125-ذكر ما احتج به من ذهب الى قبول المراسيل وايجاب العمل بها والرد عليه

قال بعض من احتج بصحة المراسيل لو كان حكم المتصل والمنقطع مختلفا لبينه علماء السلف ولألزموا أنفسهم التحفظ من رواية كل مرسل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبينوا ذلك لأتباعهم بل كان المنقطع عند أهل النظر أبين حجة وأظهر قوة من المتصل فان من وصل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإسناد إذا كان لما سمع مؤديا والى الأمة ما حمل مسلما وإذا قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان للشهادة قاطعا ولصدق من رواه له ضامنا ولا يظن بثقة عدل ان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الا لتلقيه خبرا متواطئا وهذا الكلام غير صحيح فاما قوله لو كان حكم المتصل والمنقطع مختلفا لبينه علماء السلف ولألزموا أنفسهم التحفظ من رواية كل مرسل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبينوا ذلك لأتباعهم فانا نقول انهم قد بينوا اختلاف المتصل والمنقطع هذا بن شهاب الزهري يقول لإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ما أخبرنيه محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج بن أحمد قال ثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا علي بن حجر عن عتبة بن أبي حكيم قال جلس إسحاق بن أبي فروة الى الزهري فجعل يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له الزهري ما لك قاتلك الله تحدث بأحاديث ليس لها أزمة وروى عن غير بن شهاب شبيه بهذا المعنى أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني معاذ بن شعبة البصري قال ثنا معتمر عن كهمس عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال لو لقيت هذا يعني الحسن لنهيته عن قوله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صحبت بن عمر ستة أشهر فلم اسمعه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الا في حديث واحد أخبرنا بن الفضل قال ثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا عثمان يعني بن أبي شيبة قال ثنا جرير عن رجل عن عاصم الأحول عن بن سيرين قال لا تحدثني عن الحسن ولا عن أبي العالية بشيء فإنهما لا يباليان عمن أخذا الحديث حدثنا محمد بن يوسف النيسابوري الأعرج قال أنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ قال أنا علي بن حمشاذ العدل قال سمعت محمد بن شاذان يقول سمعت أحمد بن سعيد بن صخر يقول سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول سألت بن المبارك قلت الحديث الذي يروي من صلى عن أبويه فقال من رواه قلت شهاب بن خراش فقال ثقة عمن قلت عن الحجاج بن دينار فقال ثقة عمن فقلت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال ان ما بين الحجاج بن دينار وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم مفازة تنقطع فيها اعناق الإبل أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي حدثنا أبو حنيفة الواسطي قال سمعت أحمد بن الفرج يقول سمعت مالك بن إسماعيل النهدي يقول سمعت بن المبارك يقول طلب الإسناد المتصل من الدين وقد كان أحمد بن حنبل يختار الأحاديث الموقوفات عن الصحابة على المرسلات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذلك حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال أنا أبو بكر الخلال قال أخبرني محمد بن موسى ان إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال قلت لأبي عبد الله حديث مرسل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم برجال ثبت احب إليك أو حديث عن بعض الصحابة والتابعين متصل برجال ثبت قال أبو عبد الله عن الصحابة اعجب الي أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا أبو عبيدة السري بن يحيى بن أخي هناد قال ثنا جعفر بن محمد بن عمار القاضي قال حدث بن السماك وسأله انسان عن إسناد حديث فقال هذا من المرسلات عرفا أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا عبد الرحمن بن حمدان قال ثنا هلال بن العلاء قال سمعت أبي يقول حمل أصحاب الحديث على بن عيينة يوما فصعد فوق غرفة فقال له أخوه تريد أن يتفرقوا عنك حدثهم بغير إسناد فقال انظروا الى هذا يأمرني ان اصعد فوق البيت بغير درجة قال صالح يعني ان الحديث بلا إسناد ليس بشيء وان الإسناد درج المتون به يوصل إليها أخبرني أبو بكر محمد بن المظفر الدينوري قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال ثنا الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة قال سمعت أحمد بن نصر المقرى يقول سمعت إبراهيم بن معدان يقول قال بن المبارك مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال ثنا أبو عيسى أحمد بن يحيى بن محمد بن شاذان الجوهري قال ثنا جدي قال سألت علي بن المديني عن إسناد حديث سقط علي فقال تدري ما قال أبو سعيد الحداد قال الإسناد مثل الدرج ومثل المراقي فإذا زلت رجلك عن المرقاة سقطت والرأي مثل المرج أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنا عبيد الله بن محمد النوري قال ثنا محمد بن حمدويه المروزي ثنا أبو الموجه ح وأخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد البخاري قال أنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه قال أنا عبدان قال سمعت عبد الله هو بن المبارك يقول الإسناد عندي من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ولكن إذا قيل له من حدثك بقي أخبرنا محمد بن عيسى قال ثنا صالح بن أحمد قال حدثني أبو أحمد القاسم بن أبي صالح قال ثنا إبراهيم بن الحسين قال ثنا محمد بن إسماعيل الجعفري قال حدثني عبد الله بن سلمة بن أسلم قال ما كنا نتهم أن أحدا يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمدا حتى جاءنا قوم من أهل المشرق فحدثوا عن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين كانوا عندهم بأحاديث لا نعرفها فالتقيت انا ومالك بن أنس فقلت يا أبا عبد الله والله انه لينبغي لنا ان نعرف حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن هو وعمن أخذنا فقال صدقت يا أبا سلمة فكنت لا أقبل حديثا حتى يسند لي وتحفظ مالك بن أنس الحديث من ايامئذ فجئت عبد الله بن الحسن في السويقة فقال يا بن سلمة بن أسلم ما بلغني انك تحدث تقول حدثني فلان عن فلان قلت بلى خلط علينا شيعتكم من أهل العراق وجاؤونا بأحاديث عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فحدثته بعض ما حفظت فعجب له وقال أصبت يا بن أخي فزادني في ذلك رغبا أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال انا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس قال ثنا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن حدثنا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير قال حدثني أبي قال سمعت عمرو بن قيس يقول ينبغي لصاحب الحديث أن يكون مثل الصيرفي الذي ينقد الدراهم فان الدراهم فيها الزيف والبهرج وكذلك الحديث واما كتب أصحاب الحديث المراسيل والرواية لها فإنه على ضروب أحدها لاستعمال ما تضمنت من الأحكام عند من رأى قبولها ووجوب العمل بها مع اجماعهم على الفرق بينها وبين المسندات في الصحة والثبات ومنهم من يكتبها على معنى المعرفة لعلل المسندات بها لان في الرواة من يسند حديثا يرسله غيره ويكون الذي أرسله احفظ وأضبط فيجعل الحكم له وقد قال أحمد بن حنبل بمثل هذا فيما حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أخبرني الميموني قال تعجب الى أبو عبد الله ممن يكتب الإسناد ويدع المنقطع ثم قال وربما كان المنقطع أقوى إسنادا أو أكثر قلت بينه لي كيف قال يكتب الإسناد متصلا وهو ضعيف ويكون المنقطع أقوى إسنادا منه وهو يرفعه ثم يسنده وقد كتبه هو على انه متصل وهو يزعم انه لا يكتب الا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم معناه لو كتب الإسنادين جميعا عرف المتصل من المنقطع يعني ضعف ذا وقوة ذا ومنهم من يكتبها مسندة ويرويها مرسلة على معنى المذاكرة والتنبيه ليطلب اسنادها المتصل ويسال عنه وربما ارسلوها اقتصارا وتقريبا على المتعلم لمعرفة أحكامها كما يفعل الفقهاء الآن في تدريسهم فإذا أريد الإستعمال احتيج الى بيان الإسناد ألا ترى الى عروة بن الزبير لما أنكر على عمر بن عبد العزيز تأخير الصلاة وأرسل له خبر أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة جبريل استثبته عمر بن عبد العزيز لحاجته الى استعمال الخبر وقال له اعلم ما تقول يا عروة فأبان له إسناده ليقطع بذلك عذره وكان ابتداء عروة عمر بالخبر على سبيل المذاكرة والتنبيه ليسأل عمر عنه فلما احتيج الى استعماله استثبته عمر فيه فأسنده له أخبرنا بذلك أبو الحسن محمد بن عمر الحطراني قال ثنا أبو العباس عمرو بن هشام بن عمرو البلدي ببلد قال نا أبو محمد بكر بن سهل بن إسماعيل القرشي قال ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي ح وأخبرنا بشري بن عبد الله الرومي قال أنا محمد بن بدر قال أنا بكر بن سهل قال ثنا عبد الله بن يوسف قال انا مالك عن بن شهاب ان عمر بن عبد العزيز اخر الصلاة يوما وهو بالكوفة فدخل عليه عروة بن الزبير فأخبره ان المغيرة بن شعبة اخر الصلاة يوما وهو بالكوفة فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فقال ما هذا يا مغيرة أليس قد علمت ان جبريل نزل فصلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يذكر محمد بن بدر هذه الدفعة الأخيرة واتفقا فيما بعد ثم قال بهذا أمرت فقال عمر لعروة اعمل ما تحدث يا عروة أو أن جبرائيل هو أقام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقت الصلاة قال عروة كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه قال عروة ولقد حدثتني عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلى العصر والشمس في حجرتها قبل ان تظهر وقول المخالف ان المنقطع عند أهل النظر أبين حجة وأظهر قوة من المتصل دعوى باطلة لأن أهل العلم لم يختلفوا في صحة الاحتجاج بالمسانيد واختلفوا في المراسيل أو لو كان القول الذي قاله المخالف صحيحا لوجب ان تكون القصة بالعكس في ذلك وقد اختلف أئمة أهل الأثر في أصح الأسانيد وأرضاها وإليهم المرجع في ذلك وقولهم هو الحجة على من سواهم فكل قال على قدر اجتهاده وذكر ما هو الأولى عنده ونص على المسند دون المرسل فدل ذلك على تنافيهما واختلاف الأمر فيهما
ذكر المحفوظ عن أئمة أصحاب الحديث في أصح الأسانيد
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا أبو حامد بن جبلة الصائغ النيسابوري قال ثنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت محمد بن سهل بن عسكر قال سمعت سليمان بن حرب يقول أصح الأسانيد أيوب عن محمد عن عبيدة عن علي رضي الله عنه وأخبرنا أبو نعيم قال ثنا أبو حامد قال حدثنا السراج قال سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول سألت عبد الرزاق أي الإسناد أصح فقال الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي رضي الله تعالى عنه أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي قال ثنا محمد بن عبد الله بن نعيم الضبي بنيسابور قال سمعت أبا الوليد الفقيه غير مرة يقول سمعت محمد بن سليمان بن خالد الميداني يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول أصح الأسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي حدثكم أبو منصور يحيى بن أحمد بن زياد قال سألت يحيى بن معين قلت الافراد احب إليك أو التمتع أو القران قال الافراد وذكر إسناد عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة وقال ليس إسناد أثبت من هذا وأخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم أبو العباس السراج قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول أصح الإسناد مالك عن نافع عن بن عمر أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق السراج قال سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن أصح إسناد فقال مالك عن نافع عن بن عمر أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم تميم بن محمد قال ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال سمعت الفضيل بن عياض يقول منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثل هذه السارية أخبرنا الحسن بن علي الطناجيري قال انا عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال ثنا الحسين بن محمد الطيالسي قال حدثني أبي قال سمعت محمد بن أبي خالد قال سمعت بن المبارك يقول إذا جاءك سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فكأنك تسمعه يعني من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرني علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال أنا علي بن الحسين بن هارون القاضي عن أبي العباس بن سعيد قال ثنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن نوح البلخي قال سمعت أبي يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول ما اجمع الناس على شيء اجماعهم على هذا الإسناد سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أنا أبو بكر الخلال قال أنا محمد بن زيد الهمذاني قال سمعت عبد الله بن حمدان الدينوري قال قال علي بن المديني لأصحابه تعالوا حتى نذكر إسنادا من يذكر إسنادا من اليوم الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يختلف فيه قال قلنا أنت عن سفيان عن الزهري قال لا انا ولا سفيان ولا الزهري قلنا فمن ليس ندري قال ولكني أدري حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة أخبرني محمد بن محمد بن عبد الواحد قال ثنا محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري قال أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني عن بعض شيوخه قال سمعت سليمان بن داود يقول أصح الأسانيد كلها يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه قال انا الحسين بن إدريس قال قال بن عمار قال وكيع لا أعلم في الحديث شيئا أحسن إسنادا من هذا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى فقلنا منصور عن إبراهيم وأيوب عن أبي سيرين ومالك عن نافع عن بن عمر فقال لم تصنعوا شيئا فقال يعني وكيع منصور كان يأخذ العطاء قال وشعبة لم يكن يرى السيف وعمرو بن مرة كذاك ومرة كذاك قال وعلقمة خرج مع علي والإسناد هو شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى الأشعري أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي قال ثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال ثنا أبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم المصري بمصر املاء قال سمعت عبيد بن رجال يقول سمعت بن بكير يقول لأبي زرعة الرازي يا أبا زرعة ليس ذا زعزعة عن زوبعة انما ترفع السنن تنظر الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بين يديه ثنا مالك عن نافع عن بن عمر وقول المخالف ان المرسل للحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاطع للشهادة وضامن بصدق من حدثه غير صحيح لأنه قد يعني بقوله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما روى له وقد يعتقد أيضا القطع على قول من روى له بوجه لا يوجب القطع ونحن غير متعبدين بتقليده في تحقيق القول بل يجب ان نسأله من أين علم ذلك هذا قولنا في تابعي الصحابة فأما من بعد التابعين وتابعي التابعين إذا قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالغلط إليهم فيما يستدلون به على قولهم أسرع فلا يجب تقليدهم وقد بينا فيما تقدم ان خلقا من أهل العلم حدثوا عمن لا ترتضي أحوالهم وغيروا أسماءهم وأنسابهم تدليسا للرواية عنهم ومثل ذلك غير مأمون على المرسل وان يكون قصد إسقاط ذكر الذي أرسل عنه خوفا من ان لا يكتب حديثه إذا سماه لضعف روايته وسقوط عدالته أخبرنا أبو سعيد الحسين بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان قال ثنا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد السمسار قال ثنا عمر بن أحمد بن السني قال ثنا محمد بن غالب أبو يحيى العطار ح وأخبرني القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال ثنا أبو القاسم عبد الله بن عتاب بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي قال أنا علي بن عبد الله بن مبشر قال ثنا أبو يحيى محمد بن سعيد العطار واللفظ لابن السني عن أبي يحيى قال نصر بن حماد الوراق قال كنا قعودا على باب شعبة نتذاكر قال فقلت حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر قال كنا نتناوب رعاية الإبل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجئت ذات يوم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم جالس وحوله أصحابه فسمعته يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم دخل المسجد فصلى ركعتين واستغفر الله غفر الله له قال فقلت بخ بخ قال فجذبني رجل من خلفي فالتفت فإذا هو عمر بن الخطاب فقال الذي قال قبل أحسن قال من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت قال فخرج الي شعبة فلطمني ثم دخل ثم خرج فقال ما له قعد يبكي فقال له عبد الله بن إدريس انك أسأت اليه فقال أما تنظر ما يحدث عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة انا قلت لأبي إسحاق من حدثك قال حدثني عبد الله بن عطاء عن عقبة قلت سمع عبد الله بن عطاء من عقبة قال فغضب ومسعر بن كدام حاضر فقال أغضبت الشيخ فقال مسعر عبد الله بن عطاء بمكة فرحلت الى مكة لم ارد الحج أردت الحديث فلقيت عبد الله بن عطاء فسألته فقال سعد بن إبراهيم حدثني فقال لي مالك بن أنيس سعيد بالمدينة لم يحج العام فرحلت الى المدينة فلقيت سعدا فقال الحديث من عندكم زياد بن مخراق حدثني قال شعبة فقلت أيش هذا الحديث بينا هو كوفي إذ صار مدنيا إذ رجع الى البصرة قال أبو يحيى هذا الكلام أو نحوه قال فرجعت الى البصرة فلقيت زياد بن مخراق فسألته فقال ليس هو من بابتك قلت حدثني به قال لا تريده قلت حدثني به قال حدثني شهر بن حوشب عن أبي ريحانة عن عقبة قال شعبة فلما ذكر شهرا قلت دمر على هذا الحديث لو صح لي مثل هذا الحديث كان أحب الي من أهلي ومالي ومن الناس أجمعين أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرى قال أنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز قال ثنا هيثم بن خلف ح وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي واللفظ له قال ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد قال ثنا الهيثم بن خلف الدوري قال ثنا محمود بن غيلان قال سمعت المؤمل ذكر عنده الحديث الذي يروى عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن فقال لقد حدثني رجل ثقة سماه قال حدثني رجل ثقة سماه قال أتيت المدائن فلقيت الرجل الذي يروي هذا الحديث فقلت له حدثني فاني أريد أن آتي البصرة فقال هذا الرجل الذي سمعناه منه هو بواسط في أصحاب القصب قال فأتيت واسطا فلقيت الشيخ فقلت اني كنت بالمدائن فدلني عليك الشيخ وإني أريد آتي البصرة قال ان هذا الذي سمعت منه هو بالكلاء فأتيت البصرة فلقيت الشيخ بالكلاء فقلت له حدثني فاني أريد أن آتي عبادان فقال ان الشيخ الذي سمعناه منه هو بعبادان فأتيت عبادان فلقيت الشيخ فقلت له اتق الله ما حال هذا الحديث أتيت المدائن فقصصت عليه ثم واسطا ثم البصرة فدللت عليك وما ظننت الا ان هؤلاء كلهم قد ماتوا فأخبرني بقصة هذا الحديث فقال انا اجتمعنا هنا فرأينا الناس قد رغبوا عن القرآن وزهدوا فيه وأخذوا في هذه الأحاديث فقعدنا فوضعنا لهم هذه الفضائل حتى يرغبوا فيه واستدل من أوجب قبول المراسيل والعمل بها بأنه لو لم يجب ذلك فيها لم يكن لروايتها وجه وهذا خطأ ظاهر لأنه قد يروى من الأخبار ويسمع ما لا يعمل به عند بعض العلماء ويعمل به عند غيره ويكتب أيضا ما العمل عند الكل على خلافه للمعرفة به وقد يروى عن الضعفاء والمتروكين الذين لا يصح الاحتجاج بأحاديثهم والتعلق بما ذكر المخالف لا وجه له أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال ثنا إبراهيم بن محمد بن عوف قال ثنا محمد بن مصفى قال ثنا بقية قال قال لي الأوزاعي تعلم من العلم ما لا يؤخذ به كما تتعلم ما يؤخذ به أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الروياني قال انا يوسف بن أحمد بن يوسف الصيدلاني بمكة قال ثنا محمد بن عمر بن موسى العقيلي قال ثنا يحيى بن عثمان قال ثنا نعيم بن حماد قال حدثني حاتم القاص وكان ثقة قال سمعت سفيان الثوري يقول اني لأروي الحديث على ثلاثة أوجه أسمع الحديث من الرجل أتخذه دينا وأسمع من الرجل اقف حديثه وأسمع من الرجل لا أعبأ بحديثه وأحب معرفته أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ قال ثنا دعلج بن أحمد قال ثنا محمد بن نعيم قال حدثني أبو أحمد محمود بن غيلان قال سمعت بن المبارك يقول اني لأسمع الحديث فاكتبه وما من رأيي ان اعمل به ولا أن أحدث به ولكن أتخذه عدة لبعض أصحابي ان عمل به أقول عمل بالحديث ولو كان حكم المتصل والمرسل واحدا لما ارتحل كتبة الحديث وتكلفوا مشاق الأسفار الى ما بعد من الأقطار للقاء العلماء والسماع منهم في سائر الآفاق ومن قبل قد سلك غير واحد من الصحابة هذه الطريقة في الرحلة للسماع حتى قال عبد الله بن مسعود لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله تعالى مني تبلغه الإبل لأتيته ورحل أبو أيوب الأنصاري الى مصر في سبب حديث واحد وكذلك جابر بن عبد الله رحل الى مصر أيضا في حديث حتى سمعه من عبد الله بن أنيس وقال سعيد بن المسيب ان كنت لأسير في طلب الحديث الواحد مسيرة الليالي والأيام ورحل الحسن من البصرة الى الكوفة في مسألة وقال الشعبي في حديث رواه ان كان الراكب ليركب الى المدينة فيما دونه وقال أبو العالية كنا نسمع الرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن بالبصرة فما نرضى حتى نركب الى المدينة فنسمعها من أفواههم واستيعاب ما ورد في هذا المعنى يطول وقد ذكرناه في كتاب آخر بالأسانيد التي ادته إلينا فلو كان المرسل يغني عن المتصل إذ هو بمثابته لما تعب القوم هذا التعب كله ولا اعملوا المطي بالرحل وادخلوا المشاق على أنفسهم وتشددوا على من سمعوا منه التشدد المأثور عنهم والنظر يدل على انهم انما فعلوا ذلك لافتراق الحكم في الرواية بين الإتصال والإرسال والله أعلم أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن بن نوح الفقيه الإمام يقول لو أن المرسل من الأخبار والمتصل سيان لما تكلف العلماء طلب الحديث بالسماع ولما ارتحلوا في جمعه مسموعا ولا التمسوا صحته ولكان أهل كل عصر إذا سمعوا حديثا من عالمهم وهو يقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذا وكذا لم يسألوه عن إسناده وقد روينا عن جماعة من التابعين وأتباع التابعين كانوا يسألون عن السنة ثم يقولون للتابعين هل من أثر وإذا ذكر الأثر قالوا هل من قدوة وإنما يعنون بذلك الإسناد المتصل ولم يقتصروا على قول الزهري وإبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يقتصروا من مالك والنعمان إذا قالا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا محمد بن الحسين القطان انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني بن نمير قال ثنا بن إدريس قال سمعت الأعمش يقول جالست إياس بن معاوية فحدث بحديث فقلت عمن تذكر هذا فضرب لي مثل رجل من الخوارج فقلت أنى تضرب هذا المثل تريد أن اكنس الطريق بثوبي فلا ادع بعرة ولا خنفساء الا حملتها حدثني الحسن بن أبي طالب قال ثنا علي بن عمرو الحريري قال ثنا أبو صالح عبد الرحمن بن سعيد الأصبهاني قال ثنا رسته يعني عبد الرحمن بن عمر قال سمعت الأصمعي يقول حضرت بن عيينة وأتاه أعرابي فقال كيف أصبح الشيخ يرحمه الله فقال سفيان بخير بحمد الله قال ما تقول في امرأة من الحاج حاضت قبل ان تطوف بالبيت فقال تفعل ما يفعل الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت فقال هل من قدوة قال نعم عائشة حاضت قبل ان تطوف بالبيت فأمرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان تفعل ما يفعل الحاج غير الطواف قال هل من بلاغ عنها قال نعم حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة بذلك قال الأعرابي لقد استسمنت القدوة وأحسنت البلاغ والله لك بالرشاد