كتاب الفضائل
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم 31 - كتاب الفضائل ( 1 ) باب ما أعطى الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم ( 1 ) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب بن ربيعة أن أناسا من الانصار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا نسمع من قومك حتى يقول القائل منهم : إنما مثل محمد صلى الله عليه وسلم مثل نخلة نبتت في كباء قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسها الناس ! من أنا ؟ " قالوا : أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، قال : فما سمعناه انتمى قبلها قط ، ثم قال : ألا أن الله خلق خلقه فجعلني من خير خلقه ثم فرقهم فرقتين ، فجعلني من خير الفرقتين ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني من خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا " . ( 2 ) حدثنا يحيى بن أبي بكر قال ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد عن الطفيل بن أبي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يوم القيامة كنت إمام الناس وخطيبهم وصاحب شفاعتنهم ولا فخر " . ( 3 ) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما خرجت من نكاح لم أخرج من سفاح من لدن آدم ، لم يصبني سفاح الجاهلية " . - ( هامش ) - ( 1 / 1 ) نخلة نبتت في كباء : أي كالوردة تنبت في الوحل ، والكباء الكناسة ورد الرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أنه ولد طيبا من طيبين وطاهرا من طاهرين وخيرا من أخيار ولم يكن وردة في وحل ولا ونخلة في كباء إنما نخلة طيبة من نخيل طيب . ( 1 / 3 ) النكاح : الزواج الصحيح والسفاح الزنا والوطئ بغير عقد نكاح صحيح ( . ) ( 4 ) حدثنا هشيم أخبرنا سيار أخبرنا يزيد الفقير أخبرنا جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرغب مسيرة شهر ، وجعلت لي الارض طهورا ومسجدا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " . ( 5 ) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد ومجاهد ومقسم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أعطيت خمسا ولا أقوله فخرا : بعثت إلى الاحمر والاسود ، وجعلت لي الارض طهورا ومسجدا ، وأحل لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي ، ونصرت بالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر ، وأعطيت الشفاعة فأخرتها لامتي إلى يوم القيامة وهي نائلة إن شاء الله من لم يشرك بالله شيئا . ( 6 ) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نصرت بالرعب ، وأعطيت جوامع الكلم ، وأحل لي المغنم ، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الارض فتلت في يدي " . ( 7 ) حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت خمسا لم يعطهن نبي كان قبلي : بعثت إلى الاحمر والاسود ، ونصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الارض طهورا ومسجدا ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي كان قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، فإنه ليس من نبي إلا وقد سأل شفاعته وإني أخرت شفاعتي ثم جعلتها لمن مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا " . ( 8 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن مسعود بن مالك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور " . - ( هامش ) - ( 1 / 4 ) الارض طهور : أي كلها مسجد يجوز للمسلم في أي أرض أدركته فيها الصلاة . وكانت الغنائم تجمع فنزل إليها نار من السماء فتحرقها . وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل البشر أبيضهم وأسودهم وأحمرهم وأصفرهم قال تعالى : { وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا } سورة سبأ من الآية ( 28 ). ( 1 / 6 ) وقد انتثل المسلمون خزائن الارض بالفتوح . ( 1 / 8 ) الصبا : ريح هادئة تهب من قبل نجد . الديور : ريح عاثية مدمرة ( . ) ( 9 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي بن الحنفية أنه سمع علي بن أبي طالب يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت ما لم يعط أحد من الانبياء ، قلنا : يا رسول الله ! ما هو ؟ قال : نصرت بالرعب ، وأعطيت مفاتيح الارض ، وسميت أحمد ، وجعل لي التراب طهورا ، وجعلت أمتي خير الامم " . ( 10 ) حدثنا عبدة بن سليمان عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد قال : قال كعب : إن أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فيفتح له محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم قرأ آية من التوارة أضرابا قدمايا نحن الآخرون الاولون . ( 11 ) حدثنا ابن فضيل عن أبي مالك الاشجعي عن ربعي عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الارض كلها مسجدا ، وجعلت لنا تربتها إذا لم نجد الماء طهورا ، وأوتيت هذه الآيات من بيت كنز تحت العرش من آخر سورة البقرة ، لم يعط منهن أحد قبلي ، ولا يعطينه أحد بعدي " . ( 12 ) حدثنا مالك بن إسماعيل عن مندل عن الاعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال : خرجت في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يصلي فانتظرته حتى صلى ، فقال : " أوتيت الليلة خمسا لم يؤتهن نبي قبلي : نصرت بالرعب فيرعب العدو من مسيرة شهر ، وأرسلت إلى الاحمر والاسود ، وجعلت لي الارض طهورا ومسجدا ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد كان قبلي ، وقيل : سل تعطعه ، فاختبأتها فهي نائلة منكم من لم يشرك بالله " . ( 13 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن المختار عن أنسى قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا أول شفيع في الجنة ، وقال : ما صدق أحد من الانبياء ما صدقت ، وإن من الانبياء لنبيا ما صدقة من أمته إلا رجل واحد " . - ( هامش ) - ( 1 / 10 ) أخرجه أبو نعيم في الحلية 5 / 388 عن منجاب عن مسعر . ( 1 / 11 ) صفوفنا كصفوف الملائكة أي في الصلاة . - هذه الآيات : هما الآيتان ( 285 / 286 ) آخر سورة البقرة . ولا يعطينه : الارجح أنها ولا يعطيهن أحد بعد بعدي ، إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين ولا نبي بعده . ( 1 / 12 ) أرسلت إلى الاحمر والاسود أي للناس كافة ( . ) ( 14 ) حدثنا ابن فضيل عن ليس عن مجاهد { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } قال : يقعده على العرش . ( 15 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير { وإن له عندنا لزلفى } قال : ذكر الدنو منه . ( 16 ) حدثنا الثقفي عن حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دخلت الجنة فإذا أنا بنهر يجري ، حافاته خيام اللؤلؤ فضربت بيدي إلى الطين فإذا مسك أذفر ، قال : فقلت لجبريل : ما هذا ؟ قال : نهر الكوثر الذي أعطاك الله عزوجل " . ( 17 ) حدثنا علي بن مسهر عن المختار عن أنس بن مالك قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا : ما أضحك يا رسول الله ؟ قال : " نزلت علي آنفا سورة فقرأ " بسم الله الرحمن الرحيم { إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الابتر } ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي ، عليه خير كثير ، هو حوض ترد عليه يوم القيامة أمتي ، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم فأقول : رب " إنه من أصحابي ، فيقول : لا ، إنك لا تدري ما أحدث بعدك " . ( 18 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن خولة بنت حكيم قالت : قلت : يا رسول الله إن لك حوضا ؟ قال : " نعم ، وأحب من ورده إلى قومك " . ( 19 ) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن المسمار عن عامر بن سعيد قال : كتبت إلى جابر بن سمرة : أخبرني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فكتب : إني سمعته يقول : " أنا الفرط على الحوض " . ( 20 ) حدثنا عبدة بن سليمان عن إسماعيل عن قيس عن الصنابحي قال : سمعته يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أنا فرطكم على الحوض " . - ( هامش ) - ( 1 / 14 ) سورة الاسراء من الآية ( 79 ). ( 1 / 15 ) سورة ص من الآية ( 25 ). ( 1 / 16 ) وفي ذلك قوله تعالى : { إنا أعطيناك الكوثر } صدق الله العظيم . ( 1 / 18 ) وقومها قوم الرسول صلى الله عليه وسلم هم قريش . ( 1 / 19 ) الفرط : الدليل يتقدم القوم ينظر لهم الطريق ويبحث لهم عن الماء ( . ) ( 21 ) حدثنا أبو أسامة وابن نمير عن عبد الله بن عمر عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على الحوض " . ( 22 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا فرطكم على الحوض " . ( 23 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر يقول : " إني لكم سلف على الكوثر " . ( 24 ) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن محارب أبن دثار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ، ومجراه على الياقوت والدر ، تربته أطيب من المسك ، وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج " . ( 25 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن جندب قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أنا فرطكم على الحوض " . ( 26 ) حدثنا ابن بشر قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أمامكم حوضا كما بين جرباء وأذرح " . ( 27 ) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أنس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد وهو عاصب رأسه بخرقة في المرض الذي مات فيه ، فأهوى قبل المنبر فاتبعناه فقال : " والذي نفسي بيده ، إني لقائم على الحوض الساعة " . ( 28 ) حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن أبي وائل عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليردن على حوضي أقوام فيختلجون دوني " . - ( هامش ) - ( 1 / 23 ) سلف : أسبقكم إليه واستقبلكم عنده . ( 1 / 26 ) جرباء قريب بجنب أذرح ( متن اللغة ) . أذرح : بلد في الشام . ( 1 / 27 ) وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن منبره على الحوض ، راجع 1 / 21 .( 1 / 28 ) أي يمنعون من ورود الحوض ( . )( 29 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني فرطكم على الحوض " . ( 30 ) حدثنا هاشم بن القاسم ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا فرطكم على الحوض ، من ورد علي شرب منه ومن شرب فيه لم يظمأ أبدا " . ( 31 ) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم سترون بعدي إثرة فآصبروا حتى تلقوني على الحوض " . ( 32 ) حدثنا عفان حدثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إني على الحوض أنتظر من يرد علي الحوض " . ( 33 ) حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ! ما آنية الحوض ؟ قال : " والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية ، من شرب منها لم يظمأ ، عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى إيلة ، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل " . ( 34 ) حدثنا محمد بن بشر عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أنا عند عقر حوضي أذود عنه الناس لاهل اليمن إني لاضربهم بعصاي حتى يرفض عليهم قال فسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن سعة الحوض ، فقال : هو " ما بين مقامي هذا إلى عمان ( ما بينهما شهر أو نحو ذلك ) ، فسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن شرابه فقال : أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ، يصب فيه ميزابان مداده أو مدادهما من الجنة أحدهما ورق والآخر ذهب " . - ( هامش ) - ( 1 / 31 ) الاثرة : الانانية . ( 1 / 33 ) عمان : أقصى جنوب الجزيرة وأيلة جبل قرب ينبع وبلد قرب ينبع أيضا . ( 1 / 34 ) عقر الحوض : مسيل مائه أو ميزابه . حتى يرفض عليهم : حتى يسيل عليهم . الميزاب : المزراب ، القسطل الذي يسيل الماء منه ( . ) ( 35 ) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليردن على الحوض رجال ممن صحبني ورآني حتى إذا رفعوا إلى اختلجوا دوني فلا قولن : رب ! أصحابي ، فليقالن : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " . ( 36 ) حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلحم فرفعت إليه الذراع ، وكانت تعجبه ، فنهس منها نهسة ثم قال : " أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون بم ذاك ؟ يجمع الله يوم القيامة الاولين والآخرين في صعيد واحد ، فليسمعهم الداعي ينفذهم البصر وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترى ما نحن فيه ألا ترون ما قد بلغكم ، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : أبوكم آدم ، فيأتون فيقولون : يا آدم ! أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وامر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي نفسي ، فاذهبوا إلى غيري ، آذهبوا إلى نوح ، فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح ، أنت أول الرسل إلى أهل الارض ، وسماك الله عبدا شكورا ، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغغنا ؟ فيقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى إبراهيم : فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم ! أنت نبي الله وخليله من أهل الارض ، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، وذكر كذباته ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى ، فيأتون موسى فيقولون : يا موسى ! أنت رسول الله ! فضلك الله برسالته وبتكليمة على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم موسى : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها ، نفسي نفسي ، أذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى - ( هامش ) - ( 1 / 36 ) نهس : قضم قطعة صغيرة بمقدم فمه وعكسها نهش قضم قطعة كبيرة بكامل فمه ( . ) = عيسى ، فيأتون عيسى ، فيقولون ، يا عيسى ! أنت رسول الله ، وكلمت الناس في المهد ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولا يغضب بعده مثله - ولم يذكر له ذنبا - نفسي نفسي ! اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، فيأتوني فيقولون : يا محمد أنت رسول الله وخاتم الانبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده ، وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لاحد قبلي ، ثم قيل : يا محمد ! ارفع رأسك ، سل تعطه اشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : يا رب أمتي ! يا رب أمتي ، فيقال : يا محمد ! أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الايمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الابواب ، ثم قال : والذي نفس محمده بيده ! إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أوكما بين مكة وبصرى " . ( 37 ) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سليمان قال : تعطي الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنو - من جماجم الناس حتى يكون قاب قوسين فيغرقون حتى يرشح العرق قامة في الارض ثم يرتفع حتى يغرغر الرجل ، قال سلمان : حتى يقول الرجل : غرغر ، فإذا رأوه ما هم فيه قال بعضهم لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ، ائتوا أباكم آدم فليشفع لكم إلى ربكم ، فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا ، أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسكنك جنته ، قم فاشفع لنا إلى ربنا فقد ترى ما نحن فيه ، فيقول : لست ولست بذاك ، فأين الفعلة ، فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ فيقول : ائتوا عبدا جعله الله شاكرا ، فيأتون نوحا فيقولون : يا بني الله ؟ أنت الذي جعلك الله شاكرا ، وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك ، فيقول : لست هناك ولست بذاك ، فأين الفعلة ؟ فيقولون إلى من تأمرنا فيقول : ائتوا خليل الرحمن إبراهيم ، فيأتون إبراهيم فيقولون : يا خليل - ( هامش ) - = المصراع : جانب الباب لجهة الجدار ، أي الجانب الذي يتعلق به الباب في الجدار . هجر : بلد في اليمن . بصرى : بلد في الشام . ( 1 / 37 ) يرشح العرق قامة : أي أن العرق يجتمع حتى يصير كالبحر علو مائه طول قامة الانسان . حتى يغرغر : حتى يبلغ مستوى الفم والانف ( . ) الرحمن ! قد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك ، فيقول : لست هناك ولست بذاك ، فأين الفعلة ؟ فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ فيقول : ائتوا كلمة الله وروحه عيسى بن مريم فيأتون عيسى فيقولون : يا كلمة الله وروحه ، قد ترى ما نحن فيه ، فاشفع لنا إلى ربنا ، فيقول : لست هناك ولست بذاك ، فأين الفعلة ؟ فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ فيقول : ائتوا عبدا فتح الله به وختم ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ونحن في هذا اليوم أمناء ، فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيأتون محمدا ، فيقولون : يا نبي اله فتح الله بك وختم ، وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، وجئت في هذا اليوم آمنا ، وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربنا ، فيقول : أنا صاحبكم ، فيخرج من بين الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة ، فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب ، فيقرع الباب فيقال : من هذا ، فيقول : محمد ، قال : فيفتح له فيجئ حتى يقوم بين يدي الله فيستأذن في السجود فيؤذن له ، فيسجد فينادي : يا محمد ! ارفع رأسك ، سل تعطه واشفع تشفع وادع تجب ، قال : فيفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لاحد من الخلائق ، قال ، فيقول : رب " أمتي أمتي ، ثم يستأذن في السجود فيؤذن له فيسجد فيفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لاحد من الخلائق . وينادي ، يا محمد ! ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع وادع تجب ، فيرفع رأسه ويقول : يا رب ؟ أمتي أمتي - مرتين أو ثلاثا ، قال سلمان : فيشفع في كل من كان في قلبه مثقال حبة من حنطة من إيمان أو مثقال شعيرة من إيمان أو مثقال حبة خردل من إيمان ، فذلكم المقام المحمود . ( 38 ) حدثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن غالب عن حذيفة قال : سيد ولد آدم يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم . ( 39 ) حدثنا محمد بن بشر ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا - ويلهمون ذلك - فأراحنا من كاننا هذا ، فيأتون فيقولون له : يا آدم " ؟ أنت أبو البشر ؟ وخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وعلمك أسماء كل شئ ، فاشفع لنا إلى ربنا يرحنا من مكاننا هذا ، قال : لست هناكم ، ويشكو إليهم أو يذكر خطيئته التي التي أصاب ، فيستحي ربه ، ولكن آئتوا نوحا فإنه أول رسول أرسل إلى أهل الارض ، فيأتون نوحا فيقول : - ( هامش ) - ( 1 / 39 ) لست هناكم : لست طلبتكم . فيستحي ربه : يستحي من ربه ( . ) لست هناكم ، ويذكرون سؤاله ربه ما ليس له به علم ، فيستحي ربه ، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتونه فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا موسى عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة ، فيأتونه فيقول : لست هناكم ، ويذكر لهم قتل النفس بغير نفس فيستحي ربه من ذلك ، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه ، فيأتون عيسى فيقول : لست لذلكم ولست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيأتوني ( قال : الحسن : قال ) فانطلق فأمشي بين سماطين من المؤمنين ، انقطع قول الحسن ، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقال : أو يقول : ارفع رأسك قل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأحمده تحميدا يعلمنيه فأشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ، ثم أعود إليه ثانية ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول مثل قوله الاول : قل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأحمده تحميدا يعلمنيه فأشفع فيحد لي حدا ، فأدخلهم الجنة ، ثم أعود إليه ثالثة ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقال : سل تعطه واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأحمده تحميدا يعلمنيه فأشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ، ثم أعود إليه في الرابعة فأقول : يا رب ! ما بقي إلا من حبسه القرآن " . ( 40 ) حدثنا مالك بن إسماعيل ثنا يعقوب بن عبد الله العمي عن حفص بن حميد عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني ممسك بحجزكم هلموا عن النار ، وتغلبوني تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب ، وأوشك أن أرسل حجزكم وأفرط لكم عن أو على الحوض ، وتردون علي معا أو أشتاتا " . ( 41 ) حدثنا عمر بن سعد أبو داود الحفري عن شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني تارك فيكم " الخليفتين من بعدي : كتاب الله وعترتي ، أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " . ( 42 ) حدثنا يعلي بن عبيد عن أبي حبان عن يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم قال : - ( هامش ) - ( 1 / 40 ) الحجز : ج حجزة وهي مجموع الثياب عند الصدر . تقاحمون : تتدافعون وتتقدمون إليها ( . ) بعث إلي عبيد الله بن زياد فأتيته فقال : ما أحاديث تحدث بها بلغتنا وترويها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسمعها في كتاب له وتحدث أن له حوضا ، فقال : قد حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدناه . ( 43 ) حدثنا محمد بن بشر ثنا زكريا عن عطية عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن لي حوضا طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس أبيض مثل اللبن ، وآنيته مثل عدد نجوم السماء ، وأني أكثر الانبياء تبعا يوم القيامة " . ( 44 ) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال : خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس على وسادة من أدم ، فقال : " إنه سيكون أمراء فمن دخل عليهم يصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، وليس يرد على الحوض ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ويعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه ، وهو وارد علي الحوض " . ( 45 ) حدثنا محمد بن بشر ثنا عطية العوفي أن أبا سعيد الخدري حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل نبي قد أعطي عطية فتنجزها وإني اختبأت عطيتي لشفاعة أمتي " . ( 46 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدعى نوح يوم القيامة فيقال : هل بلغت ؟ فيقول : نعم ، فيدعى قومه فيقال : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد ، قال : فيقال لنوح : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته ، قال : فذلك قوله { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } قال : الوسط العدل قال : فيدعون فيشهدون له بالبلاغ ، قال : ثم أشهد عليكم بعد " . ( 47 ) حدثنا علي بن حفص عن المسعودي عن عاصم عن أبي وائل قال : قال عبد الله : إن الله اتخذ إبراهيم خليلا ، وإن صاحبكم خليل الله وإن محمدا أكرم الخلق على الله ، ثم قرأ { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } . - ( هامش ) - ( 1 / 43 ) أكثر الناس تبعا - أكثر الناس اتباعا أي يدخل من المسلمين الجنة أكثر مما يدخل من غيرهم . ( 1 / 45 ) تنجزها : أخذها في الدنيا . ( 1 / 46 ) سورة البقرة من الآية ( 143 ). ( 1 / 47 ) سورة الاسراء من الآية ( 79 )( . ) ( 48 ) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله : { ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض } إلى قوله { فإذا هم قيام ينظرون } فأكون أولى من رفع رأسه ، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أرفع رأسه قبل أن كان ممن استثني الله " . ( 49 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن طلحة مولى قرظة عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض " ، قلنا لزيد : كم كنتم يومئذ ؟ قال : ما بين الست مائة والسبع مائة . ( 50 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن حذيفة قال : الحوض أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك ، آنيته عدد نجوم السماء ، ما بين إيلة وصنعاء ، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك أبدا . ( 51 ) حدثنا ابن عيينة عن ابن نجيح عن مجاهد { وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون } يقال : ممن هذا الرجل ؟ فيقول : من العرب ، فيقال : من أي العرب ؟ فيقول : من قريش ، { ورفعنا لك ذكرك } لا أذكر إلا ذكرت " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله " . ( 52 ) حدثنا شريك بن عبد الله عن ابن شبرمة عن الحسن في قوله { ألم نشرح لك صدرك } أي ملئ حكما وعلما { ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك } قال : ما أثقل الحمل الظهر { ورفعنا لك ذكرك } بلى لا يذكر إلا ذكرت معه .
( 53 ) حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن لي أسماء ، أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي . - ( هامش ) - ( 1 / 48 ) سورة الزمر الآية ( 68 ). ( 1 / 49 ) وقوله صلى الله عليه وسلم كناية عن الكثرة التي لا يحصيها العد . ( 1 / 51 ) سورة الزخرف الآية ( 44 ). وسورة الشرح الآية ( 4 ). ( 1 / 52 ) سورة الشرح الآيات ( 1 - 4 )( . ) يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر أحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب ، قال له إنسان : ما العاقب ؟ قال : لا نبي بعده " . ( 54 ) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن عاصم عن زر عن حذيفة قال : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أنا محمد وأحمد والمقفى والحاشر " . ( 55 ) حدثنا الفضل بن دكين عن المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال : سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه أسماء ، فمنها ما حفظنا ، قال : " أنا محمد وأنا أحمد والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة " . ( 56 ) حدثنا العلاء بن عصيم عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أسماء عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله زوى لي الارض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها ، وأعطيت الكنزين الاحمر والابيض - قال حماد : وسمعته مرة واحدة يقول : فأولتها ملك فارس والروم - وإني سألت ربي لمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ، ولا يسلط عليهم عدو من سوى أنفسهم ، يستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال : يا محمد ! إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، وإني أعطيك لامتك أن لا أهلكها بسنة بعامة ، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ، ولو أجمع عليهم من بين أقطارها أو قال : من أقطارها " . ( 57 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا عثمان بن حكيم عن عامر بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية قال دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ، ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال : " سألت ربي ثلاثا ، فأعطاني أثنتين ومنعني واحدة ، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها ، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فرد علي " . - ( هامش ) - ( 1 / 54 ) المقفي : الذي لا نبي بعده فقد قفى الانبياء . ( 1 / 56 ) زوي لي الارض : جمعها لي حتى أراها كلها من مشرقها إلى مغربها . لا أهلكها بسنة عامة : أي لا أهلكها بقحط أو جوع . والسنة القحط والجفاف وتلة الطعام . يستبيح بيضتهم : يستبيح أرضهم وعرضهم ويزيل سلطانهم . - أجمع عليهم من بين أقطارها أو من أخطارها : أي ولو اجتمع الناس كلهم ضدهم ( . ) ( 58 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم عن علي بن عبد الرحمن عن حذيفة بن اليمان قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حرة بني معاوية واتبعت أثره حتى ظهر عليها ، فصلى الضحى ثمان ركعات طول فيهن ثم انصرف فقال : " يا حذيفة ! طولت عليك ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : إني سألت الله فيها ثلاثا ، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألته أن لا يظهر على أمتي غيرها فأعطانيها ، وسألته أن لا يهلكها بالسنين فأعطانيها ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني " . ( 59 ) حدثنا أبو أسامة عن مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة عن مرة عن عبد الله قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء - السادسة ، وإليها ينتهي ما يخرج به من الارض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها { إذ يغشى السدرة ما يغشى } قال : فراش به من ذهب ، قال : فأعطى ثلاثا : أعطى الصلوات الخمس ، وأعطى خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته المقحمات . ( 60 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بالبراق وهو دابة أبيض طويل ، يضع حافره عند منتهى طرفه ، قال : فلم يزايل ظهره هو وجبريل حتى أتيا بيت المقدس . ( 61 ) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن عبد الله بن شداد قال : لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم أتي بدابة دون البغل وفوق الحمار ، يضع حافره عند منتهى طرفه ، يقال له : البراق ، ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعير للمشركين فنفرت فقالوا : يا هؤلاء ! ما هذا ؟ قالوا : ما نرى شيئا ، ما هذه إلا ريح ، حتى أتى بيت المقدس فأتي بإناءين في واحد خمر وفي الآخر لبن ، فأخذ اللبن فقال له جبريل : هديت وهديت أمتك ، ثم سار إلى مصر . ( 62 ) حدثنا هوذة قال ثنا عوف عن زرارة بن أوفى قال : قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فظعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي ، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معتزلا حزينا ، فمر به أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ : هل كان من شي ؟ قال : نعم ، قال : وما هو ؟ قال : إني أسري - ( هامش ) - ( 1 / 58 ) لا يظهر على أمتي غيرها : لا يحكمها عدو لها . ( 1 / 59 ) سورة النجم الآية ( 16 )( . ) بي الليلة ، قال : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس ، قال : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم فلم يرد أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه ، قال : أتحدث قومك ما حدثتني إن دعوتهم إليك ، قال : نعم ، قال : هيا يا معشر بني كعب بن لؤي هلم ، قال : فتنفضت المجالس فجاؤا حتى جلسوا إليهما فقال له : حدث قومك ما حدثتني ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أسري بي الليلة ، قالوا : إلى أين ؟ قال : إني بيت المقدس ، قالوا : ثم أصبحت بين ظهرانينا ، قال : نعم ، قال : فبين مصفق وبين واضع يده على رأسه متعجبا للكذب زعم ، وقالوا : أتستطيع أن تنعت لنا المسجد ، قال : وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذهبت أنعت لهم ، فما زلت أنعت لهم وأنعت حتى التبس علي بعض النعت فجئ بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل أو دار عقال فنعته وأنا أنظر إليه " ، فقال القوم : أما النعت فو الله قد أصاب . ( 63 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : بينما جبريل جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : " لقد فتح باب من السماء ما فتح قط " ، قال : فأتاه ملك فقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يعطهما من كان قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ، لم تقرأ منهما حرفا إلا أعطيته . ( 64 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود بن أبي هند قال : حدثني عبد الله بن قيس قال : كنت عند ابن أبي بردة ذات ليلة فدخل علينا الحارث بن أقيش فحدث الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أمتى من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر " . ( 65 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا زكريا قال ثنا عطية عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أمتي من يشفع للرجل ولاهل بيته فيدخلون الجنة بشفاعته " . - ( هامش ) - ( 1 / 62 ) أنعت : أصف . ( 1 / 64 ) ومضر من القبائل العربية الكبرى ( . ) ( 66 ) حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد أوذيت في الله : وما يؤذى أحد ، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أتت علي ثالثة ما بين يوم وليلة مالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا ما واراه إبط بلال " . ( 67 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثني إبراهيم بن طهمان قال : حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لاعرف حجرا بمكة يسلم علي قبل أن أبعث ، إني لا عرفه الآن " . ( 68 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا موسى بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تجلى لي في أحسن صورة فسألني فيما أختصم الملاء الاعلى ، قال : فقلت : ربي ! لا علم لي به ، قال : فوضع يده بين كتفي : فما سألني عن شئ إلا علمته " . ( 69 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثني سعد بن سعيد قال حدثني أنس بن مالك قال : بعثني أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لادعوه ، قال فأقبلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس ، قال : فنظر إلى فاستحييت فقلت : أجب أبا طلحة ، فقال للناس : " قوموا ، فقال : أبو طلحة : يا رسول الله ! إنما صنعت شيئا لك قال : فمسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا فيها بالبركة وقال : أدخل نفرا من أصحابي عشرة " ، فأكلوا حتى شبعوا ، فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتى شبع ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها . ( 70 ) حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا سليمان التيمي عن أبي العلاء بن الشخير عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقصعة من ثريد فوضعت بين يدي القوم فتعاقبوها إلى الظهر من غدوة ، يقوم قوم ويجلس آخرون ، فقال رجل : يا سمرة أكانت تمد ، قال سمرة من أي شئ تعجب ، ما كانت تمد إلا من هاهنا - وأشار بيده إلى السماء . - ( هامش ) - ( 1 / 66 ) إلا ما واراه إبط بلال : أي إلا ما أخفاه بلال تحت إبطه ، وما يخفى تحت الابط قليل مهما كثر . ( 1 / 67 ) لعله الحجر الاسود . ( 1 / 68 ) الملا الاعلى : ملائكة السماوات العلى . ( 1 / 69 ) وهذا من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في تكثير الطعام القليل وهذه المعجزة قد حدثت في غزوة الخندق أثناء حصار المشركين للمدينة وقد رواه البخاري بتفصيل أكثر . ( 1 / 70 ) تعاقبوها : تعاقبوا على الاكل منها جماعة إثر جماعة . أكانت تمد : أكانت تزيد ( . ) ( 71 ) حدثنا المحاربي عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال : قلت لجابر بن عبد الله : حدثني بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته منه أرويه عنك ، فقال جابر : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق نحفر فيه فلبثنا ثلاثة أيام لا نطعم طعاما ولا نقدر عليه ، فعرضت في الخندق كدية ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ! هذه كدية قد عرضت في الخندق ، فرششنا عليها الماء ، قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وبطنه معصوب بحجر ، فأخذ المعول أو المسحاة ثم سمى ثلاثا ثم ضرب فعادت كثيبا أهيل ، فلما رأيت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : يا رسول الله ! ائذن لي ، فأذن لي ، فجئت امرأتي فقلت : ثكلتك أمك ، قد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لا أصبر عليه ، فما عندك ؟ قالت : عندي صاع من شعير وعناق ، قال : فطحنا الشعير وذبحنا العناق وسلخناها وجعلناها في البرمة وعجنا الشعير ، ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبثت ساعة ، واستأذنته الثانية فأذن لي فجئت فإذا العجين قد أمكن ، فأمرتها بالخبز ، وجعلت القدر على الاثافي ، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فساررته فقلت : إن عندنا طعيما لنا ، فإن رأيت أن تقوم معي أنت ورجل أو رجلان معك فعلت ، قال : " وكم هو ؟ قلت : صاع من شعير وعناق ، قال : إرجع إلى أهلك وقل لها : لا تنزعي البرمة من الاثافي ولا تخرجي الخبز من التنور حتى آتي ، ثم قال للناس : قوموا إلى بيت جابر ، قال : فاستحييت حياء لا يعلمه إلا الله ، فقلت لا مرأتي ، ثكلتك أمك ، جاءك رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه أجمعين ، فقالت : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سألك عن الطعام ؟ فقلت : نعم ، فقالت : الله ورسوله أعلم ، قد : أخبرته بما كان عندنا ، قال : فذهب عني بعض ما كنت أجد ، قلت لها : : صدقت : قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ثم قال لاصحابه : لا تضاغطوا ، ثم برك على التنور وعلى البرمة ، ثم جعلنا نأخذ من التنور الخبز ونأخذ اللحم من البرمة ، فنثرد ونغرف ونقرب إليهم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليجلس - ( هامش ) - ( 1 / 71 ) كدية : صخرة كبيرة صلدة . بطنه معصوب بحجر : ليزيل آلام الجوع ويقدر على احتمالها . كثيبا أهل : تلا رمليا غير متماسك يهيل رمله بسهولة . عناق : ما عز صغيرة . البرمة : قدر من فخار واسع الفوهة . العجين قد أمكن : قد اختمر . الاثافي : الاحجار يستند إليها القدر . طعيما : طعاما قليلا . لا تضاغطوا : لا تتدافعوا ( . ) على الصحفة سبعة أو ثمانية ، قال : فلما أكلوا كشفنا التنور والبرمة ، فإذا هما قد عادا إلى أملا ما كانا ، فنثرد ونغرف ونقرب إليهم ، فلم نزل نفعل كذلك ، كلما فتحنا التنور وكشفنا عن البرمة وجدناهما أملا ما كانا ، حتى شبع المسلمون كلهم ، وبقي طائفة من الطعام فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الناس قد أصابتهم مخمصة ، فكلوا وأطعموا " . قال : فلم نزل يومنا نأكل ونطعم ، قال : وأخبرني أنهم كانوا ثمانمائة أو ثلاثمائة . ( 72 ) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي عن جابر قال : توفي أو استشهد عبد الله بن عمرو بن حرام ، فاستعنت برسول الله صلى الله عليه وسلم على غرمائه أن يضعوا من دينهم شيئا ، فأبوا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذهب فصنف تمرك أصنافا ثم أعلمني ، قال : ففعلت فجعلت العجوة على حدة وصنفته أصنافا ، ثم أعلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فجاء فقعد على أعلان أو في وسطه ، ثم قال : كل للقوم " ، فكلت لهم حتى وفيتهم وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شئ . ( 73 ) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أنيس بن أبي يحيى عن إسحاق بن سالم عن أبي هريرة قال : خرج على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : " إدع لي أصحابك - يعني أصحاب الصفة ، فجعلت أتبعهم رجلا رجلا أوقظهم حتى جمعتهم ، فجئنا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنا فأذن لنا ، قال أبو هريرة : ووضعت بين أيدينا صحفة فيها صنيع قدر مدي شعير ، قال : فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها فقال : خذوا بسم الله ، فأكلنا ما شئنا ثم رفعنا أيدينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الصحفة : والذي نفس محمد بيده ! ما أمسى في آل محمد طعام غير شئ ترونه " ، فقيل لابي هريرة : قدر كم كانت حين فرغتم ؟ قال : مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الاصابع . ( 74 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا موسى الجهني عن الشعبي قال : سمعته يقول : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لجلسائه يوما : " أيسركم أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : أفيسركم أن تكونوا نصف أهل الجنة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن أمتي يوم القيامة ثلثا أهل الجنة ، إن الناس يوم القيامة عشرون ومائة صف ، وإن أمتي من ذلك ثمانون صفا " . - ( هامش ) - = مخمصة : مجاعة . ( 1 / 72 ) وهذه معجزات أخرى من معجزات تكثير الطعام . ( 1 / 73 ) أصحاب الصفة : جماعة من فقراء المهاجرين كانوا يجلسون على الصفة ويجتمعون عندها والصفة مصطبة حجرية مرتفعة ( . ) 75 () حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان ضرار بن مرة عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أهل الجنة عشرون ومائة صف ، هذه الامة منها ثمانون صفا " . ( 76 ) حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا ، مع كل ألف سبعون ألفا ، لا حساب عليهم ولا عذاب ، وثلاث حثيات من حثيات ربي " . ( 77 ) حدثنا عفان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الحارث بن الحصين قال ثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كيف وأنتم ربع الجنة ، لكم ربعها ، ولسائر الناس ثلاثة أرباعها ، قال : فقالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فكيف أنتم وثلثها ؟ قالوا : فذاك كثير ، قال : فكيف أنتم والشطر ؟ قالوا : فذاك أكثر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أهل الجنة يوم القيامة عشرون ومائة صف ، أنتم ثمانون صفا " . ( 78 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا بديل عن عبد الله بن شقيق عن قيس بن عباد عن كعب قال : أهل الجنة عشرون ومائة صف ، ثمانون من هذه الامة . ( 79 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لما أنتهيت إلى سدرة المنتهى إذا ورقها أمثال آذان الفيلة وإذا نبقها أمثال القلال ، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت فذكرت الياقوت " . ( 80 ) حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال : ما شممت ريحا قط مسكا ولا عنبرا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا مسست خزا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم . - ( هامش ) - ( 1 / 79 ) السدر هو شجر النبق والنبق ثمرة أشبه بالزعرور إلا أنه أبيض إلى صفرة كأنه حب الآس إلا أنه أقسى منه . القلال : الجرار ( . ) ( 81 ) حدثنا ابن نمير عن الاجلح عن ذيال بن حرملة عن جابر بن عبد الله قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار إذا فيه جمل قطم - يعني هائجا ، لا يدخل أحد الحائط إلا شد عليه ، قال : فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى الحائط فدعا البعير فجاء واضعا مشفره في الارض حتى برك بين يديه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هاتوا خطاما ، فخطمه ودفعه إلى أصحابه ، ثم التفت إلى الناس فقال : إنه ليس شئ بين السماء والارض إلا ويعلم أني رسول الله غير عاصي الجن والانس " . ( 82 ) حدثنا أبو معاوية وو كيع عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الاحوص عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أبرأ إلى كل خليل من خلته غير أن الله قد اتخذ صاحبكم خليلا " ، قال وكيع : من خله . ( 83 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله عن زاذان عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله ملائكة سياحين في الارض يبلغوني من أمتي السلام " . ( 84 ) حدثنا عبد الله عن إسرائيل عن منصور عن علقمة عن عبد الله قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا ماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا : " أطلبوا من معه فضل ماء فأتي بما فضبه في إناء ثم وضع كفه فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه ، ثم قال : حي على الطهور المبارك والبركة من الله " ، قال : فشربنا منه قال عبد الله وكنا نسمع تسبيح الطعام ونحن نأكل . ( 85 ) حدثنا عبيدة بن حميد عن الاسود بن قيس عن نبيح بن عبد الله العنزي عن جابر بن عبد الله قال : سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضرت الصلاة ، فجاء رجل بفضله في اداوة فصبه في قدح ، قال : فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إن القوم أتوا بقية الطهور وقالوا ، تمسحوا تمسحوا ، قال : فسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : على رسلكم ، قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في القدح في جوف الماء ثم قال : " أسبغوا الطهور " ، قال : فقال جابر بن عبد الله : والذي أذهب بصري ، قال : وكان قد ذهب بصره ، لقد رأيت الماء يخرج من - ( هامش ) - ( 1 / 81 ) شد عليه : هاجمه . الخطام : حبل من ليف يلف على أنف البعير ، والخطم الانف . ( 1 / 82 ) الخليل : الصديق العزيز الملازم لصديقه لا يفارقه . ( 1 / 84 ) وهذه من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في تكثير الماء ونبعه من أصابعه . ( 1 / 85 ) أسبغوا الوضوء : أحسنوه وأكملوه والقدح وعاء كبير للماء . وهذه من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ( . ) / صفحة 429 / بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما رفع يده توضأوا أجمعون ، قال الاسود : أحسبه : قال : كنا مائتين أو زيادة . ( 86 ) حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : حضرت الصلاة فقام من كل قريب من المسجد فتوضأ ، وبقي ناس ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخضب من حجارة فيه ماء ، فوضع كفه في المخضب فصغر المخضب عن أن يبسط كفه فيه ، فضم أصابعه فتوضأ القوم جميعا ، قلنا : كم كانوا ؟ قال : ثمانين أو زيادة . ( 87 ) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال : نزلنا يوم الحديبية فوجدنا ماءها قد شربه أوائل الناس ، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على البئر ثم دعا بدلو منها فأخذ منه بقية ثم مجه فيها ودعا الله فكثر ماؤها حتى تروى الناس منها . ( 88 ) حدثنا مروان عن عوف عن أبي رجاء قال ثنا عمران بن الحصين قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فشكا الناس إليه العطش ، فدعا فلانا ودعا عليه : اذهبا فابغيا لي الماء ، فانطلقا فتلقيا امرأة معها مزادتان أو سطيحتان ، قال : فجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين ثم أوكأ أفواههما ، وأطلق العزالي ، ونودي في الناس أن اسقوا واستقوا ، قال : فسقى من سقى واستقى من استقى ، قال : وهي قائمة تنظر إلى ما يصنع بمائها ، قال : فو الله لقد أقلع عنها حين أقلع وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملاءة منها حين ابتداء فيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله ما رزأناك من ماءك شيئا ولكن الله سقانا . ( 89 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر قال ثنا عمرو بن مرة قال حدثنا عبد الله بن سلمة قال : قال عبد الله : كل شئ أوتي نبيكم إلا مفاتيح الخمس { إن الله عندة علم الساعة ، وينزل الغيث ، ويعلم ما في الارحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت } الآية . - ( هامش ) - ( 1 / 86 ) المخضب : وعاء وسمي المخضب لان النساء كن يجعلن فيه الخضاب يخضبن به شعورهن وأيديهن ، والخضاب هو الحناء . ( 1 / 88 ) المزادة أو السطيحة وعاء من جلد يحفظ فيه الماء أوكأ : ربط أفواههما بالوكاء وهو الخيط الذي يشد عليهما كي لا يسيل الماء منهما . العزالى أو العزالي : جي عزلي وهي الفتحة في قعر المزادة . ( 1 / 89 ) سورة لقمان من الآية ( 34 )( . ) ( 90 ) حدثنا محمد بن مصعب عن الاوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أنا سيد ولد آدم ، وأنا أول من تنشق عنه الارض ، وأنا أول شافع وأول مشفع " . ( 91 ) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن منبري هذا لعلى ترعة من ترع الجنة " . ( 92 ) حدثنا أبو أسامة قال سمعت هشاما قال ثنا الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا سابق العرب " . ( 93 ) حدثنا محمد بن مصعب عن الاوزاعي عن أبي عمار عن واثلة بن الاسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة ، واصطفى من بني كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم " . ( 94 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي سفيان عن أنس قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزين قد ضربه بعض أهل مكة ، قال : فقال : مالك ؟ قال : " فعل بي هؤلاء وهؤلاء ، قال : أتحب أن أريك آية ، قال : نعم فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال : ادع تلك الشجرة ، فدعاها فجاءت تمشئ حتى قامت بين يديه ، ثم قال لها : ارجعي ، فرجعت حتى عادت إلى مكانها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حسبي حسبي " . ( 95 ) حدثنا قراد بن نوح قال ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال : خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب هبطو فحلوا رحالهم ، فخرج إليهم الراهب ، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت إليهم ، قال : فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين ، فقال له أشياخ من قريش : ما علمك ؟ فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجد إلا لنبي . - ( هامش ) - ( 1 / 92 ) السابق : الذي يتقدم القوم أثناء سفرهم أو الذي يصل قبلهم عند قدومهم على قوم ، أو الموفد منهم إلى غيرهم . ( 1 / 93 ) أي هو صلى الله عليه وسلم طيب من طيبين نفسا وأبا وجدا ونسبا ( . ) ( 96 ) حدثنا حسين حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عمار عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن قوائم منبري رواتب في الجنة " . ( 97 ) حدثنا هشيم قال أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوتيت جوامع الكلم وفواتحه خواتمه " . ( 98 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شمر قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فجاءت الذئاب فعوت خلفه ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هذه الذئاب أتت تخبركم أن تقسموا لها من أموالكم ما يصلحها أو تخلوها فتغير عليكم " ، قالوا : دعها فلتغير علينا . ( 99 ) حدثنا سهل بن يوسف عن حميد عن أنس قال : سئل : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه ؟ قال : نعم ، شكا الناس إليه ذات جمعة فقالوا : يا رسول الله ! قحط المطر وأجدبت الارض وهلك المال ، قال : فرفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه وما في السماء قزعة سحاب ، فما صلينا حتى أن الشاب القوي القريب المنزل ليهمه الرجوع إلى منزله ، قال : فدامت علينا جمعة ، قال : فقالوا : يا رسول الله ؟ تهدمت الدور واحتبست الركبان ، قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سرعة ملالة ابن آدم فقال : " اللهم ! حوالينا لا علينا " ، قال : فأصحت السماء . ( 100 ) حدثنا أبو معاوية عن هشام عن الاعمش عن مالك بن الحارث عن مغيث بن سمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنزلت علي توراة محدثة ، فيها نور الحكمة وينابيع العلم ، لتفتح بها أعينا عميا ، وقلوبا غلفا وآذنا صما ، وهي أحدث الكتب بالرحمن " . ( 1 / 96 ) رواتب ج راتب وهو الثابت . ( 1 / 98 ) تقسموا لها : تجعلوا لها شيئا معلوما . ( 1 / 99 ) قزعة سحاب : غيمة صغيرة احتبست الركبان : لم يقدروا على الخروج بسبب السيول التي تمنع سير الركائب . رأيت بياض إبطيه : أي رفع يديه عاليا حتى انكشف إبطاه . الملالة : الضجر بسرعة من الامر والاستحسار . ( 1 / 100 ) غلفا ج أغلف وهو أصلا الذي لم يختثن وإصافتها إلى القلوب تعني أن القلوب التي يغلفها جلد قاس يمنع دخول الوعي إليها ( . ) ( 101 ) حدثنا أبو معاوية قال ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سألت الشفاعة لامتي فقال : لك سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، قلت ، زدني ، قال : لك مع كل ألف سبعون ألفا ، قلت : زدني ، قال : فإن لك هكذا وهكذا " فقال أبو بكر : حسبنا ، فقال عمر ، يا أبا بكر ! دع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر : يا عمر ! إنما نحن حفنة من حفنات الله . ( 102 ) حدثنا أحمد بن عبيد الله قال ثنا زهير قال ثنا أبو خالد يزيد الاسدي قال حدثني عون بن أبي جحيفة السوابي عن عبد الرحمن بن علقمة عن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال : انطلقنا في وفد فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قائل منا : يا رسول الله ! ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان ؟ فضحك وقال : " لعل لصاحبكم عند الله أفضل ، من ملك سليمان ، إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة ، فمنهم من اتخذ بها دنياه فأعطيها ، ومنهم من دعا بها على قومه إذا عصوه فأهلكوا ، وإن الله أعطاني دعوة فآختبأتها عند ربي شفاعة لامتي يوم القيامة " . ( 103 ) حدثنا محمد بن مصعب عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن رفاعة الجهني قال : حدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " لقد وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب " . ( 104 ) حدثنا هشيم قال أخبرني عبد الملك قال سمعت أبا جعفر يحدث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت الشفاعة وهي نائلة من لم يشرك بالله شيئا " . ( 105 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال ثنا عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : أخبرني أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " يا أبي ! إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف ، فرددت إليه أن هون على أمتي ، فرد إلي أن اقرأ القرآن على سبعة أحرف ، ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها ، قال قلت : اللهم اغفر لامتي ، اللهم أغفر لامتي ، وأخرت الثالثة إلى يوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم " . - ( هامش ) - ( 1 / 101 ) حسبنا : يكفينا . الحفنة ما ملا اليدى . ( 1 / 102 ) لان ملك سليمان أمر كان في الدنيا أما ما للرسول صلى الله عليه وسلم فهو باق لا ينقضي بانقضاء هذه الدنيا . ( 1 / 103 ) وهم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون كما جاء في الصحاح . ( 1 / 104 ) أي ينالها يوم القيامة من لم يشرك بالله شيئا . ( 1 / 105 ) يرغب الخلق إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يطلبون إليه أن يسأل الله عزوجل تعجيل الحساب ويطلبون شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أول شافع وأول مشفع وأول من يفتح له باب الجنة ( . ) ( 106 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة قال : يجمع
الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فينادي مناد : يا محمد ! على رؤوس الاولين والآخرين ، فيقول صلى الله عليه وسلم : " لبيك وسعديك ، الخير في يديك ، المهدي من أهديت ، تباركت وتعاليت ، ومنك وإليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، سبحانك رب البيت ، تباركت ربنا وتعاليت " ، قال حذيفة : فذلك المقام المحمود . ( 107 ) حدثنا وكيع عن داود الازدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } قال : الشفاعة . ( 108 ) حدثنا الحسن بن موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع ، فلما اتخذ المنبر تحول إليه ، فحن الجذع حتى أخذه فاحتضنه فسكن فقال : " لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة " . ( 109 ) حدثنا ابن عيينة عن أبي حازم قال أتوا سهل بن سعد فقالوا : من أي شئ منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما بقي أحد من الناس أعلم به مني ، قال : هو من أثل الغابة ، وعمله فلان مولى فلانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستند إلى جذع في المسجد يصلي إليه إذا خطب ، فلما اتخذ المنبر فقعد عليه حن الجذع ، قال : فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوطده ، وليس في حديث أبي حازم : حتى سكن . ( 110 ) حدثنا وكيع عن عبد الواحد عن أبيه عن جابر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع نخلة ، فقالت له امرأة من الانصار : يا رسول الله ! إن لي غلاما نجارا ، أفلا آمره يصنع لك منبرا ؟ قال : " بلى ، فاتخذ منبرا ، فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر ، قال : فإن الجذع الذي كان يقوم عليه كأنين الصبي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن هذا بكى لما فقد من الذكر " . - ( هامش ) - ( 1 / 107 ) سورة الاسراء من الآية ( 79 ). ( 1 / 108 ) كان يخطب إلى جذع : كان يستند إلى الجذع وهو يخطب في الناس في المسجد . حن الجذع : مال وأصدر صوتا كالانين . ( 1 / 109 ) وطده سكنه وثبته . الغابة : موضع قريب من المدينة كثير الشجر . الاثل : شجر عظيم لا ثمر له مستطيل الحب تصنع من خشبه المفروشات المزينة بالحفر والنقش كما تصنع منه الآنية وهو نوع من الطرفاء . ( 1 / 110 ) وهذه من أعلام النبوة ، حنين الجذع وشكوى البعير وبكاء الغزال واستنجاده بالرسول صلى الله عليه وسلم ونبع الماء من أصابعه وتكثير الماء القليل والطعام القليل وغيرها كثير روته كتب السيرة ( . ) ( 111 ) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع ، فأتاه رجل رومي فقال : أصنع لك منبرا تخطب عليه فصنع له منبره هذا الذي ترون ، فلما قام عليه يخطب حن الجذع حنين الناقة على ولدها ، فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمه إليه فسكت ، فأمر به أن يحفر له ويدفن . ( 112 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث ابن عباس الماضي . ( 113 ) حدثنا سويد بن عمرو الكلبي ومالك عن أبي إسماعيل عن أبي عوانة عن قتادة عن أبي المليح عن عوف بن مالك الاشجعي قال : عرس بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فافترش كل واحد منا ذراع راحلته فانتبهت بعض الليل فإذا ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس قدامها أحد ، فانطلقت أطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا معاذ بن جبل وعبد الله بن قيس قائمان ، قال : قلت أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالا : لا ندري غير أنا سمعنا صوتا في أعلى الوادي مثل هزيز الرحى ، فلم نلبث إلا يسيرا حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إنه أتاني الليلة آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة ، وأني اخترت الشفاعة ، قال : فقلنا : يا رسول الله ؟ ننشدك الله والصحبة ! لما جعلتنا من أهل شفاعتك ، قال : فأنتمم من أهل شفاعتي ، قال : فأقبلنا معانيق إلى الناس ، قال : فإذا هم قد فزعوا وفقدوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فقال : إنه أتاني الليلة آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة ، وأني اخترت الشفاعة ، فقالوا : يا رسول الله ! ننشدك الله والصحبة ! لما جعلتنا من أهل شفاعتك ، فلما أضبوا عليه قال : فإني أشهد من حضر أن شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئا " . ( 114 ) حدثنا محمد بن عبيد عن الاعمش عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله ، قال : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسوق بعيرا لي وأنا في آخر الناس وهو تصلع - ( هامش ) - ( 1 / 112 ) أي مثل الحديث 1 / 108 .( 1 / 114 ) افترش ذراع الراحلة : استند إليها . هزيز الرحى : ارتجاجها والمقصود صوت قوي هادر . أقبلنا معانيق : أقبلنا يعانق كل واحد منا الآخر مهنئا . فزعوا : انتبهوا من نوحهم . اضبطوا عليه : تكاثروا حوله حتى صاروا كالضباب أي أحاطوا به صلى الله عليه وسلم من كان ناحية . ( 1 / 114 ) تصلع البعير : أصابه السلح أي أصابه الاسهال ( . ) أو قد اعتل ، قال : " ما شأنه ؟ فقلت : يا رسول الله : تصلع أو قد اعتل ، فأخذ شيئا كان في يده فضربه ثم قال : اركب ، فلقد كنت أحبسه حتى يلحقوني " . ( 115 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عثمان بن حكيم قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة قال : لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ، ولا يراها أحد من بعدي : لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي ، قالت : يا رسول الله ! ابني هذا قد أصابه بعلاء ، وأصابنا منه بلاء ، يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة ، قال : ناولينيه ، فرفعته إليه فجعله بينه وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثا " بسم الله أنا عبد الله اخسا عدو الله " قال : ثم ناولها إياه ثم قال : ألقينا به في الرجعة في هذه المكان فأخبرينا بما فعل ، قال : فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث ، فقال : ما فعل صبيك ؟ قالت : والذي بعثك بالحق ! ما أحسسنا منه شيئا حتى الساعة فاحترز هذه الغنم ، قال : " انزل فخذ منها واحدة ورد البقية " ، قال وخرجت معه ذات يوم إلى الجبانة حتى إذا برزنا قال : انظر ويحك ، هلى ترى من شئ يواريني ، قلت : يا رسول الله ! ما أرى شيئا يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك ، قال : ما بقربها شي ؟ قلت : شجرة خلفها وهي مثلها أو قريب منها - ، قال : اذهب إليهما فقل لهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن تجتمعا بإذن الله ، قال : فاجتمعتا فبرز لحاجته ثم رجع فقال : اذهب إليهما ، فقال لهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها ، قال : وكنت جالسا معه ذات يوم إذا جاء جمل يخبب حتى صوب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه فقال : انظر ويحك لمن هذه الجمل ؟ إن له لشانا ، فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الانصار فدعوته إليه فقال ما شأن جملك هذا ؟ قال : وما شأنه ؟ قال : لا أدري والله ما شأنه ، عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية ، فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه ، قال : فلا تفعل ، هبه لي أو بعنيه " ، قال بل هو لك يا رسول الله ، فوسمه بسمة الصدقة ثم بعث به . - ( هامش ) - ( 1 / 115 ) يؤخذ : يتلبسه شيطان أو جني وهذه الثلاث من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته ( . )
( 116 ) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البراز حتى يتغيب ، فلا يرى ، فنزلنا بفلاة من الارض ليس فيها شجرة ولا علم فقال : يا جابر ! انطلق إلى هذه الشجرة فقل لها : يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما ، فرجعت إليها فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفهما ، ثم رجعتا إلى مكانهما ، فركبنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم : بيننا كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا ، فعرضت لنا امرأة معها صبي لها فقالت : يا رسول الله إن إبني هذا يأخذه الشيطان كل يوم مرارا ، فوقف بها تناول الصبي فجعله بينه وبين مقدم الرحل ثم قال : اخسأ عدو الله ، أنا رسول الله - ثلاثا ، ثم دفعه إليها ، فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك الموضع فعرضت لنا المرأة معها صبيها ومعها كبشان تسوقهما ، فقالت : يا رسول الله ! اقبل مني هديتي ، فو الذي بعثك بالحق ، ما عاد إليه بعد ، فقال : خذوا منها أحدهما ، وردوا عليها الآخر ، قال : ثم سرنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا ، فإذا جمل ناد حتى إذا كان بين السماطين خر ساجدا ، فجسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : علي الناس ؟ من صاحب هذا الجمل ؟ فإذا فتية من الانصار ، قالوا : هو لنا يا رسول الله ، قال : فما شأنه ؟ قالوا : استنينا عليه منذ عشرين سنة ، وكانت به شحيمة ، فأردنا أن ننحره ، فنقسمه بين غلماننا ، فانفلت منا ، قال : تبيعونه ؟ قالوا : لا ، بل هو لك يا رسول الله ! قال : أما لا فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله " . ( 117 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو عن الا حوض عن أمه أم جندب قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر وهو على دابة ، ثم انصرف وتبعته امرأة من خثعم ، ومعهم صبي لها به بلاء ، فقالت : يا رسول الله ! إن هذا ابني وبقية أهلي ، وإن به بلاء لا يتكلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتوني بشئ من ماء : فأتى به فغسل يديه ومضمض فاه ، ثم أعطاها فقال : اسقيه منه وصبي عليه منه واستشفي الله له " ، قالت : فلقيت المرأة فقلت : لو وهبت لي منه ، فقالت : إنما هو لهذا هو لهذا المبتلى ، فلقيت المرأة من الحول فسألتها عن الغلام فقالت : برأ وعقل عقلا ليس كعقول الناس . - ( هامش ) - ( 1 / 116 ) جمل ناد : شارد . بين السماطين : بين الصفين . استنينا عليه : نقلنا عليه الماء . ( 1 / 117 ) لقيتها من الحول : لقيتها في أواخر العام أو العام التالي ( . ) ( 118 ) حدثنا أسود بن عامر عن مهدي بن ميمون عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال : أردفني النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه فأسر إلي حديثا لا أحدثه أحدا من الناس ، وكان مما يعجبه النبي صلى الله عليه وسلم أن يستتر به لقضاءه حاجته هدف أو حائش نخل ، فدخل يوما حائش نخل الانصار فرأى فيه بعيرا ، فلما رآه البعير خر وذرفت عيناه ، قال : فمسح النبي صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه فسكن فقال : " لمن هذا البعير ، أو من رب هذا البعير ؟ قال : فقال الانصاري : أنا يا رسول الله ! فقال : أحسن إليه - فقد شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه " . ( 119 ) حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن قتادة أن يهوديا حلب للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة فقال : " اللهم جمله " ، فاسود شعره . ( 120 ) حدثنا زيد بن حباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثنا أبو نهيك قال سمعت عمرو بن أخطب أبا زيد الانصاري يقول : استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئته بقدح ، فكانت فيه شعرة فنزعها ، قال : " اللهم جمله " ، فلقد رأيته وهو ابن أربع وتسعين وما في رأسه طاقة بيضاء . ( 121 ) حدثنا معلى بن منصور عن يحيى بن حمزة عن أبي إسحاق بن أبي فروة عن يوسف بن سليمان عن جده عن عمرو بن الحمق أنه سقى النبي صلى الله عليه وسلم لبنا فقال : " اللهم أمتعه بشبابه " ، فلقد أتت عليه ثمانون سنة لا يرى شعرة بيضاء . ( 122 ) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن يحيى بن جعدة عن رجل حدثه عن أم مالك الانصارية قال : جاءت أم مالك بعكة سمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فعصرها ، ثم رفعها إليها فرجعت فإذا هي مملوءة ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : أنزل في شئ يا رسول الله ؟ قال : وما ذاك يا أم مالك ؟ قالت : رددت علي هديتي ، قال : فدعا بلالا فسأله عن ذلك فقال : والذي بعثك بالحق ! لقد عصرتها حتى استحييت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هنيئا لك يا أم مالك ! هذه بركة عجل الله ثوابها " ، ثم علمها أن في دبر كل صلاة سبحان الله عشرا والحمد لله عشرا والله أكبر عشرا . - ( هامش ) - ( 1 / 118 ) تدئبه : تتبعه بالعمل . ( 1 / 119 ) ولا يدعى لغير المسلم إلا بأمر من أمور الدنيا ( . ) ( 123 ) حدثنا وكيع عن الاعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزدى الفاسي عن ابنة لخباب قالت : خرج أبي في غزاة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاهدنا فيحلب عنزا لنا فكان يحلبها في جفنة لنا فتمتلي ، فلما قدم خباب حلبها فعاد حلابها كما كان . ( 124 ) حدثنا أبو أسامة عن سعيد عن قتادة قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ : { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح } يقول : بدئ بي في الخير ، وكنت آخرهم في البعث " . ( 125 ) حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن عن أبيه عن الاعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو غضبان ونحن نرى أن معه جبريل ، قال : فما رأيت يوما كان أكثر باكيا منفعا منه ، فقال : " سلوني فو الله لا تسألوني عن شئ - إلا أنبأتكم به ، قال : فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله ! أفي الجنة أنا أم في النار ؟ قال : لا ، بل في النار ، قال : فقام - إليه آخر فقال : يا رسول ! من أبي ؟ قال : أبوك حذافة ، قال : فقام إليه آخر فقام - : أعلينا الحج في كل عام ، قال : لو قلتها لوجبت ، ولو وجبت ما قمتم بها ، ولو لم تقوموا بها لهلكتم - ، قال : فقام عمر بن الخطاب فقال : رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ، يا رسول الله ! كنا حديثي عهد بجاهلية ، فلا تبد سوأتنا ولا تفضحنا لسرائرنا واعف عنا عفا الله عنك ، قال : فسري عنه ثم التفت نحو الحائط فقال : " لم أر كاليوم في الخير والشر ، رأيت الجنة والنار دون هذا الحائط " . ( 126 ) حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه قال : أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم : فجزع جزعا شديدا ، فقالت له خديجة : إني أرى بك قد قلاك مما نرى من جزعتك ، قال : فنزلت : { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى } . -( هامش ) - ( 1 / 123 ) الجفنة : القصعة الكبيرة . عاد حلابها كما كان : أي كما كان أصلا قبل أن يحلبها الرسول صلى الله عليه وسلم أي لم تعد تملا الجفنة . ( 1 / 124 ) سورة الاحزاب من الآية ( 7 ). ( 1 / 126 ) سورة الضحى الآيات ( 1 - 3 )( . )( 127 ) حدثنا عمرو بن طلحة عن أسباط بن نصر الهمداني عن سماك عن جابر بن سمرة قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الاولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا ، قال : وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردا وريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار . ( 128 ) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي بشر قال : سألت سعيد بن جبير عن الكوثر فقال : هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه . ( 129 ) حدثنا محمد بن فضيل عن قدامة العامري عن جسرة عن أبي ذر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ذات ليلة وهو يردد آية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها { إن تعذبهم فإنهم عبادك } قال : قلت : يا رسول ! ما زلت تردد هذه الآية حتى صبحت ؟ قال : " إني سألت ربي الشفاعة لامتي وهي نائلة من لا يشرك بالله شيئا " . ( 130 ) حدثنا ابن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير قال : لما أنزل الله { تبت يدا أبي لهب } جاءت امرأة أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر فقال أبو بكر : يا نبي الله ! إنها امرأة بذية اللسام فقال : إنه سيحال بيني وبينها ، قال : فلم تره ، فقالت لابي بكر : هجانا صاحبك ، فقال : والله ما ينطق بالشعر ولا يقوله ، فقالت : إنك لمصدق ، قال : فاندفعت راجعة ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ؟ ما رأتك ، قال : فقال : لم يزل ملك بيني وبينها يسترني حتى ذهبت . ( 131 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما مثلي ومثل النبيين كمثل رجل بنى دارا فأتمها إلا لبنة واحدة فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة " . ( 132 ) حدثنا عفان قال ثنا سليم بن حيان قال ثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثلي ومثل الانبياء كمثل رجل بني دارا فأتمها وأكملها - ( هامش ) - ( 1 / 127 ) الجؤنة : سفط أو سلة مستديرة مغشاة بالجلد يجعل فيها الطيب والثياب وهو الحقة التي يجعل فيها العطر أو الحلى . ( 1 / 128 ) وذلك في قوله تعالى : { إنا أعطيناك الكوثر } . ( 1 / 129 ) سورة المائدة من الآية ( 118 ). ( 1 / 130 ){ تبت يدا أبي لهب } أي سورة المسد ( . ) إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون : لولا موضع اللبنة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الانبياء " . ( 133 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن حصين عن حبيب بن أبي ثابت قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! جئت من عند حي ما يتزود لهم راع ، ولا يخطر لهم فحل فادع الله لنا ، فقال : " اللهم اسق بهائمك وبلادك وانشر رحمتك ، قال : ثم دعا فقال : اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا طيبا غدقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار " ، قال : فما نزل حتى ما جاء أحد من وجه من الوجوه إلا قال : مطرنا وأحيينا . ( 134 ) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن أيوب بن موسى يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم : " إني بعثت خاتما وفاتحا ، فاختصر لي الحديث اختصارا فلا يهلكنكم المتهوكون " . ( 135 ) حدثنا معاوية بن هشام عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما بعثت لاتمم صالح الاخلاق " . ( 136 ) حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة بن قدامة عن منصور عن مسلم عن مسروق قال : قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من شاء الله منهم : يا رسول الله ! ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا فإنك لو مت رفعت فوقنا ، فلم نرك ، فأنزل الله { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } . ( 137 ) حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة عن بيان عن حكيم بن جابر قال : لما أنزلت هذه الآية { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه } قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك ، سل تعطه ! قال : فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية حتى ختمها { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } - إلى آخر الآية . ( 138 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عوف قال ثنا سليمان العلاف عن حسن بن علي في قوله : { ويتلوه شاهد منه } قال : هو محمد صلى الله عليه وسلم شاهد من الله . - ( هامش ) - ( 1 / 134 ) المتهوك : المتهور ، والذي يتحدث بما لا يعرف ويكثر من سقط القول والحديث والذي يكثر وقوعه في الاخطاء والذنوب . ( 1 / 136 ) سورة النساء الآية ( 69 ). 1 (/ 137 ) سورة البقرة من الآيتين ( 285 - 286 ). ( 1 / 138 ) سورة هود من الآية ( 17 )( . ) ( 139 ) حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى المدينة تبعهما سراقة بن مالك ، فلما رآهما قال : هذان فر قريش لو رددت على قريش فرها ، قال : فطف فرسه عليهما ، قال : فساخت الفرس ، قال : فادفع الله أن يخرجها ولا أقربكما ، قال : فخرجت فعادت حتى فعل ذلك مرتين أو ثلاثا ، قال : ثم قال : هل لك إلا الزاد والحملان ، قالا : " لا نريد ولا حاجة لنا في ذلك أغن عنا نفسك " قال : كفيتكما . ( 140 ) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : سأل موسى ربه مسألة { واختار موسى قومه سبعين رجلا } حتى بلغ { مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل } فأعطيها محمد صلى الله عليه وسلم . ( 141 ) حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول قال : كان في ترس النبي صلى الله عليه وسلم كبش مصور فشق ذلك عليه فأصبح وقد ذهب الله به . ( 142 ) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن عمار عن سالم بن أبي الجعد قال : ذكرت الانبياء عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما ذكر هو قال : " ذاك خليل الله " . ( 143 ) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن مختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أكثر الانبياء تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة " . ( 144 ) حدثنا وكيع عن الاعمش عن أبي صالح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما أنا رحمة مهداة " . ( 145 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن طفيل بن أبي عن أبيه قال : قال رجل : يا رسول الله ! أرأيت إن جعلت صلاتي كلها صلاة عليك ، قال : " إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك " . - ( هامش ) - ( 1 / 140 ) سورة الاعراف من الآيات ( 155 - 157 ). أي أن يدعو المرء بهذا الدعاء : ( . ) ( 146 ) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن كعب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلوا علي فإن صلاة على زكاة لكم ، اسألوا الله لي الوسيلة ، قالوا : وما الوسيلة يا رسول الله ؟ قال : أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد أرجو أن أكون أنا هو " . ( 147 ) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات " . ( 148 ) حدثنا محمد بن فضيل عن يونس بن عمرو عن بريد بن أبي مريم عن أنس ابن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر سيئات " . ( 149 ) حدثنا خالد بن مخلد قال ثنا موسى بن يعقوب الزمعي قال : أخبري عبد الله بن كيسان قال أخبرني عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثر [ هم ] علي صلاة " . ( 150 ) حدثنا يونس بن محمد عن حماد عن ثابت عن سليمان مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت ذات يوم والسرور في وجهه فقالوا : يا رسول الله ! إنا لنرى السرور في وجهك ، فقال : " إنه أتاني الملك فقال : يا محمد أما يرضيك أنه لا يصلي عليك من أمتك أحد إلا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا ، قال : قلت : بلى " . ( 151 ) حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة قال حدثني قيس بن عبد الرحمن ابن أبي صعصعة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سجدت شكرا فيما أبلاني من أمتي ، من صلى علي من أمتي صلاة كتبت له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات " . ( 152 ) حدثنا إبراهيم بن العوام قال حدثني رجل من بني أسد عن عبد الله بن عمر أنه - ( هامش ) - ( 1 / 146 ) اللهم بحق هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد ، وذلك بين الاذان والاقامة . ( 1 / 147 ) وصلاة الله على عبده رحمة له وغفران لذنبه . ( 1 / 149 ) أولى الناس بي : أولى الناس بشفاعتي . ( 1 / 151 ) فيما أبلاني : فيما وهب لي وأعطاني ( . ) قال : من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم كتبت له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات . ( 153 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن عاصم بن عبد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام يصلى علي ، فليقل العبد من ذلك أو يكثر " . ( 154 ) حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين عن يزيد الرقاشي قال : إن ملكا مؤكل بمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغ عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن فلانا من أمتك صلى عليك . ( 155 ) حدثنا حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ذكرت عنده فنسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة يوم القيامة " . ( 156 ) حدثنا وكيع عن بدر بن عثمان قال : سمعت عكرمة قال : الكوثر ما أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخير والنبوة والاسلام . ( 157 ) حدثنا وكيع عن فطر عن عطاء قال { إنا أعطيناك الكوثر } قال : حوض في الجنة أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( 158 ) حدثنا وكيع عن بدر بن عثمان عن عكرمة قال : لما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت قريش : بتر محمد ، فنزلت { إن شانئك هو الابتر } الذي رماك به هو الابتر . ( 159 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ربيع بن خيثم : لا نفضل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أحدا ولا نفضل على إبراهيم خليل الله أحدا . ( 160 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تخيروا بين الانبياء " . ( 161 ) حدثنا وكيع عن سلمة بن نبيط عن الضحاك قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأقرأه آخر البقرة حتى إذا حفظها قال : اقرأها علي ، فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم فجعل جبريل يقول : ذلك لك { لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } . - ( هامش ) - ( 1 / 155 ) خطئ طريق الجنة : ضل عنها وأضاعها . ( 1 / 158 ) آخر آية في سورة الكوثر . ( 1 / 160 ) لا تخيروا بين الانبياء : لا تفضلوا أحدا منهم على أحد . ( 1 / 161 ) سورة البقرة من الآية ( 286 )( . )
( 162 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب عن خيثمة قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : إن شئت أعطيناك مفاتح الارض وخزائنها ، لا ينقصك ذلك عندنا شيئا في الآخرة ، وإن شئت جمعتها لك في الآخرة ، قال : لا ، بل أجمعها لي في الآخرة ، فنزلت { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا } . ( 163 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله ابن مسعود أنه قال : كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقد فرا من المشركين فقالا : " يا غلام ! هل عندك من لبن تسقينا ، قلت : إني مؤتمن ولست ساقيكما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل ؟ قلت : نعم ، فأتيتهما بها فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح الضرع ودعا فحفل الضرع ، ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة - أو منقرة - فاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكر ثم شربت ، ثم قال للضرع : اقلص فقلص ، قال : فاتيته بعد ذلك فقلت : علمني من هذا القول : قال : إنك غلام معلم " . ( 164 ) حدثنا يحيى بن عبيد قال ثنا أبو سفيان عن عبد الله بن مالك عن مكحول قال : كان لعمر على رجل من اليهود حق فأتاه يطلبه فلقيه ، فقال له عمر : لا والذي اصطفى محمد صلى الله عليه وسلم على البشر ! لا أفارقك وأنا أطلبك بشئ ، فقال اليهودي : ما اصطفى الله محمدا على البشر ، فلطمه عمر فقال : بيني وبينك أبو القاسم ، فقال : إن عمر قال : لا والذي اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم على البشر قلت له : ما اصطفى الله محمد على البشر ، فلطمني ، فقال : " أما أنت يا عمر ! فأرضه من لطمته ، بلى يا يهودي ! سمى الله بإسمين سمى بهما أمثي هو السلام وسمى أمتى المسلمين ، وهو المؤمن وسمى أمتي المؤمنين ، بلى يا يهودي ! طلبتم يوما و - ذخر لنا ، اليوم لنا وغدا لكم ، وبعد ذلك للنصارى ، بلى يا يهودي ! أنتم الاولون ونحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بلى إن الجنة محرمة على الانبياء حتى أدخلها ، وهي محرمة على الامم حتى يدخلها أمتي " . - ( هامش ) - ( 1 / 162 ) سورة الفرقان الآية ( 10 ). ( 1 / 163 ) الجذعة : الناقة بلغت سن الحمل أي استكملت عامها الرابع . لم ينز عليها الفحل : لم يلقحها الفحل والناقة لا يكون اللبن الحليب في ضرعها إذا لم تكن عشراء . حفل الضرع : امتلا . أقلص : إرجع كما كنت ، وقلص الضرع عاد جافا ( . ) ( 165 ) حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس { ولقد رآه نزلة أخرى } قال رأى ربه . ( 166 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا عبد العزيز بن عمر قال حدثنا رجل من بني سلامان بن سعد عن أمه أن خالها حبيب بن أبي فديك حدثها أن أباه خرج به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا ، فسأله : ما أصابه " قال : كنت أمرن جملا لي فوقعت رجلي على بيض حية فأصيب بصري فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فأبصر ، قال : فرأيته يدخل الخيط في الابرة وإنه لابن ثمانين سنة وإن عينيه لمبيضتان . 167 () حدثنا عيسى بن يونس عن عمرو مولى غفرة قال ثنا إبراهيم بن محمد من ولد علي قال : كان علي إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد ، كان ربعة من الرجال ، كان جعد الشعر ، ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط ، كان جعدا رجلا ، ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم ، كان في الوجه تدوير ، أبيض مشربا حمرة أدعج العينين ، أهدب الاشفار ، جليل المشاش والكتد ، أجرد ذا مسربة شثن الكفين والقدمين ، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا ، بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين ، أجود الناس كفا وأجرؤ الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وأوفى الناس بذمة ، وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر مثله قبله ولا بعده . - ( هامش ) - ( 1 / 165 ) سورة النجم الآية ( 13 ). ( 1 / 167 ) الجعد القطط : الاجعد الشديد الجعودة كشعر الزنوج . السبط : الاملس الشعر . المطهم : العظيم الجثة الضخم المكلثم الضعيف البينة . أهدب الاشفار : طويل الاهداب . المشاش : العظام . الكتد : مجتمع الكتفين من الانسان وهو الكاهل أو أعلى الكتف أو ما بين الكاهل إلى الظهر أو من أصل العنق إلى أسفل الكتفين أو ما بين مغرز العنق إلى موضع الكتفين . أجرد : خفيف شعر الجسد . المسربة : الشعر المستدق من أعلى الصدر إلى أسفل العانة . شئن الكفين والقدمين : هي سميكة لدنة لا قساوة فيها ( . ) ( 168 ) حدثنا عباد بن العوام عن حجاج عن سماك عن جابر بن سمرة قال : كانت في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حموشة ، وكان يضحك إلا تبسما ، وكنت إذا نظرت قلت : أكحل العينين وليس بأكحل . ( 169 ) حدثنا شريك بن عبد الله عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير عن علي أنه وصف النبي صلى الله عليه وسلم : كان عظيم الهامة أبيض مشربا حمرة عظيم اللحية ضخم الكراديس ، شثن الكفين والقدمين ، طويل المسربة كثير شعر الرأس ، رجله يتكفأ في مشيته كأنما ينحدر في صبب ، لا طويل ولا قصير ، لم أر مثله قبله ولا بعده . ( 170 ) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته ، فكان إذا ادهن ثم مشطه لم يتبين ، وكان كثير شعر اللحية ، فقال رجل : وجهه مثل السيف ، فقال : لا ، بل كان مثل الشمس والقمر مستديرا ، ورأيت الخاتم بين كتفيه مثل بيضة الحمامة تشبه جسده . ( 171 ) حدثنا هوذة قال عوف عن يزيد الفارسي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم زمن ابن عباس على البصرة ، قال : فقلت لابن عباس : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم ، قال : فهل تستطيع أن تنعت هذا الرجل الذي رأيت ، قلت نعم ، أنعت لك رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر في البياض ، حسن المضحك أكحل العينين جميل دوائر الوجه ، قد ملات لحيته من لدن هذه إلى هذه ، وأشار بيده إلى صدغيه - حتى كادت تملا نحره ، قال عوف : ولا أدري ما كان مع هذا من النعت فقال ابن عباس : لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا . ( 172 ) حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع جابرا يقول : ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال : لا . ( 173 ) حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض الكتاب على جبريل في كل رمضان ، فإذا أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليلة التي يعرض فيها ما يعرض أصبح وهو أجود من الريح المرسلة لا يسأل شيئا إلا أعطاه . - ( هامش ) - ( 1 / 168 ) الحموشة : دقة الساقين . ( 1 / 169 ) ضخم الكراديس : عريض الكتفين . ( 1 / 170 ) شمط شعر مقدم الرأس : ظهرت فيه بضع شعرات بيضاء ( . ) ( 174 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس أن أبا بكر كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، وكان أبو بكر يختلف إلى الشام ، قال : وكان يعرف ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فكانوا يقولون : يا أبا بكر ! من هذا الغلام بين يديك ؟ قال : هذا هاد يهدي السبيل ، قال : فلما دنوا من المدينة نزلا الحرة وبعثا إلى الانصار فجاءوا قال : فشهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يوما كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه ، وشهدته يوم مات فما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه - صلوات الله ورحمته ورضوانه عليه إلى يوم الدين . ( 2 ) ما ذكر مما أعطى الله إبراهيم عليه السلام وفضله به ( 1 ) حدثنا وكيع بن الجراح عن شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أول الخلائق يلقى بثوب إبراهيم " . 2 () حدثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا أبو حصين عن سعيد بن جبير { وإبراهيم الذي وفي } قال : بلغ ما أمر به . ( 3 ) حدثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا عاصم عن زر عن عبد الله قال ( الاواه ) الدعاء - يريد { إن إبراهيم لاواه } . ( 4 ) حدثنا علي بن مسهر عن المختار بن فلفل عن أنس قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا خير البرية ، فقال : " ذات إبراهيم " ( 5 ) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير قال : يحشر الناس عراة حفاة ، فأول من يلقى بثوب إبراهيم . - ( هامش ) - ( 1 / 174 ) هاد يهدي السبيل : يهدي إلى سبيل الهدى والحق وفي هذا تورية لان السامع يظن المقصود أنه يدله على الطريق في الصحراء وهذا حماية للرسول صلى الله عليه وسلم خلال هجرته إلى المدينة إذ كانا وحدهما لا ثالث لهما إلا الله وحده . ( 2 / 1 ) إذ يبعث الخلق عرايا . ( 2 / 2 ) سورة النجم الآية ( 37 ). ( 2 / 3 ) سورة التوبة من الآية ( 114 ). ( 2 / 4 ) وابراهيم عليه السلام أبو الأنبياء والجد الاعلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( . ) ( 6 ) حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال : لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت العتيق قيل له : أذن في الناس بالحج ، قال : رب ! وما يبلغ صوتي ، قال : أذن وعلي البلاغ ، قال : فقال إبراهيم عليه السلام : يا أيها الناس ! كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق ، قال : فسمعه ما بين السماء إلى الارض ، ألا ترى أن الناس يجيئون من أقاصى الارض يلبون . ( 7 ) حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن قال حدثني أبي عن الاعمش عن أبي صالح قال : انطلق إبراهيم صلى الله عليه وسلم يمتار فلم يقدر على الطعام ، فمر بسهلة حمراء ، فأخذ منها ، ثم رجع إلى أهله فقالوا : ما هذا ؟ قال : حنطة حمراء ، قال : [ - حوها ] فوجدوها حنطة حمراء ، قال : فكان إذا زرع منها شيئا خرج سنبلة من أصلها إلى فرعها حبا متراكبا . ( 8 ) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال : لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والارض رأى عبدا على فاحشة فدعا عليه فهلك ، ثم رأى آخر فدعا عليه فهلك ، فقال الله : أنزلوا عبدي ، لا يهلك عبادي . ( 9 ) حدثنا معاذ بن معاذ عن التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال : أرسل على إبراهيم عليه السلام أسدان مجوعان ، فلحساه وسجدا له . ( 10 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عبد الله بن مليل عن علي في قوله { يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم } قال : لولا أنه قال " وسلاما " لقتله بردها . ( 11 ) حدثنا خالد بن مخلد عن محمد بن ثابت قال حدثني موسى مولى أبي بكرة قال : حدثني سعيد بن جبير قال : لما رأى إبراهيم عليه السلام في المنام ذبح إسحاق سار به مسيرة شهر في غداة واحدة حتى أتى المنحر بمني ، فلما صرف الله عنه الذبح قام بكبش فذبحه ، ثم رجع به مسيرة شهر في روحة واحدة طويت له الاودية والجبال . ( 12 ) حدثنا معتمر عن أبيه عن قتادة عن أبي سليمان عن كعب قال : ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه . - ( هامش ) - ( 2 / 7 ) يمتار : يشتري الطعام والمؤونة وقيل يمتار لان الطعام أي القمح كان يسمى الميرة لان الا حرار كانوا هم القيمون على أموال الارض [ - حوها ] هكذا في الاصل والارجح أنها فحصوها أو لمحوها . ( 1 / 9 ) والاسد الجائع شرس يهاجم الناس في الطرق وقد يهاجم القرى طلبا للطعام . ( 1 / 10 ) سورة الانبياء الآية ( 69 ). ( 1 / 11 ) والذبيح على الصحيح هو إسماعيل عليه السلام وقد جاء في السنن والصحاح قوله صلى الله عليه وسلم أنه ابن الذبيحين أي اسماعيل وعبد الله بن عبد المطلب ( . ) ( 13 ) حدثنا معاوية بن هشام قال أخبرنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال : قال موسى يا رب : ذكرت إبراهيم وإسحاق ويعقوب ثم أعطيتهم ذاك ، قال : إن إبراهيم لم يعدل في شئ إلا اختارني ، وإن إسحاق جاد لي بنفسه فهو لما سواها أجود ، وإن يعقوب لم أبتليه ببلاء إلا زاد بي حسن ظن . ( 14 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة عن مجاهد { وأذن في الناس بالحج } قال : أمر إبراهيم أن يؤذن بالحج فقام فقال : يا أيها الناس ! أجيبوا ربكم ، فأجابوه : لبيك اللهم لبيك . ( 15 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن } قال : ابتلى بالآيات التي بعدها . ( 16 ) حدثنا وكيع عن يونس عن الشعبي { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال : منهن الختان . ( 17 ) حدثنا عبد الاعلى عن داود عن عكرمة عن ابن عباس { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال : لم يبتل أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم عليه السلام . ( 18 ) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن فراس عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو قال : أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار { حسبنا الله ونعم الوكيل } . ( 19 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن سعيد أن إبراهيم أول الناس أضاف الضيف ، وأول الناس اختتن ، وأول الناس قلم أظفاره وجز شاربه وأستحد . ( 20 ) حدثنا ابن نمير عن يحيى بن سعيد عن سعيد أن إبراهيم عليه السلام أول من رأى الشيب فقال : يا رب ! ما هذا ؟ قال : الوقار ، قال : يا رب ! زدني وقارا . ( 21 ) حدثنا عيسى بن يونس عن ربيعة بن عثمان التيمي عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أنه قال : أول من خطب على المنابر إبراهيم خليل الله عليه السلام . - ( هامش ) - ( 2 / 14 ) سورة الحج من الآية ( 27 ). ( 2 / 15 ) سورة البقرة من الآية ( 124 ). ( 2 / 18 ) سورة آل عمران من الآية ( 173 ). ( 2 / 19 ) الاستحداد : قص أو حلق وإزالة شعر العانة ( . ) ( 3 ) ما ذكر في لوط عليه السلام ( 1 ) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد { فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } قال : لوط عليه السلام وابنتاه . ( 2 ) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : قال جندب قال حذيفة : لما أرسلت الرسل إلى قوم لوط ليهلكوهم قيل لهم : لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط ثلاث مرار ، قال : وكان طريقهم على إبراهيم عليه السلام ، قال : فأتوا إبراهيم ، قال : فلما بشروه بما بشروه قال : { فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط } قال : وكان مجادلته إياهم أنه قال : أرأيتهم إن كان فيها خمسون من المسلمين أتهلكوهم ؟ قالوا : لا ، قال : أفرأيم إن كان فيها أربعون ؟ قال : قالوا : لا ، حتى انتهى إلى عشرة أو خمسة حميد شك في ذلك - قال : فأتوا لوطا وهو يعمل في أرض له ، قال : فحسبهم بشرا ، قال : فأقبل بهم خفيا حتى أمسى إلى أهله ، قال : فمشوا معه فالتفت إليهم ، قال : وما تدرون ما يصنع هؤلاء ، قالوا : وما يصنعون ؟ فقال : ما من الناس أحد هو أشر منهم ، قال : فلبسوا آذانهم على ما قال ومشوا معه ، قال : ثم قال مثل هذا فأعاد عليهم مثل هذا ثلاث مرار ، قال : فانتهى بهم إلى أهله ، قال : فانطلقت امرأته العجوز عجوز السوء إلى قومه فقالت : لقد تضيف لوط الليلة رجالا ما رأيت رجالا قط أحسن منهم وجوها ولا أطيب ريحا منهم ، قال : " فأقبلوا يهرعون إليه فدافعوه الباب حتى كادوا يغلبونه عليه ، قال : فأهوى ملك منهم بجناحه ، قال : فصفقه دونم ، قال : وعلا لوط الباب وعلوا معه ، قال : فجعل يخاطبهم : { هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي ، أليس منكم رجل رشيد } قال : فقالوا : { لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد } قال : فقال : { لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد } قال : { قالوا : يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك } قال : فذاك حين علم أنهم رسل الله ، ثم قرأ إلى قوله { أليس الصبح بقريب } قال : وقال ملك فأهوى بجناحه هكذا - يعني شبه الضرب ، فما غشيه أحد منهم تلك الليلة إلا عمي ، قال : فباتوا - ( هامش ) - ( 3 / 1 ) سورة الذاريات الآية ( 36 ). ( 3 / 2 ) سورة هود الآية ( 74 ). وهذا الحديث يحكي رواية التوراة كما جاءت في سفر التكوين الاصحاح ( 18 ) والاصحاح ( 19 ). { وهؤلاء بناتي } إلى قوله : { أليس الصبح بقريب } سورة هود من الآيات ( 79 - 81 )( . ) بشر ليلة عميانا ينتظرون العذاب ، قال : وسار بأهله حتى قال : استأذن جبريل في هلكتهم فأذن له فاحتمل الارض التي كانوا عليها : قال : فأهوى بها حتى سمع أهل سماء الدنيا صغاء كلابهم ، قال : ثم قلبها بهم ، قال : فسمعت امرأته - يعني لوط عليه السلام - الوجبة وهي معه فالتفتت فأصابها العذاب ، قال : وتتبعت سفارهم بالحجارة . ( 4 ) ما ذكر في موسى عليه السلام من الفضل ( 1 ) حدثنا أبو خالد عن أشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال : خرج موسى عليه لسلام ينادي : لبيك ، وجبال الروحاء تجيبه . ( 2 ) حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد أن رجلا من الانصار سمع رجلا من اليهود وهو في السوق وهو يقول : والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر ، فضرب وجهه ، أي خبيث ! أعلى أبي القاسم ، فانطلق اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلام فقال : يا أبا القاسم ! ضرب وجهي فلان ، فأرسل إليه فدعاه فقال : " لم ضربت وجهه ؟ " فقال : إني مررت به في السوق فسمعته يقول : والذي اصطفى موسى على البشر ، فأخذتني غضبة فضربت وجهه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تخيروا بين الانبياء ، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأرفع رأسي فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أصعق ممن صعق فأفاق قبلي أو حوسب بصعقته الاولى ، أو قال : كفته صعقته الاولى " . ( 3 ) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن عبد الله بن الحارث عن كعب قال : إن الله قسم كلامه ورؤيته بين موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ، فكلمه موسى مرتين ورآه محمد مرتين . ( 4 ) حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي السليل عن قيس بن عباد ، وكان من أكثر الناس أو من أحدث الناس عن بني إسرائيل قال : فحدثنا أن الشرذمة الذين سماهم فرعون من بني إسرائيل كانوا ستمائة ألف ، وكان مقدمة فرعون سبعمائة ألف كل رجل منهم على - ( هامش ) - ( 4 / 3 ) وهذا من كلام كعب الاحبار . ( 4 / 4 ) وقوله كانوا ستمائة ألف فهو من الاسرائيليات ، وقد جاء ذلك في سفر العدد ، وهذا رقم مبالغ فيه كثيرا . لقد قدم يعقوب عليه السلام إلى مصر مع أولاده وأحفاده وجميعهم سبعون نفسا وما بين يعقوب إلى موسى أربعة أجيال لان موسى على ما جاء في التوراة نفسها التي قالت بهذا الرقم ( . ) حصان ، على رأسه بيضة وبيده حربة وهو خلفهم في الدهم ، فلما انتهى موسى عليه السلام ببني إسرائيل إلى البحر قالت بنو إسرائيل : أين ما وعدتنا ؟ هذا البحر بين أيدينا ، وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا ، فقال موسى عليه السلام للبحر : انفلق أبا خالد ، فقال : لا أنفلق لك يا موسى ، أنا أقدم منك خلقا أو أشد ، قال : فنودي أن أضرب بعصاك البحر ، فضربه فانفلق ، قال الجريري : وكانوا اثني عشر سبطا ، وكان لكل سبط منهم طريق ، فلما انتهى أول جنود فرعون إلى البحر هابت الخيل ، ومثل لحصان منها فرس وديق ، فوجد ريحها فاشتد فتبعه الخيل ، فلما تتام آخر جنود فرعون في البحر خرج آخر بني إسرائيل من البحر فانصفق عليهم ، فقالت بنو إسرائيل : ما مات فرعون وما كان ليموت أبدا ، قال : فلم يعد أن سمع الله تكذيبهم نبيه ، فرمى به على الساحل كأنه ثور أحمر يراه بنو إسرائيل . ( 5 ) حدثنا شبابة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود أن موسى عليه السلام حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون ، فأمر بشاة فذبحت ، ثم قال : لا والله لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع إلي ستمائة ألف من القبط ، - ( هامش ) - = الغريب هو موسى بن عمران ( عمرام ) بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ومجموع السنوات التي قضاها نسل يعقوب من لدن دخوله إلى مصر حتى خروجهم إلى التيه مائتين وعشرين سنة فهل يتكاثر سبعون شخصا خلال هذه المدة إلى هذا العدد ؟ فإذا أضفنا إلى ذلك ما فعله فرعون من ذبح الصبيان عاما وتركهم عاما كانت الاستحالة أكبر فكيف إذا كان الادعاء أن هذا عدد الرجال عدا الاولاد ! ! ! ! أما قوله أن مقدمة فرعون سبعمائة ألف فهو أيضا من الامور التي لا تعقل إذ أن حشد مثل هذا الجيش في ذلك العهد كان يحتاج إلى زمن طويل جدا يمتد إلى الشهود العديدة ولا يعقل وجود مثل هذا الجيش اللجب جاهزا للتحرك طيلة الوقت . وإذا كانت المقدمة سبعمائة ألف فكم كان القلب والجناحان والساقة ؟ والتوراة نفسها التي ذكرت هذا العدد المبالغ فيه لليهود ذكرت أن فرعون قد خرج بستمائة مركبة متخبة إضافة إلى مركبية الجيش ، فإذا كانت المقدمة ستمائة مركبة وعدد جنود المركبة الواحدة ثلاثة جنود لانها بالكاد تتسع لهم ، ومراكب الفراعنة موجودة في المتاحف الآن ، يقودها رجل ويقاتل فوقها رجل أو رجلان أي كانت المقدمة ألف وثمانمائة رجل فبقية الجيش إذن لا تتجاوز الالوف القليلة الاخرى . ( سفر الخروج ) . ( 4 / 5 ) وهل هذا مما يعقل أن يحشد ستمائة ألف رجل خلال فترة سلخ شاة أي خلال ساعة أو نصف ساعة ، وهل كانت المدينة تتسع أصلا لمثل هذا العدد من السكان ولو قلنا من مدن عديدة ، فالمدن كانت متباعدة وليس هناك لا سيارات ولا طائرات لحشدهم بل أكثر الناس مشاة . { فانفلق فكان كل كل فرق كالطور العظيم } سورة الشعراء الآية ( 63 )( . ) قال : فانطلق موسى عليه السلام حتى انتهى إلى البحر فقال له : انفرق ، فقال البحر : لقد استكثرت يا موسى ، وهل انفرقت لاحد من ولد آدم فأنفرق لك ؟ قال : ومع موسى عليه السلام رجل على حصان ، قال له ذاك الرجل : أين أمرت يا نبي الله ، قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه ، قال : فأقحم فرسه فسبح به ، فخرج فقال : أين أمرت يا نبي الله ؟ قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه ، قال : والله ما كذبت ولا كذبت ، قال : ثم اقتحم الثانية فسبح به ثم خرج فقال : أين ما أمرت به يا نبي الله ، قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه ، قال : والله ما كذبت ولا كذبت ، قال : فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن أضرب بعصاك ، فضرب موسى بعصاه { فانفلق ، فكان كل فرق كالطود العظيم } كالجبل العظيم فكان فيه اثنا عشر طريقا لاثنى عشر سبطا ، لكل سبط طريق يتراءون ، فلما خرج أصحاب موسى عليه السلام وتتام أصحاب فرعون التقى البحر عليهم فأغرقهم . ( 6 ) حدثنا ابن فضيل عن سليمان التيمي عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمارة بن عبد عن علي قال : انطلق موسى وهارون عليهما السلام وانطلق شبر وشبير ، فانتهوا إلى
جبل فيه سرير فنام عليه هارون فقبض روحه ، فرجع موسى إلى قومه فقالوا : أنت قتلته ، حسدتنا على خلقه أو على لينه ، أو كلمة نحوها - الشك من سفيان - قال : كيف أقتله ومعي أبناؤه ، قال : فاختاروا سبعين رجلا ، قال : فاختاروا من كل سبط عشرة ، قال : وذلك قوله : { واختار موسى قومه سبعين رجلا } فانتهوا إليه ، فقالوا : من قتلك يا هارون ؟ قال : ما قتلني أحد ، ولكن توفاني الله ، قالوا : يا موسى ما نعصي ؟ قال : فأخذتهم الرجفة ، فجعل يتردد يمينا وشمالا ويقول : { لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي ، أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك } ، قال : فدعا الله فأحياهم وجعلهم أنبياء كلهم . - ( هامش ) - = يتراءون : يرى كل سبط السبط الآخر خلال مسيرهم وهذا كناية عن قرب المسافة بينهما وقلة العدد إذ في الاعداد الكبيرة من البشر لا يتنبه الناس لبعضهم ، ولو بدأ أحدهم في عبور الفرق صباحا لم يخرج الاخير من الفرق إلا بعد يومين أو أكثر وهذا كله يدحض الارقام الخيالية التي نقلها الناس عن أسفار اليهود . ( 4 / 6 ) شبر وشبير : ابنا هارون عليه السلام وكيف يكون هارون قد قبض في هذا الحين وقد كان مع موسى عليه السلام قبل صعود موسى لميقات ربه فتركه مع قومه فصنعوا الثور الذي عبده . { واختار موسى قومه } سورة الاعراف من الآية ( 155 ). { لو شئت أهلكتهم } سورة الاعراف من الآية ( 155 )( . ) ( 7 ) حدثنا عبيد الله قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الاودي عن عمر بن الخطاب أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ، فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال ، فإذا هو بامرأتين تذودان ، قال : ما خطبكما ؟ فأخبرتاه فأتى الحجر فرفعه ثم لم يستق إلا ذنوبا واحدا حتى رويت الغنم ورجعت المرأتان إلى أبيهما فحدثتاه ، وتولى موسى عليه السلام إلى الظل فقال : { رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير } قال : { فجاءته إحداهما تمشي على استحياء } واضعة ثوبها على وجهها ، قالت : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ، قال لها : امشي خلفي وصفي لي الطريق ، فإني أكره أن تصيب الريح ثوبك فيصف لي جسدك ، فلما انتهى إلى أبيها قص عليه ، قالت إحداهما : { يا أبت أستأجره إن خير من استأجرت القوي الامين } قال : يا بنية ! ما علمك بأمانته وقوته ؟ قالت : أما قوته فرفعه الحجر ولا يطيقه إلا عشرة ، وأما أمانته فقال لي : امشي خلفي وصفي لي الطريق فإني أخاف أن تصيب الريح ثوبك فتصف جسدك ، فقال عمر : فأقبلت إليه ليست بسلفع من النساء لا خراجة ولا ولاجة ، ومعه ، ثوبها على وجهها . ( 8 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير وعن عبد الله بن لحارث عن ابن عباس قال : لما أتى موسى قومه فأمرهم بالزكاة ، فجمعهم قارون فقال : هذا قد جاءكم بالصوم والصلاة وبأشياء تطيقونها ، تحتملون أن تعطوه أموالكم ؟ قالوا : ما نحتمل أن نعطيه أموالنا فما ترى ؟ قال : أرى أن نرسل إلى بغي بني إسرائيل فنأمرها أن نرميه على رؤوس الاجناد والناس بأنه أرادها على نفسها ، ففعلوا ، فرمت موسى عليه السلام على رؤوس الناس فدعا الله عليهم ، فأوحى الله تعالى إلى الارض أن أطيعيه ، فقال لها موسى عليه السلام : خذيهم ، فأخذتهم إلى ركبهم ، قال : فجعلوا يقولون : يا موسى - ( هامش ) - ( 4 / 7 ){ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير } سورة القصص من الآية ( 24 ){ فجاءته إحداهما تمشي } سورة القصص من الآية ( 25 ). { يا أبت استأجره } سورة القصص من الآية ( 26 ). - السلفع من النساء : الصخابة السيئة الخلق البذيئة الفحاشة القليلة الحياء . - الخراجة الولاجة : الكثيرة الدخول والخروج تقضي يومها من دار إلى دار دون أن تؤدي عمل دارها . - الومعة ، الدفعة من الماء أو ظبية الجبل والمقصود أنها كانت متئدة في سيرها رشيقة في غير امتلاء ( . ) يا موسى ! قال : خذيهم ، فأخذتهم إلى حجزهم ، فجعلوا يقولون يا موسى فقال : خذيهم ، فأخذتهم إلى أعناقهم فجعلوا يقولون : يا موسى يا موسى ، قال : فأخذتهم فغيبتهم ، فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام : يا موسى ! سألك عبادي وتضرعوا إليك فأبيت أن تجيبهم ، أما وعزتي لو أنهم دعوني لاجبتهم . ( 9 ) حدثنا حسين بن علي عن موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل { وألقيت عليك محبة مني } قال : حببتك إلى عبادي . ( 10 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس { وقربناه نجيا } حتى سمع صريف القلم . ( 11 ) حدثنا وكيع عن أبي معشر عن محمد بن كعب قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الاجلين قضى موسى عليه السلام ؟ قال : أوفاهما وأتمهما . ( 12 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : سئل : أي الاجلين قضى موسى ؟ قال : أتمهما وآخرهما . 13 () حدثنا أبو معاوية قال ثنا الاعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : { لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها } قال : قال له قومه : إنه آدر ، قال : فخرج ذات يوم يغتسل ، فوضع ثيابه على صخرة فخرجت الصخرة تشتد بثيابه وخرج يتبعها عريانا حتى انتهت به إلى مجالس بني إسرائيل قال : فرأوه ليس بآدر ، قال : فذاك قوله : { فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها } . ( 14 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عوف عن الحسن وخلاس بن عمرو ومحمد عن أبي هريرة في قوله : { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها } قال : كان من أذاهم إياه أن نفرا من بني إسرائيل قالوا : ما يستتر منا موسى هذا التستر إلا من عيب بجلده : إما برص وإما آفة وإما أدرة ، وإن الله - ( هامش ) - ( 4 / 9 ) سورة طه من الآية ( 39 ). ( 4 / 10 ) سورة مريم من الآية ( 52 ). ( 4 / 11 ) راجع سورة القصص الآية ( 28 ) حول موضوع الاجلين . ( 4 / 13 ) سورة الاحزاب من الآية ( 69 ). آدر : وهما إما منتفخ الخصيتين أو مصاب بفتق أدى إلى هبوط الامعاء في الصفن فانتفخ الصفن ( . ) أرد أن يبرئه مما قالوا ، قال : وإن موسى عليه السلام خلا ذات يوم وحده ، فوضع ثوبه على حجر ثم دخل يغتسل ، فلما فرغ أقبل على ثوبه ليأخذه عدا الحجر بثوبه ، فأخذ موسى عليه السلام عصاه في أثره فجعل يقول : ثوبي يا حجر ثوبي يا حجر ، حتى انتهى إلى ملا من بني إسرائيل فرأوه عريانا ، فإذا كأحسن الرجال خلقا ، فبرأه الله ما يقولون ، قال : وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه ، وطفق موسى يضرب الحجر بعصاه ، فو الله إن بالحجر الآن من أثر ضرب موسى - ذكر ثلاث أو أربع أو خمس . ( 5 ) ما أعطى الله سليمان بن داود عليه السلام ( 1 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عوف عن الحسن قال : لما سخرت الريح لسليمان بن داود عليه السلام كان يغدو من بيت المقدس فيقيل بقريرا ، ثم يروح فيبيت في كابل . ( 2 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير قال : كان سليمان يوضع له ستمائة ألف كرسي .
( 3 ) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الاعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان داود عليه السلام يوضع له ستمائة ألف كرسي ، ثم يجئ أشراف الانس حتى يجلسوا مما يلي الايمن ، ثم يجئ أشراف الجن حتى يجلسوا مما يلي الايسر ، ثم يدعوا الطير فتظلهم ، ثم يدعوا الريح فتحملهم فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر ، فبينما هو ذات يوم يسير في فلاة من الارض فاحتاج إلى الماء ، فدعا الهدهد فجاء فنقر الارض فأصاب موضع الماء ثم تجئ الشياطين ذلك الماء فتسلخه كما يسلخ الاهاب فيستخرجوا الماء منه ، قال : فقال له نافع بن الازرق : قف يا وقاف ، أرأيت قولك " الهدهد يجئ فينقر الارض فيصيب موضع الماء " كيف يبصر هذا ولا يبصر الفخ يجئ إليه حتى يقع في عنقه ، فقال له ابن عباس : ويحك ! إن القدر حال دون البصر . - ( هامش ) - ( 5 / 1 ) كابل هي كابول عاصمة أفغانستان . والغدو : الخروج في الصباح . يقيل من القيلولة وهي الاستراحة عند الظهر . والرواح : المسير للمبيت مساء ( . ) ( 4 ) حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن عبد الله بن شداد قال : كان كرسي سليمان يوضع على الريح وكراسي من أراد من الجن والانس ، فاحتاج إلى الماء فلم يعلموا بمكانه ، وتفقد الطير عند ذلك فلم يجد الهدهد فتوعده ، وكان عذابه نتفه وتشميسه ، قال : فلما جاء استقبله الطير فقالوا : قد توعدك سليمان ، فقال الهدهد : هل أستثنى - قالوا : نعم " إلا أن يجئ بعذر " وكان عذره أن جاء بخبر صاحبة سبأ ، قال : فكتب إليهم أنه من سليمان : { بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وائتوني مسلمين } قال : فأقبلت بلقيس ، فلما كانت على قدر فرسخ قال سليمان : { أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ، قال عفريت من الجن : أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين } قال : فقال : أريد عجل من ذلك ، فقال الذي عنده علم من الكتاب : { أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } قال : فأخبرني منصور عن مجاهد أنه دخل في نفق تحت الارض فجاءه به ، قال سليمان : غيروه ، فلما جاءت قيل لها : هكذا عرشك ؟ قال : فجعلت تعرف وتنكر ، وعجبت من سرعته وقالت : كأنه هو { قيل لها : ادخلي الصرح ، فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن سقايها } فإذا امرأة شعراء ، قال : فقال سليمان : ما يذهب هذا ؟ قالوا : النورة ، قال : فجعلت النورة يومئذ . ( 5 ) حدثنا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم قال : سمعت مجاهدا يقول : لما قال : { أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك هذا } ، قال : أنا اريد أعجل من هذا ، { قال الذي عنده علم من الكتاب : أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } ، قال : فخرج العرش في نفق من الارض . 6 () حدثنا وكيع عن سفيان عن عطاء عن مجاهد عن ابن عباس { قبل أن تقوم من مقامك } قال : مجلس الرجل الذي يجلس فيه حتى يخرج من عنده . ( 7 ) حدثنا وكيع عن ثابت عن عمارة عن عبد الله بن معبد الزماني قال : لم تنزل - ( هامش ) - ( 5 / 4 ){ بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي } سورة النمل من الآيتين ( 30 / 31 )، { أيكم يأتيني بعشرها } الآيات سورة النمل من الآيات ( 38 /- 42 )، { قيل لها ادخلي الصرح } سورة النمل من الآية ( 44 ). النورة : مزيج من الكلس والزرنيخ يطلى به الجسد لازالة الشعر . ( 5 / 5 ) سورة النمل من الآيتين ( 39 - 40 ) وارتداد الطرف : رفة الجفن أو النظر إلى الشئ ثم ارتداد العين عنه إلى غيره ( . ) { بسم الله الرحمن الرحيم } في شئ من القرآن إلا في سورة النمل ! { إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم } . ( 8 ) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير { قبل أن يرتد إليك طرفك } قال : رفع طرفه فلم يرجع إليه طرفه حتى نظر إلى العرش بين يديه . ( 9 ) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن أبي صالح { وإني مرسلة إليهم بهدية } قال : كانت هديتها لبنة من ذهب . ( 10 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : اسمها بلقيس بنت ذي شيرة ، وكانت هلباء شعراء . ( 11 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مجاهد أن صاحبة سبأ كانت جنية شعراء . ( 12 ) حدثنا وكيع قال ثناب الاعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس { وإني مرسلة إليهم بهدية } قال : أرسلت بذهب أو لبنة من ذهب ، فلما قدموا إذا حيطان المدينة من ذهب ، فذلك قوله : { أتمدوني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم } الآية . ( 6 ) ما ذكر فيما فضل به يونس بن متى عليه السلام ( 1 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت حميد بن عبد الرحمن يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " قال - يعني الله عزوجل - : لا ينبغي لعبد لي أن يقول : أنا خير من يونس بن متى " . ( 2 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي قال : قال : - يعني الله عزوجل : " ليس لعبد لي أن يقول : أنا خير من يونس بن متى ، سبح الله في الظلمات " . ( 5 / 9 ) سورة النمل من الآية ( 35 ). ( 5 / 10 ) الشعراء : لها شعر على جسدها وعلى الاخص على اليدين والساقين وهذا نادر عند النساء إذ هو من مظاهر الذكورة . الهلباء كالشعراء : إلا أن الهلب يكون في الخدين والجسد ولا يكون في الاطراف . ( 5 / 12 ) سورة النمل من الآية ( 36 )( . ) ( 3 ) حدثنا الفضل عن سفيان عن الاعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس لاحد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى " . ( 4 ) حدثنا عفان قال ثنا شعبة عن قتادة عن أبي العالية قال : حدثني ابن عم نبيكم صلى الله عليه وسلم يعني ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس لعبد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى " . ( 5 ) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال ثنا عبد الله بن مسعود في بيت المال المال عن يونس قال : إن يونس كان وعد قومه العذاب وأخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام ، ففرقوا بين كل والدة وولدها ، ثم خرجوا فجاروا إلى الله واستغفروه ، فكف الله عنهم العذاب ، وعدا يونس ينتظر العذاب ، فلم ير شيئا ، وكان من كذب ولم تكن له بينة قتل ، فانطلق مغاضيا حتى أتى قوما في سفينة فحملوه وعرفوه ، فلما دخل السفينة ركدت ، والسفن تسير يمينا وشمالا ، فقال : ما لسفينتكم ؟ قالوا : ما ندري ؟ قال يونس : إن فيها عبدا أبق من ربه ، وإنها لا تسير حتى تلقوه ، فقالوا : أما أنت يا نبي الله فو الله لا نلقيك ، فقال لهم يونس : فأقرعوا فمن قرع فليقع ، فقرعهم يونس فأبوا أن يدعوه فقالوا : من قرع ثلاث مرات فليقع ، فقرعهم يونس ثلاث مرات فوقع ، وقد كان وكل به الحوت ، فلما وقع ابتلعه فأهوى به إلى قرار الارض ، فسمع يونس تسبيح الحصى { فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } ظلمات ثلاث : ظلمة بطن الحوت ، وظلمة البحر ، وظلمة الليل ، قال : { فنبذناه بالعراء وهو سقيم } قال : كهيئة الفرخ الممعوط ، ليس عليه ريش وأنبت الله عليه شجرة من يقطين كان يستظل بها ويصيب منها ، فيبست فبكى عليها حين يبست ، فأوحي الله إليه : تبكي على شجرة يبست ولا تبكي على ماءة ألف أو يزيدون أردت أن تهلكهم ، فخرج فإذا هو بغلام يرعى غنما فقال : ممن أنت يا غلام ؟ فقال : من قوم يونس ، قال : فإذا - ( هامش ) - ( 6 / 5 ){ فنادى في الظلمات } سورة الانبياء من الآية ( 87 ). { فنبذناه بالعراء } سورة الصافات من الآية ( 245 ). [ فأوحى الله إليه تبكي على شجرة . . . أردت أن تهلكهم ] . كلام توراتي جاء في سفر يونان الاصحاح الرابع من العدد ( 9 ) إلى العدد ( 11 ). واليهود يسمون يونس بن متى : يونان بن امتاي ويقولون أنه عبراني وأن الله سبحانه أمره بالخروج إلى نينوى ففر من وجه الرب وركب البحر إلى ترشيش ثم ألقى إلى البحر ليهدأ البحر وتنتهي العاصفة وأنه مكث في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال يدعو ويبتهل ( . ) رجعت إليهم فأخبرهم أنك قد لقيت يونس ، قال : فقال له الغلام : إن تكن يونس فقد تعلم أن من كذب ولم تكن له بينة أن يقتل ، فمن يشهد لي ؟ فقال له يونس : يشهد لك هذه الشجرة ، وهذا البقعة ، فقال الغلام : مرهما ، فقال لهما يونس : إن جاءكما هذا الغلام فاشهدا له ، قالتا : نعم ، فرجع الغلام إلى قومه ، وكان له إخوة وكان في منعته ، فأتى الملك فقال : إني لقيت يونس وهو يقرأ عليكم السلام ، فأمر به الملك أن يقتل ، فقالوا له : إن له بينة ، فأرسل معه فانتهوا إلى الشجرة والبقعة ، فقال - لهما الغلام : أنشدكما بالله هل أشهدكما يونس ، قالتا نعم ، فرجع القوم مذعورين يقولون : يشهد له الشجر والارض ، فأتوا الملك فحدثوه بما رأوه ، قال عبد الله : فتناوله الملك فأخذ بيد الغلام فأجلسه في مجلسه وقال : أنت أحق بهذا المكان مني ، قال عبد الله ، فأقام لهم ذلك الغلام أمرهم أربعين سنة . ( 6 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن أبي مالك قال : مكث يونس في بطن الحوت أربعين يوما . ( 7 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن سالم { فنادى في الضلمات } قال : حوت في حوت وظلمة البحر . ( 8 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن عبد الملك عن سعيد بن جبير قال : سمعته يقول : { فنادى في الظلمات } قال : ظلمة الليلل وظلمة البحر وظلمة الحوت . ( 9 ) حدثنا عبيد الله بن موسى عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث قال : لما التقمه الحوت فنبذته إلى الارض فسمعها تسبح ، فهيجه على التسبيح . ( 7 ) ما ذكر فيما فضل به عيسى عليه السلام ( 1 ) حدثنا يحيى بن أبي كثير قال ثنا شبل بن عباد عن ابن أبي سليمان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : قالت مريم : كنت إذا خلوت أنا وعيسى حدثني وحدثته ، وإذا شغلني عنه إنسان سبح في بطني وأنا أسمع . ( 2 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال : ما تكلم عيسى عليه السلام إلا بالآيات التي تكلم بها حتى بلغ مبلغ الصبيان . ( 3 ) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن هلال بن يساف قال : لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى عليه السلام وصاحب يوسف وصاحب جريج . ( 4 ) حدثنا أبو معاوية قال ثنا عمار بن زريق عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس { وإنه لعلم للساعة } قال : خروج عيسى بن مريم عليه السلام . ( 5 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ثابت بن هرمز عن شيخ عن أبي هريرة { ليظهره على الذين كله } قال : خروج عيسى عليه السلام . ( 6 ) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الاعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما أراد الله أن يرفع عيسى عليه السلام إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم اثنا عشر رجلا من غير البيت ورأسه يقطر ماء ، فقال لهم : أما إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي ، ثم قال : أيكم سيلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي ، فقام شاب من أحدثهم سنا فقال : أنا ، فقال عيسى : اجلس ، ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال : أنا ، فقال : نعم أنت ذاك ، قال : فألقى عليه شبه عيسى ، قال : ورفع عيسى عليه السلام من روزنة كانت في البيت إلى السماء ، قال : وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبيه فقتلوه ثم صلبوه وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به ، فتفرقوا ثلاث فرق ، قال : فقال فرقة : كان فينا الله ما شاء ، ثم صعد إلى السماء ، وهؤلاء اليعقوبية . وقالت فرقة : كانت فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه ، وهؤلاء النسطورية ، وقالت فرقة : كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء المسلمون ، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقاتلوها فقتلوها ، فلم يزل الاسلام طامسا حتى بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عليه { فآمنت طائفة من بني إسرائيل } يعني الطائفة التي آمنت في زمن عيسى ، { وكفرت طائفة } يعني الطائفة التي كفرت في زمن عيسى { فأيدنا الذين آمنوا } في زمان عيسى { على عدوهم } بإظهار محمد صلى الله عليه وسلم دينهم على دين الكفار { فأصبحوا ظاهرين } . - ( هامش ) - ( 7 / 4 ) سورة الزخرف من الآية ( 61 ). ( 7 / 5 ) سورة التوبة من الآية ( 33 ). ( 7 / 6 ) الروزنة : الطاق في أعلى الجدار أي النافذة الصغيرة القريبة إلى السقف في أعلى الجدار . وقد تحدث اليعقوبية والنسطورية وقالوا بالثالوث أما الاريوسية أو الاريسيين الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم فهم المسلمون وقد قتلهم القياصرة قياصرة الروم وبطاركة التثليث ولاحقوهم . حتى قضوا عليهم ( راجى ؟ ؟ أبحاثنا حول هذا الموضوع في مجلة الرسالة الاسلامية الصادرة في بيروت الاعداد رقم 84 / 85 / 86 / 87 / 88 ). { فآمنت طائفة } إلى قوله : { فأصبحوا ظاهرين } سورة الصف الآية ( 14 )( . ) حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : كان عيسى ابن مريم عليه السلام لا يرفع عشاء لغداء ولا غداء لعشاء ، وكان يقول : إن مع كل قوم رزقه ، كان يلبس الشعر ويأكل الشجر وينام حيث أمسى . ( 8 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة قال : مرت امرأة بعيسى ابن مريم عليه السلام فقالت : طوبى لبطن حملك ولثدي أرضعك ، قال عيسى عليه السلام : طوبى لمن قرأ قرآن واتبع ما فيه . ( 9 ) حدثنا أبو خالد عن محمد بن عجلان عن محمد بن يعقوب قال : قال عيسى ابن مريم : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسموا قلوبكم ، فإن القلب القاسي بعيد من الله ، ولكن لا تعلمون ، ولا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب ، وانظروا في ذنوبكم ، فإنما الناس رجلان : مبتلى ومعافى ، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية . ( 10 ) حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح رفعه إلى عيسى قال : قال لا صحابه : اتخذوا المساجد مساكن ، واتخذوا البيوت منازل ، وانجوا من الدنيا بسلام ، وكلوا من بقل البرية ، وزاد فيه الاعمش : واشربوا من الماء القراح . ( 11 ) حدثنا عباد بن العوام عن العلاء بن المسيب عن رجل حدثه قال : قال الحواريون لعيسى ابن مريم عليه السلام ! ما تأكل ؟ قال : خبز الشعير ، قالوا : وما تلبس ؟ قال : الصوف ، قالوا : وما تفترش ؟ قال : الارض ، قالوا : كل هذا شديد ، قال : لن تنالوا ملكوت السماوات والارض حتى تصيبوا هذا على لذة ، أو قال : على شهوة . ( 12 ) حدثنا محمد بن بشير قال ثنا مسعر عن أبي حصين قال : سمعته يذكر عن سعيد بن جبير في قوله : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } قال : فذكروا عيسى وعزيزا أنهما كانا يعبدان ، فنزلت هذه الآية من بعدها { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } قال : عيسى ابن مريم عليه السلام . - ( هامش ) - ( 7 / 12 ){ إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } سورة الانبياء من الآية ( 98 ). { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } سورة الانبياء من الآية ( 101 )( . ) ( 8 ) ما ذكر من فضل إدريس عليه السلام ( 1 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن ميسرة الاشجعي عن عكرمة عن ابن عباس قال : سألت كعبا عن رفع إدريس مكانا عليا فقال : أما رفع إدريس مكانا عليا فكان عبدا تقيا ، يرفع له من العمل الصالح ما يرفع لاهل الارض في أهل زمانه ، قال : فعجب الملك الذي كان يصعد عليه عمله ، فاستأذن ربه إليه ، قال : رب ائذن لي إلى عبدك هذا فأزوره ، فأذن له فنزل فقال : يا إدريس ! أبشر فإنه يرفع لك من العمل الصالح ما لا يرفع لاهل الارض ، قال : وما علمك ؟ قال : إني ملك ، قال : وإن كنت ملكا ، قال : فإني على الباب الذي يصعد عليه عملك ، قال : أفلا تشفع لي إلى ملك الموت فيؤخر من أجلي لازداد شكرا وعبادة ، قال له الملك : لا يؤخر الله نفسا إذا جاء أجعلها ، قال : قد علمت ولكنه أطيب لنفسي ، فحمله الملك عن جناحه فصعد به إلى السماء فقال : يا ملك الموت ! هذا عبد تقى نبي يرفع له من العمل الصالح ما لا يرفع لاهل الارض ، وإنه أعجبني ذلك ، فاستأذنت إليه ربي ، فلما بشرته بذلك سألني لا شفع له إليك لتؤخر من أجله فيزداد شكرا وعبادة لله ، قال : ومن هذا ؟ قال : إدريس ، فنظر في كتاب معه حتى مر باسمه فقال : والله ما بقي من أجل إدريس شئ ، فمحاه فمات مكانه . ( 2 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد { ورفعناه مكانا عليه } فقال : في السماء الرابعة . ( 3 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي هارون عن أبي سعيد قال : في السماء الرابعة . ( 9 ) ما ذكر في أمر هود عليه السلام ( 1 ) حدثنا غندر عن شعبة عن إسحاق عن عمرو بن ميمون قال : كان هود عليه السلام جلدا في قومه وأنه كان قاعدا في قومه فجاء سحاب مكفهر فقالوا : { هذا عارض ممطرنا } فقال هود عليه السلام : { بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم } فجعلت تلقى الفسطاط وتجئ بالرجل الغائب . - ( هامش ) - ( 8 / 2 ) سورة مريم من الآية ( 57 ). ( 9 / 1 ) سورة الاحقاف من الآية ( 24 )( . )( 10 ) ما ذكر من أمر داود عليه السلام وتواضعه ( 1 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال : إن كان داود عليه السلام ليخطب الناس وفي يده القفة من الخوص فإذا فرغ ناولها بعض من إلى جنبه يبيعها . ( 2 ) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد قال : لما أصاب داود الخطيئة ، وإنما كانت خطيئته أنه لما أبصرها أمر بها فعزلها فلم يقربها ، فأتاه الخصمان فتسوروا في المحرام فلما أبصرهما قام إليهما فقال : اخرجا عني ، ما جاء بكما إلي ؟ فقال : إنما نكلمك بكلام يسير ، إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة وهو يريد أن يأخذها مني ، قال : فقال داود عليه السلام : والله إنه أحق أن ينشر منه من لدن هذه إلى هذه - يعني من أنفه إلى صدره ، فقال الرجل : هذا داود قد فعله ، فعرف داود عليه السلام إنما يعني بذلك ، وعرف ذنبه فخر ساجدا أربعين يوما وأربعين ليلة ، وكانت خطيئته مكتوبة في يده ، ينظر إليها لكيلا يغفل حتى نبت البقل حوله من دموعه ما غطى رأسه ، فنادى بعد أربعين يوما : قرح الجبين وجمدت العين ، وداود عليه السلام لم يرجع إليه في خطيئة شئ فنودي : أجائع فتطعم أم عريان فتكسى أم مظلوم فتنصر ، قال : فنحب نحبة هاج ما يليه من البقل حين لم يذكر ذنبه فعند ذلك غفر له : فإذا كان يوم القيامة قال له ربه : كن أمامي ، فيقول : أي رب ذنبي ذنبي ، فيقول : كن خلفي ، فيقول له : خذ بقدمي فيأخذ بقدمه . ( 3 ) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني قال : بلغنا أن داود نبي الله جزأ الصلاة على بيوته على نسائه وولده ، فلم تكن تأتي ساعة من الليل والنهار إلا وإنسان قائم من آل داود يصلي ، فعمتهم هذه الآية { اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور } . ( 4 ) حدثنا عفان قال ثنا معاوية بن عبد الكريم قال ثنا الحسن أن داود النبي عليه السلام قال : إلهي ! لو كان أن لكل شعرة مني لسانين يسبحانك الليل والنهار ما قضينا نعمة من نعمتك علي . ( 5 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن علي بن الاقمر عن أبي الاحوص قال : دخل الخصمان على داود عليه السلام وكل واحد منهما أخذ برأس صاحبه . - ( هامش ) - ( 10 / 3 ) سورة سبأ من الآية ( 13 )( . ) ( 6 ) حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هشام عن سعيد بن جبير قال : إنما كانت فتنة داود النظر . ( 7 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الله الجدلي قال : ما رفع داود عليه السلام رأسه إلى السماء حتى مات . ( 8 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا علي بن زيد عن الحسن عن الاحنف ابن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم أن داود عليه السلام قال : أي رب ! إن بني إسرائيل يسألونك بإبراهيم وإسحاق ويعقوب فاجعلني يا رب لهم رابعا ، فأوحى الله إليه أن يا داود ! إن إبراهيم ألقى في النار في سببي فصبر ، وتلك بلية لم تنلك ، وإن إسحاق بذل نفسه ليذبح فصبر من أجلي فتلك بلية لم تنلك وإن يعقوب أخذت حبيبه حتى ابيضت عيناه فصبر وتلك بلية لم تنلك ، قال : علي بن زيد : وحدثني خليفة عن ابن عباس أن داود حدث نفسه إن ابتلى أن يعتصم ، فقيل له : إنك ستبتلى وتعلم اليوم الذي تبتلى فيه فخذ حذرك ، فقيل له : هذا اليوم الذي تبتلى فيه ، فأخذ الزبور فوضعه في حجره وأغلق باب المحراب وأقعد منصفا على الباب وقال : لا تأذن لاحد على اليوم ، فبينما هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر مذهب كأحسن ما يكون الطير ، فيه من كل لون ، فجعل يدرج بين يديه فدنا منه ، فأمكن أن يأخذه ، فتناوله بيده ليأخذه ، فاستوفزه من خلفه ، فأطبق الزبور وقام إليه ليأخذه ، فطار فوقع على كوة المحراب ، فدنا منه أيضا ليأخذه فوقع على حصن فأشرف عليه لينظر أين وقع ، فإذا هو بالمرأة عند بركتها تغتسل من المحيض ، فلما رأت ظله حركت رأسها فغطت جسدها بشعرها ، فقال داود للمنصف : اذهب فقل لفلانة ، تجئ فأتاها فقال : إن نبي الله يدعوك ، فقالت : مالي ولنبي الله ! إن كانت له حاجة فليأتني ، أما أنا فلا آتيه ، فأتاه المنصف فأخبره بقولها ، فأتاها : وأغلقت الباب دونه ، فقالت : مالك يا داود ؟ أما تعلم أنه من فعل هذا رجمتموهما ووعظته فرجع ، وكان زوجها غازيا في سبيل الله ، فكتب داود عليه السلام إلى أمير المغزى : انظر أوريا فاجعله في حملة التابوت ، فقتل ، فلما انقضت عدتها خطبها فاشترطت عليه : إن ولدت غلاما أن يجعله الخليفة من بعده ، وأشهدت عليه خمسين من بني إسرائيل وكتبت عليه بذلك كتابا ، فما شعر بفتنته أنه فتن حتى ولدت سليمان وشب ، فتسور المكان عليه المحراب ، فكان من شأنهما ما قص الله ( وخر داود ساجدا ) فغفر الله له ( وأناب ) وتاب الله عليه ، فطلقها وجفا سليمان وأبعده ، فبينما هو في مسير له وهو في ناحية القوم إذ أتى على غلمان له يلعبون ، فجعلوا يقولون : يا لادين ، فوقف داود فقال : ما شأن هذا ، يسمى لادين ، فقال سليمان وهو في ناحية القوم : أما إنه لو سألني عن هذا لاخبرته بأمره ، فقيل لداود : إن سليمان قال كذا وكذا ، فدعاه وقال : ما شأن هذا الغلام سمي لادين فقال : سأعلم لك علم ذلك ، فسأل سليمان عن أبيه كيف كان أمره ؟ فقيل : إن أباه كان في سفر له مع أصحاب له ، وكان كثير المال فأرادوا قتله ، فأوصاهم فقال : إني تركت امرأتي حبلى ، فإن ولدت غلاما فقولوا لها : تسميه " لا دين " فبعث سليمان إلى أصحابه ، فجاءوا فخلا بأحدهم فلم يزل حتى أقر ، وخلا بالآخرين ، فلم يزل بهم حتى أقروا كلهم ، فرفعهم إلى داود فقتلهم فعطف عليه بعض العطف ، وكانت امرأة عابدة من بني إسرائيل وكانت تبتلت ، وكانت لها جاريتان جميلتان وقد تبتلت المرأة لا تريد الرجال ، فقالت إحدى الجاريتين للاخرى : قد طال علينا هذا البلاء ، أما هذه فلا تريد الرجال ، ولا تزال بشر ما كنا لها ، فلو أنا فضحناها فرجمت ، فصرنا إلى الرجال ، فأخذتا ماء البيض فأتتاها وهي ساجدة فكشفتا عنها ثوبها ونضحتا في دبرها ماء البيض وصرختا : إنها قد بغت ، وكان من زنا منهم حده الرجم : فرفعت إلى داود عليه السلام وما البيض في ثيابها فأراد رجمها ، فقال سليمان : أما أنه لو سألني لا نبأته ، فقيل لداود : إن سليمان قال كذا وكذا ، فدعاه فقال : ما شأن هذه ؟ ما أمرها ؟ فقال : ائتوني بنار فإنه إن كان ماء الرجال تفرق : وإن كان ماء البيض اجتمع ، فأتى بنار فوضعها عليه فاجتمع فدرأ عنها الرجم ، وعطف عليه بعض العطف وأحبه ، ثم كان بعد ذلك أصحاب الحرث وأصحاب الشياه ، فقضى داود عليه السلام لاصحاب الحرث بالغنم ، فخرجوا وخرجت الرعاء معهم الكلاب ، فقال سليمان : كيف قضى بينكم ؟ فأخبروه فقال : لو وليت أمرهم لقضيت بينهم بغير هذا القضاء : فقيل لداود : إن سليمان يقول كذا وكذا ، فدعاه فقال : كيف تقضي ؟ فقال : أدفع الغنم إلى أصحاب الحرث هذا العام فيكون لهم أولادها وسلاها وألبابها ومنافعها ويبذر هؤلاء مثل حرثهم ، فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه أخذ هؤلاء الحرث ودفع هؤلاء إلى هؤلاء الغنم ، قال : فعطف عليهم ، قال حماد : وسمعت ثابتا يقول : هو أوريا . ( 9 ) حدثنا أبو أسامة عن الفزاري عن الاعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال : أوحى الله إلى داود عليه السلام أن قل للظلمة : لا يذكروني ، فإنه حق علي أن أذكر من ذكرني ، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم . ( 10 ) حدثنا عبيد الله قال حدثنا شريك عن السدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : مات داود عليه السلام يوم السبت فجاءة ، فعكفت الطير عليه تظله . ( 11 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا يحيى بن المهلب أبو كدينة عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس { يا جبال أوبي معه } قال : سبحي . ( 12 ) حدثنا محمد بن بشر وو كيع عن مسعر عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن { يا جبال أوبي معه } قال : سبحي . ( 13 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن مجاهد قال : بكى من خطيئته حتى هاج ما حوله من دموعه . ( 14 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة { أوبي } قال : سبحي . ( 11 ) ما ذكر في يحيى بن زكريا عليه السلام ( 1 ) حدثنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس { لم نجعل له من قبل سميا } قال : لم يسم أحد قبله يحيى . ( 2 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبى نجيح عن مجاهد قال مثله . ( 3 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن سليمان العبدي عن رجل منهم يقال له مهدي عن عكرمة { وآتيناه الحكم صبيا } قال : القرآن . ( 4 ) حدثنا ابن عيينة عن منصور بن صفية عن أمه ، قال : دخل ابن عمر المسجد وابن الزبير مصلوب فقالوا : هذه أسماء ، قال : فأتاها فذكرها وو عظها وقال لها : إن الجيفة ليست بشئ ، وإنما الارواح عند الله فاصبري واحتسبي ، قالت : وما يمنعني من الصبر وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل . ( 5 ) حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : ما قتل يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها : لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه ، قال : فذبحه فأتاها برأسه في طشت . - ( هامش ) - ( 10 / 11 ) سورة سبأ من الآية ( 10 ). ( 11 / 1 ) سورة مريم من الآية ( 7 ). ( 11 / 3 ) سورة مريم من الآية ( 12 )( . ) ( 6 ) حدثنا جرير عن الاعمش عن مجاهد في قوله { لم نجعل له من قبل سميا } قال : مثله في الفضل . ( 7 ) حدثنا أبو خالد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو قال : ما من أحد إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا ، ثم قرأ { وسيدا وحصورا } ثم رفع من الارض شيئا ثم قال : ما كان معه إلا مثل هذا . ( 8 ) حدثنا وكيع عن شريك عن سالم عن سعيد { سيدا وحصورا } قال : الحليم . ( 9 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أحد إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة إلا يحيى بن زكريا " . ( 10 ) حدثنا شبابة عن شعبة عن الحكم عن مجاهد { لم نعجل له من قبل سميا } قال : شبيها . ( 12 ) ما ذكر في ذي القرنين ( 1 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال : ذو القرنين نبي . ( 2 ) حدثنا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم عن مجاهد قال : كان ملك الارض . 3 () حدثنا وكيع عن بسام عن أبي الطفيل عن علي قال : كان رجلا صالحا ، ناصح الله فنصحه فضرب على قرنه الايمن فمات فأحياه الله ، ثم ضرب على قرنه الايسر فمات فأحياه الله وفيكم مثله . ( 4 ) حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي ا لطفيل قال : سئل علي عن ذي القرنين فقال : لم يكن نبيا ولا ملكا ، ولكنه كان عابدا ناصح الله فنصحه فدعا قومه إلى الله فضرب على قرنه الايمن فمات فأحياه الله ، ثم دعا قومه إلى الله فضرب على قرنه الايسر فمات فأحياه الله فسمي ذا القرنين . ( 5 ) حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن سماك عن حبيب بن حماز قال : قيل ( 11 / 7 ) سورة آل عمران من الآية ( 39 ) والحصور هو الذي لا يقدر على غشيان النساء ( . ) لعلي : كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب ، قال : سخر له السحاب وبسط له النور ومد له الاسباب ، ثم قال : أزيدك ؟ قال : حسبي . ( 6 ) حدثنا ابن فضيل عن حصين عن مجاهد قال : لم يملك الارض الارض كلها إلا أربعة : مسلمان وكافران ، فأما المسلمان فسليمان بن داود وذو القرنين ، وأما الكافران فبخت نصر والذي حاج إبراهيم في ربه . ( 13 ) ما ذكر في يوسف عليه السلام ( 1 ) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال : ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ، وكان في العبودية وفي السجن وفي الملك ثمانين سنة ، ثم جمع شمله فعاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة . ( 2 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن ربيعة الحرشي قال : قسم الحسن نصفين فأعطى يوسف وأمه نصف حسن الخلق ، وسائر الخلق نصفا . ( 3 ) حدثنا ابن نمير عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أكرم الناس ؟ قال : " أتقاهم لله " ، قالوا : ليس عن هذا نسألك ، قال : " فأكرم الناس يوسف نبي الله بن نبي الله بن خليل الله صلوات الله عليهم " . ( 4 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أعطي يوسف وأمه شطر الحسن " . ( 5 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص عن عبد الله قال : أعطي يوسف عليه السلام وأمه ثلث حسن الخلق . - ( هامش ) - ( 12 / 6 ) بختنصر : أحد مؤسسي الدولة الكلدانية . الذي حاج إبراهيم في ربه هو النمرود وآثاره وآثار قصوره ما زالت ماثلة في ضرائب بابل قرب مدينة الحلة على بعد حوالي 60 كلم عن بغداد ( . ) ( 14 ) ما ذكر في تبع اليماني ( 1 ) حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال : جاء عبد الله بن عباس إلى ابن سلام فقل : إني أريد أن أسالك عن ثلاث ، قال : تسألني وأنت تقرأ القرآن ، قال : نعم ، قال : فسل ، قال : أخبرني عن تبع ما كان ، وعن عزير ما كان ، وعن سليمان لم تفقد الهدهد ؟ فقال : أما تبع فكان رجلا من العرب فظهر على الناس وشاء فتية من الاخيار فاستدخلهم وكان يحدثهم ويحدثونه فقال قومه : إن تبعا قد ترك دينكم وبايع الفتية ، فقال تبع للفتية : قد تسمعون ما قال هؤلاء ، قالوا : بيننا وبينهم النار التي تحرق الكاذب وينجو منها الصادق ، قالوا : نعم ، قال تبع للفتية : ادخلوها ، ، قال : فتقلدوا مصاحفهم فدخلوها فانفرجت لهم حتى قطعوها ثم قال لقومه : ادخلوها ، فلما دخلوها سفعت النار وجوههم فنكصوا فقال لتدخلنها ، قال : فدخلوها فانفجرت لهم حتى إذا توسطوها أحاطت بهم فأحرقتهم ، قال : فأسلم تبع وكان رجلا صالحا ، وأما عزير فإن بيت المقدس لما خرب ودرس العلم وحرقت التوراة ، كان يتوحش في الجبال ، فكان يرد عينا يشرب منها ، قال : فوردها يوما فإذا امرأة قد تمثلت له ، فلما رآها نكص ، فلما أجهده العطش أتاها فإذا هي تبكي ، قال : ما يبكيك ؟ قالت : أبكي على ابني ، قال : كان ابنك يرزق ؟ قالت : لا ، قال : كان يخلق ؟ قالت : لا ، قال : فلا تبكين عليه ، قالت : فمن أنت ؟ أتريد قومك ؟ ادخل هذا العين فإنك ستجدهم ، قال : فدخلها ، قال : فكان كلما دخلها زيد في علمه حتى انتهي إلى قومه وقد رد الله إليه علمه ، فأحيا لهم التوراة وأحيا لهم العلم ، قال : فهذا عزيز ، وأما سليمان فإنه نزل منزلا في سفر فلم يدر ما بعد الماء منه ، فسأل من يعلم علمه ، فقالوا : الهدهد ، فهناك تفقده . ( 15 ) ما ذكر في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الاحوص عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أبرأ إلى كل خليل من خليله غير أنه الله اتخذ صاحبكم خليلا ، ولو كنت متخذا خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا " - إلا أن وكيعا قال : من خله . - ( هامش ) - ( 14 / 1 ) نكصوا : تراجعوا . درس العلم : ذهب أهله ومعالمه وكتبه . ( 15 / 1 ) من خله أي أنه روى الحديث : " إني أبرأ إلى كل خليل من خله " ( . )
2 () حدثنا ابن علية عن أيوب عن عكرمة قال : قال ابن عباس في أبي بكر : أما الذي قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت متخذا من هذه الامة خليلا لا تخذته " . ( 3 ) حدثنا وكيع عن الاعمش عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الدرجات العلى ليرون من هو أسفل منهم كما يرون الكوكب الطالع في الافق من آفاق السماء ، وأن أبا بكر وعمر منهما وأنعما " . ( 4 ) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا فليح بن سليمان عن سالم أبي النضر عن عبيد بن حنين وبسر بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال : " إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لا تخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر " . ( 5 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر " ، قال : فبكى أبو بكر فقال : هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله . ( 6 ) حدثنا شريك عن أشعث عن أبي الشعثاء عن الاسود بن هلال أن أعرابيا قال لهم : شهدت صلاة الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأقبل على الناس بوجهه فقال : " رأيت أناسا من أمتي البارحة وزنوا ، فوزن أبو بكر فوزن ، ثم وزن عمر فوزن " . ( 7 ) حدثنا عفان قال ثنا همام قال ثنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار : لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لا بصرنا تحت قدميه ، فقال : " يا أبا بكر ! ما ظنك باثنين الله ثالثهما " . - ( هامش ) - ( 15 / 3 ) منهما : أي من أصحاب الدرجات العلى . وأنعما : أي هما مستحقان لهذه النعمة . ( 15 / 4 ) أمن الناس علي : أكثرهم فضلا وأوصلهم الخير إلى . لا يبقى في المسجد باب إلا سد : وهذا قبيل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم . ( 15 / 5 ) لانه قد نفعه صلى الله عليه وسلم هذا المال أيام قلة المال وضعف الحال في مكة وعند الهجرة . ( 15 / 6 ) فوزن : فرجح بالناس إذ كان هو في كفة والناس في كفة أخرى . ( 15 / 7 ) وفي ذلك قوله تعالى : { إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا } ( . ) ( 8 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبي مالك الاشجعي عن سالم قال : قلت لابن الحنفية : أبو بكر كان أول القوم إسلاما ، قال : لا ، قلت : فيما علا أبو بكر وسبق حتى لا يذكر غير أبي بكر ، فقال : كان أفضلهم إسلاما حين أسلم حتى لحق بالله . ( 9 ) حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر " . ( 10 ) حدثنا مروان بن معاوية عن عوف عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم نعت يوما الجنة وما فيها من الكرامة ، فقال فيما يقول : " إن فيها لطيرا أمثال البخت " ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ! إن تلك الطير ناعمة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا بكر ! من يأكل منها أنعم منها ، والله يا أبا بكر ، إني لارجو أن تكون ممن يأكل منها " . ( 11 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال : قال رجل لعمر بن الخطاب : ما رأيت مثلك ، قال : رأيت أبا بكر ؟ قال : لا ، قال : لو قلت : نعم إني رأيته ، لاوجعتك ضربا . ( 12 ) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال : قال عمر : لان أقدم فتضرب عنقي أحب إلى من أن أتقدم قوما فيهم أبو بكر . ( 13 ) حدثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال : كانوا يقولون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم : خير الناس أبو بكر وعمر . ( 14 ) حدثنا أبو معاوية عن سهيل عن أبيه عن بن عمر قال : كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي : أبو بكر وعمر وعثمان : ثم نسكت . ( 15 ) حدثنا ابن عيينة عن خالد بن سلمة عن الشعبي قال : حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة . ( 15 / 10 ) البخت : هي الابل الفارسية الخراسانية طويلة الاعناق والارجح أنها ذات السنامين . ( 15 / 11 ) لاوجعتك ضربا : إذا لو رأى أبا بكر رضي الله عنه ثم قال لعمر رضي الله عنه ما رأيت مثلك لكان معنى ذلك تفضيله عليه . ( 15 / 14 ) أما ترابتهم عند أهل السنة والجماعة فهي على تراتب خلافتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين ( . ) ( 16 ) حدثنا أبو معاوية عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت في قوله { فأنزل الله سكينته عليه } قال : على أبي بكر ، قال : فأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت السكينة عليه قبل ذلك . ( 17 ) حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال : أعتق أبو بكر مما كان يعذب في الله سبعة : عامر بن فهيرة وبلالا ونذيرة وأم عبيس والنهدية وأختها وحارثة بن عمرو بن مؤمل . ( 18 ) حدثنا ابن عيينة عن مطرف عن عامر أن عمر قال : لا أسمع بأحد فضلني على أبي بكر إلا جلدته أربعين . ( 19 ) حدثنا زيد بن حباب عن موسى بن عبيدة قال أخبرني أبو معاذ عن خطاب أو أبي الخطاب عن علي قال بينا أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر وعمر فقال : " يا علي ! هذان سيدا كهول أهل الجنة إلا ما كان من الانبياء فلا تخيرهما " . ( 20 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي بن حراش عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم ، اقتدوا باللذين من بعدي " - وأشار إلى أبي بكر وعمر . ( 21 ) حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي جعفر عن الربيع قال : مكتوب في الكتاب الاول : مثل أبي بكر مثل القطر حيثما وقع نفع . ( 22 ) حدثنا أبو معاوية عن سهيل عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم الرجل أبو بكر ، نعم الرجل عمر ، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس ، ونعم الرجل معاذ ابن عمرو بن الجموح ، ونعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح " . ( 23 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن جامع عن منذر عن ابن الحنفية قال : قلت لابي : من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أبو بكر ، قال : قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، قال : قلت : فأنت ؟ قال : أبوك رجل من المسلمين . - ( هامش ) - ( 15 / 16 ) سورة التوبة من الآية ( 40 ). ( 15 / 16 ) أي فلا تفضل عليهما أحدا سواهما من الصحابة . ( 15 / 21 ) القطر : ماء المطر ( . )( 24 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا صدقة بن المثني قال : سمعت جدي رباح بن الحارث يذكر أنه شهد المغيرة بن شعبة وكان بالكوفة في المسجد الاكبر ، و كانوا أجمع ما كانوا يمينا وشمالا حتى جاء رجل من أهل المدينة يدعى سعيد بن زيد بن نفيل ، فرحب به المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير ، فبينا هو على ذلك إذ دخل رجل من أهل الكوفة يدعى قيس بن علقمة ، فاستقبل المغيرة فسب فسب ، فقال له المدني : يا مغير بن شعب ، من يسب هذا الشاب ، قال : سب علي بن أبي طالب ، قال له مرتين : يا مغير بن شعب ! ألا أسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبون عندك لا تنكر ولا تغير ، فإني أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمعت أذناي وبما وعى قلبي فإني لن أروي عنه من بعده كذبا فيسألني عنه إذا لقيته أنه قال : " أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة ، وآخر تاسع لو أشاء أن أسميه لسميته " ، قال : فخرج أهل المسجد يناشدونه بالله : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ! من التاسع ؟ قال : " نشدتموني بالله والله عظيم ، أنا تاسع المؤمنين ونبي الله صلى الله عليه وسلم العاشر " ، ثم اتبعها والله لمشهد شهده الرجل منهم يوما واحدا في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من علم أحدكم ولو عمر عمر نوح . ( 25 ) حدثنا ابن فضيل عن عطاء عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة طيرا أمثال البخت يأتي الرجل فيصيب منها ثم يذهب كأن لم ينقص منها شيئا " ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ! إن تلك الطير ناعمة ، قال : " ومن يأكله أنعم منه ، أما إنك ممن يأكلها " . ( 26 ) حدثنا أبو الأحوص عن حصين عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد قال : أشهد على تسعة أنهم في الجنة ، ولو شهدت على العاشر لصدقت ، قال : قلت : وما ذاك ؟ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن مالك وعبد الرحمن بن عوف ، فقال رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم : " أثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " ، قال : قلت : من العاشر ، قال : أنا . ( 27 ) حدثنا خلف بن خليفة عن إسماعيل بن أبي خالد أن عائشة نظرت إلى - ( هامش ) - ( 15 / 24 ) وسعيد بن زيد بن نفيل من العشرة المبشرين بالجنة . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه رضي الله عنهم : " لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " روته كتب الصحاح ( . ) رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا سيد العرب ! قال : " أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، وأبوك سيد كهول العرب " . ( 28 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال : قال علي : خير هذه الامة بعد نبيها أبو بكر ، وبعد أبي بكر عمر ، ولو شئت أن أحدثكم بالثالث لفعلت : ( 29 ) حدثنا شريك عن عاصم عن أبي جحيفة عن علي مثله . ( 30 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال : مشيت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى امرأة رجل من الانصار ، قال : فرشت له أصول نخل وذبحت لنا شاة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليدخلن رجل من أهل الجنة ، فدخل أبو بكر ، ثم قال : ليدخلن رجل من أهل الجنة ، فدخل عمر ، ثم قال : ليدخلن رجل من أهل الجنة ، ثم قال : اللهم إن شئت جعلته عليا " ، فدخل علي . ( 31 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن بن عبيد الله قال ثنا الحر بن الصباح عن عبد الرحمن بن الاخنس النخعي عن سعيد بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، ولو شئت لسميت التاسع " . ( 32 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مسعر عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح الحنفي عن علي بن أبي طالب قال : قيل لي ولابي بكر الصديق يوم بدر : " مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل ، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يقف في الصف " . ( 33 ) حدثنا أبو معاوية عن السري بن يحيى عن بسطام بن مسلم قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على سرية فيها أبو بكر وعمر ، فلما قدموا اشتكى أبو بكر وعمر عمرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يتأمرن عليكما أحد بعدي " . ( 34 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس عن الحسن قال : قال عمر : وددت أني من الجنة حيث أرى أبا بكر . - ( هامش ) - ( 15 / 34 ) وهذا كناية عن عظيم مكانة الصديق رضي الله عنه بالنسبة للصحابة رضي الله عنهم ( . ) ( 35 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس عن الحسن قال : قال رجل لعمر : يا خير الناس ، فقال : إني لست بخير الناس ، فقال : والله ما رأيت قط رجلا خيرا منك ، قال : ما رأيت أبا بكر ؟ قال : لا ، قال : لو قلت : نعم ، لعاقبتك ، قال : وقال عمر : من [ ؟ ئلهم ؟ ] بيني وبين أبي بكر ، يوم من أبي بكر خير من آل عمر . ( 36 ) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا إسماعيل عن قيس قال : قال عمرو : وأي الناس أحب إليك يا رسول الله ! قال : [ * ] قال : لنحب من تحب ، قال : أحب الناس إلي عائشة " ، قال : لست أسألك عن النساء ، إنما أسألك عن الرجال ، فقال مرة : أبوها " ، وقال مرة : " أبو بكر " . ( 37 ) حدثنا يزيد قال أخبرنا العوام عن أبي الهذيل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أحد أمن علينا في ذات يده من أبي بكر ، ولو كنت متخذا خليلا لا تخذت أبا بكر ، ولكن أخي وصاحبي وعلي ديني ، وصاحبكم قد اتخذ خليلا " - يعني نفسه .
( 38 ) حدثنا أبو داود وعمر بن سعد عن بدر بن عثمان عن عبيد الله بن مروان عن أبي عائشة عن ابن عمر قال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال : " رأيت آنفا كأني أعطيت المقاليد والموازين ، فأما المقاليد فهذه المفاتيح وأما الموازين فهي التي تزنون بها ، فوضعت في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجحت بهم ، ثم جئ بأبي بكر فرجح ، ثم جئ بعمر فرجح ، ثم جئ بعثمان فرجح ، ثم رفعت ، قال : فقال له رجل : فأين نحن ؟ قال : حيث جعلتم أنفسكم " . ( 39 ) حدثنا قبيصة عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة . عن أبيه قال : وفدنا إلى معاوية ، قال : فما أعجب بوفد ما أعجب بنا ، فقال : يا أبا بكرة ! حدثني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وكانت تعجبه الرؤيا يسأل عنها فسمعته يقول : " رأيت ميزانا أنزل من السماء فوزنت فيه أنا وأبو بكر فرجحت بأبي بكر ، ثم وزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر ، ثم وزن عمر - ( هامش ) - ( 15 / 35 )[ - لهم ] هكذا في الاصل من غير نقط . ( 15 / 36 )[ * ] بياض في الاصل والمعنى واضح فالارجح أنه صلى الله عليه وسلم قد سأله عن سبب السؤال . ( 15 / 37 ) أي قد اتخذه الله خليلا . ( 15 / 38 ) أي حيث تجعلكم أعمالكم ( . ) وعثمان فرجح عمر بعثمان ، ثم رفع الميزان إلى السماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خلافة ونبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء " ، قال : فزخ في أقفيتنا فأخرجنا . ( 40 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن محمد قال : ذكر رجلان عثمان فقال أحدهما : قتل شهيدا ، فتعلق به الآخر فأتى به عليا فقال : هذا يزعم أن عثمان بن عفان قتل شهيدا ، قال : قلت ذاك ، قال : نعم ، أما تذكر يوم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر وعثمان ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني ، وسألت أبا بكر فأعطاني ، وسألت عمر فأعطاني ، وسألت عثمان فأعطاني فقلت : يا رسول الله ! ادع الله أن يبارك لي ، قال : " ومالك لا يبارك لك وقد أعطاك نبي وصديق وشهيدان " ، فقال علي : دعه دعه دعه . 41 () حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي أنه قال : ألا أخبركم بخير هذه الامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر وعمر بن الخطاب . ( 42 ) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الاعمش عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال : كان أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر على العريش . ( 43 ) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن إسحاق عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل أهل عمل باب من أبواب الجنة يدعون منه بذاك العمل ، فلاهل الصيام باب يقال له الريان ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ! فهل من أحد يدعى من تلك الابواب كلها ، قال : نعم ، وإني أرجو أن تكون منهم يا أبا بكر " . ( 44 ) حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال عمر : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا - يعني بلالا . ( 45 ) حدثنا يزيد قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقصي وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للارامل فقال : أبو بكر : ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . - ( هامش ) - ( 15 / 42 ) إذ أقيم للرسول صلى الله عليه وسلم عريش يوم بدر في موقع يشرف منه على المعركة بين المسلمين والمشركين . ( 15 / 43 ) أي يكون الغالب على أعمالهم عمل معين ، كالصيام أو الصلاة أو الزكاة والصدقات إلخ . . . ( . ) ( 16 ) ما ذكر في فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن مكحول عن غضيف بن الحارث رجل من أيلة عن أبي ذر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله وضع الحق على لسان عمر " . ( 2 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا عبيد الله بن عمر قال ثنا أبو بكر بن سالم عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أريت في النوم كأني أنزع بدلو بكرة على قليب ، فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين فنزع نزعا ضعيفا والله يغفر له ، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستسقى فاستحالت غربا ، فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه حتى روى الناس وضربوا بالعطن " . ( 3 ) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينا أنا أسقي على بئر إذا جاء ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين فيهما ضعف والله يغفر له ، ثم جاء فنزع حتى استحالت في يده غربا ، وضرب الناس بالعطن . فما رأيت عبقريا يفري فريه " . ( 4 ) حدثنا شريك عن الاشعث عن الاسود بن هلال أن أعرابيا لهم قال : شهدت صلاة الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فأقبل على الناس بوجهه فقال : " رأيت ناسا من أمتي البارحة ، وزنوا فوزن أبو بكر فوزن " . ( 5 ) حدثنا عبيد الله بن إدريس عن زكريا عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن - ( هامش ) - ( 16 / 2 ) أنزع : استسقي أي أرفع الماء من بئر . دلو بكرة : دلو على بكرة . قليب : بئر . الذنوب : وعاء من جلد لنقل الماء . الغرب : وعاء كبير لرفع الماء ونقله . العبقري : القوي الشديد . يفري فريه : يعمل يجد ونشاط وسرعة مثله . ضربوا بالعطن : أي ضرب العطن والرطوبة الارض لكثرة ما نزع من القليب من ماء ، والعطن هو العفن القطري الذي ينبت في التربة الرطبة بشكل مستمر . ( 16 / 3 ) ابن أبي قحافة هو عبد الله بن أبي قحافة أي أبو بكر الصديق ، واسم أبي قحافة عثمان . ( 16 / 4 ) وزن : رجع بالناس ( . ) أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه كان فيمن مضي رجال يتحدثون في غير نبوة ، فإن يكن في أمتي أحد منهم فعمر " . ( 6 ) حدثنا عبد الله بن إدريس وو كيع وابن نمير عن إسماعيل عن قيس قال : قال عبد الله : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر . ( 7 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن الشيباني وإسماعيل عن الشعبي قال : قال علي : ما كنا نبعد أن السكينة تنطق بلسان عمر . ( 8 ) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن إبراهيم عن الاسود قال : قال عبد الله : إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر . ( 9 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : قال عبد الله : إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر . ( 10 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن واصل الاحدب عن زيد بن وهب عن عبد الله قال : إن عمر كان للاسلام حصنا حصينا ، يدخل فيه الاسلام ولا يخرج منه ، فلما قتل عمر انثلم الحصن فالاسلام يخرج منه ولا يدخل فيه . ( 11 ) حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : قالت أم أيمن لما قتل عمر ، اليوم وهي الاسلام . ( 12 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال : لقي رجل شيطانا في بعض طرق المدينة فأنجد فصرع الشيطان ، [ قبل ] عبد الله ، فقال : من يطيق به إلا عمر . ( 13 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد قال : كان عمر إذا رأى الرأي نزل به القرآن . - ( هامش ) - ( 16 / 8 ) حيهلا : اسم فعل بمعني الترحيب والتقديم . ( 10 16 ) انثلم الحصن : سقطت حجارة جداره ، وبعد عمر رضي الله عنه بدأت الفتن وكان أولها الفتنة التي أودت بحياة عثمان رضي الله عنه . ( 16 / 12 )[ ؟ قبل ؟ ] هكذا في الاصل بغير نقط والارجح أن هناك خطأ في الرسم وأنها [ سئل ] . ( 16 / 13 ) ومن ذلك وجوب قتل أسارى بدر من المشركين والحجاب واتخاذ مقام إبراهيم عليه السلام مصلى ( . ) ( 14 ) حدثنا شريك عن عاصم عن المسيب قال : قال عبد الله : ما كنا نتعاجم . أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ملكا ينطق بلسان عمر . ( 15 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن واصل عن مجاهد قال : كنا نحدث أو كنا نتحدث أن الشياطين كانت مصفدة في زمان عمر ، فلما أصيب بثت . ( 16 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن واصل عن أبي وائل قال : قال عبد الله : ما رأيت عمر إلا وكان بين عينيه ملكا يسدده . ( 17 ) حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن زيد بن وهب قال : قال عبد الله : إن أهل البيت من العرب لم يدخل عليهم مصيبة عمر لاهل بيت سوء . ( 18 ) حدثنا أبو خالد الاحمر والثقفي عن حميد عن أنس قال : قال أبو طلحة يوم مات عمر : ما أهل بيت حاضر ولا باد إلا وقد دخل عليهم نقص . ( 19 ) حدثنا خالد بن مخلد عن العمري عن جهم بن أبي الجهم عن المسور بن مخرمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه " . ( 20 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال : قال عبد الملك : حدثني قبيصة بن جابر قال : ما رأيت رجلا أعلم بالله ولا أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله من عمر . ( 21 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك عن زيد بن وهب قال : قال عبد الله : ما أظن أهل بيت من المسلمين لم يدخل عليهم حزن عمر يوم أصيب عمر إلا أهل بيت سوء ، إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله . ( 22 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله قال : إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر ، إن إسلامه كان نصرا ، وإن إمارته كانت فتحا ، وأيم الله ! ما أعلم على الارض شيئا إلا وقد وجد فقد عمر حتى العضاة ، وأيم الله إني لاحسب بين عينيه ملكا يسدده ويرشده ، وأيم الله لو أعلم أن كلبا يحب عمر لا حببته . ( 23 ) حدثنا عبدة بن سليمان وأبو أسامة عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن مصعب بن سعد عن معاذ بن جبل قال : إن عمر في الجنة ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما أنه في الجنة رأيت فيها دارا ، فقلت : لمن هذه ؟ فقيل : لعمر بن الخطاب " . - ( هامش ) - ( 16 / 14 ) ما كنا نتعاجم : ما كنا نختلف في قولنا هذا أي كان هناك إجماع على ذلك . ( 16 / 15 ) بثت : انفلتت من أصفادها وانطلقت توسوس للناس وتوقع بينهم الفتن . ( 16 / 23 ) وهذه بشارة واضحة لعمر رضي الله عنه بالجنة ( . ) ( 24 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت : لمن هذا ؟ قالوا : لشاب من قريش ، فظننت أني أنا هو ؟ فقلت : لمن هو ؟ قالوا : لعمر " . ( 25 ) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمر وعن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " دخلت الجنة وإذا فيها قصر من ذهب فأعجبني حسنة ، فسألت : لمن هذا ؟ فقيل لي : لعمر ، فما منعني أن أدخله إلا لما أعلم من غيرتك يا أبا حفص " ، فبكى عمر وقال يا رسول الله ! عليك أغار . ( 26 ) حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دخلت الجنة فرأيت فيها دارا أو قصرا ، فسمعت صوتا فقلت : لمن هذا ؟ قيل : لعمر ، فأردت أن أدخلها فذكرت غيرتك " ، فبكى عمر وقال : يا رسول الله ! أعليك أغار ؟ ( 27 ) حدثنا زيد بن حباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مررت بقصر من ذهب مشرف مرتفع ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقيل : لرجل من العرب ، فقلت : أنا عربي ، لمن هذا القصر : قالوا : لرجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم : أنا محمد ، لمن هذا القصر ؟ قالوا لعمر بن الخطاب " . ( 28 ) حدثنا زيد بن حباب عن حسين بن واقد قال : حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إني لاحسب الشيطان يفرق منك يا عمر " ! ( 29 ) حدثنا خلف بن خلفية عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير { وصالح المؤمنين } قال : عمر . ( 30 ) حدثنا أبو معاوية عن خلف بن حوشب عن أبي السفر قال : رأي علي علي برد كان يكثر لبسه ، قال : فقيل له : إنك لتكثر لبس هذا البرد ، فقال : إنه كسانيه خليلي وصفيي وصديقي وخاصي عمر ، إن عمر ناصح الله فنصحه الله - ثم بكى . - ( هامش ) - ( 16 / 25 ) حفص تخفيف لحفصة والعرب تفخر بمناداة الرجل بأبوته لابنته وحفصة هي زوج الرسول وأم المؤمنين . ( 16 / 28 يفرق : يخاف . ( 16 / 29 ) سورة التحريم من الآية ( 4 )( . ) ( 31 ) حدثنا ابن مبارك عن عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال : ما زال عمر جادا جوادا من حين قبض حتى انتهى . ( 32 ) حدثنا إسحاق بن منصور قال ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيس عن ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد عن محمد بن سعد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ! ما سلكت فجاء إلا سلك الشيطان فجا سواه " ، - يقوله لعمر . ( 33 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثني كهمس قال حدثني عبد الله بن شقيق قال : حدثني الاقرع - شك كهمس : لا أدري الاقرع المؤذن هو أو غيره - قال : أرسل عمر إلى الاسقف قال : فهو يسأله وأنا قائم عليهما أظلهما من الشمس فقال : هل تجدني في كتابكم ؟ فقال : صفتكم وأعمالكم ، قال : كيف تجدني ؟ قال : أجدك قرنا من حديد ، قال : فنقط عمر وجهه وقال : قرن حديد ؟ قال : أمير شديد ، فكأنه فرح بذلك ، قال : فما تجد بعدي ؟ قال : خليفة صدق يؤثر أقربيه ، قال : فقال عمر : يرحم الله ابن عفان ، قال : فما تجد بعده ؟ قال : صدع حديد ، قال : وفي يد عمر شئ يقلبه فنبذه فقال : يا دافراه - مرتين أو ثلاثة ، قال : فلا تقل ذلك يا أمير المؤمنين فإنه خليفة مسلم أو رجل صالح ولكنه يستخلف والسيف مسلول والدام مهراق ، قال : ثم التفت إلي ثم قال : الصلاة . ( 34 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا الاشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبيه عن سمرة بن جندب أن رجلا قال : يا رسول الله ! رأيت كأن دلوا دلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيا فشرب شرابا وفيه ضعيف ، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيا فشرب حتى تظلع ، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيا فشرب حتى تظلع . ( 35 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن مالك الدار ، قال وكان خازن عمر علي الطعام ، قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر ، فجا رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! استسق لامتك فإنهم قد هلكوا ، فأتى الرجل في المنام فقيل له : - ( هامش ) - ( 16 / 31 ) من حين قبض : منذ تولى الخلافة حتى انتهى : حتى استشهد . ( 16 / 32 ) الفج : الطريق في الجبل . ( 16 / 34 ) عراقيها : جانبيها . حتى تظلع : حتى ارتوى وسال الماء على صدره ( . ) ائت عمر فأقرئه السلام ، وأخبره أنكم مستقيمون وقل له : عليك الكيس ! عليك الكيس ! فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال : يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه . ( 36 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق قال : قال عبد الله : لو وضع علم أحياء العرب في كفة ووضع علم عمر في كفة لرجح بهم علم عمر . ( 37 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن سالم قال : جاء أهل نجران إلى علي فقالوا : يا أمير المؤمنين كتابك بيدك وشفاعتك بلسانك ، أخرجنا عمر من أرضنا فأرددنا إليها ، فقال لهم علي ، ويحكم ! إن عمر كان رشيد الامر ، ولا أغير شيئا صنعه عمر ، قال الاعمش ، فكانوا يقولون : لو كان في نفسه على عمر شئ لاغتنم هذا علي . ( 38 ) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عمن أخبره عن الشعبي قال : قال علي حين قدم الكوفة : ما قدمت لاحل عقدة شدها عمر . ( 39 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر عن عبد المك بن عمير عن الصقر بن عبد الله عن عروة بن الزبير عن عائشة : إن الجن بكت على عمر قبل أن يقتل بثلاث فقالت : أبعد قتيل بالمدينة أصبحت * * له الارض تهتز العضاه بأسوق جزى الله خيرا من أمير وباركت * * يد الله في ذاك الاديم الممزق فمن يسع أو يركب جناحي نعامه * * ليدرك ما قدمت بالامس يسبق - ( هامش ) - ( 16 / 37 ) وإنما شتم الخلفاء الراشدين أو بعضهم والحديث عن خلافات بينهم ، إنما هي بدع وأكاذيب جاء بها الفرس لبذر الخلاف بين المسلمين بعضا من الفرس للعرب والمسلمين لانهم أزالوا دولتهم وما زالت نفوسهم تحن إليها وإلى المجوسية حتى لقد رأينا بعضهم في العصر العباسي أن بعد فترة الخلفاء الراشدين بزمن طويل ما زالوا يظهرون الاسلام ويضمرون المجوسية ويتعبدون للنار سرا والعياذ بالله . ولم تحقد أمة من الامم على العرب والمسلمين ولم تعمل لبذر الخلاف سعيا لازالة دولة الاسلام وتفريق الفرق ما عمله الفرس واليهود وخصوصا يهود فارس . ( 16 / 39 ) العضاه : نبت شجر السمر . أسوق : سيقان النبات أي أغصانه . الاديم الممزق : الجلد مكان الطعنة . البيت الثالث : أي من يركب جناحي نعامة ليسبق أعمال عمر لم يدرك ذلك أبدا ( . ) = قضيت أمورا ثم غادرت بعدها * * بوائق في أكمامها لم تفتق وما كنت أخشى أن تكون وفاته * * بكفي سبنتي أخضر العين مطرق ( 40 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب قال : جاء رجلان إلى عبد الله فقال أحدهما : يا أبا عبد الرحمن ! كيف تقرأ هذه الآية ؟ فقال له عبد الله : من أقرأك ؟ قال : أبو حكيم المزني ، وقال للآخر : من أقرأك ؟ قال : أقرأني عمر ، قال : اقرأ كما أقرأك عمر ، ثم بكى حتى سقطت دموعه في الحصا ، ثم قال : إن عمر كان حصنا حصينا على الاسلام ، يدخل فيه ولا يخرج منه ، فلما مات عمر انثلم الحصن فهو يخرج منه ولا يدخل فيه . ( 41 ) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان أنه كانت في يده قناة يمشي عليها ، وكان يكثر أن يقول : والله لو أشاء أن تنطق قناتي هذه لنطقت ، لو كان عمر بن الخطاب ميزانا ما كان فيه ميط شعرة . ( 42 ) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال : سمعت الحسن يقول : خطب عمر والمغيرة بن شعبة امرأة ، فأنكحوا المغيرة وتركوا عمر ، وقال : ردوا عمر : قال : فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " لقد تركوا أو ردوا خير هذه الامة " . ( 43 ) حدثنا محمد بن مروان عن يونس قال : كان الحسن ربما ذكر عمر فقال : والله ما كان بأولهم إسلاما ولا أفضلهم نفقة في سبيل الله ، ولكنه غلب الناس بالزهد في الدنيا والصرامة في أمر الله ولا يخاف في الله لومة لائم . ( 44 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : كنا نتحدث أن السكينة تنزل على لسان عمر . ( 45 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنا أبو سلمة قال : قال سعد : - ( هامش ) - = البيت الرابع : قضيت فيما عرض عليك من أمور وحجزت الفتن فتركتها معقود عليه العقد لم تخرج في الناس . في الناس . البيت الاخير : السبنتي : الجرئ المقدام . أخضر العين : يغض بصره أي مؤمن حيي . أي لم أكن أخشى أن يقتله رجل شجاع مقدام مؤمن حيي لان هؤلاء يعرفون قدر عمر رضي الله عنه ويجلونه وإنما قتله كافر فارسي مجوسي أضمر الشر كله وتآمر مع رفاقه من المجوس على قتل الفاروق رضي الله عنه إنتقاما منه لدولة كفرهم التي زالت . ( 16 / 41 ) أي لم يكن ليميل مقدار شعرة ( . ) أما والله ! ما كان بأقدمنا إسلاما ولكن قد عرفت بأي شئ فضلنا ، كان أزهدنا في الدنيا - يعني عمر بن الخطاب . ( 46 ) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن زبيد قال : لما حضرت أبا بكر الوفاة أرسل إلى عمر ليستخلفه ، قال : فقال الناس : أتستخلف علينا فظا غليظا ، فلو ملكنا كان أفظ وأغلظ ، ماذا تقول لربك إذا أتيته وقد استخلفته علينا ، قال : تخوفوني بربي ! أقول : اللهم أمرت عليهم خير أهلك . ( 47 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن معروف بن أبي معروف الموصلي قال : لما أصيب عمر سمعنا صوتا : لبيك على الاسلام من كان باكيا * * فقد أو شكوا هلكي وما قدم العهد وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها * * وقد ملها من كان يوقن بالوعد ( 48 ) حدثنا وكيع عن هارون بن أبي إبراهيم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : دخل ابن عباس على عمر حين طعن فقال له : يا أمير المؤمنين ! إن كان إسلامك لنصرا ، وإن كانت إمارتك لفتحا ، والله لقد ملات الارض عدلا حتى أن الرجلين ليتنازعان فينتهيان إلى أمرك ، قال عمر : أجلسوني ، فأجلسوه ، قال : رد علي كلامك ، قال : فرده عليه ، قال : فتشهد لي بهذا الكلام عند الله يوم تلقاه ، قال : نعم ، قال : فسر ذلك عمر وفرح . ( 40 ) حدثنا وكيع عن سلمة بن وردان قال : سمعت أنسا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه : " من شهد منكم جنازة ؟ قال عمر ، أنا : قال : من عاد منكم مريضا ؟ قال عمر : أنا ، قال : من تصدق ؟ قال عمر : أنا ، قال من أصبح منكم صائما ؟ قال عمر : أنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجبت وجبت " . ( 50 ) حدثنا محمد بن بشر ثنا مسعر عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد قال : مر عمر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وعائشة وهما يأكلان حيسا ، فدعاه فوضع يده ، مع أيديهما ، فأصابت يده يد عائشة ، فقال : أوه ، لو أطاع في هذه وصواحبها ما رأتهن أعين ، قال : وذلك قبل آية الحجاب ، قال : فنزلت آية الحجاب . - ( هامش ) - ( 16 / 49 ) وجبت : أي وجبت لك الجنة وهذه بشارة بالجنة لعمر رضي الله عنه ولمن يعمل عمله هذا . ( 16 / 50 ) الحيس : طعام من سمن وأقط وتمر . لو أطاع : أي لو أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم قولي وكان يطلب إليه دائما أن يحجب نساءه حتى نزلت آية الحجاب ( . ) ( 51 ) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال : جاء علي إلى عمر وهو مسجى فقال : ما على وجه الارض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى . ( 52 ) حدثنا جرير عن يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير أن جبريل قال : لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أقرئ عمر السلام وأخبره أن رضاه حكم وغضبه عز . ( 53 ) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا الصلت بن بهرام عن سيار أبي الحكم أن أبا بكر لما ثقل أطلع رأسه إلى الناس من كوة فقال : يا أيها الناس ! إني قد عهدت عهدا ، أفترضون به ؟ فقام الناس فقالوا : قد رضينا ، فقام علي فقال : لا نرضى إلا أن يكون عمر بن الخطاب ، فكان عمر . ( 54 ) حدثنا عمر أبو داود عن عمير بن سعد عن سفيان عن منصور عن ربعي قال : سمعت حذيفة يقول : ما كان الاسلام في زمان عمر إلا كالرجل المقبل ما يزداد إلا قربا ، فلما قتل عمر كان كالرجل المدبر ما يزداد إلا بعدا . ( 55 ) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الاعمش عن شمر قال : لكأن علم الناس كان مدسوسا في جحر مع علم عمر . ( 17 ) ما ذكر في فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عمر بن جاوان عن الاحنف بن قيس قال : قدمنا المدينة فجاء عثمان فقيل : هذا عثمان ، فدخل عليه ملاءة له صفراء قد قنع بها رأسه ، قال : ها هنا علي ؟ قالوا : نعم ، قال : هاهنا طلحة ؟ قالوا : نعم ، قال : هاهنا الزبير ؟ قالوا : نعم . قال : ها هنا سعد ؟ قالوا : نعم ، قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له : فابتعته بعشرين ألفا أو خمسة وعشرين ألفا ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : قد ابتعته ، فقال : اجعله في مسجدنا وأجره لك ، قال : فقالوا : اللهم نعم ، قال : فقال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا - ( هامش ) - ( 16 / 51 ) المسجى : الذي مددوه على ظهره ولا يقال مسجى إلا للميت . ( 16 / 53 ) أي أنه رضي الله عنه كان يفضل عمر رضي الله عنه على نفسه . ( 16 / 55 ) أي أن علم الناس لم يكن شيئا بالمقارنة مع علم عمر . ( 17 / 1 ) قنع بها رأسه : لفها على رأسه ورد طرفها على وجهه كالقناع . المربد : مكان جمع الثمر وحفظه . أي ما داموا يشهدون له بكل ذلك فلم يثورون عليه ؟ ( . ) هو ، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من يبتاع بئر رومة غفر الله له ، فابتعتها بكذا وكذا ثم أتيته فقلت : قد ابتعتها ، فقال : اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك ، قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال : من يجهز هؤلاء غفر الله له " - يعني جيش العسرة فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالا ولا خطاما ، قالوا : اللهم نعم ، قال : قال : اللهم أشهد - ثلاثا . ( 2 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق قال وحدثني هرمي بن الحارث وأسامة بن حريم وكانا يغازيان فحدثاني حديثا ولا يشعر كل واحد منهما أن صاحبه حدثنيه عن مرة البهزي قال : بينما نحن مع نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في طريق من طرق المدينة فقال : " كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الارض كأنها صياصي هر ، قالوا : فنصنع ماذا يا رسول الله ؟ قال : عليكم بهذا وأصحابه " ، قال : فاسرعت حتى عطفت على الرجال فقلت : هذا يا نبي الله ! قال : هذا ، فإذا هو عثمان . ( 3 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام عن ابن سيرين عن كعب بن عجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قتنة فقربها ، فمر رجل مقنع فقال : هذا وأصحابه يومئذ على الهدى فانطلق الرجل فأخذ بمنكبيه وأقبل بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هذا ، قال : " نعم " ، فإذا هو عثمان . ( 4 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة قال : لما قتل عثمان قام خطباء بإيلياء فقام من آخرهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له مرة بن كعب فقال : لو لا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة - أحسبه قال : فقربها ، فمر رجل مقنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا وأصحابه يومئذ على الحق ، فانطلقت فأخذت بمنكبيه ، فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : هذا ؟ فقال : نعم " ، فإذا هو عثمان . ( 5 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا صدقة بن المثني قال : سمعت جدي رباح بن الحارث عن سعيد بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عثمان في الجنة " . - ( هامش ) - ( 17 / 2 ) كأنها صياصي هو : أي تنتقل من دار إلى دار ومن مكان إلى مكان . وصياصي الهر : أماكن اختبائه وتحصنه من الناس . ( 17 / 3 ) فقربها : أي حدث أن زمانها قريب . ( 17 / 4 ) إيلياء : هو الاسم القديم لبيت المقدس . ( 17 / 5 ) سعيد بن زيد هو سعيد بن زيد بن نفيل أحد العشرة المبشرين بالجنة ( . ) ( 6 ) حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة عن أبي قلابة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أصدق أمتي حياء عثمان " . 7 () حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامة كان على صنعاء . فلما جاءه قتل عثمان بكى فأطال البكاء ، فلما أفاق قال : اليوم انتزعت النبوة أو قال : خلافة النبوة ، وصارت ملكا وجبرية ، من غلب على شئ أكله . ( 8 ) حدثنا محمد بن بشر العبدي عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة قال : قالت عائشة : كان عثمان أحصنهم فرجا وأوصلهم رحما . ( 9 ) حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة أن عثمان حمل في جيش العسرة على ألف بعير إلا سبعين كلها خيلا . ( 10 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عبد الله بن سنان قال : قال عبد الله حين استخلف عثمان : ما ألونا عن أعلى هذا فرق . ( 11 ) حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال : سمعت عبد الله يقول حين بويع عثمان : ما ألونا عن أعلى هذا فوق . ( 12 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن زياد بن أبي المليح عن أبيه قال : قال ابن عباس : لو أن الناس أجمعوا على قتل عثمان لرجموا بالحجارة كما رجم قوم لوط . ( 13 ) حدثنا ابن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن رجلا يقال له جهجاه تناول عصى كانت في يد عثمان فكسرها بركبته ، فرمى عن ذلك الموضع بآكلة . ( 14 ) حدثنا ابن مبارك عن ابن لهيعة عن زياد بن أبي حبيب قال : قال كعب : كأني أنظر إلى هذا وفي يده شهابان من نار - يعني قاتل عثمان - فقتله . - ( هامش ) - ( 17 / 9 ) والبعير بمعني الدابة قد يقصد بها الخيل كما يقصد بها الجمال والابل . ( 17 / 10 ) أي ليس هناك في الاحياء من هو خير منه وأعلى مقاما . ( 17 / 13 ) أي أصابته الآكلة في ركبته والآكلة هي مرض السرطان ( . ) ( 15 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل أخبرنا قيس قال أخبرنا أبو سهلة مولى عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : " وددت أن عندي بعض أصحابي ، فقالت عائشة : أدعو لك أبا بكر ؟ قالت : فسكت ، فعرفت أنه لا يريده ، فقلت : أدعو لك عمر ؟ فسكت فعرفت أنه لا يريده ، قلت : فأدعو لك عليا فسكت فعرفت أنه لا يريده ، قلت : فأدعوا لك عثمان بن عفان ؟ قال : نعم " ، فدعوته ، فلما جاء أشار إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن تباعدي ، فجاء فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ولون عثمان يتغير ، قال قيس : فأخبرني أبو سهلة قال : لما كان يوم الدار قيل لعثمان : ألا تقاتل ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى عهد وإني صابر عليه ، قال أبو سهلة : فيرون أنه ذلك المجلس . ( 16 ) حدثنا ابن إدريس عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عامر قال : سمعت عثمان يقول : إن أعظمكم عندي غناء من كف سلاحه ويده . ( 17 ) حدثنا عفان قال ثنا وهيب وحماد قالا ثنا عبيد الله بن عثمان عن إبراهيم عن عكرمة عن ابن عباس في قوله { هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم } قال : هو عثمان بن عفان . ( 18 ) حدثنا عفان قال ثنا سعيد بن زيد قال ثنا عاصم بن بهدلة قال ثنا أبو وائل عن عائشة قالت : كان عثمان يكتب وصية أبي بكر ، قالت : فأغمي عليه فعجل وكتب عمر بن الخطاب ، فلما أفاق قال : له أبو بكر ، من كتبت ؟ قال : عمر بن الخطاب ، قال : كتبت الذي أردت [ أو ] الذي آمرك به ، ولو كتبت ؟ نفسك كنت لها أهلا . ( 19 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن كليب بن وائل عن حبيب بن أبي مليكة قال : سأل رجل ابن عمر عن عثمان فقال : شهد بدرا ؟ فقال : لا ، فقال : هل شهد بيعة الرضوان ؟ فقال : لا ، قال : فهل تولى يوم التقى الجمعان ؟ قال : نعم ، قال : ثم ذهب الرجل فقيل لابن عمر : إن هذا يزعم أنك عبت عثمان ، قال : ردوه ، قال : فردوه عليه فقال له : هل عقلت ما قلت لك ؟ قال : نعم ، قال : سألتني هل شهد عثمان بدرا فقلت لك : لا ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم إن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك ، فضرب له بسهمه ، وسألتني هل شهد بيعة الرضوان ، قال : فقلت لك : لا ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم - ( هامش ) - ( 17 / 15 ) عهد إلى عهدا : أي خبره في ذلك المجلس بأمر الفتنة في عهده وعهد إليه ألا يخرج لقتال الناس . ( 17 / 17 ) سورة النحل من الآية ( 76 ). ( 17 / 18 )[ أو ] أضفناها لضرورة المعني والسياق ( . ) بعثه إلى الاحزاب ليوادعونا ويسالمونا فأبوا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع له وقال : " اللهم إن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك - صلى الله عليه وسلم - ثم مسح بإحدى يديه على الاخرى فبايع له . وسألتني هل كان عثمان تولى يوم التقى الجمعان ، قال : فقلت : نعم ، وإن الله قال : { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم } فاذهب فاجهد على جهدك . 20 () حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي حصين عن سعيد بن عبيدة قال : سأل رجل ابن عمر عن عثمان فذكر أحسن أعماله ، ثم قال : لعل ذلك يسوءك ، فقال : أجل ، فقال : أرغم الله بأنفك .
( 21 ) حدثنا حدثنا عبيدة الله بن إدريس عن محمد بن أبي أيوب عن هلال بن أبي حميد قال : قال عبد الله بن عكيم : لا أعين على قتل خليفة بعد عثمان أبدا ، قال : فقيل له : أعنت على دمه ، قال : إني أعد ذكر مساوئه عونا على دمه . ( 22 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يحيى قال : سمعت عبد الله بن عامر يقول : لما نشب الناس في الطعن على عثمان قام أبي فصلى من الليل ، قال : فقيل له : قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها عباده الصالحين ، قال : فقام فصلى فمرض ، قال : فما رئي خارجا حتى مات . ( 23 ) حدثنا زيد بن حباب قال حدثني معاوية بن صالح قال حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي قال ثنا عبد الله بن قيس أنه سمع النعمان بن بشير أنه أرسله معاوية بن أبي سفيان بكتاب إلى عائشة فدفعه إليها فقالت لي : أنا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : بلى ، قالت : إني عنده ذات يوم أنا وحفصة ، فقال : " لو كان عندنا رجل يحدثنا ، فقلت : يا رسول الله ! ابعث إلى أبي بكر فيجئ فيحدثنا ، قال : فسكت ، فقالت حفصة : يا رسول الله ! ابعث إلى أبي عمر فيحدثنا ، فسكت ، قالت : فدعا رجلا فأسر إليه دوننا فذهب ، ثم جاء عثمان فأقبل عليه بوجهه فسمعته يقول : يا عثمان إن الله لعله أن يقمصك قميصا ، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه " - ثلاثا ، قلت : يا أم المؤمنين ! أين كنت عن هذا الحديث ؟ قالت : أنسيته كأني لم أسمعه قط . - ( هامش ) - ( 17 / 19 ) سورة آل عمران من الآية ( 155 ). ( 17 / 23 ) يقمصك قميصا : يرفعك إلى مقام ويسلمك أمرا والمقصود الخلافة والله أعلم . فلا تخلعه : فلا تستقل منه أو تتركه لهم ( . ) ( 24 ) حدثنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرني موسى بن عبيدة عن أياس بن سلمة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع لعثمان بإحدى يديه على الاخرى ، فقال الناس : هنيئا لابي عبد الله يطوف بالبيت آمنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف حتى أطوف " ( 25 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن سالم قال : قال عبد الله بن عمر : لقد عبتم على عثمان أشياء لو أن عمر فعلها ما عبتموها . ( 26 ) حدثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا داود عن زياد بن عبد الله عن أم هلال أبنة وكيع عن امرأة عثمان قالت : أغفى عثمان ، فلما استيقظ قال : إن القوم يقتلونني ، فقلت : كلا يا أمير المؤمنين ، فقال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر ، قال : فقالوا : أفطر عندنا الليلة ، أو قالوا : تفطر عندنا الليلة . ( 27 ) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي قال ثنا إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن جدة أبي حسنة قال : دخلت الدار على عثمان وهو محصور ، فسمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنكم ستلقون بعدي فتنة واختلافا ، قال : فقال له قائل : فلما تأمرنا ؟ فقال : عليكم بالامير وأصحابه " ، وضرب على منكب عثمان . ( 28 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح قال : كان إذا ذكر قتل عثمان بكى بكاء فكأني أسمعه يقول : هاه هاه . ( 29 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة عن مسروق عن عائشة قال : قالت حين قتل عثمان تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم قربتموه فذبحتموه كما يذبح الكبش ، إنما كان هذا قبل هذا ، قال : فقال لها مسروق : أنت كتبت إلى أناس تأمرينهم بالخروج ، قال : فقالت عائشة : لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ، ما كتبت إليهم بسوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا ، قال الاعمش : فكانوا يرون أنه كتب على لسانها . - ( هامش ) - ( 17 / 24 ) ولم يطف عثمان رضي الله عنه بالبيت حتى عاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء . ( 17 / 25 ) أي إنما تجرأتم على عثمان ولم تكونوا قادرين على التمادي والجرأة على عمر رضي الله عنهما . ( 17 / 29 ) إنما كان هذا قبل هذا : أي كان يجب أن تلتفوا حوله قبل قتله فلا تتركوه ( . ) ( 3 ) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة عن جعفر بن أياس عن يوسف بن ماهك عن محمد ابن حاطب قال : سمعت عليا يخطب يقول : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } قال : عثمان منهم . ( 31 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا هشام عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس السدوسي عن عبد الله بن عمر قال : يكون في هذه الامة اثنا عشر خليفة : أبو بكر أصبتم اسمه ، وعمر بن الخطاب قرن من حديد أصبتم اسمه ، وعثمان بن عفان ذو النورين أوتي كفلين من رحمته ، قتل مظلوما ، أصبتم اسمه . ( 32 ) حدثنا حسين بن علي عن مجمع قال : دخل عبد الرحمن بن أبي ليلى على الحجاج فقال لجلسائه : إذا أردتم أن تنظروا إلى رجل يسب أمير المؤمنين عثمان فهذا عندكم - يعني عبد الرحمن ، فقال عبد الرحمن : معاذ الله أيها الامير أن أكون أسب عثمان ، إنه ليحجزني عن ذلك آية في كتاب الله ، قال الله { للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون } فكان عثمان منهم . ( 33 ) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني ابن لهيعة قال حدثني يزيد بن عمرو المعافري قال : سمعت الانور الفهمي يقول : قدم عبد الرحمن بن عديس البلوي وكان ممن بايع تحت الشجرة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر عثمان فقال أبو ثور : فدخلت على عثمان وهو محصور فقلت : إن فلانا ذكر كذا وكذا ، فقال عثمان : ومن أين وقد أختبأت عند الله عشرا : إني لرابع في الاسلام ، وقد زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته ثم ابنته ، وقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هذه اليمني فما مسست بها ذكري ، ولا تغنيت ولا تمنيت ، ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يشتري هذه الربعة ويزيدها في المسجد له بيت في الجنة " ، فاشتريتها وزدتها في المسجد . - ( هامش ) - ( 17 / 30 ) سورة الانبياء الآية ( 101 ). ( 17 / 32 ) سورة الحشر الآية ( 8 ). ( 17 / 33 ) الربعة : مربد بعض أولاد النجار ( . ) ( 34 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر قال حدثني عبد الرحمن بن ملحان قال : ذكر عند ابن عمر عثمان وعمر فقال ابن عمر : أرأيت لو كان لك بعيران أحدهما قوي والآخر ضعيف أكنت تقتل الضعيف . ( 35 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن أبي سلمان قال : سألت ابن عمر عن عثمان ، فقال مسعر : إما قال : تحسبه ، أو قال : نحسبه من خيارنا . ( 36 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن عمران بن عمير عن كلثوم قال : سمعت ابن مسعود يقول : ما أحب أني رميت عثمان بسهم ، قال : أراه أراد قتله ، ولا أن لي مثل أحد ذهبا . ( 37 ) حدثنا محمد بن القاسم الاسدي عن الاوزاعي عن حسان بن عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان : " غفر الله لك ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أخفيت وما أبديت وما هو كائن إلى يوم القيامة " . ( 38 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر قال حدثني أبو عون عن محمد بن حاطب قال : ذكر عثمان فقال الحسن بن علي : هذأ أمير المؤمنين يأتيكم الآن فيخبركم ، قال : فجاء علي فقال : كان عثمان من الذين { آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين } حتى أتم الآية . ( 39 ) حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة قال : قال نافع ابن عبد الحارث : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حيطان المدينة وقال لي : " أمسك على الباب ، فجاء حتى جلس على القف ودلى رجليه في البئر فضرب الباب فقلت : من هذا ؟ قال : أبو بكر ، قلت : يا رسول الله هذا أبو بكر ، فقال ائذن له وبشره بالجنة ، قال : فأذنت له وبشرته بالجنة ، فجاء فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف ودلى رجليه في البئر ، ثم ضرب الباب فقلت : من هذا ؟ فقال : عمر ، قلت : يا رسول الله هذا عمر ، فقال : ائذن له وبشره بالجنة ، قال : فأذنت له وبشرته بالجنة فجاء فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف ودلى رجليه في البئر ، ثم ضرب الباب فقلت : من هذا ؟ قال : عثمان ، قلت : يا رسول الله هذا عثمان ، قال : ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء " ، قال : فأذنت له وبشرته بالجنة فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف ودلى رجليه في البئر . - ( هامش ) - ( 17 / 34 ) والمقصود أن عثمان كان ضعيفا . ( 17 / 38 ) سورة المائدة الآية ( 93 ). ( 17 / 39 ) القف : حافة البئر المبنية حوله ( . ) ( 40 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الحسن قال : لما عرض عمر ابنته على عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أدل عثمان على من هو خير منها وأدلها على من هو خير لها من عثمان " ، قال : فتزوجها رسول الله وزوج عثمان ابنته . ( 41 ) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن ابن سيرين أنه ذكر عنده عثمان فقال رجل : إنهم يسبونه ، فقال : ويحهم يسبون رجلا دخل على النجاشي في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلهم أعطاه الفتنة غيره ، قالوا : وما الفتنة التي أعطوها ، قال : كان لا يدخل عليه أحد إلا أو مأ برأسه فأبى عثمان فقال : ما منعك أن تسجد كما سجد أصحابك ، فقال : ما كنت لاسجد لاحد دون الله عزوجل . ( 18 ) فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( 1 ) حدثتنا أبو معاوية وو كيع عن الاعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الامي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق . ( 2 ) حدثنا أبو معاوية وو كيع عن الاعمش عن سعيد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله عليه وسلم : " من كنت وليه فعلي وليه " . ( 3 ) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن أم موسى عن أم سلمة قالت : والذي أحلف به إن كان علي لاقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : عدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض في بيت عائشة فجعل رسول الله صلى لله عليه وسلم غداة بعد غداة يقول : " جاء علي ؟ " مرارا ، قالت : وأظنه كان بعثه في حاجة ، قالت : فجاء بعد فظننا أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا بالباب ، فكنت من أدناهم من الباب ، قالت : فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض من يومه ذلك ، فكان أقرب الناس به عهدا . - ( هامش ) - ( 18 / 1 ) أي لا يبغض عليا إلا كافر ولا يحبه إلا مؤمن ( . ) ( 4 ) حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعد بن عبيدة قال : سأل رجل ابن عمر فقال : أخبري عن علي ، قال : إذا أردت أن تسأل عن علي فانظر إلى منزلة من منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا منزله وهذا منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فإني أبغضه ، قال : فأبغضك الله . ( 5 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن لاقضي بينهم ، فقلت : يا رسول الله ، إني لا علم لي بالقضاء ، قال : فضرب بيده على صدري فقال : " اللهم اهد قلبه وسدد لسانه " ، فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا . ( 6 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البخري عن علي ، قالوا له : أخبرنا عن نفسك ، قال : كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت . ( 7 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي عن علي قال : كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني ، وإذا سكت إبتدأني . ( 8 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال : قلت له : يا أبا إسحاق ! أين رأيته ؟ قال : وقف علينا في مجلسنا فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " علي مني وأنا منه ، ولا يؤدي عني إلا علي " . ( 9 ) حدثنا مطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال : كنا بالجحفة بغدير خم إذا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . - ( هامش ) - ( 18 / 4 ) وعلي هو الوحيد من الصحابة الذى يقال عنه رضي الله عنه وكرم الله وجهه ، لان وجهه لم ينحن لوثن قبل الاسلام لانه ربي في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم فقد رباه في داره طفلا لفقر أصاب أبا طالب وهو أول من آمن من الاولاد ، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه زوجه ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنه التي قال عنها الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بضعة منه ، وهو والد الحسن والحسين اللذين قال عنهما الرسول صلى الله عليه وسلم أنهما ريحانتاه من الدنيا وسيدا شباب الجنة ، وهو رابع الخلفاء الراشدين المهديين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وفضائله كثيرة سترد في هذا الباب . ( 18 / 5 ) وقد قضى في أمور معضلة كثيرة في الديات وغيرها وأجاز الرسول صلى الله عليه وسلم قضاءه - راجع كتاب الديات . ( 18 / 6 ) ابتدئت : ابتدأ الرسول الله صلى الله عليه وسلم العطاء بي وكذا فعل بعده الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان . رضي الله عنهم . ( 18 / 8 ) وهذا عندما أرسله صلى الله عليه وسلم بسورة براءة ( التوبة ) إلى مكة ( . ) ( 10 ) حدثنا شريك عن حنش بن الحارث عن رباح بن الحارث قال : بينا علي جالسا في الرحبة إذ جاء رجل عليه أثر السفر فقال : السلام عليك يا مولاي ، فقال : من هذا ، فقالوا : هذا أبو أيوب الانصاري ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . ( 11 ) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال : خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان ، فقال : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " . ( 12 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت إبراهيم بن سعد يحدث عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى " . ( 13 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن موسى الجهني قال : حدثتني فاطمة ابنة علي قالت : حدثتني أسماء ابنة عميس قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي " . ( 14 ) حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : :" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " . ( 15 ) حدثنا أبو معاوية عن موسى بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد قال : قدم معاوية في بعض حجاته فأتاه سعد فذكروا عليا فنال منه معاوية فغضب سعد فقال : [ تقول هذا الرجل ] ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " له ثلاث خصال لان تكون لي خصلة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا عطين الراية رجلا يحب الله ورسوله " . - ( هامش ) - ( 18 / 11 ) وقد تولى أمور الناس بعد موسى عليه السلام يوشع بن نون بينما تولى هارون وأولاده أمور الشريعة والعبادة والقضاء بين الناس . ( 18 / 15 ) العبارة ناقصة على الارحج وهي كما نرجح : تقول هذا لرجل أو عن رجل والله أعلم . وتتمة الحديث الاخير : " ويحبه الله ورسوله " ، وهذا في غزوة خيبر ( . ) ( 16 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الحارث بن حصيرة قال حدثني أبو سليمان الجهني - يعني زيد بن وهب قال : سمعت عليا على المنبر وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله صلى الله عليه وسلم ، لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب مفتر . ( 17 ) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن الحكم والمنهال وعيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان علي يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين ، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل ، فقال الناس لعبد الرحمن : لو قلت لابيك فإنه يسهر معه ، فسألت أبي فقلت : إن الناس قد رأوا من أمير المؤمنين شيئا استنكروه ، قال : وما ذاك ؟ قال : يخرج في الحر الشديد في القباء ، المحشو والثوب الثقيل ولا يبالي ذلك ، ويخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين والملاءتين لا يبالي ذلك ولا يتقي بردا ، فهل سمعت في ذلك شيئا ، فقد أمروني أن أسألك أن تسأله إذا سمرت عنده ، فسمر عنده فقال : يا أمير المؤمنين ! إن الناس قد تفقدوا منك شيئا ، قال : وما هو ؟ قال : تخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل وتخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين وفي الملاءتين لا تبالي ذلك ولا تتقي بردا ، قال : وما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر ؟ قال : قلت : بلى ، والله قد كنت معكم ، قال : فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه ، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا عطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله له ، ليس بفرار ، فارسل إلي فدعاني ، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئا ، فتفل في عني وقال : اللهم اكفه الحر والبرد " ، قال : فما آذاني بعد حر ولا برد . ( 18 ) حدثنا أسود بن عامر عن شريك عن منصور عن ربعي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا معشر قريش ليبعثن الله عليكم رجلا منكم قد امتحن الله قلبه للايمان فيضربكم أو يضرب رقابكم ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، فقال عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكنه خاصف النعل " ، وكان أعطى عليا نعله يخصفها . ( 19 ) حدثنا ابن أبي عتيبة عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا في المسجد فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلينا ولكأن على رؤوسنا الطير ، لا يتكلم أحد منا ، فقال : إني منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل - ( هامش ) - ( 18 / 17 ) السمر : الحديث أثناء السهر في الليل ( . ) القرآن كما قوتلتم على تنزيله ، فقام أبو بكر فقال : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، فقام عمر فقال : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكنه خاصف النعل في الحجرة " ، قال : فخرج علينا علي ومعه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح منها . ( 20 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن سلمة بن أبي الطفيل عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " يا علي " إن لك كنزا في الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبع النظرة نظرة فإنما لك الاولى وليست لك الآخرة " . ( 21 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن العلاء بن الصالح عن المنهال عن عباد بن عبد الله قال : سمعت عليا يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الاكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر ، ولقد صليت قبل الناس بسبع سنين . ( 22 ) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة عن سلمة عن حبة العرني عن علي قال : أنا أولى رجل صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( 23 ) حدثنا عبيد الله بن طلحة بن جبر عن المطلب بن عبد الله عن مصعب بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عوف قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة انصرف إلى الطائف فحاصرها سبع عشرة أو ثمان عشرة ، فلما يفتحها ، ثم ارتحل روحة أو غدوة فنزل ثم هجر ثم قال : " أيها الناس ! إني فرط لكم وأوصيكم بعترتي خيرا ، وإن موعدكم الحوض ، والذي نفسي بيده ! لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لابعثن إليكم رجلا مني أو لنفسي فليضربن أعناق مقاتلتهم وليسبين ذراريهم ، قال : فرأي الناس أنه أبو بكر أو عمر ، فأخذه بيد علي فقال : هذا " . ( 24 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن أبي فاختة قال : حدثني هبيرة بن يريم عن علي قال : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة مسيرة بحرير ، أما سداها حرير أو لحمتها ، فأرسل بها إلي ، فأتيته فقلت : ما أصنع بها ، ألبسها ؟ فقال : لا ، إني لما أرضى لك ما أكره لنفسي " . ( 25 ) حدثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن أبي فاختة قال : حدثني جعدة بن هبيرة عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من حديث عبد الرحيم . - ( هامش ) - ( 18 / 23 ) سبع عشرة أو ثمان عشرة ليلة ( . ) ( 26 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي قال : لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ! إن عمك الشيخ الضال قد مات ، قال : فقال " انطلق فواره ، ثم لا تحدثني شيئا حتى تأتيني " ، قال : فواريته ثم أتيته فأمرني فاغتسلت ، ثم دعا لي بدعوات ما أحب أن لي بهن ما على الارض من شئ . ( 27 ) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " أنت مني وأنا منك " . ( 28 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن زيد بن يثبع قال : بلغ عليا أن أناسا يقولون فيه ، قال : فصعد المنبر فقال : أنشد الله رجلا ولا أنشده إلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم سمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا إلا قام ، فقال مما يليه ستة ، ومما يلى سعد بن وهب ستة فقالوا : نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . ( 29 ) حدثنا شريك عن أبي يزيد الاودي عن أبيه قال : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمعنا إليه ، فقام إليه شاب فقال : أنشدك بالله ! أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ، فقال : نعم ، فقال الشاب : أنا منك برئ ، أشهد أنك قد عاديت من والاه وواليت من عاداه ، قال : فحصبه الناس بالحصاء . ( 30 ) حدثنا شريك عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد أبي سرح من اليمن فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة ولتسمعن ولتطيعن أو لابعثن إليكم رجلا لنفسي يقاتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم ، اللهم أنا أو كنفسي " ، ثم أخذ بيد علي . ( 31 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال : خطب الحسن بن علي حين قتل علي فقال : يا أهل الكوفة - أو يا أهل العراق - لقد كان بين أظهركم رجل قتل الليلة أو أصيب اليوم لم يسبقه الاولون بعلم ولا يدركه الآخرون : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعثه في سرية كان جبريل عن يمينه وميكايل عن يساره ، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه . ( 32 ) حدثنا عبيد الله بن نمير قال أخبرنا الاعمش عن عمرو بن مرة عن عبد - ( هامش ) - ( 18 / 31 ) قتل الليلة أو أصيب اليوم : الشك من الراوي ( . ) الرحمن بن أبي ليلى قال : ذكر عنده قول الناس في علي فقال : قد جالسناه وواكلناه وشاربناه وقمنا له على الاعمال ، فما سمعته يقول شيئا مما يقولون ، إنما يكفيكم أن تقولوا : ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه ، وشهد بيعة الرضوان ، وشهد بدرا . ( 33 ) حدثنا يعلى بن عبيد عن أبي منين وهو يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا دفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ، قال : فتطاول القوم فقال : ابن علي ؟ فقالوا : يشتكي عينيه ، فدعاه فبزق في كفيه ومسح بهما عين علي ثم دفع إليه الراية ، ففتح الله عليه يومئذ . ( 34 ) حدثنا أين فضيل عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم عنده نفر من أصحابه ، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عند امرأة منهن شيئا ، فبينما هم كذلك إذ هم بعلي قد أقبل أشعث مغبرا ، على عاتقه قريب من صاع من تمر قد عمل بيده ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مرحبا بالحامل والمحمول ، ثم أجلسه فنفض عن رأسه التراب ، ثم قال : مرحبا بأبي تراب " ، فقربه ، فأكلوا حتى صدروا ، ثم أرسل إلى نسائه إلى كل واحدة منهن طائفة . بسمه تعالى 35 () حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع الراية إلى علي فقال : " لادفعها إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " ، قال : فتفل في عينيه وكان أرمد ، قال : ودعا له ففتحت عليه خيبر . ( 36 ) حدثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال : قال عمر بن الخطاب أو قال : أبي لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : زوجة ابنته فولدت له ، وسد الابواب إلا بابه ، وأعطاه الحربة يوم خيبر . ( 37 ) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا عكرمة بن عمار قال حدثني أياس بن سلمة قال : أخبرني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى علي فقال : " لا عطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " ، قال : فجئت به أقوده أرمد ، قال : فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ثم أعطاه الرأية ، وكان الفتح على يديه - ( هامش ) - ( 18 / 34 ) حتى صدروا : حتى شبعوا . طائفة : كمية من التمر الذي بقي . ( 18 / 36 ) أعطاه الحربة : أي أعطاه الرأية لان الرأية كانت تجعل إلى الحربة وإعطاه الرأية أي إعطاء الامرة على الجيش ( . ) ( 38 ) حدثنا أبو بكر بن عياش عن صدقة بن سعيد عن جميع بن عمير قال : دخلت على عائشة أنا وأمي وخالتي ، فسألناها : كيف كان علي عنده ؟ فقالت : تسألوني عن رجل وضع يده من رسول الله صلى الله عليه وسلم موضعا لم يضعها أحد ، وسالت نفسه في يده ومسح بها وجهه ومات ، فقيل : أين يدفنوه ؟ فقال علي : ما في الارض بقعة أحب إلى الله من بقعة قبض فيها نبيه ، فدفناه .
( 39 ) حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن فأدخله معه ، ثم جاء حسين فأدخله معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } . ( 40 ) حدثنا محمد بن مصعب عن الاوزاعي عن شداد أبي عمار قال : دخلت على واثلة وعنده قوم فذكروا فشتموه فشتمه معهم ، فقال : ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت : توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين كل واحد منهما آخذ بيده ، فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف عليهم ثوبه أو قال : كساءه ثم تلا هذه الآية : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } ثم قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق " . ( 41 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن عطية أبي المعدل الطفاوي عن أبيه قال : أخبرتني أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها في بيتها ذات يوم ، فجاءت الخادم فقالت : علي وفاطمة بالسدة ، فقال : تنحي لي عن أهل بيتي ، فتنحت في ناحية البيت ، فدخل على وفاطمة وحسن وحسين ، فوضعهما في حجره ، وأخذ عليا بإحدى يديه فضمنه إليه ، وأخذه فاطمة باليد الاخرى فضمها إليه وقبلهما ، وأغدف عليهم خميصة سوداء ، ثم قال : " اللهم إليك لا إلى النار ، أنا وأهل بيتي ، قالت : فناديته فقلت : وأنا يا رسول الله ! قال : وأنت " . - ( هامش ) - ( 18 / 39 ) المرط : رداء مربع يجعل فوق الثياب . والآية من سورة الآية ( 33 ). ( 18 / 41 ) أغدف عليهم خميصة سوداء : غطاهم بثوب من شعر أسود ( . ) ( 42 ) حدثنا عبيد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال : سمعت الحسن بن علي قام خطيبا فخطب الناس فقال : يا أيها الناس ! لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الاولون ولا يدركه الآخرون ، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، جبريل عن يمينه وميكايل عن شماله ، ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، أراد أن يشتري بها خادما . ( 43 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة مولى الانصار عن زيد بن أرقم قال : أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ، قال عمرو بن مرة : فأتيت إبراهيم فذكرت ذلك له فأنكره . ( 44 ) حدثنا وقال أبو بكر : حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن جبلة قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يغز أعطى سلاحه عليا وأسامة . ( 45 ) حدثنا مالك بن إسماعيل قال ثنا مسعر بن سعد قال ثنا محمد بن إسحاق عن الفضل بن معقل عن عبد الله بن معقل عن عبد الله بن نيار الاسلمي عن عمرو بن شاش قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد آذيتني : قال : قلت : يا رسول الله ! ما أحب أن أوذيك ، قال : من آذي عليا فقد آذاني " . 46 () حدثنا عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان قال : قلت لعطاء : كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أعلم من علي ؟ قال : لا ، والله أعلمه ! ( 47 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن حبشي قال : خطبنا الحسن بن علي بعد وفاة علي فقال : لقد فارقكم رجل بالامس لم يسبقه الاولون بعلم ولا يدركه الآخرون ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيه الرأية فلا ينصرف حتى يفتح الله عليه . ( 48 ) حدثنا يحيى بن يعلى عن يونس بن خباب عن أنس قال : خرجت أنا وعلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط المدينة ، فمررنا بحديقة فقال علي : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله ! قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حديقتك في الجنة أحسن منها يا علي ، حتى مر بسبع حدائق ، كل ذلك يقول علي : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله ! فيقول : حديقتك في الجنة أحسن من هذه " . - ( هامش ) - ( 18 / 43 ) وعلي رضي الله عنه أول من آمن من الاولاد إذ ربي في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم . ( 18 / 44 ) المقصود أسامة بن زيد بن حارثة بن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقال له الحب بن الحب ( . ) ( 49 ) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا قيس عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم عن سلمان قال : إن أول هذه الامة ورودا على نبيها أولها إسلاما علي بن أبي طالب . ( 50 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن فطر عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال : قالت لي أم سلمة : يا أبا عبد الله ! أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ثم لا تغيرون ، قال : قلت : ومن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : يسب علي ومن يحبه ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه . ( 51 ) حدثنا خالد بن مخالد عن ابن فضيل عن أبي نصر عن مساور الحميري عن أمه عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يبغض عليا مؤمن ، ولا يحبه منافق " . ( 52 ) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا عمار عن الاعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن علي قال : إنما مثلنا في هذه الامة كسفينة نوح وكتاب حطة في بني إسرائيل . ( 53 ) حدثنا إسحاق بن منصور عن سليمان بن قرم عن عاصم عن زر قال : قال علي : لا يحبنا منافق ولا يبغضنا مؤمن . ( 54 ). حدثنا أبو أسامة قال حدثني محمد بن طلحة عن أبي عبيدة بن الحكم الازدي يرفع حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : " ستلقى بعدي جهدا ، قال : يا رسول الله ! في سلامة في ديني ؟ قال : نعم ، في سلامة من دينك " . ( 55 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، قال : فنزلنا بغدير خم ، قال : فنودي : الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فصلى الظهر فأخذ بيد علي فقال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ، قالوا : بلى قال : فأخذ بيد علي فقال : الله من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ، قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال : هنيئا لك بابن أبي طالب : أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة . ( 56 ) حدثنا أبو الجواب قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : - ( هامش ) - ( 18 / 52 ) إنما مثلنا : يعني أهل البيت . ( 18 / 53 ) لا يجبنا : أي لا يحب أهل البيت ( . ) بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشين على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إن كان قتال فعلي علي الناس ، فافتتح علي حصنا فاتخذ جارية لنفسه ، فكتب خالد يسوء به ، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب قال : " ما تقول في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ؟ " . ( 57 ) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن عطية بن سعد قال : دخلنا علي جابر بن عبد الله وهو شيخ كبير وقد سقط حاجباه على عينيه ، قال : فقلت : أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب ، قال : فرفع حاجبيه بيديه ثم قال : ذاك من خير البشر . ( 58 ) حدثنا عفان قال ثنا جعفر بن سليمان قال حدثني يزيد الرشك عن مطرف عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم عليا ، فصنع علي شيئا أنكروه ، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلموه ، وكانوا إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ونظروا إليه ، ثم ينصرفون إلى رحالهم ، قال : فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام أحد الاربعة فقال : يا رسول الله ! ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا ، فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الغضب في وجهه فقال : " ما تريدون من علي ؟ ما تريدون من علي ؟ علي مني وأنا من علي ، وعلي ولي كل مؤمن بعدي " . ( 59 ) حدثنا جعفر بن عون قال ثنا سفيان بن أبي عبد الله قال حدثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة قال أتيت سعد بن مالك بالمدينة فقال : ذكر لي أنكم تسبون عليا ؟ قال : قد فعلنا ، قال : فلعلك قد سبيته ؟ قال : قلت : معاذ الله ! قال : فلا تسبه فلو وضع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته أبدا بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت . ( 60 ) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي إسحاق عن جدته ميمونة ، قال : لما كانت الفرقة قيل لميمونه ابنة الحارث : يا أم المؤمنين ! فقالت : عليكم بابن أبي طالب فو الله ما ضل ولا ضل به . ( 61 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام } قال : نزلت في علي والعباس . - ( هامش ) - ( 18 / 61 ) سورة التوبة من الآية ( 19 )( . ) ( 62 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن مجاهد قال : قال علي : إنه لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكانت إذا ناجيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقت بدرهم حتى نفدت ، ثم تلا هذه الآية : { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } . ( 63 ) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا عبيد الله الاشجعي عن سفيان بن سعد عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الانماري عن علي قال : لما نزلت هذه الآية : { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما ترى دينار ، قلت : لا يطيقونه ، قال : فكم ؟ قلت : شعيرة ، قال : إنك لزهيد ، قال فنزلت : { أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات } الآية ، قال : فقد خففت الله عن هذه الامة " . ( 64 ) حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هارون قال : كنت مع ابن عمر جالسا إذ جاءه نافع بن الازرق فقام علي رأسه فقال : والله إني لا بقض عليا ، قال : فرفع إليه ابن عمر رأسه فقال : أبغضك الله ، تبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها . ( 65 ) حدثنا علي بن مسهر عن فطر عن أبي الطفيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : لقد جاء في علي من المناقب ما لو أن منقبا منها قسم بين الناس لاوسعهم خيرا . ( 66 ) حدثنا خلف بن خليفة عن حجاج بن دينار عن معاوية بن قرة قال : كنت أنات والحسن جالسين نتحدث ، إذ ذكر الحسن عليا فقال : أراهم السبيل وأقام لهم الدين إذا أعوج . ( 67 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحر بن صباح عن عبد الرحمن بن الاخنس عن سعيد بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " علي في الجنة " . ( 68 ) حدثنا الفضل بن دكين عن شريك عن أبي إسحاق قال : قالت فاطمة : يا رسول الله ! زوجتني حمش الساقين عظيم البطن أعمش العين ، قال : " زوجتك أقدم أمتي سلما ، وأعظمهم حلما ، وأكثرهم علما " . - ( هامش ) - ( 18 / 63 ) سورة المجادلة الآية ( 12 ). ( 18 / 63 ) سورة المجادلة الآيتان ( 12 / 13 ). ( 18 / 68 ) سلما : إسلاما ( . ) ( 69 ) حدثنا الفضل بن دكين عن ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال : مررت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذكرت عليا فنقصته ، فجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير فقال : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قلت : بلى يا رسول الله ! قال : من كنت مولاه فعلي مولاه " . ( 70 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي التياح عن أبي السوار العدوي قال : قال علي ليحبني قوم حتى يدخدوا النار في حبي وليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي . ( 71 ) حدثنا وكيع عن حماد عن ابن أبي نجيح عن أبي حيوة قال : سمعت عليا يقول : يهلك في رجلان : مفرط في حبي ومفرط في بغضي . ( 72 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن سماك عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى مكة ، فدعاه فبعث عليا فقال : " لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي " . ( 73 ) حدثنا وكيع عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم قال : سمعت عليا يقول : يهلك في رجلان : مفرط في حبي ومفرط في بغضي . ( 74 ) حدثنا أبو الجواب عن يونس بن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لينتهين أو لابعثن إليهم رجلا كنفسي فيمضي فيهم أمري ، فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية " . - ( هامش ) - ( 18 / 70 ) ويدخل النار في حبه المقصود المغالين وهم طوائف كثيرة منهم من جعله إلها من دون الله والعياذ بالله وهؤلاء هم العلي اللهية وقد أحرقهم علي أو أحرق بعضهم في حياته وقاتلهم . فتاه ونزل على النبي صلى الله عليه وسلم لشدة الشبه بينهما وهذا كفر وخسران لهم أيضا وهؤلاء أكثرهم من الفرس وما زالت طائفة منهم إلى اليوم . ومنهم غلاة الشيعة الامامية الذين ينسبون لعلي رضي الله عنه أمورا لو سمعها منهم لقاتلهم عليا منها معرفة الغيب وما شابه ذلك والعياذ بالله وطوائف غيرهم كثيرة . أما المغالين في بغضه الذين سبوه وسبوا من يحبه فسبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد اتخذ بعض أعداء الاسلام والعرب من حب علي والدعوة لاولاده ستارا لشق المسلمين وإزالة دولة العرب انتقاما لزوال دولتهم وأكثر هؤلاء من الفرس واليهود أخزاهم الله ( . ) ( 75 ) حدثنا مطلب بن زياد عن السدي قال : صعد علي المنبر فقال : اللهم العن كل مبغض لنا ، قال : وكل محب لنا غال . ( 76 ) حدثنا مطلب بن زياد عن ليث قال : دخلت على أبي جعفر فذكر ذنوبه وما يخاف ، قال : فبكى ثم قال حدثني جابر أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها وأنه جرب فلم يحمله إلا أربعون رجلا . ( 77 ) حدثنا غندر عن شعبة عن واقد بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر عن أبي بكر قال : يا أيها الناس ! أرقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم . في أهل بيته . ( 78 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى : " أنت أخي وصاحبي " . ( 79 ) حدثنا محمد بن بشر قال أخبرنا بكير عن خالد بن أمية أن عليا مر على دار في موار بيتي ، فسقطت عليه كسرة لبنة أو قطعة لبنة ، فدعا الله أن لا يتم بناءها ، قال : فما وضع فيها لبنة على لبنة . ( 80 ) حدثنا مطلب بن زياد عن جابر قال : كنا مع أبي جعفر في المسجد وغلام ينظر إلى أبي جعفر ويبكي فقال له أبو جعفر : ما يبكيك ، قال : من حبكم ، قال : نظرت حيث نظر الله واخترت من خيره الله . ( 19 ) ما جاء في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن أيوب عن عائشة بنت سعد قال : سمعتها تقول : أبي والله الذي جمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد . ( 2 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد عن علي بن أبي طالب قال : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدي بأبويه أحدا إلا سعدا فإني سمعته يقول يوم أحد : " ارم سعد ، فداك أبي وأمي " . - ( هامش ) - ( 18 / 77 ) أرقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في بيته : إحفظوه واحفظوا حبكم له بحفظكم وحبكم لآل بيته . ( 18 / 80 ) أبو جعفر هو موسى باقر العلوم والد جعفر الصادق . ( 19 / 1 ) أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له يوم أحد " إرم سعد بأبي أنت وأمي " أو ما في معناه على اختلاف روايات هذا الحديث وكان سعد رضي الله عنه راميا ما هرا ( . ) ( 3 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم أحد . ( 4 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : سمعت سعدا سقول : إني لاول رجل من لعرب رمى بسهم في سبيل الله في الغزو عند القتال . ( 5 ) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي بلج قال : سمعت مصعب بن سعد يحدث أن سعدا كاتب غلاما له فأراد منه شيئا فقال : ما عندي ما أعطيك ، وعمد إلى دنانير فخصفها في نعليه ، فدعا سعد عليه فسرقت نعلاه . ( 6 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن يحيى بن الحصين عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه سمع رجلا يتناول عليا فدعا فتخبطته بختية فقتلته . ( 7 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا دعوات سعد " . ( 8 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحر بن الصباح عن عبد الرحمن بن الاخنس عن سعيد بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " سعد في الجنة " . ( 9 ) حدثنا يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد أن عبد الله أخبره أن عائشة كانت تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة وهو إلى جنبي ، قالت : فقلت : يا رسول الله ! ما شأنك ؟ فقال : " ليث رجلا صالحا من أمتي يحرسني الليلة ، قال : فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا ؟ فقال : أنا سعد بن مالك ، قال : ما جاء بك ؟ " قلت : أحرسك يا رسول الله ، قال : فسمعت غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه . ( 10 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد قال : - ( هامش ) - ( 19 / 4 ) وذلك في أول غزوة احتاج القتال فيها للرمي وذلك يوم أحد . ( 19 / 5 ) خصفها في نعليه : أخفاها داخل طرف النعل الخلفي بأن طواه فوقها . ( 19 / 6 ) تخبطته بختيتة : صدمته ناقة خراسانية ثم داسته . ( 19 / 7 ) لان دعواته كانت مستجابة . ( 19 / 8 ) وهذه بشارة صريحة واضحة لسعد بالجنة . 19 (/ 9 ) صوت السلاح : صوت قعقعة السلاح ( . ) رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب أبيض ما رأيتهما قبل ولا بعد - يعني جبريل وميكائيل . ( 11 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن هشام قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : كان سعد بن أبي وقاص أشد المسلمين بأسا يوم أحد . ( 12 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الرحمن بن عتبة عن القاسم بن عبد الرحمن قال : أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه . ( 20 ) ما حفظت في طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل قال : رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلاء ، وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد . ( 2 ) حدثنا أبو أسامة عن موسى بن عبيد الله بن إسحاق بن طلحة عن موسى بن طلحة قال : لقد رأيت بطلحة أربعة وعشرين جرحا جرحها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( 3 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحر بن الصباح عن عبد الرحمن بن الاخنس عن سعيد بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " طلحة في الجنة " . ( 4 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن طلحة بن يحيى عن عمه عيسى بن طلحة أن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذين قضوا نحبهم فأعرض عنه ثم سأتله فأعرض عنه ، قال : ودخل طلحة بن عبيد الله من باب المسجد عليه ثوبان أخضران ، فقال : هذا من الذين قضوا نحبهم . ( 5 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا ابن مبارك عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ - يعني يوم أحد : " أوجب طلحة " - يعني يوم أحد . ( 6 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن عامر أن طلحة وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فضربت فشلت إصبعه . - ( هامش ) - ( 20 / 1 ) يد شلاء : قد أصابها شلل دائم أو عارض . وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم : رد بها الضربات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطلحة أحد العشرة المبشرين بالجنة . ( 20 / 4 ) أي هذا من الذين نالوا ثواب الشهادة بما قاموا به من عمل وإن كانوا على قيد الحياة . ( 20 / 50 ) أوجب طلحة أي وجبت له الجنة ( . ) ( 21 ) ما حفظت في الزبير بن العوام رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن عبد الله عن أبيه قال : جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم قريظة فقال : " بأبي وأمي " . ( 2 ) حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي " . ( 3 ) حدثنا وكيع عن شعبة عنا الحر بن الصباح عن عبد الرحمن بن الاخنس عن سعد بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الزبير في الجنة " . ( 4 ) حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس عن حماد بن سلمة عن علي قال : حدثني من رأى الزبير بن العوام وصدره كأنه العيون من الطعن والرمي . ( 5 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن عروة قال : أول رجل سل سيفا في الله الزبير ، سمع نفخه : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج الزبير يشق الناس بسيفه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة فقال : " ما لك يا زبير ؟ " قال : أخبرت أنك أخذت ، قال : فصلى عليه ودعا له ولسيفه . ( 6 ) حدثنا عبد الرحيم عن هشام بن عروة عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق : " من رجل يذهب فيأتيني بخبر بني قريظية ، فركب الزبير فجاء بخبرهم ثم عاد فقال ثلاث مرات : من يأتيني بخبرهم ، فقال الزبير : نعم ، قال : وجمع للزبير أبويه فقال : فداك أبي وأمي ، وقال للزبير : لكل نبي وحواري وحواري الزبير وابن عمتي " . ( 7 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لكل نبي حواري وحواري الزبير " . ( 8 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن البهي عن عروة عن عائشة ، قال : قالت لي : كان الزبير من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصحابهم القرح . - ( هامش ) - ( 21 / 1 ) يوم قريظة : يوم غزوة يهود بني قريظة ، والزبير أحد العشرة المبشرين بالجنة . ( 21 / 4 ) أي كان صدره مصابا بجراح كثيرة وكلها تنزف . ( 21 / 5 ) نفخة : خبر كاذب أو إشاعة لا أساس لها . ( أخذت ) : أسرت ( . ) ( 9 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع قال : سمع ابن عمر رجلا يقول : أنا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ابن عمر : إن كانت من آل الزبير وإلا فلا . ( 10 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام قال : لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر غير فرسين أحدهما عليه الزبير .22 () ما حفظت في عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه . ( 1 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحر بن الصباح عن عبد الرحمن بن الاخنس عن سعيد بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " عبد الرحمن بن عوف في الجنة " . ( 2 ) حدثنا أبو أسامة قال : ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم أن عليا وعمرو بن العاص أتيا قبر عبد الرحمن بن عوف فذكر أن أحدهما قال : اذهب ابن عوف فقد أدركت صفوها وسبقت رنقها ، وقال الآخر : إذهب ابن عوف فقد ذهبت ببطنتك لم يتغضغض منها شيئا . ( 23 ) ما جاء في الحسن والحسين رضي الله عنهما ( 1 ) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر قال : كان الحسن والحسين يثبان على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، فجعل الناس ينحونهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " دعوهما بأبي هما وأمي ، من أحبني فليحب هذين " . ( 2 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الجحاف عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال - يعني النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أحبهما فأحبهما " - يعني حسنا وحسينا . - ( هامش ) - ( 21 / 9 ) من آل الزبير : لان الثابت والمتواتر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسم حواريا إلا الزبير بن العوام رضي الله عنه . ( 22 / 1 ) وعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة . ( 22 / 2 )( سبقت رنقها ) : أي توفي قبل الفتن التي قسمت المسلمين في معركة الجمل وما بعدها . لم يتغضغض : لم يتغضن والمقصود لم يجعل الدنيا همه فتضخم بطنه حتى صار له طيات بسبب تزايد الشحم واللحم ( . ) ( 3 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد قال : قال - يعني النبي ؟ صلى الله عليه وسلم : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " . ( 3 ) حدثنا زيد بن حباب عن إسرائيل عن ميسرة النهدي عن النعمان بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب ثم قام يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج فاتبعته فقال : " ملك عرض لي استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " . ( 4 ) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى عن الحسن قال : رفع النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي معه علي المنبر فقال : " إن ابني هذا سيد ، ولعل الله سيصلح به بين فئتين من المسلمين " . ( 5 ) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " . ( 6 ) حدثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى العامري أنه جاء حسن وحسين بسعيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه وقال : " إن الولد مبخلة مجبنة " . ( 7 ) حدثنا مالك بن إسماعيل عن أسباط بن نصر عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة وحسن وحسين : " أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم " . ( 8 ) حدثنا خالد بن مخلد قال ثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر قال أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال قال : أخبرني حسن بن أسامة بن زيد قال أخبرني أبو أسامة قال : طرقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لبعض الحاجة ، قال : فخرج إلى وهو مشتمل على شئ لا أدري ما هو ، فلما فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه ، فكشف فإذا حسن وحسين على وركيه فقال : " هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما " . ( 23 / 2 ) وهذا إعلام من الرسول الله صلى الله عليه وسلم للناس بما أعلمه به رب العالمين من أنهما سيستشهدا في سن الشباب ولن يبلغا سن الشيخوخة والعجز . ( 23 / 4 ) ولقد أصلح الله به بين المسلين فحجب الدماء وأوقف الفتنة . ( 23 / 6 ) أي أن الرجل عندما يولد له أولاد يحرص على حياته وماله من أجلهم ( . ) ( 9 ) حدثنا هوذة بن خليفة عن التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني والحسن فيقول : " اللهم إني أحبهما فأحبهما " . ( 10 ) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال : لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلاعن أهل نجران أخذ بيد الحسن والحسين وكانت فاطمة تمشي خلفه .
( 11 ) حدثنا وكيع عن الاعمش عن سالم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني سميت ابني هذين باسم ابني هارون شبر وشبير " . ( 12 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع بكاء الحسن [ أو ] الحسين فقام فزعا فقال : " إن الولد لفتنة ، لقد قمت إليه وما أعقل " . ( 13 ) حدثنا هوذة بن خليفة عن التيمي عن أبي عثمان عن أسامة قال كان رسول صلى الله عليه وسلم يأخذني والحسن فيقول : " اللهم إني أحبهما فأحبهما " . 14 () حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الاقمر قال : بينما الحسن بن علي يخطب إذ قام رجل من الازد آدم طوال فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعه في حقويه يقول : " من أحبني فليحبه ، فليبلغ الشاهد الغائب " . ( 15 ) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فأقبل حسن وحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان وويعثران يقومان فنزل رسول الله فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال : " صدق الله ورسوله : { أنما أموالكم وأولادكم فتنة } ، رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ في خطبته " . ( 16 ) حدثنا أسود بن عامر قال : حدثني مهدي بن ميمون عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن ابن أبي نعم قال : كنت جالسا عند ابن عمر فأتاه رجل من أهل العراق - ( هامش ) - ( 23 / 12 )[ أو ] في الاصل ( و ) وقد عدلناها استنادا إلى السياق " لقد قمت إليه " . ( 23 / 14 ) آدم : أسمر اللون . طوال : طويل القامة . ( 23 / 15 ) يمشيان ويعثران ويقومان أي أنهما كانا يزالان صغارا لم يجاوزا طفولتهما { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } سورة الانفال من الآية ( 28 )( . ) فقال ابن عمر : ها انظروا هذا يسألني عن دم البعوض وهو قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " هما ريحانتي من الدنيا " . ( 17 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرني جرير بن حازم عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال : دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة ، فخرج وهو حامل حسنا أو حسينا فوضعه إلى جنبه فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطال فيها ، قال أبي : فرفعت رأسي من بين الناس فإذا الغلام على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعدت رأسي فسجدت ، فلم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له القوم : يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها ، أفكان يوحي إليك ، قال : " لا ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته " . ( 18 ) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حمل الحسن بن علي على عاتقه وقال : " اللهم إني أحبه فأحبه " ، قال : شعبة : فقلت لعدي : حسن ؟ قال : نعم . ( 19 ) حدثنا جعفر بن عون قال أخبرنا معاوية بن أبي مزرد المديني عن أبيه عن أبي هريرة قال : بصر عيناي هاتان وسمع أذناي النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد حسن أو حسين وهو يقول : " ترق عين بقة قال : فيضع الغلام قدمه على قدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرفعه فيضعه على صدره ثم يقول : إفتح فإك قال : ثم يقبله ثم يقول : اللهم إني أحبه فأحبه " . ( 20 ) حدثنا مطلب بن زياد عن جابر عن أبي جعفر قال : اصطرع الحسن والحسين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو حسين فقالت فاطمة : كأنه أحب إليك ، قال : " لا ولكن جبريل يقول : هو حسين " . ( 21 ) حدثنا مطلب بن زياد عن جابر عن أبي جعفر قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحسن والحسين وهو حاملهما على مجلس من مجالس الانصار فقالوا : يا رسول الله نعمت المطية قال : " ونعم الراكبان " . - ( هامش ) - ( 23 / 17 ) ارتحلني : جعلني كالراحلة والمقصود أنه صعد فوق كتفي الرسول الله صلى الله عليه وسلم . ( 23 / 20 ) هو حسين : أي أنه هو الغالب في اصطراعهما ( . ) ( 22 ) حدثنا عفان قال ثنا وهيب عن عبد الله بن عثمان عن سعيد بن أبي راشد عن يعلي العامري أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلى طعام دعوا له ، فإذا حسين يلعب مع الغمان في الطريق فاستقبل أمام القوم ثم بسط يده وطفق الصبي يفر هاهنا مرة وهاهنا ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل إحدي يديه تحت ذقنة والاخرى تحت قفاه ثم أقنع رأسه روسل الله صلى الله عليه وسلم فوضع فاه على [ فيه ] فقبله فقال : " حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الاسباط " . ( 24 ) ما ذكر في جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال : أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى امرأة جعفر أن ابعثي إلى بني جعفر ، قال : فأتى بهم فقال : " اللهم إن جعفر قد قدم إليك إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بخير ما خلفت عبدا من عبادك الصالحين " . ( 2 ) حدثنا عبد الرحيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال : لما قدم جعفر من أرض الحبش لقي عمر بن الخطاب أسماء بنت عميس فقال لها : سبقناكم بالهجرة ونحن أفضل منكم ، فقالت : لا أرجع حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلت عليه فقالت : يا رسول الله ! لقيت عمر فزعم أنه أفضل منا وأنهم سبقونا بالهجرة ، فقال : نبي الله صلى الله عليه وسلم : " بل أنتم هاجرتم مرتين " - قال إسماعيل : فحدثني سعيد بن أبي بردة قال : قالت يومئذ لعمر : ما هو كذلك ، كنا مطرودين بأرض البغضاء والبعداء وأنتم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظ جاهلكم ويطعم جائعكم . ( 3 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق قال : أخبرنا أبو ميسرة أنه لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قتل جعفر وزيد وعبد الله بن رواحة ذكر أمرهم فقال : " اللهم اغفر لزيد - ثلاثا ، اللهم اغفر لجعفر ولعبد الله بن رواحة " . - ( هامش ) - ( 23 / 22 )- قنع رأسه : غطاه . [ فيه ] فمه ، في الاصل فاه وفي المستدرك فنه والارجح ما أثبتناه . ( 24 / 2 ) هاجرتم مرتين : أي أن الهجرة الاولى التي هاجروها كانت من مكة إلى الحبشة والثانية من الحبشة إلى المدينة ( . ) ( 4 ) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا قطبة بن عبد العزيز عن الاعمش عن عدي بن ثابت عن سالم بن أبي الجعد قال : أريهم النبي صلى الله عليه وسلم في النوم رأى جعفرا ملكا ذا جناحين مضرجا بالدماء ، وزيدا مقابله على السرير ، وابن رواحة جالسا معهم كأنهم معرضون عنه . ( 5 ) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن هانئ عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر : " اشبهت خلقي وخلقي " . ( 6 ) حدثنا ابن نمير عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر : " أشبهت خلقي وخلقي " . ( 7 ) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر : " أشبهت خلقي وخلقي " . ( 8 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي فروة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر : " أما أنت فأشبهت خلقي وخلقي " . ( 9 ) حدثنا عبد الرحيم عن زكريا عن عامر أن جعفر بن أبي طالب قتل يوم موتة بالبلقاء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اخلف جعفرا في أهله بأفضل ما خلفت عبدا من عبادك الصالحين " . ( 10 ) حدثنا علي بن مسهر عن الاجلح عن الشعبي قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر فقيل له : قدم جعفر من عند النجاشي فقال : " ما أدري بأيهما أنا أفرح بقدوم جعفر أو بفتح خيبر " ثم تلقاه والتزمه وقبل ما بين عينيه . - ( هامش ) - ( 24 / 4 ) لان جعفر عندما نزل إلى قتال المشركين يوم مؤتة قطعت يده اليمنى التي تحمل الراية فحملها في يسراه فقطعت فحملها بين عضديه حتى استشهد . وهم قد جلسوا كأنهم معرضون عن ابن رواحة رضي الله عنه لانه بعد استشهادهما تولى الراية فجاءه إبليس اللعين يذكره أهله وماله فتراجع ثم أذهب الله عنه وسوسة إبليس فأقدم فجرح فجاءه إبليس مرة أخرى يذكره ويمنيه فتراجع قليلا ثم عاد فأقدم فقاتل حتى استشهد رضي الله عنه وأرضاه . ( 24 / 5 ) أي أشبهتني طباعا وأخلاقا وشكلا . ( 24 / 10 ) التزمه : عانقه وضمه إليه ( . ) ( 11 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا زكريا عن عامر أن عليا تزوج أسماء ابنة عميس فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل واحد منهما : أنا أكرم منك وأبي خير من أبيك . فقال لها علي : أقضي بينهما ، فقال : ما رأيت شابا من العرب خيرا من جعفر ، وما رأيت كهلا كان خيرا من أبي بكر ، فقال لها علي : ما تركت لنا شيئا ولو قلت غير هذا لمقتك ، والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار . ( 25 ) فضل حمزة بن عبد المطلب أسد الله رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق أن حمزة كان يقاتل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بسيفين ويقول : أنا أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( 2 ) حدثنا عبد الرحيم عن زكريا عن عامر قال : قتل حمزة يوم أحد وقتل حنظلة ابن الراهب الذي طهرته الملائكة يوم أحد . ( 3 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير قال : لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير يوم أحد ورأوا من الخير ما رأوا قالوا : يا ليث إخواننا يعلمون ما أصبنا من الخير كي يزدادوا رغبة فقال الله : أنا أبلغ عنكم فأنزل الله : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } إلى قوله { وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين } . - ( هامش ) - ( 24 / 11 ) أخسهم : أدناهم مكانة . ( 25 / 2 ) هو حنظلة غسيل الملائكة وذلك أنه كان مع زوجته فسمع النداء بالخروج إلى الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتأخر ولم يغتسل بل خرج جنبا بل خرج جنبا فلما استشهد أقبلت الملائكة فغسلته ورآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر المسلمين عن ذلك وأسماه غسيل الملائكة . ( 25 / 3 ) سورة آل عمران من الآيات ( 169 / 171 )( . ) 26 () ما ذكر في العباس رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم ( 1 ) حدثنا ابن فضيل عن يزيد عن عبد الله بن الحارث قال حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أغضبك ؟ قال : يا رسول الله : ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة ، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك ، قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه وحتى استدر عرق بين عينيه ، وكان إذا غضب استدر ، فلما سري عنه قال : " والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله ، ثم قال : أيهما الناس ، من آذى العباس فقد آذاني ، إنما عم الرجل صنو أبيه " . ( 2 ) حدثنا ابن عيينة عن داود بن سابور عن مجاهد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احفظوا بن في العباس فإنه بقية آبائي وإن عم الرجل صنو أبيه " . ( 3 ) حدثنا ابن نمير عن سفيان عن أبيه عن أبي الضحى مسلم بن صبيح قال : قال العباس : يا رسول الله إنا لنرى وجوه قوم من وقائع أوقعتها فيهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لن يصيبوا خيرا حتى يحبوكم لله ولقرابتي ، ترجو سلهف ضفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب " . ( 4 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أبي عثمان النهدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس : " هلم هاهنا فإنك صنوي " . ( 5 ) حدثنا عبد الرحيم عن زكريا عن عامر قال : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم ومعه العباس وكان العباس ذا رأي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أي عم إذا رأيت خطأ فمرني به " . - ( هامش ) - ( 26 / 1 ) استدر عرق : وبرز ولا ينفر عرق ما بين العينين إلا في حال الغضب الشديد الذي يخرج الانسان عن طوره . عم الرجل صنو أبيه أي في مقام أبيه والصنو المعادل والمساوي . ( 26 / 5 ) مرني به : مرني أن أتركه وابتعد عنه ( . ) ( 27 ) ما ذكر في ابن عباس رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن شعيب بن يسار عن عكرمة قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس فأجلسه في حجره ومسح على رأسه ودعا له بالعلم . ( 2 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا إسماعيل عن شعيب بن يسار قال : جاء طير أبيض فدخل في كفن ابن عباس حين أدرج ثم ما رئي بعد . ( 3 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن سالم بن أبي حفصة عن رجل يقال له أبو كلثوم قال : سمعت ابن الحنفية يقول في جنازة ابن عباس : اليوم مات رباني العلم . ( 4 ) حدثنا حفص عن الاعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال : قال عبد الله : لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل . ( 5 ) حدثنا جعفر بن عون عن الاعمش عن مسلم عن مسروق قال : قال عبد الله : نعم ترجمان القرآن ابن عباس . ( 6 ) حدثنا عبد الله بن بكر عن حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار أن كريبا أخبره عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزيدني علما وفهما . ( 7 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عامر قال : دخل العباس على النبي صلى الله عليه وسلم فلم ير عنده أحدا فقال له ابنه : لقد رأيت عنده رجلا ، فقال العباس : يا رسول الله زعم ابن عمك أنه رأى عندك رجلا ، فقال عبد الله : نعم والذي أنزل عليك الكتاب ، قال : " ذاك جبريل " . - ( هامش ) - ( 27 / 3 ) رباني العلم : الذي ملا الله قلبه علما ولم يتعلم على يد معلم ، ولم يكن لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما معلم إلا الرسول الله صلى الله عليه وسلم . ( 27 / 4 ) أسنانا : جيلنا . ( 27 / 5 ) ترجمان القرآن : مفسره ( . ) ( 8 ) حدثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنت في بيت ميمونة ابنة الحارث فوضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طهوره فقال : من وضع هذا ؟ فقالت ميمونة : عبد الله ، فقال : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " . ( 9 ) حدثنا ابن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس أن عمر سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ ، قال : فسألني فأخبرته فقال : أعبتموني أن تأتوا بمثل ما أتى به هذا الغلام الذي لم يجتمع سود رأسه . ( 28 ) ما ذكر في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آذنك على أن ترفع الحجاب وأن تسمع سوادي حتى أنهاك " . ( 2 ) حدثنا وكيع قال ثنا المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن أبي المليح الهذلي قال : كان عبد الله يستر النبي صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل ، ويوقظه إلا نام ، ويمشي معه في الارض وحشا . 3 () حدثنا وكيع قال ثنا المسعودي عن عباس العامري عن عبد الله بن شداد الكناني قال : كان عبد الله يلبس النبي صلى الله عليه وسلم نعليه ويمشي أمامه . ( 4 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت مستخلفا عن غير مشورة لا ستخلفت ابن أم عبد " . ( 5 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثني زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر قال : جعل القوم يضحكون مما تصنع الريح بعبد الله تلقيه ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لهو أثقل عند الله يوم القيامة ميزانا من أحد " . - ( هامش ) - ( 27 / 8 ) ميمونة رضي الله عنه زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وهي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وقد زوجها العباس رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصدقها أربعمائة درهم . ( 28 / 1 ) سواد الرجل : حديثه في خاصته وبين أهله ونسائه . حتى أنهاك : حتى أمرك برد الحجاب وترك الاستماع ( . ) ( 6 ) حدثنا محمد بن أبي عبيدة قال ثنا أبي عن الاعمش عن العلاء بن بدر عن تميم بن حذلم قال : قد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر فما رأيت أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أحب إلى أن أكون في مسلاخه يوم القيامة منك يا عبد الله بن مسعود . ( 7 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن القاسم بن عبد الرحمن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رضيت لامتي ما رضي لها ابن أم عبد " . ( 8 ) حدثنا محمد بن فضيل عن مغيرة عن أم موسى قالت : سمعت عليا يقول : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشئ منها ، فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه فضحكوا منها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما يضحككم ؟ لرجل عبد الله في الميزان أثقل من أحد " . ( 9 ) حدثنا محمد بن أبي عبيدة قال حدثني أبي عن الاعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد رأيتني سادس ستة ما على ظهر الارض مسلم غيرنا " . ( 10 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق عن حذيفة قال : لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن مسعود أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة . ( 11 ) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن مالك بن الحارث عن أبي خالد قال : وفدت إلى عمر ففضل أهل الشام علينا في الجائزة ، فقلنا له فقال : يا أهل الكوفة أجزعتم أن فضلت أهل الشام عليكم في الجائزة لبعد شقتهم ، لقد آثرتكم بابن أم عبد . ( 12 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب قال : أقبل عبد الله ذات يوم وعمر جالس فقال : كنيف ملئ فقها . ( 13 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال : قرئ - ( هامش ) - ( 28 / 6 ) كون في مسلاحه : آتي يوم القيامة بعمله وصحيفته أو بمثلهما . ( 28 / 8 ) الرجل : اللام للتوكيد . ( 28 / 11 ) آثرتكم به : فضلتكم به على نفسي فأرسلته إليكم وحرمت نفسي منه ومن علمه وفقهه . لبعد شقتهم : لعبد بلدهم عن عاصمة الاسلام المدينة المنورة . ( 28 / 12 ) كنيف هنا تصغير كنف ( . ) علينا كتاب عمر : أما بعد فقد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود مؤدبا ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وآثرتكم بابن أم عبد على نفسي . ( 14 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن على قالوا : أخبرنا عن عبد الله قال : علم القرآن والسنة ثم انتهى وكفى بذلك علما . ( 15 ) حدثنا أبو أسامة عن صالح بن حبان عن ابن بريدة { قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا } هو عبد الله بن مسعود . ( 16 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : كان عبد الله يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله وسمته . ( 17 ) حدثنا ابن نمير قال ثنا الاعمش عن حبة بن جوين قال : كنا جلوسا عند علي فذكرنا بعض قول عبد الله وأثني القوم عليه فقالوا : يا أمير المؤمنين ما رأينا رجلا أحسن خلقا ولا أرفق تعليما ولا أشد ورعا ولا أحسن مجالسة من ابن مسعود ، فقال علي : نشدتكم الله إنه للصدق من قلوبكم ؟ قالوا : نعم ، قال : اللهم إني أشهدك أني أقول مثل ما قالوا أو أفضل . ( 18 ) حدثنا يعلي قال ثنا الاعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال : سمعت أبا موسى يقول : لمجلس كنت أجالسه عبد الله أوثق من عمل سنة . ( 29 ) ما ذكر في عمار بن ياسر رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال : قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء عمار يستأذن فقال : " ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب " . ( 2 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن الاعمش عن عمارة عن عمرو بن شر حبيل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه " . ( 3 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي قال : جاء - ( هامش ) - ( 28 / 15 ) سورة محمد بن الآية ( 16 ). ( 29 / 2 ) إلى مشاشه : إلى مفاصله ومنح عظامه ( . ) خباب إلى عمر فقال : ادنه فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار فجعل خباب يريه آثارا بظهره مما عذبه المشركون .
( 4 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن عمار عن سالم عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ابن سمية ما خير بين أمرين إلا اختار أرشدهما " . ( 5 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن مجاهد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، وكذلك دأب الاشقياء الفجار " . ( 6 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال : سئل علي عن عمار قال : مؤمن بر ، وإن ذكرته ذكر ، وقد دخل الايمان في سمعه وبصره ، وذكر ما شاء الله من جسده . ( 7 ) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البخرتي عن علي قال : قالوا له : أخبرنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : أخبرنا عن عمار ، قال : مؤمن بر وإن ذكرته ذكر . ( 8 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هذيل قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : إن عمارا وقع عليه جبل فمات ، قال : " ما مات عمار " . ( 9 ) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا عمر بن أبي زائدة عن وردان المؤذن أنه سمع القاسم بن مخيمرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ملئ عمار إيمانا إلى المشاش وهو ممن حرم على النار " . ( 10 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب عن سلمة بن كهيل عن علقمة عن خالد بن الوليد قال : كان بيني وبين عمار كلام فانطلق عمار يشكوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشكوني ، فجعل عمار لا يزيده إلا غلظة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت فبكى عمار وقال : يا رسول الله ألا تسمعه ، قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رأسه فقال : " من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله " ، قال : فخرجت فما كان شئ أبغض إلي من غضب عمار ، فلقيته فرضي ( . ) - ( هامش ) - ( 29 / 4 ) وسمية أم ياسر شهيدة في الاسلام ( . )( 11 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا المسعودي عن القاسم عن عبد الرحمن قال : أول من بني مسجدا يصلي فيه عمار بن ياسر . ( 12 ) حدثنا هشيم عن حصين عن أبي مالك : { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان } قال : نزلت في عمار . ( 13 ) حدثنا عثام بن علي قال ثنا الاعمش عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال : إستأذن عمار على علي فقال : مرحبا بالطيب المطيب . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه " . ( 14 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن الحكم { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان } قال : نزلت في عمار . ( 30 ) ما ذكر في أبي موسى رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا يزيد عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقدم عليكم قوم هم أرق أفئدة " ، قال : فقدم الاشعريون وفيهم أبو موسى ، قال : فجعلوا يرتجزون ويقولون : غدا نلقى الا حبه * * محمدا وحزبه ( 2 ) حدثنا ابن نمير عن مالك بن مغول عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد أوتي الاشعري مزمارا من مزامير آل داود " . ( 3 ) حدثت عن ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوتي الاشعري مزمارا من مزامير آل داود " . ( 4 ) حدثنا يزيد بن هارون عن عروة عن عائشة قالت : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود " . - ( هامش ) - ( 29 / 12 ) سورة النحل من الآية ( 106 ). ( 30 / 1 ) أي ليس في طباعهم خشونة طباع البادية وجفافها . ( 30 / 2 ) وذلك لجمال صوته في ترتيل القرآن وتجويده . ( 30 / 3 ) واسمه أبو موسى مالك بن قيس الاشعري ( . ) ( 5 ) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن سماك عن عياض الاشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي موسى : هم قوم هذا - يعني في قوله : { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هم قوم هذا " . ( 31 ) ما ذكر في خالد بن الوليد رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا ابن فضيل عن نيار عن قيس قال : كان بين خالد بن الوليد وبين رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم محاورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما لكم ولسيف من سيوف الله سله الله على الكفار " . ( 2 ) حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا أبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : هبطت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنية هو شاء فانقطع شسعه فناولته نعلي فأبي أن يقبلها وجلس في ظل شجرة ليصلح نعله ، فقال لي : " انظر إلى من ترى ؟ قلت : هذا فلان بن فلان ، قال : " بئس عبد الله فلان ، ثم قال : انظر إلى من ترى ؟ قلت : هذا فلان ، قال : نعم عبد الله فلان " والذي قال له : نعم عبد الله فلان خالد بن الوليد . ( 3 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن عمير قال : بعث عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد فقال : خالد بن الوليد : بعث عليكم أمين هذه الامة ، قال أبو عبيدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خالد بن الوليد سيف من سيوف الله ونعم فتى العشيرة " . - ( هامش ) - ( 30 / 5 ) سورة المائدة من الآية ( 54 ). ( 31 / 1 ) يوم مؤتة وبعد استشهاد جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم تسلم القيادة خالد بن الوليد وبخطة عسكرية بارعة استطاع أن ينسحب بالعدد القليل من المسلمين من بين براثن الالوف المؤلفة من جند الروم وأن يوقع الرعب في قلوبهم فلا يلحقوا بهم وقد زويت الارض للرسول صلى الله عليه وسلم حتى رأى المعركة رؤيا العين فوصف للناس استشهاد القادة الثلاثة وهو على منبر المسجد في المدينة في المدينة ، ثم قال بأن سيف من سيوف الله سله الله على الكافرين قد تسلم القيادة وحجز بين الفريقين وأنقذ جند المسلمين وتراجع بهم . ولازم هذا الاسم خالد بن الوليد رضي الله عنه . ( 31 / 3 ) نعم فتى العشيرة لانه قرشي أيضا كالرسول صلى الله عليه وسلم ( . ) ( 32 ) ما جاء في أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش عن عثمان أبي اليقضان عن أبي حرب بن أبي الاسود الدئلي قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر . ( 2 ) حدثنا الحسين بن موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجه أصدق من أبي ذر " . ( 3 ) حدثنا يزيد عن أبي أمية بن يعلى الثقفي عن أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، ومن سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر " . ( 4 ) حدثنا يزيد قال أخبرنا محمد بن عمرو عن عراك بن مالك قال : قال قال أبو ذر : إني لاقربكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا يوم القيامة ، قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها " ، وإنه والله ما منكم من أحد إلا قد تشبث منها بشئ غيري " . ( 33 ) ما ذكر في فضل فاطمة رضي الله عنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 1 ) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن محمد بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما فاطمة بضعة مني ، فمن أغضبها أغضبني " . ( 2 ) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة قالت : قلت - ( هامش ) - ( 32 / 1 ) الخضراء : السماء . الغبراء : الارض . وأقلت الغبراء : حملت فوقها . ( 32 / 4 ) أي أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كما تركته فيها " . ( 33 / 1 ) بضعة مني : قطعة مني ، والبضعة القطعة من اللحم ( . ) لفاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيتك حين أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فبكيت ثم أكببت عليه ثانى فضحكت ، قالت : أكببت عليه فأخبرني أنه ميت فبكيت ثم أكببت عليه الثانية فأخبرني أني أول أهله لحوقا به ، وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم ابنة عمران ، فضحكت . ( 3 ) حدثنا زيد بن الحباب عن إسرائيل عن ميسرة النهدي عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة ، قال : أتيت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فخرج فاتبعته فقال : " ملك عرض لي استأذن ربه أن يسلم علي ويخبرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة " . ( 4 ) حدثنا شاذان قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول : " الصلاة يا أهل البيت { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } . ( 5 ) حدثنا شريك عن أبي فروة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة ابنة خويلد " . ( 6 ) حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن عامر قال : خطب علي بنت أبو جهل إلى عمها الحارث بن هشام ، فاستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقال : " عن حسبها تسألني ؟ قال علي : قد أعلم ما حسبها ولكن تأمرني بها ؟ قال : لا فاطمة بضعة مني ولا أحب أن تجزع " ، فقال : علي : لا آتي شيئا تكرهه . ( 34 ) ما ذكر في عائشة رضي الله عنها ( 1 ) حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عائشة زوجي في الجنة " . ( 2 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كمل من الرجال كثير ولمن يكمل من النساء إلا آسية آمرأة فرعون ومريم ابنة عمران ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام " . - ( هامش ) - ( 33 / 4 ) سورة الاحزاب الآية ( 33 ). ( 33 / 6 ) أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهاه أن يتزوج بابنة رأس الشرك لان ذلك يؤذي فاطمة رضي الله عنها . ( 34 / 2 ) وكان الثريد أطيب طعام العرب ، والثريد معروف في بعض بلاد العرب اليوم باسم " تشريب " وإن لم يكن هو فهو أقربها إليه ( . ) ( 3 ) حدثنا الفضل بن دكين عن زهير عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عائشة تفضل النساء كما تفضل الثريد على سائر الطعام " . ( 4 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن اسماعيل ؟ ؟ بن أبي خالد عن عبد الرحمن بن أبي الضحاك عن عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان قال : حدثنا أن عبد الله بن صفوان وآخر معه أتيا عائشة فقالت عائشة : يا فلان هل سمعت حديث حفصة ؟ فقال : نعم يا أم المؤمنين ، فقال لها عبد الله بن صفوان : وما ذاك يا أم المؤمنين ؟ قالت : خلال في تسع لم تكن في أحد من الناس إلا ما آتي الله مريم ابنة عمران ، والله ما أقول هذا أني أفتخر على صواحباتي ، قال : عبد الله بن صفوان : وما هي يا أم المؤمنين ؟ قالت : نزل الملك بصورتي ، وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين ، وأهديت إليه لتسع سنين ، وتزوجني بكرا لم يشركه في أحد من الناس ، وأتاه الوحي وأنا وإياه في لحاف واحد ، وكنت من أحب الناس إليه ، ونزل في آيات من القرآن كادن الامة تهلك فيهن ، ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري ، وقبض في بيتي لم يله أحد غير الملك وأنا . ( 5 ) حدثنا عبد الرحيم عن غالب عن الشعبي عن مسروق قال : أخبرتني عائشة قالت : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في البيت إذ دخل الحجرة علينا رجل على فرس فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : فوضع يده على معرفة الفرس فجعل يكلمه ، قالت : ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله من هذا الذي كنت تناجي ؟ قال : " وهل رأيت أحدا ؟ قالت : قلت : نعم ! رأيت رجلا على فرس ، قال : بمن شبهته ؟ قالت : بدحية الكلبي ، قال : ذاك جبريل ، قال : قد رأيت خيرا قال : ثم لبثت ما شاء الله أن ألبث فدخل جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة ! قلت : لبيك وسعديك يا رسول الله ، قال : هذا جبريل وقد أمرني أن أقرئك منه السلام " ، قالت : قلت : أرجع إليه مني السلام ورحمة الله وبركاته ، جزاك الله من دخيل خير ما يجزي الدخلاء ، قالت : وكان ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وهو في لحاف واحد . ( 6 ) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل قال حدثني معصب بن إسحاق بن طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قد أريت عائشة في الجنة ليهون علي بذلك موتي كأني أرى كفها " . - ( هامش ) - ( 34 / 6 ) كأني أرى كفها : كأني أرى كفها الآن كما رأيته في الجنة ( . ) ( 7 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " . ( 8 ) حدثنا جعفر بن عون قال ثنا محمد بن شريك عن ابن أبي مليكة قال : قالت عائشة : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وبين سحري ونحري . ( 9 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن أبي وائل أن عليا بعث عمارا والحسن يستفران الناس ، فقام رجل فوقع في عائشة فقال عمارا : " إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله ابتلاننا بها ليعلم إياه نطيع أو إياها " . ( 10 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن عمار قال : إن عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة . ( 11 ) حدثنا ابن نمير قال ثنا موسى الجهني عن أبي بكر بن حفص بن قال : جاءت أم رومان وهي أم عائشة وأبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : فقالا : يا رسول ادع الله لعائشة دعوة نسمعها ، فقال عند ذلك : " اللهم اغفر لعائشة ابنة أبي بكر مغفرة واجبة ظاهرة وباطنة " . ( 12 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن عامر قال ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : " إن جبريل يقرأ عليك السلام ، قالت عائشة : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته " . ( 35 ) ما جاء في فضل خديجة رضي الله عنها ( 1 ) حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : سمعته يقول : " أتي جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذه خديجة قد أتتك ، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب . - ( هامش ) - ( 34 / 8 ) النحر : العنق ، السحر : أعلى الصدر : وأدناه إلى العتق . ( 34 / 9 ) وقع في عائشة : تحدث عنها بالسوء وما أكثر ما يفعل ذلك رافضة هذه الايام عن السب والشتم لها رضي الله عنها ولاصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم . ( 35 / 1 ) النصب : التعب والجهد ( . ) ( 2 ) حدثنا وكيع عن يعلى عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى قال : سمعته يقول : بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب . ( 3 ) حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة " . ( 4 ) حدثنا ابن نمير عن الاعمش عن أبي صالح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب . ( 5 ) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حسبك من نساء العالمين بأربع : خديجة ابنة خويلد وفاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم وآسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران " . ( 6 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس معه جبريل إذ أقبلت خديجة فقال جبريل : يا رسول الله ! هذه خديجة فاقرأها من الله تبارك وتعالى السلام ومني ( 36 ) فضل معاذ رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " معاذ بين يدي العلماء يوم القيامة ربوة " . ( 2 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " معاذ بين يدي العلماء يوم القيامة نبذة " . - ( هامش ) - ( 36 / 3 ) خير نسائها : خير نساء العالمين . وخير نساء الجنة من البشر . ( 36 / 1 ) المقصود معاذ بن جبل رضي الله عنه . الربوة والربوة : ما ارتفع من الارض وربى ارتفع ونما ، أي هو مرتفع عنه مقاما ومكانا أو أعلاهم مقاما ومكانا . ( 36 / 2 ) معاذ نبذة : أي هو منفرد عن العلماء يوم القيامة فتقدم عليهم ( . ) ( 37 ) فضل أبي عبيدة رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن خالد عن أبي قلابة قال : قال أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل أمة أمينا وإن أميننا أيتها الامة أبو عبيدة بن الجراح " . ( 2 ) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أصحابي أحد إلا لو شئت اتخذت عليه بعض خلقه غير أبي عبيدة " . ( 3 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم أسقف نجران العاقب والسيد فقالا : ابعث معنا رجلا أمينا حق أمير ، فاستشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " قم يا أبا عبيدة بن الجراح " . ( 4 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . ( 5 ) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن إبراهيم قال : قال عمر : من أستخلف لو كان أبو عبيدة بن الجراح . ( 6 ) حدثنا أبو معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح " . ( 38 ) عبادة بن الصامت رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عطية قال : جاء رجل يقال له عبادة بن الصامت فقال : يا رسول الله إن لي موالي من اليهود كثير عددهم حاصر بصرهم وأنا أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود ، فأنزل الله في عبادة { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } الآية إلى قوله : { بأنهم قوم لا يعقلون } . - ( هامش ) - ( 37 / 2 ) اتخذت عليه : كان لي عليه مآخذ في أخلاقه أو طباعه . ( 37 / 3 ) وتتمة هذا الحديث ما جاء في 37 / 1 . أي أول أحاديث هذا الباب . ( 38 / 1 ) سورة المائدة والآيات المقصودة من أول الآية ( 55 ) إلى آخر الآية ( 58 )( . ) ( 39 ) أبو مسعود الانصاري رضي الله عنه 1 () حدثنا ابن إدريس عن ليث عن عبد العزيز بن رفيع قال : لما سار على إلى صفين استخلف أبا مسعود على الناس ، قال : فلما قدم علي قال له : أنت القائل ما بلغني عنك يا فروخ ، إنك شيخ قد ذهب عقلك ، قال : أذهب عقلي وقد أوجبت لي الجنة في الله ورسوله ، أنت تعلمه . ( 40 ) ما جاء في أسامة وأبيه رضي الله عنهما ( 1 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن معمر قال : قالت عائشة ما ينبغي لاحد أن يبغض أسامة بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة " . ( 2 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل عن قيس أن أسامة بن زيد لما قتل أبوه قام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فدمعت عين النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء من الغد فقام مقامه بالامس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألاقي منك اليوم ما لا قيت منك أمس " . ( 3 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قطع بعثا قبل موته وأمر عليهم أسامة بن زيد ، وفي ذلك البعث أبو بكر وعمر ، قال : فكان أناس من الناس طعنوا في ذلك لتأمير رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة عليهم ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال : " إن أناسا منكم قد طعنوا علي في تأمير أسامة ، وإنما طعنوا في تأمير أسامة كما طعنوا في تأمير أبيه ، وأيم الله إن كان لخليقا للامارة ، وإن كان - ( هامش ) - ( 39 / 1 ) الفروخ من السنبل : ما استبانت عاقبته وانعقد حبه . وفروخ أيضا أخو سيدنا اسماعيل وإسحاق ابني ابراهيم عليهم السلام أجمعين والمقصود هنا لفظة تصغير من فرخ وهو الارجح لانه أتاه معاتبا مستصغرا شأنه . ( 40 / 1 ) وزيد بن حارثة قد اختار العبودية مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم على الحرية مع أهله وقومه ، إذ كانت خديجة رضي الله عنها قد اشترته من الاعراب سببا وأهدته للرسول صلى الله عليه وسلم خادما فجاء أهله بعد مدة يطلبون فداءة فأعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا اختارهم زيد فهو حر لوجه الله ، فاختار البقاء مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تبناه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نزلت آية نفي التبني . وكان يسمى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يسمى ابنه زيد الحب بن الحب ، وكان آخر لواء قد عقده الرسول صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته لزيد . ( 40 / 2 ) أي أن الزمن لم يذهب حزنه وافتقار ؟ صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة رضي الله عنه . ( 40 / 3 ) وكان أسامة رضي الله عنه في سابعة عشرة أو الثامنة عشرة من عمره عندما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم ( . ) لمن أحب الناس إلي وإن ابنه لا حب الناس إلي من بعده ، وإني لارجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا " . ( 4 ) حدثنا شريك عن العباس بن ذريح عن البهي عن عائشة قالت : عثر أسامة بعتبة الباب فشج في وجهه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أميطي عنه الاذى ، فقذرته فجعل يمص الدم ويمجه عن وجهه ويقول : لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه " . ( 5 ) حدثنا محمد بن عبيد عن وائل بن داود قال : سمعت البهي يحدث أن عائشة كانت تقول : ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم ولو كان حيا بعده لا ستخلفه . ( 6 ) حدثنا عفان ثنا وهيب قال ثنا موسى بن عقبة قال حدثني سالم بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر قال : ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن { ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله } . ( 7 ) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد : " أما أنت يا زيد فأخونا ومولانا " . ( 8 ) حدثنا عبيد الله عن إسرئيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . ( 41 ) ما جاء في أبي بن كعب رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثني خالد بن أبي كريمة عن سعيد عن يسار السدوسي عن عكرمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بن كعب : " إني أمرت أن أقرئك القرآن " ، قال : وذكرني ربي ؟ قال : نعم ، قال : فأقرأني آية فأعدتها عليه ثانية . ( 2 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاجلح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقرأ عليك القرآن ، قال : قلت : يا رسول الله : وذكرت ثم ؟ قال : نعم ، قال أبي : { بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا } في قراءة أبي : فليفرحوا " . - ( هامش ) - ( 40 / 6 ) سورة الاحزاب من الآية ( 5 ). ( 41 / 1 ) وكان أبي رضي الله عنه من أقرأ الصحابة للقرآن الكريم . ( 41 / 2 ) سورة يونس من الآية ( 58 )( . ) ( 42 ) ما ذكر في سعد بن معاذ رضي الله عنه 1 () حدثنا ابن إدريس عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ " . ( 2 ) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة عن أسيد بن حضير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ " . ( 3 ) حدثنا هوذة قال ثنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ " . ( 4 ) حدثنا ابن فضيل عن عطاء عن مجاهد عن ابن عمر قال : اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا ، قال : إنما يعني السرير ، قال : تفسخت أعواده ، قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره فاحتبس ، فلما خرج ، قيل : يا رسول الله ! ما حبسك ؟ قال : " ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه " . ( 5 ) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل حدثه عن حذيفة قال : لما مات سعد بن معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اهتز العرش لروح سعد بن معاذ " . ( 6 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن إسحاق بن راشد عن امرأة من الانصار يقال لها أسماء ابنة يزيد قالت : لما أخرج بجنازة سعد بن معاذ صاحت أمة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لام سعد : " ألا يرقا دمعك ويذهب حزنك فإن ابنك أول من ضحك له الله واهتز له العرش " . ( 7 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال : دخلت على أنس بن مالك حين قدم المدينة مع ابن أخي فسلمت عليه فقال من أنت ؟ فقالت : أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ، قال : فبكى فأكثر البكاء ثم قال : إنك شبيه سعد ، إن سعدا كان من أعظم الناس وأطولهم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى اكيدر دومة فأرسل بحله من ديباج منسوج فيها الذهب ، فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم - ( هامش ) - ( 42 / 1 ) وسعد بن معاذ رضي الله عنه من رؤوس الانصار وأحد النقباء . ( 42 / 6 ) لما أخرج بجنازة فلان : لما خرجت جنازة فلان ، أي عندما أخرج على السرير من داره . يرقأ دمعك : يكف ، فلا تدمع العين والمقصود ألا يفرح قلبك ( . ) فجعل الناس يلتمسونها بأيديهم فقال : " أتعجبون من هذه ؟ قالوا : يا رسول الله ! ما رأيناك أحسن منك اليوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لمناديل سعد في الجنة أحسن مما ترون " . ( 8 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثوب من حرير فجعلوا يعجبون من لينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لمناديل سعد في الجنة ألين من هذا " . ( 9 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سماك عن عبد الله بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد وهو يكيد بنفسه : " جزاك الله خيرا من سيد قوم فقد صدقت الله ما وعدته وهو صادق ما وعدك " . ( 10 ) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن شر حبيل قال : لما أصيب سعد بن معاذ بالرمية يوم الخندق جعل دمه يسيل على النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر فجعل يقول : وانقطاع ظهراه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا بكر ! " فجاء عمر فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون . ( 43 ) ما ذكر في أبي الدرداء رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن القاسم بن عبد الرحمن قال : كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم . ( 2 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا الاعمش عن إبراهيم ، قال الاعمش : أراه عن ابن عمر قال : قدمت على عمر حلل ، فجعل يقسمنها بين الناس فمرت به حلة نجرانية جيدة ، فوضعها تحت فخذه حتى مر على اسمى ، فقلت : اكسنيها ، فقال : أكسوها والله رجلا خيرا منك وأبوه خير من أبيك ، فدعا عبد الله بن الراهب ، فكساه إياها . ( 44 ) ما ذكر من شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل وعيسى صلى الله عليه وسلم ( 1 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا زكريا قال : سمعت عامرا يقول : شبه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من أمته ، قال : " دحية الكلبي يشبه جبريل ، وعروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى ابن مريم ، وعبد العزى يشبه الدجال " ( . )( 45 ) ما ذكر في ابن رواحة رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا الحسين بن موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لعبد الله بن رواحة : " اللهم زده طاعة إلى طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم " . ( 2 ) حدثنا عبد الرحيم عن إسماعيل عن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة : " ألا تحرك بنا الركاب ؟ فقال عبد الله الله : إني قد تركت قولي : قال عمر بن الخطاب : اسمع وأطع فنزل يسوق نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا هم لولا أنت ما اهتدينا * * ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا * * وثبت الاقدام إن لاقينا إن الذين كفروا بغوا علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم ارحمه " ، فقال عمر : وجبت . ( 46 ) ما ذكر في سلمان من الفضل رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا وكيع عن الاعمش عن أبي صالح قال : لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قول سلمان لابي الدرداء إن لاهلك عليك حقا ولبصرك عليك حقا ، قال : فقال : " ثكلت سلمان أمة ، لقد اتسع في العلم " . ( 2 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سلمان سابق فارس " . ( 3 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال : قالوا لعلي : أخبرنا عن سلمان ، قال : أدرك العلم الاول والعلم الآخر ، بحر لا يترفع قعره ، هو منا أهل البيت . - ( هامش ) - ( 45 / 2 ) ألا تحرك بنا الركاب : أي ألا تغني بناء الحداء لان الحدا يحرك الابل فتسرع في سيرها . تركت قولي : تركت قول الشعر . وجبت : أي قد وجبت له الجنة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وطلبه الرحمة له . ( 46 / 1 ) والحديث الارجح في هذا أن سلمان قال : إن لربك عليك حقا : وإن لا هلك عليك حقا : وإن لنفسك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق سلمان " . ( 46 / 2 ) وسابق القوم : الذي يكشف لهم الطريق ويستطلعها فيقودهم إلى أحسنها ( . ) ( 47 ) ما ذكر في ابن عمر رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون عن إبراهيم قال : قال عبد الله : لقد رأيتنا وإنا المتوافرون وما فينا أحد أملك لنفسه من عبد الله بن عمر . ( 2 ) حدثنا عباد بن العوام عن حصين عن سالم عن جابر قال : ما منا أحد أدرك الدنيا إلا وقد مال بها أو مات به إلا عبد الله بن عمر . ( 48 ) في بلال رضي الله عنه وفضله ( 1 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال : كان أول من ظهر إسلامه سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعمار وأمه سمية وبلال والمقداد ، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب ، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس ، فما منهم من أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد . ( 2 ) حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال : أول من أظهر الاسلام سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار قال : فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنتعه عمه ، وأما أبو بكر فمنعه قومه وأخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ ، فأعطوهم كل ما سألوا ، فجاء إلى كل رجل منهم قومه بأنطاع الادم فيها الماء فألقوهم فيه ثم حملوا بجوانبه إلى بلال ، فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم يشتدون به بين أخشبي مكة وجعل يقول : أحد أحد . ( 3 ) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سمعت خشخشة أمامي فقلت ! من هذا ؟ قالوا : بلال ، فأخبره قال : بما سبقتني إلى الجنة ؟ قال : يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت ، ولا توضأت ، إلا رأيت أن لله علي ركعتين أصليهما ، قال : بها " . - ( هامش ) - ( 48 / 1 ) أتاهم على ما أرادوا : أظهر لهم ما أرادوا من العودة لدين أبائهم وأجدادهم ( 48 / 2 ) أخشبي مكة : جبليها ( . ) ( 4 ) حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن قيس قال : اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق ثم أعتقه ، قال : فقال له بلال : يا أبا بكر إن كنت إنما أعتقتني لتتخذني خادما ، فاتخذني خادما وإن كنت إنما أعتقتني لله فدعني فأعمل لله ، قال : فبكى أبو بكر ثم قال : بل أعتقتك لله . ( 5 ) حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن عبد الرحمن الماجشون عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال عمر : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا - يعني بلالا . ( 6 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال : ثنا قال بلال خازن أبي بكر ومؤذن النبي صلى الله عليه وسلم . ( 7 ) حدثنا أبو أسامة قال : سمعت هشاما قال ثنا الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بلال سابق الحبش " . ( 49 ) ما ذكر في جرير بن عبد الله رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال : ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني قط إلا تبسم . ( 2 ) حدثنا الفضل بن دكين عن يونس عن أبي إسحاق عن المغيرة بن شبيل بن عوف عن جرير قال : لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم حللت عيبتي ولبست حلتي ، قال : فدخلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي : يا عبد الله أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئا ؟ قال : نعم ذكرك بأحسن الذكر ، قال : فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ عرض له في خطبته فقال : " إنه سيدخل عليكم من هذا الفج أو من هذا الباب من خير ذوي يمن على وجهه مسحة ملك " ، قال جرير : فحمدت الله على ما أبلاني . ( 3 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس عن جرير قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تريحني من ذي الخلصة بيت كان لخثعم في الجاهلية يسمى الكعبة اليمانية ، قال : قلت : - ( هامش ) - ( 48 / 7 ) سابق الحبش : قد تقدمهم إلى الاسلام . ( 49 / 2 ) العيبة : وعاء من جلد توضع فيها الملابس ومؤونة الطريق ( . ) يا رسول الله إني رجل لا أثبت على الخيل ، قال : فمسح في صدري وقال : اللهم اجعله هاديا مهديا " حتى وجدت بردها ( 50 ) ما ذكر في أويس القرني رضي الله عنه ( 1 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي مثل ربيعة ومضر " ، قال : حدثني حوشب : قال : فقلنا للحسن : هل سمى لكم ؟ قال : نعم أويس القرني .
( 2 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا سليمان بن المغيرة عن الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " سيقدم عليكم رجل يقال له أويس كان به بياض ، فدعا الله له فأذهبه الله ، فمن لقيه منكم فمرره فليستغفر له " ، قال : فلقيه عمر فقال : استغفر لي ، فاستغفر له . ( 51 ) ما جاء في أهل بدر من الفضل ( 1 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن عباية بن رفاعة بن رافع الانصاري عن جده أن ملكا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كيف أصحاب بدر فيكم ؟ فقال : " أفضل الناس " ، فقال الملك : وكذلك من شهد بدرا من الملائكة . ( 2 ) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن الحسين بن محمد عن عبيد الله بن أبي رافع أخبره عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " . ( 3 ) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : " إن الله تبارك وتعالى اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " . ( 4 ) حدثنا شبابة بن سوار عن ليث بن سعد عن أبي الزبير أن عبد حاطب بن أبي بلتعة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشتكي حاطبا فقال ، يا رسول الله ! ليدخلن حاطب النار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كذبت ، لا يدخلها ، إنه قد شهد بدرا والحديبية " ( 52 ) في المهاجرين ( 1 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } قال : الذين هاجروا مع محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة . ( 53 ) في فضل الانصار ( 1 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نساء وصبيانا من الانصار مقبلين من عرس فقال : " اللهم أنتم من أحب الناس إلي " . ( 2 ) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن محمد بن عبد الرحمن عن ابن شر حبيبل عن قيس بن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اللهم صلى على الانصار وعلى ذرية الانصار وعلى ذرية ذرية الانصار " . ( 3 ) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو سلك الناس واديا وشعبا وسلكتم واديا وشعبا لسلكت واديكم وشعبكم ، أنتم شعار والناس دثار ، ولولا الهجرة كنت امرءا من الانصار ، ثم رفع يديه حتى أني لارى بياض إبطيه ما تحت منكبيه فقال : الله ! اغفر للانصار ولابناء الانصار ولابناء أبناء الانصار " . ( 4 ) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة قال ثنا عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الانصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ، ومن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله " . ( 5 ) حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبا وسلك الانصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الانصار أو شعبهم ، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار " . - ( هامش ) - ( 52 / 1 ) سورة آل عمران من الآية ( 110 ). ( 53 / 3 ) الشعار : ما لامس الجسد من الثياب . الدثار : ما يرتديه الانسان فوق أثوابه يتدفأ به ( . ) 6 () حدثنا محمد بن بشر قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنا سعد بن المنذر عن حمزة بن أبي أسيد الانصاري عن الحارث بن زياد - من أصحاب بدر - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم : " من أحب الانصار أحبه الله حين يلقاه ، ومن أبغض الانصار أبغضه الله حين يلقاه " . ( 7 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد أن سعد بن إبراهيم أخبره عن الحكم بن مينا عن يزيد بن جارية أنه كان جالسا في نفر من الانصار فمر عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم ، فقالوا : كنا في حديث من حديث الانصار ، فقال معاوية : أفلا أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين ! قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أحب الانصار أحبه الله ، ومن أبغض الانصار أبغضه الله " . ( 8 ) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي ، وإن كرشي الانصار ، فآعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم " . ( 9 ) حدثنا وكيع ابن أبي ليلى عن عدي عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم " - يعني الانصار . ( 10 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي سلمة قال : حدثني رجل عن سعيد الصراف ، وهو عن سعيد الصراف عن إسحاق بن سعد بن عبادة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذا الحي من الانصار محنة ، حبهم إيمان وبغضهم نفاق " . ( 11 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل ابن أبي عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار ، ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت مع الانصار " . ( 12 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الناس دثار والانصار شعار ، الانصار كرشي وعيبتي ، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار " . ( 13 ) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي بكر بن أنس - ( هامش ) - ( 53 / 10 ) محنة : امتحان يمتحن الله به الناس لان حبهم لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وإيمان ( . ) قال : كتب زيد بن أرقم إلى أنس يعزيه بولده وأهله الذين أصيبوا بوم الحرة ، فكتب في كتابة : وإني مبشرك ببشرى من الله ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم اغفر للانصار ولابناء الانصار ولابناء أبناء الانصار ولنساء أبناء الانصار ولنساء أبناء أبناء الانصار " . ( 14 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر الانصار قال : " أعفة صبر " . ( 15 ) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن قتادة بن النعمان سقطت عينه على وجنتيه يوم أحد فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أحسن عينيه وأحدهما . ( 16 ) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد يد خبيب بن يساف ، و [ موت ] يوم بدر على حبل العاتق ، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير منها إلا مثل خط . ( 17 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يذكر قريشا وما جمعت وجعل يتوعده بهم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأبي ذلك عليك بنو قيلة ، إنهم قوم في حدهم فرط " . ( 18 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا حمزة قال : قالت الانصار : يا رسول الله ! إن لكل نبي أتباعا ، وإنا قد اتبعناك ، فادع الله أن يجعل أتباعنا منا ، فدعا لهم أن يجعل أتباعهم منهم ، قال فنميت ذلك إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال : قد زعم ذلك زيد . ( 19 ) حدثنا يزيد بن هارون قال قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للانصار : " إنكم سترون بعدي إثرة ، قالوا : فما تأمرنا ، قال : تصبرون حتى تلقوني على الحوض " . - ( هامش ) - ( 53 / 15 ) أحدهما : أشدهما بصرا . ( 53 / 16 )[ موت ] كذا في الاصل ، والارجح أنها [ هوت ] أي سقطت والعاتق الكتف ، وحبل العاتق : العرق المشدود بين الرقبة والكتب . ( 53 / 17 ) بنو قيلة : الازد والخزرج . ( 53 / 19 ) إثرة : حبا للذات وطمعا في الامر دونكم ( . ) ( 20 ) حدثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار ، ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الانصار وشعبهم ، الانصار شعار والناس دثار وإنكم ستلقون بعدي إثرة فآصبروا حتى تلقوني على الحوض " . 21 () حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن الاعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قريش والانصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله ، لا مولى لهم غيره " . ( 22 ) حدثنا أبو خالد عن حميد عن أنس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة باردة والمهاجرون والانصار والانصار يحفرون الخندق ، فلما نظر إليهم قال : ألا إن العيش عيش الآخرة * * فاغفر للانصار والمهاجرة فأجابوا : نحن الذين بايعوا محمدا * * على الجهاد ما بقينا أبدا ( 23 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : " لا يبغض الانصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر " . ( 24 ) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يبغض الانصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر " . ( 25 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا ثابت البناني عن عبد بن رياح قال : وفدنا وفودا لمعاوية وفينا أبو هريرة ، وذلك في رمضان ، فقال : ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الانصار ! قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الانصار ! قالوا : لبيك يا رسول الله ! قال : قلتم : أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته ، قالوا : قد قلنا ذاك يا رسول الله ، قال : فما أسمى إذا ، قال : كلا إني عبد الله ورسوله ، هاجرت إليكم ، المحيا محياكم والممات مماتكم ، قال : فأقبلوا إليه يبكون ويقولون : والله يا رسول الله ! ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله ، قال : فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم " . - ( هامش ) - ( 53 / 23 ) لانه لا يبغضهم إلا رجل يبغض نصرتكم لله وللرسول صلى الله عليه وسلم . ( 53 / 25 ) وهذا يوم الفتح الاكبر ، فتح مكة المكرمة إذ ظن أو خاف الانصار أن يمكث الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة بين أهله وعشيرته بعد الفتح ويدع المدينة ( . ) ( 26 ) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي قتادة قال : أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار " . ( 27 ) حدثنا زيد بن حباب عن هشام بن هارون الانصاري قال حدثني معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اغفر للانصار ولذراري الانصار ولذراري ذراريهم ولمواليهم وجيرانهم " . ( 28 ) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا ابن الغسيل قال ثنا عكرمة عن ابن عباس قال : جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على المنبر عليه ملحفة متوشحا بها عاصبا رأسه بعصابة دسماء ، قال : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أيها الناس تكثرون ويقل الانصار حتى يكونوا كالملح في الطعام ، فمن ولي من أمرهم شيئا فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم " . ( 29 ) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن طلحة قال : كان يقال : بغض الانصار نفاق . ( 30 ) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا شعبة عن معاوية بن قرة أنه سمع أنسا يحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم أصلح الانصار والمهاجرة " . ( 31 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن شعبة عن هشام بن زيد عن أنس قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء وصبيانا من الانصار مقبلين من عرس فقال : " اللهم أنتم أحب الناس إلي " . ( 54 ) ما ذكر في فضل قريش ( 1 ) حدثنا عبد الله بن إدريس قال ثنا هاشم بن هاشم عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقدموا قريشا فتضلوا ولا تأخروا عنها فتضلوا ، خيرا قريش خيار الناس ، وشرار قريش شرار الناس ، والذي نفسي محمد بيده ! لولا أن تبطر قريش لا خبرتها بما لخيارها عند الله أو ما لها عند الله " . - ( هامش ) - ( 53 / 28 ) عصابة دسماء : أي قد لفها على رأسه عدة مرات حتى صارت سميكة وشدها وعصبة بها . ( 54 / 1 ) لا تقدموا قريشا : لا تتقدموها ( . )( 2 ) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن أبي سعيد عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الناس تبع لقريش في الخير والشر " . ( 3 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن خيثم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده قال : جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فقال : " هل فيكم من غيركم ، قالوا : لا إلا ابن أختنا ومولانا وحليفنا ، فقال : ابن أختكم منكم ، ومولاكم منكم ، وحليفكم منكم ، إن قريشا أهل صدق وأمانة ، فمن بغى لهم العواثر كبه الله على وجهه " . ( 4 ) حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الناس تبع لقريش في هذا الامر ، خيارهم تبع لخيارهم وشرارهم تبع لشرارهم " . ( 5 ) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن الازهري عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن للقرشي مثل قوة رجلين من غير قريش " ، قيل للزهري : ما عنى بذلك قال : في نبل الرأي . ( 6 ) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن سهل بن أبي حثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تعلموا من قريش ولا تعلموا ، وقدموا قريشا ولا تؤخروها ، فإن للقرشي قوة الرجلين من غير قريش " . ( 7 ) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الله بن مبشر عن زيد بن أبي عتاب قال قام معاوية على المنبر فقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الناس تبع لقريش تبع لقريش في هذا الامر ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا ، والله لولا أن تبطر قرش لاخبرتها بما لخيارها عند الله " . ( 8 ) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش قال ثنا سهيل بن أبي الاسد عن بكير الجزري عن أنس قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بيت رجل من الانصار فأخذ بعضادتي الباب ثم قال : " الائمة من قريش " . - ( هامش ) - ( 54 / 2 ) أي خيارهم تبع لخيار قريش وشرارهم تبع لشرار قريش . ( 54 / 7 ) إذا فقهوا : إذا تفقهوا في الاسلام وطلبوا العلم ( . ) ( 9 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب بيت فيه نفر من قريش فقال : " إن هذا الامر في قريش " . ( 10 ) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن القاسم بن الحارث عن عبيد الله بن عتبة عن أبي مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش : " إن هذا الامر فيكم وأنتم ولاته " . ( 11 ) حدثنا معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد بن زيد قال سمعت أبي يقول سمعت ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال هذا الامر في قريش ما بقي من الناس اثنان " . قال عاصم في حديثه : وحرك إصبعيه . ( 12 ) حدثنا يونس بن محمد عن ليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن سلهب عن محمد بن أبي سفيان عن يوسف بن عقيل عن سعد قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من يرد هوان قريش يهنه الله " . ( 13 ) حدثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان بن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن علي قال : قريش أئمة العرب ، أبرارها أئمة أبرارها ، وفجارها أئمة فجارها . ( 14 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن أبي صادق عن ربيعة ابن ناجد عن علي قال : إن قريشا هم أئمة العرب أبرارها أئمة أبرارها ، وفجارها أئمة فجارها ، ولكل حق فأدوا إلى كل ذي حق حقه . ( 15 ) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني معاوية بن صالح قال حدثني أبو مريم قال سمعت أبا هريرة يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الملك في قريش ، والقضاء في الانصار ، والاذان في الحبشة والسرعة في اليمن " . ( 16 ) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا شعبة عن عمرو بن دينار قال : سمعت عبيد بن عمير يقول : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش فقال : اللهم كما أذقت أولهم عذابا فأذق آخرهم نوالا " . - ( هامش ) - ( 54 / 9 ) أي ان الخلافة في قريش من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم . ( 54 / 15 ) السرعة : أي السرعة في الخروج إلى الجهاد فلا يترددون إذا دعوا إلى ذلك . ( 54 / 16 ) نوالا : عطاء وتوبة وغفرانا ( . ) ( 17 ) حدثنا وكيع قال ثنا إيراهيم بن يزيد قال حدثني عمي أبو صادق عن علي قال : " الائمة من قريش " . ( 18 ) حدثنا علي بن مسهر عن زكريا عن الشعبي قال أخبرني عبد الله بن مطيع بن الاسود عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يقول : " لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة " . ( 19 ) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي عن ابن أبي ذئب عن جبير بن أبي صالح عن الزهري عن سعد بن أبي وقاص قال : إن رجلا قتل : فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أبعده الله ؟ إنه كان يبغض قريشا " . ( 20 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا زكريا قال ثنا سعد بن إبراهيم أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الناس تبع لقريش ، برهم لبرهم وفاجرهم لفاجرهم " . ( 55 ) ما ذكر في نساء قريش ( 1 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير نساء ركبن الابل نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره وأرعاه على بعل في ذات بده " . ( 2 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن راشد عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير نساء ركبن الابل نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على بعل في ذات يده ، ولو علمت أن مريم ابنة عمران ركبت بعيرا ما فضلت عليها أحدا " . ( 3 ) حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير نساء ركبن الابل صالحه نسباء قريش أرعاه على زوج في ذات يده ، وأحناه على ولد في صغره " . - ( هامش ) - ( 54 / 18 ) وقتل الصبر : أن يقتل الرجل ولا يقدر أن يدافع عن نفسه وذلك أن يكون موثق اليدين والرجلين . ( 55 / 1 ) أحناه على ولد : يحيطون أولادهم بحنانهم في صغرهم . وأرعاه على بعل في ذات يده : أحفظهم لمال الزوج فلا يبذرونه ( . )( 56 ) ما ذكر في الكف عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ( 1 ) حدثنا أبو معاوية وو كيع عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " . ( 2 ) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صحابه : " أنتم في الناس كالملح في الطعم " ، قال : ثم قال الحسن : ولا يطيب الطعام إلا بالملح ، ثم يقول الحسن : كيف بقوم ذهب ملحهم . ( 3 ) حدثنا حسين بن علي عن مجمع بن يحيى عن سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أصحابي أمنة لامتي ، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون " . ( 4 ) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير أمتي القرن الذين يلوني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته " . ( 5 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن جده عن جعدة بن هبيرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الاخر أردى " . ( 6 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن السدي عن عبد الله البهي عن عائشة قالت : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس خير ؟ قال : " القرن الذي أنا فيه ، ثم الثاني ثم الثالث " . ( 7 ) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش قال ثنا هلال بن يساف قال : سمعت عمران بن - ( هامش ) - ( 56 / 1 ) اي ان إنفاق مثل أحد وهو جبل قرب المدينة ذهبا لا يعادل إنفاق أحدهم مدا من الطعام أو نصف مد في سبيل الله ، والمد أدناه 602 , 386 جرام وأقصاه 615 , 703 جرام . فإذا كانت بالفتح ( مد ) أي خطوة والنصيف نصف خطوة خطاها في سبيل الله . ( 56 / 3 ) أمنة : أمان لهم من الهلاك والضلال ( . ) حصين يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " . ( 8 ) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي جمرة قال حدثني زهدم بن مضرب قال : سمعت عمران بن حصين يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " ، فلا أدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثا . ( 9 ) حدثنا يحيى بن يعلى التيمي عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال : خطبنا عمر بباب الجابية فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا كمقامي فيكم ثم قال : " أيها الناس : اتقوا الله في أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم اتقوا الكذب وشهادات الزور " . ( 10 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن خيثمة عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم تسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم . ( 11 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن مولة قال : كنت أسير مع أبي بردة الاسلمي فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خير هذه الامة القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يكون فيهم قوم تسبق شهادتهم أيمانهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم " . ( 12 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن نسير بن ذعلوق قال : سمعت ابن عمر يقول : لا تسبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدهم عمره . ( 13 ) حدثنا ابن نمير قال ثنا الاعمش عن أبي إسحاق عن عمرو بن شر حبيل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم يجئ أقوام يعطون الشهادة قبل أن يسألوها " . ( 14 ) حدثنا زيد بن الحباب قال ثنا عبد الله بن العلاء أبو الزبير الدمشقي قال ثنا عبد الله بن عامر عن واثلة بن الاسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني ، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني " . - ( هامش ) - ( 56 / 10 ) أي لا أيمان لهم ولا شهادة والمقصود يحلفون كذبا ويشهدون بالباطل وبما لا يعرفون . ( 56 / 14 ) أي ما دام فيكم الصحابة ثم التابعون ( . ) 15 () حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : أمروا بالاستغفار لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسبوهم . ( 16 ) حدثنا أبو معاوية عن محمد بن خالد عن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سب أصحابي فعليه لعنة الله " . ( 17 ) حدثنا حسين بن علي عن عمر بن ذر قال : إني لقائم مع الشعبي ذات يوم فأتاه رجل فقال : ما تقول في علي وعثمان ؟ فقال : إني لغني أن يطلبني علي وعثمان يوم القيامة بمظلمة . ( 57 ) ما ذكر في المدينة وفضلها ( 1 ) حدثنا إسماعيل بن علية قال نبئت عن نافع أنه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ، فإني أشفع لمن مات بها " . ( 2 ) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله سمى المدينة طابة " . ( 3 ) حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى عن الحارث بن أبي يزيد سمع جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المدينة كالكير [ تنفي ] الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد " . ( 4 ) حدثنا علي بن مسهر عن مجالد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : " هذه طيبة - يعني المدينة ، والذي نفس محمد بيده ! ما فيها طريق واسع ولا ضيق إلا عليه ملك شاهر بالسيف إلى يوم القيامة " . ( 5 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يدخل المدينة رعب المسيح الدجال ، لها يومئذ سبعة أبواب ، لكل باب ملكان " . - ( هامش ) - ( 56 / 17 ) وإذا سألنا الناس عن الفتن التي حدثت والحروب التي حارب بها بعضهم بعضا في الجمل وما بعدها فنقول : ربهم أعلم بهم رضي الله عنهم أجمعين ولا نعلم إلا خيرا . ( 57 / 2 ) طابة أي الطيبة . ( 57 / 3 ) الكير منفاخ الحداد ينفخ بها ليشعل النار ويذيب الحديد ويذهب عنه ما علق به من شوائب . ( 57 / 4 ) والملائكة تحرسها من الدجال ( . ) ( 6 ) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن محمد بن المنكدر قال : سمعت جابرا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها " . ( 7 ) حدثنا ابن نمير عن هشام بن هاشم عن عبد الله بن بسطام عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، من أخافها فقد أخاف ما بين هذين " - وأشار إلى ما بين جنبيه . ( 8 ) حدثنا يونس بن محمد عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الدجال يطوي الارض كلها إلا مكة والمدينة ، قال : فيأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة ، فيأتي سبخة الحرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة " . ( 9 ) حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الايمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها " . ( 10 ) حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنها طابة ، إنها تنفي الخبث " - يعني المدينة . ( 11 ) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن يسير بن عمرو عن سهل بن حنيف قال : أهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى المدينة فقال : " إنها حرم آمن " . ( 58 ) ما جاء في اليمن وفضلها ( 1 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاكم أهل اليمن ، ثم ألين قلوبا وأرق أفئدة ، الايمان يمان والحكمة يمانية ، ورأئس الكفر قبل المشرق " . - ( هامش ) - ( 57 / 7 ) الصرف والعدل : النوافل والفرائض . ( 57 / 8 ) الانقاب : الطرق والمداخل . سبخة الحرف : أرض سبخة كانت خارج المدينة على مبعدة قليلة منها . ( 57 / 9 ) يارز : يسير مسرعا ( . ) ( 2 ) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود قال : أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال : " إن اليمن ها هنا ، وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الابل في ربيعة ومضر " . ( 3 ) حدثنا يحيى بن آدم عن أبي الاحوص عن الاعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الايمان في أهل الحجاز ، والقسوة وغلظ القلوب قبل المشرق في ربيعة ومضر " . ( 4 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي سلمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الايمان يمان والحكمة يمانية وهم قوم فيهم حياء وضعف ودعاء " ، قال : عي .
5 () حدثنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له فقال : " يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب ، هم خير من في الارض ، فقال رجل من الانصار : إلا نحن يا رسول الله ، فقال كلمة ضعيفة : إلا أنتم " . ( 6 ) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن عبد الله بن عوف الدمشقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الايمان يمان في حندس وجذام " . ( 7 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة عن عبد الله إمام عمرو بن مرة عن عمرو بن مرة عن خيثمة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس خير ؟ فقال : " أهل اليمن " . ( 8 ) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن قيس بن أبي حازم قال : قال عبد الله : الايمان يمان . ( 9 ) حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن سالم عن ابن عمر قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال : " رأس الكفر هاهنا من حيث تطلع قرن الشيطان " - يعني المشرق . - ( هامش ) - ( 58 / 2 ) الفدادين : الذين يستعملون الفدادين الثيران والبقر التي تستعمل الارض . عند أصول أذناب الابل : لانهم يهتمون لارضهم ومالهم وإبلهم أكثر من اهتمام بآخرتهم . ( 58 / 6 ) حندس وجذام : قبائل اليمن ( . ) ( 59 ) ما ذكر في فضل الكوفة ( 1 ) حدثنا محمد بن فضيل عن الاجلح عن عبد الله بن شريك عن جندب الازدي قال : خرجنا مع سلمان إلى الحيرة فالتفت إلى الكوفة فقال : قبة الاسلام ، ما من [ أحصاص ] يدفع عنها ما يدفع عن هذه الاحصاص ، كان بها محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا تذهب الدنيا حتى يجتمع كل مؤمن فيها أو رجل هواه إليها . ( 2 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن سفيان عن عبد الله بن شريك قال حدثني جندب قال كنا مع سلمان ونحن جاءون من الحيرة فقال : الكوفة قبة الاسلام - مرتين . ( 3 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة سالم عن حذيفة قال : ما يدفع الله عن أخبية ما يدفع عن أخبية كانت بالكوفة ليس ليس أخبية كانت مع محمد صلى الله عليه وسلم . ( 4 ) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن عميلة عن حذيفة قال : اختلفت رجل من أهل الكوفة ورجل من أهل الشام فتفاخرا فقال الكوفي : نحن أصحاب يوم القادسية ويوم كذا وكذا ويوم كذا ، وقال الشامي : نحن أصحاب اليرموك ويوم كذا ويوم كذا ، فقال حذيفة : كلاهما لم يشهده ، هلك عاد وثموت لم يؤامره الله فيهما لما أهلكهما ، وما من قرية أخرى أن يرفع عنها عظيمة - يعني الكوفة . ( 5 ) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني أن عمر بن الخطاب قال : يا أهل الكوفة ! أنتم رأس العرب وجمجمتها وسهمي الذي أرمي به إن أتاني شئ من هاهنا وهاهنا ، وإني إليكم بعبد الله بن مسعود واخترته لكم وآثرتكم به على نفسي إثرة . ( 6 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع بن جبيرة قال : كتب عمر بن الخطاب ، كتب إلى أهل الكوفة : إلي وجوه الناس . - ( هامش ) - ( 59 / 1 ) الكوفة : أول مدينة بنيت في الاسلام وقد اختطت في البداية معسكرا لجند الاسلام . احصاص : كذا في الاصل ، والارجح أنها أخصاص أي دور ومنازل والخص هو المنزل من القصب واللبن الطيني وكانت بيوت الكوفة هكذا أول الامر . ( 59 / 2 ) جاءون : آتون ، واستعمالها هكذا قليل وغريب وما زالت مستعملة في العامية في العامية بلفظ [ جايين ] . ( 59 / 3 ) أي ليس من أخبية أرفع منها منزلة إلا أخبية كانت مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك لان الكوفة منطلق الفتوح قبل المشرق نحو فارس وبلاد الافغان والسند والهند وآذربيجان وما وراءها إلى الصين ( . ) ( 7 ) حدثنا وكيع عن يونس عن الشعبي أن عمر كتب إلى أهل الكوفة : إلى رأس العرب . ( 8 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال : كتب عمر إليهم : إلي رأس أهل الاسلام . ( 9 ) حدثنا محمد بن فضيل عن الاجلح عن عبد الله أبي الهذيل قال : يأتي على الناس زمان يخيم كل مؤمن بالكوفة . ( 10 ) حدثنا محمد بن فضيل عن الاعمش عن شمر قال : قال عمر : الكوفة رمح الله وكنز الايمان وجمجمة العرب يحرزون ثغورهم ويمدون الامصار . ( 11 ) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن الركين بن الربيع عن أبيه قال : قال حذيفة : ما من إخبية بعد أخبية كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم ببدر يدفع عنه ما يدفع عن هذه - يعني الكوفة . ( 12 ) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن عبد الله بن شريك عن جندب عن سلمان قال : الكوفة قبة الاسلام ، يأتي على الناس زمان لا يبقي فيها مؤمن إلا بها أو قلبه يهوي إليها .
( 13 ) حدثنا إبن إدريس عن شعبة عن أبي رجاء قال : سألت الحسن : أهل الكوفة أشراف أو أهل البصرة ؟ قال : كان عمر يبدأ بأهل الكوفة . 14 () حدثنا يعلي بن عبيد عن الاجلح عن عمار عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمر قال : يا أهل الكوفة ! أنتم أسعد الناس بالمهدي . ( 15 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : قال لي : ممن أنت ؟ فقلت : من أهل الكوفة ، فقال : والذي نفسي بيده ! ليسافر منها إلى أرض العرب لا يملكون قفيزا ولا درهما ثم لا ينجيكم - ( هامش ) - ( 59 / 10 ) يحرزون ثغورهم : يحمون حدود بلاد الاسلام مما يليهم . ( 59 / 14 ) أي أن المهدي يظهر فيها ( . ) ( 60 ) ما جاء في البصرة ( 1 ) حدثنا وكيع عن عبد ربه بن أبي راشد قال : سمعت ابن عمر يقول : البصرة خير من الكوفة . ( 2 ) حدثنا عفان قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : طفت الامصار فما رأيت مصرا أكبر متجهدا من أهل البصرة . ( 3 ) حدثنا أبو أسامة عن سفيان قال ثنا إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال حذيفة : إن أهل البصرة لا يفتحون باب هدي ولا ينزلون باب ضلالة ، وإن الطوفان قد رفع عن الارض كلها إلا البصرة . ( 4 ) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان قال : جاء إلى حذيفة فقال : إني أريد الخروج إلى البصرة ، فقال : لا تخرج إليها ، قال : إن لي بها قرابة ، قال : لا تخرج ، قال : لا بد من الخروج فأنزل عدوتها ولا تنزل سر بها . ( 61 ) ما جاء في أهل الشام ( 1 ) حدثنا يزيد بن هارون عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم " . ( 2 ) حدثنا يزيد قال أخبرنا شعبة عن يزيد بن حمير عن أبي أيوب الانصاري قال : ليهاجرن الرعد والبرق والركاب إلى الشام . ( 3 ) حدثنا يزيد قال أخبرنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال : مد العراب على عهد عبد الله فكره الناس ذلك قال : أيها الناس ! لا تكرهوا مده فإنه يوشك أن يلمس فيه طست من ماء فلا يوجد ، وذاك حين يرجع كل ماء عنصره ، فيكون الماء وبقية المؤمنين يومئذ بالشام . - ( هامش ) - ( 60 / 2 ) أكبر متهجدا : أي لم أجد في مدينة ما وجدت فيها من المتهجدين الذين يقيمون ليلهم صلاة ودعاء . ( 61 / 2 ) كما جاء في الاثر أن المقيمين في أرض الشام هم في رباط إلى يوم الدين وذلك لانها بوابة العرب وثغرهم في وجه الروم ( . ) ( 4 ) حدثنا يزيد قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب { وآوينا هما إلى ربوة ذات قرار ومعين } قال : دمشق . ( 5 ) حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر الغساني عن حبيب قال : قال كعب : أحب البلاد إلى الله الشام ، وأحب الشام إليه القدس ، وأحب القدس إليه جبل بنابلس ، ليأتين على الناس زمان يتماسونه أو يتماسحونه بالجبال بينهم . ( 6 ) حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر عن أبي الزاهرية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " معقل المسلمين من الملاحم دمشق ، ومعقلهم من الدجل بيت المقدس ، ومعقلهم من يأجوج ومأجوج بيت الطور " . ( 7 ) حدثنا يحيى بن إسحاق قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة المهري أخبره عن زيد بن ثابت قال : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال : " طوبي للشام ، قيل : يا رسول الله ! ولم ذاك ولم ذاك ؟ قال : إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها " . ( 8 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن حصين عن أبي مالك { الارض التي باركنا فيها } قال : الشام . ( 62 ) في فضل العرب ( 1 ) حدثنا ابن أبي عدي عن عوف عن خليد العصري قال : لما ورد علينا سلمان أتيناه لنستقرئه فقال : إن القرآن عربي فاستقرئوه عربيا ، فكان زيد بن صوحان يقرئنا ، فإذا خطأ أخذ عليه سلمان ، وإذا أصاب قال : أيم الله . ( 2 ) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال : جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداء العربي يوم بدر أربعين أوقية ، وجعل فداء المولى عشرين أوقية والاوقية أربعون درهما . ( 3 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن وبرة عن خرشة قال : قال عمر : هلاك العرب إذا بلغ أبناء بنات فارس . - ( هامش ) - ( 61 / 4 ) سورة المؤمنون الآية ( 50 ). ( 61 / 5 ) بيت الطور : جبل الطور في سيناء . ( 61 / 8 ) سورة الانبياء من الآية ( 71 ) وتسمية الشام تشمل لبنان وسوريا وفلسطين والاردن ( . ) ( 4 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا أبو عبد الرحمن عن حصين بن عمر عن مخارق ، عن طارق بن شهاب عن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي " . ( 5 ) حدثنا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين قال خطبنا عمر بن الخطاب فقال قد علمت ورب الكعبة متى تهلك العرب ، فقام إليه رجل من المسلمين فقال : متى يهلكون يا أمير المؤمنين ؟ قال : حين يسوس أمرهم من لم يعالج أمر الجاهلية ولم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم . ( 6 ) حدثنا ابن فضيل عن أبي سنان عن حصين المزني قال : قال عمر بن الخطاب : إنما مثل العرب مثل جمل ألف اتبع قائدة فلينظر قائدة حيث يقود ، فأما أن فو رب الكعبة لاحملنهم على الطريق . ( 7 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : كان عمرو بن مهدي كرب يمر علينا أيام القادسية ونحن صفوف فيقول : يا معشر العرب كونوا أسدا ، أغنى شأنه ، فإنما الفارسي تيس بعد أن يلقى نيز كه . ( 8 ) حدثنا سويد الكلبي قال ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة أخبرنا محمد بن عبد الله أن كثير بن الصلت قال : [ يلح ؟ ] مولى لنا عربية ، فأتى عمر بن عبد العزيز فاستعدى عليه فقال : والله لقد عدا مولى آل كثير طوره . ( 9 ) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير الاسدي عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر أنه نهى أن يتزوج العربي الامة ، وأنه قضى في العرب يتزوجون الاماء وأولادهم بالفداء : ست قلائص : الرجل والنساء سواء ، والموالي مثل ذلك إذا لم يعلم ، قال الزهري : العربي والمولى لا يستويان في النسب . ( 10 ) حدثنا سليمان بن حرب قال ثنا محمد بن أبي رزين قال حدثتني أمي قالت : - ( هامش ) - ( 62 / 4 ) وجاء في الاثر : " أحبوا العرب لثلاث : لاني عربي والقرآن عربي ولغة أهل الجنة هي العربية " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( 62 / 6 ) ألف : أليف يتبع قائده ولا يحزن . ( 62 / 8 )[ نلح ] كذا في الاصل غير منقوط والارجح أنه اسم لامرأة لما جاء بعدها . عدا طوره : تجاوز حده وذلك لقوله مولى لنا عربية لان العرب لا يكونوا موالي إنما الناس تبع لهم وموال ( . ) كانت أم الحرير إذا مات رجل من العرب اشتد عليها ذلك فقيل لها : يا أم حرير ! إنا نراك إذا مات رجل من العرب اشتد عليك ، قالت : سمعت مولاي يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من اقتراب الساعة هلاك العرب " . وكان مولاها طلحة بن مالك . ( 63 ) من فضل النبي صلى الله عليه وسلم من الناس بعضهم على بعض ( 1 ) حدثنا غندر عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يحدث عن أبيه أن الاقرع بن حابس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة - وأحسب - جهينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيت إن كان أسلم وغفار وأحسب جهينة خيرا من بني تميم ومن بني عامر وأسد وغطفان أخابوا وخسروا ؟ قال : نعم ، قال : فو الذي نفسي بيده إنهم لاخير منهم " . ( 2 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيتم إن كانت جهينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم ومن بني عبد الله بن غطفان وعامر بن صعصعة ومد بها صوته قالوا : يا رسول الله ! فقد خابوا وخسروا ، قال : فإنهم خير " . ( 3 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سعيد بن إبراهيم قال : سمعت أبا سلمة يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أسلم وغفار ومزينة ومن كان من جهينة أو جهينة أو جهينة ، خير من بني تميم ومن بني عامر والحليفين : أسد وغطفان " . ( 4 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قريش والانصار وأسلم وغفار موالي لله ولرسوله ولا مولى لهم غيره " . ( 5 ) حدثنا معاوية بن هشام عن عمر بن راشد عن أياس بن سلمة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها " . ( 63 / 1 ) سراق الحجيج : وذلك كانوا في الجاهلية يقطعون الطريق فيسرقون متاع الحجيح وأموالهم . وهم أخير منهم لانهم أسبق منهم إلى الاسلام وقوله صلى الله عليه وسلم أخير أي أنهم كلهم خير إلا أن بعضهم أخير من بعض ( . ) ( 6 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن إسحاق عن عمران بن أبي أنس عن حنظلة بن علي الاسلمي عن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة الآخرة قال : " أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها ، ثم أقبل فقال : إني لست أنا قلت هذا ، ولكن الله قاله " . ( 64 ) ما جاء في قيس ( 1 ) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي قال ثنا يحيى بن زكريا عن سعد بن طارق قال حدثني سالم بن أبي الجعد أن أبا الدرداء كان يحلف بالله : لا تبقى قبيلة إلا ضارعت النصرانية غير قيس : يا معشر المسلمين فأحبوا قيسا ، يا معشر المسلمين فأحبوا قيسا . ( 2 ) حدثنا محمد بن الحسن قال : ثنا أبو الأجرش عن زيد بن محمد بن قال : كنت في غزاة مع مسلمة بن عبد الملك بالترك ، فهدده رسل خاقان وكتب إليه : لالقينك بحزاورة الترك ، فكتب إليه مسلمة : إنك تلقاني بحزاورة الترك ألقاك بحزاورة العرب - يعني قيسا . 3 () حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام قال حدثني منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال : ادنوا يا معشر مضر إن منكم سيد ولد آدم ، ومنكم سوابق كسوابق الخيل . ( 4 ) حدثنا حميد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المؤمل عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا اختلفت الناس فالحق في مضر " . ( 5 ) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان قال : قال عمر : قيس ملاحم العرب . ( 65 ) ما جاء في بني عامر ( 1 ) حدثنا عباد بن العوام عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالابطح في قبة له حمراء فقال : " من أنتم ؟ قلنا بنو عامر قال : مرحبا أنتم مني " . - ( هامش ) - ( 64 / 1 ) ضارعت النصرانية : قلدت النصراني ولباسها وغير ذلك ( . ) ( 2 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنا كنا وأنتم في الجاهلية بني عبد مناف فنحن اليوم بنو عبد الله " . ( 3 ) حدثنا وكيع عن هلال عن قتادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اكفني عامرا واهد بني عامر " . ( 4 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن خشرم الجعفري أن ملاعب الاسنة عامر بن مالك بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدواء والشفاء من داء نزل به فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعسل أو عكة من عسل . ( 66 ) ما جاء في بني عبس ( 1 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير قال جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " مرحبا بأبنة أخي مرحبا بابنة نبي ضيعة قومه " . ( 2 ) حدثنا أبو نعيم عن شريك عن أبي إسحاق قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا بني عبس ، ما شعاركم " قالوا : حرام ، قال : بل شعاركم حلال " . ( 3 ) حدثنا وكيع قال ثنا أبو الضريس عقبة بن عمار العبسي عن مسعودي بن حراش أخ لربعي بن حراش أن عمر بن الخطاب سأل العبسيين : أي الخيل وجدتموه أصبر في حربكم ؟ قالوا : الكميت . ( 67 ) ما جاء في ثقيف ( 1 ) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر أهل الطائف فجاءه أصحابه فقالوا : يا رسول الله ! أحرقتنا نبال ثقيف ، فادع الله عليهم فقال : اللهم اهذ ثقيفا " . ( 2 ) حدثنا الفضل بن دكين عن إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن طاوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد هممت أن لا أقبل إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي " . - ( هامش ) - ( 66 / 2 ) الشعار : نداء التعارف أثناء القتال . ( 66 / 3 ) الكميت : الفرس الاحمر الداكن . ( 67 / 2 ) لا أقبل : أي لا أقبل هدية ( . ) (3 ) حدثنا يزيد بن هارون عن مسعر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قريش أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي " . ( 68 ) في عبد القيس ( 1 ) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس إن وفد عبد القيس أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من الوفد أو من القوم ؟ قال : قالوا : ربيعة ، قال : مرحبا بالوفد أو بالقوم غير خزايا ولا ندامى " . ( 2 ) حدثنا أبو نعيم عن عمر بن الوليد قال حدثني شهاب بن عباد العصري أن أباه حدثه أن عمر بن الخطاب وقف عليهم بعرفات فقال : لمن هذه الاخبية ؟ فقالوا : لعبد القيس ، فدعا لهم واستغفر لهم . ( 3 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس قال ذكر عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : قال أشج بني عصر : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن فيك لخلقين يحبهما الله ، فقلت : ما هما ؟ قال : الحلم والحياء ، قال : قلت : أقديما ، كان في أو حديثا ؟ قال : بل قديما " ، قال : قلت : الحمد الله الذي جبلني على خلقين يحبهما . ( 69 ) في بني تميم ( 1 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن جامع بن سداد عن صفوان بن محرز المازني عن عمران بن حصين قال : جاءت بنو تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أبشروا يا بني تميم " ، فقالوا : يا رسول الله ! بشرتنا فأعطنا . ( 2 ) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن واصل عن المعرر بن سويد عن ابن فاتك قال : قال لي كعب : إن أشد أحياء العرب على الدجال لقومك - يعني بني تميم . ( 3 ) حدثنا أبو نعيم عن مسافر الجصاص عن فصيل بن عمرو قال : ذكروا بني تميم عند حذيفة فقال : إنهم أشد الناس على الدجال . ( 4 ) حدثنا أبو نعيم عن مندل عن ثور عن رجل قال : خطب رجل من الانصار - ( هامش ) - ( 69 / 1 ) بشرتنا فأعطنا : أي أنهم فضلوا العطاء على بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ( . ) امرأة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يضرك إذا كانت ذات دين وجمال إن لا تكون من آل حاجب بن زرارة " . ( 5 ) حدثنا الفضل بن دكين عن أبي خلدة عن أبي العالية قال : قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم من كل خمس رجل ، فاختلفوا في اللغة فرضي قراءتهم كلهم ، فكان بنو تميم أعرب القوم . ( 6 ) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن ابن سيرين أن أبا موسى كتب إلى عمر في ثمانية عشر [ نجعا ؟ ] فأصابها ، فكتب إليه عمر أن ضعها في أشجع حي من العرب ، قال : فوضعها في بني رباح حي من بني تميم . ( 70 ) ما جاء في بني أسد ( 1 ) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن الشعبي قال : أول من بايع الحديبية أبو سنان الاسدي . ( 2 ) حدثنا محمد بن الحسن قال ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل أن وفد بني أسد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " من أنتم ؟ فقالوا : نحن بنو زنية فقال : أنتم بنو رشدة " . ( 3 ) حدثنا محمد بن الحسن قال ثنا الوليد عن سماك بن حرب قال أدركت ألفين من بني أسد قد شهدوا القادسية في ألفين ، وكانت راياتهم في يد سماك صاحب المسجد . ( 4 ) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال : جاء علي بسيفه فقال : خذيه حميدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن كنت أحسنت القتال اليوم فقد أحسنه سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن صمة وأبو دجانة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقال أبو دجانة أنا وأخذ السيف فضرب به حتى جاء به قد حناه فقال : يا رسول الله ! - ( هامش ) - ( 69 / 5 ) أعرب القوم : أي كانت لهجتهم أقرب اللهجات إلى العربية الصحيحة . ( 69 / 6 )[ نجعا ] كذا بغير نقط في الاصل ولعلها إحدى الكلمات التي تعني الدرع وذلك من سياق الاثر . ( 70 / 4 ) قدحناه : قد غطاه بدم من أصابهم به في القتال ( . ) ( 71 ) في بجيلة ( 1 ) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال : " ما صنعت في ركب البجليين ؟ إبدأ بالاحمسيين قبل القسيريين " . ( 2 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مخارق عن طارق قال : جاءت وفود قسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ( 72 ) ما جاء في العجم ( 1 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال : شهد بدرا ستة من الاعاجم منهم بلال وتميم . ( 2 ) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن قيس بن سعد رواية قال : " لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس " . ( 3 ) حدثنا مروان بن معاوية عن عوف عن شهر عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس " . ( 4 ) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس أن عمر بن الخطاب فرض لاهل بدر لقريبهم ومولاهم في خمسة آلاف خمسة آلاف وقال : لافضلنهم على من سواهم . ( 73 ) ما جاء في بلال وصهيب وخباب ( 1 ) حدثنا أحمد بن المفضل قال ثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبي سعيد الازدي عن أبي الكنود عن خباب بن الارث { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } قال : جاء الاقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصين الفزاري فوجدوه قاعدا مع بلال وعمار وصهيب وخباب بن الارث في أناس من الضعفاء من - ( هامش ) - ( 71 / 1 ) أحمس وقسر بطنا بجيلة . ( 72 / 1 ) والاعجمي هو غير العربي إلى أي بلد انتمي أي سواء كان فارسيا أو حبشيا أو روسيا فهو أعجمي . ( 72 / 2 ) الثريا : مجموعة من النجوم في الهيئة الفلكية . ( 73 / 1 ) سورة الانعام من الآية ( 52 )( . ) المؤمنين ، فلما رأوهم حوله حقروهم فأتوه فخلوا به فقالوا : نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا ، فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا مع هذه الاعبد ، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا ، وإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت ، قال : نعم ، قالوا : فاكتب لنا كتابا ، فدعا بالصحيفة لتكتب ودعا عليا ليكتب ، فلما أراد ذلك ونحن قعود في ناحية إذ نزل عليه جبريل فقال : { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي بريدون وجهه } إلى قوله { فتطردهم فتكون من الظالمين } . ( 74 ) في مسجد الكوفة وفضله ( 1 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي المقدام عن حبة قال : جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال : إني اشتريت بعيرا وتجهزت وأريد المقدس فقال : بع بعيرك وصل في هذا المسجد - قال أبو بكر : يعني مسجد الكوفة - فما من مسجد بعد مسجد الحرام أحب إلى منه ، لقد نقص مما أسن خمسمائة ذراع . ( 2 ) حدثنا إسحاق بن منصور قال ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم عن الاسود قال : لقيني كعب ببيت المقدس فقال : من أين جئت ؟ فقلت : من مسجد الكوفة ، فقال : لان أكون جئت من حيث جئت أحب إلي من أن أتصدق بألفي دينار ، أضع كل دينار منها في يد كل مسكين ، ثم حلف : إنه لوسط الارض كقعر الطست . ( 75 ) في مسجد المدينة 1 () حدثنا حاتم عن حميد بن صخر عن المقبري عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من جاء مسجدي هذا - قال أبو بكر : يعني مسجد المدينة - لم يأته إلا لخير يعلمه أو يتعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره " . ( 2 ) حدثنا شبابة قال ثنا ليث بن سعد عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن ابن عباس عن ميمونة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " صلاة فيه - يعني مسجد المدينة - أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد مكة " ، قال أبو بكر : ورواة أهل مصر لا يدخلون فيه ابن عباس . - ( هامش ) - ( 74 / 1 ) نقص مما أسن : نقصت مساحته عما اختطوه أولا . ( 75 / 2 ) أي ثوابها كثواب ألف صلاة في سواه من المساجد عند الله تعالى ( . ) / صفحة 565 /( 3 ) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الله بن عامر عن عمران بن أبي أنس عن سهل ابن سعد عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجدي " . ( 76 ) في مسجد قبا ( 1 ) حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر قال ثنا أبوالابرد مولى بني خطمة أنه سمع أسيد بن ظهير الانصاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " صلاة في مسجد قبا كعمرة " . ( 2 ) حدثنا ابن نمير عن موسى بن عبيدة قال أخبرني يوسف بن طهمان عن أبي أمامة أبن سهل بن حنيف عن أبيه سهل بن حنيف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من توضأ فأحسن وضوءه ثم جاء مسجد قبا فركع فيه أربع ركعات كان ذلك كعدل عمرة " . ( 3 ) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي قبا راكبا وماشيا . ( 77 ) في مسجد الحرام ( 1 ) حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين بن عبد الرحمن عن محمد بن طلحة أن ركانة المطلبي عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " . ( 2 ) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن داود بن مدرك عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام " . - ( هامش ) - ( 76 / 1 ) أي تعدل في ثوابها عند الله تعالى ثواب عمرة . ( 77 / 1 ) أي أن الصلاة في المسجد الحرام تعدل أكثر من ذلك أيضا ( . )