كتاب الامراء
/ صفحة 247 / بسم الله الرحمن الرحيم 28 - كتاب الامراء ( 1 ) ما ذكر من حديث الامراء والدخول عليهم ( 1 ) حدثنا حسين بن علي قال : قال عبد الملك : دخل شقيق على الحجاج فقال : ما اسمك ؟ قال : ما بعث إلى الامير حتى علم اسمي ، قال : أريد أن أستعين بك على بعض عملي ، قال : فقال : إني أخاف نفسي ، فاستعفاه فأعفاه ، قال : فلما خرج من عنده قام وهو يقول : هكذا انبعاثنا ، قال : فقال الحجاج : سددوا الشيخ سددوا الشيخ . ( 2 ) حدثنا حسين بن علي عن عبد الملك بن أبجر قال : بعث ابن أوسط بالشعبي إلى الحجاج وكان عاملا على الري ، قال : فأدخل على ابن أبي مسلم وكان الذي بينه وبينه لطيفا ، قال : فعزله ابن أبي مسلم وقال : إني مدخلك على الامير فإن ضحك في وجهك فلا تضحكن قال : فأدخل عليه . ( 3 ) حدثنا حسين بن علي عن شيخ من النخع عن جدية قال : كان سعيد بن جبير مستخفيا عند أبيك زمن الحجاج فأخرجه أبوك في صندوق إلى مكة . ( 4 ) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد قال : قال الوليد بن عقبقة وهو يخطب : يا أهل الكوفة ! أعزم على من سيماني اسعرير كالما قال فخرج عدي من غرفته ، فقام فقال له : إنه . . . . الذي يقوم فيقول : أنا الذي سميتك ، قال ابن عون : وكان هو الذي سماه . ( 5 ) حدثنا حسين عن عبد الملك بن أبجر قال : كانوا يتكلمون ، قال : فخرج علي مرة ومعه عقيل ومع عقيل ، كبش قال فقال علي ، يقصر أحدنا بذكره ، قال : قال عقيل : أما أنا وكبشي فلا . - ( هامش ) - ( 1 ) شقيق هو عبد الملك بن أبجر وقد ذكر في الحديث التالي 1 / 2 .( 1 / 2 ) كان الذي بينه وبينه لطيفا أي كانت علاقتهما أو صداقتهما ضعيفة وفيه أدب الوقوف بين يدي الامير . ( 1 / 4 ) هكذا في الاصل والعبارة غير واضحة ( . ) ( 6 ) حدثنا حسين بن علي عن مجمع قال : دخل عبد الرحمن بن أبي ليلى على الحجاج فقال لجلسائه : إذا أردتم أن تنظروا إلى رجل يسب أمير المؤمنين عثمان فهذا عندكم - يعني عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : فقال ، معاذ الله أيها الامير أن أكون أسب عثمان ، إنه ليحجزني عن ذلك آيات في كتاب الله ، قال : الله : { للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون } قال : فكان عثمان منهم ، قال : ثم قال : { والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم } فكان أبي منهم { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان } فكنت منهم ، قال : صدقت . ( 7 ) حدثنا حسين بن علي عن ابن وهب عن عطاء بن السائب قال : قال لي أبو جعفر محمد بن علي : ممن أنت ؟ قال : قلت : من قوم يبغضهم الناس : من ثقيف . ( 8 ) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى قال : قال المغيرة بن شعبة لعلي : اكتب إلى هذين الرجلين بعهدهما إلى الكوفة والبصرة - يعني الزبير وطلحة ، واكتب إلى معاوية بعهده إلى الشام فإنه سيرضى منك بذلك ، قال : قال علي : لم أكن أعطي الريبة في ديني ، قال : فلما كان بعد لقي المغيرة معاوية فقال له معاوية : أنت صاحب الكلمة ، قال : نعم أم والله ما وقى شرها إلا الله . ( 9 ) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى قال : كتب زياد إلى عائشة أم المؤمنين " من زياد بن أبي سفيان " - رجاء أن تكتب إليه " ابن أبي سفيان " - قال فكتب " من عائشة أم المؤمنين إلى زياد ابنها " . - ( هامش ) - ( 1 / 6 ) سورة الحشر الآيات ( 8 - 9 - 10 ). ليحجزني : ليمنعني . ( 1 / 7 ) وإنما يبغضهم الناس لاسباب كثيرة . 1 - هم أهل الطائف الذين أساءوا للرسول صلى الله عليه وسلم عند ما قصدهم طالبا عونهم 2 - منهم الحجاج الذي ضرب الكعبة حماها الله بالمنجنيق وقتل عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير والكثير من التابعين . ( 1 / 8 ) أي ينصح بتولية كل واحد منهما ولاية وإقرار معاوية على الشام فإنهم لا يطعمون في أكثر من ذلك ، وإما إذا منعوا منه فسيخرجون محاربين . ما وقى شرها إلا الله : أي هو يتراجع عن نصيحته تلك ممالاة لمعاوية إذ يقف أمامه وقد خرج المغيرة على علي بعد أن استعمله على إحدى الولايات فأقره معاوية على ما كان عليه . ( 1 / 9 ) زياد المذكور هو زياد بن أبيه أي لم يكن معروف الاب ولكن معاوية بدهائه جعله يعتقد أنه أخوه من أبيه أبي سفيان إذ عرف أمه خلال إحدى الحروب القبلية فحملت منه بزياد سفاحا . وقولها ( . ) =( 10 ) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى عن أبي موسى قال : قال رجل للحسن : يا أبا سعيد والله ما أراك تلحن ؟ قال : يا ابن أخي : قد سبقت اللحن . ( 11 ) حدثنا حسين بن علي عن الوليد بن علي عن زيد بن أسلم قال : ما جالست في أهل بيته مثله - يعني الحسن . 12 () حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الرحمن بن الاصبهاني قال : حدثني عبد الله بن شداد قال : قال لي ابن عباس : ألا أعجبك ، قال : إني يوما في المنزل وقد أخذت مضجعي للقائلة إذ قيل : رجل بالباب ، قال : قلت : ما جاء هذا هذه الساعة إلا لحاجة ، أدخلوه ، قال : فدخل ، قال : قلت لك حاجة ؟ قال : متى يبعث ذلك الرجل ؟ قلت : أي رجل ؟ " قال : علي ، قال : قلت لا يبعث حتى يبعث الله من في القبور ، قال : فقال : تقول ما يقول هؤلاء الحمقاء ، قال : قلت : أخرجوا هذا عني . ( 13 ) حدثنا حسين بن علي عن عبد الله بن أبجر قال : لما دخل سعيد بن جبير على الحجاج قال : أنت الشقي بن كسير ، قال : لا أنا سعيد بن جبير قال : إني قاتلك ، قال : لئن قتلتني لقد أصابت أمي اسمي . - ( هامش ) - = رضي الله عنها ابنها أي هو كسائر المسلمين تناديه بيا بني لانها أم المؤمنين . فلم تقره على نسبه المدعى ولم تنكره عليه . ( 1 / 10 ) سبق ذكره في كتاب فضائل القرآن . ( 1 / 12 ) القائلة : القيلولة وهو الغفوة أو الاستلقاء أثناء فترة الهاجرة عند الظهيرة أو ما بين الظهر إلى العصر . ما جاء إلا لحاجة : إذ لا يخرج أحد من داره وقت شدة الحر إلا مضطرا . أخرجوا هذا عني : لانه قد لحن أولا فقال الحمقاء بدل الحمقي فهو بالتالي لا يعي ولا يفقه ما يسأل عنه ويظن أن عليا سيرجع قبل البعث وهذا ضلال واضح قالت به بعض الطوائف الغالية الذين ضلوا واضلوا وأضافوا إلى علي رضي الله عنه صفات لا تكون لبشر أبدا وما زال هذا دأبهم في كتبهم وأقوالهم حتى بلغ الامر ببعضهم أن يقول والعياذ بالله " تاه الامين " أي تاه جبريل فنزل خطأ على الرسول صلى الله عليه وسلم بدل أن ينزل على علي ومنهم من جعله إلها وقد قاتلهم علي رضي الله عنه في حياته وقتل الكثير منهم لكن ما زال بعهضم إلى أيامنا هذه مقيمين على عقائدهم الباطلة تلك ، ومنهم من ينكر ذلك وإن ضمن كتبه ما يشبه هذه الاقوال في المعنى وإن اختلفت الالفاظ ، ( راجع إلزام الناصب للحائري وفضائل الامام علي لشاذان بن جبريل وغيرها ) . ( 1 / 13 ) أي عكس اسمه في معنى ألفاظه : الشقي بدل سعيد وكسير بدل جبير . أصابت أمي إسمي أي أنه سعيد لانه قتل ظلما وهو يواجه الظلم والظالم فهو في الجنة ( . ) ( 14 ) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الاسود قال : قلت لعائشة : إن رجلا من الطلقاء يبايع له - يعني معاوية ، قالت : يا بني لا تعجب ! هو ملك الله يؤتيه من يشاء . ( 15 ) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة عن الوليد بن عقبة أنه قال : لم تكن نبوة إلا كان بعدها ملك . ( 16 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامة كان على صنعاء ، فلما جاء قتل عثمان بكى فأطال البكاء ، فلما أفاق قال : اليوم انتزعت النبوة وخلافة النبوة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وصارت ملكا وجبرية ، من غلب على شئ أكله ( 17 ) حدثنا ابن علية قال : قال لي الحسن : ألا تعجب من سعيد بن جبير ، دخل علي فسألني عن قتال الحجاج ومعه بعض الرؤساء - يعني أصحاب ابن الاشعث . ( 18 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : سمعت معاوية في مرضه الذي مات فيه حسر عن ذراعيه كأنهما عسيبا نخل وهو يقول : والله لوددت أني لا اعترفتكم فوق ثلاث ، فقالوا : إلي رحمة الله ومغفرته ، فقال : ما شاء الله أن يفعل ولو كره أمرا غيره ، وزاد فيه ابن بشر : هل الدنيا إلا ما عرفنا أو جربنا . ( 19 ) حدثنا وكيع عن موسى عن قيس بن رمانة عن أبي بردة قال : قال معاوية : ما قاتلت عليا إلا في أمر عثمان . ( 20 ) حدثنا حفص عن مجالد عن الشعبي قال : دخل شاب من قريش على معاوية فأغلظ له فقال له : يا ابن أخي ! أنهاك عن السلطان ، إن السلطان يغضب غضب الصبي ويأخذ أخذ الاسد . - ( هامش ) - ( 1 / 14 ) الطلقاء : هم من آمن بعد الفتح من أهل مكة من قريش وقد آمن أكثرهم أول الامر رهبة ولم يؤمن رغبة وقد سموا طلقاء لقوله صلى الله عليه وسلم لهم : " إذهبوا فأنتم الطلقاء " ومعاوية منهم . ( 1 / 18 ) عسيب النخل : الجريد . لا اعترفتكم : لم أتولى أموركم . ( 1 / 19 ) أي أنه لم يقاتله لو لم يتهمه بالتواطؤ في قتل عثمان رضي الله عنه . ( 1 / 20 ) يغضب غضب الصبي : أي هو يغضب للامر الصغير الذي لا يأبه له سواه ولا يرضى إلا نبيل ما يغضب لاجله . يأخذ أخذ الاسد : أخذ القوي الشرس لا يرده شئ ( . ) ( 21 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن مجالد عن الشعبي قال : قال زياد : ما غلبني أمير المؤمنين بشئ من السياسة إلا بباب واحد ، استعملت فلانا فكثر خراجه فخشي أن أعاقبه ، ففر [ ] أمير المؤمنين فكتب إليه أن هذا أدب سوء قبلي ، فكتب إلي أنه ليس ينبغي لي ولا لك أن نسوس الناس سياسة واحدة ، أن نلين جميعا فتمرح الناس في المعصية ، ولا أن نشد جميعا فنحمل الناس على المهالك ، ولكن تكون للشدة والفظاظة ، وأكون للين والرأفة والرحمة . ( 22 ) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا مجالد قال أخبرنا عامر قال ، سمعت معاوية يقول : ما تفرقت أمة قط إلا أظهر الله أهل الباطل على أهل الحق إلا هذه الامة . ( 23 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد قال : صلى بنا معاوية الجمعة بالنخيلة في الضحى ثم خطبنا فقال : ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، وقد أعرف أنكم تفعلون ذلك ، ولكن إنما قاتلتكم لا تأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون . ( 24 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن حبيب عن هذيل بن شر حبيل قال : خطبهم معاوية فقال : أيها الناس ! إنكم قيما بايعتموني طائعين ، ولو بايعتم عبدا حبشيا مجدعا لجئت حتى أبايعه معكم ، قال : فلما نزل عن المنبر قال له عمرو بن العاص : تدري أي شئ جئت به اليوم ؟ زعمت أن الناس بايعوك طائعين ، ولو بايعوا عبدا حبشيا مجدعا لجئت حتى تبايعه معهم ، قال : فقام معاوية إلى المنبر فقال : أيها الناس ، وهل كان أحد أحق بهذا الامر مني . ( 25 ) حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه قال : قال معاوية : لا حلم إلا التجارب . - ( هامش ) - ( 1 / 21 ) قوله : ( ففر أمير المؤمنين ) : لا بد أن هناك كلمة ناقصة أي ففر من أمير المؤمنين أو ففر إلى أمير المؤمنين والعبارة غير واضحة المعنى في الاصل . ( 1 / 22 ) وفي هذا نسبة للحق إليه والباطل لسواه فالله أعلم . ( 1 / 23 ) وفي هذا اعتراف منه أنه لم يخرج غضبا للحق إنما طلبا للامرة والسلطان . ( 1 / 24 ) مجدعا : مقطوع الانف والاذنين . وقول عمرو بن العاص له إنكار منه لقوله ذاك لانه كافن يعرف أنه لا يفعل ما قال والاثنان على كل حال من دهاة العرب والسياسة ( . ) ( 26 ) حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال : حدثني عبد الله بن بريدة أن حسن بن علي دخل على معاوية فقال : لاجيزنك بجائزة لم أجز بها أحدا قبلك ولا أجيز بها أحدا بعدك من العرب ، فأجازه بأربعمائة ألف فقبلها . ( 27 ) حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال حدثنا عبد الله بن بريدة قال : قال : دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا ، وأتى بشراب فشرب ، فقال معاوية ، ما شئ كنت أستلذة وأنا شاب فأخذه اليوم إلا اللبن ، فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم ، والحديث الحسن . ( 28 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو محكم الهمداني عن عامر قال : أتى رجل معاوية فقال : يا أمير المؤمنين ! عدتك التي وعدتني ؟ قال : وما وعدتك ؟ قال : أن تزيدني مائة في عطائي ، قال : ما فعلت ؟ قال : بلى ، قال : من يعلم ذلك ؟ قال الاسود أو ابن الاسود ، قال : ما يقول هذا يا ابن الاسود ؟ قال : نعم قد زدته ، فأمر له بها ، ثم إن معاوية ضرب بيديه إحداهما على الاخرى فقال : ما بي مائة زدتها رجلا ولكن بي غفلتي أن أزيد رجلا من المهاجرين مائة ثم أنساها ، فقال له ابن الاسود : يا أمير المؤمنين ، فهو أمر عليها ، قال : نعم ، قال : فو الله ما زدته شيئا ولكنه لا يدعوني رجل إلى خير يصيبه من ذي سلطان إلا شهدت له به ، ولا شر أصرفه عنه من ذي سلطان إلا شهدت له به . ( 29 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثني الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : لما كان عام الجماعة بعث معاوية إلى المدينة بسر بن أرطاة ليبايع أهلها على رأياتهم وقبائلهم ، فلما كان يوم جاءته الانصار جاءته بنو سليم فقال : أفيهم جابر ؟ قالوا : لا ، قال : فليرجعوا فإني لست مبايعهم حتى يحضر جابر ، قال : فأتاني فقال : ناشدتك الله إلا ما انطلقت معنا فبايعت فحقنت دمك ودماء قومك ، فإنك إن لم تفعل قتلت مقاتلتنا وسببت ذرارينا ، قال : فأستنظرهم إلى الليل ، فلما أمسيت دخلت على - ( هامش ) - ( 1 / 26 ) حسن بن علي هو حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بويع لمدة ستة أشهر ثم أصلح به الله الامر بين المسلمين فتنازل وبه تمت السنوات الثلاثون التي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يكون فيها الحكم بعده خلافة مهدية راشدة ثم ينقلب الامر بعدها ملكا عضوضا وقد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن ابني هذا يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين . ( 1 / 28 ) عدتك : وعدك . ( 1 ) بسر بن ارطأة : وفي مراجع أخرى بسر بن أرطاة ( . ) أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتها الخبر فقالت : يا ابن أم ! انطلق ! فبايع واحقن دمك ودما قومك ، فإني قد أمرت ابن أخي يذهب فيبايع . ( 30 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال : كتب رجل من أهل العراق إلى ابن الزبير حين بويع : سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فإن لاهل طاعة الله ولاهل الخير علامة يعرفون بها ويعرف فيهم من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل بطاعة الله واعلم أنما مثل الامام مثل السوق يأتيه ما زكا فيه ، فإن كان برا جاءه أهل البر ببرهم ، وإن كان فاجرا جاءه أهل الفجور بفجورهم . ( 31 ) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال : كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له : إن المختار يزعم أنه يوحى إليه ، فقال : صدق : ثم تلى { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم } . - ( هامش ) - = احقن دمك ودماء قومك : أي أنهم لم يبايعوا رغبة ولا طاعة إنما رهبة وقد أساء بسر واعتدي في المدينة عند دخوله إلى الصحابة والتابعين . ( 1 / 30 ) أي يأتيه ويناصره من يماثله في أمره . فإن كان من أهل الخير جاءه الاخيار وإن كان من أهل الشر جاءه الاشرار فلينظر كل امرئ من عنده ومن يتقرب إليه من الناس ليعرف نفسه . ( 1 / 31 ) هو المختار بن أبي عبية الثقفي وقد قال لابن الزبير : إني لاعرف قوما لو أن لهم رجلا له رفق وعلم بما يأتي لا ستخرج لك منهم جندا تغلب أهل الشام فقال من هم ؟ قال شيعة بني هاشم بالكوفة قال كن أنت ذلك الرجل فبعثه إلى الكوفة فنزل ناحية منها وجعل يظهر البكاء على الطالبيين وشيعتهم ، ويظهر الحنين والجزع لهم ويحث على أخذ الثأر لهم فمالوا إليه فسار إلى قصر الامارة وأخرج ابن مطيع منه وغلب على الكوفة وكتب إلى ابن الزبير يعلمه أنه اخرج ابن مطيع عن الكوفة لعجزه وساوم ابن الزبير على أن يحسب له ما أنفقه على داره وبستانه من بيت المال فأبي ابن الزبير ذلك فخلع المختار طاعته ، وكتب المختار كتابا إلى علي بن الحسين السجاد يريده على أن يبايع له ويقول بإمامته ويظهر دعوته فأبى على ذلك ولم يجبه على كتابه وسبه على رؤوس الملاء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وأظهر كذبه وفجوره ثم كتب إلى محمد بن الحنفية بن أبي طالب مثل ذلك فاستشار علي بن الحسين وابن عباس فنصحه الاول أن يفعل فعله ونصحه الثاني بعدم الرد عليه وتجاهله ففعل كما قال . واشتد أمر المختار بالكوفة وكثر رجاله ومال الناس إليه ، فمنهم من يخاطبه بإمامة محمد بن الحنفية ومنهم من يدعي له أن الملك يأتيه بالوحى ويخبره بالغيب وتتبع قتلة الحسين فقتلهم ، وقد سمى اتباعه بالكيسانية لان اسمه كيسان والمختار لقب جعله لنفسه ، وفي سنة سبع وستين سار مصعب بن الزبير من البصرة ونزل حروراء وكانت له مع المختار حروب انهزم المختار على أثرها حتى حاصره مصعب في قصره في الكوفة وكان يخرج منه كل يوم للقتال حتى قتله رجل من بني حنيفة يقال له ( . ) = ( 32 ) حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن الاعمش عن شمر عن أنس قال : إنها ستكون ملوك ثم الجبابرة ثم الطواغيت . ( 33 ) حدثنا أبو أسامة عن ليث عن أبي نضرة قال : كنا نتحدث أن بني فلان يصيبهم قتل شديد ، فإذا كان ذلك هرب منهم أربعة رهط إلى الروم ، فجلبوا الروم على المسلمين . ( 34 ) حدثنا ابو أسامة عن عمر بن حمزة قال : خبرني ، قال : لما أرادوا أن يبايعوا ليزيد بن معاوية قام مروان فقال : سنة أبي بكر الراشدة المهدية ، فقام عبد الرمن بن أبي بكر فقال : ليس بسنة أبي بكر وقد ترك أبو بكر الاهل والعشيرة والاصيل ، وعمد إلى رجل من بني عدي بن كعب إذ رأى أنه لذلك أهل ، فبايعه . ( 35 ) حدثنا أبو أسامة عن المجالد عن عامر قال : قال محمد بن الاشعث : إن لكل شئ دولة حتى أن للحمق في العلم دولة . ( 36 ) حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة قال أخبرني سالم عن أبيه أن عمر لما نزع شر حبيل بن حسنة قال : حدثنا عمر عن سخطة نزعني ، قال : لا ولكنا رأينا من هو أقوى منك فتحرجنا من الله أن نقره وقد رأينا من هو أقوى منك ، فقال له شر حبيل : فأعذرني ، فقام عمر على المنبر فقال : كنا استعملنا شر حبيل من حسنة ثم نزعناه من غير سخطة وجدتها عليه ، ولكنها رأينا من هو أقوى منه ، فتحرجنا من الله أن نقره وقد رأينا من هو أقوى منه ، فنظر عمر من العشي إلى الناس وهم يلوذون العامل الذي استعمل ، وشر حبيل يجئ وحده فقال عمر : ما الدنيا فإنها لكاع . ( 37 ) حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة عن محمد الكاتب أن عمر كان يقول : لا يصلح هذا الامر إلا شدة في غير تجبر ولين في غير وهن . - ( هامش ) - = عبد الرحمن بن أسد . ( راجع مروج الذهب للمسعودي ص 73 - 100 ج‍ 3 - طبعة دار الاندلس - بيروت ) . { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم } سورة الشعراء الآيتان ( 221 - 222 ). ( 1 / 34 ) رجل من بني عدي هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقد بايعه أبو بكر رضى الله عنه عند وفاة الرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمه عمر رضي الله عنه على نفسه وبايعه . 1 (/ 36 ) أي الناس قد أحاطوا بالذي تولى مكان شر حبيل وتركوه لان الناس أتباع لمن ولي الامر . ( 1 / 37 ) وما بينهما هو الحزم والعزم في كل الامور ( . ) ( 38 ) حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال حدثني أبي قال : قال علي : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ! لازالة الجبال من مكانها أهون من إزالة ملك . مؤجل . ( 39 ) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن سماك بن سلمة عن عبد الرحمن بن عصمة قال : كنت عند عائشة فأتاها رسول من معاوية بهدية فقال : أرسل بهذا أمير المؤمنين ، فقبلت هديته ، فلما خرج الرسول قلنا : يا أم المؤمنين ألسنا مؤمنين وهو أميرنا ؟ قالت أنتم إن شاء الله المؤمنون وهو أميركم . ( 40 ) حدثنا جرير عن المغيرة عن عثمان بن يسار عن تميم بن حذيم قال : إن أول يوم سلم على أمير بالكوفة بالامرة فقال : ما هذا ؟ ما أنا إلا رجل منهم ، فتركت زمانا ثم أقرها بعد . ( 41 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن محمد بن المنكدر قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : دخلت على الحجاج فلم أسلم عليه . ( 42 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن محمد بن المنكدر قال : بلغ ابن عمر أن يزيد بن معاوية بويع له فقال : إن كان خيرا رضينا ، وإن كان شرا صبرنا . ( 43 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال : شهدت عبد الله بن مسعود جاء يتقاضى سعدا دراهم أسلفها إياه من بيت المال ، فقال : رد هذا المال ، فقال سعد : أظنك لاقيا شرا ، قال : رد هذا المال ، قال : فقال سعد : هل أنت إلا ابن مسعود عبد من هذيل ، قال : فقال عبد الله : هل أنت إلا ابن حمنة ، قال : فقال ابن أخي سعد : أجد أنكما لصاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ينظر الناس إليكما ، فرفع سعد يديه يقول : اللهم رب السماوات والارض ، فقال ابن مسعود : ويحك ، قل قولا لا تلعن ، قال : فقال سعد : أما والله أن لولا مخافة الله لدعوت عليك دعوة لا تخطئك ، قال : فانصرف عبد الله كما هو . ( 44 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل عن زياد قال : لما أراد عثمان أن يجلد الوليد قال لطلحة : قم فاجلده ، قال : إني لم أكن من الجلادين ، فقام إليه علي فجلده ، فجعل - ( هامش ) - ( 1 / 38 ) أي ملك قد جعل الله له أجلا فلا يقدر أحد على إزالته قبل انقضاء أجله . ( 1 / 39 ) وفي قولها رضي الله عنها أنه أمير لكن لا يقال له أمير المؤمنين . ( 1 / 41 ) وجابر بن عبد الله رضي الله عنه لم يبايع بني أمية إلا مرغما حقنا لدماء بني سليم في المدينة عندما دخلها بسر بن أرطاة ( . ) الوليد يقول لعلي : انا صاحب مكينة ، قال : قلت لزياد : وما صاحب مكينة ، قال : امرأة كان يتحدث بها . ( 45 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : كان مروان مع طلحة يوم الجمل فلما اشتكت الحرب قال مروان : لا أطلب بثأري بعد اليوم ، قال : ثم رماه بسهم فأصاب ركبته ، فما رقأ الدم حتى مات ، قال : وقال طلحة : دعوه فإنه سهم أرسله الله . ( 46 ) حدثنا ابن علية عن ابن عيينة عن أبيه قال : لقي أبو بكر المغيرة بن شعبة بقوم نصف النهار وهو مقنع فقال : أين تريد ؟ فقال : أريد حاجة ، قال : إن الامير يزار ولا يرور . ( 47 ) حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة قال : بلغني أن المغيرة بن شعبة ولي الموسم فبلغه أن أميرا تقدم عليه فقدم يوم عرفة فجعله يوم الاضحى . ( 48 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه قال : كان قيس بن عبادة مع علي مقدمته ، ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رؤوسهم بعد ما مات علي ، فلما دخل الحسن في بيعة معاوية أبي قيس أن يدخل ، فقال لاصحابه ، ما شئتم ؟ إن شئتم جالدت بكم أبدا حتى يموت الاعجل ، وإن شئتم أخذت لكم أمانا ، فقالوا له : خذ لنا أمانا ، فأخذ لهم أن لهم كذا وكذا ولا يعاقبوا بشئ ، وأني رجل منهم ، ولم يأخذ لنفسه شيئا ، فلما ارتحلوا نحو المدينة ومضى بأصحابه جعل ينحر لهم كل يوم جزورا حتى بلغ . ( 49 ) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن أبي جعفر أن عليا بلغه عن المغيرة بن شعبة شئ فقال : لان أخذته لا تبعته أحجاره . ( 50 ) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن أبي جعفر أن فلانا شهد عند عمر فرد شهادته . ( 51 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت أبي يحدث أنه سمع - ( هامش ) - ( 1 / 46 ) نصف النهار أي عند الظهيرة . مقنع : قد رد طرف عمامته فستر به وجهه . ( 1 / 47 ) تقدم عليه : سبقه إلى مكة المكرمة . ( 1 / 48 ) مقدمته : أي على مقدمته . حتى بلغ : حتى وصل إلى المدينة ( . ) عمرو بن العاص قال : لما مات عبد الرحمن بن عوف قال : أذهب ابن عوف بطنتك ، لم يتغضعض منها شئ . ( 52 ) حدثنا أبو أسامة عن أبي جعفر قال سمع ابن سيرين رجلا يسب الحجاج ، فقال ابن سيرين : إن الله حكم عدل ، يأخذ للحجاج ممن ظلمه كما يأخذ لمن ظلم من الحجاج . 53 () حدثنا أبو أسامة قال حدثنا أبو سفيان قال حدثني أبو الجحاف قال : أخبرني معاوية بن ثعلبة قال : أتيت محمد بن الحنفية فقلت : إن رسول المختار أتانا يدعونا ، قال فقال لي : لا تقاتل ، إني لاكره أن أبتر هذه الامة أمرها أو آتيها من غير وجهها . ( 54 ) حدثنا قبيصة عن سفيان عن الحارث الازدي قال : قال ابن الحنفية : رحم الله امرءا أغني نفسه وكف يده وأمسك لسانه وجلس في بيته ، له ما احتسب ، وهو مع من أحب .
( 55 ) حدثنا ابن فضيل عن رضى بن أبي عقيل عن أبيه قال : كنا على باب ابن الحنفية بالشعب فخرج ابن له ذؤابتان ، فقال : يا معشر الشيعة ! إن أبي يقرئكم السلام ، قال ، فكأنما كانت على رؤوسهم الطير ، قال : إن أبي يقول : إنا لا نحب اللعانين ولا المفرطين ولا المستعجلين بالقدر . ( 56 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن منذر عن ابن الحنفية قال : لو أن عليا أدرك أمرنا هذا كان هذا موضع رحله - يعني الشعب . ( 57 ) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي عن شريك عن أبي إسحاق عن ابن الزبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا منهم العنسي ومسيلمة والمختار " . ( 58 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سفيان بن سعيد عن أبي الجحاف عن أبي موسى بن عمير عن أبيه قال : أمر الحسين مناديا فنادى فقال : لا يقتلن رجل معي عليه دين ، فقال رجل : ضمنت امرأتي ديني فقال : ما ضمان امرأة ، قال : ونادى في المولى : فإنه بلغني أنه لا يقتل رجل لم يترك وفاء إلا دخل النار . - ( هامش ) - ( 1 / 53 ) وهكذا كان محمد بن الحنفية في كل الامور يدعو إلى الاتفاق والصلح بين المسلمين وحقن الدماء . ( 1 / 56 ) أي كان اعتزل الناس وأقام في شعب أبي طالب في مكة حرسها الله ( . ) ( 59 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عدي قال : قال لي إبراهيم : إياك أن تقتل مع قصبة . ( 60 ) حدثنا محمد بن بشر قال سمعت مسعرا يذكر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر أن مسروقا كان يركب كل جمعة بغلة له ويجعلني خلفه فيأتي كناسة بالحيرة قديمة فيحمل عليها بغلته ثم يقول : الدنيا تحتنا . ( 61 ) حدثنا محمد بن بشر قال : سمعت حميد بن عبد الرحمن الاصم يذكر عن أم راشد جدته قالت : كنت عند أم هانئ فأتاها علي فدعي له بطعام ، قالت : ونزلت فلقيت رجلين في الرحبة فسمعت أحدهما يقول لصاحبه : بايعته أيدينا ولم تبايعه قلوبنا ، قالت : فقلت : من هذان الرجلان ؟ قالوا : طلحة والزبير ، قالت : سمعت أحدهما يقول لصاحبه : بايعته أيدينا ولم تبايعه قلوبنا ، فقال علي { فمن نكث فإنما ينكث على نفس ومن أوفى بما عاهد عليه الله فيسؤتيه أجرا عظيما } . ( 62 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي جعفر عن أبيه عن علي بن حسين قال : حدثني ابن عثمان قال : أرسلني علي إلى طلحة والزبير يوم الجمل ، قال : فقلت لهما : إن أخاكما يقرئكما السلام ويقول لكما : هل وجدتما علي في حيف أو في استئثار في فئ أو في كذا ؟ قال : فقال الزبير : لا ولا في واحدة منهما ، ولكن مع الخوف شدة المطامع . ( 63 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة عن أبي طارق عن حسن الكناني عن علم الكندي عن سلمان قال : ليخربن هذا البيت على يد رجل من آل الزبير . ( 64 ) حدثنا أبو بكر بن عياش عن الاجلح قال : قلت لعامر : إن الناس يزعمون أن الحجاج مؤمن ، فقال : وأنا أشهد أنه مؤمن بالطاغوت كافر بالله . ( 65 ) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال : ما رأيت أبا وائل سب دابة قط إلا الحجاج مرة واحدة ، فإنه ذكر بعض صنيعه فقال : اللهم أطعم الحجاج من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع ، قال : ثم تداركها بعد فقال : إن كان ذلك أحب إليك ، فقلت : أتشك في الحجاج ؟ قال : ونعد ذلك ذنبا . - ( هامش ) - ( 1 / 61 ) سورة الفتح الآية ( 10 ). ( 1 / 62 ) الحيف : أن تظلم الآخر حقه . ( 1 / 63 ) وقد هدمه الحجاج عندما ضرب مكة بالمنجنيق عندما حاصر عبد الله بن الزبير . ( 1 / 65 ) وهذا طعام أهل النار أي هو يدعو عليه أن يكون مصيره إلى جهنم وبئس المصير ، وقد قالت أسماء ( . ) = ( 66 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت أبي يقول ، قال : بلغ على بن أبي طالب أن طلحة يقول : إنما بايعت واللج على قفاي ، فارسل ابن عباس فسأله ، قال : ، فقال أسامة : أما اللج على قفاه فلا ، ولكن بايع وهو كاره ، قال فوثب الناس إليه حتى كادوا أن يقتلوه ، قال ، فخرج صهيب وأنا إلى جنبه ، فالتفت إلى فقال : قد علمت أن أم عوف خائنة . ( 67 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش قال : دخلنا على ابن أبي الهذيل ، فقال : قتلوا عثمان ثم جاءوني ، فقلت ، له : أتريبك نفسك ؟ ( 68 ) حدثنا ابن إدريس عن هارون بن عنترة قال : سمعت أبا عبيدة يقول : كيف أرجوا الشهادة بعد قولي : أرأيت إياك تزجر زجر الاعراب . 69 () حدثنا ابن إدريس عن هارون بن عنترة عن سليم بن حنظلة قال : أتينا أبي بن كعب لنتحدث معه ، فلما قام يمشي قمنا نمشي معه ، فلحقه عمر فرفع عليه الدرة فقال : يا أمير المؤمنين ، أعلم ما تصنع ؟ قال : ما ترى فتنة للمتبوع مذلة للتابع . ( 70 ) حدثنا ابن إدريس عن مسعر عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : جاء رجل إلى كعب بن عجرة فجعل يذكر عبد الله بن أبي وما نزل فيه من القرآن ويسبه ، وكان بينه وبينه حرمة وقرابة وكعب ساكت ، قال : فانطلق الرجل إلى عمر فقال : يا أمير المؤمنين ! ألم تر أني ذكرت ما نزل في عبد الله بن أبي ، فلم يكن من كعب ، فالتقى عمر كعبا فقال : ألم أخبر أن عبد الله بن أبي ذكر عندك فلم يكن منك ، قال كعب : قد سمعت مقالته ، فلما رأيته كأنه يعمد مساءتي ، قال : فقال عمر : وددت لو ضربت أنفه ، أو وددت أني لو كسرت أنفه . - ( هامش ) - = بنت أبي بكر ذات النطاقين رضي الله عنها : لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج بعده كذاب ومبير أما الكذاب فقد عرفناه وأما المبير فلا أراه إلا أنت . نعد ذلك ذنبا : أي يجب أن يكون المرء أكيدا من أن الحجاج كافر لانه ضرب الكعبة شرفها الله بالمنجنيق ولم يأبه لذلك بل قال انها هدمت قبله ثم بنيت وأنه سيعيد بناءها . ( 1 / 66 ) اللج الجماعة الكثيرة من الناس واللجة : السيف القاطع ، وهي هذلية أو طائية وتجمع على لج وكل هذه المعاني معقولة هنا . ( 1 / 69 ) أي أن اجتماع الناس واتباعهم لشخص قد يفتنه فيخرج على إجماع المسلمين طلبا للسلطان والامرة . ( 1 / 70 ) يعمد مساءتي : لان كعب بن عبد الله بن أبي بن سلول لكنه لم يكن كأبيه إنما كان من المقربين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، أي أنه لا يفعل ذلك كراهة للمنافقين عموما ، بل استصغارا من شأن كعب ( . ) ( 71 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن هارون بن أبي إبراهيم عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن الاشتر وابن الزبير التقيا ، فقال ابن الزبير ، ما ضربته ضربة حتى ضربني خمسا أو ستا ، ثم قال : فألقاني برجل ثم قال : لولا قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت منك عضوا مع صاحبه ، قال : وقالت عائشة ، واثكل أسماء ، قال : فلما كان بعد أعطت الذي بشرها أنه حي عشرة آلاف . ( 72 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال : ما علمت أحدا انتصف من شريح إلا أعرابي ، قال له شريح : إن لسانك أطول من يدك ، فقال الاعرابي : أسامري أنت فلا تمس ، قال له شريح : أقبل قبل أمرك ، قال : ذاك أهلني إليك ، قال : فلما أراد أن يقوم قال له شريح : إني لم أردك بقولي ولا اجتريت عليك . ( 73 ) حدثنا ابن إدريس عن الاعمش عن شهر بن عطية أن ابن مخلف الازدي جلس إلى علي قال : فقال له : اقرأ ، فقرأ سورة البقرة ، فما فرغ منها حتى سبق علي ، قال : فبعثه إلى أصبهان ، قال : فأخذ ما أخذ وحمل بقية المال إلى معاوية . ( 74 ) حدثنا ابن إدريس عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحماني قال : سمعت عليا على هذا المنبر يقول : يا أيها الناس ! أعينوا على أنفسكم ، فإن كانت القرية ليصلحها السبعة ، وإن كنتم لا بد منتهبيه فهلموا حتى أقسمه بينكم ، فإن القوم متى نزلوا بالقوم تضربوا وجوههم على قريتهم . ( 75 ) حدثنا ابن إدريس عن ليث قال : مر عمر بحذيفة فقال حذيفة : لقد جلس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا ما منهم من أحد إلا أعطى من دينه إلا هذا الرجل . - ( هامش ) - ( 1 / 71 ) لولا قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم : لان الزبير أباه هو ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمه أسماء بنت أبي بكر . ( 1 / 72 ) أسامري أنت : إشارة إلى السامري الذي كان مع قوم موسى عليه السلام فصنع لهم الثور فطرده موسى عليه السلام ولم يقتله وقال له كما جاء في كتاب الله : { إذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس } صدق الله العظيم ، سورة الآية ( 97 ). فلما أراد أن يقوم : أي أن ينصرف . ( 1 / 74 ) منتهبيه : أي لبيت مال المسلمين . ( 1 / 75 ) أي أن عمر رضى الله عنه كان لا يخشى في الحق لومة لائم ( . ) ( 76 ) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن ابن ميناء عن المسور بن مخرمة قال : سمعت عمر وإن أحد أصابعي في جرحه - هذه - وهو يقول : يا معشر قريش ! إني لا أخاف الناس عليكم ، إنما أخاف على الناس ، وإني قد تركت فيكم اثنتين لم تبرحوا بخير ما لزمتموها : العدل في الحكم ، والعدل في القسم ، وإني قد تركتكم على مثل محرقة الغنم إلا أن يعوج قوم فيعوج بهم . ( 77 ) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن زيد بن وهب قال مررنا على أبي ذر بالربذة ، فسألناه عن منزله ، قال : كنت بالشام ، فقرأت هذه الآية { الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله } فقال معاوية : إنما هي في أهل الكتاب ، فقلت : إنها لفينا وفيهم ، قال : فكتب إلي عثمان أن أقبل ، فلما قدمت ركبني الناس كأنهم لم يروني قبل ذلك ، فشكوت ذلك إلى عثمان فقال : لو اعتزلت فكنت قريبا ، فنزلت هذا المنزل ، فلا أدع قوله ولو أمروا علي عبدا حبشيا . ( 78 ) حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي جعفر قال : قال إبراهيم : كفى بمن شك في الحجاج لحاه الله . ( 79 ) حدثنا جرير عن مغيرة أن عمر بن عبد العزيز كان له سمار ، فكان وعلامة ما بينه وبينهم أن يقول لهم : إذا شئتم . ( 80 ) حدثنا ابن إدريس عن هشام قال : كان إبراهيم إذا ذكر عند ابن سيرين . قال : قد رأيت فتى يفتينا عند علقمة في عينه بياض ، فأما الشعبي فقد رأيته يفتي في زمان ابن زياد . ( 81 ) حدثنا ابن إدريس عن الاعمشل قال : كان معاذ شابا آدم وضاح الثنايا ، وكان إذا جلس مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأوا له ما يرون للكهل . - ( هامش ) - ( 1 / 76 ) هذه : أي إصبعي هذه . أخاف على الناس : لان الناس تبع لقريش فلما اختلفت رجالاتها شقوا الناس بينهم فكان الناس وقود القتال . على مثل محرقة الغنم : أي على طريق سوي . ( 1 / 77 ) الربذة موضع عند أطراف حوران ، سورة التوبة من الآية ( 34 ). ركبني الناس : اجتمعوا علي . ( 1 / 78 ) لحاه الله : لعنه وحقره . أي هو يلوم من يشك في أن الحجاج من أهل النار . ( 1 / 80 ) ابن زياد المقصود عبيد الله بن زياد وحال هذا كحال الحجاج . ( 1 / 81 ) أي يرون له مقام الكهول وهو ما زال شابا وذلك لعلمه ورجاحة عقله ( . ) ( 82 ) حدثنا ابن إدريس عن حسن بن فرات عن أبيه عن عمير بن سعد قال : لما رجع على من الجمل ، وتهيأ إلى صفين اجتمعت النخع حتى دخلوا على الاشتر ، فقال : هل في البيت إلا نخعي ، قالوا : لا ، قال : إن هذه الامة عمدت إلى خيرها فقتلته ، وسرنا إلى أهل البصرة قوم لنا عليهم بيعة فنصرنا عليهم بنكسهم ، وإنكم ستسيرون إن أهل الشام قوم ليس لكم عليهم بيعة ، فلينظر أمرؤ أين يضع سيفه . ( 83 ) حدثنا ابن إدريس عن ابن عون عن ابن سيرين قال قيل لعمر : اكتب إلى جوانان ، قال : وما جوانان ؟ قالوا : خير الفتيان ، قال : اكتب إلى شر الفتيان . ( 84 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش قال : رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى ضربه الحجاج وأوقفه على باب المسجد ، قال : فجعلوا يقولون : العن الكذابين ، فجعل عبد الرحمن يقول : لعن الله الكذابين ثم يسكت ثم يقول : علي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير والمختا ر بن أبي عبيد ، فعرفت حين سكت ثم ابتدأهم فرفعهم أنه ليس يريدهم . ( 85 ) حدثنا مالك بن إسماعيل قال أخبرنا جعفر بن زياد عن عطاء بن السائب قال : كنت جالسا مع أبي البحتري الطائي والحجاج يخطب ، فقال : مثل عثمان عند الله كمثل عيسى بن مريم ، قال : فرفع رأسه ثم تأوه ، ثم قال : { إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة } قال : فقال أبو البحتري : كفر ورب الكعبة . ( 86 ) حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا زهير قال حدثنا كنانة قال : كنت أقول لصفية لتردن عن عثمان ، قال : فلقيها الاشتر فضرب وجه نعلها حتى مالت وحتى قالت : ردوني ، لا يفضحني هذا . - ( هامش ) - ( 1 / 82 ) النخع : قبيلة من العرب وهم قوم الاشتر . ( 1 / 84 ) رفعهم : لفظ أسماءهم بالرفع ولو أرادهم لقالها بالنصب بالفتحة ، إذ أن البدل منصوب فرفعه للاسماء قطع ما بين العبارتين من صلة معنوية وهو بذلك يرد لعنته للكذابين على الحجاج . ( 1 / 85 ) سورة آل عمران من الآية ( 55 )( . ) ( 87 ) حدثنا علي بن مسهر عن الربيع بن أبي صالح قال : لما قدم سعيد بن جبير من مكة إلى الكوفة لينطلق به إلى الحجاج إلى واسط ، قال : فأتيناه ونحن ثلاثة نفر أو أربعة ، فوجدناه في كناسة الخشب فجلسنا إليه ، فبكى رجل منا فقال له سعيد ، ما يبكيك ، قال : أبكي للذي نزل بك من الامر ، قال : فلا تبك فإنه قد كان سبق في علم الله يكون هذا ، ثم قرأ { ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم ألا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } . ( 88 ) حدثنا عفان قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا المغيرة عن ثابت بن هرمز عن عباد قال : أتى المختار علي بن أبي طالب بمال من المداين وعليها عمه سعد بن مسعود ، قال : فوضع المال بين يديه وعليه مقطعة حمراء ، قال : فأدخل يده فاستخرج كيسا فيه نحو من خمس عشرة مائة ، قال : هذا من أجور المومسات ، قال : فقال علي : لا حاجة لنا في أجور المومسات ، قال : وأمر بمال المداين فرفع إلى بيت المال ، قال : فلما أدبر قال له علي : والله ! لو شق على قلبه لوجد ملان من حب اللات والعزى . ( 89 ) حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا داود عن الحسن عن الزبير بن العوام في هذه الآية : { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم } قال لقد نزلت ولا ندري من يخلف لها ، قال : فقال بعضهم : يا أبا عبد الله ! فلم جئت إلى البصرة ؟ قال : ويحك إنا نبصر ولكنا لا نصبر . ( 90 ) حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن قدامة بن غياث قال : رأيت عليا يخطب فأتاه آت فقال : يا أمير المؤمنين ! أدرك بكر بن وائل فقد ضربتها بنو تميم بالكناسة ، قال علي هاه ، ثم أقبل على خطبته ، ثم أتاه آخر فقال مثل ذلك فقال : آه ، ثم أتاه الثالثة أو الرابعة فقال ، أدرك بكر بن وائل فقد ضربتها بنو تميم هي بالكناسة ، فقال : ألا صدقتني سن بكر ، يا شداد ! أدرك بكر بن وائل وبني تميم فأقرع بينهم . - ( هامش ) - ( 1 / 87 ) مدينة في العراق ما بين البصرة والكوفة . { ما أصاب من مصيبة في الارض } سورة الحديد الآية ( 22 ). ( 1 / 88 ) المداين : المدائن وهي مدينة تبعد عن بغداد حوالي 70 كلم . المقطعة : رداء مربع . وفي هذا الحديث تعريض بكفر المختار وقد سبق أن تحدثنا عما فعله بعد ذلك من ادعاء الوحي وخلافه ( . ) ( 91 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب عن إبراهيم مولى صخر عن أبي وائل قال : بعث إلي الحجاج فقدمت عليه الاهواز ، قال لي : ما معك من القرآن ، قال : قلت : ما إن اتبعته كفاني ، قال : إني أريد أن أستعين بك على بعض عملي ، قال : قلت : إن تقحمني أقتحم ، وأن تجعل في غيري خفت بطائن السوء ، قال : فقلت الحجاج والله لئن قلت ذاك ، إن بطائن السوء لمفسدة الرجل ، قال : قلت : ما زلت أتخوف الليلة على فراشي مخافة أن تقتلني ، قال : وعلى ما أقتلك ، أما والله لئن قلت ذاك ، إني لا أقتل الرجل على أمر قد كان من قبلي يهاب القتل على مثل . ( 92 ) حدثنا زيد بن حباب قال حدثنا محمد بن هلا القرشي قال أخبرني أبي قال سمعت أبا هريرة يقول لمروان وأبطأ بالجمعة : تظل عند بيت فلان يروحك بالمراوح ويسقيك الماء البارد وأبناء المهاجرين يسلقون من الحر ، لقد هممت أني أفعل وأفعل ، ثم قال : اسمعو لاميركم . ( 93 ) حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا أبو معاوية عمرو بن عيسى قال : قالت عائشة : اللهم أدرك خفرتك في عثمان وأبلق القصاص في مدهم وأبد عورة أعيى الرجل في بني تميم أبو امرأة فرزدق . ( 94 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا معتمر عن أبيه قال أخبرنا أبو نضرة أن ربيعة كلمة في مسجد بني سلمة فقال كنا في نحر العدو حتى جاءتنا بيعتك هذا الرجل ثم أنت الآن تقاتله ، أو كما قالوا ، فقال : إني أدخلت الحسن ووضع على عتقي فقيل : بايع وإلا قاتلناك ، قال : فبايعت وعرفت أنها بيعة ضلالة ، قال التيمي ، وقال وليد بن عبد الملك : إن منافقا من منافقي أهل العراق جبلة بن حكيم قال للزبير : إنك قد بايعت ، فقال الزبير : إن السيف وضع على عنقي فقيل لي : بايع وإلا قاتلناك ، قال فبايعت . ( 95 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا معتمر عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن ناسا كانوا عند فسطاط عائشة ، فمر عثمان إذ ذاك بمكة ، قال أبو سعيد : فما بقي أحد منهم إلا لعنه أو سبه غيري ، وكان فيهم رجل من أهل الكوفة ، فكان عثمان على الكوفي أجرا منه على غيره ، فقال : يا كوفي ! أشتهي أقدم المدينة - كأنه يتهدده ، قال : فقيل له : - ( هامش ) - ( 1 / 91 ) الاهواز منطقة عند شط العرب من مدنها الخفاجية والمحمرة . ( 1 / 93 ) امراءة هكذا في الاصل . ولعلها امرأء فرزدق . الفرزدق : رغيف التنور . وأيضا لقب للشاعر المشهور ( . ) عليك بطلحة ، قال : فانطلق معه طلحة حتى أتى عثمان ، قال عثمان : والله لاجلدنك مائة ، قال طلحة : والله لا تجلده مائة إلا أن يكون زانيا ، فقال : لاحرمنك عطاءك ، قال : فقال طلحة : إن الله سيرزفه . ( 96 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عمر بن جاوان عن الاحنف بن قيس قال : قدمنا المدينة ونحن نريد الحج ، قال الاحنف : فانطلقت فأتيت طلحة والزبير فقلت : ما تأمرانني به وترضيانه لي ، فإني ما أرى هذا إلا مقتولا - يعني عثمان ، قالا : نأمرك بعلي ، قلت تأمرانني به وترضيانه لي ، قالا : نعم ، ثم انطلقت حاجا حتى قدمت مكة ، فبينا نحن بها إذا أتانا قتل عثمان ، وبها عائشة أم المؤمنين ، فلقيتها فقلت : ما تأمرينني به أن أبايع ، قالت : علي ، قلت : أتأمرين به وترضينه ؟ قالت : نعم ، فمررت على علي بالمدينة فبايعته ، ثم رجعت إلى البصرة وأنا أرى أن الامر قد استقام ، فبينا أنا كذلك إذا أتاني آت فقال : هذه عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير قد نزلوا جانب الحربية ، قال فقلت : ما جاء بهم ؟ قالوا : أرسلوا إليك يستنصرونك على دم عثمان ، قتل مظلموما ، قال : فأتاني أفظع أمر ما أتاني قط ، قال : قلت : إن خذلان هؤلاء ، ومعهم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد ، وإن قتال ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر [ وفي . . . . . . ] لشديد ، قال : فلما أتيتهم قالوا : جئنا نستنصرك على دم عثمان ، قتل مظلوما ، قال : قلت : يا أم المؤمنين ! أنشدك بالله ! أقلت : ما تأمرينني فقلت : على ، فقلت : تأمرينني به وترضينه لي ؟ قالت : نعم ، ولكنه بدل : فقلت : يا زبير ! يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ! يا طلحة ! نشدتكما بالله : أقلت لكما : من تأمراني به ، فقلتما : عليا ، فقلت : تأمراني به وترضيانه لي ، فقلتما : نعم ، فقالا : نعم ، ولكنه بدل ، قال : قلت : لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقاتل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمرتموني ببيعته ، اختاروا مني ثلاث خصال : إما أن تفتحوا لي باب الجسر فألحق بأرض الاعاجم حتى يقضي الله من أمره ما قضى ، أو ألحق بمكة فأكون بها حتى يقضي الله من أمره ما قضى ، أو أعن لك فأكون قريبا ، فقالوا : نرسل إليك ، فائتمروا فقالوا : نفتح له باب الجسر فليلحق به المعارف والخاذل ، أو يلحق بمكة فيتعجلكم في قريش ويخبرهم بأخباركم ، ليس ذلك برأي ، اجعلوه ههنا قريبا حيث تطأون صماخه وينظرون إليه ، فاعتزل بالجلحاء من البصرة واعتزل معه زهاء - ( هامش ) - ( 1 / 96 )[ وفي . . . . ] الكلمة غير واضحة في الاصل وبعدها بياض مقدار كلمتين أو ثلاث . الصماخ - والسماخ : خرق الاذن المفضي إلى الرأس ، والاذن نفسها أيضا ، والمقصود تغلبوه على أمره فلا يستطيع ضدكم شيئا ( . ) = ستة آلاف ، ثم التقى القوم ، فكان أول قتيل طلحة وكعب بن سور معه المصحف ، يذكر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل بينهم ، وبلغ الزبير صفوان من البصرة بمكان الفارسية منكم ، فلقيه النفر : رجل من مجاشع ، فقال : أين تذهب يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى فأنت في ذمتي ، لا يوصل إليك ، فأقبل معه ، فأتي إنسان الاحنف فقال : هذا الزبير قد لحق صفوان ، قال : [ فما . . . . . ] جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم : حواجب بعض بالسيوف ، ثم لحق بنيه وأهله ، قال : فسمعه عمير بن جرموز وغواه من غواه بني تميم وفضالة بن حابس ونفيع فركبوا في طلبه فلقوه مع النفر ، فأتاه عمير بن جوموز من خلفه وهو على فرس له ضعينة ، فطعنه طعنة خفيفة ، وحمل عليه الزبير وهو على فرس له " ذو الحمار " حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبه يا نفيع ! يا فضالة ! فحملوا عليه حتى قتلوه . ( 97 ) حدثنا ابن إدريس عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة قال : ما زح النبي صلى الله عليه وسلم أبا قتادة فقال : " لا حرن جمتك فقال له : ولك مكانها أسر ، فقال له بعد ذلك : أكرمها ، فكان يتخذ لها السد . ( 98 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن أبي بكر بن حفص عن الحسن بن الحسن أن عبد الله بن جعفر زوج ابنته فخلا بها فقال لها : إذا نزل بك الموت أو أمر من أمور الدنيا فطيع فاستقبليه بأن تقولي : لا إله إلا الله الحكيم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين ، قال الحسن بن الحسن : فبعث إلى الحجاج فقلتهن ، فلما مثلت بين يديه قال : لقد بعثت إليك وأنا أريد أن أضرب عنقك ، ولقد صرت وما من أحد أكرم علي منك سلني حاجتك . ( 99 ) حدثنا أبو أسامة عن نافع عن ابن عمر عن ابن أبي مليكة قال : قال : الزبير لعبيد بن عمير كلم هؤلاء لاهل الشام - رجاء أن يردهم ذاك ، فسمع ذلك الحجاج فأرسل إليهم : ارفعوا أصواتكم ، قال : قال الزبير : فلا تسمعوا منه شيئا ، فقال عبيد : ويحكم ! لا تكونوا كالذين قالوا : { لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } . - ( هامش ) - = [ فما . . . . ] بياض في الاصل مقدار كلمتين . ( 1 / 97 ) لا حرن جمتك : لا حلقن شعرك . السد : غطاء للرأس . ( 1 / 99 ) سورة فصلت من الآية ( 26 )( . ) ( 100 ) حدثنا جرير عن مغيرة قال : قال أبو جعفر محمد بن علي : اللهم إنك تعلم أني لست لهم بإمام .
( 101 ) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثني شيخ من أهل الكوفة قال رأيت ابن عمر في أيام ابن الزبير فدخل المسجد فأدى السلام فجعل يقول : لقد أعظمتم الدنيا ، حتى استلم الحجر . ( 102 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن طلحة قال حدثنا إبراهيم بن عبد الاعلى الجعفي قال : أرسل الحجاج إلى سويد بن غفلة ، قال : لا تؤم قومك ، وإذا رجعت فاستب علينا ، قال : قلت : سمع وطاعة . ( 103 ) حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا ابن عون قال : ذكر إبراهيم أنه أرسل إليه ز من المختاري بن أبي عبيد ، فطلا وجهه بطلاء ، وشرب دواء ، فلم يأتهم فتركوه . ( 104 ) حدثنا ابن نمير عن زكريا عن العباس بن ذريح عن الشعبي قال كتبت عائشة إلى معاوية : أما بعد فإنه من يعمل بسخط الله يعد حامده من الناس ذاما . 105 () حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن أبي إسحاق قال : رأيت حجر بن عدي وهو يقول : يبعتي لا أقيلها ولا أستقيلها ، سماع الله والناس - يعني بقوله المغيرة . ( 106 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا قطبة بن عبد العزيز عن الاعمش عن عمرو ابن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال : كتب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عيب عثمان فقالوا : من يذهب به إليه ؟ فقال عمار : أنا ، فذهب به إليه ، فلما قرأه قال : أرغم الله بأنفك ، فقال عمار : وبأنف أبي بكر وعمر ، قال ، فقام ووطئه عتى غشي عليه ، قال : وكان عليه سان ، قدل : ثم بعث إلى الزبير وطلحة فقالا له : اختر إحدى ثلاث : أما أن تعفو ، وإما أن تأخذ الارش ، وإما أن تقتص ، قال : فقال عمار : لا أقبل منهن شيئا حتى ألقى الله ، قال أبو بكر : سمعت يحيى بن آدم قال : ذكرت هذا الحديث لحسن بن صالح فقال : ما كان على عثمان أكبر مما صنع . - ( هامش ) - ( 1 / 100 ) أبو جعفر المذكور هو محمد الباقر ، محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وابنه جعفر هو جعفر الصادق . ( 1 / 103 ) المختار بن أبي عبيد هو المختار الثقفي الذي سبق ذكره . ( 1 / 105 ) المغيرة بن شعبة لان بايع عليا رضي الله عنه ثم استقال من بيعته وتراجع عنها . ( 1 / 106 ) وكان عليه سان : الكلمة الاخيرة غير واضحة في الاصل ( . ) ( 107 ) حدثنا ابن فضيل عن أبي عثمان عن حماد قال : قلت لابراهيم : إن الليث يجئ من قبل قتيبة فيه الباطل والكذب ، فإذا أردت أن أحدث جليسي أفعل ؟ قال : لا بل أنصت . ( 108 ) حدثنا حسين بن علي عن إسرائيل قال : قال رجل لعثمان بن أبي العاص : ذهبتم بالدنيا والآخرة ، قال : وما ذاك ؟ قال : لكم أموال تصدقون منها وتصلون منها ، وليست لنا أموال ، قال : لدرهم يأخذه أحدكم فيضعه في حق أفضل من عشرة آلاف يأخذ أحدنا عنيفا من قبض ولا يجد لها مسا . ( 109 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن يحيى بن الحصين عن طارق بن شهاب قال : كان بين خالد بن وليد وبين سعد كلام ، قال : فتناول رجل خالدا عن سعد ، قال سعد ، إن ما بيننا لم يبلغ ديننا . ( 110 ) حدثنا ابن نمير عن عبد الله بن عمر قال : حدثني من سمع سالما قال : كان عمر إذا نهى الناس عن شئ جمع أهل بيته فقال : إني نهيت الناس كذا وكذا ، أو أن الناس لينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم ، وأيم الله ! لا أجد أحدا منكم فعله إلا أضعفت له العقوبة ضعفين . ( 111 ) حدثنا ابن نمير عن الصباح بن ثابت قال : كان أبي يسمع الخادم يسب الشاة فيقول : تسبين شاة تشربين من لبنها . ( 112 ) حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن مالك بن دينار سمعه يقول : قال سالم بن عبد الله ، قال : لي عمر بن عبد العزيز : اكتب إلى بسنة عمر ، قال : قلت : إنك إن عملت بما عمل عمر عمر فأنت أفضل من عمر : إنه ليس لك مثل زمان عمر ، ولا رجال مثل رجال عمر . ( 113 ) حدثنا حفص بن غياث عن عثمان بن واقد عمن حدثه قال سمعت ابن عمر يقول وهو ساجد في الكعبة نحو الحجر وهو يقول : إني أعوذ بك من شر ما يسوط . ( 114 ) حدثنا محمد بن بشر قال : حدثني عبد الله بن الوليد قال : أخبرني عمر بن أيوب قال : أخبرني أبو أياس معاوية بن قرة قال : كنت نازلا عند عمرو بن النعمان بن - ( هامش ) - ( 1 / 108 ) ولا يجد لها مسا : ولا يجد لها خيرا أو فائدة في دنيا أو آخرة . ( 1 / 109 ) أي رفض أن يغتاب خالد عنده رغم خلافه معه ( . ) مقرن ، فلما حضر رمضان جاء رجل بألفي درهم من قبل مصعب بن الزبير فقال إن الامير يقرئك السلام ويقول إنا لم ندع قارئا شريفا إلا وقد وصل إليه منا معروف ، فاستعن بهذين على نفقة شهرك هذا ، فقال عمرو : اقرأ على الامير السلام وقل له : إنا والله ما قرأنا القرآن نريد به الدنيا ، ورده عليه . ( 115 ) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عاصم بن محمد عن حبيب بن أبي ثابت قال : فبينا أنا جالس في المسجد الحرام وابن عمر جالس في ناحية وابناه عن يمينه وشماله ، وقد خطب الحجاج بن يوسف الناس فقال : ألا ان ابن الزبير نكس كتاب الله ، نكس الله قلبه ، فقال ابن عمر : ألا إن ذلك ليس بيدك ولا بيده ، فسكت الحجاج هنيئة إن شئت قلت طويلا وإن شئت قلت ليس بطويل ثم قال : ألا إن الله قد علمنا كل مسلم ، وإياك أيها الشيخ أنه يفعل ، قال : فجعل ابن عمر يضحك فقال لمن حوله : أما إني قد تركت التي فيها الفصل أن أقول : كذبت . ( 116 ) حدثنا مالك بن إسماعيل عن كامل عن حبيب قال : كان العباس أقرب الناس شحمة آذان إلى السماء . ( 117 ) حدثنا قبيصة قال حدثنا يونس عن أبي إسحاق عن الوليد بن العيزار قال : بينا عمرو بن العاص في ظل الكعبة إذ رأس الحسين بن علي مقبلا فقال : هذا أحب أهل الارض إلى أهل السماء . ( 118 ) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الواحد بن أيمن قال : قلت لسعيد بن جبير :إنك قادم على الحجاج فانظر ماذا تقول ، لا تقل ما يستحل به دمك ، قال : إنما يسألني كافر أنا أو مؤمن ، فلم أكن لاشهد على نفسك بالكفر وأنا لا أدري أنجو منه أم لا . ( 119 ) حدثنا معتمر بن سليمان عن النعمان قال : كتب عمر إلى معاوية : الزم الحق يلزمك الحق . ( 120 ) حدثنا معتمر عن عمران بن حدير عن عبد الملك بن عبيد قال : قال عمر : نستعين بقوة المنافق وإثمه عليه . ( 121 ) حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة قال : سمعت الفرزدق يقول : كان ابن حطان من أشعر الناس . - ( هامش ) - ( 1 / 116 ) أي كان حجاب الدعوة ( . ) ( 122 ) حدثنا ابن إدريس عن حمزة أبي عمارة قال : قال عمر بن عبد العزيز لعبيد الله بن عبد الله : مالك وللشعر ؟ قال : هل يستطيع المصدور إلا أن ينفث . ( 123 ) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان بن أحصر قال : حدثنا ابن عون قال : كان مسلم بن يسار أرفع عند أهل البصرة من أبي سعيد حتى خف مع ابن الاشعث وكف الآخر ، فلم يزل أبو سعيد في علو منها وسقط الآخر . ( 124 ) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني عبد الرحمن بن نوف قال أخبر عمير بن هانئ قال : أخبرني منقد صاحب الحجاج أن الحجاج لما قتل سعيد بن جبير مكث ثلاث ليال يقول : مالي ولسعيد بن جبير . ( 125 ) حدثنا بحيى بن آدم قال حدثنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال : بينا شاعر يوم صفين ينشد هجاء لمعاوية وعمرو بن العاص قال : وعمار يقول الرق لفجورين ، قال : فقال رجل سبحان الله ! تقول هذا وأنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال له عمار : إن شئت أن تجلس فاجلس ، وإن شئت أن تذهب فاذهب . ( 126 ) حدثنا ابن علية عن حبيب الشهيد عن محمد بن سيرين قال : كان ابن عمر يقول : رحم الله ابن الزبير ! أراد دنانير الشام ، رحم الله مروان أراد دراهم العراق . ( 127 ) حدثنا ابن علية عن هشام عن الحسن قال : كتب زياد إلى الحكم بن عمرو الغفاري وهو على خراسان أن أمير المؤمنين كتب أن يصطفى له البيضاء والصفراء فلا تقسم بين الناس ذهبا ولا فضة ، فكتب إليه : بلغني كتابك ، تذكر أن أمير المؤمنين كتب أن يصطفى له البيضاء والصفراء ، وأني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين وأنه والله : لو أن السماوات والارض كانتا رتقا على عبد ثم اتقى الله جعل الله له مخرجا ، والسلام عليكم ، ثم قال للناس : اغدوا على مالكم ، فغدوا فقسمه بينهم . - ( هامش ) - ( 1 / 122 ) المصدور : المصاب بالسل وسمي المصدور لان أصابته في صدره ، أي في رئتيه والمصدور ينفث إذا سعل دما . ( 1 / 124 ) أي أنه ندم على قتله ، وماذا ينفعه ندمه ؟ ( 1 / 127 ) أي أن يكون المال من ذهب وفضة في الغنائم والزكاة له دون الناس وأن تترك الابل والغنم والشاء وما شابه للناس وهذا لا حق له فيه أصلا ( . ) ( 128 ) حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال : قال علي : ما بال الزبير كأنه رجل منا أهل البيت حتى أدركه ابنه عبد الله فلفته عنا . ( 129 ) حدثنا أبو أسامة عن أبي سراعة عن عبادة بن نسي قال : ذكروا الشعر عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا أمراء القيس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مذكور في الدنيا مذكور في الآخرة : حامل لواء الشعر في جهنم يوم القيامة ، أو قال : في النار " . ( 130 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن هنيدة بن خالد الخزاعي قال أول رأس أهدي في الاسلام رأس ابن الحمق . ( 131 ) حدثنا شريك عن أبي الجويرية الجرمي قال : كنت فيمن صار إلى أهل الشام يوم الحاذر فالتقينا ، فهب الريح عليهم فأدبروا فقتلناهم عشيتنا وليلتنا حتى أصبحنا ، قال : فقال إبراهيم - يعني ابن الاشتر : قتلت البارحة رجلا وإني وجدت منه ريح طيب ، وما أراه إلا ابن مرجانة ، شرقت رجلاه وغرب رأسه ، أو شرق رأسه وغربت رجلاه ، قال : فانطلقت فإذا هو والله هو . ( 132 ) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني العلاء بن المنهال الغنوي قال : حدثني أبو الجهم القرشي عن أبيه قال : بلغ عليا مني شئ فضربني أسواطا ، ثم بلغه بعد ذلك أن معاوية كتب إليه فأرسل رجلين يفتشان منزله ، فوجد الكتاب في منزله فقال لاحد الرجلين وهو من العشيرة : إنك من العشيرة فاستر علي ، قال : فأتيا عليا فأخبراه ، قال فركب علي وركب أبي ، فقال لابي ، أما إنا فتشناه عليك ذلك فوجدناه باطلا ، قال : ما ضربني فيه أبطل . ( 133 ) حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا شيبان عن الاعمش عن أبي الضحى قال : حدثني من سمع عمر يقول إذا رأى المغيرة بن شعبة : ويحك يا مغيرة ! والله ما رأيتك قط إلا خشيت . ( 134 ) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا شيبان عن الاعمش عن عبد الله بن سنان قال : خرج إلينا ابن مسعود ونحن في المسجد فقال : يا أهل الكوفة فقدت من بيت مالكم الليلة مائة ألف لم يأتني بها كتاب من أمير المؤمنين . -( هامش ) - ( 1 / 128 ) لفته عنا : أبعده عنا فأخرجه من حبنا إلى عداوتنا . ( 1 / 129 ) الاصح كما جاء في روايات أخرى مذكور في الدنيا خامل في الآخرة . ( 1 / 130 ) ابن الحمق هو عمرو بن الحمق الخزاعي ( . ) ( 135 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا فطر قال حدثنا منذر الثوري عن محمد بن علي ابن الحنفية قال : اتقوا هذه الفتن فإنه لا يستشرف إليها أحد إلا استتقته ، ألا إن هؤلاء القوم لهم أجل ومدة ، لو أجمع من في الارض أن يزيلوا ملكهم لم يقدروا على ذلك حتى يكون الله هو الذي يأذن فيه ، أتستطيعون أن تزيلوا هذه الجبال . ( 136 ) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر حدثني أبو بكر بن عمرو بن عتبة عن جابر بن سمرة قال : بعثني سعد أقسم بين الزبير وخباب أرضا ، فتراميا بالجندل فرجعت فأخبرت سعدا ذلك ، فضحك حتى ضرب برجله وقال : في الارض مثل هذا المسجد أو قال ما يزيد عليه ، قال : فهلا رددتهما . ( 137 ) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر حدثنا سعيد بن شيبان عمن حدثه عن علي بن حاتم قدم إليه لحم حداولا فقال انهشوا نهشا . ( 138 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : لما بويع لعلي أتاني فقال : إنك امرؤ محبب في أهل السماء ، وقد استعملتك عليهم فسر إليهم ، قال : فذكرت القرابة وذكرت النهب ، فقلت : أما بعد فو الله لا أبايعك ، قال فتركني وخرج ، فلما كان بعد ذلك جاء ابن عمر إلى أم كلثوم فسلم عليها وتوجه إلى مكة فأتى علي رحمه الله فقيل له : إن ابن عمر قد توجه إلى الشام فاستنفر الناس ، قال : فإن كان الرجل ليعجل حتى يلقي رداءه في عنق بعيره ، قال : وأتيت أم كلثوم فأخبرت ، فأرسلت إلى أبيها : ما هذا الذي تصنع ؟ قد جاءني الرجل وسلم علي وتوجه إلى مكة ، فتراجع الناس . ( 139 ) حدثنا ابن عيينة عن داود بن سابور عن مجاهد قال : كنا نفخر على الناس بأربعة : بفقيهنا وقاصنا ومؤذننا وقارئنا ، ففقيهنا ابن عباس ، ومؤذننا أبو محذورة ، وقاصنا عبيد بن عمير ، وقارئنا عبد الله بن السائب . ( 140 ) حدثنا ابن عيينة عن داود بن سابور عن مجاهد قال : لما أجمع ابن الزبير على هدمها خرجنا إلى منى ننتظر العذاب - يعني هدم الكعبة . ( 141 ) حدثنا ابن عيينة عن منصور عن صفية عن أمها قالت : دخل ابن عمر المسجد وابن الزبير مصلوب ، فقالوا له : هذه أسماء ، فأتاها فذكرها ووعظها وقال : إن - ( هامش ) - ( 1 / 135 ) يستشرف إليها : يتطلع إليها تطلع الراغب في المشاركة فيها أو يشارك فيها فعلا . ( 1 / 138 ) أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما وكانت زوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( . ) الجثة ليست بشئ ، وإنما الارواح عند الله ، فاصبري واحتسبي ، فقالت : ما يمنعني من الصبر وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل . ( 142 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال : أتيت أسماء بعد قتل عبد الله بن الزبير فقالت : بلغني أنهم صلبوا عبد الله منكسا وعلقوا معه الهرة ، والله لوددت أني لا أموت حتى يدفع إلى فأغسله وأحنطة وأكفنه ثم أدفنه " ، فما لبثوا أن جاءه كتاب عبد الملك أن يدفع إلى أهله ، قال : فأتيت به أسماء فغسلته وحنطته وكفنته ثم . دفنته . ( 143 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه قال : دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل عبد الله بعشر ليال وأسماء وجعة ، فقال لها عبد الله : كيف تجدينك ؟ قالت : وجعة ، قال : إن في الموت لعافية ، قال : لعلك تشمتين بموتي ، فذلك بتمناه فلا تفعلي ، فو الله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي على أحد طريقيك ، إما أن تقتل فأحتسبك ، وإما تظهر فتقر عيني ، فإياك أن تعرض عليك حظه لا توافقك فتقبلها كراهة الموت ، قال : وإنما عني ابن الزبير ليقتل فيحزنها ذلك . ( 144 ) حدثنا خلف بن خليفة عن أبيه قال : أخبرني أبي أن الحجاج حين قتل ابن الزبير جاء به إلى منى فصلبه عند الثنية في بطن الوادي ، ثم قال للناس : انظروا إلى هذا شر الامة ، فقال : إني رأيت ابن عمر جاء على بغلة له فذهب ليدنيها من الجذع فجعلت تنفر ، فقال لمولاها ، ويحك خذ بلجامها فأدنها ، قال : فرأيتها أدناها فوقف عبد الله بن عمر وهو يقول : رحمك الله ! إن كنت صواما قواما ، ولقد أفلحت أمه أنت شرها . ( 145 ) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن شمر عن هلال بن يساف قال : حدثني البريد الذي جاء برأس المختار إلى عبد الله بن الزبير ، قال : فلما وضعه بين يديه قال : ما حدثني كعب بحديث إلا رأيت مصداقه غير هذا ، فإنه حدثني أنه يقتلني رجل من بني ثقيف ، أراني أنا الذي قتلته . - ( هامش ) - تظهر : تنتصر وفي الاصل تطهر وهو تصحيف واضح من خلال النص . ( 1 / 144 ) أي أنه رد قول الحجاج عليه . ( 1 / 145 ) والذي قتله هو من ثقيف لانه الحجاج بن يوسف الثقفي ( . ) 164 () حدثنا يحيى بن يعلى عن أبيه يعلى بن حرملة قال : تكلم الحجاج يوم عرفة بعرفات فأطال الكلام فقال عبد الله بن عمر : ألا إن اليوم ذكر ، فأمضي الحجاج قال : فأعادها عبد الله مرتين أو ثلاثا ثم قال : يا نافع ناد بالصلاة ، فنزل الحجاج . ( 147 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل أخبرنا قيس قال : قال عمر : ألا تخبروني بمنزلتكم هذين ؟ ومع هذا إني لا أسألكما وأني لاتبين في وجوهكم أي المنزلتين خير ؟ قال : فقال له جرير : أنا أخبرك يا أمير المؤمنين ، أما إحدى المنزلتين فأدني نخلة بالسواد إلى أرض العرب ، وأما المنزل الآخر فأرض فارس ، وعليها [ وحرها وبعها ] - يعني المدائن ، قال فكذبني عمار فقال : كذبت ، فقال عمر : أنت أكذب ، ثم قال عمر : ألا تخبروني عن أميركم هذا أهجري هو ؟ قلت : والله لا هو بهجري ولا كان ولا عالم بالسياسة ، فعزله فبعث المغيرة بن شعبة . ( 148 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال : كان بين ابن مسعود والوليد بن عقبة حسر ، قال : فدعا عليهما سعد فقال : اللهم امس بينهما ، فكان أحدهما يقول لصاحبه : لقد أجيب فينا سعد . ( 149 ) حدثنا ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس قال : ذكرت الامراء عند ابن عباس فانبوك فيهم رجل فتطاول حتى ما أرى في البيت أطول منه ، فسمعت ابن عباس يقول : يا هزهان ! لا تجعل نفسك فتنة للظالمين ، فتقاصر حتى ما رأيت في القوم أقصر منه . ( 150 ) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي قال أخبرنا يحيى بن المهلب أبو كريبة عن الاعمش قال : ذكروا عند ابن عمر الخلفاء وحب الناس تغييرهم فقال ابن عمر : لو ولى الناس صاحب هذه السارية ما رضوا به - يعني عبد الملك بن مروان . - ( هامش ) - ( 1 / 146 ) أي يوم ذكر لله وليس يوم خطب وإطالة . يا نافع ناد بالصلاة : هو أمر للحجاج بالنزول عن المنبر لانه متى نودي بالصلاة لا يجوز للخطيب أن يبقى يتكلم . ( 1 / 147 )[ وحرها وبعها ] كذا في الاصل دون نقط . ( 1 / 148 ) بينهما حسر : أي كانا يتساران بالامر ويحفظانه بينهما . أمس بينهما : باعد بينهما . ( 1 / 149 ) أنبوك فيهم رجل : وقفا معترضا بينهم ، وانباك عليهم الرأي : لم يجدوا له مخرجا ( . ) ( 151 ) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي قال حدثنا شريك عن أبي الجحاف عن عبد الرحمن بن أبزي عن علي قال : إن حمة كحمة العقرب ، فإذا كان ذلك فالحقوا بعمتكم النخلة - يعني السواد . ( 152 ) حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا شريك عن داود عن رجل عن علي أنه قال : ستكون عكرة . ( 153 ) حدثنا محمد بن كناسة قال حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال : أتى مصعب بن الزبير عبد الله بن عمر وهو يطوف بين الصفاء والمروة فقال : من أنت ، فقال : ابن أختك مصعب بن الزبير ، قال : صاحب العراق ، قال : نعم ، جئتك لا سألك عن قوم خلعوا الطاعة وسفكوا الدماء وحثوا الاموال فقوتلوا فغلبوا فدخلوا قصرا فتحصنوا فيه ثم سألوا الامان فأعطوه ثم قتلوا ، قال : وكم العدة ؟ قال : خمسة آلاف ، قال : فسبح ابن عمر عند ذلك وقال : والله يا ابن الزبير ! لو أن رجلا أتى ماشية للزبير فذبح منها في غداة خمسة آلاف أكتب تراه مسرفا ؟ قال : نعم ، قال : فتراه إسرافا في بهائم لا تدري ما الله . وتستحله ممن هلل الله يوما واحدا ؟ ( 154 ) حدنا محمد بن كناسة عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال : أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير فقال : يا ابن الزبير ! إياك والالحاد في حرم الله ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " سيلحد فيه رجل من قريش لو أن ذنوبه توزن بذنوب الثقلين لرجحت عليه فانظر لا تكونه " . ( 155 ) حدثنا أبو داود الطيالسي عن المثني بن سعيد عن أبي سفيان قال : خطبنا ابن الزبير فقال : إنا قد ابتلينا بما ترون ، فما أمرناكم بأمر لله فيه طاعة فلنا عليكم فيه السمع والطاعة ، وما أمرناكم من أمر ليس لله فيه طاعة فليس لنا عليكم فيه طاعة ولا نعمة عين . ( 156 ) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي أنه خطب ثم قال : إن ابن أخيكم الحسن بن علي قال جمع مالا وهو يريد . - ( هامش ) - ( 1 / 151 ) أي أن هناك فتنا قادمة تحرق الناس في أتونها . والالتحاق بالسواد : أي بأرض الزراعة المقصود منه ترك المشاركة في الفتن أو ممالاة الظالمين . ( 1 / 152 ) العكرة : الماء يخالطه الطين . فلا يرى ما فيه وقد يقال أيضا من راسب الزيت والمعني واحد . ( 1 / 153 ) هلل الله : قال لا إله إلا الله ( . ) أن يقسمه بينكم فحضر الناس فقام الحسن فقال : أنما جمعته لفقرائكم ، فقام نصف الناس ، فكان أول من أخذ منه الاشعث بن قيس . ( 157 ) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ عن علي قال ليقتلن الحسين ظلما ، وإني لاعرف بتربة الارض التي يقتل فيها قريبا من النهرين . 158 () حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن عبد الله بن مرة السلمي قال : جاء الاشعث بن قيس فجلس إلى كعب بن عجرة في المسجد فوضع إحدى رجليه على الاخرى فقال له كعب : ضعها فإنها لا تصلح لبشر . ( 159 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن مالك بن الحارث عن أبي خالد قال : وفدت إلى عمر ففضل أهل الشام علينا في الجائزة فقلنا له ، فقال : يا أهل الكوفة ! أجزعتم أني فضلت عليكم أهل الشام في الجائزة لبعد شقتهم ، فقد آثرتكم بابن أم عبد . ( 160 ) حدثنا ابن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن منذر قال : كنت عند ابن الحنفية فرأيته يتقلب على فراشه وينفخ ، فقالت له امرأته : ما يكربك من أمر عدوك هذا ابن الزبير ؟ فقال : والله ما بي عدو الله هذا ابن الزبير ، ولكن بي ما يفعل في حرمه غدا ، قال : ثم رفع يديه إلى السماء ثم قال : اللهم أنت تعلم أني كنت أعلم مما علمتني أنه يخرج منها قتيلا يطاف برأسه في الامصار أو في الاسواق . ( 161 ) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا شعبة بن الحجاج قال حدثنا عمارة بن أبي حفصة عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال : خرجت إلى المدينة أطلب الشرف والعلم ، فأقبل رجل عليه حلة جميلة ، فوضع يديه على منكبي عمر فقلت من هذا ؟ قالوا : علي بن أبي طالب . ( 162 ) حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر . قال : لما حصر عثمان أتى على طلحة وهو مسند ظهره إلى وسائد في بيته فقال : أنشدك الله لم رددت الناس عن علي أمير المؤمنين ، فقال طلحة : حتى يعطوا الحق من أنفسهم . ( 163 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن بن أخيه عبد الرحمن - ( هامش ) - ( 1 / 157 ) وهي أرض الطف في كربلاء . ( 1 / 158 ) أي أن الكبر لا يصلح للبشر . ولا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر . ( 1 / 159 ) ابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود ( . ) أنه سمع المختار وهو يقول : ما بقي من عمامة على إلا زراعان حتى يجئ ، قلت لم تضل الناس ؟ قال : دعني أتألفهم . ( 164 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن حيكم بن جابر قال سمعت طلحة بن عبيد الله يقول يوم الجمل : إنا كنا قد داهنا في أمر عثمان فلا نجد بدا من المبالغة . ( 165 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن مجالد بن سعيد عن الشعبي قال : لما كان الصلح بين الحسن بن علي وبين معاوية بن أبي سفيان أراد الحسن الخروج - يعني إلى المدينة ، فقال له معاوية : ما أنت بالذي تذهب حتى تخطب الناس ، قال الشعبي : فسمعته على المنبر حمد الله وأثني عليه ثم قال : أما بعد ؟ فإن أكيس الكيس التقى ، وإن أعجز العجز الفجور ، وإن هذا الامر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية حتى كان لي فتركته لمعاوية ، أو حق كان لا مرئ أحق به مني ، وإنما فعلت هذا لحقن دمائكم وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين . ( 166 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي الضحى عن أبي جعفر قال : اللهم إني أبرأ إليك من مغيرة ويمان . ( 167 ) حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن السمط عن كعب قال : لكل زمان : ملوك ، فإذا أراد الله بقوم خيرا بعث فيهم مصلحيهم ، وإذا أراد الله بقوم شرا بعث فيهم مترفيهم . ( 168 ) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال : كان يمر عليه الغلام أو الجارية ممن يخرجه الحجاج إلى السواد فيقول : من ربك ؟ فيقول : الله ، فيقول : من نبيك ؟ فيقول : محمد صلى الله عليه وسلم ، قال فيقول : والله الذي لا إله إلا هو ! لا أجد أحدا يقاتل الحجاج إلا قاتلت معه الحجاج . ( 169 ) حدثنا وكيع عن سفيان بن يزيد عن أبي البختري أنه رأى رجلا انجاز فقال : حر النار أشد من حر السيف . - ( هامش ) - ( 1 / 167 ) يريد بذلك قوله تعالى { وإذا أردنا أن نهك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا } صدق الله العظيم . سورة الاسراء الآية ( 16 )( . ) ( 170 ) حدثنا غندر عن شعبة عن حصين قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يحضض الناس أيام الجماجم . ( 171 ) حدثنا عبد الاعلى عن الجريري عن العلاء قال : قالوا لمطرف : هذا عبد الرحمن بن الاشعث قد أقبل ، فقال مطرف : والله لقد رابني أمران : لئن ظهر لا يقوم لله دين : ولئن ظهر عليه لا يزالوا أذلة إلى يوم القيامة . ( 172 ) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب قال : أخبرني غير واحد أن قاضيا من قضاة أهل الشام أتى عمر فقال : يا أمير المؤمنين ! رأيت رؤيا أفظعتني ، قال : وما رأيت ؟ قال : رأيت الشمس والقمر يقتتلان ، والنجوم معهما نصفين ، قال : فمع أيهما كنت ؟ قال : كنت مع القمر على الشمس ، فقال عمر { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة } فانطلق فو الله لا تعمل لي عملا أبدا ، قال عطاء : فبلغني أنه قتل مع معاوية يوم صفين . 173 () حدثنا ابن فضيل عن عطاء قال : اجتمع عيدان في يوم فقال الحجاج في العيد الاول : من شاء أن يجمع معنا فليجمع ، ومن شاء أن ينصرف فلينصرف ولا حرج ، فقال أبوالبختري وميسرة : ماله قاتله الله ، من أين سقط على هذا ؟ ( 174 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا سفيان عن واصل الاحدب قال : رأى إبراهيم أمير حلوان يسير في زرع فقال إبراهيم الجور في الطريق خير من الجور في الدين . ( 175 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا زائدة قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن ربعي عن أبي موسى قال : قال عمرو بن العاص : لان كان أبو بكر وعمر تركا هذا المال وهو يحل لهما منه شئ لقد غبنا ونقص رأيهما ، ولعمر الله إن كانا لمغبونين ولا ناقصي الرأي ، ولكن كانا امرأين يحرم . عليهما من هذا المال الذي أصبنا بعدهما لقد هلكنا ، وأيم الله ما جاء الوهم إلا من قبلنا . ( 176 ) حدثنا أسود بن عارم قال حدثنا جرير بن حازم قال سمعت محمد بن سيرين قال : بعث علي بن أبي طالب قيس بن سعد أميرا على مصر ، قال : فكتب إليه معاوية . - ( هامش ) - ( 1 / 170 ) يحضض : يحرض ويحض الناس على القتال . ( 1 / 172 ) أي هو مع أهل العمي والضلال والآية المذكورة هي ( 12 ) من سورة الاسراء . ( 1 / 173 ) اجتمع عيدان في يوم : أي جاء العيد يوم جمعة ( . ) وعمرو بن العاص بكتاب فأغلظا له فيه وشتماه وأوعداه ، فكتب إليهما بكتاب لان يغار بهما ويطمعهما في نفسه ، قال : قال : فلما أتاهما الكتاب كتبا إليه بكتاب يذكران فضله ويطمعانه فيما قبلهما ، فكتب إليهما بجواب كتابهما الاول يغلظ فلم يدع شيئا إلا قاله ، فقال أحدهما للآخر : لا والله ما نطيق نحن قيس بن سعد ، ولكن تعال نمكر به عند علي ، قال : فبعثا بكتابه الاولى إلى علي ، قال : فقال له أهل الكوفة : عدو الله قيس بن سعد فاعزله ، فقال علي : ويحكم أنا والله أعلم هي إحدى فعلاته ، فأبوا إلا عزله فعزله ، وبعث محمد بن أبي بكر ، فلما قدم على قيس بن سعد قال له قيس : انظر ما آمرك به ، إذا كتب إليك معاوية بكذا وكذا فاكتب إليه بكذا وكذا ، وإذا صنع بكذا فاصنع كذا ، وإياك أن تخالف ما أمرتك به ، والله لكأني أنظر إليك إن فعلت قد قتلت ثم أدخلت جوف حمار فأحرقت بالنار ، قال : ففعل ذلك به . ( 177 ) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قال : ما علمت أن عليا اتهم في قتل عثمان حتى بويع ، فلما بويع اتهمه الناس . ( 178 ) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قال : قال قيس بن سعد بن عبادة : لو لا أن يمكر الرجل حتى يفجر لمكرت بأهل الشام مكرا يضطربون يوما إلى الليل . ( 179 ) حدثنا معاذ بن معاذ عن أبي معدان عن مالك بن دينار قال : شهدت الحسن ومالك بن دينار ومسلم بن يسار وسعدا يأمرون بقتال الحجاج مع ابن الاشعث ، فقال الحسن : إن للحجاج عقوبة جاءت من السماء فليستقبل عقوبة الله بالسيف . ( 180 ) حدثنا أبو سفيان الحميري قال حدثنا خالد بن محمد القرشئ قال قال عبد الملك بن مروان : من أراد أن يتخذ جارية للتلذذ فليتخذها بربرية ، ومن أراد أن يتخذها للولد فليتخذها فارسية ، ومن أراد أن يتخذها للخدمة فليتخذها رومية . ( 181 ) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا ابن أبي عتبة عن شيخ من أهل المدينة قال : قال معاوية : أنا أول الملوك . ( 1 / 181 ) أي ان لم يكن خليفة ولم تكن بيعته بيعة صحيحة ، وإنما هي ملك . انتهى كتاب الامراء ويليه كتاب الوصايا ولم يقسم هذا الكتاب إلى أبواب كسواه فتركناه على حاله في الاصل دون تبويب ( . ) / صفحة 280 /( 182 ) حدثنا ابن نمير عن إسماعيل بن إبراهيم عن عبد الملك ابن عمير قال : قال معاوية : ما زلت أطمع في الخلافة منذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معاوية ! إن ملكت فأحسن " . تم كتاب الامراء والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم