العمل في شركة تتعاون من الجيش الأمريكي في العراق

ناصر بن سليمان العمر

السؤال: أعمل في شركة لتجميع المولدات الكهربائية وملحقاتها وصيانتها في لبنان، وهذه الشركة تتعامل مع القوات الأميركية الموجودة في العراق، حيث تقوم ببيعها بعض المولدات وصيانتها لهم عبر فريق موجود في العراق، وذلك بصفتها وكيلة لبعض الشركات الأوروبية في الشرق الأوسط، ولكن التجميع والصناعة نقوم به نحن في لبنان ومن ثم يتم توريده إلى العراق، وأحيانا نعلم أن ما نصنعه أو نجمعه هو للأمريكيين وأحياناً يكون لغيرهم.

ولكن البعض يبرر أن الأميركان إن لم يشتروا منا سوف يشتروا من غيرنا، فلن تنقطع بهم السبل، فلم لا نستفيد نحن منهم ونقوي اقتصادنا وندخل أموالا إلى بلادنا، عوضا عن أن تستفيد الشركات الأميركية أو الأوروبية أو غيرها.

والبعض يقول إنه يجوز بيع العدو أشياء لا يستعملونها في محاربة المسلمين.

ومنهم من يقول إنك تعمل في قسم تصنيع تلك البضاعة ويعرضها قسم المبيعات للبيع فالمسؤولية واقعة على قسم المبيعات لا على قسم التصنيع، وأنت مجرد مهندس في قسم التصنيع والصيانة وتأخذ أجرك على ما تعمل.

فأنا محتار في أمري وكذلك كثير من الأخوة الملتزمين في الشركة، فأفتونا في هذا الأمر، وأرجو منك فضيلة الشيخ أن تكون الإجابة تفصيلية ومبينة حتى نستطيع أن نبين للأخوة الأمر ونفصح عن وجهة نظرنا سلباً كان أم إيجاباً، وجزاكم الله خيراً.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

إذا لم يثبت لديك أن العدو يستخدم هذه المولدات الكهربائية لحرب المسلمين، فلا حرج في العمل في تلك الشركة التي تصنع المولدات الكهربائية.

وبخاصة أن الكهرباء نفعها للناس ظاهر، وليست كالسلاح.

ودعوى تقوية الاقتصاد لا تنضبط إلا إذا كان الأمر مباشراً وظاهراً.

والمحرم هو التعاون على الإثم والعدوان، كما قال سبحانه وتعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: من الآية2]، ولا شك أن الورع هو البعد عن أي عمل فيه شبهة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام" (أخرجه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه)، وفقك الله وسددك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.