023-في المحدث المشهور بالعدالة والثقة والامانة لا يحتاج الى تزكية المعدل

مثال ذلك أن مالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة بن الحجاج وأبا عمرو الأوزاعي والليث بن سعد وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدى ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون وعفان بن مسلم وأحمد بن حنبل وعلى بن المديني ويحيى بن معين ومن جرى مجراهم في نباهة الذكر واستقامة الأمر والاشتهار بالصدق والبصيرة والفهم لا يسأل عن عدالتهم وانما يسأل عن عدالة من كان في عداد المجهولين أو اشكل امره على الطالبين أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل قال سمعت أبا عبد الله وهو أحمد بن حنبل وسئل عن إسحاق بن راهويه فقال مثل إسحاق يسأل عنه إسحاق عندنا امام من أئمة المسلمين أخبرنا أبو بكر عبد الله بن على بن حمويه الهمذاني بها قال انا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملى يقول سمعت عبد الله بن محمد بن طرخان يقول سمعت محمد بن عقيل يقول سمعت حمدان بن سهل يقول سألت يحيى بن معين عن الكتابة عن أبى عبيد والسماع منه فقال مثلي يسأل عن أبى عبيد أبو عبيد يسأل عن الناس حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأعلى القاضى أبى بكر محمد بن الطيب قال والشاهد والمخبر إنما يحتاجان الى التزكية متى لم يكونا مشهورى العدالة والرضا وكان امرهما مشكلا ملتبسا ومجوزا فيه العدالة وغيرها والدليل على ذلك ان العلم بظهور سترهما واشتهار عدالتهما أقوى في النفوس من تعديل واحد واثنين يجوز عليهما الكذب والمحاباة في تعديله واغراض داعية لهما الى وصفه بغير صفته وبالرجوع الى النفوس يعلم ان ظهور ذلك من حاله أقوى في النفس من تزكية المعدل لهما فصح بذلك ما قلناه ويدل على ذلك أيضا ان نهاية حال تزكية العدل ان يبلغ ظهور ستره وهى لا تبلغ ذلك ابدا فإذا ظهر ذلك فما الحاجة الى التعديل أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال أنا أبو الميمون البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم قال قال بن جابر لا يؤخذ العلم الا عمن شهد له بالطلب قال أبو زرعة فسمعت أبا مسهر يقول الا جليس العالم فان ذلك طلبه قلت أراد أبو مسهر بهذا القول ان من عرفت مجالسته للعلماء وأخذه عنهم اغنى ظهور ذلك من امره أن يسأل عن حاله والله اعلم