إنهم فعلاً مجرمون ساديون يا طالبان

لا تختلف كثيراً تلك الصور المفجعة لجثث أطفال ذبحوا بدم بارد في حمص عن أخرى في غزة لأطفال ودعوا حياتهم نتاج قصف استهدف مدنيين، عن ثالثة في أقصى الأرض بقندهار الأفغانية التي شهدت مجزرة أمريكية نفذها سفاح من الجيش الأمريكي بحق أطفال وذويهم في بيوتهم..


لا تختلف كثيراً تلك الصور المفجعة لجثث أطفال شهداء ذبحوا بدم بارد في حمص عن أخرى في غزة لأطفال ودعوا حياتهم نتاج قصف مركز يستهدف مدنيين، عن ثالثة في أقصى الأرض بقندهار الأفغانية التي شهدت مجزرة أمريكية نفذها سفاح من الجيش الأمريكي بحق أطفال وذويهم في بيوتهم.


المجزرة الأولى: نفذها الاحتلال النصيري/الصفوي ضد أطفال حمص السنة.
المجزرة الثانية: نفذها الاحتلال الصهيوني ضد أطفال غزة السنة.
المجزرة الثالثة: نفذها الاحتلال الأمريكي ضد أطفال قندهار السنة.


والمتشابه أن الثلاثة قد ارتكبوا في بيوت آمنة، اثنان منهم عبر اقتحام البيوت الآمنة، وتصفية من فيها وهم عزل من السلاح، بل في الحالة الأخيرة، وأهلها نائمون..


وفي الأخيرة (الأمريكية)، قام فيها رقيب بالجيش الأميركي باقتحام ثلاثة بيوت في قرية بجنوب أفغانستان وقتل سكانها بالرصاص ـ وكان من ضمن الضحايا تسعة أطفال ـ ثم قام الجندي بجمع الجثث وأشعل فيها النار.


والرقيب ليس شخصاً عادياً، بل هو قناص مشاة مدرب على قنص الأهداف على بعد 800 متر، ولديه خبرة ـ حقيرة بالطبع ـ من خلال عمله العدواني في العراق لمدة ثلاثة أعوام، وقد ترك يغادر وحدته دون اعتراض ليرتكب مجزرته، التي أعقبتها السلطات الأمريكية المجرمة بإطلاق قنبلة دخان تضليلية، تقول عبرها، في تصريح فاجر من مسؤولين فى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون": "إن الجندى الأمريكى، أصيب بـ "سكتة دماغية" فى عام 2012، وعاد للخدمة مجدداً، وقد يكون هذا التأثير مسيطر عليه وقت ارتكاب الحادث"! (علماً بأن القناص قد أحضر لأفغانستان في يناير الماضي فقط)، وهو ما جعل حركة طالبان تعلق في بيان لها على ذلك بالقول: "إذا كان المتورطون في هذه المذبحة مختلين عقليا، فإن ذلك يقف شاهدا على جريمة أخلاقية أخرى يرتكبها الجيش الأميركي بتسليحه مجانين في أفغانستان يوجهون أسلحتهم صوب الأفغان العُزَّل دون إمعان للنظر"، وتنذر من خلال ناطقها ذبيح الله: "الإمارة الإسلامية تنذر مرة أخرى البهائم الأمريكيين بأن المجاهدين سينتقمون منهم.. وبعون الله سنقتل ونقطع رقاب جنودكم السفاحين الساديين".


إنها حقاً سادية ووحشية تعبر بجلاء عن حجم الأحقاد التي يضمرها هؤلاء المجرمون لنا كمسلمين في سائر البلدان، وتتجاوز أي حديث عن استراتيجيات ومصالح واقتصاد ونحوه؛ فما الذي يدفع الأمريكيين لأن يسترخصوا قتل الأفغان على مدى اثني عشر عاماً، ويختلقون الذرائع لتنفيذ المذابح المتوالية، ويهينون مقدسات المسلمين وينتهكون حرماتهم إلا لأنهم يمارسون حرباً صليبية واضحة المعالم، مكتملة الأركان، وما الذي يمكنه أن يفعل حرق المصاحف (الذي أسفر الاحتجاج عليه عن استشهاد نحو 40 أفغانياً غيوراً) أو التبول على الجثث أو قتل تسعة أطفال نائمين في بيوتهم من أثر اقتصادي يعود على الولايات المتحدة بالنفع، أو يحقق لها مكسباً عسكرياً يرفع من قدرتها على لجم خصومها في آسيا؟!


وما الذي يجعل هؤلاء يحولون دون محاكمة "مجانينهم" إلا لكونهم جزءًا من أجندتهم التي لا تختلف قيد أنملة عن أجندة فرسان المعبد وحملة الصليب قبل ألف عام؟!

إن تكرار هذه الجرائم يجلي الحقيقة، ويفسر لنا إحجام "المجتمع الدولي" عن ملاحقة أصحابها سواء أكانوا من الصهاينة أو الرافضة أو النصيرية أو الصليبيين الجدد.. إذ إن الجميع اتفق بصراحة على أن ذبحنا وإذلالنا وإهانتنا مقدمة على كل الأهداف، وسابقة لكل الخطط والاستراتيجيات، وإلى هذا ينبغي أن تتجه أبصار الجميع، ويعمل على إنضاج استراتيجية حكيمة تدرك أن الصراع واقع، والمواجهة باتت حتمية، وهي بدأت الآن من شامنا الأعز ولن تنتهي عند خراسان..


20/4/1433 هـ