113-الرواية إجازة عن إجازة

إذا دفع المحدث الى الطالب كتابا وقال له هذا من حديث فلان وهو إجازة لي منه وقد أجزت لك ان ترويه عني فإنه يجوز له روايته عنه كما يجوز ذلك فيما كان سماعا للمحدث فأجازه له وقد كان أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس النيسابوري سمع من محمد بن إسماعيل البخاري كتاب التاريخ الكبير غير أجزاء يسيرة من آخره فإنه لم يسمعها وأجازها البخاري له ثم روى بن فارس الكتاب وسمعه منه أبو الحسن علي بن إبراهيم المستملي المعروف بالنجاد سوى ذلك القدر الذي لم يسمعه بن فارس من البخاري فان المستملي أخذه عن بن فارس إجازة أيضا ثم روى المستملي ببغداد جميع الكتاب وسمعه منه كافة أهل العلم من أصحاب الحديث وكتبه عنه أبو الحسن الدارقطني وغيره بكماله وقرىء عليه ما في آخره إجازة عن بن فارس عن إجازة البخاري له ذلك وقرأت بخط أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الحافظ المعروف بابن عقدة إجازة قد كتبها لأبي محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي الحافظ المعروف بابن السقاء نسختها بسم الله الرحمن الرحيم من أحمد بن محمد بن سعيد الى أبي محمد عبد الله بن محمد بن عثمان سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأسأله أن يصلي على محمد وعلى آله أما بعد فان أحمد بن عبد الله بن آدم سألني ان أجيز لك ما سمعه من حديثي وما صح عندك من حديثي وقد أجزت ذلك لك وكلما أجيز لي أو قول قلته أو شيء قرأته في كتاب وكتبت إليك بذلك فاروه عن كتابي ان أحببت ذلك وكتب أحمد بن محمد بن سعيد بخطه في شوال سنة خمس وعشرين وثلثمائة
ذكر الخبر عمن نظم الإجازة شعرا
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت أبا أحمد الغطريفي يقول سمعت عمران بن موسى السختياني يقول كتبت الى أحمد بن المقدام بأحاديث وكتبت في آخر الكتاب شعرا
كتابي اليكم فافهموه فإنه
رسول اليكم والكتاب رسول
فهذا سماعي من رجال لقيتهم
لهم ورع في دينهم وعقول
فإن شئتم فارووه عني فانما
يقولون ما قد قلته وأقول
ألا فاحذروا التصحيف فيه فإنما
يحول من تصحيفه المعقول كذا رواه لنا أبو نعيم على فساد الشعر وقد حدثني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال ثنا أحمد بن إبراهيم يعني بن شاذان قال ثنا حبشون الخلال قال ثنا عمر بن الحسن بطريق مكة قال سألت أبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ان يجيز لبعض إخوانه شيئا من حديثه قال فكتب إليهم على ظهر الكتاب
كتابي اليكم فافهموه فإنه
رسول اليكم والكتاب رسول
فهذا سماعي من رجال لقيتهم
لهم ورع مع فهمهم وعقول
سماعي الا فاحكوه عني فانكم
تقولون ما قد قلته وأقول
الا فاحذورا التصحيف فيه فربما
تغير عن تصحيفه فيحول حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن جعفر الوفراوندي بالكرج قال أنشدنا الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري الثقفي قال أنشدنا أبو علي الحسين بن محمد المقرى قال أنشدني أبو بكر بن مجاهد قال أنشدني محمد بن الجهم السمري
أتاني أناس يسألون إجازة
كتاب المعاني والعجول مغفل
فقلت لهم فيه من النحو غامض
وهمز وإدغام خفي ومشكل
وما فيه جمع الساكنين كليهما
ونبر إليه قد يشار وينقل
ولا يؤمن التحريف فيه بطوله
وتصحيف اشباه بأخرى تبدل
وأكره فيما قد سألتم غروركم
ولست بما عندي من العلم أبخل
فمن يروه فليروه بصوابه
كما قاله الفراء فالصدق أجمل أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال انا أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد القاضي قال كتب الي بعض وزراء الملوك يسألني إجازة كتاب الفته فكتبت الكتاب اليه ووقعت عليه
يا أبا القاسم الكريم المحيا
زانك الله بالتقى والرشاد
وتولاك بالكفاية والعز
وطول البقاء والاسعاد
ارو عني هذا الكتاب فقد هذبت
ما قد حواه من مستفاد
وشكلت الحروف منه فقامت
لك بالشكل في نظام السداد
جاء مستخلصا لسبك المعاني
كالدنانير من يد النقاد
نظم شعر ونثر قول يروقان
كنور الرياض غب العماد
لا يعنيك بالهجاء ولا يشكل
في الخط بين صاد وضاد
وكأن السطو منه سموط
بل عقود يلحن في أجياد
فتحفظ ما فيه من ملح الآداب
واضبط طرائق الإسناد
واحذر اللحن في الرواية والتحريف
فيها والكسر في الإنشاد
والقياس الجلي يوجدك الإخبار
في نشره على الأفراد