تقدّم إليّ وقد زنى من قبل

الشيخ عبد الحي يوسف

السؤال: تقدّم إلي رجل, وكان صريحاً معي في أنه زنى ثم تاب, وأريد نصيحة منك تجيب على الآتي:
1 - قوله تعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة}.
2 - هل من حرج فيما لو طلبت منه إجراء الكشف الطبي للتأكد من خلوه من مرض الإيدز؟
الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

- أولاً: قول الله عز وجل: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة} إنما هو في حق من لم يتب، أما من تاب فإن الآية لا تتناوله باتفاق أهل العلم، ثم إن جمهورهم على أن معنى النكاح في الآية إنما هو الوطء لا العقد، فيكون معنى الآية: الزاني لا يزني إلا بمن كانت مثله زانية أو أسوأ منه بأن كانت مشركة، والزانية لا يزني بها إلا من كان مثلها بأن كان زانياً أو أسوأ منها بأن كان مشركاً، وليس معنى الآية عند جمهور العلماء تحريم التزاوج بين العفيفة والزاني.

- ثانياً: من تاب تاب الله عليه، ولا يؤخذ المرء بما كان منه في زمان جاهليته وطيشه، وما دام الرجل قد صدقك فيما كان منه خلال سنيِّ حياته التي مضت، فإنه يغلب على الظن صدقه إن شاء الله فيما بقي من عمره، وكان الأوْلى به أن يستر على نفسه فيما وقع منه من تقصير في جنب الله وإقدام على انتهاك حرماته جل جلاله.

ثالثاً: لا حرج عليك في أن تطلبي منه إجراء فحص الدم ليطمئن قلبك وتقبلي على العيش معه بنفس راضية، ويجب عليه أن يرضى بذلك حيث لا ضرر ولا ضرار، لكن ترفقي في طلب ذلك منه وابحثي عما يهوِّن الأمر عليه، لأن الله عز وجل أمر بالرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، والعلم عند الله تعالى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.