القيام لسجود التلاوة

الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال: أيهما أفضل: أداء سجدة التلاوة من وضع الوقوف أو الجلوس، فعندنا نؤديها من وضع الوقوف؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:

فإن سجود التلاوة خضوعٌ لله تعالى؛ فلا يدخل في مسمى الصلاة؛ فيجوز بغير شروطها من استقبال القبلة والطهارة وغيرها.

قال شيخ الإسلام "ابن تيمية": "هذا هو السُّنة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عامة السلف، وهو المنصوص عن الأئمة المشهورين.

وعلى هذا فليست صلاة؛ فلا تشترط لها شروط الصلاة؛ بل تجوز على غير طهارة؛ كما كان ابن عمر رضي الله عنهما يسجد على غير طهارة ؛ لكن هي بشروط الصلاة أفضل، ولا ينبغي أن يُخلَّ بذلك إلا لعذر، فالسجود بلا طهارة خيرٌ من الإخلال به ... ، وعلى هذا ترجم "البخاري" فقال: (باب سجود المسلمين مع المشركين، والمشرك نجسٌ ليس له وضوء)، قال: "وكان ابن عمر يسجد على غير وضوء"، وذكر سجود النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم لما سجد وسجد معه المسلمون والمشركون، وهذا الحديث في (الصحيحين).

وقال: "سجود التلاوة قائماً أفضل منه قاعداً، كما ذكر ذلك مَنْ ذكره من العلماء من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهما"، وقال: "وهذا ظاهرٌ في الاعتبار؛ فإن صلاة القائم أفضل من صلاة القاعد؛ إذ هو أكمل وأعظم خشوعاً؛ لما فيه من هبوط رأسه وأعضائه الساجدة لله من القيام". اهـ.

وقال "المرداوي" في (الإنصاف): "الأفضل أن يكون سجوده عن قيام، جزم به "المجد" في (شرحه) و(مجمع البحرين) وغيره، وقدَّمه في (الفروع)؛ وقال مثله "ابن مفلح" في (الفروع)،، والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع الألوكة