الهدية سيما عند الحاجة

في المختصر ‏ "‏تهادوا تحابوا‏" ‏ ضعيف "‏من أهدى له هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فيها‏" ‏ لابن حبان والطبراني والبيهقي ضعيف، وفي المقاصد روى عن ابن عباس والحسن بن علي وعائشة مرفوعا قال العقيلي لا يصح في هذا الباب شيء عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكذا قال البخاري عقيب إيراده تعليقا أنه لا يصح ولكن هذه العبارة من مثله لا تقتضي البطلان بخلافها من العقيلي وعلى كل حال فقد قال شيخنا والموقوف أصح‏.‏
وفي الوجيز ‏ "‏إذا أتى أحدكم بهدية فجلساؤه‏" ‏ إلخ‏.‏ عن ابن عباس وفيه عبد السلام بن عبد القدوس يروى الموضوعات وتابعه مندل ابن علي ضعيف، وعن عائشة وفيه الوضاع لا يتابع عليه قلت حديث ابن عباس علقه البخاري في صحيحيه وهو مشعر بأن له أصلا ولعبد السلام ومندل متابع ومندل لم يتهم بكذب بل لين وقيل جائز الحديث يتشيع وله شاهد عن الحسن بن علي‏.‏
اللآلئ‏:‏ عن أنس ‏ "‏إن أحسن الهدية إمام الحاجة‏" ‏ قال الدارقطني باطل ‏ "‏نعم مفتاح الحاجة الهدية بين يديها‏" ‏ لا يصح فيه عمرو بن خالد كذاب واضع روى الخطيب عن العتيقي قال حضرت الدارقطني وقد جاءه أبو الحسين البيضاوي ببعض الغرباء وسأله أن يقرأ له شيئا فامتنع واعتل ببعض العلل وسأله أن يملي عليه أحاديث فأملى عليه الدارقطني ‏ "‏نعم الشيء الهدية إمام الحاجة‏" ‏ وانصرف الرجل ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا فقربه وأملى عليه من حفظه بضعة عشر حديثا متون جميعها ‏ "‏إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه‏" ‏ قال المؤلف واعجبا منه كيف روى حديثين ليس فيهما ما يصح ولم يبين قلت بل واعجبا من المؤلف كيف يحطم على رد الأحاديث الثابتة من غير تثبت ولا تتبع فإن حديث ‏ "‏إذا أتاكم‏" ‏ ورد من رواية أكثر من عشرة من الصحابة فهو متوافر عند من يكتفي بالعشرة وحديث الهدية ورد عن عائشة والحسن بن علي‏.‏


تذكرة الموضوعات