تعلم الملاكمة

عبد الحي يوسف

السؤال: أريد الاشتراك في نادي الملاكمة للهواة لتقوية بدني واكتساب مهارة السرعة الشديدة في الضربات وللقدرة على التفادي، كما أحب ممارستها لأستطيع أن أدافع عن نفسي وأهلي ولأنني أحبها، فما حكم تعلم الملاكمة للهواة وليس للمحترفين؟ كما أنني أريد أن أجاهد في سبيل الله والدفاع عن وطني ولا أستطيع أن أفعل ذلك بدون أن أكون متدرباً على القتال، وأريد أن أكون كما كان يفعل علي بن أبي طالب الذي لم يصارع أحداً إلا وصرعه، وخالد بن الوليد الذي كان من أقوى المصارعين، فقد صارع عمر بن الخطاب في صغره وصرعه بل وكسر قدمه، بل والرسول صلى الله عليه وسلم نفسه كان مصارعاً قوياً وقد صارع ركانة وهزمه عدة مرات.
الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير"، قال شارحو الحديث: "المؤمن القوي: أي على أعمال البر ومشاق الطاعة، والصبور على تحمل ما يصيبه من البلاء، والمتيقظ في الأمور المهتدي إلى التدبير والمصلحة بالنظر إلى الأسباب واستعمال الفكر".أ.هـ.

ولا شك أخي السائل أن من القوة المحمودة المأمور كل مسلم بالأخذ بها تعلم ما من شأنه تقوية بدنه، وإعداد نفسه لتحمل المشاق في سبيل الله عز وجل، ومن ذلك تعلم المصارعة والسباحة والرماية والوثوب على الخيل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسابق بين أصحابه ويسابق بين الخيل المضمرة والخيل التي لم تضمر، ويشجع أصحابه رضي الله عنهم على ذلك ويجيزهم، وعليه فلا حرج عليك أخي من تعلم الملاكمة للأغراض المشروعة التي ذكرتها في ثنايا سؤالك، مع الأخذ بالشروط الشرعية المعتبرة في ألا يشغلك ذلك عن طاعة ربك في صلاتك وذكرك، وتعلم العلم الواجب عليك معرفته، وأنت بذلك مطيع لربك الذي أمرك بذلك فقال: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.