بحر الأماني

الشيخ صلاح الدين علي عبد الموجود

تكلّم فَضِيلَةُ الشَّيْخِ - حَفِظَهُ اللهُ - عن الأماني والآمال وبين فضيلته أن صاحب الآمال ممدوح وصاحب الأمنية مذموم فالأماني بحر المفاليس , وأن المتمني قد يكون قاصر العقل , ضعيف الدين , ينظر إلى الحياة بمنظار قاصر ؛ فإذا عاين الحقيقة ندم علي ما تمنى كما وقع مع قوم قارون وإذا استغرق العبد في الأماني بدون ضابطٍ من شرع وعجز عن تحقيق الأمنية , حسد من فوقه , وتعالى على من تحته وربما وقع في البغي . 
فأول جريمة قتل وقعت بين بني الإنسان سببها الأمنية التي يصعب تحقيقها. كم من أناس أقعدهم الوهم , وألهتهم الأماني , وشغلهم الأمل ؛ فضيعوا العمر بدون فائدة . فإذا الأماني والآمال كانت سرابا , وجاء الموت بغتة حين لا ينفع الندم. 
mp3 MP3 9.79MB
rm RM 3.51MB