تنمية الشخصية

 

د.عبد الكريم بكار

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين.

 

 

أيها الأخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم

 

كلمة مضيئة في هذه الحلقة سأعرض بعض المفاهيم التي تتصل بحياتنا الاجتماعية أو لنقل بالجانب الاجتماعي من شخصياتنا

 

وأود قبل كل شيء أن أقول أن هذا الجانب لا يتقبل أو لا يتلقى الحديث عنه بالترحاب غالبا معظم الناس لا يرحبون بهذا لأننا نحن

 

ننظر إلى حياتنا الاجتماعية نظرة أنانية نحن يهمنا دائما ما يتصل بالجانب الفردي لدينا و لا نهتم بالقضية الاجتماعية مع أن معظم

 

أو دعني أقول الجانب الاجتماعي أو الحياة الاجتماعية تشكل أهم مورد لسعادة الإنسان ولأمنه ولاستقراره ولنموه نحن حين

 

نولد لا نعرف شيئا يعني المشاعر واللغة ومعايير الخطأ والصواب ومعايير الخير والشر كل هذا يكتسب من المجتمع لكن للأسف

 

هذا الجانب دائما يلقى الإهمال حتى الكتب التي تكتب في هذا لا تتقبل بالترحيب مثل الكتب التي تدور حول المسائل الشخصية

 

وهذا سوء فهم للقضية المفهوم الأول في حلقة هذا اليوم هو أن يسعى الإنسان أن يؤهل نفسه للعمل ضمن فريق من المهم أيها

 

الإخوة أن ندرك أن اجتماع الناس بعضهم مع بعض دائما يولد توترات دائما يولد مشكلات أهواؤنا مختلفة أمزجتنا مختلفة أفهامنا

 

مختلفة رؤانا مختلفة تربيتنا مختلفة مصالحنا مختلفة.

ولذلك حين نلتقي فإن هذا اللقاء هو معقد للابتلاء الاجتماعي الله جل وعلا جعل لقاء الناس بعضهم مع بعض نقطة ابتلاء يبلو

 

بعضنا ببعض ويختبر بعضنا من خلال البعض الآخر لذلك الناس الذين يشتغلون ضمن مجموعات دائما بينهم توتر بينهم مشكلات

 

بينهم سوء فهم متبادل وبالتالي فالمطلوب من كل واحد منا و لا بد أن يعمل ضمن فريق شاء أم أبى لأن هكذا طبيعة الحياة اليوم

 

لابد أن يؤهل نفسه للعمل ضمن فريق تأهيل النفس للعمل ضمن فريق يحتاج إلى أشياء كثيرة يحتاج إلى الصبر يحتاج إلى الحلم

 

يحتاج إلى الصفح يحتاج إلى التسامح يحتاج إلى أن نحافظ على أسرار عمل الفريق يحتاج إلى أن نتقبل النقد يحتاج إلى أن نكتم

 

الغضب أو دعني أقول ندير الغضب نعبر عن مشاعرنا بطريقة صحيحة ونقابل الغلط بشيء من التحمل فأشياء كثيرة أخلاقيات

 

كثيرة مطلوبة حتى نستطيع أن نؤهل أنفسنا للعمل ضمن فريق أن نفهم طبيعة العمل العمل الذي نحن نشترك به نكون فهما جيدا

 

عنه أفهم دوري أنا تماما في هذا العمل وما الذي يساعدني على القيام بهذا الدور بشكل جيد إذا نحن فعلنا هذا ونشرنا هذه

 

الثقافة فدائما سيتحسن الأداء أداء المجموعات أداء الفرقاء أداء الجماعات أداء الأحزاب أداء المؤسسات كله سيتحسن حين كل

 

واحد يحاول أن يشذب الزوائد في شخصيته ويحاول أن يحسن من أخلاقه الاجتماعية من تقبله للآخرين ومن تقبل الآخرين له

 

في نقطة ثانية أيضا في الجانب الاجتماعي وهو يعني مقولة جميلة تقول هذه المقولة أعقل الناس أعذرهم للناس،

 

 

أعقل الناس أعذرهم للناس نحن أيها الإخوة لم ننشأ في ظروف واحدة لم ننشأ في أسر واحدة رؤيتنا للحياة متفاوتة الظروف

 

التي نعيش فيها متفاوتة تقديرنا للأشياء متفاوت كثير من الناس الذين يمكن أن نقول هم أشخاص سيئون المجرمون مثلا الذين

 

نزلوا يعني دخلوا السجون الناس المنحرفون المدمنون كثير من هؤلاء سبب ما هم فيه ظروف مروا بها وهذه الظروف ما

 

اختاروها هم هم لا اختار أباه المدمن و لا اختار أمه المنحرفة ولا اختار الأسرة الشقية التي نشأ فيها هو ما اختار هذا فإذا هو في

 

جناية من آخر عليه فهذا الإنسان يستحق منا الشفقة يستحق الرحمة يستحق التعاطف ونقول لو كنا ونشأنا في الظرف الذي نشأ

 

فيه ربما نكون مثله لنحاول بدل أن نكون نقادا للناس بدل أن نكشف دائما أن نمتهن كشف عورات الناس كشف عيوب الناس

 

التدقيق في أحوال الناس متابعة الناس مراقبة الناس لنفعل شيئا أجمل من هذا وهو أن نظهر يعني أن نتسامح مع الناس ونقول

 

لعل له عذرا وأنت تلومه والشيء الآخر بدل أن أكون ناقدا لأكن قدوة الإنسان المتفوق الإنسان الطيب الإنسان الخلوق الإنسان

 

الرحيم هو إنسان يجذب الآخرين إليه دائما القيم والمثل لا تفرض لا تستطيع أنت أن تفرض قيمة على أحد لا تستطيع أن تفرض

 

مبدأ على آخر القيم تجذب تجذب الآخرين حين نرى قيمة أو مثالا أو مبدأ مجسدا في حياة إنسان فهو هذا الإنسان يجذبنا وهذا

 

المبدأ يجذبنا ونتأسى به ونقتدي به ونستفيد منه بدل أن أكون ناقدا أحاول أن أكون قدوة وبدل أن أعتب على فلان وفلان أحاول

 

أن ألتمس له العذر يمكن هذا لا يتنافى مع النصيحة انصحه وأبين له وجه الصواب ولكن علي أن أقول:

إن هذا الإنسان ربما يكون سبب ما هو فيه ظروف سيئة نشأ فيها وهو كما قلت لم يختر تلك الظروف ولو نشأنا في مثلها فربما

 

نكون أسوأ منه، مفهوم ثالث أيضا في حياتنا الاجتماعية اكتساب ثقة الناس يكون عن طريق الأعمال وليس عن طريق الأقوال إذا

 

أراد الإنسان أن يكون موثوقا فهو لا يستطيع أن يكتسب ثقة الناس لا يستطيع أن يكون موثوقا لا يستطيع أن يكون محل احترام

 

لا يستطيع أن يكون محل تقدير محل تعاطف عن طريق الأقوال يعني لا يستطيع أن يقول أنا موثوق لذلك ثقوا بي أنا محترم

 

احترموني أنا يعني كذا... لا يستطيع هو عن طريق الأقوال إذا أراد الإنسان أن يكون موثوقا فليتصرف بتصرفات الإنسان

 

الموثوق أهم صفتين في الإنسان الموثوق هي الصدق والأمانة الإنسان الموثوق ذو المصداقية الذي يعني تستطيع أن تعامله

 

على أنه موثوق هو إنسان صادق لا يكذب حتى لو كان الكذب سيأتي إليه ببعض الأضرار هو يتحمل الضرر في سبيل أن يكون

 

صادقا وهو إلى جانب هذا هو إنسان مؤتمن حين يؤتمن على شيء يؤتمن على سر يؤتمن على قول يؤتمن على وضعية هو

 

إنسان مؤتمن .

ولذلك فإن الناس يثقون به وإذا أنت تأملت في حياة الأشخاص الموثوقين لوجدت أن أهم صفتين لديهم هما الصدق والأمانة ،

 

نقطة رابعة في حياتنا الاجتماعية أو إن شئنا أن نقول في الجانب الاجتماعي من شخصياتنا هو أن نعامل الناس على أساس

 

مجموعة من القيم الموحدة وهذه أنا أعتبرها نقطة اختبار لنا نقطة ابتلاء لنا في هذه الحياة لا يصح أبدا أن أتواضع أمام فلان

 

لأنه قوي لأنه وجيه لأنه ثري وأتكبر على فلان لأنه ضعيف أو لأنه فقير أو لأنه جاهل لا يصح لا يصح أن أتعامل مع فلان

 

بالصدق والأمانة لأن لي عنده مصلحة أو له عندي مصلحة أو بيننا قرابة أو شيء وأتعامل مع فلان بالكذب لأنه ليس بيننا علاقة

 

هذا ينافي النبل ينافي أولا التدين العميق التدين العميق يولد لدى الإنسان  قاعدة للتعامل يولد لديه حساسية ضد الدناءة فلذلك

 

حتى يكون الإنسان ملتزما حتى يكون نبيلا بأعمق ما تحمله هذه الكلمة من معنى عليه أن يعامل الناس على أساس قيم واحدة هو

 

يرفع صوته إذا رفعه بشكل أمام الجميع ويخفضه أمام الجميع ويكون جريئا أمام الجميع ويكون متحفظا أمام الجميع لا يعامل كل

 

واحدة على قيمة بحسب لا شك نحن لا ننكر أن هناك خصوصيات وهناك مواقف تستدعي أحيانا نمطا معينا من السلوك هذا شيء

 

يعني طبيعي.

لكن في قضايا القيم وفي قضايا المثل وفي قضايا المبادئ يجب أن نعامل الناس جميعا على أساس قيم واحدة وعلى أساس

 

مبادئ واحدة، في نقطة أخيرة هي أن مصالحنا لن تتطابق دائما مع مصالح الآخرين حتى الزوجان مصلحتهما ليست متطابقة

 

بشكل كامل الأب والابن مصالحهما ليست متطابقة بشكل كامل الشركاء الأصدقاء هناك دائما مراتبية أو في هناك نوع من

 

التراتبية في المصلحة لهذا لن تستقم أيها الأحبة وأيها الأخوة الكرام لن تستقيم حياتنا الاجتماعية إلا بالتضحية حتى تستقيم هذه

 

الحياة علينا أن نضحي ولذلك شيء أساسي في التربية الأسرية شيء أساسي في التربية المدرسية شيء أساسي في التربية

 

المسجدية أن نعلم الإنسان كيف يضحي كيف يتنازل عن بعض ما هو له من أجل غيره ومن أجل إسعاد غيره وهذه التضحية

 

عليها ثواب كبير من الله تبارك وتعالى وهذه الحقيقة قضية التضحية هي يعني المعنى العميق للإنسان الكريم الكرم الذاتي الكرم

 

الشخصي هو دائما يعني عطاءا مجانيا هو دائما يعني تضحية التنازل عن مصلحة في سبيل تحقيق مصلحة لآخرين وكثير الآن

 

من التوترات التي تحدث في حياتنا حدثت بسبب أن جانب الأنانية أو الحرص على المصلحة الشخصية زاد عن الحدود الطبيعية

 

ولذلك قل جانب التضحية  وجانب العطاء المجاني هذا ما أحببت قوله وإلى لقاء قريب أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله

 

وبركاته.

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

أيها الأخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم في حلقة جديدة من الحلقات التي نتحدث فيها عن تنمية

 

الشخصية إننا في كل أسبوع سنتناول بحول الله وطوله جانبا من جوانب الشخصية الإسلامية وفي كل جانب سنحاول أن نقدم

 

بعض الأفكار والمفاهيم التي تغطي ذلك الجانب والتي تقدم رؤية ومعونة للنهوض بها وحديثنا اليوم عن الوعي الذاتي أو عن

 

معرفة الإنسان بنفسه أيها الأخوة الكرام على مدار التاريخ كانت المشكلة الحقيقية التي تواجه الإنسان هي مشكلة الجهل الإنسان

 

بسبب الجهل كفر بالله تعالى وعبد الأصنام وعبد الحجر والشجر وعبد الأشياء وعبد الحيوان بسبب الجهل كذب الرسل عليهم

 

الصلاة والسلام وقتلهم وحاربهم وبسبب الجهل اقتتل بنو الإنسان وبسبب الجهل تلوث البيئة اليوم ويعتدي القوي على الضعيف

 

عن قائمة أضرار الجهل تبدأ لكنها لا تنتهي ومن هنا ندرك أن المعنى الجوهري الذي يكمن خلف نزول أول آية في كتاب الله

 

تبارك وتعالى وهي قوله تعالى ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما

 

لم يعلم ) إنها مرحلة جديدة ينتقل فيها مركز السيطرة من المال ومن القوة البدنية ومن الشرف والجاه والحسب والنسب ينتقل

 

ليكمن في العلم  ويكمن في المعرفة ويكمن في الخبرة وفي الاطلاع إنها فاتحة لعهد جديد والنبي عليه الصلاة والسلام بعد غزوة

 

بدر صار يقبل من الأسرى الذين يعرفون القراءة والكتابة أن يعلم كل واحد منهم عشرة من صبيان المسلمين كيف يقرأ وكيف

 

يكتب ويكون ذلك فداء له.

أيها الأخوة الكرام الجهل فنون ولكن أخطر أنواع الجهل هو جهل الإنسان بنفسه حين لا يعرف الإنسان هل هو على خطأ أو على

 

صواب حين لا يعرف هل هو من السابقين أم من المقصرين حين لا يعرف نقاط القوة لديه و لايعرف نقاط الضعف لديه حين يكون

 

في مثل هذه الحالة فإن علاقته بالله تبارك وتعالى فإن علاقته بالله تعالى تتعرض للتشوه وكذلك علاقته بالناس تتشوه إمكاناته لا

 

تستغل و لا يستفاد منها و لا يعرف كيف يواجه التحديات التي تعترض سبيله كل واحد منا لديه نقطة قوة ولو أنه اكتشف تلك

 

النقطة في وقت مبكر وجعلها محورا لأنشطته لتثقفه لتدربه لتعلمه لممارساته فإنه يستطيع من خلف تلك من وراء تلك النقطة أن

 

ينجز الكثير لنفسه وللأمة وللناس من حوله ،

 

حدثني أحد الأصدقاء وهو ممن يقدم تدريبا في الهندسة النفسية وفي البرمجة العصبية قال لي كنت في دورة وكنت أنبه الشباب

 

إلى أن كل واحد منهم عنده نقطة إبداع أو نقطة قوة فقام أحد المتدربين وقال أنا لا أدري سوى أنني إنسان عادي في كل شيء

 

فهل تستطيع أنت أنتقول لي ما نقطة القوة التي لدي مادامت القضية يعني بهذا التعميم قال الصديق والله أنت عندك نقطة قوة

 

قلت له ما تلك قال له ما تلك النقطة قال لديك ابتسامة جميلة قال طيب والابتسامة الجميلة تطعم الإنسان الخبز أنت تظن قال له نعم

 

بإمكانك أنت أن تصبح موظفا في استقبال في العلاقات العامة وان تدرس وتنمي خبراتك حول هذه القضية كيف تخدم الناس كيف

 

ترحب بهم كيف تساعدهم كيف تمثل الشركة التي تعمل فيها على شكل حسن ، الرجل يعني سمع هذا الكلام وهو بين الظن

 

والشك و اليقين عاد إلى البيت وسأل زوجته قال فلان المدرب قال إن لدي نقطة قوة ويقول أن نقطة القوة التي لدي هي أن

 

ابتسامتي جميلة فماذا ترين أنت ؟ قالت له أكيد وإلا إيش اللي مصبرني عليك فمضت سنوات يقول صديقي وإذا بجرس الهاتف

 

يرن في الساعة الواحدة ليلا وإذا بهذا الشاب يقول له يا فلان أبشر فقد صدر الليلة قرار بتعيني مديرا للعلاقات العامة في الشركة

 

الفلانية وهذا الشيء الذي أنت نبهتني إليه منذ البداية اتصل ليشكره وفي وقت مزعج إذا لدى كل واحد نقطة قوة قد تكون ذاكرة

 

قوية قد تكون خطا جميلا قد تكون خيالا خصبا قد تكون قدرة على المثابرة قد تكون صبرا قد تكون قوة على التسامح أشياء

 

كثيرة في ذواتنا هي نقاط قوة إذا رعيناها فإننا نأخذ منها الكثير في المقابل لدى كل واحد منا أيضا نقاط ضعف ومن الضروري أن

 

يتعرف على هذه النقاط لأنني أعتقد أن فكرة واحدة يمكن أن تشل إنسانا إذا كان الإنسان يعتقد انه لا يصلح لشيء ليس عنده أي

 

شيء ينميه ليس عنده أي شيء يقدمه هو محتقر من الناس أو محارب أو أو سيء الحظ إن مثل هذه الأفكار كافية لأن تشل أي

 

إنسان مهما كانت قدراته ومهما كانت أحواله وأوضاعه ، من المفاهيم التي أريد أن أقدمها اليوم في هذه الحلقة حول قضية

 

معرفة الذات أن علينا أن نوقن أيها الأخوة الكرام جميعا أن العوائق المادية لا تشكل أبدا عائقا أمامنا نعرف أشخاصا كثيرين ولدوا

 

في ظروف سيئة جدا لكن من خلال العمل الجاد من خلال التعلم الجيد من خلال المثابرة من خلال الاستقامة من خلال الأمانة

 

تفوقوا وتقدموا خطوات واسعة جدا على أشخاص ولدوا كما يقولون وفي أفواههم ملاعق من ذهب إذا العوائق المادية لا تشكل

 

أبدا عائقا وكان ابن خلدون يقول إذا جمع الإنسان بين الأمانة والمهارة فهذا لا يحتاج أن يعمل عند أحد هذا الناس يحتاجونه

 

الناس يقصدونه الناس يشغلون أموالهم معه الناس يصبحون أجراء لديه والمهارة تكتسب بدون مال والأمانة أيضا تكتسب بدون

 

مال ، من المفاهيم التي أود أن أقدمها أيضا في هذا اليوم هي أن المعركة الحقيقية التي على الواحد منا أن يخوضها هي معركة

 

مع أهوائه وشهواته أهواؤنا وشهواتنا هي العدو الأكبر الذي علينا أن نحاربه وعلينا أن نكون على حذر منه أشخاص كثيرون

 

يملكون الكثير من الخير والكثير من الاستعداد والكثير من الإمكانية لكنهم ضعفاء أمام ميولهم ضعفاء أمام غرائزهم فادى ذلك

 

بهم إلى أن يصبحوا في مؤخرة الركب وإلى أن يسلكوا سبل الضلالة وأن يقدموا للأمة وللمجتمع نماذج في منتهى السوء

 

والحقيقة من خلال التجربة ومن خلال ما نراه هناك تجد قائدا عسكريا يستطيع ويملك من الهمة ومن العزيمة أن يواجه جيشا

 

جرارا ولو كان عدده مائة ألف لكن هذا الرجل الشجاع المقدام تجده ضعيفا وضعيفا جدا أمام عادة صغيرة من عاداته عادة سيئة

 

تجده ضعيفا ومهزوما أمامها المعركة الحقيقية التي سنخوضها هي معركة مع أهوائنا ومع شهواتنا هي معركة في دواخلنا

 

معارك صامتة في توجيه نزعاتنا في السيطرة على أهوائنا في تنمية الجوانب الإيجابية في شخصياتنا ، المفهوم الآخر الثالث الذي

 

أود أن أقدمه هو أنني إذا لم أساعد نفسي فلن يساعدني أحد نحن خلال التربية التي نقدمها والتي أيضا نحن بدورنا تلقيناها من

 

أسلافنا نربي دائما الإنسان المتواكل الإنسان الذي ينتظر المساعدة من غيره الذي ينتظر المعونة ولكنه لا يبحث أبدا عن دوره

 

الشخصي أنا أقول من حق كل إنسان أن يبحث عن المساعدة وعلينا أن نقدم له المساعدة لكن الجهد الأساسي الذي يجب أن يبذل

 

هو من قبله وليس من قبل أي شخص آخر أناس كثيرون يملكون فعل أشياء كثيرة لكنهم اتكاليون أبي ما ساعدني أخي ما

 

ساعدني فلان ما ساعدني مع أنهم يتلقون المساعدة لكن هم ما ساعدوا أنفسهم وعليهم أن يدركوا أن المساعدة الحقيقية ستأتي

 

من أنفسهم لأنفسهم هذا ما أحببت أن أقوله في هذا اليوم وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن يقولون القول فيتبعون أحسنه

 

إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامج

 

كلمة مضيئة.

إن العقل البشري أيها الأخوة الكرام هبة كبرى من الله تبارك وتعالى ولكن هذا العقل هو أشبه بالحاسب الآلي فإذا زودناه بطريقة

 

صحيحة عمل بطريقة صحيحة إذا زودناه بمعلومات خاطئة فإنه يعمل بطريقة خاطئة...لو أنك في برنامج طبي وضعته على

 

حاسب آلي وذكرت في هذا البرنامج أن نسبة الحريرات في الماء عالية أو قلت أن السكر يرفع الضغط مثلا وهذه معلومات طبعا

 

خاطئة فإن الحاسب الآلي سيعطيك نتائج خاطئة بناء على هذا الذي تعطيه إياه...

أيضا العقل البشري حينما نزوده بمعارف خاطئة، بخبرات خاطئة أو مشوهة أو ناقصة فإنه في النهاية سوف يعطينا مخرجات

 

مشوهة وسوف نحصل منه على نتائج مشوهة...الآن المعرفة في العالم كله تتقدم وتتسع وتتناسخ متوقع أنه مابين عشر إلى

 

خمسة عشر سنة يتم تجديد أكثر من 30 أو 40 % من المعارف الموجودة الآن يدخل عليها تجديدات وتعديلات هذا العقل

 

البشري لا يستطيع أن يعمل من غير معرفة، المعرفة هي الأداة التي يشتغل عليها ما لدينا من أفكار ما لدينا من مفاهيم ما لدينا

 

من معلومات ما لدينا من صور ذهنية هذه كلها تغذي العقل وبناء عليها يشتغل العقل.

دعوني أضرب مثالا صغيرا في هذا مفهوم التدين كثير من المسلمين يفهم التدين فهما محدودا أو فهما جزئيا وكما سمعنا أنا

 

وأنتم ممن يقول الدين المعاملة فإذا كانت معاملتك مع الناس معاملة جيدة فأنت متدين ممتاز، من المسلمين من يقول التدين

 

الحقيقي هو صفاء القلب فإذا كان قلبك صافيا فلا تشغل بالك بأشياء أخرى، من المسلمين من يقول التدين الحقيقي هو الخلق

 

الحسن فإذا كانت أخلاقك حسنة فإذا أنت متدين حقيقي...لا شك أن للتعامل المالي المستقيم والنظيف مع الناس قيمة في الإسلام،

 

ولا شك أن لصفاء القلوب قيمة في الإسلام، ولا شك أيضا أن للخلق الحسن قيمة في الإسلام...لكن هذا ليس هو كل الإسلام هناك

 

صوم هناك صلاة هناك حج هناك زكاة هناك بر للوالدين هناك صدقة هناك حلم هناك أشياء كثيرة وهذه كلها تشكل أجزاءا من

 

التدين (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله ) سقاية

 

الحجاج وعمارة المسجد أو المساجد هذا جزء من التدين لكنه لا يعدل الإيمان ولا يعدل الجهاد في سبيل الله.

 

خذ مثالا آخر قضية التربية كثير من المسلمين الآن يعتقد أن رسالته الأساسية أن يؤمن لأطفاله ما يحتاجونه من مطعم من ملبس

 

من مسكن أن هذه هي مهمته الأساسية وهو لا يوبخ نفسه أو لا يؤنبه ضميره أو لا يشعر أنه مقصر إذا لم يهتم بتعلم أولاده

 

بكتابتهم لواجباتهم بمطالعتهم بتهذيبهم بهدايتهم هو لا يشعر أنه مقصر في هذا لأن مفهومه عن التربية قاصر ولذلك سلوكه

 

قاصر.

فعقولنا وتفكيرنا حينما نزوده بمعرفة ناقصة بمعرفة مشوهة فإن نظرته للحياة بعد ذلك تصبح نظرة مشوهة وناقصة...نحن في

 

حاجة أيها الإخوان إلى أن نجدد في رؤيتنا للحياة، في رؤيتنا للتدين، في رؤيتنا لعلاقاتنا، في رؤيتنا للمستقبل...هذا التجديد له

 

طرق لا يمكن أن يتم بغير الوسائل التي تؤدي إليه...

من الطرق التي تؤدي إلى تجديد العقل المعرفة الجيدة بمعنى أن نقرأ، أن نقرأ قراءة جيدة قراءة مثمرة قراءة مفيدة ونفكر في

 

الشيء الذي نقرأه نقرأ قراءة مركزة في كتاب جيد لكاتب جيد ونحاول أن نستخلص خلاصات مما نقرأه نستخلص مما نقرأه

 

خلاصات ونتأمل في هذه الخلاصات لنرى ما المعارف ما المعلومات التي لدينا والتي سنغيرها بناء على المعرفة الجديدة التي

 

أخذناها من القراءة...

أيضا من طرق تجديد العقول الحوار وللأسف الشديد مرت على الأمة أزمان كثيرة ما كانت تعطي للحوار أي قيمة كان يسود في

 

البيوت نوع من القهر من الكبت، الرجل يسكت المرأة والمرأة تسكت البنات والصبيان يسكتون البنات والأخ الأكبر يسكت الأخ

 

الأصغر...في المدارس أيضا كان هناك نوع من التلقين المستمر دون أن يسمح للطلاب أن يسألوا عن دليل أو أن يستفسروا عن

 

شيء أو يلقوا سؤالا يعني كان هذا الوضع على حين أن هذا لا يقوي العقول هذا يضعفها نعم الحوار هو أن تري محاورك ما لا

 

يرى تقول للمحاور عندك نقطة غامضة أشرحها لك ويقول لك محاورك أنت أيضا عند نقطة غامضة أشرحها لك ليس القصد من

 

الحوار أن أتفوق عليك أو أن تتفوق علي ولكن يكون لديك نقطة معتمة لا تراها أريك إياها وتكون لدي نقطة معتمة لا أراها تريني

 

إياها لكن نحن لا نتحاور لا نؤمن في تغذية عقولنا، في تجديد عقولنا في تجديد معارفنا لأننا نعتقد بأن ما لدينا كاف، ما لدينا من

 

معارف من مفاهيم من خطط ليس كافيا وهو ناقص نحن دائما بني البشر صدر عن رؤية جزئية لا نرى إلا جزءا من الحقيقة لما

 

أتحور معك تريني أشياء أنا لا أراها وأريك أنت أشياء لا تراها الأفكار لا تنضج إلا حينما تلوكها الألسنة في الناظرة وفي الحوار

 

وفي النقاش...أيضا نحن لا نتحاور لأننا لا نعترف لبعضنا بحق التعبير عن الذات من حق الإنسان أن يعبر عن رغباته أن يعبر عن

 

أفكاره عن آرائه عن مقترحاته في إطار الثوابت في إطار المبادئ الكبرى أن يعبر الإنسان عن هذا، هذا جزء من حقوقه جزء من

 

حقوق الإنسان أن يعبر عن رؤيته للحياة ومن حقوقه علينا حتى الطفل الصغير من حقه علينا أن نسمع له ومن حقه أيضا هو أن

 

يسمع أو أن يناقش وأن يعدل في شيء يمس حياته.

أيضا من طرق تجديد العقل التفكير، أن نفكر بطريقة نقدية وللأسف الشديد بعض الناس يظن أن التفكير النقدي هو أن يكتشف ما

 

لدى الناس من عيوب هذا هو النقد في نظرهم هذا ليس هو هذا جزء من النقد...النقد ترى المسالب ترى النواقص كن إلى جانبها

 

أيضا ترى شيئا آخر ترى مساحات الخير في الأشياء ترى مساحات الجمال، مساحات الفضيلة، مساحات التفوق، مساحات الإبداع،

 

كل هذه الأشياء هي من النقد فالنقد هو أن نرى أو نحاول أن نرى الإيجابيات والسلبيات في الأشياء.

فنحن حتى نغذي عقولنا ن حتى ننمي هذه العقول علينا أن نعتمد التفكير النقدي أساسا في الحياة كل خطة تعرض كل معلومة

 

تعرض كل شيء يعرض نقول تعالوا تعالوا لنفكر ما إيجابيات هذا الموضوع هذه القضية هذه الخطة ما إيجابياتها ما سلبياتها ما

 

المشكلات التي تترتب عليها ما الفوائد التي يمكن أن نجنيها منها.

أيضا من طرق تجديد العقل الملاحظة أن نلاحظ للأسف الشديد نحن نقرأ وننظر ونسمع لكن لا نفكر في الأشياء التي ننظر فيها

 

والتي نسمعها والتي نقرأها لا نستطيع أن نربط بين الأشياء يعني لا نستطيع أن نقول لماذا في العالم المتخلف التعليم متخلف مثلا

 

لماذا ما أسبابه نلاحظ هذا هل هو من سوء أداء الأساتذة هل هو من التجهيزات هل هو من الأسرة نلاحظ نربط بين الظواهر

 

نربط بين الظواهر التي نراها نفصل النتائج عن المقدمات ونربط بينها ربطا صحيحا من أجل تنمية عقولنا.

العقل أيها الإخوان لا يزدهر ولا يتألق ولا يتوهج إلا إذا اهتممنا به إلا إذا اعتنينا به إلا إذا أعطيناه حقه أعط للعقل حقه واطلب

 

منه أيضا وستأخذ منه الكثير الكثير.

هذا ما أحببت أن أقوله في هذا اليوم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا , محمد و, على آله وأصحابه أجمعين.

أيها الأخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامج

 

كلمة مضيئة.

أيها الأخوة الكرام، أيتها الأخوات الكريمات لأول مرة في تاريخ البشرية يعيش الناس في ظل حضارة واحدة في الماضي كانت

 

هناك حضارات إقليمية لكن اليوم هناك حضارة غالبة تعم العالم كله لذلك ليس هناك اليوم صراع حضاري كما يقال...هناك حضارة

 

واحدة وهناك ثقافات متعددة نعم هناك صراع ثقافي وخصوصيات ثقافية ورؤى ثقافية خاصة..ومن بين تلك الرؤى رؤيتنا نحن

 

أي الثقافة الإسلامية.

هذه الحضارة لا شك أنها هي الحضارة الغربية ولأول مرة في التاريخ أيضا يخيم على العالم نمط حضاري إلحادي لا يؤمن بالله

 

تعالى ولا يقيم وزنا يذكر لتعاليمه وحضارة تتحدث عن حقوق الإنسان ولكنها لا تتحدث بأي شيء عن حقوق الله تبارك وتعالى...

 

هذه الحضارة مشكلاتها كثيرة والمآخذ عليها كثيرة ومنافعها أيضا كثيرة والفرص التي تتيحها كثيرة كن في تصوري أن أكبر

 

نقطة ضعف في هذه الحضارة التي نعيش في ظلالها اليوم هي أنها جعلت كل ما يتعلق بقضية الروح وقضية القلب، قضية

 

الوجدان، قضية المشاعر، جعلتها في المؤخرة بل لم تعطها أي اهتمام ولهذا أكبر نقطة ضعف في هذه الحضارة هي أنها تهمل

 

مسائل الروح إهمالا شبه كامل... لا في المناهج المدرسية، لا في السياسات، لا في خطط التنمية، لا في الإعلام، ولا في أي شيء

 

من الأدوات المؤثرة في توجيه الناس وفي صياغة أفكارهم وصياغة حياتهم ليس في أي شيء من هذه المجالات ومن هذه

 

الأدوات..

هناك أي اهتمام بقضية الروح ولذلك في تصوري أن على المسلمين اليوم أن ينشؤا انتفاضة جديدة يمكن أن أسميها انتفاضة

 

الروح..

 

نحن من غير خفاء نعاني اليوم من مشكلة كبرى هي أننا نتعرض لتيار شهواني جارف...تيار مادي شهواني يعطي كل شيء

 

للدنيا ولا يعطي للآخرة إلا أقل القليل بل لا يعطي للآخرة شيئا بل يهدم ما يمكن أن يؤدي إلى إعمار قلب المسلم وروحه...

هذا التيار الذي نواجهه اليوم تنشره مجلات وتنشره فضائيات وتنشره شبكات الاتصال العالمية وتنشره أفلام وتنشره

 

وتنشره...يأتينا الآن من كل حد وصوب... لا شك أن الناس لم يستسلموا لهذا الوضع وحاولوا قدر الإمكان أن يقاوموا...نشأت

 

لدينا أفكار كثيرة، ألفت لدينا كتب كثيرة، ألقيت محاضرات كثيرة من أجل مواجهة هذا التيار الشهواني الذي يجتاح الآن كل شيء

 

لم يترك مكانا لم يصل إليه بطريقة من الطرق لكن في تصوري أننا لا نستطيع أبدا أن نقاوم هذا التيار عن طريق إنتاج المزيد من

 

الأفكار...الفكر ضروري وأساسي في حياة الناس وهو يرسم لنا خريطة العمل لكنه للأسف لا يستطيع أن يقاوم عنفوان الشهوة

 

وجاذبية الشهوة لا يستطيع أن يقاومهم....إذا كيف سنقاوم هذا التيار الشهواني الذي نتعرض له اليوم ويأتينا من كل حد وصوب

 

؟

في تصوري أن التيار الشهواني لا يقابل إلا بتيار روحي لأن الناس يجدون متعة في الشهوة، والصالحون يجدون متعة حين

 

يرتقون روحيا وهي متعة عالية جدا أعلى من متعة الشهوة لأنها أبقى من متعة الشهوة فإذا أردنا أيها الأخوة أن نخفف من تيار

 

الشهوات الذي يجتاحنا أن نخفف من هجمته علينا...يصعب أن نقضي عليه لكن إذا أردنا أن نخفف من هجمته علينا فالطريق لهذا

 

هو أن ننشأ تيارا روحيا...كيف ننشئ هذا التيار الروحي ليس هناك وسائل كثيرة لإنشاء هذا التيار وليس له طرق متعددة في

 

تصوري الشخصي ليس هناك سوى طريق واحد هذا الطريق هو زيادة التعبد لله تبارك وتعالى... الانتعاش الروحي أيها الإخوان،

 

الارتقاء الروحي، التيار الروحي، الإيمان...كل هذه المعاني تدل في النهاية على شيء متقارب هو أشبه بشجرة هذه الشجرة لا

 

تنتعش لا تعيش لا تنمو لا تكبر إلا إذا سقيناها ماؤها الذي تحتاجه هذا الماء هو التعبد فكلما أكثر المسلم وزاد في عبادته لله

 

تبارك وتعالى وجد أن حياته الروحية بدأت تتألق وبدأت تتوهج وبدأت تنبني شيئا وراء شيء لكن هناك تحذير لا بد منه القضايا

 

الروحية بطبيعتها أنها شديدة الجاذبية وكثيرا ما جذبت أشخاصا من المسلمين ومن المتدينين جذبتهم عن الطريق الشرعي

 

الصحيح وصاروا بظنهم يتعبدون ويتقربون إلى الله تعالى بأشياء لم يشرعها الله تبارك وتعالى ولا أذن بها ولا شرعها نبيه عليه

 

الصلاة والسلام ولا فعلها السلف يعني هي في حقيقة الأمر بدع يعبدون الله تعالى عن طريق بدعيات أنشئوها من عند أنفسهم ظنا

 

منهم أنها تقربهم إلى الله تعالى لكن طريق القرب إلى الله تعالى لا ينبغي أن يكون أبدا إلا طريقا فقهيا مشروعا.

التعبد يعني هناك شيء أنا شخصيا أسميه الأناقة الروحية أو إن شئت أن تسميه الرفاهية الروحية....الأناقة الروحية أو الرفاهية

 

الروحية لا يشعر بها المسلم إلا إذا تجاوز مرحلة الواجب حين نؤدي الواجبات الشرعية علينا لا نشعر بالكثير من الرفاهية

 

الروحية أو من الأناقة الروحية...نشعر بالأناقة الروحية أو الرفاهية الروحية إذا زدنا على مقدار الواجب يعني الذي يستيقظ يوميا

 

قبل الفجر بنصف ساعة أو بساعة هو يفعل شيئا فوق الواجب ولذلك هو يشعر برفاهية روحية عالية جدا...الذي يلزم نفسه

 

بقراءة جزء من القرآن في كل يوم، الذي يلزم نفسه بصدقة زائدة عن الزكاة، الذي يلزم نفسه بزيارات لأصدقائه لأرحامه يعني

 

الحمد لله طرق التعبد المشروعة لدينا واضحة ومعروفة...إذا تجاوز المسلم حد الواجب في التعبد تبدأ حياته الروحية بالانتعاش

 

ويبدأ يشعر بالرفاهية الروحية كما أشرت قبل قليل هذا هو الطريق الوحيد الذي نستطيع من خلاله أن ننعش كما قلت أو ننشئ

 

تيارا روحيا جديدا أو كما قلنا انتفاضة روحية لنقاوم بهذه الانتفاضة الإغراء الشهواني الذي يأتينا من كل مكان والذي تقريبا

 

أصاب الجميع إلا يمكن أن تكون هناك استثناءات قليلة لكن معظم الناس أصابهم شيء من هذا التيار الجامح والقوي.

في مفهوم أساسي في هذا الباب وهو أنه لا بد أن نحاول استحضار معنى نبيل وهذا المعنى يقوم على مبدأ هو..نظري إلى نفسي

 

أهم من نظر الناس إلي...يعني ماذا أنا في نظر نفسي يجب أن أهتم بهذا وأحسن موقعي في نظر نفسي وأهتم بتحسين هذا

 

الموقع أكثر من اهتمامي بنظر الناس إلي وهذا يقوم في حقيقة الأمر على الإخلاص ويقوم على نبل الذات واستقامة الذات ويقوم

 

على معان عظيمة في أعماق الشخصية وفي أعماق الذات وينبغي أيضا أن يكون اهتمامي بنظر الله تبارك وتعالى إلي أكبر من

 

اهتمامي بنظرتي لنفسي...

يعني إذا عندنا ثلاث درجات نظر الناس إلي، نظري لنفسي، نظر الله إلي.

الشيء الأول هو نظر الله تبارك وتعالى إلي يجب أن يكون أهم أهم من كل شيء...اليوم أيها الإخوان يعني شيء مؤسف أنا في

 

تصوري كل شيء لدينا يلمع بيوتنا تلمع سياراتنا تلمع أشياؤنا تلمع هناك الآن يعني فتح على الناس باب الجراحات التجميلية يريدون الناس أن يظهروا دائما بأنهم شباب وبأنهم يعني...الإسلام لا يعارض في الأساس أن يهتم الإنسان بمظهره لكن

 

حينما يكون الرجل هو عبارة عن مظهر فقط ليس هناك فكر عميق، ليس هناك روح، ليس هناك استقامة، ليس هناك

 

مضمون...فهذا يعني أننا أصبنا بما يشبه الكارثة.

إن أرواحنا تحتاج إلى تحرير وتحريرها يكون بأن نخطو خطوة إلى الوراء وهذه الخطوة إلى الوراء كما قلت وأعيد وأكرر أن

 

ننشئ تيارا روحيا جديدا يقوم على المزيد من التعبد لله تبارك وتعالى.

هذا ما أردت قوله في هذه الحلقة وأسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا رشدنا في الأمر كله وأن يوفقنا لما هو خير وأبقى وآخر

 

دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

المصدر قناة المجد الفضائية

 

إن المنهج الإسلامي في بناء الشخصية يقوم على أساس الشمول والتكامل في كل الأبعاد ، وليس غريباً أن نرى من ينجذب بشكل عجيب نحو محور من المحاور ويترك باقيها دون أدنى أدنى اهتمام ،وحتى لا نفقد الصورة الكلية في شخصياتنا يجب أن نقوم بأمرين :

    • النظر دائماً خارج ذواتنا من أجل المقارنة مع السياق الاجتماعي العام
    • النظر الدائم في مدى خدمة بنائنا لأنفسنا في تحقيق أهدافنا الكلية

 

  • العهود الصغيرة

إن قطرات الماء حين تتراكم تشكل في النهاية بحراً ، كما تشكل ذرات الرمل جبلاً ، كذلك الأعمال الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلا عظيماً ، وقد أثبتت التجربة أن أفضل السبل لصقل شخصية المرء هو التزامه بعادات وسلوكيات محددة صغيرة ، كأن يقطع على نفسه أن يقرأ في اليوم جزء من القرآن أو يمشي نصف ساعة مهما كانت الظروف والأجواء ، ليكن الالتزام ضمن الطاقة وليكن صارماً فإن ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )

  • عمل ما هو ممكن الآن

علينا أن نفترض دائماً أننا لم نصل إلى القاع بعد ، وأن الأسوأ ربما يكون في الطريق ! ، فذلك يجعل الإنسان ينتهز الفرص ولا ينشغل بالأبواب التي أغلقت ، ويجب أن تعتقد أن التحسن قد يطرأ على أحوالنا لكننا لا ندري متى سيكون ، ولا يعني ذلك أن ننتظر حنى تتحسن ظروفنا بل ليكن شعارنا دائماً : ( باشر ما هو ممكن الآن )

 

  • المهمات الشخصية

يجب أن تكون لدينا مجموعة من الوصايا الصغرى تحدد طريقة مسارنا في حركتنا اليومية ، وهي بمثابة مبادئ ثابتة :

    • اسع لمرضاة الله دائماً
    • استحضر النية الصالحة في عمل مباح
    • لا تجادل في خصوصياتك
    • النجاح في المنزل أولاً
    • حافظ على لياقتك البدنية ، ولا تترك عادة الرياضة مهما كانت الظروف
    • لا تساوم على شرفك أو كرامتك
    • استمع للطرفين قبل إصدار الحكم
    • تعود استشارة أهل الخبرة
    • دافع عن إخوانك الغائبين
    • سهل نجاح مرءوسيك
    • ليكن لك دائماً أهداف مرحلية قصيرة
    • وفر شيئاً من دخلك للطوارئ
    • أخضع دوافعك لمبادئك
    • طور مهارة كل عام

تنمية الشخصية على صعيد العلاقات مع الآخرين:

  • تحسين الذات أولاً

في داخل كل منا قوة تدفعه إلى الخارج باستمرار ، فنحن نطلب من الآخرين أن يقدروا ظروفنا وأن يفهموا أوضاعنا وأن يشعروا بشعورنا ، ولكن قليل من الناس من يطلب هذا الطلب من نفسه ، قليل منهم من يقدر شعور الآخرين ويفهم مطالبهم ، إن الأب الذي يريد من ابنه أن يكون باراً مطالب بأن يكون أباً عطوفاً أولاً ، والجار الذي يريد من جيرانه أن يقدموا له يد العون يجب أن يبذل لهم العون وهكذا ... ، ليكن شعارنا : ( البداية من عندي )

  • الإشارات الغير لفظية

إننا بحاجة في كثير من الأحيان أن نعبر عن تقديرنا وحبنا للآخرين بشكل غير مباشر يفهمه الآخرين ، إن الإشارات الغير لفظية والتي تمثل عيادة المريض أو تقديم يد العون في أزمة أو باقة ورد في مناسبة أو حتى الصفح عن زلة لهو في الغالب أشد وأعمق تأثيراً في النفس البشرية ، ولا شك أن هذا الأمر بحاجة إلى معرفة ومران وتمرس لكي نتقنه ...

  • المسافة القصيرة

ما أجمل أن يصطفي الإنسان من إخوانه من يكون له أخاً يستند إليه في الملمات ويعينه وقت الشدائد ويبوح له بما في نفسه ، فيسقط معه مؤونة التكلف من جراء تلك المسافة القصيرة التي تقرب قلوبهم إلى بعضها ، والإنسان بحاجة ماسة إلى هؤلاء ، فقد أثبتت بعض الدراسات أن الذين يفقدون شخصاً يثقون به وقريباً منهم لهم أشد عرضة للاكتئاب ، بل وإن بعض صور الاضطراب العقلي تنشأ من مواجهة الإنسان لمشاق وصعوبات كبرى دون من يسانده ، لذلك إن وجد الإنسان ذلك الأخ الحميم ، فليحسن معاشرته ، وليؤد حقوقه ، وليصفح عن زلاته .

  • الاعتراف والتقدير

من الأقوال الرمزية : كل شخص يولد وعلى جبهته علامة تقول : ( من فضلك اجعلني أشعر أنني مهم( ، فكلما وقع اتصال بين الناس تناقلوا بينهم رسالة صامتة تقول : ( فضلاً اعترف بكياني ، لا تمر بي غير آبه )، فالإنسان مهما كان عبقرياً وفذاً وناجحاً فإنه يظل متلهفاً لمعرفة انطباع الناس عنه ، وكثيراً ما يؤدي التشجيع إلى تفجير أفضل ما لدى الأمة من طاقات كامنة ، وكان ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث وصف أصحابه بصفات تميزهم عن غيرهم ، إن اكتشاف الميزات التي يمتلكها الناس بحاجة إلى نوع من الفراسة والإبداع ، وقبل ذلك الاهتمام ...

  • تأهيل النفس للعمل ضمن فريق

إن الواقع يشهد أننا نعيش في عالم يزداد فيه الاعتماد على المجموعات في إنجاز الأعمال ، وذلك لتعقد المهمات في العمل الواحد ، وحتى يرتفع مستوى الأداء والإنتاجية في العمل ، إن كثير من الناس يعيش حالة من النمو الزائد في الفردية ، فتجده ينجح في أعمال كثيرة تتطلب عملاً فردياً ، فإذا ما عملوا في لجنة أو مجموعة فإنهم يسجلون نتائج سلبية وغير مشجعة ، ومردود ذلك على نهضة الأمة في منتهى السوء !! ، وحتى يتأهل الإنسان للعمل ضمن فريق فإنه بحاجة لأن يتدرب على عدة أمور منها :

§         حسن الاستماع والإصغاء لوجهة نظر الآخرين

    • فهم كلاً من طبيعة العمل ودوره في ذلك العمل
    • فهم الخلفية النفسية والثقافية لأفراد المجموعة التي يتعاون معها
    • الحرص على استشارة أفراد المجموعة في كل جزئية في العمل المشترك تحتاج إلى قرار
    • الاعتراف بالخطأ ومحاولة التعلم منه
    • عدم الإقدام على أي تصرف يجعل زملاءه يسيئون فهمه
    • عدم إفشاء أسرار العمل أو التحدث عن أشياء ليست من اختصاصه
    • المبادرة لتصحيح أي خطأ يصدر من أي فرد من أفراد الفريق وفق آداب النصيحة
    • تحمل ما يحدث من تجاوزات وإساءات من الأفراد واحتساب ذلك عند الله تعالى
    • إذا تعذر عليه الاستمرار ضمن الفريق فعليه أن يفارقهم بإحسان وأن يستر الزلات

 

المصدر موقع عالم النور