عيون الأفاعي - أيا من يدعي الفهم

الشيخ مشاري بن راشد العفاسي

أيا من يدعي الفهم





أيا مَنْ يَدَّعِيْ الفَهْمْ إِلَى

كَمْ يَا أَخَا الوَهْمْ

تُعَبِّيْ الذَّنْبَ وَالـَّذمّْ

وُتُخْطِيْ الخَطَـأَ الجَمّ

أَمَا بَانَ لَكَ العَيْبْ

أَمَا أَنْذَرَكَ الشَّيْبْ

وَمَا فِيْ نُصْحِهِ رَيْبْ

وَلا سَمْعُكَ قَدْ صَمّْ

أَمَا نَادَى بِكَ المَوْتْ

أَمَا أَسْمَعَكَ الصَّوْتْ

أَمَا تَخْشَى مِنَ الفَوْتْ

فَتَحْتَاطَ وَتَهْتَــمّْ

فَكَمْ تَسْدَرُ في السَّهْوْ

وَتَخْتَالُ مِنَ الزَّهْـوْ

وَتَنْصَبُّ إِلَى اللَّهْـوْ

كَأَنَّ المَوْتَ مَا عَمّْ

وَحَتَّـامَ تَجَافِيْـكْ

وَإِبْطَاءُ تَلافِيْـكْ

طِبَاعَاً جَمَّعْتْ فِيْكْ

عُيُوْبَاً شَمْلُهَا انْضَمّْ

إَذَا أَسْخَطْتَ مَوْلاكْ

فَمَا تَقْلَقُ مِنْ ذَاكْ

وَإِنْ أَخْفَقْتَ مَسْعَاكْ

تَلَظَّيْتَ مِنَ الهَـمّْ

تُعَاصِيْ النَّاصِحَ البَرّْ

وَتَعْتَاصُ وَتَـزْوَرّْ

وَتَنْقَادُ لِمَنْ غَــرّْ

وَمَنْ مَانَ وَمَنْ نَمّْ

وَتَسْعَى في هَوَى النَّفْسْ

وَتَحْتَالُ عَلَى الفَلْسْ

وَتَنْسَى ظُلْـمَةَ الرَّمْسْ

وَلا تَذْكُــرُ مَا ثَمّْ

سَتُذْرِيْ الدَّمَّ لا دَمْعْ

إِذَا عَايَنْتَ لا جَمْعْ

يَقِيْ فِيْ عَرْصَةِ الجَمْعْ

وَلا خَالَ وَلا عَـمّْ

وَلَوْ لاحَظَكَ الحَظّْ

لََمَا طَاحَ بِكَ اللَّحْظْ

وَلا كُنْتَ إِذَا الوَعْظْ

جَلا الأَحْزَانَ تَغْتَمّْ

كَأَنِّيْ بِكَ تَنْحَــطّْ

إِلَى اللَّحْدِ وَتَنْغَـطْ

وَقَدْ أَسْـلَمَكَ الرَّهْطْ

إِلَى أَضْيَقَ مِنْ سَـمْ

هُنَاكَ الجِسْمُ مَمْدُوْدْ

لِيَسْـتَأْكِلَهُ الدُّوْدْ

إِلَى أَنْ يَنْخَرَ العُوْدْ

وَيُمْسِيْ العَظْمُ قَدْ رَمّْ

وَمِـنْ بَعْدُ فَلا بُدّْ

مِنَ العَرْضِ إِذَا اعْتُدْ

صِـرَاطٌ جِسْرُهُ مُدّْ

عَلَى النَّارِ لِمَــنْ أَمّْ

فَكَمْ مِنْ مُرْشِدٍ ضَلّْْ

وَمِنْ ذِيْ عِــزَّةٍ ذَلّْْ

وَكَمْ مِنْ عَـالِمٍ زَلّْ

وَقَالَ : الخَطْبُ قَدْ طَمّْ

فَبَـادِرْ أَيُّهَا الغُمْرْ

لِمَنْ يَحْلُوْ بِهِ المُـرّْ

فَقَدْ كَادَ يَهِيْ العُمْرْ

وَمَا أَقْلَعْتَ عَنْ ذَمّْ

وَلا تَرْكَنْ إِلَى الدَّهْرْ

وَإِنْ لانَ وَإِنْ سَـرّْ

فُتُلْفَى كَمَنْ اغْتَـرّْ

بِأَفْعَى تَنْفُثُ السَّمّْ


وَجَانِبْ صَعَرَ الخَدّْ

إِذَا سَاعَدَكَ الجَدّْ

وَزُمَّ اللَّفْظَ إِنْ نَدّْ

فَمَا أَسْعَدَ مَنْ زَمّْ


وَنَفِّسْ عَنْ أَخِيْ البَثّْ

وَصَدِّقْهُ إِذَا نَثَّ

وَرُمَّ العَمَــلَ الرَّثّْ

فَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ رَمّْ

وَرِشْ مَنْ رِيْشُهُ انْحَصّْ

بِمَا عَمَّ وَمَا خَـصّْ

وَلاتَأْسَ عَلَى النَّقْـصْ

وَلاتَحْرِصْ عَلَى اللَّمّْ

وَعَادِ الخُلُقَ الرَّذْلْ

وَعَوِّدْ كَفَّكَ البَذْلْ

وَلا تَسْتَمِعِ العَذْلْ

وَنَزِّهْهَا عَنِ الضَّمّْ

وَزَوِّدْ نَفْسَكَ الخَيْرْ

وَدَعْ مَا يَعْقُبُ الضَّيْرْ

وَهَيِّءْ مَرْكَبَ السَّيْرْ

وَخَفْ مِنْ لُجَّةِ اليَّمّْ
mp3 MP3 913KB استماع استماع
النشيد السابق
حصان رزان
النشيد التالي
خلي ادكار الأربع