كتاب الفتن
بسم الله الرحمن الرحيم 40 كتاب الفتن ( 1 ) من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها ( 1 ) حدثنا أبو عبد الرحمن قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة ، قال انتهيت إلى عبد الله بن عمرو وهو جالس في ظل الكعبة والناس عليه مجتمعون ، فسمعته يقول : بينما نحن مع رسول الله ( ص ) في سفر إذ نزلنا منزلا ، فمنا من يضرب خباءه ، ومنا من ينتضل ، ومنا من هو في جشره إذ نادى مناديه : الصلاة جامعة ، فاجتمعنا ، فقام النبي ( ص ) فخطبنا فقال : ( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حق الله عليه أن يدل أمته على ما هو خير لهم ، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم ، وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها ، وإن آخرها سيصيبهم بلاء وأمور تنكرونها ، فمن ثم تجئ الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ثم تنكشف ثم تجئ الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه ، ثم تنكشف ، فمن سره منكم أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يأتوا إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ) ، قال : فأدخلت رأسي من بين الناس ، فقلت : أنشدك بالله ! أسمعت هذا من رسول الله ( ص ) ؟ قال : - فأشار بيديه إلى أذنيه فقال : فسمعته أذناي ووعاه قلبي ، قال : قلت : هذا ابن عمك ، يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل وأن نقتل أنفسنا ، وقد قال الله : * ( لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام ) * - إلى آخر الآية ، قال : فجمع يديه فوضعهما على جبهته ثم نكس هنيهة ، ثم قال أطعه في طاعة الله ، واعصه في معصية الله . * ( هامش ) * ( 1 / 1 )* ( لا تأكلوا أموالكم بينكم ) * سورة البقرة من الآية ( 188 ). ( * ) ( 2 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو عن النبي ( ص ) بمثله إلا أن وكيعا قال : ( وسيصيب آخرها بلاء وفتن يرقق بعضها بعضا ، وقال : ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته ) - ثم ذكر مثله . ( 3 ) حدثنا وكيع عن عثمان الشحام قال حدثنا مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إنها ستكون فتنة المضطجع فيها خير من الجالس ، والجالس خير من القائم ، والقائم خير من الماشي خير من الساعي ) ، فقال رجل : يا رسول الله ! ما تأمرنا ؟ قال : ( من كانت له إبل فليلحق بإبله ، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ، ومن لم يكن له شئ من ذلك فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده على صخرة ثم لينج إن استطاع النجاة ) . ( 4 ) حدثنا عبد الاعلى وعبيدة بن حميد عن داود عن أبي عثمان عن سعد - رفعه عبيدة ولم يرفعه عبد الاعلى - قال : ( تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي الساعي خير من الراكب ، والراكب خير من الموضع ) . ( 5 ) حدثنا وكيع عن حماد بن نجيح عن أبي التياح عن صخر بن بدر عن خالد بن سبيع - أو سبيع بن خالد - قال : أتيت الكوفة فجلبت منها دواب ، فإني لفي مسجدها إذ جاء رجل قد اجتمع الناس عليه ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : حذيفة بن اليمان ، قال : فجلست إليه فقال : كان الناس يسألون النبي ( ص ) عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، قال : قلت : يا رسول الله ! أرأيت هذا الخير الذي كنا فيه هل كان قبله شر وهل كائن بعهده شر ، قال : ( نعم ، قلت : فما العصمة منه ؟ قال : السيف ، قال : فقلت : يا رسول الله ! فهل بعد السيف من بقية ؟ قال : نعم ، هدنة ، قال : قلت : يا رسول الله ! فما بعد الهدنة قال ؟ دعاة الضلالة ، فإن رأيت خليفة فالزمه وإن نهك ظهرك ضربا وأخذ مالك ، فإن لم يكن خليفة فالهرب حتى يأتيك الموت وأنت عاض على شجرة ، قال : قلت : يا رسول الله ! فما بعد ذلك ؟ قال : خروج الدجال ، قال : قلت : يا رسول الله ! فما يجئ به الدجال ؟ قال : يجئ بنار ونهر ، فمن وقع في ناره وجب أجره ، وحط وزره ، ومن وقع في نهره * ( هامش ) * ( 1 / 2 ) يرقق بعضها بعضا : يتبع بعضها بعضا . ( * ) حط أجره ، ووجب وزره ، قال : قلت : يا رسول الله ! فما بعد الدجال ؟ قال : لو أن أحدكم أنتج فرسه ما ركب مهرها حتى تقوم الساعة ) . ( 6 ) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة قال : قال حميد : حدثنا نصر بن عاصم الليثي قال : سمعت حذيفة يقول : كان رسول الله ( ص ) يسأله الناس عن الخير وكنت أسأله عن الشر ، وعرفت أن الخير لن يسبقني ، قال : قلت : يا رسول الله ! هل بعد هذا الخير من الشر ؟ قال : ( يا حذيفة ! تعلم كتاب الله واتبع ما فيه - ثلاثا ، قال : قلت : يا رسول الله ! هل بعد هذا الشر خير ؟ قال : يا حذيفة ! تعلم كتاب الله واتبع ما فيه - ثلاث مرار ، قال : قلت يا رسول الله ! هل بعد هذا الخير شر ؟ قال : فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار ، فإن تموت يا حذيفة ! وأنت عاض على جذل خير من أن تتبع أحدا منهم ) . ( 7 ) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن هلال بن خباب قال حدثني عبد الله بن عمرو قال : بينا نحن حول رسول الله ( ص ) إذ ذكر الفتنة أو ذكرت عنده ، قال : فقال : ( إذا رأيت الناس مرجت عهودهم وخفت أماناتهم ، وكانوا هكذا - وشبك بين أصابعه - قال : فقمت إليه فقلت : كيف أفعل عند ذلك ؟ جعلني الله فداءك ؟ قال : فقال لي : الزم بيتك وأمسك عليك لسانك وخذ بما تعرف وذر ما تنكر ، وعليك بخاصة نفسك ، وذر عنك أمر العامة ) . ( 8 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عبد الرحمن الانصاري عن أبيه أنه سمع أبا سعيد يقول : قال رسول الله ( ص ) : ( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ، مواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن ) . ( 9 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن حميد بن هلال عن حجير بن الربيع قال : قال لي عمران بن حصين : أئت قومك فانهم أن يخفوا في هذا الامر ، فقلت : إني فيهم لمغموز * ( هامش ) * ( 1 / 5 ) ما ركب مهرها : كناية عن قصر الوقت بين خروج الدجال وقيام الساعة . ( 1 / 6 ) الجذل : جذع الشجرة وسمي كذلك لثباته في مكانه لا يغادره . ( 1 / 7 ) مرجت عهودهم : فسدت . ( 1 / 8 ) شعف الجبال : شعابها . القطر : المطر . ( 1 / 9 ) يخفوا في هذا الامر : يسرعوا فيه ويشاركوا . = * أعنز حصبات : قليلة اللبن ولبنها لا زبد له أو لا يخرج زبده من البرد . ( * ) ولما أنا فيهم بالمطاع ، فأبلغهم عني لان أكون عبدا حبشيا في أعنز * حصبات أرعاها في رأس جبل حتى يدركني الموت أحب إلي من أن أرمي في واحد من الصفين بسهم أخطأت أو أصبت . ( 10 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب قال : قال حذيفة : إن للفتنة وقفات وبعثات ، فإن استطعت أت تموت في وقفاتها فافعل . ( 11 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن طاوس عن زياد سيمين كوش اليماني عن عبد الله بن عمرو قال : تكون فتنة أو فتن تستنطف العرب ، قتلاها في النار ، اللسان فيها أشد من وقع السيف . ( 12 ) حدثنا علي بن مسهر وأبو معاوية عن عاصم عن أبي كبشة السدوسي عن أبي موسى قال : خطبنا فقال : ألا وإن من ورائكم فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الراكب ، قالوا فما تأمرنا ؟ قال : كونوا أحلاس البيوت . ( 13 ) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد قال : قال رسول الله ( ص ) : ( بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، ويبيع أقوام دينهم بعرض الدنيا ) . ( 14 ) حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا محمد بن جحادة عن عبد الرحمن بن ثروان عن الهذيل عن أبي موسى عن النبي ( ص ) قال : ( اكسروا قسيكم - يعني في الفتنة ، واقطعوا الاوتار والزموا أجواف البيوت ، وكونوا فيها كالخير من ابني آدم ) . ( 15 ) حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله ( ص ) : ( يا أبا ذر ! أرأيت إن اقتتل الناس حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف أنت صانع ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : تدخل بيتك ، قال : قلت : أفأحمل السلاح ؟ قال : إذا شاركت ، قال : قلت : فما * ( هامش ) * ( 1 / 11 ) تستنطف العرب : تفنيهم وتقطع ذريتهم . ( 1 / 12 ) كونوا أحلاس البيوت : أي أقيموا في بيوتكم ولازموها . ( 1 / 14 ) كالخير من ابني آدم : أي كونوا كالمقتول منهما ولا تكونوا كالقاتل . ابن أبي شيبة - ج 8 - م 38 (* ) أصنع يا رسول الله ؟ قال : إن خفت أن يغلب شعاع الشمس فالق من ردائك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه ) . ( 16 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق عن أبي موسى قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إن من ورائكم أياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج ، قالوا : يا رسول الله ! وما الهرج ؟ قال : القتل ) . ( 17 ) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن يزيد بن الاصم قال : قال حذيفة : أتتكم الفتن مثل قطع الليل المظلم ، يهلك فيها كل شجاع بطل وكل راكب موضع وكل خطيب مصقع .
( 18 ) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن كرز بن علقمة الخزاعي قال : قال رجل : يا رسول الله ! هل للاسلام منتهى ؟ قال : ( نعم ، أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الاسلام ، قال : ثم مه ؟ قال : ثم الفتن تقع كالظل تعودون فيها أساود صبا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، والاسود : الحية ترتفع ثم تنصب . ( 19 ) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة أن النبي ( ص ) أشرف على أطم من آطام المدينة ثم قال : ( هل ترون ما أرى ؟ إني لارى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر ) . ( 20 ) حدثنا مروان بن معاوية عن عوف عن أبي المنهال سيار بن سلامة قال : لما كان زمن خرج ابن زياد وثب مروان بالشام حين وثب ، ووثب ابن الزبير بمكة ، ووثبت القراء بالبصرة ، قال : قال أبو المنهال : غم أبي غما شديدا ، قال : وكان يثني على أبيه خيرا ، قال : قال لي أبي : أي بني ! انطلق بنا إلى هذا الرجل من صحابة رسول الله ( ص ) ، فانطلقنا إلى أبي برزة الاسلمي في يوم حار شديد الحر وإذا هو جالس في ظل علو له من قصب ، فأنشأ أبي يستطعمه الحديث ، فقال : يا أبا برزة ! ألا ترى ؟ ألا ترى ؟ فكان أول شئ * ( هامش ) * ( 1 / 17 ) الراكب الموضع : الراكب الذي ينيخ راحلته في موضع الفتنة . الخطيب المصقع : البليغ . ( 1 / 19 ) أي أن الفتن لن تترك دارا إلا وتدخله كما يتساقط المطر على كل الدور . ( 1 / 20 ) في ظل علوله من قصب : بناء من قصب أو خيمة من قصب والقصب قد يكون القصب المعروف أو قماشا من كتان رقيق . يستطعمه الحديث : يستدرجه إلى الكلام . = ملبدة : قد لبدوا شعورهم : أي تركوا زينة الدنيا . خماص بطونهم من أموال الناس : جياع بطونهم ليس فيها شئ من مال الناس . خفاف ظهورهم من دمائهم : لم يشاركوا في فتنة ولم يحملوا دما حراما . ( * ) تكلم به ، قال : إني أصحبت ساخطا على أحياء قريش ، إنكم معشر العرب كنتم على الحال التي قد علمتم من قلتكم وجاهليتكم ، وإن الله نعشكم بالاسلام وبمحمد حتى بلغ بكم ما ترون ، وإن هذه الدنيا هي التي قد أفسدت بينكم ، إن ذاك الذي بالشام - يعني مروان - والله إن يقاتل إلا على الدنيا ، وإن ذاك الذي بمكة - يعني ابن الزبير - والله إن يقاتل إلا على الدنيا ، وإن هؤلاء الذين حولكم تدعونهم قراءكم والله إن يقاتلون إلا على الدنيا ، قال : فلما لم يدع أحدا قال له أبي : يا أبا برزة ! ما ترى ؟ قال : لا رأى اليوم خيرا من عصابة ملبدة ، خماص بطونهم من أموال الناس ، خفاف ظهورهم من دمائهم . ( 21 ) حدثنا أبو معاوية وابن نمير وحميد بن عبد الرحمن عن الاعمش عن شقيق عن حذيفة قال : كنا جلوسا عند عمر فقال : أيكم يحفظ حديث رسول الله ( ص ) في الفتنة كما قال : فقلت : أنا ، قال : فقال : إنك لجرئ ، وكيف ؟ قال : قلت : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وجاره يكفرها الصيام والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) . فقال عمر : ليس هذا أريد ، إنما أريد التي تموج كموج البحر ، قال : قلت : مالك ولها يا أمير المؤمنين ؟ إن بينك وبينها بابا مغلقا ، قال : فيكسر الباب ، أم يفتح ؟ قال : قلت : لا ، بل يكسر ، قال : ذاك أحرى أن لا يغلق أبدا ، قال : قلنا لحذيفة : هل كان عمر يعلم من الباب ؟ قال : نعم ، كما أعلم أن غدا دون الليلة ، إني حدثته حديثا ليس بالاغاليط ، قال : فهبنا حذيفة أن نسأله من الباب ، فقلنا لمسروق : سله ، فسأله فقال : عمر . ( 22 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق عن حذيفة قال : لفتنة السوط أشد من فتنة السيف ، قالوا : وكيف ذاك ؟ قال : إن الرجل ليضرب بالسوط حتى يركب الخشبة . ( 23 ) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن هلال بن يساف عن سعيد بن زيد قال : كنا عند النبي ( ص ) فذكر فتنة فعظم أمرها ، قال : فقلنا - أو قالوا - : يا رسول الله ! لئن أدركنا هذا لنهلكن ، قال : ( كلا ، إن بحسبكم القتل ) ، قال سعيد : فرأيت إخواني قتلوا . * ( هامش ) * ( 1 / 21 ) فقال عمر : أي أن موت عمر رضي الله عنه سيفتح باب الخلاف وبالتالي الفتن . ( * ) ( 24 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الوليد بن جميع عن عامر بن واثلة قال : قال حذيفة : تكون ثلاث فتن ، الرابعة تسوقهم إلى الدجال ، التي ترمي بالنشف والتي ترمي بالرضف ، والمظلمة التي تموج كموج البحر . ( 25 ) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة قال : قال حميد : حدثنا نصر بن عاصم قال حدثنا اليشكري قال : سمعت حذيفة يقول : قال رسول الله ( ص ) : ( فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار ، فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم ) . ( 26 ) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن منصور عن ربعي قال : قال رجل لحذيفة : كيف أصنع إذا اقتتل المصلون ؟ قال : تدخل بيتك ، قال : قلت : كيف أصنع إن دخل بيتي ؟ قال : قل : لن أقتلك إني أخاف الله رب العالمين . ( 27 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال : وكلت الفتنة بثلاثة : بالجاد النحرير الذي لا يريد أن يرتفع له شئ إلا قمعه بالسيف ، وبالخطيب الذي يدعو إليه الامور ، وبالشريف المذكور ، فأما الجاد النحرير فتصرعه ، وأما هذان فتجثهما فتبلو ما عندهما . ( 28 ) حدثنا مروان بن معاوية عن الصلت بن بهرام عن المنذر بن هوذة عن خرشة ابن الحر قال : قال حذيفة : كيف أنتم إذا بركت تجر خطامها فأتتكم من ههنا ومن ههنا ، قالوا : لا ندري والله ، قال : لكني والله أدري ، أنتم يومئذ كالعبد وسيده ، إن سبه السيد لم يستطع العبد أن يسبه ، وإن ضربه لم يستطع العبد أن يضربه . ( 29 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الصلت بن بهرام عن منذر بن هوذة عن خرشة عن حذيفة قال : كيف أنتم إذا انفرجتم عن دينكم كما تنفرج المرأة عن قبلها لا تمنع من يأتيها ، قالوا : لا ندري ، قال : لكني والله أدري ، أنتم يومئذ بين عاجز وفاجر ، فقال رجل من القوم : قبح العاجز عن ذاك ، قال : فضرب ظهره حذيفة مرارا ، ثم قال : قبحت أنت ، قبحت أنت . * ( هامش ) * ( 1 / 24 ) النشف : الحجارة السود واحدتها النشفة ، ويطلق على حجارة الخفان السوداء التي تحف الارجل بها في الحمام . الرضف : الحجارة المحماة . ( 1 / 26 ) أي تتبع خير ابني آدم هابيل المقتول وتقول قوله لاخيه قابيل عندما أراد قتله . ( 1 / 28 ) إن بركت تجر خطامها : تشبيه للفتنة بالناقة . ( * ) ( 30 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الصلت بن بهرام قال أخبرنا المنذر بن هوذة عن خرشة أن حذيفة دخل المسجد ، فمر على قوم يقرئ بعضهم بعضا ، فقال : أن تكونوا على الطريقة ، لقد سبقتم سبقا بعيدا ، وأن تدعوه فقد ضللتم ، قال : ثم جلس إلى حلقة ، فقال : إنا كنا قوما آمنا قبل أن نقرأ ، وإن قوما سيقرأون قبل أن يؤمنوا ، فقال رجل من القوم : تلك الفتنة ، قال : أجل ، قد أتتكم من أمامكم حيث تسوء وجوهكم ثم لتأتينكم ديما ديما ، إن الرجل ليرجع فيأتمر الامرين : أحدهما عجز والآخر فجور ، قال خرشة : فما برحت إلا قليلا حتى رأيت الرجل يخرج بسيفه يستعرض الناس . ( 31 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن الحارث بن حضيرة عن زيد بن وهب قال : قيل لحذيفة : ما وقفات الفتنة وما بعثاتها ؟ قال : بعثاتها سل السيف ، ووقفاتها إغماده . ( 32 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد أن أبا الزبير أخبره عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن حذيفة قال له : كيف أنت وفتنة خير الناس فيها غني خفي ، قال : قلت : وكيف وإنما هو عطاء أحدنا يطرح به كل مطرح ، ويرمي به كل مرمى ، قال : كن إذا كابن المخاض لا ركوبة فتركب ولا خلوبة فتحلب . ( 33 ) حدثنا يزيد بن هارون عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن الرواع عن حذيفة قال : تكون فتنة تقبل مشبهة وتدبر مميتة ، فإن كان ذلك فالبدوا ، يجود الراعي على عصاه خلف غنمه ، لا يذهب بكم السيل . ( 34 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب عن ميمون بن أبي شبيب قال : قيل لحذيفة : أكفرت بنو إسرائيل في يوم واحد ؟ قال : لا ، ولكن كانت تعرض عليهم الفتنة فيأتونها فيكرهون عليها ، ثم تعرض عليهم فيأتونا حتى ضربوا عليها بالسياط والسيوف حتى خاضوا الماء حتى لم يعرفوا معروفا ولم ينكروا منكرا .
( 35 ) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن ربعي قال : سمعت رجلا في جنازة حذيفة يقول : سمعت صاحب هذا السرير يقول : ما بي بأس مذ سمعت من رسول الله ( ص ) : ( ولئن اقتتلتم لادخلن بيتي ، فلئن دخل علي لاقولن : ها بؤ بإثمي وإثمك ) . ( 36 ) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن سعد قال : قال حذيفة : من فارق الجماعة شبرا فارق الاسلام . * ( هامش ) * ( 1 / 35 ) أي لن أمد إليك يدي فإن أردت قتلي فعليك إثمك وإثمي . ( * )( 37 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة قال : ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا الذي يدعو بدعاء كدعاء الغريق . ( 38 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمارة عن أبي عمار قال : قال حذيفة : ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق . ( 39 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن الاعمش عن عمارة عن أبي عمار عن حذيفة قال : والله إن الرجل ليصبح بصيرا ثم يمسي وما ينظر بشفر . ( 40 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي وائل قال : قرأ حذيفة هذه الآية * ( فقاتلوا أئمة الكفر ) * ، قال : ما قوتل أهل هذه الآية بعد . ( 41 ) حدثنا عبد الله بن المبارك عن هشام عن الحسن قال : قال محمد بن سلمة : أعطاني رسول الله ( ص ) سيفا فقال : قاتل به المشركين ما قوتلوا ، فإذا رأيت الناس يضرب بعضهم بعضا - أو كلمة نحوها - فاعمر به إلى صخرة فاضربه بها حتى ينكسر ثم اقعد في بيتك حتى تأتيك يد خاطئه أو منية قاضية ) . ( 42 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن حميد عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : إياكم وقتال عمية وميتة جاهلية ، قال : قلت : ما قتال عمية ؟ قال : إذا قيل : يا لفلان ، يا بني فلان ، قال : قلت : ما ميتة جاهلية ؟ قال : أن تموت ولا إمام عليك ( 43 ) حدثنا أبو خالد عن عوف عن الحسن قال : من قتل في قتال عمية فميتته ميتة جاهلية . ( 44 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عامر قال : لما تشعب الناس في الطعن على عثمان قام أبي يصلي من الليل ثم نام ، قال : فقيل له : قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها عباده الصالحين ، قال : فقام فمرض فما رئي خارجا حتى مات . * ( هامش ) * ( 1 / 39 ) وما ينظر بشفر : أي يصبح أعمى لا رموش له . ( 1 / 40 ) سورة التوبة من الآية ( 12 ). 1 (/ 44 ) تشعب الناس في الطعن : أكثروا فيه القول . ( * ) ( 45 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي قال : ينقص الاسلام حتى لا يقال : الله الله ، فإذا فعل ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه ، فإذا فعل ذلك بعث قوم يجتمعون كما يجتمع فرع الخريف ، والله إني لاعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم . ( 46 ) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن سعد بن حذيفة قال : قال حذيفة : من فارق الجماعة شبرا خلع ربقة الاسلام من عنقه . ( 47 ) حدثنا وكيع عن إبراهيم بن مرثد قال حدثني عمي أبو صادق عن علي قال : الائمة من قريش ، ومن فارق الجماعة شبرا فقد نزع ربقة الاسلام من عنقه . ( 48 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي وائل قال : قال عبد الله : كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ويتخذها الناس سنة ، فإن غير منها شئ قيل : غيرت السنة ، قالوا : متى يكون ذلك يا أبا عبد الرحمن ، قال : إذا كثرت قراؤكم وقلت أمناؤكم ، وكثرت أمراؤكم وقلت فقهاؤكم ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة . ( 49 ) حدثنا أبو أسامة عن منذر عن عاصم بن ضمرة عن علي قال : وضع الله في هذه الامة خمس فتن : فتنة عامة ثم فتنة خاصة ثم فتنة عامة ثم قتنة خاصة ، ثم فتنة تموج كموج البحر ، يصبح الناس فيها كالبهائم . ( 50 ) حدثنا غندر عن شعبة قال : سمعت أحمر أو ابن أحمر يحدث عن أبي رجاء العطاردي قال : سمعت ابن عباس يخطب على المنبر يقول : من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية . ( 51 ) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال : قال حذيفة : كيف أنتم سئلتم الحق فأعطيتموه ، ومنعتم حقكم ، قال : إذا نصبر ورب الكعبة . ( 52 ) حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل عن أبي صالح الحنفي قال : جاء رجل إلى حذيفة وإلى أبي مسعود الانصاري وهما جالسان في المسجد وقد طرد أهل الكوفة سعيد بن العاص فقال : ما يحبسكم وقد خرج الناس ؟ فو الله إنا لعلى السنة ، فقالا : وكيف تكونون على السنة وقد طردتم إمامكم ، والله لا تكونون على السنة حتى يشفق الراعي * ( هامش ) * ( 1 / 45 ) اليعسوب : ذكر النحل لا خير فيه . ( 1 / 52 ) أي تصبحون قطيعا لا راعي له يسرح فيه الذئب ويمرح . ( * ) ونتصح الرعية ، قال : فقال له رجل : فإن لم يشفق الراعي وتنصح الرعية فما تأمرنا ؟ قال : نخرج وندعكم . ( 53 ) حدثنا كثير بن هشام عن جعفر عن يزيد بن صهيب الفقير قال : بلغني أنه ما تقلد رجل سيفا في فتنة إلا لم يزل مسخوطا عليه حتى يضعه . ( 54 ) حدثنا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو عن أبيه قال : سمعت النبي ( ص ) يقول في حجة الوداع : ( أي يوم هذا ؟ ثلاث مرات ، فقالوا : يوم الحج الاكبر ، قال : فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا لا يجني جان إلا على نفسه ، لا يجني والد على ولده ولا مولود على والده ، ألا يا أمتاه هل بلغت ؟ قالوا : نعم ، قال : اللهم اشهد ) - ثلاث مرات . ( 55 ) حدثنا وكيع عن عبد المجيد عن أبي عمرو قال : سمعت العداء بن خالد بن هوذة قال : حججت مع النبي ( ص ) حجة الوداع ، فرأيت النبي ( ص ) قائما في الركابين وهو يقول : ( تدرون أي شهر هذا ؟ أي بلد هذا ؟ قال : فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، هل بلغت ؟ قالوا : نعم ، قال : اللهم اشهد ) . ( 56 ) حدثنا الثقفي عن أيوب عن ابن سيرين عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي ( ص ) أنه قال : ( أي شهر هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ؟ قال : فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : أليس ذا الحجة ؟ قلنا : بلى ، قال : فأي بلد هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : أليس البلد ؟ قلنا : نعم ، قال : أي يوم هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : أليس يوم النحر ، قلنا : بلى يا رسول الله ! قال : فإن دماءكم وأموالكم - قال محمد : وأحسبه قال : وأعراضكم - عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ) . ( 57 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن جابر قال : قال نبي ( ص ) في حجة : ( أتدرون أي يوم أعظم حرمة ؟ قال : فقلنا : يومنا هذا ، قال : فأي بلد أعظم حرمة ؟ قال : قلنا : بلدنا هذا ، قال : فأي شهر أعظم حرمة ؟ قلنا : شهرنا هذا ، قال : قال رسول الله ( ص ) : فإن دماءكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) . ( 58 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن رجل من أصحاب النبي ( ص ) قال : قام فينا رسول الله ( ص ) على ناقة حمراء مخضرمة ، فقال : ( أتدرون أي يومكم هذا ؟ أتدرون أي شهركم هذا ؟ أتدرون أي بلدكم هذا ؟ قال : فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) . ( 59 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد قال : لما كان يوم الجرعة قيل لحذيفة : ألا تخرج مع الناس ؟ قال : ما يخرجني معهم ؟ قد علمت أنهم لم يهريقوا بينهم محجما من دم حتى يرجعوا ، ولقد ذكر في حديث الجرعة حديث كثير : ما أحب أن لي به ما في بيتكم ، إن الفتنة تستشرف من استشرف لها . ( 60 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عدي عن زر بن حبيش عن حذيفة قال : وددت أن عندي مائة رجل قلوبهم من ذهب فأصعد على صخرة فأحدثهم حديثا لا تضرهم فتنة بعده أبدا ثم أذهب قليلا قليلا فلا أراهم ولا يرونني . ( 61 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن المنهال عن أبي البختري عن حذيفة قال : لو حدثتكم ما أعلم لافترقتم على ثلاث فرق : فرقة تقاتلني ، وفرقة لا تنصرني ، وفرقة تكذبني . ( 62 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش قال حدثني ضرار بن مرة عن عبد الله بن حنظلة قال : قال حذيفة : ما من رجل إلا به أمة ينجسها الظفر إلا رجلين : أحدهما قد برز والآخر فيه منازعة ، فأما الذي برز فعمر ، وأما الذي فيه منازعة فعلي . ( 63 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان الثوري عن الحارث الازدي عن ابن الحنيفة قال : رحم الله امراء كف يده وأمسك لسانه وأغني نفسه وجلس في بيته ، له ما احتسب ، وهو يوم القيامة مع من أحب ، ألا إن الاعمال أسرع إليهم من سيوف المؤمنين ، ألا إن للحق دولة يأتي بها الله إذا شاء . ( 64 ) حدثنا عبدة بن سليمان ووكيع وابن المبارك عن إسماعيل عن قيس عن * ( هامش ) * ( 1 / 60 ) قلوبهم من ذهب : أي تعي ما تسمع وتحفظ وتتعظ . ( 1 / 62 ) ينجسها الظفر : أي إذا ظفرت أنت من الامور ما لا يحل لها أن تأتيه . ( * ) الصنابحي قال : سمعته يقول : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( أنا فرطكم على الحوض ، وإني مكاثر بكم الامم فلا تقتتلن بعدي ) . ( 65 ) حدثنا ابن نمير وأبو أسامة عن إسماعيل عن قيس عن الصنابحي الاحمسي عن النبي ( ص ) بمثله . ( 66 ) حدثنا غندر عن شعبة عن واقد بن محمد بن زيد أنه سمع أباه يحدث عن عبد الله بن عمر عن النبي ( ص ) أنه قال في حجة الوداع : ( ويحكم ، أو قال : ويلكم ، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) . ( 67 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن إسماعيل عن قيس قال : بلغنا أن جريرا قال : قال لي رسول الله ( ص ) : ( استنصت الناس ثم قال عند ذلك : لاعرفنكم بعد ما أرى ، ترجعون بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ) . ( 68 ) حدثنا غندر عن شعبة عن علي بن مدرك قال : سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير يحدث أن رسول الله ( ص ) قال في حجة الوداع : ( استنصت الناس ، وقال : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) . ( 69 ) حدثنا ابن فضيل عن حصين عن شقيق عن حذيفة قال : قال لي رسول الله ( ص ) : ( أنا فرطكم على الحوض ولانازعن أقواما ثم لاغلبن عليهم ، فأقول : يا رب ! أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) . ( 70 ) حدثنا علي بن مسهر عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال : قال لي رسول الله ( ص ) : ( الكوثر نهر وعدني ربي ، عليه خير كثير ، هو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم فأقول : رب ، إنه من أمتي ، فيقول : لا تدري ما أحدث بعدك ) . ( 71 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة قالت : سمعت رسول االله ( ص ) يقول : على هذا المنبر : ( إني سلف لكم على الكوثر ، * ( هامش ) * ) ( 1 / 66 ) هذا وما سبقه وبعض ما بعده أجزاء من خطبة الرسول ( ص ) في حجة الوداع وقد جاء في كتاب السيرة أنه خطب في هذه الحجة ثلاث خطب ، وهذا المذكور هنا عبارة من طولاهن . ( 1 / 67 ) لاعرفنكم : الارجح أنها لا أعرفنكم أي إن رجعتم بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض . ( 1 / 69 ) أنازعن أقواما : أي أطلب أن يكونا معي وملائكة العذاب تسحبهم إلى النار . ( 1 / 70 ) يختلج أو يختلج العبد : يسحب إلى النار . ( * ) فبينا أنا عليه إذ مر بكم أرسالا مخالفا لكم ، فأنادي : هلم ، فينادي مناد فيقول : ألا إنهم قد بدلوا بعدك ، فأقول : ألا سحقا ) . ( 72 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن رجل من أصحاب النبي ( ص ) ، قال : قام فينا رسول الله ( ص ) فقال : ( ألا إني فرطكم على الحوض ، أنظركم وأكاثر بكم الامم فلا تسودوا وجهي ) . ( 73 ) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال : كتب عمر إلى أبي موسى : إن للناس نفرة عن سلطانهم ، فأعوذ بالله أن تدركني وإياكم ضغائن محمولة ودنيا مؤثرة وأهواء متبعة ، وإنه ستداعي القبائل ، وذلك نخوة من الشيطان ، فإن كان ذلك فالسيف السيف ، القتل القتل ، يقولون : يا أهل الاسلام ! يا أهل الاسلام . ( 74 ) حدثنا وكيع عن كهمس عن الحسن عن أبي بن كعب قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( من اتصل بالقبائل فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا ) . ( 75 ) حدثنا عيسى بن يونس عن عوف عن الحسن عن عتي بن ضمرة عن أبي عن النبي ( ص ) بمثله . ( 76 ) حدثنا وكيع عن عمران عن أبي مجلز قال : قال عمر : من اعتز بالقبائل فاعضوه أو فامضوه . ( 77 ) حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال : كتب عمر إلى أمراء الاجناد : إذا تداعت القبائل فاضربوهم بالسيف حتى يصيروا إلى دعوة الاسلام . ( 78 ) حدثنا وكيع عن مسعر عن سهل أبي الاسد عن أبي صالح قال : من قال : يا آل بني فلان ، فإنما يدعو إلى جثاء النار . ( 79 ) حدثنا حفص عن الاعمش عن مسلم عن مسروق قال : قال رسول الله ( ص ) : ( لا ألفينكم به ، ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، لا يؤخذ الرجل بجريرة أخيه ولا بجريرة أبيه ) . * ( هامش ) * ( 1 / 74 ) اتصل بالقبائل : استشارهن إلى القتال ، والقبائل تحركها العصبية . ( 1 / 79 ) أي لا يتحمل المرء وزر أخيه وأبيه وابن قبيلته كما في الجاهلية . ( * ) (80 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن الاعمش عن خيثمة قال : قال عبد الله : إنها ستكون هنات وأمور مشبهات ، فعليك بالتؤدة فتكون تابعا في الخير خير من أن تكون رأسا في الشر . ( 81 ) حدثنا شريك عن أبي حصين عن الشعبي أن رجلا قال : يا لضبة ، قال : فكتب إلى عمر ، قال : فكتب إليه عمر أن عاقبه ، أو قال : أدبه ، فإن ضبة لم يدفع عنهم سوءا قط ولم يجر إليهم خيرا قط . ( 82 ) حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : حدثنا زيد بن ثابت عن رسول الله ( ص ) قال : ( تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، قلنا : نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ) . ( 83 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال : لما بعث عثمان إليه يأمره بالخروج إلى المدينة اجتمع الناس إليه فقالوا له : أقم لا تخرج ، فنحن نمنعك ، لا يصل إليك منه شئ تكرهه ، فقال عبد الله : إنها ستكون أمور وفتن ، لا أحب أن أكون أنا أول من فتحها وله علي طاقة ، قال : فرد الناس وخرج إليه . ( 84 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا الاعمش عن المسيب بن رافع عن بشير بن عمرو قال : شيعنا ابن مسعود حين خرج ، فنزل في طريق القادسية فدخل بستانا ، فقضى الحاجة ثم توضأ ومسح على جوربيه ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء ، فقلنا له : اعهد إلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن ولا ندري هل نلقاك أم لا ، قال : اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر ، وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة . ( 85 ) حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن الاعمش عن شهر بن عطية عن أنس بن مالك قال : إنها ستكون ملوك ثم جبابرة ثم الطواغيت ) . ( 86 ) حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن الاعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير قال : خرج رسول الله ( ص ) إلى أهل الحجرات فقال : ( سعرت النار وجاءت الفتن كأنها قطع الليل المظلم ، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) . ( 87 ) حدثنا أبو أسامة عن ابن مبارك ومفصل بن يونس عن الاوزاعي عن * ( هامش ) * ( 1 / 81 ) ضبة اسم قبيلة من العرب تنسب إلى جدها الذي يحمل هذا الاسم . ( * ) حسان بن عطية عن أبي إدريس قال : إنها فتن قد أظلت كجباه البقر يهلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرفها قبل ذلك .
( 88 ) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن أبي السفر عن رجل من بني عبس قال : قال لنا حذيفة : كيف أنتم إذا ضيع الله أمر أمة محمد ( ص ) ، فقال رجل : ما تزال تأتينا بمنكرة ، يضيع الله أمر محمد ؟ قال : أرأيتم إذا وليها من لا يزن عند الله جناح بعوضة : أفترون أمر أمة محمد ضاع يومئذ . ( 89 ) حدثنا عفان وأسود بن عامر قالا : أخبر نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي عثمان عن خالد بن عرفطة عن النبي ( ص ) أنه قال : ( يا خالد ! إنها ستكون أحداث واختلاف - وقال عفان : وفرقة - فإذا كان ذلك فإن استطعت أن تكون المقتول لا القاتل ، قال عفان : فافعل ) . ( 90 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت بن زيد عن أبي بردة قال : دخلت على محمد بن مسلمة فقلت له : رحمك الله ! إنك من هذا الامر بمكان ، فلو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت ؟ فقال : إن رسول الله ( ص ) قال : ( إنها ستكون فتنة وفرقة واختلاف ، فإذا كان ذلك فأت بسيفك أحدا فاضربه حتى تقطعه ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية ) ، فقد وقعت وفعلت ما قال لي رسول الله ( ص ) . ( 91 ) حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن هشام عن ابن سيرين قال : بلغني أن الشام لا تزال موائمة ما لم يكن بدوها من الشام . 92 () حدثنا علي بن حفص عن شريك عن عاصم عن عبد الله بن عامر عن أبيه قال : قال رسول الله ( ص ) : ( من مات ولا طاعة عليه مات ميتة جاهلية ، ومن خلعها بعد عقده إياها فلا حجة له ) . ( 93 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا أبو الأحوص بن حكيم عن ضمرة بن حبيب عن القاسم بن عبد الرحمن قال : قال عاصم البجلي : سلوا بكيليكم - يعني نوفا - عن الآية في * ( هامش ) * ( 1 / 91 ) أي ما لم يكن بدء الفتنة من الشام . ( 1 / 92 ) ولا طاعة عليه : أي ولا بيعة في رقبته والمقصود لا إمام له . خلعها : أي خلع البيعة . ( * ) شعبان والحدثان في رمضان والتمييز في شوال ، والحسن - يعني القتل - والمعمعة في ذي القعدة ، والقضاء في ذي الحجة . ( 94 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا ابن جريح عن هارون بن أبي عائشة عن عدي بن عدي عن سلمان بن ربيعة عن عمر قال : إنها ستكون أمراء وعمال صحبتهم فتنة ومفارقتهم كفر ، قال : قلت : الله أكبر ، اعد علي يا أمير المؤمنين ! فرجت عني ، فأعاد عليه ، قال سلمان بن ربيعة : قال الله * ( والفتنة أشد من القتل ) * والفتنة أحب إلي من القتل . ( 95 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام بن حسان عن محمد قال : دخل أبو مسعود الانصاري على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فاعتنقه فقال : الفراق ، فقال : نعم حبيب جاء على فاقة ، ألا أفلح من ندم ، أليس بعد ما أعلم من اليقين . ( 96 ) حدثنا أبو أسامة عن الاجلح عن قيس بن أبي مسلم عن ربعي عن حذيفة قال : ضرب لنا رسول الله ( ص ) أمثالا واحدا وثلاثة وخمسة وسبعة وتسعة وأحد عشر ، وفسر لنا منها واحدا وسكت عن سائرها ، فقال : ( إن قوما كانوا أهل ضعف ومسكنة فقاتلوا قوما أهل حيلة وعداء ، فظهروا عليهم فاستعملوهم وسلطوهم فأسخطوا ربهم عليهم ) . ( 97 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا العلاء بن عبد الكريم قال حدثني أعرابي لنا قال : هاجرت إلى الكوفة فأخذت أعطية لي ثم بدا لي أن أخرج ، فقال الناس : لا هجرة لك ، فلقيت سويد بن غفلة فأخبرته بذلك فقال : لوددت أن لي حمولة وما أعيش به وأني في بعض هذه النواحي . ( 98 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا ثابت بن زيد قال أنبأنا هلال بن خباب أبو العلاء قال : سألت سعيد بن جبير ، قلت : يا أبا عبد الله ! ما علامة هلاك الناس ؟ قال : إذا هلك علماؤهم . ( 99 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا زائدة عن الاعمش عن يحيى بن وثاب قال : قال حذيفة : والله لا يأتيهم أمر يضجون منه إلا أردفهم أمي يشغلهم عنه . * ( هامش ) * ( 1 / 94 ) سورة البقرة من الآية ( 191 ). ( 1 / 97 ) حمولة : أي ما يحملني ، أي ناقة في بعض هذه النواحي : أي بعيدا عن مكان الفتنة والاقتال . ( 1 / 98 ) حمولة : أي ما يحملني ، أي ناقة في بعض هذه النواحي : أي بعيدا عن مكان الفتنة والاقتتال . ( 1 / 98 ) إذ يكون فيهم عندها جهلاء يدعون العلم فيفتون بغير معرفة . ( * )( 100 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول قال : ما بين الملحمة وفتح القسطنطينية وخروج الدجال إلا سبعة أشهر ، وما ذاك إلا كهيئة العقد ينقطع فيتبع بعضه بعضا . ( 101 ) حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول أن معاذ بن جبل قال : عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال ، ثم ضرب بيده على منكب رجل وقال : والله إن ذلك لحق . ( 102 ) حدثنا وكيع عن أبيه عن الهزهاز عن يثيع قال : إذا رأيت الكوفة حوط عليها حائط فاخرج منها ولو حمرا يردها كمت الخيل ودهم الخيل حتى يتنازع الرجلان في المرأة يقول هذا : لي طرفها ، ويقول هذا : لي ساقها . ( 103 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن منذر عن ابن الحنفية قالوا : لو أن عليا أدرك أمرنا هذا كان هذا موضع رحله - يعني الشعب . ( 104 ) حدثنا أبو أسامة عن الجريري قال حدثنا العلاء عن عبد الرحمن بن صخار عن أبيه قال : قال رسول الله ( ص ) : ( لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل حتى يقال للرجل : من بني فلان ) ، قال : فعرفت أن العرب تدعى إلى قبائلها ، وأن العجم تدعى إلى قراها . ( 105 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( إن في أمتي خسفا ومسخا وقذفا ) . ( 106 ) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن حبيب عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش أنها قالت : استيقظ رسول الله ( ص ) من نومه محمرا وجهه وهو يقول : ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج ، وعقد بيده يعني عشرة ، قالت زينب : قلت : يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم ، إذا ظهر الخبث ) . * ( هامش ) * ( 1 / 100 ) وهذا قول مكحول لم يرفعه أحد من رواته . 1 (/ 105 ) أي سيصيب بعضها خسف وغيرهم مسخ أو قذف . ( 1 / 106 ) إذا ظهر الخبث : إذا استعلن ولم يحاربه المسلمون . ( * ) ( 107 ) حدثنا ابن عيينة عن جامع عن منذر عن الحسن بن محمد عن امرأة عن عائشة قالت : قال رسول الله ( ص ) : ( إذا ظهر السوء في الارض أنزل الله بأهل الارض بأسه ، قلت يا رسول الله ! وفيهم أهل طاعة الله ؟ قال : نعم ، ثم يصيرون إلى رحمة الله ) . ( 108 ) حدثنا يونس بن محمد عن ليث بن سعد عن يزيد عن أبي سنان عن أنس عن النبي ( ص ) قال : ( بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا ، ويبيع قوم دينهم بعرض الدنيا ) . ( 109 ) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن بيان عن قيس أن رسول الله ( ص ) رفع رأسه إلى السماء ثم قال : ( سبحان الله ! ترسل عليهم الفتن إرسال القطر ) . ( 110 ) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن أبي حصين عن أبي الضحى قال : قال رجل وهو عند عمر : اللهم إني أعوذ بك من الفتنة أو الفتن ، فقال عمر : اللهم إني أعوذ بك من الصفاطة ، أتحب أن لا يرزقك الله مالا وولدا ، أيكم استعاذ من الفتن فليستعذ من مضلاتها . ( 111 ) حدثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد الله بن القبطية قال : دخل الحارث بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان على أم سلمة وأنا معها ، فسألاها عن الجيش الذي يخسف به ، وذلك في زمان ابن الزبير ، فقالت : قال رسول الله ( ص ) : ( يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث ، فإذا كان ببيداء من الارض يخسف بهم ، فقلنا : يا رسول الله ! كيف بمن كان كارها ؟ قال : يخسف به معهم ، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته ) ، قال : أبو جعفر ، هي بيداء المدينة . ( 112 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن قتادة عن الحسن عن أبي موسى قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إذا توجه المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فهما في النار ، قالوا : يا رسول الله ! هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال : إنه أراد قتل صاحبه ) . * ( هامش ) * ( 1 / 107 ) ظهر السوء : استعلن وانتشر ولم ينكره الناس بأيديهم وألسنتهم . ( 1 / 108 ) عرض الدنيا : أموالها وأملاكها ومنافعها ومراتبها إلخ . . ( 1 / 109 ) أي تكثر وتنتشر كأنها المطر . ( 1 / 111 ) يبعث إليه بعث : يرسل إليه جيش . ( 1 / 112 ) أي لانه كان حريصا على قتل صاحبه وإنما الصدقة أو القوة والقدر هو الذي جعله المقتول ولو كان الحال غير ذلك كان هو القاتل والآخر المقتول . ( * ) ( 113 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا رزين الجهني قال حدثنا أبو الرقاد قال : خرجت مع مولاي وأنا غلام ، فدفعت إلى حذيفة وخو يقول : إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد النبي ( ص ) فيصير منافقا وإني لاسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات ، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، ولتحاضن على الخير أو ليسحتنكم الله بعذاب جميعا أو ليؤمنرن عليكم شراركم ثم ثدعو خياركم فلا يستجاب لهم . ( 114 ) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي عن إسرائيل عن سماك عن ثروان بن ملحان قال : كنا جلوسا في المسجد فمر علينا عمار بن ياسر فقلنا له : حدثنا حديث رسول الله ( ص ) في الفتنة ، فقال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( سيكون بدي أمراء يقتتلون على الملك ، يقتل بعضهم عليه بعضا ) ، فقلنا له : لو أن حدثنا به غيرك كذبناه ، قال : أما إنه سيكون . ( 115 ) حدثنا عفان قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة قالت : قال رسول الله ( ص ) : ( يبايع لرجل بين الركن والمقام كعدة أهل بدر ، فتأتيه عصائب العراق وأبدال الشام ، فيغزوهم جيش من أهل الشام حتى إذا كانوا بالبيداء يخسف بهم ، ثم يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب فيلتقون فيهزمهم الله ) ، فكان يقال : الخائب من خاب من غنيمة كلب . ( 116 ) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي إدريس المرهبي عن مسلم بن صفوان عن صفية قالت : قال رسول الله ( ص ) : ( لا ينتهي ناس عن غزو هذا البيت حتى يغزو جيش حتى إذا كانوا بالبيداء أو ببيداء من الارض خسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم ، قلت : فإن كان فيهم من يكره ؟ قال : يبعثهم الله على ما في أنفسهم ) . ( 117 ) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي عن سعد بن أوس عن بلال العبسي عن ميمونة قالت : قال لنا نبي الله ( ص ) ذات يوم : ( كيف أنتم إذا مرج الذين وظهرت الرغبة واختلفت الاخوان خرق البيت العتيق ) . * ( هامش ) * ( 1 / 113 ) في المقعد الواحد : في الجلسة الواحدة . ( 1 / 114 ) وفي العصر الاموي قتل بعضهم بعضا وفي العصر العباسي استشرى الامر حتى ليقتل الولد أباه والاخ أخاه سبيل الملك . ( 1 / 116 ) على ما في أنفسهم : على نياتهم . ابن أبي شيبة - ج 8 - م 39 (* ) 118 () حدثنا ابن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة يقول عن النبي ( ص ) : ( الذي يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ) . ( 119 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن حنش الكناني عن عليم الكندي قال : ليخربن هذا البيت على يد رجل من آل الزبير . ( 120 ) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : سمع ابن عمرو يقول : كأني به أصيلع أفيدع ، قائم عليها يهدمها بمسحاته ، فلما هدمها ابن الزبير جعلت أنظر ألى صفة ابن عمرو فلم أزل بها . ( 121 ) حدثنا ابن عيينة عن داود بن سابور عن مجاهد قال : لما أجمع ابن الزبير على هدمها خرجنا إلى منى ننتظر العذاب . ( 122 ) حدثنا إسحاق الازرق عن هشام عن حفصة عن أبي العالية عن علي قال : كأني أنظر إلى رجل من الحبش أصلع أصمع حمش الساقين جالسا عليها وهي تهدم . ( 123 ) حدثنا ابن علية عن ابن أبي نجيح عن سليمان بن ميناء قال : سمعت ابن عمرو يقول : إذا رأيتم قريشا قد هدموا البيت ثم بنوه فزوقوه ، فإن استطعت أن تموت فمت . ( 124 ) حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه قال : كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو فقال : كيف أنتم إذا هدمتم البيت ، فلم تدعوا حجرا على حجر ، قالوا : ونحن على الاسلام ؟ قال : وأنتم على الاسلام ، قال : ثم ماذا ؟ قال : ثم يبنى أحسن ما كان ، فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الامر قد أظلك . ( 125 ) حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني عن عبد الله بن عمرو قال : تمتعوا من هذا البيت قبل أن يرفع ، فإنه سيرفع ويهدم مرتين ويرفع في الثالثة . ( 126 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حصين عن عبد الرحمن بن بشر قال : جاء * ( هامش ) * ( 1 / 119 ) وهذا من الاحاديث الموضوعة التي وضعها جماعة الحجاج بن يوسف الثقفي ليحمل ابن الزبير عاقبة هدم البيت في أعين الناس مع أنه هو الذي ضرب البيت بالمنجنيق في حصاره لابن الزبير . ( 1 / 124 ) إن الامر قد أظلك : أي أن الساعة قد اقتربت . ( * ) رجل إلى عبد الله فقال : متى أضل ؟ فقال : إذا كان عليك أمراء إن أطعتهم أضلوك ، وإن عصيتم قتلوك . ( 127 ) حدثنا وكيع عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( تعوذوا بالله من رأس السبعين ومن إمرة الصبيان ) . ( 128 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سماك عن أبي ربيع عن أبي هريرة قال ويل للعرب من شر قد اقترب : إمارة الصبيان ، إن أطاعوهم أدخلوهم النار ، وإن عصوهم ضربوا أعناقهم . ( 129 ) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم قال : سمعت ميمون بن أبي حبيب يحدث عن عبادة بن الصامت قال ، أتمني لحبيبي أن يقل ماله أو يعجل موته ، فقالوا : ما رأينا متمنيا محبا لحبيبه ، فقال : أخشي إن يدرككم أمراء ، إن أطعتموهم أدخلوكم النار ، وإن عصيتموهم قتلوكم ، فقال رجل : أخبرنا من هم حتى نفقأ أعينهم ، قال شعبة أو نحسو في وجوههم التراب ، فقال : عسى أن تدركوهم فيكونوا هم الذين يفقأون عينك ويحثون في وجهك التراب . ( 130 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن محمد قال : قال حذيفة : ما أحد تدركه الفتنة إلا وأنا أخافها عليه إلا محمد بن مسلمة ، فإني سمعت رسول الله ( ص ) يقول له : ( لا تضرك الفتنة ) . ( 131 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد أن عليا أرسل إلى محمد بن مسلمة أن يأتيه ، فأرسل إليه وقال : إن هو لم يأتني فاحملوه ، فأتوه فأبى أن يأتيه ، فقالوا : إنا قد أمرنا إن لم تأته أن نحملك حتى نأتيه بك ، قال : ارجعوا إليه فقولوا له : إن ابن عمك وخليلي عهد إلي أنه ستكون فتنة وفرقة واختلاف ، فإذا كان ذلك فاجلس في بيتك واكسر سيفك حتي تأتيك منية قاضية أو يد خاطية ، فاتق الله يا علي ولا تكن تلك اليد الخاطية ، فأتوه فأخبروه فقال : دعوه . ( 132 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي عاصم عن أشياخ قالوا : قال حذيفة تكون فتنة ثم يكون بعدها توبة وجماعة ، ثم تكون فتنة لا تكون بعدها توبة ولا جماعة . * ( هامش ) * ( 1 / 127 ) إمرة الصيبان : وراثة صغار السن الملك عن آبائهم . ( 133 ) حدثنا وكيع عن سوار بن ميمون قال حدثني شيخ لنا من عبد القيس يقال له بشير بن غوث قال : سمعت عليا يقول : إذا كانت سنة خمس وأربعين ومائة منع البحر جانبه ، وإذا كانت سنة خمسين ومائة منع البر جانبه ، وإذا كانت سنة ستين ومائة ظهر الخسف والمسخ والرجفة . ( 134 ) حدثنا سفيان عن أبي سنان عن سعيد بن جبير قال : لقيني راهب في الفتنة فقال : يا سعيد بن جبير ! تبين من يعبد الله أو يعبد الطاغوت . ( 135 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا غيلان بن جرير عن أبي قيس بن رباح القيسي قال : سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله ( ص ) أنه قال : ( من ترك الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتة جاهلية ، ومن خرج تحت راية عمية يغضب لعصبته أو ينصر عصبته أو يدعو إلى عصبته فقتل فقتلة جاهلية ، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد فليس مني ولست منه ) . ( 136 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان قال : سمعت أبا هريرة يخبر أبا قتادة عن النبي ( ص ) قال : ( يبايع لرجل بين الركن والمقام ، ولن يستحل البيت إلا أهله ، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب ثم تأتي الحبشة فيخربون خرابا لا يعمر بعده ابدا وهم الذين يستخرجون كنزه ) . ( 137 ) حدثنا أبوا أسامة عن عبد الله بن محمد بن عمرو بن علي قال حدثني أبي قال : قال علي : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ! لازالة الجبال من مكانها أهون من إزالة ملك مؤجل ، فإذا اختلفوا بينهم فوالذي نفسي بيده لو كادتهم الضباع لغلبتهم . ( 138 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال : لا تقوم الساعة حتى تظطرب أليات النساء حول الاصنام . * ( هامش ) * ( 1 / 136 ) والذي بويع له بين الركن والمقام هو عبد الله بن الزبير . ( 1 / 137 ) ملك مؤجل : أي قد جعل لانتهائه أجلا لما يحن بعد . ( 1 / 138 ) أليات : ج ألية وهى العجيزة ، والمقصود أن تعود الوثنية وتطوف النساء باالاصنام وقد تكون الصنام ما نراه في أيامنا من تعلق النساء بنجوم السينما والغناء وأهل الغواية والضلالة وأشباههم . ( 139 ) حدثنا أبو أسامة عن أبي الاشهب قال حدثنا عمرو بن عبيد عن ثوبان قال : ( توشك الامم أن تداعى عليكم كما يتداعى القوم على قصعتهم ، ينزع الوهن من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم وتجبب إليكم الدنيا ، قالوا : من قلة ، قال : أكثركم غثاء كغثاء السيل ) . ( 140 ) حدثنا عفان قال حدثنا حمادبن سلمة قال أخبرنا عاصم عن ذر عن حذيفة ابن اليمان قال : تكون فتنة فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ، ثم تكون الخامسة دهماء مجللة تنبثق في الارض كما ينبثق الماء . ( 141 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي مجلز قال : قال رجل : يا آل بني تميم ، فحرمهم عمر بن الخطاب عطاء هم سنة ثم أعطاهم إياه من العام المقبل . ( 142 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي إدريس عن المسيب بن بجينة عن علي بن أبي طالب قال : من أدرك ذلك الزمان فلا يطعن برمح ولا يضرب بسيف ولا يرم بحجر ، واصبروا فإن العاقبة للمتقين . ( 143 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : سمعت أبا هريرة يقول : ويل للعرب من شر قد اقترب ، أظلت ورب كعبة أظلت ، والله لهي أسرع إليهم من الفرس المظمر السريع ، الفتنة العمياء الصماء المشبهة ، يصبح الرجل فيها على أمر ويمسي على أمر ، القائد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، ولو أحدثكم بكل الذي أعلم لقطعتم عنقي من ها هنا ، وأشار إلى قفاه - يحرف كفه يخره ، ويقول : اللهم لا يدرك أبا هريرة إمرة الصبيان . ( 144 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن ابي هريرة قال : ويل للعرب من شر قد اقترب ، قد أفلح من كف يده . * ( هامش ) * ( 1 / 139 ) غثاء السيل : رغوته وهي شئ لا يكاد يكون له قوام . ( 1 / 140 ) الخيشوم : هو الانف والمقصود بخيشوم الفتنة رأسها وهنا استعمال الجزء وهو الخيشوم كناية عن الكل كتسمية الاسبوع جمعة والجمعة أحد الايام . ( 1 / 141 ) لان هذا النداء فيه شبهة دعوى الجاهلية والعصبية القبلية . وأعطاهم إياه : أي أن منعه إنما كان تأديبا له ووعظا لكي لا يعودوا لمثلها . ( 145 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن منخل بن عضبان قال : صحبت عاصم بن عمرو البجلي فسمعته يقول : يا ابن أخي ! إذا فتح باب المغرب لم يغلق . ( 146 ) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن عبد الله بن المخارق بن سليم عن أبيه قال : قال علي : إني لا أرى هؤلاء القوم إلا ظاهرين عليكم لتفرقكم عن حقكم وإجتماعهم على باطلهم ، وإن الامام ليس يشاق سفره ، وإنه يخطئ ويصيب ، فإذا كان عليكم إمام يعدل في الرعية ويقسم بالسوية فاسمعوا له وأطيعوا ، وإن الناس لا يصلهم إلا إمام بر أو فاجر ، فإن كان برا فللراعي وللرعية ، وإن كان فاجرا عبد فيه المؤمن ربه وعمل فيه الفاجر إلى أجله ، وإنكم ستعرضون على سبي ، وعلى البراءة مني ، فمن سبني فهو في حل من سبي ، ولا تبرأوا من ديني فإني على الاسلام . ( 147 ) حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن كثير بن نميرقال : جاء رجل برجال إلى علي فقال : إني رأيت هؤلاء يتدعدونك ففروا ، وأخذت هذا ، قال : أفأقتل من لم يقتلني ؟ قال إنه سبك ، قال : سبه أو دع . ( 148 ) حدثنا يحيى بن عيسى عن الاعمش عن شهر عن رجل قال : كنت عريفا في زمان علي ، قال : فأمرنا بأمر فقال : أفعلتم ما أمرتكم ، قلنا ، لا ، قال : والله لتفعلن ما تؤمرون به أو ليركبن أعناقكم اليهود والنصارى . ( 149 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن يحيى وعبيد الله وابن إسحاق عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده قال : بايعنا رسول الله ( ص ) على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى إثرة علينا وعلى أن لا ننازع الامر أهله ، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا ، لا نخاف بالحق أينما كنا ، لا نخاف في الله لومة لائم . ( 150 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن عجلان عن بكير بن عبد الله بن الاشج قال : قال عبادة بن الصامت لجنادة بن أبي أمية الانصاري : تعالى حتى أخبرك ماذا لك وماذا عليك ؟ إن عليك المسع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك والاثرك عليك وأن تقول بلسانك وأن لا تنازع الامر أهله إلا أن ترى كفرا براحا . * ( هامش ) * ( 1 / 146 ) ستعرضون على سبي : ستدعون إلى سبي وقد فعل ذلك الامويون حتى أوقف السب ومنعه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأصلح بين المسلمين حتى سمي بحق خامس الخلفاء الراشدين . ( 1 / 147 ) أي أنه قد جاء به ليقتله لانه سب . ( 1 / 150 ) الاثرة عليك : الاستئثار بالخيرات دونك . ( * ) ( 151 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل عن قيس بن جرير قال : قال ذو عمرو : يا جرير ! إن بك علي كرامة وإني مخبرك خبرا إنكم معشر العرب ! لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر ، فإذا كانت بالسيف غضبتم غضب الملوك ورضيتم رضا الملوك . ( 152 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حسن بن فرات عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم ، كلما ذهب نبي خلفه نبي ، وإنه ليس كائنا فيكم نبي بعدي ، قالوا : فما يكون يا رسول الله ! قال : يكون خلفاء وتكثر ، قالوا : فكيف نصنع ؟ قال : أوفوا بيعة الاول فالاول ، أدوا الذي عليكم فسيسألهم الله عن الذي عليهم ) . ( 153 ) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن علقمة بن وائل قال : قام سلمة الجعفي إلى رسول الله ( ص ) فقال : يا رسول الله ! أرأيت إن كان علينا من بعدك قوم يأخذوننا بالحق ويمنعون حق الله ، قال : فلم يجبه النبي عليه الصلاة والسلام بشئ ، قال : ثم قام الثانية فلم يجبه النبي ( ص ) بشئ ، ثم قام الثالثة ، فقال رسول الله ( ص ) : ( عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم فاسمعوا لهم وأطيعوا ) . ( 154 ) حدثنا شبابة عن شعبة عن سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه عن النبي ( ص ) بمثله . ( 155 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن عثمان عن نافع بن سرجس عن أبي هريرة قال : أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم ، أنجى الناس فيها صاحب شاهقة ، يأكل من رسل غنمه أو رجل من وراء الدرب آخذ بعنان فرسه ، يأكل من في سيفه . ( 156 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن أبي صالح قال : قال لي أبو هريرة : إن استطعت أن تموت فمت ، قال : قلت : لا أستطيع أن أموت قبل أن يجئ أجلي . ( 157 ) حدثنا أبو الأحوص عن الاعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إنه ستكون بعدي إثرة وأمور تنكرونها ، قال : فقلت : يا رسول الله ! ما تأمر من أدرك منا ذلك ، قال : تعطون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم ) . * ( هامش ) * ( 6 / 153 ) لان الحفاظ على أمر المسلمين جميع هو الامر الاهم . ( * ) / صفحة616 /( 158 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا فضيل بن غزوان عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ص ) في حجة الوداع : ( أيها الناس ! أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم حرام ، قال : فأي بلد هذا ؟ قالوا : بلد حرام ، قال : فأي شهر هذا ؟ قالوا : شهر حرام ، قال : فإن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا - ثم أعادها مرارا ، قال : ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : ( اللهم هل بلغت - مرارا ، قال : يقول ابن عباس : والله إنها لوصيته ألى ربه ، ثم قال : ألا فليبلغ الشاهد الغائب ، لا ترجعوا بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ) . ( 159 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا ابن عون عن ابن سيرين قال : كان محمد بن أبي حذيفة مع كعب في سفينة فقال لكعب ذات يوم : يا كعب ! أتجد هذه في التوراة كيف تجري وكيف وكيف ؟ فقال له كعب : لا تسخر من التوراة ، فإنها كتاب الله ، وإنما فيها حق ، قال : فعاد فقال له مثل ذلك ، فعاد فقال له مثل ذلك ثم قال : ولكن أجد فيها أن رجلا من قريش أشط الناب ينزو في الفتنة كما ينزو الحمار في قيده فاتق الله ولا تكن أنت هو ، قال محمد : فكان هو . ( 160 ) حدثنا غندر عن شعبة عن علي بن مدرك قال : سمعت عبد الله بن رواع قال : ذكرت الفتنة عند ابن مسعود ، قال : ادخل بيتك ، فإن دخل عليك فكن كالعبير الثفال ، لا ينبعث إلا كارا ولا يمشي إلا كارها . ( 161 ) حدثنا غندر عن شعبة عن علي بن مدرك قال : سمعت أبا صالح قال : قام عندنا رجل من أصحاب النبي ( ص ) يوم الجرعة ، قال : وكان عثمان بن عفان قد بعث سعيد بن العاص على الكوفة ، قال : فخرج أهل الكوفة فأدركوه ، قال : فقال رجل من القوم : أنا على السنة ، فقال لستم على السنة حتى يشفق الراعي وتنصح الرعية . ( 162 ) حدثنا أحمد بن إسحاق قال حدثنا وهيب قال حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ( ص ) قال : ( فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا ) - وعقد وهيب بيده تسعين . * ( هامش ) * ( 1 / 159 ) أشط الناب : كبير الناب . ( * ) ( 163 ) حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا على بن صالح عن أبيه عن سعيد بن عمرو عن أبي حكيم مولى محمد بن أسامة عن النبي ( ص ) قال : ( كيف أنتم إذا لم يجب لكم دينار ولا درهم ، قالوا : ومتى يكون ذلك ؟ قال : إذا نقضتم العهد شدد الله قلوب العدو عليكم فامتنعوا منكم ) . ( 164 ) حدثنا إسحاق بن منصور عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن أبي عبيدة عن حذيفة قال : ليأتين على الناس زمان يكون للرجل أحمرة يحمل عليها إلى الشام أحب إليه من عرض الدنيا . ( 165 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي الجوزاء عن مسلم ابن يسار عن عبد الله بن عمرو قال : إذا كانت سنة ست وثلاثين مائة ولم تروا آية فالعنوني في قبري .
( 166 ) حدثنا يزيد عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن خالد بن الحويرث عن عبد الله بن عمرو عن النبي ( ص ) قال : ( الآيات خرز منظومات في سلك ، إنقطع السلك فيتبع بعضها بعضا ) . ( 167 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن حذيفة قال : ( لو أن رجلا ارتبط فرسا في سبيل الله فأنتجت مهرا عند أول الآيات ما ركب المهر حتى يرى آخرها ) . ( 168 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن مجالد عن الشعبي عن صلة عن حذيفة قال : سمعته يقول : أذا رأيتم أول الآيات تتابعت . ( 169 ) حدثنا عبدة بن سليمان عن عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس في الطرق تسافد الحمير . ( 170 ) حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي ( ص ) قال : ( يتقارب الزمان وينقص العلم ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج ، قالوا : يا رسول الله ! ما الهرج ؟ قال : القتل ) . * ( هامش ) * ( 1 / 163 ) لم يجب لكم : لم تؤد لكم الجزية . ( 1 / 169 ) التسافد للدواب كالجماع للبشر . ( * )( 171 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال : قدمنا على عمر فقال : كيف عيشكم ؟ فقلنا : اخصب قوم من قوم يخافون الدجال ، قال : ما قبل الدجال أخوف عليكم ، الهرج ، قلت : وما الهرج ؟ قال : القتل ، حتى أن الرجل ليقتل اباه . ( 172 ) حدثنا أبو أسامة عن شعبة قال حدثنا قتادة عن أنس قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( ولا يحدثكم بعدي أحد أنه سمع رسول الله ( ص ) يقول : إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل وأن تشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء ) . ( 173 ) حدثنا وكيع عن سفيان ومسعر عن أشعث بن أبي الشعثاء عن رجاء بن حيوة عن معاذ قال : إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم ، وسوف تبتلون بفتنة السراء ، وإن أخوف ما أتخوف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن ريط الشام فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد . ( 174 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله ( ص ) : ( ما تركت على أمتي بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) . ( 175 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن أنس عن ابن سيرين عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه قال : ما ذكر من الآيات فقد مضى إلا أربع : طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الارض وخروج ودابة وخروج ياجوج وماجوج ، قال : والآية التي تختم بها الاعمال طلوع الشمس من مغربها ، ألم تسمع إلى قول الله : * ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا أيمانها لم تكن آمنت من قبل ) * الآية . ( 176 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام قال : زعم الحسن أن نبي الله موسى ( ص ) سأل ربه أن يريه الدابة ، قال : فخرجت ثلاثة أيام لا يرى واحد من طرفيها ، قال : فقال : رب ردها ، فردت . ( 177 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل عن حذيفة قال : تخرج الدابة مرتين قبل يوم القيامة حتى يضرب فيها رجال ، ثم تخرج الثالثة * ( هامش ) * ( 1 / 174 ) لان في بعض النساء باب لكل فتنة ففيهن الزنا ولاجلهن السرقة والقتل وكل آفة وخطيئة وهن الكاسيات العاريات المائلات المميلات . اللواتي نراهن في أيامنا . ( 1 / 175 ) سورة الانعام من الآية ( 158 ). ( * ) عند أعظم مساجدكم ، فتأتي القوم وهم مجتمعون عند رجل فتقول : ما يجمعكم عند عدو الله ، فيبتدرون فتسم الكافر حتى أن الرجلين ليتبايعان ، فيقول هذا : خذ يا مؤمن ، ويقول هذا : خذ يا كافي . ( 178 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن عمرو قال : تخرج الدابة من جبل حياد أيام التشريق والناسر بمنى ، قال : فلذلك حي سائق الحاج إذا جاء بسلامة الناس . ( 179 ) حدثنا حسين بن علي عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمرو قال : تخرج الدابة من صدع في الصفا جري الفرس ثلاثة أيام لا تخرج ثلثها . ( 180 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثني أبو حيان عن أبي زرعة قال : جلس ثلاثة نفر من المسلمين إلى مروان بن الحكم فسمعوه يحدث عن الآيات أن أولها خروج الدجال ، فانصرف النفر إلى عبد الله بن عمرو فحدثه بالذي سمعوه من مروان بن الحكم في الآيات أن أولها خروج الدجال ، فقال عبد الله : لم يقل مروان شيئا ، قد حفظت من رسول الله ( ص ) حديثا لم أنسه بعد ما سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها أو خروج الدابة على الناس ضحى ، وأيتهما ما كانت قبل صاحبتها فالاخرى على أثرها قريبا ) ، ثم قال عبد الله وكان يقرأ الكتب : وأظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وذاك أنها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت فاستأذنت في الرجوع فأذن لها في الرجوع حتى إذا شاء الله أن تطلع من مغربها أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت فلم يرد عليها بشئ ، ثم تعود فتستأذن في الرجوع فلا يرد عليها بشئ ، ثم تعود فتستأذن في الرجوع فلا يرد عليها بشئ ، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب ، وعرفت أنها لو أذن لها لم تدرك لها لم تدرك المشرق ، قالت : رب ! ما أبعد المشرق ، قالت : من لي بالناس ، حتى إذا أضاء الافق كأنه طوق استأذنت في الرجوع ، قيل لها : مكانك فاطلعي ، فطلعت على الناس من مغربها ، ثم تلا عبد الله هذه الآية وذلك * ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا أيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) * . ( 181 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق عن حذيفة قال : كنا مع النبي ( ص ) فقال : ( أحصوا كل من تلفظ بالاسلام ، قال : قلنا : يا رسول الله ! تخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة ؟ فقال : إنكم لا تدرون لعلكم إن تبتلوا ) ، قال : فابتلينا حتى جعل الرجل منا ما يصلى إلا سرا . ( 182 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق عن حذيفة قال : ما بينكم وبين أن يرسل عليكم الشر فراسخ إلا موتة في عنق رجل يموتها وهو عمر . ( 183 ) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبيه عن حصين بن عبد الله عن أنس بن مالك قال : ما أعرف شيئا إلا الصلاة . ( 184 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا أسماعيل قال حدثني رجل كان يبيع الطعام ، قال : لما قدم حذيفة على جوخا أتى أبا مسعود يسلم عليه ، فقال أبوه : ما شأن سيفك هذا يا أبا عبد الله ! قال : أمرني عثمان على جوخا ، فقال : يا أبا عبد الله ! أتخشى أن تكون هذه فتنة ، حين طرد الناس سعيد بن العاص ، قال له حذيفة : أما تعرف دينك يا أبا مسعود ! قال : بلى ، قال : فإنها لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك ، إنما الفتنة إذا اشتبه عليك الحق والباطل فلم تدر أيهما تتبع ، فتلك الفتنة . ( 185 ) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن محمد أن رجلا من أصحاب النبي ( ص ) قال : ما أدركت الفتنة أحدا منا إلا لو شئت أن أقول فيه لقلت فيه إلا عبد الله بن عمر . ( 186 ) حدثنا مروان بن معاوية عن العلاء بن خالد عن شقيق قال : قال عبد الله : إن هذا السلطان قد ابتليتم به ، فإن عدل كان له الاجر وعليكم الشكر ، وإن جار كان عليه الوزر وعليكم الصبر . ( 187 ) حدثنا ابن علية عن يونس عن علي قال : قال لي أبي : هلك أهل هذه العقدة ورب الكعبة هلكوا وأهلكوا كثيرا ، أما والله ما عليهم آسي ولكن على من يهلكون من أمة محمد عليه السلام . ( 188 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة قالت : قال رسول الله ( ص ) : ( إنها ستكون أمراء تعرفون وتنكرون ، فمن أنكر فقد برئ ، ومن كره فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع ، قالوا : يا رسول الله ! أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ، ما صلوا ) . * ( هامش ) * ( 1 / 183 ) وهذا كناية عن كراهته التحدث في أمور الفتن وابتعاده عن الناس كي لا يشارك فيها لا بقول ولا بعمل . 1 (/ 185 ) أي أن عبد الله بن عمر لم يشارك في الفتنة بقول أو فعل . ( * ) ( 189 ) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : قال أبو هريرة : لتؤخذن المرأة فليبقرن بطنها ثم ليؤخذن ما في الرحم فلينبذن مخافة الولد . ( 190 ) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : قال أبو هريرة : يا ويحه ! يخلع والله كما يخلع الوظيف ، يا ويلتاه يعزل كما يعزل الجدي . ( 191 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسلم بن سعيد عن منصور بن زاذان عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال : قال رسول الله ( ص ) : ( العبادة في الفتنة كالهجرة إلي ) . ( 192 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سفيان عن المغيرة بن النعمان عن عبد الله بن الاقنع الباهلي عن الاحنف بن قيس قال : كنت جالسا في مسجد المدينة ، فأقبل رجل لا تراه حلقة إلا فروا منه حتى انتهى إلى الحلقة التي كنت فيها ، فثبت وفروا ، فقلت : من أنت ؟ فقال : أبو ذر صاحب رسول الله ( ص ) ، قلت : لما يفر الناس منك ، قال : إني أنهاهم عن الكنوز ، قال : قلت : إن أعطياتنا قد بلغت وارتفعت فتخاف علينا منها ، قال : أما اليوم فلا ولكنها يوشك أن يكون أثمان دينكم فإذا كانت أثمان دينكم فدعوها إياهم . ( 193 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا سفيان قال حدثني أبو الجحاف قال أخبرني معاوية بن ثعلبة قال : أتيت محمد بن الحنفية فقلت : إن رسول الله المختار أتانا يدعونا ، قال : فقال لي : إني أكره أن أسوء هذه الامة وآتيها من غير وجهها . ( 194 ) حدثنا محمد بن بشر عن سفيان عن الزبير بن عدي قال : قال لي إبراهيم : إياك أن تقتل مع قتيبة . ( 195 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل قال : دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمار وهو يستنفر الناس فقال : أما رأينا منك منذ أسلمت أمرا أكره عندنا من إسراعك في هذا الامر ، فقال عمار : ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكما عن هذا الامر ، قال : فكساهما حلة حلة . * ( هامش ) * ( 1 / 190 ) الوظيف : مستدق الذراع والساق من الابل وغيرها أو هو من كل ذي أربعن ما فوق الرسغ إلى مفصل الساق . ( 1 / 192 ) توشك أن يكون أثمان دينكم : أي لا يعطيها الحكام إلا لمن يتابعهم على ما يفعلوه من حق أو باطل . ( 1 / 193 ) المختار هو المختار الثقفي وقد سبق ذكره وترجمته في كتاب الامراء . ( * ) ( 196 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت أبا وائل يحدث عن الحارث بن حنش الاسدي قال : بعثني سعيد بن العاص بهدايا إلى أهل المدينة وفضل عليا ، قال : وقال لي : قل له : إن ابن أخيك يقرئك السلام ويقول : ما بعثت إلى أحد بأكثر مما بعثت إليك إلا ما كان في خزائن أمير المؤمنين ، فقال علي : أشد ما يحزن على ميراث محمد ، أما والله لئن ملكتها لانفضنها نفض الوذام التربة . ( 197 ) حدثنا معتمر بن سليمان عن الركين عن أبيه عن ابن مسعود قال : كان يقول لنا في خلافة عمر : إنها ستكون هناة وهناة ، وأن يحسب الرجل إذا رأى أمرا يكرهه أن يعلم الله أنه له كاره . ( 198 ) حدثنا معاوية قال حدثنا سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال : قلت : لابن عباس : أنهى أميري عن معصية ؟ قال : لا تكون فتنة ؟ قال قلت : فإن أمرني بمعصية ؟ قال : فحينئذ . ( 199 ) حدثنا جرير عن مغيرة عن ابن إسحاق عن سعيد بن جبير قال : قال رجل لابن عباس : آمر أميري بالمعروف ؟ قال : إن خفت أن يقتلك فلا تؤنب الامام ، فإن كنت لا بد فاعلا فيما بينك وبينه . ( 200 ) حدثنا جرير عن العلاء عن خيثمة قال : قال عبد الله : إذا أتيت الامير المؤمن فلا يؤنبه أحد من الناس . ( 201 ) حدثنا ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس قال : ذكرت الامراء عند ابن عباس فانبرك فيهم رجل فتطاول حتى ما أرى في البيت أطول منه ، فسمعت ابن عباس يقول : لا تجعل نفسك فتنة للقوم الظالمين ، فتقاصر حتى ما أرى في البيت أقصر منه . ( 202 ) حدثنا كثير بن همام عن جعفر بن برقان عن عبد الله بن بشر قال حدثنا أيوب السختياني قال : اجتمع ابن مسعود وسعد وابن عمر وعمار فذكروا فتنة المؤمن ، فقال سعد : أما أنا فأجلس في بيتي ولا أخرج منه ، وقال ابن مسعود : أنا على ما قلت ، وقال ابن عمر : أنا لي مثل ذلك ، وقال عمار : لكني أتوسطها فأضرب خيشومها الاعظم . * ( هامش ) * ( 1 / 196 ) الوذام ج وذم وهو سير الجلد المقدود طولا ، ولا يربط بين الدابتين والنير لشق الارض وهو هنا مستعمل كناية عن ذلك ، أي كما تشق دواب الفلاحة الترب . والمعنى بعيد إلا أننا لم نجد ما يفسر العبارة أقرب من هذا . ( * ) ( 203 ) حدثنا محمد بن عبيدة عن الاعمش عن إبراهيم التيمي قال : كان الحارث بن سويد في نفر فقال : إياكم والفتن فإنها قد ظهرت ، فقال رجل : فأنت قد خرجت مع علي ، قال : وأين لكم إمام مثل علي .204 () حدثنا محمد بن عبيد عن الاعمش عن زياد عن تبيع قال : قال كعب : إن لكل قوم كلبا ، فاتق الله لا يضرنك شره . ( 205 ) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا حسين عن ميمون بن سياه عن جندب بن عبد الله أنه قال في الفتنة : إنه من انبجس به أردته . ( 206 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن بشر بن المحرر عن أبي ذر قال : توشك المدينة أن لا يحمل إليها طعام على قتب ، ويكون طعام أهلها بها ، من كان له أصل أو حرث أو ماشية يتبع أذنابها في أطراف السحاب ، فإذا رأيتم البنيان قد علا سلعا فارمضوه . ( 207 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن عمرو بن قيس عن رجل عن أبي ذر قال : أقبل رسول الله ( ص ) من سفر ، فلما دنا من المدينة تعجل قوم على رأياتهم ، فأرسل فجئ بهم فقال : ( ما أعجلكم ؟ قالوا : أو ليس قد أذنت لنا ، قال : لا ، ولا شهت ولكنكم تعجلتم إلى النساء بالمدينة ، ثم قال : ألا ليت شعري متى تخرج نار من قبل جبل الوراق تضئ لها أعناق الابل بروكا إلى برك الغماد من عدن أبين كضوء النهار ) . ( 208 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن حميد عن أنس أن عبد الله بن سلام سأل النبي ( ص ) : ( ما أول أشراط الساعة ؟ فقال : ( أخبرني جبريل آنفا أن نار تحشرهم من قبل المشرق ) . ( 209 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال : قال عمر : أيها الناس ! هاجروا قبل الحبشة ، تخرج من أودية بني علي نار تقبل من قبل اليمن تحشر الناس ، تسير إذا ساروا ، وتقيم إذا أقاموا حتى أنها لتحشر الجعلان حتى تنتهي بهم إلى بصرى ، وحتى إن الرجل ليقع فيقف حتى تأخذه . * ( هامش ) * ( 1 / 204 ) كلبا : أي في كل قوم رجل فاسد يثبر النفوس والحزازات . ( * ) ( 210 ) حدثنا أبو خالد عن جويبر عن الضحاك قوله * ( يرسل عليكما شواظ من نار ) * قال : نار تخرج من قبل المغرب تحشر الناس حتى إنها لتحشر القردة والخنازير ، تبيت حيث باتوا ، وتقيل حيث قالوا . ( 211 ) حدثنا معاوية بن عمرو عن زائدة عن الاعمش عن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن حبيب بن جماز عن أبي ذر قال : قال رسول الله ( ص ) : ( ليت شعري متى تخرج نار من قبل الوارق تضئ لها أعناق الابل ببصرى بروكا كضوء النهار ) . ( 212 ) حدثنا أبو عامر العقدي عن علي بن المبارك عن يحيى قال : حدثني أبو قلابة قال : حدثني سالم بن عبد الله قال : حدثني عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله ( ص ) : ( ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت ، تحشر الناس ، قالوا : يا رسول الله ! فما تأرمنا ؟ قال : عليكم بالشام ) . ( 213 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن حبيب عن هذيل بن شرحبيل قال : خطبهم معاوية فقال : يا أيها الناس ! إنكم جئتم فبايعتموني طائعين ، ولو بايعوا عبدا حبشيا مجدعا لجئت حتى أبايعه معكم ، فما نزل عن المنبر قال له عمرو بن العاص : تدري أي شئ جئت به اليوم ؟ زعمت أن الناس بايعوك طائعين ، ولو بايعوا عبدا حبشيا مجدعا لجئت حتى تبايعه معهم ، قال : فندم فعاد إلى المنبر فقال : أيها الناس ! وهل كان أحد أحق بهذا الامر مني ، وهل هو أحد أحق بهذا الامر مني ، قال : وابن عمر جالس ، قال : فقال ابن عمر : هممت أن أقول : أحق بهذا الامر منك من ضربك وأباك عن الاسلام ، ثم خفت أن تكون كلمتي فسادا ، وذكرت ما أعد الله في الجنان ، فهون علي ما أقول . ( 214 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه قال : كان قيس بن سعد بن عبادة مع علي على مقدمته ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رؤوسهم بد ما مات علي ، فلما دخل الحسن في بيعة معاوية أبي قيس أن يدخل ، فقال لاصحابه : ما شئتم ! إن شئتم جالدت بكم أبدا حتى يموت الاعجل ، وإن شئتم أخذت لكم أمانا ، فقالوا : خذ لنا أمانا فأخذ لهم أن لهم كذا وكذا ، وأن لا يعاقبوا بشئ ، وأني رجل منهم ، ولم يأخذ لنفسه خاصة شيئا ، فلما ارتحل نحو المدينة ومضى بأصحابه جعل ينحر لهم كل يوم جزورا حتى بلغ . * ( هامش ) * ( 1 / 210 )* ( يرسل عليكما شواظ ) * سورة الرحمن الآية ( 35 ). حيث قالوا : حيث نزلوا للراحة والقيلولة . ( 1 / 211 ) بصرى بلدة في الشام قريبة من دمشق . ( 1 / 213 ) وإنما هم ابن عمر بقول هذا لان آل أبي سفيان إنما أسلموا راغمين بعد الفتح . ( * ) ( 215 ) حدثنا ابن علية عن حبيب بن شهيد عن محمد بن سيرين قال : كان ابن عمر يقول : رحم الله ابن الزبير ! أراد دنانير الشام ، رحم الله مروان ! أراد دراهم العراق . ( 216 ) حدثنا يحيى بن آدم عن فطر قال حدثنا منذر الثوري عن محمد بن علي بن الحنيفة قال : اتقوا هذه الفتن فإنها لا يستشرف لها أحد إلا استبقته ، ألا إن هؤلاء القوم لهم أجل ومدة ، لو اجتمع من في الارض أن يزيلوا ملكهم لم يقدروا على ذلك ، حتى يكون الله هو الذي يأذن فيه ، أتستطيعون أن تزيلوا هذه الجبال . 217 () حدثنا ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : لما بويع لعلي أتاني فقال : إنك امرؤ محبب في أهل الشام ، فإني قد استعملتك عليهم فسر إليهم ، قال : فذكرت القرابة وذكرت الصهر ، فقلت : أما بعد ، فو الله لا أبايعك ، قال : فتركني وخرج ، فلما كان بعد ذلك جاء ابن عمر إلى أمه أم كلثوم فسلم عليها وتوجه إلى مكة فأتى علي ، فقيل له : إن ابن عمر قد توجه إلى الشام فاستنفر الناس ، قال : فإن كان الرجل ليعجل حتى يلقي رداءه في عنق بعيره ، قال : وأتيت أم كلثوم فأخبرت ، فأرسلت إلى أبيها : ما الذي تصنع ؟ قد جاءني الرجل وسلم علي وتوجه ألى مكة ، فتراجع الناس . ( 218 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه قال : دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل عبد الله بن الزبير بعشر ليال وأسماء وجعة ، فقال لها عبد الله : كيف تجدينك ؟ قالت : وجعة ، قال : إن في الموت لعافية ، قالت : لعلك تشتهي موتي ، فلذلك تمناه ، فو الله ما أشتهي أن تموت حتى نأتي على أحد طرفيك ، إما أن تقتل فأحتسبك ، وإما أن تظهر فتقر عيني ، فاياك أن تعرض عليك خطة لا توافقك ، فتقبلها كراهة الموت ، وإنما عنى ابن الزبير ليقتل فيحزنها بذلك . ( 219 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال : أتيت أسماء بعد قتل عبد الله بن الزبير فقالت : بلغني إنهم صلبوا عبد الله منكسا ، وعلقوا معه هرة ، والله إني لوددت إني لا أموت حتى يدفع إلي فأغسله وأحنطه وأكفنه ثم أدفنه ، فما لبثوا أن جاء كتاب عبد الملك أن يدفع إلى أهله ، فأتيت به أسماء فغسلته وحنطته وكفنته ثم دفنته . ( 220 ) حدثنا ابن عيينة عن منصور بن صفية عن أمه قالت : دخل ابن * ( هامش ) * ( 1 / 216 ) وإنما سمي ابن الحنفية ، لان أمه من بني حنيفة . ( 1 / 217 ) وأم كلثوم هي بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه وليست أم عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، ولكنها زوج أبيه وأم بعض إخوته . ابن أبي شيبة - ج 8 - م 40 (* ) عمر المسجد وابن الزبير مصلوب ، فقالوا له : هذه أسماء ، فأتاها وذكرها ووعظها وقال : إن الجثة ليست بشئ وإن الارواح عند الله فاصبري واحتسبي ، فقالت : وما يمنعني من الصبر وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل . ( 221 ) حدثنا خلف بن خليفة عن أبيه قال : أخبرت أن الحجاج حين قتل ابن الزبير جاء به إلى منى فصلبه عند الثنية في بطن الوادي ، ثم قال للناس : انظروا إلى هذا ، هذا شر الامة ، قال : إني رأيت ابن عمر جاء على بغلة له فذهب ليدنيها من الجذع فجعلت تنفر فقال لمولى له : ويحك ! خذ بلجامها فأذنها ، قال : فرأيته أدناها فوقف عبد الله بن عمر وهو يقول : رحمك الله إن كنت لصواما قواما ، ولقد أفلحت أمة أنت شرها . ( 222 ) حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن شمر عن هلال بن يساف قال : حدثني البريد الذي جاء برأس المختار إلى عبد الله بن الزبير قال : لما وضعته بين يديه قال : ما حدثني كعب بحديث إلا رأيت مصداقه غير هذا ، فإنه حدثني أن يقتلني رجل من ثقيف ، أراني أنا الذي قتلته . ( 223 ) حدثنا ابن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن منذر قال : كنت عند ابن الحنفية فرأيته يتقلب على فراشه وينفخ ، فقالت له امرأته : ما يكربك من أمر عدوك هذا ابن الزبير ، فقال : والله ! ما بي عدو الله هذا ابن الزبير ، ولكن بي ما يفعل في حرمه غدا ، قال : ثم رفع يديه إلى السماء ثم قال : اللهم أنت تعلم أني كنت أعلم مما علمتني أنه يخرج منها قتيلا يطاف برأسه في الامصار أو في الاسواق . ( 224 ) حدثنا محمد بن كناسة عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال : أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير فقال : يا ابن الزبير ! إياك والالحاد في حرم الله ، فإني سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( إنه سيلحد فيه رجل من قريش لو أن ذنوبه توزن بذنوب الثقلين لرجحت عليه ، فانظر أن لا تكونه ) . ( 225 ) حدثنا محمد بن كناسة عن إسحاق عن أبيه قال : أتى مصعب بن الزبير عبد الله بن عمر وهو يطوف بين الصفا والمروة فقال : من أنت ؟ قال : ابن أخيك مصعب بن الزبير ، قال : صاحب العراق ؟ قال : نعم ، قال : جئت لاسألك عن قوم خلعوا * ( هامش ) * ( 1 / 222 ) لان المختار ثقفي ، وقد قتله الثقفي الآخر الحجاج . ( 1 / 225 ) والذين ذبحوا في القصر بعد أن أعطوا الامان هم جماعة المختار الثقفي . ( * ) الطاعة وسفكوا الدماء وجمعوا الاموال فقوتلوا فغلبوا فدخلوا قصرا فتحصنوا فيه ثم سألوا الامان فأعطوه ثم قتلوا ، قال : وكم العدة ؟ قال : خمسة آلاف ، قال : فسبح ابن عمر عند ذلك وقال : عمرك الله يا ابن الزبير ! لو أن رجلا أتى ماشية الزبير فذبح منها في غداة خمسة آلاف أكنت تراه مسرفا ؟ قال : نعم ، قال : فتراه اسرافا في بهائم لا تدري ما الله ، وتستحله ممن هلل الله يوما واحدا . ( 226 ) حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين قال : ما رأيت رجلا هو أسب منه - يعني ابن الزبير . ( 227 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه أن أهل الشام كانوا يقاتلون ابن الزبير ويصيحون به : يا ابن ذات النطاقين ، فقال ابن الزبير : تلك شكاة ظاهر عنك عارها قالت أسماء : عيروك به ، قال نعم ، قالت : فهو والله أحق . ( 228 ) حدثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة أن ابن الزبير كان يشد عليهم حتى يخرجهم عن الابواب ويقول : لو كان قرني واحدا كفيته لسنا على الاعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا تقطر الدما ( 229 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال حدثنا أبو حصين الاسدي عن عامر عن ثابت بن قطبة عن عبد الله قال : الزموا هذه الطاعة والجماعة ، فإنه حبل الله الذي أمر به ، وأن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة ، إن الله لم يخلق شيئا قط إلا جعل له منتهى ، وإن هذا الدين قد تم ، وإنه صائر إلى نقصان ، وإن أمارة ذلك أن تنقطع الارحام ، ويؤخذ المال بغير حقه ، وتسفك الدماء ويشتكي ذو القرابة قرابته لا يعود عليه بشئ ، ويطوف السائل بين جمعتين لا يوضع في يده شئ ، فبينما هم كذلك إذ خارت الارض خوار البقرة يحسب كل أناس أنها خارت من قبلهم ، فبينا الناس كذلك إذ قذفت الارض بأفلاذ كبدها من الذهب والفضة ، لا ينفع بعد شئ منه ذهب ولا فضة . ( 230 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي حصين عن يحيى عن مسروق قال : * ( هامش ) * ( 1 / 226 ) أست منه : أكثر منه سبابا ولم يعرف هذا عنه ولم يروه سواه ، ولعل قائله إنما أراد التقرب بهذا القول من الحجاج أو من محمد بن الحنفية . ( 1 / 227 ) هو والله أحق : أي هذا الاسم أحق أن يفتخر به لا يعير به . ( * ) أشرف عبد الله على داره فقال : أعظم بها حرمة ، ليحطبن فقيل : من ؟ فقال : أناس يأتون من ههنا ، وأشار أبو حصين بيده نحو المغرب . ( 231 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال حدثنا أبو إسحاق عن أرقم بن يعقوب قال : سمعت عبد الله يقول : كيف أنتم إذا خرجتم من أرضكم هذا إلى جزيرة العرب ومنابت الشيح ؟ قلت : من يخرجنا من أرضنا ؟ قال : عدو الله . ( 232 ) حدثنا وكيع عن محمد بن قيس عن الشعبي قال : قال حذيفة : كأني بهم مشرفي آذان خيلهم رابطيها بحافتي الفرات . ( 233 ) حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الاعمش عن أبي ظبيان عن حذيفة قال : ما تلاعن قوم قط ألا حق عليهم القول . ( 234 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن الاعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن حذيفة قال : ما أبالي على كف من ضربت بعد عمر . ( 235 ) حدثنا محمد بن عبيد عن الاعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عمار قال : قال حذيفة : إن الفتنة لتعرض على القلوب ، فأي قلب أشربها نقط على قلبه نقط سود ، وأي قلب أنكرها نقط على قلبه نقطة بيضاء ، فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا ، فلينظر ، فإن رأى حراما ما كان يراه حلالا أو يرى حلالا ما كان يراه حراما فقد أصابته .
( 236 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا قطبة عن الاعمش عن عمارة بن عمير عن فيس بن سكن عن حذيفة قال : يأتي على الناس زمان لو اعترضتهم في الجمعة نبيل ما أصابت إلا كافرا . ( 237 ) حدثنا حفص عن الاعمش عن زيد قال : قال حذيفة : إن للفتنة وقفات وبعثات ، فإن استطعت أن تموت في وقفاتها فافعل ، وقال : ما الخمر صرفا بأذهب لعقول الرجال من الفتن . * ( هامش ) * ( 1 / 231 ) وهذا كله حصل بعد غزو المغول . ( 1 / 232 ) وسترد صفاتهم فيما بعد في أحاديث وآثار عديدة سنشير لها في مكانها . ( 1 / 234 ) أي لا أبالي من أبايع بعد عمر رضي الله عنه ، أي لانه إنما يضطر للمبايعة إما كارها أو مرغما . ( 1 / 236 ) أي لو رموا بالسهام لم يقع سهم على كافر وذلك لعموم الكفر . ( * ) ( 238 ) حدثنا وكيع ويزيد بن هارون قالا : أخبرنا عمران بن حدير عن رفيع أبي كبيرة قالا : سمعت أبا الحسن عليا يقول : تمتلئ الارض ظلما وجورا حتى يدخل كل بيت خوف وحرب يسألون درهمين وجريبين فلا يعطونه فيكون تقتال بتقتال وتسيار بتسيار حتى يحيط الله بهم في قصره ، ثم تملا الارض عدلا وقسطا ، وقال وكيع : حتى يحيط الله بهم في قصره . ( 239 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة بن الحجاج عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : جلد خالد بن الوليد رجلا حدا ، فلما كان من الغد جلد رجلا آخر حدا فقال رجل هذه والله الفتنة ، جلد أمس رجلا في حد ، وجلد اليوم رجلا في حد ، فقال خالد : ليس هذه بفتنة ، إنما الفتنة أن تكون في أرض يعمل فيها بالمعاصي فتريد أن تخرج منها إلى أرض لا يعمل فيها بالمعاصي فلا تجدها . 240 () حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو شهاب عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عن سعد بن حذيفة قال : لما تحسر الناس سعيد بن العاص كتبوا بينهم كتابا أن لا يستعمل عليهم إلا رجلا يرضونه لانفسهم ودينهم ، فبينما هم كذلك إذ قدم حذيفة من المدائن فأتوه بكتابهم فقالوا : يا أبا عبد الله ! صنعنا بهذا الرجل ما قد بلغك ، ثم كتبنا هذا الكتاب وأحببنا أن لا نقطع أمرا دونك ، فنظر في كتابهم وضحك وقال : والله ما أدري أي الامرين أردتم ؟ أردتم أن تتولوا سلطان قوم ليس لكم ؟ أردتم أن تردوا هذه الفتنة حيث أطلقت خطامها واستوت ، إنها لمرسلة من الله في الارض ترتعي حتى تطأ على خطامها ، لن يستطيع أحد من الناس لها ردا وليس أحد من الناس يقاتل فيها إلا قتل حتى يبعث الله قزعا كقزع الخريف يكون بهم بينهم . ( 241 ) حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن زاذان قال : سمعت حذيفة يقول : ليأتين عليكم زمان خيركم فيه من لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ، فقال رجل من القوم : أيأتي علينا زمان نرى المنكفيه فلا نغيره ، قال : والله لتفعلن ، قال : فجعل حذيفة يقول باصبعه في عينه : كذبت والله - ثلاثا ، قال : الرجل : فكذبت وصدق . * ( هامش ) * ( 1 / 239 ) أي تعم المعاصي ولا تقام الحدود . ( 1 / 240 ) تحسر الناس سعيد بن العاص : رفضوا توليه على البصرة وردوه إلى المدينة . ( * ) ( 242 ) حدثنا عبيد الله عن شيبان عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال : سمعت حذيفة يقول : ليأتين عليكم زمان يتمنى الرجل فيه الموت فيقتل أو يكفر ، وليأتين عليكم زمان يتمنى الرجل الموت من غير فقر . ( 243 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب قال : حدثني سعيد بن جمهان عن ابن أبي بكرة عن أبيه قال : ذكر رسول الله ( ص ) أرضا يقال لها البصرة أو البصيرة إلى جنبها نهر يقال له دجلة ذو نخل كثيرة ينزل به بنو قنطوراء فتفترق الناس ثلاث فرق : فرقة تلحق بأصلها وهلكوا ، وفرقة تأخذ بأصلها وهلكوا ، فرقة تأخذ على أنفسها وكفروا ، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم فيقاتلون ، قتلاتهم شهداء ، يفتح الله على بقيتهم . ( 244 ) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة يبلغ به النبي ( ص ) قال : ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الاعين ) . ( 245 ) حدثنا ابن عيينة عن أبي الزناد عن الاعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي ( ص ) : ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الاعين ذلف الانوف كأن وجوههم المجان المطرقة ) . ( 246 ) حدثنا يزيد بن هارون عن أبي مالك الاشجعي سعد بن طارق عن أبيه أنه سمع النبي ( ص ) يقول : ( بحسب أصحابي القتل ) . ( 247 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير أن رسول الله ( ص ) قال للانصار : ( إنكم سترون بعدي إثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) . ( 248 ) حدثنا وكيع وأبو نعيم عن سفيان عن نسير عن هبيرة بن خزيمة عن ربيع بن خيثم قال : لما جاء قتل الحسين قال : اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون . ( 249 ) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا زهير قال حدثنا أبوروق الهمذاني قال حدثنا أبو الغريف قال : كنا مقدمة الحسن بن علي إثني عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر * ( هامش ) * ( 1 / 245 ) كأن وجوههم المجان المطرقة : أي المطرقة : أي صفراء نحاسية قاسية الملامح ولعلهم المغول الذين قاتلهم المسلمون وهزموهم في عين جالوت بعد اجتياحهم العراق والشام وتوجههم نحو مصر . ( 1 / 249 ) مسكن : اسم موضع بين العراق والشام . ( * ) سيوفنا من الجد على قتال أهل الشام وعلينا أبوالعمرو ، قال : فلما أتانا صلح الحسن بن علي ومعاوية كأنما كسرت ظهورنا من الحزن والغيظ ، قال : فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قام إليه رجل منا يكنى أبا عامر فقال : السلام عليك يا مذل المؤمنين ، فقال : لا تقل ذاك يا أبا عامر ، ولكني كرهت أن أقتلهم طلب الملك - أو على الملك . ( 250 ) حدثنا محمد بن عبيد قال حدثني صدقة بن المثنى عن جده رباح بن الحارث قال : قام الحسن بن علي بعد وفاة علي ، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن ما هو آت قريب ، وإن أمر الله واق وإن كره الناس ، وإني والله ما أحب أن إلي من أمر أمة محمد ( ص ) ما يزن ذرة من خردل يهراق فيها محجمة من دم منذ علمت ما ينفعني مما يضرني ، فالحقوا بطيتكم . ( 251 ) حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : دخلت أنا ورجل على الحسن بن علي نعوده ، فجعل يقول لذلك الرجل : سلني قبل أن لا تسألني ، قال : ما أريد أن أسألك شيئا ، يعافيك الله ، قال : فقام فدخل الكنيف ثم خرج إلينا ثم قال : ما خرجت إليكم حتى لفظت طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود ، ولقد سقيت السم مرارا ما شئ أشد من هذه المرة ، قال : فغدونا عليه من الغد فإذا هو في السوق ، قال : وجاء الحسين فجلس عند رأسه فقال : يا أخي ! من صاحبك ؟ قال : تريد قتله ؟ قال : نعم ، قال : لئن كان أظن ، لله أشد نقمة ، وإن كان بريئا فما أحب أن يقتل برئ . ( 252 ) حدثنا أبو الأحوص عن عبيد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال : لقي عبد الله بن الزبير الحسين بن علي بمكة فقال : يا أبا عبد الله ! بلغني أنك تريد العراق ؟ قال : أجل ، قال : فلا تفعل فإنهم قتلة أبيك ، الطاعنون في بطن أخيك ، وإن أتيتهم قتلوك . ( 253 ) حدثنا محمد بن موسى العنزي عن جيلة بنت الصالح قالت : أوصى مالك بن ضمرة بسلاحه للمجاهدين من بني ضمرة ألا يقاتل به أهل نبوة ، قال : فقال أخوه عند رأسه : يا أخي ! عند الموت تقول هذا ؟ قال : هو ذاك ، قال فنحن في حل إن احتاج ولدك أن ينفع ، قال : نعم ، قال : فذهب السلاح فلم يبق منه إلا رمح ، قالت : فجاء رجل من ذلك البعث الذي ساروا إلى الحسين فقال : يا ابن مالك ! يا موسى ! أعرني رمح أبيك أعترض به ، قال : فقال : يا جارية ! اعطه الرمح ، فقالت امرأة من أهله : يا موسى ! أما تذكر وصية أبيك ؟ قالت : وقد مر الرجل بالرمح ، قالت : فلحق الرجل فأخذ الرمح منه فكسره . ( 254 ) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى عن الحسن قال : رفع النبي ( ص ) الحسن بن علي معه على المنبر فقال : ( إن ابني هذا سيد ، لعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ) . ( 255 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن منذر الثوري عن ابن الحنفية قال : الفتنة من قابلها احتيج . ( 256 ) حدثنا حسين بن علي عن ابن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه قال : قال ابن عباس : جاءني حسين يستشيرني في الخروج إلى ما ههنا - يعني العراق ، فقلت : لولا أن يزرؤا بي وبك لشبثت يدي في شعرك إلى أين تخرج ؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك ، فكان الذي سخا بنفسي عنه أن قال لي : إن هذا الحرم يستحل برجل ، ولان أقتل في أرض كذا وكذا - غير أنه يباعده - أحب إلي من أن أكون أنا هو . ( 257 ) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال : ليقتلن الحسين قتلا ، وإني لاعرف تربة الارض التي بها يقتل ، يقتل قريبا من النهرين . ( 258 ) حدثنا يعلى بن عبيد عن موسى الجهني عن صالح بن أربد النخعي قال : قالت أم سلمة : دخل الحسين على النبي ( ص ) وأنا جالسة على الباب ، فتطلعت فرأيت في كف النبي ( ص ) شيئا يقلبه وهو نائم على بطنه ، فقلت : يا رسول الله ! تطلعت فرأيتك تقلب شيئا في كفك والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل فقال : ( إن جبريل أتاني بالتربة التي يقتل عليها ، وأخبرني أن أمتي يقتلونه ) . ( 259 ) حدثنا محمد بن عبيد قال حدثني شرحبيل بن مدرك الجعفي عن عبد الله بن يحيى الحضرمي عن أبيه أنه سافر مع علي ، وكان احب مطهرته حتى حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى : صبرا أبا عبد الله ، صبرا أبا عبد الله ! فقلت : ماذا أبا عبد الله ! قال : دخلت على النبي ( ص ) وعيناه تفيضان ، قال : قلت : يا رسول الله ! ما لعينيك تفيضان ؟ أغضبك أحد ؟ قال : ( قام من عندي جبريل فأخبرني أن الحسين يقتل بشط الفرات ، فلم أملك عيني أن فاضتا ) . * ( هامش ) * ( 1 / 259 ) صاحب مطهرته : أي حامل ماء وضوءه . نينوى : مدينة قديمة صارت الآن أطلالا بجانبها بنيت مدينة الموصل . ( * ) ( 260 ) حدثنا معاوية قال حدثنا الاعمش عن سلام أبي شرحبيل عن أبي هرثمة قال : بعرت شاة له فقال لجارية له : يا جرداء ، لقد أذكرني هذا البعر حديثا سمعته من أمير المؤمنين وكنت معه بكربلاء فمر بشجرة تحتها بعر غزلان ، فأخذه منه قبضة فشمها ، ثم قال : يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب . ( 261 ) حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن وائل بن علقمة أنه شهد الحسين بكربلاء ، قال : فجاء رجل فقال : أفيكم حسين ؟ فقال : من أنت ؟ فقال : أبشر بالنار ، قال : بل رب غفور رحيم مطاع ، قال : ومن أنت ؟ قال : أنا ابن حويزة ، قال : اللهم حزه إلى النار ، قال : فذهب فنفر به فرسه على ساقيه ، فتقطع فما بقي منه غير رجله في الركاب . ( 262 ) حدثنا علي بن مسهر عن أم حكيم قالت : لما قتل الحسين بن علي وأنا يومئذ جارية قد بلغت مبلغ النساء - أو كدت أن أبلغ ، مكثت السماء بعد قتله أياما كالعلقة . ( 263 ) حدثنا وكيع عن أبي عاصم الثقفي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : جاءنا قتل عثمان وأنا أونس من نفسي شبابا وقوة ولو قتلت القتال ، فخرجت أحضر الناس حتى إذا كنت بالربذة إذا علي بها ، فصلى بهم العصر ، فلما سلم أسند ظهره في مسجدها واستقبل القوم ، قال : فقام إليه الحسن بن علي يكلمه وهو يبكي ، فقال له علي : تكلم ولا تحن حنين الجارية ، قال : أمرتك حين حصر الناس هذا الرجل أن تأتي مكة فتقيم بها فعصيتني ، ثم أمرتك حينن قتل أن تلزم بيتك حتى ترجع إلى العرب غوارب أحلامها ، فلو كنت في جحر ضب لضربوا إليك آباط الابل حتى يستخرجوك من جحرك فعصيتني ، وأنشدك بالله أن تأتي العراق فتقتل بحال مضيعة ، قال : فقال علي : أما قولك : آتي مكة ، فلم أكم بالرجل الذي تستحل لي مكة ، وأما قولك : قتل الناس عثمان ، فما ذنبي إن كان الناس قتلوه ، وأما قولك : آتي العراق ، فأكون كالضبع تستمع للدم . ( 264 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن مجالد عن الشعبي قال : لما كان الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية أراد الحسن الخروج إلى المدينة ، فقال له معاوية : ما أنت * ( هامش ) * ( 1 / 262 ) كالعلقة : أي ما بين السوداء إلى الرمادية . ( 1 / 263 ) حين حصر هذا الرجل : أي حين حصر عثمان رضي الله عنه في داره . غوارب أحلامها : عقولها التي غربتها الفتنة . أنشدك بالله أن تأتي العراق : أي لا تذهب إلى العراق . آتي العراق : أي أبقى في المدينة ولا أغادرها إلى العراق . ( * ) بالذي تذهب حتى تخطب الناس ، قال : قال الشعبي : فسمعته على المنبر حمد الله وأثنى عليه ثم قال : فإن أكيس الكيس التقى ، وإن أعجز العجز الفجور ، وإن هذا الامر الذي اختلف أنا فيه ومعاوية حتى كان لي فتركته لمعاوية ، أو حق كان لا يرى أحق به مني ، وإنما فعلت هذا لحقن دمائكم وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ، ثم نزل . ( 265 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مجالد عن زياد بن علاقة عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله ( ص ) : ( من فرق بين أمتي وهم جميع فاضربوا رأسه كائنا من كان ) . ( 266 ) حدنثا زياد بن الربيع عن عباد بن كثير الشامي عن امرأة منهم يقال لها فسيلة عن أبيها قالت : سمعت أبي يقول : سألت رسول الله ( ص ) قلت : يا رسول الله ! أمن العصبية أن يحب الرجل قومه ، قال : ( لا ، ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم ) . ( 267 ) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سنان بن أبي سنان عن أبي واقد الليثي أن رسول الله ( ص ) حين أتى حنينا مر بشجرة يعلق المشركون بها أسلحتهم يقال له ، ذات أنواط فقالوا : اجعل لناذات أنواط ، فقال رسول الله ( ص ) : ( هذا كما قال قوم موسى لموسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، لتركبن سنن من كان قبلكم ) . ( 268 ) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( لتتبعن سنة من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع وشبرا بشبر حتى لو دخلوا في حجر ضب لدخلتم فيه ، قالوا : يا رسول الله ! اليهود والنصارى ؟ قال : فمن إذن ) ؟ . ( 269 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن عمر بن الحكم قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : ( لتركبن سنة من كان قبلكم حلوها ومرها ) . ( 270 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل قال : قال عبد الله : انتم أشبه الناس سمتا وهديا ببني إسرائيل لتسلكن طريقهم حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل ، قال عبد الله : إن من البيان سحرا . * ( هامش ) * ( 1 / 265 ) وهم جميع : أي وهم مجمعون على أمر أو على رجل . ( 1 / 270 ) القذة : ريش السهم وللسهم ثلاث قذذ متقاربة الواحدة بجانب الاخرى . ويقال حذو القذة بالقذة للشيئين يستويان ولا يتفاوتان . ( * ) ( 271 ) حدثنا يحيى بن عيسى عن الاعمش عن أبي المنهال عن أبي البختري قال : قال حذيفة : لا يكون في بني إسرائيل شئ إلا كان فيكم مثله ، فقال رجل : فينا قوم لوط ؟ قال : نعم ، وما ترى بلغ ذلك لا أم لك . ( 272 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الاعمش عن المنهال بن عمرو عن أبي البختري عن حذيفة : قال : لتعلمن عمل بني إسرائيل فلا يكون فيهم شئ إلا كان فيكم مثله ، فقال رجل : تكون فينا قردة وخنازير ؟ قال : وما يبريك من ذلك ، لا أم لك ، قالوا : حدثنا يا أبا عبد الله ! قال : لو حدثتكم لافترقتم على ثلاث فرق : فرقة تقاتلني ، وفرقة لا تنصرني ، وفرقة تكذبني ، أما إني سأحدثتكم ولا أقول : ( قال رسول الله ( ص ) ) : أرأيتكم لو حدثتكم أنكم تأخذون كتابكم فتحرقونه وتلقونه في الحشوش ، صدقتموني ؟ قالوا : سبحان الله ! ويكون هذا ، قال : أرأيتكم لو حدثتكم أنكم تكسرون قبلتكم ، صدقتموني ؟ قالوا : سبحان الله ! ويكون هذا ؟ قال : أرأيتكم لو حدثتكم أن أمكم تخرج في فرقة من المسلمين ، وتقاتلكم صدقتموني ؟ قالوا : سبحان الله ويكون هذا ؟ . ( 273 ) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن حبيب قال : سمعت ابن عمر يقول : يا أهل العراق ! تأتون بالمعضلات . ( 274 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن هشام بن يوسف عن عوف بن مالك قال : استأذنت على النبي ( ص ) فقال : ( ادخل ، قلت : فأدخل كلي أو بعضي ، قال : أدخل كلك ، فدخلت عليه وهو يتوضأ وضوءا مكيثا ، فقال : يا عوف بن مالك ! ست قبل الساعة موت نبيكم ( ص ) خذ إحدى ، فكأنما انتزع قلبي من مكانه ، وفتح بيت المقدس وموت يأخذكم تقعصون به كما تقعص الغنم ، وأن يكثر المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيسخطها ، وفتح مدينة الكفر ، وهدنة تكون بينكم وبين بني الاصفر ، فيأتونكم تحت ثمانين غاية ، تحت كل غاية إثنا عشر ألفا فيكونون أولى بالغدر منكم ) . ( 275 ) حدثنا وكيع عن النهاس بن قهم قال حدثني شداد أبو عمار عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله ( ص ) : ( ست من أشراط الساعة : موتي وفتح بيت المقدس وأن يعطى الرجل ألف دينار فيسخطها وفتنة يدخل حزبها بيت كل مسلم وموت * ( هامش ) * ( 1 / 274 ) يسخطها : يرفضها لانه يستقلها . وقد فتحت مدينة الكفر القسطنطينية ولعل المقصود مدينة أخرى . ( * ) يأخد في الناس كقعاص الغنم ، وأن تغدر الروم فيسيرون بثما نين نبذأ تحت كل نبذ إثنا عشر ألفا ) . ( 276 ) حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن الحسن عن أسيد بن المتشمس قال : كنا عند أبي موسى فقال : ألا أحدثكم حديثا كان رسول الله ( ص ) يحدثناه ، قلنا : بلى قال : قال رسول الله ( ص ) : ( لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج ، فقلنا : يا رسول الله ! وما الهرج ؟ قال : القتل القتل ، قلنا : أكثر مما نقتل اليوم ، قال : ليس بقتلكم الكفار ، ولكن يقتل الرجل جاره وأخاه وابن عمه ، قال : فأبلسنا حتى ما يبدي أحد منا عن واضحة : قال : قلنا : ومعنا عقولنا يومئذ ؟ قال تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان ، ويخلف هنات من الناس يحسب أكثرهم أنهم على شئ ، وليسوا على شئ ، والذي نفسي بيده ! لقد خشيت أن يدركني وإياكم الامور ، ولئن أدركتنا ما لي ولكم منها مخرج إلا أن نخرج منها كما دخلناه ) . ( 277 ) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن ربعي عن أبي بكرة عن النبي ( ص ) أنه قال : ( إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه بالسلاح فهما على حرف جهنم ، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا ) . ( 278 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن عون عن محمد عن أبي هريرة عن النبي ( ص ) قال : ( الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار بحديدة وإن كان أخاه لابيه وأمه ) .
( 279 ) حدثنا وكيع عن عبيد بن طفيل عن شاذان عن ربعي بن حراش قال : قال حذيفة : لتركبن سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة غير أني لا أدري تعبدون العجل أم لا ؟ . ( 280 ) حدثنا عفان قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن حذيفة قال : إذا سب بقعان أهل الشام ، فمن استطاع منكم أن يموت فليمت . ( 281 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن محمد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : قدمت الشام ، قال : فقلت : لو دخلت على عبد الله بن عمرو فسلمت عليه فأتيته فسلمت عليه فقال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا عبد الرحمن بن أبي بكرة ، قال : يوشك * ( هامش ) * ( 1 / 276 ) أبلسنا : بهتنا فلم نحر جوابا . ( 1 / 277 ) لان كل واحد منهما كان حريصا على قتل صاحبه . ( * ) بنو قنطوراء أن يخرجوكم من أرض العراق ، قلت : ثم نعود ، قال : أنت تشتهي ذلك ، قلت : نعم ، قال نعم ، وتكون لكم سلوة بن عيش . ( 282 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب قال : مات رجل من المنافقين فلم يصل عليه حذيفة ، فقال له عمر : أمن القوم هو ؟ قال : نعم ، فقال له عمر : بالله منهم أنا ؟ قال : لا ، ولن أخبر به أحدا بعدك . ( 283 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد عن حذيفة قال : ما بقي من المنافقين إلا أربعة ، أحدهم شيخ كبير لا يجد برد الماء من الكبر ، قال : فقال له رجل : فمن هؤلاء الذين ينقبون بيوتنا ويسرقون علائقنا ، قال : ويحك ! اولئك الفساق . ( 284 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد قال : قرأ حذيفة * ( فقاتلوا أئمة الكفر ) * قال ، ما قوتل أهل هذه الآية بعد . ( 285 ) حدثنا وكيع عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال : قال رجل : اللهم أهلك المنافقين فقال حذيفة : لو هلكوا ما انتصفتم من عدوكم . ( 286 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شمر قال : قال حذيفة أيسرك أن تقتل أفجر الناس ، قال : نعم ، قلا : إذن تكون أفجر منه . ( 287 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة قال : القلوب أربعة : قلب مصفح فذاك قلب المنافق ، وقلب أغلف ، فذاك قلب الكافر ، وقلب أجرد كأن فيه سراجا يزهر ، فذاك قلب المؤمن ، وقلب فيه نفاق وإيمان فمثله مثل قرحة يمدها قيح ودم ، ومثله مثل شجرة يسقيها ماء خبيث وماء طيب ، فأي ماء غلب عليها غلب . ( 288 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن شقيق عن حذيفة قال : المنافقون الذين فيكم اليوم شر من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله ( ص ) ، قال : قلت : يا أبا عبد الله ! وكيف ذاك ؟ قال : إن أولئك كانوا يسرون نفاقهم ، وإن هؤلاء أعلنوه . * ( هامش ) * ( 1 / 278 ) أشار : أي هدد وتوعد . ( 1 / 281 ) لعل بني قنطوراء هؤلاء هم المغول الذين اجتاحوا العراق ودمروا بغداد . ( 1 / 284 ) سورة التوبة من الآية ( 12 ). ( 1 / 288 ) أي أن أولئك كانوا يستحون برفاقهم وهؤلاء مجاهرون لا يستحون . ( * )( 289 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن مخول بن راشد عن رجل من عبد القيس قال : قال حذيفة : ما أبالي بعد سبعين سنة لو دهدهت حجرا من فوق مسجدكم هذا فقتلت منكم عشرة . ( 290 ) حدثنا يحيى بن عيسى عن الاعمش عن مخول عن رجل قال : كنا مع حذيفة فأخذ حصى فوضع بعضه فوق بعض ، ثم قال لنا : انظروا ما ترون من الضوء ؟ قلنا : نرى شيئا خفيا ، والله ليركبن الباطل على الحق حتى لا ترون من الحق إلا ما ترون من هذا . ( 291 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن شقيق عن حذيفة قال : ليوشكن أن يصب عليكم الشر من السماء حتى يبلغ الفيافي ، قال : قيل : وما الفيافي يا أبا عبد الله ؟ قال : الارض القفر . ( 292 ) حدثنا علي بن مسهر عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل قال : جاء رجل من محارب يقال له عمرو بن ضليع إلى حذيفة ، فقال له : يا أبا عبد الله ! حدثنا ما رأيت وشهدت ؟ فقال حذيفة : يا عمرو بن ضليع ! أرأيت محارب أم مضر ؟ قال : نعم ، قال : فإن مضر لا تزال تقتل كل مؤمن وتفتنه أو يضربهم الله والملائكة والمؤمنون حتى لا يمنعوا بطن تلعة ، أرأيت محارب أم قيس عيلان ، قال : نعم ، فإذا رأيت عيلان قد نزلت بالشام فخذ حذرك . ( 293 ) حدثنا يزيد بن هارون عن العوام قا لحدثني منصور بن المعتمر عن ربعي عن حذيفة قال : ادنوا يا معشر مضر فو الله لا تزالون بكل مؤمن نفتنونه وتقتلونه حتى يضربكم الله وملائكته والمؤمنون حتى لا تمنعوا بطن تلعة ، قالوا : فلم تديننا ونحن كذلك ؟ قال : إن منكم سيد ولد آدم ، وإن منكم سوابق كسوابق الخيل . ( 294 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الاعمش عن عبد الله بن ثروان عن عمرو بن حنظلة قال : قال حذيفة : لا تدع مضر عبد الله مؤمنا إلا فتنوه أو قتلوه أو يضربهم الله والملائكة والمؤمنون حتى لا تمنعوا ذنب تلعة ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله ! تقول هذا وأنت رجل من مضر ؟ قال : ألا أقول ما قال رسول الله ( ص ) . ( 295 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا سفيان قال حدثنا أبراهيم بن محمد بن المنتشر * ( هامش ) * ( 1 / 289 ) أي لن يكون فيكم خيرا يومها . ( 1 / 292 ) أي حتى لا يقدرون على حماية تلة صغيرة . ( * ) عن أبيه قال : قال حذيفة : إن أهل البصرة لا يفتحون باب هدى ولا يتركون باب ضلالة ، وإن الطوفان قد رفع من الارض كلها إلا عن البصرة . ( 296 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أخيه ربيعة بن جوشن قال : قدمت الشام فدخلت على عبد الله بن عمرو فقال : ممن أنتم ؟ قلنا من أهل البصرة ، قال : أمالا فاستعدوا يا أهل البصرة ، قلنا : بماذا ؟ قال : بالزاد والقرب ، خير المال اليوم أجمال يحتمل الرجل عليهن أهله ويميرهم عليها ، وفرس وقاح شديد ، فو الله ليوشك بنو قنطوراء أن يخرجوكم منها حتى يجعلوكم بدكية ، قال : قلنا : وما بنو قنطوراء ؟ قال : أما في الكتاب فهكذا نجده ، وأما في النعت فنعت الترك . ( 297 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن أبي عمرو عن أبي هريرة قال : كيف أنتم إذا لم يجب لكم دينار ولا درهم ولا قفيز . ( 298 ) حدثنا وكيع عن عمران عن أبي مجلز قال : أراد عمر أن لا يدع مصرا من الامصار إلا أتاه ، فقال له كعب : لا تأت العراق فإن فيه تسعة أعشار الشر . ( 299 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن قسامة بن زهير قال : سمعت أبا موسى يقول : إن لهذه - يعني البصرة - أربعة أسماء : البصرة والخريبة وتدمر والمؤتفكة . ( 300 ) حدثنا ابن علية عن هشام عن ابن سيرين قال : رأيت كثير بن أفلح في المنام فقلت له : يا ابن أفلح ! كيف أنتم ؟ قال : بخير ، قال : قلت : أنتم الشهداء ، قال : لا ، إن قتلى المسلمين ليسوا بشهداء ولكنا الندباء . ( 301 ) حدثنا شبابة عن شعبة عن يحيى بن حصين قال : سمعت الحي غير واحد يحدثون عن أبي أنه قال لسعد بن أبي وقاص : ما يمنعك من القتال ؟ قال : لا ، حتى يعطوني سيفا يعرف المؤمن من الكافر . ( 302 ) حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوب عن عبد الله بن عمرو قال : يقتتل الناس بينهم على دعوى جاهلية عند قتل أمير أو إخراجه فتظهر إحدى الطائفتين حين تظهر وهي ذليلة فيرغب فيهم من يليهم من العدو فيسيرون إليهم ويقتحم أناس في الكفر تقحما . ( 303 ) حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن عبد الله بن خربوذ عن عبد الله ابن عمرو أنه قال : ويل للجناحين من الرأس ، ويل للرأس من الجناحين ، قال شعبة : فقلت : وما الجناحان ؟ قال : العراق ومصر ، والرأس : الشام . ( 304 ) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرني عبد الله بن المختار عن عباس الجريري عن أبي عثمان النهدي عن عبد الله بن عمرو قال : ليخسفن بالدار إلى جنب الدار وبالدار إلى جنب الدار حيث تكون للظالم . ( 305 ) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن غالب بن عجرد قال : أتيت عبد الله بن عمرو أنا وصاحب لي وهو يحدث الناس فقال : ممن أنتما ؟ فقلنا : من أهل البصرة ، قال : فعليكما إذا ، بضواحيها ، فلما تفرق الناس عنه دنونا منه فقلنا : رأيت قولك ( ممن أنتما ) وقولك ( عليكما بضواحيها إذا ) قال : إن دار مملكتها وما حولها مشوب بهم ، قال ثابت : فكان غالب بن عجرد إذا دخل على الرحبة سعى حتى يخرج منها . ( 306 ) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان قال : جاء رجل إلى حذيفة فقال : إني أريد الخروج إلى البصرة ، فقال : إن كنت لا بد لك من الخروج فانزل عزواتها ولا تنزل سرتها . ( 307 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن ثابت بن هرمز أبي المقدام عن أبي يحيى قال : سئل حذيفة : من المنافق ، قال : الذي يصف الاسلام ولا يعمل به . ( 308 ) حدثنا عبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن معاوية بن إسحاق قال : حدثني رجل من الطائف عن عبد الله بن عمرو ، قال : لا تقوم الساعة حتى يتهارجون في الطرق تهارج الحمير فيأتيهم إبليس فيصرفهم إلى عبادة الاوثان . ( 309 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شمر عن شهر بن حوشب عن كعب قال : يقتتل القرآن والسلطان ، قال : فيطأ السلطان على سماخ القرآن فلايا بلائ ، تنفلتن منه . ( 310 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن كعب قال : يوشك نار تخرج من اليمن ، قال : تشوق الناس تغدو معهم إذا غدوا ، وتقيل معهم إذا قالوا ، وتروح معهم إذا راحوا ، فإذا سمعت ذلك فاخرجوا إلى الشام . * ( هامش ) * ( 1 / 305 ) دار مملكتها : وسطها . الرحبة : منطقة في وسط البصرة . ( 1 / 306 ) عزواتها : أطرافها . سرتها : وسطها ، وسمي وسط المدينة السرة كما السرة وسط البطن . ( * ) ( 311 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن عكرمة عن أبيه عن ابن عباس قال : قال كعب : إذا رأيت القطر قد منع فاعلم أن الناس قد منعوا الزكاة فمنع الله ما عنده ، وإذا رأيت السيوف قد عريت فاعلم أن حكم الله قد ضيع فانتقم بعضهم من بعض ، وإذا رأيت الزنا قد فشا فاعلم أن الربا قد فشا ) . ( 312 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن زيد بن صوحان قال : قال لي سليمان : كيف أنت إذا اقتتل القرآن والسلطان ، قال : إذا أكون مع القرآن ، قال : نعم الزويد أنت إذا ، فقال أبو قرة - وكان يبغض الفتن : إذا أجلس في بيتي ، فقال سلمان : لو كنت في أقصى تسعة أبيات كنت مع إحدى الطائفتين . ( 313 ) حدثنا وكيع عن مالك بن مغول قال حدثنا موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب قال : لما رجعنا من النهروان قال علي : لقد شهدنا قوم باليمن ، قلنا : يا أمير المؤمنين ! كيف ذاك ؟ قال : بالهواء . ( 314 ) حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن القاسم بن عبد الرحمن قال : قال عبد الله : إن الرجل يشهد المعصية فينكرها فيكون كمن غاب عنها ، ويكون يغيب عنها فيرضاها فيكون كمن شهدها . ( 315 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الاعمش عن زيد قال : قال حذيفة : إن الرجل ليكون من الفتنة وما هو منها . ( 316 ) حدثنا وكيع عن الاعمش عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن سبيع قال : خطبنا علي قال : لتخضبن هذه من هذا - يعني لحيته من رأسه ، قالوا : أخبرنا به نقتله ، قال : إذا بالله تقتلون بي غير قاتلي ، قالوا : فاستخلف علينا ، قال : لا ، ولكني أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله ، قال : فما تقول لربك إذا لقيته ، قال : أقول : اللهم كنت فيهم ثم قبضتني إليك وأنت فيهم ، فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم . * ( هامش ) * ( 1 / 311 ) عريت السيوف : أخرجت من أغمادها ولم تغمد مرة ثانية وهذا كناية عن الاقتتال . ( 1 / 312 ) لو كنت في أقصى تسعة ابيات كنت مع إحدى الطائفتين : أي لا مناص يومئذ من الانحياز إلى فئة من الفئتين لان من لم يكن مع إحداهن كان مع الاخرى . ( 1 / 314 ) أي من رأى المنكر أو عرف به فلم يستنكره بيده أو لسانه أو قلبه كان راضيا به مؤيدا له . ابن أبي شيبة - ج 8 - م 41 (* ) ( 317 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن أبي وائل قال : قال عبد الله : والله لان أزاول جبلا راسيا أحب إلي من أن أزاول ملكا موجلا . ( 318 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن جبلة عن عامر بن مطر قال : كنت مع حذيفة فقال : يوشك أن تراهم ينفرجون عن دينهم كما تنفرج المرأة عن قبلها ، فأمسك بما أنت عليه اليوم فإنا الطريق الواضح ، كيف أنت يا عامر بن مطر إذا أخذ الناس طريقا والقرآن طريقا ، مع أيهما تكون ؟ قلت : مع القرآن أحيا وأموت معه ، قال : فأنت أنت إذا . ( 319 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ابن الحنفية أن قوما من قبلكم تحيروا أو تفرقوا حتى تاهوا ، فكان أحدهم إن نودي من خلفه أجاب من أمامه ، وإن نودي من أمامه أجاب من خلفه . ( 320 ) حدثنا معاوية قال حدثنا شريك عن عثمان عن زاذان عن حذيفة قال : كيف أنتم إذا أتاكم زمان يخرج أحدكم من حجلته إلى حشه فيرجع وقد مسخ قردا فيطلب مجلسه فلا يجده . ( 321 ) حدثنا معتمر بن بشر قال حدثنا ابن مبارك قال أخبرنا معمر عن إسحاق ابن راشد عن عمرو بن وابصة الاسدي عن أبيه قال : إني بالكوفة في داري إذ سمعت على باب الدار : السلام عليكم ! أألج ؟ فقلت : وعليكم السلام ، فلج ، فإذا هو عبد الله بن مسعود فقلت : يا أبا عبد الرحمن ! آية ساعة زيارة ؟ وذلك في نحر الظهيرة ، قال : طال علي النهار فتذكرت من أتحدث إليه ، فجعل يحدثني عن رسول الله ( ص ) وأحدثه ، فقال عبد الله : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع ، والمضطجع خير من القاعد ، والقاعد خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ، قتلاها كلها في النار ، قال : قلت : ومتي ذاك يا رسول الله ! قال : ذاك أيام الهرج ، قلت : ومتى أيام الهرج ؟ قال : حين لا يأمن الرجل جليسه ، قال : قلت : فبم تأمرني إن أدركت ذلك ، قال : ادخل بيتك ، قلت : أفرأيت إن دخل علي ؟ قال : فادخل مخدعك ، قال : قلت : أفرأيت إن دخل علي ؟ قال : قل هكذا ، وقل : بؤ بإثمي وإثمك ، وكن عبد الله المقتول ) . * ( هامش ) * ( 1 / 317 ) أزوال : أحاول إزالة . ( * ) ( 322 ) حدثنا أحمد بن عبد الله عن عبد الحميد بن بهرام قال حدثنا شهر بن حوشب قال : حدثني جندب بن سفيان عن رجل من بجليلة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( ستكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم ، تصدم الرجل كصدم جباه فحول الثيران ، يصبح الرجل فيها مسلما ويمسي كافرا ، ويمسي مسلما ويصبح كافرا ، فقال رجل من المسلمين ، يا رسول الله ! فكيف نصنع عند ذلك ، قال : ادخلوا بيوتكم واخملوا ذكركم ) ، قال رجل من المسلمين : أفرايت إن دخل على أحدنا بيته ؟ قال رسول الله ( ص ) : ( فليمسك بيديه وليكن عبد الله المقتلول ، ولا يكن عبد الله القاتل ، فإن الرجل يكون في قبة الاسلام فيأكل مال أخيه ويسفك دمه ويعصي ربه ويكفر بخالقه فتجب له جهنم ) . ( 323 ) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث عن عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( ص ) : ( أيعجز أحدكم إذا أتاه الرجل يقتله - يعني من أهل كذا - أن يقول هكذا ، وقال بإحدى يديه على الاخرى - فيكون كالخير من ابني آدم ، وإذا هو في الجنة وإذا قاتله في النار ) . ( 324 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق عن شريح قال : ما أخبرت ولا استخبرت مذ كانت الفتنة ، قال له مسروق : لو كنت مثلك لسرني أن أكون قدمت ، قال شريخ : فكيف بأكثر من ذلك ما في الصدور ، وتلتقي الفئتان وإحداهما أحب إلي من الاخرى . ( 325 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن أبي المنهال قال حدثني صفوان بن محرز عن جندب بن عبد الله البجلي قال : ليتق أحدكم ، لا يحولن بينه وبين الجنة ملء كف من دم مسلم . ( 326 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن أبي المنهال عن أبي العالية قال : كنا نتحدث أنه سيأتي على الناس زمان خير أهله الذي يرى الخير فيجانبه قريبا . ( 327 ) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( لا يفتك مؤمن ، الايمان قيد الفتك ) . * ( هامش ) * ( 1 / 322 ) اخملوا ذكركم : ابتعدوا عن تولي المناصب والمراكز أو التصدي لها كي تولدها . ( 1 / 324 ) وإحداها أحب إلي من الاخرى : أي ورغم ذلك لا أنحاز لها ولا أقاتل معها . ( 1 / 327 ) والفتك هو القتل غيلة وغدرا . ( * ) ( 328 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن الحسن قال : جاء رجل إلى الزبير أيام الجمل ، فقال : أقتل لك عليا ، قال : وكيف ؟ قال : آتيه فأخبره أني معه ثمأفتك به ، فقال الزبير : لا ، سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( الايمان قيد الفتك ، لا يفتك مؤمن ) . ( 329 ) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء عن أبي البختري عن حذيفة قال : إن أصحابي تعلموا الخير وإني تعلمت الشر ، قالوا : وما حملك على ذلك ؟ قال : إنه من يعلم مكان الشر يتقه . ( 330 ) حدثنا علي بن مسهر عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة قال : إن الرجل ليقتل يوم القيامة ألف قتلة ، فقال له عاصم بن أبي النجود : يا أبا زرعة ! ألف قتلة ، قال : بضروب ما قتل . 331 () حدثنا مالك بن إسماعيل عن شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن صالح عن علي قال : لا تزرعوا معي في السواد فإنكم إن تزرعوا تقتتلوا على مائة بالسيوف ، وإنكم إن تقتتلوا تكفروا . ( 332 ) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي قال : عرينة وعتيدة وعصية وقطيعة لقب اللؤم . ( 333 ) حدثنا أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي ظبيان أنه كان عند عمر ، قال : فقال له : اعتقد مالا واتخذ شاءا فيوشك أن تمنعوا العطاء . ( 334 ) حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن فضيل قال : قال علي : خذوا العطاء ما كان طعمة ، فإذا كان عن دينكم فارفضوه أشد الرفض . ( 335 ) حدثنا ابن فضيل عن العلاء عن أبي معشر قال : قال سلمان : خذوا العطاء ما صفا لكم ، فإذا كدر عليكم فاتركوه أشد الترك . * ( هامش ) * ( 1 / 329 ) تعلمت الشر : استعلمت عنه حتى عرفته كي أتجنبه . ( 1 / 330 ) بضروب ما قتل : أي بأضعاف ما قتل في الدنيا أو بعدو الضربات التي ضربها في الدنيا فقتل بها . ( 1 / 324 ) طعمة : أي عطاء بغير مقابل من قول أو عمل فيه ضلال أو تضييع للحق أو رضا بالباطل . ( * ) ( 336 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن سعيد بن عمرو بن سعيد عن أبي هريرة قال : لا يأتي عليكم إلا قليل حتى يقضي الثعلب وسنته بين ساريتين من سواري المسجد ، قال عبد الملك ، هو مسجد المدينة ، يقول : من الخراب . ( 337 ) حدثنا أبو خالد الاحمر عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : لا تذهب هذه الامة حتى يقتل القاتل لا يدري على أي شئ قتل ، ولا يدري المقتول على أي شئ قتل . ( 338 ) معاوية عن ليث عن طاوس قال : ليقتلن القراء قتلا حتى تبلغ قتلاهم اليمن ، فقال له رجل : أو كيس ؟ قد فعل ذلك الحجاج ، قال : ما كانت تلك بعد . ( 339 ) محمد بن بشر عن سفيان عن الزبير بن عدي قال : قال لي إبراهيم : إياك أن تقتل مع قتيبة . ( 340 ) عبيد الله بن موسى قال أخبرني شيبان عن زياد بن علاقة عن قطبة بن مالك عن حذيفة بن اليمان قال : لا يمشين رجل منكم شبرا إلى ذي سلطان ليذله ، فلا والله لا يزال قوم أذلوا السلطان أذلاء إلى يوم القيامة .
( 341 ) عبد الله بن نمير قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن زيد بن وهب قال : قال حذيفة : تقتتل بهذا الغائط فئتان لا أبالي في أيهما عرفتك ، فقال له رجل : أفي الجنة هؤلاء أم في النار ، قال : ذاك الذي أقول لك ، قال : فما قتلاهم ؟ قال : قتلى جاهلية . ( 342 ) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي عن إبراهيم بن طهمان عن سليم قيس العامري عن سحيم بن نوفل قال : قال لي عبد الله بن مسعود : كيف أنتم إذا اقتتل المصلون ؟ قلت : ويكون ذلك ، قال : نعم ، أصحاب محمد ، قلت : وكيف أصنع ؟ قال : كف لسانك وأخف مكانك ، وعليك بما تعرف ، ولا تدع ما تعرف لما تنكر . ( 343 ) حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا عبد ربه عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن يحيى بن هانئ عن الحارث بن قيس قال : قال لي عبد الله بن مسعود : أتحب أن يسكنك الله وسط الجنة ، قال : فقلت : جعلت فداك ، وهل أريد إلا ذاك ، قال : عليك بالجماعة أو بجماعة الناس . * ( هامش ) * ( 1 / 336 ) يقضي الثعلب وسنته : يبول ويقضي حاجته . ( 1 / 341 ) قتلى جاهلية : أي أنهم يقتتلون قتال عصبية قبلية . ( * )( 344 ) ابن علية عن أيوب قال : قال لي الحسن : ألا تعجب من سعيد بن جبير ، دخل علي فسألني عن قتال الحجاج ومعه بعض الرؤساء - يعني أصحاب ابن الاشعث . ( 345 ) حدثنا عفان قال حدثنا سليم بن أخضر قال حدثنا ابن عون قال : كان مسلم بن يسار أرفع عند أهل البصرة من الحسن حتى خف مع ابن الاشعث ، وكف الحسن ، فلم يزل أبو سعيد في علو منها بعد وسقط الآخر . ( 346 ) يزيد بن هارون عن جرير بن حازم قال حدثني شيخ من أهل مكة قال : رأيت ابن عمر في أيام ابن الزبير فدخل المسجد ، فإذا السلاح فجعل يقول : لقد أعظمتم الدنيا ، لقد أعظمتم الدنيا ، حتى استلم الحجر . ( 2 ) ما ذكر في فتنة الدجال ( 1 ) قال : وحدثنا أبو بكر قال حدثنا علي بن مسهر عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ( ص ) : ( أنا أختم ألف نبي أو أكثر وأنه ليس من نبي بعث إلى قوم إلا ينذر قومه الدجال ، وإنه قد بين لي ما لم يبين لاحد ، وإنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور ) . ( 2 ) أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع ابن أن رسول الله ( ص ) ذكر المسيح بين ظهراني الناس وقال : ( إن الله ليس بأعور ، وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ) . ( 3 ) يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق عن داود بن عامر بن سعد عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد وصف الدجال لامته ، ولاصفنه صفة لم يصفها أحد قبلي ، إنه أعور ، وليس الله بأعور ) . ( 4 ) عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه عن خالد - يعني الفلتان بن عاصم قال : قال رسول الله ( ص ) : ( أما مسيح الدجال فرجل أجلي الجبهة ممسوح العين اليسرى ، عريض النحر فيه دمامة كأنه فلان بن عبد العزي أو عبد العزي بن فلان ) . * ( هامش ) * ( 1 / 346 ) أعظمتم الدنيا : لانهم يتصارعون على سلطانها . ( 2 / 1 ) أي لم يعلم نبي قبله ( ص ) أن الدجال أعور ولم يعلم النبي أمته بذلك قبل إعلامه ( ص ) لنا بذلك . ( 2 / 2 ) طافية : طافئة أي مسودة والمقصود شكل وسفة العين العوراء التي لا نور فيها . ( 2 / 4 ) أجلي الجبهة : بارز الجبهة عريضها . ( * ) ( 5 ) وكيع عن جرير بن حازم عن حميد بن هلال عن أبي الدهماء عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله ( ص ) : ( من سمع منكم بخروج الدجال فلينأ عنه ما استطاع ، فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن ، فما يزال به حتى يتبعه مما يرى من الشبهات ) . ( 6 ) وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن المغيرة بن شعبة قال : ما كان أحد يسأل رسول الله ( ص ) عن الدجال أكثر مني ، قال : وما تسألني عنه ؟ قلت : إن الناس يقولون : إن معه الطعام والشراب ، قال : هو أهون على الله من ذلك . ( 7 ) حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : حدثنا زيد بن ثابت عن رسول الله ( ص ) قال : ( تعوذوا بالله من فتنة الدجال ) ، قلنا : نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال . ( 8 ) وكيع عن الاوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة وعن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من شر فتنة المسيح الدجال ) . ( 9 ) وكيع وعبد الله بن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : كان رسول الله ( ص ) يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال ) . ( 10 ) وكيع عن سفيان عن فرات عن أبي الطفيل عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال : اطلع علينا رسول الله ( ص ) فقال : ( لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات ) - ذكر طلوع الشمس من مغربها والدجال . ( 11 ) مروان بن معاوية عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري عن النبي ( ص ) أنه قال : ( أنا أختم ألف نبي أو أكثر ، ما بعث الله من نبي إلى قومه إلا حذرهم الدجال ، وإنه قد بين لي ما لم يبين لاحد قبلي ، إنه أعور وإن الله ليس بأعور ، وإنه أعور عين اليمنى ، لا حدقة له ، جاحظة ، والاخرى كأنها كوكب دري ، وإنه يتبعه من كل قوم يدعونه بلسانهم إلها ) . * ( هامش ) * ( 2 / 6 ) هو أهون : أي هو أحقر عند الله من أن يمنحه السلطان على طعام الناس وشرابهم . ( 2 / 8 ) وقد أثر عن الرسول ( ص ) دعاءه : أعوذ بالله من فتنة المحيار الممات وفتنة القبر وعذاب القبر وفتنة المسيح الدجال . ( 2 / 11 ) كأنها كوكب دري : أي مضيئة . ( * ) ( 12 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن عون ، عن مجاهد قال : ذكروه - يعني الدجال عند ابن عباس ، قال : مكتوب بين عينيه : ك ف ر ، قال : فقال ابن عباس لم أسمعه يقول ذلك ، ولكنه قال : ( أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم - قال يزيد : يعني النبي عليه الصلاة والسلام ، وأما موسى فرجل آدم جعد طوال كأنه من رجال شنوءة على جمل أحمر مخطوم بخلبة ، فكأني أنظر إليه قد انحدر من الوادي يلبي ) . ( 13 ) وكيع عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أسماء ابنة يزيد قالت : قال رسول الله ( ص ) : ( ليس عليكم منه بأس ، إن خرج وأنا حي فأنا حجيجه ، وإن خرج بعد موتي فالله خليفتي على كل مسلم ) . 14 () أبو معاوية عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال ) . ( 15 ) يزيد بن هارون عن حميد عن أنس أن النبي ( ص ) قال : ( الدجال أعور العين اليمنى ، عليها ظفرة ، مكتوب بين عينيه ( كافر ) . ( 16 ) حسين بن علي عن زائدة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي ( ص ) قال : ( إن الدجال أعور جعد هجان أقمر كأن رأسه غضة شجرة ، أشبه الناس بعبد العزي بن قطن ، فأما هلك الهلك فإنه أعور وإن الناس ليس بأعور ) . ( 17 ) شبابة قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : كان هشام بن عامر الانصاري يرى رجالا يتخطونه إلى عمران بن حصين وغيره من أصحاب النبي ( ص ) فغضب ، وقال : والله إنكم لتخطون إلى من لم يكن أحضر لرسول الله ( ص ) مني ولا أوعى لحديثه مني ، لقد سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال ) . ( 18 ) يزيد بن هارون عن أبي مالك الاشجعي عن ربعي عن حذيفة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( لانا أعلم بما مع الدجال من الدجال ، معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض ، والآخر رأي العين نار تأجج ، فأما أدرك أحد ذلك فليأت * ( هامش ) * ( 2 / 12 ) آدم : أسمر لونه كلون الادم . جعدا : جعد الشعر ، شنوءة : اسم قبيلة . ( 2 / 17 ) أي أن فتنة الدجال ليست أكبر الفتن . ( 2 / 18 ) يغزوه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب أي يعرفه المؤمن وإن لم يكن يعرف القراءة ليقرأ كلمة كافر بين عينيه . ( * ) النهر الذي يراه نارا فليغمض ثم ليطأطئ رأسه وليشرب فإنه ماء بارد ، وإن الدجال ممسوح العين ، عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر ، يغزوه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ) . ( 19 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن ربعي عن حذيفة عن النبي ( ص ) قال : ( لانا أعلم بما مع الدجال من الدجال [ إن معه نارا ] تحرق ، ونهر ماء بارد ، فمن أدركه منكم فلا يهلكن به فليغمضن عينيه ، وليقع في الذي يرى أنه نار فإنه نهر ماء بارد ) . ( 20 ) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا شيبان عن يحيى عن الحضرمي بن لاحق عن أبي صالح عن عائشة أم المؤمنين قالت : دخل علي النبي ( ص ) وأنا أبكي ، فقال : ( ما يبكيك ؟ فقلت : يا رسول الله ! ذكرت الدجال ، قال : فلا تبكي فإن يخرج وأنا حي أكفيكموه ، وإن أمت فإن ربكم ليس بأعور ، وإنه يخرج معه يهود أصبهان ، فيسير حتى ينزل بضاحية المدينة ، ولها يومئذ سبعة أبواب ، على كل باب ملكان ، فيخرج إليه شرار أهلها ، فينطلق حتى يأتي لد ، فينزل عيسى ابن مريم فيقتله ، ثم يمكث عيسى في الارض أربعين سنة أو قريبا من أربعين سنة إماما عادلا وحكما مقسطا ) . ( 21 ) شبابة عن ليث بن سعد عن زيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط التجيبي عن ابن حوالة الازدي عن النبي ( ص ) أنه قال : ( من نجا من ثلاث فقد نجا - قالها ثلاث مرات ، قالوا : ما ذاك يا رسول الله ؟ قال : موتي ، والدجال ، ومن قتل خليفة مصطبرا بالحق يعطيه ) . ( 22 ) أسود بن عامر قال حدثنا حماد بن سلمة عن خالد عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن سراقة عن أبي عبيدة قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال ، وإني أنذركموه ، وصفه لنا رسول الله ( ص ) وقال : سيدركه بعض من رآني ، أو سمع كلامي ، قالوا : يا رسول الله ! كيف قلوبنا يومئذ ؟ أمثلها اليوم ؟ قال : أو خيرا ) . ( 33 ) قال : وحدثنا أبو بكر قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عبد الرحمن بن * ( هامش ) * ( 2 / 19 )[ إن معه نارا ] ناقص في الاصل وملاناه استنادا إلى السياق . ( 2 / 20 ) لد ، أو اللد بلد في فلسطين وفي القدس باب يسمى باب لد هو الباب المؤدي إلى طريق اللد . ( * ) ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله ( ص ) : ( عمران بيت المقدس خراب يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحة ، وخروج الملحة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال - ثم يضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبيه ، ثم قال : إن هذا هو الحق كما أنك ههنا ، أو كما أنت قاعد ) - يعني معاذا . ( 24 ) أسود بن عامر قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال : أتينا عثمان بن أبي العاص في يوم جمعة لنعرض مصحفا لنا بمصحفه ، فجلسنا إلى رجل يحدث ، ثم جاء عثمان بن أبي العاص فتحولنا إليه ، فقال عثمان : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ) يكون للمسلمين ثلاثة أمصار : مصر بملتقى البحرين ، ومصر بالجزيرة ، ومصر بالشام ، فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج الدجال في أعراض جيش ينهزم من قبل المشرق ، فأول مصر يرده المصر الذي بملتقى البحرين فيصير أهله ثلاث فرق : فرقة تقيم وتقول نشامه وننظر ما هو ؟ وفرقة تلحق بالاعراب ، وفرقة تلحق يأتي المصر الذي يليهم فيصير أهله ثلاث فرق : فرقة تقيم وتقول نشامه وننظر ما هو ؟ وفرقة تلحق بالاعراب ، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ، ثم يأتي الشام فينجاز المسلمون إلى عقبة أفيق يبعثون سرحا لهم فيصاب سرحهم ، ويشتد ذلك عليهم ، وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد حتى أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله ، فبينما هم كذلك إذ نادي مناد من السحر : يا أيها الناس ! أتاكم الغوث - ثلاث مرات ، فيقول بعضهم لبعض : إن هذ الصوت لرجل شبعان ، فينزل عيسى ابن مريم عند صلاة الفجر فيقول له أمير الناس : تقدم يا روح الله فصل بنا ، فيقول : إنكم - معشر هذه الامة - أمراء ، بعضكم على بعض ، تقدم أنت فصل بنا ، فيتقدم الامير فيصلي بهم ، فإذا انصرف أخذ عيسى حربته فيذهب نحو الدجال ، فإذا رآه ذاب كما يذوب الرصاص ، ويضع حربته بين ثندوته فيقتله ، ثم ينهزم أصحابه ) . ( 25 ) الفضل بن دكين قال حدثنا حشرج قال حدثنا سعيد بن جمهان عن سفينة * ( هامش ) * ( 2 / 24 ) تشامه : ننظر إليه وندخل في جماعته لنستطلع حاله وأمره . السرح : قطعان الانعام والابل . بين ثندوته أي ثدييه . ( * ) قال خطبنا رسول الله ( ص ) فقال : ( إنه لم يكن نبي إلا حذر الدجال أمته ، هو أعور العين اليسرى ، بعينه اليمنى ظفرة غليظة ، بين عينيه ( كافر ) معه واديان أحدهما جنة والآخر نار ، فجنته نار وناره جنة ، ومعه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين من الانبياء أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ، فيقول لاناس : ألست بربكم ؟ ألست أحيي وأميت ؟ فيقول له أحد الملكين : كذبت ، فما يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه ، فيقول صاحبه : صدقت ، فيسمعه الناس فيحسبون إنما صدق الدجال ، وذلك فتنة ، ثم يسير حتى يأتي المدينة فلا يؤذن له فيها ، فيقول : هذه قرية ذاك الرجل ، ثم يسير حتى يأتي الشام فيقتله الله عند عقبة أفيق ) . ( 26 ) ابن علية عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة عن أسير بن جابر قال : هاجت ريح حمراء بالكوفة ، فجاء رجل ليس له هجيري ألا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة ، قال : وكان عبد الله متكئا فجلس فقال : إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ، وقال : عدو يجمعون لاهل الاسلام ويجمع لهم أهل الاسلام ، ونحا بيده نحو الشام ، قلت : الروم تعني ؟ قال : نعم ، فيكون عند ذاكم القتال ردة شديدة ، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع ألا غالبة ، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل ، فيفي هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب ، وتفني الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يمسوا فيفئ هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب ، وتفنى الشرطة ، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم جند أهل الاسلام ، فيجعل الله الدائرة عليهم فيقتتلون مقتلة عظيمة ، أما قال : لا يرى مثلها ، أو قال : لم ير مثلها حتى أن الطير ليمر بجنباتهم ما يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الاب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد ، فبأي غنيمة يفرح ، أو بأي ميراث يقاسم ، فبينماهم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك إذا جاءهم الصريخ أن الدجال قد خلف في ذراريهم ، فرفضوا ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة ، فقال رسول الله ( ص ) : ( إني لاعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الارض ، أو قال : هم من خير فوارس على ظهر الارض ) . ( 27 ) يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي * ( هامش ) * ( 2 / 26 ) يشترطون شرطة : يكونون فرقة من المتطوعين تبايع على الاستشهاد . يتعاد بنو الاب : يعدون ما بقي من أبناء الاب أو الجد الواحد . ( * ) بكرة عن أبيه قال : قال رسول الله ( ص ) : ( يمكث أبوا الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما ، ثم يولد لهما غلام أعور أضر شئ وأقله نفعا ، تنام عيناه ولا ينام قلبه ، ثم نعت أبويه فقال : أبوه رجل طوال ضرب اللحم طويل الانف ، كأن أنفه منقار ، وأمه امرأة فرغانية عظيمة الثديين ) . ( 28 ) الحسن بن موسى قال حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله ( ص ) : ( ألا أحدثكم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قومه : إنه أعور وإنه يجئ معه بمثل الجنة والنار ، فالتي يقول : هي الجنة ، هي النار ، وإني أنذركم به كما أنذر به نوح قومه ) . ( 29 ) محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي بكرة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال ، لها يومئذ سبعة أبواب ، لكل باب ملكان ) . ( 30 ) شبابة قال حدثنا شعبة عن جعفر بن أياس عن عبد الله بن شقيق عن رجاء أبي رجاء قال : دخل بريدة المسجد ومحجن على باب المسجد وسكبة يصلي ، فقال بريدة - وكان فيه مزاح : ألا تصلي كما يصلي سكبة ، فقال محجن : إن رسول الله ( ص ) أخذ بيدي فصعد على أحد وأشرف على المدينة فقال : ( ويلمها مدينة يدعها أهلها وهي خير ما كانت أو أعز ما كانت ، يأتيها الدجال فيجد على كل باب من أبوابها ملكا مصلتا بجناحيه فلا يدخلها . ( 31 ) المعلى بن منصور قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب قال : سمعت أبا ذر يقول : لان أحلف عشرا أن ابن صياد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه ليس به ، وذلك لشئ سمعته من رسول الله ( ص ) ، بعثني رسول الله ( ص ) إلى أم ابن صياد فقال : ( سلها كم حملت به ؟ فقالت : حملت بن إثني عشر شهرا ؟ فأتيته فأخبرته ، فقال : سلها كم حملت به ؟ فقالت : حملت به إثني عشر شهرا ؟ فأتيته فأخبرته ، فقال : سلها أصيحة حيث وقع ؟ قالت صاح صياح صبي شهرين ، قال : أو قال له رسول الله ( ص ) : ( إني قد خبأت لك خبيئا ، فقال : خبأت لي عظم شاة عفراء ، وأراد أن يقول : والدخان ، فقال رسول الله ( ص ) : إخسأ فإنك لن تسبق القدر ) . * ( هامش ) * ( 2 / 30 ) ويلمها : ويل أمها . ( 2 / 31 ) أصيحة حيث وقع : هل صاح حين ولد كما يصيح الاولاد المولودين حديثا . ( * ) ( 32 ) قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن عبد الله بن نجى عن علي قال : كنا عند النبي ( ص ) جلوسا وهو نائم ، فذكرنا الدجال فاستيقظ محمرا وجهه فقال : ( غير الدجال أخوف عليكم عندي من الدجال : أئمة مضلون ) . ( 33 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا علي بن مسعدة عن رباح بن عبيدة عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال : قال عبد الله بن سلام ، يمكث الناس بعد خروچ الدجال أربعين عاما ويغرس النخل وتقوم الاسواق . ( 34 ) يعلى بن عبيد عن الاعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن حذيفة قال : لقد صنع بعض فتنة الدجال وإن رسول الله ( ص ) لحي . ( 35 ) وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال : قال حذيفة : ما خروج الدجال بأكرث لي من قيس اللجام . ( 36 ) ابن نمير قال حدثنا أبو يعفور قال : سمعت أبا عمرو الشيباني يقول : كنت عند حذيفة جالسا إذ جاء أعرابي حتى جثا بين يديه فقال : أخرج الدجال ؟ فقال له حذيفة : وما الدجال ؟ إن ما دون الدجال أخوف من الدجال ، إنما فتنته أربعون ليلة . ( 37 ) يونس بن محمد عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن رسول الله ( ص ) قال : ( إن الدجال يطوي الارض كلها إلا مكة والمدينة ، قال : فيأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة فيأتي سبخة الحرف فيضرب رواقة ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات ، فيخرج إليه كل منافق ومنافقة ) . ( 38 ) أبو المورع قال حدثنا الاجلح عن قيس بن أبي مسلم عن ربعي بن حراش قال : سمعت حذيفة يقول : لو خرج الدجال لآمن به قوم في قبورهم . ( 39 ) ابن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه أن عمر سأل فقال : وإله يهود ! ليقتلنه ابن مريم بفناء لد . ( 40 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال : ( ينزل المسيح ابن مريم ، فإذا رآه الدجال ذاب كما تذوب الشحمة ، قال : فيقتل الدجال * ( هامش ) * ( 2 / 35 ) أي لا آبة لخروجة ولا أخافه . ( * ) وتفرق عنه اليهود ، فيقتلون حتى أن الحجر يقول : يا عبد الله المسلم ! هذا يهودي ، فتعال فاقتله ) . ( 41 ) ابن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رفعه قال : لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم حكما مقسطا وإمام عادلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ) . ( 42 ) ابن عيينة عن الزهري عن حنظلة الاسلمي قال : سمعت أبا هريرة يقول : والذي نفس محمد بيده ! ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما . ( 43 ) علي بن مسهر عن الشيباني عن حسان بن المخارق عن عمار بن المغيرة عن أبي هريرة قال : إن المساجد لتجدد لخروج المسيح وإنه سيخرج فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويؤمن به من أدركه ، فمن أدركه منكم فليقرئه مني السلام ، ثم التفت إلي فقال : يا ابن أخي ! إني أراك من أحدث القوم ، فإن أدركته فاقرئه مني السلام . ( 44 ) أبو الأحوص عن سماك قال : سمعت إبراهيم يقول : إن المسيح خارج فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية . ( 45 ) يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال : قال أبو بكر : هل بالعراق أرض يقال لها خراسان ، قالوا : نعم ، قال : فإن الدجال يخرج منها . ( 46 ) أبو بكر قال حدثت عن روح بن عبادة عن ابن أبي عروبة عن أبي التياح عن المغيرة بن سبيع عن عمرو بن حريث عن أبي بكر عن النبي ( ص ) قال : ( الدجال يخرج من خراسان ) . ( 47 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي هريرة قال : يهبط الدجال من كور كرمان معه ثمانون ألفا عليهم الطيالسة ، ينتعلون الشعر كأن وجوههم مجان مطرقة . *( هامش ) * ( 2 / 42 ) ليثنينهما : أي يهل بحج وعمرة معا . ( 2 / 45 ) وخراسان من أرض فارس . ( 2 / 47 ) كور كرمان : أي منطقة كرمان وهي من أرض فارس . ( * ) ( 48 ) عبدة بن سليمان ووكيع عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن خوط العبدي قال : قال عبد الله : إن أذن حمار الدجال لتظل سبعين ألفا . ( 49 ) المحاربي عن ليث عن بشر عن أنس قال : إن بين يدي الدجال لستا وسبعين دجالا . ( 50 ) حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع ابن عتبة بن أبي وقاص عن النبي ( ص ) قال : ( تقاتلون جزيرة العرب فيفتحها الله ، ثم تقاتلون فارس فيفتحها الله ، ثم تقاتلون الروم فيفتحها الله ، ثم تقاتلون الدجال فيفتحه الله ) . قال جابر : فلا يخرج الدجال حتى تفتح الروم . ( 51 ) حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك عن ربعي بن حراش قال : قال عقبة ابن عمرو لحذيفة : ألا تحدثنا بما سمعت رسول الله ( ص ) ؟ قال : بلى سمعته يقول : ( إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا ، فأما الذي يرى الناس ماء فنار تحرق ، وأما الذي يرى الناس أنه نار فماء عذب بارد ، فمن أدرك منكم ذلك فليقع في الذي يرى أنه نار فإنه ماء عذب بارد ) ، قال عقبة : وأنا سمعته يقول ذلك . ( 52 ) حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن مجاهد قال : حدثنا جنادة بن أبي أمية الدوسي قال : دخلت أنا وصاحب لي على رجل من أصحاب رسول الله ( ص ) ، قال : فقلنا : حدثنا ما سمعت من رسول الله ( ص ) ولا تحدثنا عن غيره وإن كان عندك مصدقا ، قال نعم ، قام فينا رسول الله ( ص ) ذات يوم فقال : ( أنذركم الدجال ، أنذركم الدجال ، أنذركم الدجال ، فإنه لم يكن نبي إلا وقد أنذره أمته ، وإنه فيكم أيتها الامة ، وإنه جعد آدم ممسوح العين اليسرى ، وإن معه جنة ونارا ، فتاره جنة وجنته نار ، وإن معه نهر ماء وجبل خبز ، وإنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها ، لا يسلط على غيرها ، وإنه يمطر السماء ولا تنبت الارض ، وإنه يلبث في الارض أربعين صباحا حتى يبلغ منها كل منهل ، وإنه لا يقرب أربعة مساجد : مسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد المقدس والطور ، وما شبه عليكم من الاشياء فإن الله ليس بأعور ) - مرتين . ( 53 ) حسين بن علي عن زائدة عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي عمرو الشيباني عن حذيفة قال : لا يخرج الدجال حتى لا يكون غائب أحب إلى المؤمن خروجا منه ، وما خروج بأضر للمؤمن من حصاة يرفعها من الارض وما علم أدناهم وأقصاهم إلا سواء .( 54 ) قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن شهر بن حوشب قال : كان عبد الله جالسا وأصحابه ، فارتفعت أصواتهم ، قال : فجاء حذيفة فقال : ما هذه الاصوات يا ابن أم عبد ؟ قال : يا أبا عبد الله ! ذكروا الدجال وتخوفناه ، فقال حذيفة : والله ما أبالي أهو لقيت أم هذه العنز السوداء ، قال عبد الملك - لعنز تأكل النوى في جانب المسجد ، قال : فقال له عبد الله : لم ؟ لله أبوك ، قال حذيفة : لانا قوم مؤمنون وهو امرؤ كافر ، وإن الله سيعطينا عليه النصر والظفر ، وأيم الله ! لا يخرج حتى يكون خروجه أحب إلى المرء المسلم من بردة الشراب على الظمأ ، فقال عبد الله : لم ؟ لله أبوك ، فقال حذيفة : من شدة البلاة وجنادع الشر . ( 55 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ( ص ) لقي ابن صياد ومعه أبو بكر وعمر ، أو قال : رجلان ، فقال له رسول الله ( ص ) : ( أتشهد أني رسول الله ! فقال ابن صياد : أتشهد أني رسول الله ( ص ) آمنت بالله ورسوله ، فقال رسول الله ( ص ) : ما ترى ؟ فقال ابن صياد : أرى عرشا على الماء ، فقال له رسول الله ( ص ) : ترى عرش إبليس على البحر ، قال : ما ترى ؟ قال : أرى صادقين أو كاذبين ، فقال رسول الله ( ص ) : ( لبس عليه فدعوه ) . ( 56 ) أبو أسامة قال حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت : أتيت عائشة فإذا الناس قيام وإذا هي تصلي ، فقلت : ما شأن الناس ؟ فأشارت بيدها نحو السماء ، أو قالت : سبحان الله ، فقلت : آية ، فأشارت برأسها أن نعم ، فأطال رسول الله ( ص ) فقمت حتى تجلاني الغشي ، وجعلت أصب على رأسي الماء ، قالت : فحمد رسول الله ( ص ) وأثنى عليه بما هو أهله وقال : ( ما من شئ لم أكن رأيته إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ، وقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا - أدري أي ذلك ، قالت أسماء - : من فتنة الدجال ) . ( 57 ) أبو معاوية عن الاعمش عن أبي قيس عن الهيثم بن الاسود قال : خرجت وافدا في زمان معاوية فإذا معه على السرير رجل أحمر كثير غصون الوجه ، فقال لي معاوية : تدري من هذا ؟ هذا عبد الله بن عمرو ، قال : فقال لي عبد الله : ممن أنت ؟ *( هامش ) * ( 2 / 54 ) جنادع ج جندع : دواب أصغر من القردان تكون في جحور اليرابيع ، تخرج إلى دنا الحافر من قعر الحجر ، فيقال بدت جنادع الطب ويضرب مثلا للذي يأتي شره قبل أن يرى ومن ذلك أيضا الجندع لما دب أول الشر وللبلايا ولما يسوءك من القول وللداهية فهي ذات الجنادع الخ . . . ( * ) فقلت : من أهل العراق ، قال : هل تعرف أرضا قبلكم كثير السباخ يقال لها كوثي ، قال : قلت : نعم ، قال : منها يخرج الدجال ، قال : ثم قال : إن للاشرار بعد الاخيار عشرين ومائة سنة ، لا يدري أحد من الناس متى يدخل أولها . ( 58 ) الفضل بن دكين عن سفيان عن واصل عن أبي وائل عن المعرور بن سويد عن ابن فاتك قال : قال كعب : إن أشد أحياء العرب على الدجال لقومك - يعني بني تميم .
( 59 ) الفضل بن دكين قال حدثنا ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة أنه شهد يوما خطبة لسمرة بن جندب ، فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله ( ص ) أنه قال : ( والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الاعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحي - أو يحي - لشيخ من الانصار ، وإنه متى يخرج فإنه يزعم أنه الله ، ممن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح من عمل له سلف ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشئ من علمه سلف ، وإنه سيظهر على الارض كلها إلا الحرم وبيت المقدس ، وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس ، قال : فيهزمه الله وجنوده حتى أن جذم الحائط وأصل الشجرة ينادي : يا مؤمن ! هذا كافر يستتر به ، تعال اقتله ، قال : ولن يكون ذاك كذاك حتى ترون أمورا يتفاج شأنها في أنفسكم ، تساءلون بينكم : هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا ، وحتى تزول جبال عن مراتبها ، ثم على إثر ذلك القبض ) وأشار بيده ، قال : ثم شهدت له خطبة أخرى ، قال : فذكر هذا الحديث ما قدم كلمة ولا أخرها . ( 60 ) زيد بن الحباب قال أخبرني معاوية بن صالح قال : أخبرني ربيعة بن يزيد الدمشقي عن عبد الله بن عامر اليحصبي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يقول : من التبست عليه الامور فلا يتبعن مشاقا ولا أعور العين - يعني الدجال . ( 61 ) زيد بن الحباب قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن قال : قال رسول الله ( ص ) : ( الدجال يخوض البحار إلى ركبتيه ، ويتناول السحاب ، ويسبق الشمس إلى مغربها ، وفي جبهته قرن يخرص منه الحيات ، وقد * ( هامش ) * ( 2 / 59 ) جذم الحائط : الحائط : بستان النخيل ويكون بالتالي المقصود جذم النخل لقوله بعدها وأصل الشجرة ، والجذم ج جذمة وهو الشحم الاعلى في النخلة ، وجذم كل شئ أصله ولذا يحتمل أيضا أن المقصود : أصل الجدار . ابن أبي شيبة - ج 8 - م 42 (* ) صور في جسده السلاح كله ، حتى ذكر السيف والرمح والدرق ، قال : قلت : وما الدرق ؟ قال : الترس ) . ( 62 ) أبو معاوية عن الاعمش عن جامع بن شداد عن الاسود بن هلال عن عبد الله قال : يخرج الدجال فيمكث في الارض أربعين صباحا يبلغ منها كل منهل ، اليوم منها كالجمعة ، والجمعة كالشهر والشهر كالسنة ، ثم قال : كيف أنتم وقوم في صيح وأنتم في ريح ، وهم شباع وأنتم جياع ، وهم رواء وأنتم ظماء . ( 63 ) أبو معاوية عن الاعمش عن طلحة عن خيثمة قال : كان عبد الله يقرأ القرآن في المسجد فأتى على هذه الآية * ( كزرع أخرج شطأه ) * فقال عبد الله : أنتم الزرع وقد دنا حصادكم ، ثم ذكروا الدجال في مجلسهم ذلك ، فقال بعض القوم : لوددنا أنه قد خرج حتى نرميه بالحجارة ، فقال عبد الله : أنتم تقولون ، والذي لا إله غيره ! لو سمعتم به ببابل لاتاه أحدكم وهو يشكو إليه الحفا من السرعة . ( 64 ) عبد الله بن نمير قال حدثنا حلام بن صالح عن سليمان بن شهاب العبسي قال : أخبرني عبد الله بن نعيم - وذكر الدجال فقال : ليس به خفاء ، وما يكون قبله من الفتنة أخوف عليكم من الدجال ، إن الدجال لا خفاء فيه ، إن الدجال يدعو إلى أمر يعرفه الناس حتى يرون ذلك منه . ( 65 ) محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عن حذيفة قال : لا يخرج الدجال حتى يكون خورجه أشهى إلى المسلمين من شرب الماء على الظمأ . ( 66 ) علي بن مسهر عن المجالد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت : صلى النبي ( ص ) ذات يوم الظهر ثم صعد المنبر ، فاستنكر الناس ذلك فبين قائم وجالس ، ولم يكن يصعده قبل ذلك إلا يوم الجمعة ، فأشار إليهم بيده أن اجلسوا ثم قال : ( والله ما قمت مقامي هذا لامر ينفعكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خبرا منعني القيلولة من الفرح وقرة العين ، ألا إن نبي عم لتميم الداري أخذتهم عاصف في البحر فألجأتهم الريح إلى جزيرة لا يعرفونها ، فقعدوا في قوارب السفينة فصعدوا فإذا هم بشئ أسود أهدب كثير الشعر ، قالوا لها : ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، قالوا : *( هامش ) * ( 2 / 62 ) هم في صيح وأنتم في ريح : هم في وفرة وكثرة ، وأنتم في جدب وقلة . ( 2 / 63 ) من الآية الاخيرة من سورة الفتح . ( 2 / 65 ) استعجالا منهم لقيام الساعة والحساب ورغبة في قتاله ودحره والخلاص من شره . ( * ) فأخبرينا ، قالت : ما أنا بمخبركم ولا سائلتكم عنه ، ولكن هذا الدير قد رمقتموه فأتوه ، فإن فيه رجلا بالاشواق إلى أن يخبركم وتخبروه فأتوه فدخلوا عليه ، فإذا هم بشيخ موثق في الحديد شديد الوثاق كثير الشعر ، فقال لهم : من أين ؟ قالوا : من الشام ، قال : ما فعلت العرب ) قالوا : نحن قوم من العرب ، قال : ما فعل هذا الرجل الذي خرج فيكم ؟ قالوا : خير ، ناواه قوم فأظهره الله عليهم فأمرهم اليوم جميع ، وإلههم واحد ودينهم واحد ، قال : ذلك خير لهم ، قال : ما فعلت عين زغر ؟ قالوا : يسقون منها زروعهم ويشربون منها لسقيهم ، قال ما فعل نخل بين عمان وبيسان ، قالوا : يطعم جناه في كل عام ، قال : ما فعلت بحيرة طبرية ؟ قالوا : تدفق جانبها من كثرة الماء ، فزفر ثلاث زفرات ثم قال : إني لو قد انفلت من وثاقي هذا لم أترك أرضا إلا وطئتها بقدمي هاتين إلا طيبة ، ليس لي عليها سلطان ، فقال رسول الله ( ص ) : ( إلى هذا انتهي فرحي ، هذه طيبة ، والذي نفس محمد بيده ! ما منها طريق ضيق ولا واسع إلا عليه ملك شاهر بالسيف إلى يوم القيامة ) . ( 67 ) قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا زهير قال حدثنا قابوس بن أبي ظبيان أن أباه حدثه قال : ذكرنا الدجال فسألنا عليا متى خروجه ؟ قال : لا يخفي على مؤمن ، عينه اليمنى مطموسة ، بين عينيه كافر يتهجاها لنا علي ، قال : فقلنا ومتى يكون ذلك ؟ قال : حين يفخر الجار على جاره ، ويأكل الشديد الضعيف وتقطع الارحام ، ويختلفون اختلاف أصابعي هؤلاء - وشبكها ورفعها هكذا ، فقال له رجل من القوم : كيف تأمرنا عند ذلك أمير المؤمنين ؟ قال : لا أبا لك ! إنك لن تدرك ذلك قال : فطابت أنفسنا . ( 68 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو مالك الاشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : ( يسلط الدجال على رجل من المسلمين فيقتله ثم يحييه ثم يقول : ألست بربكم ؟ ألا ترون أني أحيي وأميت ، والرجل ينادي : يا أهل الاسلام ! بل عدو الله الكافر الخبيث ، إنه والله لا يسلط على أحد بعدي ) ، قالوا : وكنا نمر مع أبي هريرة على معلم الكتاب فيقول : يا معلم الكتاب ! اجمع لي غلمانك ، فيجمعهم فيقول : قل لهم : فلينصتوا ، أي بني أخي أفهموا ما أقول لكم ، أما يدركن أحد منكم عيسى ابن مريم فإنه شاب وضئ أحمر فليقرأ عليه من أبي هريرة السلام ، فلا يمر على معلم كتاب إلا قال لغلمانه مثل ذلك . * ( هامش ) * ( 2 / 68 ) الحديث مرفوع بمعناه وهو جزء من حديث آخر أطول منه فصل أمر الدجال منذ خروجه حتى قتله . ( * ) ( 69 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه عن أبي هريرة قال : لا تقوم الساعة حتى تفتح مدينة هرقل قيصر ، ويؤذن فيها المؤذنون ، ويقسم فيها المال بالاترسة فيقبلون بأكثر أموال رآها الناس ، فيأتيهم الصريخ أن الدجال قد خالفكم في أهليكم ، فيلقون ما في أيديهم ويقبلون يقاتلونه . ( 70 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا قال الجريري عن أبي العلاء بن الشخير أنا نوحا ومن معه من الانبياء كانوا يتعوذون من فتنة الدجال . ( 71 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب قال حدثني جبلة بن سحيم عن مؤثر بن عفارة عن عبد الله بن مسعود قال : لما كان ليلة أسرى برسول الله ( ص ) لقي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا الساعة ، فبدأوا بإبراهيم فسألوه عنها ، فلم يكن عنده علم منها ، فسألوا موسى فلم يكن عنده منها علم ، فردوا الحديث إلى عيسى فقال : عهد الله إلي فيما دون وجبتها ، فأما وجبتها فلا يعلمها ألا الله ، فذكر من خروج الدجال فأهبط فأقتله ، فيرجع الناس إلى بلادهم فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ، لا يمرون بماء إلا شربوه ، ولا شئ إلا أفسدوه ، فيجيئون إلي فأدعوا الله فيرسل السماء بالماء فتحمل أجسادهم فتقذفها في البحر ثم تنسف الجبال وتمد الارض مد الاديم ، ثم يعهد إلي إذا كان ذلك أن الساعة من الناس كالحمال المتمم ، لا يدري أهلها متي تفجوهم بولادتها ، قال العوام : فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله * ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق ) * . ( 72 ) محمد بن بشر قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة أن نبي الله عليه السلام قال : ( الانبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد ، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم ، لانه لم يكن بيني وبينه نبي ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنه رجل مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل بين ممصرتين ، فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ، ويقاتل الناس على الاسلام حتى يهلك الله في زمانه الملل كلها غير الاسلام ، ويهلك الله في زمانه مسيح الضلالة الكذاب الدجال ، وتقع الامانة في زمانه في الارض حتى ترتع الاسود مع الابل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان - أو * ( هامش ) * ( 2 / 71 )* ( حتى إذا فتحت ياجوج ومأجوج ) * إلى * ( الوعد الحق ) * سورة الانبياء من الآيتين ( 96 - 97 ). ( * ) الغلمان - شك مع الحيات ، لا يضر بعضهم بعضا ، فيلبث في الارض ما شاء الله ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ) . ( 73 ) وكيع عن شيبان عن واصل عن أبي وائل قال : أكثر أتباع الدجال اليهود وأولاد المؤمسات . ( 74 ) الفضل بن دكين عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت : ولدته أمه مسرورا مختونا - تعني ابن صياد . ( 75 ) عبد الله بن إدريس عن أبيه عن جده عن ابن عمر قال : لقيت ابن صياد في طريق من طرق المدينة فانتفخ حتى ملا الارض ، فقلت : اخسأ ، فإنك لن تعدو قدرك ، فانضم بعضه إلى بعض ومررت . ( 76 ) عبيد الله بن موسى قال أخبرنا شيبان عن الاعمش عن شقيق عن عبد الله قال : كنا نمشي مع رسول الله ( ص ) فمررنا على صبيان يلعبون ، فتفرقوا حين رأوا النبي ( ص ) وجلس ابن صياد ، فكأنه غاظ النبي ( ص ) فقال له : ( مالك تربت يداك ! أتشهد أني رسول الله ( ص ) ؟ فقال : أتشهد أنت أني رسول الله ، فقال عمر : يا رسول الله ! دعني فلاقتل هذا الخبيث ، قال : دعه فإن يكن الذي تخوف فلن تستطيع قتله ) . ( 77 ) عبيد الله بن موسى قال أخبرنا شيبان عن الاعمش عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال : فقدنا ابن صياد يوم الحرة . ( 78 ) عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن رسول الله ( ص ) قال لابن صياد : ( ما ترى ؟ قال : أرى عرشا على البحر وحوله الحيات ، فقال رسول الله ( ص ) : ذلك عرش إبليس ) . ( 79 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا مبارك عن الحسن قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إن بين يدي الساعة كذابين منهم صاحب اليمامة ومنهم الاسود العنسي ومنهم صاحب حمير ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة ) . * ( هامش ) * ( 2 / 74 ) مسرورا : مقطوع السرة . مختوما مقطوع القلفة . ( 2 / 72 ) تربت يداك هو دعاء بالخير ودعاء بالشر أيضا ، ففي الخير تعني ملا الله يديك من التراب ، أي أغناك الله ، وفي الاخرى صار كل ما تمسه ترابا أي ذهب عنك الخير كله . ( 2 / 77 ) أي لم ير بعد ذلك . ( * ) ( 80 ) شبابة عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عن مجمع بن جارية أن النبي ( ص ) قال : ( الدجال يقتله عيسى ابن مريم على باب لد ) . ( 81 ) حدثنا وكيع ومحمد بن بشر عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن حوط العبدي قال : قال عبد الله : إن أذن حمار الدجال لتظل سبعين ألفا . ( 82 ) وكيع عن فطر عن أبي الطفيل عن رجل من أصحاب النبي ( ص ) قال : ( يخرج الدجال على حمار ، رجس على رجس ) . ( 83 ) قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله ( ص ) : ( ليصحبن الدجال قوم يقولون : إنا لنصحبه ، وإنا لنعلم أنه كذاب ، ولكنا إنما نصحبه لنأكل من الطعام ونرعى من الشجر ، وإذا نزل غضب الله نزل عليهم كلهم ) . ( 84 ) وكيع عن سفيان عن أبي المقدام عن زيد بن وهب عن عبد الله قال : يخرج الدجال من كوثى . ( 85 ) وكيع عن سفيان عن سلمة عن أبي صادق قال : قال عبد الله : إني لاعلم أول أهل أبيات يقرعهم الدجال أنتم أهل الكوفة . ( 86 ) وكيع عن سفيان عن سلمة عن خيثمة قال : قالوا : لو خرج الدجال لفعلنا ، فقال عبد الله : لو أصبح ببابل لشكوتم الحفا من السرعة . ( 87 ) علي بن مسهر عن زكريا عن الشعبي عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن سلام قال : ما مات رجل من يأجوج ومأجوج إلا ترك ألف ذري لصلبه . ( 88 ) وكيع عن سفيان عن فرات القزار عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : اطلع علينا رسول الله ( ص ) من غرفة له ونحن نتذاكر الساعة فقال : ( لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات : الدجال والدخان وطلوع الشمس من مغربها ودابة الارض ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في الجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تنزل معهم إذا نزلوا وتقيل معهم إذا قالوا ) . ( 89 ) عفان قال حدثنا أبان العطار عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري عن النبي ( ص ) قال : ( ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج ) . ( 90 ) يحيى بن آدم عن شعبة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال : رأى ابن عباس غلمانا ينزو بعضهم على بعض . قال : هكذا يخرج يأجوج ومأجوج . ( 91 ) وكيع عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن ابن سابط قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إن في أمتي خسفا ومسخا وقذفا ، قالوا : يا رسول الله ! وهم يشهدون أن لا إله إلا الله ؟ فقال : نعم ، إذا ظهرت المعازف والخمور ولبس الحرير ) . ( 92 ) وكيع عن سفيان عن سماك عن رجل يقال له بني قال : جاء قيس إلى علي فسجد له فنهي وقال : اسجد لله ، قال : فقال : سلوه متى الساعة ؟ فقال : لقد سألتموني عن أمر ما يعلمه جبريل ولا ميكائيل ، ولكن إن شئتم أنبأتكم بأشياء إذا كانت لم يكن الساعة كبير لبث ، إذا كانت الالسن لينة والقلوب نيازك ، ورغب الناس في الدنيا وظهر البناء على وجه الارض ، واختلف الاخوان فصار هواهما شتى وبيع حكم الله بيعا . ( 93 ) الفضل بن دكين عن سفيان عن عمران بن مسلم عن يزيد بن عمرو عن سلمان الفارسي قال : إن من اقتراب الساعة أن يظهر البناء على وجه الارض وأن تقطع الارحام وأن يؤذي الجار جاره . ( 94 ) حفص بن غياث عن العلاء بن خالد عن أبي وائل عن عبد الله قال : من أشراط الساعة أن يهظر الفحش والتفحش وسوء الخلق وسوء الجوار . ( 95 ) زيد بن حباب قال أخبرنا معاوية بن صالح قال أخبرني عمرو بن قيس الكندي قال : سمعت : عبد الله بن عمرو العاص قال : من أشراط الساعة أن يظهر القول ويخزن ويرتفع الاشرار ويوضع الاخبار وتقرأ المثاني عليهم ، فلا يعيبها أحد منهم ، قال : قلت : ما المثاني ؟ قال : كل كتاب سوى كتاب الله . ( 96 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن رجاء بن حيوة قال : لا تقوم الساعة حتى لا تحمل النخلة إلا تمرة . * ( هامش ) * ( 2 / 90 ) ينزو هنا يركب بعضهم على بعض ، وقوله هكذا يخرج يأجوج ومأجوج أي لكثرتهم يسيرون وقد ركب بعضهم على بعض إذ لا تسعهم الارض . ( 2 / 96 ) أي يقل الخير والرزق . ( * ) ( 97 ) وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : لا تقوم الساعة حتى تقوم رأس البقرة بالاوقية . ( 98 ) وكيع عن سفيان عن عثمان بن الحارث عن أبي الوداك قال : من اقتراب الساعة انتفاخ الاهلة . ( 99 ) وكيع عن شريك عن العباس بن دريج عن الشعبي قال : قال رسول الله ( ص ) : ( من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال : ابن ليلتين ) . ( 100 ) وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس قال : ألا أحدثكم حديثا لا يحدثكم به أحد بعدي قال رسول الله ( ص ) : ( لا تقوم الساعة حتى يكون في الخمسين امرأة الرجل الواحد ) . ( 101 ) وكيع عن القاسم بن الفضل عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ( ص ) : ( والذي نفسي بيده ! لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الانس ، وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله وتخبره فخذه بما حدث في أهله بعده ) . ( 102 ) وكيع عن إسماعيل عن قيس قال أخبرت أن الساعة لا تقوم حتى تقول الحجر والشجر : يا مؤمن ! هذا يهودي ، هذا نصراني ، فاقتله . ( 103 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي حيان عن أبي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة أن رجلا قال : يا رسول الله ! متى الساعة ؟ قال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك عن أشراطها : إذا ولدت الامة ربتها فذاك من أشراطها ، وإذا كانت الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها ، وإذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها ، في خمس لا يعلمهن إلا الله * ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) * ) . ( 104 ) وكيع عن كهمس بن الحسن عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر * ( هامش ) * ( 2 / 99 ) أي يرى في ليلتته فيظن الرأي أنه ابن ليلتين . ( 2 / 100 ) أي تكثر النساء ويقل الرجال . ( 2 / 101 ) عذبه السوط : طرفه المعقود . ( 2 / 103 ) سورة لقمان الآية ( 34 ). ( * ) عن عمر قال : كنا جلوسا عند النبي ( ص ) فجاءه رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد فدنا منه حتى أدنى ركبتيه من ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، فقال يا محمد متى الساعة ؟ فقال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ، قال : ولكن من أماراتها أن تلد الامة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة أصحاب الشاء قد تطاولوا في البنيان ) . ( 105 ) أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : كان الاعراب إذا قدموا على رسول الله ( ص ) سألوه متى الساعة ، فنظر ألى أحدث إنسان منهم فقال : ( إن يعش هذا فلم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم ) . ( 106 ) أبو خالد الاحمر عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال : لما رجع رسول الله ( ص ) من تبوك سألوه عن الساعة فقال رسول الله ( ص ) : ( لا تأتي مائة سنة وعلى الارض نفس منفوسة اليوم ) . ( 107 ) ابن عيينة عن الزهري عن أنس قال : سأل رجل النبي ( ص ) : متى الساعة ؟ فقال : ( ما أعددت لها ؟ فلم يذكر شيئا إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال : المرء مع من أحب ) . ( 108 ) قال : وحدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن الاعمش عن شمر عن أبي يحيى عن كعب قال : لا تقوم الساعة حتى يكون الرجل الواحد قيم خمسين امرأة .
( 109 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبي نضرة عن جابر أن رسول الله ( ص ) قال : ( ما منكم من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ ) . ( 110 ) يزيد عن سليمان التيمي عن عبد الرحمن صاحب السقاية عن جابر عن النبي ( ص ) مثله ، وفسر جابر : نقصان من العمر . ( 111 ) جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد بن عمير الليثي قال : قال رسول الله ( ص ) : ( لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا كلهم يزعم أنه نبي قبل يوم القيامة ) . ( 112 ) أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله ( ص ) * ( هامش ) * ( 2 / 105 ) قامت عليكم ساعتكم : أي توفاكم الله فلم يبق منكم أحد . ( * ) يقول : ( إن بين يدي الساعة كذابين ) ، فقلت : أنت سمعته من رسول الله ( ص ) ؟ قال : نعم . ( 113 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا دجالا يكذب على الله وعلى رسوله ) . ( 114 ) الفضل بن دكين قال حدثنا بدر بن عثمان قال : أخبرنا الشعبي عن رجل عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله ( ص ) أنه قال يوما : ( يكون في آخر الزمان أربع فتن يكون في آخرها الفناء ) . ( 115 ) وكيع عن سفيان عن جابر عن عامر قال : سئل حذيفة : أي الفتنة أشد ؟ قال : أن يعرض عليك الخير والشر لا تدري أيهما تتبع . ( 116 ) وكيع عن سفيان عن رجل عن الضحاك عن حذيفة قال : إن أخوف ما أتخوف عليكم أن تؤثروا ما ترون على ما تعلمون ، وأن تضلوا وأنتم لا تشعرون . ( 117 ) وكيع عن ابن عون عن عبد الله بن سعد قال : قال عمر : أخوف ما أتخوف على هذه الامة قوم يتأولون القرآن على غير تأوليه . ( 118 ) وكيع عن موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال : قال عمر : إن أخوف ما أتخوف عليكم شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء برأية ، وهي أشدهن . ( 119 ) وكيع قال حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : قال ما أتخوف عليكم أحد رجلين : مؤمن قد استبان إيمانه ، وكافر قد تبين كفره ، ولكن أتخوف عليكم متعوذا بالايمان يعمل بغيره . ( 120 ) وكيع عن شعبة عن قتادة عن واقع بن سحبان عن طريف بن يزيد بن طريف عن أبي موسى قال : إن بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم حتى يقوم الرجل إلى أمه فيضربها بالسيف من الجهل . ( 121 ) وكيع عن سفيان عن عمرو بن قيس عن عطية عن ابن عمر في قوله : * ( هامش ) * ( 2 / 119 ) أي يظهر الايمان والتقي كي يتبعه الناس وهو يقودهم في دروب الضلال . ( 2 / 121 ) سورة النمل من الآية ( 82 ). ( * ) ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ) * قال : حين لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر . ( 122 ) حدثنا شريك عن شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين قال : قال علي : يا أهل الكوفة لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتجدن في أمر الله أو ليسوا منكم أقوما يعذبونكم ويعذبهم الله . ( 123 ) وكيع عن سفيان عن حبيب عن أبي الطفيل قال : قيل لحذيفة : ما ميت الاحياء ؟ قال : من لم يعرف المعروف بقلبه وينكر المنكر بقلبه . ( 124 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن قيس بن راشد عن أبي جحيفة عن علي قال : إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثم الجهاد بألسنتكم ثم الجهاد بقلوبكم ، فأي قلب لم يعرف المعروف ولا ينكر المنكر نكس فجعل أعلاه أسفله . ( 125 ) وكيع عن سفيان عن زبيد عن الشعبي عن أبي جحيفة عن علي قال : فينكس كما ينكس الجراب فينثر ما فيه . ( 126 ) شريك عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن زوج درة عن درة قالت : دخلت على النبي ( ص ) وهو في المسجد فقلت : من أتقى الناس ؟ قال : ( آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم ) . ( 127 ) وكيع عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : قال رجل لعبد الله : هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر فقال عبد الله : بل هلك من لم يعرف المعروف بقلبه وينكر المنكر بقلبه . ( 128 ) جرير عن عبد الملك بن عمير عن الربيع بن عميلة قال : قال عبد الله : إنها ستكون هنات وهنات ، فبحسب امرئ إذا رأى منكرا لا يستطيع له تغييرا يعلم الله من قلبه أنه له كاره . ( 129 ) عبد الله بن نمير وأبو أسامة قالا حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس ! إنكم تقرأون هذه الآية : * ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) * * ( هامش ) * ( 2 / 127 ) أي ما دام ينكر المنكر بقلبه فما زال فيه فضلة من خير ، فإذا استوى عنده الخير والشر والمنكر والمعروف فقد صار من الهالكين ومن كان كذلك على كل حال فهو كالدواب بل أضل سبيلا . ( 2 / 129 )* ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ) * سورة المائدة من الآية ( 105 ). ( * ) وإنا سمعنا رسول الله ( ص ) يقول : ( إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك الله أن يعمهم بعقابه ) ، قال أبو أسامة : وقال مرة أخرى : وأنا سمعت رسول الله ( ص ) يقول . ( 130 ) جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن شداد بن معقل قال : قال عبد الله : يوشك أن لا تأخذوا من الكوفة نقدا ولا درهما ، قلت : وكيف يا عبد الله بن مسعود ؟ قال : يجئ قوم كأن وجوههم المجان المطرقة حتى يربطوا خيولهم على السواء فيجلوكم إلى منابت الشيخ حتى يكون البعير والزاد أحب إلى أحدكم من القصر من قصوركم هذه . ( 131 ) أبو الأحوص عن عبد العزيز بن رفيع عن شداد بن معقل الاسدي قال : سمعت ابن مسعود يقول : أول ما تفقدون من دينكم الامانة ، وآخر ما تفقدون منه الصلاة ، وسيصلي قوم ولا دين لهم ، وإن هذا القرآن الذي بين أظهركم كأنه قد نزع منكم ، قال : قلت : كيف يا عبد الله ! وقد أثنته الله في قلوبنا ؟ قال : يسري عليه في ليلة فترفع المصاحف وينزع ما في القلوب ، ثم تلا * ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ) * إلى آخر الآية . ( 132 ) فضيل بن عياض عن الاعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال : يأتي على الناس زمان يجتمعون ويصلون في المساجد وليس فيهم مؤمن . ( 133 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا زكريا عن أبي إسحاق عن أبي العالية عبد الله بن سلمة الهمداني عن أبي ميسرة قال : تبقى رجرجة من الناس لا يعرفون حقا ولا ينكرون منكرا يتراكبون تراكب الدواب والانعام . ( 134 ) أبو أسامة عن مجالد عن الشعبي قال : لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلا والجهل علما . ( 135 ) وكيع عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الاصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( تكثر الفتن وتكثر الهرج - قلنا : وما الهرج ؟ قال : القتل - وينقص العلم ، قال : أما إنه ليس ينزع من صدور الرجال ، ولكن يقبض العلماء ) . ( 136 ) قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه من الناس ، * ( هامش ) * ( 2 / 131 ) أثنته : أثبته . * ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ) * سورة الاسراء من الآية ( 86 ). ( * ) ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) . ( 137 ) وكيع عن مسعر عن وبرة عن خرشة بن الحر قال : قال عمر : تهلك العرب حين تبلغ أنباء بنات فارس . ( 138 ) وكيع عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الامم ، فقالوا فيهم بالرأي فضلوا وأضلوا . ( 139 ) وكيع عن يزيد عن ابن سيرين عن ابن مسعود قال : يقطع يد رجل أول النهار ويفيض المال من آخره فلا يجد أحدا يقبله فيراه فيقول : يا حسرتي ، في هذا قطعت يدي بالامس . ( 140 ) وكيع عن الاعمش عن شقيق عن أبي موسى قال : إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم ، وهما مهلكاكم . ( 141 ) وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن وهب بن جابر عن عبد الله بن عمرو قال : إذا طلعت الشمس من مغربها ذهب الرجل إلى ماله وكنزه فيستخرجه فيحمله على ظهره فيقول : من صل له في هذا فيقال له : أفلا جئت به بالامس ، فلا يقبل فيجئ إلى المكان الذي احتفره فيضرب به الارض ويقول : ليتني لم أرك . ( 142 ) وكيع عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل : طلوع الشمس من مغربها والدجال والدابة ) . ( 143 ) وكيع عن ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد * ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها ) * قال : طلوع الشمس من مغربها . * ( هامش ) * ( 2 / 137 ) لانهم سيقبلون على بنات فارس ويتركون بناتهم وسينشأ بالتالي جيل فارسي الامهات والام هي المدرسة التي تربي الولد وتغذيه بأفكارها وما تعلمته في قومها في صغره فتغرس في نفسه أفكارها وأفكار قومها وينشأ بالتالي جيل فارسي الفكر ، وإن كان عربي الدم واللسان ، ومثل هذا ما يفعلونه في أيامنا من الاقبال على الاجنبيات خصوصا أبناءنا الذين يتعلمون في الخارج ، أنجانا الله وإياهم . ( 2 / 138 ) فيه توكيد لما ذكر في الاثر السابق . ( 2 / 141 )[ صل ] وفي نسخة [ ضل ] . ( 2 / 143 ) سورة الانعام من الآية ( 158 ). ( * ) 144 () وكيع عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن ابن مسعود قال : طلوع الشمس من مغربها . ( 145 ) وكيع عن سفيان عن منصور عن الشعبي عن عائشة قالت : إذا خرجت أول الآيات حبست الحفظة وطرحت الاقلام وشهدت الاجساد على الاعمال . ( 146 ) وكيع عن إسماعيل عن أبي خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال : يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة . ( 147 ) وكيع عن ابن عون عن ابن سيرين قال : قال ابن مسعود : كل ما وعد الله ورسوله قد رأينا غير أربع : طلوع الشمس من مغربها والدجال والدابة ويأجوج ومأجوج . ( 148 ) وكيع عن إسماعيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : يأتي على الناس زمان يكون الجمل الضابط أحب إلى أحدكم من أهله وماله . ( 149 ) وكيع عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية عن أبي * ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض ) * قال : هي أربع خلال ، وكلهن واقع لا محالة ، فمضت اثنتان بعد وفاة النبي ( ص ) بخمسة وعشرين عاما ، وألبسوا شيعا وذاق بعضهم بأس بعض ، واثنتان واقعتان لا محالة : الخسف والرجم . ( 150 ) وكيع عن عبادة بن مسلم الفزاري عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم عن ابن عمر أن النبي ( ص ) كان يقول : في دعائه : ( اللهم إني أعوذ بك من [ أن ] أغتال من تحتي ) - يعني الخسف . ( 151 ) وكيع عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن عبد الملك بن المغيرة عن ابن البيلماني عن ابن عمر قال : تخرج الدابة ليلة جمع والناس يسيرون إلى منى فتحملهم بين * ( هامش ) * ( 2 / 144 ) أي هذا هو المقصود من * ( بعض آيات ربك ) * . ( 2 / 148 ) الجمل الضابط : القادر على الحمل الذي لا يخلا بصاحبه ، وذلك للفرار من الارض التي يدخلها الدجال . ( 2 / 149 ) سورة الانعام من الآية ( 65 ). الخسف : وهو العذاب الذي يأتي من تحت أرجلكم . الرجم : وهو العذاب الذي يأتي من فوقكم . ( * ) عجزها وذنبها فلا يبقى منافق إلا خطمته ، قال : وتمسح المؤمن قال : فيسبحون وهم أشر من الدجال . ( 152 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن إبراهيم قال : دابة الارض تخرج من مكة . ( 153 ) الفضل بن دكين قال حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال : قالت عائشة : الدابة تخرج من الجياد . ( 154 ) حسين بن علي عن علي بن جدعان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن عمرو قال : تخرج الدابة من جبل أجياد أيام التشريق والناس بمنى قال : فلذلك حيي سائق الحاج إذا جاء بسلامة الناس . ( 155 ) جرير عن منصور عن الشعبي قال : قالت عائشة : إذا ظهر أول الآيات رفعت الاقلام وشهدت الاجساد على الاعمال وحبست الحفظة . ( 156 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن حفصة عن أبي العالية قال : ما بين أول الآيات وآخرها ستة أشهر تتابع كما تتابع الخزر في النظام . ( 157 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال : ما بين أول الآيات وآخرها ثمانية أشهر . ( 158 ) يزيد بن هارون قال : أخبرنا عمران بن حدير عن السميط بن عمير عن كعب قال : كأني بمقدمة الاعور الدجال ستمائة ألف من العرب يلبسون السيجان ، ويزيد لي تصديقا ما أرى نعشو منها . ( 159 ) وكيع عن سفيان عن حبيب عن أبي البختري قال : قيل لحذيفة : ألا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ؟ قال : إنه لحسن ، ولكن ليس من الستة أن ترفع السلاح على إمامك . ( 160 ) حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن محمد بن سيرين عن عقبة بن عمرو قال : كنت رجلا عزيز النفس حمي الانف لا يستقل أحد مني شيئا ، سلطان ولا غيره ، * ( هامش ) * ( 2 / 153 ) أجياد : جبل قريب من مكة . ( 2 / 158 ) السيجان ج الساج وهو الطيلسان الضخم الغليظ أو الاسود أو الاخضر أو المقور ينسج كذلك ويطلق على المربع . ( * ) قال : فأصبحت امرائي يخيرونني بين أن أصبر لهم على قبح وجهي ورغم أنفي وبين أن آخذ سيفي فأضرب به فأدخل الناس ، فاخترت أن أصبر على قبح وجهي ورغم أنفي ، ولا آخذ سيفي فأضرب فأدخل النار . ( 161 ) يزيد بن هارون عن التيمي عن نعيم بن أبي هند أن أبا مسعود خرج من الكوفة ورأسه يقطر وهو يريد أن يحرم فقالوا له : أوصنا ، فقال : أيها الناس ! اتهموا الرأي فقد رأيتني أهم أن أضرب بسيفي في معصية الله ومعصية رسوله ، قالوا : أوصنا ، قال : عليكم بالجماعة فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة ، قال : قالوا : أوصنا ، فقال : بتقوى الله والصبر حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر . ( 162 ) زيد بن الحباب قال أخبرنا موسى بن عبيدة قال أخبرني زيد بن عبد الرحمن بن أبي سلامة أبو سلمة عن أبي الرباب وصاحب له أنهما سمعا أبا ذر يدعو ، قال : فقلنا له : رأيناك صليت في هذا البلد صلاة لم نر أطول مقاما وركوعا وسجودا ، فلما أن فرغت رفعت يديك فدعوت فتعوذت من يوم الثلاثاء ويوم العورة ، قال : فما أنكرتم ؟ فأخبرناه ، قال : أما يوم الثلاثاء فتلتقي فئتان من المسلمين فيقتل بعضهم بعضا ويوم العورة إن النساء من المسلمات يسبين فيكشف عن سوقهن ، فأيتهن أعظم ساقا اشتريت على عظم ساقها ، فدعوت أن لا يدركني هذا الزمان ، ولعلكما تدركانه ، قال : فقتل عثمان وأرسل معاوية بن أبي أرطأة إلى اليمن فسبي نساء من المسلمات فأقمن في السوق . ( 163 ) وكيع عن سفيان عن حبيب عن إبراهيم عن علقمة قال : إذا ظهر أهل الحق على أهل الباطل فليس هي بفتنة . ( 164 ) وكيع عن سفيان عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب قال : قيل لحذيفة : ما وقفات الفتنة وما بعثاتها ؟ قال : بعثاتها سل السيف ووقفاتها غمده . ( 165 ) قال حدثنا وهيب قال أخبرنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي موسى أنه لقيه فذكر الفتنة فقال : إن هذه الفتنة حيصة من حيصات الفتن ، وإنها لقيت الرداح المطبقة ، من أشرف لها أشرفت له ، ومن ماج لها ماجت له . ( 166 ) عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبيه قال : قال لي * ( هامش ) * ( 2 / 162 ) وابن أبي أرطأة هذا هو الذي أرسله معاوية أيضا فاستباح حرم مدينة الرسول ( ص ) . الرداح : الكتيبة الجرارة الثقيلة السير ، والفتنة المظلمة ، وردحه : بسطه حتى استوى بالارض . ( * ) عبد الله بن عمرو : ممن أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : والذي نفسي في يده ! لتساقن منها إلى أرض العرب لا تملكون قفيزا ولا درهما ثم لا ينجيكم . ( 167 ) محاضر قال حدثنا الاجلح عن قيس بن أبي مسلم عن ربعي بن حراش قال : سمعت حذيفة يقول : لو خرج الدجال لآمن به قوم في قبورهم . ( 168 ) قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن عبيد الله بن بشير بن جرير البجلي قال : قال علي : إن آخر خارجة تخرج في الاسلام بالرميلة رميلة الدسكرة ، فيخرج إليهم ناس فيقتلون منهم ثلثا ، ويدخل ثلث ويتحصن ثلث في الدير دير مرمار فمنهم الاشمط فيحضرهم الناس فينزلونهم فيقتلونهم ، فهي آخر خارجة تخرج في الاسلام . ( 169 ) الفضل بن دكين قال أخبرنا جعفر بن برقان عن راشد الازرق عن عقبة بن نافع قال : سألت ابن عمر : مع من أقاتل ، قال : مع الذين يقاتلون لله ، ولا تقاتل مع الذين يقاتلون لهذا الدينار والدرهم . ( 170 ) الفضل بن دكين قال حدثنا عبد السلام المسلمي قال حدثني وبرة عن مجاهد قال : لا ترون الفرج حتى يملك أربعة كلهم من صلب رجل واحد ، فإذا كان ذاك فعسى . ( 171 ) معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن حصين عن أبي ظبيان عن عبد الله بن عمرو قال : أول الارض خرابا الشام . ( 172 ) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم قال : سمعت أبا صادق يحدث عن الربيع بن ناجذ عن ابن مسعود قال : يأتيكم قوم من قبل المشرق عراض الوجوه صغار العيون كأنما ثقبت أعينهم في الصخر كأن وجوههم المجان المطرقة ، حتى يوثقوا خيولهم بشط فرات . ( 173 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : سمعت أبا هريرة يقول : ويل للعرب من شر قد أقترب ، أطلت والله ، لهي أسرع إليهم من الفرس المضمر السريع الفتنة الصماء المشبهة ، يصبح الرجل فيها على أمر ويمسي على أمر ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، ولو * ( هامش ) * ( 2 / 172 ) وهم المغول الذي اجتاحوا البلاد في أواخر العصر العباسي . ابن أبي شيبة - ج 8 - م 43 (* ) أحدثكم بكل الذي أعلم لقطعتم عنقي من ها هنا - وأخذ قفاه بحرف كفه - اللهم لا تدركن أبا هريرة إمرة الصبيان ، ورفع يديه حتى جعل ظهورهما مما يلي بطن كفه . ( 174 ) شبابة قال حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس قال : ليأتين على الناس زمان تجد النسوة النعل ملقى على الطريق ، فيقول بعضهن لبعض : قد كانت هذا النعل مرة لرجل . ( 175 ) غندر عن شعبة عن حصين قال : كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يحضض الناس أيام الجماجم . ( 176 ) معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن عيسى السعدي عن رجل كتب إلى أبي البختري يسأله عن مكانه الذي هم فيه أيام الجماجم ، قال : فكتب إليه أبوالبختري : من شاء قال فينا ، ولو علمت شيئا أفضل من الذي أنا فيه لاتيته . ( 177 ) أبو أسامة عن العلاء بن عبد الكريم قال سمعني طلحة بن مصرف ذات يوم وأنا أضحك فقال : إنك تضحك ضحك رجل لم يشهد الجماجم . ( 178 ) وكيع عن القاسم بن حبيب التمار قال : سمعت زاذان يقول : وددت أن دماء أهل الشام في ثوبي ، وأشار إلى ثوبه أو قال : في حجري . ( 179 ) قبيصة قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم وخيثمة أنهما كرها الجماجم . 180 () وكيع عن سفيان عن يزيد عن أبي البختري أنه رأى رجلا منهزما أيام الجماجم فقال : حر النار أشد من حر السيف . ( 181 ) قبيصة قال حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد أنه كره الجماجم . ( 182 ) أبو أسامة قال حدثنا مجالد قال أخبرنا عامر قال أخبرتني فاطمة ابنة قيس قالت : خرج رسول الله ( ص ) ذات يوم بالهاجرة يصلي قالت : ثم صعد المنبر فقام الناس فقال : ( أيها الناس ! اجلسوا فإني لم أقم مقامي هذا لرغبة ولا لرهبة ، وذلك أنه صعد المنبر في الساعة لم يكن يصعده فيها ، ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خبرا منعني القيلولة من الفرح وقرة العين ، فأجببت أن أنشر عليكم خبر تميم ، أخبرني أن رهطا من بني عمه ركبوا البحر فأصابتهم عاصف من ريح ، فألجأتهم ألى جزيرة لا يعرفونها فقعدوا في قوارب السفينة حتى خروجوا إلى الجزيرة فإذا هم بشئ أسود أهدب كثير الشعر ، لا يدرون هو رجل أو امرأة ، قالا : ألا تخبرنا ! قال : ما أنا * ( هامش ) * ( 2 / 174 ) وذلك لقلة الرجال يومئذ وشدة شوقهن للرجال . ( * ) بمخبركم ولا مستخبركم شيئا ، ولكن هذا الدير قد [ رمقتموه ] ففيه من هو إلى خبركم بالاشواق ، وإلى أن يخبركم ويستخبركم ، قالوا : فما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، فانطلقوا حتى أتوا الدير فاستأذنوا فأذن لهم فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق مظهر الحزن كثير التشكي ، فسلموا عليه فرد السلام وقال : من أين أنتم ؟ قالوا : من الشام ، قال : ممن أنتم ؟ قالوا : من العرب ، قال : ما فعلت العرب ، خرج نبيهم بعد ؟ قالوا : نعم قال : فما فعلوا ؟ قالوا : ناواه قوم فأظهره الله عليهم فهم اليوم جميع ، قال : ذاك خير وذكر فيه : آمنوا به واتبعوه وصدقوه ، قال : ذاك خير لهم ، قال : فالعرب اليوم إلا همهم واحد وكلمتهم واحدة ؟ قالوا : نعم ، قال : ذاك خير لهم ، قال : فما فعلت عين زغر ؟ قالوا : صالحة يشرب أهلها بشفتهم ويسقون منها زرعهم قال : فما فعل نخل بين عمان وبيسان ؟ قالوا : يطعم جناه كل عام قال : فما فعلت بحيرة الطبرية ؟ قالوا : ملاي تدفق جنباتها من كثرة الماء ، قال فزفز ثم زفر ثم زفر ثم [ حلف ] فقال : لو قد انفلت - أو خرجت - من وثاقي هذا - أو مكاني هذا - ما تركت أرضا إلا وطئتها برجلي هاتين غير طيبة ، ليس لي عليها سبيل ولا سلطان ، فقال رسول الله ( ص ) : ( إلى هذا انتهى فرحي ، هذه طيبة ، والذي نفس محمد بيده ! إن هذه طيبة ، ولقد حرم الله حرمي على الدجال أن يدخله ، ثم حلف ( ص ) : ما لها طريق ضيق ولا واسع في سهل أو جبل إلا عليه ملك شاهر بالسيف إلى يوم القيامة ، ما يستطيع الدجال أن يدخلها على أهلها ) ، قال مجالد : فأخبرني عامر قال : ذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد فقال القاسم : أشهد على عائشة لحدثتني هذا الحديث غير أنها قالت : الحرمان عليه حرام : مكة والمدينة ، قال عامر : فلقيت المحرر بن أبي هريرة فحدثته حديث فاطمة فقال : أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة ما نقص حرفا واحدا غير أن أبي قد زاد فيه بابا واحد ، قال : فحط النبي ( ص ) بيده نحو المشرق قريبا من عشرين مرة . ( 183 ) عبد الله بن نمير قال حدثنا سفيان قال حدثنا سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله أنه ذكر عنده الدجال فقال عبد الله : تفترمون أيها الناس لخروجه ثلاث فرق : فرقة تتبعه ، وفرقة تلحق بأرض آبائها بمنابت الشيح ، وفرقة تأخذ شط هذا الفرات * ( هامش ) * ( 2 / 182 )[ رمقتموه ] التصحيح من السنن وفي الاصل رهقتموه أي اتعبتموه لطول انتظاره لاخباركم ورمقتموه : نظرتموه . [ حلف ] في الاصل [ خلف ] وما أثبتناه أرجح استنادا إلى السياق . ( * ) فيقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام فيبعثون إليه طليعة فيهم فارس على فرس أشقر أو فرس أبلق ، فيقتلون لا يرجح منهم بشر ، قال سلمة : فحدثني أبو صادق عن ربيعة بن ناجذ أن عبد الله قال : فرس أشقر ، ثم قال عبد الله : ويزعم أهل الكتاب أن المسيح عيسى ابن مريم ينزل فيقتله ، قال أبوالزعراء : ما سمعت عبد الله يذكر عن أهل الكتاب حديثا غير هذا ، قال : ثم يخرج يأجوج ومأجوج فيمرحون في الارض فيفسدون فيها ، ثم قرأ * ( وهم من كل حدب ينسلون ) * قال : ثم يبعث الله عليهم دابة مثل هذا النغف فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها ، قال : فتنتن الارض منهم فيجار إلى الله فيرسل عليهم ماء فيطهر الارض منهم ، ثم قال : يرسل الله ريحا زمهريرا باردة ، فلا تذر على الارض مؤمنا إلا كفته تلك الريح ، قال : ثم تقوم الساعة على شرار الناس ، قال : ثم يقوم ملك بين السماء والارض بالصور فينفخ فيه ، قال : والصور قرن ، قال : فلا يبقي خلق الله في السماء ولا في الارض إلا مات إلا ما شاء ربك ، قال : ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون ، قال : فيرش الله ماء من تحت العرش كمني الرجال قال : فليس من ابن آدم خلق إلا في الارض منه شئ قال : فتنبت أجسادهم ولحمانهم من ذلك الماء كما نبت الارض من الثرى ثم قرأ عبد الله * ( والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الارض بعد موتها كذلك النشور ) * قال : ثم يقوم ملك بين السماء والارض بالصور فينفخ فيه ، قال : فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه ، قال : ثم يقومون فيحيون تحية رجل واحد قياما لرب العالمين ، ثم يتمثل الله للخلق فيلقاهم فليس أحد من الخلق ممن يعبد من دون الله شيئا إلا وهو مرفوع له يتبعه فيلقى اليهود فيقول : من تعبدون ؟ فيقولون : نعبد عزيزا ، فيقول : هل يسركم الماء ؟ قالوا : نعم ، قال : فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب ، ثم قرأ عبد الله * ( وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا ) * ثم يلقى النصارى فيقول : من تعبدون ؟ قالوا : نعبد المسيح ، قال : يقول : هل يسركم الماء ؟ قالوا : نعم ، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب ، قال : ثم كذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئا ، ثم قرأ عبد الله * ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) * حتى يمر المسلمون فيقول : من تعبدون ؟ فيقولون : نعبد الله ولا نشرك به شيئا ، قال : فيقول : هل تعرفون ربكم ؟ فيقولون : * ( هامش ) * ( 2 / 183 )* ( وهم من كل حدب ينسلون ) * سورة الانبياء من الآية ( 96 ). * ( والذي أرسل الرياح فتثير سحابا ) * سورة فاطر الآية ( 9 ). * ( وعرضنا جهنم يومئذ ) * سورة الكهف من الآية ( 100 ). * ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) * سورة الصافات الآية ( 24 ). = السفافيد : أسياخ الحديد . * ( عسى أن يبعثك ربك ) * سورة الاسراء من الآية ( 79 ). * ( ما سلككم في سقر ) * سورة المدثر الآية ( 42 ). * ( قالوا لم نك من المصلين ) * إلى * ( شفاعة الشافعين ) * سورة المدثر الآيات ( 43 - 48 ). * ( ربنا أخرجنا منها ) * سورة المؤمنون الآية ( 107 ). * ( اخسأوا فيها ولا تكلمون ) * سورة المؤمنون الآية ( 108 ). ( * ) سبحانه ، إذا اعترف لنا عرفناه ، قال : فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى أحد إلا خر لله ساجدا ، ويبقى المنافقون ظهورهم طبق واحد ، كأنما فيها السفافيد ، قال : فيقولون : قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون ، ويأمر الله بالصراط فيضرب على جهنم ، قال : فيمر الناس زمرا على قدر أعمالهم ، أولهم كلمح البرق ، ثم كمر الريح ثم كمر الطير ثم كأسرع البهائم كذلك حتى يمر الرجل سعيا ، وحتى يمر الرجل ماشيا ، وحتى يكون آخرهم رجل يتلبط على بطنه ، فيقول : أبطأت بي ، فيقول : لم أبطئ ، إنما أبطأ بك عملك ، قال : ثم يأذن الله بالشفاعة فيكون أول شافع يوم القيامة روح القدس جبريل ، ثم إبراهيم خليل الرحمن ، ثم موسى أو عيسى لا أدري موسى أو عيسى ، ثم يقوم نبيكم رابعا لا يشفع أحد بعده فيما شفع فيه ، وهو المقام المحمود الذي ذكر الله * ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) * فليس من نفس إلا تنظر إلى بيت من النار أو بيت في الجنة ، وهو يوم الحسرة ، فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة فيقال : لو عملتم فتأخذكم الحسرة ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار فيقولون : لولا أن من الله علينا لخسف بنا قال : ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون ، فيشفعهم الله ، قال : ثم يقول : أنا أرحم الراحمين ، قال : فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته حتى ما يترك فيها أحدا [ فيه ] خير ، ثم قرأ عبد الله * ( ما سلككم في سقر ) * قال : وجعل يعقد حتى عد أربعا ، * ( قالوا لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ، وكنا نكذب بيوم الدين ، حتى أتانا اليقين ، فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) * ثم قال عبد الله : أترون في هؤلاء خيرا ، ما يترك فيها أحد فيه خير ، فإذا أراد الله ، أن لا يخرج منها أحدا غير وجوههم وألوانهم فيجئ الرجل من المؤمنين فيقول : يا رب ، فيقول : من عرف أحدا فليخرجه ، قال : فجئ فينظر فلا يعرف أحدا ، قال : فيناديه الرجل : يا فلان ، أنا فلان ، فيقول ما أعرفك ، قال : فعند ذلك يقولون : * ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ) * قال : فيقول عند ذلك : * ( اخسأوا فيها ولا تكلمون ) * قال فإذا قال ذلك أطبقت عليهم فلا يخرج منهم بشر . ( 184 ) أبو معاوية وابن نمير عن موسى الجهني عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( ص ) : ( يكون في أمتي المهدي إن طال عمره أو قصر عمره يملك سبع سنين أو ثماني سنين أو تسع سنين ، فيملاها قسطا وعدلا كما ملئت جورا ، وتمطر السماء مطرها وتخرج الارض بركتها ، قال : وتعيش أمتي في زمانه عيشا لم تعشه قبل ذلك ) . ( 185 ) أبو معاوية عن الاعمش عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ( ص ) : ( يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يكون عطاؤه حثيا ) . 186 () أبو معاوية عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي ( ص ) قال : ( يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي الحق بغير عدد ) . ( 187 ) ابن عيينة عن عمرو عن أبي معبد عن ابن عباس قال : لا تمضي الايام والليالي حتى يلي منا أهل البيت فتى لم تلبسه الفتن ولم يلبسها ، قال : قلنا يا أبا العباس تعجز عنها مشيختكم وينالها شبابكم ، قال : هو أمر الله يؤتيه من يشاء . ( 188 ) وكيع عن فضيل بن مرزوق سمعه من ميسرة بن حبيب عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : منا ثلاثة ، منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي . ( 189 ) يعلى بن عبيد عن الاجلح عن عمار الدهني عن سالم عن عبد الله بن عمرو قال : يا أهل الكوفة ، أنتم أسعد الناس بالمهدي . ( 190 ) الفضل بن دكين وأبو داود عن ياسين العجلي عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي عن النبي ( ص ) قال : قال رسول الله ( ص ) : ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ) . ( 191 ) وكيع عن ياسين عن إبراهيم بن محمد عن أبيه عن علي مثله ولم يرفعه . ( 192 ) الوليد بن عتبة عن زائدة عن ليث عن مجاهد قال : المهدي قال : المهدي عيسى ابن مريم . ( 193 ) الفضل بن دكين قال حدثنا فطر عن زر عن عبد الله قال : قال رسول الله ( ص ) : ( لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطئ إسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ) . ( 194 ) الفضل بن دكين قال حدثنا فطر عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل عن علي عن النبي ( ص ) قال : ( لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملاها عدلا كما ملئت جورا ) .
( 195 ) أبو أسامة عن هشام عن ابن سيرين قال : المهدي من هذه الامة وهو الذي يؤم عيسى ابن مريم . ( 196 ) أبو أسامة عن عوف عن محمد قال : يكون في هذه الامة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر . ( 197 ) وكيع عن فضيل بن مرزوق عن عمران بن ظبيان عن حكيم بن سعد قال : لما قام سليمان فأظهر ما أظهر قلت لابي يحيى : هذا المهدي الذي يذكر ؟ قال : لا ، ولا المتشبه . ( 198 ) حميد بن عبد الرحمن عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة قال : قلت لطاوس : عمر بن عبد العزيز المهدي ؟ قال : قد كان مهديا وليس به ، إن المهدي إذا كان زيد المحسن في إحسانه ، وتيب عن المسئ من إساءته ، وهو يبذل المال ويشتد على العمال ويرحم المساكين . ( 199 ) عبد الله بن نمير قال حدثنا موسى الجهني قال حدثني عمر بن قيس الماصر قال : حدثني مجاهد قال : حدثني فلان رجل من أصحاب النبي ( ص ) : ( أن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية ، فإذا قتلت النفس الزكية ، غضب عليهم من في السماء ومن في الارض ، فأتى الناس المهدي ، فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها ، وهو يملا الارض قسطا وعدلا وتخرج الارض نباتها وتمطر السماء مطرها ، وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط ) . ( 3 ) ما ذكر في عثمان ( 1 ) قال وحدثنا أبوقال حدثنا ابن علية عن ابن عون عن الحسن قال : أنبأني وثاب وكان فيمن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر ، فكان يكون بين يدي عثمان ، قال : فرأيت في حلقة طعنتين كأنهما كيتان طعنهما يوم الدار عثمان ، قال : بعثني أمير المؤمنين عثمان فقال : ادع الاشتر ، فجاء ، قال ابن عون : أظنه قال : فطرحت لامير المؤمنين وسادة ، * ( هامش ) * ( 197 ) سليمان هو الذي لقب نفسه بالمهدي ، وهو من آل العباس . ( * ) فقال : يا أشتر ، ما يريد الناس مني ؟ قال : ثلاث ليس من إحداهن بد ، يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم ، فتقول : هذا أمركم ، فاختاروا له من شئتم ، وبين أن تقص من نفسك ، فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك ، قال : ما من إحداهن بد ؟ قال : ما من إحداهن بد فقال : أما أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لاخلع لهم سربالا سربلنيه الله أبدا ، قال ابن عون : وقال غير الحسن : لان أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أخلع أمة محمد بعضها على بعض ، وقال ابن عون : وهذه أشبه بكلامه ، ولا أن أقص لهم من نفسي ، فو الله لقد علمت أن صاحبي بين يدي كانا يقصان من أنفسهما وما يقوم بدني بالقصاص ، وإما أن يقتلوني فو الله لئن قتلوني لا يتحابون بعدي أبدا ، ولا يقاتلون بعدي جميعا عدوا أبدا ، فقام الاشتر فانطلق ، فمكثنا فقلنا : لعل الناس ، ثم جاء رويجل كأنه ذئب ، فاطلع من الباب ثم رجع ، ثم جاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا حتى انتهى إلى عثمان فأخذ بلحيته فقال بها حتى سمعت وقع أضراسه وقال : ما أغنى عنك معاوية ، ما أغنى عنك ابن عامر ، ما أغنت عنك كتبك ، فقال : أرسل لي لحيتي يا ابن أخي ، أرسل لي لحيتي يا ابن أخي ، قال : فأنا رأيته استعدى رجلا من القوم بعينه فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه فأثبته ثم مر ، قال : ثم دخلوا عليه والله حتى قتلوه . ( 2 ) زيد بن الحباب قال حدثنا معاوية بن صالح قال وحدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي قال حدثنا عبد الله بن قيس أنه سمع النعمان بن بشير عن عائشة أنها قالت : ألا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله ( ص ) ، إنه بعث إلى عثمان فدعاه فأقبل إليه فسمعته يقول : ( يا عثمان ! إن الله لعله يقمصك قميصا ، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه ) - ثلاثا ، فقلت : يا أم المؤمنين ! أين كنت عن هذا الحديث ؟ قالت : أنسيته كأني لم أسمعه . ( 3 ) عفان قال حدثنا جرير بن حازم قال أخبرنا يعلى بن حكيم عن نافع قال حدثني عبد الله بن عمر قال : قال لي عثمان وهو محصور في الدار : ما تقول فيما أشار به علي المغيرة ابن الاخنس ؟ قال : قلت : وما أشار به عليك ؟ قال : إن هؤلاء القوم يريدون خلعي ، فإن خلعت تركوني ، وإن لم أخلع قتلوني ، قال : قلت : أرأيت إن خلعت أتراك مخلدا في الدنيا ؟ قال : لا ، قلت : فهل يملكون الجنة والنار ؟ قال : لا ، قلت : أرأيت إن لم تخلع ، * ( هامش ) * ( 3 / 1 )[ يتحابون ] في الاصل [ يتحاربون ] وهو خطأ ، والصواب إن شاء الله ما أثبتناه ، والتصحيح من كتاب المغازي باب ما جاء في خلافة عثمان وقتله . ( * ) أيزيدون على قتلك ؟ قال : لا ، قلت : أرأيت تسن هذه السنة في الاسلام كلما سخط قوم على أمير خلعوه ، ولا تخلع قميصا قمصكه الله . ( 4 ) وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : حدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار : إن رسول الله ( ص ) عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه ، قال : فكانوا يرون أنه ذاك اليوم . ( 5 ) أبو أسامة عن عبد الملك بن أبي سليمان قال : سمعت أبا ليلى الكندي يقول : رأيت عثمان اطلع على الناس وهو محصور فقال : أيها الناس ! لا تقتلوني واستعتبوني ، فو الله لئن قتلتموني لا تقاتلون جميعا أبدا ولا تجاهدون عدوا أبدا ، لتختلفن حتى تصيروا هكذا - وشبك بين أصابعه * ( يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ) * قال : وأرسل إلى عبد الله بن سلام فسأله فقال : الكف الكف ، فإنه أبلغ لك في الحجة ، فدخلوا عليه فقتلوه . ( 6 ) يزيد بن هارون عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال : أشرف عليكم عثمان من القصر فقال : ائتوني برجل أتاليه كتاب الله ، فأتوه بصعصعة بن صوحان ، وكان شابا ، فقال : ما وجدتم أحدا تأتوني غير هذا الشاب ، قال : فتكلم صعصعة بكلام ، فقال له عثمان : اتل : فقال صعصعة * ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) * فقال : ليست لك ولا لاصحابك ، ولكنها لي ولاصحابي ، ثم تلا عثمان * ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) * حتى بلغ * ( والله عاقبة الامور ) * . ( 7 ) أبو معاوية عن الاعمش قال حدثنا أبو صالح قال : قال عبد الله بن سلام : لما حصر عثمان في الدار ، قال : لا تقتلوه فإنه لم يبق من أجله إلا قليل ، والله لئن قتلتموه لا تصلوا جميعا أبدا . ( 8 ) عبد الله بن إدريس عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عامر قال : سمعت عثمان يقول : إن أعظمكم غنى عندي من كف سلاحه ويده . ( 9 ) أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن ابن الزبير قال : قلت لعثمان يوم الدار : أخرج * ( هامش ) * ( 3 / 5 ) سورة هود الآية ( 89 ). سورة الحج الآية ( 39 ). * ( لله عاقبة الامور ) * سورة الحج من الآية ( 41 ). ( * ) فقاتلهم ، فإن معك من قد نصر الله بأقل منه ، والله وقتالهم لحلال ، قال : فأبى وقال : من كان لي عليه سمع وطاعة فليطع عبد الله بن الزبير ، وكان أمره يومئذ ، وكان ذلك اليوم صائما . ( 10 ) أبو أسامة عن صدقة بن أبي عمران قال حدثنا أبواليعفور عن أبي سعيد مولى ابن مسعود قال : قال عبد الله : لئن قتلوا عثمان لا يصيبوا منه خلفا . ( 11 ) ابن إدريس عن هشام عن ابن سيرين قال : جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال : هذا الانصار بالباب ، قالوا : إن شئت أن نكون أنصارا لله مرتين ، قال : أما قتال فلا . ( 12 ) عبد الله بن إدريس عن إسماعيل عن قيس عن سعيد بن زيد قال : لقد رأيتني موثقي عمر وأخيه على الاسلام ، ولو ارفض أحد مما صنعتم بعثمان كان حقيقا . ( 13 ) غندر عن شعبة قال : سمعت سماك بن حرب قال : سمعت حنظلة بن فتان أبا محمد من بني عامر بن ذهب قال : أشرف علينا عثمان من كوة وهو محصور فقال : أفيكم ابنا مجدوح فلم يكونا ثم ، كانا نائمين ، فأوقظا فجاءا ، فقال لهما عثمان : أذكر كما الله ، ألستما تعلمان أن عمر قال : إنما ربيعة فاجر أو غادر ، فأني والله لا أجعل فرائضهم وفرائض قوم جاءوا من مسيرة شهر ، فهاجر أحدهم عند طنبه ثم زدتهم في غداة واحدة خمسمائة خمسمائة ، حتى ألحقتهم بهم ؟ قالا : بلى ، قال : أذكر كما الله ألستما تعلمان أنكما أتيتماني فقلتما : إن كندة أكلة رأس ، وأن ربيعة هم الرأس ، وأن الاشعث بن قيس قد أكلهم فنزعته واستعملتكما ؟ قال : بلى ! قال : اللهم اللهم ، إن كانوا كفروا معروفي وبدلوا نعمتي
فلا ترضهم عن إمام ولا ترض الامام عنهم . ( 14 ) أبو معاوية عن حجاج الصواف عن حميد بن هلال عن يعلى بن الوليد عن جندب الخير قال : أتينا حذيفة حين سار المصريون إلى عثمان فقلنا : إن هؤلاء قد ساروا إلى هذا الرجل فما تقول ؟ قال : يقتلونه والله ، قال : قلنا : أين هو ؟ قال : في الجنة والله ، قال : قلنا : فأين قتلته ؟ قال : في النار والله . * ( هامش ) * ( 3 / 13 ) الكوة : نافذة صغيرة في أعلى الجدار . ( * ) ( 15 ) أبو أسامة قال : حدثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حميد ابي التياح عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : لما جاء قتل عثمان قال حذيفة : اليوم نزل الناس حافة الاسلام ، فكم من مرحلة قد ارتحلوا عنه ، قال : وقال ابن أبي الهذيل : والله لقد جار هؤلاء القوم عن القصد حتى أن بينه وبينهم وعورة ، ما يهتدون له وما يعرفونه . ( 16 ) قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن خالد العبسي عن حذيفة وذكر عثمان فقال : اللهم لم أقتل ولم آمر ولم أرض . ( 17 ) عبد الله بن إدريس عن ليث عن عبد العزيز بن رفيع قال : لما سار علي إلى صفين استخلف أبا مسعود على الناس فخطبهم في يوم جمعة فرأى فيهم قلة ، فقال : أيها الناس ! اخرجوا فمن خرج فهو آمن ، إنا والله ما نعلم أن منكم الكاره لهذا الوجه والمتثاقل عنه فأخرجوا ، فمن خرج فهو آمن ، أنا والله ما نعد عافية أن يلتقي هذان الغارن يتقي أحدهما صاحبه ، ولكننا نعدها عافية أن يصلح الله أمة محمد ويجمع ألفتها ، ألا أخبركم عن عثمان وما نقم الناس عليه ، إنهم لن يدعوه وذنبه حتى يكون الله هو يعذبه أو يعفو عنه ، ولم يدركوا الذي طلبوه ، إذ حسدوه ما آتاه الله إياه ، فلما قدم علي قال : له : أنت القائل ما بلغني عنك يا فروج ، إنك شيخ قد ذهب عقلك ، قال لقد سمتني أمي باسم هو أحسن من هذا ، أذهب عقلي وقد وجبت لي الجنة من الله ورسوله ، تعلمه أنت ، وما بقي من عقلي فإنا كنا نتحدث بأن الآخر فالآخر شر ، ثم خرج ، فلما كان بالسيلحين أو بالقادسية خرج عليهم وظفراه يقطران ، يرون أنه قد تهيأ للاحرام ، فلما وضع رجله في الغرز وأخذ بمؤخر واسطة الرحل قام إليه ناس من الناس فقالوا له : لو عهدت إلينا يا أبا مسعود ، قال : بتقوى الله والجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة ، قال : فأعادوا عليه ، فقال : عليكم بتقوى الله والجماعة ! فإنما يستريح بر أو يستراح من فاجر . ( 18 ) عبد الله بن إدريس عن ليث عن مجاهد وطاوس عن ابن عباس قال : قال علي : ما قتلت - يعني عثمان - ولا أمرت - ثلاثا ، ولكني غلبت . * ( هامش ) * ( 3 / 15 ) جار عن القصد : ضل وابتعد ولا تكون جار بهذا المعنى إلا إذا تلاها حرف الجر ( عن ) . جار إليه : طلب جواره واستجار به . جار عليه : ظلمه . ( 3 / 17 )[ ولكننا ] وفي الاصل [ ولكنها ] وما أثبتناه هو الاصح ولعل الخطأ من النساخ . ( * ) ( 19 ) ابن إدريس عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس قال : قال علي : ما قتلت ، وإن كنت لقتله لكارها . ( 20 ) عبدة بن سليمان عن عاصم عن أبي زرارة وأبي عبد الله قالا : سمعنا عليا يقول : والله ما شاركت وما قتلت ولا أمرت ولا رضيت - يعني قتل عثمان . ( 21 ) محمد بن بشر قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني حصين رجل من بني الحارث قال : أخبرتني سرية زيد بن أرقم قالت : جاء علي يعود زيد بن أرقم وعنده القوم ، فقال للقوم : أنصتوا واسكتوا ، فو الله لا تسألوني اليوم عن شئ إلا أخبرتكم به ، فقال له زيد : انشدك الله ! أنت قتلت عثمان فأطرق ساعة ثم قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ! ما قتلته ولا أمرت بقتله وما سرني . ( 22 ) أبو معاوية عن الاعمش عن منذر بن يعلى قال : كان يوم أرادوا قتل عثمان أرسل مروان إلى علي ألا تأتي هذا الرجل فتمنعه ، فإنهم لن يبرءوا دونك ، فقال علي : لنأتينهم ، فأخذ ابن الحنفية بكتفيه فاحتضنه ، فقال : يا أبت ! أين تذهب والله ما يزيدونك إلا رهبة ، فأرسل إليهم علي بعمامته ينهاهم عنه . ( 23 ) أبو معاوية عن الاعمش عن ثابت بن عبيد عن أبي جعفر الانصاري قال : دخلت مع المصريين على عثمان ، فلما ضربوه خرجت أشتد قد ملات فروجي عدوا حتى دخلت المسجد ، فإذا رجل جالس في نحو من عشرة عليه عمامة سوداء ، فقال : ويحك ما وراك ؟ قال : قلت قد والله فرغ من الرجل ، قال : فقال : تبا لكم آخر الدهر ، قال : فنظرت فإذا هو علي . ( 24 ) يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال : لما حصر عثمان أتى على طلحة وهو مستند إلى وسائد في بيته فقال : أنشدك الله ! ما رددت الناس عن أمير المؤمنين فإنه مقتول ، فقال طلحة : لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها . ( 25 ) وكيع عن عمران بن حدير عن أبي حدير عن أبي مجلز قال : عابوا على عثمان تمزيق المصاحف وآمنوا بما كتب لهم . * ( هامش ) * ( 3 / 22 ) أرسل بعمامته : علامة على صدق من أرسل وأنه هو الذي أرسله إليهم . ( 3 / 23 ) الفروج : كل ما انفرج من الانسان وهو ما بين اليدين والرجلين وما بين الرجلين . ( * ) ( 26 ) أبو أسامة عن عوف عن محمد قال : خطب علي بالبصرة فقال : والله ما قتلته ولا مالات على قتله ، فلما نزل قال له بعض أصحابه : أي شئ صنعت الآن يتفرق عنك أصحابك ، فلما عاد إلى المنبر قال : من كان سائلا عن دم عثمان فإن الله قتله وأنا معه ، قال محمد : هذه كلمة قرشية ذات وجه . ( 27 ) كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال حدثنا العلاء بن عبد الله بن رافع عن ميمون قال : لما قتل عثمان قال حذيفة هكذا وحلق بيده وقال : فتق في الاسلام فتق لا يرتقه جبل . ( 28 ) أبو أسامة قال حدثنا الثوري قال حدثنا سالم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال : لما وقع من أمر عثمان ما كان ، وتكلم الناس في أمره ، أتيت أبي بن كعب فقلت : أبا المنذر ! ما المخرج ؟ قال : كتاب الله ، قال : ما استبان لك منه فاعمل به وانتفع به ، وما اشتبه عليك فآمن به وكله إلى عالمه .
( 29 ) عبيد الله بن موسى قال أخبرنا شيبان عن الاعمش عن إسماعيل بن رجاء عن صخر بن الوليد عن جزء بن بكير العبسي قال : جاء حذيفة إلى عثمان ليودعه أو يسلم عليه ، فلما أدبر قال : ردوه ، فلما جاء قال : ما بلغني عنك بظهر الغيب ، فقال : والله ما أبغضتك منذ أحببتك ، ولا غششتك منذ نصحت لك ، قال أنت أصدق منهم وأبر ، انطلق ، فلما أدبر قال : ردوه ، قال : ما بلغني عنك بظهر الغيب ، فقال حذيفة بيده هكذا ، ما بلغني عنك بظهر الغيب ، أجل والله لتخرجن إخراج الثور ثم لتذبحن ذبح الجمل ، قال فأخذ من ذلك أفكل ، فأرسل إلى معاوية فجئ به يدفع ، قال : هل تدري ما قال حذيفة ؟ قال : والله لتخرجن إخراج الثور ولتذبحن ذبح الجمل ، فقال : أولها لعثمان . ( 30 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا سلام بن مسكين قال : حدثني من رأى عبد الله بن سلام يوم قتل عثمان يبكي ويقول : اليوم هلكت العرب . ( 31 ) أبو أسامة قال حدثنا معتمر عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن ناسا كانوا عند فسطاط عائشة فمر بهم عثمان ، وأرى ذلك بمكة ، قال أبو سعيد : فما بقي أحد منهم إلا بعثه أو سبه غيري ، وكان فيهم رجل من أهل الكوفة ، فكان عثمان على الكوفي * ( هامش ) * ( 3 / 26 ) كلمة قرشية ذات وجه : أي تحتمل أكثر من معنى . ( 3 / 29 ) أفكل : رعدة تعلو الانسان من بدر أو خوف ( ولا فعل له ) . وهو المعنى المقصود وللكلمة معان أخرى . ( * ) أجرا منه على غيره ، فقال : يا كوفي ، أتسبني ؟ أقدم المدينة ، كأنه يتهدده ، قال : فقدم المدينة فقيل له : عليك بطلحة ، فانطلق معه طلحة حتى أتى عثمان ، فقال عثمان : والله لاجلدنك مائة ، قال : فقال طلحة : والله لا تجلده مائة إلا أن يكون زانيا ، قال لاحرمنك عطاءك ، قال : فقال طلحة : إن الله سيرزقه . ( 32 ) غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت ذكوان أبا صالح يحدث عن صهيب مولى العباس قال : أرسلني العباس إلى عثمان أدعوه ، قال : فأتيته فإذا هو يغدي الناس ، فدعوته فأتاه فقال : أفلح الوجه أبا الفضل ، قال : ووجهك أمير المؤمنين ، قال : ما زدت أن أتاني رسولك وأنا أغدي الناس فغديتهم ثم أقبلت ، فقال العباس : أذكرك الله في علي ، فإنه ابن عمك وأخوك في دينك وصاحبك مع رسول الله ( ص ) وصهرك ، وإنه قد بلغني أنك تريد أن تقوم بعلي وأصحابه فأعفني من ذلك يا أمير المؤمنين ، فقال عثمان : أنا أولى من أخيك أن قد شفعتك أن عليا لو شاء ما كان أحد دونه ، ولكنه أبي إلا رأيه ، وبعث إلى علي فقال له : أذكرك الله في ابن عمك وابن عمتك وأخيك في دينك وصاحبك مع رسول الله ( ص ) وولي بيعتك ، فقال : والله لو أمرني أن أخرج من داري لخرجت ، فأما أن أداهن أن لا يقام كتاب الله فلم أكن لافعل ، قال محمد بن جعفر : سمعته ما لا أحصي وعرضته عليه غير مرة . ( 33 ) قال : وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل بن قيس قال : لما قدم معاوية وعمرو الكوفة أتى الحارث بن الازمع عمرا ، فخرج عمرو وهو راكب ، فقال له الحارث : جئت في أمر لو وجدتك على قرار لسألتك ، فقال عمرو : ما كنت لتسألني عن شئ وأنا على قرار إلا أخبرتك به الآن ، قال : فأخبرني عن علي وعثمان ، قال : فقال : اجتمعت السخطة والاثرة ، فغلبت السخطة الاثرة ، ثم سار . ( 34 ) أبو أسامة قال حدثنا كهمس قال حدثني عبد الله بن شقيق قال حدثني الاقرع قال : أرسل عمر إلى الاسقف ، قال : فهو يسأله وأنا قائم عليهما أظلهما من الشمس ، فقال له : هل تجدنا في كتابكم ؟ قال : نعتكم وأعمالكم ، قال : فما تجدني ؟ قال : أجدك قرن حديد ، قال : فنقط عمر وجهه وقال : قرن حديد ؟ قال : أمين شديد ، قال : فكأنه فرح بذلك ، قال : فما تجد بعدي ؟ قال : خليفة صدق يؤثر أقربيه ، قال : فقال عمر : يرحم الله ابن عفان ، قال : فما تجد بعده ؟ قال : صدع حديد ، قال : وفي يد عمر شئ يقلبه ، قال : فنبذه وقال : يا ذفراه ! مرتين أو ثلاثا ، فقال : لا تقل ذلك يا أمير المؤمنين فإنه خليفة مسلم ورجل صالح ، ولكنه يستخلفه والسيف مسلول والدم مهارق ، قال : ثم التفت إلي وقال : الصلاة . ( 35 ) وكيع عن يحيى بن أبي الهيثم عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال : لا تسلوا سيوفكم فلئن سللتموها لا تغمد إلى يوم القيامة وقال : أنظروني ثمان عشرة - يعني يوم عثمان . ( 36 ) ابن المبارك عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال : قال كعب : كأني أنظر إلى هذا ، وفي يديه شهابان من نار - يعني قاتل عثمان ، فقتله . ( 37 ) عفان قال حدثني معتمر بن سليمان التيمي قال : سمعت أبي قال : حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الانصاري قال سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا ، فاستقبلهم فكان في قرية خارجا من المدينة ، أو كما قال : قال : فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه ، قال : أراه قال : وكره أن يقدموا عليه المدينة ، أو نحوا من ذلك ، فأتوه فقالوا : ادع بالمصحف ، فدعا بالمصحف فقالوا : افتح السابعة ، وكانوا يسمون سورة يونس السابعة ، فقرأها حتى إذا أتى على هذه الآية * ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل : آلله أذن لكم أم على الله تفترون ) * قالوا : أرأيت ما حميت من الحمى آلله أذن لك به أم على الله تفتري ؟ فقال : أمضه ، أنزلت في كذا وكذا ، وأما الحمى فإن عمر حمى الحمى قبلي لابل الصدقة ، فلما وليت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى لما زاد من الابل الصدقة ، أمضه ، فجعلوا يأخذونه بالآية فيقول : أمضه ، نزلت في كذا وكذا والذي يلي كلام عثمان يومئذ في سنك ، يقول أبو نضرة : يقول لي ذلك أبو سعيد ، قال أبو نضرة : وأنا في سنك يومئذ ، قال : ولم يخرج وجهي - أو لم يستو وجهي - يومئذ ، لا أدري لعله قال مرة أخرى : وأنا يومئذ في ثلاثين سنة ، ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج ، فعرفها فقال : استغفر الله وأتوب إليه ، فقال لهم : ما تريدون ؟ فأخذوا ميثاقه ، قال : وأحسبه قال : وكتبوا عليه شرطا ، قال : وأخذ عليهم ، أن لا يشقوا عصا ولا يفارقوا جماعة ما أقام لهم بشرطهم أو كما أخذوا عليه ، فقال لهم : ما تريدون ؟ فقالوا : نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء ، فإنما * ( هامش ) * ( 3 / 35 ) أي أن عثمان رضي الله عنه لم يكن ليعمر أكثر من ذلك وثمان عشرة أي ثمان عشرة يوما . ( 3 / 37 )* ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق ) * سورة يونس الآية ( 59 ). لا يشقوا عصا : لا يخرجون على السلطان ولا يعصون . = حوباتي : ذنوبي . [ إذ ] أضفناها للضرورة وليست في الاصل . ويقال أن كاتب الكتاب المذكور هنا هو مروان بن الحكم ولا علم لعثمان رضي الله عنه به . رشائي : سقايتي . = * ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) * سورة البقرة من الآية ( 137 ). ابن أبي شيبة - ج 8 - م 44 (* ) هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد ( ص ) ، فرضوا ، وأقبلوا معه إلى المدينة راضين ، فقام فخطب فقال : والله إني ما رأيت وفد أهم خير لحوباتي من هذا الوفد الذين قدموا علي ، وقال مرة أخرى : حسبت أنه قال : من هذا الوفد من أهل مصر ، ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه ، ومن كان له ضرع فليحتلب ، ألا إنه لا مال لكم عندنا ، إنما هذا المال لمن قاتل عليه ، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد ( ص ) ، فغضب الناس وقالوا : هذا مكر بني أمية ، ثم رجع الوفد المصريون راضين ، فبينما هم في الطريق [ إذ ] براكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويسبهم ، فقالوا له : إن لك لامرا ما شأنك ؟ قال : أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ففتشوه فإذا بكتاب على لسان عثمان ، عليه خاتمه إلى عامل مصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم فأقبلوا حتى قدموا المدينة ، فأتوا عليا فقالوا : ألم تر إلى عدو الله ، أمر فينا بكذا وكذا ، والله قد أحل دمه قم معنا إليه ، فقال : لا والله ، لا أقوم معكم ، قالوا : فلم كتبت إلينا ، قال : لا والله ما كتبت إليكم كتابا قط ، قال : فنظر بعضهم إلى بعض ، ثم قال بعضهم لبعض : ألهذا تقاتلون أو لهذا تغضبون ، وانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية - أو قرية له - فانطلقوا حتى دخلوا على عثمان فقالوا : كتبت فينا بكذا وكذا ، فقال : إنما هما إثنتان : أن تقيموا علي رجلين من المسلمين أو يميني : بالله الذي لا إله إلا هو ، ما كتبت ولا أمليت ، وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل وقد ينقش الخاتم على الخاتم ، فقالوا له : قد والله أحل الله دمك ، ونقض العهد والميثاق ، قال : فحصروه في القصر ، فأشرف عليهم فقال : السلام عليكم ، قال : فما أسمع أحدا رد السلام إلا أن يرد رجل في نفسه ، فقال : أنشدكم بالله ، هل علمتم أني اشتريت رومة بمالي لاستعذب بها ، فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين ، فقيل : نعم ، فقال : فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر ، قال : أنشدكم بالله ، هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الارض فزدته في المسجد ، قيل : نعم ، قال : فهل علمتم أحدا من الناس منع أن يصلي فيه ، قيل : نعم ، قال : فأنشدكم بالله هل سمعتم نبي الله عليه السلام - فذكر كذا وكذا شيئا من شأنه ، وذكر أرى كتابة المفصل ، قال : ففشا النهي ، وجعل الناس يقولون : مهلا عن أمير المؤمنين ، وفشا النهي وقام الاشتر ، فلا أدري يومئذ أم يوما آخر ، فقال : لعله قد مكر به وبكم ، قال : فوطئه الناس حتى لقي كذا وكذا ، ثم إنه أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم ، فلم تأخذ فيهم الموعظة ، وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها ، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم الموعظة ، ثم فتح الباب ووضع المصحف بين يديه ، قال : فحدثنا الحسن أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته ، فقال له عثمان : لقد أخذت مني مأخذا - أو قعدت مني مقعدا - ما كان أبو بكر ليأخذه - أو ليقعده - ، قال : فخرج وتركه ، قال : وفي حديث أبي سعيد : فدخل عليه رجل فقال : بيني وبينك كتاب الله ، فخرج وتركه ، ودخل عليه رجل يقال له ( الموت الاسود ) فخنقه وخنقه ثم خرج ، فقال : والله ما رأيت شيئا قط هو ألين من حلقه ، والله لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل نفس الجان تردد في جسده ، ثم دخل عليه آخر ، فقال بيني وبينك كتاب الله والمصحف بين يديه ، فأهوى إليه بالسيف فاتقاه بيده فقطعها فلا أدري أبانها ، أو قطعها فلم يبنها ، فقال : أما والله إنها لاول كف خطت المفصل ، وحدثت في غير حديث أبي سعيد : فدخل عليه التجيبي فأشعره بمشقص ، فانتضح الدم على هذه الآية * ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) * وإنها في المصحف ما حكت ، وأخذت بنت القرافصة - في حديث أبي سعيد - حليها فوضعته في حجرها ، وذلك قبل أن يقتل ، فلما أشعر أو قتل تجافت - أو تفاجت - عليه ، فقال بعضهم : قاتلها الله ما أعظم عجيزتها ، فعرفت أن أعداء الله لم يريدوا إلى الدنيا . ( 38 ) قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عفان قال حدثنا أبو محصن أخو حماد بن نمير رجل من أهل واسط ، قال : حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال حدثني جهم رجل من بني فهر ، قال : أنا شاهد هذا الامر ، قال : جاء سعد وعمار فأرسلوا إلى عثمان إن أتينا ، فإنا نريد أن نذكر لك أشياء أحدثتها أو أشياء فعلتها ، قال : فأرسل إليهم أن انصرفوا اليوم ، فإني مشتغل وميعادكم يوم كذا وكذا حتى أشرن ، قال أبو محصن : أشرن : أستعد لخصومتكم ، قال : فانصرف سعد وأبي عمار أن ينصرف ، قالها أبو محصن مرتين ، قال : فتناوله رسول عثمان فضربه ، قال : فلما اجتمعوا للميعاد ومن معهم قال لهم عثمان ما تنقمون مني ؟ قالوا : ننقم عليك ضربك عمارا ، قال : قال عثمان : جاء عثمان : جاء سعد وعمار فأرسلت إليهما ، فانصرف سعد وأبى عمار أن ينصرف ، فتناوله رسول من غير أمري ، فو الله ما أمرت ولا رضيت ، فهذه يدي لعمار فيصطبر ، قال أبو محصن : يعني : يقتص ، قالوا : ننقم عليك إنك جعلت الحروف حرفا واحدا ، قال : جاءني حذيفة فقال : ما كنت صانعا إذا قيل : قراءة فلان وقراءة فلان وقراءة فلان ، كما اختلف أهل الكتاب ، فأن يك صوابا فمن الله ، وإن يك خطأ فمن حذيفة ، قالوا : ننقم عليك إنك حميت الحمى ، قال : جاءتني قريش فقالت : إنه ليس من العرب قوم إلا لهم حمى يرعون فيه غيرها ، فقلت ذلك لهم ، فإن رضيتم فأقروا ، وإن كرهتم فغيروا ، أو قال لا تقروا - شك أبو محصن ، قالوا : وتنقم عليك أنك استعملت السفهاء أقاربك [ قال ] فليقم أهل كل مصر يسألوني صاحبهم الذي يحبونه فأستعمله عليهم وأعزل عنهم الذي يكرهون ، قال : فقال أهل البصرة : رضينا بعبد الله بن عامر ، فأقره علينا ، وقال أهل الكوفة : أعزل سعيدا ، وقال الوليد - شك أبو محصن : استعمل علينا أبا موسى ففعل ، قال : وقال أهل الشام : قد رضينا بمعاوية فأقره علينا ، وقال أهل مصر : اعزل عنا ابن أبي سرح ، واستعمل علينا عمرو بن العاص ، ففعل ، قال : فما جاءوا بشئ إلا خرج منه قال : فانصرفوا راضين ، فبينما بعضهم في بعض الطريق إذ مر بهم راكب فاتهموه ففتشوه فأصابوا معه كتابا في أداوة إلى عاملهم أن خذ فلانا وفلانا فاضرب أعناقهم ، قال : فرجعوا فبدأوا بعلي فجاء معهم إلى عثمان ، فقالوا : هذا كتابك وهذا خاتمك ، فقال عثمان : والله ما كتبت ولا علمت ولا أمرت ، قال : فما تظن ؟ قال أبو محصن : تتهم ، قال : أظن كاتبي غدر وأظنك به يا علي ، قال : فقال له علي : ولم تظنني بذاك ؟ قال : لانك مطاع عند القوم ، قال : ثم لم تردهم عني ، قال : فأبى القوم وألحوا عليه حتى حصروه ، قال : فأشرف عليهم وقال : بم تستحلون دمي ؟ فو الله ما حل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : مرتد عن الاسلام أو ثيب زان أو قاتل نفس ، فو الله ما علمت شيئا منهن منذ أسلمت ، قال : فألح القوم عليه ، قال : وناشد عثمان الناس أن لا تراق فيه محجمة من دم ، فلقد رأيت ابن الزبير يخرج عليهم في كتيبة حتى يهزمهم ، لو شاءوا أن يقتلوا منهم لقتلوا ، قال : ورأيت سعيد بن الاسود البختري وإنه ليضرب رجلا بعرض السيف لو شاء أن يقتله لقتله ، ولكن عثمان عزم على الناس فأمسكوا ، قال : فدخل عليه أبو عمرو بن بديل الخزاعي التجيبي ، قال فطعنه أحدهما بمشقص في أوداجه وعلاه الآخر بالسيف فقتلوه ، ثم انطلقوا هرابا يسيرون بالليل ويكمنون بالنهار حتى أتوا بلدا بين مصر والشام ، قال فمكنوا في غار ، قال : فجاء نبطي من تلك البلاد معه حمار ، قال : فدخل ذباب في منخر الحمار ، قال : فنفر حتى دخل عليهم الغار ، وطلبه صاحبه فرآهم : فانطلق إلى عامل معاوية ، قال : فأخبره بهم ، قال : فأخذهم معاوية فضرب أعناقهم . ( 39 ) عبد الله بن بكر قال حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار قال : لما ذكروا من شأن عثمان الذي ذكروا أقبل عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحابه حتى دخلوا على عبد الله بن عمر فقالوا : يا أبا عبد الرحمن ! ألا ترى ما قد أحدث هذا الرجل ؟ فقال : بخ بخ فما تأمروني ؟ تريدون أن تكونوا مثل الروم وفارس إذا غضبوا على ملك قتلوه ، قد ولاه الله الذي ولاه فهو أعلم ، لست بقائل في شأنه شيئا . ( 40 ) أسود بن عامر قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن بشر بن شغاف قال : سألني عبد الله بن سلام عن الخوارج فقلت لهم : أطول الناس صلاة وأكثرهم صوما غير أنهم إذا خلفوا الجسر أهرقوا الدماء وأخذوا الاموال ، قال : لا تسأل عنهم الا ذا ، أما إني قد قلت لهم : لا تقتلوا عثمان ، دعوه ، فو الله لئن تركتموه إحدى عشرة ليموتن على فراشه موتا فلم يفعلوا وإنه لم يقتل نبي إلا قتل به سبعون ألفا من الناس ولم يقتل خليفة إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفا . ( 41 ) علي بن حفص قال حدثنا محمد بن طلحة عن عاصم بن كليب الجرمي عن أبي قلابة قال : جاء الحسن بن علي إلى عثمان فقال : إخترط سيفي ، قال : لا أبرأ الله إذا من دمك ، ولكن ثم سيفك وارجع إلى أبيك . ( 42 ) عبد الله بن نمير عن الاعمش قال : دخلنا على ابن أبي هذيل فقال : قتلوا عثمان ثم أتوني ، فقلنا له : أتريبك نفسك . ( 43 ) غندر وأبو أسامة قالا أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال : سمعته يقول : هاتان رجلاي ، فإن كان في كتاب الله أن تجعلوهما في القيود فاجعلوهما في القيود . ( 44 ) أبو أسامة عن هشام عن محمد قال : قال حذيفة حين قتل عثمان : اللهم إن كانت العرب أصابت بقتلها عثمان خيرا أو رشدا أو رضوانا فإني برئ منه ، وليس لي فيه نصيب ، وإن كانت العرب أخطأت بقتلها عثمان فقد علمت براءتي ، قال : اعتبروا قولي ما أقول لكم ، والله إن كانت العرب أصابت بقتلها عثمان لتحتلبن به لبنا ، ولئن كانت العرب أخطأت بقتلها عثمان لتحتلبن به دما . ( 45 ) ابن علية عن أيوب عن حميد بن هلال قال : قال أبو ذر لعثمان : لو أمرتني أن أتعلق بعروة قتب لتعلقت بها أبدا حتى أموت . * ( هامش ) * ( 3 / 45 / 46 / 47 وهذا كناية عن التزامهم بطاعة لانه أمير المؤمنين . ( * ) ( 46 ) عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ابن الحنفية قال : قال علي : لو سيرني عثمان إلى صرار لسمعت له وأطعت . ( 47 ) قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن سيدان عن أبي ذر قال : لو أمرني أن أمشي على رأسي لمشيت . ( 48 ) وكيع قال حدثنا الاعمش عن أبي إسحاق عن عبيد بن عمرو الخارقي قال : كنت أحد النفر الذين قدموا فنزلوا بذي المروة ، فأرسلونا إلى نفر من أصحاب محمد ( ص ) وأزواجه نسألهم : أنقدم أو نرجع ، وقيل لنا : اجعلوا عليا آخر من تسألون ، قال : فسألناهم فكلهم أمر بالقدوم فأتينا عليا فسألناه فقال : سألتم أحدا قبلي ؟ قلنا : نعم ، قال : فما أمروكم به ؟ قلنا : أمرونا بالقدوم ، قال : لكني لا آمركم ، بيض فليفرخ . ( 49 ) يزيد بن هارون عن العوام قال حدثني رجل من أصحاب الاخرس شيخين من بني ثعلبة رجل وامرأته قالا : قدمنا الربذة فمررنا برجل أبيض الرأس واللحية أشعث ، فقيل : هذا من أصحاب رسول الله ( ص ) وقد فعل بك هذا الرجل وفعل ، فهل أنت ناصب لنا رأية فتأتيك برجال ما شئت ، فقال : يا أهل الاسلام ! لا تعرضوا علي أذاكم ، لا تذلوا السلطان ، فإنه من أذل السلطان أذله الله ، والله أن لو صلبني عثمان على أطول حبل أو أطول خشبة لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت أن ذلك خير لي ، ولو سيرني ما بين الافق إلى الافق ، أو بين المشرق إلى المغرب ، لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت أن ذلك خير لي . ( 50 ) غندر عن شعبة عن عاصم قال سمعت أبا وائل يقول : لما قتل عثمان قال أبو موسى : إن هذه الفتنة فتنة باقرة كداء البطن ، لا ندري أنى تؤتى ، تأتيكم من مأمنكم وتدع الحليم كأنه ابن أمس ، قطعوا أرحامكم وانتصلوا رماحكم . ( 51 ) وكيع عن فطر عن زيد بن علي قال : كان زيد بن ثابت ممن بكى على عثمان يوم الدار . ( 52 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو عبيدة الناجي عن الحسن قال : أتت الانصار * ( هامش ) * ( 3 / 48 ) بيض فليفرخ : أي أن أعمال عثمان قد باضت بيضا وسيفرخ هذا البيض وينتج أعمالا . ( * ) عثمان فقالوا : يا أمير المؤمنين ! ننصر الله مرتين ، نصرنا رسول الله ( ص ) وننصرك ، قال : لا حاجة في ذاك ، ارجعوا وقال الحسن : والله لو أرادوا أن يمنعوه بأرديتهم لمنعوه . ( 53 ) أبو أسامة عن الاعمش عن أبي صالح قال : قال عبد الله بن سلام لما حصر عثمان في الدار : لا تقتلوه فإنه لم يبق من أجله إلا قليل والله لئن قتلتموه لا تصلوا جميعا أبدا . ( 54 ) زيد بن الحباب قال حدثني محمد بن سوقة قال حدثني منذر الثوري قال : كنا عند محمد ابن الحنفية ، قال : فنال بعض القوم من عثمان فقال : مه ، فقلنا له : كان أبوك يسب عثمان ، قال : ما سبه ، ولو سبه يوما لسبه يوم جئته وجاءه السعاة فقال : خير كتاب الله في السعاة فاذهب به إلى عثمان ، فأخذته فذهبت به إليه ، فقال : لا حاجة لنا فيه ، فجئت إليه فأخبرته فقال : ضعه موضعه ، فلو سبه يوما لسبه ذلك اليوم . ( 55 ) زيد بن الحباب قال حدثني العلاء بن المنهال قال حدثني فلان قال : سمعت الزهري بالرصافة يقول : اللهم لقد نصح علي وصحح في عثمان ، لولا أنهم أصابوا الكتاب لرجعوا . ( 56 ) يحيى بن آدم قال حدثني أبو بكر بن عياش عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال : قلت للاشتر : لقد كنت كارها ليوم الدار فكيف رجعت عن ريئك ؟ فقال : أجل ، والله إن كنت لكارها ليوم الدار ولكن جئت بأم حبيبة بنت أبي سفيان لادخلها الدار ، وأردت أن أخرج عثمان في هودج ، فابوا أن يدعوني وقالوا : ما لنا ولك يا أشتر ، ولكني رأيت طلحة والزبير والقوم بايعوا عليا طائعين غير مكرهين ، ثم نكثوا عليه ، قلت : فابن الزبير القائل : اقتلوني ومالكا ، قال : لا والله ، ولا رفعت السيف عن ابن الزبير وأنا أرى أن فيه شيئا من الروح لاني كنت عليه بحنق لانه استخف أم المؤمنين حتى أخرجها ، فلما لقيته ما رضيت له بقوة ساعدي حتى قمت في الركابين قائما فضربته على رأسه ، فرأيت أني قد قتلته ، ولكن القائل ( اقتلوني ومالكا ) عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، لما لقيته اعتنقته فوقعت أنا وهو عن فرسينا ، فجعل ينادي : اقتلوني ومالكا ، والناس يمرون لا يدرون من يعني ، ولم يقل : الاشتر ، وإلا لقتلت . * ( هامش ) * ( 3 / 55 ) أي لولا الكتاب المزور على عثمان رضي الله عنه ما رجعوا إلى المدينة ولا قتلوه . ( 3 / 56 ) لانه اشتهر باسم الاشتر النخعي أما اسمه فلم يكن يعرفه إلا قلة من الناس . ( * ) ( 57 ) أبو أسامة عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال : أخذ علي بيد الاشتر ثم انطلق به حتى أتى طلحة فقال إن هؤلاء - يعني أهل مصر - يسمعون منك ويطيعونك ، فانههم عن قتل عثمان ، فقال : ما استطيع دفع دم أراد الله إهراقه ، فأخذ علي بيد الاشتر ، ثم انصرف وهو يقول : بئس ما ظن ابن الحضرمية أن يقتل ابن عمي ويغلبني على ملكي بئس ما أرى . ( 58 ) أسود بن عامر قال حدثنا جرير بن حازم عن ابن سيرين قال : ما علمت أن عليا اتهم في قتل عثمان حتى بويع اتهمه الناس . ( 59 ) أبو المورع قال أخبرنا العلاء بن عبد الكريم عن عميرة بن سعد قال : لما قدم طلحة والزبير ومن معهم ، قال : قام رجل في مجمع من الناس ، فقال : أنا فلان بن فلان ، أحد من بني جشم ، فقال : إن هؤلاء الذين قدموا عليكم ، إن كان إنما بهم الخوف فجاءوا من حيث يأمن الطير ، وإن كان إنما بهم قتل عثمان فهم قتلوه ، وإن الرأي فيهم أن تنخسف بهم دوابهم حتى يخرجوا . ( 60 ) عفان قال حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يقول حدثنا أبو عثمان أن عثمان قتل في أوسط أيام التشريق . ( 61 ) الفضل بن دكين قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن سيرين قال : لما قتل عثمان قال عدي بن حاتم : لا تنتطح فيها عنزان ، فلما كان يوم صفين فقئت عينه فقيل : لا تنتطح في قتل عثمان عنزان ، قال بلى ، وتنقأ فيه عيون كثيرة . ( 62 ) أبو أسامة قال حدثنا عبد الله بن الوليد عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن أبي ظبيان الازدي قال : قال عمر : مالك يا أبا ظبيان ، قال : قلت : أنا في ألفين وخمسمائة ، قال : فاتخذ شاءا فإنه يوشك أن تجئ أغيلمة من قريش يمنعون هذا العطاء . ( 63 ) أبو أسامة قال حدثنا عبد الله بن الوليد قال : سمعت محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب يقول قال أبو هريرة : والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم كثيرا ولبكيتم قليلا ، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، والله ليقعن القتل والموت في هذا الحي من قريش حتى يأتي الرجل الكنا ، قال أبو أسامة : يعني الكناسة - فيجد بها نعل قرشي . * ( هامش ) * ( 3 / 60 ) أوسط أيام التشريق ، هو ثالث عيد الاضحى . ( 3 / 62 ) أغيلمة تصغير غلمان . ( 3 / 63 ) أي يرمي القتلى في الكناسة من كثرتهم . ( * ) ( 64 ) قال وحدثنا أبو بكر قال وحدثنا محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن مجالد عن الشعبي عن عامر بن شهر قال : سمعت من النبي ( ص ) كلمة ، ومن النجاشي كلمة ، سمعت النبي ( ص ) يقول : انظروا قريشا فاسمعوا من قولهم وذروا فعلهم ، قال : وكنت عند النجاشي إذ جاء ابن له من الكتاب فقرأ آية من الانجيل ففهمها فضحكت فقال : مم تضحك ؟ من كتاب الله ؟ أما والله إنها لفي كتاب الله الذي انزل على عيسى أن اللعنة تكون في الارض إذا كان امراؤها الصبيان . ( 65 ) الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن القاسم بن الحارث عن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود قال : قال النبي ( ص ) لقريش : ( إن هذا الامر فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا عملا ينزعه الله منكم ، فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرار خلقه فالتحوكم كما يلتحى القضيب ) . ( 66 ) أبو أسامة عن عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى قال : قام النبي ( ص ) على باب بيت فيه نفر من قريش ، فقال : ( إن هذا الامر في قريش ما داموا إذا استرحموا رحموا ، وإذا ما حكموا عدلوا ، وإذا ما قسموا أقسطوا ، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل ) . ( 67 ) محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الاحوص قال : أخبرني رب هذا الدار أبو هلال أنه سمع أبا برزة الاسلمي يحدث أنهم كانوا مع رسول الله ( ص ) في سفر فسمعوا غناء فاستشرفوا له ، فقام رجل فاستمع ، وذلك قبل أن تحرم الخمر ، فأتاهم ثم رجع فقال : هذا فلان وفلان ، وهما يتغنيان ويجيب أحدهما الآخر وهو يقول : لا يزال [ جوادي ] تلوح عظامه * زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا فرفع رسول الله ( ص ) يديه فقال : ( اللهم أركسهما في الفتنة ركسا ، اللهم دعهما إلى النار دعا ) . * ( هامش ) * ( 3 / 64 ) الصبيان : أي صغار الصغار . ( 3 / 65 ) يلتحى القضيب : يزال قشره . ( 3 / 66 ) الصرف : النوافل والعدل : الفرائض . ( 3 / 67 )[ جواري ] وفي نسخة حواري وما أثبتناه أرجح وأتم للمعنى . ( * ) ( 68 ) خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال قال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن الاعشى بن عبد الرحمن عن مكمل عن أزهر بن عبد الله ، قال أقبل عبادة بن الصامت حاجا من الشام فقدم المدينة ، فأتى عثمان بن عفان فقال : يا عثمان ! ألا أخبرك شيئا سمعته من رسول الله ( ص ) ؟ قال : بلى ، قلت : فإني سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( ستكون عليكم أمراء يأمرونكم بما تعرفون ويعملون ما تنكرون ، فليس لاولئك عليكم طاعة ) . ( 69 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن إسماعيل الاودي قال : أخبرتني بنت معقل بن يسار أن أباها ثقل ، فبلغ ذلك ابن زياد فجاء يعوده فجلس فعرف فيه الموت فقال له : يا معقل ! ألا تحدثنا ، فقد كان الله ينفعنا بأشياء نسمعها منك ، فقال : إني سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( ليس من وال يلي أمة قلت أو كثرت لم يعدل فيهم إلا كبه الله لوجهه في النار ) ، فأطرق الآخر ساعة فقال : شئ سمعته من رسول الله ( ص ) ، أو من وراء وراء ، قال : لا ، بل شئ سمعته من رسول الله ( ص ) ، سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( من استرعى رعية فلم يحطهم بنصيحة لم يجد ريح الجنة ، وريحها يوجد من مسيرة مائة عام ) ، قال ابن زياد : ألا كنت حدثتني بهذا قبل الآن ؟ قال : والآن لولا ما أنا عليه لم أحدثكبه . ( 70 ) وكيع عن إسماعيل عن قيس أن رجلا كان يمشي مع حذيفة نحو الفرات فقال : كيف أنتم إذا خرجتم لا تذوق منه قطرة ؟ قال : قلنا : أتظن ذلك ؟ قال : ما أظنه ، ولكن إستيقنه . ( 71 ) عبد الاعلى عن الجريري عن أبي العلاء قال : قالوا : لمطرف هذا عبد الرحمن ابن الاشعث قد أقبل ، فقال مطرف : والله لئن يرى بين أمرين : لئن ظهر لا يقوم لله دين ، ولئن ظهر عليه لا يزالون أذلة إلى يوم القيامة . * ( هامش ) * ( 3 / 68 ) وفي ذلك إشارة لاستنكار عبادة رضي الله عنه لبعض أعمال عثمان رضي الله عنه من تولية أقاربه خصوصا عبد الله بن أبي السرح أحد الاربعة الذي أباح الرسول ( ص ) دمهم عند فتح مكة فاستتابه عثمان رضي الله عنه وأتي به إلى الرسول ( ص ) يبايعه فرده ثلاثا ثم قبل منه المبايعة فلما ذهب استنكر من أصحابه ألا يقوم أحدهم فيقتله ، فقالوا لو أشرت لنا فقال ( ص ) : ( ما كان لنبي أن تكون له خائنة الاعين ) . ( 3 / 69 ) أي لولا أنه على فراش الموت ما حدثه به لانه لو حدث به قبل ذلك لقتله ابن زياد . ( * ) ( 72 ) وكيع قال حدثنا الاعمش عن سالم عن أبي الدرداء قال : لو أن رجلا همه الاسلام وعرفه ثم تفقده لم يعرف منه شيئا . ( 73 ) وكيع قال حدثنا الاعمش عن شيخ قال : قال عمر : من أراد الحق فلينزل بالبراز - يعني يظهر أمره . ( 74 ) معاوية بن هشام عن علي بن صالح عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : بينا نحن عند رسول الله ( ص ) إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم النبي ( ص ) اغرورقت عيناه وتغير لونه ، قال : فقلت له : ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ؟ قال : ( إنا أهل البيت اختار لنا الله الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا ، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه ، فيقاتلون فيضرون فيعطون ما سألوا ، فلا يقبلونه حتى يدفعوا إلى رجل من أهل بيتي ، فيملاها قسطا كما ملاوها جورا ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج ) . ( 75 ) وكيع عن شريك عن أبي مهل قال : قلت لابي جعفر : إن السلطان يولي العمل ، قال : لا تلين لهم شيئا ، وإن وليت فاتق الله وأد الامانة . ( 76 ) وكيع عن خالد بن طهمان عن أبي جعفر قال : لا تعدلهم سفرا ولا تخط لهم بقلم . ( 77 ) أبو أسامة عن الاعمش عن أبي وائل قال : دخلت على عبيد الله بن زياد بالبصرة وقد أتى بجزية أصبهان ثلاثة آلاف ألف ، فهي موضوعة بين يديه ، فقال : يا أبا وائل : ما تقول فيمن مات وترك مثل هذه ؟ قال : فقلت : أعرض به كيف إن كانت من غلول ، قال : ذاك شر على شر ، ثم قال : يا أبا وائل ! إذا أنا قدمت الكوفة فأتني لعلي أصيبك بخير ، قال : فقدم الكوفة ، قال : فأتيت علقمة فأخبرته فقال : أما إنك لو أتيته قبل أن تستشيرني لم أقل لك شيئا ، فأما إذا استشرتني فإنه يحق علي أن أنصحك ، فقال : ما أحب أن لي ألفين من ألفين وإني أعز الجند عليه ، وذلك أني لا أصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من ديني أكثر منه . * ( هامش ) * ( 3 / 72 ) لانه غيروا وبدلوا أيام الفتنة والخوارج . ( 3 / 75 ) سفرا : كتابا . ( * ) ( 78 ) ابن فضيل عن الصلت بن مطر العجلي عن عيسى المرادي عن معاذ قال : يكون في آخر هذا الزمان قراء فسقة ، ووزراء فجرة ، وأمناء خونة ، وعرفاء ظلمة وأمراء كذبة .
( 79 ) يعلي بن عبيد عن موسى الجهني عن قيس بن يزيد قال : حدثتني مولاتي سدرة أن جدي سلمة بن قيس حدثني ، قال : لقيت أبا ذر فقال : يا سلمة بن قيس ! ثلاث قد حفظتها لا تجمع بين الضرائر فإنك لن تعدل ولو حرصت ، ولا تعمل على الصدقة فإن صاحب الصدقة زائد وناقص ، ولا تغش ذا سلطان فإنك لا تصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك أفضل منه . ( 80 ) الفضل بن دكين عن فطر عن أبي إسحاق عن عمارة بن عبد ، قال : قال حذيفة : اتقوا أبواب الامراء فإنها مواقف الفتن ، إلا أن الفتنة شبيهة مقبلة وتبين مدبرة . ( 81 ) قال : وحدثنا أبو بكر قال حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي قال حدثنا عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو ، قال عبد الرحمن : أظنه عن قيس بن السكن ، قال : قال علي على منبره : إني أنا فقأت عين الفتنة ، ولو لم أكن فيكم ما قوتل فلان وفلان وفلان أهل النهر ، وأيم الله لولا أن تتكلوا فتدعوا العمل لحدثتكم بما سبق لكم على لسان نبيكم ، لمن قاتلهم مبصرا لضلالتهم عارفا بالذي نحن عليه ، قال ، ثم قال : سلوني فإنكم لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا حدثتكم ولا شيئها قال : فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، حدثنا عن البلاء ، فقال أمير المؤمنين : إذا سأل سائل فليعقل ، وإذا سئل مسؤول فليتثبت ، إن من ورائكم أمورا جللا وبلاء مبلحا مكلحا ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ! لو قد فقد تموني ونزلت جراهنة الامور وحقائق البلاء لفشل كثير من السائلين ، ولاطرق كثير من المسؤولين ، وذلك إذا فصلت حربكم وكشفت عن ساق لها وصارت الدنيا بلاء على أهلها حتى يفتح الله لبقية الابرار ، قال : فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ! حدثنا عن الفتنة ، فقال : إن الفتنة إذا أقبلت شهبت ، إذا أدبرت أسفرت ، وإنما الفتن نحوم كنحوم الرياح ، يصبن بلدا ويخطئن آخر ، * ( هامش ) * ( 3 / 80 ) شبيهة مقبلة : أي إذا أقبلت كشبه علي الناس أمرهم فلا يعرفون وجه الصواب فيما يفعلون
تبين مدبرة : إذا أدبرت تبين المرء ما أتى من أعمال وأخطاء وخطايا . ( 3 / 81 ) لمن قاتلهم : أي لمن قاتل الخوارج . جراهنة الامور : الامور الصعبة المعقدة . = [ توجروا ] : تؤجروا وقريش تترك الهمز في أكثر الكلام . كنصرة العبد من سيده : أي لا يقدر على الانتصاف منه . ( * ) فانصروا أقواما كانوا أصحاب رايات يوم بدر ويوم حنين تنصروا [ وتوجروا ] ، ألا إن أخوف الفتنة عندي عليكم فتنة عمياء مظلمة خصت فتنتها ، وعمت يليتها ، أصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمي عنها ، يظهر أهل باطلها على أهل حقها حتى تملا الارض عدوانا وظلما ، وإن أول من يكسر عمدها ويضج جبروتها وينزع أوتادا الله رب العالمين ، ألا وإنكم ستجدون أرباب سوء لكم من بعدي كالناب الضروس ، تعض بفيها ، وتركض برجلها ، وتخبط بيدها ، وتمنع درها ، ألا أنه لا يزال بلاؤهم بكم حتى لا يبقى في مصر لكم إلا نافع لهم أو غير ضار ، وحتى لا يكون نصرة أحدكم منهم إلا كنصرة العبد من سيده وأيم الله لو فرقوكم تحت كل كوكب لجمعكم الله أيسر يوم لهم ، قال : فقام رجل فقال : هل بعد ذلكم جماعة يا أمير المؤمنين ؟ قال : لانها جماعة شتى غير أن أعطياتكم وحجكم وأسفاركم واحد والقلوب مختلفة هكذا - ثم شبك بين أصابعه ، قال : مم ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : يقتل هذا هذا ، فتنة فظيعة جاهلية ، ليس فيها إمام هدى إلى علم نرى نحن أهل البيت منها نجاة ولسنا بدعاة ، قال : وما بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : يفرج الله البلاء برجل من أهل البيت تفريج الاديم يأتي ابن خبره إلا ما يسومهم الخسف ، ويسقيهم بكأس مصيره ، ودت قريش بالدنيا وما فيها ، لو يقدرون على مقام جزر وجزور لاقبل منهم بعض الذي أعرض عليهم اليوم ، فيردونه ويأبى إلا قتلا . ( 82 ) وكيع عن عمران بن حدير عن السمط عن كعب قال : لكل زمان ملوك ، فإذا أراد الله بقوم خيرا بعث فيهم مصلحهم ، وإذا أراد بقوم شرا بعث فيهم مترفيهم . ( 83 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا شريك عن أبي اليقظان عن زاذان عن عليم قال : كنا معه على سطح ومعه رجل من أصحاب النبي ( ص ) في أيام الطاعون ، فجعلت الخنازير تمر ، فقال يا طاعون خذني ، قال : فقال عليم : ألم يقل رسول الله ( ص ) : ( لا يتمنين أحدكم الموت ، فإنه عند انقطاع عمله ، ولا يرد فيستعتبه ) فقال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( بادروا بالموت ستا ، إمرة السفهاء ، وكثرة الشرط ، وبيع الحكم ، واستخفافا بالدم ، ونشوءا يتخذون القرآن مزامير ، يقدمونه ليغنيهم ، وإن كان أقلهم فقها ) . ( 84 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو عبيدة عن الحسن قال : إنما حبل الله هذا السلطان ناصر لعباد الله ودينه ، فكيف من ركب ظلما على عباد الله واتخذ عباد الله خولا ، يحكمون في دمائهم وأموالهم ما شاءوا ، والله إن يمتنع أحد ، والله ما لقيت أمة بعد نبيها من الفتن والذل ما لقيت هذه بعد نبيها . ( 85 ) أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن همام : قال : جاء إلى عمر رجل من أهل الكتاب فقال : السلام عليك يا ملك العرب ، قال عمر : وهكذا تجدونه في كتابكم ؟ أليس تجدون النبي ثم الخليفة ثم أمير المؤمنين ثم الملوك بعد ؟ قال له : بلى . ( 86 ) وكيع قال حدثنا الاعمش عن شقيق عن عبد الله وذكر رجلا فقال : أهلكه الشح وبطانة السوء . ( 87 ) جعفر بن عون عن الوليد بن جميع عن أبي بكر بن أبي الجهم عن أبي بردة بن دينار رفعه إلى النبي ( ص ) قال : ( لا تذهب الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع ) . ( 88 ) غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم أنه سمع أباه قال : رأيت عبد الرحمن بن عوف بمنى محلوقا رأسه يبكي ، يقول : ما كنت أخشى أن أبقى حتى يقتل عثمان . ( 89 ) عبد الله بن شيبان عن الاعمش عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال : إنا لنجد في كتاب الله المنزل صنفين في النار : قوم يكونون في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر يضربون بها الناس على غير جرم لا يدخلون بطونهم إلا خبيثا ، ونساء كاسيات عاريان مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها . ( 90 ) يحيى بن أبي كثير قال حدثنا المياح بن بسطام الحنظلي قال حدثنا ليث بن أبي سليم عن طاوس عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إنها ستكون أمراء تعرفون وتنكرون ، فمن باراهم نجا ، ومن اعتزلهم سلم أو كاد ، ومن خالطهم هلك ) . ( 91 ) يحيى بن إسحاق قال أخبرني يحيى بن أيوب عن أبي قبيل عن يثيع عن النعمان بن بشير أنه قال : ابعثوا إلى أملة يذبون عن فساد الارض ، فقال له كعب الاحبار : مه لا تفعل ، فإن ذلك في كتاب الله المنزل : أن قوما يقال لهم الاملة يحملون * ( هامش ) * ( 3 / 87 ) عند لكع بن لكع : أي عند الوضيع لا يستحق التقديم ، لا أصل له ولا نسب ولا علما يقدمه أو فقها يعمل به . ( 3 / 90 ) باراهم : قاتلهم ونازلهم . ( 3 / 91 ) الاملة : الشرطة . ( * ) بأيدهم سياطا كأنها أذناب البقر ، لا يريحون ريح الجنة ، فلا تكن أنت أول من يبعث فيهم ، قال : ففعل ، فقلت أنا ليحيى : ما الاملة ؟ قال : أنتم تسمونهم بالعراق الشرط . ( 92 ) وكيع عن يزيد بن مردانبه عن خليفة بن سعد قال : رأيت عثمان في بعض طرق المدينة وهو يقول : مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن يسلط عليكم شراركم ، فيدعوا عليهم خياركم ، فلا يستجاب لهم ، قال : ورحمته حمله فأخذ بعضديه فقال : لا أموت حتى تدركني إمارة الصبيان . ( 93 ) وكيع عن النهاس بن قهم عن شداد أبي عمار قال : قال عوف بن مالك يا طاعون خذني إليك ، فقالوا : أما سمعت رسول الله ( ص ) قال : ( كلما طال عمر المسلم كان خيرا له ) ؟ ، قال : بلى ، ولكني أخاف ستا : إمارة السفهاء ، وبيع الحكم ، وسفك الدم ، وقطية الرحم ، وكثرة الشرط ، ونشوءا ينشأون يتخذون القرآن مزامير . ( 94 ) الفضل بن دكين قال حدثنا عبيد بن طفيل أبوسيدان الغطفاني قال حدثني ربعي بن حراش عن عمر بن الخطاب قال : اتركوا هؤلاء الفطح الوجوه ما تركوكم ، فو الله لوددت أن بيننا وبينهم بحرا لا يطاق . ( 95 ) حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن عبد الملك بن أبي سليمان قال : سألت أبا جعفر : هل في هذه الامة كفر ؟ قال : لا أعلمه ، ولا شرك ، قال : قلت : فماذا ؟ قال : بغي . ( 96 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن نشيط قال حدثني أبو عبد الملك مولى بني أمية قال : سمعت أبا هريرة يقول : تكون فتنة لا ينجي منها إلا دعاء كدعاء الغريق . ( 97 ) يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد عن الجريري عن ابن المثنى عن أبي أمامة قال : لا تقوم الساعة حتى يتحول شرار أهل الشام إلى العراق ، وخيار أهل العراق إلى الشام . ( 98 ) غندر عن شعبة عن سماك عن أبي الربيع عن أبي هريرة قال : ويل للعرب من شر قد اقترب : إمارة الصبيان ، إن أطاعوهم أدخلوهم النار ، وإن عصوهم ضربوا أعناقهم . * ( هامش ) * ( 3 / 95 ) بغي : ظلم وتعد . ( * ) ( 99 ) هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن محمد قال : كنا نتحدث أنه تكون ردة شديدة حتى يرجع ناس من العرب يعبدون الاصنام بذي الخلصة . ( 100 ) عبيد الله بن موسى عن فطر عن أبي إسحاق قال : حدثني من دخل على ابن ملجم السجن وقد اسود كأنه جذع محترق . ( 101 ) هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن محمد عن أبي الجلد قال : تكون فتنة بعدها فتنة ، الاولى في الآخرة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف ، ثم تكون بعد ذلك فتنة تستحل فيها المحارم كلها ، ثم تأتي الخلافة خير أهل الارض وهو قاعد في بيته هنيا . ( 102 ) الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي محمد عن عاصم بن عمرو البجلي أن أبا أمامة قال : لينادين باسم رجل من السماء لا ينكره الذليل ولا يمتنع منها العزيز . ( 103 ) الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي أن حذيفة بن اليمان قال : بينما قوم يتحدثون إذ تمر بهم إبل قد عطلت ، فيقولون : يا إبل ! أين أهلك ؟ فتقول : أهلنا حشروا ضحى . * ( هامش ) * ( 3 / 99 ) ذي الخلصة : موضع كان فيه صنم من أصنام الجاهلية . ( 3 / 103 ) إبل قد عطلت : أي لا تحمل شيئا أو أحدا وقد تركت أزمتها دون قياد . ( * )
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الجمل [ وصفين والخوارج ] 41 وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله ( 1 ) في مسير عائشة وعلي وطلحة والزبير ( 1 ) حدثنا عبد الله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة قال حدثني العلاء بن المنهال قال حدثنا عاصم بن كليب الجرمي قال : حدثني أبي قال : حاصرنا توج وعلينا رجل من بني سليم يقال له : مجاشع بن مسعود ، قال : فلما أن افتتحناها - قال : وعلي قميص خلق - إنطلقت إلى قتيل من القتلى الذي قتلنا من العجم ، قال : فأخذت من قميص بعض أولئك القتلى ، قال : وعليه الدماء ، فغسلته بين أحجار ، ودلكته حتى أنقيته ولبسته وأدخلته القرية ، فأخذت إبرة وخيوطا ، فخطت قميصي ، فقام مجاشع فقال : يا أيها الناس ! لا تغلوا شيئا ، من غل شيئا جاء به يوم القيامة ولو كان مخيطا ، فانطلقت إلى ذلك القميص فنزعته وانطلقت إلى قميصي فجعلت أفتقه حتى والله يا بني جعلت أخرق قميصي توقيا على الخيط أن ينقطع ، فانطلقت والابرة والقميص الذي كنت أخذته من المقاسم فالقيته فيها ثم ما ذهبت من الدنيا حتى رأيتهم يغلون الاوساق ، فإذا قلت : أي شئ هذا ؟ قالوا نصيبا من الفئ أكثر من هذا ، قال عاصم : ورأى أبي رؤيا وهم محاصرو توج في خلافة عثمان ، وكان أبي إذا رأى رؤيا كأنما ينظر إليها زهارا ، وكان أبي قد أدرك النبي ( ص ) ، قال : فرأى كأن رجلا مريضا وكأن قوما يتنازعون عنده ، اختلفت أيديهم وارتفعت أصواتهم وكانت امرأة عليها ثياب خضر جالسة كأنها لو تشاء أصلحت بينهم ، إذ قام رجل منهم فقلب بطانة جبة عليه ثم قال : أي معاشر المسلمين ! أيخلق الاسلام فيكم وهذا سربال نبي الله فيكم لم يخلق ، إذ قام آخر من القوم فأخذ بأحد لوحي المصحف فنفضه حتى اضطرب ورقة ، قال : فأصبح أبي يعرضها ولا يجد من يعبرها ، قال : كأنهم هابوا تعبيرها ، قال : قال أبي : فلما أن قدمت البصرة فإذا * ( هامش ) * ( 1 / 1 ) توج : موضع ومأسدة والمأسدة تكثر فيه الاسود . زهادا : واضحة وضوح النهار والزهراء من أسماء الشمس . أحد لوحي المصحف : إحدى دفتيه أي جهة من الغلاف . = أضب القوم : تجمعوا . = يرشح : يتعرق . [ فاو أنهم ] كذا في الاصل ولعل العبارة ناقصة . ابن أبي شيبة - ج 8 - م 45 = ماريت : تشاغلت مظهرا أني أريد الخروج معهم . ( * ) الناس قد عسكروا ، قال : قلت : ما شأنهم ؟ قال : فقالوا : بلغهم أن قوما قد ساروا إلى عثمان فعسكروا ليدركوه فينصروه ، فقام ابن عامر فقال : إن أمير المؤمنين صالح ، وقد انصرف عنه القوم ، فرجعوا إلى منازلهم فلم يفجأهم إلا قتله ، قال : فقال أبي : فما رأيت يوما قط كان أكثر شيخا باكيا تخلل الدموع لحيته من ذلك اليوم ، فما لبث إلا قليلا حتى إذا الزبير وطلحة قد قدما البصرة ، قال : فما لبثت بعد ذلك إلا يسيرا حتى إذا علي أيضا قد قدم ، فنزل بذي قار : فقال لي شيخان من الحي : اذهب بنا إلى هذا الرجل ، فلننظر إلى ما يدعو ، وأي شئ جاء به ، فخرجنا حتى إذا دنونا من القوم وتبينا فساطيطهم إذا شاب جلد غليظ خارج من العسكر ، قال العلاء ، رئيت أنه قال : على بغل ، فلما أن نظرت إليه شبهته المرأة التي رأيتها عند رأس المريض في النوم ، فقلت لصاحبي : لئن كان للمرأة التي رأيت في المنام عند رأس المريض أخ إن ذا لاخوها ، قال : فقال لي أحد الشيخين الذين معي : ما تريد إلى هذا ؟ قال : وغمزني بمرفقه ، قال الشاب : أي شئ قلت ؟ قال : فقال أحد الشيخين : لم يقل شيئا ، فانصرف ، قال : لتخبرني ما قلت ، قال : فقصصت عليه الرؤيا ، قال : لقد رأيت ؟ قال : وارتاعوا ثم لم يضل يقول : لقد رأيت لقد رأيت ، حتى إنقطع عنا صوته ، قال : فقلت لبعض من لقيت من الرجل الذي رأينا آنفا ، قال محمد بن أبي بكر ، قال : فعرفنا أن المرأة عائشة ، قال : فلما أن قدمت العسكر قدمت على أدهى العرب - يعني عليا قال : والله لدخل علي في نسب قومي حتى جعلت أقول : والله لهو أعلم بهم مني ، حتى قال : أما إن بني راسب بالبصرة أكثر من بني قدامة ، قال : قلت أجل ، قال : فقال : أسيد قومك أنت ؟ قلت : لا ، وإني فيهم لمطاع ، ولغيري أسود ، وأطوع فيهم مني ، قال : فقال : من سيد بني راسب ؟ قلت : فلان ، قال فسيد بني قدامة ؟ قال : قلت : فلان - لآخر ، قال : هل أنت مبلغهما كتابين مني ؟ قلت : نعم ، قال : ألا تبايعون ؟ قال : فبايع الشيخان اللذان معي ، قال : وأضب قوم كانوا عنده ، قال : وقال أبي بيده : كأن فيهم خفة ، قال : فجعلوا يقولون : بايع بايع ، قال : وقد أكل السجود وجوههم ، قال : فقال إلى القوم : دعوا الرجل ، قال : فقال أبي : إنما بعثني قومي رائدا وسأنهي إليهم ما رأيت ، فإن بايعوك بايعتك ، وإن اعتزلوك اعتزلتك ، قال : فقال علي : أرأيت لو أن قومك بعثوك رائدا فرأيت روضة وغديرا فقلت : يا قوم ! النجعة النجعة ، فأبوا ، ما أنت منتجع بنفسك ؟ قال : فأخذت بأصبع من أصابعه ، ثم قلت : نبايعك على أن نطيعك ما أطعت الله ، فإذا عصيته فلا طاعة لك علينا ، فقال : نعم ، وطول بها صوته ، قال : فضربت على يده ، قال : ثم التفت إلى محمد بن حاطب وكان في ناحية القوم ، قال : فقال : أما انطلقت إلى قومك بالبصرة فأبلغهم كتبي وقولي ، قال : فتحول إليه محمد فقال : إن قومي إذا أتيتهم يقولون : ما قول صاحبك في عثمان ؟ قال : فسبه الذين حوله ، قال : فرأيت جبين علي يرشح كراهية لما يجيئون به ، قال : فقال محمد : أيها الناس ! كفوا فو الله ما إياكم أسأل ، ولا عنكم أسأل ، قال : فقال علي : أخبرهم أن قولي في عثمان أحسن القول ، إن عثمان كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين قال : قال أبي : فلم أبرح حتى قدم على أهل الكوفة ، جعلوا يلقوني فيقولون : أترى اخواننا من أهل البصرة يقاتلوننا ، قال : ويضحكون ويعجبون ، ثم قالوا : والله لو قد التقينا تعاطينا الحق ، قال : فكأنهم يرون أنهم لا يقتتلون ، قال : وخرجت بكتاب علي ، فأما أحد الرجلين اللذين كتب إليهما فقبل الكتاب وأجابه ، ودللت على الآخر فتوارى ، [ فاو أنهم ] قالوا كليب ، فأذن لي فدفعت إليه الكتاب ، فقلت : هذا كتاب علي ، وأخبرته إني أخبرته أنك سيد قومك ، قال : فأبى أن يقبل الكتاب ، وقال : لا حاجة لي إلى السؤدد اليوم ، إنما ساداتكم اليوم شبيه بالاوساخ أو السفلة أو الادعياء ، وقال : كلمه ، لا حاجة لي اليوم في ذلك ، فأبى أن يجيبه ، قال فو الله ما رجعت إلى علي حتى إذا العسكران قد تدانيا فاستتب عبدانهم ، فركب القراء الذين مع علي حين أطعن القوم ، وما وصلت إلى علي حتى فرغ القوم من قتالهم ، دخلت على الاشتر فأصابه جراح - قال عاصم : وكان بيننا وبينه قرابة من قبل النساء - فلما أن نظر إلى أبي قال والبيت مملوء من أصحابه ، قال : يا كليب ! إنك أعلم بالبصرة منا ، فاذهب فاشتر لي إفرة جمل نجدة فيها فاشتريت من عريف لمهرة جمله بخمسمائة ، قال : إذهب به إلى عائشة وقل : يقرئك ابنك مالك السلام ، ويقول : خذي هذا الجمل فتبلغي عليه مكان جملك ، فقالت : لا سلم الله عليه ، إنه ليس بابني ، قال : وأبت أن تقبله ، قال : فرجعت إليه فأخبرته بقولها ، قال : فاستوى جالسا ثم حسر عن ساعده ، قال : ثم قال : إن عائشة لتلومني على الموت المميت ، إني أقبلت في رجرجة من مذحج ، فإذا ابن عتاب قد نزل فعانقني ، قال : فقال : اقتلوني ومالكا ، قال : فضربته فسقط سقوطا ، قال ثم وثبت إلى ابن الزبير فقال : اقتلوني ومالكا ، وما أحب أنه قال : اقتلوني والاشتر ، ولا أن كل مذحجية ولدت غلاما ، فقال أبي : إني اعتمرتها في غفلة ، قلت : ما ينفعك أنت إذا قلت أن تلد كل مذحجية غلاما ، قال : ثم دنا منه أبي فقال : أوص بي صاحب البصرة ، فإن لي مقاما بعدكم ، قال : فقال : لو قد رآك صاحب البصرة لقد أكرمك ، قال : كأنه يرى أنه الامير ، قال : فخرج أبي من عنده فلقيه رجل ، قال : فقال : قد قام أمير المؤمنين قبل خطيبا ، فاستعمل ابن عباس على أهل البصرة ، وزعم أنه سائر إلى الشام يوم كذا وكذا ، قال : فرجع أبي فأخبر الاشتر ، قال : فقال لابي ، أنت سمعته ؟ قال : فقال أبي : لا ، قال : فنهره ، وقال : اجلس ، إن هذا هو الباطل ، قال : فلم أبرح أن جاء رجل فاخبره مثل خبري ، قال : فقال : أنت سمعت ذاك ؟ قال : فقال : لا ، فنهره نهرة دون التي نهرني ، قال : لحظ إلي وأنا في جانب القوم ، أي إن هذا قد جاء بمثل خبرك ، قال : فلم ألبث أن جاء عتاب التغلبي والسيف يخطر - أو يضطرب - في عنقه فقال : هذا أمير مؤمنيكم قد استولى ابن عمه على البصرة ، وزعم انه سائر إلى الشام يوم كذا وكذا ، قال : قال له الاشتر : أنت سمعته يا أعور ؟ قال : أي والله يا أشتر لانا سمعته بأذني هاتين ، فتبسم تبسما فيه كشور ، قال : فقال : فلا ندري إذا علام قتلنا الشيخ بالمدينة ؟ قال : ثم قال : المذحجية توقوا فاركبوا ، فركب ، قال : وما أراه يريد يومئذ إلا معاوية ، قال : فهم علي أن يبعث خيلا تقاتله ، قال : ثم كتب إليه أنه لم يمنعني من تأميرك أن لا تكون لذلك أهلا ، ولكني أردت لقاء أهل الشام وهم قومك ، فأردت أن استظهر بك عليهم ، قال : ونادى في الناس بالرحيل ، قال : فأقام الاشتر حتى أدركه أوائل الناس ، قال : وكان قد وقت لهم يوم الاثنين ، فماريت ، فلما صنع الاشتر ما صنع نادى في الناس قبل ذلك بالرحيل . ( 2 ) حدثنا عيسى بن يونس عن الاعمش عن رجل قد سماه قال : شهدت يوم الجمل فما دخلت دار الوليد إلا ذكرت يوم الجمل ، ووقع السيوف على المبيض قال : كنت أرى عليا يحمل فيضرب بسيفه حتى ينثني ثم يرجع فيقول : لا تلوموني ، ولوموا هذا ، ثم يعود فيقومه . ( 3 ) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن ميسرة أبي جميلة قال : إن أول يوم تكلمت الخوارج يوم الجمل قالوا : ما أحل لنا دماءهم وحرم علينا ذراريهم وأموالهم ، قال : فقال * ( هامش ) * ( 1 / 2 ) لوموا هذا : أي السيف فلولا انثناءه لم يرجع . ( * ) علي : إن العيال مني على الصدر والنحر ، ولكم في خمسمائة خمسمائة ، جعلتها لكم ما يغنيكم عن العيال . ( 4 ) حدثنا محمد بن أبي عدي عن التيمي عن حريث بن مخش قال : كانت راية علي سوداء يعني يوم الجمل ، وراية أولئك . ( 5 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن الزبير بن عدي عن حذيفة أنه قال لرجل : ما فعلت أمك ؟ قال : قد ماتت ، قال : أما إنك ستقاتلها ، قال : فعجب الرجل من ذلك حتى خرجت عائشة . ( 6 ) حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال : قسم علي مواريث من قتل يوم الجمل على فرائض المسلمين : للمرأة ثمنها ، وللابنة نصيبها ، وللابن فريضته ، وللام سهمها . ( 7 ) يزيد بن هارون عن شريك عن أبي العنبس عن أبي البختري قال : سئل علي عن أهل الجمل قال : قيل : أمشركون هم ؟ قال : من الشرك فروا ، قيل : أمنافقون هم ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ، قيل : فما هم ؟ قال : إخواننا بغوا علينا . ( 8 ) حدثنا عباد بن العوام عن الصلت بن بهرام عن شقيق بن سلمة أن عليا لم يسب يوم الجمل ولم يقتل جريحا . ( 9 ) حدثنا عباد بن العوام عن الصلت بن بهرام عن عبد الملك بن سلع عن عبد الخير أن عليا لم يسب يوم الجمل ولم يخمس ، قالوا : يا أمير المؤمنين ! ألا تخمس أموالهم ؟ قال : فقال : هذه عائشة تستأمرها ، قال : قالوا : ما هو إلا هذا ، ما هو إلا هذا . ( 10 ) حدثنا ابن إدريس عن هارون بن إبراهيم عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن الاشتر وابن الزبير التقيا ، فقال ابن الزبير : فما ضربته ضربة حتى ضربني خمسا أو ستا ، قال : ثم قال : وألقاني برجلي ثم قال : والله لولا قرابتك من رسول الله ( ص ) ما تركت منك عضوا مع صاحبه ، قال : وقالت عائشة : واثكل أسماء ، قال : فلما كان بعد أعطت الذي بشرها به أنه حي عشرة آلاف . * ( هامش ) * ( 1 / 4 ) وراية أولئك : أي وراية أولئك أيضا سوداء أما في كتاب الجهاد فقد ذكر أن راية طلحة كانت الحمل . ( 1 / 9 ) تستأمرها : أي تكن أنت مالك أمرها لانها كانت مع الذين هزموا ، وقوله هذا رضي الله عنه بحمل أشد الرفض لتخميس أموالهم وذراريهم وقوله له ذلك لتنفيره مما طلب وإبعاد الفكرة عن ذهنه . ( * )( 11 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عبد الله بن محمد قال : أخبرني أبي أن عليا قال يوم الجمل : نمن عليهم بشهادة أن لا إله إلا الله ونورث الآباء من الابناء . ( 12 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا مسعر عن ثابت بن عبيد قال : سمعت أبا جعفر يقول : لم يكفر أهل الجمل . ( 13 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت سويد بن الحارث قال : لقد رأيتنا يوم الجمل وإن رماحنا ورماحهم لمتشاجرة ، ولو شاءت الرجال لمشت عليهم ، يقولون : الله أكبر ، ويقولون : سبحان الله الله أكبر ، ويقولون : ليس فيها شك ، وليتني لم أشهد ، ويقول عبد الله بن سلمة : ولكني ما سرني أني لم أشهد ، ولوددت أن كل مشهد شهده علي شهدته . ( 14 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال أخبرنا قيس قال : رمى مروان بن الحكم يوم الجمل طلحة بسهم في ركبته ، قال : فجعل الدم يغدو يسيل ، قال : فإذا أمسكوه استمسك ، وإذا تركوه سال ، قال : فقال : دعوه ، قال : وجعلوا إذا أمسكوا فم الرجح انتفخت ركبته ، فقال : دعوه فإنما هو سهم أرسله الله ، قال : فمات ، قال : فدفناه على شاطئ الكلاء ، فرأى بعض أهله أنه قال : ألا تريحونني من الماء ؟ فإني قد غرقت - ثلاث مرار يقولها ، قال : فنبشوه فإذا هو أخضر كالسلق فنزفوا عنه الماء ثم استخرجوا فإذا ما يلي الارض من لحيته ووجهه قد أكلته الارض ، فاشتروا له دارا من دور آل أبي بكرة بعشرة آلاف فدفنوه فيها . ( 15 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال : لما بلغت عائشة بعض مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب عليها ، فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : ماء الحوأب ، فوقفت فقالت : ما أظنني إلا راجعة ، فقال لها طلحة والزبير : مهلا رحمك الله ، بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم ، قالت : ما أظنني إلا راجعة ، إني سمعت رسول الله ( ص ) قال لنا ذات يوم : ( كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب ) . ( 16 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال : قالت عائشة لما حضرتها الوفاة : ادفنوني مع أزواج النبي عليه السلام فإني كنت أحدثت بعده حدثا . * ( هامش ) * ( 1 / 13 ) متشاجرة : متشابكة . ( 1 / 14 ) الكلاء : مرفاء السفن ، والمقصود هنا سوق الكلاء بالبصرة وهو قريب من المرسى . ( 1 / 16 ) إن صح الحديث ، فالحدث المذكور هو خروجها من بيتها إلى القتال . ( * ) ( 17 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت أبي قال : بلغ علي بن أبي طالب أن طلحة يقول : إنما بايعت واللج على قفاي ، قال : فأرسل ابن عباس فسألهم ، قال : فقال أسامة بن زيد أما واللج على قفاه فلا ولكن قد بايع وهو كاره ، قال : فوثب الناس إليه حتى كادوا أن يقتلوه ، قال : فخرج صهيب وأنا إلى جنبه فالتفت إلي فقال : قد ظننت أن أم عوف حانقة . ( 18 ) حدثنا أبو أسامة عن خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر قال : جلس علي وأصحابه [ يوم ] يبكون على طلحة والزبير . ( 19 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال : حدثنا أبو نضرة أن ربيعة كلمت طلحة في مسجد بني مسلمة فقالوا : كنا في نحر العدو حتى جاءتنا بيعتك هذا الرجل ، ثم أنت الآن تقاتله أو كما قالوا : قال : فقال : إني أدخلت الحش ووضع على عنقي اللج وقيل : بايع وإلا قاتلناك ، قال : فبايعت وعرفت أنها بيعة ضلالة ، قال التيمي : وقال الوليد بن عبد الملك : إن منافقا من منافقي أهل العراق جبلة بن حكيم قال للزبير : فإنك قد بايعت ؟ فقال الزبير : إن السيف وضع على قفي فقيل لي : بايع وإلا قتلناك قال : فبايعت . ( 20 ) حدثنا محمد بن بشر قال سمعت أحمد بن عبد الله بن الاصم يذكر عن أم راشد جدته قالت كنت : عند أم هانئ فأتاها علي ، فدعت له بطعام : فقال : مالي لا أرى عندكم بركة - يعني الشاة ، قالت : فقالت : سبحان الله ، بلى والله إن عندنا لبركة ، قال : إنما أعني الشاة ، قالت : ونزلت فلقيت رجلين في الدرجة ، فسمعت أحدهما يقول لصاحبه : بايعته أيدينا ولم تبايعه قلوبنا ، قالت : فقلت : من هذان الرجلان ؟ فقالوا : طلحة والزبير ، قالت : فإني قد سمعت أحدهما يقول لصاحبه : بايعته أيدينا ولم تبايعه قلوبنا ، فقال علي : * ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) * . ( 23 ) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو الأحوص عن خالد بن علقمة عن عبد خير * ( هامش ) * ( 1 / 17 ) اللج : السيف . ( 1 / 18 )[ يوم ] كذا في الاصل دون تحديد أي يوم هذا ولعلها [ يوما ] أو [ يوم الجمل ] وهو الارجح . ( 1 / 19 ) قفي : رقبتي . ( 1 / 20 )* ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) * سورة الفتح الآية ( 10 ). ( * ) قال : ضرب فسطاط بين العسكرين يوم الجمل ثلاثة أيام ، فكان علي والزبير وطلحة يأتونه ، فيذكرون فيه ما شاء الله ، حتى إذا كان يوم الثالث عند زوال الشمس رفع علي جانب الفسطاط ثم أمر بالقتال ، فمشى بعضنا إلى بعض ، وشجرنا بالرماح حتى لو شاء الرجل أن يمشي عليها لمشى ، ثم أخذتنا السيوف فما شبهتها إلا دار الوليد . ( 22 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا شريك عن السدي عن عبد خير عن علي أنه قال يوم الجمل : لا تتبعوا مدبرا ، ولا تجهزوا على جريح ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن . ( 23 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا موسى بن قيس الحضرمي عن مسلم البطين وسلمة بن كهيل عن حجر بن غلس أن عليا أعطى أصحابه بالبصرة خمسمائة خمسمائة . ( 24 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا مسعود بن سعد الجعفي عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال : لما أنهزم أهل الجمل قال علي : لا يطلبن عبد خارجا من العسكر ، وما كان من دابة أو سلاح فهو لكم ، وليس لكم أم ولد ، والمواريث على فرائض الله ، وأي امرأة قتل زوجها فلتعتد اربعة أشهر وعشرا ، قالوا : يا أمير المؤمنين ! تحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا نساؤهم ، قال : فخاصموا فقال : كذلك السيرة في أهل القبلة ، قال : فهاتوا سهامكم واقرعوا على عائشة فهي رأس الامر وقائدهم ، قال : ففرقوا وقالوا : نستغفر الله ، قال : فخصمهم علي . ( 25 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم ابن جابر قال : سمعت طلحة بن عبيد الله يوم الجمل يقول : إنا كنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد بدا من المبايعة .
( 26 ) حدثنا ابن علية عن منصور عن عبد الرحمن عن الشعبي قال : لم يشهد الجمل من أصحاب النبي ( ص ) من المهاجرين والانصار إلا علي وعمار وطلحة والزبير فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب . ( 27 ) حدثنا عبدة بن سليمان عن الاعمش عن شهر بن عطية عن عبد الله بن زياد قال : قال عمار بن ياسر : إن أمنا سارت مسيرنا هذا ، وإنها والله زوجة محمد ( ص ) في الدنيا والآخرة ، ولكن الله ابتلانا بهذا ليعلم إياه نطيع أم إياها . ( 1 / 24 ) خصمهم : غلبهم وأفحمهم وقطع حجتهم . ( 1 / 26 ) أي أن الباقين قد اعتزلوا القتال . ( * ) ( 28 ) حدثنا ابن إدريس عن حسن بن فرات عن أبيه عن عمير بن سعد قال : لما رجع علي من الجمل وتهيأ لصفين اجتمعت النخع حتى دخلوا على الاشتر ، فقال : هل في البيت إلا نخعي ؟ فقالوا : لا ، فقال : إن هذه الامة عمدت إلى خيرها فقتلته ، وسرنا إلى أهل البصرة قوم لنا عليهم بيعة فنصرنا عليهم بنكثهم ، وإنكم تسيرون غدا إلى أهل الشام قوم ليس لكم عليهم بيعة ، فلينظر امرؤ منكم أين يضع سيفه . ( 29 ) حدثنا وكيع عن عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ص ) : ( أيتكم صاحبة الجمل الادبب ، يقتل حولها قتلى كثيرة تنجو بعد ما كادت ) . ( 30 ) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الجبار بن عباس عن عطاء بن السائب عن عمرو بن الهجنع عن أبي بكرة قال : قيل له : ما منعك أن تكون قاتلت على بصيرتك يوم الجمل ؟ قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( يخرج قوم هلكى لا يفلحون ، قائدهم امرأة ، قال : هم في الجنة . ( 31 ) حدثنا أبو داود عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة قال : سمعت النبي ( ص ) يقول : ( لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة ) . ( 32 ) حدثنا عبدة بن سفيان عن مسعر عن عمرو بن مرة عن الحارث بن جمهان الجعفي قال : لقد رأيتنا يوم الجمل وإن رماحنا ورماحهم متشاجرة ولو شاء الرجل أن يمشي عليها لمشى ، قال : وهؤلاء يقولون : لا إله إلا الله والله أكبر ، وهؤلاء يقولون لا إله إلا الله والله أكبر : ( 33 ) حدثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك أن عليا لما هزم طلحة وأصحابه أمر مناديه أن لا يقتل مقبل ولا مدبر ، ولا يفتح باب ، ولا يستحل فرج ولا مال . ( 34 ) حدثنا عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن سلع عن عبد خير قال : امر علي مناديا فنادى يوم الجمل ألا لا يجهزن على جريح ولا يتبع مدبر . ( 35 ) حدثنا وكيع عن فطر عن منذر عن ابن الحنفية قال : حملت على رجل يوم الجمل فلما ذهبت أطعنه قال : أنا على دين علي بن أبي طالب فعرفت الذي يريد ، فتركته . * ( هامش ) * ( 1 / 29 ) بعد ما كات : أي بعد ما كادت تهلك . ( 1 / 35 ) أي أنا مع علي ، وإنما أربكه الخوف . ( * ) ( 36 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي جعفر عن أبيه عن علي بن حسين قال : حدثنا عباس قال : أرسلني علي إلى طلحة والزبير يوم الجمل ، قال : فقلت لهما : إن أخاكما يقرئكما السلام ويقول لكما : هل وجدتما علي حيفا في حكم أو استئثارا بفئ أو بكذا أو بكذا ، قال : فقال الزبير : لا في واحدة منها ، ولكن مع الخوف شدة المطامع . ( 37 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو مالك الاشجعي عن سالم بن أبي الجعد عن محمد ابن الحنفية قال : كنا في الشعب فكنا ننتقص عثمان ، فلما كان ذات يوم أفرطنا ، فلتفت إلى عبد الله بن عباس فقلت له : يا أبا عباس ! تذكر عشية الجمل ؟ أن عن يمين علي وأنت عن شماله ، إذ سمعنا الصيحة من قبل المدينة ؟ قال : فقال ابن عباس : نعم التي بعث بها فلان بن فلان ، فأخبره أنه وجد أم المؤمنين عائشة واقفة في المربد تلعن قتلة عثمان ، فقال علي : لعن الله قتلة عثمان في السهل والجبل والبر والبحر ، أنا عن يمين علي وهذا عن شماله ، فسمعته من فيه إلي في وابن عباس ، فو الله ما عبت عثمان إلى يومي هذا . ( 38 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو ضرار زيد بن عصر الضبي إمام مسجد بني هلال قال حدثنا خالد بن مجاهد بن حيان الضبي من بني مبذول عن ابن عم له يقال له : تميم بن ذهل الضبي ، قال : إني يوم الجمل آخذ بركاب علي أجهد معه وأنا أرى أنا في الجنة ، وهو يتصفح القتلى ، فمر برجل أعجبته هيئته وهو مقتول ، فقال : من يعرف هذا ؟ قلت : هذا فلان الضبي ، وهذا ابنه ، حتى عددت سبعة صرعى مقتلين حوله ، قال : فقال علي : لوددت أنه ليس في الارض ضبي إلا تحت هذا الشيخ . ( 39 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين بن عبد الرحمن عن يوسف بن يعقوب عن الصلت بن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال : قدمت على علي حين فرغ من الجمل ، فانطلق إلى بيته وهو آخذ بيدي ، فإذا امرأته وابنتاه يبكين ، وقد أجلس وليدة بالباب تؤذنهن به إذا جاء ، فألهى الوليدة ما ترى النسوة يفعلن حتى دخل عليهن ، وتخلفت فقمت بالباب ، فأسكتن ، فقال : ما لكن ؟ فانتهرهن مرة أو مرتين ، فقالت : امرأة منهن : قلنا : ما سمعت ذكرنا عثمان وقرابته والزبير وقرابته ، فقال : إني لارجو ا أن نكون كالذين قال الله * ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) * ومن هم أن لم نكن ، ومن هم - يردد ذلك حتى وددت أنه سكت . * ( هامش ) * ( 1 / 39 ) سورة الحجر الآية ( 47 ). حتى وددت أنه سكت : أي لما رأى من تضايقه وانزعاجه من القتال الذي حصل بينهم والزبير = = رضي الله عنه ابن عمة علي رضي الله عنه ، والاثنان من المبشرين بالجنة ، فعلي أول فتى آمن وأول من صلى خلف الرسول ( ص ) وكان قد ربي في حجره والزبير أول من رفع سيفا في سبيل الله . ( * ) ( 40 ) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن طلحة بن مصرف أن عليا أجلس طلحة يوم الجمل ومسح عن وجهه التراب ، ثم التفت إلى حسن فقال : إني وددت أني مت قبل هذا . ( 41 ) حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حمير بن مالك قال : قال عمار لعلي يوم الجمل : ما ترى في سبي الذرية ؟ قال فقال : إنما قاتلنا من قاتلنا ، قال : لو قلت غير هذا خالفناك . ( 42 ) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمر بن جاوان عن الاحنف بن قيس قال : قدمنا المدينة ونحن نريد الحج ، فإنا لمنازلنا نضع رحالنا إذ أتانا آت ، فقال : إن الناس قد فزعوا واجتمعوا في السمجد ، فانطلقت فإذا الناس مجتمعون في المسجد ، فإذا علي والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص ، قال : فإنا لكذلك إذا جاءنا عثمان ، فقيل : هذا عثمان ، فدخل عليه ملية له صفراء ، قد قنع بها رأسه ، قال : ها هنا علي ؟ قالوا : نعم ، قال : ها هنا الزبير ؟ قالوا : نعم ، قال : ها هنا طلحة ؟ قالوا : نعم ، قال ها هنا سعد ؟ قالوا : نعم ، قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل تعلمون أن رسول الله ( ص ) قال : ( من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له ) ، فابتعته بعشرين ألفا أو بخمسة وعشرين ألفا ، فأتيت رسول الله ( ص ) فقلت له : ابتعته ، قال : إجعله في مسجدنا ولك أجره ) . فقالوا : اللهم نعم ، قال : فقال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أتعلمون أن رسول الله ( ص ) قال : ( من ابتاع بئر رومة غفر الله له ، فابتعتها بكذا وكذا ، ثم أتيته فقلت : قد ابتعتها ، قال : إجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك ) ، قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أتعلمون أن رسول الله ( ص ) نظر في وجوه القوم فقال : ( من جهز هؤلاء غفر الله له ) - يعني جيش العسرة ، فجهزتهم حتى لم يفقدوا خطاما ولا عقالا ، قال : قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ثلاثا ، قال الاحنف : فانطلقت فأتيت طلحة والزبير فقلت : ما تأمراني به ومن ترضيانه لي ، فإني لا أرى هذا إلا مقتولا ، قالا : نأمرك بعلي ، قال : قلت : تأمراني به وترضيانه لي ؟ قالا : نعم ، قال : ثم انطلقت حاجا حتى قدمت مكة فبينا نحن بها إذ أتانا قتل عثمان وبها عائشة أم المؤمنين ، فلقيتها فقلت لها : من تأمريني به أن أبايع ؟ فقالت : عليا ، فقلت أتأمرينني به وترضينه لي ؟ قالت : نعم ، فمررت * ( هامش ) * ( 1 / 42 ) والثلاثة المذكورين الذين سأل عنهم عثمان رضي الله عنه كانوا قد خالفوه فيما أتي من أمور أهمها تولية الامور والولايات لاقربائه . ( * ) على علي بالمدينة فبايعته ، ثم رجعت ألى البصرة ، ولا أرى إلا أن الامر قد استقام ، قال : فبينا أنا كذلك إذ أتاني آت ، فقال : هذه عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير قد نزلوا جانب الخريبة ، قال : قلت : ما جاء بهم ؟ قال : أرسلوا إليك ليستنصروك على دم عثمان ، قتل مظلوما ، قال : فأتاني أفظع أمر أتاني قط فقلت : إن خذلاني هؤلاء ومعهم المؤمنين وحواري رسول الله ( ص ) لشديد ، وإن قتالي ابن عم رسول الله ( ص ) بعد أن أمروني ببيعته لشديد ، فلما أتيتهم قالوا : جئنا نستنصر على دم عثمان ، قتل مظلوما ، قال : فقلت : يا أم المؤمنين ! أنشدك بالله ! هل قلت لك : من تأمريني به ؟ فقلت : عليا ، فقلت : تأمريني به وترضينه لي ؟ فقلت : نعم قالت : نعم ، ولكنه بدل ، قلت : يا زبير ! يا حواري رسول الله ( ص ) ، يا طلحة ! نشدتكما بالله أقلت لكما : من تأمراني به ؟ فقلتما : عليا ، فقلت : تأمراني به وترضيانه لي ؟ فقلتما : نعم ؟ قالا : بلى ، ولكنه بدل ، قال : فقلت : لا والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله ( ص ) ، أمرتموني ببيعته ، اختاروا مني بين إحدى ثلاث خصال : إما أن تفتحوا لي باب الجسر فألحق بأرض الاعاجم ، حتى يقضي الله من أمره ما قضى ، أو ألحق بمكة فأكون بها حتى يقضي الله من أمره ما قضى ، أو اعتزل فأكون قريبا ، قالوا : نأتمر ، ثم نرسل إليك ، فائتمروا فقالوا : نفتح له باب الجسر فيلحق به المنافق والخاذل ، ويلحق بمكة فيتعجسكم في قريش ويخبرهم بأخباركم ، ليس ذلك بأمر ، اجعلوه ها هنا قريبا حيث تطأون على صماخه ، وتنظرون إليه ، فاعتزل بالجلحاء من البصرة على فرسخين ، واعتزل معه زهاء ستة آلاف ، ثم التقى القوم ، فكان أول قتيل طلحة وكعب بن سور معه المصحف ، يذكر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل منهم من قتل ، وبلغ الزبير سفوان من البصرة كمكان القادسية منكم ، فلقيه النعر رجل من بني مجاشع ، قال : أين تذهب يا حواري رسول ، إلي فأنت في ذمتي ، لا يوصل إليك ، فأقبل معه ، قال : فأتى إنسان الاحنف قال : هذا الزبير قد لقي بسفوان قال : فما يأمن ؟ جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف ، ثم لحق ببيته وأهله ، فسمعه عمير بن جرموز وغواة من غواء بني تميم وفضالة بن حابس ونفيع ، فركبوا في طلبه ، فلقوا معه النعر ، فأتاه عمير بن جرموز وهو على فرس له ضعيفة ، فطعنه طعنة خفيفة ، وحمل عليه * ( هامش ) * ( 1 / 42 ) يتعجسكم : يضعف رأيكم ، وتعجسه أمره أمرا ثم غير رأيه . تطأون على صماخه : تغلبونه على أمره . سفوان أو صفوان : مكان هو الآن عند الحدود العراقية الكويتية ، وهو أدنى البصرة إلى أرض الكويت وبعده العبدلي . ( * ) الزبير وهو على فرس له يقال له ( ذوالخمار ) حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبيه : يا نفيع يا فضالة ، فحملوا عليه حتى قتلوه . ( 43 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا جعفر بن زياد عن أبي الصيرفي عن صفوان بن قبيصة عن طارق بن شهاب قال : لما قتل عثمان قلت : ما يقيمني بالعراق ، وإنما الجماعة بالمدينة عند المهاجرين والانصار ، قال : فخرجت والانصار ، قال : فخرجت فأخبرت أن الناس قد بايعوا عليا ، قال : فانتهيت إلى الربذة وإذا علي بها ، فوضع له رجل فقعد عليه ، فكان كقيام الرجل ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن طلحة والزبير بايعا طائعين غير مكرهين ، ثم أراد أن يفسدا الامر وسيقا عصا المسلمين ، وحرض على قتالهم قال : فقام الحسن بن علي فقال : ألم أقل لك أن العرب ستكون لهم جولة عند قتل هذا الرجل ، فلو أقمت بدارك التي أنت بها - يعني المدينة - فإني أخاف أن تقتل بحال مضيعة لا ناصر لك ، قال : فقال علي : إجلس فإنما نحن الجارية ، وإن لك حنينا كحنين الجارية ، أجلس بالمدينة كالضبع تستمع الدم ، لقد ضربت هذا الامر ظهره وبطنه أو رأسه وعينيه ، فما وجدت إلا السيف أو الكفر . 44 () حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر قال : حدثني سيف بن فلان بن معاوية العنزي ، قال : حدثني خالي عن جدي قال : لما كان يوم الجمل واضطرب الناس ، قام الناس إلى علي يدعون أشياء ، فأكثروا الكلام ، فلم يفهم عنهم ، فقال : ألا رجل يجمع لي كلامه في خمس كلمات أو ست ، فاحتفزت على إحدى رجلي ، فقلت : إن أعجبه كلامي وإلا لجلست من قريب ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! إن الكلام ليس بخمس ولا بست ، ولكنهما كلمتان هضم أو قصاص ، قال : فنظر إلي فعقد بيده ثلاثين ، ثم قال : أرأيتم ما عددتم فهو تحت قدمي هذه . ( 45 ) حدثنا ابن علية عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة قال : ذكروا عليا وعثمان وطلحة والزبير عند أبي سعيد فقال : أقوام سبقت لهم سوابق وأصابتهم فتنة ، فردوا أمرهم إلى الله . ( 46 ) حدثنا المحاربي عن ليث قال حدثني حبيب بن أبي ثابت أن عليا قال يوم الجمل : اللهم ليس هذا اردت ، اللهم ليس هذا أردت . ( 47 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال : كان مروان مع طلحة يوم الجمل ، * ( هامش ) * ( 1 / 45 ) وكذلك نفعل فنقول الله أعلم بهم وهو أعلم بالمتقين . ( * ) قال : فلما اشتبكت الحرب قال مروان : لا أطلب بثأري بعد اليوم ، قال : ثم رماه بسهم فأصاب ركبته ، فما رقأ الدم حتى مات ، قال : وقال طلحة : دعوه فإنما هو سهم أرسله الله . ( 48 ) حدثنا عباد بن العوام عن أشعث بن سوار عن أبيه قال : أرسل إلي موسى بن طلحة في حاجة فأتيته ، قال : فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ناس من أهل المسجد ، فقالوا : يا أبا عيسى ! حدثنا في الاسارى ليلتنا ، فسمعتهم يقولون : أما موسى بن طلحة فإنه مقتول بكرة ، فلما صليت الغداة جاء رجل يسعى ( الاساري الاساري ) قال : ثم جاء آخر في أثره يقول : ( موسى بن طلحة موسى بن طلحة ) قال : فانطلقت ، فدخل على أمير المؤمنين فسلمت فقال : أتبايع ؟ تدخل فيما دخل فيه الناس ؟ قلت : نعم ، قال : هكذا ، ومد يده فبسطهما ، قال : فبايعته ثم قال : ارجع إلى أهلك ومالك ، قال : فلما رأى الناس قد خرجت ، قال جعلوا يدخلون فيبايعون . ( 49 ) حدثنا وكيع عن أسماعيل عن السدي * ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) * قال : أصحاب الجمل . ( 50 ) حدثنا هشيم عن عوف قال : لا أعلمه إلا عن الحسن في قوله : * ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) * قال : فلان وفلان . ( 51 ) أخبرنا وكيع عن سفيان عن جعفر عن أبيه أن رجلا ذكر عند علي أصحاب الجمل حتى ذكر الكفر ، فنهاه علي . ( 52 ) حدثنا محمد بن أبي عدي عن التيمي عن حريث بن مخش قال : ما شهدت يوما أشد من يوم ابن عليس إلا يوم الجمل . ( 53 ) حدثنا وكيع عن علي بن أبي صالح عن أبيه عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة قال : كان بين صفين والجمل شهران أو ثلاثة . ( 54 ) حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا أسماعيل بن أبي خالد عن أبي الضحى عن أبي حفص قال : سمع علي يوم الجمل صوتا تلقاء أم المؤمنين ، فقال : انظروا ما يقولون ، فرجعوا فقالوا : يهتفون بقتلة عثمان ، فقال : اللهم احلل بقتلة عثمان خزيا . ( 55 ) حدثنا يعلى بن عبيد قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن علي بن عمرو * ( هامش ) * ( 1 / 49 ) سورة الانفال من الآية ( 25 ). ( * ) الثقفي قال : قالت عائشة : لان أكون جلست عن مسيري كان أحب إلي من أن يكون لي عشرة من رسول الله مثل ولد الحارث بن هشام . ( 56 ) حدثنا عفان قال : حدثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن عبيد بن نضلة عن سليمان بن صرد قال : أتيت عليا يوم الجمل وعنده الحسن وبعض أصحابه ، فقال علي حين رآني : يا ابن صرد ! تنأنأت وترجرجت وتربصت ، كيف ترى الله صنع ، قد أغنى الله عنك ، قلت : يا أمير المؤمنين ! إن السوط يطين وقد بقي من الامور ما تعرف فيها عدوك من صديقك ، قال : فلما قام الحسن لقيته فقلت : ما أراك اغنيت عني شيئا ولا عذرتني عند الرجل ، وقد كنت حريصا على أن تشهد معه ، قال : هذا يلومك على ما يلومك وقد قال لي يوم الجمل : مشى الناس بعضهم إلى بعض ، يا حسن ! ثكلتك أمك - أو هبلتك أمك - ما ظنك بأمري ، جمع بين هذين الغارين ، والله ما أرى بعد هذا خيرا ، قال : فقلت : اسكت ، لا يسمعك أصحابك ، فيقولوا : شككت ، فيقتلونك . ( 57 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن الحسن قال : جاء رجل إلى الزبير يوم الجمل فقال : أقتل لك عليا ؟ قال : وكيف ، قال : آتيه فأخبره أني معه ، ثم أفتك به ، فقال الزبير : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( الايمان قيد الفتك ، لا يفتك مؤمن ) . ( 58 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال : لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه ، فقال : إنه لا يقتل إلا ظالم أو مظلوم ، وإني لاراني سأقتل اليوم مظلوما ، وإن أكبر همي لديني ، أفترى ديننا يبقي من مالنا شيئا ؟ ثم قال : يا بني ! بع مالنا واقض ديننا ، وأوصيك بالثلث - وثلثيه لبنيه - فإن فضل شئ من مالنا بعد قضاء الدين فثلثه لولدك ، قال عبد الله بن الزبير : فجعل يوصيني بدينه ويقول : يا نبي ! إن عجزت عن شئ منه فاستعن عليه مولاي ، قال : فو الله ما دريت ما أراد حتى قلت : يا أبت ! من مولاك ؟ قال : الله ، قال : والله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى الزبير ! إقض عنه دينه ، فيقضيه ، قال : وقتل الزبير فلم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغاية وإحدى عشرة دارا بالمدينة ، ودارين بالبصرة ، ودارا بالكوفة ، ودارا بمصر ، قال : وإنما كان دينه الذي كان عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه ، فيقول الزبير : لا ولكنه سلف ، إني أخشى عليه ضيعة ، وما ولي ولاية قط * ( هامش ) * ( 1 / 56 ) السوط يطين : أي أن الامر يشتد والآتي أعظم مما مضى . والسوط يطين أي يتلطخ . ( * ) ولا جباية ولا خراجا ولا شيئا إلا أن يكون في غزو مع رسول الله ( ص ) أو مع أبي بكر وعمر وعثمان . ( 59 ) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن الاسود عن أبيه أن الزبير بن العوام لما قدم البصرة دخل بيت المال ، فإذا هو بصفراء وبيضاء ، فقال : * ( وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه ) * * ( وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها ) * فقال : هذا لنا . ( 60 ) حدثنا حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه قال : أمر علي منادين فنادى يوم البصرة : لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح ، ولا يقتل أسير ، ومن اغلق بابا فهو آمن ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، ولم يأخذ من متاعهم شيئا . ( 61 ) حدثنا عبد الاعلى عن الجريري عن أبي العلاء قا : لما أصيب زيد بن صوحان يوم الجمل قال : هذا الذي حدثني خليلي سلمان الفارسي : إنما يهلك هذه الامة نقضها عهودها . ( 62 ) حدثنا وكيع عن جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : قالت عائشة : وددت أني كنت غصنا رطبا ولم أسر مسيري هذا . ( 63 ) حدثنا وكيع عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن عبيدة بن سعد عن عائشة أنها سئلت عن مسيرها فقالت : كان قدرا . ( 64 ) حدثنا وكيع عن فطر عن منذر عن ابن الحنفية أن عليا قسم يوم الجمل في العسكر ما أجابوا عليه من سلاح أو كراع . ( 65 ) وكيع عن أبان بن عبد الله البجلي عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش قال : قال علي : إني لارجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله : * ( ونزعنا ما في صدورهم من غل ) * . ( 66 ) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن عبد الله بن سلمة قال : وشهد مع علي الجمل وصفين وقال : ما يسرني بهما ما على الارض . * ( هامش ) * ( 1 / 59 )* ( وعدكم الله مغانم كثيرة ) * سورة الفتح من الآية ( 20 ). * ( وأخرى لم تقدروا عليها ) * سورة الفتح من الآية ( 21 ). ( 1 / 65 )* ( ونزعنا ما في صدورهم من غل ) * سورة الاعراف من الآية ( 43 ) وسورة الحجر من الآية ( 47 ). ( * ) ( 67 ) حدثنا المحاربي عن ليث عن مجاهد أن محمد بن أبي بكر أو محمد بن طلحة قال لعائشة يوم الجمل : يا أم المؤمنين ! ما تأمريني ؟ قالت : يا بني ! إن استطعت أن تكون كالخير من ابني آدم فافعل . ( 68 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو بكر عن عاصم عن أبي صالح قال : قال علي يوم الجمل : وددت أني كنت مت قبل هذا بعرشين سنة . ( 69 ) ابن آدم قال حدثنا شريك عن سليمان بن المغيرة عن يزيد بن ضبيعة العبسي عن علي أنه قال يوم الجمل : لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح . ( 70 ) محمد بن الحسن قال حدثنا جرير بن حازم عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن رجل من بني ضبيعة قال : لما قدم طلحة والزبير نزلا في بني طاحية ، فركبت فرسي فأتيتهما فدخلت عليها المسجد ، فقلت : إنكما رجلان من أصحاب رسول الله ( ص ) ، [ . . . . ] أم رأي رأيتما ، فأما طلحة فنكس رأسه فلم يتكلم ، وأما الزبير فقال : حدثنا أن ههنا دارهم كثيرة فجئنا نأخذ منهم . ( 71 ) يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد السلام رجل من بني حية قال : خلا علي بالزبير يوم الجمل فقال : أنشدك بالله كيف سمعت رسول الله ( ص ) يقول وأنت لاوي يدي في سقيفة بني فلان : ( لتقاتلنه وأنت ظالم له ، ثم لينصرن عليك ) ، قال : قد سمعت لا جرم ، لا أقاتلك . ( 72 ) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا شريك عن الاسود بن قيس قال : حدثني من رأى الزبير يقعص الخيل بالرمح قعصا ، فثوب به علي : يا عبد الله يا عبد الله ، قال : فاقبل حتى التقمت أعناق دوابهما ، قال : فقال له علي : أنشدك بالله ، أتذكر يوم أتانا النبي ( ص ) وأنا أناجيك فقال : ( أتناجيه ، فو الله ليقاتلنك يوما وهو لك ظالم ) ، قال : فضرب الزبير وجه دابته فانصرف . ( 73 ) حثدنا محمد بن الحسن قال حدثنا شريك عن إسحاق عن عبد الله بن محمد قال : مر علي على قتلى من أهل البصرة ، فقال : اللهم إغفر لهم ، ومعه محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر ، فقال أحدهما أحدهما للآخر : ما نستمع ما يقول ؟ فقال له الآخر : اسكت ، [ لا يزيديك ] . * ( هامش ) * ( 1 / 70 )[ . . . ] بياض في الاصل ، ولعل مكانه : * ( فهل هذا حق طلبتما ] . ( 1 / 73 )[ لا يزيديك ] كذا في الاصل ، ولعلها لا يزيد بك ، وفي نسخة [ لا يأخذك ] . ( * ) ( 74 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثني أبو بكر عن جحش بن زياد الضبي قال سمعت الاحنف بن قيس يقول : لما ظهر علي على أهل البصرة أرسل إلى عائشة : ارجعي إلى المدينة وإلى بيتك ، قال : فأبت ، قال : فأعاد إليها الرسول : والله لترجعن أو لابعثن إليك نسوة من بكر بن وائل دمهم شفار حداد يأخذنك بها ، فلما رأت ذلك خرجت . ( 75 ) حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزي قال : انتهى عبد الله بن بديل إلى عائشة وهي في الهودج يوم الجمل ، فقال : يا أم المؤمنين ! أنشدك بالله ، أتعلمين أني أتيت يوم قتل عثمان فقلت : إن عثمان قد قتل فما تأمريني ، فقلت لي : إلزم عليا ، فو الله ما غير ولا بدل ، فسكتت ثم أعاد عليها ثلاث مرات ، فسكتت فقال : اعقروا الجمل ، فعقروه ، قال : فنزلت أنا وأخوها محمد بن أبي بكر واحتملنا الهودج حتى وضعناه بين يدي علي ، فأمر به علي فأدخل في منزل عبد الله بن بديل ، قال جعفر بن أبي المغيرة : وكانت عمتي عند عبد الله بن بديل ، فحدثتني عمتي أن عائشة قالت لها : أدخليني ، قالت : فأدخلتها وأتيتها بطشت وإبريق وأجفت عليها الباب ، قالت : فاطلعت عليها من خلل الباب وهي تعالج شيئا في رأسها ما أدري شجة أو رمية . ( 76 ) حدثنا إسحاق بن سليمان قال حدثنا أبو سنان عن عمرو بن مرة قال : جاء سليمان بن صرد إلى علي بن أبي طالب بعد ما فرغ من قتال يوم الجمل ، وكانت له صحبة مع النبي عليه السلام ، فقال له علي : خذلتنا وجلست عنا وفعلت على رؤوس الناس ؟ فلقي سليمان الحسن بن علي فقال : ما لقيت من أمير المؤمنين ؟ قال : قال لي كذا وكذا على رؤوس الناس ، فقال : لا يهولنك هذا منه فإنه محارب ، فلقد رأيته يوم الجمل حين أخذت السيوف مأخذها يقول : لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة . ( 77 ) حدثنا أحمد بن عبد الله قال حدثنا زائدة عن عمرو بن قيس عن زيد بن وهب قال : أقبل طلحة والزبير حتى نزلا البصرة وطرحوا سهل بن حنيف ، فبلغ ذلك علينا ، وعلي كان بعثه عليها ، فأقبل حتى نزل بذي قار ، فأرسل عبد الله بن عباس إلى الكوفة فأبطأوا عليه ، ثم أتاهم عمار فخرجوا ، قال زيد : فكنت فيمن خرج معه ، قال : فكف عن طلحة والزبير وأصحابهما ، ودعاهم حتى بدأوه فقاتلهم بعد صلاة الظهر ، فما غربت الشمس وحول الجمل عين تطوق ممن كان يذب عنه ، فقال علي : لا تتموا جريحا ولا تقتلوا مدبرا ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن ، فلم يكن قتالهم إلا تلك العشية وحدها ، فجاءوا بالغد يكلمون عليا في الغنيمة فقول علي هذه الآية ، فقال : أما إن الله يقول * ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ) * أيكم لعائشة ؟ فقالوا : سبحان الله ! أمنا ، فقال : أحرام هي ؟ قالوا : نعم ، قال : علي ، فإنه يحرم من بناتها ما يحرم منها ، قال : أفليس عليهن أن يعتددن من القتلى أربعة أشهر وعشرا ، قالوا : بلى ، قال : أفليس لهن الربع والثمن من أزواجهن ، قالوا : بلى ، قال : ثم قال : ما بل اليتامى لا يأخذون أموالهم ، ثم قال : يا قنبر ! من عرف شيئا فليأخذه ، قال زيد : فرد ما كان في العسكر وغيره ، قال : وقال علي لطلحة والزبير : ألم تبايعاني ؟ فقالا : نطلب دم عثمان ، فقال علي ليس عندي دم عثمان ، قال : قال عمرو بن قيس : فحدثنا رجل من حضر موت يقال له أبو قيس ، قال : لما نادى قنبر ( من عرف شيئا فليأخذه ) مر رجل على قدر لنا ونحن نطبخ فيها فأخذها ، فقلنا : دعها حتى ينضج ما فيها ، قال : فضربها برجله ثم أخذها . ( 78 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل قال : دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمار وهو يستنفر الناس ، فقالا : ما رأينا منك منذ أسلمت أمرا أكره عندنا من إسراعك في هذا الامر ، فقال عمار : ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكما عن هذا الامر ، قال : فكساهما حلة حلة ، وخرجوا إلى الصلاة جميعا . ( 79 ) حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن ابن عون عن أبي الضحى قال : قال سليمان بن صرد الخزاعي للحسن بن علي : اعذرني عند أمير المؤمنين ، فإنما منعني من يوم الجمل كذا وكذا ، قال : فقال الحسن : لقد رأيته حين اشتد القتال يلوذ بي ويقول : يا حسن ! لوددت أني مت قبل هذا بعشرين حجة . 80 () حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد العدوي قال : قتل منا يوم الجمل خمسون رجلا حول الجمل قد قرأوا القرآن .
( 2 ) باب ما ذكر في صفين ( 1 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا زيد بن عبد العزيز عن أبيه عن حبيب بن أبي ثابت قال : رأيت أو كانت - شك يحيى - راية علي يوم صفين مع هاشم بن عتبة ، وكان رجلا أعور ، فحمل عليه عمار يقول : أقدم يا أعور ، لا خير في أعور ، لا يأتي الفزع فيستحي فيتقدم ، قال : يقول عمرو بن العاص : إني لارى لصاحب الراية السوداء عملا لئن * ( هامش ) * ( 1 / 77 )* ( واعلموا أنما غنمتم من شئ ) * سورة الانفال من الآية ( 41 ). ابن أبي شيبة - ج 8 - م 46 (* ) دام على ما أرى لتفانن العرب اليوم ، قال : فما زال أبو اليقظان يتألف فيهم ، قال : وهو يقول كل الماء ورد ، والمياه رود ، صبرا عباد الله ، الجنة تحت ظلال السيوف . ( 2 ) حدثنا إسحاق بن منصور عن محمد بن راشد عن جعفر بن عمرو بن أمية عن مسلم بن الاجدع الليثي ، وكان ممن شهد صفين ، قال : كان عمار يخرج بين الصفين ، وقد أخرجت الرايات ، فينادي حتى يسمعهم بأعلى صوته : روحوا إلى الجنة ، قد تزينت الحور العين . ( 3 ) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي مسلمة قال : سمعت عمار بن ياسر يقول : من سره أن تكتنفه الحور العين فليتقدم بين الصفين محتسبا ، فإني لارى صفا ليضربنكم ضربا يرتاب منه المبطلون ، والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفت أنا على الحق وأنهم على الضلالة . ( 4 ) حدثنا وكيع عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة - أو عن أبي البختري - عن عمار قال : لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل . ( 5 ) حدثنا يزيد بن هارون عن الحسن بن الحكم عن زياد بن الحارث قال : كنت إلى جنب عمار بن ياسر بصفين ، وركبتي تمس ركبته ، فقال رجل : كفر أهل الشام ، فقال عمار : لا تقولوا ذلك نبينا ونبيهم واحد ، وقبلتنا وقبلتهم واحدة ، ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق ، فحق علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه . ( 6 ) حدثنا وكيع عن حسن بن الحارث عن شيخ له يقال له رباح ، قال : قال عمار : لا تقولوا : كفر أهل الشام ، ولكن قولوا : فسقوا ظلموا . ( 7 ) وكيع عن مسعر عن عبد الله عن رباح عن عمار قال : لا تقولوا : كفر أهل الشام ولكن قولوا : فسقوا ظلموا . ( 8 ) حدثنا يزيد بن هارون عن العوام عن عمرو بن مرة عن أبي وائل قال : رأى في المنام أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل ، وكان من أفضل أصحاب عبد الله ، قال : رأيت كأني أدخلت الجنة ، فرأيت قبابا مضروبة ، فقلت : لمن هذه ؟ فقيل : هذه لذي الكلاع * ( هامش ) * ( 2 / 1 ) لتفانن العرب : لتفني بعضها بعضا . ( 2 / 3 ) سعفات هجر : نخلاتها وهجر موضع بأقصى اليمن . ( * ) وحوشب ، وكانا ممن قتل مع معاوية يوم صفين ، قال : قلت : فأين عمار وأصحابه ؟ قالوا : أمامك قلت : وكيف وقد قتل بعضهم بعضا ؟ قال : قيل : إنهم لقوا الله فوجدوه واسع المغفرة ، قال : فقلت : فما فعل أهل النهر ؟ قال : فقيل : لقوا برحا . ( 9 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب قال حدثني أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنزي قال : إني لجالس عند معاوية إذ أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار ، كل واحد منهما يقول : أنا قتلته ، قال عبد الله بن عمرو : ليطلب به أحدكما نفسا لصاحبه ، فإني سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( تقتله الفئة الباغغية ) ، فقال معاوية : ألا تغني عنا مجنونك يا عمرو ، فما بالك معنا ؟ قال : إني معكم ولست أقاتل ، إن أبي شكاني إلى رسول الله ( ص ) فقال رسول الله ( ص ) : ( أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه ) ، فأنا معكم ، ولست أقاتل . ( 10 ) حدثنا وكيع عن محمد بن قيس عن سعد بن إبراهيم قال : بينما علي آخذ بيد عدي بن حاتم وهو يطوف في القتلى إذ مر برجل عرفته فقلت : يا أمير المؤمنين ! عهدي بهذا وهو مؤمن قال : والآن ؟ ( 11 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا فطر عن أبي القعقاع قال : رأيت عليا على بلغة النبي ( ص ) الشهباء يطوف بين القتلى . ( 12 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو بكر بن عياش قال حدثنا صهيب الفقعصي أبو أسد عن عمه قال : ما كانت أوتاد فساطيطنا يوم صفين إلا القتلى ، وما كنا نستطيع أن نأكل الطعام من النتن ، قال : وقال رجل : من دعا إلى البغلة ليوم كفر أهل الشام ، قال : فقال : من الكفر فروا . ( 13 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن عمران بن ظبيان عن حكم بن سعد قال : لقد أشرعوا رماحهم بصفين وأشرعنا رماحنا ، ولو أن إنسانا يمشي عليها لفعل . ( 14 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا ابن أبي ذئب عمن حدثه عن علي قال : لما قاتل معاوية سبقه إلى الماء فقال : دعوهم ، فإن الماء لا يمنع . 15 () حدثنا ابن علية عن ابن عون عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت : قال رسول الله ( ص ) : ( يقتل عمارا الفئة الباغية ) . ( 16 ) حدثنا محمد بن الحسن الاسدي قال حدثني يحيى بن مهلب عن سليمان بن مهران قال : حدثني من سمع عليا يوم صفين وهو عاض على شفته : لو علمت أن الامر يكون هكذا ما خرجت ، اذهب يا أبا موسى فاحكم ولو خر عنقي . ( 17 ) حدثنا ابن نمير قال حدثنا الاعمش عن أبي صالح أن عليا قال لابي موسى : احكم ولو يخر عنقي . ( 18 ) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن الشعبي عن الحارث قال : لما رجع علي من صفين علم أنه لا يملك أبدا ، فتكلم بأشياء كان لا يتكلم بها ، وحدث بأحاديث كان لا يتحدث بها ، فقال فيما يقول : أيها الناس ! لا تكرهوا إمارة معاوية ، والله لو قد فقدتموه لقد رأيتم الرؤوس تندر من كواهلها كالحنظل . ( 19 ) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا موسى بن قيس قال سمعت حجر بن عنبس قال : قيل لعلي يوم صفين : قد حيل بيننا وبين الماء ، قال : فقال : أرسلوا إلى الاشعث : قال : فجاء فقال : ائتوني بدرع ابن سهر - رجل من بني براء - فصبها عليه ثم أتاهم فقاتلهم حتى أزالهم عن الماء . ( 20 ) حدثنا الفضل بن دكين عن حسين بن صالح عن عبد الله بن الحسن قال : سمعته قال : قال علي للحكمين : على أن تحكما بما في كتاب الله ، وكتاب الله كله لي ، فإن لم تحكما بما في كتاب الله فلا حكومة لكما . ( 21 ) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا حسن بن صالح قال سمعت جعفرا قال : قال علي : أن تحكما بما في كتاب الله فتحييا ما أحيا القرآن ، وتميت ما أمات القرآن ولا تزنيا . ( 22 ) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا حسن بن صالح قال سمعت عبد الله بن الحسن يذكر عن أمه أن المسلمين قتلوا عبيد الله بن عمر يوم صفين ، وأخذ المسلمون سلبه وكان مالا . ( 23 ) حدثنا شريك عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر قال : كان علي إذا أتي بأسير صفين أخذ دابته وسلاحه ، وأخذ عليه أن يعود ، وخلى سبيله . ( 24 ) حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد بن سيرين قال : بلغ القتلى يوم صفين سبعين ألفا ، فما قدروا على عدهم إلا بالقصب ، وضعوا على كل إنسان قصبة ، ثم عدوا القصب . ( 25 ) حدثنا محمد بن عبد الله الاسدي قال حدثنا كيسان قال حدثني مولاي يزيد بن بلال قال : شهدت مع علي يوم صفين ، فكان إذا أتي بالاسير قال : لن أقتلك صبرا ، إني أخاف الله رب العالمين ، وكان يأخذ سلاحه ويحلفه : لا يقاتله ، ويعطيه أربعة دراهم . ( 26 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن شقيق قال : قيل له : أشهدت صفين ، قال : نعم ، وبئست الصفون كانت . ( 27 ) حدثنا هشيم عن جويبر عن الحاك في قوله : * ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله ) * قال : بالسيف ، قلت : فما قتلاهم ؟ قال شهداء مرزوقون ، قال : قلت : فما حال الاخرى أهل البغي من قتل منهم ؟ قال : إلى النار . ( 28 ) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب قال : حدثني غير واحد أن قاضيا من قضاة الشام أتى عمر فقال : يا أمير المؤمنين ، رأيت رؤيا أفظعتني ، قال : ما هي ؟ قال : رأيت الشمس والقمر يقتتلان ، والنجوم معهما نصفين ، قال : فمع أيتهما كنت ؟ قال : كنت مع القمر على الشمس ، فقال عمر * ( وجعلنا الليل والنهار آيتيتن فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) * فانطلق فو الله لا تعمل لي عملا أبدا ، قال عطاء : فبلغني أنه قتل مع معاوية يوم صفين . ( 29 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة قال أخبرني عبد الله بن عروة قال : أخبرني رجل شهد صفين قال : رأيت عليا خرج في بعض تلك الليالي ، فنظر إلى أهل الشام فقال : اللهم اغفر لي ولهم ، فأتى عمار فذكر ذلك له فقال : جروا له الحطير ما جره لكم - يعني سعدا رحمه الله . ( 30 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال : رأيت * ( هامش ) * ( 2 / 26 ) والصفون ج الصفن وهي السفرة تجمع بالخيط كالعيبة يكون فيها متاع الرجل وأداته والصفون وقوف الفرس على ثلاث وقد ثنى الرابعة دون قيد بيد أو رجل . والصفون : الوقوف مع صف القدمين . ( 2 / 26 ) سورة الحجرات الآية ( 9 ). ( 2 / 28 ) سورة الاسراء من الآية ( 12 ). ( 2 / 29 ) الحطير : تصغير الحطر وهو وتر القوس . ( * ) عمارا يوم صفين شيخا آدم طوالا ويداه ترتعش وبيده الحربة فقال : لو ضربونا حتى بلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أن مصلحتنا على الحق وأنهم على الباطل . ( 31 ) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا عبد الملك بن قدامة الجمحي قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : لما رفع الناس أيديهم عن صفين قال عمرو بن العاص : شبت الحرب فأعددت لها * مفرع الحارث مروي الثبج يصل الشد بشد فإذا * وثب الخيل من الشد معج جرشع أعظمه جفرته فإذا ابتل من الماء خرج قال : وقال عبد الله بن عمرو : لو شهدت جمل مقامي ومشهدي * بصفين يوما شاب منها الذوائب عشية جاء أهل العراق كأنهم * سحاب ربيع رفعته الجنائب وجئناهم نردي كأن صفوفنا * من البحر مد موجه متراكب فدارت رحانا واستدارت رجاهم * سراه النهار ما تولى المناكب إذا قلت قد ولوا سراعا بدت لنا * كتائب منهم فارجحنت كتائب فقالوا لنا : إنا نرى أن تبايعوا * عليا فقلنا : بل نرى أن نضارب ( 32 ) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن ان جندبا كان مع علي يوم صفين ، قال حماد : لم يكن يقاتل . ( 33 ) حدثنا شريك عن منصور عن إبراهيم قال : قلت له : شهد علقمة صفين ؟ قال : نعم ، خضب سيفه وقتل أخوه . * ( هامش ) * ( 2 / 31 ) وهذه الابيات في وصف الفرس . الحارص من الفرس : أعلى الكاهل ، عظم مشرف من جنبيه ، منبت أدنى العرق إلى الظهر الذي يأخذ به من يركبه . والمفرع : الطويل من كل شئ ، ومفرع الحارك : عالي الاكتاف . الثبج : الصدر ، ومروي الثبج : عريض الصدر . معج : أسرع . الجرشع من الخيل : العظيم الصدر المنتفخ الجنبين ، الطويل . الجفرة : جوف الصدر أو ما يجمع الصدر والجنين . ( * ) ( 34 ) حدثنا ابن نمير عن الاعمش عن مسلم عن أبي البختري قال : رجع علقمة يوم صفين وقد خضب سيفه مع علي . ( 35 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق أبي وائل قال : قال سهل بن حنيف يوم صفين : أيها الناس ! اتهموا رأيكم فإنه والله ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا مع رسول الله ( ص ) لامر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر تعرفه غير هذا . ( 36 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة سمعه يقول : رأيت عمارا يوم صفين شيخا آدم طوالا آخذ خربة بيده ويده ترعد ، فقال : والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفت أن مصلحتنا على الحق وأنهم على الباطل . ( 37 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه قال : إني لخارج من المسجد إذ رأيت ابن عباس حين جاء من عند معاوية في أمر الحكمين فدخل دار سليمان بن ربيعة فدخلت معه ، فما زال يرمي إليه رجل ثم رجل بعد رجل ( يا ابن عباس كفرت وأشركت ونددت ، قال الله في كتابه كذا وقال الله كذا وقال الله كذا حتى دخلني من ذلك ، قال : ومن هم ؟ هم والله السن الاول أصحاب محمد ، هم والله أصحاب البرانس والسواري ، قال : فقال ابن عباس : انظروا أخصمكم وأجدلكم وأعلمكم بحجتكم ، فليتكم ، فاختاروا رجلا أعور يقال له عتاب من بني تغلب ، فقام فقال : قال الله كذا ، وقال الله كذا ، كأنما ينزع بحاجته من القرآن في سورة واحدة ، قال : فقال ابن عباس : إني أراك قارئا للقرآن عالما بما قد فصلت ووصلت ، أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، هل علمتم أن أهل الشام سألوا القضية فكرهناها وأبيناها ، فلما أصابتكم الجروح وعضكم الالم ومنعتم ماء الفرات وأنشأتم تطلبونها ، ولقد أخبرني معاوية أنه أتي بفرس بعيد البطن من الارض ليهرب عليه ثم أتاه آت منكم ، فقال : إني تكرت أهل العراق يموجون مثل الناس ليلة النفر بمكة ، يقولون مختلفين في كل وجه مثل ليلة النفر بمكة ، قال : ثم قال ابن عباس ، أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أي رجل كان أبو بكر ؟ فقالوا : خير وأثنوا فقال : أفرايتم لو أن رجلا خرج حاجا أو معتمرا فأصاب ظبيا أو بعض هوام الارض فحكم فيه أحدهما وحده ، أكان * ( هامش ) * ( 2 / 34 ) خضب سيفه : أي قاتل معه وقتل من جيش معاوية أناسا . ( 2 / 37 ) هم البرانس والسواري : هم الستر وعليهم الاعتماد = * ( يحكم به ذوا عدل ) * سورة المائدة من الآية ( 95 ). ( * ) له ، والله يقول * ( يحكم به ذوا عدل ) * فما اختلفتم فيه من أمر الامة أعظم ، يقول : فلا تنكروا حكمين في دماء الامة ، وقد جعل الله في قتل طائر حكمين ، وقد جعل بين اختلاف رجل وامرأته حكمين لاقامة العدل والانصاف بينهما فيما اختلفا فيه . ( 38 ) حدثنا ابن إدريس عن عبد العزيز بن رفيع قال : لما سار علي إلى صفين استخلف أبا مسعود على الناس فخطبهم يوم الجمعة فرأى فيهم قلة فقال : يا أيها الناس ! اخرجوا فمن خرج فهو آمن ، إنا نعلم والله أن منكم الكاره لهذا الوجه والمتثاقل عنه ، اخرجوا فمن خرج فهو آمن ، والله ما نعدها عافية أن يلتقي هذان العراءان يتقي أحدهما الآخر ، ولكن نعدها عافية أن يصلح الله أمة محمد ويجمع ألفتها ، ألا أخبركم عن عثمان وما نقم الناس عليه أنهم لم يدعوه وذنبه حتى يكون الله هو يعذبه أو يعفو عنه ، ولم يدرك الذين طلبوه إذ حسدوه ما آتى الله إياه ، فلما قدم علي قال : أنت القائل ما بلغني عنك يا فروج ، إنك شيخ قد ذهب عقلك ، قال لقد سمتني أمي باسم أحسن من هذا ، أذهب عقلي وقد وجبت لي الجنة من الله ومن رسوله ، تعلمه أنت ، وما بقي من عقلي فإنا كنا نتحدث أن الآخر فالآخر شر ، قال : فلما كان بالسيلحين أو بالقادسية خرج عليهم وظفراه يقطران ، يرى أنه قد تهيأ للاحرام ، فلما وضع رجله في الغرز وأخذ بمؤخر واسطة الرجل قام إليه ناس من الناس فقالوا : لو عهدت إلينا يا أبا مسعود ، فقال : عليكم بتقوى الله والجماعة ، فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة ، قال : فأعادوا عليه فقال : عليكم بتقوى الله والجماعة فإنما يستريح بر أو يستراح من فاجر . ( 39 ) حدثنا علي بن حفص عن أبي معشر عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : ما زال جدي كافا سلاحه يوم صفين ويوم الجمل حتى قتل عمار ، فلما قتل سل سيفه وقال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( تقتل عمارا الفئة الباغية ) ، فقاتل حتى قتل . ( 40 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ورقاء عن عمرو بن دينار عن زياد مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله ( ص ) ( تقتل عمارا الفئة الباغية ) . ( 41 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب عن أبي البختري قال : لما كان يوم صفين واشتدت الحرب دعا عمار بشربة لبن فشربها ، وقال : إن رسول الله ( ص ) قال لي : ( إن آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن ) . ( 42 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن شمر عن عبد الله بن سنان الاسدي قال : رأيت عليا يوم صفين ومعه سيف رسول الله ( ص ) ذو الفقار قال : فنضبطه فيفلت فيحمل عليهم ، قال : ثم يجئ ، قال : ثم يحمل عليهم ، قال : فجاء بسيفه قد تثنى ، فقال : إن هذا يعتذر إليكم . ( 43 ) حدثنا شبابة قال حدثنا شعبة قال : سألت الحكم : هل شهد أبو أيوب صفين ؟ قال : لا ، ولكن شهد يوم النهر . ( 44 ) حدثنا عمر بن أيوب الموصلي عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الاصم قال : سئل علي عن قتلى يوم صفين ، فقال : قتلانا وقتلاهم في الجنة ، ويصير الامر إلي وإلى معاوية . ( 3 ) ما ذكر في الخوارج ( 1 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن علية عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي قال : ذكر الخوارج ، قال : فيهم رجل مخدج اليد أو مؤدن أو مشدون اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد ( ص ) ، قلت : أنت سمعته من محمد ( ص ) ؟ قال : إي ورب الكعبة - ثلاث مرات . ( 2 ) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أسير بن عمرو قال : سألت سهل بن حنيف : هل سمعت النبي ( ص ) يذكر هؤلاء الخوارج ؟ قال : سمعته - وأشار بيده نحو المشرق - ( يخرج منه قوم يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) . ( 3 ) حدثنا أبو بكر عن عاصم عن زر عن عبد الله قال : قال رسول الله ( ص ) : ( يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الاسنان سفهاء الاجلام ، يقولون من خير قول الناس : يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ، فمن لقيهم فليقتلهم فإن قتلهم أجر عند الله ) . * ( هامش ) * ( 2 / 43 ) يوم النهر : يوم قاتل فيه علي رضي الله عنه الخوارج . ( 3 / 1 ) مخدج اليد : يده ناقصة . ( * ) ( 4 ) حدثنا إسحاق الازرق عن الاعمش عن ابن أبي أوفى قال : قال رسول الله ( ص ) : ( الخوارج كلاب النار ) . ( 5 ) حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : ذكروا الخوارج عند أبي هريرة قال : ( أولئك شرار الخلق ) . ( 6 ) حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن عاصم بن شمخ قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول ويداه هكذا - يعني ترتعشان من الكبر : لقتال الخوارج أحب إلي من قتال عدتهم من أهل الشرك . ( 7 ) حدثنا ابن نمير قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع قال : لما سمع ابن عمر بنجدة قد أقبل وأنه يريد المدينة وأنه يسبي النساء ويقتل الوليدان ، قال : إذا لا ندعه وذلك ، وهم بقتاله وحرض الناس ، فقيل له : إن الناس لا يقاتلون معك ، ونخاف أن تترك وحدك ، فتركه . ( 8 ) حدثنا عبدة عن الاعمش قال : سمعتهم يذكرون أن عبد الله بن يزيد غزا الخوارج . ( 9 ) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال : قال رسول الله ( ص ) : ( إن بعدي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حلوقهم ، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ، لا يعودون فيه ، هم شرار الخلق والخليقة ) ، قال عبد الله بن الصامت : فذكرت ذلك لرافع بن عمرو أخي الغفاري فقال : وأنا أيضا قد سمعته من رسول الله ( ص ) . ( 10 ) حدثنا عمرو بن يحيى بن سلمة عن أبيه عن جده قال : كنا جلوسا عند باب عبد الله ننتظر أن يخرج إلينا فخرج ، فقال : إن رسول الله ( ص ) حدثنا أن قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ، وأيم الله لا أدري لعل أكثرهم منكم ، قال : فقال عمرو بن سلمة فرأينا عامة أولئك يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج . * ( هامش ) * ( 3 / 7 ) نجدة : أحد قادة الخوارج . ( * ) ( 11 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي قال حدثنا عمران بن ظبيان عن أبي يحيى قال : سمع رجلا من الخوارج وهو يصلي صلاة الفجر يقول : * ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) * قال فترك سورته التي كانت فيها قال : وقرأ * ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) * . ( 12 ) حدثنا قطن بن عبد الله أبو مري عن أبي غالب قال : كنت في مسجد دمشق فجاءوا بسبعين رأسا من رؤوس الحرورية فنصبت على درج المسجد ، فجاء أبو أمامة فنظر إليهم فقال : كلاب جهنم ، شر قتلى قتلوا تحت ظل السماء ، ومن قتلوا خير قتلى تحت السماء ، وبكى فنظر إلي وقال : يا أبا غالب ! إنك من بلد هؤلاء ؟ قلت : نعم ، قال : أعاذك - قال : أظنه قال : الله منهم : قال : تقرأ آل عمران ؟ قلت : نعم ! قال : * ( منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشبهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) * قال : * ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) * قلت : يا أبا أمامة ! إني رأيتك تهريق عبرتك ؟ قال : نعم ! رحمة لهم ، إنهم كانوا من أهل الاسلام ، قال : ( افترقت بنو إسرائيل على واحدة وسبعين فرقة ، وتزيد هذه الامة فرقة واحدة ، كلها في النار إلا السواد الاعظم ، عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ، وإن تطيعوه تهتدوا ، وما على الرسول إلا البلاغ ، لاسمع والطاعة خير من الفرقة والمعصية ) . فقال له رجل : يا أبا أمامة ! أمن رأيك تقول أم شئ سمعته من رسول الله ( ص ) ؟ قال : إني إذا لجرئ ، قال بل سمعته من رسول الله ( ص ) غير مرة ولا مرتين حتى ذكر سبعا . * ( هامش ) * ( 3 / 11 )* ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين ) * سورة الزمر من الآية ( 65 ). * ( فاصبر إن وعد الله حق ) * سروة الروم من الآية ( 60 ). ( 3 / 12 ) الحرورية : فرقة من الخوارج سموا كذلك لنزولهم في منطقة حروراء حروراء موضع في العراق . * ( منه آيات محكمات ) * سورة آل عمران الآية ( 17 ). * ( يوم تبيض وجوه ) * سورة آل عمران الآية ( 106 ). ( * ) ( 13 ) حدثنا يزيد بن هارون الواسطي قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي مجلز قال : نهى علي أصحابه أن يسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثا ، فمروا بعبد الله بن خباب فأخذوه ، فمر بعضهم على تمرة ساقطة من نخلة فأخذها فالقاها في فيه ، فقال بعضهم : تمرة معاهد ، فبم استحللتها ؟ فألقاها من فيه ، ثم مروا على خنزير فنفخه بعضهم بسيفه فقال بعضهم : خنزير معاهد ، فبم استحللته ؟ فقال عبد الله : ألا أدلكم على ما هو أعظم عليكم حرمة من هذا ؟ قالوا : نعم ، قال : أنا ، فقدموه فضربوه عنقه ، فأرسل إليهم علي أن أقيدونا بعبد الله بن خباب ، فأرسلوا إليه : وكيف نقيدك وكلنا قتله ، قال : أوكلكم قتله ؟ قالوا : نعم ، فقال : الله أكبر ، ثم أمر أصحابه أن يسطوا عليهم ، قال : والله لا يقتل منكم عشرة ولا يفلت منهم عشرة ، قال : فقتلوهم فقال اطلبوا فيهم ذا الثدية ، فطلبوه فأتي به ، فقال : من يعرفه ، فلم يجدوا أحدا يعرفه إلا رجلا ، قال : أنا رأيته بالحيوة ، فقلت له : أين تريد ؟ قال : هذه ، وأشار إلى الكوفة ، ومالي بها معرفة ، قال : فقال علي : صدق هو من الجان . ( 14 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عمران بن حدير عن أبي مجلز قال : لما لقي على الخوارج أكب عليهم المسلمون ، فو الله ما أصيب من المسلمين تسعة حتى أفنوهم . ( 15 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جهمان قال : كانت الخوارج قد دعوني حتى كدت أن أدخل فيهم ، فرأيت أخت أبي بلال في المنام كأنها رأيت أبا بلال أهلب ، فقلت : يا أخي ! ما سنانك ؟ قال : فقال : يا أخي ! سنانك ؟ قال : فقال : جعلنا بعدكم كلاب أهل النار . ( 16 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : حدثني رجل من عبد القيس قال : كنت مع الخوارج فرأيت منهم شيئا كرهته ، ففارقتهم على أن لا أكثر عليهم ، فبينا أنا مع طائفة منهم إذ رأوا رجلا خرج كأنه قرع ، وبينهم وبينه نهر ، فقطعوا إليه النهر ، فقالوا : كأنا رعناك ؟ قال : أجل ، قالوا : ومن أنت ؟ قالا : أنا عبد الله بن خباب بن الارت ، قالا : عندك حديث تحدثناه عن أبيه عن رسول الله ( ص ) ، قال سمعته يقول : إنه سمع النبي ( ص ) يقول : ( إن فتنة جائية القاعد فيها خير * ( هامش ) * ( 3 / 13 ) نفخه بسيفه : طعنه به . الحيوة : اسم موضع . 3 (/ 16 ) كأنه قرع : أي لا شعر في رأسه ولا في لحيته . ( * ) من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، فإذا لقيتهم فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول فلا تكن عبد الله القاتل ) ، قال : فقربوه إلى النهرة فضربوا عنقه فرأيت دمه يسيل على الماء كأنه شراك ماء اندفر بالماء حتى توارى عنه ، ثم دعوا بسرية له حبلى فبقروا عما في بطنها . ( 17 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا موسى بن محمد الانصاري قال حدثني يحيى بن حبان عن جبلة بن سحيم وفلان بن نضلة قالا : بعث علي إلى الخوارج فقال : لا تقاتلوهم حتى يدعوا إلى ما كانوا عليه من إعطاء رزق في أمان من الله ورسوله ، فأبوا وسبونا . ( 18 ) يحيى بن آدم قال حدثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب قال : خطبنا علي بالمدائن بقنطرة فقال : قد ذكر لي أن خارجة تخرج من قبل المشرق فيهم ذو الثدية ، وإني لا أدري أهم هؤلاء أم غيرهم ، قال : فانطلقوا يلقى بعضهم بعضا ، فقالت الحرورية : لا تكلموهم كما كلمتموهم يوم حروراء ، فكلمه [ . . . . ] ، قال : فشجر بعضهم بعضا بالرماح ، فقال بعض أصحاب علي : قطعوا العوالي ، قال : فاستداروا فقتلوهم وقتل من أصحاب علي إثنا عشر أو ثلاثة عشر ، فقال : التمسوه ، فالتمسوه فوجدوه فقال : والله ما كذبت ولا كذبت ، اعملوا واتكلوا ، فلولا ، أن تتكلموا لاخبرتكم بما قضى الله لكم على لسان نبيكم ، ثم قال : لقد شهدنا ناس باليمن ، قالوا : كيف ذاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : كان هداهم الله معنا . ( 19 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو شيبة عن أبي إسخاق عن أبي بركة الصائدي قال : لما قتل علي ذا الثدية قال سعد : لقد قتل ابن أبي طالب جان الردهة . ( 20 ) يحيى بن آدم قال حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل بن سميع الحنفي عن أبي رزين قال : لما كانت الحكومة بصفين وباين الخوارج عليا رجعوا مباينين له ، وهم في عسكر ، وعلي في عسكر ، حتى دخل علي الكوفة مع الناس بعسكره ، ومضوا هم إلى حروراء في عسكرهم ، فبعث علي إليهم ابن عباس فكلمهم فلم يقع منهم موقعا ، فخرج علي إليهم فكلمهم حتى أجمعوا هم وهو على الرضا ، فرجعوا حتى دخلوا الكوفة على الرضا منه ومنهم ، فأقاموا يومين أو نحو ذلك ، قال : فدخل الاشعث بن قيس وكان يدخل على علي * ( هامش ) * ( 3 / 18 )[ . . . ] نقص من الاصل . ( 3 / 19 ) الجان : نوع من الثعابين والردهة اسم موضع . ( * ) فقال : إن الناس يتحدثون أنك رجعت لهم عن كره ، فلما أن كان الغد الجمعة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فخطب فذكرهم ومباينتهم الناس وأمرهم الذي فارقوه فيه ، فعابهم وعاب أمرهم ، قال : فلما نزل المنبر تنادوا من النواحي المسجد ( لا حكم إلا لله ) فقال علي : حكم الله أنتظر فيكم ، ثم قال بيده هكذا يسكتهم بالاشارة ، وهو على المنبر حتى أتى رجل منهم واضعا إصبعيه في دابته وهو يقول : * ( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) * . ( 21 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس أنه ذكر عنده الخوارج فذكر من عبادتهم واجتهادهم فقال : ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى ثم هم يصلون .
( 22 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن معمر عن ربعي عن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أنه ذكر ما يلقى الخوارج عند القرآن فقال : يؤمنون عند محكمه ويهلكون عند متشابهه . ( 23 ) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن بشر بن شفاف قال : سألني عبد الله بن سلام عن الخوارج فقلت : هم أطول الناس صلاة وأكثرهم صوما غير أنهم إذا خلفوا الجسر اهراقوا الدماء ، وأخذوا الاموال ، فقال : لا سئل عنهم الاذى ، أما إني قد قلت لهم : لا تقتلوا عثمان ، دعوه ، فو الله لئن تركتموه إحدى عشرة ليلة ليموتن على فراشه موتا فلم يفعلوا ، فإنه لم يقتل نبي إلا قتل سبعون ألفا من الناس ، ولم يقتل خليفة إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفا . ( 24 ) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي الطفيل أن رجلا ولد له غلام على عهد النبي ( ص ) ، فدعا له وأخذ ببشرة جبهته فقال بها هكذا وغمز جبهته ودعا له بالبركة ، قال : فنبت شعرة في جبهته كأنها هلبة فرس ، فشب الغلام ، فلما كان زمن الخوارج أحبهم ، فسقطت الشعرة عن جبهته ، فأخذه أبوه فقيده مخافة أن يلحق بهم ، قال : فدخلنا عليه فوعظناه وقلنا له فيما نقول : ألم تر أن بركة دعوة * ( هامش ) * ( 3 / 20 )* ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) * سورة الزمر الآية ( 65 ). ( 3 / 21 ) أي أن حالهم حال اليهود والنصارى . ( 3 / 22 ) يهلكون عند متشابهه ، لانهم يؤلونه بما توحي لهم أهواءهم دون علم كاف . ( 3 / 24 ) هلبة الفرس : شعر ذيله . ( * ) رسول الله ( ص ) قد وقعت من جبهتك ، فما زلنا به حتى رجع عن رأيهم ، قال : فرد الله إليه الشعرة بعد في جبهته وتاب وأصلح . ( 25 ) حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : ذكر الخوارج عند أبي هريرة فقال : ( أولئك شر الخلق ) . ( 26 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو شيبة عن أبي إسحاق عن أبي بركة الصائدي قال : لما قتل علي ذا الثدية قال سعد : لقد قتل علي جان الردهة . ( 27 ) حدثنا عفان قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عاصم بن ضمرة قال : إن خارجة خرجت على حكم ، فقالوا : لا حكم إلا لله ، فقال علي : إنه لا حكم إلا لله ، ولكنهم يقولون : لا إمرة ، ولا بد للناس من أمير بر أو فاجر ، يعمل في إمارته المؤمن ويستمتع فيها الكافر ، يبلغ الله فيه الاجل . ( 28 ) حدثنا جرير عن مغيرة قال : خاصم عمر بن عبد العزيز الخوارج ، فرجع من رجع منهم ، وأبت طائفة منهم أن يرجعوا ، فأرسل عمر رجلا على خيل وأمره أن ينزل حيث يرحلون ، ولا يحركهم ولا يهيجهم ، فإن قتلوا وأفسدوا في الارض فاسط عليهم وقاتلهم ، وإن هم لم يقتلوا ولم يفسدوا في الارض فدعهم يسيرون . ( 29 ) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة قال : قلت لابي سعيد الخدري : هل سمعت من رسول الله ( ص ) يذكر في الحرورية شيئا ؟ قال : نعم سمعته يذكر قوما يعبدون ، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصومه مع صومهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، أخذ سهمه فنظر في نصله فلم ير شيئا ، فنظر في رصاف فلم ير شيئا ، فنظر في قدحه فلم ير شيئا ، فنظر في القدد فتمارى هل يرى شيئا أم لا . ( 30 ) حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال : حدثنا أيوب عن غيلان بن جرير قال : أردت أن أخرج مع أبي قلابة إلى مكة ، فاستأذنت عليه ، فقلت : أدخل ؟ قال : إن لم تكن حروريا . ( 31 ) يزيد بن هارون عن حماد عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن رباح عن كعبي قال : الذي تقتله الخوارج له عشرة أنوار ، فضل ثمانية أنوار على نور الشهداء .( 32 ) حميد عن الحسن عن أبي نعامة عن خالد قال : سمعت ابن عمر يقول : إنهم عرضوا بغير نار ، لو كنت فيها ومعي سلاحي لقاتلت عليه - يعني نجدة وأصحابه . ( 33 ) حميد عن حسن عن أبيه قال : أشهد أن كتاب عمر بن عبد العزيز قرئ علينا : إن سفكوا الدم الحرام وقطعوا السبيل فتبرأ في كتابه من الحرورية وأمر بقتالهم . ( 34 ) ابن نمير قال حدثنا عبد العزيز بن سياه قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال : اتيته فسألته عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي ، قال : قلت : فيهم فارقوه وفيما استجابوا له وفيما دعاهم ، وفيم فارقوه ثم استحل دماءهم ؟ قال : إنه لما استحر القتل في أهل الشام بصفين اعتصم معاوية وأصحابه بجبل ، فقال عمرو بن العاص : ارسل إلى علي بالمصحف ، فلا والله لا يرده عليك ، قال : فجاء به رجل يحمله ينادي : بيننا وبينكم كتاب الله * ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ) * قال : فقال علي : نعم بيننا وبينكم كتاب الله ، أنا أولى به منكم ، قال : فجاءت الخوارج وكنا نسميهم يومئذ القراء ، قال : فجاءوا بأسيافهم على عواتقهم فقالوا : يا أمير المؤمنين ! لا نمشي إلى هؤلاء القوم حتى يحكم الله بيننا وبينهم ، فقام سهل بن حنيف فقال : أيها الناس ! اتهموا أنفسكم ، لقد كنا مع رسول الله ( ص ) يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا ، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله ( ص ) وبين المشركين ، فجاء عمر فأتى رسول الله ( ص ) فقال : يا رسول الله ! ألسنا على حق ؟ وهم على باطل ؟ قال : ( بلى قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : بلى ، قال : ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟ فقال : يا ابن الخطاب ! إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا ، قال : فانطلق عمر ولم يصبر متغيظا حتى أتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر ! ألسنا على حق وهم على باطل ؟ فقال : بلى قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : بلى ، قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟ فقال : يا ابن الخطاب ! إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا ، قال : فنزل القرآن على محمد ( ص ) بالفتح ، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه ، فقال : يا رسول الله ! أو فتح هو ؟ قال : ( نعم ) ، فطابت نفسه ورجع ، فقال علي : أيها الناس ! إن هذا فتح ، فقبل علي القضية ورجع ، ورجع الناس ، ثم إنهم خرجوا بحروراء أولئك العصابة من الخوارج بضعة عشر ألفا ، فأرسل إليهم يناشدهم الله ، فأبوا عليه فأتاهم صعصعة بن صوحان فناشدهم الله * ( هامش ) * ( 3 / 34 )* ( ألم تر إلى الذين أوتوا ) * سورة آل عمران الآية ( 23 ). = يهدون الناس قتلا : يكثرون القتل . [ فجعل يجر بأرجلهم ] كذا في الاصل ، لكن سياق العبارة بعد ذلك يفيد وجود نقص أو تبديل ، والارجح أنه أمر أن يجروا بأرجلهم وإثبات ذلك قول ( فأخبروه ) إذ لو فعل ذلك بنفسه لما احتاج أن يخبروه . ابن أبي شيبة - ج 8 - م 47 (* ) وقال : علام تقاتلون خليفتكم ، قالوا : نخاف الفتنة ، قال : فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل ، فرجعوا فقاتلوا : نسير على ناحيتنا ، فإن عليا قبل القضية ، قاتلناهم يوم صفين ، وإن نقضها قاتلنا معه ، فساروا حتى بلغوا النهروان ، فافترقت منهم فرقة فجعلوا يهدون الناس قتلا ، فقال أصحابهم : ويلكم ما على هذا فارقنا عليا فبلغ عليا ، أمرهم فقام فخطب الناس فقال : أما ترون ، أتسيرون إلى أهل الشام أم ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوا إلى ذراريكم ، فقالوا : لا ، بل نرجع إليهم ، فذكر أمرهم فحدث عنهم ما قال فيهم رسول الله ( ص ) : ( إن فرقة تخرج عند اختلاف الناس تقتلهم أقرب الطائفين بالحق ، علامتهم رجل فيهم يده كثدي المرأة ) فساروا حتى التقوا بالنهروان فاقتتلوا قتالا شديدا ، فجعلت خيل علي لا تقوم لهم ، فقام علي فقال : أيها الناس إن كنتم إنما تقاتلون لي فو الله ما عندي ما أجزيكم به ، وإن كنتم إنما تقاتلون لله فلا يكن هذا قتالكم ، فحمل الناس حملة واحدة فانجلت الخيل عنهم وهم مكبون على وجوههم ، فقال علي ، اطلبوا الرجل فيهم ، قال : فطلب الناس فلم يجدوه حتى قال بعضهم : غرنا ابن أبي طالب من إخواننا حتى قتلناهم ، فدمعت عين علي ، قال : فدعا بدابته فركبها فانطلق حتى أتى وهدة فيها قتلى بعضهم على بعض [ فجعل يجر بأرجلهم ] حتى وجد الرجل تحتهم ، فأخبروه فقال علي : الله أكبر ، وفرح الناس ورجعوا ، وقال علي : لا أغزو العام ، ورجع إلى الكوفة وقتل ، واستخلف حسن فساروا بسيرة أبيه ثم بالبيعة إلى معاوية . ( 35 ) أبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب عن علي قال : لما كان يوم النهروان لقي لخوارج فلم يبرحوا حتى شجروا برماح فقتلوا جميعا ، فقال علي : اطلبوا ذا الثدية ، فطلبوه فلم يجدوه فقال علي : ما كذبت ولا كذبت ، اطلبوه ، فطلبوه فوجدوه في وهدة من الارض عليه ناس من القتلى ، فإذا رجل على يده مثل سبلات السنور ، قال : فكبر علي والناس ، وأعجب الناس وأعجب علي . ( 36 ) وكيع قال حدثنا الاعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن رجل من بني نضر بن معاوية قال : كنا عند علي فذكروا أهل النهر فسبهم رجل فقال علي : لا تسبوهم ، ولكن إن خرجوا على إمام عادل فقاتلوهم ، وإن خرجوا على إمام الجائر فلا تقاتلوهم ، فإن لهم بذلك مقالا . ( 37 ) يونس بن محمد قال حدثنا حماد بن سلمة عن الازرق بن قيس عن شريك بن شهاب الحارثي قال : جعلت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاب محمد ( ص ) يحدثني عن الخوارج ، فلقيت أبا برزة الاسلمي في نفر من أصحابه في يوم عرفة ، فقلت : حدثني بشئ سمعته من رسول الله ( ص ) يقوله في الخوارج ، فقال : أحدثكم بما سمعت أذناي ورأت عيناي ، أتى رسول الله ( ص ) بدنانير فجعل يقسمها وعنده رجل أسود مطموم الشعر ، عليه ثوبان أبيضان ، بين عينيه أثر السجود ، وكان يتعرض لرسول الله ( ص ) فلم يعطه ، فأتاه فعرض له من قبل وجهه فلم يعطه شيئا ، فأتاه من قبل يمينه فلم يعطه شيئا ، ثم أتاه من قبل شماله فلم يعطه شيئا ، ثم اتاه من خلفه فلم يعطه شيئا فقال : يا محمد ! ما عدلت منذ اليوم في القسمة ، فغضب رسول الله ( ص ) غضبا شديدا ، ثم قال : ( والله لا تجدون أحدا أعدل عليكم مني - ثلاث مرات - ثم قال : يخرج عليكم رجال من قبل المشرق كأن هذا منهم هديهم هكذا ، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون إليه - ووضع يده على صدره - سيماهم التخلق ، لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال ، فإذا رأيتموهم فاقتلوهم - ثلاثا ، هم شر الخلق والخليقة ) يقولها ثلاثا . ( 38 ) زيد بن حباب قال حدثني قرة بن خالد السدوسي قال حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ( ص ) : ( يجئ قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية على فوقه ) . ( 39 ) أبو الاحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( ص ) : ( ليقرأن القرآن ناس من أمتي يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ) . ( 40 ) زيد بن حباب قال أخبرني موسى بن عبيدة قال أخبرني عبد الله بن دينار عن أبي سلمة وعطاء بن يسار قالا : جئنا أبا سعيد الخدري فقلنا : سمعنا من رسول الله ( ص ) في الحرورية شيئا ، فقال : ما أدري ما الحرورية ، ولكن سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ( يأتي من بعدكم أقوام تحتقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم * ( هامش ) * ( 3 / 37 )[ يمينه ] ناقصة في الاصل ، وأفدناها من المعنى . التخلق : التعطر بالخلوق . 3 (/ 38 ) على فوقه : أي وهو مشدود ، والمقصود سرعة خروجهم كسرعة انطلاق السهم . ( 3 / 40 ) تحتقرون صلاتكم مع صلاتهم الخ . . . أي أنهم يكثرون من الصلاة والصيام والعبادة . ( * ) وعبادتكم مع عبادتهم ، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) . ( 41 ) يحيى بن أبي بكير قال حدثنا ابن عيينة قال حدثنا العلاء بن أبي العباس قال : سمعت أبا الطفيل يخبر عن بكر بن فوارس عن سعد بن مالك قال : قال رسول الله ( ص ) - وذكر ذا الثدية الذي كان مع أصحاب النهر - فقال : ( شيطان الردهة يجتدره رجل من بجيلة يقال له الاشهب - أو ابن الاشهب - علامة سوء في قوم ظلمة ) ، فقال عمار الدهني حين كذب به جاء رجل من بجيلة ، قال : وأراه قال : من دهن ، يقال له الاشهب أو ابن الاشهب . ( 42 ) محمد بن بشر قال حدثنا عبيد الله بن الوليد عن عبيد الحسن قال : قالت الخوارج لعمر بن عبد العزيز : تريد أن تسير فينا بسيرة عمر بن الخطاب ؟ فقال : ما لهم قاتلهم الله ، والله ما زدت أن أتخذ رسول الله ( ص ) إماما . ( 43 ) ابن علية عن التيمي عن أبي مجلز قال بينما عبد الله بن خباب في يد الخوارج إذ أتوا على نخل ، فتناول رجل منهم تمرة فاقبل عليه أصحابه فقالوا له : أخذت تمرة من تمر أهل العهد ، وأتوا علي خنزير فنفخه رجل منهم بالسيف فأقبل عليه أصحابه فقالوا له : قتلت خنزيرا من خنازير أهل العهد ، قال : فقال عبد الله ، ألا أخبركم من هو أعظم عليكم حقا من هذا ؟ قالوا : من ؟ أنا ، ما تركت صلاة ولا تركت كذا ولا تركت كذا ، قال : فقتلوه ، قال فلما جاءهم علي قال : أقيدونا بعبد الله بن خباب ، قالوا : كيف نقيدك به وكلنا قد شرك في دمه ، فاستحل قتالهم .
( 44 ) إسحاق بن منصور عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن عبد الله بن سلمة قال - وقد كان شهد مع علي الجمل وصفين وقال : ما يسرني كل ما على وجه الارض . ( 45 ) غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال : سألت أبي عن هذه الآية قل * ( هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ) * أهم الحرورية ؟ قال : لا ، هم أهل الكتاب اليهود والنصارى ، أما اليهود فكذبوا بمحمد ( ص ) ، وأما النصارى فكفروا بالجنة وقالوا : ليس فيها طعام ولا شراب ، ولكن الحرورية * ( هامش ) * ( 3 / 45 )* ( هل ننبئكم بالاخسرين ) * سورة الكهف من الآيتين ( 103 - 104 ). = = * ( الذين ينقضون عهد الله ) * سورة البقرة من الآية ( 27 ). ( * ) * ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض أولئك هم الخاسرون ) * وكان سعد يسميهم الفاسقين . ( 46 ) وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت مصعب بن سعد قال : سئل أبي عن الخوارج ، قال : هم قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم . ( 47 ) عبيد الله قال أخبرنا نعيم بن حكيم قال حدثني أبو مريم أن شبث بن ربعي وابن الكواء خرجا من الكوفة إلى حروراء ، فأمر علي الناس أن يخرجوا بسلاحهم فخرجوا إلى المسجد حتى امتلا المسجد ، فأرسل علي : بئس ما صنعتم حين تدخلون المسجد بسلاحكم ، إذهبوا إلى جبانة مراد حتى يأتيكم أمرئ ، قال : قال أبو مريم : فانطلقنا إلى جبانة مراد ، فكنا بها ساعة من نهار ، ثم بلغنا أن القوم قد رجعوا وأنهم زاحفون ، قال : فقلت : أنطلق أنا فأنظر إليهم ، قال : فانطلقت فجعلت أتخلل صفوفهم حتى انتهيت إلى شبث بن ربعي وابن الكواء وهما واقفان متور كان على دابتيهما ، وعندهم رسل علي يناشدونهما الله لما رجعوا ، وهم يقولون لهم : نعيذكم بالله أن تعجلوا بفتنة العام خشية عام قابل ، فقام رجل منهم إلى بعض رسل علي فعقر دابته ، فنزل الرجل وهو يسترجع ، فحمل سرجه فانطلق به ، وهما يقولان : ما طلبنا إلا منابذتهم ، وهم يناشدونهم الله ، فمكثوا ساعة ثم انصرفوا إلى الكوفة كأنه يوم أضحى أو يوم فطر ، وكان علي يحدثنا قبل ذلك أن قوما يخرجون من الاسلام ، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية ، علامتهم رجل مخدج اليد ، قال : فسمعت ذلك منه مرارا كثيرة ، قال : وسمعه نافع : المخدع أيضا ، حتى رأيته يتكره طعامه من كثرة ما سمعه منه ، قال : وكان نافع معنا في المسجد يصلي فيه بالنهار ، ويبيت فيه بالليل ، وقد كسوته برنسا فلقيته من الغد فسألته : هل كان خرج معنا الناس الذين خرجوا إلى حروراء ؟ قال : خرجت أريدهم حتى إذا بلغت إلى بني فلان لقيني صبيان ، فنزعوا سلاحي ، فرجعت حتى إذا كان الحول أو نحوه خرج أهل النهروان وسار علي إليهم ، فلم أخرج معه ، قال : وخرج أخي أبو عبد الله ومولاه مع علي ، قال : فأخبرني أبو عبد الله أن عليا سار إليهم حتى إذا كان حذاءهم على شاطئ النهروان أرسل إليهم يناشدهم الله ويأمرهم أن يرجعوا ، فلم تزل رسله تختلف إليهم حتى قتلوا رسوله ،
فلما رأى ذلك نهض إليهم فقاتلهم حتى فرغ منهم كلهم ، ثم أمر أصحابه أن يلتمسوا المخدج فالتمسوه فقال بعضهم : ما نجده حيا ، وقال : بعضهم : ما هو فيهم ، ثم إنه جاءه رجل فبشره فقال : يا أمير المؤمنين ! قد والله وجدناه تحت قتيلين في ساقيه ، فقال : اقطعوا يده المخدجة وأتوني بها ، فلما أتى بها أخذها بيده ثم رفعها ثم قال : والله ما كذبت ولا كذبت . ( 48 ) شريك عن محمد بن قيس عن أبي موسى أن عليا لما أتي بالمخدج سجد . ( 49 ) وكيع قال حدثنا الاعمش عن أبي إسحاق عن حصين - وكان صاحب شرطة علي - قال : قال علي : قاتلهم الله ، أي حديث شابوا - يعني الخوارج الذين قتلوا . ( 50 ) ابن نمير عن الاجلح عن سلمة بن كهيل عن كثير بن نمر قال : بينا أنا في الجمعة وعلي بن أبي طالب على المنبر إذ جاء رجل فقال : لا حكم إلا لله ، ثم قام آخر فقال : لا حكم إلا لله ، ثم قاموا من نواحي المسجد يحكمون الله فأشار عليهم بيده : أجلسوا ، نعم لا حكم إلا لله ، كلمة حق يبتغي بها باطل ، حكم الله ينتظر فيكم ، الآن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا ، لن نمنعكم مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا ، ولا نقاتلكم حتى تقاتلوا ، ثم أخذ في خطبته . ( 51 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن عمر بن حسيل بن سعد بن حذيفة قال حدثنا حبيب أبو الحسن العبسي عن أبي البختري قال : دخل رجل المسجد فقال : لا حكم إلا لله * ( إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) * فما تدرون ما يقول هؤلاء ؟ يقولون : لا أمارة ، أيها الناس إنه لا يصلحكم إلا أمير بر أو فاجر ، قالوا : هذا البر قد عرفناه ، فلما بال الفاجر ؟ فقال : يعمل المؤمن ويملي للفاجر ، يبلغ الله الاجل ، ونأمن سبلكم ، وتقوم أسواقكم ، ويقسم فيئكم ويجاهد عدوكم ويؤخذ الضعيف من القوي أو قال : من الشديد - منكم . ( 52 ) يحيى بن آدم قال حدثنا يزيد بن عبد العزيز قال حدثنا إسحاق بن راشد عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والضحاك بن قيس عن أبي سعيد الخدري قال : بينا رسول الله ( ص ) يقسم مغنما يوم خيبر ، فأتاه رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة فقال : يا رسول الله ! اعدل ، فقال : ( هاك لقد خبت وخسرت أن لم أعدل ) ، فقال عمر : دعني يا رسول الله أقتله ، فقال : ( لا ، إن لهذا أصحابا يخرجون عند اختلاف من الناس ، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم ، آيتهم * ( هامش ) * ( 3 / 49 ) أي حديث شابوا أي ( أي حديث مني وجدوا فيه شائبة ) والمقود ما مأخذهم علي حتى خرجوا . ( 3 / 51 )* ( إن وعد الله حق ) * سورة الروم من الآية ( 60 ). ( * ) رجل منهم كأن يده ثدي المرأة ، وكأنها بضعة تدردر ) ، قال : فقال أبو سعيد فسمعت أذني من رسول الله ( ص ) يوم حنين وبصر عيني مع علي حين قتلهم ، ثم استخرجه فنظرت إليه . ( 53 ) أبو أسامة قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا مخالد بن سعيد عن عمير بن زوذي أبي كبير قال : خطبنا علي يوما ، فقام الخوارج فقطعوا عليه كلامه ، قال : فنزل فدخل ودخلنا معه فقال : ألا إني إنما أكلت يوم أكل الثور الابيض ، ثم قال : مثلي مثل ثلاثة أثوار وأسد اجتمعن في أجمة : أبيض وأحمر وأسود ، فكان إذا أراد شيئا منهن اجتمعن ، فامتنعن منه فقال للاحمر والاسود ، إنه لا يفضحنا في أجمتنا هذه إلا مكان هذا الابيض ، فخليا بيني وبينه حتى آكله ، ثم أخلوا أنا وأنتما في هذه الاجمة ، فلونكما على لوني ولوني على لونكما ، قال : ففعلا ، قال : فوثب عليه فلم يلبثه أن قتله ، قال : فكان إذا أراد أحدهما اجتمعا ، فامتنعا منه ، وقال للاحمر : يا أحمر ، إنه لا يشهرنا في أجمتنا هذه إلا مكان هذا الاسود ، فخل بيني وبينه حتى آكله ، ثم أخلو أنا وأنت ، فلوني على لونك ولونك على لوني ، قال : فأمسك عنه فوثب عليه فلم يلبثه أن قتله ، ثم لبث ما شاء الله ثم قال للاحمر : يا أحمر ! إني آكلك ، قال : تأكلني ، قال : نعم ، قال : أما لا فدعني حتى أصوت ثلاثة أصوات ، ثم شأنك بي قال : فقال : ألا إني إنما أكلت يوم أكل الثور الابيض ، قال : ثم قال علي : ألا وإني إنما رهبت يوم قتل عثمان . ( 54 ) ابن فضيل عن إسماعيل بن سميع عن الحكم قال : خمس علي أهل النهر . ( 55 ) حدثنا يزيد بن هارون عن الحجاج عن الحكم أن عليا قسم بين أصحابه رقيق أهل النهر ومتاعهم كله . ( 56 ) وكيع عن سفيان عن شبيب بن غرقدة عن رجل من بني تميم قال : سألت ابن عمر عن أموال الخوارج ، قال : ليس فيها غنيمة ولا غلول . ( 57 ) ابن إدريس عن أبيه عن جده قال : فزع المسجد حين أصيب أهل النهر . * ( هامش ) * ( 3 / 52 ) كأن بضعة تدردر : كأنها قطعة لحم تتهزهز . 3 (/ 45 ) أهل النهر هم الخوارج وتخميسه لهم أي أنه لا يعتبرهم من المسلمين . ( 3 / 57 ) فزع المسجد : أي اجتمع الناس في المسجد . ( * ) ( 58 ) يزيد بن هارون قال أنا العوام بن حوشب قال : حدثني من سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول في القتال الخوارج : لهو أحب إلى من قتال الديلم . ( 59 ) يزيد بن هارون أنا العوام بن حوشب عن الشيباني عن أسير بن عمرو عن سهل بن حنيف عن النبي ( ص ) قال : يتيه قوم من قبل المشرق محلقة رؤوسهم ) . ( 60 ) يحيى بن آدم قال ثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن الحسن قال : لما صنع علي الحكمين قال أهل الحر وراء : ما تزيد أن تجامع لهؤلاء ، فخرجوا فأتاهم إبليس فقال : أين كان هؤلاء القوم الذين فارقنا مسلمين ؟ لبئس الرأي رأينا ، ولئن كانوا كفارا لينبغي لنا أن نناديهم ، قال الحسن : فوثب عليهم أبو الحسن فجذهم جذا . ( 61 ) حدثنا شبابة عن الهذيل بن بلال قال : كنت عند محمد بن سيرين فأتاه رجل فقال : إن عندي غلام لي أريد بيعه ، قد أعطيت بن ستمائة درهم ، وقد أعطاني الخوارج ثمانمائة ، أفأبيعه منهم ؟ قال كنت بايعه من يهودي أو نصراني ؟ قال : لا ، قال فلا تبعه منهم . ( 62 ) حدثنا يحيى بن آدم ثنا معضل بن مهلهل عن الشيباني عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : كنت عند علي ، فسئل عن أهل النهر أهم مشركون ؟ قال : من الشرك فروا ، قيل : فمنافقون هم ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ، قيل له : فما هم ؟ قال : قوم بغوا علينا . ( 63 ) حدثنا يحيى بن آدم ثنا معضل عن أبي إسحاق عن عرفجة عن أبيه قال لما جئ على بما في عسكر أهل النهر قال : من عرف شيئا فليأخذه ، قال : فأخذت إلا قدر ، قال : ثم رأيتها بعد قد أخذت . والله أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب ، وصلى الله على سيدنا محمد الامين ، وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيرا - آمين . تم مصنف أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي * ( هامش ) * ( 3 / 58 ) من قتال أهل الديلم : أي من قتال الكافرين والمشركين . ( 3 / 61 ) أي لا يباع رقيق المسلمين إلى الخوارج كما لا يباع إلى النصارى واليهود لكي لا تكون لهم ولاية على مسلم وإن كان رقيقا . ( * )