044-ذكر الحكم فيمن روى عن رجل حديثا فسئل المروي عنه فأنكره

مثال ذلك ما أخبرنا القاضى أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قال انا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي قال ثنا محمد بن يحيى يعنى الذهلي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد قال قلت لأيوب هل سمعت من أحد مثل قول الحسن في امرك بيدك قال الا ثم قال اللهم الا شيئا كان حدثناه قتادة عن كثير هو بن أبى كثير مولى بن سمرة عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله فقدم علينا كثير فأتيته فسألته عنه فقال ما حدثت بهذا قط فأتيت قتادة فذكرت ذلك له فقال نسي وأخبرني أبو بكر محمد بن المؤمل الأنباري قال انا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن على الهمذاني قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال ثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ قال ثنا على بن الحسن قال ثنا أبو حمزة عن الأعمش عن حصين بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال استدانت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة درهم ليس عندها وفاؤها فنهيتها عن ذلك فقالت اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ادان دينا يريد اداءه اعانه الله عليه قال بن قهزاد ثنا يحيى الحماني قال ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن حصين قال أبو بكر أتيت حصينا اسمع هذا منه فقال انا لم أحدث الأعمش بهذا قال فرجعت الى الأعمش فأخبرته فقال كذب والله لقد حدثني حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأعلى القاضى أبى بكر محمد بن الطيب قال ان قال قائل ما قولكم فيمن انكر شيخه ان يكون حدثه بما رواه عنه قيل ان كان إنكاره لذلك إنكار شاك متوقف وهو لا يدرى هل حدثه به أم لا فهو غير جارح لمن روى عنه ولا مكذب له ويجب قبول هذا الحديث والعمل به لأنه قد يحدث الرجل بالحديث وينسى انه حدث به وهذا غير قاطع على تكذيب من روى عنه وإن كان جحوده للرواية عنه جحود مصمم على تكذيب الراوي عنه وقاطع على انه لم يحدثه ويقول كذب على فذلك جرح منه له فيجب ان لا يعمل بذلك الحديث وحده من حديث الراوي ولا يكون هذا الإنكار جرحا يبطل جميع ما يرويه الراوي لأنه جرح غير ثابت بالواحد ولأن الراوي العدل أيضا يجرح شيخه ويقول قد كذب في تكذيبه لي وهو يعلم انه قد حدثني ولو قال لا أدرى حدثته اولا لوقفت في حاله فأما قوله انا اعلم أنى ما حدثته فقد كذب وليس جرح شيخه له أولى من قبول جرحه لشيخه فيجب ايقاف العمل بهذا الخبر ويرجع في الحكم الى غيره ويجعل بمثابة ما لم يرو اللهم الا ان يرويه الشيخ مع قوله انى لم أحدثه لهذا الراوي فيعمل به بروايته دون رواية راويه عنه قلت ولأجل ان النسيان غير مأمون على الإنسان فيتبادر الى جحود ما روى عنه وتكذيب الراوي له
ذكر من كره من العلماء التحديث عن الأحياء
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الدمشقي بها قال أخبرني جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السلمي قال انا محمد بن يوسف الهروي قال ثنا محمد بن حماد الظهرانى قال انا عبد الرزاق عن إسماعيل عن بن عون قال قلت للشعبى ألا أحدثك قال فقال الشعبي أعن الأحياء تحدثنى أم عن الأموات قال قلت لا بل عن الأحياء قال فلا تحدثنى عن الأحياء أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال سمعت أبا القاسم الأبندونى يقول سمعت أبا زكريا يحيى بن زكريا بن حيويه النيسابوري بمصر يقول سمعت بن عبد الحكم يقول ذاكرت الشافعي يوما بحديث وأنا غلام فقال من حدثك به فقلت أنت فقال ما حدثتك به من شيء فهو كما حدثتك وإياك والرواية عن الأحياء أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا سفيان عن جابر قال سألت عامرا والحكم عن الرجل يقول هو يهودي أو نصرانى قال فقال عامر ليس بشيء وقال الحكم يمين يكفرها قال عبد الرزاق فقلت للثورى ان معمرا أخبرنا عن بن طاوس عن أبيه انه قال إذا قال الرجل هو يهودي أو نصرانى أو مجوسى أو كافر أو حمارا وأخزاه الله وأشباه هذا فهى يمين يكفرها فأخذ بتلابيبى فقام الى معمر فسأله عنه فحدثه به قال أبو بكر يعنى الرمادي سمعت عبد الرزاق يقول قلما مضى الى معمر قلت لا ادرى لعل معمرا قد نسي هذا الحديث فأكون افتضحت على يدي الثوري قال فجاء حتى وقف عليه فقال يا أبا عروة أخبرك بن طاوس عن أبيه قال إذا قال الرجل هو يهودي أو نصرانى فذكر الحديث قال فقال له معمر نعم وحدثه به فشكوت الى معمر ما دخلنى قال فقال لي معمر إن قدرت ان لا تحدث عن رجل حي فافعل