بغداد ماذا أرى في حالك الظلــــم |
|
نجماً يلوح لنا أم لفــــحة الحمـــم |
أرى النواحي وضوء النار يلفحهــا |
|
فكيف تجتمع النيران بالظلـــــم |
بغداد لاتسكتي ردِّي على طلبـــي |
|
وامحـي سؤال الذي أحكيه ملأفــمي |
بغداد أين زمان العز في بلــــــــدٍ |
|
كان السلام به أسمى من العَلَـــــم |
دار السلام أيا بغداد هل بعــــدت |
|
عنك الجحافل في يوم الوغى النهـم |
بغداد أين سحاب المزن إذ حكمــــت |
|
يد الرشيد بعدل الله في الأمـــــم |
كتبت والحبر من نهر الفرات جـرى |
|
شعراً يترجم مجداً غاص في الـقـدم |
بالله قولي أيا بغداد مافتئــــــت |
|
يد المغول تزيد الجرح بالكـلـــــم |
مرت قرون ثمان والجروح بنـــا |
|
تغور من رجس ماصبُّوه من نــــقـم |
شمس الحضارة لم تشرق بساحتـــنا |
|
من بعدهم وغدونا أمة الرخـــم |
تباً لمستسلم لم يحم دولتـــــه |
|
فاستهدفتها عبيد الرجس والصــــنم |
تباً لمستسلم كانت بطانتـــــــــه |
|
تزيغه عن طريق الحق والـــقيـــــم |
فهل يروم مـن الزنديق حكمتـــــه |
|
والعلقمي جميل الرأي والحـــلـــم |
تباً لمستسلم يلقاهمُ فرحــــــــــاً |
|
ويلتقي الناصح الصديق بالجــــهــم |
تباً لمستسلم أضحت بطانتـــــــــه |
|
تدوس فيه كرام الشعب بالــــجزم |
تباً لمستسلم أمست حواشيـــــــــه |
|
تشارك الناس في الأرزاق والــلقـــم |
تباً لمستسلم أدنى الحثالة من عــرش |
|
وأبعد أهل الفضل والـــــــكـــــرم |
تباً لمستسلم قد خان أمتـــــــــه |
|
وسلَّم الحكم للأوباش والـــدهـــم |
تباً لمستسلم أفنى خزينتــــــــــه |
|
على الغواني وأهل الرقص والنغـــم |
تباً لمستسلم يخشى رعيتــــــه |
|
وآمنٌ بين أعداء على الحُـــــرَمِ |
تباً لمستسلم أهدى مدينتــــــه |
|
إلى المغول وظن الأمن في الســـَلَمِ |
تباً لمستسلم لايستحي أبــــــداً |
|
ينقاد ذلاً من الأعداء كالبَهَـــمِ |
بالله قولي أيا بغداد لارقـــــــدت |
|
عين الجبان إذا نامت عن الهمــم |
واستخلف الله في عَصر لقيتِ بـــه |
|
ذل المهانة بين العرب والعجـــــم |
حان الوداع أيا بغداد فانتحــــــبي |
|
فقد أصيب جميع القوم بالصمــــم |
حان الوداع أيا بغداد قد نحـــرت |
|
رجولة القوم في ميدان منتقـــــم |
حان الوداع وعذر القـــــوم أنهمُ |
|
لايقدرون على الأرماح والُحُســــم |
هذا الوداع فموتي خير عاصمــة |
|
مذبوحة ربما ماتت بلا ألــــــم |