كتاب الصيام
المختصر من المختصر من المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم على الشرط الذي ذكرناه بنقل العدل عن العدل موصولا إليه صلى الله عليه وسلم من غير قطع في الإسناد ولا جرح في ناقلي الأخبار إلا ما نذكر أن في القلب من بعض الأخبار شيء إما لشك في سماع راو من فوقه خبرا أو راو لا نعرفه بعدالة ولا جرح فنبين أن في القلب من ذلك الخبر فانا لا نستحل التمويه على طلبة العلم بذكر خبر غير صحيح لا نبين علته فيغتر به بعض من يسمعه فالله الموفق للصواب

باب ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإيمان قال أبو بكر قد أمليت خبر حماد بن زيد وعباد بن عباد المهلبي وشعبة بن الحجاج جميعا عن أبي جمرة عن بن عباس في كتاب الإيمان

[ 1879 ] أخبرنا الأستاذ الامام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن بشار نا أبو عامر ثنا قرة عن أبي حمزة الضبعي قال قلت لابن عباس إن لي جرة انتبذ لي فيها فأشرب منه فإذا أطلت الجلوس مع القوم خشيت أن أفتضح من حلاوته فقال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى قالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر وإنا لا نصل إليك إلا في اشهر الحرم فحدثنا عملا من الأمر إذا أخذنا به دخلنا به الجنة وندعو إليه من وراءنا وقال آمركم بأربع وانهاكم عن أربع الإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من المغانم وأنهاكم عن النبيذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت

باب ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإسلام إذ الإيمان والإسلام اسمان لمسمى واحد قال أبو بكر خبر جبريل في مسألته النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قد أمليته في كتاب الإيمان

[ 1880 ] حدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن حنظلة الجمحي عن عكرمة بن خالد المخزومي عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم شهر رمضان

[ 1881 ] حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا بشر بن المفضل ثنا عاصم يعني بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال سمعت أبي يحدث عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله

جماع أبواب فضائل شهر رمضان وصيامه

باب ذكر فتح أبواب الجنان نسأل الله دخولها وإغلاق أبواب النار باعدنا الله منها وتصفيد الشياطين بالله نتعوذ من شرهم في شهر رمضان بذكر لفظ عام مراده خاص في تصفيد الشياطين

[ 1882 ] حدثني علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل يعني بن جعفر نا أبو سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين قال أبو بكر أبو سهيل عم مالك بن أنس

باب ذكر البيان أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله وصفدت الشياطين مردة الجن منهم لا جميع الشياطين إذا اسم الشياطين قد يقع على بعضهم وذكر دعاء الملك في رمضان إلى الخيرات والتقصير عن السيئات مع الدليل على أن أبواب الجنان إذا فتحت لم يغلق منها باب ولا يفتح باب من أبواب النيران إذا أغلقت في شهر رمضان

[ 1883 ] ثنا محمد بن علاء بن كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين مردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار

باب في فضل شهر رمضان وأنه خير الشهور للمسلمين وذكر إعداد المؤمن القوة من النفقة للعبادة قبل دخوله

[ 1884 ] ثنا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا أبو عامر ثنا كثير بن زيد حدثني عمرو بن تميم حدثني أبي انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله ويكتب إصراره وشقاءه قبل أن يدخله وذلك أن المؤمن يعد فيه القوة من النفقة للعبادة ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم فغنم يغنمه المؤمن هذا حديث يحيى وقال بندار فهو غنم للمؤمنين يغتنمه الفاجر عمرو بن تميم هذا يقال له مولى بني رمانة مدني

باب ذكر تفضل الله عز وجل على عباده المؤمنين في أول ليلة من شهر رمضان بمغفرته إياهم كرما وجودا إن صح الخبر فإني لا أعرف خلفا أبا الربيع هذا بعدالة ولا جرح ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي هو دونه

[ 1885 ] ثنا محمد بن رافع ثنا زيد بن حباب حدثني عمرو بن حمزة القيسي ثنا خلف أبو الربيع إمام مسجد بن أبي عروبة ثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبلكم وتستقبلون ثلاث مرات فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله وحي نزل قال لا قال عدو حضر قال لا قال فماذا قال إن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة وأشار بيده إليها فجعل رجل يهز رأسه ويقول بخ بخ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان ضاق به صدرك قال لا ولكن ذكرت المنافق فقال إن المنافقين هم الكافرون وليس لكافر من ذلك شيء

باب ذكر تزيين الجنة لشهر رمضان وذكر بعض ما أعد الله للصائمين في الجنة غير ممكن لآدمي صفته إذ فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إن صح الخبر فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي

[ 1886 ] حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني ثنا سهل بن حماد أبو عتاب أخبرنا سعيد بن أبي يزيد ثنا محمد بن يوسف قالا ثنا جرير بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود قال أبو الخطاب الغفاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وقال سعيد بن أبي يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا حديث أبي الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذات يوم وقد أهل رمضان فقال لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها فقال رجل من خزاعة يا نبي الله حدثنا فقال إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا قال فما من عبد يصوم يوما من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله { حور مقصورات في الخيام } على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى تعطى سبعون لونا من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منه لذة لا تجد لأوله لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من إستبرق فوق كل فراش سبعون أريكة ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات وربما خالف الفريابي سهل بن حماد في الحرف والشيئ في متن الحديث ثنا محمد بن رافع ثنا سلم بن جنادة عن قتيبة نا جرير بن أيوب عن عامر الشعبي عن رافع بن بردة الهمداني عن رجل من غفار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه إلى قوله { حور مقصورات في الخيام }

باب فضائل شهر رمضان إن صح الخبر

[ 1887 ] ثنا علي بن حجر السعدي ثنا يوسف بن زياد ثنا همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير ان ينتقص من أجره شيء قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم فقال يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه غفر الله له واعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لاغنى بكم عنها فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة

باب استحباب الاجتهاد في العبادة في رمضان لعل الرب عز وجل برأفته ورحمته يغفر للمجتهد قبل أن ينقضي الشهر ولا يرغم بأنف العبد بمضي رمضان قبل الغفران

[ 1888 ] حدثنا الربيع بن سليمان أنا بن وهب أخبرني سليمان وهو بن بلال عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقي المنبر فقال آمين آمين آمين فقيل له يا رسول الله ما كنت تصنع هذا فقال قال لي جبريل أرغم الله أنف عبد أو بعد دخل رمضان فلم يغفر له فقلت آمين ثم قال رغم أنف عبد أو بعد أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة فقلت آمين ثم قال رغم أنف عبد أو بعد ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين

باب استحباب الجود بالخير والعطايا في شهر رمضان إلى انسلاخه استنانا بالنبي صلى الله عليه وسلم

[ 1889 ] ثنا عبد الله بن عمران العابدي نا إبراهيم بن سعد عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حتى ينسلخ يأتيه جبريل فيعرض عليه القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة

باب الاجتنان بالصوم من النار إذ الله عز وجل جعل الصوم جنة من النار نعوذ بالله من النار

[ 1890 ] حدثنا محمد بن بشار نا روح بن عبادة ثنا بن جريج أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصوم جنة

[ 1891 ] حدثنا محمد بن بشار نا بن أبي عدي قال أنبأنا محمد بن إسحاق حدثني سعيد وهو بن أبي هند عن مطرف قال دخلت على عثمان بن أبي العاص فدعا بلبن ليسقيه فقلت إني صائم فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال قال وصيام حسن صيام ثلاثة أيام من كل شهر

باب الدليل على أن الصوم إنما يكون جنة باجتناب ما نهي الصائم عنه وإن كان ما نهي عنه مما لا يفطره ولكن ينقص صومه عن الكمال والتمام

[ 1892 ] حدثنا يحيى بن نصر بن سابق الخولاني نا بن وهب أخبرني جرير بن حازم عن سيف بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف عن أبي عبيدة بن الجراح قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصوم جنة ما لم يخرقه

باب فضل الصيام وانه لا عدل له من الأعمال

[ 1893 ] حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث نا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت أبا نصر الهلالي عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة قال قلت يا رسول الله دلني على عمل قال عليك بالصوم فإنه لاعدل له قال أبو بكر محمد بن أبي يعقوب هذا هو الذي قال عنه شعبة هو سيد بني تميم

باب ذكر مغفرة الذنوب السالفة بصوم رمضان إيمانا واحتسابا

[ 1894 ] حدثنا عمرو بن علي نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

باب ذكر تمثيل الصائم في طيب ريحه بطيب ريح المسك إذ هو أطيب الطيب

[ 1895 ] ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا أبو داود سليمان بن داود ثنا أبان يعني بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أبي سلام عن أبي سلام عن الحارث الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أوحى الى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فكأنه أبطأ بهن فأتاه عيسى فقال إن الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تخبرهم وإما أن أخبرهم فقال يا أخي لا تفعل فإني أخاف أن تسبقني بهن ان يخسف بي أو أعذب قال فجمع بني إسرائيل ببيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا على الشرفات ثم خطبهم فقال إن الله أوحى إلي بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن أولهن أن لا تشركوا بالله شيئا فان مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم أسكنه دارا فقال اعمل وارفع إلي فجعل يعمل ويرفع إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك فان الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فان الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت وآمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك كلهم يحب ان يجد ريحها وان الصيام أطيب عند الله من ريح المسك وآمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول هل لكم أن أفدي نفسي منكم وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه وآمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله ومن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإيمان والإسلام من رأسه إلا أن يراجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم قيل يا رسول الله وإن صام وصلى قال وإن صام وصلى تداعوا بدعوى الله الذي سماكم بها المؤمنين المسلمين عباد الله

باب ذكر طيب خلفه الصائم عند الله يوم القيامة

[ 1896 ] ثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد يعني بن بكر البرساني أخبرنا بن جريج قال أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني قال الله كل عمل بن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به الصيام عنه جنة والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه

باب ذكر إعطاء الرب عز وجل الصائم أجره بغير حساب إذ الصيام من الصبر قال الله عز وجل إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

[ 1897 ] حدثنا أحمد بن عبدة أنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل عمل بن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به يدع الطعام من أجلي ويدع الشراب من أجلي ويدع لذته من أجلي ويدع زوجته من أجلي ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة عند لقاء ربه

باب ذكر البيان أن الصيام من الصبر على ما تأولت خبر النبي صلى الله عليه وسلم

[ 1898 ] حدثنا بشر بن هلال ثنا عمر بن علي قال سمعت معن بن محمد يحدث عن سعيد المقبري قال كنت أنا وحنظلة بن علي بالبقيع مع أبي هريرة فحدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله كل عمل بني آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع الطعام والشراب وشهوته من أجلي

[ 1899 ] ناه إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي ثنا عمر بن علي عن معن بن محمد قال سمعت حنظلة بن علي قال سمعت أبا هريرة بهذا البقيع يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله قال أبو بكر الاسنادان صحيحان عن سعيد المقبري وعن حنظلة بن علي جميعا عن أبي هريرة ألا تسمع المقبري يقول كنت أنا وحنظلة بن علي بالبقيع مع أبي هريرة

باب ذكر فرح الصائم يوم القيامة بإعطاء الرب إياه ثواب صومه بلا حساب جعلنا الله منهم

[ 1900 ] ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا محمد بن فضيل ح وثنا علي بن المنذر نا بن فضيل ثنا ضرار بن مرة عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يقول الصوم لي وانا أجزي به إن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح وإذا لقي الله فجزاه فرح والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك لم يقل الدورقي فجزاه

باب ذكر استجابة الله عز وجل دعاء الصوام إلى فطرهم من صيامهم جعلنا الله منهم

[ 1901 ] ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي أخبرنا عمرو بن قيس الملائي عن أبي مجاهد عن أبي مدلة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر وإمام عدل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماوات فيقول الرب عز وجل وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين أبو مجاهد هو هذا اسمه سعد الطائي وأبو مدلة مولى أبي هريرة وعمرو بن قيس هذا أحد عباد الدنيا

باب ذكر باب الجنة الذي يخص بدخوله الصوام دون غيرهم ونفي الظمأ عمن يدخل الجنة ويشرب من شرابها جعلنا الله منهم

[ 1902 ] حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي وغيره عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصائمين باب في الجنة يقال له الريان لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخل آخرهم أغلق من دخل شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا أبو حازم سلمة بن دينار ثقة لم يكن في زمانه مثله

باب صفة بدء الصوم كان في تخيير الله عز وجل عباده المؤمنين بين الصوم والاطعام ونسخ ذلك بإيجاب الصوم عليهم من غير تخيير

[ 1903 ] ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير وهو بن عبد الله بن الأشج عن يزيد مولى سلمة وهو بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال كنا في رمضان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء صام ومن شاء أفطر وافتدى بإطعام مسكين حتى أنزلت الآية فمن شهد منكم الشهر فليصمه

باب ذكر ما كان الصائم عنه ممنوعا بعد النوم في ليل الصوم من الأكل والشرب والجماع عند ابتداء فرض الصيام ونسخ الله جل وعلا ذلك بإباحته لهم ذلك أجمع إلى طلوع الفجر تفضلا منه عز وجل على عباده المؤمنين وعفوا منه عنهم وتخفيفا عليهم

[ 1904 ] ثنا سعيد بن يحيى القرشي حدثني عمي عبيد بن سعيد ثنا إسماعيل عن أبي إسحاق عن البراء قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدهم صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وان قيس بن صرمة كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال هل عندك طعام قالت لا ولكن أطلب فطلبت له وكان يومه يعمل فغلبته عينه وجاءت امرأته قالت خيبة لك فأصبح فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } ففرحوا بها فرحا شديدا فقال كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر

جماع أبواب الأهلة ووقت ابتداء صوم شهر رمضان

باب الأمر بالصيام لرؤية الهلال إذا لم يغم على الناس

[ 1905 ] حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني سالم ان عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له

باب ذكر البيان ان الله جل وعلا جعل الأهلة مواقيت للناس لصومهم وفطرهم إذ قد أمر الله على لسان نبيه عليه السلام بصوم شهر رمضان لرؤيته والفطر لرؤيته ما لم يغم قال الله عز وجل { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس } الآية

[ 1906 ] حدثنا عبد الله بن محمد الزهري نا أبو عاصم ثنا عبد العزيز بن أبي رواد ثنا نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله جعل الأهلة مواقيت فإذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروه فإن غم عليكم فاقدروا له واعلموا أن الشهر لا يزيد على ثلاثين

باب الأمر بالتقدير للشهر إذا غم على الناس

[ 1907 ] حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل يعني بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه إلا أن يغم عليكم فإن غمي عليكم فاقدروا له قال أبو بكر إسماعيل بن جعفر من حفاظ الدنيا في زمانه

باب ذكر الدليل على أن الأمر بالتقدير للشهر إذا غم أن يعد شعبان ثلاثين يوما ثم يصام

[ 1908 ] أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم قال وأخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو خبر بن عمر فقال فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين

[ 1909 ] حدثنا محمد بن الوليد نا مروان بن معاوية نا بن فضيل نا عاصم بن محمد العمري عن أبيه عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثلاثين والشهر هكذا وهكذا وهكذا ويعقد في الثالثة فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين وفي خبر بن فضيل ثم طبق بيده وأمسك واحدة من أصابعه فإن أغمي عليكم فثلاثين

باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بإكمال ثلاثين يوما لصوم شهر رمضان دون إكمال ثلاثين يوما لشعبان

[ 1910 ] حدثنا عبد الله بن هاشم ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال سمعت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام

باب الزجر عن الصيام لرمضان قبل مضي ثلاثين يوما لشعبان إذا لم ير الهلال

[ 1911 ] حدثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقدموا هذا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة

[ 1912 ] حدثنا يحيى بن محمد بن السكن البزار نا يحيى بن كثير ثنا شعبة عن سماك قال دخلت على عكرمة في اليوم الذي يشك فيه من رمضان وهو يأكل فقال أدن فكل فقلت اني صائم قال والله لتدنون قلت فحدثني قال ثنا بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تستقبلوا الشهر استقبالا صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن حال بينك وبين منظره سحاب أو قترة فأكملوا العدة ثلاثين

باب التسوية بين الزجر عن صيام رمضان قبل رؤية هلال رمضان إذا لم يغم الهلال وبين الزجر عن إفطار رمضان قبل رؤية هلال شوال إذا لم يغم الهلال والدليل على أن الصائم لرمضان إذا غم الهلال قبل مضي ثلاثين يوما لشعبان عاص كالمفطر قبل مضي ثلاثين يوما لرمضان إذا غم الهلال

[ 1913 ] حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب نا عبيد الله عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشهر تسع وعشرون وعقد إبهامه فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له

باب الزجر عن صوم اليوم الذي يشك فيه أمن رمضان أمن شعبان بلفظ مجمل غير مفسر

[ 1914 ] حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج ما لا أحصى غير مرة ثنا أبو خالد عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر قال كنا عند عمار فأتي بشاة مصلية فقال كلوا فتنحى بعض القوم فقال إني صائم فقال عمار من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم

باب ذكر الدليل على أن الهلال يكون لليلة التي يرى صغر أو كبر ما لم تمض ثلاثون يوما للشهر ثم لا يرى الهلال لغيم أو سحاب

[ 1915 ] حدثنا بندار نا محمد يعني بن جعفر نا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا البختري قال أهللنا هلال رمضان ونحن بذات عرق قال فأرسلنا رجلا إلى بن عباس يسأله فقال بن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله قد أمده لكم لرؤيته فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة وثنا يحيى بن حكيم ثنا أبو داود ثنا شعبة بمثله

باب الدليل على أن الواجب على أهل كل بلدة صيام رمضان لرؤيتهم لا رؤية غيرهم

[ 1916 ] حدثنا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل يعني بن جعفر عن محمد يعني بن أبي حرملة عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثه الى معاوية بالشام قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام فرأينا الهلال ليلة الجمعة ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلال فقلت رأيناه ليلة الجمعة فقال أنت رأيته ليلة الجمعة قلت نعم أنا رأيته ليلة الجمعة ورآه الناس وصاموا وصام معاوية قال لكننا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصومه حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت أولا تكتفي برؤية معاوية وصيامه قال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

باب ذكر أخبار رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الشهر تسع وعشرون بلفظ عام مراده خاص

[ 1917 ] حدثنا محمد بن بشار بندار ويحيى بن حكيم قالا ثنا عبد الرحمن قال بندار نا شعبة وقال يحيى عن شعبة عن حياة بن سحيم قال سمعت بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشهر تسع وعشرون

[ 1918 ] حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب والحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن منيع ومؤمل بن هشام قالوا ثنا إسماعيل وهو بن علية أخبرنا أيوب وقال الزعفراني ومؤمل عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الشهر تسع وعشرون

باب ذكر الدليل على خلاف ما توهمه العامة والجهال أن الهلال إذا كان كبيرا مضيئا أنه لليلة الماضية لا لليلة المستقبلة

[ 1919 ] حدثنا علي بن المنذر نا بن فضيل نا حصين عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نخلة رأينا الهلال فقال بعض القوم هو بن ثلاث وقال بعضهم هو بن ليلتين قال فلقينا بن عباس فقلنا رأينا الهلال فقال بعض القوم هو بن ثلاث وقال بعضهم هو بن ليلتين فقال أي ليلة رأيتموه قلنا ليلة كذا وكذا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله مده لرؤيته فهو لليلة رأيتموه

باب ذكر إعلام النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن الشهر تسع وعشرون بإشارة لا بنطق مع إعلامه إياهم أنه أمي لا يكتب ولا يحسب صلى الله عليه وسلم مع الدليل على أن الإشارة المفهومة من الناطق تقوم مقام النطق في الحكم كهي من الاخرس

[ 1920 ] حدثنا محمد بن الوليد نا مروان يعني بن معاوية نا إسماعيل ح وحدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا محمد يعني بن بشر ثنا إسماعيل بن أيس خالد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا وهكذا وفي حديث محمد بن بشر خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثم قبض أصابعه في الثالثة

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بقوله الشهر تسع وعشرون بعض الشهور لا كلها والدليل على أن قوله الشهر تسع وعشرون أراد أي قد يكون تسعا وعشرين

[ 1921 ] حدثنا محمد بن بشار حدثني عمر بن يونس ثنا عكرمة بن عمار حدثني سماك أبو زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني يعني عن عمر بن الخطاب قال لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قلت يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعا وعشرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشهر يكون تسعا وعشرين

باب الدليل على أن صيام تسع وعشرين لرمضان كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من صيام ثلاثين خلاف ما يتوهم بعض الجهال والرعاع أن الواجب أن يصام لكل رمضان ثلاثين يوما كوامل

[ 1922 ] حدثني أحمد بن منيع ثنا بن أبي زائدة ح وحدثنا علي بن مسلم نا بن زائدة أخبرني عيسى بن دينار ح وحدثنا بندار نا أحمد وعثمان بن عمر قالا ثنا عيسى بن دينار عن أبيه عن عمرو بن الحارث بن أبي ضرار عن بن مسعود قال لما صمت مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمت معه ثلاثين وقال علي بن مسلم عمرو بن الحارث بن المصطلق وقال بندار عن بن الحارث ولم يسمه

باب إجازة الشهادة الواحد عل رؤية الهلال

[ 1923 ] نا محمد بن عثمان العجلي نا أبو أسامة ثنا زائدة نا سماك بن حرب عن عكرمة عن بن عباس قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبصرت الهلال الليلة فقال أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال نعم قال قم يا فلان فأذن بالناس فليصوموا غدا

[ 1924 ] ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي نا حسين بن علي الجعفي عن زائدة بهذا الإسناد ونحوه وقال أمر بلالا فأذن بالناس

باب ذكر البيان أن الله عز وجل أراد بقوله { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } بيان بياض النهار من الليل فوقع اسما لخيط على بياض النهار وعلى سواد الليل وهذا من الجنس الذي كنت أعلم أن العرب لم تكن تعرفها في معناها وان الله عز وجل إنما أنزل الكتاب بلغتهم لا بمعانيهم فالخيط لغتهم وإيقاع هذا الاسم على بياض النهار وسواد الليل لم يكن من معانيهم التي يفهمونها حتى أعلمهم صلى الله عليه وسلم

[ 1925 ] أنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه وأخبرنا ببعض الأحاديث أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا عثمان بن أبي الفضل بن محمد قالا أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أحمد بن منيع ثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي أخبرني عدي بن حاتم قال لما نزلت { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلك بياض النهار من سواد الليل

[ 1926 ] حدثنا يوسف بن موسى نا جرير عن مطرف عن عامر عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان قال إنك لعريض القفا أرأيت أبصرت الخيطين قط ثم قال لا بل هو سواد الليل وبياض النهار

باب الدليل على أن الفجر هما فجران وأن طلوع الثاني منهما هو المحرم على الصائم الأكل والشرب والجماع لا الأول وهذا من الجنس الذي اعلمت أن الله عز وجل ولى نبيه عليه السلام البيان عنه عز وجل

[ 1927 ] حدثنا محمد بن علي بن محرز أصله بغدادي انتقل إلى فسطاط نا أبو أحمد الزبيري عن سفيان عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فجران فأما الأول فإنه لا يحرم الطعام ولا يحل الصلاة واما الثاني فإنه يحرم الطعام ويحل الصلاة قال أبو بكر هذا لم يروه أحد عن أبي أحمد إلا بن محرز هذا

باب صفة الفجر الذي ذكرناه وهو المعترض لا المستطيل

[ 1928 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي نا المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يمنعن أذان بلال أحدا منكم من سحوره فإنه ينادي أو يؤذن لينتبه نائمكم ويرجع قائمكم قال وليس أن يقول يعني الصبح هكذا أو قال هكذا ولكن حتى يقول هكذا وهكذا يعني طولا ولكن هكذا يعني عرضا

[ 1929 ] ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا بن علية عن عبد الله بن سوادة عن أبيه عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغرنكم أذان بلال ولا هذا البياض لعمود الصبح حتى يستطير

باب الدليل على أن الفجر الثاني الذي ذكرناه هو البياض المعترض الذي لونه الحمرة إن صح الخبر فإني لا اعرف عبد الله بن النعمان هذا بعدالة ولا جرح ولا أعرف له عنه راويا غير ملازم بن عمرو

[ 1930 ] حدثنا أحمد بن المقدام نا ملازم بن عمرو نا عبد الله بن النعمان السحيمي قال أتاني قيس بن طلق في رمضان قال حدثني أبي طلق بن علي أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا ولا يغرنكم الساطع المصعد وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر وأشار بيده

باب الدليل على أن الأذان قبل الفجر لا يمنع الصائم طعامه ولا شرابه ولا جماعا ضد ما يتوهم العامة

[ 1931 ] حدثنا محمد بن بشار نا يحيى نا عبيد الله بن عمر أخبرني نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم

باب ذكر قدر ما كان بين أذان بلال وأذان بن أم مكتوم

[ 1932 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا حفص يعني بن غياث ح وثنا بندار نا يحيى جميعا عن عبيد الله قال سمعت القاسم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم قال ولم يكن بينهما إلا قدر ما ينزل هذا ويرقى هذا وقال الدورقي عن قاسم وقال أيضا إذا أذن بلال فكلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم قال ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويصعد هذا قال أبو بكر هذا الخبر من الجنس الذي أقول من الأخبار المعللة التي يجوز القياس عليها ويتعين العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بالأكل والشرب بعد نداء بلال أعلمهم أن الجماع وكل ما جاز للمفطر فجائز فعله في ذلك الوقت لا أنه أباح الأكل والشرب فقط دون غيرهما

باب إيجاب الإجماع على الصوم الواجب قبل طلوع الفجر بلفظ عام مراده خاص

[ 1933 ] حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عبد الله بن أبي بكر عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له وأخبرني بن عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم بمثله سواء وزاد قال وقال لي مالك والليث بمثله

باب إيجاب النية لصوم كل يوم قبل طلوع فجر ذلك اليوم خلاف قول من زعم أن نية واحدة في وقت واحد لجميع الشهر جائز

[ 1934 ] قال أبو بكر خبر عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنية وإنما لكل إمرئ ما نوى قد أمليته في كتاب الوضوء

باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بقوله لا صيام لمن لم يجمع الصيام من الليل الواجب من الصيام دون التطوع منه

[ 1935 ] قال أبو بكر حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها فيقول هل عندكم غداء وإلا فإني صائم خرجته في ذكر صيام التطوع

باب الأمر بالسحور أمر ندب وإرشاد إذ السحور بركة لا أمر فرض وإيجاب يكون تاركه عاصيا بتركه

[ 1936 ] حدثنا محمد بن بشار نا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تسحروا فإن في السحور بركة ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز ثنا أحمد بن يونس نا أبو بكر بن عياش بهذا الإسناد مثله سواء مرفوعا

[ 1937 ] ثنا أحمد بن عبدة حدثنا حماد يعني بن زيد ح وثنا أبو عمار ثنا إسماعيل بن إبراهيم وحدثنا عمران بن موسى القزاز ثنا عبد الوارث ح وثنا بندار ثنا محمد ثنا شعبة كلهم عن عبد العزيز بن صهيب ح وحدثنا زياد بن أيوب ثنا هشيم أخبرنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تسحروا فإن في السحور بركة

باب ذكر الدليل أن السحور قد يقع عليه اسم الغداء

[ 1938 ] حدثنا بندار ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وعبد الله بن هاشم قالوا نا عبد الرحمن بن مهدي ثنا معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رهم عن العرباض بن سارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو رجلا إلى السحور فقال هلم إلى الغداء المبارك وقال الدورقي وعبد الله بن هاشم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان فقال هلم إلى الغداء المبارك وزادا ثم سمعته يقول اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب وقال عبد الله بن هشام عن معاوية وقال هلم إلى الغداء المبارك

باب الأمر بالاستعانة على الصوم بالسحور إن جاز الاحتجاج بخبر زمعة بن صالح فإن في القلب منه لسوء حفظه

[ 1939 ] نا بندار نا أبو عاصم نا زمعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال استعينوا بطعام السحر على صيام النهار وبقيلولة النهار على قيام الليل

باب استحباب السحور فصلا من صيام النهار وصيام أهل الكتاب والأمر بمخالفتهم إذ هم لا يتسحرون

[ 1940 ] ثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي ثنا عبد الرحمن نا موسى بن علي ح وثنا يونس نا عبد الله بن وهب ح وأخبرني بن عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم قال أخبرني موسى بن علي بن رباح ح وحدثنا محمد بن عيسى نا عبد الله يعني بن المبارك ح وحدثنا جعفر بن محمد نا وكيع كلاهما عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور وفي حديث وكيع ما بين صيامكم

باب تأخير السحور

[ 1941 ] نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا خالد يعني بن الحارث نا هشام صاحب الدستوائي نا قتادة ح وثنا جعفر بن محمد نا وكيع عن هشام صاحب الدستوائي عن قتادة ح وثنا بندار محمد بن بشار نا سالم بن نوح نا عمر بن عامر عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قلت كم بينهما قال قدر قراءة خمسين آية معاني أحاديثهم سواء وهذا حديث وكيع

[ 1942 ] حدثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا يحيى بن حسان ثنا سليمان وهو بن بلال عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد يقول كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعة بي أن أدرك صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

جماع أبواب الأفعال اللواتي تفطر الصائم

باب ذكر المفطر بالجماع في نهار الصيام

[ 1943 ] حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أن مالكا حدثه ح وحدثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي أخبرنا مالك عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ح وحدثنا عمرو بن علي ثنا أبو عاصم عن بن جريج حدثني الزهري ح وحدثنا محمد بن تسنيم أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا بن جريج حدثني الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا أفطر في شهر رمضان بعتق رقبة أو صيام شهرين أو إطعام ستين مسكينا وقال مالك في عقب خبره وكان فطره بجماع

باب إيجاب الكفارة على المجامع في الصوم في رمضان بالعتق إذا وجده أو الصيام إذا لم يجد العتق أو الإطعام إذا لم يستطع الصوم والدليل على أن خبر بن جريج ومالك مختصر غير متقصى مع الدليل على أن اللفظ الذي ذكرناه في خبرهما كان فطرا بجماع لا بأكل ولا يشرب ولا هما

[ 1944 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال حفظته من في الزهري سمع حميد بن عبد الرحمن يخبر عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت فقال وما أهلكك قال وقعت على امرأتي في شهر رمضان فقال هل تستطيع أن تعتق رقبة قال لا قال فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا قال اجلس فجلس فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر قال والعرق هو المكتل الضخم قال خذ هذا فتصدق به فقال يا رسول الله أعلى أهل بيت أفقر منا فما بين لابتيها أهل بيت افقر منا فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه وقال اذهب فاطعم أهلك

باب إعطاء الإمام المجامع في رمضان نهارا ما يكفر به إذا لم يكن واحدا للكفارة مع الدليل على أن المجامع في رمضان نهارا إذا كان غير واجد للكفارة وقت الجماع ثم استفاد ما به يكفر كانت الكفارة واجبة عليه

[ 1945 ] حدثنا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور عن محمد بن مسلم الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إن الآخر وقع على امرأته في رمضان قال فقال له أتجد ما تحرر رقبة قال لا قال أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال أفتجد ما تطعم ستين مسكينا قال لا قال فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر وهو الزنبيل فقال أطعم هذا عنك فقال ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا قال فأطعم أهلك

باب ذكر خبر روي مختصرا وهم بعض العلماء من الحجازيين أن المجامع في رمضان نهارا جائز له أن يكفر بالإطعام وإن كان واجدا لعتق رقبة مستطيعا لصوم شهرين متتابعين

[ 1946 ] نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب ح وأخبرني بن عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم قال أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه أن عباد بن عبد الله بن الزبير حدثه أنه سمع عائشة تقول أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد في رمضان فقال يا رسول الله احترقت فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ما شأنه فقال أصبت أهلي قال تصدق قال والله ما لي شيء وما أقدر عليه قال اجلس فجلس فبينما هو على ذلك أقبل رجل يسوق حمارا عليه طعام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين المحترق فقام الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدق بهذا فقال على غيرنا فوالله إنا لجياع وما لنا شيء قال فكلوه وقال بن عبد الحكم قال يا رسول الله أغيرنا فوالله

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر هذا المجامع بالصدقة بعد أن أخبره أنه لا يجد عتق رقبة ويشبه أن يكون قد أعلم أيضا انه غير مستطيع لصوم شهرين متتابعين كأخبار أبي هريرة فاختصر الخبر

[ 1947 ] حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا مصعب بن عبد الله نا عبد العزيز بن محمد بن أبي عبيدة الدراوردي عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم في ظل فارع فأتاه رجل من بني بياضة فقال يا نبي الله احترقت قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما لك قال وقعت بامرأتي وأنا صائم وذلك في رمضان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتق رقبة قال لا أجده قال أطعم ستين مسكينا قال ليس عندي قال اجلس فجلس فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فيه عشرون صاعا فقال أين السائل آنفا قال ها أنا ذا يا رسول الله قال خذ هذا فتصدق به قال يا رسول الله على أحوج مني ومن أهلي فوالذي بعثك بالحق ما لنا عشاء ليلة قال النبي صلى الله عليه وسلم فعد به عليك وعلى أهلك لم يذكر الصوم في الخبر قال أبو بكر إن ثبتت هذه اللفظة بعرق فيه عشرون صاعا فان النبي صلى الله عليه وسلم أمر هذا المجامع أن يطعم كل مسكين ثلث صاع من تمر لأن عشرين صاعا إذا قسم بين ستين مسكينا كان لكل مسكين ثلث صاع ولست أحسب هذه اللفظة ثابتة فإن في خبر الزهري أتي بمكتل فيه خمسة عشر صاعا أو عشرون صاعا هذا في خبر منصور بن المعتمر عن الزهري فأما هقل بن زياد فإنه روى عن الأوزاعي عن الزهري قال خمسة عشر صاعا قد خرجتهما بعد ولا أعلم أحد من علماء الحجاز والعراق قال يطعم في كفارة الجماع كل مسكين ثلث صاع في رمضان قال أهل الحجاز يطعم كل مسكين مدا من طعام تمرا كان أو غيره وقال العراقيون يطعم كل مسكين صاعا من تمر فأما ثلث صاع فلست أحفظ عن أحد منهم قال أبو بكر قد يجوز أن يكون ترك ذكر الأمر بصيام شهرين متتابعين في هذا الخبر إنما كان لأن السؤال في هذا الخبر إنما كان في رمضان قبل أن يقضي الشهر وصيام شهرين متتابعين لهذه الحوبة لا يمكن الابتداء فيه إلا بعد أن يقضي شهر رمضان وبعد مضي يوم من شوال فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المجامع بإطعام ستين مسكينا إذ الإطعام ممكن في رمضان لو كان المجامع مالكا لقدر الإطعام فأمره النبي صلى الله عليه وسلم مما يجوز له فعله معجلا دون ما لا يجوز له فعله إلا بعد مضي أيام وليالي والله أعلم ولست أحفظ في شيء من أخبار أبي هريرة أن السؤال من المجامع قبل أن ينقضي شهر رمضان فجاز إذا كان السؤال بعد مضي رمضان أن يؤمر بصيام شهرين لأن الصيام في ذلك الوقت للكفارة جائزة

باب الدليل على أن المجامع في رمضان إذا ملك ما يطعم ستين مسكينا ولم يملك معه قوت نفسه وعياله لم تجب عليه الكفارة

[ 1948 ] قال أبو بكر في خبر عائشة قال إنا لجياع ما لنا شيء هذا في خبر عمرو بن الحارث وفي خبر عبد الرحمن بن الحارث ما لنا عشاء ليلة وفي خبر أبي هريرة ما بين لابتيها أحوج منا

باب الأمر بالاستغفار للمعصية التي ارتكبها المجامع في صوم رمضان إذا لم يجد الكفارة بعتق ولا بإطعام ولا يستطيع صوم شهرين متتابعين والأمر بإطعام التمر في كفارة الجماع في رمضان

[ 1949 ] أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة حدثهم عن عقيل أنه سأل بن شهاب عن رجل جامع أهله في رمضان قال حدثني حميد بن عبد الرحمن حدثني أبو هريرة قال بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت قال ويحك ما شأنك قال وقعت على أهلي في رمضان قال أعتق رقبة قال ما أجدها قال صم شهرين متتابعين قال ما أستطيع قال أطعم ستين مسكينا قال ما أجده قال فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر فقال خذه وتصدق به قال ما أجد أحق به من أهلي يا رسول الله ما بين طنبي المدينة أحدا أحوج إليه مني فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه قال خذه واستغفر الله

باب ذكر قدر مكيل التمر لإطعام ستين مسكينا في كفارة الجماع في صوم رمضان

[ 1950 ] حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا مؤمل ثنا سفيان ثنا منصور عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة فذكر الحديث وقال فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكتل فيه خمسة عشر أو عشرون صاعا من تمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذه فأطعمه عنك

[ 1951 ] حدثنا يوسف بن موسى ثنا مهران بن أبي عمر الرازي عن سفيان الثوري قال حدثني إبراهيم بن عامر وحبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن المسيب ومنصور عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وقال فأتي بمكتل فيه خمسة عشر صاعا أو عشرين صاعا إلا أنه غلط في الإسناد فقال عن أبي سلمة وفي خبر حجاج أيضا عن الزهري فجيئ بمكتل فيه خمسة عشر صاعا من تمر إلا أن الحجاج لم يسمع من الزهري سمعت محمد بن عمرة يحكي عن أحمد بن أبي ظبية عن هشيم قال قال الحجاج صف لي الزهري لم يكن يراه

باب الدليل خلاف قول من زعم أن إطعام مسكين واحد طعام ستين مسكين في ستين يوما كل يوم طعام مسكين جائز في كفارة الجماع في صوم رمضان فلم يميز بين إطعام ستين مسكينا وبين طعام ستين مسكينا ومن فهم لغة العرب علم أن إطعام ستين مسكينا لا يكون إلا وكل مسكين غير الآخر

[ 1952 ] قال أبو بكر في خبر الزهري أطعم ستين مسكينا

باب الدليل على أن صيام الشهرين في كفارة الجماع لا يجوز متفرقا إنما يجب صيام شهرين متتابعين قال أبو بكر في خبر الزهري عن حميد عن أبي هريرة فصم شهرين متتابعين

باب الدليل على أن المجامع إذا وجب عليه صيام شهرين متتابعين ففرط في الصيام حتى تنزل به المنية قضي الصوم عنه كالدين يكون عليه مع الدليل على أن دين الله أحق بالقضاء من ديون العباد

[ 1953 ] حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد ثنا الأعمش عن الحكم وسلمة بن كهيل ومسلم البطين عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قال جاءت امرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين قال لو كان على أختك دين أكنت تقضينه قالت نعم قال فحق الله أحق

باب أمر المجامع بقضاء صوم يوم مكان اليوم الذي جامع فيه إذا لم يكن واجدا للكفارة التي ذكرتها قبل أن صح الخبر فإن في القلب من هذه اللفظة

[ 1954 ] حدثنا يحيى بن حكيم نا حسين بن حفص الأصبهاني عن هشام بن سعد عن بن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع بأهله في رمضان فذكر الحديث وقال في آخره فصم يوما واستغفر الله قال أبو بكر هذا الإسناد وهم الخبر عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن هو الصحيح لا عن أبي سلمة وقد روى أيضا الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثل خبر الزهري وقال في خبر عمرو بن شعيب حدثنا محمد بن العلاء بن كريب وهارون بن إسحاق قالا ثنا أبو خالد قال هارون قال حجاج وأخبرني عمرو بن شعيب وقال محمد بن العلاء عن الحجاج عن عمرو بن شعيب حدثنا الحسين بن مهدي نا عبد الرزاق أخبرنا بن المبارك قال الحجاج بن أرطاة لم يسمع من الزهري شيئا

باب ذكر البيان أن الاستقاء على العمد يفطر الصائم

[ 1956 ] نا أبو موسى محمد بن المثنى ومحمد بن يحيى القطيعي والحسين بن عيسى البسطامي وجماعة وهذا حديث أبي موسى قال حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث قال سمعت أبي قال حدثنا الحسين وهو المعلم ثنا يحيى بن أبي كثير ان بن عمرو الأوزاعي حدثه أن يعيش بن الوليد حدثه أن معدان بن أبي طلحة حدثه أن أبا الدرداء حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فافطر فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فذكرت ذلك له فقال صدق أنا صببت له وضوءه غير أن البسطامي ومحمد بن يحيى قالا عن الحسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير عن الأوزاعي عن يعيش بن الوليد عن أبيه عن معدان عن أبي الدرداء والصواب ما قال أبو موسى إنما هو يعيش عن معدن عن أبي الدرداء

[ 1958 ] حدثنا حاتم بن بكر بن غيلان ثنا عبد الصمد نا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن بن عمرو عن يعيش عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء مثل حديث أبي موسى

[ 1959 ] ورواه هشام الدستوائي عن يحيى قال حدثني رجل من إخواننا يريد الأوزاعي عن يعيش بن هشام أن معدان أخبره أن أبا الدرداء أخبره مثل حديث عبد الصمد غير أنه لم يقل في مسجد دمشق حدثنا بندار ثنا عبد الرحمن يعني بن عثمان البكراوي نا هشام غير ان أبا موسى قال عن يعيش بن الوليد بن هشام وأما بندار فنسبة الى جده وقالا إن معدان أخبره فبرواية هشام وحرب بن شداد علم ان الصواب ما رواه أبو موسى وان يعيش بن الوليد سمع من معدان وليس بينهما أبوه

باب ذكر إيجاب قضاء الصوم على المستقيء عمدا وإسقاط القضاء عمن يذرعه القيئ والدليل على أن إيجاب الكفارة على المجامع لا لعلة الفطر فقط إذ لو كان لعلة الفطر فقط لا للجماع خاصة كان على كل مفطر الكفارة والمستقيء عمدا مفطر بحكم النبي صلى الله عليه وسلم والكفارة غير واجبة عليه

[ 1960 ] حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا عيسى بن يونس عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استقاء الصائم أفطر وإذا ذرعه القيئ لم يفطر

[ 1961 ] حدثناه علي مرة أخرى فقال من ذرعه القيئ فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض حدثنا محمد بن يحيى نا أبو سعيد الجعفي حدثنا حفص بن غياث عن هشام بهذا الإسناد فذكر الحديث

باب ذكر البيان ان الحجامة تفطر الحاجم والمحجوم جميعا

[ 1962 ] حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد بن مسلم حدثني أبو عمرو يعني الأوزاعي حدثني يحيى حدثني أبو قلابة الجرمي أن أبا أسماء الرحبي حدثه عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 1963 ] وحدثنا زياد بن أيوب ثنا مبشر يعني بن إسماعيل عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبي قلابة الجرمي عن أبي أسماء الرحبي حدثني ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لثمان عشر خلت من شهر رمضان إلى البقيع فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى رجل يحتجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم هذا حديث الوليد

[ 1964 ] ثنا عباس بن عبد العظيم العنبري والحسين بن مهدي قال العباس نا وقال الحسين أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري يقول سمعت علي بن عبد الله يقول لا أعلم في أفطر الحاجم والمحجوم حديثا أصح من ذا قال أبو بكر وروى هذا الخبر أيضا معاوية بن سلام عن يحيى

[ 1965 ] حدثنا أحمد بن الحسين الشيباني ببغداد قال وحدثني عمار بن مطر أبو عثمان الرهاوي ثنا معاوية بن سلام قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير قال أبو بكر فقد ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أفطر الحاجم والمحجوم فقال بعض من خالفنا في هذه المسألة أن الحجامة لا تفطر الصائم واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم وهذا الخبر غير دال على أن الحجامة لا تفطر الصائم لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما احتجم وهو صائم في سفر لا في حضر لأنه لم يكن قط محرما مقيما ببلده إنما كان محرما وهو مسافر والمسافر وإن كان ناويا للصوم قد مضى عليه بعض النهار وهو صائم عن الأكل والشرب وأن الأكل والشرب يفطرانه لا كما توهم بعض العلماء أن المسافر إذا دخل الصوم لم يكن له أن يفطر الى أن يتم صوم ذلك اليوم الذي دخل فيه فإذا كان له أن يأكل ويشرب وقد نوى الصوم وقد مضى بعض النهار وهو صائم يفطر بالأكل والشرب جاز له أن يحتجم وهو مسافر في بعض نهار الصوم وإن كانت الحجامة مفطرة والدليل على أن للصائم أن يفطر بالأكل والشرب في السفر في نهار قد مضى بعضه وهو صائم

[ 1966 ] أن أحمد بن عبدة حدثنا قال ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على نهر من ماء السماء في يوم صائف والمشاة كثير والناس صيام فوقف عليه فإذا فئام من الناس فقال يا أيها الناس اشربوا فجعلوا ينظرون إليه قال إني لست مثلكم إني راكب وأنتم مشاة وإني أيسركم اشربوا فجعلوا ينظرون إليه ما يصنع فلما أبوا حول وركه فنزل وشرب وشرب الناس وخبر بن عباس وأنس بن مالك خرجتهما في كتاب الصيام في كتاب الكبير أفيجوز لجاهل أن يقول الشرب جائز للصائم ولا يفطر الشرب الصائم إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه وهو صائم بالشرب فلما امتنعوا شرب وهو صائم وشربوا فمن يعقل العلم ويفهم الفقه يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صار مضطرا وأصحابه لشرب الماء وقد كانوا نووا الصوم ومضى بهم بعض النهار وكان لهم أن يفطروا إذ كانوا في السفر لا في الحضر وكذلك كان للنبي صلى الله عليه وسلم أن يحتجم وهو صائم في السفر وإن كانت الحجامة تفطر الصائم لأن من جاز له الشرب وإن كان الشرب مفطرا جاز له الحجامة وإن كان بالحجامة مفطرا فأما ما احتج به بعض العراقيين في هذه المسألة أن الفطر مما يدخل وليس مما يخرج فهذا جهل وإغفال من قائله وتمويه على من لا يحسن العلم ولا يفهم الفقه وهذا القول من قائله خلاف دليل كتاب الله وخلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وخلاف قول أهل الصلاة من أهل الله جميعا إذا جعلت هذه اللفظة على ظاهرها قد دل الله في محكم تنزيله أن المباشرة هي الجماع في نهار الصيام والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أوجب على المجامع في رمضان عتق رقبة إن وجدها وصيام شهرين متتابعين إن لم يجد الرقبة أو إطعام ستين مسكينا إن لم يستطع الصوم والمجامع لا يدخل جوفه شيء في الجماع إنما يخرج منه مني إن أمنى وقد يجامع من غير إمناء في الفرج فلا يخرج من جوفه أيضا مني والتقاء الختانين من غير إمناء يفطر الصائم ويوجب الكفارة ولا يدخل جوف المجامع شيء ولا يخرج من جوفه شيء إذا كان المجامع هذه صفته والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أعلم أن المستقيء عامدا يفطره الاستقاء على العمد واتفق أهل الصلاة وأهل العلم على أن الاستقاء على العمد يفطر الصائم ولو كان الصائم لا يفطره إلا ما يدخل جوفه كان الجماع والاستقاء لا يفطران الصائم وجاء أهل بعض الجهل بأعجوبة في هذه المسألة فزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال أفطر الحاجم والمحجوم لأنهما كانا يغتابان فإذا قيل له فالغيبة تفطر الصائم زعم أنها لا تفطر الصائم فيقال له فان كان النبي صلى الله عليه وسلم عندك إنما قال أفطر الحاجم والمحجوم لأنهما كانا يغتابان والغيبة عندك لا تفطر الصائم فهل يقول هذا القول من يؤمن بالله يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم أمته أن المغتابين مفطران ويقول هو بل هما صائمان غير مفطرين فخالف النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوجب الله على العباد طاعته واتباعه ووعد الهدى على اتباعه وأوعد على مخالفيه ونفي الإيمان عمن وجد في نفسه حرجا من حكمه فقال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الآية ولم يجعل الله جل وعلا لأحد خيرة فيما قضى الله ورسوله فقال تبارك وتعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم والمحتج بهذا الخبر إنما صرح بمخالفة النبي صلى الله عليه وسلم عند نفسه بلا شبهة ولا تأويل يحتمل الخبر الذي ذكره إذا زعم إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال للحاجم والمحجوم مفطران لعلة غيبتهما ثم هو زعم أن الغيبة لا تفطر فقد جرد مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم بلا شبهة ولا تأويل

[ 1967 ] وقد روى عن المعتمر بن سليمان عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد رخص النبي صلى الله عليه وسلم في القبلة للصائم والحجامة للصائم حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا المعتمر وهذه اللفظة والحجامة للصائم إنما هو من قول أبي سعيد الخدري لا عن النبي صلى الله عليه وسلم أدرج في الخبر لعل المعتمر حدث بهذا حفظا فاندرج هذه الكلمة في خبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قال قال أبو سعيد ورخص في الحجامة للصائم فلم يضبط عنه قال أبو سعيد فأدرج هذا القول في الخبر

[ 1968 ] حدثنا بهذا الخبر محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وبشر بن معاذ قالا ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت حميدا يحدث عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في القبلة للصائم قال أبو بكر تريدا على هذا قلت للصنعاني والحجامة فغضب فأنكر أن يكون في الخبر ذكر الحجامة والدليل على أنه ليس في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الحجامة

[ 1969 ] أن علي بن سعيد حدثنا أيضا قال ثنا أبو النضر نا الأشجعي عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال رخص للصائم في الحجامة والقبلة فهذا الخبر لخص للصائم في الحجامة والقبلة دال على أنه ليس فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم

[ 1970 ] وقد ثنا أيضا محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا أبو يحيى ثنا حميد الطويل والضحاك بن عثمان عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أنه قال في الحجامة إنما كانوا يكرهون قال أو قال يخافون الضعف

[ 1971 ] وحدثنا بندار نا محمد نا شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف قال أبو بكر فخبر قتادة وخبر أبي يحيى عن حميد والضحاك بن عثمان دالان على أن أبا سعيد لم يحك عن النبي صلى الله عليه وسلم الرخصة في الحجامة للصائم إذ غير جائز أن يروي أبو سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم ويقول كانوا يكرهون ذلك مخافة الضعف إذ ما قد إباحه صلى الله عليه وسلم إباحه مطلقا لا إستثناء ولا شريطة فمباح لجميع الخلق غير جائز أن يقال أباح النبي صلى الله عليه وسلم الحجامة للصائم وهو مكروه مخافة الضعف ولم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم في إباحتها من يأمن الضعف دون من يخافه فإن صح عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم كان مؤدى هذا القول أن أبا سعيد قال كره للصائم ما رخص النبي صلى الله عليه وسلم له فيها وغير جائز أن يتأول هذا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرووا عن النبي صلى الله عليه وسلم رخصة في الشيء ويكرهونه وقد روي أيضا عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث يفطرن الصائم الحجامة والقيء والحلم

[ 1972 ] حدثناه يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وحدثناه محمد بن يحيى ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الرحمن قال أبو بكر وهذا الإسناد غلط ليس فيه عطاء بن يسار ولا أبو سعيد وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبيت بحديثه لسوء حفظه للأسانيد وهو رجل صناعته العبادة والتقشف والموعظة والزهد ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد

[ 1973 ] وروى هذا الخبر سفيان بن سعيد الثوري وهو ممن لا يدانيه في الحفظ في زمانه كثير أحد عن زيد بن أسلم عن صاحب له عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يفطر من قاء ولا من احتلم ولا من احتجم حدثنا أبو موسى نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان عن زيد بن أسلم قال أبو بكر فلو كان هذا الخبر عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري لباح الثوري بذكرهما ولم يسكت عن اسميهما يقول عن صاحب له عن رجل وإنما يقال في الأخبار عن صاحب له وعن رجل إذا كان غير مشهور

[ 1974 ] وحدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم عن سفيان عن زيد بن أسلم عن رجل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا محمد ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر والثوري عن زيد بن أسلم عن رجل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 1975 ] حدثنا محمد حدثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن زيد بن أسلم حدثني رجل من أصحابنا عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفطر من قاء ولا من احتلم ولا من احتجم ولم يرفعه عبد الرزاق

[ 1976 ] نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق حدثنا بن أبي سبرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

[ 1977 ] وحدثنا محمد بن يحيى نا جعفر بن عون أخبرنا هشام بن سعد ثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ 1978 ] حدثنا محمد ثنا أبو نعيم ثنا هشيم عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يفطرن الصائم الاحتلام والقيئ والحجامة سمعت محمد بن يحيى يقول هذا الخبر غير محفوظ عن أبي سعيد ولا عن عطاء بن يسار والمحفوظ عندنا حديث سفيان ومعمر

[ 1979 ] حدثنا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال لا بأس بالحجامة للصائم

[ 1980 ] نا محمد نا حجاج بن منهال عن حماد عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري أنه كان لا يرى بالحجامة للصائم بأسا

[ 1981 ] حدثنا محمد نا نعيم بن حماد عن بن المبارك عن خالد الحذاء عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال لا بأس بالحجامة للصائم

[ 1982 ] نا محمد نا موسى بن هارون البردي نا عبدة عن سليمان الناجي عن أبي المتوكل أن أبا سعيد ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أظن معمرا لفظه

[ 1983 ] حدثنا محمد بن نصر ثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لثمان عشر مضت من رمضان فمر برجل يحتجم فقال أفطر الحاجم والمحجوم

[ 1984 ] وحدثنا أحمد بن نصر نا عبد الله بن صالح ويحيى بن عبد الله بن بكير عن الليث بن سعد حدثني قتادة بن دعامة البصري عن الحسن عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أفطر الحاجم والمحجوم قال أبو بكر فكل ما لم أقل إلى آخر هذا الباب إن هذا صحيح فليس من شرطنا في هذا الكتاب والحسن لم يسمع من ثوبان قال أبو بكر هذا الخبر خبر ثوبان عندي صحيح في هذا الإسناد

باب ذكر الدليل على أن السعوط وما يصل إلى الأنواف من المنخرين يفطر الصائم

[ 1985 ] خبر عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وإذا استنشقت فبالغ إلا أن تكون صائما

باب ذكر تعليق المفطرين قبل وقت الإفطار بعراقيبهم وتعذيبهم في الآخرة بفطرهم قبل تحلة صومهم

[ 1986 ] نا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني قالا ثنا بشر بن بكر نا بن جابر عن سليمان بن عامر أبي يحيى حدثني أبو أمامة الباهليقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا باصوات شديدة قلت ما هذه الأصوات قالوا هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال قلت من هؤلاء قال هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم فقال خابت اليهود والنصارى فقال سليمان ما أدري أسمعه أبو أمامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيء من رأيه ثم انطلق فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا وانتنه ريحا وأسوأه منظرا فقلت من هؤلاء فقال هؤلاء قتلى الكفار ثم انطلق بي فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا وانتنه ريحا كأن ريحهم المراحيض قلت من هؤلاء قال هؤلاء الزانون والزواني ثم انطلق بي فإذا أنا بنساء تنهش ثديهن الحيات قلت ما بال هؤلاء قال هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن ثم انطلق بي فإذا أنا بالغلمان يلعبون بين نهرين قلت من هؤلاء قال هؤلاء ذراري المؤمنين ثم شرف شرفا فإذا أنا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم قلت من هؤلاء قال هؤلاء جعفر وزيد وابن رواحة ثم شرفني شرفا آخر فإذا أنا بنفر ثلاثة قلت من هؤلاء قال هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينظروني هذا حديث الربيع

باب التغليط في إفطار يوم من رمضان متعمدا من غير رخصة إن صح الخبر فإني لا أعرف بن المطوس ولا أباه غير أن حبيب بن أبي ثابت قد ذكر أنه لقي أبا المطوس

[ 1987 ] أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر ح وحدثنا محمد بن بشار بندار نا بن أبي عدي وحدثنا الصنعاني نا خالد بن الحارث قالوا ثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن عمارة بن عمير عن بن المطوس عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله لم يقض عنه صوم الدهر زاد في خبر محمد بن جعفر وإن صامه

[ 1988 ] حدثنا بندار عن أبي داود عن شعبة بهذا الإسناد مثله وزاد قال شعبة قال حبيب فلقيت أبا المطوس فحدثني به

باب ذكر البيان أن الآكل والشارب ناسيا لصيامه غير مفطر بالأكل والشرب

[ 1989 ] حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي ثنا عبد الأعلى نا هشام عن محمد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نسي أحدكم وهو صائم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه

باب ذكر إسقاط القضاء والكفارة عن الآكل والشارب في الصيام إذا كان ناسيا لصيامه وقت الأكل والشرب

[ 1990 ] نا محمد وإبراهيم ابنا محمد بن مرزوق الباهليان البصريان قالا حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أفطر في شهر رمضان ناسيا لا قضاء عليه ولا كفارة هذا حديث محمد وقال إبراهيم في حدثه من أكل أو شرب في رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة

باب ذكر الفطر قبل غروب الشمس إذا حسب الصائم أنها قد غربت

[ 1991 ] حدثنا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة ثنا هشام عن فاطمة عن أسماء ح وحدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت أفطرنا في رمضان في يوم غيم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس قال قلت لهشام وقال أبو عمار فقيل لهشام أمروا بالقضاء قال بد من ذلك قال أبو بكر ليس في هذا الخبر أنهم أمروا بالقضاء وهذا من قول هشام بد من ذلك لا في خبر ولا يبين عندي أن عليهم القضاء فإذا أفطروا والشمس عندهم قد غربت ثم بان أنها لم تكن غربت كقول عمر بن الخطاب والله ما نقضي ما يجانفنا من الإثم جماع

أبواب الأقوال والأفعال المنهية عنها في الصوم من غير إيجاب فطر

باب النهي عن الجهل في الصيام

[ 1992 ] حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن الأعمش ح وثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا بن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن جهل عليه فليقل إني صائم وقال الأشج إذا كان يوم صوم أحدكم

باب الزجر عن السباب والاقتتال في الصيام وإن سب الصائم أو قوتل وإعلام الصائم مقاتله وسابه أنه صائم لعله ينزجر عن قتاله وسبابه إذا علم أنه لا ينتصر منه لعلة صومه

[ 1993 ] حدثنا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز يعني بن محمد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث فإن شاتمه أو سابه وقاتله فليقل إني صائم

باب الأمر بالجلوس إذا شتم الصائم وهو قائم لتسكين الغضب على المشتوم فلا ينتصر بالجواب

[ 1994 ] نا محمد بن بشار ثنا عثمان بن عمر أخبرنا بن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تساب وأنت صائم فإن سابك أحد فقل إني صائم وإن كنت قائما فاجلس

باب النهي عن قول الزور والعمل به والجهل في الصوم والتغليظ فيه

[ 1995 ] حدثنا محمد بن بشار نا عثمان بن عمر نا بن أبي ذئب ح وحدثنا محمد بن عيسى نا عبد الله يعني بن المبارك عن بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه هذا حديث بندار وفي حديث بن المبارك والعمل به والجهل

باب النهي عن اللغو في الصيام والدليل على أن الإمساك عن اللغو والرفث من تمام الصوم مع الدليل على أن الاسم باسم المعرفة بالألف واللام قد يقع على بعض أجزاء العمل ذي الشعب والأجزاء على ما بينته في كتاب الإيمان

[ 1996 ] أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم وأخبرني أنس بن عياض عن الحارث بن عبد الرحمن عن عمه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فلتقل إني صائم إني صائم

باب نفي ثواب الصوم عن الممسك عن الطعام والشراب مع ارتكابه ما زجر عنه غير الأكل والشرب

[ 1997 ] حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا عمرو هو بن أبي عمرو عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر

جماع أبواب الأفعال المباحة في الصيام مما قد اختلف العلماء في إباحتها

باب الرخصة في المباشرة التي هي دون الجماع للصائم والدليل على أن اسم الواحد قد يقع على فعلين أحدهما مباح والآخر محظور إذ اسم المباشرة قد أوقعه الله في نص كتابه على الجماع ودل الكتاب على أن الجماع في الصوم محظور قال المصطفى صلى الله عليه وسلم إن الجماع يفطر الصائم والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قد دل بفعله على أن المباشرة التي هي دون الجماع مباحة في الصوم غير مكروهة

[ 1998 ] حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا بشر يعني بن المفضل حدثنا بن عون عن إبراهيم عن الأسود قال انطلقت أنا ومسروق إلى أم المؤمنين نسألها عن المباشرة فاستحيينا قال قلت جئنا نسأل حاجة فاستحيينا فقالت ما هي سلا عما بدا لكما قال قلنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشر وهو صائم قالت قد كان يفعل ولكنه كان أملك لإربه منكم قال أبو بكر إنما خاطب الله جل ثناؤه نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته بلغة العرب أوسع اللغات كلها التي لا يحيط بعلم جميعها أحد غير نبي والعرب في لغاتها توقع اسم الواحد على شيئين وعلى أشياء ذوات عدد وقد يسمى الشيء الواحد بأسماء وقد يزجر الله عن الشيء ويبيح شيئا آخر غير الشيء المزجور عنه ووقع اسم الواحد على الشيئين جميعا على المباح وعلى المحظور وكذلك قد يبيح الشيء المزجور عنه ووقع اسم الواحد عليهما جميعا فيكون اسم الواحد واقعا على الشيئين المختلفين أحدهما مباح والآخر محظور واسمها واحد فلم يفهم هذا من سفه لسان العرب وحمل المعنى في ذلك على شيء واحد يوهم أن الأمرين متضادان إذ أبيح فعل مسمى باسم وحظر فعل تسمى بذلك الاسم سواء فمن كان هذا مبلغه من العلم لم يحل له تعاطي الفقه ولا الفتيا ووجب عليه التعلم أو السكت إلى أن يدرك من العلم ما يجوز معه الفتيا وتعاطي العلم ومن فهم هذه الصناعة علم أن ما ابيح غير ما حظر وإن كان اسم الواحد قد يقع على المباح وعلى المحظور جميعا فمن هذا الجنس الذي ذكرت أن الله عز وجل دل في كتابه أن مباشرة النساء في نهار الصوم غير جائز تقوله تبارك وتعالى فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل فأباح الله عز وجل مباشرة النساء والأكل والشرب بالليل ثم أمرنا بإتمام الصيام إلى الليل على أن المباشرة المباحة بالليل المقرونة إلى الأكل والشرب هي الجماع المفطر للصائم وأباح الله عز وجل بفعل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم المباشرة التي هي دون الجماع في الصيام إذ كان يباشر وهو صائم والمباشرة التي ذكرها الله في كتابه أنها تفطر الصائم هي غير المباشرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشرها في صيامه والمباشرة اسم واحد واقع على فعلين إحداهما مباحة في نهار الصوم والأخرى محضورة في نهار الصوم مفطرة للصائم ومن هذا الجنس قوله عز وجل يا أيها اللذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع فأمر ربنا جل وعلا بالسعي إلى الجمعة والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قال إذا اتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون إيتوها تمشون وعليكم السكينة فاسم السعي يقع على الهرولة وشدة المشي والمضي إلى الموضع فالسعي الذي أمر الله به أن يسعى إلى الجمعة هو المضي إليها والسعي الذي زجر النبي صلى الله عليه وسلم عنه إتيان الصلاة هو الهرولة وسرعة المشي فاسم السعي واقع على فعلين أحدهما مأمور والآخر منهي عنه وسأبين إن شاء الله تعالى هذا الجنس في كتاب معاني القرآن إن وفق الله لذلك

باب تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم قبلة الصائم بالمضمضة منه بالماء

[ 1999 ] حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث حدثنا الليث عن بكير وهو بن عبد الله بن الأشج عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب أنه قال هششت يوما فقبلت وأنا صائم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت صنعت اليوم أمرا عظيما قبلت وأنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو تمضمضت بالماء وأنت صائم قال فقلت لا بأس بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الربيع أظنه قال ففيم حدثنا محمد بن يحيى قال سمعت أبا الوليد يقول جاءني هلال الرازي فسألني عن هذا الحديث قال أبو بكر عبد الملك بن سعيد هو بن سويد

باب الرخصة في قبلة الصائم

[ 2000 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال سألت عبد الرحمن بن القاسم أسمعت أباك يحدث عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم فسكت عني ساعة ثم قال نعم قال أبو بكر خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير

باب الرخصة في قبلة الصائم رؤوس النساء ووجوههن خلاف مذهب من كان يكره ذلك

[ 2001 ] حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عبيدة حدثنا مطرف ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن مطرف وحدثنا علي بن المنذر حدثنا بن فضيل حدثنا مطرف عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل صائما لا يبالي ما قبل من وجهي حتى يفطر وقال يوسف فقبل ما شاء من وجهي وقال الزعفراني فقبل أي مكان شاء من وجهي

[ 2002 ] وقال أبو بكر في خبر عبد الله بن شقيق عن بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصيب من الرؤوس وهو صائم

باب الرخصة في مص الصائم لسان المرأة خلاف مذهب من كره القبلة للصائم على الفم إن جاز الاحتجاج بمصدع أبي يحيى فإني لا اعرفه بعدالة ولا جرح

[ 2003 ] حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا محمد بن دينار الطاحي حدثنا سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها

باب الرخصة في قبلة الصائم المرأة الصائمة

[ 2004 ] حدثنا بشر بن معاذ حدثنا أبو عوانة عن سعد بن إبراهيم ح وحدثنا يحيى بن حكيم حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله عن عائشة قالت أهوي إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبلني فقلت إني صائمة قال وأنا صائم فقبلني قال بشر بن معاذ عن طلحة رجل من قومه

باب ذكر الدليل على أن القبلة للصائم مباحة لجميع الصوام ولم تكن خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر خبر جابر عن عمر من هذا الباب

[ 2005 ] حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وبشر بن معاذ قالا حدثنا المعتمر قال سمعت حميدا يحدث عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في القبلة للصائم

باب الرخصة في السواك للصائم قال أبو بكر أخبار النبي صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ولم يستثن مفطرا دون صائم ففيها دلالة على أن السواك للصائم عند كل صلاة فضيلة كهو للمفطر

[ 2007 ] قال أبو بكر قد روى عاصم بن عبد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا أحصى يستاك وهو صائم حدثنا أبو موسى حدثنا سفيان يعني بن عيينة عن عاصم بن عبيد الله ح وحدثنا محمد بن بشار وأبو موسى قالا حدثنا يحيى قال بندار قال حدثنا سفيان وقال أبو موسى عن سفيان ح وحدثنا أبو موسى حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان ح وحدثنا جعفر بن محمد الثعلبي حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله غير أن أبا موسى قال في حديث يحيى وقال جعفر بن محمد في حديثه ما لا أحصى أو ما لا أعده قال أبو بكر وأنا بريئ من عهدة عاصم سمعت محمد بن يحيى يقول عاصم بن عبيد الله ليس عليه قياس وسمعت مسلم بن حجاج يقول سألنا يحيى بن معين فقلنا عبد الله بن محمد بن عقيل أحب إليك أم عاصم بن عبيد الله قال لست أحب واحدا منهما قال أبو بكر كنت لا أخراج حديث عاصم بن عبيد الله في هذا الكتاب ثم نظرت فإذا شعبة والثوري قد رويا عنه ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وهما إماما أهل زمانهما قد رويا عن الثوري عنه وقد روى عنه مالك خبرا في غير الموطأ

باب الرخصة في اكتحال الصائم إن صح الخبر وإن لم يصح الخبر من جهة النقل فالقرآن دال على إباحته وهو قول الله عز وجل فالآن باشروهن الآية دال على إباحة الكحل للصائم

[ 2008 ] حدثنا علي بن معبد حدثنا معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع حدثني أبي عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ونزلت معه فدعاني بكحل إثمد فاكتحل في رمضان وهو صائم إثمد غير ممسك قال أبو بكر أنا أبرأ من عهدة هذا الإسناد لمعمر

باب إباحة ترك الجنب الاغتسال من الجنابة الى طلوع الفجر إذا كان مريدا للصوم

[ 2009 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثني سمي وسمعته من سمي سمعه من أبي بكر أن معاوية أرسل إلى عائشة عبد الرحمن بن الحارث قال أبو بكر فذهبت مع أبي فسمعت عائشة تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الصبح وهو جنب فيصوم

[ 2010 ] حدثنا أبو عمار حدثنا سفيان عن سمي ح وحدثنا يحيى بن حكيم حدثنا سفيان حدثنا سمي سمع أبا بكر بن عبد الرحمن المخزومي أنه سمع عائشة تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بمثله قال أبو عمار في كلها عن

باب ذكر خبر روي في الزجر عن الصوم إذا أدرك الجنب الصبح قبل أن يغتسل لم يفهم معناه بعض العلماء فأنكر الخبر وتوهم أن أبا هريرة مع جلالته ومكانه من العلم غلط في روايته والخبر ثابت صحيح من جهة النقل إلا أنه منسوخ لا أن أبا هريرة غلط في رواية هذا الخبر

[ 2011 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن عكرمة عن خالد عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال إني لأعلم الناس بهذا الحديث بلغ مروان أن أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا بندار حدثنا يحيى عن بن جريج حدثني عبد الملك بن أبي بكر عن أبيه أنه سمع أبا هريرة يقول من أصبح جنبا فلا يصوم قال فانطلق أبو بكر وأبوه عبد الرحمن حتى دخل على أم سلمة وعائشة وكلاهما قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا ثم يصوم فانطلق أبو بكر وأبوه حتى أتيا مروان فحدثاه فقال عزمت عليكما لما انطلقتما إلى أبي هريرة فحدثاه فقال أهما قالتا لكما قالا نعم قال هما أعلم إنما أنبأنيه الفضل قال أبو بكر قال أبو هريرة أحال الخبر على مليء صادق بار في خبره إلا أن الخبر منسوخ لا أنه وهم لا غلط وذلك أن الله تبارك وتعالى عند ابتداء فرض الصوم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم كان حظر عليهم الأكل والشرب في ليل الصوم بعد النوم كذلك الجماع فيشبه أن يكون خبر الفضل بن عباس من أصبح وهو جنب فلا يصوم في ذلك الوقت قبل أن يبيح الله الجماع إلى طلوع الفجر فلما أباح الله تعالى الجماع إلى طلوع الفجر كان للجنب إذا أصبح قبل أن يغتسل أن يصوم ذلك اليوم إذ الله عز وجل لما أباح الجماع إلى طلوع الفجر كان العلم محيطا بأن المجامع قبل طلوع الفجر يطرقه فاعلا ما قد إباحه الله له في نص تنزيله ولا سبيل لمن هذا فعله إلى الاغتسال إلا بعد طلوع الفجر ولو كان إذا أدركه الصبح قبل أن يغتسل لم يجز له الصوم كان الجماع قبل طلوع الفجر بأقل وقت يمكن الاغتسال فيه محظورا غير مباح وفي إباحة الله عز وجل الجماع في جماع الليل بعدما كان محظورا بعد النوم بان وثبت أن الجنابة الباقية بعد طلوع الفجر بجماع في الليل مباح لا يمنع الصوم فخبر عائشة وأم سلمة رضى الله تعالى عنهما في صوم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما كان يدركه الصبح جنبا ناسخ لخبر الفضل بن عباس لأن هذا الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم يشبه أن يكون بعد نزول إباحة الجماع إلى طلوع الفجر فاسمع الآن خبرا عن كاتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم بصحة ما تأولت خبر الفضل بن عباس رحمه الله

[ 2012 ] حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد يعني بن مسلم قال سمعت بن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب أنه أخبر زيد بن ثابت عن قول أبي هريرة أنه قال من اطلع عليه الفجر في شهر رمضان وهو جنب لم يغتسل أفطر وعليه القضاء فقال زيد بن ثابت إن الله كتب علينا الصيام كما كتب علينا الصلاة فلو أن رجلا طلعت عليه الشمس وهو نائم كان يترك الصلاة قال قلت لزيد فيصوم ويصوم يوما آخر فقال زيد يومين بيوم

باب الدليل على أن جنابة النبي صلى الله عليه وسلم التي أخر الغسل بعدها إلى طلوع الفجر فصام كان من جماع لا من احتلام

[ 2013 ] حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عراك بن مالك عن عبد الملك بن أبي بكر عن أبيه عن أمه أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من النساء من غير حلم ثم يظل صائما

باب الدليل على أن الصوم جائز لكل من أصبح جنبا واغتسل بعد طلوع الفجر والزجر عن أن يقال كان هذا خاصا للنبي صلى الله عليه وسلم مع الدليل على أن كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مما لم يجز أنه خاص له فعلى الناس التأسي به واتباعه صلى الله عليه وسلم

[ 2014 ] حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله يعني بن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة أن أبا يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب فقال يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب أفأصوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم فقال لست مثلنا يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال والله يعني إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي قال أبو بكر هذا الرجاء من الجنس الذي أقول إنه جائز أن يقول المرء فيما لا يشك فيه ولا يمتري وأنا أرجو أن يكون كذا وكذا إذ لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مستيقنا غير شاك ولا مرتاب أن كان أخشى القوم لله وأعلمهم بما يتقي وهذا من الجنس الذي روي عن علقمة بن قيس أنه قيل له أمؤمن أنت قال أرجو ولا شك ولا ارتياب أنه كان من المؤمنين الذين كان يجري عليهم أحكام المؤمنين من المناكحات والمبايعات وشرائع الإسلام وقد بينت هذه المسألة في كتاب الإيمان فاسمع الدليل الواضح أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بقوله إني لأرجو ما أعلمت أنه قد أقسم بالله أنه أشدهم خشية

[ 2015 ] حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأمر فرغب عنه رجال فقال ما بال رجال آمرهم بالأمر يرغبون عنه والله إني لأعلمهم بالله وأشدهم خشية

جماع أبواب الصوم في السفر من أبيح له الفطر في رمضان عند المسافر

باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصوم في السفر بلفظة مختصرة من غير ذكر السبب الذي قال له تلك المقالة توهم بعض العلماء من لم يفهم السبب أن الصوم في السفر غير جائز حتى أمر بعضهم الصائم في السفر بإعادة الصوم بعد في الحضر

[ 2016 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول أخبرني صفوان ح وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن الزهري ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس من البر الصوم في السفر لم ينسب الحسن كعبا ولم يقل المخزومي الأشعري خرجت هذه اللفظة من كتاب الكبير

باب ذكر السبب الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر

[ 2017 ] حدثنا أبو موسى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري عن محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن جابر بن عبد الله قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه فقالوا هذا رجل صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس البر أن تصوموا في السفر قال أبو بكر فهذا الخبر دال على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال هذه المقالة إذ الصائم المسافر غير قابل يسر الله حتى اشتد به الصوم واحتيج إلى أن يظل

[ 2018 ] وفي خبر سعيد بن يسار عن جابر فغشي عليه فجعل ينضح الماء أي عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال ليس البر الصوم في السفر أي ليس البر الصوم في السفر حتى يغشى على الصائم ويحتاج إلى أن يظلل وينضح عليه إذ الله عز وجل رخص للمسافر في الفطر وجعل له أن يصوم في أيام أخر واعلم في محكم تنزيله أنه أراد بهم اليسر لا العسر في ذلك فمن لم يقبل يسر الله جاز أن يقال له ليس أخذك بالعسر فيشتد العسر عليك من البر وقد يجوز أن يكون في هذا الخبر ليس البر أن تصوموا في السفر أي ليس كل البر هذا قد يكون البر أيضا أن تصوموا في السفر وقبول رخصة الله والإفطار في السفر وسأدلل بعد إن شاء الله عز وجل على صحة هذا التأويل حدثنا بخبر سعيد بن يسار بندار قال حدثنا حماد بن مسعدة عن بن أبي ذئب

باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في تسمية الصوم في السفر عصاة من غير ذكر العلة التي أسماهم بهذا الاسم توهم بعض العلماء أن الصوم في السفر غير جائز لهذا الخبر

[ 2019 ] حدثنا محمد بن بشار بندار حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة فصام حتى بلغ كراع الغميم وصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شربه فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام قال أولئك العصاة أولئك العصاة حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي حدثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد بهذا الإسناد

باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سماهم عصاة إذ أمرهم بالإفطار وصاموا ومن أمر بفعل وإن كان الفعل مباحا فرضا واجبا فترك ما أمر به المباح جاز أن يسمى عاصيا

[ 2020 ] حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سافر في رمضان فاشتد الصوم على رجل من أصحابه فجعلت راحته تهيم به تحت الشجرة فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يفطر ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فوضعه على يده ثم شرب والناس ينظرون

[ 2021 ] حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأمر فرغب عنه رجال فقال ما بال رجال آمرهم بالأمر يرغبون عنه والله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية

[ 2022 ] قال أبو بكر وفي خبر أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على نهر من ماء السماء من هذا الجنس أيضا قال في الخبر إني لست مثلكم إني راكب وأنتم مشاة إني أيسركم فهذا الخبر دل على أن النبي صلى الله عليه وسلم صام وأمرهم بالفطر في الابتداء إذا كان الصوم لا يشق عليه إذا كان راكبا له ظهر لا يحتاج إلى المشي وأمرهم بالفطر إذ كانوا مشاة يشتد عليهم الصوم مع الرجالة فسماهم صلى الله عليه وسلم عصاة إذ امتنعوا من الفطر بعد أمر النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بعد علمه أن يشتد الصوم عليهم إذ لا ظهر لهم وهم يحتاجون إلى المشي

باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر أصحابه بالفطر عام فتح مكة إذ الفطر أقوى لهم من الحرب لا أن الصوم في السفر غير جائز

[ 2023 ] حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية عن ربيعة عن يزيد حدثني قزعة قال أتيت أبا سعيد وهو مكثور عليه فلما تفرق الناس عنه قلت لا أسألك عما يسألك هؤلاء عنه وسألته عن الصوم في السفر فقال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام فنزلنا منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر ثم نزلنا منزلا آخر فقال إنكم مصبحي عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا فكانت عزمة فأفطرنا ثم قال فلقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر قال أبو بكر فهذا الخبر بين واضح النبي صلى الله عليه وسلم سماهم عصاة إذ عزم عليهم في الفطر ليكون أقوى لهم على عدوهم إذ قد دنو منهم ويحتاجون إلى محاربتهم فلم يأتمروا لأمره لأن خبر جابر في عام الفتح وهذا الخبر في تلك السفرة أيضا فلما عزم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم بالفطر يكون الفطر أقوى لهم فصاموا حتى كان يغشى على بعضهم ويحتاج إلى أن يظلل وينضح الماء عليه فيضعفوا عن محاربة عدوهم جاز أن يسميهم عصاة إذ أمرهم بالتقوى لعدوهم فلم يطيعوا ولم يتقووا لهم

باب التغليظ في ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم رغبة عنها وجائز لأن يسمى تارك السنة عاصيا إذا تركها رغبة عنها لا بتركها إذ الترك غير معصية وفعلها فضيلة

[ 2024 ] حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رغب عن سنتي فليس مني

باب ذكر إسقاط فرض الصوم عن المسافر إذ هو مباح له الفطر في السفر على أن يصوم في الحضر من أيام أخر لا أن الفرض ساقط عنه لا تجب عليه إعادته قال الله عز وجل فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر

[ 2025 ] قال أبو بكر خبر أنس بن مالك القشيري خرجته بعد في إباحة الفطر في رمضان للحامل والمرضع

باب ذكر البيان أن الفطر في السفر رخصة لا ان حتما عليه أن يفطر

[ 2026 ] حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن وهب ح وأخبرني عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم أخبرني بن الحارث عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن أبي مراوح عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه قال وفي خبر محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم فعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها

باب استحباب الفطر في السفر في رمضان لقبول رخصة الله التي رخص لعباده المؤمنين إذ الله يحب قابل رخصته

[ 2027 ] حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبي حدثنا بكر بن مضر عن عمارة بن غزية عن حرب بن قيس وزعم عمارة أنه رضى عن نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تترك معصيته

باب ذكر تخيير المسافر بين الصوم والفطر إذ الفطر رخصة والصوم جائز مع الدليل على أن قوله ليس البر وليس من البر الصوم في السفر على ما تأولت لأن الصوم في السفر ليس من البر إذ ما ليس من البر فمعصية ولو كان الصوم في السفر معصية لما جعل للمسافر الخيار بين الطاعة والمعصية والنبي صلى الله عليه وسلم خير المسافر بين الصوم والإفطار

[ 2028 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن هشام بن عروة وحدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن هشام ح وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم أخبرنا محمد يعني بن بكر أخبرنا شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر وكان رجلا يسرد الصوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت بالخيار إن شئت فصم وإن شئت فأفطر

[ 2029 ] حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا عاصم الأحول عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله انهما سافرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان يصوم الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب المفطر على الصائم ولا الصائم على المفطر قال أبو بكر هذا باب طويل خرجته في كتاب الكبير

باب استحباب الصوم في السفر لمن قوي عليه والفطر لمن ضعف عنه

[ 2030 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي ح وحدثنا بندار أيضا حدثنا سلم بن نوح قالا حدثنا الجريري ح وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب بن إسماعيل حدثنا سعيد وهو الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر فلم يعب المفطر على الصائم ولا الصائم على المفطر وكانوا يرون أن من وجد قوة فصام أن ذلك حسن جميل ومن وجد ضعفا فأفطر فذلك حسن جميل هذا حديث الثقفي غير أنه لم يقل في رمضان ولم يقل سالم بن نوح جميل وقال يرون وفي حديث بن علية كنا نغدو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل في رمضان

باب استحباب الفطر في السفر إذا عجز عن خدمة نفسه إذا صام

[ 2031 ] حدثنا عبدة بن عبد الله ومحمد بن خلف الحدادي قالا حدثنا أبو داود الحفري حدثنا سفيان عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران فأتي بطعام فقال لأبي بكر وعمر أدنوا فكلا فقالا إنا صائمان فقال اعملوا لصاحبيكم ارحلوا لصاحبيكم أدنوا فكلا قال محمد بن خلف حدثني سفيان بن سعيد الثوري قال أبو بكر هذا الخبر أيضا من الجنس الذي ذكرت قبل أن للصائم في السفر الفطر بعد مضي بعض النهار إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرهما بالأكل بعد ما أعلماه أنهما صائمان

باب ذكر الدليل على أن الفطر الخادم في السفر أفضل من الصائم المخدوم في السفر

[ 2032 ] حدثنا محمد بن العلاء بن كريب عن حفص بن غياث عن عاصم عن مورق عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر فصام بعض وأفطر بعض فتحزم المفطرون وعملوا وضعف الصوام عن بعض العمل فقال في ذلك ذهب المفطرون اليوم بالأجر

[ 2033 ] حدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية حدثنا عاصم عن مورق عن أنس قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمنا الصائم ومنا المفطر فنزلنا منزلا في يوم حار شديد الحر فمنا من يتقي الشمس بيده وأكثرنا ظلا صاحب الكساء يستظل بها الصائمون وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب المفطرون اليوم بالأجر

باب الرخصة في صوم بعض رمضان وفطر بعض في السفر

[ 2034 ] قال أبو بكر خبر بن عباس صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في رمضان حتى بلغ الكديد ثم أفطر

باب ذكر خبر توهم بعض العلماء أن الفطر في السفر ناسخ لإباحة الصوم في السفر

[ 2035 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا الزهري ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح حتى إذا بلغ الكديد أفطر وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حديث عبد الجبار وزاد قال سفيان لا أدري هذا من قول بن عباس أو من قول عبيد الله أو من قول الزهري

باب ذكر البيان على أن هذه الكلمة وإنما يؤخذ بالآخر ليس من قول بن عباس

[ 2036 ] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا عبيدة بن حميد حدثنا منصور ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن بن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة يريد مكة فصام حتى أتى عسفان فدعا بإناء فوضعه على يده حتى نظر إليه الناس ثم أفطر وكان بن عباس يقول من شاء صام ومن شاء أفطر هذا حديث الحسن بن محمد وقال يوسف سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء فشرب نهارا ليراه الناس ثم أفطر حتى قدم مكة قال كان بن عباس يقول صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر ومن شاء صام ومن شاء أفطر قال أبو بكر هذا الخبر يصرح أن بن عباس كان يرى صوم النبي صلى الله عليه وسلم في السفر في الابتداء وإفطاره بعد هذا من الجنس المباح أن كلا الفعلين جائز لا أن إفطاره بعد بلوغه عسفان كان نسخا لما تقدم من صومه

باب ذكر دليل ثان على أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالفطر عام الفتح لم يكن بناسخ لإباحته الصوم في السفر

[ 2037 ] خبر قزعة بن يحيى عن أبي سعيد قال ولقد رأيتنا نصوم بعد ذلك في السفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمليته قبل

باب الرخصة في الفطر في رمضان في السفر لمن قد صام بعضه في الحضر خلاف مذهب من أوجب عليه الصوم في السفر إذا كان قد صام بعضه في الحضر توهم أن قوله { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } البقرة ان من شهد بعض الشهر وهو حاضر غير مسافر فوجب عليه صوم جميع الشهر وإن سافر في بعضه

[ 2038 ] حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي حدثنا أبو عاصم عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي حدثنا عطية بن قيس حدثنا قزعة بن يحيى عن أبي سعيد الخدري قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لليلتين خلتا من رمضان فخرجنا صواما حتى بلغنا الكديد أمرنا بالفطر فأصبحنا شرحين منا الصائم ومنا المفطر حتى إذا بلغنا مر الظهران أعلمنا بلقاء العدو أمرنا بالفطر فأفطرنا قال أبو بكر خبر بن عباس وأبي نضرة عن أبي سعيد من هذا الباب

باب إباحة الفطر في رمضان في السفر يوم قد مضى بعضه والمرء ناو للصوم قال أبو بكر قد أمليت خبر أبي سعيد الخدري

[ 2039 ] حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي حدثنا بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني حميد أن بكر بن عبد الله المزني حدثه قال سمعت أنس بن مالك يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه أصحابه فشق عليهم الصوم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء فشرب وهو على راحلته والناس ينظرون إليه

باب إباحة الفطر في اليوم الذي يخرج فيه المرء فيه مسافرا من بلده إن ثبت الخبر ضد مذهب من زعم أنه إذا دخل في الصوم مقيما ثم سافر لم يجز له الفطر وإباحة الفطر إذا جاوز المرء بيوت البلدة التي يخرج منها وإن كان قريبا يرى بيوتها

[ 2040 ] أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو موسى محمد بن الثنى حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد هو بن أبي أيوب حدثني يزيد بن أبي حبيب أن كليب بن ذهل الحضرمي حدثه عن عبيد بن جبير قال ركبت مع أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفينة من الفسطاط في شهر رمضان فدفع ثم قرب غداءه فقال اقترب قلت ألست ترى البيوت فقال أبو بصرة أترغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر لست أعرف كليب بن ذهل ولا عبيد بن جبير ولا أقبل دين من لا أعرفه بعدالة

باب الرخصة في الفطر في رمضان في مسيرة أقل من يوم وليلة إن ثبت الخبر فإني لا اعرف منصور بن زيد الكلبي هذا بعدالة ولا جرح

[ 2041 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب قالا أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب ح وحدثنا محمد بن يحيى أخبرنا بن أبي مريم أخبرنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن منصور الكلبي أن دحية بن خليفة خرج من قريته الى قرية عقبة بن عامر من الفسطاط في رمضان فأفطر وأفطر معه الناس وكره آخرون أن يفطروا فلما رجع الى قريته قال والله لقد رأيت اليوم أمرا ما كنت أظن أراه إن قوما رغبوا عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقول في ذلك للذين صاموا قال عند ذلك اللهم اقبضني إليك وقال بن عبد الحكم خرج من قريته بدمشق المزة إلى قدر قرية عقبة بن عامر ثم أنه أفطر والباقي لفظا واحدا قال محمد بن يحيى بن لهيعة يقول في هذا منصور بن زيد الكلبي

باب الرخصة للحامل والمرضع في الإفطار والبيان أن فرض الصوم ساقط عنهما في رمضان على أن يقضيا من أيام أخر إذ النبي صلى الله عليه وسلم قرنهما أو إحديهما إلى المسافر فجعل حكمهما أو حكم إحديهما حكم المسافر

[ 2042 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبو هاشم زياد بن أيوب قالا حدثنا إسماعيل وهو بن علية حدثنا أيوب قال كان أبو قلابة حدثني هذا الحديث ثم قال لي هل لك في الذي حدثنيه فدلني عليه فلقيته فقال حدثني قريب لي يقال له أنس بن مالك قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل كانت لي أخذت فوافقته وهو يأكل فدعاني إلى طعامه فقلت إني صائم فقال أدن أو قال هلم أخبرك عن ذاك إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحبلى والمرضع فكان بعد ذلك يقول ألا أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دعاني إليه قال أبو بكر هذا الخبر من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان أن اسم النصف قد يقع على جزء من أجزاء الشيء وإن لم يكن نصفا على الكمال والتمام أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم في هذا الخبر أن الله عز وجل وضع عن المسافر شطر الصلاة والشطر في هذا الموضع النصف لا القبل ولا التلقاء والجهة أعني قوله تعالى فول وجهك شطر المسجد الحرام ولم يضع الله على المسافر نصف فريضة الصلاة على الكمال والتمام لأنه لم يضع من صلاة الفجر ولا من صلاة المغرب عن المسافر شيئا

[ 2043 ] حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله عن سفيان عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وهو يتغدى فقال أدنه قال إني صائم فقال أدنه أحدثك عن الصيام إن الله قد وضع عن المسافر الصيام وشطر الصلاة وعن الحبلى أو المرضع قال أبو بكر أنس بن مالك الأنصاري هو من بني عبد الله بن مالك

[ 2044 ] حدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن أبي هلال عن عبد الله بن سوادة عن أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن مالك حدثني الحسن بن محمد حدثني عفان حدثنا أبو هلال ح وحدثنا الحسن أيضا حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبو هلال فذكر الحديث فقال عفان في حديثه عن أنس بن مالك وليس بالأنصاري وقال عفان في حديثه والمرضع

باب ذكر إسقاط فرض الصوم عن النساء أيام حيضهن

[ 2045 ] حدثنا محمد بن يحيى وزكريا بن يحيى بن أبان قالا حدثنا بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني زيد وهو بن أسلم عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء فقلن له ما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال ذلك لنقصان عقلها أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم قال فذلك من نقصان دينها هذا حديث محمد بن يحيى

باب ذكر الدليل على أن الحائض يجب عليها قضاء الصوم في أيام طهرها والرخصة لها في تأخير قضاء الصوم الذي أسقط الفرض عنها في أيام حيضها إلى شعبان

[ 2046 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن يحيى قال سمعت أبا سلمة يقول سمعت عائشة تقول كان يكون علي الصيام من رمضان فما أقضيه حتى يأتي شعبان

[ 2047 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة بمثله

[ 2048 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج حدثني يحيى بن سعيد قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن قال سمعت عائشة تقول قد كان علي شيء من رمضان ثم لا أستطيع أن أصومه حتى يجيء شعبان وظننت أن ذلك لمكانها من النبي صلى الله عليه وسلم يحيى يقوله قال وكان يستنظره ما لم يدركه رمضان آخر

[ 2049 ] حدثنا علي بن شعيب حدثنا أبو النضر حدثنا الأشجعي عن سفيان عن السدي عن البهي عن عائشة قالت ما كنت أقضي ما يبقى علي من رمضان زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلا في شعبان

[ 2050 ] حدثنا إبراهيم بن مسعود الهمداني حدثنا أبو أسامة حدثنا زائدة عن إسماعيل السدي عن عبد الله البهي عن عائشة مثله وقال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها

[ 2051 ] حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله عن شيبان عن السدي عن عبد الله البهي قال سمعت عائشة تقول ما قضيت شيئا مما يكون علي من رمضان إلا في شعبان حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال سمعت الليث بن سعد يقول سمعت يزيد بن أبي حبيب وعبيد الله بن أبي جعفر وهما جوهرتا البلاد يقولان فتحت مصر صلحا

باب قضاء ولي الميت صوم رمضان عن الميت إذا مات وأمكنه القضاء ففرط في قضائه

[ 2052 ] حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي حدثني عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر ح وحدثنا محمد بن يحيى حدثنا بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني بن أبي جعفر وحدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا عمرو بن ظافر حدثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن محمد بن جعفر وهو بن الزبير عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام صام عنه وليه

باب قضاء الصيام عن المرأة تموت وعليها صيام والدليل على أن الصائم إذا قضى الحي عن الميت يكون ساقطا عن الميت كالدين يقضى عنه بعد الموت إذ النبي صلى الله عليه وسلم شبه قضاء الصوم عن الميت بقضاء الدين عنها

[ 2053 ] حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر قال قرأت على الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز في المرأة ماتت وعليها صوم قال حدثني عكرمة عن بن عباس قال أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم خمسة عشر يوما قال أرأيت لو أن أمك ماتت وعليها دين أكنت قاضيته قالت نعم قال اقضي دين أمك والمرأة من خثعم

باب الأمر بقضاء الصوم بالنذر عن الناذرة إذا ماتت قبل الوفاء بنذرها

[ 2054 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن امرأة ركبت البحر فنذرت أن تصوم شهرا فماتت فسأل أخوها النبي صلى الله عليه وسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصوم عنها

باب ذكر البيان أن من قضى الصوم عن الناذر والناذرة من ولي أو قريب أو بعيد أو ذكر أو أنثى أو حر أو عبد أو حرة أو أمة فالقضاء جائز عن الميت إذ النبي صلى الله عليه وسلم شبه قضاء صوم النذر عن الميتة بقضاء الدين عنها والدين إذا قضي عن الميت أو الميتة كان القاضي من كان من قريب أو بعيد حر أو عبد والدين ساقط عن الميت مع الدليل على أن قضاء الصوم عن الميت أحق من قضاء الدين عنه إذ النبي صلى الله عليه وسلم أعلم أن الصوم من حقوق الله وأن قضاءه أحق من قضاء حقوق الآدميين

[ 2055 ] حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا أبو خالد حدثنا الأعمش عن الحكم وسلمة بن كهيل ومسلم البطين عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين قال أرأيت إن كان على أختك دين أكنت قضيته قالت نعم قال فحق الله أحق قال أبو بكر لم يقل أحد عن الحكم وسلمة بن كهيل إلا هو

باب الإطعام عن الميت يموت وعليه صوم لكل يوم مسكينا إن صح الخبر فإن في القلب من أشعث بن سوار رحمه الله لسوء حظه

[ 2056 ] حدثنا علي بن معبد حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي حدثنا عبثر عن الأشعث عن محمد وهو بن أبي ليلى عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وعليه صيام شهر فليصم عنه مكان كل يوم مسكينا قال أبو بكر هذا عندي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قاضي الكوفة

باب قدر مكيلة ما يطعم كل مسكين في كفارة الصوم إن ثبت الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد

[ 2057 ] حدثنا أحمد بن داود بن زياد الضبي الواسطي بالأيلة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك بن عبد الله عن بن أبي ليلى عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه رمضان لم يقضه فليطعم عنه لكل يوم نصف صاع من بر

جماع أبواب وقت الإفطار وما يستحب أن يفطر عليه

باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الفطر بلفظ خبر معناه عندي معنى الأمر

[ 2058 ] حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا سفيان ح وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني حدثنا أبو معاوية قالا حدثنا هشام بن عروة ح وحدثنا هارون بن إسحاق حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عاصم بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغربت الشمس أفطر الصائم قال هارون بن إسحاق فقد أفطرت وقال أحمد بن عبده إذا أقبل الليل من هاهنا ولم يقل أحمد ولا هارون لي قال أبو بكر هذه اللفظة فقد أفطر الصائم لفظ خبر ومعناه معنى الأمر أي فليفطر الصائم إذ قد حل له الإفطار ولو كان معنى هذه اللفظة معنى لفظه كان جميع الصوام فطرهم وقتا واحد ولم يكن لقوله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ولقوله لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر معنى ولا كان لقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا معنى لو كان الليل إذا أقبل وأدبر النهار وغابت الشمس كان الصوام جميعا يفطرون ولو كان فطر جميعهم في وقت واحد لا يتقدم فطر أحدهم غيره لما كان لقوله صلى الله عليه وسلم من وجد تمرا فليفطر عليه ومن لم يجد فليفطر على الماء معنى ولكن معنى قوله فقد أفطر أي فقد حل له الفطر والله أعلم

باب ذكر دوام الناس على الخير ما عجلوا الفطر وفيه كالدلالة على أنهم إذا أخروا الفطر وقعوا في الشر

[ 2059 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا بن أبي حازم عن أبيه عن سهل وهو بن سعد ح وحدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان ح وحدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر

باب ذكر ظهور الدين ما عجل الناس فطرهم والدليل على أن اسم الدين قد يقع على بعض شعب الإسلام

[ 2060 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد بن عمرو ح وحدثنا علي بن خشرم حدثنا علي بن محمد ح وحدثنا محمد بن إسماعيل الأحمس حدثنا المحاربي عن محمد بن عمرو وعن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر إن اليهود والنصارى يؤرخون

باب ذكر استحسان سنة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ما لم ينتظر بالفطر قبل طلوع النجوم

[ 2061 ] حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على شيء فإذا قال غابت الشمس أفطر قال أبو بكر هكذا حدثنا به بن أبي صفوان وأهاب أن يكون الكلام الأخير عن غير سهل بن سعد لعله من كلام الثوري أو من قول أبي حازم فأدرج في الحديث

باب ذكر حب الله عز وجل المعجلين للإفطار والدليل على ضد قول بعض أهل عصرنا ممن زعم أنه غير جائز أن يقال أحب العباد إلى الله أعجلهم فطرا إلا أن يكون الله يحب جميع عباده وخالفنا في باب أفعل فادعى مالا يحسنه فقد بينت باب أفعل في غير موضع من كتبنا في كتاب معاني القرآن والكتب المصنفة من المسند

[ 2062 ] حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد نا الأوزاعي حدثني قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل أنه سمع الزهري يحدث ح وحدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا الأوزاعي حدثنا قرة بن عبد الرحمن حدثنا بن شهاب وهو الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تبارك وتعالى أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا

باب استحباب الفطر قبل صلاة المغرب

[ 2063 ] حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا محمد بن عبد العزيز الواسطي حدثنا شعيب بن إسحاق حدثنا سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا موسى بن سهل الرملي حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا القاسم بن غصن عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي المغرب حتى يفطر ولو كان شربة من ماء قال موسى بن سهل أصله كوفي يعني القاسم بن غصن روى عنه وكيع وسليمان بن حيان

باب إعطاء مفطر الصائم مثل أجر الصائم من غير أن ينتقص الصائم من أجره شيئا

[ 2064 ] حدثنا علي بن المنذر حدثنا بن فضيل حدثنا عبد الملك ح وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا يزيد يعني بن زريع حدثنا سفيان بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى كلاهما عن عطاء بن أبي رباح عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينتقص من اجورهم شيء هذا حديث الصنعاني ولم يقل علي أو جهز حاجا

باب استحباب الفطر على الرطب إذا وجد وعلى التمر إذا لم يوجد الرطب

[ 2065 ] حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا مسكين بن عبد الرحمن التميمي حدثني يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما لم يصل حتى نأتيه برطب وماء فيأكل ويشرب إذا كان الرطب وأما الشتاء لم يصل حتى نأتيه بتمر وماء حدثنا محمد بن محرز عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن حميد الطويل بهذا

باب استحباب الفطر على الماء إذا أعوز الصائم الرطب والتمر جميعا

[ 2066 ] حدثنا محمد بن عمرو بن علي بن مقدم وأبو بكر بن إسحاق قالا حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن عبد العزيز بن حبيب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجد تمرا فليفطر عليه ومن لا فليفطر على ماء فإنه طهور قال أبو بكر هذا لم يروه عن سعيد بن عامر عن شعبة إلا هذا

باب الدليل على أن الأمر بالفطر على التمر إذا كان موجودا أمر اختيار واستحباب طالبا للبركة إذ التمر بركة وأن الأمر بالفطر على الماء إذا أعوز التمر أمر استحباب واختيار إذ الماء طهور لاأن الأمر بذلك أمر فرض وإيجاب

[ 2067 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان ح وحدثنا أحمد بن عبدة حدثنا حماد يعني بن زيد كلاهما عن عاصم وحدثنا علي بن المنذر حدثنا بن فضيل حدثنا عاصم عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن عمها سليمان بن عامر الضبي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الصدقة على المسكين صدقة وهي على القريب صدقتان صدقة وصلة وقال صلى الله عليه وسلم إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد فماء فإنه طهور وقال صلى الله عليه وسلم اذبحوا عن الغلام عقيقته وأميطوا عنه الأذى واهريقوا عنه دما هذا حديث عبد الجبار وقال الآخران قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور ولم يذكر قصة الصدقة ولا العقيقة

باب الزجر عن الوصال في الصوم وذكر ما خص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من إباحة الوصال إذ الله تبارك وتعالى فرق بينه وبين أمته في ذلك أن كان الله يطعمه ويسقيه بالليل دونهم مكرمة له صلى الله عليه وسلم

[ 2068 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والوصال قالوا يا رسول الله إنك واصل قال إني لست كأحدكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني

[ 2069 ] حدثنا عبد الله بن محمد الزهري حدثنا أبو سعيد يعني مولى بني هاشم عن شعبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والوصال قالوا يا رسول الله إنك تواصل قال إني أبيت أطعم واسقى

باب تسمية الوصال بتعمق في الدين

[ 2070 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد وحدثنا محمد بن بشار حدثني بن أبي عدي عن حميد عن ثابت عن أنس قال واصل النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين فبلغه ذلك فقال لو مد لنا الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون التعمق لستم مثلي إني أظل فيطعمني ربي ويسقيني

باب الدليل على أن الوصال منهي عنه إذ ذلك يشق على المرء خلاف ما يتأوله بعض المتصوفة ممن يفطر على اللقمة أو الجرعة من الماء فيعذب نفسه ليالي وأياما

[ 2071 ] حدثنا علي بن المنذر حدثنا بن فضيل حدثنا عمارة بن القعقاع عن بن أبي نعيم قال سمعت أبا هريرة يذكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والوصال قالها ثلاثا قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال لستم في ذلك مثلي إني أبيت يطعمني ويسقيني فاكلفوا من العمل ما تطيقون

باب النهي عن الوصال إلى السحر إذ تعجيل الفطر أفضل من تأخيره إن كان الوصال إلى السحر قد إباحه المصطفى صلى الله عليه وسلم

[ 2072 ] حدثنا أحمد بن منيع حدثنا عبيدة يعني بن حميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل إلى السحر ففعل بعض أصحابه فنهاه فقال يا رسول الله إنك تفعل ذلك قال لستم مثلي إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني

باب إباحة الوصال إلى السحر وإن كان تعجيل الفطر أفضل

[ 2073 ] أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم أخبرني عمرو بن مالك الشرعبي عن بن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله يعني مثل حديث بن عمر في الوصال قال فأيكم واصل من سحر إلى سحر

باب ذكر الدليل عن أن لا فرض على المسلمين من الصيام غير رمضان إلا ما يجب عليهم بأفعالهم واقوالهم قال أبو بكر خبر طلحة بن عبيد الله في مسألة النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال وصيام رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع

باب الزجر عن قول المرء صمت رمضان كله

[ 2075 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى يعني بن سعيد حدثنا المهلب بن أبي حبيبة عن الحسن عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم صمت رمضان كله أو قمت رمضان كله الله أعلم أكره التزكية على أمته أو قال لا بد من رقدة أو من غفلة

جماع أبواب صوم التطوع

باب فضل الصوم في المحرم إذ هو أفضل الصيام بعد شهر رمضان

[ 2076 ] حدثنا يوسف بن موسى ومحمد بن عيسى قالا حدثنا جرير عن عبد الملك وهو بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة يرفعه قال محمد بن عيسى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال سئل أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان فقال أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم

باب استحباب صوم شعبان ووصله بشهر رمضان إذ كان أحب الشهور إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصومه

[ 2077 ] حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني حدثنا بن وهب حدثني معاوية وهو بن صالح أن عبد الله بن أبي قيس حدثه أنه سمع عائشة تقول كان وحدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا عبد الرحمن عن معاوية عن عبد الله بن أبي قيس أنه سمع عائشة تقول كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان

باب إباحة وصل صوم شعبان بصوم رمضان والدليل على أن معنى خبر أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان أي إلا تواصلوا شعبان برمضان فتصوموا جميع شعبان أو أن يوافق ذلك صوما كان يصومه المرء قبل ذاك فيصوم ذلك الصيام بعد النصف من شعبان لا أنه نهى عن الصوم إذ انتصف شعبان نهيا مطلقا

[ 2078 ] أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة حدثهم عن عقيل قال حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثتني عائشة قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من أشهر السنة أكثر من صيامه من شعبان كان يصومه كله

[ 2079 ] حدثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا هشام عن يحيى وذكر أبا سلمة أن عائشة حدثته وحدثنا أبو موسى حدثنا أبو عامر حدثنا هشام بن سنبر عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة بمثله وزاد قال وكان يقول خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وكان أحب الصلاة إليه ما داوم عليها منها وإن قلت وكان إذا صلى صلاة أثبتها

باب بدء النبي صلى الله عليه وسلم بصيام عاشوراء وصامه

[ 2080 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى عن هشام عن أبيه عن عائشة أنها قالت كان يوم عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم يعني المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزل رمضان فكان رمضان هو الفريضة وترك عاشوراء فكان من شاء صامه ومن شاء لم يصمه

باب الدليل على أن بدء صيام عاشوراء كان قبل فرض صوم شهر رمضان

[ 2081 ] حدثنا علي بن خشرم حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير وأبو معاوية جميعا عن الأعمش عن عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال دخل الأشعث بن قيس على عبد الله يوم عاشوراء وهو يتغدى وقال له عبد الله أدن يا أبا محمد فأطعم قال إني صائم قال عبد الله هل تدرون ما كان عاشوراء قال وما كان قال كان يصومه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان ثم تركه وقال علي بن خشرم ويوسف فلما نزل رمضان تركه قال يوسف عن عمارة بن عمير

باب ذكر الدليل على أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم صوم عاشوراء بعد نزول فرض صوم رمضان إن شاء تركه لا أنه كان يتركه على كل حال بل كان يتركه إن شاء تركه ويصوم إن شاء صامه

[ 2082 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله أخبرني نافع عن بن عمر قال كان عاشوراء يوم يصومه أهل الجاهلية فلما نزل رمضان سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه

باب ذكر خبر غلط في معناه عالم ممن لم يفهم معنى الخبر وتوهم أن الأمر لصوم عاشوراء جميعا منسوخ بفرض صوم رمضان قال أبو بكر خبر عمار بن ياسر أمرنا بصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان لم نؤمر به خرجته في كتاب الزكاة

[ 2083 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة قال كنا نصوم عاشوراء قبل أن يفرض رمضان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثنا عليه ويتعهدنا عليه فلما افترض رمضان لم يحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتعهدنا عليه وكنا نفعله قال أبو بكر خبر جابر بن سمرة مبني بخبر عمار بن ياسر وفيه دلالة على أنهم قد كانوا يصومون عاشوراء بعد نزول فرض رمضان كخبر بن عمر وعائشة فمن شاء صامه ومن شاء لم يصمه قال أبو بكر سألني مسدد وهو بعض أصحابنا عن معنى خبر عمار بن ياسر فقلت له مجيبا له إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمر أمته بأمر مرة واحدة لم يجب أن يكون الأمر بذلك في كل سنة ولا في كل وقت ثان وكان ما أمر به في وقت من الأوقات فعلى أمته فعل ذلك الشيء إن كان الأمر أمر فرض فالفرض واجب عليهم أبدا حتى يخبر في وقت ثان أن ذلك الفرض ساقط عنهم وإن كان الأمر أمر ندب وإرشاد وفضيلة كان ذلك الفعل فضيلة أبدا حتى يزجرهم عن ذلك الفعل في وقت ثان وليس سكته في الوقت الثاني بعد الأمر به في الوقت الأول يسقط فرضا إن كان أمرهم في الابتداء أمر فرض ولا كان سكوته في الوقت الثاني عن الأمر بأمر الفضيلة ما يبطل أن يكون ذلك الفعل في الوقت الثاني فعل فضيلة لأنه إذا أمر بالشيئ مرة كفى ذلك الأمر إلى الأبد إلا أن يأمر بضده والسكت لا يفسخ الأمر هذا معنى ما أجبت السائل عن هذه المسألة ولعلي زدت في الشرح في هذا الموضع على ما اجبت السائل في ذلك الوقت

باب علة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصيام عاشوراء بعد مقدمة المدينة والدليل على صحة مذهبنا في معنى أولى ضد مذهب من يدعي مالا يحسنه من العلم فزعم أنه غير جائز أن يقال فلان أولى بفلان من فلان إلا أن يكون لفلان أيضا ولاية ولو كان على ما زعم كان اليهود أولياء موسى والمسلمون أولى بهم منهم

[ 2084 ] حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ونحن نصومه تعظيما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أولى بموسى منكم وأمر بصيامه حدثنا بشر بن معاذ حدثنا هشيم بن بشير عن أبي بشر بهذا نحوه قال فصامه وأمر بصومه قال لنا أبو بكر مسلم بن الحجاج كان سألني عن هذا

باب الدليل على أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصيام عاشوراء لم يكن بأمر فرض وإيجاب بدءا ولا عددا وأنه كان أمر فضيلة واستحباب

[ 2085 ] حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية خطب بالمدينة في قدمة قدمها يوم عاشوراء فقال أين علماؤكم يا أهل المدينة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه وأنا صائم فمن أحب أن يصوم فليصم قال أبو بكر لا يكون لم إلا ماضي

باب فضيلة صيام عاشوراء وتحري النبي صلى الله عليه وسلم صيامه لفضله من بين الأيام خلا صيام رمضان

[ 2086 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا عبيد الله وهو بن أبي يزيد واتقنته منه سئل بن عباس عن صيام يوم عاشوراء فقال ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يتحرى فضله إلا عاشوراء وهذا شهر رمضان

باب ذكر تكفير الذنوب بصيام عاشوراء والبيان أن العمل الصالح يتقدم الفعل الشيء يكون بعده فيكفر العمل الصالح الذنوب تكون بعد العمل الصالح لا كما يتوهم من خالفنا في تقديم كفارة اليمين قبل الحنث وزعم أنه غير جائز أن يتقدم المرء عملا صالحا يكفر ذنبا يكون بعده

[ 2087 ] حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد حدثنا غيلان وهو بن جرير حدثنا عبد الله بن معبد هو الزماني عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام يوم عاشوراء إني لأحسب على الله أن يكفر السنة التي قبله وصيام يوم عرفة فإني لأحسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده قال أبو بكر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم صيام يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والتي بعده فدل أن العمل الصالح قد يتقدم الفعل فيكون العمل الصالح المتقدم يكفر السنة التي تكون بعده

باب استحباب ترك الأمهات إرضاع الأطفال يوم عاشوراء تعظيما ليوم عاشوراء إن صح الخبر فإن في القلب من خالد بن ذكوان

[ 2088 ] عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه فكنا بعد نصومه ونصوم صبياننا الصغار ونذهب بهم إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم أعطيناه إياه حتى يكون عند الإفطار

[ 2089 ] قال أبو بكر رواه أبو المطرف بن أبي الوزير حدثتنا غليلة بنت أمينة أمة الله وهي بنت رزينة قالت قالت قلت لأمي أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عاشوراء قالت كان يعظمه ويدعو برضعائه ورضعاء فاطمة فيتفل في افواههم ويأمر أمهاتهن ألا يرضعن إلى الليل

[ 2090 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو المطرف بن أبي الوزير وهذا من ثقات أهل الحديث وحدثنا محمد بن يحيى حدثنا مسلمة بن إبراهيم حدثتنا عليلة بنت الكميت العتكية قالت سمعت أمي أمينة بمثله وزاد فكان الله يكفيهم وقال وكانت أمها خادمة النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها رزينة

باب الأمر بصيام عاشوراء إن أصبح المرء غير ناو للصيام غير مجمع على الصيام من الليل والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله لا صيام لمن لا يجمع الصيام من الليل صوم الواجب دون صوم التطوع

[ 2091 ] حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي عن محمد بن صيفي الأنصاري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء فقال أصمتم يومكم هذا فقال بعضهم نعم وقال بعضهم لا قال فأتموا بقية يومكم هذا وأمرهم أن يؤذنوا أهل العروض أن يتموا بقية يومهم ذلك

باب الأمر بصيام بعض يوم عاشوراء إذا لم يعلم المرء بيوم عاشوراء قبل أن يطعم والفرق في الصوم بين عاشوراء وبين غيره إذ صوم بعض يوم لا يكون صوما في غير يوم عاشوراء لما خص النبي صلى الله عليه وسلم به يوم عاشوراء فأمر بصوم بعض ذلك اليوم وإن كان المرء قد طعم أول النهار

[ 2092 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا يزيد بن أبي عبيد حدثنا سلمة وهو بن الكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم أذن في قومك أو في الناس يوم عاشوراء أن من أكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم

[ 2093 ] خبر أبي سعيد الخدري ومحمد بن صيفي وعبد الله بن المنهال الخزاعي عن عمه وأسماء بن حارثة وبعجة بن عبد الله الجهني عن أبيه كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى وقد خرجته في كتاب الكبير

باب ذكر التخيير بين صيام عاشوراء وإفطاره والدليل على أن الأمر بصوم يوم عاشوراء أمر ندب وإرشاد وفضيلة

[ 2094 ] حدثنا أبو موسى حدثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم أخبرنا عمر بن محمد حدثنا سالم عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اليوم عاشوراء فمن شاء فليصمه ومن شاء فليفطر خبر عائشة ومعاوية من هذا الباب

باب الأمر بأن يصام قبل عاشوراء يوما أو بعده يوما مخالفة لفعل اليهود في صوم عاشوراء

[ 2095 ] حدثنا محمد بن يحيى حدثنا مسدد حدثنا هشيم أخبرنا بن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يوما أو بعده يوما

باب استحباب صوم يوم التاسع من المحرم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم

[ 2096 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا الحكم بن الأعرج قال سألت بن عباس وهو في المسجد الحرام وهو متوسد ردائه فسألته عن صيام عاشوراء فقال اعدد فإذا أصبحت يوم التاسع من محرم أصبح صائما قال قلت أكذاك كان محمد صلى الله عليه وسلم يصوم قال كذاك كان يصوم

[ 2097 ] حدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج بمثله وهو متوسد ردائه في زمزم

[ 2098 ] حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرني يزيد بن هارون حدثنا شعبة عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج عن بن عباس في يوم عاشوراء قال هو يوم التاسع قلت كذلك صام محمد صلى الله عليه وسلم

باب فضل صوم يوم عرفة وتكفير الذنوب بلفظ خبر غير مجمل غير مفسر

[ 2099 ] قال أبو بكر خبر أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة المقبلة أمليته في باب صوم عاشوراء

باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن صوم يوم عرفة مجمل غير مفسر

[ 2100 ] حدثنا جعفر بن محمد الثعلبي حدثنا وكيع عن موسى بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب حدثنا أبو عمار حدثنا سعيد بن سالم عن موسى بن علي اللخمي بمثل حديث وكيع

باب ذكر خبر مفسر للفظتين المجملتين اللتين ذكرتهما والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كره صوم يوم عرفة بعرفات لا غيره وفيه ما دل على أن قوله صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة المستقبلة بغير عرفات

[ 2101 ] حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا أبو داود حدثنا أبو دحية حوشب بن عقيل الجرمي حدثنا العبدي عن عكرمة عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات

باب استحباب الإفطار يوم عرفة بعرفات اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وتقويا بالفطر على الدعاء إذ الدعاء يوم عرفة أفضل الدعاء أو من أفضله

[ 2102 ] حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا حماد يعني بن زيد حدثنا أيوب عن عكرمة عن بن عباس عن أمه أم الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر بعرفة أتي بلبن فشرب

باب ذكر إفطار النبي صلى الله عليه وسلم في عشر ذي الحجة

[ 2103 ] حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو خالد عن الأعمش ح وحدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصم العشر وقال أبو بكر في حديثه قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط

باب ذكر علة قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك لها بعض أعمال التطوع وإن كان يحث عليها وهي خشية أن يفرض عليهم ذلك الفعل مع استحبابه صلى الله عليه وسلم ما خفف على الناس من الفرائض

[ 2104 ] حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك العمل وهو يحب أن يفعله خشية أن يستنن به فيفرض عليهم وكان يحب ما خف على الناس من الفرائض

باب استحباب صوم يوم وإفطار يوم والإعلام بأنه صوم نبي الله داود صلى الله عليه وسلم

[ 2105 ] حدثنا محمد بن أبان حدثنا بن فضيل حدثنا حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال كنت رجلا مجتهدا فزوجني أبي ثم زارني فقال للمرأة كيف تجدين بعلك فقالت نعم الرجل من رجل لا ينام ولا يفطر قال فوقع بي أبي ثم قال زوجتك امرأة من المسلمين فعضلتها فلم أبال ما قال لي مما أجد من القوة والاجتهاد إلى أن بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لكني أنام وأصلي وأصوم وافطر فنم وصل وأفطر وصم من كل شهر ثلاثة أيام فقلت يا رسول الله أنا أقوى من ذلك قال فصم صوم داود صم يوما وأفطر يوما واقرأ القرآن في كل شهر قلت يا رسول الله أنا أقوى من ذلك قال اقرأه في خمس عشرة قلت يا رسول الله أنا أقوى من ذلك قال حصين فذكر لي منصور عن مجاهد أنه بلغ سبعا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك فقال عبد الله لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن يكون لي مثل أهلي ومالي وأنا اليوم شيخ قد كبرت وضعفت وأكره أن اترك ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم

باب الإخبار بأن صوم يوم وفطر يوم أفضل الصيام وأحبه إلى الله وأعدله

[ 2106 ] حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد أملى من أصله حدثني أبي حدثنا شعبة عن زياد بن الفياض عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن الصوم فقال صم يوما من كل شهر ولك أجر ما بقي قلت إني أطيق أكثر من ذلك فقال صم يومين من كل شهر ولك أجر ما بقي قلت إني أطيق أكثر من ذلك قال صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي قلت إني أطيق أكثر من ذلك قال صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب الصيام صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما قال أبو بكر في خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو صم صيام داود فإنه أعدل الصيام عند الله

[ 2108 ] وفي خبر حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو أفضل الصيام صيام داود خرجت طرق هذه الأخبار في كتاب الكبير

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما خبر أن صيام داود أعدل الصيام وأفضله وأحبه إلى الله إذ صائم يوم مفطر يوم يكون مؤديا لحظ نفسه وعينه وأهله أيام فطره ولا يكون مضيعا لحظ نفسه وعينه وأهله

[ 2109 ] حدثنا الحسن بن تسنيم أخبرنا محمد يعني بن بكر وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق قالا أخبرنا بن جريج قال سمعت عطاء يزعم أن أبا العباس الشاعر أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني اسرد وأصلي الليل قال وإما أرسل إليه وإما لقيه فقال ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر وتصلي الليل فلا تفعل فإن لعينيك حظا ولنفسك حظا ولأهلك حظا فصم وأفطر وصل ونم وصم كل عشرة أيام يوما ولك أجر تسعة قال فإني أجدني أقوى لذلك يا رسول الله قال فصم صيام داود قال وكيف كان داود يصوم يا رسول الله قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى قال من لي بهذه يا نبي الله قال عطاء فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الأبد هذا حديث البرساني وفي حديث عبد الرزاق قال إني أصوم أسرد وقال فإما أرسل إلي وقال إني اجدني أقوى من ذلك

باب ذكر الدليل على أن داود كان من أعبد الناس إذا كان صومه ما ذكرنا

[ 2110 ] حدثنا أبو موسى حدثنا أبو الوليد حدثنا عكرمة بن عمار حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عمرو بن العاص قال أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار فذكر الحديث بطوله وقال فقال النبي صلى الله عليه وسلم صم صوم داود فإنه كان أعبد الناس كان يصوم يوما ويفطر يوما ثم قال إنك لا تدري لعله أن يطول بك العمر فلوددت إني كنت قبلت الرخصة التي أمرني بها رسول الله صلى الله عليه وسلم

حدثنا أبو موسى حدثنا أبو الوليد حدثنا عكرمة قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم

باب ذكر تمني النبي صلى الله عليه وسلم استطاعة صوم يوم وافطار يومين

[ 2111 ] حدثنا أحمد بن عبدة أنا حماد يعني بن زيد حدثنا غيلان بن جرير حدثنا عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة قال قال عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بمن يصوم يومين ويفطر يوما قال ويطيق ذلك أحد قال فكيف بمن يصوم يوما ويفطر يوما قال ذاك صوم داود قال فكيف بمن يصوم يوما ويفطر يومين قال وددت أني طوقت ذلك

باب فضل الصوم في سبيل الله ومباعدة الله المرء يصوم يوما في سبيل الله عن النار سبعين خريفا بذكر خبر مجمل غير مفسر

[ 2112 ] حدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد يعني بن عبد الله عن سهيل وهو بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش الأنصاري عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصوم يوما عبد في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على صوم اليوم الذي ذكرناه في سبيل الله إنما باعد الله صائمه به عن النار إنه إذا صامه إبتغاء وجه الله إذ الله ل وعلا لا يقبل من الأعمال إلا ما كان له خالصا

[ 2113 ] حدثنا محمد بن يحيى حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله ابتغاء وجه الله إلا باعد الله عن وجهه وبين النار سبعين خريفا

باب فضل اتباع صيام رمضان بصيام ستة أيام من شوال فيكون كصيام السنة كلها

[ 2114 ] حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عبد العزيز يعني بن محمد الدراوردي عن صفوان بن سليمان وسعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب ألأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ثم أتبعه ستة أيام من شوال فكأنما صام الدهر

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما اعلم أن صيام رمضان وستة أيام من شوال يكون كصيام الدهر إذ الله عز وجل جعل الحسنة بعشر أمثالها أو يزيد إن شاء الله جل وعز

[ 2115 ] حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم والحسين بن نصر بن المبارك المصريان قالا حدثنا يحيى بن حسان حدثنا يحيى بن حمزة عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام الستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة يعني رمضان وستة أيام بعده

باب استحباب صوم الإثنين ويوم الخميس وتحري صومهما اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم

[ 2116 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عاصم عن المسيب بن رافع عن سواء الخزاعي عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين والخميس

باب استحباب صوم يوم الإثنين إذ النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الا ثنين وفيه أوحي إليه وفيه مات صلى الله عليه وسلم

[ 2117 ] حدثنا محمد بن بشار وأبو موسى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثنا بندار أيضا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة ح وحدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن مهدي بن ميمون كلهم عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني يعني عن أبي قتادة الأنصاري قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل عليه عمر فقال يا نبي الله صوم يوم الإثنين قال يوم ولدت فيه ويوم أموت فيه هذا حديث قتادة وفي حديث وكيع سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر عمر وقال فيه ولدت وفيه أوحي إلي

[ 2118 ] وحديث شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه فغضب وسئل عن صوم الإثنين والخميس قال ذاك يوم يعني الإثنين ولدت فيه وبعثت فيه أو قال أنزل علي فيه وفي حديث شعبة سمع عبد الله بن معبد الزماني

باب في استحباب صوم يوم الإثنين والخميس أيضا لأن الأعمال فيها تعرض على الله عز وجل

[ 2119 ] حدثنا سعيد بن أبي يزيد وراق الفريابي حدثنا محمد بن يوسف حدثني أبو بكر بن عياش عن عمر بن محمد حدثني شرحبيل بن سعد عن أسامة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين والخميس ويقول إن هذين اليومين تعرض فيهما الأعمال

[ 2120 ] حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب ان مالك بن أنس أخبره عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل مؤمن إلا عبد بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا أو أرجئوا هذين حتى يفيئا قال أبو بكر هذا الخبر في موطأ مالك موقوف غير مرفوع وهو في موطأ بن وهب مرفوع صحيح

باب فضل صوم يوم واحد من كل شهر وإعطاء الله عز وجل صائم يوم واحد من الشهر مع الدليل على ان الله لم يرد بقوله { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } أنه لا يعطي بالحسنة الواحدة أكثر من عشر أمثالها إذ النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم المبين عنه عز وجل قد أعلم أن الله يعطي بصوم يوم واحد جزاء شهر تام

[ 2121 ] حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري حدثني أبي حدثنا شعبة عن زياد بن فياض عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن الصوم فقال صم يوما من الشهر ولك أجر ما بقى

باب الأمر بصوم ثلاثة أيام من كل شهر استحبابا لا إيجابا

[ 2122 ] حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا محمد وهو بن أبي حرملة عن عطاء بن يسار عن أبي ذر قال أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن إن شاء الله أبدا أوصاني بصلاة الضحى وبالوتر قبل النوم وبصوم ثلاثة أيام من كل شهر

[ 2123 ] حدثنا بشر بن هلال الصواف حدثنا عبد الوارث يعني بن سعيد العنبري عن أبي التياح عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة قال أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاث صوم ثلاثة أيام من كل شهر والوتر قبل النوم وركعتي الضحى

باب ذكر الدليل على أن الأمر بصوم الثلاث من كل شهر أمر ندب لا أمر فرض قال أبو بكر في خبر طلحة بن عبيد الله في مسألة الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم وصوم رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع

[ 2125 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب قالا أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هند أن مطرفا من بني عامر بن صعصعة حدثه أن عثمان بن أبي العاص الثقفي دعا له بلبن يسقيه فقال مطرف إني صائم فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الصوم جنة من النار كجنة أحدكم من القتال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صيام حسن صيام ثلاثة أيام من الشهر

باب ذكر تفضل الله عز وجل على الصائم ثلاثة أيام من كل شهر بإعطائه أجر صيام الدهر بالحسنة الواحدة عشر امثالها

[ 2126 ] حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد حدثنا غيلان بن جرير حدثنا عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة ح وحدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير سمع عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر هذا لفظ حديث شعبة وفي حديث حماد بن زيد صوم ثلاثة أيام من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله قال أبو بكر أخبار أبي هريرة وعبد الله بن عمرو في هذا المعنى خرجته في كتاب الكبير قال وفي خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو فإن كل حسنة بعشر أمثالها فإن ذاك صيام الدهر كله وكذاك في خبر أبي عثمان عن أبي ذر قال وتصديق ذلك في كتاب الله { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }

باب استحباب صيام هذه الأيام الثلاثة من كل شهر أيام البيض منها

[ 2127 ] حدثنا عبد الجبار بن عبد الأعلى حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن موسى بن طلحة عن بن الحوتكية قال قال عمر من حاضرنا يوم القاحة قال أبو ذر أنا شهدت النبي صلى الله عليه وسلم أتي بأرنب وقال مرة جاء أعرابي بأرنب فقال الذي جاء بها إني رأيتها كأنها تدمى فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل منها فقال لهم كلوا فقال رجل إني صائم قال وما صومك فأخبره قال فأين أنت عن البيض الغر قال وما هن قال صيام ثلاثة أيام من كل شهر ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة وحدثنا عبد الجبار حدثنا سفيان حدثني عمر بن عثمان بن موهب عن موسى بن طلحة عن بن الحوتكية عن أبي ذر بمثله قال أبو بكر قد خرجت من هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير وبينت أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب وروى عن بن الحوتكية القصتين جميعا

[ 2128 ] حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة قال سمعت أبا ذر بالربذه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صمت من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

باب إباحة صوم هذه الأيام الثلاثة من كل شهر أول الشهر مبادرة بصومها خوف أن لا يدرك المرء صومها الأيام البيض

[ 2129 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر ويكون من صومه يوم الجمعة قال أبو بكر هذا الخبر يحتمل أن يكون خبر أبي عثمان عن أبي هريرة أوصاني خليلي بثلاث صوم ثلاثة أيام من أول الشهر وأوصى بذلك أبا هريرة ويصوم أيضا أيام البيض فيجمع صوم ثلاثة أيام من الشهر مع صوم أيام البيض ويحتمل ان يكون معنى فعله وما أوصى به أبو هريرة من صوم الثلاثة أيام من أول الشهر مبادرة بهدا الفعل بدل صوم الثلاثة أيام البيض إما علة من مرض أو سفرة أو خوف نزول المنية

باب ذكر الدليل على أن صوم ثلاثة أيام من كل شهر يقوم مقام صيام الدهر كان صوم الثلاثة أيام من أول الشهر أو من وسطه أو من آخره قال أبو بكر في خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو فإن كل حسنة بعشر أمثالها

[ 2130 ] فحدثنا محمد بن الأعلى الصنعاني حدثنا خالد يعني بن الحارث حدثنا شعبة عن يزيد وهو الرشك عن معاذة قالت سألت عائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر أو من كل شهر ثلاثة أيام قالت نعم قالت من أيه قالت لم يكن ببالي من أيه صام

باب ذكر إيجاب الله عز وجل للصائم يوما واحدا إذا جمع مع صومه صدقة وشهود جنازة وعياد مريض

[ 2131 ] حدثنا العباس بن يزيد البحراني أملي ببغداد حدثنا مروان بن معاوية حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم اليوم صائما فقال أبو بكر أنا فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا قال أبو بكر أنا فقال من تبع منكم اليوم جنازة فقال أبو بكر أنا قال من عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة قال أبو بكر هذا الخبر من الجنس الذي بنيت في كتاب الإيمان فلو كان في قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله دخل الجنة دلالة على أن جميع الإيمان قول لا إله إلا الله لكان في هذا الخبر دلالة على أن جميع الإيمان صوم يوم وإطعام مسكين وشهود جنازة وعيادة المريض لكن هذه فضائل لهذه الأعمال لا كما يدعي من لا يفهم العلم ولا يحسنه

باب في صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم خلا ما تقدم ذكرنا له بذكر خبر مجمل غير مفسر

[ 2132 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا سالم بن نوح حدثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق قال سألت عائشة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قالت لا إلا أن يجيء من مغيبه وسألتها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا تاما قالت لا والله ما صام شهرا تاما غير رمضان حتى مضى لسبيله وما مضى شهر حتى يصيب منه وما أفطره حتى يصيب منه وسألتها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي مع السحر قالت لا ولا المصلين قال أبو بكر تعني الذين يصلون بالليل الكثير

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن عائشة إنما أرادت النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا تاما غير رمضان شهر شعبان الذي كان يصل صومه بصوم رمضان قال أبو بكر قد أمليت خبر أبي سلمة وعائشة في مواصلة النبي صلى الله عليه وسلم صوم شعبان برمضان

[ 2133 ] حدثنا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر قالا حدثنا بن وهب حدثنا أسامة بن زيد الليثي أن محمد بن إبراهيم حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وكان يصوم شعبان أو عامة شعبان

باب ذكر صوم أيام متتابعة من الشهر وإفطار أيام متتابعة بعدها من الشهر

[ 2134 ] حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل يعني بن جعفر ح وحدثنا أبو موسى حدثنا خالد يعني بن الحارث قالا حدثنا حميد قال سئل أنس بن مالك عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان يصوم من الشهر حتى نرى أنه لا يريد يفطر منه شيئا ويفطر من الشهر حتى نرى أنه لا يريد يصوم منه شيئا وكنت لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته هذا حديث إسماعيل بن جعفر وفي حديث خالد بن الحارث سئل أنس عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وصومه تطوعا

[ 2135 ] أخبرني بن عبد الحكم ان بن وهب أخبرهم قال وأخبرني بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى أعرف عنه ويفطر حتى أقول ما هو بصائم وكان أكثر صيامه في شعبان

باب ذكر ما أعد الله جل وعلا في الجنة من الغرف لمداوم صيام التطوع إن صح الخبر فإن في القلب من عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة الكوفي وليس هو بعبد الرحمن بن إسحاق الملقب بعباد الذي روى عن سعيد المقبري والزهري وغيرهما هو صالح الحديث مدني سكن واسط ثم انتقل إلى البصرة ولست أعرف بن معانق ولا أبا معانق الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير

[ 2136 ] قال أبو بكر أما خبر عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة فإن بن المنذر حدثنا قال حدثنا بن فضيل حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال يا رسول الله لمن هي قال هي لمن قال طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وقام لله بالليل والناس نيام

[ 2137 ] وأما خبر يحيى بن أبي كثير قال الحسن بن مهدي حدثنا قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن بن معانق أو أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لغرفة قد يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألين الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام

باب ذكر صلاة الملائكة على الصائم عند أكل المفطرين عنده

[ 2138 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حبيب بن زيد عن مولاة يقال لها ليلى عن جدته أم عمارة بنت كعب يعني جدة حبيب بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي صائمة فقربت إليه طعاما فقال تعالي فكلي فقالت إني صائمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة

[ 2139 ] حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى يعني بن يونس عن شعبة عن حبيب أو حبيب الأنصاري شك علي قال سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى عن جدته أم عمارة بنت كعب بمثله سواء وزاد حتى يفرغوا أو يقضوا أكله شعبة شك قال علي قال وكيع حبيب

[ 2140 ] حدثنا علي بن حجر قال أخبرنا شريك عن حبيب بن زيد عن ليلى عن مولاتها عن النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة حتى يمسي

باب الرخصة في صوم التطوع وإن لم يجمع المرء على الصوم من الليل والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله لا صيام لمن لم يجمع الصيام من الليل صوم الواجب دون صوم التطوع

[ 2141 ] حدثنا الحسن بن محمد وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي حدثنا روح حدثنا شعبة عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب طعامنا فجاء يوما فقال هل عندكم من ذلك الطعام فقلت لا فقال إني صائم قال أبو بكر قد ذكرنا أخبار النبي صلى الله عليه وسلم في صيام عاشوراء وأمره بالصوم من لم يجمع صيامه من الليل في أبواب صوم عاشوراء

باب إباحة الفطر في صوم التطوع بعد مضي بعض النهار والمرء ناو للصوم فيما مضى من النهار

[ 2143 ] حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا محمد بن سعيد حدثنا طلحة بن يحيى قال قال حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين ح وحدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت دخل النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال هل عندكم شيء قلنا لا قال فإني إذا صائم قالت ثم جاء يوم آخر فقلنا يا رسول الله أهدي لنا حيس فخبأنا لك فقال أدنيه فقد أصبحت صائما فأكل هذا حديث وكيع

باب ذكر الدليل على أن المفطر في صوم التطوع بعد دخوله فيه مجمعا على صوم ذلك اليوم خلاف مذهب من رأى إيجاب إعادة صوم ذلك اليوم عليه

[ 2144 ] حدثنا محمد بن بشار عن جعفر بن عون ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جعفر بن عون العمري حدثنا أبو عميس عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخا بين سلمان وأبي الدرداء فجاء سلمان يزور أبا الدرداء فوجد أم الدرداء متبذلة فقال لها ما شأنك فقالت إن أخاك ليست له حاجة في الدنيا زاد يوسف يصوم النهار ويقوم الليل قالا فلما جاء أبو الدرداء فرحب به وقرب إليه طعاما فقال له كل فقال أو لست أطعم فقال ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل معه وبات عنده فلما كان من آخر الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فحبسه سلمان فلما كان عند الفجر قال قم الآن فقاما فصليا فقال له سلمان إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك ولضيفك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه فأما النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال صدق سلمان الفارسي

باب تمثيل الصوم في الشتاء بالغنيمة الباردة والدليل على أن الشيء قد يشبه بما يشبهه في بعض المعاني لا في كلها

[ 2145 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب العبسي عن مالك بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء

جماع أبواب ذكر الأيام والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ينهي عن الشيء ويسكت عن غيره غير مبيح لما سكت عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قد زجر عن صوم يوم الفطر ويوم النحر في الأخبار التي رويت عنه في النهي عن صومهما ولم يكن في نهيه عن صومهما إباحة صوم أيام التشريق إذ قد نهى أيضا عن صوم أيام التشريق في غير هذه الأخبار التي نهى فيها عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى



[ 2146 ] حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أبي العالية عن بن عباس قال شهد عندي رجال مرضيون فيهم عمر وأرضاهم عندي عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس ونهى عن صوم يومين يوم الفطر ويوم النحر حدثنا عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي العالية عن بن عباس عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

باب النهي عن صوم أيام التشريق لا بدلالة بتصريح نهي

[ 2147 ] حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري ومحمد بن يحيى القطعي قالا حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد بن إسحاق عن حكم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن مسعود بن الحكم عن أمه أنها حدثته قالت كأني أنظر إلى علي على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء في شعب الأنصار وهو يقول أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ليست أيام صوم إنها أيام أكل وشرب

باب الزجر عن صيام أيام التشريق بتصريح نهي

[ 2148 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن عاصم بن سليمان عن المطلب قال دعا أعرابيا إلى طعامه وذلك بعد يوم النحر فقال الأعرابي إني صائم فقال إني سمعت عبد الله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ينهى عن صيام هذه الأيام

[ 2149 ] أخبرني بن عبد الحكم أن أباه وشعيبا أخبراهم قالا أخبرنا الليث عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن أبي مرة مولى عقيل أنه دخل هو وعبد الله على عمرو بن العاص وذلك الغد أو بعد الغد من يوم الأضحى فقرب إليهم عمرو طعاما فقال عبد الله إني صائم فقال له عمرو أفطر فإن هذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بفطرها وينهى عن صيامها فأفطر عبد الله فأكل وأكلت معه

باب ذكر النهي عن صيام الدهر من غير ذكر العلة التي لها نهي عنه

[ 2150 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون وأبو داود قالا حدثنا شعبة عن قتادة عن مطرف عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام الدهر ما صام وما أفطر أو لا صام ولا أفطر

[ 2151 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا بن علية أخبرنا الجريري عن أبي العلاء بن الشخير ح وحدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل يعني بن علية عن سعيد بن إياس الجريري عن يزيد بن عبد الله الشخير عن مطرف عن عمران بن حصين قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن فلانا لا يفطر نهار الدهر قال لا صام ولا أفطر قال أبو بكر النهي عن الصلاة قتادة عن أبي العالية مشهور وأما في الصوم فقتادة عن أبي العالية فهو غريب

باب ذكر العلة التي لها زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم الدهر

[ 2152 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت إني لأفعل قال ولا تفعل فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك وإن لنفسك حقا ولأهلك حقا ولعينك حقا فنم وقم وصم وافطر معنى واحد هذا حديث عبد الجبار ولم يقل المخزومي ولا تفعل

باب الرخصة في صوم الدهر إذا أفطر المرء الأيام التي زجر عن الصيام فيهن

[ 2153 ] حدثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني حدثنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن عمران بن أبي أنس عن سليمان بن يسار عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال كنت أسرد الصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني أصوم ولا أفطر أفأصوم في السفر قال إن شئت فصم وإن شئت فأفطر قال أبو بكر خرجت طرق هذا الخبر في غير هذا الموضع

باب فضل صيام الدهر إذا أفطر الأيام التي زجر عن الصيام فيها

[ 2154 ] حدثنا محمد بن بشار وأبو موسى قالا حدثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي تميمة عن الأشعري يعني أبا موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا وعقد تسعين

[ 2155 ] حدثنا موسى ومحمد بن عبد الله بن بزيع قالا حدثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي يصوم الدهر تضيق عليه جهنم تضيق هذه وعقد تسعين قال بن بزيع في الذي يصوم الدهر وقال وعقد التسعين سمعت أبا موسى يقول اسم أبي تميمة طريف بن مجالد سمعه من مسلمة بن الصلت الشيباني عن جهضم الهجيمي قال أبو بكر لم يسند هذا الخبر عن قتادة غير بن أبي عدي عن سعيد قال أبو بكر سألت المزني عن معنى هذا الحديث فقال يشبه أن يكون عليه معناه أي ضيقت عنه جهنم فلا يدخل جهنم ولا يشبه أن يكون معناه غير هذا لأن من ازداد لله عملا وطاعة ازداد عند الله رفعة وعلية وكرامة وإليه قربة هذا معنى جواب المزني

[ 2156 ] حدثنا محمد بن نصر بن سابق الخولاني حدثنا بن وهب قال وحدثني معاوية بن صالح يحدث عن عامر بن جشيب أنه سمع زرعة بن ثوب يقول سألت عبد الله بن عمر عن صيام الدهر فقال كنا نعد أولئك فينا من السابقين قال وسألته عن صيام يوم وفطر يوم فقال لم يدع ذلك لصائم مصاما وسألته عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر قال صام ذلك الدهر وأفطره

باب ذكر أخبار رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن صوم يوم الجمعة مجملة غير مفسرة

[ 2157 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار أخبرني يحيى بن جعدة أنه سمع عبد الله بن عمرو القاري يقول أبا هريرة يقول وهو يطوف بالبيت ورب الكعبة ما أنا نهيت عن صيام يوم الجمعة محمد صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة نهى عنها قال سعيد عن يحيى بن جعدة عن عبد الله بن عمرو القاري ولم يقل وهو يطوف بالبيت

باب ذكر الخبر المفسر في النهي عن صيام يوم الجمعة والدليل على أن النهي عنه إذا أفرد يوم الجمعة بالصيام من غير أن يصام قبله أو بعده

[ 2158 ] حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا أبو نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم أو بعده يوم رواه البخاري عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ويحيى بن يحيى عن أبي معاوية عن الأعمش

باب الدليل على أن يوم الجمعة يوم عيد وأن النهي عن صيامه إذ هو عيد والفرق بين الجمعة وبين العيدين الفطر والضحى إذ جاء بنهي صومهما مفردا ولا موصلا بصيام قبل ولا بعد

[ 2161 ] حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا عبد الرحمن عن معاوية عن أبي بشر عن عامر بن لدين الأشعري عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده قال أبو بكر أبو بشر هذا شامي ليس بأبي بشر جعفر بن أبي وحشية صاحب شعبة وهشيم

باب أمر الصائم يوم الجمعة مفردا بالفطر بعد مضي بعض النهار

[ 2164 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي وعبد الأعلى عن سعيد ح وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا خالد يعني بن الحارث حدثنا سعيد ح وحدثنا هارون بن إسحاق حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على جويرية بنت الحارث وهي صائمة يوم الجمعة فقال أصمت أمس قالت لا قال فتصومين غدا قالت لا قال فأفطري وقال هارون أتريدين الصيام غدا

باب النهي عن صوم يوم السبت تطوعا إذا أفرد بالصوم بذكر خبر مجمل غير مفسر بلفظ عام مراده خاص واحسب أن النهي عن صيامه إذ اليهود تعظمه وقد اتخذته عيدا بدل الجمعة

[ 2164 ] حدثنا محمد بن معمر القيسي حدثنا أبو عاصم حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن أخته وهي الصماء قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم وإن لم يجد أحدكم إلا عود عنبة أو لحاء شجرة فليمضغها

[ 2164 ] حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية وهو بن صالح عن عبد الله بن بسر عن أبيه عن عمته الصماء أخت بسر أنها كانت تقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم السبت ويقول إن لم يجد أحدكم إلا عودا أخضرا فليفطر عليه قال أبو بكر خالف معاوية بن صالح ثور بن يزيد في هذا الإسناد فقال ثور عن أخته يريد أخت عبد الله بن بسر قال معاوية عن عمته الصماء أخت بسر عمة أبيه عبد الله بن بسر لا أخت أبيه عبد الله بن بسر

باب ذكر الدليل على أن النهي عن صوم يوم السبت تطوعا إذا أفرد بصوم لا إذا صام صائم يوما قبله أو يوما بعده قال أبو بكر في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن صوم يوم الجمعة إلا أن يصام قبله أو بعده يوما دلالة على أنه قد أباح صوم يوم السبت إذا صام قبله يوم الجمعة أو بعده يوما

[ 2166 ] حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا زيد يعني بن الحباب حدثنا معاوية عن أبي بشر عن عامر الأشعري وهو بن لدين أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الجمعة عيد فلا تجعلوا يوم الجمعة صياما إلا أن يصام قبله أو بعده قال أبو بكر فقد رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في صوم يوم السبت إذا صام صائم يوم الجمعة قبله

باب الرخصة في يوم السبت إذا صام يوم الأحد بعده

[ 2167 ] حدثنا أحمد بن منصور المروزي حدثنا سلمة بن سليمان أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه أن كريبا مولى بن عباس أخبره أن بن عباس وناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثوني إلى أم سلمة أسألها الأيام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر لها صياما قالت يوم السبت والأحد فرجعت إليهم فأخبرتهم وكأنهم أنكروا ذلك فقاموا بأجمعهم إليها فقالوا إنا بعثنا إليك هذا في كذا وكذا وذكر أنك قلت كذا وكذا فقالت صدق إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد كان يقول إنهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم

باب النهي عن صوم المرأة تطوعا بغير إذن زوجها إذا كان زوجها حاضرا غير غائب عنها بذكر خبر لفظه خاص مراده عام من الجنس الذي نقول إن الأمر إذا كان لعلة فمتى كانت العلة قائمة كان الأمر واجبا

[ 2168 ] حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة بلغ به لا تصوم المرأة يوما من غير شهر رمضان وزوجها شاهد إلا بإذنه قال أبو بكر قوله صلى الله عليه وسلم من غير شهر رمضان من الجنس الذي نقول إن الأمر إذا كان لعلة فمتى كانت العلة قائمة والأمر قائم فالأمر قائم والنبي صلى الله عليه وسلم لما أباح للمرأة صوم شهر رمضان بغير أذن زوجها إذ صوم رمضان واجب عليها كان كل صوم صوم واجب مثله جائز لها أن تصوم بغير إذن زوجها ولهذه المسألة كتاب مفرد قد بينت الأمر الذي هو لعلة والزجر الذي هو لعلة

باب ذكر أبواب ليلة القدر والتأليف بين الأخبار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها ما يحسب كثيرا من حملة العلم ممن لا يفهم صناعة العلم أنها متهاترة متنافية وليس كذلك هي عندنا بحمد الله ونعمته بل هي مختلفة الألفاظ متنفقة المعنى على ما سأبينه إن شاء الله

باب ذكر دوام ليلة القدر في كل رمضان إلى قيام الساعة ونفي انقطاعها ينفي الأنبياء

[ 2169 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا أبو عاصم عن الأوزاعي عن مرثد أو أبو مرثد شك أبو عاصم عن أبيه قال لقينا أبا ذر وهو عند الجمرة الوسطى فسألته عن ليلة القدر فقال ما كان أحد بأسأل لها رسول الله مني قلت يا رسول الله ليلة القدر أنزلت على الأنبياء بوحي إليهم فيها ثم ترجع فقال بل هي إلى يوم القيامة فقلت يا رسول الله أيتهن هي قال لو أذن لي لأنبأتكم ولكن التمسوها في السبعين ولا تسألني بعدها قال ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فجعل يحدث فقلت يا رسول الله في أي السبعين هي فغضب علي غضبة لم يغضب علي قبلها ولا بعدها مثلها ثم قال ألم أنهك أن تسألني عنها لو أذن لي لأنبأتكم عنها لأنبأتكم بها ولكن لا آمن أن تكون في السبع الآخر

باب ذكر الدليل على أن ليلة القدر هي في رمضان من غير شك ولا ارتياب في غيره ضد قول من زعم أن الحالف آخر يوم من شعبان أن امرأته طالق أو عبده حر أو أمته حرة ليلة القدر أن الطلاق والعتق غير واقع إلى مضي السنة من يوم حلف لأنه زعم لا يدري ليلة القدر هي في رمضان أو في غيره لقول بن مسعود من يقم الحول يصبها

[ 2170 ] حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن يعني بن مهدي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك الحنفي حدثني مالك بن مرثد عن أبيه قال سألت أبا ذر قال قلت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال أنا كنت أسأل الناس عنها قال قلت يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان أو في غيره فقال بل هي في رمضان قال قلت يا رسول الله تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء رفعت أم هي إلى يوم القيامة قال لا بل هي إلى يوم القيامة قال قلت يا رسول الله في أي رمضان هي قال التمسوها في العشر الأول والعشر الأخير قال ثم حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث فاهتبلت غفلته فقلت يا رسول الله أقسمت عليك لتخبرني أو لما أخبرتني في أي العشرين هي قال فغضب علي ما غضب علي مثله قبله ولا بعده ثم قال إن الله لو شاء أطلعكم عليها التمسوها في السبع الأواخر

باب ذكر الدليل على أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان خلاف قول من ذكرنا مقالتهم في الباب قبل هذا والدليل على أن الحالف يوم شهر رمضان قبل غروب الشمس بطرفه بأن امرأته طالق أو عبده حر فهل هلال شوال كان الطلاق أو العتق أو هما لو كان الحلف بهما جميعا واقعا إذ ليلة القدر قد مضت بعد حلفه من غير شك ولا ارتياب إذ هي في العشر الأواخر من رمضان لا قبل ولا بعد

[ 2171 ] حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر بن سليمان حدثني عمارة بن غزية قال سمعت محمد بن إبراهيم يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الوسط في قبة تركية على سدتها قطعة من حصير قال فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ثم اعتكف العشر الوسط ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف فاعتكف الناس معه قال وإني أريتها ليلة وتر وإني أسجد صبيحتها في طين وماء فأصبح في ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد فأبصرت الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبهته وأنفه في الماء والطين وإذا هي ليلة إحدى وعشرين في العشر الأواخر هذا حديث شريف شريف

باب الأمر بالتماس ليلة القدر وطلبها في العشر الأواخر من رمضان بلفظ مجمل غير مفسر

[ 2172 ] حدثنا علي بن المنذر حدثنا بن فضيل حدثنا عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه عن بن عباس قال كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيقول لي لا تكلم حتى يتكلموا قال فدعاهم فسألهم عن ليلة القدر فقال أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوها في العشر الأواخر أي ليلة ترونها قال فقال بعضهم ليلة إحدى وقال بعضهم ليلة ثلاث وقال آخر خمس وأنا ساكت قال فقال ما لك لا تتكلم قال قلت إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت قال فقال ما أرسلت إليك إلا لتتكلم قال فقلت أحدثكم برأيي قال عن ذلك نسألك قال فقلت السبع رأيت الله عز وجل ذكر سبع سماوات ومن الأرض سبعا وخلق الإنسان من سبع ونبت الأرض سبع قال فقال هذا أخبرتني ما أعلم أرأيت ما لا أعلم ما هو قولك نبت الأرض سبع قال فقلت إن الله يقول { ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا } إلى قوله وفاكهة وأبا والأب نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس قال فقال عمر أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم تجتمع شؤون رأسه بعد إني والله ما أرى القول إلا كما قلت وقال قد كنت أمرتك أن لا تكلم حتى يتكلموا وإني آمرك أن تتكلم معهم

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بطلب ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في الوتر منها لا في الشفع

[ 2173 ] حدثنا سلم بن جنادة حدثنا بن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه عن بن عباس قال كان عمر يسألني مع الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقول لا تكلم حتى يتكلموا فسألهم عن ليلة القدر فقال لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اطلبوها في العشر الأواخر وترا ثم ذكر قصة بن عباس مع عمر

[ 2174 ] حدثنا سلم بن جنادة حدثنا بن إدريس حدثنا عبد الملك عن سعيد بن جبير عن بن عباس مثله إلا أنه قال الأب مما أنبتت الأرض مما لا يأكله الناس وتأكله الأنعام

باب ذكر الدليل على أن الأمر بطلب ليلة القدر في الوتر مما يبقى من العشر الأواخر لا في الوتر مما يمضي منها

[ 2175 ] حدثنا مؤمل بن هشام حدثنا إسماعيل بن علية عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه قال ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال ما أنا بطالبها إلا في العشر الأواخر بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني سمعته يقول التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين أو في سبع بقين أو في خمس بقين أو في ثلاث بقين أو في آخر ليلة فكان لا يصلي في العشرين إلا كصلاته في سائر السنة فإذا دخلت العشر اجتهد

باب ذكر الخبر المفسر للدليل الذي ذكرت في طلب ليلة القدر في الوتر مما يبقى من العشر الأواخر لا مما يمضي منها

[ 2176 ] حدثنا إسحاق بن شاهين أبو بشر الواسطي حدثنا خالد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الأوسط من رمضان وهو يلتمس ليلة القدر قبل أن يتبين له ثم أمر بالبناء فنقض فأبينت له في العشر الأواخر فأمر به فأعيد فخرج إلينا فقال إنها أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأبنيها لكم فتلاحى رجلان فنسيتها فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة قال قلت يا أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا فأي ليلة التاسعة والسابعة والخامسة قال أجل ونحن أحق بذاك إذا كانت ليلة إحدى وعشرين فالتي هي التاسعة ثم دع ليلة ثم التي تليها السابعة ثم دع ليلة ثم التي تليها الخامسة أبا سعيد التي تسمونها أربعا وعشرين وستا وعشرين واثنتين وعشرين

[ 2177 ] حدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله وزاد الثالثة

باب الدليل على أن الوتر مما يبقى من العشر الأواخر قد يكون أيضا الوتر مما مضى منه إذ الشهر قد يكون تسعا وعشرين

[ 2178 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة وهو بن عمار حدثني سماك أبو زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر قال لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قلت يا رسول الله كنت في غرفة تسع وعشرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشهر يكون تسعة وعشرين

باب ذكر الخبر المفسر للدليل الذي ذكرت إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بطلبها ليلة ثلاث وعشرين مما قد مضى من الشهر وكانت ليلة سابعة مما تبقى

[ 2179 ] حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم مضى من الشهر قلنا مضى اثنان وعشرون وبقي ثمان قال لا بل بقي سبع قالوا لا بل بقي ثمان قال لا بل بقي سبع قالوا لا بل بقي ثمان قال لا بل بقي سبع الشهر تسع وعشرون ثم قال بيده حتى عد تسع وعشرون ثم قال التمسوها الليلة

[ 2180 ] خبر عبد الله بن أنيس من هذا الباب التمسوها الليلة وذلك ليلة ثلاث وعشرين

[ 2181 ] خبر أبي سعيد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة إحدى وعشرين وإن جبينه وأرنبة أنفه لفي الماء والطين من هذا الجنس لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان أعلمهم أنه رأى أنه يسجد صبيحة ليلة القدر في ماء وطين فكانت ليلة إحدى وعشرين الوتر مما مضى من الشهر فيشبه أن يكون رمضان في تلك السنة كان تسعا وعشرين فكانت تلك الليلة التاسعة مما بقي من الشهر الحادية والعشرين مما مضى منه

باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بطلب ليلة القدر في السبع الأواخر من غير ذكر العلة التي لها أمر بالاقتصار على طلبها في السبع دون العشر جميعا

[ 2182 ] حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال كان الناس يرون الرؤيا فيقصونها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت على السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر قال أبو بكر هذا الخبر يحتمل معنيين أحدهما في السبع الأواخر فمن كان أن يكون صلى الله عليه وسلم لما علم تواطأ رؤيا الصحابة أنها في السبع الأخير في تلك السنة أمرهم تلك السنة بتحريها في السبع الأواخر والمعنى الثاني أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمرهم بتحريها وطلبها في السبع الأواخر إذا ضعفوا وعجزوا عن طلبها في العشر كله

باب ذكر الخبر الدال على صحة المعنى الثاني الذي ذكرت أنه أمر بطلبها في السبع الأواخر إذا ضعف وعجز طالبها عن طلبها في العشر كله

[ 2183 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عقبة بن حريث قال سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوها في العشر الأواخر يعني ليلة القدر فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي

جماع أبواب ذكر الليالي التي كان فيها ليلة القدر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والدليل على أن ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر من رمضان في الوتر على ما ثبت

باب ذكر الدليل على أن ليلة القدر قد كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الشهر ليلة إحدى وعشرين في رمضان قال أبو بكر خبر أبي سعيد الخدري أمليته في غير هذا الموضع

باب ذكر الأمر بطلب ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين إذ جائز أن تكون ليلة القدر في بعض السنين ليلة إحدى وعشرين وفي بعض ليلة ثلاث وعشرين

[ 2185 ] حدثنا مؤمل بن هشام حدثنا إسماعيل يعني بن علية عن محمد بن إسحاق عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أخيه فلان بن عبد الله بن خبيب قال جلسنا مع عبد الله بن أنيس في مجلس جهينة في هذا الشهر فقلنا يا أبا يحيى هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة قال نعم جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الشهر فقال له رجل متى نلتمس هذه الليلة المباركة قال التمسوها هذه الليلة ثلاث وعشرين فقال رجل من القوم تلك إذا أولى ثمان قال أبو بكر هذا الرجل الذي لم يسمه بن علية هو عبد الله بن عبد الله بن خبيب

[ 2186 ] حدثنا بن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب قالا أخبرنا الليث عن زيد بن أبي حبيب عن محمد بن إسحاق عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن عبد الله بن عبد الله بن خبيب عن عبد الله بن أنيس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل ليلة القدر فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول التمسوها الليلة وتلك ليلة ثلاث وعشرين فقال رجل يا رسول الله هي إذا أولى ثمان فقال بل أولى سبع فإن الشهر لا يتم

باب ذكر كونه ليلة القدر في بعض السنين إذ ليلة سبع وعشرين إذ ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في الوتر على ما ذكرت

[ 2187 ] حدثنا أبو موسى ومحمد بن بشار قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا جابر بن يزيد بن رفاعة عن يزيد بن أبي سليمان عن زر بن حبيش قال لولا سفهائكم لوضعت يدي في أذني فناديت أن ليلة القدر سبع وعشرون نبأ من لم يكذبني عن نبأ من لم يكذبه يعني أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا حديث بندار وقال أبو موسى قال سمعت زر بن حبيش وقال رمضان في العشر الأواخر في السبع الأواخر قبلها نبأ من لم يكذبني عن نبأ من لم يكذبه ولم يقل يعني أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم

[ 2188 ] حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا النضر حدثنا شعبة عن عبدة وهو بن أبي لبابة قال سمعت زر بن حبيش عن أبي قال ليلة القدر إني لأعلمها هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ليلة سبع وعشرين

باب الأمر بطلب ليلة القدر آخر ليلة من رمضان إذ جائز أن يكون في بعض السنين تلك الليلة

[ 2189 ] حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحسن حدثنا علي بن عاصم عن الجريري عن عبد الله بن بريدة عن معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة في خبر أبي بكرة أو في آخر ليلة

باب صفة ليلة القدر بنفي الحر والبرد فيها وشدة ضوئها ومنع خروج شياطينها منها حتى يضيء فجرها

[ 2190 ] حدثنا محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي ومحمد بن موسى الحرشي قالا حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني كنت أريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر من ليلتها وهي ليلة طلقة بلجة لا حارة ولا باردة وزاد الزيادي كأن فيها قمرا يفضح كواكبها وقالا لا يخرج شيطانها حتى يضيئ فجرها

باب صفة الشمس عند طلوعها صبيحة ليلة القدر

[ 2191 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن عبدة بن أبي لبابة وعاصم عن زر قال قلت لأبي يا أبا المنذر ح وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا سفيان عن عبدة بن أبي لبابة انه سمع زرا يقول سألت أبي بن كعب فقلت إن أخاك بن مسعود يقول من يقم الحول يصب ليلة القدر فقال يرحمه الله لقد أراد أن لا يتكلوا ولقد علم أنها في شهر رمضان وأنها في العشر الأواخر وأنها ليلة سبع وعشرين قال قلنا يا أبا المنذر بأي شيء يعرف ذلك قال بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشمس تطلع من ذلك اليوم لا شعاع لها لم يقل الدورقي لقد أراد أن لا يتكلوا حدثنا الدورقي في عقب خبره قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عاصم عن زر نحوه وحدثنا الدورقي حدثنا سفيان عن أبي خالد عن زر نحوه

باب حمرة الشمس عند طلوعها وضعفها صبيحة ليلة القدر والاستدلال بصفة الشمس على ليلة القدر إن صح الخبر فإن في القلب من حفظ زمعة

[ 2192 ] حدثنا بندار حدثني أبو عامر حدثنا زمعة عن سلمة هو بن وهرام عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة

باب الدليل على أن الشمس لا يكون لها شعاع إلى وقت ارتفاعها ذلك اليوم إلى آخر النهار

[ 2193 ] حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد يعني بن زيد عن عاصم عن زر قال قلت لأبي بن كعب أخبرني عن ليلة القدر فإن صاحبنا يعني بن مسعود سئل عنها فقال من يقم الحول يصبها قال رحم الله أبا عبد الرحمن لقد علم أنها في رمضان ولكنه كره أن يتكلوا أو أحب ان لا يتكلوا والله إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين لا يستثني قال قلت أبا المنذر أني علمت ذلك قال بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت لزر ما الآية قال تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة ليس لها شعاع مثل الطست حتى ترتفع

باب ذكر كثرة الملائكة في الأرض ليلة القدر

[ 2194 ] حدثنا عمرو بن علي عن أبي داود حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة القدر ليلة السابعة أو التاسعة وعشرين وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى

باب ذكر البيان أن المدرك لصلاة العشاء في جماعة ليلة القدر يكون مدركا لفضيلة ليلة القدر

[ 2195 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الله بن عبد المجيد الحنفي حدثنا فرقد وهو بن الحجاج قال سمعت عقبة وهو بن أبي الحسناء اليماني قال سمعت أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء الآخرة في جماعة في رمضان فقد أدرك ليلة القدر

باب ذكر إنساء الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة القدر بعد رؤيته إياها

[ 2196 ] قال أبو بكر في خبر أبي سلمة عن أبي سعيد اني كنت أريت ليلة القدر ثم أنسيتها

باب ذكر الدليل على أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ليلة القدر كان في نوم وفي يقظة

[ 2197 ] أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أريت ليلة القدر ثم أيقظني أهلي فنسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر

باب ذكر رجاء النبي صلى الله عليه وسلم وظنه أن يكون رفع علمه ليلة القدر خيرا لأمته من إطلاعهم على علمها إذ الاجتهاد في العمل ليالي طمعا في إدراك ليلة القدر أفضل وأكبر عملا من الاجتهاد في ليلة واحدة خاصة

[ 2198 ] حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا حميد عن أنس قال أخبرني عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يخبر ليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال إني خرجت لأخبركم ليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التسع والسبع والخمس قال أبو بكر فرفعت يعني معرفتي بتلك الليلة

باب مغفرة ذنوب العبد بقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا

[ 2199 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال حفظته عن الزهري ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمرو بن علي قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رواية قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

باب استحباب شهود البدوي الصلاة في مسجد المدينة ليلة ثلاث وعشرين من رمضان إذا كان سكنه قرب المدينة تحريا لأدراك ليلة القدر في مسجدها

[ 2200 ] حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري حدثنا إسماعيل عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال قلت يا رسول الله إني أكون بالبادية وأنا بحمد الله أصلي بها فمرني بليلة أنزلها لهذا المسجد أصليها فيه قال انزل ليلة ثلاث وعشرين قال قلت لابن عبد الله فكيف كان أبوك يصنع قال يدخل صلاة العصر ثم لا يخرج حتى يصلي صلاة الصبح ثم يخرج ودابته يعني على باب المسجد فيركبها فيأتي أهله

جماع أبواب ذكر أبواب قيام شهر رمضان

باب ذكر الدليل على أن قيام شهر رمضان سنة النبي صلى الله عليه وسلم خلاف زعم الروافض الذين يزعمون أن قيام شهر رمضان بدعة لا سنة

[ 2201 ] حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا نوح بن قيس الخزاعي حدثنا نصر بن علي عن النضر بن شيبان عن أبي سلمة عن عبد الرحمن قال قلت لأبي سلمة ألا تحدثنا حديثا سمعته من أبيك سمعه أبوك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلى أقبل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رمضان شهر افترض الله صيامه وإني سننت للمسلمين قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه قال أبو بكر أما خبر من صامه وقامه إلى آخر الخبر فمشهور من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة ثابت لا شك ولا ارتياب في ثبوته أول الكلام وأما الذي يكره ذكره النضر بن شيبان عن أبي سلمة عن أبيه فهذه اللفظة معناها صحيح من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا بهذا الإسناد فإني خائف أن يكون هذا الإسناد وهما أخاف أن يكون أبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئا وهذا الخبر لم يروه عن أبي سلمة أحد أعلمه غير النضر بن شيبان

باب الأمر بقيام رمضان أمر ترغيب لا أمر عزم وإيجاب

[ 2202 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بقيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة يقول من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

باب ذكر مغفرة سالف ذنوب آخر بقيام رمضان إيمانا واحتسابا

[ 2203 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له

باب الصلاة جماعة في قيام شهر رمضان ضد قول من يتوهم أن الفاروق هو أول من أمر بالصلاة جماعة في قيام شهر رمضان

[ 2204 ] حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا زيد بن الحباب عن معاوية قال حدثني نعيم بن زياد أبو طلحة الأنماري قال سمعت النعمان بن بشير على منبر حمص يقول قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرون إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لن ندرك الفلاح وكنا نسميه السحور وأنتم تقولون ليلة سابعة ثلاث وعشرين ونحن نقول سابعة سبع وعشرين فنحن أصوب أم أنتم

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما خص القيام بالناس هذه الليالي الثلاث لليلة القدر فيهن

[ 2205 ] حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا زيد حدثنا معاوية حدثني أبو الزاهرية عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي ذر قال قام بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول ثم قال ما أحسب ما تطلبون إلا وراءكم ثم قام ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قال ما أحسب ما تطلبون إلا وراءكم ثم قمنا ليلة سبع وعشرين إلى الصبح قال أبو بكر هذه اللفظة إلا وراءكم هو عندي من باب الأضداد ويريد أمامكم لأن ما قد مضى هو وراء المرء وما يستقبله هو أمامه والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد ما احسب ما تطلبون أي ليلة القدر إلا فيما تستقبلون لا إنها فيما مضى من الشهر وهذا كقوله عز وجل وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا يريد وكان أمامهم

باب ذكر قيام الليل كله للمصلي مع الإمام في قيام رمضان حتى يفرغ

[ 2206 ] حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا محمد بن الفضيل عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي ذر قال صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يقم بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لو نفلنا بقية ليلتنا هذه قال إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر فقام بنا في الثالثة وجمع أهله ونساؤه فقام بنا حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح قلت وما الفلاح قال السحور

باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ترك قيام ليالي رمضان كله خشية أن يفترض قيام الليل على أمته فيعجزوا عنه

[ 2207 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح ناس يتحدثون بذلك فلما كانت الليلة الثالثة كثر أهل المسجد فخرج فصلى فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم ينادون الصلاة فلا يخرج فكمن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر قام فأقبل عليهم بوجهه فتشهد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم ولكني خشيت أن تفترض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغبهم بقيام رمضان من غير أن يأمر بعزيمة أمر فيقول من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الأمر كذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر حتى جمعهم عمر على أبي بن كعب وصلى بهم فكان ذلك أول ما اجتمع الناس على قيام رمضان

باب إمامة القارئ الأميين في قيام شهر رمضان مع الدليل على أن صلاة الجماعة في قيام رمضان سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا بدعة كما زعمت الروافض

[ 2208 ] حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد فقال ما هؤلاء فقيل هؤلاء ناس ليس معهم قرآن وأبي بن كعب يصلي بهم وهم يصلون بصلاته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابوا أو نعم ما صنعوا

باب استحباب صلاة النساء جماعة مع الإمام في قيام رمضان مع الدليل على أن قيام رمضان في جماعة أفضل من صلاة المرء منفردا في رمضان وإن كان المأمومون قرآء يقرؤون القرآن لا كمن اختار صلاة المنفرد على صلاة الجماعة في قيام رمضان قال أبو بكر في خبر أبي هريرة وقد أعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن أبي بن كعب يؤم قوما ليس معهم قرآن فصوب فعلهم فقال أصابوا أو نعم ما صنعوا

[ 2210 ] وفي خبر جبير بن نفير عن أبي ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة وجاء في الخبر فقام بنا في الثالثة فجمع أهله ونساءه فقام حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح وبعض أصحابه صلى الله عليه وسلم ممن قد صلى معه قارىء للقرآن ليس كلهم آميين

[ 2211 ] وفي قوله صلى الله عليه وسلم من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلته دلالة على أن القارىء والأمي إذا قاما مع الامام الى الفراغ من صلاته كتب له قيام ليلته وكتب قيام ليلة أفضل من كتب قيام بعض الليل

باب في فضل قيام رمضان واستحقاق قائمه اسم الصديقين والشهداء إذا جمع مع قيامه رمضان صيام نهاره وكان مقيما للصلوات الخمس مؤديا للزكاة شاهدا لله بالوحدانية مقرا للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة

[ 2212 ] حدثنا علي بن سعيد التستري أخبرنا الحكم بن نافع عن شعيب يعني بن أبي حمزة عن عبد الله بن أبي حسين حدثني عيسى بن طلحة عن عمرو بن مرة الجهني قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال له يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت الشهر وقمت رمضان وآتيت الزكاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء

باب ذكر عدد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان والدليل على أنه لم يكن يزيد في رمضان على عدد الركعات في الصلاة بالليل ما كان يصلي من غير رمضان

[ 2213 ] حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا سفيان عن بن أبي لبيد ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن أبي لبيد سمع أبا سلمة يقول سألت عائشة فقلت أي أمه أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت كانت صلاته بالليل في شهر رمضان وفيما سوى ذلك ثلاث عشر ركعة هذا حديث عبد الجبار وقال أبو هاشم أتيت عائشة فسألتها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان فقالت كانت صلاته ثلاث عشر ركعة منها ركعتا الفجر

باب استحباب إحياء ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان وترك مجامعة النساء فيهن والاشتغال بالعبادة وإيقاظ المرء أهله فيهن

[ 2214 ] حدثنا عبد الله بن محمد الزهري ومحمد بن الوليد قالا حدثنا سفيان عن أبي يعفور العبدي عن مسلم وهو بن صبيح عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من شهر رمضان شد المئزر وأحيا الليل وأيقظ أهله وقال عبد الله بن محمد الزهري سمعنا عائشة تقول

باب استحباب الاجتهاد في العمل في العشر الأواخر من شهر رمضان

[ 2215 ] حدثنا علي بن معبد حدثنا معلى بن منصور حدثنا عبد الواحد حدثنا الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره

باب استحباب ترك المبيت على الفراش في رمضان إذ البائت على الفرش أثقل نوما وأقل نشاطا للقيام من النائم على غير الفرش الوطيئة الممهدة في شهر رمضان

[ 2216 ] حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا بن وهب حدثني سليمان وهو بن بلال حدثني عمرو وهو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان شد مئزره ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ

جماع أبواب الاعتكاف

باب وقت الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان

[ 2217 ] أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن الوليد حدثنا يعلي بن عبيد حدثنا يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الصبح ثم دخل المكان الذي يريد أن يعتكف فيه فإذا أراد أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان فضرب له خباء وأمرت عائشة فضرب لها خباء وأمرت حفصة فضرب لها خباء فلما رأت زينب خبائها أمرت بخباء فضرب لها فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعتكف في رمضان فاعتكف في شوال

باب إباحة ضرب القباب في المسجد للاعتكاف فيهن قال أبو بكر في خبر عمارة بن غزية حديث أبي سعيد اعتكف في قبة تركية خرجته في غير هذا الباب

باب في اعتكاف شهر رمضان كله

[ 2219 ] حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر حدثني عمارة بن غزية الأنصاري قال سمعت محمد بن إبراهيم يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الوسط في قبة تركية على سدتها قطعة حصير فذكر الحديث بطوله قد أمليته قبل

باب الاقتصار في الاعتكاف على العشر الأوسط والعشر الأواخر من رمضان إذ الاعتكاف كله فضيلة لا فريضة والفضيلة لا تضيق على المرء أن يزيد فيها أو ينقص منها

[ 2220 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الوهاب يعني بن عبد المجيد الثقفي قالا حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الوسط من شهر رمضان فلما أصبح صبيحة عشرين ورجعنا فنام فأري ليلة القدر ثم أنسيها فلما كان العشي جلس على المنبر فخطب الناس فذكر الحديث قال ومن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع إلى معتكفه

باب إباحة الاقتصار من الاعتكاف على العشر الأواخر من شهر رمضان دون العشرين الأولين

[ 2221 ] حدثنا أبو الفضل فضالة بن الفضل حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان في العشر الأواخر فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف فيه عشرين يوما

باب الرخصة في الاقتصار على اعتكاف السبع الوسط من شهر رمضان دون ما قبله وما بعده من رمضان

[ 2222 ] حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا بن وهب حدثني حنظلة بن أبي سفيان أنه سمع سالم بن عبد الله بن عمر يقول سمعت أبي يقول جاوز أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم السبع الأوسط من رمضان فقال النبي صلى الله عليه وسلم من كان منكم متحريا فليتحرها في السبع الأواخر

باب المداومة على اعتكاف العشر الأواخر من شهر رمضان

[ 2223 ] حدثنا محمد بن الحسين بن تسنيم حدثنا محمد بن بكر البرساني حدثنا بن جريج أخبرني الزهري عن حديث عروة وابن المسيب يحدث عروة عن عائشة وسعيد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله

باب الاعتكاف في شوال إذا فات الاعتكاف في رمضان لفضل دوام العمل

[ 2224 ] حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد عن عمرة حدثتني عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد الاعتكاف فاستأذنته عائشة لتعتكف معه فلما رأته زينب معه فأذنت لها فضربت خبائها فسألتها حفصة تستأذن لها لتعتكف معه فلما رأته زينب ضربت معهن وكانت امرأة غيورا فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبيتهن فقال ما هذا البر يردن بهذا فترك الاعتكاف حتى أفطر من رمضان ثم اعتكف في عشر من شوال

باب الاعتكاف في السنة المقبلة إذا فات ذلك لسفر أو علة تصيب المرء

[ 2225 ] حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري حدثنا أبي حدثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان فلم يعتكف عاما فاعتكف من العام المقبل عشرين ليلة

[ 2226 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي قال أنبأنا حميد عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فسافر عاما فلم يعتكف فاعتكف في العام المقبل عشرين ليلة

[ 2227 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي قال أنبأنا حميد عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فلم يعتكف عاما فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين

باب الأمر بوفاء نذر الاعتكاف ينذره المرء في الشرك ثم يسلم الناذر قبل قضاء النذر وإباحة اعتكاف ليلة واحدة في عشر رمضان

[ 2228 ] حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد يعني بن زيد حدثنا أيوب عن نافع قال ذكر عند بن عمر عمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة فقال لم يعتمر منها قال وكان على عمر نذر اعتكاف ليلة في الجاهلية فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يفي به فدخل المسجد تلك الليلة فذكر الحديث قال أبو بكر قد كنت بينت في كتاب الجهاد وقت رجوع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة بعد فتح حنين وإنما كان اعتكاف عمر هذه الليلة بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم وإعطائها إياه من سبي حنين

[ 2229 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن أيوب عن نافع عن بن عمر أن عمر كان عليه نذر اعتكاف في الجاهلية ليلة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يعتكف وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد وهب له جارية من سبي حنين فبينما هو معتكف في المسجد إذ دخل الناس يكبرون فقال ما هذا قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل سبي حنين قال فأرسلوا تلك الجارية وقال بعض الرواة في خبر نافع عن بن عمر عن عمر قال إني نذرت أن أعتكف يوما فان ثبتت هذه اللفظة فهذا من الجنس الذي أعلمت أن العرب قد تقول يوما بليلته وتقول ليلة تريد بيومها وقد ثبتت الحجة في كتاب الله عز وجل في هذا

باب إباحة دخول المعتكف البيت لحاجة الإنسان الغائط والبول

[ 2230 ] حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن عروة بن الزبير وعمرة أن عائشة كانت إذا اعتكفت في المسجد فدخلت بيتها لحاجة لم تسأل عن المريض إلا وهي مارة قالت عائشة وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان وكان يدخل علي رأسه وهو في المسجد فأرجله

باب ترك دخول المعتكف البيت إلا لحاجة الإنسان وإباحة إخراج المعتكف رأسه من المسجد إلى المرأة لتغسله وترجله

[ 2231 ] أخبرني بن عبد الحكم ان بن وهب أخبرهم قال أخبرني يونس ومالك والليث عن بن شهاب عن عروة وعمرة بمثل حديث يونس بن عبد الأعلى سواء غير أنه قال إلي رأسه

باب الرخصة في ترجيل المرأة الحائض رأس المعتكف ومسها إياه وهي خارجة من المسجد

[ 2232 ] حدثنا أبو موسى حدثني محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن هشام بن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان معتكفا في المسجد فتجيء عائشة فيخرج رأسه فترجله وهي حائض

باب الرخصة في زيارة المرأة وزوجها في اعتكافه ومحادثتها إياه عند زيارتها إياه

[ 2233 ] حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا

باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بلغ مع صفية حين أراد قلبها إلى منزلها باب المسجد لا أنه خرج من المسجد فردها إلى منزلها

[ 2234 ] حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عن أبي الحسين أن صفية زوح النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت لتنقلب وقام النبي صلى الله عليه وسلم ليقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد الذي عند باب أم سلمة مر بها رجلان من الأنصار فذكر الحديث

باب الرخصة في السمر للمعتكف مع نساءه في الاعتكاف خبر صفية من هذا الباب

[ 2235 ] حدثنا الفضل بن أبي طالب حدثنا المعلى بن عبد الرحمن الواسطي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبي معمر عن عائشة قالت كنت أسمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معتكف وربما قال قالت كنت أسهر قال أبو بكر هذا خبر ليس له من القلب موقع وهو خبر منكر لو لا ما استدللت من خبر صفية على إباحة السمر للمعتكف لم يجز أن يجعل لهذا الخبر باب على أصلنا فان هذا الخبر ليس من الأخبار التي يجوز الاحتجاج بها إلا أن في خبر صفية غنية في هذا فأما خبر صفية ثابت صحيح وفيه ما دل على أن محادثة الزوجة زوجها في اعتكافه ليلا جائز وهو السمر نفسه

باب الافتراش في المسجد ووضع السرر فيه للاعتكاف

[ 2236 ] حدثنا محمد بن يحيى حدثنا نعيم بن حماد حدثنا عبد العزيز يعني بن محمد عن عيسى بن عمر بن موسى عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اعتكف طرح له فراشه أو وضع له سريره وراء أسطوانة التوبة قال أبو بكر إسطوانة التوبة هي التي شد أبو لبابة بن عبد المنذر عليها وهي على غير القبلة

باب الرخصة في بناء بيوت السعف في المسجد للاعتكاف فيها

[ 2237 ] حدثنا أحمد بن نصر حدثنا مالك بن سعير حدثنا بن أبي ليلى عن صدقة وهو بن يسار عن عبد الله بن عمر قال بني لنبي الله صلى الله عليه وسلم بيت من سعف اعتكف في رمضان حتى إذا كان ليلة أخرج رأسه فسمعهم يقرؤون فقال إن المصلي إذا صلى يناجي ربه فليعلم أحدكم ما يناجيه يجهر بعضكم على بعض يريد إنكار الجهر بعضهم على بعض

باب الرخصة في وضع الأمتعة التي يحتاج إليها المعتكف في اعتكافه في المسجد

[ 2238 ] حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا بن جريج عن سليمان الأحول عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة قال اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الأوسط من رمضان فلما كان صبيحة عشرين ذهبنا ننقل متاعنا فقال لنا من كان منكم اعتكف فليرجع إلى معتكفه فإني أريت هذه الليلة فنسيتها وأريتني أسجد في ماء وطين

باب الخبر الدال على إجازة الاعتكاف بلا مقارنة للصوم إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر باعتكاف ليلة ولا صوم في الليل

[ 2239 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن عمر بن الخطاب سأل النبي عليه السلام فقال إني نذرت أن أعتكف ليلة في الجاهلية فقال النبي صلى الله عليه وسلم أوف بنذرك

باب الرخصة للنساء في الاعتكاف في مسجد الجماعات مع أزواجهن إذا اعتكفوا

[ 2240 ] في خبر عائشة فاستأذنته عائشة لتعتكف معه فأذن لها ثم أستأذنت لحفصة قد أمليت الحديث بتمامه

باب ذكر المعتكف ينذر في اعتكافه ما ليس له فيه طاعة وليس بنذر يتقرب إلى الله عز وجل

[ 2241 ] أخبرني الحسن بن محمد بن الصباح عن الشافعي قال ومن نذر أن يعتكف قائما فلا يكلم أحد ولا يأكل ولا يضطجع على فراش على معنى التقرب بلا يمين جلس وتكلم وأكل وأفترش بلا كفارة وإنما يوفي من النذر بما كانت لله فيه طاعة فأما من نذر ما ليس لله فيه طاعة فلا يفي به ولا يكفر أخبرنا مالك بن أنس عن طلحة بن عبد الملك الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه قال أبو بكر في خبر بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبا إسرائيل قائما في الشمس فقال ما له قائم في الشمس قالوا نذر أن يصوم وأن لا يجلس ولا يستظل قال مروه فليجلس وليستظل وليصم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوفاء بالصوم الذي هو طاعة وترك القيام في الشمس إذ لا طاعة في القيام في الشمس وإن كان القيام في الشمس ليس بمعصية إلا أن يكون فيه تعذيب فيكون حينئذ معصية قد خرجت هذا الجنس على الاستقصاء في كتاب النذور

باب وقت خروج المعتكف من معتكفه والدليل على أن المعتكف يخرج من معتكفه مصبحا لا ممسيا

[ 2243 ] حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله بن وهب أن مالكا أخبره عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الوسط من رمضان فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه قال من اعتكف معنا فليعتكف في العشر الأواخر وذكر الحديث بطوله آخر كتاب الصوم