الحج والطواف سيما في المطر

ومنفرد وشفاعة البيت للحجاج وعددهم كل سنة ورفع حصى المقبول ومن مات في الحرم أو الطريق وإثم تاركه ومؤخره على التزويج والأجرة على الحج والحجر الأسود وزمزم ومقبرتا الحرمين وخراب الدنيا بعد خراب البيت وتعظيم الحاج ووداعه وقت سفره‏.‏
خلاصة "‏الحج جهاد‏" ‏ كل ضعيف موضوع عند الصغاني‏.‏
اللآلئ "‏إن الله تعالى لا ييسر لعبده الحج إلا بالرضى فإذا رضي عنه أطلق له الحج‏" ‏ لا يصح‏.‏
في المقاصد "‏من صبر بالبيت أسبوعا وصلى خلف المقام ركعتين وشرب ماء زمزم غفرت له ذنوبه بالغة ما بلغت‏" ‏ للواحدي وغيره وعند الديلمي بلفظ "‏من طاف بالبيت أسبوعا ثم أتى مقام إبراهيم فركع عنده ركعتين ثم أتى زمزم فشرب من مائها أخرجه الله من ذنوبه كيوم ولدته أمه‏" ‏ ولا يصح باللفظين، وقد ولع به العامة كثيرا وتعلقوا في ثبوته بمنام وشبهه مما لا تثبت الأحاديث النبوية بمثله مع العلم بسعة فضل الله، وكذا من المشهور بين الطائفين حديث "‏من طاف أسبوعا في المطر غفر له ما سلف من ذنوبه‏" ‏ قال الصغاني لا أصل له‏.‏
وفي المقاصد ‏ "‏الطائفون يحرصون عليه وهو فعل حسن حتى أن بعضهم طاف سباحة بل وقع ذلك لابن الزبير، وقد ذكره بهذا اللفظ في الإحياء بل عنده أيضا من طاف أسبوعا خاليا حاسرا كان له كعتق رقبة‏" ‏ وروي "‏من طاف بالكعبة في يوم مطير كتب الله له بكل قطرة تصيبه حسنة ومحا عنه بالأخرى سيئة‏" ‏ ويشهد لذلك كله كثرة الوارد في فضل مطلق الطواف ‏ "‏ينزل على أهل البيت في كل يوم مائة وعشرين رحمة‏" ‏ للبيهقي بسند حسن، ولابن حبان في الضعفاء وقال أبو حاتم منكر‏.‏
"‏للبيت رب يحميه‏" ‏ من كلام عبد المطلب لصاحب الفيل‏.‏
في المختصر "‏إن الله تعالى قد وعد هذا البيت أن يحجه في كل سنة ستمائة ألف فإن نقصوا كملهم الله بالملائكة وإن الكعبة تحشر كالعروس المزفوفة وكل من حجها يتعلق بأستارها يسعون حولها حتى تدخل الجنة فيدخلون معها‏" ‏ لا أصل له‏.‏
في المقاصد ‏ "ما قبل حج امرئ إلا رفع حصاه‏" ‏ عن ابن عمر رفعه، وعن غيره وعن البعض أنه شاهد رفع الحصاة عيانا‏.‏
خلاصة "‏من مات في طريق مكة حاجا لم يعرضه الله تعالى ولم يحاسبه‏" ‏ موضوع عند الصغاني، وكذا "‏من مات بين الحرمين بعثه الله آمنا يوم القيامة‏" ‏، وفي اللآلئ قلت أفرط المؤلف في حكمه بوضع الحديثين واقتصر البيهقي على تضعيفهما والذي أستخير الله في الحكم لمتن الحديث بالحسن لكثرة شواهده والحديث الأول عن جابر بسند فيه إسحاق كذاب قلت له طريق آخر وروي عن ابن عمر بلفظ "‏من مات في طريق مكة في البدأة أو في الرجعة وهو يريد الحج أو العمرة‏" ‏ إلخ‏.‏
وفي الوجيز جابر "‏من مات في أحد الحرمين بعث آمنا سالما استوجب شفاعتي وجاء يوم القيامة من الآمنين‏" ‏ ابن عمر "من مات بين الحرمين حاجا أو معتمرا بعثه الله بلا حساب ولا عذاب‏" ‏ وعائشة "‏من مات في طريق مكة لم يعرضه الله يوم القيامة ولم يحاسبه‏" ‏ كلها لا تخلو عن واضع أو متروك قلت طعنوا في الثالث عبد الله بن ناقع وليس كما ظنوا فإنه الصانع أو ابن ثابت ولا أعلم فيهما مطعنا وله شاهد‏.‏
اللآلئ ‏ "‏من ملك زادا أو راحلة إلى البيت ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا‏" ‏ لا يصح‏:‏ قال الترمذي فيه هلال مجهول قلت قال الذهبي قد جاء بإسناد أصلح منه، وقال القاضي لا التفات إلى حكم ابن الجوزي بالوضع كيف وقد أخرجه الترمذي في جامعه وقد قال أن كل حديث في كتابه معمول به إلا حديثين وليس هذا أحدهما والحديث مؤول، وقال الزركشي قد أخطأ ابن الجوزي إذ لا يلزم من جهل الراوي وضع الحديث مع أن له طرقا‏.‏
"‏من تزوج قبل أن يحج فقد بدأ بالمعصية‏" ‏ فيه من روى الموضوعات‏.‏
"يدخل الله بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة الميت والحاج والمنقذ‏" ‏ لا يصح قلت اقتصر البيهقي على تضعيفه وله شاهد‏.‏
عن أنس "مثل الذي يحج عن أمتي كمثل أم موسى كانت ترضعه وتأخذ الكراء من فرعون‏" ‏ موضوع‏.‏
في الذيل ‏ "‏لما نادى إبراهيم بالحج لبى الخلق فمن لبى تلبية واحدة حج حجة واحدة ومن لبى مرتين حج حجتين ومن زاد فبحساب ذلك‏" ‏ من نسخة محمد بن الأشعث التي عامة أحاديثها مناكير‏.‏
عن ابن عباس "‏إذا أحرم أحدكم فليؤمن على دعائه إذا قال اللهم اغفر لي فليقل آمين ولا يلعن بهيمة ولا إنسانا فإن دعاءه مستجاب ومن عم بدعائه المؤمنين والمؤمنات استجيب له‏" ‏ فيه إسماعيل كذاب وآخران مجروحان‏.‏
عن ابن مسعود "‏من حج حجة الإسلام وزار قبري وغزا غزوة وصلى علي في بيت المقدس لم يسأله الله تعالى عما افترض عليه‏" ‏ باطل آفته بدر‏.‏
عن عائشة "‏إذا خرج الحاج من بيته كان في حرز الله فإن مات قبل أن يقضي نسكه غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وإنفاقه الدرهم الواحد في ذلك الوجه يعدل أربعين ألف ألف درهم فيما سواه من سبيل الله تعالى‏" ‏ قال ابن حجر موضوع‏.‏
عن أبي سعيد "‏لو يعلم الناس ما للحجاج من الفضل عليهم لأتوهم حتى يغسلوا أرجلهم‏" ‏ قال الحقير لم يبين حاله ولكن فيه إسماعيل بن أبي عياش كثير الخطأ‏.‏
عن ابن عمر "‏من قضى مناسك الحج من مكة إلى أن يعود فيما يبلغ قضي عنه دينه ما كان قديما وحديثا‏" ‏‏:‏ فيه وهب بن وهب كذاب‏.‏
"من شيع حاجا خطوات ثم عانقه وودعه لم يفترقا حتى يغفر الله له‏" ‏ فيه البورقي يضع‏.‏
في الوجيز ابن مسعود "‏ما من عبد ولا أمة دعا الله ليلة عرفات بهذه الدعوات ألف مرة سبحان من في السماء عرشه‏" ‏ إلخ‏.‏ فيه غزرة بن قيس لا يتابع عليه قلت هذا لا يقتضي الوضع "‏دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب إلا الظالم‏" ‏ إلخ‏.‏ ‏:‏ عن ابن عباس بن مرداس وفيه كنانة‏:‏ منكر وعن ابن عمر وفيه وضاع قلت قال ابن حجر حديث العباس لجماعة وصححه الضياء وأخرج أبو داود طرقا وسكت عليه فهو عند صالح وكنانة ذكر في الثقات وهو على شرط الحسن عند الترمذي وله شواهد كثيرة‏.‏
في الذيل ‏ "‏من توضأ فأحسن الوضوء ثم مشى بين الصفا والمروة كتب الله له بكل قدم سبعين ألف درجة‏" ‏ فيه كذاب ومجروحان‏.‏
وعن ابن عباس "‏ما أتيت الركن اليماني قط إلا وجدت جبريل قائما عنده يقول يا محمد استلم وقل اللهم إني أعوذ بك من الكبر والفاقة ومراتب الخزي في الدنيا والآخرة قال لأن بينهما حوضا يليه سبعون ألف ملك‏" ‏ إلخ‏.‏ فيه نهشل كذاب‏.‏
الديلمي عن ابن عباس "‏لا يجتمع ماء زمزم ونار جهنم في جوف عبد أبدا وما طاف عبد بالبيت إلا وكتب الله له بكل قدم يضعه مائة ألف حسنة‏" ‏ إلخ‏.‏ فيه مقاتل بن سليمان كذاب‏.‏
دينار عن أنس رفعه "‏حفر عبد المطلب بئر زمزم فوجد فيها طشتا من ذهب فيه أربعة أركان على كل ركن منها مكتوب سطر‏:‏ السطر الأول لا إله إلا الله الديان ذو بكة أرخص الشيء مع قلته، والسطر الثاني أنا الله لا إله إلا أنا الديان ذو بكة أغلى الشيء مع كثرته، والسطر الثالث لا إله إلا أنا ذو بكة أخلق الحبة وأسلط عليها الأكلة ولولا ذلك لخزنته الملوك والجبابرة وما قدر فقير على شيء، والسطر الرابع لا إله إلا أنا الله ذو بكة أميت العبد والأمة وأسلط عليهما النتن ولولا ذلك لما دفن حبيب حبيبه‏" ‏ قال ابن حبان دينار يروي عن أنس موضوعات‏.‏
في المقاصد "‏ماء زمزم لما شرب له‏" ‏ لابن ماجه عن جابر بسند ضعيف لكن له شاهد عن ابن عباس مرفوعا وموقوفا ومرسلا وعن معاوية موقوفا واستشهد بحديث أبي ذر رفعه "‏أنه طعام طعم وشفاء سقم‏" ‏ وهذا اللفظ في مسلم وبهذه الطرق يصح الاحتجاج به وقد جربه جماعة من الكبار بل صححه ابن عيينة والدمياطي والمنذري وضعفه النووي، وفي الباب عن صفية وابن عمر وإسناد كل من الثلاثة واه فالاعتماد على ما سبق، وفي المختصر هو لابن ماجه بسند ضعيف ولغيره قال الحاكم صحيح إن سلم من محمد بن حبيب قيل سلم منه‏:‏ قلت قال ابن الجوزي صححه ابن عيينة‏.‏
"‏إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته ثم أخرب الدنيا على أثره‏" ‏ لا أصل له‏.‏
في المقاصد ‏ "‏الحجر الأسود من الجنة‏" ‏ النسائي وزاد الترمذي "‏وأنه يبعث يوم القيامة له عينان‏" ‏ إلخ‏.‏ وشواهد الحديث كثيرة‏.‏
"الحجون والبقيع يؤخذان بأطرافهما وينشران في الجنة‏" ‏ وهما مقبرتا مكة والمدينة ورد في الكشاف وبيض له الرافعي في تخريجه وتبعه شيخنا "‏سفهاء مكة حشو الجنة‏" ‏ قال شيخنا لم أقف عليه‏.‏


تذكرة الموضوعات