025-ذكر الحجة على ان رواية الثقة عن غيره ليست تعديلا له

احتج من زعم ان رواية العدل عن غيره تعديل له بان العدل لو كان يعلم فيه جرحا لذكره وهذا باطل لأنه يجوز أن يكون العدل لا يعرف عدالته فلا تكون روايته عنه تعديلا ولا خبرا عن صدقه بل يروى عنه لأغراض يقصدها كيف وقد وجد جماعة من العدول الثقات رووا عن قوم أحاديث أمسكوا في بعضها عن ذكر أحوالهم مع علمهم بأنها غير مرضية وفى بعضها شهدوا عليهم بالكذب في الرواية وبفساد الآراء والمذاهب فمن ذلك ما أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني أحمد بن الخليل قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال حدثني الحارث وكان كذابا أخبرنا يوسف بن رباح بن على البصري قال انا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي قال حدثني أبو عبد الله محمد بن أبى صفوان الثقفى حدثني أبى قال سمعت سفيان الثوري يقول ثنا ثوير بن أبى فاختة وكان من أركان الكذب أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال حدثنا جعفر بن محمد الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا أبو روح وكان مجنونا وكان يعالج المجانين وكان كذابا أخبرني الحسين بن على الطناجيرى قال ثنا عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا عبد الله بن محمد البغوي قال حدثني أحمد بن ملاعب قال ثنا مخول بن إبراهيم وكان رافضيا أخبرني على بن محمد بن الحسن السمسار قال ثنا عمر بن محمد بن على الناقد قال ثنا أبو بكر القاسم بن زكريا المقرى قال ثنا على بن الحسين بن كعب وكان رافضيا أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو بكر الحميدي قال ثنا سفيان ثنا عبد الملك بن اعين وكان شيعيا وكان عندنا رافضيا صاحب رأى أخبرنا أبو الحسن على بن أبى بكر الطرازى بنيسابور قال أبو حامد أحمد بن على بن حسنويه المقرىء قال ثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر قال ثنا بكر بن الشرود الصنعاني بصنعاء وكان قدريا داعية أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال ثنا دعلج بن أحمد قال ثنا أحمد بن على الابار قال حدثني محمد بن إسماعيل الضرير الواسطي قال سمعت يزيد بن هارون يقول ثنا شعبة عن شرقي بن قطامي بحديث عمر بن الخطاب انه كان يبيت من وراء العقبة فقال شعبة حمارى وردائى في المساكين صدقة ان لم يكن شرقي كذب على عمر قال قلت فلم تروى عنه أخبرنا بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت عاصم بن على يقول سمعت شعبة يقول لو لم أحدثكم الا عن ثقة لم أحدثكم عن ثلاثين أخبرنا القاضى أبو عبد الله الحسين بن على الصيمرى قال ثنا أبو عبيد الله محمد بن عمر ان المرزباني قال حدثني أحمد بن محمد المكى قال ثنا أبو جعفر أحمد بن عمر الأخبارى الكاتب قال ثنا الفضل بن مروان قال مضيت مع المعتصم الى على بن عاصم ليسمع منه فقال على بن عاصم ثنا عمرو بن عبيد وكان قدريا فقلت يا أبا الحسن إذا كان قدريا فلم تروى عنه فالتفت على الى المعتصم فقال ألا ترى كاتبك هذا يشغب علينا قال وهذا في امارة المعتصم قبل ان يلي الخلافة فان قالوا هؤلاء قد بينوا حال من رووا عنه بجرحهم له فلذلك لم تثبت عدالته وفى هذا دليل على ان من روى عن شيخ ولم يذكر من حاله أمرا يجرحه به فقد عدله قلنا هذا خطأ لما قدمنا ذكره من تجويز كون الراوي غير عارف بعدالة من روى عنه ولأنه لو عرف جرحا منه لم يلزمه ذكره وانما يلزم الاجتهاد في معرفة حاله العامل بخبره ولأن ما قالوه بمثابة من قال لو علم الراوي عدالة من روى عنه لزكاه ولما أمسك عن تزكيته دل على انه ليس بعدل عنده أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج قال ثنا أحمد بن على الابار قال ثنا أبو غسان يعنى زنيجا قال نا جرير عن أبى فهر قال صليت خلف الزهرى شهرا وكان يقرأ في صلاة الفجر تبارك الذي بيده الملك وقل هو الله أحد فقلت لجرير من أبو فهر هذا فقال لص كان بشنست يعنى بعض قرى الري فقيل له تروى عن اللصوص قال نعم كان مع بعض السلاطين أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال انا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال ثنا أبو عروبة الحراني قال ثنا محمد بن موسى القطان قال ثنا أبو داود الطيالسي قال قال شعبة لا تحملوا عن سفيان الثوري الا عمن تعرفون فإنه كان لا يبالي عمن حمل انه يحدثكم عن مثل أبى شعيب المجنون فقال رجل لشعبة ثنا سفيان الثوري عن رجل فسألت عنه في قبيلته فإذا هو لص ينقب البيوت أخبرنا بن الفضل قال انا دعلج قال انا أحمد بن على الابار قال ثنا مسلم بن عبد الرحمن البلخي عن مكي بن إبراهيم قال قال شعبة سفيان ثقة يروى عن الكذابين أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن أحمد الاسفرائنى حدثكم عبد الله بن محمد بن سنان قال سمعت عمرو بن على يقول قال لي يحيى لا تكتب عن معتمر الا عمن تعرف فإنه يحدث عن كل فان قالوا إذا روى الثقة عمن ليس بثقة ولم يذكر حاله كان غاشا في الدين قلنا نهاية امره ان يكون حاله كذلك مع معرفته بأنه غير ثقة وقد لا يعرفه بحرج ولا تعديل فبطل ما ذكروه
فصل إذا قال العالم كل من أروى لكم عنه وأسميه فهو عدل رضا مقبول الحديث
كان هذا القول تعديلا منه لكل من روى عنه وسماه وقد كان ممن سلك هذه الطريقة عبد الرحمن بن مهدى أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا محمد بن جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال سمعت أبا عبد الله يعنى أحمد بن حنبل يقول إذا روى عبد الرحمن عن رجل فروايته حجة قال أبو عبد الله كان عبد الرحمن اولا يتسهل في الرواية عن غير واحد ثم تشدد بعد كان يروى عن جابر يعنى الجعفي ثم تركه وهكذا إذا قال العالم كل من رويت عنه فهو ثقة وان لم اسمه ثم روى عمن لم يسمه فإنه يكون مزكيا له غير أنا لا نعمل على تزكيته الجواز أن نعرفه إذا ذكره بخلاف العدالة وسنبين ذلك في حكم المرسل من الاخبار إن شاء الله تعالى فاما إذا عمل العالم بخبر من روى عنه لأجله فان ذلك تعديل له يعتمد عليه لأنه لم يعمل بخبره الا وهو رضا عنده عدل فقام عمله بخبره مقام قوله هو عدل مقبول الخبر ولو عمل العالم بخبر من ليس هو عنده عدلا لم يكن عدلا يجوز الأخذ بقوله والرجوع الى تعديله لأنه إذا احتملت امانته ان يعمل بخبر من ليس بعدل عنده احتملت امانته ان يزكى ويعدل من ليس بعدل