باب الكناية

حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن يحيى بن سليم عن إبراهيم بن ميمون عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من شق عصا المسلمين فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه قال أبو محمد رحمه الله شق العصا بمعنى مخالفة الإسلام والخروج على أهله بالعصيان يقال شقت عصا المسلمين إذا اختلفت كلمتهم وتبدد جمعهم والشقاق المخالفة وفي التنزيل قال الله عز وجل بل الذين كفروا في عزة وشقاق والربقة القلادة ولا قلادة هناك وإنما هو على التمثيل وهذا من الكناية التي يدل ظاهرها على موقع المراد منها" حدثنا عبد الله بن علي بن مهدي السفحي ثنا يزيد بن عمرو الغنوي ثنا نائل بن نجيح ثنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله ابن قيس عن أبيه قال قال رسول الله "إن الجنة تحت ظلال السيوف قال أبو محمد وهذا حث منه على الجهاد ومعناه أن حامل سيفه في سبيل الله مطيعا لله به يصل إلى الجنة" حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم ثنا عمرو بن علي ثنا سفيان بن عيينة عن وائل بن داود عن نصر بن عاصم الليثي قال أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش وأخر أبا سفيان ثم أذن له فقال ما كدت أن تأذن لي حتى كدت أن تأذن لحجارة الجلهمتين قبلي فقال ما أنت وذلك يا أبا سفيان إنما أنت كما قال الأول كل الصيد في بطن الفرأ حدثنا محمد بن الجنيد بن بهرام ثنا الحجاج بن يوسف ويعرف بالشاعر ثنا أبو النضر ثنا أبو عقيل ثنا يزيد بن سنان حدثني بكير بن فيروز قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله "من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله غالية" قال أبو محمد رحمه الله هذا من أحسن كناية وأوجزها وأدلها على معنى لا يتعلق بشيء من لفظه ومعناه من خاف النار جد في العمل ومن جد في العمل وصل إلى الجنة فجعل خائف النار بمنزلة المسافر الذي يخاف فوت المنزل فيرحل مدلجا والإدلاج السير من أول الليل وجعلت غالية لشرفها وسروها ولأنها لا تنال بالهويني والتقصير إنما تنال بمجاهدة النفس ومغالبة الهوى وترك الشهوات



كتاب أمثال الحديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم_أبو الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي