مقدمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر قال الفقير أبو البركات محمد بن أحمد بن محمد الخطيب الشافعي الشهير بابن الكيال الذهبي لطف الله تعالى به وبمحبيه وجميع المسلمين الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على سيدنا محمد خير الخلائق أجمعين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فهذا كتاب مشتمل على معرفة من صح أنه خلط في عمره من الرواة الثقات في الكتب الستة وغيرها وهو مؤلف وجيز وعلم غزير ينبغي أن يعتني به من له اعتناء بحديث سيد المرسلين وسند المتقدمين والمتأخرين أفرده بالتصنيف الحافظ صلاح الدين العلائي في جزء اختصره جدا ورتبهم على حروف المعجم قاله الحافظ زين الدين العراقي وذكر الحافظ تقى الدين أبو عمرو بن الصلاح في علومه ستة عشرة رجلا وأفرده بالتصنيف الحافظ برهان الدين سبط بن العجمي ورتبهم على حروف المعجم لكنه ذكر الثقات وغيرهم ومن قيل إنه اختلط ولم يثبت ذلك حتى ذكر رحمه الله من تغير في مرض الموت وليس المقصود ذلك لأن عامة من يموت يختلط قبل موته ولا يضره ذلك وإنما المضعف للشيخ أن يروى شيئا حين اختلاطه فجمعت في هذا المصنف سبعين راويا من رواة الأصول المشهورين الثقات مبسوطة تراجمهم فيما صح واشتهر ومن رووا له وروى عنهم من أهل الأثر رتبتهم على حروف المعجم وجمعت ذلك من مختصر التهذيب للأندرشي ومن كتاب بن ماكولا للحافظ ومن الكاشف للذهبي الحافظ ومن علوم بن الصلاح الحافظ وعلوم الحافظ العراقي ومن الشذا الفياح للأبناسي الحافظ ومن الأغتباط للحافظ الحلبي ومن التمهيد لابن عبد البر الحافظ ومن الأنتصار للحافظ المقدسي وغيرهم وغير ذلك مما وقعت عليه واستندت إليه ثم الحكم في حديث من اختلط من الثقات التفصيل فما حدثه قبل الاختلاط فإنه يقبل وإن حدث به فيه أو أشكل أمره فلم يدر أأخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده فإنه لا يقبل وقد ذكرت في بعض التراجم من أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده ثم هم منقسمون فمنهم من خلط لاختلاطه وخرفه ومنهم من خلط لذهاب بصره أو لغير ذلك قال بن الصلاح واعلم أن من كان بهذا القبيل محتجا بروايته في الصحيحين أو أحدهما فإنا نعرف على الجملة أن ذلك مما تميز وكان مأخوذا عنه قبل الاختلاط قلت وهذا من باب حسن الظن بهم رضى الله تعالى عنهم وسميته الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات وعلى الله الكريم اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي وأسأله النفع به لي ولسائر أحبابي


الكواكب النيرات -الضعفاء من الرواة