السؤال فاحشة إلا من الحسان والرحماء

وحق السائل ورده في المسجد وزجره‏.‏
في المقاصد "‏التمسوا الخير عند حسان الوجوه‏" ‏ قيل لابن عباس كم من رجل قبح الوجه قضاء للحوائج قال إنما يعني حسن الوجه عند طلب الحاجة‏:‏ طرقه كلها ضعيف ومع هذا لا يتهيأ الحكم على المتن بالوضع كما أشار شيخنا‏.‏
وفي المختصر ‏ "‏اطلبوا الخير‏" ‏ إلخ‏.‏ أكثر طرقه ضعيفة، وفي اللآلئ وروى "‏عند صباح الوجوه‏" ‏ وله طرق وهذا الحديث في نقدي حسن وقد جمعت طرقه في جزء، وفي الوجيز هو للطبراني رجاله إلا عبد الله بن خراش مختلف فيه وهذا الطريق على انفرادها علي شرط الحسن فكيف ولها متابعات‏.‏
أبو سعيد "‏اطلبوا الفضل من الرحماء تعيشوا في أكنافهم‏" ‏ إلخ‏.‏ فيه عبد الرحمن السدي مجهول‏:‏ قلت إنما فيه محمد بن عبد الرحمن السدي الصغير المعروف بالكذب لكنه توبع عن داود بن أبي هند وورد من حديث علي صححه الحاكم‏:‏ الصغاني هو موضوع، وفي اللآلئ بزيادة "‏فإني جعلت فيهم رحمتي ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإني جعلت فيهم سخطي‏" ‏ وذكر ابن حجر له طرقا وشواهد واختلاف الألفاظ‏.‏
"‏دخل ـ صلى الله عليه وسلم ـ على بلال يوما من الأيام فوقف بالباب سائل فرده بغير شيء فقال يا بلال رددت السائل وهذا التمر عندك قال بلى يا رسول الله كنت صائما وأردت أن أفطر عليه فقال إن أردت أن تلقى الله وهو عنك راض فلا تخبأ شيئا رزقته ولا تمنع شيئا سألته‏" ‏ لا يصح فيه واضع قلت له شواهد منها ما روى ‏ "‏أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل على بلال وعنده صبرة من التمر فقال ما هذا يا بلال قال يا رسول الله ادخرته لك ولضيافتك قال أما تخشى أن يكون له دخان في نار جهنم أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا‏" ‏ ومنها غير ذلك‏:‏ قال المصنف هذه الأحاديث كانت في صدر الإسلام حين كان الادخار ممنوعا والضيافة واجبة ثم نسخ الأمران وإنما دخل الدخيل على كثير من الناس لعدم علمهم بالنسخ والله أعلم‏.‏
الصغاني "‏لولا أن السؤل يكذبون ما قدس من ردهم‏" ‏ موضوع‏.‏
وفي المقاصد و اللآلئ والمختصر "‏لو صدق السائل ما أفلح من رده‏" ‏ العقيلي لا يصح في الباب شيء وروي "‏لو صدق المساكين‏" ‏ وله طرق لا تخلو عن ضعاف وقال ابن عبد البر أسانيدها ليست بقوية، وقال ابن المديني لا أصل لها‏.‏
القزويني "‏أعطوا السائل وإن جاء على فرس‏:‏ هو حديث المصابيح موضوع، وفي المختصر ‏" ‏للسائل حق وإن‏"‏ إلخ‏.‏ لا يصح، وفي المقاصد سنده جيد كما قال العراقي وتبعه غيره لكن قال ابن عبد البر أنه ليس بالقوي وله طرق لا تخلو عن ضعف‏.‏
وفي الذيل ‏ "‏من رد جائعا وهو قادر على أن يشبعه‏" ‏ سيجيء في الرتنيات‏.‏
"‏إن أتاك سائل على فرس باسط كيفه فقد وجب له الحق ولو بشق تمرة‏" ‏ من نسخة أبي هدبة عن أنس، وفي الوجيز عده أحمد من أربعة موضوعات تدور في الأسواق‏:‏ قال العراقي لا يصح هذا عن أحمد فإنه أخرجه في مسنده عن الحسين بن علي ـ رضي الله عنه ـ بسند جيد رجاله ثقات، وأخرجه أبو داود عنه وعن علي وأخرجه ابن عدي عن ابن عباس والطبراني عن الهرماس بن زياد‏.‏
في المختصر ‏ "مسألة الناس من الفواحش ما أجد من الفواحش غيرها‏" ‏ لم يوجد‏.‏
"‏من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله ومن لم يسألنا فهو أحب إلينا‏" ‏ إسناده جيد‏.‏
في الذيل "‏إذا وقف السائل عليكم فدعوه حتى يفرغ من كلامه فإن كان شيء فابلغوه إياه وإن لم يكن فقولوا رزقنا الله وإياك ولا تقولوا بورك قيل وأعرضوا عليه الماء‏" ‏ فيه محمد بن سليمان‏.‏
ابن حبان سمعت جعفر بن أبان يملي ثنا محمد بن رمح ثنا الليث عن ابن عمر رفعه "‏ينادي مناد أين بغضاء الله فيقوم سؤال المساجد‏" ‏ فقلت لا تكذب على رسول الله وخوفته حتى حلف لا يحدث بمكة‏.‏
في الوجيز "‏إذا رددت على السائل ثلاثا فلا بأس أن تزبره‏" ‏‏:‏ عن ابن عباس وفيه الوليد بن الفضل يروى المناكير، وعائشة وفيه وهب بن زمعة يضع قلت لحديث ابن عباس طرق أخر للديلمي ليس فيه الوليد وورد عن أبي هريرة الطبراني‏.‏


تذكرة الموضوعات