كتاب الإمامة في الصلاة وما فيها من السنن
مختصر من كتاب المسند

باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ

[ 1470 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن قتادة وعقبة بن وساج عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل في الجميع تفضل على صلاته وحده بخمس وعشرين قال أبو بكر حدثناه أبو قدامة نا يحيى بن سعيد عن شعبة نحوه قال أبو بكر وهذه اللفظة من الجنس الذي اعلمت في كتاب الإيمان أن العرب قد تذكر العدد للشيء ذي الأجزاء والشعب من غير أن تريد نفيا لما زاد على ذلك العدد ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله خمسا وعشرين أنها لا تفضل بأكثر من هذا العدد والدليل على صحة ما تأولت

[ 1471 ] أن محمد بن بشار ويحيى بن حكيم حدثانا حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل في الجميع تفضل على صلاته وحده سبعا وعشرين درجة أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا عبيد الله أخبرني نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخاطب أمته بلفظ مجمل موه بجهله على بعض الغباء احتجاجا لمقالته هذه أنه إذا خاطبهم بكلام مجمل فقد خاطبهم بما لم يفدهم معنى زعم

[ 1472 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا عبد الأعلى عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل في الجميع أفضل من صلاته وحده ببضع وعشرين صلاة قال أبو بكر فقوله صلى الله عليه وسلم بضع كلمة مجملة إذ البضع يقع على ما بين الثلاث إلى العشر من العدد وبين عليه السلام في خبر بن مسعود أنها تفضل بخمس وعشرين ولم يقل لا تفضل إلا بخمس وعشرين واعلم في خبر بن عمر أنها تفضل بسبع وعشرين درجة

باب فضل صلاة العشاء والفجر في الجماعة والبيان أن صلاة الفجر في الجماعة أفضل من صلاة العشاء في الجماعة وان فضلها في الجماعة ضعفي فضل العشاء في الجماعة

[ 1473 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا الفضل بن دكين نا سفيان عن عثمان بن حكيم أصله مدني سكن الكوفة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ومن صلى الفجر في جماعة كان كقيام ليلة

باب ذكر اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر

[ 1474 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي بخبر غريب غريب نا علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال تشهد ملائكة الليل وملائكة النهار مجتمعا فيها قال أبو بكر أمليت في أول كتاب الصلاة ذكر اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر

باب ذكر الحض على شهود صلاة العشاء والصبح ولو لم يقدر المرء على شهودهما ألا حبوا على الركب

[ 1475 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله قال قرأت على مالك يعني بن أنس عن سمي مولى أبي بكر وهو بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولو علموا ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا

باب ذكر البيان أن ما كثر من العدد في الصلاة جماعة كانت الصلاة أفضل

[ 1476 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه قال قدمت المدينة فلقيت أبي بن كعب فقلت يا أبا المنذر حدثني أعجب حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى لنا أو صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم التفت فقال أشاهد فلان قلنا لا ولم يشهد الصلاة قال أشاهد فلان قلنا لا ولم يشهد الصلاة فقال إن اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا إن صف المقدم على مثل صف الملائكة ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه وإن صلاتك مع رجل أربى من صلاتك وحدك وصلاتك مع رجلين أربى من صلاتك مع رجل وما كان أكثر فهو أحب إلى الله قال أبو بكر ورواه شعبة والثوري عن أبي إسحاق عن عبد الله بن بصير عن أبي بن كعب ولم يقولا عن أبيه

[ 1477 ] أنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ناه بندار نا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر عن شعبة قال سمعت أبا إسحاق قال سمعت عبد الله بن أبي بصير يحدث عن أبي بن كعب قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فقال أشاهد فلان فذكر الحديث وقال وما كان أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل

باب أمر العميان بشهود صلاة الجماعة وإن خاف الأعمى هوام الليل والسباع إذا شهد الجماعة

[ 1478 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي بخبر غريب غريب نا زيد بن أبي الزرقاء عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن بن أبي ليلى عن بن أم مكتوم قال يا رسول الله ان المدينة كثيرة الهوام والسباع قال تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح قلت نعم قال فحي هلا

باب أمر العميان بشهود صلاة الجماعة وإن كانت منازلهم نائية عن المسجد لا يطاوعهم قائدوهم بإتيانهم إياهم المساجد والدليل على أن شهود الجماعة فريضة لا فضيلة إذ غير جائز أن يقال لا رخصة للمرء في ترك الفضيلة

[ 1479 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن أبي حرب نا يحيى بن أبي بكير نا أبو جعفر الرازي ثنا حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد عن بن أم مكتوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل الناس في صلاة العشاء فقال لقد هممت أن آتي هؤلاء الذين يتخلفون عن هذه الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم فقام بن أم مكتوم فقال يا رسول الله لقد علمت ما بي وليس لي قائد قال أتسمع الإقامة قال نعم قال فاحضرها ولم يرخص له قال أبو بكر هذه اللفظة وليس لي قائد فيها اختصار أراد علمي وليس قائد يلازمني كخبر أبي رزين عن بن أم مكتوم

[ 1480 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه نصر بن مرزوق ثنا أسد ثنا شيبان أبو معاوية عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن بن أم مكتوم أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد يعني بن بكر أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي رزين عن عبد الله بن أم مكتوم قال قلت يا رسول الله إني شيخ ضرير البصر شاسع الدار ولي قائد فلا يلازمني فهل لي من رخصة قال تسمع النداء قال نعم قال ما أجد لك من رخصة

باب في التغليظ في ترك شهود الجماعة

[ 1481 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان حدثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وابن عجلان وغيره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن آمر فتياني فيقيموا الصلاة وآمر فتيانا فيتخلفوا إلى رجال يتخلفون عن الصلاة فيحرقون عليهم بيوتهم ولو علم أحدهم أنه يدعى إلى عظم إلى ثريد أي لأجاب

[ 1482 ] قال أبو بكر أما خبر بن عجلان الذي أرسله بن عيينة فإنما رواه بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار حدثني صفوان وأبو عاصم قالا ثنا بن عجلان فذكر الحديث

باب تخوف النفاق على تارك شهود الجماعة

[ 1483 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن المسعودي عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله قال لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق بين نفاقه ولقد رأيتنا وأن الرجل ليهادي بين رجلين حتى يقام في الصف

باب ذكر أثقل الصلاة على المنافقين وتخوف النفاق على تارك شهود العشاء والصبح في الجماعة

[ 1484 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا بن نمير عن الأعمش وثنا سلم بن جنادة نا أبو معاوية نا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء الآخرة والفجر ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا وإني لأهم أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي ثم آخذ حزم النار فأحرق على أناس يتخلفون عن الصلاة بيوتهم هذا حديث بن نمير وفي حديث أبي معاوية قال لقد هممت وقال ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار

[ 1485 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا عبد الوهاب يعني الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت نافعا يحدث أن عبد الله بن عمر كان يقول كنا إذا فقدنا الإنسان في صلاة العشاء الآخرة والصبح أسأنا به الظن

باب التغليظ في ترك صلاة الجماعة في القرى والبوادي واستحواذ الشيطان على تاركها

[ 1486 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا أبو أسامة حدثني زائدة بن قدامة عن السائب بن حبيش الكلاعي ح وثنا علي بن مسلم ثنا عبد الصمد نا زائدة بن قدامة نا السائب بن حبيش الكلاعي عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال قال أبو الدرداء أين مسكنك قلت قرية دون حمص قال أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من ثلاثة نفر في قرية ولا بدو فلا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية وقال المسروقي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن الذئب يأخذ القاصية

باب صلاة المريض في منزله جماعة إذا لم يمكنه شهودها في المسجد لعلة حادثة

[ 1487 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب بخبر غريب غريب ثنا قبيصة ثنا ورقاء بن عمر عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر عن عبد الله قال وثبت رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلنا عليه فوجدناه جالسا في حجرة له بين يديه غرفة قال فصلى جالسا فقمنا خلفه فصلينا فلما قضى الصلاة قال إذا صليت جالسا فصلوا جلوسا وإذا صليت قائما صلوا قياما ولا تقوموا كما تقوم فارس لجباريها وملوكها

باب الرخصة للمريض في ترك شهود الجماعة

[ 1488 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمران بن موسى القزاز بخبر غريب غريب نا عبد الوارث نا عبد العزيز وهو بن صهيب عن أنس بن مالك قال لم يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يصلى بالناس فرفع النبي صلى الله عليه وسلم الحجاب فما رأينا منظرا أعجب إلينا منه حيث وضح لنا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أن تقدم وأرخى نبي الله صلى الله عليه وسلم الحجاب فلم نوصل إليه حتى مات صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر هذا الخبر من الجنس الذي كنت أعلمت أن الإشارة المفهومة من الناطق قد تقوم مقام المنطق إذا النبي صلى الله عليه وسلم أفهم الصديق بالإشارة إليه أنه أمره بالإمامة فاكتفى بالإشارة إليه عند النطق بأمره بالإقامة

باب فضل المشي إلى الجماعة متوضيا وما يرجى فيه من المغفرة

[ 1489 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا شعيب حدثنا الليث ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا أبي وشعيب قالا أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن أبي سلمة ونافع بن جبير بن مطعم عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي عن حمران مولى عثمان بن عفان عن عثمان بن عفان أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر له ذنبه

باب ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات بالمشي إلى الصلاة متوضيا

[ 1490 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا جرير عن الأعمش ح وثنا الدورقي وسلم بن جنادة قالا ثنا أبو معاوية عن الأعمش وقال الدورقي قال ثنا الأعمش ح وثنا بندار وأبو موسى قالا ثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان ح وثنا بشر بن خالد العسكري نا محمد يعني بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة أحدكم في جماعة تزيد على صلاته وحده في بيته وفي سوقه ببضع وعشرين درجة وذلك لأن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يريد غيرها لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة هذا حديث بندار وقال أبو موسى أو حط عنه وقال بشر بن خالد وسلم بن جنادة والدورقي وحط عنه وقال الدورقي حتى يدخل المسجد

باب ذكر فرح الرب تعالى بمشي عبده إلى المسجد متوضيا

[ 1491 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان نا شعيب ثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي عبيدة عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته

باب ذكر كتابة الحسنات بالمشي إلى الصلاة

[ 1492 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي عشانة أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا تطهر الرجل ثم مر إلى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتبه أو كاتباه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات والقاعد يرعى للصلاة كالقانت ويكتب من المصلين من حيث يخرج من بيته حتى يرجع

باب ذكر كتابة الصدقة بالمشي إلى الصلاة

[ 1493 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي المصري نا بن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا يونس وهو سليم بن جبير حدثه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل نفس كتب عليها الصدقة كل يوم طلعت فيه الشمس فمن ذلك أن تعدل بين الإثنين صدقة وأن تعين الرجل على دابته وتحمله عليها صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة ومن ذلك أن تعين الرجل على دابته وتحمله عليها وترفع متاعه عليها صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تمشي بها إلى الصلاة صدقة

[ 1494 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين ثنا بن المبارك أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة

باب ضمان الله الغادي إلى المسجد والرائح إليه

[ 1495 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعد بن عبد الله بن عبد الحكيم بن اعين بخبر غريب غريب ثنا أبي ثنا الليث بن سعد عن الحارث بن يعقوب عن قيس بن رافع القيسي عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو أن عبد الله بن عمرو مر بمعاذ بن جبل وهو قائم على بابه يشير بيده كأنه يحدث نفسه فقال له عبد الله ما شأنك يا أبا عبد الرحمن تحدث نفسك قال وما لي أيريد عدو الله أن يلهيني عن كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكابد دهرك الآن في بيتك ألا تخرج إلى المجلس فتحدث فأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله ومن عاد مريضا كان ضامنا على الله ومن غدا إلى المسجد أو راح كان ضامنا على الله ومن دخل على إمام يعوده كان ضامنا على الله ومن جلس في بيته لم يغتب أحدا بسوء كان ضامنا على الله فيريد عدو الله أن يخرجني من بيتي إلى المجلس

باب ذكر ما أعد الله من النزل في الجنة للغادي إلى المسجد والرائح إليه

[ 1496 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا يزيد بن هارون ح وحدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن مطرف عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح

باب ذكر كتابه أجر المصلي بالمشي إلى الصلاة

[ 1497 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عباد بن يعقوب المتهم في رأيه الثقة في حديثه ثنا عمرو بن ثابت والوليد بن أبي ثور عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل من الإنسان صلاة كل يوم فقال رجل من القوم هذا من أشد ما أتيتنا به قال أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صلاة وحملك عن الضعيف صلاة وإنحاءك القذر عن الطريق صلاة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صلاة

باب فضل المشي إلى الصلاة في الظلام بالليل

[ 1498 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن محمد الحلبي البصري بخبر غريب غريب حدثنا يحيى بن الحارث الشيرازي وكان ثقة وكان عبد الله بن داود يثني عليه قال حدثنا زهير بن محمد التميمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبشر المشاؤن في الظلام إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة

[ 1499 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن محمد نا يحيى بن الحارث ثنا أبو غسان المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر المشائين في الظلام بالنور التام

باب فضل المشي إلى المساجد من المنازل المتباعدة من المساجد لكثرة الخطى

[ 1500 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا عباد بن عباد المهلبي عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي بن كعب وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر عن أبيه نا أبو عثمان عن أبي بن كعب وثنا يوسف بن موسى نا جرير عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي بن كعب وهذا حديث عباد قال كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت بالمدينة فكان لا تخطئه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجعت له فقلت يا فلان لو إنك اشتريت حمارا يقيك الرمض ويرفعك من الموقع ويقيك هوام الأرض فقال إني والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم قال فحملت به حملا حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال فدعاه فسأله فذكر له مثل ذلك وذكر أنه يرجو في أمره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لك ما احتسبت وفي حديث الصنعاني فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك فقال يا نبي الله لكيما يكتب أثرى ورجوعي إلى أهلي وإقبالي إليه أو كما قال قال اعطاك الله ذلك كله وأعطاك ما احتسبت أجمع أو كما قال

[ 1501 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب وموسى بن عبد الرحمن المسروقي قالا ثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام في جماعة أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام جميعها لفظا واحدا

باب الشهادة بالإيمان لعمار المساجد بإتيانها والصلاة فيها

[ 1502 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا عليه بالإيمان قال الله إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر

باب فضل ايطان المساجد للصلاة فيها

[ 1503 ] وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا يونس بن عبد الأعلى ثنا بن وهب أخبرنا بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يوطن الرجل المساجد للصلاة إلا تبشبش الله به من حين يخرج من بيته كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم

باب فضل الجلوس في المسجد إنتظارا لصلاة وذكر صلاة الملائكة عليه ودعائهم له ما لم يؤذ فيه أو يحدث فيه

[ 1504 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وسلم بن جنادة قالا حدثنا أبو معاوية قال الدورقي ثنا الأعمش قال سلم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أحدكم ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه فيقولون اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه

باب الأمر بالسكينة في المشي إلى الصلاة والنهي عن السعي إليها والدليل على أن الاسم الواحد قد يقع على فعلين يأمر بإحدهما ويزجر عن الآخر بالاسم الواحد إذ الله قد أمرنا بالسعي إلى صلاة الجمعة يريد المضي إليها والرسول صلى الله عليه وسلم المصطفى زجر عن السعي إلى الصلاة وهو العجلة في المشي فالسعي المأمور به في الكتاب إلى صلاة الجمعة غير السعي الذي زجر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في إتيان الصلاة وهذا اسم واحد لفعلين أحدهما فرض والآخر منهي عنه

[ 1505 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسماعيل بن موسى الفزاري ثنا إبراهيم يعني بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة والزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ائتوها وأنتم تمشون عليكم السكينة فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا

باب الزجر عن الخروج من المسجد بعد الأذان وقبل الصلاة

[ 1506 ] نا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر ح ثنا عمرو بن علي نا يحيى يعني بن سعيد قالا ثنا شعبة عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي الشعثاء المحاربي قال كنا مع أبي هريرة في المسجد فأذن مؤذن فقام رجل فخرج فقال اما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم وقال بندار فقد خالف أبا القاسم صلى الله عليه وسلم

باب ذكر أحق الناس بالإمامة

[ 1507 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش ح وثنا هارون بن إسحاق ثنا بن فضيل عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء ح وثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا يزيد يعني بن زريع ثنا شعبة نا إسماعيل بن رجاء ح وثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا بن علية نا شعبة نا إسماعيل بن رجاء ح وثنا أبو عثمان وسلم بن جنادة قالا ثنا وكيع قال أبو عثمان ثنا فطر بن خليفة وقال سلم عن فطر وعن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم في السنة فإن كانوا بالسنة سواء فأقدمهم في الهجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا هذا حديث أبي معاوية وفي حديث شعبة أقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة وليس في حديثه أعلمهم بالسنة

[ 1508 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد ثنا شعبة حدثني قتادة وثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة وهشام وثنا بندار ثنا بن أبي عدي عن سعيد وهشام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم وأحقهم بالأمامة أقرؤهم أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الغفار بن عبيد الله ثنا شعبة بهذا الإسناد بنحوه

باب استحقاق الإمامة بالازدياد من حفظ القرآن وإن كان غيره أسن منه وأشرف

[ 1509 ] نا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار الحسن بن حريث نا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم نفر فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماذا معك من القرآن فاستقرأهم حتى مر على رجل منهم وهو من أحدثهم سنا قال ماذا معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة قال معك سورة البقرة قال نعم قال اذهب فأنت أميرهم فقال رجل هو من أشرفهم والذي كذا وكذا يا رسول الله ما منعني أن أتعلم القرآن إلا خشية أن لا أقوم به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم القرآن فاقرأه وارقد فان مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه على كل مكان ومن تعلمه ورقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكىء على مسك

باب ذكر استحقاق الإمامة بكبر السن إذا استووا في القراءة والسنة والهجرة

[ 1510 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الخطاب زياد بن يحيى ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني قالا ثنا يزيد بن زريع ح وحدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب قالا ثنا خالد ح وثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا بن علية عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث وهذا حديث بندار قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وصاحب لي فلما أردنا الإقفال قال لنا إذا حضرت الصلاة فأذنا ثم أقيما ثم ليؤمكما أكبركما زاد الدورقي في حديثه قال فقلت لأبي قلابة فأين القراءة قال كانا متقاربين

باب إمامة المولى القرشي إذا كان المولى أكثر جمعا للقرآن خبر النبي صلى الله عليه وسلم يؤمهم أقرؤهم لكتاب الله دلالة على أن المولى إذا كان أقرأ من القرشي فهو أحق بالإمامة

[ 1511 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سنان الواسطي وعلي بن المنذر قالا ثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر أن المهاجرين لما قدموا المدينة نزلوا إلى جنب قباء حضرت الصلاة أمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا منهم عمر بن الخطاب وأبو سلمة بن عبد الأسد هذا حديث أحمد بن سنان

باب إباحة إمامة غير المدرك البالغين إذا كان غير المدرك أكثر جمعا للقرآن من البالغين

[ 1512 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم نا بن علية عن أيوب قال ثنا عمرو بن سلمة ح وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا إسماعيل نا أيوب عن عمرو بن سلمة قال كنا على حاضر فكان الركبان يمرون بنا راجعين من عند النبي صلى الله عليه وسلم فأدنوا منهم فاسمع حتى حفظت قرآنا قال وكان الناس ينتظرون بإسلامهم فتح مكة فلما فتحت جعل الرجل يأتيه فيقول يا رسول الله أنا وافد بني فلان وجئتك بإسلامهم فانطلق أبي بإسلام قومه فلما رجع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قدموا أكثرهم قرآنا قال فنظروا وأنا لعلي حواء قال الدورقي حواء عظيم وقال أبو هاشم حواء وقالا فما وجدوا فيهم أحدا أكثر قرآنا مني فقدموني وأنا غلام فصليت بهم وعلي بردة لي فكنت إذا ركعت أو سجدت فتبدو عورتي فلما صلينا تقول لنا عجوز دهرية غطوا عنا است قارئكم قال فقطعوا لي قميصا قال أحسبه قال من مقعد النحرين فذكر أنه فرح به فرحا شديدا قال الدورقي قال ليؤمكم أكثركم قرآنا

باب ذكر الدليل على ضد قول من كره للابن إمامة أبيه قال أبو بكر خبر النبي صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم

باب التغليظ على الأئمة في تركهم إتمام الصلاة وتأخيرهم الصلاة والدليل على ان صلاة الإمام قد تكون ناقصة وصلاة المأموم تامة ضد قول من زعم أن صلاة المأموم متصلة بصلاة إمامه إذا فسدت صلاة الإمام فسدت صلاة المأموم زعم

[ 1513 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي ح وثنا الحسن بن محمد الصباح ثنا عفان نا وهيب ثنا عبد الرحمن بن حرملة ح وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن أبي علي الهمداني قال سمعت عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أم الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة فله ولهم ومن انتقص من ذلك شيئا فعليه ولا عليهم هذا حديث بن وهب ومعنى أحاديثهم سواء

باب الرخصة في ترك انتظار الإمام إذا أبطأ وأمر المأمومين أحدهم بالإمامة

[ 1514 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال سمعت حميدا قال حدثني بكر عن حمزة بن المغيرة بن شعبة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم تخلف فتخلف معه المغيرة بن شعبة فذكر الحديث بطوله قال قال فانتهينا الى الناس وقد صلى عبد الرحمن بن عوف ركعة فلما أحس بجيئة النبي صلى الله عليه وسلم ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن صل فلما قضى عبد الرحمن الصلاة وسلم قام النبي صلى الله عليه وسلم والمغيرة فأكملا ما سبقهما قال أبو بكر هذه اللفظة قد يغلط فيها من لا يتدبر هذه المسألة ولا يفهم العلم والفقه زعم بعض من يقول بمذهب العراقيين ان ما أدرك مع الإمام آخر صلاته أن في هذه اللفظة دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم والمغيرة إنما قضيا الركعة الأولى لأن عبد الرحمن إنما سبقهما بالأولى لا بالثانية وكذلك ادعوا في قول النبي صلى الله عليه وسلم وما فاتكم فاقضوا فزعموا أن فيه دلالة على أنه إنما يقضي أول صلاته لا آخرها وهذا التأويل من تدبر الفقه علم أن هذا التأويل خلاف قول أهل الصلاة جميعا إذ لو كان المصطفى صلى الله عليه وسلم والمغيرة بعد سلام عبد الرحمن بن عوف قضيا الركعة الأولى التي فاتتهما لكانا قد قضيا ركعة بلا جلسة ولا تشهد إذ الركعة التي فاتتهما وكانت أول صلاة عبد الرحمن بن عوف كانت ركعة بلا جلسة ولا تشهد وفي اتفاق أهل الصلاة أن المدرك مع الإمام ركعة من صلاة الفجر يقضى ركعة بجلسة وتشهد وسلام ما بان وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقض الركعة الأولى التي لا جلوس فيها ولا تشهد ولا سلام وإنه قضى الركع الثانية التي فيها جلوس وتشهد وسلام ولولا كان معنى قوله صلى الله عليه وسلم وما فاتكم فاقضوا معناه أن اقضوا ما فاتكم كما أدعاه من خالفنا في هذه المسألة كان على من فاتته ركعة من الصلاة مع الإمام أن يقضي ركعة بقيام وركوع وسجدتين بغير جلوس ولا تشهد ولا سلام وفي إتفاقهم معنى أنه يقضى ركعة بجلوس وتشهد ما بان وثبت أن الجلوس والتشهد والسلام حكم الركعة الأخيرة لا من حكم الأولى فمن فهم العلم وعقله ولم يكابر علم أن لا تشهد ولا جلوس للتشهد ولا سلام في الركعة الأولى من الصلاة

باب الرخصة في صلاة الإمام الأعظم خلف من أم الناس من رعيته وأن كان الإمام من الرعية يؤم الناس بغير إذن الإمام الأعظم قال أبو بكر خبر المغيرة بن شعبة في إمامة عبد الرحمن بن عوف

[ 1515 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج حدثني بن شهاب عن حديث عباد بن زياد أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره أن المغيرة بن شعبة أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك قال المغيرة فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى الركعتين فصلى مع الناس الركعة الأخيرة فلما سلم عبد الرحمن قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته فأفزع ذلك المسلمين فأكثروا التسبيح فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم ثم قال أحسنتم أو قال أصبتم يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها قال أبو بكر في الخبر دلالة على أن الصلاة إذا حضرت وكان الإمام الأعظم غائبا عن الناس أو متخلفا عنهم في سفر فجائز للرعية أن يقدموا رجلا منهم يؤمهم إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد حسن فعل القوم أو صوبه إذ صلوا الصلاة لوقتها بتقديمهم عبد الرحمن بن عوف ليؤمهم ولم يأمرهم بانتظار النبي صلى الله عليه وسلم فأما إذا كان الإمام الأعظم حاظرا فغير جائز أن يؤمهم أحد بغير إذنه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد زجر عن ان يؤم السلطان بغير أمره

[ 1516 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا بن علية ثنا شعبة ح وثنا الصنعاني نا يزيد بن زريع نا شعبة عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا تؤمن رجلا في سلطانه ولا في أهله ولا تجلس على تكرمته إلا بإذنه أو قال يأذن لك

باب إمامة المرء السلطان بأمره واستخلاف الإمام رجلا من الرعية إذا غاب عن حضرة المسجد الذي يؤم الناس فيه فتكون الإمامة بأمره قال أبو بكر خبر أبي حازم عن سهل بن سعد في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا إذا حضرت العصر لم يأت أن يأمر أبا بكر يصلي بالناس

[ 1517 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد يعني بن زيد نا أبو حازم عن سهل بن سعد قال كان قتال بين بني عمرو بن عوف فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر ثم اتاهم ليصلح بينهم ثم قال لبلال يا بلال إذا حضرت العصر ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس وذكر الحديث بطوله وذكر في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فقام خلف أبي بكر وأومأ اليه أمض في صلاتك

باب الزجر عن إمامة المرء من يكره إمامته

[ 1518 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم نا بن وهب عن بن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب عن عطاء بن دينار الهذلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا تقبل منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء ولا تجاوز رؤوسهم رجل أم قوما وهم له كارهون ورجل صلى على جنازة ولم يؤمر وإمرأة دعاها زوجها من الليل فأبت عليه

[ 1519 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم نا بن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن أنس بن مالك يرفعه يعني مثل هذا قال أبو بكر أمليت الجزء الأول وهو مرسل لأن حديث أنس الذي بعده حدثناه عيسى في عقبه يعني بمثله لولا هذا لما كنت أخرج الخبر المرسل في هذا الكتاب

باب المنهي عن إمامة الزائر

[ 1520 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا عبد الرحمن بن مهدي ثنا أبان بن يزيد عن بديل العقيلي حدثني أبو عطية رجل منا وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن أبان بن يزيد العطار عن بديل بن ميسرة العقيلي عن رجل منهم يكنى أبا عطية وهذا حديث الدورقي قال أتانا مالك بن الحويرث فحضرت الصلاة فقيل له تقدم قال ليؤمكم رجل منكم فلما صلوا قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا زار الرجل القوم فلا يؤمهم وليؤمهم رجل منهم وفي حديث وكيع قال ليتقدم بعضكم حتى أحدثكم لم لا أتقدم

باب الرخصة في قيام الإمام على مكان أرفع من مكان المأمومين لتعليم الناس الصلاة

[ 1521 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا بن أبي حازم أخبرني أبي عن سهل أنه جاءه نفر يتمارون في المنبر من أي عود هو ومن عمله فقال سهل أما والله إني لأعرف من أي عود هو ومن عمله ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول يوم قام عليه أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى فلانة قال انه ليسميها يومئذ ونسيت اسمها أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أكلم الناس عليها فعمل هذه الدرجات من طرفاء الغابة وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عليه فكبر فكبر الناس خلفه ثم ركع وركع الناس ثم رفع ونزل القهقري ثم سجد في أصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته ثم أقبل عليهم فقال إنما صنعت هذا لتأتموا بي وتعلموا صلاتي

[ 1522 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن أبي حازم وذكر الحديث ولم يقل إنما صنعت هذا لتأتموا بي وتعلموا صلاتي

باب النهي عن قيام الإمام على مكان أرفع من المأمونين إذا لم يرد تعليم الناس

[ 1523 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي عن الشافعي أخبرنا سفيان أخبرنا الأعمش عن إبراهيم عن همام قال صلى بنا حذيفة على دكان مرتفع فسجد عليه فجبذه أبو مسعود فتابعه حذيفة فلما قضى الصلاة قال أبو مسعود أليس قد نهي عن هذا فقال له حذيفة ألم ترني قد تابعتك

باب إيذان المؤذن الإمام بالصلاة

[ 1524 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا ثنا سفيان عن عمرو قال سمعت كريبا مولى بن عباس عن بن عباس قال بت عند خالتي ميمونة فصلى يعني النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ثم اضطجع فنام حتى نفخ ثم أتاه المؤذن يؤذنه بالصلاة فخرج فصلى هذا حديث عبد الجبار

باب انتظار المؤذن الإمام بالإقامة

[ 1525 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عباس بن محمد الدوري نا إسحاق بن منصور السلولي أخبرنا إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم يؤذن ثم يمهل فإذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم قد أقبل أخذ في الإقامة

باب النهي عن قيام الناس إلى الصلاة قبل رؤيتهم إمامهم

[ 1526 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا بندار نا يحيى ثنا الحجاج ح وحدثنا أحمد بن سنان الواسطي ثنا يحيى بن سعيد القطان عن الحجاج يعني بن أبي عثمان الصواف ح وثنا أحمد بن عبدة ثنا سفيان يعني بن حبيب عن حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة وعبد الله بن قتادة عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وقال أحمد بن سنان قال إذا أخذ المؤذن في الأذان فلا تقوموا حتى تروني

باب الرخصة في كلام الإمام بعد الفراغ من الإقامة والحاجة تبدو لبعض الناس

[ 1527 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار نا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس ح وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا بن علية ثنا عبد العزيز عن أنس قال أقيمت الصلاة ورجل يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نام أصحابه ثم قام فصلى وقال الدورقي أقيمت الصلاة ورسول الله صلى الله عليه وسلم نجي برجل في جانب المسجد فما قام إلى الصلاة حتى نام بعض القوم

باب ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للأئمة بالرشاد

[ 1528 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز الدراوردي عن سهيل عن الأعمش ح وثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد ح وثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى ح وثنا يوسف بن موسى ثنا جرير ح وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان ح وثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر والثوري ح وثنا أبو موسى عن مؤمل ثنا سفيان كل هؤلاء عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين هذا حديث الأشج قال أبو بكر رواه بن نمير عن الأعمش وأفسد الخبر

[ 1529 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الأشج نا بن نمير عن الأعمش قال حدثت عن أبي صالح ولا أراني إلا قد سمعته قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه زهير عن أبي إسحاق عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

[ 1530 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن سهل الرملي نا موسى بن داود نا زهير بن معاوية وروى خبر سهيل عبد الرحمن بن إسحاق ومحمد بن عمار عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ولم يذكرا الأعمش في الإسناد

[ 1531 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن الحسن أخبرنا يزيد بن زريع ثنا عبد الرحمن بن إسحاق ح وثنا علي بن حجر ثنا محمد بن عمار كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذنون أمناء والأئمة ضمناء اللهم اغفر للمؤذنين وسدد الأئمة ثلاث مرات هذا لفظ حديث علي بن حجر وقال الحسين بن الحسن أرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين ورواه محمد بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة

[ 1532 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا عمي أخبرني حيوة عن نافع بن سليمان بمثله سواء وقال قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال وعفا عن المؤذن قال أبو بكر الأعمش أحفظ من مائتين مثل محمد بن أبي صالح

جماع أبواب قيام المأمومين خلف الإمام وما فيه من السنن

باب قيام المأموم الواحد عن يمين الإمام إذا لم يكن معهما أحد

[ 1533 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن عمرو وهو بن دينار قال سمعت كريبا مولى بن عباس عن بن عباس قال بت عند خالتي ميمونة فلما كان بعض الليل قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فأتى شنا معلقا فتوضأ وضوءا خفيفا ثم قام فصلى فقمت فتوضأت وصنعت مثل الذي صنع ثم قمت عن يساره فحولني عن يمينه فصلى ما شاء الله ثم اضطجع فنام حتى نفخ ثم أتاه المؤذن يؤذنه بالصلاة فخرج فصلى هذا حديث عبد الجبار وقال المخزومي عن كريب وقال فخرج فصلى ولم يتوضأ وقال فوصف وضوءه وجعل يقلله ولم يقل وضوءا خفيفا

باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن المأموم يقوم خلف الإمام ينتظر مجيئ غيره فإن فرغ الإمام من القراءة وأراد الركوع قبل مجيئ غيره تقدم فقام عن يمين الإمام

[ 1534 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار نا محمد يعني بن جعفر نا شعبة عن سلمة وهو بن كهيل عن كريب عن بن عباس قال بت في بيت خالتي ميمونة فتتبعت كيف يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام يصلي فجئت فقمت إلى جنبه فقمت عن يساره وقال فأخذني فأقامني عن يمينه

باب قيام الإثنين خلف الإمام

[ 1535 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو بكر يعني الحنفي نا الضحاك بن عثمان حدثني شرحبيل وهو بن سعد أبو سعد قال سمعت جابر بن عبد الله يقول قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب فجئته فقمت إلى جنبه عن يساره فنهاني فجعلني عن يمينه ثم جاء صاحب لي فصففنا خلفه فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد مخالفا بين طريفيه

باب تقدم الإمام عند مجيئ الثالث إذا كان مع المؤمون الواحد

[ 1536 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي نا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث عن خالد وهو بن يزيد عن سعيد وهو بن أبي هلال عن عمرو بن سعيد أنه قال دخلت على جابر بن عبد الله أنا وأبو سلمة بن عبد الرحمن فوجدناه قائما يصلي عليه أزار فذكر بعض الحديث وقال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج لبعض حاجته فصببت له وضوءا فتوضأ فالتحف بازاره فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه وأتى آخر فقام عن يساره فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وصلينا معه فصلى ثلاثة عشر ركعة بالوتر

باب إمامة الرجل الرجل الواحد والمرأة الواحدة

[ 1537 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن منصور الرمادي قالا ثنا حجاج وهو بن محمد قال قال بن جريج أخبرني زياد وهو بن سعد أن قزعة مولى لعبد القيس أخبره أنه سمع عكرمة مولى بن عباس يقول قال بن عباس صليت الى جنب النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة خلفنا تصلي معنا وأنا الى جنب النبي صلى الله عليه وسلم أصلي معه

باب إمامة الرجل الرجل الواحد والمرأتين

[ 1538 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت عبد الله بن المختار يحدث عن موسى بن أنس عن أنس بن مالك أنه كان هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه وخالته فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل أنسا عن يمينه وأمه وخالته خلفهما

باب إمامة الرجل الرجل والغلام غير المدرك والمرأة الواحدة

[ 1539 ] نا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار الحسين بن حريث نا سفيان عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال صليت انا ويتيم خلف النبي صلى الله عليه وسلم وصلت أمي خلفنا

[ 1540 ] نا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة سمع أنس بن مالك يقول بمثله

باب إجازة صلاة المأموم عن يمين الإمام إذا كانت الصفوف خلفهما

[ 1541 ] نا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن محمد بن عباد بن عباد المهلبي وزيد بن أخرم الطائي ومحمد بن يحيى الأزدي قالوا ثنا عبد الله بن داود ثنا سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمي عليه ثم أفاق فقال أحضرت الصلاة قلت نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس فذكروا الحديث وقالوا في الحديث وأذن وأقام وأمروا أبا بكر أن يصلي بالناس ثم أفاق فقال أقيمت الصلاة قلت نعم قال جيئوني بانسان أعتمد عليه فجاؤوا ببريرة ورجل آخر فاعتمد عليهما ثم خرج الى الصلاة فأجلس إلى جنب أبي بكر فذهب أبو بكر يتنحى فأمسكه حتى فرغ من الصلاة ثم ذكروا الحديث وهذا حديث القاسم

باب الأمر بتسوية الصفوف قبل تكبير الإمام

[ 1542 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة عن الأعمش وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن الأعمش ح وثنا بندار ثنا بن أبي عدي عن شعبة ح وحدثنا بشر بن خالد العسكري نا محمد يعني بن جعفر عن شعبة عن سليمان وهو الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة الأزدي عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم قال أبو مسعود فأنتم اليوم أشد اختلافا هذا حديث وكيع وفي حديث أبي أسامة وابن أبي عدي قال يسوي مناكبنا وفي حديث محمد بن جعفر قال يمسح عواتقنا

باب فضل تسوية الصفوف والأخبار بأنها من تمام الصلاة

[ 1543 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى ومحمد بن جعفر قالا ثنا شعبة وثنا الصنعاني ثنا خالد يعني بن الحارث عن شعبة ح وثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقيموا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة هذا حديث بندار وقال سلم بن جنادة عن قتادة وقال إن من حسن الصلاة إقامة الصف

باب الأمر بإتمام الصفوف الأولى اقتداء بفعل الملائكة عند ربهم

[ 1544 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن الأعمش ح وثنا الدورقي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش ح وثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى ح وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع جميعا عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قلنا يا رسول الله كيف تصف الملائكة عند ربها قال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف هذا حديث وكيع

باب الأمر بالمحاذات بين المناكب والأعناق في الصف

[ 1545 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر بن ربعي القيسي نا مسلم يعني بن إبراهيم نا أبان بن يزيد العطار ثنا قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق فوالذي نفس محمد بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف قال مسلم يعني النقد الصغار النقد الصغار أولاد الغنم

باب الأمر بأن يكون النقص والخلل في الصف الآخر

[ 1546 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال أتموا الصف المتقدم فإن كان نقصا فليكن في المؤخر

[ 1547 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بكر بن إسحاق الصنعاني ثنا أبو عاصم عن شعبة بمثله قال أتموا الصف الأول والثاني فإن كان خلل فليكن في الثالث

باب الأمر بسند الفرج في الصفوف

[ 1548 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى حدثني الضحاك بن مخلد أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قمتم فاعدلوا صفوفكم وسدوا الفرج فإني أراكم من وراء ظهري

باب فضل وصل الصفوف

[ 1549 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي نا بن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله

باب ذكر صلاة الرب وملائكته على واصل الصفوف

[ 1550 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا بن وهب أخبرني أسامة عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف

باب التغليظ في ترك تسوية الصفوف تخوف لمخالفة الرب عز وجل بين القلوب

[ 1551 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر ويحيى قالا ثنا شعبة قال سمعت طلحة الأيامي قال سمعت عبد الرحمن بن عوسجة قال سمعت البراء بن عازب يحدث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة فيمسح عواتقنا وصدورنا ويقول لا تختلف صدوركم فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن فال عبد الرحمن بن عوسجة كنت نسيت زينوا القرآن بأصواتكم حتى ذكر نية الضحاك بن مزاحم

[ 1552 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم نا بن وهب عن جرير بن حازم قال سمعت أبا إسحاق الهمزاني يقول حدثني عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فيمسح على عواتقنا وصدورنا ويقول لا تختلف صفوفكم فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأول

باب فضل الصف الأول والمبادرة إليه

[ 1553 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي نا يحيى بن آدم ثنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه قال قدمت المدينة فلقيت أبي بن كعب وثنا محمد بن معمر نا أبو بكر الحنفي نا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه قال عدنا أبي كعب فذكر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقالا إن الصف المقدم على مثل صف الملائكة ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه

باب ذكر الاستهام على الصف الأول

[ 1554 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي قال قرأت على مالك وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أن مالكا حدثه ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا بشر بن عمر ح وثنا محمد بن خلاد الباهلي نا محسن بن عيسى قالا ثنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول لاستهموا عليه

[ 1555 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن حرب الواسطي نا أبو قطن عن شعبة عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو يعلمون أو تعلمون ما في الصف الأول ما كانت إلا قرعة

باب ذكر صلوات الرب وملائكته على واصلي الصفوف الأول

[ 1556 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور عن طلحة عن عبد الرحمن عوسجة النهمي عن البراء بن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الصف من ناحية إلى ناحية فيمسح مناكبنا أو صدورنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم قال وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف الأول وحسبته قال زينوا القرآن بأصواتكم

باب ذكر صلاة الرب على الصفوف الأول وملائكته

[ 1557 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا أشعث يعني بن عبد الرحمن بن زبيد ثنا أبي عن جدي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ناحية الصف ويسوي بين صدور القوم ومناكبهم ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ان الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول

باب ذكر استغفار النبي صلى الله عليه وسلم الصف المقدم والثاني

[ 1558 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا يزيد يعني بن هارون أخبرنا الدستوائي ح وثنا الحسن أيضا ثنا عبد الله بن بكر نا هشام ح وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن العرباض بن سارية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر للصف المقدم ثلاثا وللثاني مرة

باب التغليظ في التخلف عن الصف الأول

[ 1559 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن مهدي قال نا عبد الرزاق وقال ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال أقوام متخلفون عن الصف الأول حتى يجعلهم الله تعالى في النار

[ 1560 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر قال ثنا هشام بن يونس الكوفي قال حدثنا القاسم بن مالك المزني عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ناسا في مؤخر المسجد فقال ما يؤخركم لا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم

باب ذكر خير صفوف الرجال وخير صفوف النساء

[ 1561 ] أخبرنا الأستاذ الامام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أحمد بن عبدة أخبرنا عبد العزيز يعني الدراوردي ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة وسهل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها

[ 1562 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أبو موسى حدثني الضحاك بن مخلد أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وخير صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر وخير صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاحفضن أبصاركن قلت لعبد الله مم ذاك قال من ضيق الإزار

باب استحباب قيام المأموم في ميمنة الصف

[ 1563 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا أبو أحمد نا مسعر عن ثابت بن عبيد عن البراء بن عازب ح وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن مسعر عن ثابت بن عبيد عن البراء بن عازب وهذا حديث بندار قال كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه فسمعته يقول حين انصرف رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ولم يقل سلم حين انصرف

[ 1564 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن مسعر عن ثابت بن عبيد عن يزيد بن البراء عن أبيه قال كان يعجبنا أن نصلي مما يلي يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان يبدأ بالسلام عن يمينه

[ 1565 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا أبو أحمد نا مسعر عن ثابت بن عبيد عن بن البراء عن البراء بن عازب قال كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه وسمعته يقول حين انصرف رب قني عذابك يوم تبعث عبادك

باب فضل تليين المناكب في القيام في الصفوف

[ 1566 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو عاصم ثنا جعفر بن يحيى ثنا عمي عمارة بن ثوبان عن عطاء بن أبي رباح عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم ألينكم مناكب في الصلاة

باب طرد المصطفين بين السواري عنها

[ 1567 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم ثنا أبو قتيبة ويحيى بن حماد عن هارون أبي مسلم عن قتادة عن معاوية بن قرة عن أبيه قرة قال كنا ننهى عن الصلاة بين السواري ونطرد عنها طردا

باب النهي عن الاصطفاف بين السواري

[ 1568 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن سفيان عن يحيى بن هانئ عن عبد الحميد بن محمود قال صليت إلى جنب أنس بن مالك فزحمنا إلى السواري فقال كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

باب الزجر عن صلاة المأموم خلف الصف وحده والبيان أن صلاته خلف الصف وحده غير جائزة يجب عليه استقبالها وان قوله لا صلاة له من الجنس الذي نقول إن العرب تنفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال

[ 1569 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام ثنا ملازم بن عمرو حدثني جدي عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه علي بن شيبان وكان أحد الوفد قال صلينا خلفه يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقضى نبي الله صلى الله عليه وسلم الصلاة فرأى رجلا فردا يصلي خلف الصف فوقف عليه نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى قضى صلاته ثم قال له استقبل صلاتك فلا صلاة لفرد خلف الصف قال أبو بكر وفي أخبار وابصة بن معبد رأى رجلا صلى خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة واحتج بعض أصحابنا وبعض من قال بمذهب العراقيين في إجازة صلاة المأموم خلف الصف وحده بما هو بعيد الشبه من هذه المسألة احتجوا بخبر أنس بن مالك أنه صلى وامرأة خلف النبي صلى الله عليه وسلم فجعله عن يمينه والمرأة خلف ذلك فقالوا إذا جاز للمرأة أن تقوم خلف الصف وحدها جاز صلاة المصلي خلف الصف وحده وهذا الاحتجاج عندي غلط لأن سنة المرأة أن تقوم خلف الصف وحدها إذا لم تكن معها امرأة أخرى وغير جائز لها أن تقوم بحذاء الإمام ولا في الصف مع الرجال والمأموم من الرجال إن كان واحدا فسنته أن يقوم عن يمين إمامه وإن كانوا جماعة قاموا في صف خلف الإمام حتى يكمل الصف الأول ولم يجز للرجل أن يقوم خلف الإمام والمأموم واحد ولا خلاف بين أهل العلم أن هذا الفعل لو فعله فاعل فقام خلف إمام ومأموم قد قام عن يمينه خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانوا قد اختلفوا في إيجاب إعادة الصلاة والمرأة إذا قامت خلف الصف ولا امرأة معها ولا نسوة فاعلة ما أمرت به وما هو سنتها في القيام والرجل إذا قام في الصف وحده فاعل ما ليس من سنته إذ سنته أن يدخل الصف فيصطف مع المأمومين فكيف يكون أن يشبه ما زجر المأموم عنه مما هو خلاف سنته في القيام بفعل امرأة فعلت ما أمرت به مما هو سنتها في القيام خلف الصف وحدها فالمشبه المنهي عنه بالمأمور به مغفل بين الغفلة مشبه بين فعلين متضادين إذ هو مشبه منهي عنه بمأمور به فتدبروا هذه اللفظة يبن لكم بتوفيق خالقنا حجة ما ذكرنا وزعم مخالفونا من العراقيين في هذه المسألة أن المرأة لو قامت في الصف مع الرجال حيث أمر الرجل أن يقوم أفسدت صلاة من عن يمينها ومن عن شمالها والمصلي خلفها والرجل مأمور عندهم أن يقوم في الصف مع الرجال فكيف يشبه فعل امرأة لو فعلت أفسدت صلاة ثلاثة من المصلين بفعل من هو مأمور بفعله إذا فعله لا يفسد فعله صلاة أحد

باب الرخصة في ركوع المأموم قبل اتصاله بالصف ودبيبه راكعا حتى يتصل بالصف في ركوعه

[ 1571 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن محمد بن سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري حدثنا جدي أخبرني عبد الله بن وهب أخبرني بن جريج عن عطاء أنه سمع عبد الله بن الزبير على المنبر يقول للناس إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع فليركع حين يدخل ثم ليدب راكعا حتى يدخل في الصف فان ذلك السنة قال عطاء وقد رأيته هو يفعل ذلك

باب ذكر البيان أن أولي الأحلام والنهي أحق بالصف الأول إذ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن يلوه

[ 1572 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي الجهضمي وبشر بن معاذ العقدي قالا حدثنا يزيد بن زريع ثنا خالد الحذاء عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم وإياكم وهيشات الأسواق

[ 1573 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم ثنا يوسف بن يعقوب بن أبي القاسم السدوسي ثنا التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي فجبذني رجل من خلفي جبذة فنحاني وقام مقامي قال فوالله ما عقلت صلاتي فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب فقال يا فتى لا يسؤك الله إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة فقال هلك أهل العقدة ورب الكعبة ثلاثا ثم قال والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا قال قلت من تعني بهذا قال الأمراء

باب الرخصة في شق أولي الأحلام والنهي للصفوف إذا كانوا قد اصطفوا ع حضورهم ليقوموا في الصف الأول

[ 1574 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي ومحمد بن عبد الله بن بزيع قالا حدثنا عبد الأعلى قال محمد ثنا عبيد الله قال إسماعيل عن عبيد الله عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بين بني عمرو بن عوف فحضرت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر فأمره أن يتقدم الناس وأن يؤمهم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرق الصفوف حتى قام في الصف المقدم ثم ذكر الحديث بطوله وهذا اللفظ الذي ذكره لفظ حديث إسماعيل

باب أمر المأمومين بالاقتداء بالإمام والنهي عن مخالفتهم إياه

[ 1575 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز يعني الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما الإمام ليؤتم به فإذا صلى فكبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا ولا تختلفوا عليه فإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا ولا تبتدروا قبله

باب الزجر عن مبادرة المؤموم الإمام بالتكبير والركوع والسجود

[ 1576 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرني عيسى عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول لا تبادروا الإمام إذا كبر الإمام فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولو آمين وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد ولا تبادروا الإمام الركوع والسجود

باب ذكر بيان أن المؤموم إنما يكبر بعد فراغ الإمام من التكبير لا مكبرا حتى يفرغ من التكبير ويتم الراء التي هي آخر التكبير والفرق بين قوله إذا كبر فكبروا وبين قوله وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا إذ اسم المكبر لا يقع على الإمام ما لم يتم التكبير واسم الراكع قد يقع عليه إذا استوى راكعا وكذلك اسم الساجد يقع عليه إذا استوى جالسا

[ 1577 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن المثنى حدثني الضحاك بن مخلد أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قال الإمام الله أكبر فقولوا الله أكبر فإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد

باب سكوت الإمام قبل القراءة وبعد تكبيرة الافتتاح

[ 1578 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن بزيع نا يزيد يعني بن زريع ثنا سعيد ثنا قتادة عن الحسن أن سمرة بن جندب وعمران بن حصين تذاكرا فحدث سمرة أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءته عند ركوعه

باب ذكر البيان أن اسم الساكت قد يقع على الناطق سرا إذا كان ساكتا عن الجهر بالقول إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد كان داعيا خفيا في سكته عن الجهر بين التكبيرة الأولى وبين القراءة

[ 1579 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق ثنا بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت بين التكبير والقراءة فقلت له بأبي أنت وأمي أرأيت سكاتك بين التكبير والقراءة أخبرني ما هو قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطيئتي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم أنقني من خطاياي كالثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد

باب تطويل الإمام الركعة الأولى من الصلوات ليتلاحق المأمومون

[ 1580 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو خالد أخبرنا سفيان عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل في أول ركعة من الفجر والظهر فكنا نرى أنه يفعل ذلك ليتأدى الناس

باب القراءة خلف الإمام وإن جهر الإمام بالقراءة والزجر عن أن يزيد المأموم على قراءة فاتحة الكتاب إذا جهر الإمام بالقراءة

[ 1581 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام اليشكري نا إسماعيل يعني بن علية عن محمد بن إسحاق ح وثنا الفضل بن يعقوب الجزري ثنا عبد الأعلى نا محمد ح وثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي نا أبي عن محمد بن إسحاق وثنا محمد بن رافع ويعقوب بن إبراهيم الدورقي قالا ثنا يزيد وهو بن هارون أخبرنا محمد وهو بن إسحاق حدثني مكحول عن محمود بن الربيع الأنصاري وكان يسكن إيلياء عن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم قال قلنا أجل والله يا رسول الله هذا قال فلا تفعلوا الا بأم الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها هذا حديث بن علية وعبد الأعلى

باب تأمين المأموم عند فراغ الإمام من قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة التي يجهر فيها الإمام بالقراءة وإن نسي امام وجهل ولم يؤمن

[ 1582 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول إذا كبر الإمام فكبروا وإذا قرأ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقولوا آمين

باب فضل تأمين المأموم إذا أمن إمامه رجاء مغفرة ما تقدم من ذنب المؤمن إذا وافق تأمينه تأمين الملائكة مع الدليل على أن على الإمام الجهر بالتأمين إذا جهر بالقراءة ليسمع المأموم تأمينه إذ غير جائز أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المأموم بالتأمين إذا أمن إمامه ولا سبيل له إلى معرفة تأمين الإمام إذا أخفى الإمام التأمين

[ 1583 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصفدي نا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أمن الإمام فأمنوا فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه

باب ذكر إجابة الرب عز وجل المؤمن عند فراغ قراءة فاتحة الكتاب

[ 1584 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد نا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة ح وثنا بندار ثنا بن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة ح وثنا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي قال صلى بنا أبو موسى الأشعري فلما انفتل قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال فإذا كبر الإمام فكبروا وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يحبكم الله قال أبو بكر هذا الخبر من باب تأمين المأموم عند فراغ الإمام من قراءة فاتحة الكتاب وإن لم يؤمن إمامه جهلا أو نسيانا

باب ذكر حسد اليهود المؤمنين على تأمينهم

[ 1585 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر الواسطي نا خالد يعني بن عبد الله عن سهيل عن أبيه عن عائشة قالت دخل يهودي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال السام عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك قالت عائشة فهممت أن أتكلم فعرفت كراهية رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فسكت ثم دخل آخر فقال السام عليك فقال وعليك فهممت أن أتكلم فعرفت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك ثم دخل الثالث فقال السام عليك فلم أصبر حتى قلت وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله بما لم يحيه الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يحب الفحش والتفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد وإنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين

باب ذكر ما كان الله عز وجل خص نبيه صلى الله عليه وسلم بالتأمين فلم يعطه أحدا من النبيين قبله خلا هارون حين دعا موسى فأمن هارون أن ثبت الخبر

[ 1586 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا أبو عامر وثنا محمد بن معمر أيضا ثنا حرمي بن عمارة عن زربي مولى لآل المهب قال سمعت أنس بن مالك يقول كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوسا فقال إن الله أعطاني خصالا ثلاثة فقال رجل من جلسائه وما هذه الخصال يا رسول الله قال أعطاني صلاة في الصفوف وأعطاني التحية إنها لتحية أهل الجنة وأعطاني التأمين ولم يعطه أحدا من النبيين قبل إلا أن يكون الله أعطى هارون يدعو موسى ويؤمن هارون

باب السنة في جهر الامام بالقراء واستحباب الجهر بالقراءة جهرا بين المخافتة وبين الجهر الرفيع

[ 1587 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن منيع قالا حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد عن بن عباس في قوله عز وجل { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } الإسراء قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة فكان إذا صلى بأصحابه جهر بالقرآن وقال الدورقي رفع صوته بالقرآن وقالا فكان المشركون إذا سمعوا سبوا القرآن ومن انزله ومن جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبون القرآن { ولا تخافت بها } عن أصحابك فلا يسمعون وابتغ بين ذلك سبيلا قال الدورقي عن أصحابك فلا تسمعهم قال أبو بكر هذا الخبر من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان أن الاسم قد يقع على بعض أجزاء الشيء ذي الأجزاء والشعب قد أوقع الله عز وجل اسم الصلاة على القراءة فيها فقط ولا تجهر بصلاتك أراد القراءة فيها وليس الصلاة كلها القراءة فيها فقط

باب ذكر مخافتة الإمام القراء في الظهر والعصر وإباحة الجهر ببعض الآي أحيانا فيما يخافت بالقراءة في الصلاة

[ 1588 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى نا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر وربما أسمعنا الآية أحيانا ويطيل الركعة الأولى قال أبو بكر في خبر زيد بن ثابت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه وفي خبر خباب كنا نعرف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم باضطراب لحيته دليل على أنه كان يخافت بالقراءة في الظهر والعصر خرجت خبرهما في كتاب الصلاة في أبواب القراءة

باب جهر الإمام بالقراءة في صلاة المغرب

[ 1589 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول حدثني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ح وثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة وثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور

باب جهر الإمام بالقراءة في صلاة العشاء

[ 1590 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة عن يحيى بن سعيد ومسعر سمعا عدي بن ثابت يقول سمعت البراء بن عازب يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بالتين والزيتون في عشاء الآخرة فما سمعت أحسن قراءة منه صلى الله عليه وسلم

باب جهر الإمام بالقراءة في صلاة الغداة

[ 1591 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن زياد بن علاقة فسمع قطبة يقول وثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة عن بن علاقة وثنا أحمد بن عبدة نا سفيان بن عيينة عن زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح بسورة ق فسمعته يقرأ { والنخل باسقات لها طلع نضيد } وقال مرة باسقات لها طلع نضيد وقال عبد الجبار قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول والنخل باسقات

باب ذكر الخبر المفسر أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يجهر في الأوليين من المغرب والأوليين من العشاء لا في جميع الركعات كلها من المغرب والعشاء إن ثبت الخبر مسندا ولا إخال وإنما خرجت هذا الخبر في هذا الكتاب إذ لا خلاف بين أهل القبلة في صحة متنه وإن لم يثبت الخبر من جهة الإسناد الذي نذكره

[ 1592 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن أبان نا عمرو بن الربيع بن طارق نا عكرمة بن إبراهيم نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة حدثني أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا بين الركن والمقام إذ سمعته يقول أحدا يكلمه فذكر حديث المعراج بطولة وقال ثم نودي أن لك بكل صلاة عشرا قال فهبطت فلما زالت الشمس عن كبد السماء نزل جبريل في صف من الملائكة فصلى به وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فصفوا خلفه فائتم بجبريل وائتم أصحاب النبي بالنبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم أربعا يخافت القراءة ثم تركهم حتى تصوبت الشمس وهي بيضاء نقية نزل جبريل فصلى بهم أربعا يخافت فيهن القراءة فائتم النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل ائتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم تركهم حتى إذا غابت الشمس نزل جبريل فصلى بهم ثلاثا يجهر في ركعتين ويخافت في واحدة إئتم النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل وائتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم إذا غاب الشفق نزل جبريل فصلى بهم أربع ركعات يجهر في ركعتين ويخافت في اثنين ائتم النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل وائتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي عليه السلام فباتوا حتى أصبحوا نزل جبريل فصلى بهم ركعتين يطيل فيهن القراءة قال أبو بكر هذا الخبر رواه البصريون عن سعيد عن قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة قصة المعراج وقالوا في آخره قال الحسن فلما زالت الشمس نزل جبريل إلى آخره فجعل الخبر من هذا الموضع في إمامة جبريل مرسلا عن الحسن وعكرمة بن إبراهيم أدرج هذه القصة في خبر أنس بن مالك وهذه القصة غير محفوظة عن أنس إلا أن أهل القبلة لم يختلفوا أن كل ما ذكر في هذا الخبر من الجهر والمخافتة من القراءة في الصلاة فكما ذكر في هذا الخبر

باب الأمر بمبادرة الإمام المأموم بالركوع والسجود

[ 1593 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد نا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله ح وحدثنا بندار ثنا بن أبي عدي ح وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا عبدة كلاهما عن سعيد بن أبي عروة عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي وهذا حديث عبدة قال صلى بنا أبو موسى الأشعري فلما جلس في آخر صلاته قال رجل منهم أقرت الصلاة بالبر والزكاة فلما انفتل أبو موسى الأشعري قال أيكم القائل كلمة كذا وكذا أما تدرون ما تقولون في صلاتكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال إذا صليتم فأقيموا صفوفكم وليؤمكم أحدكم فإذا كبر الإمام كبروا وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يحبكم الله وإذا كبر وركع فكبروا واركعوا فان الامام يركع قبلكم ويرفع قبلكم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك فإذا كبر وسجد فاسجدوا فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم زاد بندار فقال نبي الله فتلك بتلك قال أبو بكر يريد أن الإمام يسبقكم إلى الركوع فيركع قبلكم فترفعون أنتم رؤوسكم من الركوع بعد رفعه فتمكثون في الركوع فهذه المكثة في الركوع بعد رفع الإمام الرأس من الركوع بتلك السبقة التي سبقكم بها الامام إلى الركوع وكذلك السجود

باب النهي عن مبادرة الإمام المؤموم بالركوع والاخبار بأن الإمام ما سبق المؤموم من الركوع أدركه المؤموم بعد رفع الإمام رأسه من الركوع

[ 1594 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد ومحمد بن عجلان ح وثنا سعيد بن عبد الرحمن نا سفيان عن بن عجلان ح وثنا أيضا سعيد نا سفيان عن يحيى بن سعيد ح وثنا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد القطان وثنا يحيى بن حكيم ثنا حماد بن مسعدة قالا ثنا بن عجلان هذا حديث عبد الجبار عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز عن معاوية قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إني قد بدنت فلا تبادروني بالركوع والسجود فانكم مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا رفعت ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت قال أبو بكر لم يذكر المخزومي في حديث يحيى ومهما أسبقكم به إذا سجدت إلى آخره وقال يحيى بن حكيم إني قد بدنت أو بدنت

باب ذكر الوقت الذي يكون فيه المأموم مدركا للركعة إذا ركع إمامه قبل

[ 1595 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا بن وهب عن يحيى بن حميد عن قرة بن عبد الرحمن عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها قبل أن يقيم الإمام صلبه

باب رفع الإمام رأسه من الركوع قبل المأموم

[ 1596 ] قال أبو بكر في خبر أبي موسى فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك

باب الأمر بتحميد المأموم ربه عز وجل عند رفع الرأس من الركوع ورجاء مغفرة ذنوبه إذا وافق تحميده تحميد الملائكة

[ 1597 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت أبا علقمة الهاشمي قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصا الأمير فقد عصاني إنما الإمام جنة فإذا صلى قاعدا فصلو قعودا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإذا وافق قول أهل الأرض قول أهل السماء غفر له ما مضى من ذنبه ويهلك كسرى ولا كسرى بعد ويهلك قيصر ولا وقيصر من بعده

باب مبادرة الإمام المأموم بالسجود وثبوت المأموم قائما وتركه الإنحناء للسجود حتى يسجد إمامه

[ 1598 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا المعتمر عن أبيه عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع لم نزل قياما حتى نراه قد سجد

[ 1599 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر ثنا مسلمة بن صالح وفي القلب منه عن الوليد بن سريع عن عمرو بن حريث قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يحن أحدنا ظهره حتى نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استوى ساجدا

باب التغليظ في مبادرة المأموم الإمام برفع الرأس من السجود

[ 1600 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة وثنا حماد بن زيد نا محمد بن زياد عن أبي هريرة قال قال محمد صلى الله عليه وسلم أو أبو القاسم عليه السلام أما يغشى الذي يرفع رأسه قبل الأمام أن يحول الله رأسه رأس حمار

باب ذكر إدراك المأموم ما فاته من سجود الإمام بعد رفع الإمام رأسه قال أبو بكر في خبر أبي موسى فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم فتلك بتلك وفي خبر معاوية ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت

باب النهي عن مبادرة المأموم الإمام بالقيام والقعود

[ 1602 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا بن فضيل عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وانصرف من الصلاة وأقبل إلينا بوجهه فقال يا أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف فإني أراكم من خلفي وايم الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال فقلنا يا رسول الله وما رأيت قال رأيت الجنة والنار

باب افتتاح الإمام القراءة في الركعة الثانية في الصلاة التي يجهر فيها من غير سكت قبلها

[ 1603 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن نصر المعارك المصري ثنا يحيى بن حسان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عمارة بن القعقاع نا أبو زرعة بن عمرو بن جرير نا أبو هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الثانية استفتح بالحمد لله رب العالمين ولم يسكت

باب تخفيف الإمام الصلاة مع الإتمام

[ 1604 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ نا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام

باب النهي عن تطويل الإمام الصلاة مخافة تنفير المأمومين وقنوتهم

[ 1605 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد نا إسماعيل نا قيس عن أبي مسعود عقبة بن عمرو ح وثنا محمد بن عبد الأعلى نا المعتمر قال سمعت إسماعيل عن قيس قال قال لنا أبو مسعود عقبة بن عمرو وثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشد غضبا في موعظة منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إن منكم لمنفرين فأيكم صلى بالناس فليتجوز فان فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة هذا حديث بندار

باب قدر قراءة الإمام الذي لا يكون تطويلا

[ 1606 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي نا خالد بن الحارث ح وثنا بندار ثنا عثمان يعني بن عمر قالا ثنا بن أبي ذئب وهذا حديث خالد بن الحارث عن خاله وهو الحارث بن عبد الرحمن عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات

[ 1607 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزار أخبرنا أبو أحمد الزبيري ثنا عبد الجبار بن العباس عن عمار الدهني عن إبراهيم التيمي قال كان أبي قد ترك الصلاة معنا قلت ما لك لا تصلي معنا قال إنكم تخففون الصلاة قلت فأين قول النبي صلى الله عليه وسلم إن فيكم الضعيف والكبير وذا الحاجة قال قد سمعت عبد الله بن مسعود يقول ذلك ثم صلى بنا ثلاثة أضعاف ما تصلون

باب تقدير الإمام الصلاة بضعفاء المأمومين وكبارهم وذوي الحوائج منهم

[ 1608 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن بن إسحاق ح وحدثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة حدثني محمد بن إسحاق ح وثنا بندار ثنا بن أبي عدي قال أنبأ محمد بن إسحاق حدثني سعيد بن أبي هند عن مطرف قال دخلت على عثمان بن أبي العاص فقال كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني على الطائف فقال يا عثمان تجوز في الصلاة وأقدر الناس بأضعفهم فان فيهم الكبير والضعيف والسقيم وذا الحاجة

باب تخفيف الامام للقراءة للحاجة تبدوا لبعض المأمومين

[ 1609 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن هلال الصواف ثنا جعفر يعني بن سليمان الضبعي ثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه فيقرأ بالسورة القصيرة أو الخفيفة

باب الرخصة في تخفيف الإمام الصلاة للحاجة تبدوا لبض المأمومين بعدما قد نوى أطالتها

[ 1610 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد بن بشار عن بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إني لا أدخل في الصلاة فأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من وجد أمه من بكائه

باب الرخصة في خروج المأموم من صلاة الامام للحاجة تبدوا له من أمور الدنيا إذا طول الصلاة

[ 1611 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه فيأمهم فأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة العشاء ثم يرجع معاذ يؤم قومه فافتتح بسورة البقرة فتنحى رجل وصلى ناحية ثم خرج فقالوا مالك يا فلان نافقت قال ما نافقت ولآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه قال فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن معاذا يصلي معك ثم يرجع فيأمنا وإنك أخرت العشاء البارحة ثم جاء يؤمنا فافتتح بسورة البقرة وإنما نحن أصحاب نواضح وإنما نعمل بأيدينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ اقرأ بسورة كذا وسورة كذا فقلنا لعمرو إن أبا الزبير يقول سبح اسم ربك و السماء والطارق فقال هو نحو هذا

باب الأمر بائتمام أهل الصفوف الأواخر بأهل الصفوف الأول

[ 1612 ] أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن جعفر بن حيان أبي الأشهب السعدي وثنا محمد بن معمر القيسي ثنا أبو عامر أخبرنا أبو الأشهب نا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخرا فقال تقدموا وائتموا بي وليئتم بكم من بعدكم ولا يزال القوم يتأخرون حتى يأخرهم الله هذا حديث وكيع وقال بن معمر عن أبي نضرة العبدي

باب أمر المأموم للصلاة جالسا إذا صلى امامه جالسا

[ 1613 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية قال إن الإمام أمين أو أمير فإن صلى قاعدا فصلوا قعودا وأن صلى قائما فصلوا قياما

باب أمر المأموم بالجلوس بعد إفتتاحه الصلاة قائما إذا صلى الإمام قاعدا

[ 1614 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا هشام بن عروة حدثني أبي عن عائشة أن الناس دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض فصلى بهم جالسا فصلوا قياما فأشار إليهم أن اجلسوا وقال إنما الإمام ليؤتم به فإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا رفع فارفعوا

باب النهي عن صلاة المأموم قائما خلف الإمام قاعدا

[ 1615 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير ووكيع واللفظ لجرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا بالمدينة فصرعه على جذم نخلة فانفكت قدمه فأتيناه نعوده فوجدناه في مشربة لعائشة يسبح جالسا فقمنا خلفه وأشار إلينا فقعدنا فلما قضى الصلاة قال إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا وإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما ولا تفعلوا كما تفعل أهل فارس بعظمائها

باب ذكر أخبار تأولها بعض العلماء ناسخة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المأموم بالصلاة جالسا إذا صلى إمامه جالسا

[ 1616 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ثنا وكيع ح وثنا سلم أيضا نا أبو معاوية كلاهما عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه جاءه بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قلنا يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف ومتى يقوم مقامك يبكي فلا يستطيع فلو أمرت عمر أن يصلي بالناس قال مروا أبا بكر فليصل بالناس ثلاث مرات فانكن صواحبات يوسف قالت فأرسلنا الى أبي بكر فصلى بالناس فوجد النبي صلى الله عليه وسلم خفة فخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض فلما أحس به أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ اليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فجلس الى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون بأبي بكر رضوان الله عليه هذا حديث وكيع وقال في حديث أبي معاوية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد وأبو بكر قائما قال أبو بكر قال قوم من أهل الحديث إذا صلى الإمام المريض جالسا صلى من خلفه قياما إذا قدروا على القيام وقالوا خبر الأسود وعروة عن عائشة ناسخ للأخبار التي تقدم ذكرنا لها في أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالجلوس إذا صلى الإمام جالسا قالوا لأن تلك الأخبار عند سقوط النبي صلى الله عليه وسلم من الفرس وهذا الخبر في مرضه الذي توفي فيه قالوا والفعل الآخر ناسخ لما تقدم من فعله وقوله قال أبو بكر وإن الذي عندي في ذلك والله أسأل العصمة والتوفيق أنه لو صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الإمام في المرض الذي توفي فيه لكان الأمر على ما قالت هذه الفرقة من أهل الحديث ولكن لم يثبت عندنا ذلك لأن الرواة قد اختلفوا في هذه الصلاة على فرق ثلاث

[ 1617 ] ففي خبر هشام عن أبيه عن عائشة وخبر الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان الإمام وقد روي بمثل هذا الإسناد عن عائشة أنها قالت من الناس من يقول كان أبو بكر المقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم المقدم بين يدي أبي بكر

[ 1618 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بذلك محمد بن بشار ثنا أبو داود نا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة

[ 1619 ] وروى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ومسروق بن الأجدع عن عائشة أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف

[ 1620 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا بكر بن عيسى صاحب البصري ثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف خلفه

[ 1621 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا بدل بن المحبر ثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف خلفه قال أبو بكر فلم يصح الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الإمام في المرض الذي توفي فيه في الصلاة التي كان هو فيها قاعدا وأبو بكر والقوم قيام لأن في خبر مسروق وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة أن أبا بكر كان الإمام والنبي صلى الله عليه وسلم مأموم وهذا ضد خبر هشام عن أبيه عن عائشة وخبر إبراهيم عن الأسود عن عائشة على أن شعبة بن الحجاج قد بين في روايته عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أن من الناس من يقول كان أبو بكر المقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال كان النبي صلى الله عليه وسلم المقدم بين يدي أبي بكر وإذا كان الحديث الذي به احتج من زعم أن فعله الذي كان في سقطته من الفرس وأمره صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالأئمة وقعودهم في الصلاة إذا صلى إمامهم قاعدا منسوخ غير صحيح من جهة النقل فغير جائز لعالم أن يدعي نسخ ما قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأخبار المتواترة بالأسانيد الصحاح من فعله وأمره بخبر مختلف فيه على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد زجر عن هذا الفعل الذي ادعته هذه الفرقة في خبر عائشة الذي ذكرنا أنه مختلف فيه عنها وأعلم أنه فعل فارس والروم بعظمائها يقومون وملوكهم قعود وقد ذكرنا هذا الخبر في موضعه فكيف يجوز أن يؤمر بما قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الزجر عنه استنانا بفارس والروم من غير أن يصح عنه صلى الله عليه وسلم الأمر به وإباحته بعد الزجر عنه ولا خلاف بين أهل المعرفة بالأخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى قاعدا وأمر القوم بالقعود وهم قادرون على القيام لو ساعدهم القضاء وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المأمومين بالاقتداء بالإمام والقعود إذا صلى الإمام قاعدا وزجر عن القيام في الصلاة إذا صلى الإمام قاعدا واختلفوا في نسخ ذلك ولم يثبت خبر من جهة النقل بنسخ ما قد صح عنه صلى الله عليه وسلم مما ذكرنا من فعله وأمره فما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم واتفق أهل العلم على صحته يقين وما اختلفوا فيه ولم يصح فيه خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم شك وغير جائز ترك اليقين بالشك وإنما يجوز ترك اليقين باليقين فان قال قائل غير منعم الروية كيف يجوز أن يصلي قاعدا من يقدر على القيام قيل له إن شاء الله يجوز ذلك ان يصلي بأولى الأشياء أن يجوز به وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتباعها ووعد الهدى على اتباعها فأخبر أن طاعته صلى الله عليه وسلم طاعته عز وجل وقوله كيف يجوز لما قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر به وثبت فعله له بنقل العدل عن العدل موصولا إليه بالأخبار المتواترة جهل من قائله وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند جميع أهل العلم بالأخبار الأمر بالصلاة قاعدا إذا صلى الإمام قاعدا وثبت عندهم أيضا أنه صلى الله عليه وسلم صلى قاعدا بقعود أصحابه لا مرض بهم ولا بأحد منهم وادعى قوم نسخ ذلك فلم تثبت دعواهم بخبر صحيح لا معارض له فلا يجوز ترك ما قد صح من أمره صلى الله عليه وسلم وفعله في وقت من الأوقات إلا بخبر صحيح عنه ينسخ أمره ذلك وفعله ووجود نسخ ذلك بخبر صحيح معدوم وفي عدم وجود ذلك بطلان ما ادعت فجازت الصلاة قاعدا إذا صلى الإمام قاعدا إقتداء به على أمر النبي صلى الله عليه وسلم وفعله والله الموفق للصواب

باب إدراك المأموم الإمام ساجدا والأمر بالاقتداء به في السجود وأن لا يعتد به إذ المدرك للسجدة إنما يكون بادراك الركوع قبلها

[ 1622 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحيم البرقي ثنا بن أبي مريم وثنا نافع بن يزيد حدثني يحيى بن أبي سليمان عن يزيد بن أبي العتاب وابن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جئتم ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة قال أبو بكر في القلب من هذا الإسناد فإني كنت لا أعرف يحيى بن أبي سليمان بعدالة ولا جرح قال أبو بكر نظرت فإذا أبو سعيد مولى بني هاشم قد روى عن يحيى بن أبي سليمان هذا أخبارا ذوات عدد قال أبو بكر وهذه اللفظة فلا تعدوها شيئا من الجنس الذي بينت في مواضع من كتبنا أن العرب تنفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام والنبي صلى الله عليه وسلم إن صح عنه الخبر أراد بقوله فلا تعدوها شيئا أي لا تعدوها سجدة تجزىء من فرض الصلاة لم يرد لا تعدوها شيئا لا فرضا ولا تطوعا

باب إجازة الصلاة الواحدة بإمامين أحدهما بعد الآخر من غير حدث الأول إذا ترك الأول الإمامة بعد ما قد دخل فيها فيتقدم الثاني فيتم الصلاة من الموضع الذي كان انتهى إليه الأول وإجازة صلاة المصلي يكون إماما في بعض الصلاة مأموما في بعضها وإجازة ائتمام المرء بإمام قد تقدم افتتاح المأموم الصلاة قبل إمامه

[ 1623 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا حماد بن زيد أخبرنا أبو حازم وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه وثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال سمعت أبا حازم عن سهل بن سعد وثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا عبد الله بن وهب أن مالكا حدثه عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة وجاء المؤذن الى أبي بكر فقال أتصلي بالناس فأقيم فقال نعم فصلى أبو بكر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فلما انصرف قال يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك فقال أبو بكر ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق من نابه شيء في صلاته فليسبح فإنه إذا سبح التفت إليه وإنما التصفيق للنساء هذا حديث يونس بن عبد الأعلى قال أبو بكر في هذا الخبر دلالة على أن المصلي إذا سبح به فجائز له أن يلتفت الى المسبح ليعلم المصلي الذي ناب المسبح فيفعل ما يجب عليه

باب استخلاف الإمام الأعظم في المرض بعض رعيته ليتولى الإمامة بالناس

[ 1624 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن محمد بن عباد بن عباد المهلبي وأبو طالب زيد بن احزم الطائي ومحمد بن يحيى الأزدي قالوا ثنا عبد الله بن داود نا سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمي عليه ثم أفاق فقال أحضرت الصلاة قلنا نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال أحضرت الصلاة قلنا نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه ثم أفاق فقالت عائشة إن أبي رجل أسيف فلو أمرت غيره ثم أفاق فقال أحضرت الصلاة قلنا نعم فقال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس قالت عائشة إن أبي رجل أسيف فلو أمرت غيره فقال إنكن صواحبات يوسف مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه فأمروا بلالا فأذن وأقام وأمروا أبا بكر أن يصلي بالناس ثم أفاق فقال أقيمت الصلاة قلت نعم قال جيئوني بإنسان أعتمد عليه فجاؤوا ببريرة ورجل آخر فاعتمد عليهما ثم خرج إلى الصلاة فأجلس إلى جنب أبي بكر فذهب أبو بكر يتنحى فأمسكه حتى فرغ من الصلاة هذا حديث القاسم بن محمد

باب ذكر استخلاف الإمام عند الغيبة عن حضرة المسجد الذي هو إمامه عند الحاجة تبدو له

[ 1625 ] قال أبو بكر في خبر سهل بن سعد وخروجه الى بني عمرو ليصلح بينهم قال لبلال إذا حضرت الصلاة ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس

باب الرخصة في الاقتداء بالمصلي الذي ينوي الصلاة منفردا ولا ينوي إمامة المقتدي به

[ 1626 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن بن عجلان عن سعيد وهو المقبري عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان لنا حصير نبسطه بالنهار ويتحجره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فيصلي فيه فتتبع له ناس من المسلمين يصلون بصلاته فقال اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وكان أحب الأعمال اليه ما ديم عليه وإن قل وكان إذا صلى صلاة أثبتها هذا حديث عبد الجبار وقال سعيد بن عبد الرحمن فسمع به ناس فصلوا بصلاته وزاد وقال رسول الله إني خشيت أن أؤمر فيكم بأمر لا تطيقونه

[ 1627 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال سمعت حميدا ثنا أنس ح وثنا الصنعاني أيضا ثنا بشر يعني بن المفضل ثنا حميد قال قال أنس ح وحدثنا أبو موسى نا خالد بن الحارث نا حميد عن أنس وهذا حديث بشر بن المفضل قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حجره فجاء ناس من المسلمين يصلون بصلاته فلما أحس بمكانهم تجوز في صلاته ثم دخل البيت فصلى ما شاء الله ثم خرج فعل ذلك مرارا فلما أصبحوا قالوا يا رسول الله صلينا بصلاتك الليله ونحن نحب أن نبسط قال عمدا فعلت ذلك

باب افتتاح غير الطاهر الصلاة ناويا الإمامة وذكره أنه غير طاهر بعد الافتتاح وتركه الاستخلاف عند ذلك لينتظر المأمون رجوعه بعد الطهارة فيؤمهم

[ 1628 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمرو بن علي نا عثمان بن عمر نا يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب فأومأ إلينا وقال مكانكم ثم دخل فاغتسل فخرج فصلى بنا قال أبو بكر في خبر حماد بن سلمة عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح الصلاة ثم أومأ إليهم أن مكانكم ثم دخل ثم خرج ورأسه يقطر فصلى بهم

[ 1629 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد الزعفراني نا يحيى بن عباد ح وثنا الحسن بن محمد أيضا ثنا عفان ح وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا يزيد بن هارون قالوا ثنا حماد بن سلمة زاد الدورقي فلما سلم أو قال فلما قضى صلاته قال إنما أنا بشر وإني كنت جنبا

باب الرخصة في خصوصية الإمام نفسه بالدعاء دون المأمومين خلاف الخبر غير الثابت المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد خانهم إذا خص نفسه بالدعاء دونهم

[ 1630 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى وجماعة قالوا ثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة فقلت يا رسول الله بأبي وأمي ما تقول في سكوتك بين التكبير والقراءة قال أقول الهم باعد بين وبين خطاي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد قال أبو بكر خبر علي بن أبي طالب في افتتاح النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة من هذا الباب وهذا باب طويل قد خرجته في كتاب الكبير

باب الرخصة في الصلاة جماعة في المسجد الذي قد جمع فيه ضد قول من زعم انهم يصلون فرادى إذا صلى في المسجد جماعة مرة

[ 1632 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني نا عبدة يعني بن سليمان الكلاعي عن سعيد ح وثنا بندار نا عبد الأعلى قال أنبأنا سعيد نا سليمان الناجي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال جاء رجل وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم يتجر على هذا قال فقام رجل من القوم فصلى معه هذا حديث هارون بن إسحاق غير أنه قال عن سليمان الناجي

باب إباحة ائتمام المصلي فريضة بالمصلي نافلة ضد قول من زعم من العراقيين أنه غير جائز أن يأتم المصلي فريضة بالمصلي نافلة

[ 1633 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا يحيى نا بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله قال كان معاذ بن جبل يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيؤم قومه فيصلي بهم تلك الصلاة

[ 1634 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب الحارثي نا خالد يعني بن الحارث عن محمد بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله قال كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ثم يرجع فيصلي بأصحابه فرجع ذات يوم فصلى بهم وصلى خافه فتى من قومه فلما طال على الفتى صلى وخرج فأخذ بخطام بعيره وانطلقوا فلما صلى معاذ ذكر ذلك له فقال إن هذا لنفاق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره معاذ بالذي صنع الفتى فقال الفتى يا رسول الله يطيل المكث عندك ثم يرجع فيطول علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ وقال للفتى كيف تصنع يا بن أخي إذا صليت قال أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار واني لا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني ومعاذ حول هاتين أو نحو ذي قال قال الفتى ولكن سيعلم معاذ إذا قدم القوم وقد خبروا أن أبعد وقددنا قال فقدموا قال فاستشهد الفتى فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لمعاذ ما فعل خصمي وخصمك قال يا رسول الله صدق الله وكذبت استشهد

باب ذكر البيان أن معاذ كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فريضة لا تطوعا كما ادعى بعض العراقيين

[ 1635 ] قال أبو بكر في خبر عبيد الله بن مقسم عن جابر كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ثم يرجع فيصلي بأصحابه قال أبو بكر قد أمليت هذه المسألة بتمامها بينت فيها أخبار النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف أنه صلى بإحدى الطائفتين تطوعا وصلوا خلفه فريضة لهم فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم تطوعا ولهم فريضة

باب الأمر بالصلاة منفردا عند تأخير الإمام الصلاة جماعة

[ 1636 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال دخلت أنا وعلقمة على بن مسعود فقال أصلى هؤلاء خلفكم قلنا لا قال فقوموا فصلوا فذهبنا لنقوم خلفه فأخذ بأيدينا وأقام أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فصلى بغير أذان ولا إقامة فجعل إذا ركع يشبك أصابعه وجعلها بين رجليه فلما صلى قال كذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ثم قال إنها ستكون أمراء يميتون الصلاة يخنقونها إلى شرق الموتى فمن أدرك ذلك منكم فليصل الصلاة لوقتها وليجعل صلاته معهم سبحة

باب الأمر بالصلاة جماعة بعد أداء الفرض منفردا عند تأخير الإمام الصلاة والبيان أن الأولى تكون فرضا منفردا والثانية نافلة في جماعة ضد قول من زعم أن الصلاة جماعة هي الفريضة لا الصلاة منفردا والزجر عن ترك الصلاة نافلة خلف الإمام المصلي فريضة وإن أخر الصلاة عن وقتها

[ 1637 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم قالا ثنا عبد الوهاب ح وثنا عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث قالا نا أيوب ح وثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا إسماعيل يعني بن علية أخبرنا أيوب عن أبي العالية البراء قال أخر بن زياد الصلاة فأتاني عبد الله بن الصامت فألقيت له كرسيا فجلس عليه فذكرت له صنع بن زياد فعض على شفتيه ثم ضرب يده على فخذي وقال أني سألت أبا ذر كما سألتني فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال اني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال صل الصلاة لوقتها فأن أدركتك معهم فصل ولا تقل اني قد صليت فلا أصلي هذا حديث بندار وقال يحيى بن حكيم فعض على شفتيه

باب الصلاة جماعة بعد صلاة الصبح منفردا فتكون الصلاة جماعة للمأموم نافلة وصلاة المنفرد قبلها فريضة والدليل على أن قول النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس نهي خاص لا نهي عام

[ 1638 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب وأحمد بن منيع قالا ثنا هشيم أخبرنا يعلى بن عطاء ح وثنا بندار نا محمد ح وحدثنا الصنعاني ثنا خالد قالا ثنا شعبة وثنا أحمد بن منيع ثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان وشعبة وشريك ح ثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان كلهم عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه وقال هشيم وهذا حديثه قال ثنا جابر بن يزيد بن الأسود العامري عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته قال فصليت معه صلاة الفجر في مسجد الخيف يعني مسجد منى فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في آخر القوم ولم يصليا معه فقال علي بهما فأتى بهما ترعد فرائصهما فقال ما منعكما أن تصليا معنا قالا يا رسول الله كنا قد صلينا في رحالنا قال فلا تفعلا إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكم نافلة وقال بندار فأتيتما الإمام ولم يصل وفي حديث وكيع ثم جئتم والناس في الصلاة وزاد الصنعاني والناس يأخذون بيده ويمسحون بها وجوههم فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك

باب النهي عن ترك الصلاة جماعة نافلة بعد الصلاة منفردا فريضة

[ 1639 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن هشام ويحيى بن حكيم وهذا حديث يحيى قالا حدثنا محمد بن جعفر نا شعبة عن أيوب عن أبي العالية البراء عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف أنت إذا بقيت في قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها فقال له صل الصلاة لوقتها فإذا أدركتهم لم يصلوا فصل معهم ولا تقل اني قد صليت فلا أصلي لم يقل بندار صل الصلاة لوقتها

باب ذكر الدليل على ان الصلاة الأولى التي يصليها المرء في وقتها تكون فريضة والثانية التي يصليها جماعة مع الإمام تكون تطوعا ضد قول من زعم أن الثانية تكون فريضة والأولى نافلة مع الدليل على أن الإمام إذا أخر العصر فعلى المرء أن يصلي العصر في وقتها ثم يتنفل مع الإمام وفي هذا على ما دل على أن قول النبي صلى الله عليه وسلم ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس نهي خاص لا نهي عام

[ 1640 ] نا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن هشام قالا ثنا أبو بكر بن عياش ثنا عاصم وقال محمد عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلكم ستدركون أقواما يصلون الصلاة لغير وقتها فإن أدركتموهم فصلوا في بيوتكم للوقت الذي تعرفون ثم صلوا معهم وجعلوها سبحة

باب النهي عن إعادة الصلاة على نية الفرض

[ 1641 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو خالد أخبرنا الحسين المكتب ح وثنا علي بن خشرم نا عيسى عن حسين ح وثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا أبو أسامة عن حسين عن عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار مولى ميمونة قال أتيت على بن عمر وهو قاعد على البلاط والناس في الصلاة فقلت ألا تصلي قال قد صليت قلت ألا تصلي معهم قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاتصلوا صلاة في يوم مرتين هذا حديث عيسى

باب المدرك وترا من صلاة الإمام وجلوسه في الوتر من صلاته اقتداء بالإمام

[ 1642 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي أخبرني يونس عن الزهري قال حدثني عباد بن زياد أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره أنه سمع أباه يقول عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في غزوة تبوك قبل الفجر فعدلت معه فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبرز فسكبت على يديه من الإداوة فغسل كفه ثم غسل وجهه ثم حسر عن ذراعيه فضاق كما جبته فأدخل يده فأخرجهما من تحت الجبة فغسلهما الى المرفق فمسح برأسه ثم توضأ على خفيه ثم ركب فأقبلنا نسير حتى نجد الناس في الصلاة قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فركع بهم ركعة من صلاة الفجر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصف مع المسلمون فصلى وراء عبد الرحمن بن عوف الركعة الثانية ثم سلم عبد الرحمن بن عوف فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته ففزع المسلمون وأكثروا التسبيح لأنهم سبقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم أحسنتم أو أصبتم

باب امامة المسافر المقيمين واتمام المقيمين صلاتهم بعد فراغ الإمام ان ثبت الخبر فان في القلب من علي بن زيد بن جدعان وإنما خرجت هذا الخبر في هذا الكتاب لأن هذه مسألة لا يختلف العلماء فيها

[ 1643 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا عبد الوارث ح وثنا زياد بن أيوب نا إسماعيل قالا ثنا علي بن زيد عن أبي نضرة قال قام شاب الى عمران بن حصين قال فأخذ بلجام دابته فسأله عن صلاة السفر فالتفت إلينا فقال ان هذا الفتى يسألني عن أمر واني أحببت أن أحدثكموه جميعا غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات فلم يكن يصلي إلا ركعتين ركعتين حتى يرجع المدينة زاد زياد بن أيوب وحججت معه فلم يصل الا ركعتين حتى يرجع الى المدينة وقالا أقام بمكة زمن الفتح ثمانية عشر ليلة يصلي ركعتين ركعتين ثم يقول لأهل مكة صلوا أربعا فإنا قوم سفر وغزوت مع أبي بكر وحججت معه فلم يكن يصلي إلا ركعتين حتى يرجع وحججت مع عمر حجات فلم يكن يصلي إلا ركعتين حتى يرجع وصلاها عثمان سبع سنين من إمارته ركعتين في الحج حتى يرجع الى المدينة ثم صلاها بعدها أربعا زاد أحمد ثم قال هل بينت لكم قلنا نعم ولفظ الحديث أحمد بن عبدة

باب المسبوق ببعض الصلاة والأمر باقتدائه بالإمام فيما يدرك وإتمامه ما سبق به بعد فراغ الإمام من الصلاة

[ 1644 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بحر بن نصر بن سابق الخولاني نا يحيى بن حسان نا معاوية بن سلام أخبرني يحيى بن أبي كثير أخبرني عبد الله بن أبي قتادة أن أباه أخبره قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة فقال ما شأنكم قالوا يا رسول الله استعجلنا الى الصلاة قال فلا تفعلوا إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا

باب المسبوق بوتر من صلاة الإمام والدليل على أن لا سجدتي السهو عليه ضد قول من زعم أنه عليه سجدتا السهو على مذهبهم في هذه المسألة تكون سجدتا العمد لا سجدتا السهو إذ المأموم إنما يتعمد الجلوس في الوتر من صلاته اقتداء بإمامه إذ كان للإمام شفع وله وتر وتكون سجدتا السهو على اصلهم لما يجب على المرء فعله لا لما يسهو فيفعل ما ليس له فعله على العمد

[ 1645 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبو بشر الواسطي قالا ثنا هشيم قال الدورقي أخبرنا يونس وقال أبو بشر عن يونس عن بن سيرين أخبرني عمرو بن وهب قال سمعت المغيرة بن شعبة قال خصلتان لا أسأل عنهما أحدا بعد ما قد شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم انا كنا معه في سفر فبرز لحاجته ثم جاء فتوضأ ومسح بناصيته وجانبي عمامته ومسح على خفيه قال وصلاة الإمام خلف الرجل مع رعيته وشهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان في سفر فحضرت الصلاة فاحتبس عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأقاموا الصلاة وقدموا بن عوف فصلى بهم بعض الصلاة وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فصلى خلف بن عوف ما بقي من الصلاة فلما سلم بن عوف قام النبي صلى الله عليه وسلم فقضى ما سبق به هذا حديث الدورقي وقال أبو بشر عن عمرو بن وهب الثقفي عن المغيرة وقال فبرز لحاجة فدعا بماء فأتيته بإداوة أو سطيحة وعليه جبة شامية ضيقة الكمين فأخرج يده من أسفل الجبة فتوضأ ومسح على خفيه ومسح بناصيته وجانبي العمامة ثم أبطأ على القوم فأقاموا الصلاة قال أبو بكر ان صح هذا الخبر يعني قوله حدثني عمرو بن وهب فان حماد بن زيد رواه عن أيوب عن بن سيرين قال حدثني رجل يكنى أبا عبد الله عن عمرو بن وهب

[ 1646 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن سفيان الأيلي نا معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير لفظا قال ثنا سلام بن المنذر القاري نا يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فأتوها وعليكم السكينة والوقار فصلوا ما أدركتم وأتموا ما فاتكم

باب تلقين الإمام إذا تعايا أو ترك شيئا من القرآن

[ 1647 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأبو موسى قالا ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا سفيان حدثني سلمة بن كهيل عن ذر عن بن عبد الرحمن بن أبي أبزي عن أبيه عن أبي بن كعب قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك آية وفي القوم أبي بن كعب فقال يا رسول الله نسيت آية كذا وكذا أو نسخت قال نسيتها هذا حديث بندار وقال أبو موسى عن سلمة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي ان النبي صلى الله عليه وسلم نسي آية من كتاب الله وفي القوم أبي فقال يا رسول الله نسيت آية كذا وكذا أو نسيتها قال لا بل نسيتها

[ 1648 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا الحميدي ح وثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري نا يوسف بن عدي قالا ثنا مروان بن معاوية عن يحيى بن كثير الكاهلي عن مسور بن يزيد الاسيدي وقال محمد بن يحيى الأسدي قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال محمد بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وربما قال سمعت رسول الله يقرأ في الصلاة فترك شيئا لم يقرأه فقال له رجل يا رسول الله تركت آية كذا وكذا قال فهلا أدركتمونيها زاد محمد بن يحيى فقال كنت أراها نسخت

باب وضع الإمام نعليه عن يساره

[ 1649 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عثمان بن عمر أخبرنا بن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر عن أبي سلمة بن سفيان عن عبد الله بن السائب قال حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فصلى الصبح فخلع نعليه فوضعهما عن يساره

جماع أبواب العذر الذي يجوز فيه ترك إتيان الجماعة

باب الرخصة للمريض في ترك إتيان الجماعة

[ 1650 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا ثنا سفيان عن الزهري عن أنس بن مالك ح وأخبرنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة بن روح حدثهم عن عقيل قال أخبرني محمد بن مسلم عن أنس بن مالك الأنصاري أخبره أن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يوم الإثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفجأهم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم صفوف في الصلاة ثم تبسم فضحك فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج الى الصلاة وقال أنس وهم المسلمون ان يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر بينه وبينهم فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم هذا حديث محمد بن عزيز وهو أحسنهم سياقا للحديث وأتمهم حديثا قال أبو بكر في خبر عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس لم يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا خرجته في كتاب الكبير حدثناه عمران بن موسى القزاز نا عبد الوارث

باب الرخصة في ترك الجماعة عند حضور العشاء

[ 1651 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأحمد بن عبدة قالوا ثنا سفيان نا الزهري انه سمع أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء هذا حديث عبد الجبار وقال المخزومي وأحمد عن الزهري وقال أحمد عن أنس

باب الرخصة في ترك الجماعة إذا كان المرء حاقنا

[ 1652 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن الأرقم كان يسافر فيصحبه قوم يقتدون به قال وكان يؤذن لأصحابه ويؤمهم قال فنودي بالصلاة يوما ثم قال يؤمكم أحدكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد أحدكم الخلاء وأقيمت الصلاة فليبدأ بالخلاء

باب الرخصة في ترك العميان الجماعة في الأمطار والسيول

[ 1653 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة حدثهم عن عقيل أخبرني محمد بن مسلم أن محمود بن الربيع الأنصاري أخبره أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وممن شهد بدرا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد أنكرت بصري وإني أصلي بقومي فإذا كانت الأمطار سأل الوادي الذي بيني وبينهم فلم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم فوددت يا رسول الله أنك تأتي فتصلي في بيتي أتخذه مصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأفعل إن شاء الله قال عتبان بن مالك فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين أرتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال أين تحب أن أصلي من بيتك قال فأشرت له الى ناحية البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم فأجلسناه على خزير صنعناه له قال فثاب رجال من أهل الدار حولنا حتى اجتمع في البيت رجال ذوو عدد فقال أين مالك بن الدخيشن فقال بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ورسوله قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقل له ذلك الا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله قال الله ورسوله أعلم إنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله قال محمد يعني الزهري فسألت الحصين بن محمد الأنصاري وهو أحد بني سالم من سراتهم عن حديث محمود بن الربيع فصدقه

[ 1654 ] وفي خبر معمر عن الزهري إني قد أنكرت بصري وهذه اللفظة قد تقع على من في بصره سوء وإن كان يبصر بصر سوء وقد يجوز أن يكون قد صار أعمى لا يبصر لست أشك إلا أنه قد صار بعد ذلك أعمى لم يكن يبصر فأما وقت سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم فإنما سأل إلى أن أيقنت في لفظ هذا الخبر حدثنا بخبر معمر محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أني قد أنكرت بصري وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي ولوددت أنك جئت وصليت في بيتي مكانا أتخذه مسجدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم افعل إن شاء الله وذكر الحديث بتمامه

باب إباحة ترك الجماعة في السفر والأمر بالصلاة في الرحال في الليلة المطيرة والباردة بذكر خبر مختصر غير متقصى لو حمل الخبر على ظاهره كان شهود الجماعة في الليلة المطيرة والباردة معصية إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالصلاة في الرحال

[ 1655 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع وزياد بن أيوب قالا ثنا إسماعيل قال أحمد قال نا أيوب وقال زياد قال أخبرنا أيوب عن نافع ح وثنا سعيد بن عبد الرحمن ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب السختياني عن نافع ح نا محمد بن بشار نا يحيى نا عبيد الله ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا حماد يعني بن مسعدة عن عبيد الله ح وثنا يحيى أيضا ونا أبو يحيى يعني عبد الرحمن بن عثمان نا عبيد الله بن عمر وهذا حديث بندار قال أخبرني نافع عن بن عمران أنه نادى بالصلاة ثم قال صلو في رحالكم ثم حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك في الليلة المطيرة والباردة في السفر قال أبو بكر هذه اللفظة في الليلة المطيرة والباردة تحتمل معنيين أحدهما أن تكون الليلة مطيرة وباردة جميعا وتحتمل أن يكون أراد الليلة المطيرة والليلة الباردة أيضا وان لم تجتمع العلتان جميعا في ليلة واحدة وخبر حماد بن زيد دال على أنه أراد أحد المعنيين كانت الليلة مطيرة أو كانت باردة

باب إباحة ترك الجماعة في السفر في الليلة المظلمة وإن لم تكن باردة ولا مطيرة بمثل اللفظ الذي ذكرت في الباب قبل

[ 1656 ] وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد قال أنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا يوسف بن موسى نا جرير عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن بن عمر قال كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فكانت ليلة ظلماء أو ليلة مطيرة أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نادى مناديه أن صلوا في رحالكم

باب إباحة ترك الجماعة في السفر والأمر بالصلاة في الرحال في المطر القليل غير المؤذي بمثل اللفظ الذي ذكرت قبل

[ 1657 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام وزياد بن أيوب قالا ثنا إسماعيل ثنا خالد الحذاء وقال مؤمل عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المليح قال خرجت في ليلة مظلمة الى المسجد صلاة العشاء فلما رجعت استفتحت فقال أبي من هذا قالوا أبو مليح قال لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية وأصابتنا سماء لم تبل أسفل نعالنا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلوا في رحالكم

باب إباحة الصلاة في الرحال وترك الجماعة في اليوم المطير في السفر مثل اللفظة التي ذكرت قبل والدليل على ان حكم النهار في إباحة ترك الصلاة في الجماعة في المطر كحكم الليل سواء

[ 1658 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة ح ونا محمد بن بشار ثنا بن أبي عدي عن سعيد ح وثنا يحيى بن حكيم نا أبو بحر نا سعيد بن أبي عروة ح وثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن سعيد ح وثنا بندار ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي ح وثنا محمد بن رافع ثنا يزيد يعني بن هارون أخبرنا همام كلهم عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه قال أصابتنا السماء مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقال النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة في الرحال هذا حديث محمد بن جعفر وقال علي خشرم مرة أخرى أبو المليح عن أبيه

باب ذكر الخبر المتقصي للفظة المختصرة التي ذكرتها من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة في الرحال والدليل على أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أمر إباحة لا أمر عزم يكون متعديه عاصيا إن شهد الصلاة جماعة في المطر

[ 1659 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو نعيم نا زهير وثنا أبو كريب نا سنان يعني بن مطاهر عن زهير عن أبي الزبير عن جابر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمطرنا فقال ليصلي من شاء منكم في رحله

باب إتيان المساجد في الليلة المطيرة المظلمة والدليل على أن الأمر بالصلاة في الرحال في مثل تلك الليلة أمر إباحة له لا حتم

[ 1660 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا سريج بن النعمان قال نا فليح عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال فلما توفي أبو هريرة قلت والله لو جئت أبا سعيد الخدري فأتيته فذكر حديثا طويلا في قصة العراجين قال ثم هاجت السماء من تلك الليلة فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء برقت برقة فرأى قتادة بن النعمان فقال ما السرى يا قتادة فقال علمت يا رسول الله ان شاهد الصلاة الليلة قليل فأحببت أن أشهدها قال فإذا صليت فاثبت حتى أمر بك فلما انصرف أعطاه العرجون فقال خذ هذا فسيضيء لك أمامك عشرا وخلفك عشرا فإذا دخلت بيتك فرأيت سوادا في زاوية البيت فاضربه قبل ان تكلم فإنه الشيطان قال ففعل فنحن نحب هذه العراجين لذلك

باب النهي عن إتيان الجماعة لآكل الثوم

[ 1661 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأبو موسى قالا ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله أخبرني نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة خيبر من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يأتين المساجد وقال بندار قال حدثنا عبيد الله وقال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن المساجد

[ 1662 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا حميد بن الربيع الخزاز نا معن بن عيسى ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه البقلة فلا يؤذينا بها في مسجدنا هذا

باب توقيت النهي عن إتيان الجماعة لآكل الثوم

[ 1663 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن أبي إسحاق الشيباني عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفلته بين عينيه ومن أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا

باب النهي عن إتيان المساجد لآكل الثوم

[ 1664 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عزيز أن سلامة بن روح حدثهم حدثني عقيل وقال بن شهاب حدثني عطاء بن رباح أن جابر بن عبد الله زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته

باب النهي عن إتيان الجماعة لآكل الكراث

[ 1665 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن بن جريج أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه الشجرة الثوم ثم قال بعد والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا فان الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنسان

باب الدليل على ان النهي عن إتيان المساجد لآكلهن نيئا غير مطبوخ

[ 1666 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان ان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه خطب الناس يوم الجمعة ثم قال يا أيها الناس إنكم تأكلون شجرتين ما أراهما إلا خبيثتين هذا الثوم وهذا البصل وقد كنت أرى الرجل يوجد ريحه فيؤخذ بيده فيخرج به الى البقيع ومن كان آكلهما فليمتهما طبخا

باب الدليل على ان النهي عن ذلك لتأذي الناس بريحه لا تحريما لأكله

[ 1667 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا عبد الأعلى ثنا سعيد الجريري ح وثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا إسماعيل نا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال لم نعد أن فتحت خيبر فوقعنا في تلك البقلة الثوم فأكلنا منها أكلا شديدا قال وناس جياع ثم قمنا الى المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح فقال من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنا في مسجدنا فقال الناس حرمت حرمت فبلغ ذاك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس ليس لي تحريم ما أحل الله ولكنها شجرة أكره ريحها هذا حديث أبي هاشم وزاد أبو موسى في آخر حديثه وإنه يأتينني من الملائكة فأكره أن يشموا ريحها

باب ذكر الدليل على أن النهي عن ذلك لتأذي الملائكة بريحه إذ الناس يتأذون به

[ 1668 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم ثنا بهز بن أسد نا يزيد وهو بن إبراهيم التستري عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل البصل والكراث قال ولم يكن ببلدنا يومئذ الثوم فقال من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان

باب النهي عن إتيان المسجد لآكل الثوم والبصل والكراث إلى ان يذهب ريحه

[ 1669 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة ان أبا النجيب مولى عبد الله بن سعد حدثه ان أبا سعيد الخدري حدثه انه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الثوم والبصل والكراث وقيل يا رسول الله وأشد ذلك كله الثوم أفتحرمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوه ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه منه

باب ذكر ما خص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من ترك أكل الثوم والبصل والكراث مطبوخا

[ 1670 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني عمرو عن بكر بن سوادة ان سفيان بن وهب حدثه عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل اليه بطعام من خضرة فيه بصل أو كراث فلم ير فيه أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أن يأكله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تأكل فقال لم أر أثرك فيه يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أستحي من ملائكة الله وليس بمحرم

باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم خص بترك أكلهن لمناجاة الملائكة

[ 1671 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو قدامة وزياد بن يحيى قالا ثنا سفيان قال أبو قدامة قال حدثني عبيد الله وقال زياد عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن أم أيوب قالت نزل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فتكلفنا له طعاما فيه بعض البقول فلما وضع بين يديه قال لأصحابه كلوا فإني لست كأحد منكم أني أخاف أن أوذي صاحبي وقال أبو قدامة عن أم أيوب نزلت عليها فحدثتني قالت نزل علينا

باب الرخصة في أكله عند الضرورة والحاجة إليه

[ 1672 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن المغيرة بن شعبة قال أكلت ثوما ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني بركعة فلما صلى قمت أقضي فوجد ريح الثوم فقال من أكل هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها فلما قضيت الصلاة أتيته فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي عذرا ناولني يدك فوجدته سهلا فناولني يده فادخلتها من كمي الى صدري فوجده معصوبا فقال إن لك عذرا

باب صلاة التطوع بالنهار في الجماعة ضد مذهب من كره ذلك

[ 1673 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة حدثهم عن عقيل أخبرني محمد بن مسلم ان محمود بن الربيع الأنصاري أخبره قال قال لي عتبان بن مالك فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال أين تحب أن أصلي في بيتك قال فأشرت له إلى ناحية البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم

باب صلاة التطوع بالليل في الجماعة في غير رمضان ضد مذهب من كره ذلك

[ 1674 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى حدثني يحيى بن بكير حدثني الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد وهو بن أبي هلال عن عمرو بن أبي سعيد أنه قال دخلت على جابر بن عبد الله أنا وأبو سلمة بن عبد الرحمن فوجدناه قائما يصلي فذكر الحديث وقال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالسقيا أو بالقاحة قال ألا رجل ينطلق إلى حوض ألاياية فيمدره وينزع فيه وينزع لنا في أسقيتنا حتى نأتيه فقلت أنا رجل وقال جابر بن صخر أنا رجل فخرجنا على أرجلنا حتى أتيناها أصيلا فمدرنا الحوض ونزعنا فيه ثم وضعنا رؤوسنا حتى ابهار الليل أقبل رجل حتى وقف على الحوض فجعلت ناقته تنازعه على الحوض وجعل ينازعها زمامها ثم قال أتأذنان ثم أشرع فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا نعم بأبينا أنت وأمنا فأرخى لها فشربت حتى ثملت ثم قال لنا جابر بن عبد الله فدنا حتى أناخ بالبطحاء التي بالعرج فخرج لبعض حاجته فصببت له وضوءا فتوضأ فالتحف بإزاره فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه ثم أتاه آخر فقام عن يساره فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وصلينا معه ثلاث عشرة ركعة بالوتر قال أبو بكر أخبار بن عباس بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل من هذا الباب

باب الوتر جماعة في غير رمضان

[ 1675 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي أخبرنا مالك ح وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أن مالكا حدثه عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس انه أخبره أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين وهي خالته فاضطجعت في عرض الوساد واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام حتى إنتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام الى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي قال بن عباس فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى ففتلها وصلى ركعتين ثم ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح هذا حديث الربيع

جماع أبواب صلاة النساء في الجماعة

باب إمامة المرأة النساء في الفريضة

[ 1676 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا نصر بن علي نا عبد الله بن داود عن الوليد بن جميع عن ليلى بنت مالك عن أبيها وعن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انطلقوا بنا نزور الشهيدة وأذن لها ان تؤذن لها وأن تؤم أهل دارها في الفريضة وكانت قد جمعت القرآن

باب الإذن للنساء في إتيان المساجد

[ 1677 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال حفظته من الزهري ح وثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة ح وحدثنا يحيى بن حكيم وسعيد بن عبد الرحمن قالا ثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها قال علي قال سفيان نرى أنه بالليل وقال عبد الجبار قال سفيان يعني بالليل وقال سعيد قال سفيان قال نافع بالليل وقال يحيى بن حكيم قال سفيان رجل فحدثناه عن نافع إنما هو بالليل

باب النهي عن منع النساء الخروج إلى المساجد بالليل

[ 1678 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي أخبرني أبي ثنا شعبة عن أيوب عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا نساءكم المساجد بالليل

باب الأمر بخروج النساء الى المساجد تفلات

[ 1679 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا محمد بن عمرو ح وثنا أبو سعيد الأشج ثنا بن إدريس ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن إذا خرجن تفلات

باب الزجر عن شهود المرأة المسجد متعطرة

[ 1680 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم قالا ثنا يحيى بن سعيد ثنا بن عجلان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا وقال يحيى بن حكيم قال حدثني بكير وقال إنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم

باب التغليظ في تعطر المرأة عند الخروج ليوجد ريحها وتسمية فاعلها زانية والدليل على أن اسم الزاني قد يقع عل من يفعل فعلا لا يوجب ذلك الفعل جلدا ولا رجما مع الدليل على أن التشبيه الذي وجب ذلك الفعل إنما يكون إذا اشتبهت العلتان لا لاجتماع الاسم إذ المتعطرة التي تخرج ليوجد ريحها قد سماها النبي صلى الله عليه وسلم زانية وهذا الفعل لا يوجب جلدا ولا رجما ولو كان التشبيه بكون الاسم على الاسم لكانت الزانية بالتعطر يجب عليها ما يجب على الزانية بالفرج ولكن لما كانت العلة الموجبة للحد في الزنا الوطء بالفرج لم يجز أن يحكم لمن يقع عليه اسم زان وزانية بغير جماع بالفرج في الفرج بجلد ولا رجم

[ 1681 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ثنا النضر بن شميل عن ثابت بن عمارة الحنفي عن غنيم بن قيس عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية

باب إيجاب الغسل على المتطيبة للخروج إلى المسجد ونفي قبول صلاتها إن صلت قبل ان تغتسل

[ 1682 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري نا عمرو بن هشام يعني البيروني ثنا الأوزاعي حدثني موسى بن يسار عن أبي هريرة قال مرت بأبي هريرة امرأة وريحها تعصف فقال لها الى أين تريدين يا أمة الجبار قالت الى المسجد قال تطيبت قالت نعم قال فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يقبل الله من امرأة صلاة خرجت الى المسجد وريحها تعصف حتى ترجع فتغتسل

باب اختيار صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المسجد إن ثبت الخبر فإني لا اعرف السائب مولى أم سلمة بعدالة ولا جرح ولا أقف على سماع حبيب بن أبي ثابت هذا الخبر من بن عمر ولا هل سمع قتادة خبره من مورق عن أبي الأحوص أم لا بل كأني لا أشك أن قتادة لم يسمع من أبي الأحوص لأنه أدخل في بعض أخبار أبي الأحوص بينه وبين أبي الأحوص مورقا وهذا الخبر نفسه ادخل همام وسعيد بن بشير بينهما مورقا

[ 1683 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن السائب مولى أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير مساجد النساء قعر بيوت

[ 1684 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن هارون ح وحدثنا محمد بن رافع عن يزيد أخبرنا العوام بن حوشب حدثني حبيب بن أبي ثابت عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن فقال بن لعبد الله بن عمر بلى والله لنمنعهن فقال بن عمر تسمعني أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول ما تقول جميعهما لفظا واحدا أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وثنا الحسن بن محمد نا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا العوام بهذا الإسناد بنحوه

[ 1685 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا عمرو بن عاصم ثنا همام عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها

[ 1686 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام ثنا المعتمر قال سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال المرأة عورة وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان وإنها لا تكون الى وجه الله أقرب منها في قعر بيتها أو كما قال

[ 1687 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد بن عثمان يعني الدمشقي ثنا سعد بن بشير عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله وقال أبو بكر وإنما قلت ولا هل سمع قتادة هذا الخبر عن أبي الأحوص لرواية سليمان التيمي هذا الخبر عن قتادة عن أبي الأحوص لأنه أسقط مورقا من الإسناد وهمام وسعيد بن بشير أدخلا في الإسناد مورقا وانما شككت أيضا في صحته لأني لا أقف على سماع قتادة هذا الخبر من مورق

باب اختيار صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في حجرتها إن كان قتادة سمع هذا الخبر من مورق

[ 1688 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار حدثني عمرو بن عاصم ثنا همام عن قتادة عن مورق العجلي عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة المرأة في بيتها أعظم من صلاتها في حجرتها

باب اختيار صلاة المرأة في حجرتها على صلاتها في دارها وصلاتها في مسجد قومها على صلاتها في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم تعدل ألف صلاة في غيرها من المساجد والدليل على أن قول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد أراد به صلاة الرجال دون صلاة النساء

[ 1689 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا بن وهب عن داود بن قيس عن عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمته امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أحب الصلاة معك فقال قد علمت انك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل

باب اختيار صلاة المرأة في مخدعها على صلاتها في بيتها

[ 1690 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى ثنا عمرو بن عاصم ثنا همام عن قتادة عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها

باب اختيار صلاة المرأة في أشد مكان من بيتها ظلمة

[ 1691 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد بن عيسى نا أبو معاوية عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أحب صلاة تصليها المرأة إلى الله في أشد مكان في بيتها ظلمة

[ 1692 ] وروى عبد الله بن جعفر وفي القلب منه رحمه الله قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب صلاة تصليها المرأة الى الله أن تصلي في أشد مكان من بيتها ظلمة حدثناه علي بن حجر نا عبد الله بن جعفر

باب فضل صفوف النساء المؤخرة على الصفوف المقدمة والدليل على أن صفوفهن إذا كانت متباعدة عن صفوف الرجال كانت أفضل

[ 1693 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها

باب أمر النساء بخفض أبصارهن إذا صلين مع الرجال إذا خفن رؤية عورات الرجال إذا سجد الرجال امامهن

[ 1693 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى حدثني الضحاك بن مخلد أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاحفظوا أبصاركن قلت لعبد الله مم ذاك قال من ضيق الأزر

[ 1694 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم أخبرنا أبو عاصم بمثله وقال فاحفظوا أبصاركم من عورات الرجال فذكر الحديث

باب الزجر عن رفع النساء رؤوسهن من السجود إذا صلين مع الرجال قبل استواء الرجال جلوسا إذا ضاقت أزرهم فخيف أن يرى النساء عوراتهم

[ 1695 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ ثنا بشر يعني بن المفضل ثنا عبد الرحمن وهو بن إسحاق عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال كن النساء يؤمرن في الصلاة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يرفعن رؤوسهن حتى يأخذ الرجال مقاعدهم من قباحة الثياب قال أبو بكر خبر الثوري عن أبي حازم خرجته في كتاب الكبير في أبواب اللباس في الصلاة

باب التغليظ في قيام المأموم في الصف المؤخر إذا كان خلفه نساء إذا أراد النظر إليهن أو إلى بعضهن والدليل على أن المصلي إذا نظر الى من خلفه من النساء لم يفسد ذلك الفعل صلاته

[ 1696 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي الجهضمي أخبرنا نوح يعني بن قيس الحداني ثنا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن بن عباس قال كانت تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة حسناء من أحسن الناس فكان بعض القوم يتقدم في الصف الأول لئلا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطه فأنزل الله عز وجل في شأنها ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين

[ 1697 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا نوح بن قيس الحداني فذكر الحديث بهذا المعنى وأنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه الفضل بن يعقوب نا نوح عن عمرو بن مالك بنحوه

باب ذكر الدليل على أن النهي عن منع النساء المساجد كان إذ كن لا يخاف فسادهن في الخروج إلى المساجد وظن لا بيقين

[ 1698 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا حماد يعني بن يزيد ح وثنا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان كلاهما عن يحيى ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة قال حدثني يحيى بن سعيد عن عمرة قالت سمعت عائشة رضى الله تعالى عنها تقول لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل فقلت ما هذه أو منعت نساء بني إسرائيل قالت نعم هذا حديث عبد الجبار وقال أحمد في حديثه قلت لعمرة ومنع نساء بني إسرائيل

باب ذكر بعض أحداث نساء بني إسرائيل الذي من أجله منعن المساجد

[ 1699 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا المستمر بن الريان الايادي ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدنيا فقال إن الدنيا خضرة حلوة فاتقوها واتقوا النساء ثم ذكر نسوة ثلاثا من بني إسرائيل امرأتين طويلتين تعرفان وامرأة قصيرة لا تعرف فاتخذت رجلين من خشب وصاغت خاتما فحشته من أطيب الطيب المسك وجعلت له غلفا فإذا مرت المسجد أو بالملأ قالت به ففتحته ففاح ريحه قال المستمر بخنصره اليسرى فأشخصها دون أصابعه الثلاث شيئا وقبض الثلاث

[ 1700 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان ثنا الأعمش عن عمارة وهو بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد ان عبد الله بن مسعود كان إذا رأى النساء قال أخروهن حيث جعلهن الله وقال إنهن مع بني إسرائيل يصففن مع الرجال كانت المرأة تلبس القالب فتطال لخليلها فسلطت عليهن الحيضة وحرمت عليهن المساجد وكان عبد الله إذا رآهن قال أخروهن حيث جعلهن الله قال أبو بكر الخبر موقوف غير مسند

باب الرخصة في إمامة المماليك الأحرار إذا كان المماليك أقرأ من الأحرار

[ 1701 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا سالم بن نوح أخبرنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اجتمع ثلاثة أمهم أحدهم وأحقهم بالإمامة أقرؤهم قال أبو بكر في هذا الخبر وخبر قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد وخبر أوس بن ضمعج عن أبي مسعود دلالة على أن العبيد إذا كانوا أقرأ من الأحرار كانوا أحق بالإمامة إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن في الخبر حرا دون مملوك

باب الصلاة جماعة في الأسفار

[ 1702 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا محمد يعني بن جعفر نا شعبة قال سمعت أبا إسحاق يحدث عن حارثة بن وهب الخزاعي قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى أكثر ما كنا وآمنه ركعتين

باب الصلاة جماعة بعد ذهاب وقتها

[ 1703 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى يعني بن سعيد وعثمان يعني بن عمر قالا ثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعد عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال حبسنا يوم الخندق عن الصلاة حتى كان بعد المغرب بهوي من الليل حتى كفينا وذلك قوله { وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا } فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأقام الصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر كأحسن ما كان يصليها ثم أقام فصلى العصر مثل ذلك ثم أقام فصلى المغرب مثل ذلك ثم أقام فصلى العشاء كذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف فرجالا أو ركبانا قال أبو بكر قد خرجت إمامة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر بعد طلوع الشمس ليلة ناموا عن الصلاة حتى طلعت الشمس فيما مضى من هذا الكتاب وهو من هذا الباب أيضا

باب الجمع بين الصلاتين في الجماعة في السفر

[ 1704 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أن مالكا حدثه عن أبي الزبير الملكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء قال فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا فذكر الحديث

باب الأمر بالفصل بين الفريضة والتطوع بالكلام أو الخروج

[ 1705 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر نا حجاج بن محمد عن بن جريج ثنا عمر بن عطاء وثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار ح وثنا علي بن سهل الرملي ثنا الوليد حدثني بن جريج عن عمر بن عطاء قال أرسلني نافع بن جبير الى السائب بن يزيد أسأله فسألته فقال نعم صليت الجمعة في المقصورة مع معاوية فلما سلم قمت أصلي فأرسل إلي فأتيته فقال إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة إلا أن تخرج أو تتكلم فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك وقال بن رافع وعبد الرحمن أمر بذلك ألا توصل صلاة بصلاة حتى تخرج أو تتكلم قال أبو بكر عمر بن عطاء بن أبي الخوار هذا ثقة والآخر هو عمر بن عطاء تكلم أصحابنا في حديثه لسوء حفظه قد روى بن جريج عنهما جميعا

باب رفع الصوت بالتكبير والذكر عند قضاء الإمامة الصلاة

[ 1706 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا عمرو وهو بن دينار أخبرني أبو معبد عن بن عباس قال كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير

[ 1707 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن مهدي ثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني عمرو بن دينار أن أبا معبد أخبره عن بن عباس أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف من المكتوبة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن عباس فكنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته

باب نية المصلي بالسلام من عن يمينه إذا سلم عن يمينه ومن عن شماله إذا سلم عن يساره

[ 1708 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن مسعر عن عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة قال كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار أحدنا إلى أخيه بيده عن يمينه وعن شماله فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بال أحدكم يفعل هذا كأنها أذناب خيل شمس إنما يكفي أحدكم أو ألا يكفي أحدكم أن يقول هكذا ووضع يده على فخذه اليمنى وأشار بأصبعه ثم سلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله

باب سلام المأموم من الصلاة عند سلام الامام

[ 1709 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا سليمان بن داود الهاشمي أخبرنا إبراهيم بن سعد عن بن شهاب قال أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من دلو من بئر كانت في دارهم في وجهه فزعم محمود أنه سمع عتبان بن مالك الأنصاري وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كنت أصلي لقومي بني سالم فكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار قال فشق علي أن أجتازه قبل مسجدهم فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له إني قد أنكرت من بصري وإن الوادي الذي يحول بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار فيشق علي أن أجتازه فوددت أنك تأتيني فتصلي من بيتي مصلى أتخذه مصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأفعل فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بعد ما امتد النهار فاستأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى قال أين تحب أن أصلي لك في بيتك فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وصففنا وراءه فركع ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم

باب رد المأموم على الإمام إذا سلم الامام عند انقضاء الصلاة

[ 1710 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن المستمر البصري نا عبد الأعلى بن القاسم أبو بشر صاحب اللؤلؤ ح وثنا محمد بن يزيد بن عبد الملك الأسفاطي البصري حدثني عبد الأعلى بن القاسم نا همام بن يحيى عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسلم على أيماننا وان يرد بعضنا على بعض قال محمد بن يزيد وان يسلم بعضنا على بعض زاد إبراهيم قال همام يعني في الصلاة

[ 1711 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد بن عثمان الدمشقي ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نرد على أئمتنا السلام وأن نتحاب وأن يسلم بعضنا على بعض قال أبو بكر قال الله تبارك وتعالى { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } وفي خبر جابر بن سمرة ثم يسلم

على من عن يمينه وعلى من عن شماله دلالة على أن الإمام يسلم من الصلاة عند انقضائها على من عن يمينه من الناس إذا سلم عن يمينه وعلى من عن شماله إذا سلم عن شماله والله عز وجل يرد السلام على المسلم في قوله { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } فواجب على المأموم رد السلام على الامام إذا الامام سلم على المأموم عند انقضاء الصلاة

باب إقبال الإمام بوجهه يمنة إذا سلم عن يمينه ويسرة إذا سلم عن شماله وفيه دليل أيضا أن الإمام إذا سلم عن يمينه والمأمومين الذين عن يساره إذا سلم عن يساره

[ 1712 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله نا عبد الله بن المبارك نا مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده فقال الزهري لم يسمع هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إسماعيل أكل حديث النبي صلى الله عليه وسلم سمعته قال لا قال فالثلثين قال لا قال فالنصف قال لا قال فهذا في النصف الذي لم يسمع

باب انحراف الإمام من الصلاة التي لا يتطوع بعدها

[ 1713 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع نا هشيم أخبرنا يعلي بن عطاء ثنا جابر بن يزيد بن الأسود العامري عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته قال فصليت معه صلاة الفجر في مسجد الخيف فلما قضى صلاته وانحرف فإذا هو برجلين في آخر القوم فذكر الحديث

باب تخيير الإمام في الانصراف من الصلاة أن ينصرف يمنة أو ينصرف يسرة

[ 1714 ] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة عن الأعمش ثنا عمارة بن عمير ح وثنا علي بن خشرم نا عيسى ح وثنا هارون بن إسحاق ثنا بن فضيل ح وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع جميعا عن الأعمش ح وثنا بندار ثنا بن أبي عدي قال أنبأنا شعبة عن سليمان عن عمارة بن عمير ح وثنا بشر بن خالد العسكري قال وأخبرنا محمد يعني بن جعفر عن شعبة عن سليمان قال سمعت عمارة عن الأسود قال قال عبد الله لا يجعلن أحدكم للشيطان من نفسه جزءا لا يرى إلا أن حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه أكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن شماله

باب إباحة استقبال الإمام بوجهه بعد السلام إذ لم يكن مقابلة من قد فاته بعض صلاة الإمام فيكون مقابل الإمام إذا قام يقضي

[ 1715 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا علي بن مسهر عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما سلم اقبل علينا بوجهه

باب الزجر عن مبادرة الإمام بالانصراف من الصلاة

[ 1716 ] ثنا هارون بن إسحاق ثنا بن فضيل وثنا علي بن حجر ثنا علي بن مسهر كلاهما عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما انصرف من الصلاة أقبل إلينا بوجهه فقال أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف وإني اراكم خلفي وايم الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رأيت قال رأيت الجنة والنار هذا حديث هارون لم يقل علي ولا بالقعود وقال إني أراكم من أمامي ومن خلفي

باب نهوض الإمام عند الفراغ من الصلاة التي يتطوع بعدها ساعة يسلم من غير لبث إذا لم يكن خلفه نساء

[ 1717 ] حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا بن فروخ وحدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة قال ثنا عمرو بن الربيع بن طارق قال أخبرنا عبد الله بن فروخ قال حدثني بن جريج عن عطاء عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في إتمام قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ساعة يسلم يقوم ثم صليت مع أبي بكر فكان إذا سلم وثب مكانه كأنه يقوم عن رضف لم يذكر علي بن عبد الرحمن كان أخف الناس صلاة قال أبو بكر هذا حديث غريب لم يروه غير عبد الله بن فروخ

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يقوم ساعة يسلم إذا لم يكن خلفه نساء واستحباب ثبوت الإمام جالسا إذا كان خلفه نساء ليرجع النساء قبل أن يلحقهم الرجال

[ 1718 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم ثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزهري حدثتني هند بنت الحارث أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها أن النساء كن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى خلفه من الرجال فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال

باب تخفيف ثبوت الإمام بعد السلام لينصرف النساء قبل الرجال وترك تطويله الجلوس بعد السلام

[ 1719 ] أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم ويحيى بن حكيم قالا ثنا أبو داود حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري وقال يحيى قال ثنا بن شهاب أخبرتني هند بنت الحارث عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من الصلاة لم يمكث إلا يسيرا حتى يقوم قال الزهري فنرى ذلك والله أعلم أن ذاك ليذهب النساء قبل أن يخرج أحد من الرجال قال يحيى بن حكيم لم يلبث إلا يسيرا