كتاب العلم
 *1* كتاب العلم
*2* باب النهي عن اتباع متشابه القرآن، والتحذير من متبعيه، والنهي عن الاختلاف في القرآن
*حدّثنا عَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْلمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التّسْتَرِيّ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَلاَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: {هُوَ الّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنّ أُمّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ، فَأَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتّبِعُونَ مَا تَشَابَهُ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاّ اللّهُ. وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنّا بِهِ كُلّ مِنْ عِنْدِ رَبّنَا، وَمَا يَذّكّرُ إِلاّ أُولُوا الأَلْبَابِ} (3 آل عمران الاَية: 7). قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَأَيْتُمُ الّذِينَ يَتّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِكَ الّذِينَ سَمّىَ اللّهُ، فَاحْذَرُوهُمْ".
حدّثنا أَبُو كَامِلٍ، فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْجَحْدَرِيّ. حَدّثَنَا حَمّادُ بْنُ زَيْدٍ. حَدّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيّ. قَالَ: كَتَبَ إِلَيّ عَبْدُ اللّهِ بْنُ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيّ أَن عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: هَجّرْتُ إِلَىَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْماً. قَالَ: فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ. فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ. فَقَالَ: "إِنّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلاَفِهِمْ فِي الْكِتَابِ".
حدّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَىَ. أَخْبَرَنَا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْبَجَلِيّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم "اقْرَأُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا".
حدّثني إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصّمَدِ. حَدّثَنَا هَمّامٌ. حَدّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيّ عَنْ جُنْدَبٍ (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللّهِ) أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اقْرَأُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ. فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا".
حدّثني أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخرٍ الدّارِمِيّ. حَدّثَنَا حَبّانُ. حَدّثَنَا أَبَان. حَدّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ. قَالَ: قَالَ لَنَا جُنْدَبٌ، وَنَحْنُ غِلْمَانٌ بِالْكُوفَةِ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم "اقْرَؤُا الْقُرْآنَ" بِمِثْلِ حَدِيثِهِمَا.
قوله: (حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري) هو بضم التاء الأولى، وما التاء الثانية فالصحيح المشهور فتحها، ولم يذكر السمعاني في كتابه الأنساب والحازمي في المؤتلف وغيرهما من المحققين والأكثرون غيره، وذكر القاضي في المشارق أنها مضمومة كالأولى قال وضبطها الباجي بالفتح، قال السمعاني: هي بلدة من كور الأهواز من بلاد خورستان يقول لها الناس شتر بها قبر البراء بن مالك رضي الله عنه الصحابي أخي أنس قولها: (تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} إلى آخر الاَية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم) قد اختلف المفسرون والأصوليون وغيرهم في المحكم والمتشابه اختلافاً كثيراً، قال الغزالي في المستصفى: إذا لم يرد توقيف في تفسيره فينبغي أن يفسر بما يعرفه أهل اللغة وتناسب اللفظ من حيث الوضع ولا يناسبه قول من قال المتشابه الحروف المقطعة في أوائل السور والمحكم ما سواه، ولا قولهم المحكم ما يعرفه الراسخون في العلم والمتشابه ما انفرد الله تعالى بعلمه، ولا قولهم المحكم الوعد والوعيد والحلال والحرم والمتشابه القصص والأمثال فهذا أبعد الأقوال، قال: بل الصحيح أن المحكم يرجع إلى معنيين: أحدهما المكشوف المعنى الذي لا يتطرق إليه إشكال واحتمال والمتشابه ما يتعارض فيه الإحتمال. والثاني أن المحكم ما انتظم ترتيبه مفيداً إما ظاهراً وإما بتأويل، وأما المتشابه فالأسماء المشتركة كالقرء وكالذي بيده عقدة النكاح وكاللمس، فالأول متردد بين الحيض والطهر، والثاني بين الولي والزوج، والثالث بين الوطء والمس باليد ونحوها. قال: ويطلق على ما ورد في صفات الله تعالى مما يوهم ظاهره الجهة والتشبيه ويحتاج إلى تأويل. واختلف العلماء في الراسخين في العلم هل يعلمون تأويل المتشابه وتكون الواو في والراسخون عاطفة أم لا؟ ويكون الوقف على وما يعلم تأويله إلا الله، ثم يبتدئ قوله تعالى: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به} وكل واحد من القولين محتمل واختاره طوائف والأصح الأول، وأن الراسخين يعلمونه لأنه يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته، وقد اتفق أصحابنا وغيرهم من المحققين على أنه يستحيل أن يتكلم الله تعالى بما لا يفيد والله أعلم. وفي هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ومن يتبع المشكلات للفتنة، فأما من سأل عما أشكل عليه منها للإسترشاد وتلطف في ذلك فلا بأس عليه وجوابه واجب، وأما الأول فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر بن الخطاب رضي الله عنه صبيع بن عسل حين كان يتبع المتشابه والله أعلم.
قوله: (هجرت يوماً) أي بكرت. قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب".
وفي رواية: (اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا) المراد بهلاك من قبلنا هنا هلاكهم في الدين بكفرهم وابتداعهم فحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مثل فعلهم، والأمر بالقيام عند الاختلاف في القرآن محمول عند العلماء على اختلاف لا يجوز أو اختلاف يوقع فيما لا يجوز كاختلاف في نفس القرآن أو في معنى منه لا يسوغ فيه الاجتهاد، أو اختلاف يوقع في شك أو شبهة أو فتنة وخصومة أو شجار ونحو ذلك. وأما الإختلاف في استباط فروع الدين منه ومناظرة أهل العلم في ذلك على سبيل الفائدة وإظهار الحق واختلافهم في ذلك فليس منهياً عنه بل هو مأمور به وفضيلة ظاهرة، وقد أجمع المسلمون على هذا من عهد الصحابة إلى الاَن والله أعلم
*2* باب في الألد الخصم
*حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنّ أَبْغَضَ الرّجَالِ إِلَىَ اللّهِ الأَلَدّ الْخَصِمُ".
قوله صلى الله عليه وسلم: "أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم" هو بفتح الخاء وكسر الصاد، والألد شديد الخصومة مأخوذ من لديدي الوادي وهما جانباه لأنه كلما احتج عليه بحجة أخذ في جانب آخر، وأما الخصم فهو الحاذق بالخصومة والمذموم هو الخصومة بالباطل في رفع حق أو إثبات باطل والله أعلم
*2* باب اتباع سنن اليهود والنصارى
*حدّثني سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ. حَدّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم "لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ آلْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ "فَمَنْ؟".
حدّثني عِدّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَسّانَ (وَهُوَ مُحَمّدُ ابْنُ مُطَرّفٍ) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ.
قَالَ أَبُو إِسْحَقَ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمّدٍ: حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ يَحْيَىَ. حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ. حَدّثَنَا أَبُو غَسّانَ. حَدّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. نَحْوَهُ.
قوله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع الخ" السنن بفتح السين والنون وهو الطريق، والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة لهم، والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر، وفي هذا معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم. قوله: (حدثني عدة من أصحابنا عن سعيد بن أبي مريم) قال المازري: هذا من الأحاديث المقطوعة في مسلم وهي أربعة عشر هذا آخرها. قال القاضي: قلد المازري أبا علي الغساني الجياني في تسميته هذا مقطوعاً وهي تسمية باطلة وإنما هذا عند أهل الصنعة من باب رواية المجهول وإنما المقطوع ما حذف منه راو. قلت: وتسمية هذا الثاني أيضاً مقطوعاً مجاز وإنما هو منقطع ومرسل عند الأصوليين والفقهاء وإنما حقيقة المقطوع عندهم الموقوف على التابعي فمن بعده قولاً له أو فعلاً أو نحوه، وكيف كان فمتن الحديث المذكور صحيح متصل بالطريق الأول وإنما ذكر الثاني متابعة، وقد سبق أن المتابعة يحتمل فيها ما لا يحتمل في الأصول، وقد وقع في كثير من النسخ هنا اتصال هذا الطريق الثاني من جهة أبي إسحاق إبراهيم بن سفيان راوي الكتاب عن مسلم وهو من زياداته وعالي إسناده. قال أبو إسحاق: حدثني محمد بن يحيى قال: حدثنا ابن أبي مريم فذكره بإسناده إلى آخره فاتصلت الرواية والله أعلم
*2* باب هلك المتنطعون
*حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلَكَ الْمُتَنَطّعُونَ" قَالَهَا ثَلاَثاً.
قوله صلى الله عليه وسلم: "هلك المتنطعون" أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم
*2* باب رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن، في آخر الزمان
*حدّثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرّوخَ. حَدّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ. حَدّثَنَا أَبُو التّيّاحِ. حَدّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ أَشْرَاطِ السّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزّنَى".
حدّثنا مُحَمّدُ بْنُ الْمُثَنّى وَ ابْنُ بَشّارٍ. قَالاَ: حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدّثَنَا شُعْبَةُ. سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَحَدّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: أَلاَ أُحَدّثُكُمْ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. لاَ يُحَدّثُكُمْ أَحَدٌ، بَعْدِي، سَمِعَهُ مِنْهُ: "إِنّ مِنْ أَشْرَاطِ السّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَفْشُو الزّنَى، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَذْهَبَ الرّجَالُ، وَتَبْقَىَ النّسَاءُ، حَتّىَ يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيّمٌ وَاحِدٌ".
حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ بِشْرٍ. ح وَحَدّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدّثَنَا عَبْدَةُ وَ أَبُو أُسَامَةَ. كُلّهُمْ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بِشْرٍ وَعَبْدَةَ: لاَ يُحَدّثُكُمُوهُ أَحَدٌ بَعْدِي. سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ. فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ.
حدّثنا مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدّثَنَا وَكِيعٌ وَ أَبِي. قَالاَ: حَدّثَنَا الأَعْمَشُ ح وَحَدّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجّ (وَاللّفْظُ لَهُ). حَدّثَنَا وَكِيعٌ. حَدّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ عَبْدِ اللّهِ وَ أَبِي مُوسَىَ. فَقَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنّ بَيْنَ يَدَيِ السّاعَةِ أَيّاماً. يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ. وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ".
حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ النّضْرِ بْنِ أَبِي النّضْرِ. حَدّثَنَا أَبُو النّضْرِ. حَدّثَنَا عُبَيْدُ اللّهِ الأَشْجَعِيّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ وَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ. قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. ح وَحَدّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيّاءَ. حَدّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيّ عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَقِيقٍ. قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ عَبْدِ اللّهِ وَأَبِي مُوسَىَ. وَهُمَا يَتَحَدّثَانِ. فَقَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِ حَدِيثِ وَكِيعٍ وَابْنِ نُمَيْرٍ.
حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ أَبُو كُرَيْبٍ وَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَ إِسْحَقُ الْحَنْظَلِيّ. جَمِيعاً عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَىَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِهِ.
حدّثنا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: إِنّي لَجَالِسٌ مَعَ عَبْدِ اللّهِ وَأَبِي مُوسَىَ، وَهُمَا يَتَحَدّثَانِ. فَقَالَ أَبُو مُوسَىَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِهِ.نه
حدّثني حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَىَ. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. حَدّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَتَقَارَبُ الزّمَانُ، وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيُلْقَىَ الشّحّ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ" قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ".
حدّثنا عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَبْدِ الرّحَمَنِ، الدّارِمِيّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ. أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزّهْرِيّ. حَدّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ الزّهْرِيّ أَنّ أَبَا هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم "يَتَقَارَب الزّمَانُ وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ" ثمّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَىَ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزّهْرِيّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "يَتَقَارَبُ الزّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ" ثُمّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِهِمَا.
حدّثنا يَحْيَى بْنُ أَيّوبَ وَ قُتَيْبَةُ وَ ابْنُ حُجْرٍ. قَالُوا: حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ) عَنِ الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ح وَحَدّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَ أَبُو كُرَيْبٍ و عَمْرٌو النّاقِدُ. قَالُوا: حَدّثَنَا إِسْحَقُ بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي هَرَيْرَةَ. ح وَحَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدّثَنَا عَبْدُ الرّزّاقِ. حَدّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمّامِ بْنِ مُنَبّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ح وَحَدّثَنِي أَبُو الطّاهِرِ. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كُلّهُمْ قَالَ: عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِ حَدِيثِ الزّهْرِيّ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. غَيْرَ أَنّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا "وَيُلْقَى الشّحّ".
حدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ. سَمِعْتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنّ اللّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النّاسِ. وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ. حَتّىَ إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِماً، اتّخَذَ النّاسُ رُؤُساً جُهّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ. فَضَلّوا وَأَضَلّوا".
حدّثنا أَبُو الرّبِيعِ الْعَتَكِيّ. حَدّثَنَا حَمّادٌ (يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ). ح وَحَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَىَ. أَخْبَرَنَا عَبّادُ بْنُ عَبّادٍ وَ أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وَحَدّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالاَ: حَدّثَنَا وَكِيعٌ. ح وَحَدّثَنَا أَبُو كُرَيْب. حَدّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ وَ أَبُو أُسَامَةَ وَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَ عْبْدَةُ. ح وَحَدّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدّثَنَا سُفْيَانُ. ح وَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. ح وَحَدّثَنِي أَبُو بَكْرِ ابْنُ نَافِعٍ. قَالَ: حَدّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيَ. ح وَحَدّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ. حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَرُونَ. أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ابْنُ الْحَجّاجِ. كُلّهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِ حَدِيثِ جَرِيرٍ. وَزَادَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَلِيَ: ثُمّ لَقِيتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرٍو، عَلَىَ رَأْسِ الْحَوْلِ، فَسَأَلْتُهُ فَرَدّ عَلَيْنَا الْحَدِيثَ كَمَا حَدّثَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ.
حدّثنا مُحَمّدُ بْنُ الْمُثَنّى. حَدّثَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ حُمْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ. أَخْبَرَنِي أَبِي جَعْفَرٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
حدّثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التّجِيبِيّ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ وَهْبٍ. حَدّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ أَنّ أَبَا الأَسْوَدِ حَدّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزّبَيْرِ. قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي بَلَغَنِي أَنّ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرٍو مَارّ بِنَا إِلَىَ الْحَجّ. فَالْقَهُ فَسَائِلْهُ. فَإِنّهُ قَدْ حَمَلَ عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم عِلْماً كَثِيراً. قَالَ: فَلَقِيتُهُ فَسَاءَلْتُهُ عَنْ أَشْيَاءَ يَذْكُرُهَا عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ عُرْوَةُ: فَكَانَ فِيمَا ذَكَرَ أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنّ اللّهَ لاَ يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النّاسِ انتِزَاعاً. وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ فَيَرْفَعُ الْعِلْمَ مَعَهُمْ. وَيُبْقِي فِي النّاسِ رُؤُساً جُهّالاً. يُفْتُونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ. فَيَضِلّونَ وَيُضِلّونَ".
قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمّا حَدّثْتُ عَائِشَةَ بِذَلِكَ، أَعْظَمَتْ ذَلِكَ وَأَنْكَرَتْهُ. قَالَتْ: أَحَدّثَكَ أَنّهُ سَمِعَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ هَذَا؟
قَالَ عُرْوَةُ: حَتّىَ إِذَا كَانَ قَابِلٌ، قَالَتْ لَهُ: إِنّ ابْنَ عَمْرٍو قَدْ قَدِمَ. فَالْقَهُ. ثُمّ فَاتِحْهُ حَتّىَ تَسْأَلَهُ عَنِ الْحَدِيثِ الّذِي ذَكَرَهُ لَكَ فِي الْعِلْمِ. قَالَ فَلَقِيتُهُ فَسَاءَلْتُهُ. فَذَكَرَهُ لِي نَحْوَ مَا حَدّثَنِي بِهِ، فِي مَرّتِهِ الأُولَىَ.
قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمّا أَخْبَرْتُهَا بِذَلِكَ. قَالَتْ: مَا أَحْسِبُهُ إِلاّ قَدْ صَدَقَ. أَراهُ لَمْ يَزِدْ فِيهِ شَيْئاً وَلَمْ يَنْقُصْ.
قوله: (حدثنا شيبان بن فروخ الخ) هذا الإسناد والذي بعده كلهم بصريون. قوله صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل وتشرب الخمر ويظهر الزنا" هكذا هو في كثير من النسخ يثبت الجهل من الثبوت، وفي بعضها يبث بضم الياء وبعدها موحدة مفتوحة ثم مثلثة مشددة أي ينشر ويشيع، ومعنى تشرب الخمر شرباً فاشياً ويظهر الزنا أي يفشو وينتشر كما صرح به في الرواية الثانية، وأشراط الساعة علاماتها واحدها شرط بفتح الشين والراء، ويقل الرجال بسبب القتل وتكثر النساء فلهذا يكثر الجهل والفساد ويظهر الزنا والخمر ويتقارب الزمان أي يقرب من القيامة، ويلقى الشح هو بإسكان اللام وتخفيف القاف أي يوضع في القلوب، ورواه بعضهم يلقى بفتح اللام وتشديد القاف أي يعطى، والشح هو البخل بأداء الحقوق والحرص على ما ليس له، وقد سبق الخلاف فيه مبسوطاً في باب تحريم الظلم، وفي رواية وينقص العلم هذا يكون قبل قبضه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه ولكن معناه أنه يموت حملته ويتخذ الناس جهالاً يحكمون بجهالاتهم فيضلون ويضلون. وقوله صلى الله عليه وسلم: "اتخذ الناس رؤوساً" جهالاً ضبطناه في البخاري رؤوساً بضم الهمزة وبالتنوين جمع رأس، وضبطوه في مسلم هنا بوجهين: أحدهما: هذا والثاني: رؤساء بالمد جمع رئيس وكلاهما صحيح والأول أشهر، وفيه التحذير من اتخاذ الجهال رؤساء. قوله: (ان عائشة قالت في عبد الله بن عمرو: ما أحسبه إلا قد صدق أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص) ليس معناه أنها اتهمته لكنها خافت أن يكون اشتبه عليه أو قرأه من كتب الحكمة فتوهمه عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما كرره مرة أخرى وثبت عليه غلب على ظنها أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وقولها أراه بفتح الهمزة، وفي هذا الحديث الحث على حفظ العلم وأخذه عن أهله واعتراف العالم للعالم بالفضيلة
*2* باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو ضلالة
*حدّثني زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُوسَىَ ابْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ يَزِيدَ وَ أَبِي الضّحَىَ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ هِلاَلٍ الْعَبْسِيّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ. قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ إِلَىَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. عَلَيْهِمُ الصّوفُ. فَرَأَىَ سُوءَ حَالِهِمْ قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ. فَحَثّ النّاسَ عَلىَ الصّدَقَةِ. فَأَبْطَؤُوا عَنْهُ. حَتّىَ رُؤِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ.
قَالَ: ثُمّ إِنّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرّةٍ مِنْ وَرِقٍ. ثُمّ جَاءَ آخَرُ. ثُمّ تَتَابَعُوا حَتّىَ عُرِفَ السّرُورُ فِي وَجْهِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَنّ فِي الإِسْلاَمِ سُنّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا. وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ. وَمَنْ سَنّ فِي الإِسْلاَمِ سُنّةً سَيّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ".
حدّثنا يَحْيَىَ بْنُ يَحْيَىَ وَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ أَبُو كُرَيْبٍ. جَمِيعاً عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَثّ عَلَى الصّدَقَةِ. بِمَعْنَىَ حَدِيثِ جَرِيرٍ.
حدّثنا مُحَمّدُ بْنُ بَشّارٍ. حَدّثَنَا يَحْيَىَ (يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ). حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ. حَدّثَنَا عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ هِلاَلٍ الْعَبْسِيّ قَالَ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم "لاَ يَسُنّ عَبْدٌ سُنّةً صَالِحَةً يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَهُ" ثُمّ ذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ.
حدّثني عُبَيْدُ اللّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيّ وَ أَبُو كَامِلٍ وَ مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأُمَوِيّ. قَالُوا: حَدّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم. ح وَحَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ الْمُثَنّى. حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. ح وَحَدّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. ح وَحَدّثَنَا عُبَيْدُ اللّهِ بْنُ مُعَاذٍ. حَدّثَنَا أَبِي. قَالُوا: حَدّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم. بِهَذَا الْحَديثِ.
حدّثنا يحيى بن أيوب و قتيبة بن سعيد و ابن حجر. قالوا: حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ) عَنِ العَلاَءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ دَعَا إِلَىَ هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً. وَمَنْ دَعَا إِلَىَ ضَلاَلَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئَا".
قوله صلى الله عليه وسلم: "من سن سنة حسنة ومن سن سنة سيئة" الحديث.
وفي الحديث الاَخر: "من دعا إلى هدى ومن دعا إلى ضلالة". هذان الحديثان صريحان في الحث على استحباب سن الأمور الحسنة وتحريم سن الأمور السيئة، وأن من سن سنة حسنة كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقاً إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك. قوله صلى الله عليه وسلم: "فعمل بها بعده" معناه إن سنها سواء كان العمل في حياته أو بعد موته والله أعلم.