"حتى يغيروا ما بأنفسهم"

للأستاذ/ عمرو خالد

حدد هدفك فى الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك ربى ونستهديك ونستغفرك ونعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لقد قاربت هذه السلسلة على الإنتهاء وإخترنا فيها معا 24 صفة بعضها إيمانى وكثير منها اخلاقى دنيوى لو إكتملت كلها او بعضها فينا فنحن بالتأكيد سنحظى بتحقيق القانون الإلهى ... ان الله لا يغير ما بقوم جتى يغيروا ما بأنفسهم

هناك شئ جوهرى جدا يجب تغييره وهو يجمع و يبلور كل الأفكار السابقة أو أغلبها ... لو سألت أحدكم على غفلة : هل لك هدف فى الحياة ؟؟؟ هل لديك رد سريع ؟ ام ستنظر الى الأرض وتحك رأسك باحثا عن إجابة ؟ ما الهدف من حياتك ؟ لو لك هدف ستصبح جادا ! لإن الميوعة لن تقودك الى هدفك ....
ستصبح متقنا لكل ما تؤدى ..لإن عدم اتقانك سيضيع هدفك .... ستكون عاملا منتجا !!! لن تضيع وقتك لأنه ليس لديك وقت لتضيعه ...وستلزم الدعاء والتضرع الى الله ليساعدك على تحقيق هدفك ..انه يجمع كل الصفات الطيبة
هل يعقل ان يحيا ألاف البشر ويموتوا وليس لهم فى الحياة أى هدف ؟؟

هذه قصة بسيطة فلنسمعها معا : طفل صغير ادخله ابواه حضانة فظل يبكى , عادى مثل كل الأطفال .. ولما كبر أدخلاه المدرسة . لم يكن يحبها ولا يحب المواد ولكنه أكمل دراسته وحصل على مجموع اهله لدراسة جامعية ما .... لم يحبها ولم يفهمها و لكنه درسها و انتهى منها بتقدير رشحه للعمل فى إحدى المؤسسات ولما تسلم العمل و الراتب قيل له يجب ان تتزوج فالكل يفعل ذلك . فتزوج فتاة جميلة وانجبا ابناء فظل يعمل لينفق عليهم ...... ثم مات !!!! ما فعله ليس سيئا .... ليس قبيحا ولكنه بلا معنى بلا هدف .... لم يحقق منه شيئا

قد يكون هذا الكلام اساسا للشباب ولكن اختيار هدف لحياتك يحدث فى أى سن ...هناك بعض الصحابة اسلموا كبار السن وبدأت حياتهم الحقيقية بعد الستين ... لا يجوز ان نموت و نحيا بلا هدف هدفك العمل .... الزواج ؟؟ هذه وسائل لأهداف وليست أهداف فى حد ذاتها ..

ان الشخص الوحيد الذى يحيا حياة سعيدة لها طعم و معنى هو صاحب الهدف الواضح ... سمعت ان اطفال المدارس فى أميركا من سن سبع سنوات لديهم حصة اسمها حدد هدفك من الحياة ...بالطبع فى هذه السن الطفل لا يفهم المعنى ولكنه بالإلحاح يبدا فى الإحساس بأهمية الفكرة ...ومرة بعد مرة يبدأ كل طفل فى البحث عن هدف وتتابع الأسرة تطور وسائل الطفل فى إتجاه هدفه

ان الأسرة لا ينحصر دورها فى توفير المأكل والملبس ..هذه ليست التربية المقصودة فى كلكم راع ,, التربية متابعة دائمة ولصيقة لإمكانيات الطفل ومواهبه وتطويرها ...ان اساسيات التربية اكبر بكثير من مجرد طعام وملابس ... اننى اخجل ان اقول ان الحياة فقط للطعام والشراب والتناسل لا تجوز للكائن البشرى .

حتى الشركات تضع فى اول صفحة لكتاب تأسيسها المهمة التى من أجلها أنشئت ,,ومقال على ذلك شركة سونى اليابانية منذ 30 عاما حين أنشئت كان هدفهم ان يصبح المنتج اليابانى رقم 1 فى العالم ..... وبالتالى كل إقتراح يقدم وكل اداء يؤدى يجب ان يخدم الهدف ....

حين تتزوج ليس المهم فقط ان عينيها خضراوان القضية هى هل ستساعدنى على إنجاز هدفى ام لا .
ترى فى 300 مليون عربى كم واحد يحدد هدفه ويسعى اليه بكل هذا الوضوح ؟؟
وحتى نستطيع الإجابة على هذا السؤال يجب الإجابة على سؤال يسبقه .. لماذا خلقنا ؟؟؟؟
ان هذا السؤال حاول الكثيرين الإجابة عليه و لكنها كانت دائما اجابات فاشلة :
افلاطون عاش يبحث عن الإجابة ثم خرج بهذا المنطق المريض : ان الله خلق الكون ثم نسيه - والعياذ بالله – ولذلك فالناس تتخبط فى بعضها البعض .

يقول تعالى فى كتابه الكريم : {وما كان ربك نسيا}...سورة مريم...آية 64

ماركس وجد اجابة اخرى أكثر غرابة : اراد الله ان يلهو ويلعب – نعوذ بالله – فخلق الخلق ليلهو بهم

اما الشاعر ايليا ابو ماضى فيبلور حيرة الناس فى مجموعة كلمات :
جئت لا اعلم من اين ولكنى أتيت
ولقد ابصرت امامى طريقا فمشيت
وسابقى سائرا ان شئت هذا ام أبيت

بالعربى يسير على غير هدى ..او كما نقول أهى عيشة و السلام !!!!!

يرد القرآن الكريم على كل هؤلاء بملخص الهدف من الوجود :
بسم الله الرحمن الرحيم : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}...سورة الذاريات...آية 56 . فالهدف معرفة الله سبحانه وتعالى حق المعرفة

هل معنى ذلك ان نحيا اربع وعشرون ساعة نصلى ونقرا القرآن ,,, طبعا لأ ...... يعبدون ليست العبادات فى حد ذاتها .. يعبدون اى أن تحيل حياتك العادية الطبيعية لكن هدفك الكبر الذى يصبغ كل تصرفاتك هو رضا الله سبحانه وتعالى .. انا ملك لله وكل ما أفعل خالص لوجهه الكريم ..

كل أهدافى الأخرى الصغيرة تصل بى الى ذلك ..... العمل , الزواج . تربية البناء ,, حتى الفسحة وإعداد الطعام .... السعى من أجل المال لأنفاقه فى سبيله ... لأكون داعية بنجاحى و ثرائى أبلغ من مئات المحاضرات .... وافتح مجالات عمل للمسلمين ... بهذه الطريقة كلما إزداد ثرائى ازدادت حسناتى !!!
هل نستطيع الآن ان نصوغ هدفنا ؟؟؟؟

إن الأهداف ثلاثة انواع :
رديئة ... جيدة و لكن زائلة ..... طموحة ومستمرة

الهدف الردئ هدف وقتى تافه : مثل التعرف الى فتاة .... او انتزاع اعجاب جمبع الرجال .... او اكون اجمل فتاة يشار الى شياكتها بالبنان ..او..... أو.......... أو...........

هناك هدف جيد مثل الإهتمام بتربية الأبناء لينجحوا فى الحياة ..فإذا كبروا واعتمدوا على أنفسهم إذا بهم ينفصلوا عن الأب أو الأم ...وليس هناك من ضمير دينى يجعلهم يعتبروا برهم من أهم أهداف حياتهم لأن تربيتهم لم تشتمل على هذا الجزء .... ولذلك الهدف جيد و لكنه ناقص ولذلك نهايته ليست سعيدة ......

يصبح نفس الهدف طموح ومستمر اذا راعينا أثناء التربية رضا الله سبحانه وتعالى فيما يتعلمونه ...
فنجدهم بعد ان أنفصلوا عنا واستقلوا يعودوا الينا بالأفكار و المودة والرحمة و التعاون ...ويصبح لنا دور آخر فى حياتهم .... اعطاء الخبرة و خلاصة التجربة لأبناء بارة لأنها تربت على :
بسم الله الرحمن الرحيم : {اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا}...سورة النساء...آية 36

يقول عمر بن عبد العزيز : أن لى نفس تواقة تمنيت يوما ان أتزوج فاطمة بنت الخليفة فتزوجتها وتمنيت ان اكون واليا على المدينة فصرت واليا على المدينة فتمنيت ان أكون خليفة فصرت خليفة للمسلمين وانا الآن اشتاق الى الجنة فعاش يعمل للجنة ...

محمد الفاتح منذ كان عمره 15 عاما يركب حصانه ويركض داخل البحر وعينه على القسطنطينية حتى فتحها بعد 8 سنوات ولكنها كانت هدفه ونصب عينيه
حين كان للبخارى 14 عاما واثناء جلوسه فى احد الدروس سمع إثنان من العلماء يتحدثان عن كتب الحديث ويتألمان لأنها تحوى الصحيح و الضعيف والموضوع ويتمنيان ان يظهر من يهتم بجمع الأحاديث الصحيحة فقط فى كتاب ... فقال لنفسه انا لها ارأيتم كيف يختار الكبار أهداف ويسعون اليها ....
وليس كل الأهدلف دينية فشار لى شاب أن ظل يحلم ان يكون أعظم سينيمائى فى العالم ولذلك كان ينام و النور مضاء حتى إذا واتته فكرة قام لكتابتها فى اى وقت .

هل سيصبح لدينا اهداف الآن؟؟
ولتحقلق أى هدف يجب ان يكون له هذه الشروط:
1- يكون الهدف واضح ليس مائع ولا غامض
2- يكون طموح , كبير ويرتبط برضا الله
3- لا تهاب الصعوبات فى سبيل الوصول اليه فمن يتهيب صعود الجبل يعش ابد الدهر بين الحفر
4- وجود خطة عملية للوصول للهدف ,,خطة مرتبطة بوقت
5- بذل الجهد الحقيقى
6- الأمل و التفاؤل
7- الصبر
سبع شروط لتحقيق أى هدف ... فهلا وضعنا لحياتنا أهدافا كبيرة تليق بأمة محمد صلى الله عليه و سلم



أهمية العمل



بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك ربى و نستهديك ونستغفرك ونعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ونصلى ونسلم على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه وسلم . مازال الكثيرين يتسائلون عن الحل .. وما زلنا نؤكد أن الحل هو ان نتغير ... حتى يغير الله مابنا ولا نكون كمن يقف امام شجرة حنظل ويدعو الله ان يحصل منها على تفاح ...كيف بالله عليكم . من أراد التفاح فليغرسه .
تكلمنا من قبل عن العلم والعلم لا يكمله إلا العمل ... فأمة لا تعمل لا يمكن ان تغير واقعها
ان المسلمين يملكون اغنى موارد فى العالم . فالله استودع فى بلادهم من الخيرات ما لم يجتمع فى مكان آخر ... ولا ينقصهم اهداف او قيم لإن الإسلام يحمل كل قيم الوجود ... فلا يجعلهم فى نهاية الركب سوى عدم العمل . لو تخيلنا ان اليابان تنتج اربعة أضعاف ماتنتجه الأمة الإسلامية مع إن 80% من مساحتها وهى معرضة دائما للزلازل والبراكين كما انها خارجة منذ أقل من نصف قرن من حرب عالمية كبرى هدمت بنيتها الأساسية
اذا نظرنا الى قائمة الدول المنتجة فى العالم نجد ان أميركا تأتى كدولة أولى تليها اليابان ... ونجد ان أول دولة مسلمة تظهر كرقم 28 فى الترتيب العالمى ...قم تختفى الدول الإسلامية الى ذيل القائمة .وكيف لا ومتوسط معدل العمل لدينا 12 دقيقة ... يجب ان نقاوم هذا التعب والأجهاد والكسل الفكرى و النفسى والبدنى . ان شخصا لا يمارس أى نوع من الرياضة ولا يأخذ كفايته من النوم فى الوقت المناسب , ويشعر بإحباط نفسى فلا ينتمى لوطن و بالتالى لا يريد ان يشارك فى تنميته ..كيف يبحث عن تغيير أوسعادة او نجاح..
قال مولانا الشيخ شعراوى : الذى لا يأكل من ضربة فأسه لا يملك قراره من رأسه
كيف يملك قراره وهو يعتمد على غيره فى طعامه ...

كيف لأمة يذهب رجالها الى العمل لتنام ..او تتسلى .ويجهدوا فكرهم لإكتشاف فنون التزويغ ..وليس فنون الإنتاج أو الكلمة الشهيرة السخيفة : نعمل على قدر ما نأخذ من مال ...وهى قولة يراد بها باطل فإن اى عامل حين يتفق على عقد ما بمرتب ما قد قبل شرط صاحب العمل فإذا أخل بالإتفاق فماله حرام ...
ونحن بين رجلين ..واحد يرفض العمل لأنه لا يجد ما يناسب مواهبه فهو رغم الطول والعرض والشوارب يأخذ مصروفا من أبيه وآخر أضطر لأن يعمل أى عمل وهو بالتالى يؤديه بلا روح ولا حماس وكلاهما لن يصل بأمته الى أى نجاح او تفوق .
ان أراضينا تنتج مواد خام كثيرة ونحن لا نفتقد العقول فلماذا نبيعها بقروش قليلة قم نعيد استيراده بعد ان تم تصنيعه بمئات الجنيهات؟؟

دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد فى غير وقت الصلاة فوجد ابا أمامة هناك فى غير وقت الصلاة فسأله : ما يجلسك فقال : ديون وهموم فعلمه رسول الله هذا الدعاء : اللهم انى أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل.
اذن فالعجز والكسل هم وجب الإستعاذة منه ...
والعمل دين .
يقول تعالى :{وهو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فأمشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور}....سورة الملك....آية 15
ويقول أيضا :{ ولقد مكناكم فى الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون}...سورة الأعراف....آية 10
كان قيام الليل فرضا ثم جعله الله نافلة و قال سبحانه وتعالى : {علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون فى سبيل الله} ....سورة المزمل....آية 20
هذه ليست دعوة لعدم قيام الليل بل إثبات لأهمية العمل .
ونجد دائما مفاهيم مغلوطة فشخص متدين فاشل فىعمله بدعوى انه لا يهتم إلا بالعبادة .. كيف ذلك وأصحاب رسول الله كلهم كانوا يعملون ... وآيات القرآن كلها ترفق الإيمان بعمل الصالحات ...هل الطبيب الذى يخفف ألام الناس لا يفعل الصالحات ؟؟
يقول تعالى :{اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور} ....سورة سبأ....آية 13

لو ابدعنا و أتقنا العمل ستتحول ساعات العمل كلها الى ساعات حسنات ... المسألة كلها تحتاج الى إتقان ونية ان يكون هذا العمل خدمة لأمة المسلمين .
لقد كان لعمر بن الخطاب أرضا يزرعها بالتناوب مع أحد النصار ... فكان يزرعها يوما وينزل فى اليوم التالى للبقاء مع رسول الله . فكان يجتمع به يوميا أما ليعلمه ما فعل فى الرض او ليأخذ منه ما سمعه من رسول الله ... هذا عمر بن الخطاب ... اما سيدنا ابوبكر و الذى يعدل إيمانه إيمان الأمة فقد تبرع بماله كله للمسلمين ثلاث مرات : مرة يوم الهجرة و مرة يوم غزوة تبوك وأخيرا يوم حروب الردة ...فمن جاءه مال كل مرة لقد كان تاجرا مجيدا وسيدنا عقمان بن عفان و سيدنا عبد الرحمن بن عوف .... لولا تجارتهم التى اجادوها لما استطاعوا ان ينفقوا كل هذا الأنفاق الذى أستحقوا من اجله ان يكونوا من المبشرين بالجنة.

لقد قال عمر بن الخطاب والله ما أحب ان يأتينى الموت إلا على أحد شكلين إما مجاهدا فى سبيل الله او ساعيا لطلب الرزق ... هل فهمنا أهمية العمل ..والله لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يزق الطير تغدو خماصا و تعود بطانا .
يروى ان أحد التجار على عهد إبراهيم بن أدهم كان ينتوى ان يهجر العمل الى العبادة ...فسار فى الصحراء فرأى طائرا كسيرا أعمى فتعجب الرجل كيف يأكل هذا الطائر فإذا بطائر آخر يأتى اليه بالطعام فنوى ان يهجر عمله وقد زاد يقينه ان رزقه سيأتى اليه فلما قص القصة على ابراهيم بن أدهم قال له أرضيت أن تكون الطائر الكسيح ؟؟؟ إن اليد العليا خير من اليد السفلى ان العمل عبادة ولكن هذه مقولة يجب ان تؤخذ بحقها فلا يعقل ان نترك الصلاة لأننا نعمل . ان نهضة امتنا تعتمد على إخلاص كل واحد فينا فى العمل ..ومن لا يجد عملا يناسبه فليتعلم شيئا جديدا يمارسه ...
ولوصح العزم وجدنا الحيل و لكننا لن ننهض ابدا بلا عمل .... لن نتغير اذا ظللنا نعتمد على سوانا يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أكل ابن آدم طعاما قط أفضل .......
كان رسول الله يصافح رجلا فوجد يده خشنة من كثرة العمل فقال هذه يد يحبها الله



أمة واحدة



الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف الخلق سيدنا محمد و على آله و صحبه اجمعين .اللهم ان الحمد لك حمدا كثيرا طيبا مباركا واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له و ان سيدنا ونبينا محمد عبده و رسوله.
ان واقع الأمة مرير . وهذه المرارة ليست وليدة اليوم ... لم نتجرع الألم و العلقم من حال العراق او فلسطين ...نحن نتجرعه من حوالى مائة عام ..... وهاهى ثمراته ... العراق ,فلسطين , البوسنة .. التخلف العلمى و التكنولوجى .. الإنهيار الأخلاقى .... المصائب تتراكم ..اجيال من الشباب اليائس المحبط كل انواع الأمراض الإجتماعية من اكتئاب و قلق وسلبية ... حتى ثقتنا فى انفسنا كخير امة اخرجت للناس إهتزت ... اصبح الغرب بالنسبة لنا هو الوحى والإلهام ... نقلده فى كل شئ الملبس و المأكل حتى اسلوب السير و الحديث ...اى امة اخرى لو اصابها ما اصابنا لأختفت ,, و لكن نحن مازلنا هنا ...و لكن يلزمنا التغيير ..

ما هو التغيير : هو الإنتقال من حال الى حال افضل منه .. لنعود كسابق العهد .. لقد اصبحنا ضعفاء , يقول تبارك و تعالى .{و نريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين} سورة القصص الآية 5

قاد الإسلام العالم فى عصور ازدهاره وضعفه حوالى 1300 سنة... كانت الأرض هانئة والحياة سهلة سلسة .... والكون مستكين .. لم تشهد كل الأديان فترة حرية ممارسة كالتى عاشتها فى ظل الدولة الإسلامية .... وليس هذا معناه انها كانت دولة بلا اخطاء ... ابدا لقد مرت بعهود قوية واخرى ضعيفة ولكن فى النهاية كانت عهود آمنة

هذا ما يريده الله من هذه الأمة .... ان تقود البشرية ... ممكن ؟؟؟؟؟ اكيد.!!!!
ياالهى ما كل هذه الثقة ؟؟ ببساطة لأن لدينا قانون واجب التنفيذ لنكسب القضية ونحصل على ما نريد .... هكذا بكل بساطة ؟؟ نعم بكل بساطة . هذا القانون هو: حتى يغيروا ما بأنفسهم ... لا يمد الله يده الرحيمة بالعون والمناصرة إلا بشرط تنفيذ القانون .... هذا اصل من اصول الحياة على الأرض ... استعمال قوانين الله فيما نريد ... تسخير القوانين والتعامل معها. اما القفز من حولها وانتظارالمعجزات ... فلا .... مثل الفرق بين من قفز ليطير ومن صنع طائرة تحايل بها على قانون الجاذبية فاستعمله وسيطر عليه .... مع ان المنطق يقول ان شخص واحد اخف وزنا من طائرة ........ ولكن لأن هذا ليس شعار هذا قانون قرآنى.

والقوانين اسباب نتعامل معها فنحصل على نتائج .... نحن هنا لنضع حل استراتيجى طويل الأمد لإنقاذ الأمة وإلا فستظل المآسى تتكرر ... ليس الحل ان يذهب شخص بحماس واندفاع ليفعل كذا او كذا .... ثم ماذا ؟؟؟ ان المشاكل اكبر من حلول المزكرات الملخصة ... الأمة تحتاج الينا لتصحو من ثباتها وتعود الى ريادتها ومجدها .ان طريق التغيير طويل وشاق ولكن يجب ان نبدأ المسير ...

والنقطة الثانية التى سنغيرها اليوم هى : نبذ الأنانية و"الأنا".....
كل واحد منا يجب ان يتوقف عن الحياة لنفسه فقط ... او نفسه وعياله .... يجب ان نعود أمة .... وآه لو عدنا امة بروح واحدة ويد واحدة وآمال مشتركة
وليبدأ كل منا بنفسه : لنا فى الإسلام اربع محاضن تغلفنا وتكتنفنا ونعيش فيها و بها حتى نصبح بحق مسلمين ...

الحضن الأول الأكبر الأوسع : الأمة
قال تعالى : {ان هذه امتكم امة واحدة و انا ربكم فاعبدون} ..سورة الأنبياء...الآية 92
وقال تعالى : {وان هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} .. سورة المؤمنين...الأية 52

الحضن الذى يليه : بلدك .. وطنك ... حب الوطن جزء من التدين ... الم يقل رسولنا الحبيب صلوات ربى عليه وتسليماته وهو خارج من مكة : ما أطيبك من بلدة وأحبك إلي ولولا أن قومك أخرجوني ما سكنت غيرك .

الحضن الثالث : جيرانك ... يا الله اين الجار ؟؟؟ اين من قال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم :مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه. فى المبانى الكبيرة لا نعرف اسماء الجيران ولو كان الباب فى الباب

الحضن الأصغر اللصيق :عائلتك ..... الوالدين والأرحام وكم لبر الوالدين من مكانة ,,, ولصلة الأرحام من وزن عند رب العباد.

اتدرون كيف تفرقنا .... اختفت الأحضان كلها واكتفى كل واحد منا بنفسه ... الأمة معنى غائب فى عقول الشباب ... مالنا والأمة .. حب الوطن نفسه والإنتماء اليه لا يظهر إلا فى التعصب الرياضى .... مع كل الحب والتقدير للرياضة لا نسمع هتاف من القلوب والحناجر بإسم الوطن إلا فى ماتش للكرة .... الجيران : حدث عن فرقتهم ولا حرج فلا سؤال ولا ود ولامعرفة حتى ... اما العائلة فيا سوء ما اصابها ... ظلت تتقلص حتى اصبحت فردا .. انتهى زمن كبير العائلة الذى يجتمع الجميع حوله ... انتهى الجمع و اللمة والأيدى الممتدة الى المائدة الواحدة تتبادل وتتخاطف وتتضاحك .... وانتهى اكثر من ذلك البيت الصغير ... الوالدين يتوسلان للشباب من الأبناء : ابقى معنا .. اجلس قليلا .. نريد ان نعرف من اخبارك ... والشاب لم يعد له إلا حضن نفسه : اريد البقاء مع اصحابى ,,, اريد الحديث فى التليفون ... التشات على الإنترنت ..... لو لم يتغير ذلك فلا فائدة . الغرب اخذ هذا الجزء من القانون ونفذه فارتفع : سوق اوروبية مشتركة ... فيزا واحدة .. عملة واحدة ... مجلس اتحاد يجمع الدول الأوروبية ....

ان شعائر الإسلام كلها ضد "الأنا" ... نقول فى الصلاة ونحن نقرأ الفاتحة كل منا فى سره : إياك نعبد ... لا يستطيع فرد ان يقول اياك اعبد وان كان هذا للمعنى اقرب ولكنه اسلامنا .. منحنا الله الثواب الأكبر حين نجتمع خمس مرات يوميا للصلاة فى جماعة ... وفرصة اسبوعية لإجتماع كل حى بأهله فى صلاة جامعة هى صلاة الجمعة ...
ثم روعة اجتماع ملايين من المسلمين لمدة 30 يوم كل سنة على اوسع مائدة تعرفها البشرية .. مائدة افطار رمضان ... حتى لو لم يجمعهم المكان فيجمعهم الزمان وتخلو الطرقات وتمتد الإيدى الى الأفواه فى لحظة واحدة يرتفع فيها الأذان وتختفى فيها الشمس ...
ويجمع الله المسلمين مرة اخرى حتى يتعرفوا على الوحدة ... يجمعهم عشرة أيام فى الحج ... فريضة يختفى فيها الفرد وتعلو فيها الأمة فلا تعرف هذا من هذا وقد جمعهم الصعيد الطاهر والتلبية المخلصة... حتى صفوف الصلاة لا يصح ان يقف شخص فيها وحده بل يسحب من يسانده ..ارأيتم مكانة الوحدة فى ديننا الحنيف .. دين التوحيد ... كيف يكون هذا ديننا ونفترق؟؟
لو حاولت اى امة توحيد اهلها فلن تجد افضل من قواعد الإسلام :
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى

رسول الله ... دعاؤه الرئيسى صلى الله عليه و سلم : امتى امتى يا رب امتى ..... ما من نبى الا وله دعاء مستجاب وقد استعمله الأنبياء فى الدنيا إلا عليه الصلاة والسلام فقد ادخره ليوم القيامة ليشفع لأمته ... من منا يدعو للعراق او لفلسطين او للمسلمين قبل ان يدعو لأهله..

رسولنا الكريم يوم الخندق وقد استبد به وبالمسلمين الجوع فربطوا على بطونهم الحجارة ... ورأى جابر بن عبد الله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحجرين كبيرين على بطنه فلم يملك الا ان سأل امرأته عن طعام فأخبرته ان لديهم شئ من دجاج وشعير ... فذهب هذا الصحابى المحب الى رسول الله يدعوه فماذا كان رد رسولنا وقدوتنا ... وحدى يا جابر .. لا يمكن !! ألأصل فى ديننا انه اذا اشتريت فاكهه ومررت على جارك فيجب ان يأكل معك منها....

سيدنا عمر بن الخطاب وهو مطعون ويكاد يسلم الروح ويسأل : اصليتم ؟؟؟ انها الجماعة اهم من الروح والنفس.
انظر الى اسلامنا الذى ساد .... كل الهجرات فى الدنيا كان ثمنها فادح من الدماء او الأرواح ... هجرة الأوروبيين الى اميركا .... او الى استراليا ..... إلا المهاجرين المسلمين ومن استقبلهم من الأنصار ... اقتسموا بكل سعادة الدور والمال وأكثر من ذلك احيانا ... بالله عليكم لو دخلت على زوجتك اليوم واخبرتها ان اخاً لك يحتاج الى سكن وستقتسم معه بيتك فقط بيتك..... !!! لا داعى ان نتخيل رد فعلها فغالبا ستبحث انت واخوك هذا عن شخص ثالث يأويكم.
هيا نتفق ان نلتزم هذا التغيير .... لن اعيش لنفسى ... سأعيش لأهلى وجيرانى ووطنى وأمتى ... المقولة القديمة تقول ما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط ... يعيش صغيرا ويموت ذليلا وحيدا ولو احاط به الملايين ولكنها احاطة مكانية وليست احاطة قلبية ... ان من يهب نفسه لأمته يعيش بعمر هذه الأمة .... وانظروا الى التاريخ من يذكر ومن يئد .... هذا وعدنا لأنفسنا من اليوم ... ونصوم و نفطر معا فى الغد وندعو فى صعيد واحد ونتضرع عسى الله ان يستجيب لنا .....



الأمل



الحمد لله نحمده و نستهديه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له و ليا مرشدا والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مازالت الحرب على بغداد مستمرة ومازالت الظلمة والقلق والخوف مستمرة ولكن أتعرفون ماهو وسط كل هذه الأشياء موضوع اليوم إنه الأمل ........
إن خطورة اليأس أنه يهز عزيمة المسلمين .. يزعزع عقيدة القضاء والقدر عندهم .. فيفقدون القدرة على الحركة ... لأنه لا توجد لديهم قيمة يسعون ورائها ... ولو وجدت القيمة فلا توجد الهمة .. إن الأمة المنهزمة ليس لديها ما ترجوه ...
إن اليأس خطير جدا خاصة إذا ظهر وسط الظلمة ... أتدرون لماذا لا نجد تفوقا فى أى مجال ... لا رياضى ولا ثقافى ولا أدبى إلا بعض المتفرقات التى لا يقاس عليها ... ؟؟ لأن الإحباط يورث الفشل ..واليأس ينزع الثقة بالله من النفوس ..فيبدأ الإنهيار .

أن الأمل إيجابية .. وديننا يدعو الى الإيجابية ... يجب أن يظل الأمل موجودا .. يجب أن نزرعه فى نفوسنا .
إذا زرعنا الأمل ... يزيد حسن الظن بالله !! وترتقى كل مناحى الحياة .. إن الأمل طاقة جبارة دافعة للحركة والإنتاج .... بدون أمل يفقد كل كلامنا معناه ... من غير بصيص الأمل أخبرونى ما لزوم التغيير ؟؟ إذا كان ليس هناك فائدة ...
نأمل أن أحوالنا ستتحسن ... وأن ال100 سنة القادمة ستكون أفضل من ال100 سنة الأخيرة ... إن الظلمة الشديدة ورائها نور
إن ديننا دين البشرى والبشارة ... والبشرى فى معناها هو إدخال السرور على الشخص حتى يظهر على بشرة الوجه فتنفرج الأسارير وتفرح وتسعد .
بسم الله الرحمن الرحيم : {بشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الإنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل} ....سورة البقرة...آية 25

بسم الله ارحمن الرحيم : {ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم ألا خوف عليهم و لاهم يحزنون}...سورة آل عمران..آية 170

قال تعالى : {وبشر الصابرين} ..وقال أيضا : {وبشر المحسنين}...سورة آل عمران....آية 170

بسم الله الرحمن الرحيم : {وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة}سورة عبس...آية 38 ، 39

هناك فى القرآن 50 أو 60 آية تتحدث عن البشرى ... البشرية نفسها كلمة مشتقة من الإستبشار أى أن الأمل أصيل فى أمتنا . المصريين يطلقون على الزرع الجديد بشاير .. وقال تعالى فى القرآن الكريم عن الأنبياء بالنسبة لسيدنا إبراهيم : {فبشرناه لغلام حليم}...سورة الصافات...آية 101
وللسيدة سارة : {فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب}...سورة هود...آية 71 ..
وقال عن زكريا : {يا زكريا إنا نبشرك بيحيى} ...سورة مريم...آية 7
وأيضا : {يامريم إنا نبشرك بغلام إسمه المسيح عيسى بن مريم} ....سورة آل عمران....آية 45
وهناك ملحوظة أن البشارة جاءت للأنبياء بالولد حتى فى سورة يوسف : {يا بشرى هذا غلام}...سورة يوسف...آية 19 .....
إلا بشرى أمة محمد صلى الله عليه و سلم .. فكانت البشرى بالرسول صلى الله عليه وسلم : ومبشرا برسول يأتى من بعدى إسمه احمد ..
بسم الله الرحمن الرحيم : {إنا ارسلناك بالحق بشيرا و نذيرا} ...سورة البقرة...آية 119
المبشرين بالجنة ... ونجد أن البشرى تظهر فى الإسلام فى أحلك الظروف ..فعند موت السيدة خديجة الحبيبة والزوجة جاء جبريل ليقول لعليه الصلاة والسلام : بشر خديجة بقصر من قصب فى الجنة .
ويقول صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله بن حرام وهو ينظر الى ابيه و قد مثل المشركين به :أبشر يا جابر – تصوروا أبوه شهيد ممثل بجثته والرسول يقول أبشر : أبشر يا جابر ما كلم الله أحد إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا .. أى مواجهة

إن ديننا دين أمل وكلمة أمل معناها فى المعجم توقع حدوث شئ طيب فى المستقبل مستبعد حصوله . فتعالوا نتسائل هل الأمل قضية ترف أم قضية عقيدية .. بمعنى هل الأمل فرض أم رفاهية وفضل .
الأمل يا سادة فرض : بسم الله الرحمن الرحيم : {ولا تيئسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} ....سورة يوسف...آية 87
سبحانه وتعالى خلق الرحمة على مائة جزء فأنزل الى الأرض جزء تتراحم به الخلائق وأبقى 99 لذاته يرحمنا بها .... إذن يجب ان يكون هناك امل .
قال تعالى : "وإن رحمتى سبقت غضبى"
ويقول : {كتب على نفسه الرحمة}...سورة الأنعام...آية 12

وهو سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم .... {ورحمتي وسعت كل شئ}...الأعراف...آية 156

لو شككنا فى رحمة الله تصبح لدينا مشكلة إيمانية كبيرة .... لكن هذا ليس معناه أن اليائس من رحمة الله كافر ..لا بل عنده صفة من صفات الكفر .. فصفة اليأس ليست من صفات المؤمنين .... فهل ترضى أن تحمل صفة من صفات الكفر ؟؟ حذار !!! لا تيأس واستبشر وأنشر الأمل حولك .. أجعل دموعك دموع محبة وغيرة على الدين .. إجعلها دفعة إيجابية . كان صلى الله عليه و سلم يزرع الأمل فى نفوس من حوله فى أحلك الظروف. لإن فى الظروف الصعبة تظهر معادن المؤمنين ... وفقط البعيد عن الله يفقد الأمل لأنها ليس لها من دون الله كاشفة.
حين جاء عدى بن حاتم الطائى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رجل مشهور وواسع الثراء ..نظر اليه رسولنا الكريم قائلا ثلاث كلمات أسلم بعدها عدى وهو من هو لأن هذه الكلمات كانت أمل فى الغد وهو ما يدفع أى إنسان لإعتناق أى فكرة :
قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم : انا أعرف يا عدى ما الذى يمنعك من الإسلام ... تقول عنا ضعفاء فقراء خائفون ... قال عدى : نعم . فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتعرف الحيرة يا عدى ؟ - هذه مملكة على حدود العراق كانت تتبع فارس وهى من أكبر وأقوى ممالكهم .- قال : نعم اسمع عنها ولكنى لم أزرها . فقال الرسول : والله لتخرجن الظعينة –أى المرأة – وحدها من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخشى إلا الله ولتأخذن كنوز كسرى فأستطرد عدى متعجبا : كسرى من ؟ قال الرسول كسرى بن هرمز ثم أضاف صلوات الله وسلامه عليه ولينفقن المال حتى لا يجد من يأخذه .فأسلم عدى على هذه القوة فى الأمل التى يبعثها الرسول فى النفس .. ويقول عدى والله لقد رايت الظعينة تخرج من الحيرة لتطوف بالكعبة ورأيت بعينى كنوز كسرى يأخذها المسلمون وإنى على يقين ان المال سينفق ولن يجد من يأخذه لأن رسول الله قال ذلك.
سراقة بن مالك واحد من قصاصى الأثر فى الصحراء رأى موكب الرسول صلى الله عليه وسلم فأستعد ليطلق سهمه وسيدنا أبوبكر يخشى على النبى ورسولنا الكريم يدعو ربه اللهم اكفنيه بما شئت كيف شئت انك على كل شئ قدير... فيجمح حصانه و يلقه ثلاث مرات فيقول سراقة فعرفت أن الرجل ممنوع ..فقلت له لقد كنت سأقتلك وأحصل على المكافاة فماذا تعطينى أنت ؟ فماذا أعطاه الرسول الكريم ؟ تصوروا خارج من بيته مطارد متخف أسهل شئ يعده بتمر من تمور المدينة إذا وصلها ولكن ابدا صلوات الله عليه و سلامه يعده بسوارى كسرى .. فيتلعثم سراقة : اى كسرى .فيقول كسرى بن هرمز يقولها الرسول بقوة واثقة فصدقها سراقة ومع انه لم يسلم طلب من الرسول أن يكاتبه على ذلك .... وتمر السنون وتفتح خزائن فارس فى عهد عمر بن الخطاب وجئ بالسوارين و يقف عمر على المنبر وينادى أين سراقة بن مالك إئتنى بالكتاب واليك السوارين ويبكى ويبكى معه كل من فى المسجد..

أرأيتم الأمل يا سادة لماذا الوجوه محبطة ... والعيون مطفئة ؟؟؟
فى غزوة الخندق والمسلمين محاصرين ب10000مقاتل مشرك والظلام حالك حتى لا يأمن احدهم ان يذهب ليقضى حاجته وصخرة تعوق مسار الحفر فيضربها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعوله ضربة فيقول الله اكبر فتحت الروم ثم ضربة أخرى ويقول الله اكبر فتحت فارس ويضرب الثالثة فتنكسر الصخرة وتتفتت .
يعود عليه الصلاة والسلام من الطائف وقدماه داميتان ولم يجد نصيرا ولا مساندا ويأتيه ملك الجبال يقول لو شئت يا محمد أطبق عليهم الأخشبين يقول صلى الله عليه و سلم ودماؤه تنزف لا ... عسى الله أن يخرج من اصلابهم من يعبد الله.

انظر الى الأمل فى حياة النبى وهو فى أحلك الظروف ..كيف يأمل فى الله تعالى ؟
تعالوا نحلم حلما نحيا به و من اجله حتى نحققه .. هذه ليست مهاترات هذه ها هو الأمل و معه الإيجابية والثقة بالله ..بهذه التوليفة يكون الحلم ...

نحلم أننا داخلون الى المسجد القصى ..نعم هذه هى خطواتنا فى الساحة الكبيرة وهذا هو باب حطة ..تعالى يا اخى أعطنا يدك ..إنك عراقى ...مرحبا هيا بنا ندخل من باب حطة ولانفعل كما فعل نسل الخنازير ندخل تواضعا وتسبيحا لله .. ما اجمل صوت التكبيرات يتردد صداها فى ارجاء الساحة والمسجد ..وكانه بلال يوم دخلها عمر بن الخطاب ... ساصلى واسجد هنا حيث سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مسراه ... وسأرتكن الى هذا الحائط اقرأ شئ من القرآن. وعند خروجى من المسجد سأذهب لمحطة القطار العربى .. لعلى ألتقى بأخوتى القادمون للصلاة وأكون أول من يستقبلهم بكل حبى وشوقى اليهم ... هذه المرأة أمامى الشامخة صاحبة العيون الحزينة ..كم تذكرنى بأمى ... أمى لا تحزن عيناك ونحن ندب على الأرض أن كان ولدك شهيد فكل هؤلاء الشباب ولدك ..السنا نشبهه يا أمى ؟؟ دعينى اقبل يدك الطاهرة التى قدمته طائرا رفرافا فى سماء الصديقين
انظرى معى يا أمى إن دمه الغالى ينشر رائحة المسك حولنا ... وفداؤه الطاهر يعم بالخير والبركة على الناس ..هلمى يا امى فأبنائك كثر وكلهم للقائك مشتاقون ...
هذا ليس منام بل حلم والفرق كبير لأن الحلم قادرعلى ان يصبح حقيقة .

وسيتحقق الحلم واليكم الدليل :
1-وتلك الأيام نداولها بين الناس ...وقيادة العالم تنتقل من شرقية الى غربية منذ بدء الخليقة والدور قادم علينا
2-نحن أمة لن تموت لإننا شهود على سائر الأمم وموتنا معناه قيام الساعة ..قد نضعف ولكننا أمة باقية ..مانحن فيه مثل كسوف الشمس ولكن الشمس تشرق بعد كل كسوف
3-يقول تعالى فى كتابه العزيز : {انا لنحن ننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}...سورة غافر...آية 51
ويقول : {كتب الله لأغلبن انا ورسلى} ...سورة المجادلة...21 ...
وأيضا {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض}...سورة النور...آية 55
4-قال صلى الله عليه و سلم :إن هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار ..إن الله زوى لى الأرض فرأيت إن ملك أمتى سيبلغ ما زوى لى منها
5-سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم : اى مدينة تفتح أولا قسطنطينية أم رومية قال تفتح قسطنتينية -و قد فتحها محمد الفاتح بعد ذلك ب600عام وهى إستنبول – وستفتح رومية اى روما
6-لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم هذا يهودى ورائى ... إن هذا الدين كلما تراجع يعود اقوى مما كان ..أنظروا الى عام الحزن ووفاة ابوطالب ووفاة خديجة و تباعد الوحى ثم جاءت الهجرة والدولة الإسلامية – فى عهد ابو بكر يرتد الكثير من مسلمى العرب فتأتى بعدهم فتح بلاد فارس والروم
7-صحوة الشباب أكبر مبشر بتحقيق الحلم
8-إقبال المرأة على الإلتزام والتدين لإنها فى النهاية مسئولة عن تربية الشباب والرجال
9-إفلاس كل المبادئ الأرضية الأخرى ... كلها سقطت اقنعة زيفه وثبت فشله لم يعد امام العالم ليرقى إلا الإسلام
10-حين يشتد الظلام يبزغ الفجر وقد إشتد الظلام فالنصر آت لا محالة