099-القول في القراءة على المحدث وما يتعلق بها

ذهب بعض الناس الى كراهة العرض وهو القراءة على المحدث ورأوا أنه لا يعتد الا بما سمع من لفظه وقال جمهور الفقهاء والكافة من أئمة العلم الأثر إن القراءة على المحدث بمنزلة السماع منه في الحكم والأصل في ذلك ما أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ قال أنا دعلج بن أحمد المعدل قال ثنا عمر بن حفص السدوسي قال ثنا عاصم بن علي قال ثنا ليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي واللفظ له قال سمعت أبا القاسم الآبندوني يقول قرأت على علان يعني علي بن أحمد بن سليمان البصري حدثكم عيسى هو بن حماد قال أنا الليث عن سعيد المقبري عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول بينما نحن جلوس في المسجد دخل رجل على جمل وأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم أيكم محمد ورسول الله صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم فقلنا له هذا الرجل الأبيض المتكىء فقال له الرجل يا بن عبد المطلب فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أجبتك قال له الرجل يا محمد إني سائلك فمشدد عليك في المسئلة فلا تجدن على في نفسك فقال له سل ما بدا لك فقال الرجل نشدتك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك الى الناس كلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم فقال أنشدك الله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم قال فأنشدك الله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم قال أنشدك الله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم فقال الرجل آمنت بالذي جئت به وأنا رسول من ورائي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة المروزي قال ثنا محمد بن أحمد بن محبوب قال ثنا أبو عيسى الترمذي قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول قال بعض أهل العلم فقه هذا الحديث ان القراءة على العالم والعرض عليه جائز مثل السماع واحتج بأن الأعرابي عرض على النبي صلى الله عليه وسلم فأقر به النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قال سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عمر بن الجعابي يقول سمعت أحمد بن محمد بن عبيدة النيسابوري يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول ليس يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة على العالم أو قال المحدث حديث أصح من حديث ضمام أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري وأبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي قالا أنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب قال أنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني قالا ثنا محمد بن يوسف الفربري قال ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال ورأى الحسن والثوري ومالك القراءة جائزة واحتج بعضهم في القراءة على العالم بحديث ضمام بن ثعلبة قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم آلله أمرك أن نصلي الصلوات قال نعم قال فهذه قراءة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر ضمام قومه بذلك فأجازوه واحتج مالك بالصك يقرأ على القوم فيقولون أشهدنا فلان وإنما ذلك قراءة عليهم ويقرأ على المقرىء فيقول القارىء اقرأني فلان أخبرنا عبد الملك بن محمد الواعظ قال أنا أحمد بن إسحاق بن ينجاب الطبي قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا بشر بن الوليد الكندي القاضي ببغداد في منزله سنة إحدى عشرة ومائتين قال أنا سلمة الأحمر عن عبد الكريم أبي أمية وهو بن أبي المخارق البصري عن بن بريدة عن أبيه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إني لأعلم آية ما نزلت على نبي بعد سليمان غير قال قلت أي آية هي يا رسول الله قال أنا مخبرك بها قبل أن أخرج من المسجد قال فمشى ومشيت معه حتى بلغ باب المسجد فأخرج رجلا وبقيت رجل قال فقلت نسي قال فالتفت الي وقال بأي آية تفتتح القرآن قال فقلت ببسم الله الرحمن الرحيم قال فقال لي هي هي فصار قوله هي هي أخبارا وهذا بمنزلة الرجل يقرأ على الرجل الصك فيقول أشهد عليه فيقول نعم ويقرأعلى الفقيه الحديث فيقول أروي هذا عنك فيقول نعم فجائز له أن يرويه عنه قلت وهذا الكلام أحسبه كلام بشر بن الوليد والله أعلم وممن روى عنه من الصحابة أن القراءة على المحدث بمنزلة السماع من لفظه علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس وهكذا قال جماعة من التابعين والخالفين ونحن نسوق الروايات عنهم في ذلك ان شاء الله تعالى