كتاب [ فضل ] الجهاد
بسم الله الرحمن الرحيم 13 - كتاب [ فضل ] الجهاد ( * ) ( 1 ) ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه ( 1 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الاحمر عن حجاج عن الحكم عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى مؤتة فاستعمل زيدا فإن قتل زيد فجعفر فإن قتل جعفر فابن رواحة قال فتخلف ابن رواحة يجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم فرآه النبي فقال : " ما خلفك " فقال : أجمع معك فقال : " لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها " . ( 2 ) حدثنا أبو بكر قال نا وكيع نا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها " . ( 3 ) حدثنا أبو عبد الرحمن المقري عن سعيد بن أبي أيوب قال نا شريك بن شرحبيل المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال : سمعت أبا أيوب يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لغدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت " . ( 4 ) حدثنا أبو بكر قال نا أبو خالد عن محمد بن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " غدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها " . ( 5 ) حدثنا وكيع قال نا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح عن أبي ذر قال قلت : يا رسول الله ! أي العمل أفضل ؟ قال : " إيمان بالله وجهاد في سبيله " . * ( هامش ) * ( * ) ما بين حاصرتين غير موجود في الاصل وأثبتناه لاقتضاء مضمون هذا الكتاب . ( 1 / 1 ) يجمع مع النبي : يصلي معه الجمعة . الغدوة : الخروج في الغداة أي في الصباح ، الروحة : العودة في ساعة الرواح أي في المساء . ( 1 / 3 ) ما طلعت عليه الشمس وغربت هو الدنيا وما فيها . [ * ] ( 6 ) حدثنا أبو بكر قال نا علي بن مسهر عن الشيباني عن الوليد بن العيزاز عن سعد بن أياس أبي عمرو الشيباني عن عبد الله قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل ؟ قال : " الصلاة لوقتها ، قال ، قلت : ثم أي ؟ قال : " بر الوالدين " قلت : ثم أي ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله " . ( 7 ) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن النعمان بن بشير قال : مثل الغازي في سبيل الله مثل الذي يصوم النهار ويقوم الليل حتى يرجع الغازي مثل ما رجع . ( 8 ) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " غدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها " . ( 9 ) حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن سلمة بن سبرة عن سلمان قال : إذا كان الرجل في سبيل الله فأرعد قلبه من الخوف تحاتت خطاياه كما يتحات عذق النخلة . ( 10 ) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم قال سمعت : عروة بن النزال يحدث عن معاذ بن جبل قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فقلت : يا رسول الله ! أخبرني عن ذروته فقال : " أما ذروته فالجهاد في سبيل الله يعني ذروة الاسلام " . ( 11 ) حدثنا أبو معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان به وتصديق برسله أن يدخله الجنة أو يرجعه إلى منزله نائلا ما نال من أجر أو غنيمة " . ( 12 ) حدثنا أبو معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قالوا : يا رسول الله أخبرنا بعمل يعدل الجهاد في سبيل الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تطيقونه " قالوا : يا رسول الله ! أخبرنا فلعلنا أن نطيقه قال : " مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صدقة حتى يرجع المجاهد إلى أهله " . * ( هامش ) * ( 1 / 6 ) بر الوالدين : الاحسان إليهما . ومعاملتهما بالحسنى . ( 1 / 9 ) أرعد قلبه : ارتجف وتسارع نبضه . تحاتت : تساقطت . عذق النخلة : الغصن الذي يحمل الثمار تتساقط عنه الثمار عندما تنضج والعذق للنخلة كالعنقود للعنب . ( 1 / 10 ) غزوه تبوك : وتسمى أيضا غزوة العسرة . ذروته : أعلى أعماله فضلا وخيرها ثوابا . ( 1 / 12 ) الصائم نهارا القائم ليلا لا يفتر من : لا يكف عن . [ * ] ( 13 ) حدثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن أبي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد هممت أن لا أتخلف عن سرية تخرج في سبيل الله ولكن ليس عندي ما أحملهم ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيى ثم أقتل ثم أحيى ثم أقتل ثم أحيى ثم أقتل " . ( 14 ) حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعد الله لمن خرج في سبيله لا يخرج إلا لجهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة وأن أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة ( ثم قال ) : والذي نفس محمد بيده ! لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم فيتخلفون بعدي ، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فاقتل ثم أغزو فأقتل " . ( 15 ) حدثنا هشيم بن بشير أنا مجالد بن سعيد عن أبي الوداك عن أبي سعيد يرفع الحديث قال : " ثلاثة يضحك الله إليهم : الرجل إذا قام من الليل يصلي ، والقوم إذا صفوا في الصلاة ، والقوم إذا صفوا في قتال العدو " . ( 16 ) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور قال : سمعت ربعي بن حراش يحدث عن زيد بن ظبيان يرفعه إلى أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة يحبهم الله ( فذكر ) : أحدهم الرجل كان في سرية فلقوا العدو فهزموا فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح بصدره " . ( 17 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن شعبة عن قتادة عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها يتمنى أن يرجع إلى الدنيا ولا * ( هامش ) * ( 1 / 13 ) وذلك لعظيم ثواب الشهداء . ( 1 / 14 ) أشق على المسلمين : أحملهم من أمرهم مشقة وجهدا . ما قصدت خلاف سرية : لم أترك الخروج معها . ( 1 / 15 ) يضحك الله إليهم : يرضى عنهم ويغفر لهم . ( 1 / 16 ) يفتح بصدره : يصمد للعدو ويفتح لاخوانه طريق العدو للقتال والنصر . [ * ] أن لها الدنيا وما فيها إلا الشهيد فيتمنى أن يرجع فيقتل في سبيل الله لما يرى من فضل الشهادة " . ( 18 ) حدثنا أبو خالد عن حميد عن أنس يرفعه قال : أتته امرأة قتل ابنها ولم يكن لها غيره وكان اسمه حارثة فقالت : يا رسول الله ! إن يكن في الجنة أصبر وإن يكن في غير ذلك فستعلم ما أصنع ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنها جنات كثيرة وإنه في الفردوس الاعلى " . ( 19 ) حدثنا ابن نمير حدثنا محمد بن إسحاق عن الحارث بن الفضل عن محمود بن لبيد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشهداء على بارق نهر باب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة غدوة وعشية " . ( 20 ) حدثنا ابن عدي عن ابن عون عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : ذكر الشهداء عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لا تجف الارض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظيران أضلتا فصيليهما في براح من الارض وفي يد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها " . ( 21 ) حدثنا وكيع عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر قالوا : يا رسول الله ! أي الجهاد أفضل ؟ قال : " من عقر جواده وأهريق دمه " . ( 22 ) حدثنا وكيع قال نا المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن عمرو قال قال رجل : يا رسول الله ! أي الجهاد افضل ؟ قال : " من عقر جواده وأهريق دمه " . ( 23 ) حدثنا وكيع نا أسامة بن زيد عن بعجة بن عبد الله الجهني عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأتي على الناس زمان يكون خير الناس فيه منزلة من أخذ بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة استوى على متنه ثم يطلب الموت في مظانه ورجل في شعب من هذه الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلا من خير " . * ( هامش ) * ( 1 / 19 ) على بارق نهر : عند منبعه . غدوة وعشية : صباحا ومساء . ( 1 / 20 ) تبتدره : تسارع إليه ظيران أي ظئران والظئر الناقة العشراء ترضع فصيلها ويقال أيضا للغزالة . ( 1 / 21 ) أي من قاتل حتى استشهد وقتل جواده ، أي مقبلا غير مدبر . ( 1 / 23 ) هيعة : نداء إلى القتال ودعوة إلى الخروج . متن الجواد : ظهره . يطلب الموت في مظانه : يقاتل في أخطر الامكنة . [ * ] ( 24 ) حدثنا أبو أسامة عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن البراء قال : جاء رجل من نبي البنيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك عبده ورسوله ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عمل هذا يسيرا وأجر كثيرا " . ( 25 ) حدثنا زيد بن حباب عن جعفر بن سليمان الضبعي نا أبوعمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى الاشعري قال . سمعت أبي تجاه العدو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن السيوف مفاتيح الجنة " ، فقال له رجل رث الهيئة : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ! فسل سيفه وكسر غمده والتفت إلى أصحابه وقال : أقرأ عليكم السلام ، ثم تقدم إلى العدو فقاتل حتى قتل . ( 26 ) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد قال : قام يزيد بن شجرة في أصحابه فقال : إنها قد أصبحت عليكم من بين أخضر وأحمر وأصفر وفي البيوت ما فيها فإذا لقيتم العدو غدا فقدما قدما فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما تقدم رجل من خطوة إلا تقدم إليه الحور العين فإن تأخر استترت منه وإن استشهد كانت أول نضحة كفارة خطاياه وتنزل إليه ثنتان من الحور العين تنفضان عنه التراب وقولان له : مرحبا قد آن لك ، ويقول : مرحبا قد آن لكما " . ( 27 ) حدثنا محمد بن فضيل عن موسى أبي جعفر الثقفي عن سالم بن أبي لجعد عن سبرة عن أبي فاكهة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الاسلام فقال : تسلم وتدع دينك ودين آبائك ؟ ثم قعد له بطريق الهجرة فقال : تهاجر وتدع مولدك فتكون كالفرس في طوله ؟ ثم قعد له بطريق الجهاد فقال : تجاهد فتقتل فتتزوج امرأتك وتقسم ميراثك ؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فمن فعل ذلك ضمن الله له الجنة إن قتل أو مات غرقا أو حرقا فأكله السبع " . * ( هامش ) * ( 1 / 24 ) لانه لم يطل به العهد بين الاسلام والاستشهاد . ( 1 / 25 ) وكسر الغمد كناية عن الاستمرار في القتال حتى الاستشهاد أو النصر . ( 1 / 26 ) قدما قدما : إلى الامام تقدم : تتقدم . ( 1 / 27 ) أطرقه : دروب حياته وأفكاره ، وسيره . مولدك : مسقط رأسك والبلد الذي ولدت فيه وعشت . كالفرس في طوله : الفرس الذي نفر من صاحبه وانطلق وحده . فأكله السبع : أي تركت جثته في العراء يأكلها السبع . [ * ] ( 28 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن عتيك عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من خرج مجاهدا في سبيل الله ( ثم جمع أصابعه الثلاثة ثم قال : ) وأين المجاهدون فخر عن دابته ومات فقد وقع أجره على الله أو لسعته دابة فقد وقع أجره على الله ومن مات حتف أنفه فقد وقع اجره على الله ومن قتل قعصا فقد استوجب المآب " . ( 29 ) حدثنا شبابة عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن إسماعيل عن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم جلوس فقال : ألا أخبركم بخير الناس منزلا ؟ قلنا : بلى ! يا رسول الله قال : رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله حتى يقتل أو يموت ، ألا أخبركم بالذي يليه ؟ قالوا : بلى ! يا رسول الله ! قال : " رجل معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة يعتزل شر الناس " . ( 30 ) حدثنا ابن فضيل عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن ابن عباس زاد فيه ابن إدريس عن أبي الزبير " عن سعيد بن جبير " عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهارها وتأكل من ثمارها وتسرح في الجنة حيث شاءت فلما رأوا حسن مقيلهم ومطعمهم ومشربهم . قالوا : يا ليت قومنا يعلمون ما صنع الله لنا كي يرغبوا في الجهاد ولا يتكلوا عنه ! فقال الله تعالى : فإني مخبر عنكم ومبلغ إخوانكم ففرحوا واستبشروا بذلك فذلك قوله تعالى : * ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) * إلى قوله تعالى : * ( وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ) * . ( 31 ) حدثنا وكيع نا سفيان عن زيد العمي عن أبي أياس معاوية بن قرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل أمة رهبانية ورهبانية هذه الامة الجهاد في سبيل الله " . * ( هامش ) * ( 1 / 28 ) خر عن دابته : وقع عنها . لسعته دابة : أي دواب الارض كالعقرب والافعى . مات حتف أنفه : أي لانقضاء أجله . قتل قعصا : داسته الخيل أثناء القتال . ( 1 / 29 ) خير الناس منزلا أي الآخرة . الشعب : الممر في الجبل . ( 1 / 30 ) * ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله ) * سورة آل عمران الآية ( 169 ) . [ * ] ( 32 ) حدثنا وكيع نا ثور عن عبد الرحمن بن عائذ عن مجاهد بن رباح عن ابن عمر قال : ألا أنبئكم بليلة هي أفضل من ليلة القدر ؟ حارس حرس في سبيل الله عزوجل في أرض خوف لعله ألا يؤب إلى أهله . ( 33 ) حدثنا وكيع نا علي بن مبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عامر العقيلي عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول ثلاثة يدخلون الجنة الشهيد ورجل متعفف ذو عيال وعبد أحسن عبادة ربه وأدى حق مولاه وأول ثلاثة يدخلون النار أمير مسلط وذو ثروة لا يؤدي حقه وفقير فخور " . ( 34 ) حدثنا وكيع عن أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله ليضحك إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة ، يقاتل هذا في سبيل الله فيستشهد ثم يتوب الله على قاتله فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد " . ( 35 ) حدثنا وكيع نا مغيرة بن زياد عن مكحول قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إن الناس قد غزوا وحبسني شئ فدلني على عمل يلحقني بهم ، قال : " هل تستطيع قيام الليل ؟ قال : أتكلف ذلك ، قال : هل تستطيع صيام النهار ؟ قال : نعم ! قال : " فإن إحياءك ليلتك وصيامك نهارك كنومة أحدهم " . ( 36 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس قال : أتيت على ثابت بن قيس يوم اليمامة وهو متحنط فقلت : أي عم ! ألا ترى ما لقي الناس ؟ فقال : الآن يا ابن أخي .
( 37 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن عثمان بن أبي سودة وتلا هذه الآية : * ( السابقون السابقون أولئك المقربون ) * قال : هم أولهم رواحا إلى المسجد وأولهم خروجا في سبيل الله عزوجل . * ( هامش ) * ( 1 / 32 ) يؤب أو يؤوب : يرجع . ( 1 / 33 ) لان الامير مستأمن على حفظ حقوق العباد فضيعها . وذو الثروة لانه مستأمن على المال يؤديه إلى المحتاجين ويتصدق ويتزكى فخان الامانة ولم يفعل . والفقير الفخور : لانه لا يملك ولا يسعى لمصلحة عياله ويمنع الخير عنهم بخيلائه وفخره . ( 1 / 37 ) * ( السابقون ، السابقون أولئك المقربون ) * سورة الواقعة الآيتان ( 10 - 11 ) . [ * ] ( 38 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن حسان بن عطية عن عروة اللخمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما سرية خرجت فرجعت وقد أخضعت فلها أجرها مرتين " . ( 39 ) حدثنا عيسى عن الاوزاعي عن حسان بن عطية قال : من بات حارسا حرس ليلة أصبح وقد تحاتت خطاياه ، قال الاوزاعي قال مكحول : بات حتى يصبح تحاتت عنه خطاياه . ( 40 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن ابن محيريز قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعدها أبدا والروم ذات القرون أصحاب بحر وصخر كلما ذهب قرن خلف قرن مكانه ، هيهات إلى آخر الدهر هم أصحابكم ما كان في العيش خير " . ( 41 ) حدثنا بشر بن مفضل عن عمارة بن أبي حفصة عن ذي حجر اليحمدي عن سعيد بن جبير : * ( فصعق من في السموات ومن في الارض إلا من شاء الله ) * قال هم الشهداء ثنية الله حول العرش متقلدين السيوف . ( 42 ) حدثنا عيسى بن صفوان بن عمرو السكسكي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال : لما اشتد خوف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على من أصيب مع زيد يوم مؤتة قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليدركن المسيح من هذه الامة أقواما إنهم لمثلكم أو خير ( ثلاث مرات ) ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها " . ( 43 ) حدثنا وكيع نا مسعر عن أبي بكر بن حفص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم بدر : * ( وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض ) * ، قال مسعود : أما التي في آل عمران وأما التي في الحديد ؟ فقال رجل : إن فتحتم يا رسول الله ! فما لمن لقي هؤلاء فقاتل حتى قتل ؟ فقال : " الجنة " قال : حسبي من الدنيا ، وفي يده تمرات فألقاها ثم تقدم فقتل . ( 44 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن نعيم بن أبي هند قال رجل * ( هامش ) * ( 1 / 38 ) أخضعت : فتحت وانتصرت . ( 1 / 40 ) نطحة أو نطحتان : معركة كبيرة أو معركتان وكانتا معركتان : القادسية ونهاوند . ( 1 / 41 ) * ( فصعق من في السموات ) * سورة الزمر الآية ( 68 ) . ( 1 / 43 ) * ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ) * الآية سورة آل عمران ، الآية ( 133 ) . [ * ] يوم القادسية : اللهم إن حدثه سواد تدله فزوجني اليوم من الحور العين ، ثم تقدم فقتل قال : فمروا عليه وهو معانق رجل عظيم . ( 45 ) حدثنا وكيع نا مسعر عن سعيد بن إبراهيم قال : مروا على رجل يوم القادسية وقد قطعت يداه ورجلاه وهو يفحص وهو يقول : * ( مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) * فقال الرجل : من أنت يا عبد الله ؟ قال : أنا امرؤ من الانصار . ( 46 ) حدثنا محمد بن بشر نا مسعر عن علقمة بن مرثد قال حدثني من سمع عمر ابن عبد العزيز قال : مرت امرأة بابنها وزوجها قتيلين فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أنزل الله عليك الوحي فإن كان هذان منافقين أبكيهما ولم تنعهما عيناي وإن كانا غير منافقين قلنا فيهما ما نعلم ، قال : أجل ! لم يكونا منافقين ، لقد تليا بثمار الجنة ولقد تباشرت بهما الملائكة قال : تقول الملائكة : إلا أن ألحق بكما ، قال : ألا إنك معهما " . ( 47 ) حدثنا محمد بن بشر نا مسعر عن عون بن عبد الله قال : مر رجل يوم القادسية قد انتشر قصبه أو بطنه فقال لبعض من مر عليه : ضم إلي منه أدنو قيد رمح أو رمحين في سبيل الله قال : فمر عليه وقد فعل . ( 48 ) حدثنا وكيع نا يزيد عن إبراهيم بن العلاء بن هارون الغنوي عن رجل يقال له مسلم وشداد عن عبيد بن عمير عن أبي بن كعب قال : الشهداء في قباب في رياض بفناء الجنة ، ليبعث إليهم حوت وثور يعتركان ، يلهون بهما ، إذا احتاجوا إلى شئ عقر أحدهما صاحبه فأكلوا منه فوجدوا طعم كل شئ من الجنة . ( 49 ) حدثنا وكيع نا الاعمش عن مجاهد عن يزيد بن شجرة قال : السيوف مفاتيح الجنة فإذا تقدم الرجل إلى العدو قالت الملائكة : أللهم انصره ، وإن تأخر قالت : اللهم غفر له ، فأول قطرة تقطر من دم السيف يغفر له بها كل ذنب وينزل عليه حوراوان تمسحان الغبار عن وجهه وتقولان : قد آن لك ويقول لهما : وإنكما قد آن لكما . * ( هامش ) * ( 1 / 45 ) سورة النساء الآية ( 69 ) . ( 1 / 46 ) تباشرت بهما الملائكة : بشر بعضها بعضا . [ * ] ( 50 ) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : " أي الاعمال خير أو أفضل ؟ قال : إيمان بالله ورسوله ، قيل : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله ، قيل : ثم أي ؟ قال : حج مبرور " . ( 51 ) حدثنا عبد الله بن مبارك عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الذين يلقون في الصف الاول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا ، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة . يضحك إليهم ربك إن ربك إذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم " . ( 52 ) حدثنا أبو أسامة نا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : رأيت رجلا يريد أن يشري نفسه يوم اليرموك وامرأته تناشده ، قال : ردوا هذه عني فلو أعلم أنه يصيبها الذي أصبت ما نفست عليها ، إني والله لان استطعت لامضي ولو يزول هذا من مكانه ، وأشار بيده إلى جبل ، فإن غلبتم على جسدي فخذوه ، قال قيس : فمررنا عليه فرأيته بعد ذلك قتل في تلك المعركة . ( 53 ) حدثنا أبو أسامة نا كهمس بن الحسن عن أبي العلاء قال قلت لابي ذر : حديث بلغني عنك عن نبي الله ، قال : هات ! إني لا إخالني أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إذ سمعته منه ، قال قلت : ذكرت : " ثلاثة يحبهم الله " ، قال : سمعته وقلته ! " أما الذي يحبه الله فرجل لقي فئة فانكشفت فئة فقاتل من وراءهم حتى يقتل أو يفتح الله له ورجل أسرى مع قوم حتى يجيئون الارض فنزلوا فقام يصلي حتى أيقظهم برحيلهم ورجل كان له جار سوء فيصبر على أذاه " . ( 54 ) حدثنا أبو أسامة نا إسماعيل عن قيس عن مدرك بن عوف الاحمسي قال : كنت عند عمر إذ جاءه رسول النعمان بن مقرن فسأله عمر عن الناس فقال : أصيب فلان وفلان آخرون لا أعرفهم . فقال عمر : لكن الله يعرفهم ، فقال : يا أمير المؤمنين ورجل شرى نفسه فقال مدرك بن عوف : ذلك والله خالي يا أمير المؤمنين ! زعم الناس أنه ألقى بيده إلى التهلكة ، فقال عمر : كذب أولئك ولكنه ممن اشترى الآخرة بالدنيا . * ( هامش ) * ( 1 / 50 ) حج مبرور : حج لا رفث فيه ولا جدال ولا فسوق . ( 1 / 52 ) يريد أن يشري نفسه : أن يخرج إلى الجهاد . تناشده : ترجوه أن يرجع . ( 1 / 54 ) وقد زعموا أنه ألقى بيده إلى التهلكة لانه اقتحم صفوف العدو وحده حتى استشهد وتمكن من خلفه من استرداد مواقعهم ورص صفوفهم . [ * ] ( 55 ) حدثنا وكيع نا الاعمش عن أبي وائل عن سلمة بن سبرة عن سلمان قال : إذا زحف العبد في سبيل الله وضعت خطاياه على رأسه فتحات كما يتحات عذق النخلة . ( 56 ) حدثنا وكيع نا شعبة عن أبي سليمان عن أنس قال سمعته يقول : " غدوة في سبيل الله أفضل من عشر حجج لمن قد حج " . ( 57 ) حدثنا وكيع نا سفيان عن آدم بن علي قال سمعت عبد الله بن عمر يقول : سفرة يعني غزوة في سبيل الله أفضل من خمسين حجة . ( 58 ) حدثنا وكيع نا محمد بن عبد الله الشعثي عن مكحول قال : إن في الجنة لماية درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والارض أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله . ( 59 ) حدثنا وكيع نا سفيان عن أبي الضحى قال : أول آية أنزلت من براءة : * ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ) * . ( 60 ) حدثنا زيد بن الحباب ثني عبد الرحمن بن شريح نا قيس بن الحجاج عن حسن بن علي الصغاني قال : سمعت ابن عباس يقول في قوله تعالى : * ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ) * قال : على الخيل في سبيل الله . ( 61 ) حدثنا زيد بن الحباب نا رجاء بن أبي سلمة نا سليمان بن موسى الدمشقي أنه سمع سهل بن عجلان الباهلي يقول في قوله تعالى : * ( والذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ) * قال : على الخيل في سبيل الله ، قال ثم ذكر : من ربط فرسا في سبيل الله لم يربط رياء ولا سمعة كان من الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار . ( 62 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال : لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخر عبد أبدا ، ولن يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يلج اللبن في الضرع . * ( هامش ) * ( 1 / 59 ) براءة هي سورة التوبة والآية المذكورة هي الآية ( 41 ) . ( 1 / 60 ) سورة البقرة الآية ( 274 ) . ( 1 / 61 ) من ربط فرسا : أي جعله معدا للخروج إلى الجهاد . ( 1 / 62 ) أي كما لا يعود اللبن إلى الضرع لا يدخل هو إلى النار . غبار في سبيل الله : غبار المعركة والجهاد . [ * ] ( 63 ) حدثنا يحيى بن آدم عن قطبة بن عبد العزيز عن الاعمش عن عدي بن ثابت عن سالم بن أبي الجعد قال : أريهم النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فرأى جعفر ملكا ذا جناحين مضرجا بالدماء وزيد مقابله على السرير وابن رواحة جالس معهم كأنهما معرضا عنه . ( 64 ) حدثنا مالك بن إسماعيل نا زهير نا دواد بن عبد الله الاودي أن وبرة أبا كرز الحارتي حدثه أنه سمع الربيع بن زيد يقول : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير إذ هو بغلام من قريش شاب معتزل عن الطريق يسير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أليس ذلك فلان ؟ قالوا : بلى ! قال : فادعوه ، قال : ما لك اعتزلت عن الطريق ؟ قال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! كرهت الغبار ، قال : فلا تعتزله فو الذي نفس محمد بيده إنه لذريرة الجنة " . ( 65 ) حدثنا أبن فضيل عن أبيه عن موسى بن أبي عثمان عن أبي العوام عن أبي أيوب أنه قام عن الجهاد عاما وحامدا فقرأ هذه الآية * ( انفروا خفافا وثقالا ) * فغزا من عامه وقال : ما رأيت في هذه الآية من رخصة . ( 66 ) حدثنا سفيان بن عيينة عن حصين عن أبي مالك قال : أول شئ نزل من براءة : * ( انفروا خفافا وثقالا ) * . ( 67 ) حدثنا يزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح * ( انفروا خفافا وثقالا ) * قال : الشيخ والشباب . ( 68 ) حدثنا عبد الاعلى عن سعيد عن قتادة عن الحسن قال : شيوخا وشبابا ، قال قتادة : نشاطا وغير نشاط . ( 69 ) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن منصور عن الحكم : * ( انفروا خفافا وثقالا ) * قال : مشاغيل وغير مشاغيل . ( 70 ) حدثنا أبو أسامة عن مالك بن مغول عن إسماعيل عن عكرمة قال : الشيخ والشباب . ( 71 ) حدثنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : * ( انفروا خفافا * ( هامش ) * ( 1 / 63 ) أي أن الله سبحانه أبدل جعفر يديه المقطوعتين جناحين . كأنهما معرضان عنه لانه تراجع قليلا قبل أن يقدم فيستشهد . ( 1 / 64 ) أي بتحمله تنال ذريرة الجنة . ( 1 / 65 ) سورة التوبة من الآية ( 41 ) . [ * ] وثقالا ) * قال : فينا الثقيل وذو الحاجة والمضعفة والمشتغل ( 71 م ) حدثنا حفص بن غياث عن عمرو عن الحسن قال : شيوخا وشبابا . ( 72 ) حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوما في سبيل الله بوعد من النار مائة خريف " . ( 73 ) حدثنا ابن نمير عن سفيان عن السمي عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفا " . ( 74 ) حدثنا أبو معاوية عن سفيان عن السمي عن النعمان عن أبي سعيد مثله ولم يرفعه . ( 75 ) حدثنا وكيع نا ربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوما في سبيل الله باعده الله من جهنم سبعين عاما " . ( 76 ) حدثنا وكيع نا قيس عن سمرة بن عطية عن شهر عن حوشب عن أبي الدرداء قال : من صام يوما في سبيل الله كان بينه وبين جهنم خندق أبعد مما بين السماء والارض . ( 77 ) حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء قال : سمعت عروة بن عاصم بن عروة بن مسعود يحدث عن عبد الله بن عمرو قال : في الجنة قصر يقال له عدن ، فيه خمسة آلاف باب على كل باب خمسة آلاف حبرة قال : يعلى أحسبه قال : لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد . ( 78 ) حدثنا وكيع نا سفيان عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق : * ( أولئك هم الصديقون والشهداء ) * قال : هذه للشهداء خاصة . ( 79 ) حدثنا وكيع نا سفيان عن برد عن مكحول قال : للشهداء خاصة . ( 80 ) حدثنا وكيع نا سفيان عن برد عن مكحول قال : للشهيد ست خصال يوم القيامة : يؤمن من عذاب الله ومن الفزع الاكبر ويشفع [ في - ] كذا وكذا من أهل بيته ويحلى حلية الايمان ويرى مقعده من الجنة ويغفر له كل ذنب . * ( هامش ) * ( 1 / 78 ) سورة الحديد الآية ( 19 ) . [ * ] ( 81 ) حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن علقمة قال : غزوة لمن قد حج خير من عشر حجات . ( 82 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال : سألت ابن مسعود عن هذه الآية : * ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) * فقال : أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم كطير خضر تسرح في الجنة في ايها شاءت ثم تأوي لى قناديل معلقة بالعرش فبينما هم كذلك ، إذ اطلع عليهم ربك اطلاعة فقال : سلوني ماذا شئتم ! فقالوا : يا ربنا وماذا نسألك ونحن نسرح في الجنة في أيها شئنا ! قال : فبينما هم كذلك إذ اطلع عليهم ربهم اطلاعة فقال : سلوني ما شئتم ! فقالوا : يا ربنا وماذا نسألك ونحن نسرح في الجنة في أيها شئنا ! قال : فبينما هم كذلك إذ اطلع عليهم ربهم اطلاعة فقال : سلوني ما شئتم ! فقالوا : يا ربنا وماذا نسألك ونحن نسرح في الجنة في أيها شئنا ! قال : فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا قالوا : نسألك أن ترد أرواحنا في أجسادنا إلى الدنيا حتى نقتل في سبيلك ، قال : فلما رأى أنهم لا يسألون إلا هذا تركهم . ( 83 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط قال : قلنا لكعب بن مرة : حدثنا يا كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر ! فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ارموا من بلغ العدو بسهم رفعه الله به درجة ، فقال له عبد الرحمن بن أم الحكم : يا رسول الله ! وما الدرجة ؟ قال : أما الدرجة أما إنها ليست بعتبة أمك ولكن ما بين الدرجتين مائة عام " . ثم قلنا يا كعب ! حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر ! قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شاب في سبيل الله شيبة كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل كان كمن أعتق رقبة " . ( 84 ) حدثنا وكيع نا محمد بن عبد الله عن ليث عن أبي المتوكل الناجي عن مالك بن عبد الله الخثعمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار " . ( 85 ) حدثنا وكيع نا سفيان نا يحيى بن عمرو بن سلمة عن أبيه قال : قال عبد الله : لان أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من حجة في إثر حجة . * ( هامش ) * ( 1 / 83 ) من شاب الخ . . . أي من قضى شبابه في الجهاد حتى شاب وما زال مجاهدا . [ * ] ( 86 ) حدثنا وكيع نا إسماعيل عن قيس قال سمعت سعدا يقول : إني أول العرب رمى بسهم في سبيل الله . ( 87 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا يحيى بن سعيد عن سعيد عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إن قتلت في سبيل الله كفر الله به خطاياي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر كفر الله به خطاياك إلا الدين ، كذا قال لي جبريل " . ( 88 ) حدثنا زيد بن حباب عن موسى بن عبيدة نا عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال : لما أقبلنا من غزوة تبوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لقي منكم أحدا من المتخلفين فلا يكلمنه ولا يجالسنه " . ( 89 ) حدثنا حماد بن خالد عن معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عن عمرو بن الاسود قال قال عمر : عليكم بالحج فإنه عمل صالح أمر الله به ، والجهاد أفضل منه . ( 90 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن ابن سابط عن عبد الله بن عمرو قال : في الجنة قصر يدعى عدن حوله الروح والروح له خمسة آلاف باب ، لا يسكنه أو لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل . ( 91 ) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عامر عن زر قال قال عبد الله : النعاس عن القتل أمنة من الله وعند الصلاة من الشيطان ، وتلا هذه الآية : * ( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ) * . ( 92 ) حدثنا عبد الله بن بكر السهمي عن حميد عن أنس أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي خلفه فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ورفع أبو طلحة رأسه يقول : نحري دون ما نحرك يا رسول الله ! ( 93 ) حدثنا عبد الله بن بكر عن حميد عن أنس عن أبي طلحة قال : كنت فيمن أنزل عليه النعاس يوم أحد . ( 94 ) حدثنا عفان نا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بنحو حديث أبي طلحة . * ( هامش ) * ( 1 / 91 ) سورة الانفال الآية ( 11 ) . [ * ] ( 95 ) حدثنا أبو أسامة نا مصعب بن سليم عن الزهري قال نا أنس بن مالك قال : لما بعث أبو موسى على البصرة كان ممن بعث معه البراء وكان من ورائه وكان يقول له : احرس علي ، فقال البراء : وتعطي أنت ما سألتك ؟ قال : نعم ! قال : أما إني لا أسألك إمارة مصر ولا جبايته ولكن أعطني قوسي ورمحي وفرسي وسيفي ودرعي والجهاد في سبيل الله ، فبعثه على جيش فكان أول من قتل . ( 96 ) حدثنا أبو أسامة نا مصعب بن سليم عن الزهري عن أنس قال : تمثل البراء ببيت من شعر فقلت له : أي أخي تمثلت ببيت من شعر ، لعلك لا تدري لعله آخر شئ تكلمت به ؟ قال : لا أموت على فراشي ، لقد قتلت من المشركين والمنافقين مائة رجل إلا رجلا . ( 97 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا حميد عن أنس بن مالك أن عمه غاب عن قتال بدر فقال : غبت عن أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لان أراني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع ؟ فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال : اللهم إني اعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المسلمين ، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ، يعني المشركين ، ثم تقدم فلقيه سعد فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب الكعبة ! إني أجد ريحها من دون أحد ، فقال سعد : أنا معك ، قال سعد : فلم أستطع أن أصنع كما صنع ووجد فيه بضع وعشرون ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم فكنا نقول : فيه وفي أصحابه نزلت : * ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) * . ( 98 ) حدثنا هاشم بن القاسم عن عبد الرحمن حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا يشرك به شئ وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم " . ( 99 ) حدثنا عفان نا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن مرة عن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم : " عجب ربنا من رجلين : رجل فارش فراشه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله تعالى ففر أصحابه فعلم ما عليه في الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله * ( هامش ) * ( 1 / 97 ) * ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) * سورة الاحزاب الآية ( 23 ) . [ * ] تعالى لملائكته : يا ملائكتي أنظروا إلى عبدي رجع حتى أهريق دمه رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي " . ( 100 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أنس قال : اتكأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ابنة ملحان قال : فأغفى فاستيقظ وهو يتبسم قال فقالت : يا رسول الله صلى الله صلى الله عليك ! مم تضحك ؟ قال : " من أناس من أمتي يغزون هذا البحر الاخضر ، مثلهم مثل الملوك على الاسرة " . قال فقالت : يا رسول الله ! أدع الله أن يجعلني منهم ، فقال : اللهم اجعلها منهم ، قال : فنكحت عبادة بن الصامت فركبت مع ابنه قرظة فلما قفلت وقصت بها دابتها فقتلتها فدفنت ثم . ( 101 ) حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن خالد بن أبي مسلم عن عبد الله ابن عمرو قال : لان أغزو في البحر غزوة أحب إلي من أن أنفق قنطارا متقبلا في سبيل الله عزوجل . ( 102 ) حدثنا وكيع عن سعيد بن عبد العزيز عن علقمة بن شهاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدرك الغزو معي فليغز في البحر أفضل من غزوتين في البر وإن شهيد البحر له أجر شهيدي البر ، إن أفضل الشهداء عند الله أصحاب الوكوف " قالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وما أصحاب الوكوف ؟ قال : " قوم تكفأهم مراكبهم في سبيل الله " . ( 103 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن يحيى بن سعيد عمن سمع عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال : المائد في البحر غازيا كالمتشحط في دمه شهيدا في البر .
( 104 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن يحيى بن سعيد أخبرني محرز عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمر قال : غزوة في البحر أفضل من عشر غزوات في البر ، من جاز البحر غازيا فكأنما جاز الاودية كلها . * ( هامش ) * ( 1 / 100 ) وما يزال قبرها إلى اليوم في قرية قرب مدينة لارنكا في قبرص وقع بعد انقسام قبرص في منطقة النصارى القبارصة اليونان فأهملوه كما أساءوا لغيره من مساجد المسلمين ومقابرهم في الجزيرة . ( 1 / 102 ) تكفأهم مراكبهم : تنقلب بهم أو يتوفاهم الله أو يستشهدون على ظهور مراكبهم فيدفنون في البحر . ( 1 / 103 ) المائد : الذي يصيبه دوار البحر أو داء بسبب عدم اعتياده ركوب البحر . وعظيم ثوابه الذي يعادل ثواب الشهيد هو للمصاعب الهائلة التي كان يتعرض لها راكب البحر . [ * ] ( 105 ) حدثنا أبو أسامة نا جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة قال : خرج ابن عباس غازيا في البحر وأنا معه . ( 106 ) حدثنا حفص بن غياث عن ليث عن مجاهد قال : لا يركب البحر إلا حاج أو غاز أو معتمر . ( 107 ) حدثنا عبد الاعلى عن يونس عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال : عجبت لراكب البحر وعجبت لتاجر هجر . ( 108 ) حدثنا وكيع نا سفيان عن ليث عن نافع عن ابن عمر قال : لا يسألني الله عن جيش ركبوا البحر أبدا . ( 109 ) حدثنا يحيى بن أبي بكر نا جرير بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن أبي راشد الحبراني أنه وافى المقداد جالسا على تابوت من توابيت الصيارفة وقد فصل عنه غطما فقلت له : أعذر الله إليك يا أبا الاسود ! قالت : أبت علينا سورة البعوث يعني سورة التوبة : * ( انفروا خفافا وثقالا ) * . ( 110 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال : أخبرني أبي الذي أرضعني وهو أحد من بني مرة ، قال : كأني أنظر إلى جعفر يوم مؤتة نزل عن فرس له شقراء فعرقبها ثم مضى فقاتل حتى قتل . ( 111 ) حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن الوليد عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة عن ابن عمر قال : أتيت على عبد بن مخرمة صريعا عام اليمامة فوقفت عليه فقال : يا عبد الله ابن عمر ! هل أفطر الصائم ؟ قلت : نعم ! قال : ما جعل لي في هذا المحن لعلي أفطر ، فأتيت الحوض وهو مملوء دما فضربته بجحفة معي ثم اغترفت فيه فأتيته فجدته قد قضى . ( 112 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هاشم بن هاشم سمعت سعيد بن المسيب يقول : كان سعد بن أبي وقاص أشد المسلمين بأسا يوم أحد . * ( هامش ) * ( 1 / 107 ) لان تجار هجر كانوا يسافرون في البحر إلى الهند لاحضار بضائعهم أو للتجارة مع الهند . ( 1 / 108 ) أي أنه لم يفت بخروجهم للفتح بحرا خوفا عليهم من أخطار البحر . ( 1 / 110 ) عرقبها : قطع عراقيبها حتى تثبت فلا تسرع متراجعة مجفلة من عنف القتال . أبي الذي أرضعني : زوج المرأة التي أرضعته فهي أمه بالرضاع وزوجها أبوه بالرضاع . ( 1 / 111 ) عام اليمامة : عام قتال مسيلمة الكذاب . صريعا : مصابا مضرجا بدمائه ملقى إلى الارض [ * ] ( 113 ) حدثنا معاوية بن عمرو عن زائدة عن الاعمش عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة قال : أول الناس رمى بسهم في سبيل الله سعد . ( 114 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي حبيبة عن أبي الدرداء أن رجلا أوصى بشئ في سبيل الله فقال : يعطي المجاهدين . ( 115 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الاعمش عن شهر عن أبي الدرداء قال : من صام يوما في سبيل الله كان بينه وبين النار خندق كما بين السماء والارض . ( 116 ) حدثنا محمد بن بشر نا مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة قال قال عمر : لولا أن أسير في سبيل الله ، أو أضع جنبي لله في التراب أو أجالس قوما يلتقطون طيب الكلام كما يلتقط طيب التمر لاحببت أن أكون قد لحقت بالله . ( 117 ) حدثنا عبد الله بن نمير نا إسماعيل عن قيس قال : سمعت خالد بن الوليد يقول : قد منعني كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل الله . ( 118 ) حدثنا محمد بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن زياد عن خالد بن الوليد قال : ما كان في الارض ليلة أبشر فيها بغلام ويهدي إلى عروس أنا لها محب أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو ، فعليكم بالجهاد . ( 119 ) حدثنا الفضل بن دكين عن يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث قال قال خالد بن الوليد ، والله ما أدري من أي يوم أقر ؟ يوم أراد الله أن يهدي لي فيه الشهادة أو من يوم أراد الله أن يهدي لي فيه كرامة . ( 120 ) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب بن محمد قال : نبئت أن عبد الله بن سلام قال : إن أدركتني وليس لي قوة فاحملوني على سرير - يعني القتال - حتى تضعوني بين الصفين . * ( هامش ) * ( 1 / 113 ) وكان سعد من أفضل رماة السهام حتى كان الآخرون ليعطونه سهامهم ليرميها هو كي تكون صائبة وحتى قال له الرسول : إرم سعد بأبي أنت وأمي . ( 1 / 117 ) أي شلغه الخروج للفتح والانشغال بالمعارك عن حفظ القرآن . ( 1 / 118 ) أصبح بهم العدو : أفاجئ بهم العدو في الصباح الباكر قبل أن يستعدوا . ( 1 / 119 ) كرامة : نصرا على المشركين . ( 1 / 120 ) أن أدركني أي القتال . [ * ] ( 121 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الركين بن الربيع الفزاري عن أبيه عن يسير بن عميلة عن خريم بن فاتك الاسدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبع مائة ضعف " . ( 122 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال نا ميسرة عن عكرمة عن ابن عباس قال : سألت كعبا عن جنة المأوى ، فقال : أما جنة المأوى فجنة فيها طير خضر يعني فيها أرواح الشهداء . ( 123 ) حدثنا عبيد الله بن موسى أنا شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد عن نبي الله صلى الله عليه وسلم : " المجاهد في سبيل الله مضمون على الله إما أن يكتبه إلى مغفرته ورحمته وإما أن يرجعه بأجر وغنيمة ومثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم والقائم لا يفتر حتى يرجع " . ( 124 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا جرير عن عثمان نا أبو منيب الجرشي أن رجلا نزل على تميم وسافر معه فرآه قصر في السفر عما كان عليه في أهله فقال : رحمك الله ! أراك قد قصرت عما كنت عليه في أهلك ؟ فقال : أو لا يكفيني أن لي أجر صائم وقائم . ( 125 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا أبو هلال نا محمد بن سيرين قال : غارت خيل للمشركين على سرح المدينة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء أبو قتادة وقد رجل شعره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لارى شعرك حبسك " ؟ فقال : لآتينك برجل سلم قال : وكانوا يستحبون أن يوفروا شعروهم . ( 126 ) حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : لان يكون لي ابن مجاهد في سبيل الله أحب إلى من مائة ألف . ( 127 ) حدثنا وكيع نا أبو الأشهب عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال ربكم : من خرج مجاهدا في سبيلي ابتغاء وجهي فأنا له ضامن ، إن أنا قبضته في وجهه أدخلته الجنة وإن أرجعته أرجعته بما أصاب من أجر وغنيمة " . * ( هامش ) * ( 1 / 121 ) ومصداق ذلك في كتاب الله في قوله تعالى : { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة } . ( 1 / 125 ) السرح : قطعان الماشية تسرح في مرعاها شعرك حبسك : شغلك الاهتمام بشعرك وكانوا يحبون إطالة شعورهم والاعتناء بها فقص أبو قتادة شعره بعد هذا القول [ * ] ( 128 ) حدثنا مالك بن مغول وسفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء قال قال عبد الله : ليأتين على الناس زمان يغبط الرجل فيه بقلة حاذه كما يغبط بكثرة ماله وولده ، فقالوا : يا أبا عبد الرحمن ! فما خير مال الرجل يومئذ ؟ قال : فرس صالح وسلاح صالح يزولان مع العبد حيث زال . ( 129 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاعمش عن أبي ظبيان قال : غزا أبو أيوب أرض الروم فمرض فقال : إذا أنا مت فإن صافقتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم . ( 130 ) حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني أبو سلام الدمشقي عن خالد بن زيد قال : كنت رجلا راميا فكان يمر بي عقبة بن عامر فيقول : يا خالد اخرج بنا نرمي فلما كان ذات يوم أبطأت عنه فقال : يا خالد تعال أخبرك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة : صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به ومنبله وليس اللهو إلا في ثلاث : تأديب الرجل فرسه وملاعبته أهله ورميه بقوسه ونبله ومن ترك الرمي بعد ما علمه فهي نعمة تركها أو كفرها " . ( 131 ) حدثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق أخبرني أبي عن رجال من بني سلمة قالوا : لما صرف معاوية عينه التي تمر على قبور الشهداء فأضربت عليهما يعني على قبر عبد الله بن عامر بن حرام وعلى قبر عمرو بن الجموح فرز قبراهما فاستصرخ عليهما فأخرجناهما يتثنيان تثنيا كأنهما ماتا بالامس ، عليهما بردتات قد غطى بهما على وجهيهما ، وعلى أرجلهما شئ من نبات الارض . ( 132 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن الاسود بن قيس عن نبيح عن جابر قال قال لي أبي عبد الله : أي بني لولا نسيات أخلفهن من بعدي من بنات وأخوات لاحببت أن أقدمك أمامي ولكن كن في نظار المدينة قال : فلم ألبث أن جاءت بهما عمتي قتيلين يعني أباه وعمه قد عرضتهما على بعير . * ( هامش ) * ( 1 / 128 ) يزولان معه : يكونان معه حيث سار يسير بهما أي يقضي وقته في الجهاد . ( 1 / 129 ) وقد استشهد في معركة قرب القسطنطينية فدفن أقرب ما يكون إلى أرض العدو في أبعد مكان وصلت إليه خيل المسلمين وجيشهم الذي كان فيه . ( 1 / 130 ) منبله : الذي يناوله للرامي . ليس اللهو : أي ليس مقبولا . ورميه بقوسه : أي تدربه على الرماية . ( 1 / 113 ) وهذه تكرمة من رب العالمين للشهداء . ( 1 / 132 ) نسيات : نسوة صغيرات السن . نظار المدينة : حراسها . أقدمك أمامي : اخرجك قبلي إلى الجهاد [ * ] ( 133 ) حدثنا وكيع نا سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } قال : لما أصيب حمزة بن المطلب ومصعب بن عمير يوم أحد قالوا ، ليت إخواننا يعلمون ما أصبنا من الخير كي يزدادوا رغبة ! فقال الله : أنا أبلغ عنكم فنزلت : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين } إلى قوله { المؤمنين } . ( 134 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن سعيد عن طاوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله بعثني بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم " . ( 135 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سماك عن عبد الله بن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه : " جزاك الله خيرا من سيد قوم فقد صدقت الله ما وعدته والله صادقك ما وعدك " . ( 136 ) حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن محمد قال : جاءت كتيبة من قبل المشرق من كتائب الكفار فلقيهم رجل من الانصار فحمل عليهم فخرق الصف حتى خرج ثم كبر راجعا فصنع مثل ذلك مرتين أو ثلاثا فإذا سعد بن هشام يذكر ذلك لابي هريرة فتلا هذه الآية : { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله } . ( 137 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن عوف أنه أتي بطعام قال شعبة : أحسبه كان صائما ، فقال عبد الرحمن : قتل حمزة ولم نجد ما يكفنه وهو خير مني وقتل مصعب بن عمير وهو خير مني ولم نجد ما يكفنه ، قد أصبنا ما أصبنا ، أو قال : أعطينا منها ما أعطينا ثم قال عبد الرحمن : إني لاخشى أن تكون قد عجلت لنا طيباتنا في الدنيا ، قال شعبة : وأظنه قام ولم يأكل . ( 138 ) حدثنا وكيع بن الجراح نا كهمس عن سيار بن منظور عن أبيه قال : حدثني ابن لعبدالله بن سلام قال : تجهزت غازيا فلما وضعت رجلي في الغرز قال لي أبي ، يا بني اجلس ! قلت : ألا كان هذا قبل أن أتجهز وأنفق ؟ قال : أردت أن يكتب لي أجر غاز وإنها كربة تجئ من هاهنا - وأشار بيده نحو الشام - فإنا أدركتها فسوف تراني كيف أفعل وإن لم أدركها فعجل إليها . * ( هامش ) * ( 1 / 136 ) سورة البقرة الآية ( 207 ) . [ * ] ( 139 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبيد بن الحسن عن ابن مغفل قال : أراد ابن لعبدالله بن سلام الغزو فأشرف إليه أبوه فقال : يا بني لا تفعل فإن صريخ الشام إذا بلغ بلع كل مسلم . ( 140 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : سمعت خالد بن الوليد قال : اندقت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما صبرت في يدي إلا صفيحة يمانية . ( 141 ) حدثناد يزيد بن هارون أنا المسعودي عن أبي إسحاق قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله أن يعطيه سيفا فقال : " لعلي إن أعطيتك سيفا تقوم به في الكبول " قال : فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا فجعل يضرب به المشركين وهو يقول : إني امرء بايعني خليلي * ونحن عند أسفل النخيل ألا أقوم الدهر في الكبول * أضرب بسيف الله والرسول ( 142 ) حثدنا وكيع عن سفيان عن الاعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمر قال : يأتي على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام . ( 142 م ) حدثنا يزيد بن هارون نا جرير بن حازم عن الزبير بن الحريث عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان فرض على المسلمين أن يقاتل الرجل منهم العشرة من المشركين ، قوله { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا } فشق ذلك عليهم فأنزل الله التخفيف فجعل على رجل يقاتل الرجلين قوله تعالى : { فإن يكن منكم مائة صابره يغلبوا مائتين } فخفف عنهم ذلك ونقصوا من النصر بقدر ذلك . ( 143 ) حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر عن أبي الزاهرية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " معقل المسلمين من الملاحم دمشق ومعقلهم من الدجال بيت المقدس ومعقلهم من ياجوج وماجوج بيت الطور " . ( 144 ) حدثنا يحيى بن إسحاق حدثني يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب أن * ( هامش ) * ( 1 / 139 ) أي انتظر لتخرج إلى فتح الشام . ( 1 / 140 ) اندقت : كسرت . صفيحة يمانية : سيف يماني رقيق . ( 1 / 141 ) تقوم به في الكبول : تحمله للفخر . ( 1 / 142 ) { إن يكن منكم عشرون } سورة الانفال من الآية ( 65 ) . { إن يكن منكم مائة } [ سورة الانفال من الآية ( 66 ) . [ * ] عبد الرحمن بن شماسة المهري أخبره عن زيد بن ثابت قال : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال : " طوبى للشام " ، قيل : يا رسول الله ! ولماذا ؟ قال : " لان ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها " . ( 145 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن حسان بن عطية قال : مال مكحول وابن زكريا إلى خالد بن معدان وملت معهما فحدثنا عن جبير بن نفير قال : قال لي جبير انطلق بنا إلى ذي مخمر وكان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فسأله جبير عن الهدنة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ستصالحكم الروم صلحا آمنا نغزون أنتم وهم عدوا فتنصرون وتغنمون وتسلمون ثم تنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول مرتفع فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلب الصليب ! فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدقه فعند ذلك تغدر الروم ويجمعون للملحمة " . ( 146 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي الدرداء قال : إذا عرض عليكم الغزو فلا تختاروا أرمينية فإن بها عذابا من عذاب القبر . ( 147 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : غزونا أرض الروم ومعنا حذيفة وعلينا رجل من قريش فشرب الخمر فأردنا أن نحدة فقال حذيفة : تحدون أميركم وقد دنوتم من عدوكم فيطمعون فيكم ، فقال : لاشربنها وإن كانت محرمة ولاشربن على رغم من رغم . ( 148 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن المطعم بن المقدام عن أبي هريرة قال : إذا رابطت ثلاثا فليتعبد المتبعدون ما شاءوا . ( 149 ) حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن الغاز عن مكحول عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا أجير من فتنة القبر وجرى عليه صالح عمله إلى يوم القيامة " . * ( هامش ) * ( 1 / 147 ) ليس قبوله منه بشربها وسكوته عن الحد وقوله الذي قال حبا بالخمر ولكن لاهداف عسكرية رأى أن تأخير العقاب أجدى فيها لئلا يستضعف الروم المسلمين إذا رأوهم يحدون أميرهم فتذهب هيبتهم من نفوسهم . [ * ] ( 150 ) حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن الغفار قال : حدثني عطاء الخراساني عن أبي هريرة بمثله إلا أنه قال : ساحل البحر . ( 151 ) حدثنا يحيى بن إسحاق عن ليث بن سعد عن أبي عقيل عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان عن عثمان أنه قال على المنبر : أيها المسلمون ! سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا كتمتكموه كراهية أن يفرقكم عني ، سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " رباط يوم في سبيل الله خير من رباط ألف يوم فيما سواه من المنازل فليختر كل امرئ لنفسه ما شاء . ( 152 ) حدثنا وكيع قال نا داود بن قيس عن عمرو بن عبد الرحمن العسقلاني عن أبي هريرة قال : تمام الرباط أربعون يوما . ( 153 ) حدثنا عيسى بن يونس عن معاوية بن يحيى الصدفي عن يحيى بن الحرث الرماني عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تمام الرباط أربعون يوما " . ( 154 ) حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن عبد الله مولى عفرة قال : نا رجل من ولد عبد الله بن عمر أن ابنا لابن عمر رابط ثلاثين ثم رجع فقال له ابن عمر : أعزم عليك لترجعن فلترابطن عشرا حتى تتم الاربعين . ( 155 ) حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال نا خالد بن معدان قال : سمعت أبا أمامة وجبير بن نفير يقولان : يأتي على الناس زمان أفضل الجهاد الرباط ، فقلت : وما ذلك ؟ فقال : إذا أطاط الغزو وكثرت الغرائم واستحلت الغنائم فأفضل الجهاد يومئذ الرباط . ( 156 ) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر عن يزيد بن عبد الله بن قسيط وصفوان بن سليم قالا : من مات مرابطا مات شهيدا . ( 157 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن ابن حبيب المحاربي عن أبي أمامة الباهلي قال : لقد افتتح الفتوح أقوام ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة ، إنما كانت حليتها العلابي والآنك والحديد . * ( هامش ) * ( 1 / 151 ) المنازل : أما كل النزول والرباط يكون في الثغور وعند الحدود مع العدو سواء في قلعة برية أو عند ساحل البحر . ( 1 / 155 ) إذا أطاط الغزو ، تباطأ . ( 1 / 157 ) العلابي : معدن الرصاص . الآنك : الزنك . [ * ] ( 158 ) حدثنا المحاربي عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صدع رأسه في سبيل الله غفر الله له ما تقدم من ذنبه " . ( 159 ) حدثنا يحيى بن إسحاق نا يحيى بن أيوب عن أبي قبيل قال ، سمعت عبد الله ابن عمرو وسئل : أي المدينتين يفتح أولا قسطنطينية أو رومية ؟ قال : فدعا عبد الله بن عمرو بصندوق له حلق فأخرج منه كتابا فجعل يقرأه قال فقال : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل : أي المدينتين يفتح أولا قسطنطينية أو رومية ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " بل مدينة هرقل أولا تفتح " . ( 160 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه وعمه سمعهما يذكران قالا : قال سلمان ابن ربيعة : قتلت بسيفي هذا مائة مستلم يعبد غير الله ، ما قتلت منهم رجلا صبرا . ( 161 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن موسى بن سعيد عن أشياخه قال قال أبو موسى : لقد رأيتني خامس خمسة أو سادس ستة ما في يدي ولا رجلي ظفر إلا قد نصل ، ثم قال : ما خالف إلي ذكر هذا ، الله يحرمني بذلك . ( 162 ) حدثنا حاتم بن وردان عن يونس عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من أحد يموت ، له عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا ولا أن له مثل نعيمها إلا الشهيد فإنه مما يرى من الثواب يود أنه رجع فقتل " . ( 163 ) حدثنا حاتم بن وردان عن برد عن مكحول قال : للشهيد عند الله ست خصال : يغفر الله ذنبه عنه أول قطرة تصيب الارض من دمه ويحلى حلة الايمان ويزوج الحور العين ويفتح له باب من الجنة ويجاز من عذاب القبر ويؤمن من الفزع الاكبر وفزع يوم القيامة . * ( هامش ) * ( 1 / 159 ) مدينة هرقل : وقد فتحها الله على يد محمد الفاتح العثماني . وغير اسمها إلى " إسلام بول " أي مدينة الاسلام . ( 1 / 160 ) قتل الصبر : قتل الرجل مربوطا مشدود الوثاق أي قتلهم جميعا أثناء القتال . ( 1 / 161 ) قد نصل : قد انقلع ، وذلك لطول المسير وعنف القتال . [ * ] ( 164 ) حدثنا بشر بن مفضل عن مغيرة بن حبيب قال : سألت سالما عن المبارزة فأكب هنيهة ثم رفع رأسه فقال : { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص } . ( 165 ) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن أبي صالح عن ابن عباس : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } قال : أنفق في سبيل الله ولو بمشقص . ( 66 ) حدثنا وكيع نا سفيان عن عثمان بن الاسود عن مجاهد قال : إذا لقيت فانهد قائما فإنما نزلت هذه الآية في النفقة . ( 167 ) حدثنا محمد بن مروان البصري عن عمارة قال شج النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وذلق من العطش حتى جعل يقع على ركبتيه وتركه أصحابه فجاء أبي بن خلف يطلب بدم أخيه أمية بن خلف فقال : أين هذا الذي يزعم أنه نبي فليبرز لي ! فإن كان نبيا قتلني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اعطوني الحربة " فقالوا : يا رسول الله ! وبك حراك ؟ قال : " إني قد استسقيت الله دمه " ، فأخذ الحربة ثم مشى إليه فطعنه فصرعه عن دابته وحمله أصحابه فاستفردوه فقالوا : ما نرى بك بأسا ! فقال : إنه قد استسقى الله دمى إني لاجد لها ما لو كان على مضر وربيعة لوسعتهم . ( 168 ) حدثنا زيد بن حباب عن الضحاك بن عثمان نا الحكم بن ميناء عن أبي هريرة أنه سمعه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها " . ( 169 ) حدثنا عبد الله بن نمير نا محمد بن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة عن عمر ابن الحكم بن ثوبان عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما تعدون الشهيد ؟ قال فقالوا : المقتول في سبيل الله ، قال : إن شهداء أمتي إذن لقليل ! القتيل في سبيل الله شهيد والخار عن دابته في سبيل الله شهيد والغرق في سبيل الله شهيد والمجنوب في سبيل الله شهيد " ( يعني قرحة ذات الجنب ) . * ( هامش ) * ( 1 / 164 ) سورة الصف الآية ( 4 ) . ( 1 / 165 ) سورة البقرة الآية ( 195 ) . ( 1 / 167 ) أجد لها : أي من الالم ما لا تحتمله قبيلتا ربيعة ومضر جميعهما [ * ] ( 170 ) حدثنا وكيع عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما تعدون الشهيد فيكم ؟ قالوا : الذي يقاتل في سبيل الله فيقتل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن شهداء أمتي إذن لقليل ! القتيل في سبيل الله شهيد والمبطون شهيد والمرأة تموت بجمع ( يعني حاملا ) شهيد " . ( 171 ) حدثنا وكيع قال نا أبو العميس عن عبد الله بن جبر بن عتيك عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم عاده في مرضه فقال قائل من أهله ، إنا كنا لنرجوا أن تكون وفاته قتل شهادة في سبيل الله ! فقال : " إن شهداء أمتي إذن لقليل ! القتيل في سبيل الله شهيد والمبطون شهيد والمطعون شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد والحرق والغرق والجنوب شهيد " ( يعني قرحة ذات الجنب ) . ( 172 ) حدثنا يزيد بن هارون عن التيمي عن أبي عثمان عامر بن مالك عن صفوان ابن أمية قال : الطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن والنفساء . ( 173 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن طارق بن شهاب قال قال عبد الله : إن بين من يغرق في البحور ويتردى من الجبال وتأكله السباع لشهداء عند الله يوم القيامة . ( 174 ) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن محمد عن امرأة مسروق عن مسروق قال : الطاعون والبطن والنفساء والغرق وما أصيب به مسلم فهو له شهادة . ( 175 ) حدثنا همام نا عفان نا محمد بن جحادة أن أبا حصين حدثه أن أبا صالح حدثه أن أبا هريرة حدثه قال : جاء رجل إلى النبي فقال : يا رسول الله ؟ علمني عملا يعدل الجهاد ، قال : " لا أجده " ، ثم قال : " هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم لا تفتر وتصوم ولا تفطر " ؟ قال : لا أستطيع ذلك ، فقال : أبو هريرة : إن فرس المجاهد ليستن في طوله فتكتب به حسناته . * ( هامش ) * ( 1 / 170 ) المبطون : المصاب بداء في بطنه . ( 1 / 175 ) الطول : الحبل الطويل الذي يربط فيه الفرس . يستن فيه : يقطعه بأسنانه أو يسمح له طوله بالاكل في مساحة واسعة . [ * ] ( 176 ) حدثنا محمد بن بشر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من رجل أو ما من أحد ينفق زوجين في سبيل الله إلا خزنة الجنة يوم القيامة يدعونه : تعال يا فلان ! تعال هذه خير " فقال أبو بكر : أي رسول الله ! هذا الذي لا توى عليه فقال : " إني أرجو أن تكون منهم " . ( 177 ) حدثنا وكيع نا الربيع عن الحسن قال قال رجل لعمر : يا خير الناس ! قال : لست بخير الناس ، ألا أخبرك بخير الناس ؟ قال : بلى ! يا أمير المؤمنين ! قال : رجل من أهل البادية له صرمة من إبل وغنم أتى بها مصرا من أمصار فباعها ثم أنفقها في سبيل الله وكان بين المسلمين وبين عدوهم فذلك خير الناس . ( 178 ) حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو بن صفوان بن سليم عن حصين بن اللجلاج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه : " لا يجتمع الشح والايمان في جوف رجل مسلم ولا غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف رجل " . ( 179 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن حضين عن سالم يرفعه إلى معاذ قال : من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله رفعه الله به درجة . ( 180 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن شقيق عن مسروق قال : ما من حال أحرى أن يستجاب للعبد فيه إلا أن يكون في سبيل الله من أن يكون عافرا وجهه ساجدا . ( 181 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة قال : أسلم الزبير وهو ابن ستة عشر سنة ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن بضع وسيتن سنة . * ( هامش ) * ( 1 / 176 ) زوجين : شيئين من نوع واحد سيفين أو فرسين وما شابه . هذا الذي لا توى عليه : لا ضياع ولا خسارة . ( 1 / 177 ) الصرمة من الابل : القطيع الصغير القليل العدد . ( 1 / 178 ) لان الشحيح البخيل لا أمل لديه بالله يخاف إن أنفق من ماله في سبيل الله ألا يرزقه الله سواه . [ * ]
( 182 ) حدثنا وكيع نا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال ، لما أتى أبو عبيدة الشام حضر هو وأصحابه وأصابهم جهد شديد قال : فكتب إلى عمر ، فكتب إليه عمر : سلام ! أما بعد فإنه لم تكن شدة إلا جعل الله بعدها مخرجا ولن يغلب عسر يسرين ، وكتب إليه : { يا أيها الذين الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } قال : فكتب إليه أبو عبيدة : سلام ! إما بعد فإن الله تبارك وتعالى قال : { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد } إلى آخر الآية - قال : فخرج عمر بكتاب أبي عبيدة فقرأه على الناس فقال : يا أهل المدينة ! إنما كتب أبو عبيدة يعرض بكم ويحثكم على الجهاد ، قال زيد : فقال أبي : وإني لقائم في السوق إذ أقبل قوم مبيضين قد اطلعوا من الثنية فيهم حذيفة بن اليمان يبشرون الناس قال : فخرجت أشتد حتى دخلت على عمر فقلت : يا أمير المؤمنين ! أبشر بنصر الله والفتح ! فقال عمر : الله أكبر رب قاتل خالد بن الوليد . ( 183 ) حدثنا وكيع نا سفيان عن برد عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله جعل هذه الامة في سنابك خيلها وأزجة رماحها ما لم يزرعوا فإذا زرعوا صاروا من الناس " ( 184 ) حدثنا عفان عن سليمان بن كثير حدثني ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري قال قيل : يا رسول الله ! أي المؤمنين أفضل قال : " مؤمن مجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ومؤمن اعنزل في شعب من الجبال ( أو قال ) شعبة كفى الناس شره " . ( 185 ) حدثنا عفان نا عبيدالله بن أياد عن أبيه عن أبي كبشة البراء بن قيس السلولي قال : كنت جالسا مع سعد وهو يحدث أصحابه فقال في آخر حديثه : أيها الناس ! إن الله أراد بكم اليسر ولم يرد بكم العسر والله والله لغزوة في سبيل الله أحب إلي من حجتين ولحجة أحجها ببيت الله أحب إلى من عمرتين ولعمرة أعتمرها أحب ألي من ثلاثة أبيتهن ببيت المقدس . * ( هامش ) * ( 1 / 182 ) { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا } سورة آل عمران الآية ( 200 ) . { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر } سورة الحديد الآية ( 20 ) . مبيضين : قد ابيضت شعورهم من الغبار وهذا دليل قدومهم السريع من سفر بعيد [ * ] ( 186 ) حدثنا زيد بن حباب حدثني عبد الرحمن بن شريح عن عبد الله بن المغيرة عن أبي فراس يزيد بن رباح مولى عمرو بن العاص أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول : إن الله يضحك إلى أصحاب البحر مرارا حين يستوي في مركبه ويخلي أهله وماله وحين يأخذه الميد في مركبه وحين يوجه إليه البر فيشرف إليه . ( 187 ) حدثنا هشيم عن أبي الاشهب العطاردي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان في الصف في القتال لم يلتفت " . ( 188 ) حدثنا غندر عن عثمان بن غياث عن عكرمة قال : سمعته يقول في هذه الآية : { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون } قال : أرواح الشهداء في طير بيض فقاقيع في الجنة . ( 189 ) حدثنا عبد الله بن المبارك عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن ابن [ جابر بن - ] عتيك [ عن أبيه - ] قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما ما يحب من الخيلاء فالرجل يختال بسيفه عند القتال وعند الصدقة ولا يحب المرح " . ( 190 ) حدثنا زيد بن حباب أخبرني موسى بن عبيدة قال أخبرني محمد بن أبي منصور عن السميط بن عبد الله بن سلمان أنه كان في جند من المسلمين وأصابهم حصر وضر فقال سلمان لامير الجند : ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون عونا لك على هذا الجند ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من رابط يوما أو ليلة في سبيل الله كان عدل صيام شهر وصلاته الذي لا يفطر ولا ينصرف إلا لحاجة ومن مات مرابطا في سبيل الله أجرى له أجره حتى يقضي الله بين أهل الجنة والنار " . ( 191 ) حدثنا زيد بن حباب نا أبو سنان سعيد بن سنان قال : أخبرني موسى بن أبي كثير الانصاري أن عمر بن الخطاب قال في قوله تعالى : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } قال : من ربط فرسا في سبيل الله فهو يقرض الله قرضا حسنا . ( 192 ) حدثنا زيد بن حباب نا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبد الله بن حكيم ابن حزام قال : من أنفق زوجين في سبيل الله لم يأت بابا من أبواب الجنة إلا فتح له ، فقال موسى : سمعت أشياخنا يقولون : ديناران أو درهم ودينار . * ( هامش ) * ( 1 / 188 ) سورة البقرة الآية ( 154 ) . ( 1 / 191 ) { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } سورة البقرة ( 245 ) وسورة الحديد الآية ( 11 ) [ * ] ( 193 ) حدثنا زيد بن حباب أخبرني موسى بن عبيدة قال أخبرني عبد الله أخي عن شيبة المهري ومدرك قالا : لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في صدر مؤمن . ( 194 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا العوام عن إبراهيم التيمي قال : أرواح الشهداء في طير خضر تسرح في الجنة وتأوي إلى قناديل معلقة في العرش فيطلع إليهم ربك فيقول : سلوني - ثلاثا يقولها - فيقولون : ربنا نسألك أن تردنا إلى الدنيا فنقتل في سبيلك قتلة أخرى . ( 195 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن محمد بن قتادة قال قال معاذ بن عفراء : يا رسول الله ! ما يضحك الرب من عبده ؟ قال : " غمسه يده في العدو حاسرا " . قال : وألقى درعا كانت عليه فقاتل حتى قتل . ( 196 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا حريز بن عثمان عن نمران بن مخمر الرحيبي قال : كان أبو عبيدة بن الجراح يسير بالجيش وهو يقول : ألا رب مبيض لثيابه مدنس للسانه . ( 197 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا زيد بن حازم عن بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف عن أبي عبيدة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فسبعمائة ضعف " . ( 198 ) حدثنا عبد الله بن نمير نا ثابت بن زيد عن عمرو بن ميمون قال عمر : حجة ههنا - ثم يشير بيده إلى مكة - ثم أخرج في سبيل الله تعالى . ( 199 ) حدثنا هوذة بن خليفة نا عوف عن حسناء بنت معاوية قالت : حدثني عمي قال قلت : يا رسول الله ! من في الجنة قال : " النبي في الجنة والشهيد في الجنة والموؤودة في الجنة " . ( 200 ) حدثنا وكيع عن موسى قال : سمعت موسى بن طلحة يقول : جرح طلحة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وعشرين جرحا . ( 201 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من خرج في سبيل الله ابتغاء وجه الله وتنجيزا لموعود الله فهو مثل الصائم القائم حتى يرجع إلى أهله أو من حيث خرج " . * ( هامش ) * ( 1 / 195 ) يضحك الرب من عبده : يسره منه ويقبله ويغفر به . غمسه يده في عدوه : اقتحامه صفوف العدو . حاسرا : لا شئ يرد عنه ضرباتهم من درع أو بيضة يلبسها على رأسه . [ * ] ( 202 ) حدثنا خالد بن مخلد عن عبد الرحمن بن عبد العزيز نا الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس جريح في الله إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمي لونه لون الدم وريحه ريح المسك ، قدموا أكثر القوم قرآنا فاجعلوه في اللحد " . ( 203 ) حدثنا يعلى بن عبيد نا أبو حبان عن شيخ من أهل المدينة قال : كان بيني وبين كاتب عبيدالله بن زياد صداقة معروفة فطلبت إليه أن ينسخ لي رسالة عبد الله بن أبي أوفى إلى عبيدالله فنسخها لي فكان فيها أن عبد الله بن أبي أوفى روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تسألوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فآصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف " . وكان ينتظر فإذا زالت الشمس غدا إلى عدوه وهو يقول : " اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الاحزاب أللهم اهزمهم وانصرنا عليهم " . ( 204 ) حدثنا إسحاق بن منصور نا هزيم عن ليث عن يحيى بن عباد قال : فضل الغازي في البحر على الغازي في البر كفضل الغازي في البر على القاعد في بيته . ( 205 ) حدثنا شبابة نا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي الخطاب عن أبي سعيد الخدري أنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس عام تبوك وهو مسند ظهره إلى نخلة فقال : ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس ؟ إن من خير الناس رجلا يحمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو ظهر بعيره أو على قدمه حتى يأتيه الموت وإن من شر الناس رجلا فاجرا يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شئ منه " . ( 206 ) حدثنا حسين بن علي عن ابن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان قال قال أبو طلحة : { انفروا خفافا وثقالا } قال : كهولا وشبابا قال : ما أرى الله عذر أحدا ، فخرج إلى الشام فجاهد . ( 207 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا ابن عون عن ابن سيرين عن أبي الضحى السلمي قال قال عمر بن الخطاب : قال محمد صلى الله عليه وسلم : " من قتل في سبيل الله أو مات فهو في الجنة " . ( 208 ) حدثنا بن بشر نا عبد العزيز بن عمر حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء كان يستحب عند نزول القطر وإقامة الصلاة والتقاء الصفين . * ( هامش ) * ( 1 / 208 ) نزول القطر : سقوط المطر . [ * ] ( 209 ) حدثنا محمد بن بشر عن صدقة بن المثنى قال : سمعت جدي رباح بن الحارث يذكر عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يقول : والله لمشهد يشهده الرجل منهم يوما واحدا في سبيل الله مع رسول الله اغبر فيه وجهه أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح . ( 210 ) حدثنا خالد بن مخلد نا جعفر بن أبي كثير حدثني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يجتمع كافر وقاتله من المسلمين في النار " . ( 211 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن واصل بن السائب الرقاشي قال : سألني عطاء بن أبي رباح : أي دابة عليك مكتوبة ؟ قال فقلت : فرس قال : تلك الغاية القصوى من الاجر ، ثم ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أدلكم على أحب عباد الله إلى الله بعد النبيين والصديقين والشهداء ؟ قال : عبد مؤمن معتقل رمحه على فرسه يميل به النعاس يمينا وشمالا في سبيل الله يستغفر الرحمن ويلعن الشيطان قال : وتفتح أبواب السماء فيقول الله لملائكته انظروا إلى عبدي قال : فيستغفرون له قال : ثم قرأ : { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله } " إلى آخر الآية . ( 212 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث بن سوار عن محمد بن سيرين عن أبي عبيد بن حذيفة قال : كان حذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود وأبو مسعود الانصاري وأبو موسى الاشعري في المسجد فجاء رجل فقال : يا عبد الله بن قيس ! فسماه باسمه فقال : أرأريت إن أنا أخذت سيفي فجاهدت به أريد وجه الله فقتلت وأنا على ذلك ، أين أنا ؟ قال : في الجنة قال حذيفة : عند ذلك استفهم وأفهمه فليدخلن النار كذا وكذا يصنع ، ما قال هذا ؟ فقال حذيفة : إن أخذت سيفك فجاهدت به فأصبت الحق فقتلت وأنت على ذلك فأنت في الجنة ومن أخطأ الحق فقتل وهو على ذلك فلم يوفقه الله ولم يسدده دخل النار قال القوم : صدقت . * ( هامش ) * ( 1 / 211 ) { إن الله اشترى من المؤمنين } سورة التوبة الآية ( 111 ) . ( 1 / 212 ) أفهمه فليدخلن النار : أفهمه أين يكون الجهاد جهادا ، إذ ربما قاتل في فتنة بين المسلمين وهو يظن أنه على الحق . [ * ] ( 213 ) حدثنا عبد الرحيم عن أشعث عن ابن سيرين قال : كانوا يقولون : القتال في سبيل الله خير من الجلوس والجلوس خير من القتال على الضلال ومن رابه شئ فليتعده إلى ما لا يريبه . ( 214 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : لما أنزلت هذه الآية : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادع لي زيدا وليجيئني باللوح والدواة ، أو قال : بالكتف " فقال : أكتب : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } فقال ابن أم مكتوم - وكان ضرير البصر - : يا رسول الله ! بما تأمرني فإني لا أستطيع الجهاد ؟ فأنزل الله إليه : { غير أولي الضرر } . ( 215 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال : إن الشهداء ذكروا عند عمر بن الخطاب قال فقال عمر للقوم : ما ترون الشهداء ؟ قال القوم : يا أمير المؤمنين ! هم ممن يقتل في هذه المغازي قال فقال عمر عند ذلك : إن شهداءكم إذن لكثير ، إني أخبركم عن ذلك أن الشجاعة والجبن غرائز في الناس يضعها الله حيث يشاء فالشجاع يقاتل من وراء من لا يبالي أن لا يئوب إلى أهله والجبان فار عن خليلته ولكن الشهيد من احتسب بنفسه والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده . ( 216 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه أن أول رجل سل سيفا في سبيل الله الزبير وذلك أنه نفحت نفحة من الشيطان أخذ رسول الله فخرج الزبير يشق الناس بسيفه ورسول الله بأعلى مكة قال فلقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما لك يا زبير ؟ قال : أخبرت أنك أخذت ؟ قال : فصلى عليه ودعا له ولسيفه . ( 217 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير نا شعبة عن أبي الفيض قال سمعت سعيد بن جابر الرعيني عن أبيه أن أبا بكر شيع جيشا فمشى معهم فقال : الحمد لله اغبرت أقدامنا في سبيله ! قال فقال رجل : إنما شيعناهم ، فقال إنما جهزناهم وشيعناهم ودعونا لهم . ( 218 ) حدثنا ابن أبي عيينة عن أبيه عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس أو غيره - يحسب الشك منه - قال : بعث أبو بكر جيشا إلى الشام فخرج يشيعهم على رجليه فقالوا : يا خليفة رسول الله ! أن لو ركبت ! قال : احتسب خطاي في سبيل الله . * ( هامش ) * ( 1 / 214 ) سورة النساء الآية ( 95 ) [ * ] ( 219 ) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن أبي إسحاق قال أبي : أسلم عكرمة بن أبي جهل فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! والله لا أترك مقاما قمته ليصد به عن سبيل الله إلا قمت مثليه في سبيل الله ولا أترك نفقة أنفقتها ليصد بها عن سبيل الله ، فلما كان يوم اليرموك نزل فترجل فقاتل قتالا شديدا فقتل فوجد به بعضا وسبعين من بين طعنة ورمية وضربة . ( 220 ) حدثنا عبد الله بن نمير نا هشام بن سعد قال : حدثني قيس بن بشر التغلبي قال : كان أبي جليسا لابي الدرداء بدمشق وكان بدمشق رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له ابن الحنظلية من الانصار وكان الرجل متوحدا ، قل ما يجالس الناس ، إنما هو يصلي فإذا انصرف فإنما هو تسبيح وتهليل حتى يأتي أهله فمر بنا ذات يوم ونحن عند أبي الدرداء فسلم فقال له أبو الدرداء : كلمة تنفعنا ولا تضرك ! قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رجالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس فإن الله لا يحب الفحش والتفحش " . ( 221 ) حدثنا وكيع عن الاعمش عن إبراهيم قال قال عبد الرحمن بن يزيد : اغزوا بنا حتى نجتعل قال : فغدوت إليه فقال لي : إني قرأت البارحة سورة براءة فوجدتها تحث على الجهاد قال : فخرج . ( 222 ) حدثنا ابن علية عن ابن سيرين قال كتب إلى عمر في الجعالة : لا أبيع نصيبي من الجهاد ولا أغزوا على آخرنا . ( 223 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن الزبير بن عدي عن الشقيق بن العزار قال : سألت ابن الزبير عن الجعائل قال : إن أخذتها فأنفقها في سبيل الله ، وتركها أفضل وسألت ابن عمر فقال : لم أكن لارتشي إلا ما رشاني الله . ( 224 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن عبيد بن الاعجم قال سألت ابن عباس عن الجعائل قال : إن جعلتها في سلاح أو كراع في سبيل الله فلا بأس قال : وإن جعلتها في عبد أو أمة فهو غير طائل
* ( هامش ) * ( 1 / 219 ) ولا أترك نفقة : أي إلا أنفقت مثليها في سبيل الله أيضا . ( 1 / 222 ) الجعالة : الراتب الذي يعطى للمقاتل . ( 1 / 223 ) الجعائل ج جعالة . [ * ] ( 225 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة قال : خرج على الناس بعث في زمن معاوية فكتب معاوية إلى جرير بن عبد الله : إنا قد وضعنا عنك البعث وعن ولدك ، فكتب إليه جرير : إني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح والطاعة والنصح للمسلمين فإن بسط يخرج فيه وإلا قومنا من يخرج . ( 226 ) حدثنا ابن نمير نا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال : سئل الاسود عن الرجل يجعل له ويجعل هو أقل مما جعل له ويستفضل قال : لا بأس ، وسئل شريح عن ذلك فقال : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك . ( 227 ) حدثنا عيسى بن يونس عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول أنه كان لا يرى بالجعل في القبيلة بأسا . ( 228 ) حدثنا إسماعيل بن عياش عن معدان بن حدير الحضرمي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل يتقوون به على عدوهم كمثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها " . ( 229 ) حدثنا ابن علية عن ابن عون قال : سألت ابن سيرين قلت : الرجل يريد الغزو فيعان ؟ قال : ما زال المسلمون يمتع بعضهم بعضا . ( 230 ) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن بشر أن الربيع كان يأخذ الجعالة فيجعلها في المساكين . ( 231 ) حدثنا عبيد الله بن موسى عن عثمان بن الاسود عن مجاهد أنه أعطي يوم ليشا فقبله . ( 232 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر عن عكرمة والاسود ومسروق أنهم كرهوا الجعائل وذلك في البعث . ( 233 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن عامر عن مسروق أنه كره الجعائل . * ( هامش ) * ( 1 / 229 ) يمتع بعضهم بعضا : يساعدون بعضهم بعضا تيسيرا للمرء على الخروج في سبيل الله فيعطي المال لنفقة أهله . [ * ] ( 234 ) حدثنا عبيدالله بن موسى بن عبيدة قال : كان النعمان بن أبي عياش وابن قسيط وعمر بن علقمة يأخذون الجعائل ويخرجون . ( 235 ) حدثنا وكيع عن شريك عن منصور عن إبراهيم قال : كان عبد الرحمن بن يزيد يؤالف الرجل ثم يغزو عنه . ( 236 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الايام " يعني أيام العشر ، قالوا : يا رسول الله ! ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ " . ( 237 ) حدثنا غندر عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال : أخبرني من سمع بريدة الاسلمي من وراء نهر بلخ وهو يقول : لا عيش إلا لمعان الخيل . ( 238 ) حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن الاعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بناقة مخطومة فقال : يا رسول الله ! هذه في سبيل الله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لك بها يوم القيامة سبع مائة كلها مخطومة " . ( 239 ) حدثنا عفان نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن أبي طلحة قال : رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر فما أرى أحدا من القوم إلا يميد تحت جحفته من النعاس . ( 240 ) حدثنا عفان نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن هشام عن أبيه عن الزبير مثله . ( 241 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا هشام عن الحسن قال حدثني صعصعة عن معاوية قال : لقيت أبا ذر فقلت : حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم أنفق من ماله زوجين في سبيل الله إلا ابتدرته حجبة الجنة " ، وكان الحسن يقول : زوجين من ماله : دينارين ودرهمين وعبدين أو اثنتين من كل شئ . ( 242 ) حدثنا حسين بن علي عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال : كان * ( هامش ) * ( 1 / 239 ) الجحفة : ما يلبس على الرأس لرد الضربات . [ * ] أبو بكر إذا أراد أن يبعث بعثا يدر الناس فإذا كمل له من العدة ما يريد جهزهم بما كان عنده ولم تكن الاعطية فرضت على عهد أبي بكر . ( 243 ) حدثنا عبيدالله نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعد بن عياض قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الكلام قليل الحديث فلما أمر بالقتال شمر فكان من أشد الناس بأسا . ( 244 ) حدثنا عبدة عن إسماعيل بن رافع عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اغزوا تصحوا وتغنموا " . ( 245 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن عبد الله بن الازرق عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة : صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به والممد به " وقال : " ارموا واركبوا وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا وكل ما يلهو به المرء المسلم باطل إلا رمية بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنهن من الحق " . ( 246 ) حدثنا زيد بن الحباب نا عبد الرحمن بن شريح عن محمد بن سمير الرعيني أنه سمع أبا علي الجنبي أنه سمع أبا ريحانة يقول : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابنا برد ليلة فلقد رأيت الرجل يحفر الحفرة ثم يدخل فيها ويضع ترسه عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يحرسنا الليلة فقال رجل من الانصار : أنا ، فقال : " ممن أنت ؟ فانتسب له فدعا له بخير ثم قال : من يحرسنا الليلة ؟ فقلت : أنا ، فقال : ممن أنت ؟ فقلت : أبو ريحانة ، فدعا لي بدون دعاء للانصاري ثم قال : حرمت النار على ثلاثة أعين : عين سهرت في سبيل الله وعين بكت أو دمعت من خشية الله " . ، وسكت محمد بن سمير عن الثالثة ، لم يذكرها . ( 247 ) حدثنا وكيع نا الاعمش عن سليمان بن ميسرة والمغيرة بن الشبل بن طارق بن شهاب قال : كان سلمان إذا قدم من الغزو نزل القادسية وإذا قدم من الحج نزل المدائن غازيا . ( 248 ) حدثنا معاوية بن عمرو نا زائدة عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة * ( هامش ) * ( 1 / 246 ) والثالثة : وعين باتت تحرس في سبيل الله ولم يذكرها لان الظرف وهو الحراسة وطلب من يحرس يفسرها [ * ] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كلم في سبيل الله والله أعلم بمن كلم في سبيله - يجئ يوم القيامة وجرحه كهيئته يوم جرح " . ( 249 ) حدثنا يونس بن محمد نا ليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أظل رأس غاز أظلله الله يوم القيامة ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة " . ( 250 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير نا زهير بن محمد عن عبد الله بن سهل بن حنيف أن سهلا حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غازيا في عسرته أو مكاتبا في رقبته أظله الله يوم لا ظل إلا ظله " . ( 251 ) حدثنا وكيع نا ابن أبي ليلى عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من فطر صائما أو جهز غازيا أو حاجا أو خلفه في أهله كان له مثل أجورهم من غير أن ينتقص من أجورهم شيئا " . ( 252 ) حدثنا يزيد بن هارون أنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عامر العقيلي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة من أمتي : الشهيد وعبد مملوك لم يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه وفقير متعفف ذو عيال " . ( 2 ) ما قالوا في الغزو واجب هو ( 1 ) حدثنا محمد بن أبي بكر عن ابن جريج قال قال معمر : كان مكحول يستقبل القبلة ثم يحلف عشرة أيام : إن الغزو لواجب عليكم ، ثم يقول : إن شئتم زدتكم . ( 2 ) حدثنا محمد بن أبي بكر عن ابن جريج قال لي داود : قلت لسعيد بن المسيب : قد أعلم أن الغزو لواجب على الناس أجمعين ، قال : فسكت قال فقال : قد عملت لو أنكر ما قلت لبين لي ، فقلت لسعيد بن المسيب : تجهزت ؟ لا ينهزني إلا ذلك حتى رابطت قال : قد أخذت عنك . * ( هامش ) * ( 1 / 249 ) حتى يستقل : حتى يؤمن طعام عياله ويقدر على الخروج أو جهزه بالفرس ومعدات القتال . [ * ] ( 3 ) حدثنا ابن المبارك قال قلت لعطاء : الغزو واجب ؟ فقال هو وعمرو بن دينار : ما علمنا . ( 4 ) حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة قال قال عمر : عرى الايمان أربعة : الصلاة والزكاة والجهاد والامانة . ( 5 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن صلة قال حذيفة : الاسلام ثمانية أسهم : الصلاة سهم والزكاة سهم والجهاد سهم والحج سهم وصوم رمضان سهم والامر بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم ، وقد خاب من لا سهم له . ( 6 ) حدثنا محمد بن أبي بكر عن ابن جريج عن عبد الكريم عن عائشة قالت : إذا أحس أحدكم من نفسه جبنا فلا يغزون . ( 7 ) حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن عطية مولى بني عامر عن يزيد بن بشر السكسكي قال : قدمت المدينة فدخلت على عبد الله بن عمر فأتاه رجل من أهل العراق فقال : يا عبد الله بن عمر ! مالك تحج وتعتمر وقد تركت الغزو في سبيل الله ؟ قال : ويلك إن الايمان بني على خمس : تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتصوم رمضان كذلك قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الجهاد حسن . ( 8 ) حدثنا معاذ عن ابن عون عن نافع قال : كان ابن عمر يغزو بنفسه ويحمل على الظهر ويروي أن الجهاد في سبيل الله أفضل الاعمال بعد الصلاة . ( 9 ) حدثنا ابن مبارك عن أمية الشامي قال : كان مكحول ورجاء بن حيوة يختاران الساقة لا يفارقانها . ( 10 ) حدثنا خالد بن مخلد نا علي بن صالح عن أبيه عن الشعبي قال : الغالب في سبيل الله أفضل من المقتول . تم كتاب الجهاد . * ( هامش ) * ( 2 / 6 ) لان جبنه قد يثير فزع سواه فيبلبل الصفوف بتراجعه وخوفه ويطمع فيهم العدو .