لقد قرأت الكثير من الأجوبة عن موضوع الاستهزاء بالدين، وأنه عمل كفري. وأن الضحك عند سماع شيء فيه استهزاء بالدين، يجعلك شريكا في الكفر للمستهزئ. لدي بعض النقاط المهمة التي لم أجد لها جوابا، وستتضح إن شاء الله. أولا:- التوبة من ذلك. فهل يجب الاستغفار أولا، ثم نطق الشهادتين، أم نطق الشهادتين، ثم الاستغفار مما وقع المرء فيه. ثانيا:- النية عند التلفظ بالشهادة، فقد قرأت أنه يجب على الشخص الواقع في هذا أن يجدد إيمانه وإسلامه. فماذا يعني هذا تحديدا، هل يعني أن ينوي تجديد إيمانه، ثم ينطق بالشهادتين، ثم ينوي تجديد إسلامه، ثم يلفظ الشهادتين مرة أخرى، وأيّهما يأتي أولا (نية تجديد الإيمان، أو نية تجديد الإسلام)؟ أم ينوي الاثنين معا (تجديد الإيمان والإسلام) ثم يلفظ الشهادتين؟ أم يكفي التلفظ بالشهادتين دون أن ينوي أي شيء؟ أيُّ هذه هو الصحيح؟ ثالثا: – صيغة الشهادة هل يجب أن تكون (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله). أم يجب أن تكون (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله) أم أن التلفظ بِأيٍّ من الصيغتين يعد صحيحا. أرجو من فضيلتكم الإجابة على سؤالي. وأرجو عدم إحالتي إلى أسئلة أخرى لأني لم أجد ما يجيب على سؤالي تحديداً، وعذراً على الإطالة وبارك الله فيكم.
الفتوى:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنحن أولا نحذر من الوسوسة في هذا الباب؛ لأن الاسترسال معها يفضي إلى خطر عظيم، والواجب على من تحققت ردته أن يشهد الشهادتين، ولا يعود إلى الإسلام بمجرد الاستغفار، بل يجب عليه المبادرة بنطق الشهادتين، ثم يكثر بعد ذلك من الاستغفار، وينطق الشهادتين بأي من اللفظين المذكورين، فكلاهما يتأدى به المقصود.
وينوي التوبة من ردته، والدخول في الإسلام، وتكون هذه النية مصاحبة للنطق بالشهادتين، أو قبلها بزمن يسير، ولا يلزم شيء زائد على ذلك.
قال البهوتي في الروض المربع: (وتوبة المرتد) إسلامه (و) توبة (كل كافر إسلامه بأن يشهد) المرتد أو الكافر الأصلي (أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله) لحديث ابن مسعود «أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل الكنيسة، فإذا هو بيهودي يقرأ عليهم التوراة، فقرأ حتى أتى على صفة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمته، فقال: هذه صفتك وصفة أمتك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آووا أخاكم» رواه أحمد. انتهى.
والله أعلم.