فضل الذكر خفية وجهرا

ومد كلمة التوحيد والتسبيح بالأنامل والجلوس مع الذكر وأنه أفضل من الدعاء وذكر الإفطار ودخول السوق والمسبعات‏.‏
في المختصر "‏من شهد أن لا إله إلا الله حرمه الله على النار‏" ‏ صحيح‏.‏
"‏من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قيل ما إخلاصها قال أن تحرزه مما حرم الله‏" ‏ حسن‏.‏
"‏يفضل الذكر الخفي الذي لا يسمعه الحفظة على الذكر الذي يسمعه الحفظة سبعين درجة‏" ‏ سنده ضعيف‏.‏
في المقاصد "‏خير الذكر الخفي وخير الرزق ما يكفي‏" ‏ صححه ابن حبان وأبو عوانة‏.‏
"‏ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في النشور‏" ‏ روي بسند ضعيف عن ابن عمر‏.‏
"‏هم القوم لا يشقى جليسهم‏" ‏ متفق عليه في فضل الذاكرين‏.‏
اللآلئ صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة فقام بين يديهما قاص فقال حدثنا أحمد ويحيى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "‏من قال لا إله إلا الله خلق الله من كل كلمة منها طيرا منقاره من ذهب‏" ‏ وأخذ في قصة نحوا من عشرين ورقة فجعل أحمد ينظر إلى يحيى بن معين ويحيى ينظر إلى أحمد فقال له أنت حدثته بهذا فيقول والله ما سمعت بهذا إلا الساعة فلما فرغ من قصصه وأخذ القطيعات من الناس ثم قعد ينظر بقيتها قال له يحيى بيده تعال فجاء متوهما لنوال فقال له يحيى من حدثك به قال أحمد ويحيى فقال أنا يحيى وهذا أحمد ما سمعنا بهذا قط في الحديث وإن كان لا بد والكذب فعلى غيرنا فقال له أنت يحيى قال نعم قال لم أزل اسمع أن يحيى أحمق ما تحققته إلا الساعة فقال له كيف تحققته قال كأن ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما قد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين فوضع أحمد كمه على وجهه وقال دعه يقوم فقام كالمستهزئ بهما‏.‏
عن عمر "‏من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين‏" ‏ موضوع تفرد به من لا يحتج به وهو صفوان بن أبي الصهباء قلت قال ابن حجر بل هو حديث حسن أخرجه البخاري في خلق الأفعال أورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب واستند إلى تضعيف ابن حبان لصفوان ولم يستمر ابن حبان عليه بل ذكره في الثقات، وللحديث شواهد في الوجيز وكذا وثقه ابن شاهين وابن خلفون وابن معين وحسن الترمذي عن أبي سعيد وأخرجه البيهقي عن جابر والديلمي عن حذيفة‏.‏
في الذيل ‏ "يقول الله لا إله إلا أنا كلمتي من قالها أدخلته جنتي ومن أدخلته جنتي فقد أمن والقرآن كلامي ومني خرج‏" ‏ موضوع‏.‏
"‏من قال حين يدخل السوق سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير أعطي من الأجر بعدد ما خلق الله إلى يوم القيامة‏" ‏ من نسخة عبد الله بن أحمد الكاذبة‏.‏
"‏لو يعلم الأمير ما له في ذكر الله لترك إمارته ولو يعلم التاجر ما له في ذكر الله لترك تجارته ولو أن ثواب تسبيحة قسم على أهل الأرض لأصاب كل واحد منهم عشرة أضعاف الدنيا‏" ‏ فيه أبو داود النخعي وضاع كذاب‏.‏
أنس "‏ليس من الكلام شيء إلا والشفتان تلتقيان إلا ما كان من شهادة أن لا إله إلا الله فإن الشفتين لا تلتقيان بها من حلاوتها وعظمها فاستكثروا من التوحيد في ابتداء كلامكم وآخره‏" ‏ إسناده ظلمات فيه أربعة كذابون،
وعنه‏:‏ ‏ "‏من قال لا إله إلا الله ومدها هدمت له أربعة آلاف ذنب من الكبائر‏"
فيه نعيم كذاب‏.‏
‏[‏مناقشة دار الحديث‏:‏
قال شيخنا المحدث محمود الرنكوسي ما معناه أن بعض العلماء طعنوا في هذا الحديث بسبب كثرة الثواب الموعود فيه، وأجاب أن مثل هذا الثواب لا يستكثر من الله، وأورد مثال الكافر وكيف يُكَفِّر عنه ذلك القول أكثر من تلك الذنوب، فما بال المسلم‏!‏
واستيفاء البحث في هذا الموضوع يكون بالنظر إلى سند الحديث ومتنه‏:‏
أما السند فضعيف لوجود كذاب فيه،
وأما المتن فصحيح عقلا ونقلا، وأخطأ من حكم بوضعه بناء على كثرة الثواب الموعود‏:‏‏.‏
- أما صحته عقلا‏:‏
فلما ورد أعلاه، مقارنة مع إسلام الكافر، ولا يبطل هذا الدليل بكون الكافر لم يكن مكلفا، وذلك لما سيأتي نقلا‏.‏
- وأما صحته نقلا‏:‏
- فأولا لأنه لا يكبر ذنب مع سعة رحمة اللهِ، إلا الشرك، قال تعالى ‏ "‏إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‏" ‏ ‏[‏النساء‏:‏ 48‏]‏‏.‏
- وثانيا لما روى الإمام أحمد، والترمذي وقال حسن غريب، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمرو‏:‏
إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول‏:‏ أتنكر من هذا شيئا‏؟‏ أظلمك كتبتي الحافظون‏؟‏ فيقول‏:‏ لا يا رب‏!‏ فيقول‏:‏ أفلك عذر‏؟‏ فيقول‏:‏ لا يا رب‏!‏ فيقول‏:‏ بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم‏.‏ فتخرج بطاقة فيها "‏أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‏" ‏‏.‏ فيقول‏:‏ أحضر وزنك‏.‏ فيقول‏:‏ يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات‏؟‏ فيقال‏:‏ فإنك لا تظلم‏.‏ فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء‏.‏
فهذا نص صريح في موضوع البحث، وانظر تعليله، ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ "‏ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء‏" ‏‏.‏
- وثالثا لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏
إن الله تعالى حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله تعالى‏.‏
رواه الشيخان عن عتبان بن مالك "‏كشف الخفاء‏" ‏‏.‏
ختاما يتبين خطأ من حكم على الحديث بالوضع، ونرى سبب إصرار علماؤنا، جزاهم الله الخير، على قصر تصحيح وتضعيف الأحاديث على أكابر محدثي هذه الأمة‏.‏
عرفان الرباط وغياث حامد، دار الحديث‏]‏.
"‏ما من مسلم يصوم فيقول عند إفطاره يا عظيم يا عظيم أنت إلهي لا إله غيرك اغفر لي الذنب العظيم فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه علموها عقبكم فإنها كلمة يحبها الله ورسوله ويصلح بها أمر الدنيا والآخرة‏" ‏ هو شاذ بمرة في إسناده مجاهيل‏.‏
"‏الذكر شكر من الله تعالى فأدوا شكره‏" ‏ من نسخة نبيط بن شريط الكذاب‏.‏
في المختصر "‏عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس فلا تغفلن واعقدن بالأنامل فإنها مستنطقات يعني بالشهادة يوم القيامة‏" ‏ صححه الحاكم‏.‏
ابن عمر "‏رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعقد التسبيح‏" ‏ إنما هو عبد الله بن عمرو بن العاص كما في أبي داود والنسائي والترمذي والحاكم‏.‏
حديث كرز بن وبرة عن رجل عن إبراهيم التيمي ‏ "‏إن الخضر علمه المسبعات‏" ‏ لا أصل له ولم يصح قط اجتماع الخضر بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا علم اجتماعه ولا حياته ولا موته‏.‏


تذكرة الموضوعات