المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
مصنف ابن أبي شيبة
في الاحاديث والاثار للحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ابراهيم بن عثمان ابن أبي بسكر بن أبي شيبة الكوفي العبسي المتوفي سنة 235 ه‍ طبعة مستكملة النص ومنفحة ومشكولة ومرقمة الاحاديث ومفهرسة الجزء الاول الطهارات ، الاذان الاقامة ، الصلاة ضبطه وعلق عليه الاستاذ سعيد اللحام الاشراف الفني والمراجعة والتصحيح : مكتب الدراسات والبحوث في دار الفكر دار الفكر

مقدمة الناشر
الحمد لله الذي هدانا بالكتاب والسنة وأخذ علينا ميثاق الاقتداء بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة ، وأحلنا باتباع اعلم العالمين محلا منيفا ونهانا عن ارتكاب البدع المحدثات وأمرنا باتباع السنة في كل الاوقات ، وشرف المتبعين للسنة تشريعا وأخبرنا عن لسان نبيه أن المتبعين لسنة زمن ضعف الايمان وفساد الناس يضاعف لهم الثواب وهم المنصورون . عن معاوية بن قرة قال : سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال الناس في أمتي منصورين لا يضيرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة . ولقد أحسن الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في تفسير هذا الخبر ، أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث . وبعد . فهذا الكتاب في الاحاديث والاثار ، الشهير بمصنف ابن أبي شيبة ، للامام الحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن عثمان بن أبي شيبة العبسي الكوفي أحد أوائل جامعي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، جمع فيه الحديث والاثار ، حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وآثاره كلها وآثار أصحابه والتابعين رضي الله تعالى عنهم أجمعين . جمع إمامنا الحافظ هذه الاحاديث والاثار من كل من سمع أو عرف حديثا أو أثرا دون أي محاكمة أو شروط ولم يترك إلا الواضح الوضع الظاهر الكذب . وأخذ عنه الحديث الكثيرون ومنهم شيخي أهل الحديث البخاري ومسلم ، والعديد من أصحاب السنن كأبي داود وابن ماجة والبغوي وسواهم . فالمصنف من أوائل كتب الحديث التي جمعت في طياتها مختلف الاراء والاقوال وشتى النقول للحديث النبوي الشريف فهو لا غنى عنه لكل باحث في أصول الفقه والحديث إذا أراد معرفة منشا أي رأي أو قول أو مرجعه وسنده . . ودار الفكر دأبت منذ تأسيسها وأخذت على عاتقها نشر وطيع التراث الاسلامي في مختلف العلوم والفنون وتعميمه في العالمين العربي والاسلامي وجعله في متناول كل باحث ودارس وقارئ يسرها اليوم أن تقدم للمشتغلين في الحديث النبوي الشريف هذا السفر العظيم في الحديث والاثر في طبعة جديدة منقحة ومصححة ومفهرسة ، سهلة التناول ، قريبة المجتنى ، لتكون عونا لكل باحث ومشتغل في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم آملين أن نكون قد وقفنا في تقدم العون للقارئ العربي باخراج هذا الكتاب الاخراج اللائق بقدسية هذا الاثر وطهارته . بيروت 15 ربيع الثاني 1409 ه‍ 24 تشرين الثاني ( نوفمير ) 1988 دار الفكر بسم الله الرحمن الرحيم المؤلف والكتاب هو الامام الحافظ الثقة أبي بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة العبسي الكوفي أحد جامعي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وآثاره وآثار الصحابة والتابعين . مولده : ولد منتصف القرن الثاني للهجرة . وتوفي سنة 235 هجرية قال البخاري : مات أبو بكر بن أبي شبية في المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين . مشايخه : قال الذهبي في تذكره الحفاظ : هو صاحب المسند والمصنف وغير ذلك ، سمع من شريك بن عبد الله قاضي الكوفة وأبو الاحوص وعبد الملك بن المبارك وسفيان بن عيينة وجرير بن عبد الحميد وطبقتهم . ومن خلال المصنف نعرف أنه سمع عن الاعمش ووكيع وابن علية ومروان بن معاوية وإسحاق بن سليمان ومحمد بن بشر وابن فضيل وعلي بن مسهر وغيرهم كثير . من أخذ عنه : وممن أخذ عنه الحديث والاثار : - أبو زرعة . - الامام البخاري صاحب الصحيح ، محمد بن إسماعيل الجعفي . - محمد بن مسلم صاحب الجامع الصحيح . - أبو داود صاحب السنن ، سليمان بن الاشعث السجستاني - ابن ماجة صاحب السنن ، محمد بن يزيد القزيني . - أبو بكر بن أبي عاصم . - بقي بن مخلد . - البغوي صاحب التفسير . - جعفر الفريابي . - وأمم سواهم . قالوا عنه : * قال عنه الامام أحمد : أبو بكر صاحب المصنف صدوق هو أحب إلي من أخيه عثمان . * قال العجلي : ثقة حافظ . * قال أبو زرعة الرازي والفلاس مثله : ما رأيت أحفظ من ابن أبي شيبة . * قال أبو عبيد ، انتهى الحديث إلى أربعة : فأبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له ، وأحمد أفقههم فيه ، وابن معين أجمعهم له ، وابن المديني أعلمهم به . * قال صالح بن محمد : أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني وأحفظهم له عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة . * قال الخطيب : كان أبو بكر متقنا حافظا صنف المصنف والمسند والاحكام والتفسير . * قال ابن النديم : إن أبا بكر بن أبي شيبة من المحدثين المصنفين وله من الكتب كتاب السنن في الفقه . * بيد أن أهم كتبه وهو موسوعة قيمة في الحديث والاثر كتابه المصنف الذي نقدم له . كتاب المصنف كتاب المصنف الذي بين أيدينا هو كتاب جمع مختلف الاحاديث والاثار ولم يترك إلا الواضح الوضح ، الظاهر الكذب . وقبل أن نبدأ في عرض عملنا في هذا المصنف رأينا أن نبدأ يعرض موجز لتاريخ بده تدوين الحديث لنعرض من ثم لبعض الجوانب والتعريفات لكتب الحديث ومصللحه . بدء تدوين الحديث فمنذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم كان هناك رأيان اجتهادان لحفظ الحديث النبوي الشريف . الرأي الاول : قال بحفظ الحديث سماعا وروايته بناء على هذا السماع وانتقاله من جيل لاخر بهذه الطريقة . الرأي الثاني ، قال بكتابة الحديث : لان الكتابة أثبت من الحفظ وأدوم وأبقى على مر الزمن . إلا أنه في الحالين سواء في نقله سماعا ورواية أو كتابة وقراءة وقعت العديد من الاخطاء وذلك لان السماع قد يدخل عليه النسيان والوهم كما يدخل التصحيف وأخطاء سوء الحفظ على الكتابة . ورغم ذلك فإن من قالوا بالرواية والسماع نقلوا عمن كتب من قالوا بالكتابة والتدوين لم يدونوا كل شئ إنما دونوا ما ظنوا ورأوا أنه لا بد من تدوينه خصوصا ماكان تشريعا وأحكاما ، ولم يكن هذا التدوين عملا منهجيا رواية ما عداء ونقلوا عمن روى سماعا إذا عرفوه ثقة عدلا . بيد أن الذي حسم أمر تدوين الحديث وكتابته الامام العادل الزاهد عمر بن عبد العزيز . وذلك عندما كتب إلى أبي بكر بن حزم : أنظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه فإني خفت يعلم فإن العلم وذهاب العلماء ، ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم وليفشوا العلم وليجلسوا حتى يعلم من لا يعلم فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا . وقد كتب عمر بن عبد العزيز مثل ذلك إلى عماله في كل المدن الاسلامية التي نزل بها الصحابة والتابعين . وكان أول من دون الحديث بناء لامر عمر بن عبد العزيز رحمه الله محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري عالم أهل الشام والحجاز ، وهو أحد الائمة الاعلام . وقد أخذ الحديث عن جماعة من صغار الصحابة الذين طال بهم العمر . إلى عهده فرآهم وسمعهم ، وعن جماعة من كبار التابعين . وبعد محمد بن مسلم كثر تدوين الحديث في الطبقة التي تلته ، وكان أول هذه الطبقة ابن إسحاق ومالك في المدينة ، وابن جريج في مكة المكرمة ، وغيرهم في بقية المدن العربية الهامة ، كسفيان الثوري في الكوفة ، وهشيم في واسط ، وجرير بن عبد الحميد في الري وابن المبارك في خراسان ، والاوزاعي في الشام ، ومعمر في اليمن ثم أبو بكر بن أبي شيبة في الكوفة وهو صاحب المصنف ، وذلك في أواخر القرن الهجري الثاني وأول القرن الهجري الثالث . وتبع هذه المرحلة من التدوين مرحلة الجمع والتاليف بين الاحاديث والبحث عن الرواة وبدأ تجريد صحيح الحديث وتعديل الرواة أو تجريحهم وكان أول من ظهر في هذا الباب الامام البخاري ، وكان صحيحه أول الصحاح ، وقد وضع شروطا حكم على أساسها بصحة الحديث أو ضعفه وصحة الاسناد أو إعلاله ، وتبعه مسلم بن الحجاج فألف كتابه المعروف بصحيح مسلم ، فسمى الناس هذين الكتابين بالصحيحين ولقب مسلم والبخاري بالشيخين ، وكانت كتب الحديث قبلهما مصنفات يختلط فيها الصحيح بالضعيف بالمتروك والمجهول ولا يمكن الجزم بصحة الحديث فيها إلا بعد البحث والتمحيص حول الرواة والمتن خاصة والعصر كان عصر أصحاب الاهواء والاتجاهات المتصارعة ، والمدلسون والوضاعون كل يضع الاحاديث ليروج بها لمذهبه ورأيه . أي على عكس ماكان الامر في عصر الصحابة لشدة عنايتهم وتوخيهم ألا ينقلوا إلا الصحيح لفظا ومعنى . ولما نشأت الفتنة واختلف المسلمون في الخلافة وانقسموا حولها وخرج الخوارج ، فكان بعضهم إذا أعوزهم الحديث ليقيموا به حجة على أخصامهم وضعوا حديثا من عند أنفسهم ثم أذاعوه بين الناس . وعندما هدأت الامور وعادت إلى نصابها انبرى المسلمون وعلى الاخص علماء الحديث للتفريق بين هذه الاحاديث الموضوعة وبين الاحاديث الصحيحة ، فجمعوا الاحاديث أولا ولم يتركوا إلا ما يعرف بوضوح أنه موضوع مختلق من عند أصحاب الاهواء ثم بدأوا بعدها عملية البحث عن الرواة للتنقية ، فمن ضبطت عليه كذبة تركوه وضعفوه وضعفوا ما روى أو ردوه عليه ، وهكذا لم يأخذوا بصفة الصحيح الحسن إلا رواية العدل عن العدل والثقة عن الثقة . وهكذا تفرعت علوم عديدة كلها في خدمة الحديث ، سواء في علوم الرجال والرواة وأحوالهم وتاريخهم أو جرحهم وتعديلهم أو منازلهم من البداء وانتشارهم فيها ، وعلم معرفة الحديث وعلم المصطلح وعلم الانساب والشروح والتعليقات والحواشي إلخ . وهكذا ظهرت المسانيد والسنن والموطات بعد المصنفات وتختلف المصنفات عن المسانيد والسنن والصحاح بميزات عديدة منها : أولا : المسانيد : تجمع أحاديث وآثار كل صحابي على حدة مع أسانيدها المختلفة وربما يروى فيها الحديث الواحد نفسه روايات عديدة حسب التابعين وتابعيهم الذي نقلوه عن الصحابي ولهذا فهي مرتبة على هذا الاساس . ثانيا : السنن : تجمع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة التي يرجح فيها الرفع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مرتبة على أبواب الفقه ، ولذا فقد تجد للصحابي الواحد الحديث الواحد وقد كرر عدة مرات إن كان يحتوي على أكثر من سنة واحدة أو أثر واحد وصاحب السنن لا ينقل إلا ما يرى صحته أو يؤيد مذهبه الذي يقول به أو يدعو إليه . ثالثا : الصحاح : وأشهر الصحاح وأوثقها : الجامع الصحيح للامام البخاري والجامع الصحيح للامام مسلم . وهذه تتخذ أسلوبا ثالثا تعتمد فيه على شروط وضعها أصحابها لتعديل وتوثيق الرواة وتضعيفهم أو تركهم ، ولذا فهي تنقل من الاحاديث ما تتفق أسانيده ورواته مع شروط الصحة التى وضعوها ، فإذا طابقت هذه الشروط حديثان مختلفان فهي ترويهما جميعا وهذا على كل حال نادر في الصحاح . رابعا : أما المصنفات فهي : 1 - تنقل الاحاديث المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بشرط عدالة راويه الاخير . ب - تنقل آثار الرسول صلى الله عليه وسلم كما رواها الصحابة والتابعين عن الصحابة وتابعي التابعين عن التابعين . ح‍ - تنقل المرسل والمنقطع والمعلول والمضل . د - تنقل الرأي وعكسه وقول من قال بأمر ومن قال بغيره ، وقول من أجاز هذا وذاك معا وذلك دون أن يتخذ صاحب المصنف في مصنفه موقفا مؤيدا لمذهب أو معارضا لمذهب آخر . ه‍ - قد يخصص صاحب المصنف كتابا آخر يبسط فيه اجتهاداته أو يعتمد فيه الاسانيد مرجعا لاحاديثه كأبي بكر صاحب هذا المصنف فهو قد وضع المسند على طريقة الامام أحمد رضي الله عنه كما وضع السنن في الفقة وتبعه فيها تلميذاه ابن ماجه وأبو داود رحمهما الله . خصائص مصنف ابن أبي شيبة . خلال عملنا على اعداد ومراجعة وشرح وتدقيق مصنف الامام أبي بكر بن أبي شيبة رحمه الله قد وقعنا على أمور عديدة نحب أن يشاركنا القارئ العزيز بالاطلاع عليها لان هذا الاطلاع ضرورة لا بد منها قبل الدخول في كتب المصنف وأبوابه لاسباب عديدة منها : 1 - إن في هذا الاطلاع إناره لطريق القارئ خلال مسيرته داخل هذا المصنف . 2 - توضيح الامور التي ربما يظنها إن لم نشر إليها ها هنا أخطاء لم ننتبه إليه فيظلمنا ويظلم نفسه في البحث عن أسباب ذلك أو محاولة تصحيحها . 3 - وجود الاراء والاثار والاقوال العديدة في الامر الواحد والتي قد يصل الامر بينها إلى التناقض أو التعارض فقط أحيانا وليس الامر كذلك . 4 - قد يأخذ كل ما ورد في هذا المصنف من آراء فقهية كما هي دون تمحيص ويظن بها كلها الصحة والثقة والعدل فيستغرب اختلافها ويداخله الشك وهذا ما لا نريده له بأي شكل من الاشكال . ومن هنا ، فإننا نورد الملاحظات الاتية : لقد نقل صاحب المصنف مختلف الاقوال في الموضوع الواحد وجمع فيها كل ما سمع من أحاديث وآثار في كل باب من أبواب الكتاب وكل رواه مشايخه الثقة عنده وعلى شرطه والشرط عنده عدل من حدثه أو أخبره أو أنباه وقد يذكر الحديث أحيانا دون أن يذكر إن كان قد سمعه أو قرأه على شيخه أو قرأه شيخه عليه فيترك أول الحديث بغير حدثنا أو أخبرنا ، أو أنبأنا لكانه قد وصل إليه عبر كتب مشايخه ، أو صحائف التابعين الاولين . وهو بروايته مختلف الاثار في الموضوع الواحد فإنما ليترك الخبرة للباحث المدقق أو صاحب الجرح والتعديل يدرس أسانيد الاثر أو الحديث فيحكم بينها فيصحح أو يحسن أو يضعف أو ليظهر آراء أهل السنة والجماعة وأقوال معارضيهم من الرافضة والمبتدعة وأصحاب الاهواء ليوضح صحة متبعي سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وضلال من عاداهم وعارضهم . ثانيا : يورد صاحب المصنف المرسل والمنقطع والمعضل والمعلول لانه يأخذ كل ذلك عن تابعي التابعين وكلهم عنده في المصنف عدول يجرح واحدا منهم ولا يحكم له أو عليه إنما هو ناقل ليس إلا . ثالثا : عاش صاحب المصنف في عصر تعددت فيه الاتجاهات الفقهية في الحديث فأراد أن ينقل في مصنفه مختلف الاقوال بأمانة ولذا لم يخل بهذه الامانة في أي موضع من المواضع . رابعا : تبع مذهب بعض أهل الحديث بالمحافظة على نقل النص كما هو دون تدخل منه ، ولذا كان فيه الاحاديث والاثار ما نقله إلينا بلهجة أصحابه ومصلطحاتهم ومن هنا نجد ألفاظا يمنية خالصة اليمينة وأخرى مما هو متدوال بين أهل المدن الكبيرد كمكة المكرمة والمدينة المنورة والشام وبغداد وخراسان وما رواء النهر وفارس إلخ . . فتعددت فيه على الاخص الكلمات المستعربة التي من أصل فارسي أو سندي أو غيرها مما بحثنا عن معانية في المعاجم العربية فلم نقع له على أثر ، وإنما وجدناه في بعض المراجع الاخرى التي أو ضحت معانيه ومصادره . كما نجد ألفاظا ظاهرة البداوة مما لا يستعمله لا هؤلاء ولا أولئك وهذا محافظة منه على الامانة في نقل ما سمع كما هو دون تعديل أو صحيح وقد شرحنا كل لفظ في موضعه . خامسا : نقل عن عامة تابعي التابعين وخاصتهم ولذا نجد بعض الاحاديث والاثار قد أثقل نصها اللحن وحوشي اللفظ وركبك العبارة فأصلحنا ما لا بد من إصلاحه ليستقيم المعنى وتركنا للباحث المدقق القادر على الرجوع إلى الكتب والمسانيد والموطآت وغيرها ليحصل المعنى من الامهات من الصحاح والسنن وتركنا ما لا يؤثر ضعفه ولحنه على معناه على حاله مراعاة للامانة في النقل . وقد آثرنا شرح اللفظة في الباب الذي ترتبط فيه ويضيع المعنى عن القارئ إن لم يذكر معناها عنده ، كأسماء الاردية الملابس مثلا لم تشرح إلا في كتاب اللباس والزينة وهكذا . . . وقد تكررت بعض الاحاديث والاثار فكررنا الشرح عند الضرورة وآشرنا إلى الموضع الاول له في أماكن أخرى . سادسا : جاء في نصوص المصنف الكثير من الكلمات ، وأحيانا العبارات بغير نقط فبحثنا عن مراجعها التي روتها عن أبي بكر بن أبي شيبد وهكذا نقطناها وأصحلنا نصوصها أما البعض الاخر مما لم نحصل على كتاب آخر يرويه أو لم نستطع معرفة من رواء عنه فيما لدينا من مراجع فقد توخينا الدراسة الجادة المطولة للاثر حتى وصلنا إلى أصل الكلمة ، لان بعضها ربما لم تكن صورته غير المنقوطة على رسمها الصحيح بسبب النساخ وأما ما لم نصل فيه إلى نتيجة ترضي فقد أشرنا في الهامش إلى المعني الذي نرجحه من خلال عنوان الباب ومادة الكتاب المذكور فيه والمحدث الذي رواه وما عرف عنه من مواقف في هذا الموضوع الفقهي . سابعا : روى صاحب المصنف في بعض الابواب مسائل في حاجة إلى حل يقرب معناها ويحل معضلها خاصة أحكام كتاب الديات فحللنا هذه المسائل كي لا تبقي على حالها دون شرح يوضحها ولا نطلب في ذلك سوي رضى الله تعالى وحده . ثامنا : روى في بعض الابواب آراء لا يقول بها أهل السنة والجماعة بل ويعارضونها فأشرنا إلى هذه الامور في مواضعها كي لا يظن القارئ أن هذه الاقوال من موروث السلف الصالح . من أهل السنة والجماعة فيقع في الاشكال وتلتبس عليه الامور وهذا ما لا نريده ولا نقبله . تاسعا : اعتمد صاحب المنف مصطلحات في روايته للحديث وهي معتمدة في أكثر كتب الحديث وهذه المصطلحات هي : 1 - إذا أخذ الراوي عن المحدث لفظا وحده ليس معه أحد قال : حدثني وقد ترد مختصرة هكذا ثني . 2 - إذا أخذ المحدث لفظا مع غيره قال : حدثنا وقد ترد مختصرة هكذا ثنا . 3 - وما قرأ على المحدث بنفسه قال : أخبرني وقد تختصر هكذا ني . 4 - ما قرئ على المحدث وهو حاضر قال : أخبرنا وقد تختصر هكذا . نا . 5 - ما عرض على المحدث فأجاز له روايته شفاها قال : أنباني وقد تختصر هكذا أني . 6 - ما عرض على المحدث من سواء ولكن في مجلس هو فيه وأجازه المحدث شفاها قال : أنبأنا وقد تختصر هكذا أنا . 7 - ماكتب إليه المحدث ولم يشافهه بالاجازة يقول : كتب إلي فلان . وإذا لم يذكر هذا ولا ذاك في أول الحديث فإن كاتب المصنف قد أخذه عن صحف لابن أبي شيبد قد كتبها بنفسه فلم يعرضها عليه لاجازتها ، ولهذا تركها دون أن يذكر في إولها : حدثنا ، أو أخيرنا ، أو أنبأنا . عاشرا : ولتسهيل رجوع القارئ إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الصنف وفصلها عن آثار التابعين وتابعيهم مما دخله الاختلاف في المواقف في الامر الواحد فقد جعلنا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مشكولة داخل الكتاب ثم جعلنا لهذه الاحاديث فهوسا خاصا في الجزء الاخير من هذا المصنف مع راويها . حادي عشر : ووضعنا عناوين للابواب التي وردت في الكتاب بغير عنوان يوضح بابها ، وربما كان هذا العنوان قد سقط من النساخ وهو الارجح وقد استقينا عناوين هذه الابواب من مادتها . ثاني عشر : جعلنا لكتب هذا المصنف رقما مسلسلا عاما ورقما آخر خاصا بالباب الذي وردتحنه الحديث . وأخيرا وقانا وإياكم شر النسيان والخط والمعذرة إذا كان هناك نقص في أمر فإن إنشاء الله سنتداركه في الطبعات القادمة . والله نسأل العون والسداد والرشد . بيروت يوم السبت 12 ربيع الاول 1409 ه‍ الموافق 22 تشرين الاول ( أو كتوير ) 1988 م سعيد اللحام مدير مكتب الدراسات والبحوث العربية والاسلامية