الكفاءة في التعليم بين الزوجين

الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي

الكفاءة في التعليم بين الزوجين

السؤال: أنا فتاه أدرس بإحدى الكليات العملية، تقدم لخطبتي شاب على خلق، ولكنه لم يكمل دراسته الجامعية؛ فما رأي الإسلام في التكافؤ في التعليم بين الزوجين؟
الإجابة:
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإنه لا بأس من زواجك بهذا الشاب الذي ذكرتيه، وليس هذا من الكفاءة التي اشترطها بعض الفقهاء، ومع ذلك فالراجح من أقوال أهل العلم في الكفاءة المعتبرة في النكاح أنها كفاءة الاستقامة والخلق والدين، واحتجوا بأدلة كثيرة من الكتاب والسنة:
أما القرآن:
فقال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، وقال الله تعالى: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} [البقرة: 221]، وقال تعالى: {وأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور: 32]، وقال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات: 10].

وأما السنة:
فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم مَنْ ترضون دِينَه وَخُلُقَه، فأَنكحوه؛ إلا تفعلوا، تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ. قالوا: يا رسول اللَّه، وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم مَنْ ترضون دِينَه وَخُلُقَه، فأنكحوه" [رواه الترمذي عن أبي حاتم المزني].
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أسود على أحمر، ولا أحمر على أسود؛ إلا بالتقوى" [رواه أحمد].
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "يا بني بياضة، أنكحوا أبا هند، وأنكحوا إليه"، قال: وكان حجَّامًا؛ [رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه].
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبِيَّة الجاهلية، والفخر بالآباء، مؤمنٌ تقيٌّ، وفاجرٌ شقيٌّ؛ الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب، لينتهين أقوامٌ عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية، أو ليكونن أهون على الله من الجِعْلان التي تدفع النتن بأنفها" [رواه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه].


وكذلك السنن العملية مستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته بعدم اعتبار الكفاءة النَّسَبيَّة:
فمنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم زوَّج زينب بنت جحش ابنة عمته الأسدية القرشية من زيد بن حارثة مولاه.
ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس رضي الله تعالى عنها: "أنكحي أسامة" [رواه مسلم].
ومنها: "أن سالماً مولى أبي حذيفة بن عتبة، تزوج ابنة الوليد بن عتبة" [رواه البخاري].

لكن إن ترتب على عدم اعتبار الكفاءة مفسدة متوقعة، كسفك دماء، أو قطيعة رحم، فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

ومما سبق يتبين أنه لا يشترط في الزواج الكفاءة في المؤهلات العلمية،، والله أعلم.