن والإنس

ذكر الاخبار عن وصف محاسبة الله جل وعلا المؤمنين المخبتين من عباده في القيامة

[ 7355 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن صفوان بن محرز المازني قال بينا نحن مع عبد الله بن عر نطوف بالبيت إذا عارضه رجل فقال يا بن عمر كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر النجوى فقال يمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدنو المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه ثم يقرره بذنوبه فيقول هل تعرف فيقول رب اعرف حتى إذا بلغ ما شاء الله ان يبلغ قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم ثم يعطى صحيفة حسناته وأما الكفر والمنافق فينادى على رؤوس الأشهاد { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين }

ذكر البيان بأن الله جل وعلا عند حسابه المؤمنين في العقبي يسترهم عن الناس حتى لا يطلع أحد على عمل أحد

[ 7356 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن صفوان بن محرز المازني قال بينما انا آخذ بيد بن عمر إذ جاءه رجل فقال كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى يوم القيامة حتى يضع كنفه عليه فيستره من الناس فيقول أتعرف ذنب كذا وكذا فيقول نعم يا رب فيقول أتعرف ذنب كذا وكذا فيقول نعم يا رب حتى إذا قرره بذنوبه وظن في نفسه انه قد استوجب قال قد سترتها عليك من الناس وانى اغفرها لك اليوم ويعطى كتاب حسناته واما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين

ذكر الاخبار عن وصف الأقوام الذين يحتجون على الله يوم القيامة

[ 7357 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال أخبرني أبي عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربعة يحتجون يوم القيامة رجل أصم ورجل احمق ورجل هرم ورجل مات في الفترة فأما الأصم فيقول يا رب لقد جاء الإسلام وما اسمع شيئا واما الأحمق فيقول رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذفوننى بالبعر واما الهرم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما اعقل واما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم رسولا ان ادخلوا النار قال فوالذى نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما

ذكر الاخبار بأن أعضاء المرء في القيامة تشهد عليه بما عمل في الدنيا

[ 7358 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا أبو بكر بن أبي النضر قال حدثنا أبو النضر قال حدثنا الأشجعي عن سفيان عن عبيد المكتب عن فضيل بن عمرو عن الشعبي عن أنس بن مالك قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون مما اضحك قلنا الله ورسوله اعلم قال من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرني من الظلم قال يقول بلى قال فإني لا أجيز على نفسي الا شاهدا مني فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين عليك شهيدا فيختم على فيه ثم يقال لأركانه انطقى فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان أحدا في القيامة لا يحمل وزر أحد

[ 7359 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع له فقال صلى الله عليه وسلم المفلس من امتى يأتى يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته فيأتى وقد شتم هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيقعد فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يعطى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار

ذكر شهادة الأرض في القيامة على المسلم بما عمل على ظهرها

[ 7360 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله عن عبد الله بن المبارك قال أخبرنا سعيد بن أبي أيوب قال حدثنا يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية يومئذ تحدث اخبارها قال أتدرون ما اخبارها قالوا الله ورسوله اعلم قال فان اخبارها ان تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ان تقول عمل كذا وكذا في يوم كذا وكذا فهذه اخبارها

ذكر أخذ المظلوم في القيامة حسنات من ظلمه في الدنيا

[ 7361 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه وماله فليستحله اليوم قبل ان يأخذه به حين لا دينار ولا درهم فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته فإن لم يكن أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به بن أبي ذئب عن المقبري

[ 7362 ] أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمد بن الحارث الحراني حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن مالك بن أنس عن سعيد المقبري عن أبيه قال لا أعلمه الا عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله عبدا كانت لأخيه عنده مظلمة في نفس أو مال فأتاه فاستحل منه قبل ان يؤخذ من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فتوضع في سيئاته

ذكر الاخبار عن وصف أداء الحقوق الى أهلها في القيامة حتى البهائم بعضها من بعض

[ 7363 ] أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط قال حدثنا محمد بن هشام بن بأي خيرة قال حدثنا بن أبي عدى عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤدن الحقوق الى أهلها حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء نطحتها

ذكر الاخبار عن سؤال الرب جل وعلا عبده في القيامة عن صحة جسمه في الدنيا

[ 7364 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا الهيثم بن خارجة قال حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر قال سمعت الضحاك بن عبد الرحمن الأشعري يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يقال للعبد يوم القيامة ألم أصحح جسمك وأرويك من الماء البارد

ذكر الاخبار عن سؤال الرب جل وعلا عبده في القيامة عن سمعه وبصره وماله وولده

[ 7365 ] أخبرنا محمد بن يحيى بن بسطام قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدى بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان أحدكم لاقي الله جل وعلا فقائل ما أقول ألم اجعلك سميعا بصيرا الم أجعل لك مالا وولدا فماذا قدمت فينظر من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئا فلا يتقى النار الا بوجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فان لم تجدوا فبكلمة طيبة

ذكر الاخبار عن سؤال الرب عبده في القيامة عن بذله المأكول والمشروب للناس في الدنيا

[ 7366 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله جل وعلا يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمنى قال فيقول يا رب وكيف استطعمتنى ولم أكرمك وأنت رب العالمين قال أما علمت ان عبدي فلانا استطعمك فلم تطعمه اما علمت انك لو اطعمته لوجدت ذلك عندي يا بن آدم استسقيتك فلم تسقنى فيقول يا رب وكيف اسقيك وأنت رب العالمين فقال أما علمت ان عبدي فلانا استسقاك فلم تسبقه اما علمت ان عبدي فلانا لو سقيته لوجدت ذلك عندي يا بن آدم مرضت فلم تعدنى فيقول يا رب وكيف أعودك وأنت رب العالمين فقال اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلو كنت عدته لوجدت ذلك عندي

ذكر الاخبار عن سؤال الرب جعل وعلا عبده في القيامة عن تمكينه من الشهوات في الدنيا

[ 7367 ] أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا محمد بن ميمون الخياط قال حدثنا سفيان بن عيينة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقين أحدكم ربه يوم القيامة فيقول له الم اسخر لك الخيل والإبل ألم أذرك ترأس وتربع ألم أزوجك فلانة خطبها الخطاب فمنعتهم وزوجتك

ذكر الاخبار عن سؤال الرب جل وعلا عبده عن تركه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

[ 7368 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب الثقفى قال سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم ان نهارا العبدي وكان ساكنا في بنى النجار حدثه انه سمع أبا سعيد الخدري يذكر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله جل وعلا يسأل العبد يوم القيامة حتى انه ليقول له ما منعك إذا رأيت المنكر ان تنكره فإذا لقن الله عبدا حجته يقول يا رب وثقت بك وفرقت من الناس أو فرقت من الناس ووثقت بك

ذكر الاخبار عن وصف الذي يقع به الحساب بالمسلم والكافر في العقبي

[ 7369 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا مؤمل بن هشام قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن بن أبي مليكة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من حوسب عذب قالت فقلت يا رسول الله { فأما من اوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا } قال ذاك العرض ليس أحد يحاسب يوم القيامة الا هلك

ذكر اثبات الهلاك في القيامة لمن نوقش الحساب نعوذ بالله منه

[ 7370 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا عثمان بن الأسود عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نوقش الحساب هلك فقلت يا رسول الله ان الله يقول { فأما من اوتى كتابه بيمنيه فسوف يحاسب حسابا يسيرا } قال ذاك العرض

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به عثمان الأسود

[ 7371 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا مؤمل بن هشام قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت قلت يا رسول الله { فأما من اوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا } قال ذاك العرض ليس أحد يحاسب يوم القيامة الا هلك

ذكر وصف العرض الذي يكون في القيامة لمن لم يناقش على اعماله

[ 7372 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا جرير عن محمد بن إسحاق عن عبد الواحد بن حمزة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم حاسبنى حسابا يسيرا قالت قلت يا رسول الله ما الحساب اليسير قال ان ينظر في سيئاته ويتجاوز له عنها انه من نوقش الحساب يومئذ هلك وكل ما يصيب المؤمن يكفر عنه من سيئاته حتى الشوكة تشوكه
ذكر الاخبار بأن المرء في القيامة يتقى في النار عن وجهه نعوذ بالله منها بالصدقة وان قلت منه في الدنيا
[ 7373 ] أخبرنا محمد بن يحيى بن بسطام بالبصرة قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من رجل الا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ثم ينظر ايمن منه فلا يرى شيئا قدمه ثم ينظر أيسر منه فلا يرى شيئا قدمه ثم ينظر تلقاء وجهه فتستقبله النار قال رسول الله فمن استطاع منكم ان يقى وجهه النار ولو بشق تمرة فليفعل قال أبو حاتم سمع هذا الخبر الأعمش عن خيثمة وسمعه عن عمرو بن مرة عن خيثمة روى هذا الخبر أبو معاوية وهو من اعلم الناس بحديث الأعمش بعد الثوري وكذلك وكيع في وصله عن الأعمش عن خيثمة روى قطبة بن عبد العزيز وجرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة فالطريقان جميعا صحيحان

ذكر الاخبار بأن المرء يتقى النار عن وجهه في القيامة بالكلمة الطيبة في الدنيا عند عدم القدرة على الصدقة

[ 7374 ] أخبرنا علي بن الحسين العسكري بالرقة قال حدثنا عبدان بن محمد الوكيل قال حدثنا بن أبي زائدة قال حدثنا سعدان بن بشر الجهني قال حدثنا أبو مجاهد الطائي قال حدثنا محل بن خليفة عن عدي بن حاتم قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء اليه رجلان يشكون أحدهما العيلة ويشكو الآخر قطع السبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما قطع السبيل فلا يأتى عليك الا قليل حتى تخرج العير من الحيرة الى مكة بغير خفير واما العيلة فان الساعة لا تقوم حتى يخرج الرجل بصدقة ماله فلا يجد من يقبلها منه ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ولا ترجمان يترجم له فيقولن له ألم أوتك مالا فليقولن بلى فيقول ألم أرسل إليك رسولا فليقولن بلى ثم ينظر عن يمينه فلا يرى الا النار ثم ينظر عن شماله فلا يرى الا النار فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة

ذكر ابدال الله سيئات من أحب من عباده في القيامة بالحسنات

[ 7375 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لأعرف آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا من النار يؤتى برجل فيقال سلوه عن صغار ذنوبه ودعوا كبارها فيقال له عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا وعملت كذا وكذا يوم كذا وكذا فيقول يا رب قد عملت أشياء لا اراها هاهنا قال فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه قال فيقال له فان لك مكان كل سيئة حسنة

ذكر البيان بأن الشفاعة في القيامة قد تكون لغير الأنبياء

[ 7376 ] أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق قال جلست الى قوم انا رابعهم فقال أحدهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من امتى أكثر من بنى تميم قال سواك يا رسول الله قال سواى قلت أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فلما قام قلت من هذا قالوا بن الجدعاء أبو بن أبي الجدعاء

ذكر الاخبار عن وصف من يشفع في القيامة ومن يشفع له

[ 7377 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يا رسول الله أنرى ربنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية الشمس إذا كان يوم صحو قلنا لا قال ها تضارون في رؤية القمر ليلة البدر إذا كان صحوا قلنا لا قال فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم الا كما لا تضارون في رؤيتهما ينادى مناد فيقول ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون قال فيذهب أهل الصليب مع صليبهم وأهل الأوثان مع اوثانهم وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم ويبقى من يعبد الله من بر وفاجر وغبرات من أهل الكتاب ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب فيقال لليهود ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد عزيرا بن الله فيقال كذبتم ما اتخذ الله صاحبة ولا ولدا ما تريدون قالوا نريد ان تسقينا فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم ثم يقال للنصارى ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد المسيح بن الله فيقال كذبتم لم يكن له صاحبة ولا ولد ماذا تريدون قالوا نريد ان تسقينا فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم حتى يبقى من يعبد الله من بر وفاجر فيقال لهم ما يحبسكم وقد ذهب الناس فيقولون قد فارقناهم وإنا سمعنا مناديا ينادى ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وانا نتظر ربنا قال فيأتيهم الجبار لا اله الا هو فيقول انا ربكم فلا يكلمه الا نبي فيقال هل بينكم وبينه آية تعرفونها فيقولون الساق فيكشف عن ساق فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد له رياء وسمعة فيذهب يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهرانى جهنم فقلنا يا رسول الله وما الجسر قال مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوك عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان يجوز المؤمن كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل وكالراكب فناج مسلم ومخدوش مسلم ومكدوس في جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا والحق قد تبين من المؤمنين إذا رأوا انهم قد نجوا وبقي إخوانهم يقولون يا ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا فيقول الرب جل وعلا اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من ايمان فاخرجوه ويحرم الله صورهم على النار فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار الى قدميه والى انصاف ساقية فيخرجون من النار ثم يعودون ثانية فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من ايمان فأخرجوه فيخرجون من النار ثم يعودون الثالثة فيقال اذهبوا فمن وجدتم في قلبه حبة ايمان فاخرجوه فيخرجون قال أبو سعيد وان لم تصدقونى فاقرؤوا قول الله ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه اجرا عظيما فتشفع الملائكة والنبيون والصديقون فيقول الجبار تبارك وتعالى لا اله الا هو بقيت شفاعتي فيقبض الجبار قبضة من النار فيخرج اقوما قد امتحشوا فيلقون في نهر يقال له الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل هل رأيتموها الى جانب الصخرة أو جانب الشجرة فما كان الى الشمس منها كان اخضر في رقابهم الخواتيم فيدخلون فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن ادخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا قدم قدموه فيقال لهم لكم ما رأيتموه ومثله معه قال أبو سعيد بلغني ان الجسر أدق من الشعر واحد من السيف قال أبو حاتم الساق الشددة

ذكر الاخبار عن شفاعة إبراهيم صلوات الله عليه للمسلمين من ولده

[ 7378 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن مكرم قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعى بن حراش عن حذيقة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول إبراهيم يوم القيامة يا رباه فيقول الرب جل وعلا يا لبيكاه فيقول إبراهيم يا رب حرقت بني فيقول اخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة أو شعيرة من ايمان

ذكر الاخبار عن وصف جواز الناس على الصراط نسأل الله السلامة ذلك اليوم

[ 7379 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا عثمان بن غياث قال حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليمر الناس على جسر جهنم وعليه حسك وكلاليب وخطاطيف تخطف الناس يمينا وشمالا وبجنبتيه ملائكة يقولون اللهم سلم سلم فمن الناس من يمر مثل الريح ومنهم من يمر مثل الفرس المجرى ومنهم من يسعى سعيا ومنهم من يمشى مشيا ومنهم من يحبو حبوا ومنهم من يزحف زحفا فأما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون ولا يحيون واما أناس فيؤخذون بذنوب وخطايا فيحرقون فيكونون فحما ثم يؤذن في الشفاعة فيؤخذون ضبارات ضبارات فيقذفون على نهر من انهار الجنة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما رأيتم الصبغاء شجرة تنبت في الفضاء فيكون من آخر من اخرج من النار رجل على شفتها فيقول يا رب صرف وجهي عنها فيقول عهدك وذمتك لا تسألني غيرها قال وعلى الصراط ثلاث شجرات فيقول يا رب حولنى الى هذه الشجرة آكل من ثمرها وأكون في ظلها فيقول عهدك وذمتك لا تسألني شيئا غيرها قال ثم يرى أخرى أحسن منها فيقول يا رب حولنى إلى هذه آكل من ثمرها وأكون في ظلها قال فيقول عهدك وذمتك لا تسألني غيرها ثم يرى أخرى أحسن منها فيقول يا رب حولنى الى هذه آكل من ثمارها وأكون في ظلها قال ثم يرى سواد الناس ويسمع كلامهم فيقول يا رب أدخلنى الجنة قال أبو نضرة اختلف أبو سعيد ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما فيدخله الجنة فيعطى الدنيا ومثلها وقال الآخر فيدخل الجنة فيعطى الدنيا وعشرة امثالها قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هكذا حدثنا أبو يعلى وعلى الصراط ثلاث شجرات وانما هو على جانب الصراط ثلاث شجرات
[ 7380 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا موسى بن مروان الرقى حدثنا عبيدة بن حميد عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت قلت يا رسول الله أرأيت قول الله جل وعلا يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار أين يكون الناس يومئذ قال على الصراط
باب وصف الجنة وأهلها
[ 7381 ] أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني وابن قتيبة قالا حدثنا عباس بن عثمان البجلي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا محمد بن مهاجر الأنصاري قال حدثني الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى عن كريب مولى بن عباس عن أسامة بن زيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه ألا هل مشمر للجنة فان الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام ابدا في حبرة ونضرة في دار عالية سليمة بهية قالوا نحن المشمرون لها يا رسول الله قال قولوا ان شاء الله ثم ذكر الجهاد وحض عليه

ذكر الاخبار عن المسافة التي توجد منها رائحة الجنة

[ 7382 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قال حدثنا حماد بن زيد عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي بكرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وان ريح الجنة ليوجد من مسيرة مائة عام

ذكر الاخبار بأن هذا العدد الموصوف في خبر يونس بن عبيد لم يرد به صلوات الله عليه وسلامه النفي عما وراءه

[ 7383 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي قال حدثنا مخلد بن الحسين عن هشام عن الحسن عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل معاهدا في عهده لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة خمس مائة عام

ذكر الاستدلال على معرفة أهل الجنة من أهل النار بثناء أهل العلم والدين والعقل عليهم

[ 7384 ] أخبرنا أحمد بن المثنى قال حدثنا داود بن عمرو بن زهير الضبي قال حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن أمية بن صفوان بن عبد الله عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته بالنباءة أو النباوة من الطائف توشكون ان تعلموا أهل الجنة من أهل النار أو خياركم من شراركم ولا أعلمه الا قال أهل الجنة من أهل النار فقال رجل من المسلمين بم يا رسول الله قال بالثناءالحسن والثناء السيء أنتم شهداء بعضكم على بعض

ذكر الاخبار عن بعض وصف النعم التي أعدها الله جل وعلا لمن رفع منزلته في جناته

[ 7385 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال حدثنا سفيان عن مطرف بن طريف وابن ابجر سمعا الشعبي يحدث عن المغيرة بن شعبة قال سمعته على المنبر يرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم قال قال موسى أي رب من أهل الجنة ارفع منزلة قال سأحدثك عنهم أعددت كرامتهم بيدى وختمت عليها فلا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ومصداق ذلك في كتاب الله { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة اعين }

ذكر الأخبار عن اعداد الله جل وعلا جنان الذهب والفضة بما فيها من الأوانى والآلات لمن أطاعه في دار الدنيا

[ 7386 ] أخبرنا محمد بن يحيى بن بسطام بالبصرة قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمى قال حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين ان ينظروا الى ربهم الا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن

ذكر الاخبار عن وصف بناء الجنة التي أعدها الله جل وعلا لأوليائه وأهل طاعته

[ 7387 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال حدثنا فرج بن رواحة المنبجي قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا سعد الطائي قال حدثني أبو المدلة عبيد الله بن عبد الله مولى أم المؤمنين انه سمع أبا هريرة يقول قلنا يا رسول الله إنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك اعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد فقال لو تكونون على كل حال على الحال الذي أنتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة بأكفكم ولو انكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم قال قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ أو الياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم فلا يبؤس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ثلاثة لا ترد دعوتهم الامام العادل والصائم حين يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماوات ويقول الرب وعزتى لأنصرنك ولو بعد حين

ذكر الاخبار عن وصف المسافة التي بين كل مصراعين من مصاريع أبواب الجنة

[ 7388 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن الجريري عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة سبع سنين

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم انه مضاد لخبر معاوية بن حيدة الذي ذكرناه

[ 7389 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده ان ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى

ذكر الاخبار عن وصف درجات الجنان التي أعدها الله جل وعلا لمن أطاعه في حياته

[ 7390 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو عامر العقدى قال حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فهو أوسط الجنة وهو أعلى الجنة وفوقه العرش ومنه تفجر انهار الجنة

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان الفردوس الأعلى لا يسكنه أحد خلا الأنبياء

[ 7391 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن هاجك حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس ان أم حارثة اتت النبي صلى الله عليه وسلم وقد هلك حارثة يوم بدر أصابه سهم غرب فقلت يا رسول الله قد علمت موقع حارثة من قلبي فان كان في الجنة لم ابك عليه والا سوف ترى ما اصنع فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أجنة واحدة هي إنما هي جنان كثيرة وانه في الفردوس الأعلى

ذكر الاخبار بأن من كان أكثر عملا في الدنيا كانت غرفته في الجنة أعلى

[ 7392 ] أخبرنا عبد الله بن قحطبة بن مرزوق قال حدثنا بن أبي الشوارب قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الجنة يتراءون الغرفة من غرف الجنة كما ترون الكوكب الدرى الغارب في الأفق الشرقى أو الغربي

ذكر البيان بأن الغرف التي ذكرنا نعتها هي للمؤمنين في الجنة دون الأنبياء والمرسلين

[ 7393 ] أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أهل الجنة ليتراءون أهل اغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدرى الغابر أو الغائر في الأفق من المشرق والمغرب قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين

ذكر الاخبار بأن الجنة كأنها حفت بالمكاره التي إذا لم يصبر المرء عليها في الدنيا لا يكاد يتمكن من الجنان في العقبي

[ 7394 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو نضر التمار قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الجنة قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر فقال يا ربت وعزتك لا يسمع بها أحد الا دخلها فحفها بالمكاره ثم قال اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها فقال يا رب لقد خشيت ان لا يدخلها أحد فلما خلق الله النار قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها فقال يا رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فحفها بالشهوات ثم قال اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها فقال يا رب وعزتك لقد خشيت ان لا يبقى أحد الا دخلها

ذكر الاخبار عن وصف خيم الجنة التي أعدها الله جل وعلا لمن أطاع رسوله واتبع ما جاء به

[ 7395 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي إسرائيل المروزي قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمى قال حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة خيما من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهن المؤمن

ذكر الاخبار عن وصف نساء الجنة اللاتى أعدها الله جل وعلا للمطيعين من أوليائه

[ 7396 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا موسى بن هارون الرقى قال حدثنا عبيدة بن حميد عن عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المرأة من أهل الجنة ليرى بياض ساقها من سبعين حلة حرير وذلك ان الله يقول كأنهن الياقوت والمرجان فاما الياقوت فإنه حجر لو أدخلته سلكا ثم اطلعت لرأيته من ورائه

ذكر الاخبار بأن المرأة التي وصفنا نعتها من المزيد الذي
ذكر الله في كتابه ووعد التمكن منه لأوليائه
[ 7397 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل في الجنة ليتكىء سبعين سنة قبل ان يتحول ثم تأتيه المرأة فتقرب منه فينظر في خدها اصفى من المرآة فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها من أنت فتقول انا من المزيد وانه يكون عليها سبعون ثوبا فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وان عليهن التيجان وان أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب

ذكر ما يظهر في الأرض من اطلاع المرأة من أهل الجنة عليها لو اطلعت

[ 7398 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو ان امرأة اطلعت الى الأرض من نساء أهل الجنة لاضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها

ذكر الاخبار عن بعض وصف نساء الجنة اللاتى اعدهن الله لأوليائه

[ 7399 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا حجين بن المثنى قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها

ذكر الاخبار عن وصف القوة التي يعطى الله لأوليائه للطواف على نسائهم وخدمهم فيها

[ 7400 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا عبد الله بن جرير بن جبلة قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعطى الرجل في الجنة كذا وكذا من النساء قيل يا رسول الله ومن يطيق ذلك قال يعطى قوة مائة

ذكر الاخبار عن عدد النساء والخدم اللاتى اعدهن الله جلا وعلا لأقل أهل الجنة منزلة

[ 7401 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنان وسبعون زوجا وينصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية الى صنعاء

ذكر الاخبار بأن المرء من أهل الجنة إذا وطىء جاريته فيها عادت بكرا كما كانت

[ 7402 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن بن حجيرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قيل له أنطأ في الجنة قال نعم والذي نفسي بيده دحما دحما فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا
[ 7403 ] حدثناه بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا بن وهب بإسناده مثله سواء

ذكر الاخبار بأن المرء من أهل الجنة إذا اشتهى الولد كان له ذلك لأن فيها ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين

[ 7404 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا القواريرى قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن عامر الأحول عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وشبابة كما يشتهى في ساعة

ذكر الاخبار عن الفرش التي أعدها الله لأوليائه في جناته

[ 7405 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وفرش مرفوعة والذي نفسي بيده ان ارتفاعها لكما بين السماء والأرض لمسيرة خمس مائة سنة

ذكر الأخبار عن وصف الجنابذ التي أعدها الله جل وعلا في دار كرامته لمن أطاعه في دار الدنيا
[ 7406 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن عبد الله بن موهب وحرملة بن يحيى قالا حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرج سقف بيتي وانا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست ممتلىء حكمة وايمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدى فعرج بي الى السماء فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل لخازن سماء الدنيا افتح قال من هذا قال هذا جبريل قال هل معك أحد قال نعم معي محمد صلى الله عليه وسلم قال أرسل اليه قال نعم ففتح فما علونا السماء الدنيا إذا رجل عن يمينه اسودة وعن ياسره اسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى قال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قال قلت يا جبريل من هذا قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ثم قال خرج بي جبريل حتى اتى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ففتح قال أنس بن مالك فذكر انه وجد في السماوات آدم وإدريس وعيسى وموسى وإبراهيم صلوات الله على محمد وعليهم ولم يثبت كيف منازلهم غير انه ذكر انه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة قال بن شهاب وأخبرني بن حزم ان بن عباس وانا حبة الأنصاري كانا يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى اسمع فيه صريف الأقلام قال بن حزم وأنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرض الله على امتى خمسين صلاة فرجعت كذلك حتى مررت بموسى فقال موسى ما فرض ربك على أمتك قال قلت فرض عليهم خمسين صلاة فقال لي موسى فراجع ربك فان أمتك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي فوضع شطرها فرجعت الى موسى فأخبرته فقال راجع ربك فان أمتك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لذى قال فرجعت الى موسى فأخبرته فقال راجع ربك فقلت قد استحييت من ربي قال ثم انطلق بي حتى اتى بي سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدرى ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك

ذكر الأخبار عن وصف المجامر والأمشاط التي أعدها الله جل وعلا في دار كرامته لأوليائه

[ 7407 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال امشاط أهل الجنة الذهب ومجامرهم الألوة

ذكر الموضع الذي يخرج منه انهار الجنة

[ 7408 ] أخبرنا أحمد بن عمرو بن جابر بالرملة حدثنا أبو يزيد القراطيسي يوسف بن كامل حدثنا أسد بن موسى حدثنا أبو ثوبان حدثنا عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انهار الجنة تخرج من تحت تلال أو من تحت جبال مسك

ذكر الاخبار عن وصف انهار الجنة التي أعدها الله جل وعلا للمطيعين من أوليائه

[ 7409 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا وهب بن بقية قال حدثنا خالد عن الجريري عن حكيم بن معاوية عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر وبحر اللبن ثم ينشق منها بعد الأنهار

ذكر الاخبار عن الوصف الذي به خلق الله أصول اشجار الجنة

[ 7410 ] أخبرنا إسحاق بن أحمد القطان بتنيس قال حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا زياد بن الحسن بن فرات قال حدثني أبي قال حدثنا جدي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في الجنة شجرة الا ساقها من ذهب

ذكر الاخبار عن المسافة التي تكون في ظل شجرة من اشجار الجنة

[ 7411 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام قال أبو هريرة واقرؤوا ان شئتم وظل ممدود

ذكر البيان بأن الشجرة التي وصفنا نعتها لا يقطع الراكب ظلها في المدة التي ذكرناها

[ 7412 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها

ذكر الاخبار عن اسم هذه الشجرة التي تقدم نعتنا لها

[ 7413 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال له رجل يا رسول الله ما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من اكمامها

ذكر الاخبار عما تشبه شجرة طوبى من اشجار الدنيا

[ 7414 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال حدثنا محمد بن خلف الداري قال حدثنا معمر بن يعمر قال حدثنا معاوية بن سلام قال حدثنا أخي انه سمع أبا سلام قال حدثني عامر بن زيد البكالي انه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول قام اعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فاكهة الجنة قال فيها شجرة تدعى طوبى فقال أي شجرنا تشبه قال ليس تشبه شجرا من شجر ارضك ولكن أتيت الشام قال لا يا رسول الله قال وانها شجرة بالشام تدعى الجميزة تشتد على ساق ثم ينشر اعلاها قال ما عظم أصلها قال لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما احطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتاها هرما

ذكر الاخبار عن وصف سدرة المنتهى التي هي نهاية ظلال أهل الجنة

[ 7415 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة ان نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم قال رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا أربعة النهار نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت ما هذا يا جبريل قال اما الباطنان فنهران في الجنة واما الظاهران فالنيل والفرات

ذكر الاخبار عن وصف عنب الجنة الذي اعده الله للمطيعين في عباده

[ 7416 ] أخبرنا مكحول ببيروت قال حدثنا محمد بن خلف الداري قال حدثنا معتمر بن يعمر قال حدثنا معاوية بن سلام قال حدثني أخي انه سمع أبا سلام قال حدثني عامر بن يزيد البكالي انه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول قام اعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيها عنب يعنى الجنة يا رسول الله قال نعم قال ما عظم العنقود منها قال مسيرة شهر للغراب الأبقع لا ينثنى ولا يفتر قال ما عظم الحبة منه قال ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيما قال نعم قال فسلخ إهابه فأعطاه أمك وقال ادبغى لنا هذا ثم افرى لنا منه دلوا نروى به ماشيتنا قال نعم قال فان تلك الحبة تشبعنى وأهل بيتي قال نعم وعامة عشيرتك

ذكر الاخبار بأ القليل من الجنة لأهلها خير مما طلعت الشمس لأهل الدنيا

[ 7417 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا هناد بن السرى قال حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها جميعا اقرؤوا ان شئتم { فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور }

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه

[ 7418 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي يونس ان أبا هريرة حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقاب قوس أو سوط في الجنة خير من الدنيا

ذكر الاخبار عن وصف أول زمرة تدخل الجنة في العقبي

[ 7419 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن سعيد الأنصاري قال حدثنا مسكين بن بكير قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تجتمعون يوم القيامة فيقال أين فقراء هذه الأمة ومساكينها قال فيقومون فيقال لهم ماذا عملتم فيقولون ربنا ابتليتنا فصبرنا وآتيت الأموال والسلطان غيرنا فيقول الله صدقتم قال فيدخلون الجنة قبل الناس ويبقى شدة الحساب على ذوى لهم كراسى من نور وتظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم اقصر على المؤمنين من ساعة من نهار

ذكر الاخبار عن وصف صور الزمرة التي تدخل الجنة أول الناس في القيامة

[ 7420 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان قال حدثنا أيوب قال سمعت محمدا يقول اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر فأتوا أبا هريرة فسألوه فقال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أول زمرة تدخل الجنة من امتى على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أضوإ كوكب في السماء درى أو درىء شك سفيان لك رجل منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهن من وراء اللحم وما في الجنة اعزب

ذكر وصف هذه الزمرة التي هي أول الخلق دخولا الجنة بعد الأنبياء صلوات الله عليهم

[ 7421 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا المقرىء قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال حدثني معروف بن سويد الجذامي عن أبي عشانة المعافري عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال هل تدرون من أول من يدخل الجنة من خلق الله قالوا الله ورسوله اعلم قال أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون الذين يسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله لمن يشاء من ملائكته إيتوهم فحيوهم فيقول الملائكة ربنا نحن سكان سماواتك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا ان نأتي هؤلاء فنسلم عليهم قال انهم كانوا عبادا يعبدونى لا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء قال فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون { عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار }

ذكر الاخبار عن وصف أول ما يأكل أهل الجنة عند دخولهم إياها تفضل الله علينا بذلك

[ 7422 ] أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال حدثنا محمد بن خلف الداري قال حدثنا معمر بن يعمر قال حدثنا معاوية بن سلام قال أخبرني زيد بن سلام انه سمع أبا سلام قال حدثني أبو أسماء الرحبي ان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه قال كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء حبر من احبار اليهود فقال سلام عليك يا محمد قال فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال لم تدفعنى فقلت الا تقول يا رسول الله قال اليهودي إنما أدعوه باسمه الذي سماه به أهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اسمى محمد الذي سماني به أهلي فقال اليهودي جئت أسألك قال رسول الله ينفعك شيء ان اخبرتك قال أسمع ما تحدث فنكت رسول الله بعود معه وقال سل فقال اليهودي أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات فقال رسول الله هم في الظلمة دون الجسر قال فمن أول الناس إجازة فقال فقراء المهاجرين فقال اليهودي فما تحفتهم حين يدخلون الجنة قال زائدة كبد النون قال ما غداؤهم على اثرها قال بنحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من اطرافها قال فما شرابهم عليه قالب من عين فيها تسمى سلسبيلا قال صدقت قال وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض الا نبي قال ينفعك ان حدثتك فقال اسمع بأذنى جئت أسألك عن الولد فقال ماء الرجل أبيض وماء المرأة اصفر فإذا اجتمعا فعلا ماء الرجل مني المرأة اذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل انثا بإذن الله فقال اليهودي لقد صدقت وانك لنبي وانصرف فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألني هذا عن الذي سألني ومالى علم بشيء منه حتى اتاني الله به
ذكر الاخبار عن أول ما يأكل أهل الجنة في الجنة عند دخولهم إياها
[ 7423 ] اخبرا الحسين بن سفيان حدثنا شيبان بن أبي شيبة حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وعبد الله بن سلام في نخل له فأتى عبد الله بن سلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انى سائلك عن أشياء لا يعلمها الا نبي فإن أنت أخبرتني بها آمنت بك فسأله عن الشبه وعن أول شيء يحشر الناس وعن أول شيء يأكله أهل الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني بهن جبريل آنفا قال ذاك عدو اليهود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما الشبه إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة ذهب بالشبه وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل ذهب بالشبه وأول شيء يحشر الناس نار تجىء من قبل المشرق فتحشر الناس الى المغرب وأول شيء يأكله أهل الجنة رأس ثور وكبد حوت ثم قال يا رسول الله ان اليهود قوم بهت وانهم ان سمعوا بإيمانى بك بهتوني ووقعوا في فأحب انى ابعث إليهم فبعث فجاؤوا فقال ما عبد الله بن سلام قالوا سيدنا وابن سيدنا وعالمنا وابن عالمنا وخيرنا وابن خيرنا فقال صلى الله عليه وسلم أرأيتم ان اسلم أتسلمون فقالوا أعاذه الله ان يقول ذلك ما كان ليفعل فقال اخرج يا بن سلام فخرج إليهم فقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله فقالوا بل هو شرنا وابن شرنا وجاهلنا وابن جاهلنا قال الم أخبرك يا رسول الله انهم قوم بهت

ذكر الاخبار عما يكون متعقب طعام أهل الجنة وشرابهم

[ 7424 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا هناد بن السرى قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال يا أبا القاسم ألست تزعم ان أهل الجنة يأكلون ويشربون فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ان أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع فقال له اليهودي فان الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر

ذكر الاخبار عن سوق أهل الجنة الذي يجتمع اليه أهلها

[ 7425 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد وسعيد بن عبد الجبار قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة سوقا يأتونه كل جمعة فيه كثبان المسك فتهيج ريح شمال فتحثي أو فتسفي في وجهوهم المسك فيأتون أهليهم فيقولون لهم قد زاكم الله بعدنا أو ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون لهم وأنتم قد زادكم الله بعدنا حسنا وجمالا

ذكر الاخبار عن وصف أدنى أهل الجنة منزلة فيها

[ 7426 ] أخبرنا علي بن عبد الحميد الغضائري بحلب وكان حتر النعال قال حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان قال حدثنا مطرف بن طريف وعبد الملك بن ابجر سمعا الشعبي يقول سمعت المغيرة بن شعبة على المنبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى قال رب أي أهل الجنة أدنى منزلة فقال رجل يجىء بعدما يدخل أهل الجنة فيقال ادخل الجنة فيقول كيف ادخل وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقول له ترضى ان يكون لك من الجنة مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا قال فيقول نعم أي رب فيقال لك هذا ومثله ومثله ومثله فيقول أي رب رضيت فيقال له إن لك هذا وعشرة أمثاله معه فيقول أي رب رضيت فيقال له لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك

ذكر البيان بأن الرجل الذي ذكرنا نعته هو ممن وجبت عليه النار ثم اخرج منها

[ 7427 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا نوح بن حبيب البذشي قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني لأعرف آخر رجل خروجا من النار رجل خرج زحفا فقيل له ادخل الجنة فيدخل ثم يخرج فيقول يا رب قد أخذ الناس المنازل فيقال له أتذكر الزمان الذي كنت فيه في الدنيا فيقول نعم فيقول تمنه فيقول يا رب تنافس أهل الدنيا في دنياهم وتضايقوا فيها فأنا أسألك مثلها فيقول لك مثلها وعشرة اضعاف ذلك فهو أدنى أهل الجنة منزلا

ذكر الأخبار عن وصف ما يعد الله للرجل الذي ذكرنا نعته من الأطعمة والأشربة في جنته

[ 7428 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو النضر التمار قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون ان بن مسعود حدثهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون في النار قوم ما شاء الله ثم يرحمهم الله ثم يخرجهم فيكونون في أدنى الجنة فيغسلون في عين الحياة فيسميهم أهل الجنة الجهنميون لو طاف بأحدهم أهل الدنيا لأطعمهم وسقاهم وفرشهم قال وأحسبه قال وزوجهم لا ينقص ذلك مما عنده

ذكر الاخبار عن وسف حالة آخر من يدخل الجنة ممن اخرج من النار بعد تعذيب الله جل وعلا إياهم بذنوبهم

[ 7429 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السرى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهرى عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة قال قال الناس يا رسول الله هلى نرى ربنا يوم القيامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فهل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فانكم ترونه يوم القيامة كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ومن كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله جل وعلا في غير صورته التي يعرفون فيقول انا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مقامنا حتى يأتينا ربنا فإذا جاءنا ربنا عرفناه قال فيأتيهم في الصورة التي يعرفون فيقول انا ربكم فيقولون أنت ربنا ويضرب جسر على جهنم قال النبي صلى الله عليه وسلم فأكون أول من يجوزه ودعوة الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وبه كلاليب مثل شوك السعدان هل تدرون شوك السعدان قالوا نعم يا رسول الله قال فإنها مثل شوك السعدان غير انه لا يعلم قدر عظمها الا الله فتخطف الناس بأعمالهم فمنهم الموبق بعمله ومنهم المخردل ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد ان يخرج من النار من أراد ممن كان يشهد ان لا اله الا الله أمر الله الملائكة ان يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود قال وحرم الله على النار ان تأكل من بن آدم أثر السجود قال فيخرجونهم قد امتحشوا فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في حميل السيل قال ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار فيقول يا رب قد قشبنى ريحها وأحرقني ذكاؤها فاصرف وجهي عن النار فلا يزال يدعو فيقول الله جل وعلا فلعلى ان أعطيتك ذلك ان تسألني غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره فيصرف وجهه عن النار ثم يقول بعد ذلك يا رب قربنى الى باب الجنة فيقول جل وعلا أليس قد زعمت ان لا تسألني غيره ويلك يا بن آدم ما أغدرك فلا يزال يدعو فيقول جل وعلا فلعلك ان أعطيتك ذلك ان تسألني غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره ويعطى الله من عهود ومواثيق ان لا يسأله غيره فيقربه الى باب الجنة فلما قربة منها انفهقت له الجنة فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله ان يسكت ثم يقول يا رب ادخلنى الجنة فيقول جل وعلا أليس قد زعمت ان لا تسألني غيره ويلك يا بن آدم ما أغدرك فيقول يا رب لا تجلعني اشقى خلقك قال فلا يزال يدعو حتى يضحك جل وعلا فإذا ضحك منه اذن له بالدخول دخول الجنة فإذا دخل قيل له تمن كذا وتمن كذا فيتمنى حتى تنقطع به الأماني فيقول جل وعلا هو لك ومثله معه قال أبو سعيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هو لك وعشرة أمثاله فقال أبو هريرة هو لك ومثله معه وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا

ذكر البيان بأن الله جل وعلا قد كان يعلم من هذا الرجل انه لو قدمه مما يريد لطلب غيره

[ 7430 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن آخر من يدخل الجنة رجل يمشى على الصراط فهو يكبو مرة وتسفعه النار أخرى حتى إذا جاوزها التفت إليها فيقول تبارك الذي نجانى منها فوالله لقد أعطاني شيئا ما أعطاه أحدا من العالمين قال ثم ترفع له شجرة فيقول يا رب ادننى منها لعلي استظل بظلها وأشرب من مائها قال فيقول الله يا بن آدم لعلي ان أعطيتكه سألتنى غيرها فيقول لا يا رب ويعاهده ان لا يفعل وهو يعلم انه فاعله لما يرى مما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة أخرى هي أحسن من الأولى فيقول يا رب ادننى منها لأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول ألم تعاهدنى ان لا تسألني غيرها فيقول بلى يا رب ولكن ادننى منها لأستظل بظلها وأشرب من مائها فيعاهده ان لا يسأله غيرها فيدنيه منها ويعلم انه سيسأله غيرها لما يرى ما لا صبر له عليه قال فترفع له شجرة أخرى عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول يا رب ادننى منها لأستظل بظلها واشرب من مائها فيقول ألم تعاهدنى ان لا تسألني غيرها فيقول بلى يا رب ولكن ادننى منها فإذا انا منها سمع اصوات أهل الجنة فيقول يا رب ادخلنى الجنة فيقول الله جل وعلا أيرضيك يا بن آدم ان أعطيك الدنيا ومثلها معها فيقول أتستهزىء بي وأنت رب العالمين فيقول ما استهزىء بك ولكننى على ما أشاء قادر قال فكان بن مسعود إذا ذكر قوله أتستهزىء بي ضحك ثم قال ألا تسألونى مما اضحك فقيل مما تضحك فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر ذلك ضحك

ذكر البيان بأن قوله جل وعلا ان أعطيتك الدنيا ومثلها معها ليس بعدد يريد به النفي عما وراءه

[ 7431 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار رجل يخرج منها زحفا فيقال له انطلق فادخل الجنة قال فيذهب فيدخل فيجد الناس قد أخذوا المنازل قال فيرجع فيقول يا رب قد أخذ الناس المنازل قال فيقال له أتذكر الزمان الذي كنت فيه في الدنيا قال فيقول نعم فيقال له تمن فيتمنى فيقال له لك الذي تمنيت وعشرة اضعاف الدنيا قال فيقول أتسخر بي وأنت الملك قال فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه

ذكر الاخبار بأن من دخل الجنة بعد ان عذب في النار بذنوبه وسموا الجهنميين يدعون ربهم فيذهب الله ذلك الاسم عنهم

[ 7432 ] أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان بن صالح قال حدثنا أبو أسامة عن أبي روق قال حدثنا صالح بن أبي طريف قال قلت لأبي سعيد الخدري اسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } فقال نعم سمعته يقول يخرج الله أناسا من النار بعدما يأخذ نقمته منهم قال لما ادخلهم الله النار مع المشركين قال المشركون أليس كنتم تزعمون في الدنيا أنكم أولياء فما لكم معنا في النار فإذا سمع الله ذلك منهم اذن في الشفاعة فيتشفع لهم الملائكة والنبيون حتى يخرجوا بإذن الله فلما اخرجوا قالوا يا ليتنا كنا مثلهم فتدركنا الشفاعة فنخرج من النار فذلك قول الله جل وعلا ربما يوم الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال فيسمون في الجنة الجهنميين من أجل سواد في وجوههم فيقولون ربنا اذهب عنا هذا الاسم قال فيأمرهم فيغتلسون في نهر الجنة فيذهب ذلك منهم

ذكر الاخبار عن وصف بعض ما يتفضل اله بنعيم الجنة على من اخرج من النار بعد تعذيبه إياه فيها

[ 7433 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون عن بن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون قوم في النار ما شاء الله ان يكونوا ثم يرحمهم الله فيخرجهم منها فيكونون في أدنى الجنة في نهر يقال له الحيوان لو استضافهم أهل الدنيا لأطعموهم وسقوهم وأتحفوهم

ذكر الاخبار عن هداية من يخرج من النار من المسلمين بمساكنه ومنازله في الجنة

[ 7434 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا اذن لهم بدخول الجنة فوالذى نفس محمد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة ادل بمنزله كان في الدنيا

ذكر الاخبار بأن أهل الجنة لا يكون لهم حالة نقص وتقذر إذ هي دار رفعة وعلاء

[ 7435 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يبزقون يلهمون الحمد والتسبيح كما يلهمون النفس طعامهم له جشاء وريحهم المسك

ذكر الاخبار بأن في الجنة لا يكون تباغض ولا اختلاف بين أهلها فيما فضل بعضهم على بعض من أنواع الكرامات

[ 7436 ] أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السرى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يتمخطون فيها ولا يتغوطون فيها آنيتهم وأمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا

ذكر الاخبار عن وصف الصور التي تكون لأهل الجنة عند دخولهم إياها جعلنا منهم بفضله

[ 7437 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على صورة أشد كوكب درى في السماء لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين واخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم ستون ذراعا

ذكر الاخبار عن زيارة أهل الجنة معبودهم جل وعلا

[ 7438 ] أخبرنا الحسن بن سفيان بنسا وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست وعمر بن سعيد بن سنان بمنبج وعبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس في آخرين قالوا حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني حسان بن عطية عن سعيد بن المسيب انه لقى أبا هريرة فقال أبو هريرة اسأل الله ان يجمع بيني وبينك في سوق الجنة قال سعيد أو فيها سوق قال نعم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل اعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون الله جل وعلا ويبرز لهم عرشه ويبتدي لهم في روضة من رياض الجنة فيوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ويجلس ادناهم وما فهيم دنى على كثبان المسك والكافور ما يرون ان أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلسا قال أبو هريرة فقلت يا رسول الله وهل نرى ربنا قال نعم هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا لا قال كذلك لا تتمارون في رؤية ربكم ولا يبقى في ذلك المجلس أحد الا حاصره الله محاصرة حتى انه ليقول للرجل منهم يا فلان أتذكر يوم عملت كذا وكذا يذكره بعض غدراته في الدنيا فيقول يا رب أفلم تغفر لي فيقول بلى فبسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه قال فبينا هم كذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحة شيئا قط ثم يقول جل وعلا قوموا الى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم قال فنأتى سوقا قد حفت به الملائكة ما لم تنظر العيون الى مثله ولم تسمع الأذان ولم يخطر على القلوب قال فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه شيء ولا يشترى وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة لبعضهم بعضا قال فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلفي من هو دونه وما فهيم دنى فيروعه ما يرى عليه من اللباس فيما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه بأحسن منه وذلك انه لا ينبغي لأحد ان يحزن فيها قال ثم ننصرف الى منازلنا فتلقانا ازواجنا فيقلن مرحبا واهلا بحبنا لقد جئت وان بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه فيقول انا جالسنا اليوم ربنا الجبار ويحقنا ان ننقلب بمثل ما انقلبنا قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه لفظ الخبر للحسن بن سفيان

ذكر الاخبار عن وصف الشيء الذي يعطى أهل الجنة في الجنة الذي هو أفضل من الجنة ونعيمها

[ 7439 ] أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد قال حدثنا عباس بن الوليد الخلال قال حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ادخل أهل الجنة الجنة قال الله أتشتهون شيئا فأزيدكم فيقولون ربنا وما فوق ما أعطيتنا قال فيقول بلى رضاي أكثر

ذكر الاخبار عن وصف رضا الله جل وعلا الذي يتفضل به على أهل الجنة

[ 7440 ] أخبرنا عمران بن فضالة الشعيري بالموصل قال حدثنا هارون بن سعيد بن الهيثم الأيلي قال حدثنا بن وهب قال حدثني مالك بن أنس عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى يقول يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون ما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا اسخط بعده ابدا

ذكر البيان بأن رؤية المؤمنين ربهم في المعاد من الزيادة التي وعد الله جل وعلا عباده على الحسنى التي يعطيهم إياها

[ 7441 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يحب ان ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يثقل الله موازيننا وبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار قال فيكشف الحجاب فينظرون اليه فوالله ما اعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر اليه
[ 7442 ] أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن عبد الحميد وحماد بن أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة البدر ليلة أربع عشرة فقال انكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فان استطعتم ان لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا ثم قرا هذه الآية { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها }

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان إسماعيل بن أبي خالد لم يسمع هذا الخبر من قيس بن أبي حازم

[ 7443 ] أخبرنا محمد بن يحيى بن بسطام قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى القطان عن إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني قيس قال قال لي جرير بن عبد الله كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر الى القمر ليلة البدر فقال أما انكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ان لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ { فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها }

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به إسماعيل بن أبي خالد

[ 7444 ] أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن بيان بن بشر قال حدثنا قيس قال حدثنا جرير قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر فقال انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه هذه الاخبار في الرؤية يدفعها من ليس العلم صناعته وغير مستحيل ان الله جل وعلا يمكن المؤمنين المختارين من عباده من النظر الى رؤيته جعلنا الله منهم بفضله حتى يكون فرقا بين الكفار والمؤمنين والكتاب ينطق بمثل السنن التي ذكرناها سواء قوله جل وعلا كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فلما اثبت الحجاب عنه للكفار دل ذلك على ان غير الكفار لا يحجبون عنه فأما في هذه الدنيا فإن الله جل وعلا خلق الخلق فيها للفناء فمستحيل ان يرى بالعين الفانية الشيء الباقي فإذا أنشأ الله الخلق وبعثهم من قبورهم للبقاء في إحدى الدارين غير مستحيل حينئذ ان يرى بالعين التي خلقت للبقاء في الدار الباقية الشيء الباقي لا ينكر هذا الأمر الا من جهل صناعة العلم ومنع بالرأى المنكوس والقياس المنحوس

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان رؤية المؤمنين ربهم في المعاد إنما هي بقلوبهم دون أبصارهم

[ 7445 ] أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال ناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في رؤية الشمس في يوم صائف والسماء مصحية غير متغيمة ليس فيها سحابة قالوا لا قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر والسماء مصحية غير متغيمة ليس فيها سحابة قالوا لا قال فوالذى نفسي بيده كذلك لا تضارون في رؤية ربكم يوم القيامة كما لا تضارون في رؤية واحد منهما يلقى العبد ربه يوم القيامة فيقول الله جل وعلا أي فل الم اخلقك ألم اجعلك سميعا بصيرا ألم أزوجك ألم اكرمك ألم أسخر لك الخيل والإبل ألم اسودك وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى أي رب فيقول فظننت انك ملاقى فيقول لا يا رب فيقول اليوم انساك كما نسيتنى قال ويلقاه الآخر فيقول أي فل ألم اخلقك ألم اجعلك سميعا بصيرا ألم ازوجك ألم اكرمك ألم اسخر لك الخيل والإبل ألم اسودك وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب فيقول فماذا أعددت لي فيقول آمنت بك وبكتابك وبرسولك وصدقت وصليت وصمت فيقول فها هنا إذا ثم يقول ألا نبعث عليك قال فيفكر في نفسه من هذا الذي يشهد علي قال وذلك المنافق الذي يغضب الله عليه وذلك ليعذر من نفسه فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقى فتنطق فخذه وعظامه وعصبه بما كان يعمل ثم ينادى مناد ألا تبعث كل امة ما كانت تعبد فيتبع عبدة الصليب الصليب وعبدة النار النار وعبدة الأوثان الأوثان وعبدة الشيطان الشيطان ويتبع كل طاغية طاغيتها الى جهنم ونبقى أيها المؤمنون ونحن المؤمنون فيأتينا ربنا تبارك وتعالى ونحن قيام فيقول علام هؤلاء قيام فنقول نحن عباد الله المؤمنون آمنا به ولم نشرك به شيئا وهذا مقامنا ولن نبرح حتى يأتينا ربنا وهو ربنا وهو يثبتنا فيقول وهل تعرفونه فيقول سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه قال سفيان وها هنا كلمة لا اقولها لكم قال فننطلق حتى نأتي الجسر وعليه خطاطيف من نار تخطف الناس وعندها حلت الشفاعة اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم فإذا جاوز الجسر فكل من انفق زوجا من المال مما يملك في سبيل الله فكل خزنة الجنة تدعوه يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال فقال أبو بكر وهو الى جنب النبي صلى الله عليه وسلم ذاك العبد لا توى عليه يدع بابا ويلج من آخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ومسح منكبيه انى لأرجو ان تكون منهم

ذكر الاخبار عن وصف من يكفل ذرارى المؤمنين في الجنة

[ 7446 ] أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني بن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذرارى المؤمنين يكفلهم إبراهيم في الجنة

ذكر الاخبار بإنشاء الله من أراد من خلقه من حيث يريد دون أولاد آدم ليسكنهم الجنان في العقبي

[ 7447 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي بعسقلان قال حدثنا بن أبي السرى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة لا يدخلنى الا ضعفاء الناس وسقطهم فقال الله الجنة أنت رحمتى ارحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار أنت عذابى اعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فأما النار فلا تمتلىء حتى يضع الله جل وعلا قدمه فيها فتقول قط قط فهناك تمتلىء وينزوى بعضها الى بعض ولا يظلم أحدا وأما الجنة فإن الله جل وعلا ينشىء لها خلقا قال أبو حاتم القدم مواضع الكفار التي عبدوا فيها دون الله

ذكر البيان بأن إنشاء الله الخلق الذي وصفنا إنما ينشئهم ليسكنهم مواضع من الجنة بقيت فضلا عن أولاد آدم

[ 7448 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبقى من الجنة ما شاء الله ان يبقى فينشىء الله لها خلقا ما يشاء

ذكر الاخبار بأن أهل الجنة يخلدون فيها إذ الموت غير موجود في الجنة

[ 7449 ] أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة خلود ولا موت فيها ويا أهل النار خلود لا موت فيه

ذكر الاخبار عن الوقت الذي فيه ينادى المنادى بما وصفنا من الخلود لأهل الدارين معا فيهما

[ 7450 ] أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ببغداد قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط المستقيم فيقال يا أهل الجنة فينطلقون خائفين وجلين ان يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال يا أهل النار فينطلقون فرحين مستبشرين ان يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم ربنا هذا الموت فيأمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما خلود ولا موت فيه ابدا

ذكر رؤية أهل الجنة مقاعدهم من النار في الجنة

[ 7451 ] أخبرنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا بن مشكان قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء قال حدثنا أبو الزناد قال حدثنا الأعرج انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة أحد الا اري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ولا يدخل النار أحد الا أرى مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة

ذكر الاخبار عن وصف من يتمنى الخروج من الجنة من أهلها

[ 7452 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أهل الجنة أحد يسره ان يرجع الى الدنيا وله عشرة امثالها الا الشهيد فإنه ود أنه رجع الى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الفضل

ذكر ثلاثة يدخلون الجنة من هذه الأمة

[ 7453 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا الحسين بن حريث قال حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن مطر قال حدثني قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط موفق ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم ورجل فقير عفيف متصدق

ذكر الاخبار بأن الله جل وعلا جعل سكان الجنة المساكين والمقلين على اغلب الأحوال

[ 7454 ] أخبرنا محمد بن علي الصيرفي غلام طالوت بن عباد بالبصرة قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا عطاء بن السائب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال افتخرت الجنة والنار فقالت النار يدخلنى الجبارون والملوك والاشراف وقالت الجنة يدخلنى الفقراء والمساكين فقال الله جل وعلا النار أنت عذابى اصيب بك من أشاء وقال للجنة أنت رحمتى وسعت كل شيء ولكل واحدة منكما ملؤها

ذكر البيان بأن الفقراء يكونون أكثر أهل الجنة

[ 7455 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا أبو داود المصاحفى سليمان بن سلم البلخي قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا عوف عن أبي رجاء عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء

ذكر البيان بأن أكثر ما رأى صلى الله عليه وسلم في الجنة المساكين وفي النار النساء

[ 7456 ] أخبرنا محمد بن علي الصيرفي غلام طالوت بن عباد بالبصرة حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا حماد بن سلمة عن سليمان التيمى عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرت الى الجنة فإذا أكثر أهلها المساكين ونظرت في النار فإذا أكثر أهلها النساء وإذا أهل الجد محبوسون وإذا الكفار قد أمر بهم الى النار قال أبو حاتم اطلاعه صلى الله عليه وسلم الى الجنة والنار معا كان بجسمه ونظره العيان تفضلا من الله جل وعلا عليه وفرقا فرق به بينه وبين سائر الأنبياء فاما الأوصاف التي وصف انه رأى أهل الجنة بها وأهل النار بها فهي أوصاف صورت له صلى الله عليه وسلم ليعلم بها مقاصد نهاية أسباب أمته في الدارين جميعا ليرغب أمته بأخبار تلك الأوصاف لأهل الجنة ليرغبوا ويرهبهم بأوصاف أهل النار ليرتدعوا عن سلوك الخصال التي تؤديهم إليها

ذكر الاخبار بأن النساء يكن من أقل سكان الجنان في العقبي

[ 7457 ] أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفى قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت مطرفا يحدث عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أقل ساكني الجنة النساء

ذكر الاخبار بتحريم الله جل وعلا الجنة على الأنفس التي لم تسلم في دار الدنيا

[ 7458 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد بن جناد الحلبي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبى إسحاق قال حدثنا عمرو بن ميمون الأودي قال سمعت بن مسعود يقول خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ظهره الى قبة من آدم ثم قال أما بعد أترضون ان تكونوا ربع أهل الجنة قلنا نعم يا رسول الله قال والذي نفسي بيده انى لأرجو ان تكونوا نصف أهل الجنة وانه لا يدخل الجنة الا كل نفس مسلمة وان مثل المسلمين يوم القيامة في الكفار في العدد كمثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود أو الشعرة السوداء في الثور الأبيض

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم انى لأرجو ان تكونوا نصف أهل الجنة ليس بعدد أريد به النفي عما وراءه

[ 7459 ] أخبرنا محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان عن ضرار بن مرة عن محارب بن دثار عن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومئة صف هذه الأمة منها ثمانون صفا

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به محارب بن دثار

[ 7460 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان قال حدثنا علقمة بن مرثد قال حدثنا سليمان بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومئة صف ثمانون من هذة الأمة وأربعون من سائر الأمم

ذكر نفي دخول الجنة عن أقوام بأعيانهم من أجل أعمال ارتكبوها

[ 7461 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صنفان من امتى لم ارهما قوم معهم سياط مثل اذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن مثل اسنمة البخت المائلة لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها وان ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا المائلة من التبختر والمميلات من السمن
باب صفة النار وأهلها

ذكر الاخبار عن وصف النار التي أعدت لمن عصى الله وتمرد عليه في الدنيا

[ 7462 ] أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ناركم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا يا رسول الله ان كانت لكافية قال انها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا

ذكر العلة التي من اجلها صار الناس ينتفعون بهذه النار التي عندهم

[ 7463 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ضرب بماء البحر ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لاحد

ذكر الاخبار عن الموضع الذي فيه رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم النار من الدنيا نعوذ بالله منها

[ 7464 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا أبو نصر التمار قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن زياد بن أبي سودة ان عبادة بن الصامت قام على سور بيت المقدس الشرقى فبكى فقال بعضهم ما يبكيك يا أبا الوليد قال من ها هنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى جهنم

ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به زياد بن أبي سودة

[ 7465 ] أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا أبو عمير النحاس قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال رثى عبادة بن الصامت على سور بيت المقدس الشرقى يبكى فقيل له فقال من ها هنا نبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى مالكا يقلب جمرا كالقطف

ذكر السبب الذي من أجله يشتد الحر والقر في الفصلين

[ 7466 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشتكت النار الى ربها فقالت يا رب أكل بعضى بعضا فنفسني فجعل لها في كل عام نفسين في الشتاء والصيف فشدة البرد الذي تجدون من زمهريرها وشدة الحر الذي تجدون من حر جهنم

ذكر الاخبار عن وصف الويل الذي اعده الله جل علا لمن حاد عنه وتكبر عليه في الدنيا

[ 7467 ] أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويل واد في جهنم يهوي به الكافر أربعين خريفا قبل ان يبلغ قعرها

ذكر الاخبار عن وصف بعض القعر الذي يكون لجهنم نعوذ بالله من سكرتها

[ 7468 ] أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو ان حجرا يقذف به في جهنم هوى سبعين خريفا قبل ان يبلغ قعرها

ذكر الاخبار عن اهواء حجر في النار سبعين خريفا

[ 7469 ] أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا خلف بن خليفة عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما هذه قلنا الله ورسوله اعلم قال هذه حجر رمى به في النار منذ سبعين خريفا فالآن انتهى الى قعر النار

ذكر الاخبار عن وصف الزقوم الذي جعله الله شراب من حاد عنه في دار هوانه

[ 7470 ] أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا بن أبي عدى عن شعبة عن سليمان عن مجاهد عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون فلو ان قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأفسدت على أهل الأرض معيشتهم فكيف بمن ليس له طعام غيره

ذكر الاخبار عن وصف الحيات التي ينتقم الله بها في دار هوانه ممن تمرد عليه في الدنيا

[ 7471 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان دراجا حدثه انه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم ان في النار لحيات أمثال اعناق البخت تلسع أحدهم اللسعة فيجد حموتها أربعين خريفا

ذكر الاخبار عن وصف العقوبة التي يعاقب بها أدنى أهل النار عذابا

[ 7472 ] أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر قال حدثنا عيسى بن حماد قال حدثنا الليث بن سعد عن بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أدنى أهل النار عذابا الذي يجعل له نعلان من نار يغلى منهما دماغه

ذكر وصف الماء الذي يسقى أهل جهنم نعوذ الله منه

[ 7473 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماء كالمهل كعكر الزيت فإذا قربه إليه سقطت فروة وجهه

ذكر الأخبار بأن غير المسلمين إذا دخلوا النار يرفع الموت عنهم ويثبت لهم الخلود فيها

[ 7474 ] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هارون بن سعيد بن الهيثم الأيلي قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمر بن محمد بن زيد ان أباه حدثه عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صار أهل الجنة الى الجنة وأهل النار الى النار اتى بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادى مناد يا أهل الجنة لا موت يا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا الى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا الى حزنهم قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه خبر الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد يجاء بالموت كأنه كبش املح تنكبناه لأنه ليس بمتصل قال شجاع بن الوليد عن الأعمش قال سمعتهم يذكرون عن أبي صالح ومعنى قوله يجاء بالموت يريد يمثل لهم الموت لا انه يجاء بالموت

ذكر البيان بأن قول المنادى يا أهل النار لا موت إنما يكون بعد خروج الموحدين منها جعلنا الله ممن اخرج منها برحمته ان لم يتفضل علينا بالسلامة منها قبله

[ 7475 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن عبدة عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لأعلم آخر أهل الجنة خروجا من النار وآخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل اليه انها ملأي فيقال يا رب قد وجدتها ملأى فيقول له اذهب فارجع فادخل الجنة فيأتيها فيخيل اليه انها ملأى فيرجع اليه فيقول يا رب قد وجدتها ملأي فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثال الدنيا فيقول أتسخر بي أو تضحك بي وأنت الملك قال فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه قال إبراهيم وكان يقال ان ذلك الرجل أدنى أهل الجنة منزلة

ذكر البيان بأن أكثر أهل النار يكون المتكبرون والجبارون

[ 7476 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببت قال حدثنا أحمد بن المقدام العجلي يقول حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال حدثنا أيوب عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اختصمت الجنة والنار فقالت النار يدخلنى الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة يدخلنى ضعفاء الناس وأسقاطهم فقال الله للنار أنت عذابى اصيب بك من أشاء وقال للجنة أنت رحمتى أصيب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها

ذكر الاخبار عن البعض الآخر الذين يكونون أكثر سكان أهل النار نعوذ بالله منها

[ 7477 ] أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احتجت الجنة والنار فقالت الجنة ما بالى يدخلنى الفقراء والضعفاء وقالت النار ما بالى يدخلنى الجبارون والمتكبرون فقال الله أنت رحمتى ارحم بك من أشاء وقال للنار أنت عذابى اصيب بك من أشاء ولكل واحدة منهن ملؤها

ذكر الاخبار عن وصف بعض الناس الذين يكونون أكثر أهل النار في العقبي

[ 7478 ] أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن زيد بن رفيع عن حزام بن حكيم بن حزام عن أبيه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بالصدقة وحثهن عليها فقال تصدقن فإنكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن بم ذلك يا رسول الله قال لأنكن تكثرن اللعن وتسوفن الخير وتكفرن العشير والعشير الزوج
[ 7479 ] أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبيد بن جناد الحلبي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن زيد بن رفيع عن حزام بن حكيم بن حزام عن حكيم بن حزام قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم النساء ذات يوم فوعظهن وامرهن بتقوى الله والطاعة لأزواجهن وقال ان منكن من تدخل الجنة وجمع بين أصابعه ومنكن حطب جهنم وفرق بين أصابعه فقالت الماردية أو المرادية ولم ذاك يا رسول الله قال تكفرن العشير وتكثرن اللعن وتسوفن الخير

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم ان الموؤدة لا محالة في النار

[ 7480 ] أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبراء قال حدثنا مسروق بن المرزبان قال حدثنا بن أبي زائدة قال حدثنا أبي عن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوائدة والموؤدة في النار أخبرناه بن ذريح في عقبه قال حدثنا مسروق بن المرزبان قال حدثنا ان أبي زائدة قال قال أبي فحدثني أبو إسحاق ان عامرا حدثه بذلك عن علقمة عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم خطاب هذا الخبر ورد في الكفار دون المسلمين يريد بقوله الوائدة والموؤدة من الكفار في النار

ذكر الاخبار عن أول الثلاثة الذين يدخلون النار نعوذ بالله منها

[ 7481 ] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبى عن يحيى بن أبى كثير قال حدثني عامر بن العقيلي ان أباه أخبره انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض على ثلاثة يدخلون النار أمير مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدى حق الله وفقير فخور

ذكر الاخبار عن وصف خمسة أنفس يدخلون النار من هذه الأمة

[ 7482 ] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا الحسين بن حريث المروزي قال حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن مطر حدثني قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أهل النار خمسة الضعيف الذي لا يؤبه له وهو فيكم تبع لا يبغون أهلا ولا مالا قلت ويكون ذلك يا أبا عبد الله قال نعم والله لقد ادركتهم في الجاهلية وان الرجل ليرعى على الحي ما به الا وليتهم يطؤها ورجل لا يصبح ولا يمسي الا وهو يخادعك عن أهلك ومالك ورجل لا يخفى عليه شيء الا خانه وان دق وذكر الكذب وذكر البخل
[ 7483 ] سمعت الهيثم بن خلف الدوري ببغداد يقول سمعت إسحاق بن موسى الأنصاري يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول سمعت عمرو بن دينار يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بإذنى هاتين وأشار بيده الى اذنيه يخرج الله قوما من النار فيدخلهم الجنة فقال له رجل في حديث عمرو ان الله يقول { يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها } فقال جابر بن عبد الله انكم تجعلون الخاص عاما هذه للكفار اقرؤوا ما قبلها ثم تلا { ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب اليم يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها } هذه للكفار
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان من ادخل النار نعوذ بالله منها من هذه الأمة يخلد فيها من غير خروج منها
[ 7484 ] أخبرنا الحسن بن سفيان وأبو يعلى قالا حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد وهشام عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان فلا قلبه ما يزن ذرة قال يزيد فلقيت شعبة فحدثته الحديث فقال شعبة حدثني به قتادة عن أنس الا ان شعبة جعل مكان الذرة ذرة قال يزيد صحف فيه أبو بسطام قال يزيد فلقيت عمران القطان أبا العوام فحدثته بالحديث فقال عمران حدثني به قتادة عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث قال يزيد أخطأ فيه عمران ووهم فيه

ذكر الاخبار عن وصف حالة من يخلد في النار ومن يعاقب ثم يتفضل عليه فيخرج منها

[ 7485 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا أبو مسلمة عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون ولا يحيون ولكن أناسا تصيبهم النار بذنوبهم فيميتهم حتى إذا صاروا فحما اذن في الشفاعة
[ 7486 ] أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة قال حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا شيبان عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم غلظ الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار وضرسه مثل أحد الجبار ملك باليمن يقال له الجبار
ذكر الاخبار عما يجعل الله غلظ جلود الكافر في النار به
[ 7487 ] أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبى إسرائيل المروزي قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح عن هارون بن سعد عن أبى حازم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث

ذكر الاخبار عما يجعل الله ضرس الكافر في النار مثله

[ 7488 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا عمرو بن الحارث ان سليمان بن حميد حدثه ان أباه حدثه انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرس الكافر مثل أحد يعنى في النار

ذكر اطلاع المصطفى صلى الله عليه وسلم في النار على من يعذب فيها نعوذ بالله من النار

[ 7489 ] أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة عن أبى إسحاق عن السائب بن مالك عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فإذا أكثر أهلها النساء ورأيت فيها ثلاثة يعذبون امرأة من حمير طوالة ربطت هرة لها لم تطعمها ولم تسقها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض فهى تنهش قبلها ودبرها ورأيت فيها أخا بنى دعدع الذي كان يسرق الحاج بمحجنه فإذا فطن له قال إنما تعلق بمحجنى والذي سرق بدنتى رسول الله صلى الله عليه وسلم

ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم في النار بن قمعة يعذب فيها

[ 7490 ] أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الفضل بن موسى حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عرضت على النار فرأيت فيها عمرو بن لحى بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار وكان أول منغير عهد إبراهيم وسيب السوائب وكان اشبه شيء بأكثم بن أبى الجون الخزاعي فقال الأكثم يا رسول الله هل يضرنى شبهه فقال انك مسلم وهو كافر

ذكر وصف عقوبة أقوام من أجل أعمال ارتكبوها أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها

[ 7491 ] أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا بشر بن بكر حدثني بن جابر حدثني سليم بن عامر حدثني أبو امامة الباهلى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا انا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا لي اصعد حتى إذا كنت في سواء الجبل فإذا انا بصوت شديد فقلت ما هذه الأصوات قال هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة اشداقهم تسيل اشداقهم دما فقلت من هؤلاء فقيل هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ثم انطلق بي فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا وانتنه ريحا وأسوئه منظرا فقلت من هؤلاء قيل الزانون والزوانى ثم انطلق بي فإذا بنساء تنهش ثديهن الحيات قلت ما بال هؤلاء قيل هؤلاء اللاتى يمنعن اولادهن ألبانهن ثم انطلق بي فإذا انا بغلمان يلعبون بين نهرين فقلت من هؤلاء فقيل هؤلاء ذرارى المؤمنين ثم شرف بي شرفا فإذا انا بثلاثة يشربون من خمر لهم فقلت من هؤلاء قالوا قالوا هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك جاء في الورقة الأخيرة من المجلد التاسع من الإحسان ما نصه آخر الإحسان في تقريب صحيح بن حبان رحمه الله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا