الوعظ والاقتصاد فيه

قال الله تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " النحل عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال كان ابن مسعود رضي الله عنه يذكرنا في كل خميس مرة فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم فقال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا متفق عليه يتخولنا يتعهدنا
وعن أبي اليقظان عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة رواه مسلم مئنة بميم مفتوحة ثم همزة مكسورة ثم نون مشددة أي علامة دالة على فقهه
وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال بينما أنا أصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بابصارهم فقلت وا ثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبابي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالا يأتون الكهان قال فلا تأتهم قلت ومنا رجال يتطيرون قال ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم رواه مسلم الثكل بضم الثاء المثلثة المصيبة والفجيعة ما كهرني أي ما نهرني
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وذكر الحديث وقد سبق بكماله في باب الأمر بالمحافظة على السنة وذكرنا أن الترمذي قال إنه حديث حسن صحيح


رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين-للإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي


الدار الإسلامية للإعلام