ذهبت إلى المستشفى لكي أجري فحصًا شاملًا، فقال لي الطبيب: اعمل تحليلًا للدم، وللبول، وللبراز، وقد عملت تحليل الدم، ولم أعمل تحليلًا للبول وللبراز؛ لأنه أعطاني علبة صغيرة، عليها ملصق من الخارج مكتوب عليه اسم المريض، واسم أبي فيه اسم الله، فما الحكم إذا وضعت البول والبراز داخل تلك العلبة؟ وهل يعد ذلك من الاستهزاء بالدين، علمًا أن البول والبراز يوضعان داخل تلك العلبة؟
الفتوى:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل وجوب احترام أسماء الله جل وعلا، وصيانتها، فلا تجوز كتابتها على شيء نجس، جاء في حاشية الشرواني على تحفة المحتاج: ويحرم كتب القرآن، أو شيء من أسمائه تعالى بنجس، وعلى نجس، ومسه به، إذا كان غير معفو عنه، كما في المجموع، لا بطاهر من متنجس. اهـ.
وعليه؛ فلا تجوز كتابة اسم المريض على العلب التي يوضع فيها البول ونحوه من النجاسات، إذا كان اسم المريض يشتمل على اسم من أسماء الله تعالى، على أنه إن كانت الكتابة بغير اللغة العربية، فأمرها أخف من الكتابة باللغة العربية, ويمكن الاستغناء عن ذلك بكتابة أرقام، أو رموز للمريض، أو غير ذلك، جاء في فتاوى دار الإفتاء الأردنية: كتابة الأسماء على عينات التحاليل الطبية، لا تحرم، إلا إذا احتوى الاسم على لفظ الجلالة، أو اسم من أسماء الله الحسنى؛ لأن هذه الأسماء لها قدسيتها، وحرمتها، فلا يجوز كتابتها على آنية النجاسات من بول، وغيره.
وعلى القائمين على هذا الأمر أن يجدوا طريقة تجنبهم كتابة مثل هذه الأسماء، بكتابة رمز معين، أو رقم معين، بدلًا من الأسماء، فمثلًا بدلًا من اسم (عبد الله) يكتب رمز، أو رقم يدل عليه. اهـ. باختصار يسير.
وأما بالنسبة للمريض الذي يعطى العلبة التي عليها اسمه الذي فيه اسم الله عز وجل، فالمخرج له أن يطمس بعض الأحرف مثلًا من اسم الله قبل أن يضع العينة في العلبة، تجنبًا للوقوع في المحظور.
والله تعالى أعلم.