الجزء الثاني: بقية من مسند عبد الله بن أنيس
 [ 905 ] حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه بلغني أن بن سفيان بن نبيح الهذلي جمع لي الناس ليغزوني وهو بنخلة أو بعرنة فأته قال قلت يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه فقال آية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له قشعريرة قال فخرجت متوشحا بسيفي حتى وقعت عليه في ظعن يرتاد لهن منزلا حين كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة فأخذت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة فصليت وأنا أمشي نحوه أوميء برأسي فلما أنتهيت اليه قال ممن الرجل قلت رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاء لذلك قال أجل إني أنا في ذلك قال فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه منكبات عليه فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني قال قد أفلح الوجه قال قلت قتلته يا رسول الله قال صدقت قال ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلني بيته فأعطاني عصا فقال أمسك هذه العصا عندك يا عبد الله بن أنيس قال فخرجت بها على الناس فقالوا ما هذه العصا قلت أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها قالوا أفلا ترجع فتسأله لم ذلك قال فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا قال آية بيني وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المختصرون أو المتخصرون يومئذ فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ثم دفنا جميعا رحمه الله

[ 906 ] حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري حدثني يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس حدثني الحسن بن يزيد عمي عن عبد الله بن أنيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه سرية وحده

[ 907 ] حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا يونس بن بكير حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك حدثني أبي عن جدي أبي أمي عن عبد الله بن أنيس قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا قتادة وحليفا لهم من الأنصار وعبد الله بن عتيك الى بن أبي الحقيق لنقتله فخرجنا فجئنا خيبر ليلا فتتبعنا أبوابهم فغلقنا عليهم من خارج ثم جمعنا المفاتيح فأرقيناها فصعد القوم في النخل ودخلت أنا وعبد الله بن عتيك في درجة أبي الحقيق فتكلم عبد الله بن عتيك فقال بن أبي الحقيق ثكلتك أمك عبد الله أنى لك بهذه البلدة قومي فافتحي فإن الكريم لا يرد عن بابه هذه الساعة فقامت فقلت لعبد الله بن عتيك دونك فأشهر عليهم السيف فذهبت امرأته لتصيح فأشهر عليها وأذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن قتل النساء والصبيان فأكف فقال عبد الله بن أنيس فدخلت عليه في مشربة له فوقفت أنظر الى شدة بياضه في ظلمة البيت فلما رآني أخذ وسادة فاستتر بها فذهبت أرفع السيف لأضربه فلم أستطع من قصر البيت فوخزته وخزا ثم خرجت فقال صاحبي فعلت قلت نعم فدخل فوقف عليه ثم خرجنا فانحدرنا من الدرجة فسقط عبد الله بن عتيك في الدرجة فقال وارجلاه كسرت رجلي فقلت له ليس برجلك بأس ووضعت قوسي واحتملته وكان عبد الله قصيرا ضئيلا فأنزلته فإذا رجله لا بأس بها فانطلقنا حتى لحقنا أصحابنا وصاحت المرأة يابياتاه فيثور أهل خيبر ثم ذكرت موضع قوسي في الدرجة فقلت والله لأرجعن فلآخذن قوسي فقال أصحابي قد تثور أهل خيبر تقتل فقلت لا أرجع أنا حتى آخذ قوسي فرجعت فإذا أهل خيبر قد تثوروا وإذا مالهم كلام إلا من قتل بن أبي الحقيق فجعلت لا أنظر في وجه أنسان ولا ينظر في وجهي إلا قلت كما يقول من قتل بن أبي الحقيق حتى جئت الدرجة فصعدت مع الناس فأخذت قوسي ثم لحقت أصحابي فكنا نسير الليل ونكمن النهار فإذا كمنا النهار أقعدنا ناطورا ينطرنا حتى إذا إقتربنا من المدينة فكنا بالبيداء كنت أنا ناطرهم ثم إني ألحت لهم بثوبي فانحدروا فخرجوا جمزا وانحدرت في آثارهم فأدركتهم حتى بلغنا المدينة فقال لي أصحابي هل رأيت شيئا فقلت لا ولكن رأيت ما أدرككم من العناء فأحببت أن يملكم الفزع وأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال صلى الله عليه وسلم أفلحت الوجوه فقلنا أفلح وجهك يا رسول الله قال فقتلتموه قلنا نعم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف الذي قتل به فقال هذا طعامه في ذباب السيف